You are on page 1of 12

‫الجمهوريـة الجزائريـة الديمقراطيـة الشعبيـة‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ‪1‬‬
‫كلية اآلداب واللغات‬
‫تخصص‪ :‬ادب عربي‬
‫سنة‪ :‬ثالثة ليسانس‬
‫اسم المقياس‪ :‬االدب الصوفي‬
‫فوج‪03 :‬‬

‫االدب والتصوف‬
‫(العالقة بين االدب والتصوف)‬

‫من اعداد الطالب(ة)‪:‬‬


‫مصباح ريان‬ ‫‪-‬‬

‫السنة الجامعية‪2023/2024 :‬‬


‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬
‫‪ .I‬المبحث االول‪ :‬مدخل الى االدب الصوفي‬
‫‪ .1‬المطلب االول‪ :‬تعريف التصوف‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬نشأة االدب الصوفي‬
‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬قضايا ومصادر االدب الصوفي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة تطبيقية لألدب الصوفي‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ .1‬المطلب االول‪ :‬الدعاء في االدب الصوفي‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬مستويات الدعاء في االدب الصوفي‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫مقدمة‬
‫ان العودة إلى التصوف هي إذن عودة إلى فهم حقيقي وواع لإلسالم ال ذي يحق ق التق دم واالزده ار للمجتم ع الع ربي‬
‫المسلم‪ ،‬ويؤكد الروائيون الصوفيون ذلك من خالل تركيزهم على أننا في أمس الحاجة للتصوف‪ ،‬ألن الدين أزيح عن‬
‫مهام ه ودوره الحقيقي القاض ي باالرتق اء باإلنس ان من ع والم المادي ة الص رفة بك ل أدرانه ا وق ذاراتها وش هواتها‬
‫وميوعها إلى عالم الروحانيات‪ ,‬وحتى يتسنى لنا تقديم تصورنا الخاص لهذه الحقائق والفرضيات‪ ،‬تجدر اإلش ارة إلى‬
‫ضرورة الوقوف عند مفهوم التصوف وبيان طبيعة العالقة التي تربطه باألدب شعره ونثره حتى خروجه من معطف‬
‫الرواية المعاصرة أو دخولها فيه ومنه نطرح اشكالنا اآلتي‪:‬‬
‫ما هي العالقة التي تربط االدب بالصوفية؟‬
‫‪ .I‬المبحث االول‪ :‬مدخل الى االدب الصوفي‬
‫‪ .1‬المطلب االول‪ :‬تعريف التصوف‬
‫لغًة‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫على المستوى الّلغوي‪ ،‬قيل إّن الّتصّوف منسوٌب إلى الّصوفة‪ .‬والّرأي الّثاني إّنه منسوٌب إلى الّصوف والّرأي الّث الث‬
‫إّنه مشتٌّق من الّص فاء والّراب ع أّن ه منس وٌب إلى (ص وفيا اليونانّي ة) أي الحكم ة‪ ،‬أو إلى ‪ ،Sophisme‬أي م ا ت رجم‬
‫بالعربّية إلى السفسطائّية‪.‬‬
‫أّم ا صوفة‪ُ :‬يقال إّن الّصوفي ُنِس َب إلى (صوفة) وه و رج ٌل ك اَن ق د انف رد في خدم ِة هللا عن د ال بيت الح رام واس مه‬
‫(الغوث بن ُم ْر )‪ ،‬فاّتسمت الّصوفّية إليه لمشابهتهم إّياه في اإلنقطاع إلى هللا وعبادته‪ ،‬لذلك ذكر إبن الجوزي في كتاب ه‬
‫تلبيس إبليس‪“ ،‬أّن الّصوفّية ينسبون إلى قوٍم في الجاهلّية ُيقال لهم صوفة‪ ،‬انقطعوا إلى هللا عّز وج ل وقطن وا الكعب ة‪،‬‬
‫فمن تشّبه بهم فهم الّصوفّية‪ ،‬وقد ظهر اإلسم للقوم قبل المائتين ويميل إلى أن نسبته إلى الّصوف‪.‬‬
‫أّم ا ال ّرأي الّث اني‪ :‬أن يك ون الّص وفي منس وًبا إلى الّص وف يقص د ب ه “ص وف الغنم كالَّش عر للمع ز" فأص بح من‬
‫الفرضّيات‪ ،‬ألّنه كان “لباس الّز هاد والّنّساك والعّباد ولباس الّرسل واألنبي اء ولب اس أه ل الخش ونة والفق ر والش طف‬
‫وأغلبهم من الواصلين إلى هللا‪ ،‬وهو كذلك لباس رجال الّد ين في المسيحّية واليهودّية من األحبار والّرهبان مّم ا ك انوا‬
‫يلبسون المسوح”‪.‬وقد ورد عند الّز مخشري في كتاب أساس البالغة‪ ”:‬نسبوا إليهم تشّبًها في الّنسك والّتعّب د وإلى أه ل‬
‫الُّص فة‪ ،‬فقيل مكان الّصوفّية الّصوف الذي هو لباس العّباد وأهل الّصوامع”‬
‫أّم ا الّر أي الث الث‪ :‬ه و نس بة الكلم ة إلى الّص فاء (ص فاء القلب هلل)‪ ،‬ه و رأي في ه حذلق ة أدبّي ة مبنّي ة على الّص وتّية‬
‫‪ ،phonetique‬وليَس على البنائّية‪ .‬أّم ا الّرأي الّر ابع هو نسبتها إلى لفظة ‪ sophia‬اليونانّية هو ضرٌب من اإلغ راب‬
‫مبنٌّي أيًضا على الّسماعّية التي ال تج وز بين لغ تين مختلف تين ليس تا من أص ٍل واح د‪ .‬فص وفيا الحكم ة ق د تلتقي م ع‬
‫الّص وفّية في جوهره ا ولكن ليس في بنيويته ا‪ .‬ولفظ ة ‪ =sophisme‬السفس طائّية هي أيًض ا قراب ة س ماعّية م ع‬
‫‪1‬‬
‫الصوفّية‪= sophisme .‬السفسطائّية‪ ،‬الّصوفّية= ‪.Souphisme‬‬
‫‌اصطالًح ا‬ ‫ب‪.‬‬
‫قد ورد مص طلح الّتص ّو ف بمف اهيم متع ّد دة فال يوج د مفه وم واح د ج امع للّتص ّوف وعلى ه ذا األس اس س نعرض‬
‫مجموعة من الّتعاريف التي تصُّب جميعها في أّن الّتصّوف هو حالٌة من اإلرتقاء الّر وحي يحصل عليه الف رد بع د أن‬
‫يتحّقق من العبودّية‪ ،‬هو”نزوٌع فطري إلى الكمال اإلنساني‪ ،‬إلى الّتسامي‪ ،‬والمعرفة عن طري ق الكش ف ال ّروحي أو‬
‫العلم اليقيني‪ ،‬الّناشئين عن اإلله ام اإللهي والّنظ ر العقلي والّرياض ة الّنفس ّية وبعض ال ّد الئل الحس ّية‪ ,‬أي أّن ه ش عوٌر‬
‫بتجاوز المكان والّز مان والفناء الّتام في الحقيقة الُم طلقة كما أّنه طري ٌق ي ؤّد ي إلى س عادة الّنفس والّرض ا والّطمأنين ة‬
‫الّناتجة عن الّتحّر ر من كل المخاوف‪ ،‬وعن الوصول إلى حالٍة نفس ّية معّين ة اليع ود يش عر معه ا بذات ه أو بآنّيت ه ب ل‬
‫ببقائه مع حقيقٍة أسمى ُم طلقة‪ ،‬فيها تفنى إرادُته الفردّية وتّتحد بأصل الوجود لتحّل هذه األخيرة فيه‪.‬‬
‫في هذا يقول سهل بن عبد هللا التستري‪ ”:‬الّصوفي من صفا من الك در‪ ،‬وامتأل من الفك ر‪ ،‬وانقط ع إلى هللا عن البش ر‬
‫واستوى عنده الّذ هب والمدر‪ ،‬وقال جنيد البغدادي في ذلك أيًضا أّن الّتص ّوف ه و‪ ”:‬تص فية القلب عن مواقف ه البرّي ة‬
‫ومفارقة األخالق الّطبيعّية‪ ،‬وإخماد الّصفات البشرّية ومجانّية الّد واعي الّنفسانّية ومنازلة الّصفات الّروحانّي ة والّتعّل ق‬

‫‪1‬‬
‫إبن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬مج‪.9‬‬
‫بالعلوم الحقيقّية واستعمال ماهو أولى على ما هو أولى على األبدّي ة والّنص ح لجمي ع األّم ة والوف اء هلل على الحقيقي ة‬
‫واّتباع الّرسول (ص) في الّش ريعة‪.‬‬
‫هناك من وقف عند الغاية األخالقّية التي تقضي بته ذيب الّنفس وض بط اإلرادة وإل زام اإلنس ان ب األخالق الفاض لة‪،‬‬
‫وهناك من أّك د تجاوزها إلى حّد معرفة هللا وكشف أسرار وجوده‪ ،‬ومن خالل مناهج المعرفة وأدواتها‪ .‬وهن اك أيًض ا‬
‫من رأى أّن الّتصّوف فلسفة اّتخاذ المواقف من الكون مع المحاولة إليجاد تفس ير ل ه‪“ ،‬وتحدي د ص لته بخالق ه وص لة‬
‫اإلنس ان باهلل على أّن الم ذاهب الّص وفّية المص طبغة بالّص بغة الفلس فّية ال ينبغي أن تؤخ ذ على أّنه ا م ذاهب فلس فّية‬
‫بالمعنى الّد قيق للكلمة‪ ،‬وإّنما هي مذاهب قائمة على أساس من الّذ وق مهما بدت في ثوٍب فلسفي‪.‬‬
‫لذلك رأى البعض أّن الّتجربة الّصوفّية هي تجربة خاّص ة‪ ،‬يعّبر فيها بطريقٍة فنّية يعتمد فيه ا على االس تبطان‪ ،‬وعلى‬
‫الّر مز‪ ،‬تجربة تحمل معاني الّز هد والّتقّش ف وإنكار الّذ ات واإليثار واإلنصراف عن ال ّد نيا إاّل الضروري منه ا‪ ،‬قي ل‬
‫‪2‬‬
‫في الّتصّوف أن “ُتظهر الغنى‪ ،‬وأن تكون مجهواًل حّتى ال يعرفك الخلق وأن تعّف كل ماال خير فيه‪.‬‬

‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬نشأة االدب الصوفي‬


‫ُعرفت الصوفية قبل اإلسالم عند العرب‪ ،‬وقيل إنها جاءت من اليونانية (سوفس)؛ أي الحكيم‪ ،‬وُيقال أيضًا إنها ترج ع‬
‫إلى االنتماء إلى (صوفة) الذي وجد في زمن الجاهلية‪ ،‬وهو لقب لرجل جاهلي اسمه الغوث بن م ر أص دقت ب ه ُأم ه‬
‫على الكعبة عبدًا لها‪ ،‬وعلقت برأسه صوفة‪ ،‬وقيل ألبسته ثوبًا من صوف‪ ،‬وانتسب إليه جماعة قطن وا مك ة المكرم ة‪،‬‬
‫وانقطعوا على عب ادة هللا تع الى‪ ،‬وُيق ال أيضًا‪ -‬تص ّوفوا؛ أي لبس وا الص وف الخش ن‪ ،‬وانقطع وا عن الحي اة الرغ دة‬
‫الناعمة إلى العبادة وحب الذات اإللهية والنبي محمد ‪ -‬صلى هللا عليه وسّلم‪-‬فيما بعد‪.‬‬
‫ويشترك المتصوفة بموقف عام واحد يتخّلص في أنهم ينكرون إنكارًا باتًا أن " الحقيقة" هي ذلك الواقع ال ذي يتش بث‬
‫به غيرهم ممن هم أقل نضجًا في العقل والروح‪ .‬أما ما يهدفون إليه ويكرسون حياتهم له‪ ،‬فه و الوص ول إلى الحقيق ة‬
‫أو االتصال بها عن طريق حالة روحية خاصة يدركونها فيها إدراكًا ذوقيًا مباشرًا‪ ،‬وال دليل على ص دق ن زعتهم ه و‬
‫استمساكهم بمبادئهم وتشبثهم برساالتهم‪ ،‬رغم أساليب االضطهاد والتعذيب و والقتل والسخرية والصوفية ليست فرقة‬
‫سياس ية غايته ا الوص ول إلى س لم الس لطة الدنيوي ة والج اه ال دنيوي ‪،‬الزائ ل إنم ا هي أح وال روحاني ة وس لوكيات‬
‫ومقامات علوية مثل" االعتراض لسلوك ُسبل األولياء‪ ،‬والنزول في منازل األص فياء ومباش رة حقيق ة الحق وق بب ذل‬
‫‪3‬‬
‫الروح وتلف النفس واختيار الموت على الحياة طمعًا في الوصول إلى المراد‪.‬‬
‫ويمكن أن تقسم عصور الشعر الصوفي ونشاطاته وشيوعه إلى مراحل زمنية متتالية‪:‬‬
‫‪ ‬المرحلة األولى‪ :‬وهي " مرحلة الخالفة العباسية وما قبلها بقليل أي (‪ 200-100‬هـ)‪ ،‬وتشمل الق رن الث اني الهج ري‬
‫بأكمله‪ ،‬وفيها كان الشعر الصوفي يكون نفسه بنفسه‪ ،‬وينهض بتقاليده الفكرية والفنية ليؤص لها في أذه ان الن اس‪،‬‬
‫وكان هذا الشعر الصوفي لمحات دالة أو قليًال من األبيات الموجودة‪ ،‬ومن شاعرات هذه المرحلة الشاعرة رابع ة‬
‫العدوية (ت ‪185‬هـ) ‪ -‬شهيدة العشق اإللهي التي "تحسست وال شك الصراعات المتضارية والح ادة في البص رة‬
‫تلك أذاقتها مرارة الفقر والحرمان أوًال‪ ،‬ثم جرفتها بعد ذلك إلى الهاوية المجون واللهو‪ ،‬ثم أفاقت أخيرًا لتجلو عن‬
‫روحها‪ ،‬ثم أقامت أخيرًا لتجل وا عن روحه ا م ا غش يها من إس راف وت أثيم‪ ،‬ف اعتزلت الن اس وش ؤونهم والحي اة‬

‫‪2‬‬
‫إبن الفارض‪ ،‬عمر بن علي‪ ،‬ديوان ابن الفارض‪ ،‬تح درويش الجويدي‪ ،‬بيروت‪ ،‬المكتبة العصرّية‪ ،‬الط‪.2008 ،‬‬
‫بو قرورة‪ ،‬عمر أحمد‪ ،‬دراسات في الّش عر الجزائري المعاصر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار الُهدى‪ ،‬الط‪.2004 ،‬‬ ‫‪3‬‬
‫ومتاعها وعكفت على نفس ها تطهره ا بالعب ادة المتص لة من أدران الفج ور والضالل وتنش د االتص ال ال روحي‬
‫باهلل"‪.‬‬
‫ونلحظ في هذه الفترة الزمني ة قل ة ع دد الش عراء وقل ة األش عار الص وفية‪ ،‬وربم ا يع ود ه ذا إلى ع دم تبل ور قضية‬
‫التصّو ف بالشكل الصحيح حتى عند المتصوفة أنفسهم‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثانية‪ :‬وهذه المرحلة تشمل قرنيين من الزمان‪ :‬الثالث والرابع الهجريين‪ ،‬وقد كان الشعر الصوفي في ه ذه‬
‫المرحلة في نهضة وازدهار‪ ،‬ومن شعرائه‪ :‬أبي تراب عسكر بن الحسين النخشبي‪ ،‬وأبو حمزة الخراساني‪ .‬وتع د‬
‫هذه المرحلة بداي ة التص ّو ف الحقيقي ودور المواج د والكش ف واألذواق‪ .‬ومن ش واهد الش عر الص وفي في ه ذه‬
‫المرحلة قول (أبو تراب عسكر بن الحسين النخشبي (ت ‪245‬هـ)‪.‬‬
‫ال تخدعن ما للحبيب دالئل ولديه من ُتحف الحبيب َو َس اِئُل‬
‫وسروره في ُك ِّل َم ا هو َفاِع ُل‬ ‫منها تنعمة بمربالئه‬
‫والفقر إكرام وُبْر َعاِج ل‬ ‫فالمنُع ِم ْن ه عطية مقبولة‬
‫‪ ‬المرحلة الثالثة‪ :‬وتشمل الق رنين الخ امس والس ادس وفيه ا يتج ه األدب الص وفي إلى الحب اإللهي‪ ،‬وم دح الرس ول‬
‫الكريم صلى هللا عليه وسّلم ‪ -‬والشوق إلى األماكن المقدسة ويدعو إلى الفضائل اإلس المية‪ ،‬وفي ه ذه الف ترة نش أ‬
‫األدب الصوفي‪ ،‬الفارسي‪ ،‬وعد هذا الدور دور الكالم والتحرر"‪ ،‬ومن ذلك قول البرعي‪:‬‬
‫هيجُتموا َيْو َم الرحيل فؤادي‬ ‫ياراحلين إلى منى بقيادي‬
‫‪4‬‬
‫سرُتْم وسار دليلكم يا وحشتي الشوُق َأَفَلِقي َو َص وُت الَح اِد ي‬
‫‪ ‬المرحلة الرابعــة‪ :‬وتشمل الق رن الس ابع الهج ري‪ ،‬وفي ه بل غ الش عر الص وفي قم ة النهضة‪ ،‬ومن أعالم ه عم ر بن‬
‫الفارض (ت ‪632‬هـ)‪ ،‬ومحي الدين بن عربي (ت ‪638‬هـ)‪ .‬ومن شعر هذه المرحلة قـول عم ر بن الف ارض في‬
‫الذات اإللهية‪:‬‬

‫خبير أجْل ِع ندي بأوصاِفَها ِع ْلُم‬ ‫َيُقوُلوَن ِلي ِص ْفَها َفَأْنَت ِبوصفها‬
‫صَفاٌء َو اَل َم اًء وُلُّطُف َو ال َهوا وُنوٌر َو اَل َناُر َو ُروُح َو اَل ِج ْسم‬

‫قديمًا وال شكل ُهناَك َو ال َر ْس ُم‬ ‫َتَقَّد َم ُك ِّل الَك اِئَناِت َح ديثها‬
‫‪ ‬المرحلة الخامسة‪ :‬وتبدأ " من القرن الثامن الهج ري ح تى يومن ا ه ذا‪ ،‬ومن أش هر أعالم التص وف في ه الش عراني‪،‬‬
‫والنابلسي‪ ،‬وسواهما فقد " كان التصوف حاًال فصار كارًا‪ ،‬وكان احتس ابًا فص ار اكتس ابًا‪ ،‬وك ان اس تنارًا فص ار‬
‫اشتهارًا؛ إتباعا للسلف فصار تكلفًا‪ ،‬وكان تخلفا فصار تخلفا‪ ،‬وكان سقمًا فصار لقمًا‪ ،‬وكان قناعة فصار مجاع ة‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫وكان تجريدًا فصار ترديد‪.‬‬

‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬قضايا ومصادر االدب الصوفي‬


‫‪ 4‬الكالبادي‪ ،‬أبو بكر محّمد بن إسحق البخاري‪ ،‬الّت عّر ف لمذهب أهل الّت صّو ف‪ ،‬ضبط أحمد شمس الّدين‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪.1993 ،1‬‬
‫‪ 5‬المنوفي‪ ،‬محمود‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬المدخل إلى الّت صّو ف اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار القومّية للّط باعة‪ ،‬الط‪ ،‬الت‪.‬‬
‫قضايا األدب الصوفي‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫ومن خالل هذه النقطة المهمة (القضايا) في األدب الصوفي‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬
‫قضية الشعر والنثر والتي نرى من خاللها أن فن النثر كان مهمشا في النقد العربي القديم وذل ك راج ع إلى أن الثقاف ة‬
‫الرسمية السائدة كانت مرتبطة بالشعر أكثر من ‪ ،،‬وه ذا الص راع في تفضيل فن على اآلخ ر أدى إلى انقس ام النص‬
‫اإلبداعي إلى مضمون سابق وبشكل الحق إلى اعتبار المعنى محور اهتمام الن ثر‪ ،‬بينم ا اللف ظ مح ور اهتم ام الش عر‬
‫واالهتمام الموجه للشعر ال يعني رفضهم النثر جملة وتفصيال وإنما أولوه ج انب من االهتم ام فق د ق اربوا العدي د من‬
‫القضايا النقدية المتعلقة به ووض عوها مح ل اهتم امهم‪ ،‬مث ل أدب الرس ائل والبالغ ة النثري ة والمفاض لة بين الش عر‬
‫والنثر والرسائل والخطب‪.‬‬
‫ومما ترب عن الفصل بين اللفظ والمعنى غلبة ظاهرة اللفظية على التراث األدبي والنقدي معا‪.‬‬
‫أما من ناحية التنظير للبالغة والبي ان ف ان كتب النق د الق ديم تعج ب التنظير العلمي للبالغ ة والبي ان وبتق ديم تعريف ات‬
‫لكالهما وبتقديم تصورات للكالم األفضل واألجود وتقرير أصولها ومدارسها بين الطبع والصنعة‪.‬‬
‫وبالحديث عن قضايا أسلوبية بديعية وبيانية ومب ادئ العم ل بف روع ه ذين العلمين وكيفي ة تحدي د خص ائص أس لوبية‬
‫وجمالية في الكالم إلى جانب إثارة مسائل وقضايا بالغية ورؤية عن نضج العمل البالغي والبياني‪ ،‬ومن بين الجهود‬
‫التي بذلت في هذا المجال نذكر الجاحظ والجرجاني والقرطاجني‪ ،‬وابن كثير وغيرهم‪.‬‬
‫ومن أبرز القضايا النقدي ة المعروف ة قضية الحب وقضية المعرف ة حيث تت داخالن مع ا الن المعرف ة الص وفية هي‬
‫معرفة القلب وتتدخل قضية الحب وقضيتي الكمال والخيال‪ ،‬الن الخي ال يعطي تص وير للمحب وب في أبهى الص فات‬
‫وذلك بجمال وجالل وكمال‪ .‬إلى جانب كون الخيال قضية معرفية هي األخرى تتصدى البتكار المثل األعلى‪.‬‬
‫أم ا الج دل فه و القضية األك ثر تعب يرا عن المعان اة الص وفية‪ ،‬إلى ج انب مجموع ة من الثنائي ات كثنائي ة " الم وت‬
‫‪6‬‬
‫والحياة" و" العقل والقلب" و" الظاهر والباطن"‪.‬‬
‫مصادر األدب الصوفي‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫من أكثر المصادر المشرقية والمغربية واألندلسية ال تي نه ل منه ا أدب التص وف أفك اره‪ .‬كت اب الرعاي ة لحق وق هللا‬
‫للحارث بن أسد المحاسبي ت ‪ 243‬هـ ‪858‬م وقوت القلوب ألبي طالب المكي ق ‪ 3‬هـ ‪ 9/‬م والرس الة القش يرية ألبي‬
‫القاسم القشيري ت ‪ 465‬هـ ‪1072 /‬م وإحياء علوم الدين ألبي حامد الغزالي ت ‪ 505‬هـ ‪1111 /‬م وهي مصنفات في‬
‫التصوف السني تطرح الخطوات التي يقطعه ا الس الك بواس طة المجاه دات للوص ول إلى النج اة من عق اب هللا كم ا‬
‫حددها المحاسبي" ‪ ،‬وإلى تقويم النفس وتهذيبها عن طريق اإلرادة والرياض ة لبل وغ به ا مرتب ة األنبي اء والص ديقين‬
‫والصلحاء ثم النزوع إلى الكشف عن عالم الغيب وهي مرحلة فراغ القلب عما سوى هللا كما تبينها الرس الة القش يرية‬
‫‪7‬‬
‫وإحياء علوم الدين‪.‬‬
‫وقد أصبحت هذه المصنفات منذ النصف الثاني من القرن ‪5‬هـ ‪ 11‬م متداولة بين القراء في حلق ات ال درس بتلمس ان‬
‫وبجاية وقلعة بني حماد حيث كان الصوفي عبد السالم التونسي ت ‪ 486‬هـ ‪ 1093/‬م يدرس برابطته بتلمسان رعاية‬

‫‪ 6‬زيدان‪ ،‬يوسف‪ ،‬الطريق إلى الّصوفي وفروع القادرّية بمصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬ط‪.1991 ،1‬‬
‫‪ 7‬التفتازاني‪ ،‬أبو الوفا الغنيمي‪ ،‬مدخل إلى التصّو ف اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الثقافة للّن شر والّت وزيع‪ ،‬ط‪.1979 ،3‬‬
‫المحاسبي ويدعو في أوائل القرن السادس ‪12‬م إلى قراءة أحياء علوم الدين وقد أفلح في تحسيس الوس ط الفك ري في‬
‫تلمسان بأهمية األحياء وقيمة أفكاره الصوفية وبهذه الطريقة شرع التلمسانيون في نسخ األحياء وحفظه‪.‬‬
‫وبقلعة بن حماد انتص ب الص وفي أب و الفضل ابن النح وي ‪ 513‬هـ ‪1119/‬م مدرس ا لإلحي اء واستنس خه في ثالثين‬
‫جزءا فإذا دخل شهر رمضان ق را ك ل ي وم ج زء‪ ،‬ولش دة تمس كه باإلحي اء نق ل عن ه قول ه‪( :‬وددت أني لم أنظ ر في‬
‫عمري سواه‪ ،‬واستطاع أن يؤلف من حوله كوكبة من القلعيين ينهجون أفكاره الغزالية‪ ،‬وكذلك في بجاية التي حل بها‬
‫أبو مدين شعيب ت ‪ 594‬هـ ‪ 1189‬منذ ‪ 559‬هـ م ‪ 1163‬م ومكث به ا خمس ة عش رة عام ا جع ل من الكت اب إحي اء‬
‫علوم الدين أفضل كتب التذكير لديه‪.‬‬
‫وأكثرها قراءة في مجلس تذكيره كما درس الرسالة القشيرية واطلع الطلبة على رعاية المحاسبي"‪ .‬أم ا معاص ره أب ا‬
‫علي الحسن بن علي المسيلي توفي أواخر القرن ‪ 6‬هـ ‪ 12‬م فقد نسج على من وال األحي اء كت اب التفك ر فيم ا تش تمل‬
‫عليه السور واآليات من المبادئ والغايات) أحاط فيه بالفقه والتصوف حتى لقب بأبي حامد الصغير وأضحى الكت اب‬
‫متداوال بين البجائيين وغطى بشهرته شهرة اإلحياء أن ذاك‪.‬‬
‫كما شكلت مصنفات المغرب األقصى أهمية كبيرة في بلورة أفكار األدب الصوفي وص نع مخيال ه من خالل مؤلف ات‬
‫أبي محمد صالح الماجريت ‪ 631‬هـ ‪ 1234‬م شيخ رباط أسفي التي دخلت بجاية وقلع ة ب ني حم اد م ع الص وفي أبي‬
‫عبد هللا محمد بن أبي القاسم السجلماس ي ت في النص ف الث اني من الق رن ‪7‬هـ ‪13 /‬م وهي كت اب (بداي ة الهداي ة) و‬
‫(تلقين المريد) وشرح المقصد األسني في شرح أسماء هللا الحسنى ألبي حامد الغزالي وشرح الرسالة القشيرية فضال‬
‫عن كتاب (قطب العارفين ومقامات األبرار واألصفياء الصديقين لعبد الرحمان بن يوسف البجائي في النصف الث اني‬
‫من القرن ‪ 6‬هـ ‪ 12 /‬م وإس هامات أبي زكري ا يحي بن محجوب ة القريش ي الس طيفي ت ‪673‬هـ ‪/1278 /‬م من خالل‬
‫‪8‬‬
‫كتابه شرح أسماء هللا الحسنى‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة تطبيقية لألدب الصوفي‬ ‫‪.II‬‬


‫‪ .1‬المطلب االول‪ :‬الدعاء في االدب الصوفي‬
‫في األدب الصوفي‪ ،‬يعتبر الدعاء واحًدا من أبرز السبل التي يتواصل بها الفرد مع هللا‪ .‬يرى الصوفية الدعاء كوس يلة‬
‫للتواصل مع الحقيقة اإللهية وتحقيق االتحاد مع هللا‪ .‬يتميز الدعاء في األدب الصوفي بالعمق ال روحي والترك يز على‬
‫‪9‬‬
‫الجوانب الداخلية للعبادة‪ .‬إليك بعض الجوانب الرئيسية للدعاء في األدب الصوفي‪:‬‬
‫الدعاء بالحضور الكامــل‪ :‬يشدد الص وفية على أهمي ة الحضور الكام ل واالنص راف إلى هللا أثن اء ال دعاء‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪10‬‬
‫يتعين على الفرد أن يكون حاضًر ا بذهنه وقلبه وروحه‪ ،‬مع التركيز الشديد على وحدة هللا‪.‬‬
‫الدعاء بالعشق والشوق‪ :‬في األدب الصوفي‪ُ ،‬يعتبر الدعاء بالعشق والشوق إلى هللا وسيلة للتق رب من ه‪ .‬يتم‬ ‫‪.2‬‬
‫التأكيد على أهمية توجيه الدعاء بروح من الحب والشوق‪ ،‬حيث يك ون الف رد مش غواًل بفك ر هللا ورغبت ه في‬
‫الوصول إلى هللا‪.‬‬

‫‪ 8‬الخطيب‪ ،‬علي‪ ،‬اّت جاهات األدب الّصوفي بين الحاّل ج وابن عربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬الط‪ ،‬الت‪.‬‬
‫‪ 9‬سهير حسانين‪ :‬العبارة الصوفية في الشعر العربي الحديث‪ ،‬ط‪ ،1‬دار شرقيات القاهرة‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪ 10‬عبد الحق متصف‪ :‬أبعاد التجربة الصوفية (الحب‪ ،‬اإلنصات‪ ،‬الحكاية)‪ ،‬دط‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪.2007 ،‬‬
‫الدعاء باالندماج والفناء‪ :‬يركز الصوفية على فك رة الفن اء في هللا‪ ،‬حيث يس عى الف رد لالن دماج الكام ل في‬ ‫‪.3‬‬
‫إرادة هللا‪ .‬الدعاء يعبر عن رغبة الفرد في أن يصبح جزًء ا من وحدة الكون وإرادة هللا‪.‬‬
‫الدعاء باالستسالم‪ :‬يرتبط الدعاء في األدب الصوفي بفهم عميق لإلستسالم إلرادة هللا‪ُ .‬يظهر الفرد استعداده‬ ‫‪.4‬‬
‫‪11‬‬
‫لقبول ما يأتي من هللا بقلب مطمئن وراٍض‪.‬‬
‫الدعاء بالحكمة والعدالة‪ :‬يعتبر الصوفية أن ال دعاء يجب أن يتم ب روح الحكم ة والعدال ة‪ُ .‬يش جع على طلب‬ ‫‪.5‬‬
‫‪12‬‬
‫الخير للناس جميًعا وعلى التفكير في النية والغاية النبيلة والصافية‪.‬‬
‫في النهاية‪ُ ،‬يعت بر ال دعاء في األدب الص وفي تعب يًرا عن العالق ة العميق ة بين اإلنس ان وهللا‪ ،‬ويش مل على العناص ر‬
‫الروحية والعاطفية التي تهدف إلى تحقيق التواصل الداخلي والروحي مع الحقيقة اإللهية‪.‬‬

‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬مستويات الدعاء في االدب الصوفي‬


‫الصوفية هم مجموعة من المسلمين الذين يتبعون التصوف‪ ،‬وهو تي ار دي ني وروحي في اإلس الم يرك ز على تحقي ق‬
‫التواصل الوثي ق م ع هللا وتط وير الروحاني ة الفردي ة‪ .‬يعت بر ال دعاء وس يلة مهم ة في ممارس ات الص وفية‪ ،‬وهن اك‬
‫مستويات مختلفة من الدعاء في األدب الصوفي‪ ،‬وتشمل بعضها‪:‬‬
‫الدعاء الظاهري (الجهري)‪ :‬يتمثل في الصالة والطلب العلني من هللا‪ .‬يتم ترديده بص وت مس موع‪ ،‬ويعت بر‬ ‫‪‬‬
‫هذا المستوى من وسائل التواصل مع هللا‪.‬‬
‫أداء الصلوات الخمس يومًيا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إبداء الحاجات الشخصية والطلبات بصوت عاٍل خالل الصالة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪13‬‬
‫التركيز على تالوة القرآن بصوت مسموع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدعاء الباطني (الخفي)‪ :‬يشير إلى الدعاء الداخلي والسري‪ ،‬حيث يتم التوجه بال دعاء إلى هللا بش كل خ اص‬ ‫‪‬‬
‫في القلب دون اإلعالن عنه بصوت عاٍل ‪ .‬يعكس هذا المستوى التوجه الداخلي للفرد نحو هللا‪.‬‬
‫البحث عن السكينة واالنصراف إلى مكان هادئ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التأمل في الحاجات الداخلية والتوجه بالدعاء إلى هللا في الصمت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪14‬‬
‫العمل على تقوية الروحانية من خالل األذكار واألذكار الخاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدعاء بالحضور‪ :‬يشمل هذا المس توى ترك يز الف رد على هللا بش كل كام ل أثن اء ال دعاء‪ ،‬حيث يك ون القلب‬ ‫‪‬‬
‫والروح متوجهين نحو هللا بشكل مكثف‪.‬‬
‫التركيز على هللا أثناء الصالة بشكل كامل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االبتعاد عن االنشغاالت العقلية والتفكير في الحاضر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التأمل في اآليات القرآنية والحديث النبوي لتعزيز االتصال الروحي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدعاء باالندماج (الفناء في هللا)‪ :‬يعبر عن حالة أعلى من الدعاء حيث يصل الف رد إلى مرحل ة من االتح اد‬ ‫‪‬‬
‫مع هللا‪ ،‬حيث يختفي االنفصال ويصبح الداعي والمدعو متحَدْين‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫نبيل راغب‪ :‬موسوعة النظريات األدبية‪ ،‬ط‪ ،2‬الشركة المصرية العالمية للنشر‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ 12‬أدونيس‪ :‬الثابت واملتحول‪ ،‬ج‪ ،3‬ط‪ ،5‬دار الفکر‪ ،‬بريوت‪.1986 ،‬‬
‫‪13‬‬
‫محمد عبد المنعم خفاجي‪ :‬األدب في التراث الصوفي‪ ،‬دط‪ ،‬مکتبة غريب‪ ،‬الفجالة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬دت‪.‬‬
‫‪ 14‬أدونيس‪ ،‬الّص وفّية والّس وريالّية‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار الّس اقي‪ ،‬ط‪.1991 ،3‬‬
‫البحث عن أساليب التأمل والمراقبة الداخلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التفكير في فكرة االندماج والتوحيد مع هللا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توجيه الدعاء نحو فهم الوحدة والفناء في إرادة هللا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدعاء بالحب والشوق‪ :‬يركز على المشاعر العاطفية والشوق إلى هللا‪ .‬يعت بر الحب هلل والش وق إلي ه وس يلة‬ ‫‪‬‬
‫للتواصل واالتحاد مع هللا‪.‬‬
‫التأمل في هللا بمحبة وشوق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التفكير في نعم هللا والرد بالمحبة والشكر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪15‬‬
‫توجيه الدعاء بالطلب من هللا زيادة الحب والتقرب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجم ع الص وفية على أن ال دعاء يمث ل وس يلة مهم ة للتواص ل م ع هللا وتحقي ق االتح اد ال روحي‪ .‬ق د يتب ع الص وفية‬
‫ممارسات محددة من أجل تطوير حاالت عميقة من الدعاء لتحقيق التواصل الروحي والتقرب من هللا‪.‬‬

‫‪ 15‬أدونيس‪ ،‬الّصوفّية والّسوريالّية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫الخاتمة‬
‫نستنتج من ذلك أّن الّتصوف حركة فكرّية روحّية مرتبطة باإلسالم وبعقيدة الّتوحيد قوامه ا األخالق وتس تمّد علومه ا‬
‫من القرآن والّسنة الّنبوية الّش ريفة‪ ،‬يشوبها بعض الغموض أحياًنا‪ ،‬ال تنفصل عن الّز هد وعن الّتخلي الّد نيوي‪ .‬قد ينتج‬
‫عن خلوات الّز اهدين حالة من الّطمأنينة والّر ضا‪ ،‬فتظهر لذلك بعض الّتجليات الفريدة التي تس ّم ى بالّتجرب ة الّش عرّية‬
‫الّصوفّية‪ ،‬فيها يغوص الشاعر في نفسه وبمكنوناته ا ويص ف فيه ا رؤاه من خالل الّرم وز واإليم اءات واإلش ارات‪،‬‬
‫ونتاج هذا األدب ُيدعى‪ :‬األدب الّص وفي‪ ،‬وهو أدب فيه خصائص فلسفّية ونفسّية وفنّية يّصور فيها الّش اعر حال ه م ع‬
‫هللا‪ ،‬فمنهم من ذاق الخوف في لقائ ه ومنهم من ع اش الحّب اإللهي ومنهم من رأى حل ول ذات ه في هللا وحل ول ال ّذ ات‬
‫الإللهّية فيه ومنهم من عبد هللا حّتى الفناء وعّبر عن ذلك شعًرا ونثًرا‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫إبن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬مج‪.9‬‬ ‫‪)1‬‬
‫إبن الفارض‪ ،‬عمر بن علي‪ ،‬دي وان ابن الف ارض‪ ،‬تح درويش الجوي دي‪ ،‬ب يروت‪ ،‬المكتب ة العص رّية‪ ،‬الط‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫‪.2008‬‬
‫التفتازاني‪ ،‬أبو الوفا الغ نيمي‪ ،‬م دخل إلى التص ّوف اإلس المي‪ ،‬الق اهرة‪ ،‬دار الثقاف ة للّنش ر والّتوزي ع‪ ،‬ط‪،3‬‬ ‫‪)3‬‬
‫‪.1979‬‬
‫بو قرورة‪ ،‬عمر أحمد‪ ،‬دراسات في الّش عر الجزائري المعاصر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار الُهدى‪ ،‬الط‪.2004 ،‬‬ ‫‪)4‬‬
‫الكالبادي‪ ،‬أبو بكر محّم د بن إسحق البخاري‪ ،‬الّتع ّرف لم ذهب أه ل الّتص ّوف‪ ،‬ض بط أحم د ش مس ال ّد ين‪،‬‬ ‫‪)5‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪.1993 ،1‬‬
‫المنوفي‪ ،‬محمود‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬المدخل إلى الّتصّو ف اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار القومّية للّطباعة‪ ،‬الط‪ ،‬الت‪.‬‬ ‫‪)6‬‬
‫زيدان‪ ،‬يوسف‪ ،‬الطريق إلى الّص وفي وفروع القادرّية بمصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬ط‪.1991 ،1‬‬ ‫‪)7‬‬
‫الخطيب‪ ،‬علي‪ ،‬اّتجاهات األدب الّصوفي بين الحاّل ج وابن عربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬الط‪ ،‬الت‪.‬‬ ‫‪)8‬‬
‫سهير حسانين‪ :‬العبارة الصوفية في الشعر العربي الحديث‪ ،‬ط‪ ،1‬دار شرقيات القاهرة‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬ ‫‪)9‬‬
‫نبيل راغب‪ :‬موسوعة النظريات األدبية‪ ،‬ط‪ ،2‬الشركة المصرية العالمية للنشر‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬ ‫‪)10‬‬
‫عبد الحق متص ف‪ :‬أبع اد التجرب ة الص وفية (الحب‪ ،‬اإلنص ات‪ ،‬الحكاي ة)‪ ،‬دط‪ ،‬ال دار البيضاء‪ ،‬المغ رب‪،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫‪.2007‬‬
‫محمد عبد المنعم خفاجي‪ :‬األدب في التراث الصوفي‪ ،‬دط‪ ،‬مکتبة غريب‪ ،‬الفجالة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬دت‪.‬‬ ‫‪)12‬‬
‫أدونيس‪ :‬الثابت والمتحول‪ ،‬ج‪ ،3‬ط‪ ،5‬دار الفکر‪ ،‬بيروت‪.1986 ،‬‬ ‫‪)13‬‬
‫أدونيس‪ ،‬الّصوفّية والّسوريالّية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الّساقي‪ ،‬ط‪.1991 ،3‬‬ ‫‪)14‬‬

You might also like