You are on page 1of 19

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة ‪ -‬غرداية ‪-‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫تخصص‪ :‬حقوق‬
‫السنة‪ :‬أولى ليسانس‬
‫الفوج‪12 :‬‬

‫تنظيم السلطات (السلطة القضائية)‬

‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫يحياوي صالح‬ ‫‪-‬‬

‫الموسم الجامعي‪2023/2024 :‬‬


‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬
‫‪ .I‬المبحث األول‪ :‬مفهوم السلطة القضائية‬
‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬تعريف السلطة القضائية‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬خصائص السلطة القضائية‬
‫‪ .II‬المبحث الثاني‪ :‬المراحل التي مر بها التنظيم القضائي‬
‫‪ .1‬المطلب االول‪ :‬مرحلة الوحدة (اإلصالح القضائي لسنة ‪)1965‬‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬مرحلة االزدواجية القضائية (ابتداء من ‪)1965‬‬
‫‪ .III‬المبحث الثالث‪ :‬مستجدات تنظيم السلطات‬
‫‪ .1‬المطلب االول‪ :‬مستجدات التنظيم القضائية العادي‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬مستجدات التنظيم القضائي اإلداري‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫مقدم ‪WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‬ة‬
‫تتمتع السلطة القضائية بعدة خصائص تميزها عن السلطات األخرى في الدول ة‪ ،‬منه ا اس تقالليتها عن الس لطات التنفيذي ة‬
‫والتشريعية‪ ،‬وه و م ا يمنحه ا ق درًا كب يرًا من الحيادي ة والق درة على ممارس ة وظائفه ا بحري ة‪ .‬كم ا تتس م بمب دأ توزي ع‬
‫االختصاصات بين مختلف مستويات القضاء‪ ،‬مما يسهم في تحقيق التوازن والعدال ة في التق ديرات والق رارات القض ائية‪.‬‬
‫تعتبر السلطة القضائية أيضًا مراقبًا لس لطات الدول ة األخ رى‪ ،‬حيث تق وم بمراقب ة تط بيق الق انون ودس تورية الق رارات‬
‫واألحكام الصادرة عن السلطات األخرى‪ ،‬مما يجعلها ضامنة لحقوق الفرد وحامية للدستور والقانون‪ ,‬ومنه نط رح اش كالنا‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫ماهي السلطة القضائية في الفقه الدستوري؟ وفيما يتمثل الدستور الجزائري سنة ‪2020‬؟‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم السلطة القضائية‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬تعريف السلطة القضائية‬
‫ُتعّر ف السلطة القضائية بأّنها جهة ُتحّد دها الدولة للنظر والفصل في طلبات تعيين الجهات القضائية األجنبية‪ ،‬وأحد ف روع‬
‫المحكمة التي تعمل على تنفيذ البرامج الحكومي ة وتط بيق الق وانين بين المتقاض ين س واء ك انوا أف رادًا‪ ،‬أو جماع ات‪ ،‬أو‬
‫حكوم ات‪ ،‬أو كيان ات قانوني ة‪ ،‬وغيره ا في القض ايا اإلداري ة والمنازع ات بين األط راف‪ ،‬وذل ك من خالل مب دأ س يادة‬
‫القانون‪ ،‬كم ا ُتع ّرف الس لطة القض ائية بأّنه ا الس لطة الممنوح ة للمحكم ة للنظ ر في المواض يع والخالف ات بين أط راف‬
‫الدعوى واّتخاذ قرار ملزم فيها‪.‬‬
‫ُيعنى مبدأ سيادة القانون بالتعامل مع جميع األطراف بمساواة بعيدًا عن األحكام التعسفية أو المسيئة‪ ،‬وتط بيق الق انون من‬
‫خالل القرارات التي ُتصدرها المحكمة في مختلف القضايا‪ ،‬كما ُتوص ف الس لطة القض ائية بأّنه ا الوص ي على الدس تور‬
‫وحقوق الشعب‪ ،‬مّم ا يجعلها أحد أهم األجهزة الحكومية نسبًة للمواطن‪ ،‬ألّنها تقف ضد التجاوزات التي تقع فيه ا األجه زة‬
‫التشريعية والتنفيذية‪.‬‬
‫ُتعتبر السلطة القضائية ِد عام ة أساس ية مالزم ة للدول ة م ع ض رورة اس تقاللها لض مان حماي ة حق وق الش عب‪ ،‬والوف اق‬
‫االجتماعي‪ ،‬والتنمية السياسية‪ ،‬والسالم‪ ،‬والتقدم في المجتم ع‪ ،‬وُتع نى بإص دار الق رارات في القض ايا المختلف ة من خالل‬
‫المحاكم‪ ،‬وعند حدوث أي مشكلة أو جريمة يبدأ األمر بتحقيق الشرطة في األمر‪ ،‬وعليه تتحمل الشرطة مسؤولية أي خطأ‬
‫‪1‬‬
‫يصدر من المحكمة بسبب األحكام الخاطئة أو الطرق غير الصحيحة الصادرة عنها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص السلطة القضائية‬ ‫‪.2‬‬


‫تتمتع السلطة القضائية بمجموعة من الخصائص التي تميزها عن السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫االستقالل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬االستقالل عن السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ :‬يجب أن تكون السلطة القضائية مس تقلة عن الس لطتين األخ ريين‬
‫لتتمكن من إصدار أحكامها دون أي تأثير أو ضغط‪.‬‬
‫‪ -‬االستقالل المالي واإلداري‪ :‬يجب أن تتمتع السلطة القضائية بميزانية مستقلة وحرية في إدارة شؤونها الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬االستقالل الشخصي للقضاة‪ :‬يجب أن يتمتع القضاة باالستقالل الشخصي وعدم قابليتهم للعزل إال ألسباب محددة‬
‫قانوًنا‪.‬‬
‫الحياد‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬الحياد في نظر القضايا‪ :‬يجب على القاضي أن ينظر في القضايا بحيادية ودون أي تحيز أو تمييز‪.‬‬
‫‪ -‬الحياد في تفسير القانون‪ :‬يجب على القاضي أن يطبق القانون دون أي تفسير شخصي أو اجتهاد‪.‬‬
‫‪ -‬الحياد في إصدار األحكام‪ :‬يجب على القاضي أن يصدر أحكامه بناًء على األدلة والقانون فقط‪.‬‬
‫الموضوعية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬الموضوعية في تقييم األدلة‪ :‬يجب على القاضي أن يقّيم األدلة بموضوعية ودون أي تحيز‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوعية في تفسير القانون‪ :‬يجب على القاضي أن يطبق القانون دون أي تفسير شخصي أو اجتهاد‪.‬‬
‫‪ -‬الموضوعية في إصدار األحكام‪ :‬يجب على القاضي أن يصدر أحكامه بناًء على األدلة والقانون فقط‪.‬‬
‫العلنية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬علنية الجلسات‪ :‬يجب أن تكون جلسات المحاكم علنيًة لضمان الشفافية‪.‬‬
‫‪ -‬علنية األحكام‪ :‬يجب أن تكون األحكام الصادرة من المحاكم علنيًة لضمان حق المعرفة‪.‬‬

‫المساواة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬عمار كوسة‪ ،‬أستاذ محاضر‪ ،‬مبدأ استقاللية السلطة القضائية في النظم القانونية العربية‪ ،‬دراسة تحليلية وتقييمية‪ ،‬الجزائر نموذجا‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة سطيف ‪.02‬‬
‫‪ -‬المساواة أمام القانون‪ :‬يجب أن يتمتع جميع أفراد المجتمع بالمساواة أمام القانون‪.‬‬
‫‪ -‬المساواة في التقاضي‪ :‬يجب أن يتمتع جميع أفراد المجتمع بحقوق متساوية في التقاضي‪.‬‬
‫‪ ‬الكفاءة‪:‬‬
‫‪ -‬الكفاءة في نظر القضايا‪ :‬يجب أن ُتنظر في القضايا بسرعة وكفاءة‪.‬‬
‫‪ -‬الكفاءة في إصدار األحكام‪ :‬يجب أن تصدر األحكام في وقت مناسب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الكفاءة في إدارة شؤون السلطة القضائية‪ :‬يجب أن ُتدار شؤون السلطة القضائية بكفاءة وفعالية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المراحل التي مر بها التنظيم القضائي‬ ‫‪.I‬‬


‫‪ .1‬المطلب االول‪ :‬مرحلة الوحدة (اإلصالح القضائي لسنة ‪)1965‬‬
‫يقصد بنظام وحده القضاء أن تختص المحاكم المنتمية إلى جهة قضائية واحدة بالفصل في ك ل المنازع ات دون تم يز بين‬
‫المسائل العادي ة منه ا والمس ائل اإلداري ة ‪ ،‬و ق د إتجهت السياس ة التش ريعية في ه ذه المرحل ة إلى إع ادة هيكلي ة النظ ام‬
‫القضائي من نظام اإلزدواجية المعمول به و لو جزئيا إلى نظ ام وح دة القض اء‪ ،‬وق د حم ل اإلص الح األم ر رقم ‪278-6‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1965/11/16‬المتضمن التنظيم القضائي‪ ،‬ال ذي ألغى النظ ام القض ائي الس ابق بكامل ه بم ا في ه من المح اكم‬
‫اإلدارية و المجالس العمالية و المحاكم التجارية و أنشا ‪ 15‬مجلسا قضائيا‪ ،‬و نقل إختص اص المح اكم اإلداري ة إلى ثالث‬
‫غرف جهوية ‪ ،‬ثم تلته عدة تعديالت أضافت غرف جديدة‪.‬‬
‫الف‪W‬رع األول‪ :‬اإلص‪W‬الح القض‪W‬ائي لس‪W‬نة ‪ / 1965‬األم‪W‬ر رقم ‪ 278 - 65‬الم‪W‬ؤرخ في ‪ 1965/11/16‬المتض‪W‬من‬ ‫أ‪-‬‬
‫التنظيم القضائي‬
‫ص در األم ر ‪ 278-65‬وب دأ العم ل ب ه في ج وان ‪ ،1966‬وأنش ا خمس ة عش ر مجلس ا قض ائيا ورف ع ع دد المح اكم إلى‬
‫‪130‬محكمة‪ ،‬وأحل المج الس قض ائية مح ل مح اكم اإلس تئناف والمح اكم‪ .‬المح اكم اإلبتدائي ة والمح اكم مك ان اإلبتدائي ة‬
‫الك برى ونق ل إختص اص المح اكم اإلداري ة إلى ثالث غ رف إداري ة‪ ،‬وهي الغرف ة اإلداري ة لمجلس قض اء‪ :‬الجزائ ر ‪-‬‬
‫قسنطينة وهران‪ ،‬ونقل إختص اص المج الس اإلجتماعي ة إلى المج الس القض ائية‪ ،‬وب ذلك يك ون المش رع ق د وض ع ح دا‬
‫لإلزدواجية القضائية‪ ،‬وتبنى نظام وحدة القضاء ومرد ذلك إلى عدة أسباب أملته ا الظ روف اإلجتماعي ة والسياس ية ال تي‬
‫كانت تسود بالد حديثة العهد باإلستقالل منها‪:‬‬
‫أن التنظيم القض ائي الم وروث عن اإلس تعمار يمت از بالتعقي د والتش عب والعكس من ذل ك م ا نج ده في نظ ام وح دة‬ ‫‪-‬‬
‫القضاء‪.‬‬
‫القضاء المزدوج يتطلب إمكانات بشرية ومادية غير متوفرة بالبالد ولعل هذا السبب هو ال ذي جع ل المش رع يقص ر‬ ‫‪-‬‬
‫ع دد الغ رق اإلداري ة على ثالث غ رف جهوي ة ب الجزائر العاص مة وقس نطينة ووه ران األم ر ال ذي يجع ل التنظيم‬
‫القضائي في هذه المرحلة على صعيد المنازعات اإلدارية لم يجسد مبدأ تقريب العدالة من المتقاضين‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬التعديالت الواردة على األمر رقم ‪278- 65‬‬
‫عرف قانون التنظيم القضائي بعد إصالح سنة ‪ 1965‬عدة تعديالت أهمها‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬تعديل قانون اإلجراءات المدنية سنة ‪:1971‬‬ ‫‪‬‬
‫جاء األمر رقم ‪ 8071‬المؤرخ في ‪ 1971/12/29‬المتضمن تعديل قانون اإلجراءات المدنية بتكريس ما نص عليه ق انون‬
‫التنظيم القضائي والمتمثل في إختصاص مجالس قضاء الجزائر قسنطينة ووهران بواسطة غرفها اإلدارية للفصل إبتدائيا‬
‫بحكم قابل إلستئناف أمام المجلس األعلى في المنازعات التي تكون الدولة أو الوالي ات أو البل ديات أو إح دى المؤسس ات‬
‫العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها مع تمديد إختصاص هذه المجالس لتشمل واليات مجاورة‪.‬‬
‫ثانيا – األمر رقم ‪ 73- 74‬المؤرخ في ‪:1974/07/12‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 2‬غيتري زين العابدين‪ ،‬حدود استقاللية السلطة القضائية في الفقه اإلسالمي والتشريع الجزائري‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫تضمن هذا األمر إعادة تنظيم المجلس األعلى الذي أص بح يض م رئيس أول ون ائب ال رئيس وس بعة ونائب ا عام ا وس بعة‬
‫محامين عامين‪ ،‬ويشكل من س بعة غ رف وهي‪ :‬الغرف ة اإلداري ة – الغرف ة المدني ة – الغرف ة الجزائي ة األولى ‪ -‬الغرف ة‬
‫الجزائية الثانية ‪ -‬غرفة األحوال الشخصية ‪ -‬الغرفة التجارية والبحرية – الغرفة اإلجتماعية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬القانون رقم ‪ 01- 86‬المؤرخ في ‪ 1986/01/28‬المتضمن تعديل قانون اإلجراءات المدنية‬ ‫‪‬‬
‫وبموجبه تم تعديل المادة ‪ 7‬من قانون اإلجراءات المدنية على النح و الت الي‪ :‬تختص المج الس القض ائية بالفص ل إبت دائيا‬
‫بحكم قاب ل لإلس تئناف أم ام المجلس األعلى في جمي ع القض ايا ال تي تك ون الدول ة أو الوالي ات أو البل ديات أو إح دى‬
‫المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري طرفا فيها – تمارس اإلختصاصات المذكورة في الفقرة أعاله من قبل المج الس‬
‫القضائية التي ستحدد قائمتها وإختصاصها اإلقليمي بنص تنظيمي‪ ،‬وبموجب ه ص در المرس وم رقم ‪ 107-86‬الم ؤرخ في‬
‫‪ 1986/04/29‬ليرفع عدد الغرف اإلدارية إلى ‪ 20‬غرفة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬القانون رقم ‪ 23 90‬المؤرخ في ‪ 1990/08/18‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات‬ ‫‪‬‬
‫المدنية ‪ :‬بموجبه ثم تعديل المادة ‪ 7‬من قانون اإلجراءات المدنية التي أعطت اإلختص اص للفص ل في الطع ون ب البطالن‬
‫في الق رارات الص ادرة عن الوالي ات و الطع ون الخاص ة بتفس يرها و بفحص مش روعيتها للغ رف اإلداري ة الجهوي ة‬
‫الموجودة على مستوى مجالس الجزائر ‪ -‬وهران ‪ -‬قسنطينة ‪ -‬بشار – ورقلة ‪ ،‬وبموجب هذا التعديل صدر المرس وم رقم‬
‫‪ 407-90‬المؤرخ في ‪ 1990/12/22‬يحدد اإلختصاص اإلقليمي لهذه الغرف‪ ،‬و المالحظ أن ه ذه التع ديالت ال تي مس ت‬
‫نص المادة ‪ 7‬من قانون اإلجراءات المدنية جعلت بعض الدارس ين يتس اؤلون عن طبيع ة الغرف ة اإلداري ة ض من التنظيم‬
‫القضائي الجزائري‪ ،‬و فيما إذا كان النظام القضائي يسوده وح دة الهيئ ات القض ائية وإزدواجي ة المنازع ات أم ه و نظ ام‬
‫اإلزدواجية القضائية و هناك من وصفه بأنه نظام وحدة القضاء المرن ‪ ،‬غير أن هذا الخالف حول طبيعة النظام القضائي‬
‫الجزائري الذي ساد هذه المرحلة لم يعد له محل بعد أن كرس نظام اإلزدواجية القضائية بموجب دستور ‪ 1996‬و هذا م ا‬
‫‪3‬‬
‫سنتناوله في المطلب الموالي ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة االزدواجية القضائية (ابتداء من ‪)1965‬‬ ‫‪.2‬‬


‫تم تبني نظام اإلزدواجية القضائية بموجب المادة ‪ 152‬من دستور ‪ ، 1996‬األمر الذي يجعل صورة التنظيم القضائي في‬
‫هذه المرحلة تختلف من حيث الهياكل و اإلجراءات عن نظ ام وح دة القض اء ال ذي س اد لف ترة طويل ة ‪ ،‬و م رد ذل ك إلى‬
‫إختالف المفاهيم والعناصر المميزة للنظامين و التي أخذت بها كل الدول التي تبنتها مثل مصر ‪ ،‬تونس ‪ ،‬فرنسا‪ ،‬غ ير أن‬
‫اإلطار القانوني للتنظيم القضائي اإلداري في الجزائر ينفرد من حيث مبادئه األساسية ‪ ،‬األمر الذي جعل بعض الدارس ين‬
‫يعت برون أن التغ ير ال ذي مس التنظيم القض ائي ه و مج رد تغي ير هيكل ة‪ ،‬وأن التنظيم القض ائي الجزائ ري ه و بمثاب ة‬
‫إزدواجية هيكلية وليست إزدواجية قضائية ‪ ،‬كما أن تبني نظام اإلزدواجية القضائية كان وراءه عدة دوافع وأسباب نظ را‬
‫ألنه جاء في مرحلة اتسمت بتوجهاتها الجديدة ‪ ،‬األمر الذي استلزم وضع األليات الكفيلة بإرس اء دع ائم اإلزدواجي ة على‬
‫أرض الواقع‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أسباب تبني نظام االزدواجية القضائية في الجزائر‬ ‫أ‪-‬‬
‫هناك عدة أسباب أدت بالمشرع الجزائري إلى تبني نظام االزدواجية القضائية منها‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬تزايد حجم المنازعات اإلدارية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث صرح السيد وزير العدل أمام مجلس األمة في جلسة يوم ‪ 1998/03/21‬بأن‪ :‬مهمة الفصل في تن ازع االختص اص‬
‫بين مختلف الجهات القضائية‪ ،‬قد أسندت إلى المحكم ة العلي ا‪ ،‬أال أن الواق ع العملي وتزاي د النزاع ات اإلداري ة وتعقي دها‬
‫نتيجة التطور السريع للمجتمع‪ ،‬كل هذا أدى إلى ضرورة إعادة النظر في النظام القضائي السائد‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬فكرة التخصص‬ ‫‪‬‬

‫‪ 3‬الدكتور الغوثي بن ملحة ‪ -‬القانون القضائي الجزائري ‪ -‬الديوان الوطني لألشغال التربوية طبعة ‪2002 - 2‬‬
‫لقد اتجهت إرادة المشرع الجزائري وهو يفصل بين القضاء اإلداري والقضاء الع ادي إلى تك ريس فك رة التخص ص عن‬
‫طريق تفرغ قضاة إداريين لهم جانب كبير من الدراية والخبرة بطبيعة النزاع اإلداري‪ ،‬خاصة وأن القاضي اإلداري تق ع‬
‫على عاتقه مهمة اإلجتهاد القضائي‪ ،‬وقد اهتم التنظيم القضائي في الكث ير من ال دول بتخص ص القض اة‪ ،‬كم ا أك دت ه ذا‬
‫التوج ه الكث ير من الم ؤتمرات الدولي ة ال تي عق دها اإلتح اد ال دولي للقض اة‪ ،‬وسنفص ل ه ذه الفك رة في الج زء الخ اص‬
‫باإلتجاهات الجديدة للتنظيم القضائي الجزائري‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬توفر الجانب البشري‬ ‫‪‬‬
‫إذا كان الدافع األساسي لتبني نظام وحدة القضاء بعد اإلستقالل هو هجرة القضاة الفرنسيين وعدم وجود العدد الكافي‪ .‬من‬
‫القضاة الجزائريين لشغل هياكل القضاء اإلداري‪ ،‬فإن هذا العائق لم يعد موجودا لتوفر عدد معتبر من القضاة األكفاء مم ا‬
‫يجعل الجانب البشري المتوفر يساعد على القيام بهذا اإلصالح القضائي‪.‬‬
‫رابعا ‪ -‬تغيير المجتمع الجزائري‬ ‫‪‬‬
‫عرف المجتمع الجزائري إبت داءا من دس تور ‪ 1989‬تغ يرات جذري ة على الص عيد اإلقتص ادي والسياس ي واإلجتم اعي‬
‫والثقافي‪ ،‬مما تطلب بالضرورة إجراء إصالحات على مستوى الجانب التشريعي‪ ،‬وك ذا على مس توى مؤسس ات الدول ة‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫كما تطلب األمر بالضرورة تغيير هيكلة النظام القضائي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬تفعيل نظام اإلزدواجية القضائية في التنظيم القضائي الجزائري‬
‫بعد تكريس اإلزدواجية القضائية بدستور ‪ 1996‬صدرت ع دة ق وانين وهي‪ :‬الق انون العض وي رقم ‪ 98-01‬الم ؤرخ في‬
‫‪ 30‬ماي ‪ 1998‬والمتعلق بإختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله‪ ،‬والق انون رقم ‪ 02-98‬المتعل ق بالمح اكم اإلداري‬
‫والقانون العضوي ‪ 03-98‬المتعلق بمحكمة التنازع الصادرين بنفس التاريخ‪ ،‬كما صدرت عدة مراسيم تنفيذية أهمها‪:‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 263-98‬المؤرخ في ‪ 29‬أوت ‪ 1998‬يحدد كيفيات تع يين رؤس اء المص الح واألقس ام لمجلس‬ ‫‪-‬‬
‫الدولة وسليفهم‪.‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-98‬المؤرخ في ‪ 13‬أكتوبر ‪ 1998‬يحدد تصنيف وظيفة األمين العام لمجلس الدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 262-98‬المؤرخ في ‪ 29‬أوت ‪ 1998‬الذي يحدد كيفية إحالة جميع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القضايا المسجلة والمعروضة على الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا إلى مجلس الدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وإذا كان مجلس الدولة ومحكمة التنازع قد تم تنصيبهما فإن الوضع يختلف بالنسبة للمحاكم اإلدارية التي لم تنص ب بع د‪،‬‬
‫وقد يرجع ذلك لنقص الوسائل المادية ومق رات المح اكم‪ ،‬وق د الح ظ بعض الدارس ين من أج ل تفعي ل نظ ام اإلزدواجي ة‬
‫القضائية اإللتفات إلى المسائل اآلتية‪:‬‬
‫على مستوى النصوص المنظمة للقضاء اإلداري‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫جاءت نصوص القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المتعلق بمجلس الدولة والقانون رقم ‪ 02-98‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية ج د‬
‫مقتض بة وأح الت في اغلب المس ائل اإلجرائي ة إلى ق انون اإلج راءات المدني ة‪ ،‬مم ا يش كك نس بيا في إس تقاللية القض اء‬
‫اإلداري‪ ،‬ويتعين قصد تكريس اإلزدواجية فعال وضع قانون خاص باإلجراءات اإلدارية الذي يتالءم مع الطبيعة الخاصة‬
‫للمنازعات اإلدارية‪.‬‬
‫على مستوى الهياكل القضائية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن عدم تنصيب المحاكم اإلدارية إلى حد اآلن و اس تمرار العم ل بنظ ام الغ رف اإلداري ة ‪ ،‬ه و عقب ة من عقب ات إرس اء‬
‫اإلزدواجية الفعلية ‪ ،‬وكلما تم اإلسراع في تنصيب هذه المحاكم ‪ ،‬كلما اقتربنا من األهداف المرجوة من نظ ام اإلزدواجي ة‬
‫القضائية‪ ،‬وهو األمر الذي بمقتضاه تم اعتبار إصالح التنظيم القضائي من أولويات إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬وقد ج اء‬
‫في اتفاقي ة التموي ل الجزائري ة األوربي ة لمش روع دعم إص الح العدال ة في الجزائ ر ‪ :‬أن من بين النت ائج المنتظ رة له ذا‬
‫‪ 4‬الحسين بن الشيخ آث ملويا ‪ -‬المنتقى في قضاء مجلس الدولة – الجزء األول ‪-‬دار هومة‪.2002 ,‬‬
‫المشروع هو الوصول إلى تنظيم قضائي أحسن ‪ ،‬كم ا تض منت اإلتفاقي ة العم ل على إنش اء ‪ 15‬محكم ة إداري ة و خمس‬
‫مجالس جهوية ‪ ،‬مع تقديم الدعم الالزم لتنظيمها وتسيرها واقتراح كيفية انتقاء القضاة وإلحاقهم وكتاب الضبط المختصين‬
‫في النظام اإلداري‪.‬‬
‫على مستوى الجانب البشري‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الوصول إلى قضاء قوي ومستقل سواءا على مستوى النظ ام القض ائي الع ادي أو اإلداري ه و في النهاي ة حك ر على‬
‫فعالية القائمين على شؤونه‪ ،‬مما يستوجب البحث عن أحسن السبل إلختيار التشكيلة البشرية وضع معاير واض حة ل ذلك‪،‬‬
‫وإعتماد مبدأ التخصص بدال من الخبرة‪ ،‬فالصيغة الحالية ال تي تش ترط رتب ة مستش ار في القاض ي اإلداري رك زت على‬
‫فكرة مفادها أن خبرة وكفاءة المستش ارين س تمكنهم من مباش رة القض اء اإلداري إلى حين وض ع الس بل الكفيل ة بتك وين‬
‫القضاة المتخصصين في هذا المجال‪.‬‬
‫وإذ كانت النتيجة التي نصل إليها من خالل كل ما تقدم أن التنظيم القضائي الجزائري حاليا تسوده اإلزدواجي ة القض ائية‪،‬‬
‫غير أنها ال تزال في حاجة إلى تفعيل أكثر وجهود إصالحية وتوجهات جديدة من أجل إرساء تنظيم قضائي قوي وهذا م ا‬
‫‪5‬‬
‫سنتناوله بالبحث في المبحث الموالي‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مستجدات تنظيم السلطات‬ ‫‪.II‬‬


‫‪ .1‬المطلب االول‪ :‬مستجدات التنظيم القضائية العادي‬
‫تكريس مبدأ التقاضي على درجتين في جميع القضايا‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫مثل ما كان عليه في القانون القديم فإن الجهات القضائية العادية تتمثل في المحاكم‪ ،‬المج الس القض ائية والمحكم ة العلي ا‪،‬‬
‫غير أن المحكمة أصبحت تفصل باعتبارها أول درجة بحكم قابل لالستئناف في جمي ع القض ايا طبق ا للم ادة ‪ 33‬الجدي دة‪،‬‬
‫بعد أن كانت تفصل بحكم نهائي في بعض القضايا‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المحاكم‪:‬‬
‫تمثل المحكمة الجهة القضائية ذات االختصاص العام وتتش كل من أقس ام‪ ،‬حيث يتم جدول ة القض ايا أم ام األقس ام حس ب‬
‫طبيعة النزاع‪ ،‬وتتمثل هذه األقسام في القسم المدني‪ ،‬التجاري‪ ،‬البحري‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬العقاري‪ ،‬وفي حال ة جدول ة القض ية‬
‫أمام قسم غير القسم المختص‪ ،‬يحال الملف إلى القسم المعني عن طريق أمانة الضبط‪ ،‬وذلك بعد إخبار رئيس المحكمة‪.‬‬
‫ويمكن للمحكمة أن تتش كل من أقط اب متخصص ة‪ ،‬حيث تختص دون س واها في المنازع ات المتعلق ة بالتج ارة الدولي ة‪،‬‬
‫اإلفالس و التسوية القضائية المنازعات المتعلقة بالبنوك‪ ،‬منازعات الملكية الفكرية المنازع ات البحري ة و النق ل الج وي‪،‬‬
‫ومنازعات التأمينات كل ذلك طبقا للمادة ‪ ،7/32‬غير أن هذه الفقرة تم تعديلها ضمنيا بع د ص دور الق انون ‪ ،13-22‬حيث‬
‫تم استحداث المادة ‪ 536‬مكرر التي منحت للمحكمة التجارية المتخصص ة ه ذه االختصاص ات غ ير أن الم ادة ‪ 2/13‬من‬
‫القانون ‪ 13-22‬نصت على أن األقسام التجارية تبقى متخصصة إلى غاية تنصيب الجهات القضائية الجديدة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المجالس القضائية‪:‬‬
‫يعد المجلس القضائي في التقسيم القض ائي الع ادي مظه را الزدواجي ة القض اء‪ ،‬فه و يختص طبق ا للم ادة ‪ 34‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬‬
‫بالنظر في استئناف األحكام الصادرة عن المحاكم في الدرجة األولى‪ ،‬كم ا يختص في تن ازع االختص اص بين محكم تين‬
‫واقعتين في دائرة اختصاصه‪ ،‬وطلبات رد القضاة في المحاكم التابعة لدائرة اختصاصه‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المحكمة العليا‪:‬‬
‫المحكمة العليا تنظر في مدى تطبيق القانون من قبل الجهات القضائية العادي ة في كال درج تي التقاض ي األولى والثاني ة‪،‬‬
‫فهي هيئة قضائية مقومة ألعم ال المح اكم والمج الس القض ائية‪ ،‬فالمحكم ة العلي ا هي محكم ة ق انون تنظ ر في الطع ون‬

‫‪ 5‬بوبشير محند أمقرآن ‪ -‬النظام القضائي الجزائري ‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعية ط‪.1994 ,-2‬‬
‫بالنقض في األحكام والقرارات النهائية‪ ،‬فإن كانت سليمة فصلت برفض الطعن ‪ ،‬وان كان األحك ام أو الق رارات النهائي ة‬
‫أخطأت في تطبيق القانون ‪ ،‬قامت المحكمة العليا بقبول الطعن و إحالة القضية برمتها على نفس المجلس مشكال من هيئ ة‬
‫أخرى للفصل من جديد وفقا للقانون ‪،‬كما تسعى " المحكمة العليا لتوحيد االجتهاد القضائي في جميع أنحاء البالد و تس هر‬
‫على التطبيق السليم للقانون"‪.‬‬
‫ب‪ -‬استحداث هياكل وإجراءات جديدة‬
‫إن القوانين الجديدة التي صدرت أواخر ‪ 2022‬غيرت من التقسيم القضائي‪ ،‬باستحداث هياكل جديدة وجعل عدد المجالس‬
‫مساويًا لعدد الواليات (‪ )58‬وتم استحداث المحاكم التجارية المتخصصة في بعض المجالس القضائية‪ ،‬باإلضافة لتعديالت‬
‫‪6‬‬
‫تخص القسم التجاري والطرق البديلة لحل المنازعات القضائية التجارية‪ ،‬مع بروز دور النيابة في المجال التجاري‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬رفع عدد المجالس القضائية بحسب عدد الواليات‪:‬‬
‫بالرجوع للقانون رقم ‪ -07-22‬نجد الفصل الثاني منه تحت عنوان التقسيم القضائي العادي ويتض من ه ذا الفص ل الم واد‬
‫من ‪ 03‬إلى ‪ ،07‬حيث نص ت الم ادة الثالث ة من ه على أن ‪ " :‬يح دث ع بر مجم وع ال تراب الوط ني ثماني ة و خمس ون (‬
‫‪)58‬مجلسًا قضائيًا ‪ ،‬تق ع مقراته ا في م دن أدرار والش لف وأم الب واقي وباتنةوبجاي ة وبس كرة وبش ار والبلي دة والب ويرة‬
‫وتامنغست وتبسة وتلمسان وتيارت وتيزي وزو والجزائر والجلفة وجيج ل وس طيف وس عيدة وس كيكدة وس يدي بلعب اس‬
‫وعنابة وقالمة وقسنطينة والمدية ومستغانم والمسيلة ومعسكر وورقلة ووهران والبيض وب رج ب وعريريج وب ومرداس و‬
‫الطارف وتيسمسيلت والوادي وخنشلة وسوق أهراس وتيب ازة وميل ة وعين ال دفلى وعين تيموش نت وغرداي ة وغيل يزان‬
‫والنعامة وايليزي وتندوف وتيميمون وبرج باجي مختار وأوالد جالل وبني عباس وان صالح وان‪ ،‬قزام وتوقرت وجانت‬
‫والمغير والمنيعة "‪.‬‬
‫وبالنسبة لهذه المجالس القضائية تحدث في دائرة اختصاصها محاكم‪ ،‬ويمت د االختص اص اإلقليمي لك ل محكم ة إلى ع دة‬
‫بلديات ويمكن إنشاء محكمة أو أكثر على مستوى نفس البلدية‪ ،‬وجدير بالذكر أن المجالس القضائية الحالي ة تبقى مختص ة‬
‫إلى غاية تنصيب هذه المجالس القضائية الجديدة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬قابلية كل األحكام لالستئناف بغض النظر عن قيمتها‪:‬‬
‫كان مضمون المادة ‪ 33‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلداري ة يتلخص في أن ال دعاوى ال تي ال تتج اوز ‪ 200.000‬دج‬
‫تفصل فيها المحكمة بحكم ابتدائي نهائي‪ ،‬أما باقي الدعاوى فتفصل فيها المحكمة بحكم قابل لالستئناف‪.‬‬
‫إن هذه المادة أسالت الكثير من الحبر والمطالبة بإلغائها لعدم دستوريتها ومخالفتها للمادة ‪ 158‬من الدستور آنذاك‪ ،‬لكونه ا‬
‫حرمت فئة معينة من الدرجة الثانية للتقاضي‪ ،‬وهذا ما أدى إلى ص دور ق رار المجلس الدس توري رقم ‪ ../01‬م د ‪ /‬د‪.‬ع د‬
‫‪ 21‬بتاريخ ‪ 2021/02/10‬الذي قضى بعدم دستورية المادة ‪ 33‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس قام المشرع عند تعديله لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بموجب القانون رقم ‪ 22-13‬بمراعاة قرار‬
‫المجلس الدستوري وجعل المادة ‪ 33‬المعدلة تحتوي على فق رة وحي دة مفاده ا أن " تفص ل المحكم ة في جمي ع ال دعاوى‬
‫بأحكام قابلة لالستئناف"‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬استحداث المحكمة التجارية المتخصصة‪:‬‬
‫لقد استحدث المشرع المحاكم التجارية المتخصصة بموجب القانون ‪ ،07-22‬حيث نصت المادة السادسة منه (‪ )6‬على أن‬
‫" تحدث بدائرة اختصاص بعض المجالس القضائية‪ ،‬محاكم تجارية متخصصة" وهذه المح اكم ال تي أش ار إليه ا الق انون‬
‫‪ ، 07-22‬خصص لها القانون ‪ 13-22‬المع دل و المتمم لق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة القس م الث اني من الفص ل‬
‫الراب ع تحت عن وان ‪ :‬المحكم ة التجاري ة المتخصص ة في الم واد من ‪ 536‬مك رر ‪ 2‬إلى ‪ 536‬مك رر ‪ ، 7‬وب الرجوع‬
‫الختصاص ات ه ذه المحكم ة نج د أنه ا ج اءت لتع وض األقط اب المتخصص ة الم ذكورة في الم ادة ‪ 7/32‬من ق انون‬

‫‪ 6‬بوبشير محند أمقرآن – السلطة القضائية في الجزائر ‪ -‬دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع‪.2002 ,‬‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية الصادر في ‪ 2008‬وذلك للتطابق في االختصاص ات غ ير أن التش كيلة تغ يرت و إج راءات‬
‫الخصومة كذلك " ‪.‬‬
‫اختصاصات المحكمة التجارية المتخصصة‪:‬‬
‫ذكرت المادة ‪ 536‬مكرر المنازعات التي تختص بها المحكمة التجارية المتخصصة وهي‪:‬‬
‫منازعات الملكية الفكرية‬ ‫‪-‬‬
‫منازعات الشركات التجارية السيما منازعات الشركاء وحل وتصفية الشركات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التسوية القضائية واإلفالس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫منازعات البنوك والمؤسسات المالية مع التجار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المنازعات البحرية والنقل الجوي ومنازعات التأمينات المتعلقة بالنشاط التجاري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪7‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالتجارة الدولية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشكيلة المحكمة التجارية المتخصصة وتنظيمها‪:‬‬
‫تتشكل المحكمة التجارية المتخصصة من أقسام‪ ،‬ويتم تحديد عددها حسب جحم النشاط القضائي وطبيعته‪ ،‬من قب ل رئيس‬
‫هذه المحكمة بموجب أمر‪ ،‬وذلك بعد استطالع رأي وكيل الجمهورية‪.‬‬
‫وتتشكل هذه المحكمة من هذه األقسام تحت رئاسة قاض بمساعدة أربعة مساعدين لهم دراي ة واس عة بالمس ائل التجاري ة‪،‬‬
‫ولإلش ارة ف إن رئيس المحكم ة التجاري ة المتخصص ة‪ ،‬يم ارس ك ل الص الحيات الموكل ة ل رئيس المحكم ة العادي ة في‬
‫المنازعات التجارية‪ ،‬كما يمكن له في حالة االستعجال اتخاذ اإلجراءات المؤقتة للحفاظ على الحقوق محل النزاع‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬تعديل تشكلية القسم التجاري للمحكمة‪:‬‬
‫نظرا الستحداث المحاكم التجاري ة المتخصص ة‪ ،‬قّلص المش رع من اختصاص ات القس م التج اري للمحكم ة حيث جعله ا‬
‫تنظر في كل المنازعات التجارية ما ع دا القض ايا ذات الط ابع التج اري الم ذكورة في الم ادة ‪ 536‬مك رر باعتباره ا من‬
‫اختصاص المحاكم التجارية المتخصصة‪ ،‬كما أن المشرع عدل من تش كلية القس م التج اري للمحكم ة وجعله ا تتك ون من‬
‫قاض واحد حيث نصت المادة ‪ 533‬من قانون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة بع د تعديل ه األخ ير على أن‪ :‬يتش كل القس م‬
‫التجاري من قاض فرد"‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬الطرق البديلة للمنازعات التجارية‪:‬‬
‫من أهم الطرق البديلة للمنازعات القضائية نجد الصلح الوساطة والتحكيم‪ ،...‬واألصل في هذه الطرق أنها اختيارية‪ ،‬غ ير‬
‫أن المشرع خرج عن هذا االستثناء في القانون رقم ‪ 13 -22‬المعدل لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫عرض منازعات القسم التجاري على الوساطة إلزاميًا‪:‬‬
‫لقد فرض المشرع ‪ -‬بموجب المادة ‪ 534‬ق‪.‬إ‪.‬م‪ .‬بعد تعديله بم وجب الق انون ‪ 13-22‬على رئيس القس م التج اري ع رض‬
‫النزاع على الوساطة مسبقا‪ ،‬وال تخضع الوس اطة لحري ة األط راف في القب ول أو ال رفض‪ ،‬ب ل هي إلزامي ة على خالف‬
‫القواعد العامة "‪.‬‬
‫محضر عدم الصلح كشرط شكلي لقبول الدعوى‪:‬‬
‫لقد اشترط المشرع شرطا شكليا قبل قيد الدعوى أمام المحكمة التجارية المتخصصة مف اده‪ ،‬إج راء ص لح بطلب من أح د‬
‫الخصوم لرئيس المحكمة التجارية الذي يعين خالل خمسة أيام أحد القضاة للقيام بإجراء الصلح ‪ ،‬في أجل ال يتجاوز ثالثة‬
‫أشهر‪ ،‬ويمكن لهذا القاضي الذي تو " لى مهمة الصلح االستعانة بأي شخص يراه مناسبًا إلجراء الصلح‪ ،‬األم ر ال ذي ق د‬
‫ينتهي بتحرير محضر الصلح أو فشل محاولة الصلح‪ ،‬و في ه ذه الحال ة األخ يرة ترف ع ال دعوى أم ام المحكم ة التجاري ة‬

‫‪ 7‬حسين مصطفى حسين القضاء اإلداري ‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعية‪-‬ط‪.1999‬‬


‫المتخصصة‪ ،‬بموجب عريضة افتتاحية مرفقة وجوب ًا بمحض ر ع دم الص لح‪ ،‬ويع د ذل ك ض روري ‪ ،‬تحت طائل ة رفض‬
‫الدعوى شكال‪.‬‬
‫التحكيم كآلية جديدة وفعالة في منازعات االستثمار‪:‬‬
‫على غرار القوانين و التعديالت المستحدثة في أواخر سنة ‪ 2022‬جاء المشرع بالقانون رقم ‪ 18 22‬المتعلق باالستثمار ‪،‬‬
‫الذي منح للمستثمر بموجبه اختيار التحكيم كطريقة بديلة للتقاضي أم ا القض اء الع ادي ‪ ،‬حيث نص ت الم ادة ‪ 12‬من ه ذا‬
‫القانون على أن النزاع الناجم عن تطبيق هذا القانون قانون االستثمار ) بين المستثمر و الدولة الجزائرية‪ ،‬يخضع للجهات‬
‫القضائية الجزائرية كأصل إال في حالة وجود اتفاقيات ثنائية أو متعددة األطراف‪ ،‬صادقت عليها الجزائر وتتعلق أحكامها‬
‫‪8‬‬
‫بالمصالحة والوساطة و التحكيم‪ ،‬أو في حالة ما إذا احتفظ المستثمر لنفسه باللجوء للتحكيم بموجب اتفاق مسبق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مستجدات التنظيم القضائي اإلداري‬ ‫‪.2‬‬


‫منذ سنوات ونحن نتعامل مع المحاكم اإلدارية ومجلس الدولة على أنهما الجهات التي تجسد التنظيم القض ائي اإلداري في‬
‫الجزائر‪ ،‬والدعاوى التي ترفع أمام المحكمة اإلدارية تستأنف أمام مجلس الدولة باعتباره جهة اس تئناف‪ ،‬كم ا يع د درج ة‬
‫أولى وأخ يرة للتقاض ي ت ارة‪ ،‬وجه ة للطعن ب النقض ت ارة أخ رى‪ ،‬وبص دور الدس تور الجدي د في ‪ 2020‬مه د المش رع‬
‫إلصالح النظام القضائي الجزائري ‪ ،‬إلى أن صدرت القوانين األخيرة المتعلقة التنظيم القضائي والتقسيم القضائي وتعديل‬
‫قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬حيث درس المشرع من خالل هذه القوانين الص ادرة م ؤخرا االزدواجي ة من حيث‬
‫الهياكل كذلك‪ ،‬من خالل إنشائه للمحاكم اإلدارية لالس تئناف ال تي تختص بالفص ل كدرج ة ثاني ة في الفص ل في األحك ام‬
‫واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارية‪ ،‬كما أصدر المشرع منذ أق ل من ش هر المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 1435-22‬ال ذي‬
‫يحدد دوائر االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لالستئناف والمحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫تكريس مبدأ التقاضي على درجتين في التنظيم القضائي اإلداري‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫بصدور القانون رقم ‪ 2017-22‬المتضمن التقسيم القضائي‪ ،‬جاء المشرع بتنظيم قض ائي إداري جدي د‪ ،‬وذل ك في الفص ل‬
‫الثالث من هذا القانون ( المواد ‪ 10 ،9 ،8،‬حيث تم استحداث المحاكم اإلداري ة لالس تئناف إلى ج انب المح اكم اإلداري ة‬
‫ومجلس الدولة‪ ،‬وبالرجوع للقانون ‪ 10-22‬المتعلق بالتنظيم القضائي نجده ح دد تش كيلة ه ذه المحكم ة ‪ ،‬أم ا الق انون رقم‬
‫‪ 13-22‬المعدل لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية فحدد اختصاصات كل جهة و اإلجراءات المتبعة أمامها‪ ،‬واألكي د أن‬
‫استحداث المحاكم اإلدارية لالستئناف و منحها اختصاصات أثر بالضرورة على اختصاص ات المح اكم اإلداري ة ومجلس‬
‫الدولة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المحاكم اإلدارية في ضوء القانون ‪:13-22‬‬
‫المح اكم اإلداري ة هي جه ات الوالي ة العام ة في المنازع ات اإلداري ة‪ ،‬حيث تختص بالفص ل ك أول درج ة بحكم قاب ل‬
‫لالستئناف أمام المحاكم اإلدارية لالستئناف‪ ،‬وذلك في القض ايا ال تي تك ون الدول ة‪ ،‬الوالي ة البلدي ة أو إح دى المؤسس ات‬
‫العمومية ذات الصبغة اإلدارية‪ ،‬أو الهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية طرفًا فيها‪.‬‬
‫ونالحظ وجود عدة تع ديالت بخص وص تش كيلة‪ ،‬إختصاص ات‪ ،‬واإلج راءات المتبع ة أم ام المحكم ة اإلداري ة وه ذا م ا‬
‫سنتطرق له فيما يلي‪:‬‬
‫أو ال تشكلية المحكمة اإلدارية‪:‬‬
‫قبل التعديل كانت المحكمة اإلدارية تتشكل من ثالثة قضاة على األقل من بينهم رئيس ومساعدان برتبة مستش ار‪ ،‬ويت ولي‬
‫محافظ الدولة دور النيابة العامة‪ ،‬وساعده محافظي دول ة مس اعدين‪ ،‬أم ا بع د التع ديل قنص ت الم ادة ‪ 814‬ك رر على أن‬
‫المحاكم اإلدارية تفصل بتشكيلة تتكون من ثالثة قضاة على األقل‪ ،‬من بينهم رئيس ومس اعدين اث نين‪ ،‬ولم تش ترط الم ادة‬
‫أن يكونا برتبة مستشار‪ ،‬ولعل ذلك راجع لوجود جهة استثنافية في القانون الجديد على خالف القانون السابق‪.‬‬

‫‪ 8‬الدكتور حسن عالم موجز القانون القضائي الجزائري الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪.1972 ,‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختصاصات المحكمة اإلدارية‪:‬‬
‫س تقارن في ه ذا العنص ر بين اختصاص ات المحكم ة اإلداري ة في ظ ل ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة (‪)09-08‬‬
‫‪9‬‬
‫واختصاصاتها الجديدة في إطار القانون رقم ‪ 13-22-9‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫اختصاصات المحكمة اإلدارية قبل صدور القانون ‪:13-22‬‬
‫كانت المحاكم اإلدارية في ظل القانون رقم ‪ 09-08‬المادة ‪ 800‬منه‪ ،‬تختص بالفصل في أول درجة بحكم قابل لالس تئناف‬
‫أمام مجلس الدولة في جميع القضايا التي تكون الدولة أو الوالي ة أو البلدي ة أو إح دى المؤسس ات العمومي ة ذات الص بغة‬
‫اإلدارية طرفا فيها‪ ،‬وتختص المحاكم اإلدارية‪ ،‬كذلك طبقا للمادة ‪ 801‬من الق انون ‪( 09-08‬ق‪.‬إ‪.‬م‪ ).‬بالفص ل في القض ايا‬
‫التالية‪:‬‬
‫دعاوى إلغاء القرارات اإلدارية والدعاوى التفسيرية ودعاوى فحص المشروعية للقرارات الصادرة عن‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬الوالية والمصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية‬
‫‪ -‬البلدية والمصالح اإلدارية األخرى للبلدية‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسات العمومية المحلية ذات الصبغة اإلدارية‪،‬‬
‫دعاوى القضاء الكامل‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االستثناء الوارد على المادة ‪ 802‬ق‪.‬إ‪ .‬يكمن في اختصاص المحاكم العادية بالمنازعات اإلدارية المتعلقة بـ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬مخالفات الطرق‪.‬‬
‫‪ ‬المنازعات المتعلقة بكل دعوى خاصة الرامية إلى طلب تعويض عن األضرار الناجمة عن مركب ة تابع ة للدول ة‬
‫أو إلحدى الواليات أو البلديات أو المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية‪.‬‬
‫اختصاصات المحكمة اإلدارية بعد صدور القانون ‪:13-22‬‬
‫ع دل المش رع الم ادة ‪ 800‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة أعاله بإض افة أو " الهيئ ات العمومي ة الوطني ة و‬
‫المنظمات المهنية الوطنية طرفا فيها " ‪ ،‬وهنا البد من التساؤل كيف ترفع الدعاوى التي تكون فيها منظمة أو هيئة وطنية‬
‫ليست جهوية أو محلية أمام المحكمة اإلدارية خاصة في ظل وجود المادة ‪ 900‬مكرر ‪ /3/‬ال تي منحت للمحكم ة اإلداري ة‬
‫لالستئناف للجزائر اختص اص الفص ل كدرج ة أولى في دع اوى إلغ اء و تفس ير و تق دير مش روعية الق رارات اإلداري ة‬
‫الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية و الهيئات العمومية الوطنية و المنظمات المهنية الوطنية‪ ،‬حيث يبدو ألول وهلة‬
‫أن المشرع منح نفس االختصاص لجهتين قضائيتين‪ ،‬غ ير بتفحص الم ادتين نس تنتج أن المقص ود في الم ادة ‪ 2/800‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪ !.‬بعد تعديلها ه و اختص اص المح اكم اإلداري ة ب النظر في دع اوى القض اء الكام ل عن دما يتعل ق األم ر بالهيئ ات‬
‫العمومية الوطنية المنظمات المهنية الوطنية أما دعاوى اإللغاء أو التفسير أو تقدير المشروعية لهذه الهيئات أو المنظمات‬
‫الوطنية فيرجع اختصاصها للمحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬تنازع االختصاص قبل وبعد القانون رقم ‪:13 -22‬‬
‫خالقا لنص المادة ‪ 808‬ق‪.‬إ‪.‬م‪ .‬قبل التع ديل‪ ،‬وال تي نص ت على أن ه في حال ة تن ازع اختص اص بين محكم تين إداري تين‬
‫يفصل مجلس الدولة في هذا التنازع‪ ،‬أصبح التنازع متوقعا في عدة حاالت‪ ،‬فإذا وقع تنازع في االختصاص بين محكمتين‬
‫إداريتين تابعتين لدائرة اختصاص نفس المحكمة اإلدارية لالستئناف‪ ،‬فإن الفص ل في ه ذا التن ازع يرج ع إلى رئيس ه ذه‬
‫المحكمة اإلدارية لالستثناف ‪ ،‬أما إذا وقع تنازع في االختص اص بين محكم ة إداري ة و محكم ة إداري ة لالس تئناف‪ ،‬ف إن‬
‫مجلس الدولة هو الذي يفصل في هذا التنازع‪ ،‬أما إذا وقع تنازع في االختصاص بين محكمتين إداريتين لالستئناف أو بين‬
‫محكمة إدارية لالستئناف و مجلس الدولة‪ ،‬فإن هذا األخير هو الذي يفصل في تنازع االختصاص بكل غرفه المجتمعة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬استحداث القانون ‪ 07-22‬للمحاكم اإلدارية لالستئناف‪:‬‬

‫‪ 9‬رشيد خلوفي ‪ -‬قانون المنازعات االدارية تنظيم واختصاص القضاء اإلداري‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعية‪-‬ط‪2005-2‬‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 2-07-22‬المتضمن التقسيم القضائي تم استحداث س تة (‪ )6‬مح اكم إداري ة لالس تئناف تق ع مقراته ا‬
‫بالجزائر ووهران وقسنطينة وورقلة وتا منغست وبشار‪ ،‬وذلك بموجب المادة الثامنة من القانون أعاله‪ ،‬ثم ص در الق انون‬
‫رقم ‪ 222‬المتعلق بالتنظيم القضائي والذي عر فت المادة ‪ 29‬من ه المحكم ة اإلداري ة لالس تئناف بقوله ا‪ " :‬تع د المحكم ة‬
‫اإلدارية لالستئناف‪ ،‬جهة استئناف لألحكام واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارية‪ ،‬وستركز على تش كيلة ه ذه المحكم ة‬
‫‪10‬‬
‫واختصاصاتها‪.‬‬
‫ويكمن الهدف من استحداث المحاكم اإلدارية لالستئناف تعزيز مبدأ التقاضي على درجتين‪ ،‬ضمان تحقیق محاكمة عادل ة‬
‫خاصة في ظل تكريس حق الدفاع أمام هذه المحاكم‪ ،‬تحقيق األمن القضائي ل دى المتقاض ين وبعث الثق ة ل ديهم من خالل‬
‫إعطاء فرصة للشخص المتضرر أن يقوم بعرض دعواه أمام هذه الجهات القضائية باعتبارها جهة تقاضي ثاني ة تك ريس‬
‫الرقاب ة على عم ل اإلدارة وتعزي ز الحق وق والحري ات‪ ،‬مراع اة االمت داد الجغ رافي لل تراب الوط ني من خالل تمكين‬
‫المتقاضي من االستئناف أمام المحكمة اإلدارية لالس تئناف ال تي تع د أق رب إلي ه من مجلس الدول ة في ح االت عدي دة‪ ،‬و‬
‫ترشيد النفقات العمومية من خالل تفعيل التقاضي اإللكتروني وما له من دور في تقريب المسافات‬
‫أو ال‪ :‬تشكيلة المحكمة اإلدارية لالستئناف في ظل القانون ‪:10-22‬‬
‫نظمت المادة ‪ 30‬من القانون رقم ‪ 10-22‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬تش كيلة المحكم ة اإلداري ة لالس تئناف‪ ،‬حيث تتك ون‬
‫من‪:‬‬
‫قضاة حكم‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وهم‪ :‬رئيس برتبة مستش ار بمجلس الدول ة على األق ل‪ ،‬ن ائب رئيس أو ن ائبين عن د االقتض اء‪ ،‬رؤس اء الغ رف‪ ،‬رؤس اء‬
‫الغرف‪ ،‬رؤساء أقسام عند االقتضاء‪ ،‬مستشارين‪.‬‬
‫قضاة محافظة الدولة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫محافظ دولة برتبة مستشار بمجلس الدولة على األقل‪ ،‬محافظ دولة مساعد أو اثنين (‪ )2‬عند االقتضاء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دوائر االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية لالستئناف في ظل المرسوم التنفيذي ‪:435 – 22‬‬
‫استنادا للملحق األول للمرسوم ‪ 435-22‬حدد المشرع الواليات التابعة للمحاكم اإلداري ة لالس تئناف الس تة (‪ )6‬أي دوائ ر‬
‫اختصاص المحاكم اإلدارية لالستئناف وهي‪:‬‬
‫المحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر‪ :‬وتظم‪ :‬الجزائر البليدة‪ ،‬البويرة‪ ،‬تيزي وزو الجلفة‪ ،‬المدي ة‪ ،‬المس يلة ب ومرداس‬ ‫‪-‬‬
‫تيبازة‪ ،‬عين الدفلى‪.‬‬
‫المحكمة اإلدارية لالستئناف وه‪W‬ران‪ :‬وه ران‪ ،‬تلمس ان تي ارت س عيدة س يدي بلعب اس‪ ،‬مس تغانم‪ ،‬معس كر‪ ،‬ال بيض‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تيسمسيلت عین‪ ،‬تیموشنت غيليزان‪ ،‬الشلف‪.‬‬
‫المحكمة اإلدارية لالستئناف قسنطينة‪ :‬قسنطينة‪ ،‬أم البواقي باتنة‪ ،‬بجاية‪ ،‬جيجل سطيف‪ ،‬سكيكدة‪ ،‬عنابة قالم ة‪ ،‬ب رج‬ ‫‪-‬‬
‫بوعريريج‪ ،‬الطارف‪ ،‬سوق أهراس ميلة‪ ،‬تبسة‪ ،‬خنشلة‪ .‬ن توقرت‪ ،‬جانت‪ ،‬المغير‪ ،‬المنيعة‪.‬‬
‫المحكمة اإلدارية لالستئناف ورقلة‪ :‬ورقلة‪ ،‬غرداية األغواط‪ ،‬الوادي‪ ،‬بسكرة‪ ،‬أوالد جالل‪ ،‬إيليزي‬ ‫‪-‬‬
‫المحكمة اإلدارية لالستئناف تامنغست‪ :‬تا منغست‪ ،‬إن صالح‪ ،‬إن قرام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحكمة اإلدارية لالستئناف بشار‪ :‬بشار أدرار تندوف النعامة‪ ،‬تيميمون‪ ،‬برج باجي مختار‪ ،‬بني عباس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثالثا‪ :‬دور المحكمة اإلدارية لالستئناف في تكريس االزدواجية‪:‬‬
‫لقد استحدث المشرع المحكمة اإلدارية الستئناف لتنظر في أحكام المحاكم اإلدارية‪ ،‬باعتبارها درجة ثانية للتقاضي‪ ،‬وهذا‬
‫لتكريس حق المتقاضي في ازدواجية التقاضي‪ ،‬وهذا مختصر الختصاصات المحاكم اإلدارية لالستئناف‪:‬‬

‫‪ 10‬طاهري حسين دليل أعوان القضاء والمهن الحرة دار هومة – ط‪.2001‬‬
‫تختص بالفصل في استئناف األحكام واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارية‪ ،‬وكذا الفصل في القضايا المخ و ل ة‬ ‫‪‬‬
‫لها بموجب نصوص خاصة‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 900‬مكرر ‪ 1/‬ق‪.‬إ‪.‬م‪ .‬المعدل‪.‬‬
‫تنازع االختصاص بين محكمتين إداري تين ت ابعتين ل دائرة اختص اص نفس المحكم ة اإلداري ة لالس تئناف‪ .‬طبق ا‬ ‫‪‬‬
‫للمادة ‪ 808‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬المعدل‬
‫إعداد رئيس هذه المحكمة قارير سنوية حول نشاطها ونشاط المحاكم اإلداري ة التابع ة له ا وا‪ ،‬رس الها إلى رئيس‬ ‫‪‬‬
‫‪11‬‬
‫مجلس الدولة بموجب المادة ‪ 989‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪ .‬بعد التعديل‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬االختصاصات اإلضافية للمحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر العاصمة‪:‬‬
‫استنادا للمادة ‪ 900‬مكرر ‪ /03 /‬من قانون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة تختص المحكم ة اإلداري ة لالس تئناف للجزائ ر‬
‫بالفصل كدرجة أولى في دعاوى إلغ اء وتفس ير وتق دير مش روعية الق رارات اإلداري ة الص ادرة عن الس لطات اإلداري ة‬
‫المركزية والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية‪.‬‬
‫واستنادًا لهذا النص نالحظ أن هذه االختصاصات كانت من صالحيات مجلس الدولة الذي كان ينظ ر فيه ا كدرج ة أولى‪،‬‬
‫إال أن المشرع حقق مبدأ التقاضي على درجتين بمنح هذه االختصاصات للمحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر باعتبار أن‬
‫هذه الدعاوى تعد الهيئات اإلدارية المركزية طرفا فيها‪ ،‬ثم يتم استئناف الحكم أمام مجلس الدولة باعتباره درجة ثانية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مجلس الدولة في ضوء القانون ‪- :13-22‬‬
‫المجلس الدولة اختصاصات قضائية واستشارية‪ ،‬غير أن القانون رقم ‪ 03-22‬قام بمنح بعض اختصاصات مجلس الدول ة‬
‫للمحمكة اإلدارية لالستئناف بالجزائر‪ ،‬مما أدى للتقليص من اختصاصاته مقارنة بما كان عليه قب ل ص دور الق انون ‪-22‬‬
‫‪13‬‬
‫أوال‪ :‬التقليل من االختصاصات القضائية لمجلس الدولة‪:‬‬
‫يعد مجلس الدولة هيئة وقمة األعمال الجه ات اإلداري ة وه و ت ابع للس لطة القض ائية‪ ،‬يض من توحي د االجته اد القض ائي‬
‫اإلداري في البالد ويسهر على اح ترام الق انون يختص بالفص ل في اس تئناف الق رارات الص ادرة عن المحكم ة اإلداري ة‬
‫لالستئناف لمدينة الجزائر ويختص كذلك بالفصل في الطعون بالنقض في األحكام والقرارات الصادرة نهائيا عن الجه ات‬
‫القضائية اإلدارية ويختص أيضا بالفصل في الطعون بالنقض المخولة له قانونا بموجب نصوص خاصة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مجلس الدولة كهيئة استشارية‪:‬‬
‫يبدي مجلس الدولة رأيه في مشاريع القوانين التي يتم إخطاره بها‪ ،‬ويقترح التعديالت التي يراها ضرورية‪.‬‬
‫اإلجراءات والمبادئ المستحدثة اإلصالح العدالة‪:‬‬
‫من بين أهم المبادئ التي اهتم بها المشرع في القوانين الصادرة أواخر ‪ 2022‬وخاصة القانون ‪ 22-13‬نج د مب دأ تق ريب‬
‫العدالة من الم واطن‪ ،‬مب دأ العص رنة ورقمن ة العدال ة‪ ،‬ومن أهم اإلج راءات نج د إلغ اء ض رورة االس تعانة بمح ام أم ام‬
‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬اعتبار استئناف الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية موقفا للتنفيذ‪ ،‬وكذا تعديل أجال االستئناف‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مبدأ تقريب العدالة من المواطن‪:‬‬
‫من بين االنجازات التي حققتها وزارة العدل وتسعى الدولة لتحقيق المزيد منها‪ ،‬السهر على حسن تط بيق ق انون وض مان‬
‫حقوق األفراد وحرياتهم‪ ،‬وبسط قواعد ومبادئ المحاكمة العادل ة ومحاول ة تحس ن الخدم ة العمومي ة وتق ريب العدال ة من‬
‫المواطن أو القضاء من المتقاضي "‪ .‬وألجل ذلك كان البد من تعديل النصوص المتعلقة باالختصاص اإلقليمي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االختصاص اإلقليمي قبل قدور القانون ‪:13-22‬‬

‫‪ 11‬عبد العزيز سعد ‪ -‬أجهزة ومؤسسات النظام القضائي الجزائري ‪ -‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪.1988 ,‬‬
‫في مادة الضرائب أو الرسوم‪ ،‬أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان فرض الضريبة أو الرسم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في مادة األشغال العمومية‪ ،‬أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ األشغال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في مادة العقود اإلدارية‪ ،‬مهما كانت طبيعتها‪ ،‬أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان إبرام العقد أو تنفيذه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في‪ ،‬مادة المنازعات المتعلقة بالموظفين أو أعوان الدولة أو غيرهم من األشخاص الع املين في المؤسس ات العمومي ة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلدارية‪ ،‬أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان التعيين‪.‬‬
‫في مادة الخدمات الطبية‪ ،‬أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تقديم الخدمات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في مادة التوريدات أو األشغال أو تأجير خدمات فنية أو صناعية‪ ،‬أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاص ها مك ان‬ ‫‪-‬‬
‫إبرام االتفاق أو مكان تنفيذه إذا كان أحد األطراف مقيما به‪.‬‬
‫في مادة تعويض الضرر الناجم عن جناية أو جنحة أو فعل تقصيري‪ ،‬أمام المحكمة ال تي يق ع في دائ رة اختصاص ها‬ ‫‪-‬‬
‫مكان وقوع الفعل الضار‪.‬‬
‫في م ادة إش كاالت تنفي ذ األحك ام الص ادرة عن الجه ات القض ائية اإلداري ة‪ ،‬أم ام المحكم ة ال تي ص در عنه ا الحكم‬ ‫‪-‬‬
‫موضوع اإلشكال‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعديل االختصاص اإلقليمي ودوره في تكريس مبدأ تقريب القضاء من المتقاضي‪:‬‬
‫بالرجوع للمادة ‪ 804‬أعاله نجد أن بعض البنود تحقق فيه ا مب دأ تق ريب القض اء من المتقاض ي‪ ،‬ل ذلك لم يكن هن اك داع‬
‫لتعديلها‪ ،‬أما بعض البنود كالبند الرابع والثامن فكانت تستدعي تدخل المشرع بتعديلها لتقريب العدال ة من الم واطن‪ ،‬وه و‬
‫األمر الذي استجاب له المشرع في القانون رقم ‪:13-22‬‬
‫حيث جعل المنازعات المتعلق ة ب الموظفين وأع وان الدول ة وغ يرهم من األش خاص الع املين في المؤسس ات العمومي ة‪،‬‬
‫اإلدارية (‪ )4/804‬من اختصاص المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان ممارس ة وظيفتهم‪ ،‬وه ذا لتس هيل لتس هل‬
‫التقاضي على أطراف الدعوى‪ ،‬ألن اختصاص محكمة مكان التعيين قد يكون مجهوال للم واطن وق د يك ون يص عب على‬
‫الموظف التنقل لمكان التعيين من أج ل التقاض ي في حين أن ك ان ممارس ة النش اط يع د أفض ل يحكم تواج ده ال دائم في ه‪،‬‬
‫خاصة في ضل سماح المشرع لألطراف بالتقاضي دون محام أمام المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫في مادة إشكاالت تنفيذ األحكام الص ادرة عن الجه ات القض ائية اإلداري ة (الم ادة ‪ ،)8/804‬أم ام رئيس الجه ة القض ائية‬
‫‪12‬‬
‫اإلدارية التي صدر عنها الحكم موضوع اإلشكال‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ عصرنة قطاع العدالة‪:‬‬
‫على غ رار م ا ق امت ب ه العدال ة الجزائري ة من خط وات معت برة من أج ل عص رنة القط اع ‪ ،‬وذل ك بتوس يع اس تخدام‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال والتحول نحو العالم الرقمي‪ ،‬حيث تم اتخاذ العديد من اإلج راءات بغي ة تحقي ق الرقمن ة و‬
‫العصرنة في قطاع العدالة‪ ،‬السيما في مسألة تس هيل لج وء المتقاض ي إلى القض اء ‪ ،‬و ك ذا تبس يط وتحس ين اإلج راءات‬
‫القضائية من خالل اعتم اد التقاض ي عن بع د لفائ دة المواط نينن ‪ ،‬المتقاض ين ومس اعدي العدال ة‪ ،‬حيث تم اعتم اد تقني ة‬
‫التصديق والتوقيع اإللكترونيين في المجال القض ائي‪ ،‬وفق ا للق انون رقم ‪ 03-15‬الم ؤرخ في ‪ 01‬فيف ري ‪ 2015‬المتعل ق‬
‫بعصرنة العدالة‪ ،‬من خالل إنشاء سلطة التصديق اإللكتروني‪ ،‬التمكين من المص ادقة على الوث ائق اإلداري ة والمح ررات‬
‫القضائية بتوقيع الكتروني موثوق‪ ،‬وذلك قصد توفير خدمات قضائية عن بعد‪ ،‬كتمكين المواطن من استخراج القسيمة رقم‬
‫‪ 03‬لصحيفة السوابق القضائية وشهادة الجنسية مصادق عليهما إلكترونيا عبر اإلن ترنت ‪ ،‬تمكين هيئ ة ال دفاع من س حب‬
‫النسخة العادية من األحكام والقرارات القضائية الموقعة إلكتروني ا‪ ،‬ع بر اإلن ترنت اإلض افة لتوف ير خدم ة اإلطالع على‬
‫مآل القضايا و سحب النسخة العادية‬
‫للقرارات الصادرة عن المحكمة العليا ومجلس الدولة موقعة إلكتروني ا انطالق ا من المج الس القض ائية‪ ،‬دون الحاج ة إلى‬
‫التنقل إلى مقر الجهة القض ائية المص درة له ا‪ ،‬اس تحداث مرك ز للن داء بعن وان قط اع العدال ة‪ ،‬قص د التكف ل بانش غاالت‬
‫المواطنين والمتقاضين والرد عن استفساراتهم ذات الصلة بالمجالين القضائي والقانوني‪ ،‬من خالل ال رقم األخض ر (‪-78‬‬

‫‪ 12‬الدكتور عمار بوضياف النظام القضائي الجزائري ‪ -‬دار ريحانة ‪-‬ط‪.2003‬‬


‫‪ ، )10‬تمكين مختل ف اإلدارات والهيئ ات العمومي ة من االطالع وس حب ص حيفة الس وابق القض ائية (البطاق ة رقم ‪)2‬‬
‫ممضاة إلكترونيا ‪ ،‬إنشاء أرضية للنيابة العامة (إلكترونية) لتمكين المتقاضين من تقديم الشكاوى أو العرائض أمام النياب ة‬
‫عن بعد‪.‬‬
‫وتثمينا من المشرع الجزائري في إطار سعي وزارة العدل اإلصالح العدالة وترقيتها اعتمد بعض اإلج راءات العص رنة‬
‫القطاع بموجب القانون رقم ‪ 13-22‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية منها‪:‬‬
‫أو ال‪ :‬الخيار بين التقاضي العادي وااللكتروني‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 815‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪ .‬المعدلة بموجب الق انون رقم ‪ 13 -22‬على رف ع ال دعوى أم ام المحكم ة اإلداري ة بم وجب‬
‫عريضة ورقية أو بالطريق اإللكتروني‪.‬‬
‫ويعد هذا الخيار من باب إصالح العدالة هذا المبدأ الذي يعد في الحقيقة أهم من عصرنة العدال ة ألن الع برة في اإلص الح‬
‫ليس بالرقمة والعصرنة بالضرورة‪ ،‬ألن بعض المتقاضين والمواطنين يصعب عليهم التقاضي االلكتروني خاصة في ظل‬
‫غياب المؤهالت أو الظروف المناسبة في مناطق الظل‪ ،‬ولهذا نثمن الخيار الذي منحه المشرع للمتقاضي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التبليغ االلكتروني‪:‬‬
‫قب ل ص دور الق انون ‪ 13-22‬ك انت الم ادة ‪ 840‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪ .‬تنص على تبلي غ اإلج راءات المتخ ذة و ت دابير التحقي ق إلى‬
‫الخصوم برسالة مضمنة مع اإلشعار باالستالم‪ ،‬أو عن طريق محضر قضائي عند االقتض اء‪ ،‬أم ا بص دور الق انون ‪-22‬‬
‫‪ 13‬فنصت المادة ‪ 840‬المعدلة على تبليغ كل اإلج راءات المتخ ذة وت دابير التحقي ق إلى الخص وم بك ل الوس ائل المتاح ة‬
‫قانونًا بما فيها اإللكترونية ‪ ،‬غير أن المشرع لم يوضح إن كانت هذه الوسائل حص رية أم إض افية ‪ ،‬وم ا يهمن ا في س ياق‬
‫الحديث أن العريضة االفتتاحية للدعوى تبلغ تبليغا رسميا عن طريق المحضر القضائي ألن المادة ‪ 838‬لم يشملها التعديل‬
‫بم وجب الق انون رقم ‪ ،22-13‬وحس نًا فع ل المش رع ‪ ،‬ألن مج رد علم المتقاض ي بميع اد جلس ته يمكن ه من الق درة على‬
‫اإلطالع واالستفسار على مال قضيته بمختلف الطرق‪.‬‬
‫الفرع ثالث‪ :‬اإلجراءات المستحدثة أمام الجهة القضائية اإلدارية‪:‬‬
‫ال يمكن إنكار سعي المشرع لتحقيق توازن وتماث ل من حيث الهياك ل واإلج راءات بين القض اء الع ادي واإلداري‪ ،‬حيث‬
‫ألغى ضرورة االستعانة بمحام أمام المحكمة اإلدارية مثلما هو األمر بالنسبة للمحكم ة العادي ة‪ ،‬باعتب ار أن كالهم ا يمث ل‬
‫الدرجة األولى للتقاضي‪ ،‬واعتبر استثناف الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية موقفًا للتنفيذ‪ ،‬إضافة لبعض األحك ام ال تي‬
‫‪13‬‬
‫حاول المشرع إضفاء نوع من التوازن في إطار ازدواجية القضاء‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إلغاء ضرورة االستعانة بمحام أمام المحكمة اإلدارية‪:‬‬
‫بين خفض المصاريف القضائية على المتقاض ين بجع ل االس تعانة بمح ام‪ .‬أم رًا اختياري ًا‪ ،‬وبين ه در ح ق ال دفاع كح ق‬
‫دستوري لكل المواطنين آراء قيلت وسط هيئة الدفاع‪ ،‬إال أن المساعدة القضائية وحق اختيار محام ال يزال محفوظ ًا رغم‬
‫أنه ال يعد إلزامي أمام المحكمة اإلدارية‪ ،‬أما على مستوى المحكمة اإلدارية لالستئناف فه و ض روري طبق ا للم ادة ‪900‬‬
‫مكرر ‪ 2/1‬مثلما هو األمر أمام مجلس الدولة‪.‬‬
‫إن المادة ‪ 815‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪ .‬قبل التعديل نصت على رفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية بعريضة موقعة من محام ‪ ،‬غير أن‬
‫المشرع في المادة ‪ 815‬بعد صدور القانون ‪ 13-22‬المعدل و المتمم لقانون اإلجراءات المدي ة و اإلداري ة ح ذف العب ارة‬
‫الدالة على إلزامي ة االس تعانة بمح امي أم ام المحكم ة اإلداري ة ‪ ،‬مثلم ا ه و األم ر في القض اء الع ادي حيث ال ض رورة‬
‫لالستعانة بمحام أمام المحكم ة ‪ ،‬ه ذا ويح ق للمتقاض ين االس تفادة من المس اعدة القض ائية ‪ ،‬س واء ك انوا من األش خاص‬
‫الطبيعية أو األشخاص المعنوية التي ال تستهدف الربح وال تسمح لهم مواردهم بالمطالبة بحقوقهم أم ام القض اء أو ال دفاع‬
‫عنها‪.‬‬

‫‪ 13‬الدكتور عمار بوضياف السلطة القضائية بين الشريعة والقانون در ريحانة ‪-‬ط‪.2001‬‬
‫ثانيا‪ :‬إلزام الجهة القضائية اإلدارية بالدعوة للتصحيح بدل رفض القضية‪:‬‬
‫قبل تعديل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬كان يجوز للمدعي تصحيح العريض ة بتق ديم م ذكرة إض افية طبق ا للم ادة‬
‫‪ ، 817‬غير أن المشرع منح للمتقاضي حق تصحيح العريضة المشوبة بعيب عدم القبول دون قيد األجل المطبق في المادة‬
‫‪ 848‬قبل تعديلها)‪ ،‬حيث ال يجوز للمحكم اإلدارية أن ترفضها إال بعد دعوة المعني إلى تصحيحها‬
‫ثالثا‪ :‬جواز تقديم المالحظات الشفوية بموجب القانون ‪:13-22‬‬
‫بعد أن كانت المحكمة اإلدارية طبقا للمادة ‪ 886‬ق‪.‬إ‪.‬م‪ !.‬قبل التعديل غير ملومة ب الرد على الوج ه الش فهية‪ ،‬أص بح يمكن‬
‫لألطراف تقديم مالحظاتهم الشفوية في الجلسة طبقا لذات النص بعد تعديله بموجب القانون ‪.13-22‬‬
‫رابعًا‪ :‬زوال األثر غير الموقف لالستئناف‪:‬‬
‫قبل صدور القانون رقم ‪ 13-22‬كان اس تئناف الحكم أم ام المجلس القض ائي في القض اء الع ادي يوق ف تنفي ذ الحكم‪ ،‬أم ا‬
‫استئناف حكم المحكمة اإلدارية أمام مجلس الدولة فليس له أث ر موق ف للحكم طبق ا للم ادة ‪ 908‬قب ل تع ديلها ‪ ،‬حيث ك ان‬
‫االستئناف مثل الطعن بالنقض ليس له أثر موقف‪ ،‬غير أنه و بعد صدور القانون ‪ 21-22‬حاول المشرع إجراء تماث ل في‬
‫بعض اإلجراءات المتبع ة أم ام القض اء الع ادي و اإلداري‪ ،‬حيث وب الرجوع للم ادتين ‪ 900‬مك رر ‪ 2‬و ‪ 908‬من ق انون‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية بعد تعديلهما بموجب القانون ‪ ،13-22‬نجد األولى نصت على أن االس تئناف أم ام المحكم ة‬
‫اإلدارية لالستئناف له أثر ناقل للنزاع‪ ،‬و موقف لتنفيذ الحكم أما المادة ‪ 908‬فنصت على أن‪ " " :‬لالس تئناف أم ام مجلس‬
‫الدولة أثر ناقل للنزاع وموقف لتنفيذ الحكم‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬التمييز بين آجال االستئناف‪:‬‬
‫قبل تعديل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية كان أجل االستئناف أم ام مجلس الدول ة مح ددا بش هرين‪ ،‬ويخفض لخمس ة‬
‫عشر يوما فيما يخص األوامر االستعجالية‪ ،‬غير أن القانون رقم ‪ 13-22‬استحدث المحاكم اإلدارية لالس تئناف وم يز بين‬
‫أجال االستئناف بالنسبة للهيئات القضائية اإلدارية‪ ،‬حيث نصت الم ادة ‪ 1/950‬المعدل ة بم وجب الق انون ‪ 13-22‬على أن‬
‫يحدد أجل االس تئناف بش هر (‪ )1‬بالنس بة األحك ام المح اكم اإلداري ة‪ ،‬وش هرين (‪ )2‬بالنس بة لق رارات المح اكم اإلداري ة‬
‫‪14‬‬
‫لالستئناف"‪.‬‬

‫‪ 14‬الدكتور عمار عوابدي ‪ -‬النظرية العامة للمنازعات االدارية في النظام القضائي الجزائري ‪ -‬الجزء األول ‪ -‬القضاء االداري ‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪-‬ط‪-3‬‬
‫‪.2004‬‬
‫الخاتمة‬
‫باعتبار السلطة القضائية أحد أهم ركائز الدولة الحديثة‪ ،‬يجب أن ندرك أن تطوير وتحسين ه ذه الس لطة يع د تح ديًا دائم ًا‬
‫يتطلب تعاونًا وتنسيقًا بين جميع األط راف المعني ة‪ ،‬بم ا في ذل ك الس لطات التنفيذي ة والتش ريعية‪ ،‬والمجتم ع الم دني‪ .‬إن‬
‫تحقيق العدالة وتعزي ز س يادة الق انون يتوق ف على ق درتنا على توف ير بيئ ة مالئم ة للقض اء تمكن ه من أداء دوره بكف اءة‬
‫وش فافية‪ ،‬وتعزي ز الثق ة في نظ ام العدال ة‪ .‬وفي ه ذا الس ياق‪ ،‬يجب أن نت ذكر دائم ًا أن اله دف النه ائي لتنظيم الس لطات‬
‫القضائية هو خدمة المجتمع وتحقيق العدالة للجميع دون تمييز أو تحيز‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫عمار كوسة‪ ،‬أستاذ محاضر‪ ،‬مبدأ استقاللية السلطة القضائية في النظم القانونية العربية‪ ،‬دراسة تحليلية وتقييمية‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫الجزائر نموذجا‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة سطيف ‪.02‬‬
‫غيتري زين العاب دين‪ ،‬ح دود اس تقاللية الس لطة القض ائية في الفق ه اإلس المي والتش ريع الجزائ ري‪ ،‬دار هوم ة‬ ‫‪)2‬‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫الدكتور الغوثي بن ملحة ‪ -‬القانون القضائي الجزائري ‪ -‬الديوان الوطني لألشغال التربوية طبعة ‪.2002 – 2‬‬ ‫‪)3‬‬
‫الحسين بن الشيخ آث ملويا ‪ -‬المنتقى في قضاء مجلس الدولة – الجزء األول ‪-‬دار هومة‪.2002 ,‬‬ ‫‪)4‬‬
‫بوبشير محند أمقرآن ‪ -‬النظام القضائي الجزائري ‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعية ط‪.1994 ,-2‬‬ ‫‪)5‬‬
‫بوبشير محند أمقرآن – السلطة القضائية في الجزائر ‪ -‬دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع‪.2002 ,‬‬ ‫‪)6‬‬
‫حسين مصطفى حسين القضاء اإلداري ‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعية‪-‬ط‪.1999‬‬ ‫‪)7‬‬
‫الدكتور حسن عالم موجز القانون القضائي الجزائري الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪.1972 ,‬‬ ‫‪)8‬‬
‫رشيد خلوفي ‪ -‬قانون المنازعات االدارية تنظيم واختصاص القضاء اإلداري‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعي ة‪-‬ط‪-2‬‬ ‫‪)9‬‬
‫‪.2005‬‬
‫طاهري حسين دليل أعوان القضاء والمهن الحرة دار هومة – ط‪.2001‬‬ ‫‪)10‬‬
‫عبد العزيز سعد ‪ -‬أجهزة ومؤسسات النظام القضائي الجزائري ‪ -‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪.1988 ,‬‬ ‫‪)11‬‬
‫الدكتور عمار بوضياف النظام القضائي الجزائري ‪ -‬دار ريحانة ‪-‬ط‪.2003‬‬ ‫‪)12‬‬
‫الدكتور عمار بوضياف السلطة القضائية بين الشريعة والقانون در ريحانة ‪-‬ط‪.2001‬‬ ‫‪)13‬‬
‫الدكتور عم ار عواب دي ‪ -‬النظري ة العام ة للمنازع ات االداري ة في النظ ام القض ائي الجزائ ري ‪ -‬الج زء األول ‪-‬‬ ‫‪)14‬‬
‫القضاء االداري ‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪-‬ط‪.2004-3‬‬

You might also like