Professional Documents
Culture Documents
واملوض و وووع يَّص و وول يف فكر املس و وولوت ببناء فكر األمة وتو لجهها اة و وواري؛ من أجل إعاد البناء ملا
ِّ
مهدم ،وترميم ما ْاه مُِّتئ ،وإبداع ما يمساير العصر ،انطالقًا من األصول اإلسالميَّة ،اليت زها هبا ال ار م
يخ العلوي
بعض الغووض يف حتديده ،وحوله آراء عد وتصورات مُم لفة. َغ ْ َري َّ
أن مفهوم املصدر يشوبه م
إذا ت بَّعنا طر َح مص و و و و ووطلع فمص و و و و ووادر املعرفةف يف الكثري من البم مطوًب ،يفد اخ الفًا بل اض و و و و ووطر ًااب يف
مثالً ...ومنهم من َُييل إا اإلمجال؛ فيجعل هللا تعاا مصدر املعرفة والوحي أدا ف[.]1
ولذا نف ِّ
صو ول يف البط بت األص وول واملص وودر ،فاألص و مول هو ا الق دا وألس ووباهبا ،واملص وودر هو علة
لل
ناسق ا يكون دون ثبات ،والثَّبات ل
مسبل األسبا َ ،غ ْ َري أنه تعاا أبدع الكون على نظام مم ناسق ،وال م
القانون ،والقوانت يفا يسو وور هللا ل نسو ووان إدرالها؛ بل أر و ووده للبط عنها ،وهي من العا ،املبا و وور الظاهر،
الدلنيوية ،فيقفز إا مسووبل األسووبا دفعة واحد ،والنِّزاع قا م حول السووبل الدلنيوي يف عا ،الشووهاد ،لفقه
َّأما جر األنظار إا ما غا فآمنا ابهلل ،لكن نل وس مرؤية سنة هللا يف خلقه ،وا تبديل لسن ه تعاا
عباده آايته يف اآلفاب ويف أنفس ووهم ،إاَّ وقد مكنهم من
يف اآلفاب وا األنفس ،فوا وعد جل وعال نن يمري َ
مرؤي ها ،واللرؤية ا تس قيم دون فهم للعلل واألسبا ،وللٌّ يدرك يًا من ذلث بقدر ما أويت من علم وقدر
وإراد .
األمة ،وتوجهها اة وواري من أجل إعاد بنا ها أفر ًادا ومجاعات؛ انطالقها من اهذور األصوولية وااتاهات
والقيم ،اليت لووان دووا ألث األثر يف ار نووا[ ،]2غري أن لكثري من البوواحثت يف هووذا املوضو و و و و و وووع آراء عوود ،
فالبعض ََيعل طرب املعرفة مصووادر دا وحو وسووا لها ،وهذا يعارض بنية املصووطلع ودااته اللغوية،
م
فاملصدر لغة من الصدر ،وهو مقدمة لل يء؛ أي :أصله الذي عنه يصدر.
مصطلع مصادر املعرفة يف املفهوم الفلسفي ليس هو املراد بطممرقها عندان يف تصوران الدقيق ،ذلث أن مصدر
معا[.]3
مصادرها ومنابعها ً
لكن إذا ت بعنا طرح مص ووطلع فمص وودر املعرفةف يف الكثري من البطوًب يفد اخ الفًا ،بل اض ووطر ًااب يف
اسو و و عواله ،وتَداخالً مأ مص و ووطلطات أخرق؛ يفا يموقأ يف إ و ووكاات فكرية ،فهي ت عامل مأ املص و ووطلطات
َّأما املص و و و و و وودر فالبعض ََيعله هو وس و و و و و وويلة الوص و و و و و ووول إا املعرفة ،وقد تبت أ َّ ا األدا ،وهي اةوا
منبأ املعرفة ،وأ َّ ا مثر من أصل ،وهذا ََيري على الطرب؛ أي :القو اإلدرالية.
والقلل ،وآخرون جعلوه َ
وهي اهوارح من حوا وقلول ،وفلول اإلدراكف وهو القلول ،وفلول اإلحس و و و و و و ووا ف ،وهو اةوا ،وفالقو
املدرلةف الكامنة ابحملل ،وففعل القو املدرلةف وهو نشو و و و و و وواطها وعلوياعا اإلدرالية ،وفادي ةف وهي حصو و و و و و ووول
السؤال :ما مصدر املعرفة؟ النشاط اإلدرالي ،أم اإلدراك ،أم املوضوع املدرك؟
من تنبه ي عامل مأ العقل مبعانيه على أ نَّه لل وقو وفعل وهي ة ،فيطلق على املعلومات الكامنة يف النفس
االُتالم املعريف :عقالً ،وعلى عولية اسُتجاعها وااس نباط منها :عقالً ،وعولية حتصيلها أواً :عقالً.
خوواليووة عن املعووارف والعلوم ابهلل ،فوواهلل أعطوواهووا هووذه اةوا َّ ؛ ل س و و و و و و و فيو َود ِّهبوَا املعووارف والعلومف ،بعوود أن َّبت
ذلث املس ووووع ،ولذا القول يف س ووا ر اةوا ،فيص ووري حص ووول اةوا س ووببًا ة ووور ماهيات احملس وووس ووة يف
النفس والعقل ،تلث املاهيات على قسوووت :أحد القسوووت ما يكون ح وووره موجبا ا اما يف جزم ِّ
الذهن، ً
نصف ااثنت ،وهذا القسم هو عت البَ َد ِّهي ،والقسم الثاين :ما ا يكون لذلث وهو العلوم النظريةف[.]5
العلوم تك س و وول بواس و ووطة العلوم البديهيَّة ،وحدوًب البديهيَّات ب ص و ووور موض و وووعاعا
أن َ واةاص و وولَّ :
وس و و ووطت ،مها العا ،الدَّاخلي االنفس املدرلة ،والعا ،ا ارجي ،وهو لل ما خرج عن لل اإلدراك االقلل ،
فااتِّصووال ابلعا ،ا ارجي ا يكون إا ابةوا ،اليت تنقل ما يصووبع بَ َدهياا إذا َّ
تكرر؛ ألن صووورته وماهي ه ،
ت غري ،فيجزم الووذهن بثبوواتووه أو نفيووه ،وهووذا اهزم يصو و و و و و وونأ القووانون اقووانون العقوول ،وترالم القوانت تب لنووا
البديهيَّات واملسلوات؛ وهي العلم ال َّروري الذي منه نك سل العلوم النظرية الكسبية واةاصلة اح ًقا.
واملصدر ا بم َّد أن يصدر عنه يء حنو مم لق ،فإذا قلنا :مصدر العلم ،فسيصدر عنه امعلوم ،حنو
م لق له القابليَّة على اس قباله ،وهو لل العلم اامل علم ،وحال َمت لكنه منه يكون اعاملا به ،فهنا اةوا انقلة
ً
مصدرا للوعارف؛ أل َّ ا خالية أصالةً منها.
ً بنص القرآن وإمجاع العقالء؛ فال تكون
لكن املبدأ ،يعت ،ا بم َّد أن نصو و و و ووطلع عليه علم املن هى وهو القلل ،أو العقل ،أو النفس ِّ
املدرلةَّ ،
األجس و و و ووام لُتاها ،بل األجس و و و ووام ينبع منها ال و و و وووء حنو العت املقابلة واملبا و و و وور دا ،ف نقل تلث ال أثريات
وتس و و و و و و و قبلهوا اةوا ،تص و و و و و و وول هبوا إا مرلز اإلدراك ،ويودخول املثوال اخوا ًموا مواد أوليوة إا القلول فلول
اإلدراكف ،وهو لوص و و وونأ به نش و و وواطات إدرالية عد ،ت ص و و وواعد وت فاوت من فرد آلخر ،فكل عقل رج من
فيكون املصو و و و و و وودر األصو و و و و و وولي االعا ،ا ارجي ،واملصو و و و و و وودر ال ابأ هو ااةافظة أو الذالر ،فالعقل
ختزن هذه املعارف؛ ل كون اماد أولية ملعارف وعلوم أخرق بعدها ،ومن معاين العقل أنَّه قو ال وييز ،وأنه
املعلومات املخزنة؛ لذا َيفد البعض لأيب حامد الغزايل يقول :فالعقل منبأ العلم ومطلعه وأساسهف [ ،]6فهذا
أما غالل ما جرق عليه العقل ،فهو فقو إدراليةف ،فال يكون لالا بنص القرآن؛ حي م لان صو و ووفة
مصدر ،لكان
م لعت قا وة بنفسها وهي االقلل ،فالعقل قو القلل ،فلو فرضنا -تنزيالً -أن لل اإلدراك
األوا أن يكون القلل هو مص و و و و و وودر املعرفة ا العقل؛ ألنَّه ص و و و و و ووفة للقلل ،والفاعل هو القلل ،لكن غلل
اهوارح ،وهي املطاعة املخدومة من مجيأ األع و و و و و و وواء ...فالعا ،عبار عن القلل الذي فيه ل مثال حقا ق
األ ووياء ،واملعلوم عبار عن حقا ق األ ووياء ،والعلم عبار عن حص ووول املثال يف املرآ ،فوص ووول مثال املعلوم
فاةقيقة دا مثال ،واةقيقة هي ااملعلوم الكامن خار َج النفس العاملة ،واةقيقة تن قل إا االعا،
لوا َّبت الغزايل أن املعلوم هو فحقا ق األ و و ووياءف ،واملعلوم هو املعارف واملعلومات واملدرلات ،وإذا
قلنا مصو و وودر املعرفة؛ أي :مصو و وودر املعلومات واملعارف ،فوصو و وودر املعلوم هو مصو و وودر حقا ق األ و و ووياء ،وهي
ِّ
الشيء :الشيءم نفسه؛ فعنه تصدر حقيق ه ومثاله وصورته وماهي ه ،وهو املؤثر األ ياء؛ أي :مصدر حقيقة
فاةوا نواقل للوعارف ،لوا َّبت الرازي وغريه ،واملس و و و قبل ا بم َّد له من انقل ومصو و وودر ،والناقل ا
بوود أن يكون بت أمرين :من وإا ،فووإذا لووان امل لقي هو القلوول الوول العلم أو العقوول ،واالنوواقوول إا لوول
العلم هو اةوا ،فاهانل اآلخر الذي تَّصل به اةوا لز ًاما هو ااملصدر امل لَقَّى عنه عثها.
م
واةوا ا ت لقى إاَّ من االعا ،ا ارجي ،فكان ااملصوودر األصوولي والر يس هو االعا ،ا ارجي ،
ان قال املعلوم حنو لل العلم ،ووصول املثال؛ أي :حصول العلم.
ااملعرفة املُتالوة داخل اةافظة أو الذالر ،فإذا اع ثان العقل هو القلل املدرك؛ أيَّ :
إن الذالر واةافظة
خالصة ما سبق :امصدر املعرفة هو اةاوي ةقيقة األ ياء أو ماهي ها أو مثادا؛ أي :هو األ ياء
مدرك،
املدرك ،فعندان نفس مدرلة ،وعولية إدرالية ،وموض و و وووع َ
عينها؛ أي :مص و و وودر املعرفة هو ااملوض و و وووع َ
النفس املدرلة هي فلل العلمف القلل ،والعلوية اإلدرالية هي فالعقلف ،واإلدراك حص و و ووول العلم ،واملوض و و وووع
هذه اإلطالةم يف بيان معا مص و ووطلع فمص و وودرف اق و وواها ما ص و ووادفنا وص و وودمنا من خلط بينه وبت
يقول البعض :أن من مص ووادر املعرفة اةس ،وهذا أمر عمجا ،ومن املص ووادر العقل،
الطرب والوس ووا ل ،لأ ْن َ
فأين األدا والوسيلة وطريقة الوصول؟ وإن لان ،فأين تفصيلهم وبيا م لذلث؟
بوجهة فإبسو و و وولوجيةف للوص و ووطلع ،فقودم مص و ووادر يع أ َّ ا يمؤخذ العلم واملعرفة منها بواس و ووطة ال َّسو و وواع أو
القراء ؛ أي :الس و و و وووأ أو البص و و و وور ،والعقل دوره ال دبر وال ف لكر وال وييز لفهم املراد ،وفهم ليفية تطبيقه؛ أي:
إ َّ م قسووووا العولية إا مصوودر ،وعنه تصوودر املعارف والعلوم ،وهو موضوووع العلم وحقيقة العلم ،وانقل للعلم
فكيف يثر قودم :مصدر عقلي ،ومصدر حسي؟ وإن لان البعض اس دل ِّ
بكالم َمن سبق لعملواء
فورادهم اةافظة
العقل مصو و و و وودر للوعرفة ،م
الكالم وغريهم لأيب حامد الغزايل وابن تيوية ،فهؤاء إذا قالوا :إن َ
ِّ
تعامالعم مأ هذه املص و ووطلطات ،وهم ، الذالر ؛ أي :املعلومات ااملص و وودر الثانوي ،وذلث ِّبت ملن ت بَّأ
أو َّ
- 2الكون :ااآلايت املخلوقة ،اآلفاب ،األنفس ،قصص األولت ،أخبار ال اريخ واةاضر .
والعقل ليس ع و و وووا يف اإلنسو و ووان ،بل هو طاقة وقدر وعول ،و ،يرد يف القرآن إا بصو و وويغة الفعل ا صو و و ِّ
ويغة ً
ااسمف.
ودرا للعلم ،فوا الوسوويلةم اليت يس و خرج أو ي وصوول هبا إا العلم من هذا املصوودر؟
فلو لان العقل مصو ً
العقل ا و و ووث طاقة فعل اقو إدراليَّة ،ي وص و و وول هبا للوعرفة والعلم من مص و و وودريها األس و و وواس و و وويت :الوحي
والكون ،والوحي مُيثوول دا ر املعووارف اإلسو و و و و و ووالميووة ،أ َّموا الكون فووإنووه ُيثوول املعجم واملخ ث الووذي وي على
مفردات هذه الدا ر ،فيقوم الباح امل علم ابلنظر يف مفردات هذا املعجم ،مسو و و و و و ووُت و و و و و و و ًودا مبا جاء يف دا ر
املعارف ،لوا أنَّه يس عت مبا يك شفه يف هذا املخ ث؛ على فهم ما يقرؤه يف دا ر املعارف ،فالكون يف النظام
املعريف القرآين هو اهامعة املف وحة ،وفيها أنواع من املخ ثات وال جار واملشاهدات ا حتصى[.]9
وهللا أمر ابلقراء ،وجعوول ال كليف ممنوواطًوا بوجود العقوول ،وبلوغووه مرحلووة ال وييز ،وتعقوول ا طووا ،
لل ما يقدر عليه اإلنسو و و و و و ووان ،مأ ال زام املنهج الرابين يف توجيه ما يقرؤه ،فكان له
وول َّ ِّ
واملقروء ،يمعْنه ليشو و و و و و و َ
لالم يطول ،وأدلووة ا حتصو و و و و و وور،
الك ووا املسو و و و و و ووطور االوحي ،والك ووا املنظور االكون ،ويف بيووان ذلووث م
ِّ ِّ ِّ
اةَ لق َسنم ِّر ِّيه ْم آَ َايتنَا ِّيف ْاآلَفَاب َوِّيف أَنْو مفس ِّه ْم َح َّو يوََوبَ َّ َ
ت َدمْم أَنَّهم ْ فسنق صر على آية املة ،وهي قوله تعاا:
[فصل".]53 : ث أَنَّهم َعلَى مل ِّل َ ْيء َ ِّهي مد أَوَ ،يك ِّ
ْف بَِّربِّ َ ََْ
عندان هنا مص و و ووطلطات معرفيَّة هي :اللرؤية فس و و وونريهمف ،فآايتناف العالمات املوض و و وووعة لالس و و و و دال
لووضو و وووع للوعرفة والعلم ،فاآلفاب واألنفسف ميدان تواجد اآلايت؛ أيَ :لل املعلومات واملعارف امصو و وودر
املعرفة ،في َّبتف حصول العلم ابلنَّفس املدرلة ،فاةقف بلوغ اليقت من حصول العلم.
قال الس ووعدي يف تفس ووري اآلية :ففإ ْن قمل م أو ووكك م بص ووط ه وحقيق ه ،فس وويقيم هللا لكم ،ويريكم
من آايته يف اآلفاب ،لاآلايت اليت يف الس و و و و ووواء ويف األرض ،وما م دثه هللا تعاا من اةوادًب العظيوة الدالَّة
للوس و و بصو وور للطق ،فويف أنفسو ووهمف يفا ا و و ول" عليه أبدا م م من بديأ آايت هللا ،وعجا ل صو وونع ه ،وابهر
[فص و وول" ،]53 :أو ،يكفهم أن القرآن حق ومن ث أَنَّهم َعلَى مل ِّل َ و و و ْيء َ و و و ِّهي مد أَوَ ،يك ِّ
ْف بَِّربِّ َ قدرته؛
ََْ
جاء به صادبف[.]10
فاللرؤية هنا رؤية قلبية؛ أي :عولية إدراليَّة ،واآلايت لمغَةً :هي العالمات الدالة الواضو و ووطة؛ أي :هي
حقيقة األ و و و و و ووياء ،واأل و و و و و ووياء هنا هي فاآلفاب واألنفسف ،فعالمات اآلفاب واألنفس آاي معا وحقا قها؛ وهي
املعلومات املأخوذ منها ،وفال لبتف هو حصووول العلم ابلنَّفس ،بوصووول العلم إا لله القلل ،والعلم هنا بل
الذي اجج هللا تعاا به عباده ،واةوا ت صو و و و و و وول اهة واحد ،وهي الكون ،وتنقل ما ت لقاه إا العقل؛
لي بت ويس و و و و و وعل فيويز اةق من الباطل ،وفاآلايتف هنا هي العالمات األوضو و و و ووع يف الدالة ،فهي املعلوم
فالكون بذلث مص و و و وودر للعلم واملعرفة؛ ليوا يؤمن النا ابهلل وأنبيا ه ول به ويل زموا ،وهؤاء درج هم
مص وودر ا طاقةَ ل نس ووان للوص ووول له ابةوا أو العقل؛ أي :حتص وويله فوب قدر اإلنس ووان ،فكان ا بم َّد من
فاإلنسان لعاقل ليوا يؤمن ابهلل تعاا عمرض على عقله آايت َم لمَّو وآايت لونية ،فكاان قسوت:
حال ورود ا طا اإلدي مبا يمطابق فطرته ،وتدبَّر آايتِّه ،ف بت له
األول :آمن مبا فهوه من الوحيَ ،
اةق مبا فيه من حجج عقلية ،واع ث مبا نبَّه عليه من موجودات يف عا ،الشهاد ؛ ليقيسها على عا ،الغيل،
الدليل ،وأوجه ااس و و و و و و دال ،ويص و و و و و وول مبا ربهر إا فهم ما خفي،
َ مَّ عوم األحكام ،فقو عقله جعل ه يفهم
الثاين :اح اج زايد ً على اةجج العقليَّة إا أمثلة مادية معاينة مشوواهد ،ومعجزات لسوووسووة؛ َّ
ألن
عقله ا يقدر على القيا وال عويم ،واس و و و و و و و يعا ا طا وااع بار ،فكان ا بم َّد أن يعاين األدلة؛ ليق نأ
معا ،يعدها؛ ليسو و و و وعل أن ووعها ف12ف ،وهذا ما يفعل مأ األطفال أول تعليوهم
فيجوعها ب و و وووها ً
اةسا ،تنوو قدراعم حي م يصبع العدد ي صور ذهنياا ،دون اةاجة إا مثاله املادي.
حو النووا ت فوواوت عقودم يف فهم اةجووة ،فهنوواك من يعي وجووهَ ااس و و و و و و و وودال من رد ذلر
بوول َّ
الدليل ،ومنهم من َ اج إا ضر مثال واقأ فعالً؛ ليوا يعي الدليل ،ف الً عن وجه ااس دال.
فالوحي خطا إدي لقوانت العقل وبديهيَّاته املفطور عليها ،وعلومه النظرية ا تصادمه ،فإن عجز
عن فهم حجية الوحي ،أحيل إا مرحلة ما قبل البديهي وهي اإلحسو ووا ،والثاب" َّ
أن العلم النظري أ و وورف
من البديهي؛ لكون البديهي مشو و و و ووُتًلا بت العقول ،وا ف و و و و وول ألحد على اآلخر فيه ،بينوا النظري تثز فيه
القوودرات العقليووة ،من حوود ذلوواء وقو حووافظووة ودقووة فهم ،فك ووان خطووا الوحي للعلم النظري أرفأ من
الكون للعلم ال َّ و و و و و و وروري ،فيكون املؤمن ابلوحي ب وودايو وةً أعلى درج ووة ايف قو العق وول من املؤمن خط ووا
فالكون والوحي مُيثالن مص و و ودرين أصو و ووليَّت للوعرفة ،يليهوا مصو و ووادر ابعة هي انتة عنهوا ،مثل
فاألول :يكون ابل ذ للر ،والثاين :ابل لقتَّ ،إما ابلقراء أو السواع ،وأصلهوا املصدر األصلي.
واإلدوام وال طوديو واللرؤاي حو اةود إََّّنوا هي من ا طوا اإلدي؛ حيو إ َّ وا خوارجوة عن طواقوة
ااس و قبال؛ أي :وسووا مل تَولَ ِّقي املعرفة ا تصو مول إليها ،ولذا الوسوووسووة ،وللها تدخل يف املعا اللغوي للوحي،
فهو يشول اإلدي واملال كي والشيطاين والنفسي ،الذي ا يدري اإلنسان مصدره ،وا يثب" عنده مبقدماته،
نن الوحي والكون مها مصو و و و و و وودرا املعرفة اإلنسو و و و و و ووانية على حنو م كامل ،وذلث منبثق من خالل منهجهم يف
ااألدلة السوعيَّة على أ َّ ا النقل أو الوحي َّإَّنا هو اصطالح حادًب وليس ب مقرآين ،والسوأ ليس إدرا ًلاَّ ،إَّنا
قودم األدلة الس و وووعية؛ أي :الوارد عث الس و وووأ؛ أي :ا طا اإلدي لالم ر العاملت ،والكالم ا ينقل إا
العقل إا عث السوأ ،وقودم ابلعقل لوقابل للسوأ؛ أي :للوبادئ والعلوم احملصلة من غري الوحي ،فالسوأ
طسة لطصوات أو األذن أو فهم األصوات؛ لذا يفد الزُمشري يعقل على من اس دل يف القرآن هو القو امل َّ
م
ب لث الطريقة يف زمانه :وقيلَّ :إَّنا مجأ بت الس وووأ والعقل؛ ألن مدار ال كليف على أدلة الس وووأ والعقل...
أن املراد لان على مذهل أصووطا اةدي ،أو على مذهل أصووطا الرأيَّ ،
لأن هذه ومن بدع ال فاسووري َّ
لأن س ووا ر أص ووطا املذاهل وا هدين قد أنزل هللا وعيدهم ،و َّ
لأن اآلية نزل" بعد ربهور هذين املذهبت ،و َّ
من لان من هؤاء ،فهو من الناجت ا لالة ،وعد املبشو و و ورين من الص و و ووطابة عش و و وور ،ي و و ووم إليهم حادي
ووأ ابس و ووم هذين الفريقت[ ،]14فكثري من النا إذا أراد عش و وورَّ ،
لأن من ََيوز على الص و وراط ألثرهم ،يس و و ْ
نصو و و و و و وور فكرته أو مذهبهَ ،ح َّول مصو و و و و و ووطلطاته إا منطوقة م داولة قرآنياا ،لكن بفهوه ا اص دا ،ا ابلفهم
امل بووادر من القرآن منهووا ،في عوواموول مأ املصو و و و و و ووطلع اةووادًب على أنووه اةقيقووة اللغويووة للفظ ،واملراد من اللفظ
ابلقرآن يفهم بسياقه وةاقه ،وأسبا نزوله وتفسري النيب -صلَّى هللا عليه وسلَّم -للقرآن له ولالم الصطابة
وال ابعت ،وبلسان من أنزل عليهم القرآن ،وا يفهم ابملصطلطات اةادثة.
– 1هذه الق و و و و و ووااي بع و و و و و ووها من مص و و و و و ووادر ابعة ،وهي اليت ِّترد عنها البديهيَّات وقوانت العقل،
َّ - 2أما اس دادم نن الرايضيات واألخالب والقانون ا تدخل يف لال املصدرين ،ففيه خطأ ابل .
فالرايض وويات مبنية على البديهيَّات والقوانت األولية ،وهذه البديهيات ا تقوم دون اتص ووال ابلكون،
لوا بينَّا يف تفس و و ووري آية [النطل ،]78 :فاإلنس و و ووان خلق خاليًا منها ،وابتِّص و و وواله ابلكون عث اةوا نمقل له
ماهية الواحد وابقي األعداد ،ونقل له العالقةم بينها ،لأ ْن ينقل َّ
أن ف1فوف1ف يشووكالن ف2ف ،فيجزم أن ف1ف
نصف ف2ف ،وف2ف ضعف ف1ف ،وهبذا ت شكل معارف تصبع بديهيات ب كرارها ،قوانت بعد ال نظري دا؛
أل َّ ا عب ة ا ت غري ،بعدها تنشأ منها معارف وقوانت منطقيَّة رايضية أخرق ،لكن لو ،ي صل الطفل ابلكون
أواً ،ن ْن فَو َق َد اةوا َّ ،هل لان ي ش و و و و و و وكل يف ذهنه القوانت واملبادئ األولية؟ هل لان يعرف َّ
أن الواحد مأ
اوُمالف لطد ؟ األخالب فهذا و و ووطط من الباح ،فون أين تعلونا َّ
أن هذا الفعل اعيل م م َّأما
أليس من ااح كوواك ابلنوَّا ،وبووداي وةً من الوالوودين؟ وهووذا هو العووا ،ا ووارجي فاألنفسف ،ونع ثه جزءًا من
النا ،وتص ووويل أفعادم ،وتعليوهم األخالب اةس وونة ،وبعض األخالب والقيم هي فِّطر يف األنفس ،والعقل
يس و و وووى عقالً؛ ألنَّه غريز َمتنأ عن القبيع من األفعال وتلزم ابةس و و وون ،وهذا عا ،األنفس اجزء من الكون ،
ف طصل عندان ما جعل خار َج املصدرين هو منهوا أصالة ،واملصادر ال ابعة مُيكن د ها ضون عا،
أجود يف بيان الوسا ل والطلرب واملصادر؛ حي األمر ابلنَّظر إا األنفس هو األنفسَ ،غ ْ َري َّ
أن الفصل يكون َ
من جهة دال ها املعرفية والعلوية لوصدر؛ أي :موضوع ِّ
للدراسة وال أ لمل ،واملصادر ال ابعة فيها هي حصيلة
اهسم والروح.
أما إذا أخذان معا النفس املدرلة ،فالعقل والنفس ممشُتلان يف الدالة على يء واحد هو اللطيفة
املدرلة ابإلنسان ،فريجأ بذلث املصدر العقلي إا مصدر األنفس؛ أي :الكون.
ويمعرف العقل عند الكثري أ نَّه :قو للنفس ،هبا تس و و و و و و و عد للعلوم واإلدرالات ،وأنه نور روحاين ،به
العلوم ال و و و و و و وورورية والنظرية ،واب داء وجوده عند اج نان الولد ،ا يزال ينوو ،وإا أن يكول
تدرك النفس َ
عند البلوغ[.]16
نفسا ِّ
فالنفس هي اليت هبا العقل وال وييز ،فقيل :العقل والنفس والذهن واحد ،إا أن النفس مسي" ً
لكو ا م صرفة ،وذهنًا لكو ا مس عد ل دراك ،وعقالً لكو ا مدرلة.
ِّ
[البقر ،]235 :فاهلل هو العا،، اَّللَ يوَ ْعلَ مم َما ِّيف أَنْو مفس و و و و و مك ْم فَ ْ
اح َذ مروهم َن ََّو ْاعلَ مووا أ َّ فقوله تعاا:
واملعلوم هو ما يف األنفس من اع قادات وإرادات؛ أي :من إدرالات ،فكان" النفس هي املوضو و و و و و وووع الذي
أخذ منه العلم؛ أي :هي مص و و و وودر العلم الذي يعلوه هللا تعاا و الم به النا ،وهذا يف اآلية حتذير نن هللا
[فصل" ]53 :قد يكون اب َوِّيف أَنْو مف ِّس ِّه ْم
سنم ِّر ِّيهم آَايتِّنَا ِّيف ْاآلَفَ ِّ
َ ْ َ وقوله تعاا يف اآلية السابقة:
داخل النفس ،وهي القوانت العقلية واملبادئ األولية الفطرية ،وهي بذلث حجة على من
ما ص وول من علوم َ
وقع" يف نفسو و ووه بعد ترالم املعرفة به ،فعلوه ابلدَّليل ،وفهوه لوجه ااس و و و دال آيةم بينة ،ممبيِّنة له َّ
أن ما جاء
إرغاما
على هللا ،فاملصودر املعريف الذي سوريق فيه اإلنسوان آايت هللا هو املعارف الكامنة فيه ،واليت َيد منها ً
على اإلقرار بوحدانية هللا إا أن يد.
على املصو و و و وودرين ألثر ،لكن ما خلصو و و و وونا له أ َّ ا قسو و و و ووم من املصو و و و وودرين ا قس و و و و ويم دوا ،وذلث بدالة اللغة
واس عواات العلواء دا ،وورودها يف القرآن هبذا املعا ،فكان املصدران األصليان الوحي والكون ،مصادر
املراجع:
[ ]2فالرؤية اإلس و و ووالمية ملص و و ووادر املعرفةف ،رايض جنزريل ،دار البش و و ووا ر ،بريوت ،طا،1994 ، 1
ص.7
أن الدل ور أمحد الدغشووي هو نفسووه ،ي ووبط املصووطلع؛ حي م مجأ املصووادر مأ الطلرب ،فقال
غري َّ
هي :فاألصووول اليت يس و قي منها الباح املسوولم معرف ه ،واألدوات اليت ي عامل هبا مأ الظَّواهر املخ لفة فيوا
ص الوحي واةس والعقلف ،فهو جعل األدوات من املص و ووادر ،واملص و ووادر طرقًا ،بل حال عرض و ووه ل ص و وونيف
األول :مصو ووادر ،والثاين :طرب حتصو وويل املعرفة؛ أي :أدواعا ،والثال :ليفية ال سو ووا املعرفة؛
املصو ووادر لان َّ
[ ]12فإسوالمية املعرفةف ،املعهد العايل للفكر اإلسوالمي ،م ع للفكر اإلسوالمي ،فرجينيا ،طا، 1
،1987ص .110
[ ]13فنظرية املعرفة يف القرآن الكرميف ،أمحد الدغشو و و و ووي ،ص - 199نقالً عن :مقالة يف املعرفة،
[ ]15فاإلس و و ووالم والعلم ال جرييبف ،عبد هللا زروب ،املرلز العاملي أل اًب اإلُيان ،ا رطوم ،طا، 1