‫مدخل إلى علم‬

‫‪:‬الصرف‬
‫قبل الشروع في الحديث عن موضوع الصرف العربي و كيفية‬
‫تناوله للكلمات العربية يجدر بنا أن نقف على تحديد بعض القضايا‬
‫األساسية المتعلقة بظروف نشأة هذا العلم وتحديد مفهومه ثم‬
‫التطرق إلى أسبابه و مدارسه ورواده‪ ،‬وهي أمور أساسية لطلبة‬
‫هذا العلم‪ ،‬لكي يدركو أهميته من خالل أسباب نشأته وتحديد‬
‫مصطلحه اعتمادا على المفاهيم التي ترتبط بدوره في اكتساب‬
‫اللغة العربية وذلك من خالل ضبط الكلمات التي هي موضوعه‬
‫‪.‬ومادته األساسية‬
‫‪ :‬محاور علم الصرف‬

‫نشأة علم‬
‫أسباب ظهور‬ ‫تعريف علم‬
‫الصرف‬
‫علم الصرف‬ ‫الصرف‬
‫العربي‬
‫مدارس علم‬ ‫رواد علم‬
‫الصرف‬ ‫الصرف‬
 ‫‪ :‬نشأة الصرف العربي‬
‫يعد علم الصرف أحد علوم األدب اإلثني عشر التي يحترز بها عن الخلل ‪‬‬
‫في كالم العرب لفظا وكتابة‪ ،‬ولقد نشأ علم الصرف أو الصرف العربي كغيره‬
‫من فروع علم اللغة العربية مع علم النحو جنبا إلى جنب وذلك عندما أحس‬
‫العرب بحاجتهم إليهما معا وذلك لحفظ القرآن الكريم وحمايته من اللحن‬
‫الذي انتشر بسبب احتكاك العرب بغيرهم من األعاجم والمتحدثين بغير اللغة‬
‫العربية‪ .‬وكذلك من أجل تفسير أحكام القرآن الكريم وتوضيحها للمسلمين‬
‫‪.‬كافة‬
‫و أما الواضع األول لعلم الصرف فلم يشر إليه أحد من المتقدمين‪ ،‬وسبب ‪‬‬
‫ذلك أنهم لم يكونوا ينظرون إلى التصريف على أنه علم مستقل عن النحو‪،‬‬
‫وإنما كانوا يرون أنه جزأ منه‪ ،‬وأن نشأته رافقته نشأة النحو‪ ،‬و كان البحث‬
‫في العلمين يطلق عليه مصطلح )النحو(‪ ،‬أضيف إلى هذا أن مباحثهما كانت‬
‫‪.‬متذاخلة النشأة ولم تكن هناك حدود تمييز أحدهما من اآلخر‬
‫إن هذا التداخل بين العلمين دون وجود تمييز أحدهما عن اآلخر‪ ،‬هو سبب الخالف في زمن‬
‫نشأة علم الصرف‪ ،‬فبعض األقوال تشير إلى أّنه بدأ في زمن معاذ بن‬
‫مسلم الهّر اء عام ‪803‬م‪ ،‬وكان الّس يوطي من أصحاب هذا‬
‫القول‪ ،‬أّم ا القول اآلخر فيشير إلى أّنه كان في زمان ُم تأّخ ر أي‬
‫في عام ‪1474‬م‪ ،‬واألرجح أّن بدايات هذا العلم كانت مع الّنحو‬
‫في ُم نتصف القرن األول الهجرّي ‪ ،‬إذ إّن هذا ما ذكره أحمد‬
‫الحمالوّي في كتابه (شذ العرف في ِع لم الّص رف)‪ ،‬ويجب‬
‫اإلشارة إلى أّن العديد من الباحثين أشاروا إلى هذا القول‬
‫وأقّر وا بأّن ِع لم الّص رف ‪-‬كما ِع لم الّنحو‪ُ -‬ع ِر ف عن ُع لماء‬
‫اّللغة في عهدهم األوّل ‪ ،‬فقد كان العاِلم باّللغة ال بَّد ُم لّم ًا بالعلمين‬
‫‪.‬معًا باإلضافة إلى غيرهما من ُع لوم اّللغة األخرى‬
 ‫تعريف علم‬
‫‪ :‬الصرف‬

‫لغة‪ :‬من أهم المعاني التي وردت بها مادة "ص‪ ،‬ر‪،‬ف‪ " ،‬في المعاجم العربية التغيير‪-‬‬
‫والتحويل‪ ،‬وقد جاء الصرف والتصريف في القرآن الكريم بهذا المعنى في كثير من‬
‫اآليات كقوله تعالى‪ ..." :‬انظر كيف تصّر ف اآليات ثّم هم َيْص ِد فون "األنعام ‪ 46‬وقوله ‪... ":‬‬
‫وتصريف الرياح والسحاب المسّخ ر بين السماء واألرض ‪ ....‬البقرة ‪ 164‬وقوله تعالى‬
‫‪.‬أيضا ‪ " :‬والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم‪(...‬الفرقان ‪)65‬‬
 ‫‪ :‬اصطالحا‪ :‬للصرف اصطالحا معنيان‬

‫أحدهما عملي ‪ :‬وهو تحويل األصل الواحد إلى أمثلة مختلفة لمعان •‬
‫مقصودة ال تحصل إال بها كتحويل المصدر إلى اسم الفاعل أو اسم‬
‫المفعول أو اسم التفضيل أو اسم اآللة الخ‪ ...‬يقول ابن جّني ‪ " :‬معنى قولنا‬
‫التصريف هو أن تأتي إلى الحروف األصول فتتصرف فيها بزيادة حرف‬
‫أو تحريف بضرب من ضروب التغيير فذلك هو التصرف فيها‪،‬‬
‫والتصريف لها ‪ ،‬نحو قولك ‪َ :‬ضَرَب " فهذا مثال الماضي فإن أردت‬
‫المضارع قلت ‪َ" :‬يْض ِرُب " ‪ ،‬أو اسم الفاعل قلت ‪" :‬ضارب"‪ ،‬أو المفعول‬
‫قلت ‪" :‬مضروب"‪ ،‬أو المصدر قلت ‪" :‬ضربا" ‪ ،‬أو فعال ما لم ُيسَّم فاعله‬
‫قلت‪" :‬ضرب"‪ ...‬وعلى هذا عامة التصرف في هذا النحو من كالم‬
‫العرب‪ .‬فمعنى التصريف هو ما أريناك من التلعب بالحروف األصول لما‬
‫"ُيراد فيها من المعاني المفادة منها غير ذلك‬
‫والثاني علمي ‪ :‬وهو علم من علوم اللغة العربية ‪ .‬وقد قدم ابن الحاجب تعريفا علميا •‬
‫للصرف حيث يقول ‪} :‬التصريف علم بأصول تعرف بها أحوال أبنية الكلم التي ليست‬
‫بإعراب { شرح الشافية للرضي االسترابادي ج ‪ 1‬ص ‪ .1‬أي أن هذا العلم يضم‬
‫مجموعة القواعد العامة التي تدرس الكلمات في أبنيتها وليس من خالل عالقاتها ‪،‬‬
‫ويشرح الرضي هذا التعريف فيقول‪" :‬إن كلمة أصول إنما يعنى بها القوانين الكلية‬
‫المنطقبة على الجزئيات ‪ ،‬كقولهم مثال " كل واو أو ياء إذا تحركت وانفتح ما قبلها قلبت‬
‫ألفا " شرح الشافية للرضي االسترابادي ‪،‬ج‪ ،1‬ص ‪ . 2-1‬ويعرفه ابن مالك‬
‫قائال ‪} :‬وهو علم يتعلق ببنية الكلمة وما لحروفها من أصالة وزيادة وصحة وإعالل‬
‫وشبه ذلك{ تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد البن مالك ‪ ،‬ص ‪ . 76‬واألبنية جمع بناء ‪،‬‬
‫والمقصود بالبناء بناء الكلمة ويقال أيضا بنية الكلمة وصيغة الكلمة ووزن الكلمة وزنة‬
‫الكلمة أما‪ .‬كيفية صياغة األبنية فهي الطرائق التي تذكر في أبوابها المختلفة بغية‬
‫التوصل إلى المعاني‪ .‬فالصرف في االصطالح هو ‪ " :‬علم ُيعنى بالكلمة المفردة من‬
‫دون سواها في كيفية صياغتها لتفيد معنى أو هو البحث عن أحوالها العارضة من صحة‬
‫أو إعالل ونحوهما‪ " .‬دروس التصريف لمحمد محي الدين عبد الحميد ص‪5‬‬
 ‫‪:‬أسباب نشأة علم الصرف •‬
‫•‬ ‫اتفق النحويون على أن علم الصرف‬
‫نشأ مع علم النحو في منتصف القرن‬
‫‪:‬األول الهجري لثالثة أسباب وهي‬
‫•‬ ‫الندراج التصريف في النحو عند المتقدمين وقد دعاهم ذلك إلى إغفال ذكر الواضع‬
‫‪.‬األول للتصريف‬
‫التفاق النحاة على أن انتشار اللحن هو السبب األول لنشوء علم الصرف‪ ،‬إذ لم •‬
‫يقتصر اللحن على ما يتصل باإلعراب فحسب وإنما امتد إلى بنية الكالم التي هي‬
‫‪.‬في مجال علم التصريف‪ ،‬فال شك أن هذا هو سبب نشوء علم التصريف‬
‫ألن مباحث التصريف جاءت مكتملة في كتاب العالمة سيبويه والمتوفى سنة ‪• 180‬‬
‫للهجرة‪ ،‬واكتمال مسائل التصريف لدى سيبويه هو دليل على أن بذور علم‬
‫التصريف ظهرت قبله بفترة جيدة سمحت بوضع المبادىء األولى‪ ،‬ومن ثم وضع‬
‫المسائل المتفرقة‪ ،‬وبعدها األصول العامة‪ ،‬فالفروع الجزئية‪ ،‬حتى جاء سيبويه‬
‫فضمها جميًع ا في كتابه الذي اشتمل أيًض ا إلى جانب جميع ما ذكر على القياس‬
‫‪.‬اللغوي الذي يعّد مرحلة تالية لقياسات التصريف‬
 ‫‪ :‬بعض رواد علم الصرف‬
‫الخليل بن أحمد‪ :‬أحد أهم رواد علم الصرف ‪،‬ويعتبر أول من قام بتأسيس هذا •‬
‫العلم ‪،‬وكان الخليل بن أحمد يعمل في مدينة الكوفة في العراق في القرن التالث الهجري‬
‫ومن اهم مؤلفاته" الكافية في الصرف" الذي يشتمل على شرح وتفسير القواعد النحوية‬
‫‪.‬والصرفية‬
‫سيبويه ‪:‬عالم لغوي عربي شهير ‪،‬وهو مؤلف كتاب "الكتاب" الذي يشتمل على شرح •‬
‫وتفسير قواعد النحو والصرف واإلمالء بشكل مفصل ‪ .‬وقد وضع سيبويه أسًس ا دقيقة‬
‫لتصنيف الكلمات ‪ ،‬حيت قام بتصنيف الكلمات إلى فعل واسم وحرف وحرف جر‬
‫‪ ... .‬بإلضافة الى حروف النداء واإلستفهام وحروف شرط‬
‫ابن مالك ‪:‬يعتبر من أشهر النحويين في العالم العربي ‪ ،‬وهوا مؤلف كتاب "الكافية في •‬
‫‪.‬النحو" وهو يشتمل على شرح وتفسير قواعد النحو والصرف بشكل مفصل‬
‫الجوهري ‪ :‬قدم هوا األخر تصنيفا مفصال للكلمات وأنواع الصرف ‪.‬واستعرض •‬
‫العالقة بين الصرف والنحو واوضح تأتير كل منهما على األخر ‪،‬وقد اوضح الجوهري‬
‫أن النحو يتناول قواعد اللغة العربية وبناء الجملة والتراكيب اللغوية ‪ ،‬والن الصرف‬
‫‪.‬والنحو يتكامالن معا في تحليل النصوص العربية‬
 ‫‪:‬مدارس علم الصرف‬
‫مدرسة البصرة ‪:‬تأسست في البصرة حيت أسهم أبو األسود الدؤلي في‪• 1-‬‬
‫تأسيسها ‪.‬وهده المدرسة كان لها نضريات خاصة في تحليل وتصنيف الكلمات‬
‫‪ .‬واألوزان‬
‫مدرسة الكوفة‪ :‬نشأت في الكوفة وقدمت مساهمات مهمة في دراسة وتحليل‪• 2-‬‬
‫‪ .‬الصرف ‪.‬كانت لها تفسيرات وقوانين مختلفة عما كانت تقدمه مدرسة البصرة‬
‫‪ .‬ـ قد ُع رفت هذه المدرسة كما ُع رفت البصرة وكان لكل منهما أثر في السياسة •‬
‫ـ األساس المعرفي الذي كان لمدرسة البصرة ينطلق من القرأن والشعر أما الكوفة •‬
‫‪ .‬فهي لغات إألعراب والشعر العربي والقرءات‬
‫مدرسة البصرين‪ :‬هده المدرسة تأترت بألفكار الصرفية للبصرة وتطورت فيما‪• 3-‬‬
‫‪ .‬بعد لتقديم نضرياتها الخاصة في علم الصرف‬
‫مدرسة الشام ‪ :‬نشأت في المنطقة الشامية وطورت نضريات خاصة بها في‪• 4-‬‬
‫‪ .‬تحليل الصرف وتصنيف األوزان‬
 ‫‪ :‬من إعداد الطالبات‬
‫‪.‬وجدان الصابري‬
‫‪.‬نهاد القجبال‬
‫‪.‬فاطمة المداني‬
‫‪.‬ياسمينة اللغميش‬
‫‪.‬تحت إشراف األستاذ عبد اإلله بلحاجي‬
‫مدخل إال‬