You are on page 1of 12

‫مقدمة‪:‬‬

‫مع التطور التاريخي أصبح لمرفق القضاء ضرورة وجوده لحماية الحقوق والحريات للفصل ما‬

‫بين المتخاصمين ومنعهم من اقتصاص حقهم بأنفسهم‪ ،‬فالقضاء يختص دون غيره من سلطات الدولة‪،‬‬

‫فقد حدد الدستور الجزائري وظيفة السلطة القضائية المجتمع والحريات‪ ،‬وتضمن للجميع ولكل واحد‬

‫المحافظة على حقوقهم األساسية واالختصاص عموما أي سواء كان نوعي أو محلي يقصد به والية‬

‫جهة قضائية معينة للفصل في الدعوى دون غيرها وهذا األخير هو موضوع نقاشنا ومن هنا نطرح‬

‫اإلشكال كالتالي‪:‬‬

‫فيما يتمثل االختصاص النوعي واالختصاص اإلقليمي؟‬

‫ولمعالجة هذا الموضوع اتبعنا الخطة التالية‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬االختصاص النوعي‬

‫المطلب األول‪ :‬االختصاص النوعي للمحاكم‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاص النوعي للمجالس القضائية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االختصاص اإلقليمي'‬

‫المطلب األول‪ :‬القواعد العامة لالختصاص المحلي‬

‫المطلب الثاني‪:‬القواعد الخاصة لالختصاص اإلقليمي‪':‬‬

‫الخاتمة‬
‫المبحث األول‪ :‬االختصاص النوعي‬

‫إن مع نى االختص اص الن وعي إذا حاولن ا تحدي ده فيمكن الق ول بأن ه س لطة جه ة قض ائية معين ة‬
‫للفصل دون سواها في دعاوى معينة‪ ،‬أي يتم تحديد االختصاص النوعي بالنظر إلى موضوع الدعوى‬
‫وطبيعة النزاع‪ ،‬والمبدأ العام أن قواعد االختصاص النوعي متعلقة بالنظام العام‪ ،‬أي ال يجوز اإلتفاق‬
‫على مخالفتها‪ ،‬ويثيرها القاضي من تلقاء نفسه وفي أي مرحلة من مراحل الدعوى‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االختصاص النوعي للمحاكم‬

‫إن القاعدة العامة الختصاص المحاكم العادية نص عليها قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في المادة‬
‫‪ 32‬الفقرة ‪ " 1‬المحكمة هي الجهة القضائية ذات االختصاص العام وتتشكل من أقسام "‬

‫ويقصد باالختصاص النوعي للمحاكم سلطة الفصل في المنازعات بحسب نوعها أو طبيعتها‪ ،‬فضابط‬
‫إسناد االختصاص لمحكمة معينة وفقا للمعيار النوعي يستند على نوع النزاع مثال ذلك‪ ،‬اختصاص‬
‫محكمة النقض نوعيا بنظر في الطعون في األحكام بهذا الطريق‪.‬‬

‫وقد ساد طيلة عقود اجتهاد المحكمة العليا و الذي يقضي بما يلي‪" :‬متى كان مقررا أن المحاكم هي‬
‫الجهات الفضائية الخاصة بالقانون العام و هي تفصل في جميع القضايا المدنية و التجارية أو دعاوى‬
‫الشركات التي تختص بها محليا‪ ،‬فإن إنشاء بعض الفروع لدى المحاكم ال يعد اختصاصا نوعيا لهذه‬
‫الف روع ب ل هي تنظيم داخلي بحت‪ ،‬و من ثم فال دفع على الق رار ب دعوى خ رق قواع د اإلختص اص‬
‫النوعي غير سليم يتعين رفضه"‬

‫و ه ذا م ا يفس ر أن مختل ف األقس ام المش كلة للمحكم ة تعت بر مج رد تقس يم إداري و ليس توزي ع‬
‫الختصاصات نوعية لمختلف هذه األقسام‪.‬‬

‫و ه ذا م ا يتأك د أيض ا في الفق رة ‪3‬من الم ادة ‪ 32‬ق إ م إ ال تي تنص على "تفص ل المحكم ة في جمي ع‬
‫القضايا ال سيما المدنية التجارية و البحرية و اإلجتماعية و العقارية و قضايا شؤون األسرة و التي‬
‫تختص بها إقليميا "‬
‫وك ذلك في الفق رة ‪ 5‬من الم ادة ‪ 32‬من ق إ م إ "غ ير ان ه في المح اكم ال تي لم تنش أ فيه ا األقس ام يبقى‬
‫القسم المدني هو الذي ينظر في جميع النزاعات بإستثناء القضايا اإلجتماعية‪ ،‬وتضيف الفقرة ‪ 6‬من‬
‫نفس المادة أنه في حالة جدولة قضية أمام قسم غير القسم المعني بالنظر فيها‪ ،‬يحال الملف إلى القسم‬
‫المع ني عن طري ق أمان ة الض بط‪ ،‬بع د إخب ار رئيس المحكم ة مس بقا‪ ،‬و نالح ظ في ه ذه الفق رة أن‬
‫المش رع لم ي رتب البطالن (ع دم قب ول ال دعوى) في حال ة ع دم تس جيلها في القس م المتخص ص للنظ ر‬
‫فيها و هذا ما يؤكد لنا أن القاعدة العامة في إختصاص أقسام المحكمة ليس إختصاص نوعي بل هو‬
‫مجرد تقسيم إداري كما سبق توضيحه إال أنه يوجد استثناءات على هذه القاعدة‪.‬‬

‫االستثناء األول‪ :‬اختصاص القسم االجتماعي‪:‬‬

‫و هو يعتبر اختصاص من النظام العام يثيره القاضي من تلقاء نفسه و ال يجوز للخصوم اإلتفاق على‬
‫خالف ة‪ ،‬و ه ذا م ا أكدت ه ك ذلك الم ادة ‪500‬ق إ م ال تي نص ت على أن يختص القس م االجتم اعي‬
‫اختصاص مانعا‪ ،‬و طبقا لهذه المادة يختص القسم االجتماعي دون سواه‪ ،‬بمعنى انه اختصاص نوعي‬
‫من النظام العام يثيره القاصي من تلقاء نفسه أو األطراف و في أي مرحلة كانت عليها الدعوى‪.‬‬

‫االستثناء الثاني‪ :‬األقطاب المتخصصة‪:‬‬

‫عن طريق التنظيم الفقرة ‪ 9‬من م ‪ 32‬تفصل األقطاب المتخصصة بتشكيلة جماعية من ثالثة قضاة‪.‬‬

‫الفقرة ‪ :10‬تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة‪ ،‬عند االقتضاء عن طريق التنظيم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاص النوعي للمجالس القضائية‬

‫تنص الم ادة ‪ 5‬من الق انون العض وي ‪ 05-11‬المتعل ق ب التنظيم القض ائي " تختص المج الس القض ائية‬
‫بالنظر في استئناف األحكام الصادرة من المحاكم في جميع المواد في الدرجة األولى ولو وجد خطأ‬
‫في وصفها‪ " .‬فالمجلس القضائي يعتبر درجة قضائية ثانية‪ ،‬ويأتي قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫ليؤك د في مادت ه ه ذه على أن‪" ،‬يختص المجلس لقض ائي ب النظر في اس تئناف األحك ام الص ادرة عن‬
‫المحاكم في الدرجة األولى وفي جميع المواد حتى ولو كان وصفها خاطئا‪".‬‬

‫األمر ‪ 97-11‬المتضمن التقسيم القضائي تم إحداث ‪ 48‬مجلس قضائي‪ ،‬تحدد دوائر إختصاص كل‬
‫واحد من هذه المجالس بموجب نص تنظيمي‪.‬‬
‫ويتشكل المجلس القضائي من‪ :‬رئيس مجلس – نائب رئيس أو أكثر من رؤساء غرف‪ -‬مستشارين –‬
‫نائب عام ونواب عامين مساعدين –أمانة الضبط‪.‬‬

‫ويفص ل المجلس القض ائي بتش كيلة جماعي ة مكون ة من ثالث قض اة م ا لم ينص الق انون على خالف‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ويتشكل المجلس القضائي من الغرف التالية‪ :‬الغرفة المدنية‪ ،‬الغرفة الجزائية‪ ،‬غرفة االتهام‪ ،‬الغرفة‬
‫اإلس تعجالية‪ ،‬غرف ة ش ؤون األس رة‪ ،‬غرف ة األح داث‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،‬الغرف ة العقاري ة‪ ،‬الغرف ة‬
‫البحرية‪ ،‬الغرفة التجارية‪.‬‬

‫ويمكن تقليص ع دد الغ رف أو تقس يمها إلى أقس ام حس ب أهمي ة وحجم النش اط القض ائي من ط رف‬
‫رئيس المجلس القضائي‪ ،‬بعد استطالع رأي النائب العام‪ ،‬وتفصل كل غرفة في القضايا المعروضة‬
‫عليها ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 6‬من قانون اإلجراءات المدنية القديمة على أن " تختص المجالس القضائية بالفصل في‬
‫الدرج ة األخ يرة بالطلب ات المتعلق ة بتن ازع االختص اص بين القض اة إذا ك ان ال نزاع متعلق ا بجه تين‬
‫قض ائيتين في دائ رة إختص اص المجلس القض ائي نفس ه وك ذلك بطلب ات ال رد المرفوع ة ض د المح اكم‬
‫التابعة لدائرة إختصاصها "‬

‫الفرع ‪ :1‬إختصاص المجالس القضائية كجهات استئنافية‪:‬‬

‫إن إختص اص المج الس القض ائية للفص ل في ه ذه الخص ومات عن طري ق االس تئناف ينعق د ول و وج د‬
‫خط أ في وص ف األحك ام الص ادرة فيه ا من قاض ي الدرج ة األولى‪ ،.‬إذ ال يمكن له ذا األخ ير أن يقي د‬
‫بخطئه اختصاص قاضي الدرجة الثانية‪ ،‬كما لو وصفت بأنها نهائية‪.‬‬

‫وق د نص الق انون العض وي المتعل ق ب التنظيم القض ائي على اختص اص المج الس القض ائية كجه ات‬
‫استئناف األحكام القضائية الصادرة عن الدرجة األولى في المادة ‪.5‬‬

‫الفرع ‪ :2‬إختصاص المجالس القضائية في طلبات رد القضاة‬


‫إن الثقة في القاضي وحكمه من أسمى األهداف التي تطمح إلى تحقيقها األنظمة القانونية المعاصرة‪،‬‬
‫وال يكون ذلك إذا لم توفر للتقاضي الوسائل القانونية والمادية التي تجعله يطمئن ألحكام القضاء من‬
‫بينها رد وتنحي القاضي‪.‬‬

‫وأسباب رد القاضي طبقا لقانون اإلجراءات الجزائية المادة ‪ 554‬هي‪:‬‬

‫‪-1‬إذا كانت تمت قرابة أو نسب بين القاضي أو زوجه وبين أحد الخصوم في الدعوى أو زوجه أو‬
‫أقاربه حتى درجة إبن العم الشقيق و إبن الخال الشقيق ضمنا‪.‬‬

‫و يج وز مباش رة ال رد ح تى في حال ة الطالق أو وف اة ال زوج إذا ك ان على عالق ة مص اهرة بأح د‬


‫الخصوم حتى الدرجة الثانية ضمنا‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا كانت للقاضي مصلحة في النزاع و لزوجه أو ألشخاص الذين يكون وصيا أو ناظرا أو قيما‬
‫عليهم أو مساعدا قضائيا لهم أو كانت للشركات أو الجمعيات التي ساهم في إدارتها واإلشراف عليها‬
‫مصلحة فيه‬

‫‪ -3‬إذا كان القاضي أو زوجه قريبا أو صهرا إلى الدرجة المعنية آنفا للوصي أو الناظر أو القيم أو‬
‫المس اعد القض ائي على أح د الخص وم أو لمن يت ولى تنظيم أو إدارة أو مباش رة أعم ال ش ركة تك ون‬
‫طرفا في الدعوى‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا وج د القاض ي أو زوج ه في حال ة تبعي ة بالنس بة ألح د الخص وم وب األخص إذا م ا ك ان دائن ا أو‬
‫م دينا ألح د الخص وم أو ورث ا منتظ را ل ه أو مس تخدما أو معت ادا أو معاش رة المتهم أو المس ؤول عن‬
‫الحقوق المدنية أو المدعي أو المدعي المدني أو كان أحد منهم وارثه المنتظر‪.‬‬

‫‪ -5‬إذا كان القاضي قد نظر لقضية المطروحة كقاضي أو كان محكما أو محاميا فيها أو أدلى بأقواله‬
‫كشاهد على وقائع في الدعوى‬

‫‪ -6‬إذا وج دت دع وى بين القاض ي أو زوج ه أو أقاربهم ا أو أص هارهما على عم ود النس ب المباش ر‬


‫وبين أحد الخصوم أو زوجه أو أقاربه أو أصهاره على العمود نفسه‪.‬‬

‫‪ -7‬إذا كان القاضي أو لزوجه دعوى أمام المحكمة التي يكون فيها أحد الخصوم قاضيا‪.‬‬
‫‪ -8‬إذا ك ان للقاض ي أو زوج ه أو أقاربهم ا أو أص هارهما على عم ود النس ب المباش ر ن زاع مماث ل‬
‫للنزاع المختصم فيه أمامه بين الخصوم‪.‬‬

‫‪ -9‬إذا كان بين القاضي أو زوجه وبين أحد الخصوم من المظاهر الكافية الخطورة ما يشتبه معه في‬
‫دعم تحيزه في الحكم‪.‬‬

‫* أسباب رد القاضي طبقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية المادة ‪:241‬‬

‫‪-1‬إذا كان له أو لزوجه مصلحة شخصيته في النزاع‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا وجدت قرابة أو مصاهرة بينه أو بين زوجه أو بين أحد الخصوم أو أحد المحامين أو وكالء‬
‫الخصوم‪ ،‬حتى الدرجة الرابعة‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا كان له أو لزوجه أو أصولهما أو فروعهما خصومة سابقة أو قائمة مع أحد الخصوم‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا كان هو شخصيا أو زوجه أو أحد أصوله أو أحد فروعه مدائنا أو مدينا ألحد الخصوم‪.‬‬

‫‪ -5‬إذا سبق له أن أدلى بشهادة في النزاع‪.‬‬

‫‪ -6‬إذا كان ممثال قانونيا األحد الخصوم في النزاع أو سبق له ذلك‪.‬‬

‫‪ -7‬إذا كان أحد الخصوم في خدمته‪.‬‬

‫‪ -8‬إذا كان بينه وبين أحد الخصوم عالقة صداقة حميمية‪ ،‬أو عداوة بينية‪.‬‬

‫وبمقارنة المادتين نجد أن قانون اإلجراءات الجزائية جاء أكثر صرامة من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫وتوسع حاالت الرد‪ ،‬وبالتالي فهي تخدم أكثر المتقاضين‪.‬‬

‫الفرع‪ :3‬اختصاص المجالس القضائية في تنازع االختصاص بين القضاة‬

‫يك ون هن اك تن ازع في االختص اص بين القض اة عن دما تقض ي جهت ان أو أك ثر في نفس ال نزاع‬
‫باالختصاص أو عدم االختصاص‪.‬‬

‫فإذا كانت المحاكم تابعة لنفس المجلس القضائي‪ ،‬تقضي عريضة الفصل في التنازع أمام هذه الجهة‬
‫التي تحدى الجهة القضائية المختصة وتحيل القضية عليها لتفصل فيها طبقا للقانون‪.‬‬
‫وإ ذا ك انت ه ذه المح اكم تابع ة لمج الس قض ائية مختلف ة‪ ،‬تق دم العريض ة أم ام الغرف ة المدني ة للمحكم ة‬
‫العليا‪.‬‬

‫وإ ذا قضى كذلك مجلسان قضائيان باختصاصهما أو بعدم اختصاصهما أو إذا وقع تنازع بين محكمة‬
‫ومجلس قضائي تقدم العريضة أمام الغرفة المدنية للمحكمة العليا‪.‬‬

‫تعين المحكمة العليا الجهة القضائية المختصة وال يجوز لهذه األخيرة التصريح بعدم االختصاص‪.‬‬

‫تق دم عريض ة الفص ل في التن ازع االختص اص بين القض اة أم ام الجه ة القض ائية المختص ة في أج ل‬
‫ش هرين‪ ،‬ويس ري إبت داءا من ت اريخ التبلي غ الرس مي آلخ ر حكم للخص م المحك وم علي ه‪ ،‬تق دم عريض ة‬
‫الفصل في تنازع االختصاص بين القضاة أمام المجلس القضائي وفقا للقواعد المقرر لرفع عريضة‬
‫االستئناف وتخضع العريضة التي تقدم أمام المحكمة العليا للقواعد المقررة لعريضة الطعن بالنقض‪،‬‬
‫تبليغ عريضة الفصل في تنازع االختصاص بين القضاة إلى ممثل النيابة العامة لتقديم طلباته‪.‬‬

‫يمكن للجهة القضائية المعروض عليها التنازع أن تأمر عند االقتضاء بإيقاف إجراءات التنفيذ المتبعة‬
‫أمام الجهة القضائية التي ظهر أمامها التنازع باستئناف اإلجراءات التحفظية‪ ،‬يكون مشوبا بالبطالن‬
‫كل إجراء تم خرقا لوقف التنفيذ المأمور به‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االختصاص اإلقليمي'‬

‫بعد أن عرفنا كيفية توزيع القضايا بين كل الجهات القضائية يبقى لنا تحديد ما هي الجهة القضائية‬
‫المختصة محليا من بين كل الجهات القضائية من نفس النوع والدرجة‪.‬‬

‫والقواعد التي نص عليها المشرع في هذا المجال تطبق على كل الجهات القضائية ما عدا المحكمة‬
‫العلي ا ال تي ال تخض ع لقواع د االختص اص المحلي كونه ا تم ارس ص الحياتها على الق رارات الص ادرة‬
‫من المحاكم والمجالس القضائية‪.‬‬

‫سنخصص القسم األول للقواعد العامة لالختصاص المحلي والقسم الثاني للقواعد الخاصة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القواعد العامة لالختصاص المحلي‬


‫تشكل المادة ‪ 8‬من قانون اإلجراءات المدنية (الملغى) النص األساسي الذي يرتكز عليه االختصاص‬
‫المحلي للمحاكم وإ ذا كانت هذه المادة قد وضعت قاعدة مبدئية فإنها تتضمن من جهة أخرى مجموعة‬
‫من االستثناءات‪.‬‬

‫س نتطرق أوال لمب دأ اختصاص محكمة م وطن المدعى عليه ثم س نعرض تطبيقات ه ذا المبدأ وأخ يرا‬
‫سنتناول قواعد اختصاص المجالس القضائية‪.‬‬

‫الفرع‪ :1‬مبدأ اختصاص محكمة موطن المدعى عليه‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 37‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية فهي تحدد موقع أو مكان رفع الدعوى وهو‬
‫مك ان س كن الم دعى علي ه وهي تنص على << ي ؤول االختص اص اإلقليمي للجه ة القض ائية ال تي يق ع‬
‫في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه‪ ،‬وإ ن لم يكن له موطن معروف فيعود االختصاص للجهة‬
‫القضائية التي يقع في فيها آخر موطن له وفي حالة اختيار موطن يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة‬
‫القض ائية ال تي يق ع فيه ا الم وطن المخت ار م ا لم ينص الق انون على خالف ذل ك‪ >>.‬حيث ترتك ز ه ذه‬
‫القاعدة على األسس اآلتية‪:‬‬

‫أ‌‪ -‬ما دام لم يحكم في الدعوى فإن المدعى عليه يستفيد من قرينتين‬

‫‪ -‬كل األشخاص يوجدون في حالة توازن قانوني‬

‫‪ -‬اعتبار الظواهر متطابقة مع الواقع إال إذا أثبت العكس‬

‫ب‌‪ -‬هذا األساس الذي ترتكز عليه القاعدة فبدونها سيتمكن المدعي ذي النية السيئة أن يرفع الدعوى‬
‫أمام محكمة نائية إلرهاق المدعى عليه‬

‫الفرع‪ :2‬تطبيقات هذا المبدأ‪:‬‬

‫قد يكون المدعى عليه شخص طبيعي أو شخص اعتباري كالشركة أو الجمعية ومفهوم ((الموطن))‬
‫ال ذي يرتك ز علي ه االختص اص اإلقليمي ق د ح دده الق انون الم دني في مادت ه ‪ 36‬بالنس بة للش خص‬
‫الطبيعي والمادة ‪ 50‬بالنسبة للشخص االعتباري‪ .‬فحسب المادة ‪ 36‬من القانون المدني فإن موطن ك ل‬
‫جزائري هو المحل الذي يوجد فيه سكناه الرئيسي وعند عدم وجود سكنى يحل محلها مكان اإلقامة‬
‫الع ادي ولكن إذا لم يكن للم دعى علي ه م وطن مع روف ترف ع ال دعوى أم ام المحكم ة ال تي يختاره ا‬
‫المدعي‪ .‬وأما موطن الشخص االعتباري فهو المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته حسب المادة ‪50‬‬
‫من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫الفرع‪ :3‬االختصاص المحلي للمجلس القضائي‪:‬‬

‫يختص المجلس القض ائي ب النظر في ك ل االس تئنافات المرفوع ة ض د األحك ام واألوام ر الص ادرة من‬
‫المح اكم الواقع ة في دائ رة اختصاص ه‪ .‬في بعض الح االت أس ند المش رع ِلِلج ان خاص ة النظ ر في‬
‫استئنافات بعض القرارات ونذكر على سبيل المثال العقوبات المسلطة على المحامين من قبل مجلس‬
‫التأديب التي يجب استئنافها أمام لجنة الطعن الوطنية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القواعد الخاصة لالختصاص اإلقليمي‪:‬‬

‫لقد رأينا أن المحكمة المختصة إقليميا هي مبدئيا المحكمة التي يقع في دائرتها موطن المدعى عليه‬
‫ولكن أدخل القانون على هذا المبدأ استثناءات كثيرة فبعد أن أخضع بعض المواد لمحكمة غير التي‬
‫يق ع به ا م وطن الم دعى علي ه أج از خي ار االختص اص في بعض الح االت ونظ را للت داخل بين‬
‫االختص اص اإلقليمي والن وعي ال ذي يتم يز ب ه تش ريعنا فيجب في بعض الح االت التنس يق بين ه ذين‬
‫االختصاصين لتحديد المحكمة المختصة محليا‪.‬‬

‫الفرع‪ :1‬تعيين محكمة محدد‪:‬‬

‫حددت المادة ‪ 37‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية المحكمة المختصة إقليميا للنظر في بعض‬
‫الدعاوى بغض النظر عن موطن المدعى عليه وهذه الدعاوى قد تكون مدنية أو تجارية أو اجتماعية‬
‫أو متعلقة باألحوال الشخصية أو باالستعجال‪.‬‬

‫أ‌‪ -‬القضايا المدنية‪ :‬فيما يخص الدعاوى العقارية تكون المحكمة التي يقع العقار في دائرة اختصاص ها‬
‫هي المختصة كلما تعلق األمر بدعوى عقارية‪.‬‬

‫ب‌‪ -‬الم واد التجاري ة‪ :‬في ال دعاوى المتعلق ة بالش ركات بالنس بة لمنازع ات الش ركاء يرف ع الطلب برف ع‬
‫الطلب إلى المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها المركز الرئيسي للشركة ومادام المشرع لم يحدد‬
‫ن وع الش ركة فتطب ق القاع دة س واء تعل ق األم ر بش ركة تجاري ة أو مدني ة‪ .‬النزاع ات ال تي ق د تنش أ بين‬
‫الشركاء عديدة ومتنوعة فبالنسبة للشركات التجارية قد ينشأ النزاع حول تقدير الحصص العينية أو‬
‫حول توزيع األرباح أو حول إحالة حصص الشركة أو إثبات المسؤولية المدنية على القائمين باإلدارة‬
‫وبالنس بة للش ركات المدني ة كمس تثمرة فالحي ة جماعي ة ق د ينش أ ن زاع ح ول ع دم اح ترام أح د الش ركاء‬
‫اللتزاماته‪.‬‬

‫ت‌‪ -‬الم واد االجتماعي ة‪ :‬النزاع ات الفردي ة في العم ل والمنازع ات في مج ال الض مان االجتم اعي ال‬
‫تطبق أمام المحكمة الفاصلة في المسائل االجتماعية قاعدة اختصاص موطن المدعى عليه قد يكون‬
‫م وطن ص احب العم ل أو ص احب األج رة بعي دا عن مك ان العم ل والمحكم ة الفاص لة في المس ائل‬
‫االجتماعية أنشئت لتطبق على المتقاضين العادات المتداولة محليا في المهنة وهذا االهتمام وهو الذي‬
‫دفع المشرع إلى قرار قواعد خاصة طرأت عليها بعض التعديالت فيها بعد‪.‬‬

‫ث‌‪ -‬قض ايا األح وال الشخص ية‪ :‬في دع اوى الطالق ترف ع ال دعوى أم ام المحكم ة ال تي يق ع في دائ رة‬
‫اختصاص ها مس كن الزوجي ة‪ .‬وفي دع اوى الحض انة تختص المحكم ة ال تي يق ع في دائ رة اختصاص ها‬
‫مك ان ممارسة الحضانة وأم ا الدعاوى المتعلقة بالنفق ة فيجب أن يرفع الطلب أم ام المحكمة ال تي يقع‬
‫في دائ رة اختصاص ها م وطن أو مس كن ال دائن بقيم ة النفق ة‪ .‬وفي م واد الم يراث يرف ع الطلب أم ام‬
‫المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان اقتراح التركة‪.‬‬

‫ج‌‪ -‬القض ايا المس تعجلة‪ :‬تخفي ف قواع د االختص اص المحلي في م واد االس تعجال للحص ول على أم ر‬
‫اس تعجالي من المف روض أن ترف ع القض ية ل رئيس المحكم ة ال تي يك ون مختص ما محلي ا للفص ل في‬
‫موض وع اإلش كال ولكن باعتب ار ض رورة ت دخل القاض ي بص فة مس تعجلة ف إن المش رع أق ر قواع د‬
‫خاصة إذا أوجب رفع الدعوى أمام المحكمة الواقعة في دائرة اختصاصها (مكان الشكل التنفيذي) أو‬
‫(التدبير المطلوب)‪.‬‬

‫الفرع‪ :2‬خيار االختصاص‪:‬‬

‫أجاز المشرع للمدعي في بعض المواد أن يختار بين محكمتين أو أكثر عند تقديم طلبه وهذا الخيار‬
‫ق د يك ون على محكم تين بمع نى أن ه يمكن للم دعي أن يرف ع طلب ه أم ام المحكم ة ال تي يق ع في دائ رة‬
‫اختصاصها موطن المدعى عليه وإ ما أمام محكمة أخرى كما قد يكون هذا االختيار متعددا أي يكون‬
‫االختص اص المحلي موزع ا على أك ثر من محكم تين وفي بعض الح االت االس تثنائية ق د يك ون‬
‫االختصاص وطني يجيز رفع الدعوى أمام أي محكمة من محاكم الجزائر‪.‬‬
‫أ‌‪ -‬الحاالت التي تختص فيها محكمتين مختلفتين‪:‬‬

‫‪ -‬ال دعاوى المختلط ة‪ :‬يج وز في مث ل ه ذا الن وع من ال دعاوى أن يرف ع الطلب إم ا إلى المحكم ة ال تي‬
‫يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه أو مسكنه وإ ما أمام الجهة القضائية التي يقع في دائرة‬
‫اختصاصها مقر األموال‪.‬‬

‫‪ -‬دعاوى تعويض الضرر الناشئ من جريمة‪ :‬إذا كانت متعلقة بتعويض الضرر الناشئ من جناية أو‬
‫جنحة أو مخالفة أو شبه جنحة‪ ،‬يجوز أن يرفع الطلب إما إلى محكمة موطن المدعى عليه وإ ما أمام‬
‫الجهة القضائية التي وقع في دائرة اختصاصها الفعل الضار‪ .‬في حالة اختيار الموطن فإن المحكمة‬
‫المختص ة إقليمي ا إلى جانب المحكمة ال تي يق ع في دائ رة اختصاص ها موطن المدعى عليه هي الجه ة‬
‫القضائية للموطن المختار‪.‬‬

‫ب‌‪ -‬الحاالت التي تختص فيها عدة محاكم‪:‬‬

‫تختص ع دة مح اكم في حال ة تع دد الم دعى عليهم‪ ،‬المنازع ات المتعلق ة بالتوري دات واألش غال وأج ور‬
‫العمال أو الصناع‪ ،‬الدعاوى التجارية‪ ،‬الدعوى المرفوعة ضد شركة‪.‬‬

‫ت‌‪ -‬القضايا التي تختص فيها أي محكمة من المحاكم‪:‬‬

‫إذا لم يكن للمدعى عليه موطن أو مسكن في الجزائر يجوز رفع الدعوى أمام المحكمة التي يختارها‬
‫الم دعي وتطب ق ه ذه القاع دة خاص ة في المنازع ات المتعلق ة بتنفي ذ العق ود ال تي أبرمه ا أجن بي في بل د‬
‫أجنبي مع جزائري أو المنازعات الناشئة عن تنفيذ التزامات تعاقد عليها جزائري في بلد أجنبي‪.‬‬

‫الف ''رع‪ :3‬ض ''رورة التنس ''يق بين قواع ''د االختص ''اص المحلي وقواع ''د االختص ''اص الن ''وعي لتحدي ''د‬
‫المحكم ''ة المختص ''ة‪ :‬عن د تطرقن ا لقواع د االختص اص الن وعي رأين ا أن بعض الم واد تختص به ا‬
‫المحكم ة المنعق دة في مق ر المجلس القض ائي دون غيره ا والحظن ا ك ذلك أثن اء دراس تنا لقواع د‬
‫االختصاص المحلي أن بعض هذه المواد نفسها تخضع الختصاص محلي خاص‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫وفي األخير نخلص إلى أن االختصاص النوعي يتمثل في كل سلطة جهة قضائية معينة للفصل دون‬
‫س واها في دع اوى معين ة أم ا االختص اص المحلي أو اإلقليمي ال ذي ه و يح دد م وطن ومك ان رف ع‬
‫الدعوى ونسأل اهلل عز وجل التوفيق‪.‬‬

You might also like