You are on page 1of 37

‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫الفصل األول ‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي اإلستعجالي العادي‬

‫إن الدعوى االستعجالية شأنها شأن الدعوى الموضوعية إذ خصها المشرع بنصوص قانونية‬
‫وحدد إجراءات و مواعيد الفصل فيها ‪ ،‬و خول االختصاص فيها للقاضي االستعجالي من أجل توفير"‬
‫الحماية المؤقتة ‪.‬‬
‫غير أن هذا االختصاص ال ينعقد له إال إذا توافرت" مجموعة من الضوابط أو الشروط التي هي‬
‫الشروط العامة الختصاص القضاء المستعجل و التي يجب توافرها في جميع دعاوى االستعجال العادي أو‬
‫اإلداري لذلك نتناول في هذا الفصل الشروط العامة لالختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬
‫وذلك كما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول ‪:‬‬


‫الشروط العامة الختصاص القاضي االستعجالي" العادي‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫النطاق القانوني الختصاص القاضي االستعجالى العادي‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫المبحث األول ‪ :‬الشروط العامة الختصاص القاضي االستعجالي العادي‬


‫مــــن الشروط المتعلقة باالختصاص النوعي للقاضي اإلستعجالي بصفة عامة شرطي" اإلستعجال‬
‫وعدم المســــــــاس بأصـــــــل الحق ‪ ،‬فإن كان هذين العنصرين شرطان أساسيان الختصاص القاضي‬
‫اإلستعجالي العادي بنظر الدعاوى التـــــي يخشى عليها من فوات الوقت حسب المادتين ‪ 183‬الفقرة‬
‫األولى و ‪ 186‬من قانون اإلجراءات المدنية فإنه إذا تخلف أحدهما عد غير مختص نوعيا ألن‬
‫اإلختصاص النوعي من النظام العام يثيره القاضي من تلقاء نفسه وفي" أي مرحلة تكون عليها الدعوى ‪.‬‬
‫لذلك نتناول في هذا المبحث هذه الشروط بالحديث عن شرط االستعجال في مطلب أول‪ ،‬و شرط‬
‫عدم المساس بأصل الحق في مطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬شرط االستعجـــــــــال‬


‫يعد االستعجال شرطا" أساسيا الختصاص القضاء االستعجالي" و عنصرا من عناصره يجب على‬
‫القاضي أن يثبت توافره في األمر الذي يصدره إال في األحوال المستعجلة بنص القانون‪ 1‬فمتى توافرت‬
‫حالة االستعجال لديه أصبح مختصا بنظر الدعوى و إال فإنه يرفضها" و يحكم بعدم االختصاص وحتى‬
‫نبحث في هذا العنصر بمزيد" من التفصيل ارتـأينا توضيح مفهوم االستعجال و تمييزه عما شابهه من‬
‫أوصاف قانونية و أحكامه و اآلثار المترتبة عليه على النحو التالي‪:‬‬

‫مفهوم االستعجال‬ ‫الفرع األول ‪:‬‬


‫اكتفى المشرع باعتبار االستعجال شرطا" أساسيا الختصاص القاضي االستعجالي" دون تعريفه أو‬
‫تحديد الحاالت التي يمكن أن يتوافر فيها تاركا ذلك الجتهاد الفقه و القضاء ‪.‬‬
‫ولغــــــــــــة‪ :‬هو مأخوذ" من" عجل عجال وعجلة" أي السرعة ضد البطء‪ ،‬وأستعجله هو بمعنى‬
‫إستحــثه وأمره أن يعجل سبقه وتقديمه‪.‬‬
‫وفي االصطالح القانوني‪ :‬لم يرد تعريف" محدد ومدقق لإلستعجال بل اكتفى المشرع في المادة‬
‫‪ 183‬من قانون اإلجراءات المدنية باإلشارة إلى أحوال اإلستعجال ويبقى تقدير ذلك للقاضي ‪.‬‬
‫هذا وصفة اإلستعجال تعود لطبيعة الدعوى في ذاتها وكيانها" يستنتجها القاضي من طبيعة الحق‬
‫المراد المحافظة عليه ومن الظروف" المحيطة بكل دعوى على حدة ‪ ،‬فمن الصعب تحديد حاالت‬
‫اإلستعجال غير أنه وبصورة عامة نجد أنها حاالت ينطوي" عليها خطر داهم يحيط بالحق المطلوب‬
‫المحافظة عليه‪ ،‬وذلك باتخاذ تدابير سريعة وفورية من أجل درء الخطر أو الضرر المؤكد الذي يستعجل‬
‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫إصالحه فـــي حالة حدوثه وهو ما يعبر عنه" بحماية الحقوق الظاهرة "‪ ،‬فكلما تعرضت" هذه الحقوق إلى‬
‫خطر محدق أصبـــــح قاضي" األمور المستعجلة مختصا بنظر" الدعوى فاالختصاص مخول له من طبيعة‬
‫النزاع فهو مختص متى عاين خطرا يداهم حقا ظاهرا وهذا الخطر والحق الظاهر يتخذان عدة أشكال‬
‫وصور" يستحيل حصرها كما أنهما يختـــــلفان من منطقة إلى أخرى فمثال في وهران النزاع على السمك‬
‫حالة من اختصاص القضاء االستعجالى" بينما في بشار" ال نجد هذه الحالة‪ ،‬بل األكثر من ذلك في بعض‬
‫الحاالت يتغير االستعجال في نفس موضوع" الطلب القضائي وأحسن مثال على ذلك انقطاع التيار‬
‫الكهربائي عن مصنع للتبريد" أو مخزن للمواد الغذائية أو الصيدالنية يتوافر" على ركن اإلستعجال في حين‬
‫انقطاع التيار الكهربائي" بالنسبة ألصحاب محالت بيــــع المالبس واألحذية ال يعـــــــد متوافرا" على‬
‫‪1‬‬
‫عنصر االستعجال‪".‬‬
‫وترى المحكمة العليا أن فكرة اإلستعجال متصلة بالواقع" ولهذا فإنها تترك لقضاة الموضوع"‬
‫السلطة التقديرية للتعامل مع عنصر اإلستعجال ‪ ،‬إضافة إلى كـــــــــــونها تفرض على قضاة الموضوع‬
‫التحقق من وجود عنصر اإلستعجال وإال تعرض حكمهم إلى النقض حيث جاء في قرار" لها مؤرخ في‬
‫‪" 15/12/1977‬وبما ان مجلس قضاء الجزائر أحال األطراف" على تنفيذ شرط التحكيم دون أن يبحث‬
‫عن وجود عنصر االستعجال فان حكمه هو بدون أساس قانوني" يتعين نقضه "‪.2‬‬
‫وكون اإلستعــــجال وصف يلحق الدعوى اإلستعجالية وينشا" من طبيعة الحق المطلوب حمايته‬
‫ومن الظروف" المحيطة به ال من فعل الخصوم" أو اتفاقهم فذلك معناه أن توافر" هذا الشرط متعلق بالنظام‬
‫العام وبالتالي" ليس للخصوم" االتفاق على اختصاص القاضي االستعجالى في دعوى تفتقر إلى هذا الشرط‬
‫الن اختصاصه ال يجوز أن يتولد من مجرد رغبه الخصوم" أو اتفاقهم صراحة على ذلك ‪ ،‬والقاضي‬
‫يستلهم وينتزع" هذا الوصف من تكييفه للنزاع‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تمييز االستعجال عن األوصاف القانونية المشابهة له‬


‫ينبغي تمييز عنصر االستعجال عن بعض األوصاف" القانونية األخرى التي تتقارب معه على‬
‫النحو التالـــــــــــــــي ‪:‬‬
‫الدعوى اإلستعجالية والدعوى التي ينظر فيها على وجه السرعة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الدعوى اإلستعجالية يصدر" فيها الحكم بإجراء وقتي يحدد مراكز الخصوم" تحديدا مؤقتا دون أن‬
‫يمس بأصل الحق الذي يعــد شرطا من شروط اختصاص قاضي" األمور المستعجلة ‪ ،‬أما الدعاوى التي‬
‫ينظر فيها على وجه السرعة فالطلـــــب فيها موضوعي تفصل فيها المحاكم على وجه السرعة بعد فحص‬
‫بشري بلعيد‪ ،‬القضاء املستعجل يف األمور اإلدارية ص ‪37/38‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫خترج لنيل إجازة املعهد الوطين للقضاء سنة ‪ 1999‬ص ‪10‬‬
‫حامدي فريدة‪ ،‬القضاء املستعجل‪،‬مذكرة ّ‬
‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫وبحث مستندات الخصوم" كاالعتراض على قائمة شروط البيع ودعاوى اإلسترداد" ‪ ،‬ودعاوى" الشفعة‬
‫ودعاوى اإلستحقاق الفرعية ‪.‬‬
‫الدعوى اإلستعجالية والنفاذ المعجل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫النفاذ المعجل ‪:‬‬
‫يقصد به تنفيذ حكم أو قرار معين بصورة عاجلة أثناء نظر الدعوى في حالة بيع مال محجوز حجزا‬
‫احتياطيا خشية تلفه أو بيعه وقد" حدد قانون اإلجراءات المدنية حاالت النفاذ المعجل وعلى المحكمة أن‬
‫تراعي هذه الحاالت على أن يكون قرارها" خاضعا للطعن فيه باإلستئناف بصورة متصلة بالموضوع" وال‬
‫يرتب أثره إال مع الحكم به‪ ،‬أما اإلستعجال فينظر له كطلب منفصل تماما عن الطلب المتعلق بالموضوع ‪.‬‬
‫الطلبات اإلستعجالية والطلبات الوقتية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وإن كان موضوعها واحد هو اتخاذ إجراء وقتي يقصد به تحديد مركز الخصوم تحديدا مؤقتا" دون‬
‫الفصل في أصل الحق ‪ ،‬فالطلب اإلستعجالي" يتميز بتوافر" اإلستعجال فيه ‪ ،‬وهو ضرورة الحصول على‬
‫الحماية العاجلة حيث يتضمن خطـــرا يصعب تالفيه في حالة اللجوء إلى القضاء العادي‪ ،‬أما الطلب‬
‫الوقتي فأساس اإلختصاص فيه ليــــــس قضائيا وإنــــما والئي" أي إداري ينظر فيه القضاء بناءا على‬
‫طلب الخصوم" دون توافر عنصر اإلستعجال مثل الطلب الذي يبديه الخصــــم لتعيين حارس على األموال‬
‫المتنازع عليها إلى حين الفصل في النزاع على الملكية دون أن يكون هناك خطر داهم يهدد بقاء األموال‬
‫في حيازة المدعى عليه ‪.‬‬
‫الطلب المستعجل والقضاء اإلستعجالي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الطلب المستعجل ‪:‬‬
‫هو طلب إجراء مؤقت يبرره خطر داهم أوامر يتضمن ضرر ال يمكن تالفيه إذا ما لجأ إلى‬
‫القضاء العادي ‪ ،‬أما القضاء اإلستعجالي" فهو مجموعة من اإلجـــــــــراءات التي ترمي إلى الفصل بصفة‬
‫مستعجلة أو سريعة في حاالت اإلستعجال‬
‫و يمكن أن يرفع الطلب المستعجل عن طريق" عريضة إلى رئيس الجهة و هو ما يميز اختصاص‬
‫القاضي االستعجالي عن اختصاص رئيس الجهة القضائية كما سنراه ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أحكام االستعجال و اآلثار المترتبة عن ثبوته‬


‫أوال ‪ :‬أحكام االستعجال‬ ‫‪‬‬
‫باعتبار االستعجال ركن النعقاد االختصاص للقضاء االستعجالي فهو يخضع لضوابط" قانونية وهي‪:‬‬
‫االستعجال من النظام العام ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫فيجوز" للخصوم التمسك بتوافره أو بعدم توافره في أية مرحلة كانت عليها الدعوى ‪ ،‬كما يجوز‬
‫لقاضي أول درجة أو قاضي االستئناف" أن يثيره من تلقاء نفسه إذ بدونه ال يكون القاضي مختصا" بنظر‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫و كما هو معلوم فان قواعد االختصاص النوعي في جميع الدعاوى و مهما كانت الجهة القضائية‬
‫الناظرة فيها عادية أو إدارية فهي مقيدة بممارسته ضمن حدود اختصاصاتها القانونية و في هذا الصدد‬
‫تنص المادة ‪ 462‬الفقرة األخيرة من قانون اإلجراءات المدنية على أنه يجوز" إبداء الدفع الخاص بقواعد‬
‫االختصاص النوعي في أي وقت‪.‬‬
‫االستعجال واجب اإلثبات‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫فهو شرط قانوني" و مناط االختصاص و الحكم في الدعوى االستعجالية يتعين على القاضي أن يثبت‬
‫توافره في أسباب أمره أن لم يكن قد افترضه القاضي بنص خاص مستلهما إياه من الوقائع المطروحة‬
‫عليه و الظروف المحيطة بها‪ ،‬بل و حتى في الحالة التي يفترض القانون وجوده بنص فانه يتعين على‬
‫القاضي أن يثبت أن النزاع المطروح أمامه من النوع الذي افترض القانون توافر" االستعجال فيه مع‬
‫اإلشارة إلى النص القانوني" الذي افترضه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اآلثار المترتبة عن ثبوت االستعجال‬ ‫‪‬‬
‫ثبوت االستعجال" في الدعوى تترتب عليه نتائج قانونية أهمها ‪:‬‬
‫االستعجال يحتم صدور أمر مستعجل‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫فبمجرد ثبوت عنصر االستعجال في وقائع الدعوى مع مراعاة الشروط األخرى طبعا‪ ،‬ينعقد‬
‫االختصاص للقاضي االستعجالي" إلصدار أمر استعجالي متضمن إجراء سريع يكفل معالجة المسألة‬
‫المطروحة أمامه ‪ ،‬فان كان االستعجال القائم في الدعوى بسيطا جاز نظرها ضمن الجلسات العادية‪ ،‬أما‬
‫إذا كان يشكل حالة استعجال قصوى فانه يقتضي تقصير المواعيد من ساعة إلى ساعة بل حتى خارج‬
‫أوقات العمل و في أيام العطل و األعياد الرسمية ‪.‬‬
‫االستعجال يقتضي النفاذ المعجل‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫فجميع األوامر االستعجالية معجلة النفاذ بقوة القانون رغم المعارضة أو االستئناف" فالنفاذ المعجل‬
‫هو نتيجة حتمية و منطقية لالستعجال الذي يكيف الوقائع التي تتصف بها الدعوى إذ ال معنى للقضاء‬
‫االستعجالي الذي وجد أصال لمواجهة حاالت مستعجلة إن لم يكن األمر الصادر" في الدعوى مشموال‬
‫بالنفاذ المعجل هذا األخير الذي هو غير متروك" للسلطة التقديرية للقاضي إن شاء أمر به و إن شاء‬
‫رفضه بل عليه القضاء به متى أصدر أمره االستعجالي في الدعوى حتى و لو لم يطالب به الخصوم‪".‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫اإلستعجال هو شرط" أساسي الختصاص القضاء االستعجالى وعنصر من عناصره يجب على‬
‫القاضي أن يثبت توافره في الحكم الذي يصدره إال في األحوال المستعجلة بنص القانون‪.1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬شرط عدم المساس بأصل الحق‬


‫يأتي ضابط عدم المساس بأصل الحق أو كما يطلق عليه أحيانا ضابط عدم المساس بالموضوع‬
‫في المرتبة الثانية ‪.‬‬
‫عند بحث المنازعة المستعجلة و ذلك بعد ثبوت ضابط االستعجال إن لم يكن مفترضا قانونا" و ذلك‬
‫لتحديد سلطة و صالحيات قاضي" االستعجال‪.‬‬
‫لذلك نتناول هذا الشرط بتحديد مفهومه و مبرراته و أآلثار المترتبة عليه‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم شرط عدم المساس بأصل الحق‬


‫ورد النـــــــص على هذا المبدأ بموجب المادة ‪ 186‬من قانون اإلجراءات المدنية التي جاء فيها "‬
‫األوامر التي تصدر في المواد المستعجلة ال تمس أصل الحق " والمقصود هنا هو أال يكون األمر‬
‫اإلستعـــجالي مؤثرا" على الموضوع أو أصل الحق المتنازع فيه ومعنى" أصل الحق يقول األستاذ مـــــحمد‬
‫علي راتب ‪ ":‬هو كل ما يتعلق بالحقوق وجودا" وعدما فيدخل في ذلك ما يمــــــس صحتها أو يـــــــؤثر‬
‫في كيانها أو يغير فيها أو في اآلثار القانونية التي رتبها القانون أو قصدها المتعاقدان‪." 2‬‬
‫ويقول األستاذ محمد علي رشدي" ‪ " :‬إن حكم قاضي" األمور المستـــــــعجلة ينشىء بين الطرفين‬
‫مركزا معينا مؤقتا يدعوا إليه االستعجال" والضرورة غير المتنازع فيها يبقى حتى يفصل في أصل الحق‬
‫بينهما من الهيئة المختصة ‪"3‬‬
‫أما األستاذ حسن عكوش فيرى أن" أصل الحق هو صــــــــــميم النزاع الموضوعي" يتحسس‬
‫القاضي اإلستعجالي ظواهره ال للمساس بحق أي من الخصوم بل التخاذ إجراء وقتي" لحماية صاحب‬
‫الحق األرجح حتى يفصل فيه قاضي الموضوع" ‪.‬‬
‫وفي القضاء الجزائري" صدر عن مـــجلس قضاء قسنطينية قرار بتاريخ ‪ 21/10/1998‬في‬
‫الملف رقم" ‪ 97/ 312‬قضية (ب ج ) ضد البنك الوطني الجزائري المستأنف" الذي استورد بضاعة من‬
‫فرنسا من نوع األلبـــسة القديمة وأن البضاعة وصلت إلى ميناء سكيكدة وســـــــــعى المستأنف" مع‬
‫الخصم إلى الحصول على اإلقامة البنكية التي يشترطها القانون إلخراج هذه البضاعة من الميناء ومن‬
‫‪1‬‬
‫حسن عكوش‪ ،‬املستعجل يف الفقه والقضاء‪ ،‬مكتبة القاهرة احلديثة‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫‪2‬‬
‫حممد علي راتب املرجع السابق ص ‪82‬‬
‫‪ّ .‬‬
‫‪3‬‬
‫حسن عكوش املرجع السابق ص ‪. 18‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫مجمل حيثياته " حيــــــث أن النزاع يتعلق أصال بتمكين المستأنف" من اإلقامة البنكية التي يشترطها‬
‫القانون إلخراج هذه البضاعة من الميناء‪. 1‬‬
‫حيث أن المجلـــــس بعد اإلطالع على تصريحات" الخصــــــمين ومن الوثائق" المرفقة وبعد‬
‫المداولة قانونا" ثبت أن النزاع جدي والتطرق إليه قد يغير من مراكز الخصمين وينشأ حقا ومن ثمة يتعين‬
‫المصادقة على األمر المستأنف فيما قضى بعدم االختصاص النوعي ‪.‬‬
‫وفي قرار آخـــــــر بنـــــــــــــفس التاريخ في الملف رقم ‪ 357/97‬قضية (ب ع ) ضد (ط ك و‬
‫ب ف ) ‪ "،‬حيث أن االستعجال شرع للـــــــــــبت في المسائل التي يخشى عليها من فوات الوقت والحماية‬
‫مؤقتة عاجلة دون المساس بأصل الحق وأن الحالة التي يشتكي منها المستأنفون ليست فجائية إذ يبدو من‬
‫أوراق الملف أن األشغال التي قام بها المستأنف عليــــــــهما انتهت وهذا بإقرار من المستأنفين أنفسهم ‪،‬‬
‫حيث أن إعادة الحال إلى ما كانت عليه من اختصاص قاضــــــي" الموضوع يتعين إلغاء األمر المستأنف"‬
‫والقضاء من جديد بعدم اإلختصاص النوعي ‪. "2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبررات شرط عدم المساس بأصل الحق‬


‫إن اشتراط" المشرع لعدم المساس بأصل الحق له مبرراته إذ أن كيفية المعالجة و البت في‬
‫الدعاوى االستعجالية و ما تقتضيه من سرعة تتنافى" و طبيعة الفصل في الحقوق بصفة نهائية و التي‬
‫تقتضي تحقيقات مستفيضة و استيفاء األطراف" وسائل دفاعهم و ذلك يتطلب وقتا طويال و إجراءات أكثر‬
‫تعقيدا و بالتالي هذا الشرط له العديد من المبرارات نوردها" فيما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬المبررات المنطقية‬ ‫‪‬‬
‫إن المشرع حين وضعه للنصوص القانونية كان تحت شدة و ضرورة الحاجة االجتماعية التي‬
‫تملي عليه نصوصا" جديدة أو تعديل بنصوص قائمة‪ ،‬إال أن ذلك ليس شرط" وحيد بل يقتضي األمر أن‬
‫يخضع النص القانوني" كذلك لمنطق النظام القانوني" العام في المجتمع و بالتالي وضع أنظمة قانونية‬
‫لحراسة الحقوق يكون من شأنها درأ األخطاء أو وقف االعتداءات الصارخة بغية استقرار المعامالت و لو‬
‫لمدة مؤقتة حتى يفصل القضاء المختص في أصل الحق ‪ ،‬و من هنا كان وجود القضاء االستعجالي و عدم‬
‫المساس بأصل الحق نتيجة منطقية بين حماية الحق و حراسته‪.‬‬
‫إن الدعوى المستعجلة تقتضي وسائل بحث و تحليل سريعة للوصول" إلى اتخاذ إجراء مستعجل‬
‫بينما الفصل في الحقوق يقتضي تحقيقات عميقة و دراسة لمختلف أوجه النزاع بصفة جدية‪ ،‬و لذلك كان‬

‫‪1‬‬
‫خترج لنيل إجازة املعهد الوطين للقضاء‪ ،‬ص‪11‬‬
‫حممد خلخال القضاء املستعجل مذكرة ّ‬
‫‪ّ .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬حامدي فريدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪20‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫لقاضي االستعجال اختصاص في أن يتخذ أي أجراء مناسب للحفاظ على الحق شريطة أن يكون بصفة‬
‫مؤقتة ال تمس بأصل الحق الذي يبقى من اختصاص قاضي الموضوع‪.3‬‬
‫إن القضاء بصفة عامة إنما تقرر لتحري الحقوق و الحكم بها ألصحابها بمقتضى أحكام عامة‬
‫وبصفة قطعية بعد استيفاء األطراف لكل طلباتهم" و أوجه دفاعهم في ذلك هو أصل مهمة القضاء‪ ،‬غير انه‬
‫من اجل تدارك بعض األخطار المحدقة التي يخشى عليها ضياع الحقوق لو طال أمد التقاضي ّ‬
‫سن‬
‫المشرع على سبيل االستثناء " الدعوى االستعجالية" لدرء الخطر أو وقفه إلى أن يتم الفصل في أصل‬
‫الحق‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المبررات العملية‬ ‫‪‬‬
‫إضافة إلى المبررات التي يفرضها المنطق" هناك مبررات يفرضها الواقع العملي أهمها‪:‬‬
‫إذا كان المطلوب من قاضي االستعجال أن يتخذ قرار إجراء سريع لوقف" خطر حال أو على‬ ‫‪-‬‬
‫األقل وضع حد إلثارة المضرة بالحق كان لزاما إعفاؤه من البحث المعمق للبت في أصل‬
‫الحق و عدم إثقال اإلجراءات بما يتطلبه حق األطراف في الدفاع عن أصل الحق فضابط عدم‬
‫المساس بأصل الحق من الناحية العملية هو إعفاء للقاضي من البحث المعمق في الحق ألن‬
‫الواقع يفرض عليه تحقيق الحماية العاجلة ‪.‬‬
‫إن المشرع لو منح لقاضي االستعجال سلطة الفصل في الحق أو سلطة القضاء استنادا" له فانه‬ ‫‪-‬‬
‫من الناحية العملية ينشأ وضع شاذ إذ أن أي مدع في الخصومة يرغب في الحصول على حكم‬
‫سريع و معجل النفاذ و بالتالي يتخلى عن اللجوء إلى قضاء الموضوع باعتبار أن إجراءاته‬
‫بطيئة و يتجه مباشرة إلى قاضي االستعجال ‪ ،‬األمر الذي سيؤدي" حتما إلى تراكم القضايا‬
‫لديه مما يؤدي إلى قلب الهدف من مهمته فعوض أن يوفر" الحماية و لو بصفة مؤقتة عن‬
‫الحق ستضيع" هذه الحقوق في خضم تعقد اإلجراءات و كثرة الملفات‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المبررات القانونية‬ ‫‪‬‬
‫تتمثل أساسا في ‪:‬‬
‫أن حق األطراف في استعمال كافة أوجه الدفاع المتاحة لهم في إثبات الحق أو نفيه يعتبر" من‬ ‫‪-‬‬
‫الحقوق األساسية لهم و يتعين أن يفسح لهم المجال الستعمالها على الوجه القانوني" الالزم‬
‫وإعطاؤهم الوقت الكافي لتحضيرها" وهو ماال تسمح به الظروف المحيطة بالدعوى‬
‫االستعجالية التي تستلزم" إجراءا سريعا و بالتالي فالتوفيق بين وقف الخطر بصفة عاجلة وبين‬

‫‪3‬‬
‫د‪ .‬أمينة النمر‪ ،‬مناط االختصاص واحلكم يف الدعاوى املستعجلة‪ ،‬منشاة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪. 17‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫حق األطراف" في ممارسة حق الدفاع يتجسد في منع قاضي" االستعجال من المساس بأصل‬
‫الحق‪.‬‬
‫إن القضاء يقوم على أساس تحقيق العدالة الكاملة بين أألطراف" على ضوء أحكام القانون‬ ‫‪-‬‬
‫وأسانيدهم" في الدعوى ‪ ،‬و من هنا اقتضى" مبدأ العدالة المؤقتة أن ال يمس قاضي" االستعجال‬
‫أساس الحق و جوهره تاركا تحقيق العدالة الكاملة لقضاء الموضوع"‬
‫و من هنا فضابط عدم المساس بأصل الحق يعد آلية قانونية تبررها ضرورة توزيع" االختصاص‬
‫بين قضاء الموضوع الذي يفصل بصفة قطعية و قضاء االستعجال" الوقتي الذي يوفر الحماية القانونية ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬اآلثار المترتبة على شرط عدم المساس بأصل الحق بالنسبة للقاضي االستعجالي‬
‫تترتب عن شرط عدم المساس بأصل الحق آثار و نتائج هامة‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يجوز لقاضــــــي األمور المستعجلـــــــــة أن يأمر بإحالة الدعوى للتحقيق أو بندب خبير أو االنتقال‬
‫للمعاينة لبحث واقعة مادية متنازع عليها تمهيدا للفصل لما يترتب مـــــــن مساس بأصـــــــل الحق‬
‫الممنوع على القاضي اإلستعجالي الحكم فيه ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يختــــص القضاء اإلستعجالي بالفصل في دعوى التزوير الفرعية أو األصلية ألن الفــــــصل فيها‬
‫يقتضي الحكم بصحة السند المطعون فيه أو برده أو بطالنه وهذا أو ذاك قضاء في أصل الحق يخرج عن‬
‫والية القضاء اإلستعجالي" وما يقال بصدد الطعن بالتزوير" ينطبق على الطعن باإلنكار" ‪.1‬‬
‫‪ -3‬إذا دفع الوارث أو الخلف بجــــــــهالة أمام القاضي اإلستعجالي في محرر عرفي منسوب صدوره إلى‬
‫السلف فال يملك القاضي اإلستعجالي" أن يوجه إلى المدعى عليه اليمين بأنه ال يعلم الخط أو اإلمضاء أو‬
‫البصمة أو الختم لما في ذلك من مساس بأصل الحق وللقاضي اإلستعجالي بحث جدية الدفع أمامــــــــه ‪.‬‬
‫فإذا إستبان له من ظاهر األوراق" أو من ظـــــــــروف الدعوى ومالبساتها" عدم الجدية قضى في موضوع"‬
‫الطلب المستعجل ‪ ،‬أما إذا ظهر له بأن الدفع جدي وجب عليه الحكم بعدم االختصاص ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ال يجوز للقاضي اإلستعجالي اإلختصاص بطلب إلزام الخصم أو الغير بتقديم مستند تحــــــت يده‬
‫ألنها طلبات موضوعية تقدم إلى قاضي الموضوع وال تنسجم مع طبيعة القضاء اإلستعجالي ‪.‬‬
‫‪ - 5‬ال يختص القاضي اإلستعجالي بالحكم بالغــــــــــــرامات المالية أو بطلب التعويض عن اإلجراءات‬
‫الكيدية التي يتخذها الخصم أثناء النزاع أمام القاضي اإلستعجالي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حممد خلخال ‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪8‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫المبحث الثاني ‪:‬النطاق القانوني الختصاص القاضي االستعجالي العادي‬


‫تضمنت نصوص قانون اإلجراءات المدنية الحاالت التي يختص القضاء االستعجالى" بالفصل فيها‬
‫على وجه السرعة من طرف" رئيس الجهة القضائية بموجب تدابير" استعجالية باعتباره رئيس الفرع‬
‫االستعجالى أو يوكل ألحد قضاة المحكمة تولى منصب القاضي االستعجالي" للفصل بموجب أوامر‬
‫استعجالية ‪.‬‬
‫لذلك وحتى ال يقع خلط بين دور رئيس المحكمة في البت بموجب تدابير استعجالية معظمها‬
‫بموجب أمر على ذيل عريضة ودور القاضي االستعجالى" في البت بموجب أوامر استعجالية نتناول في‬
‫هذا المبحث مجال اختصاص القاضي االستعجالى" في مطلب أول ثم تمييزه عن اختصاص رئيس الجهة‬
‫القضائية في مطلب ثاني ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬مجال اختصاص القاضي االستعجالي العادي‬
‫المبدأ أن طبـــيعة النزاع هي التي تحدد الجهة القضائية المختصة بالفصل فيه وال ينبغي لهذه الجهة‬
‫أن تفصل في النزاع ما لم تعط التأهيل الستقباله ‪ ،‬لكون االختصاص النوعي من النظام العام وهذا ما‬
‫أقرته المادة ‪ 93‬من قانون اإلجراءات المدنيــــة التي تنص "عدم اختصاص المحكمة بسبب نوع الدعوى‬
‫يعتبر من النظام العام وتقضى" به المحكمة ولو من تلقاء نفسها وفي أي حالة كانت عليها الدعوى"‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اختصاص القاضي االستعجالي المستمد من طبيعة النزاع‬
‫إن اختصاص القاضي اإلستعجالي يستمده أصال من طبيعة النزاع لتوافر" عنصر االستعجال طبقا‬
‫للمادة ‪ 183‬من قانون اإلجراءات المدنية والحاالت التطبيقية له كثيرة في الواقع العملي نذكر منها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مسائل األحوال الشخصية‬ ‫‪‬‬
‫من أهم الحاالت التطبيقية التي ترد على القضاء اإلستعجالي نجد ما يتعلق بإلزام الزوجة بالرجوع"‬
‫إلى بيت الزوجية ‪ ،‬مسائل النفقة ‪ ،‬ومنازعات الميراث ‪.‬‬
‫‪ -1‬إلزام الزوجة بالرجوع إلى بيت الزوجية‪:‬‬
‫طــــبقا للمادة ‪ 39‬من قانون األسرة فإنه من واجبات الزوجة اتجاه الزوج طاعته ومراعاته‬
‫باعتباره رئيس العــائلة ومن واجباتها" كذلك السكن معه وأن تتبعه في أي مكان يستقر فيه بحكم عمله‬
‫ووظـــــيفته وهذا الواجب لم ينص عليه قانون األسرة صراحة لكن الشريعــــــة والعرف يعتبرانه‬
‫واجــــــبا أساسيا‪ ،1‬فإذا غادرت الزوجة بيت الزوجــية ورفضــت الـرجوع" إلـيه فإنه حسب األستاذ محمد‬
‫إبراهيمي "يجوز للزوج اللجوء إ لـى القاضي اإلستعجالي" إللزامها بالرجـوع" متى توافر" عنصر‬
‫اإلستعجال" ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حممد براهيمي‪ ،‬القضاء املستعجل‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ص ‪121‬‬
‫ّ‬
‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫ولكن حسب رأينا فإننا نبحث فيما إتفق عليه الطرفان عند إبرام عـــــقد الزواج ‪ ،‬فــــإذا‬
‫كانـــــــــت الزوجة قد اشترطت عدم انتقالها مع الزوج إذا تم تغيير" مقر عمله إلى خارج البلدة التي‬
‫يســـكنان بها ‪ ،‬فهنا تحترم إرادة الزوجة وال يمــــــــــــكن للقاضـــــــي اإلستعــــــــــــجالي" إلزامــــــــها‬
‫بالرجوع لقـــوله صلى هللا عليه وسلم " المسلمون عند شروطهم إال شرطا أحل حراما أو حرم حالال "‪.‬‬
‫‪ -2‬النــــفقة‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 74‬من قانون األسرة فإن نفقة الزوجة واجبة على زوجها إذ يعتبر دفع النفقة من‬
‫طرف الزوج كالتزام قانوني" و بالتالي يجوز" لقاضي األمور" المستعجلة متى توافر عنصر االستعجال‬
‫الحكم على الزوج بدفع النفقة الشرعية لزوجته‪ ،‬و إذا بقي األوالد عند الزوجة أثناء دعوى الطالق‬
‫وغادرت البيت الزوجية الستحالة البقاء فيه فإن لهذه األخيرة حق اللجوء إلى القضاء االستعجالي" لطلب‬
‫نفقة األوالد و للقاضي أن يحكم لكل واحد منهم بنفقة مؤقتة و ذلك إلى حين الفصل في موضوع" النزاع‬
‫وصدور" حكم نهائي ‪ ،‬كما أن المادة ‪ 57‬مكرر من األمر رقم ‪ 05/02‬المؤرخ في ‪ 27/02/2005‬المعدل‬
‫والمتمم لقانون األسرة أجازت صراحة تدخل القاضي االستعجالي" في مادة النفقة‪.‬‬
‫‪ -3‬منازعات الميراث‪:‬‬
‫إذا نشأ بين الورثة نزاع بخصوص قسمة التركة أو توزيعها يختص القاضي اإلستعجالي" بإتخاذ‬
‫اإلجراءات التحفظية والوقتــــــية التي يراها الزمة للحفاظ على حقوق األطراف" إذا تـــــــــــــوافرت‬
‫شروط اإلستعجال" مثل تعيين خبــير إلثبات حالة األموال المتنازع عليها وجردها" وتحديد قيمتها" وطبيعتها"‬
‫أو تعيين حارس قضائي" لها كما يجوز له األمر بوضع األخــــــــتام وإيداع" األموال واألشياء ذات القيمة‬
‫‪1‬‬
‫الناجمة عن الــــــتركة بعد جردها وذلك إلى حين الفصل في قيمة التـــــركة من طرف" محكمة الموضوع"‬
‫وقد أقرت ذلك صراحة المادة‪ 183‬من قانون األسرة الجزائري بنصها"" يجب أن تتبع اإلجراءات‬
‫المستعجلة في قسمة التركات فيما يتعلق بالمواعيد و سرعة الفصل في موضوعها و طرق الطعن في‬
‫أحكامها" ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المسائل المتعلقة بالملكية والحيازة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يختص القاضي االستعجالى بالبت بموجب أوامر" استعجاليه في المنازعات المتعلقة بالملكية‬
‫والحيازة متى توافر" عنصر االستعجال ‪.‬‬

‫‪ -1‬تدخل قاضي األمور المستعجلة في المسائل المتعلقة بالملكية‬

‫‪1‬‬
‫حممد علي راتب املرجع السابق ص‪. 642‬‬
‫ّ‬
‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫بغض النظر عن طبيعة أصل الحق أو نوعه فالمسائل التي يخشى عليها من فوات الوقت ال يمكن‬
‫أن تدخل أنواعها تحت الحصر وعلى ذلك تركت للسلطة التقديرية للقاضي اإلستعجــــــالي ونظرا"‬
‫لكثرتها و تنوعها فإننا اخترنا" منها ما هو أكثر تداوال على القضاء اإلستعجالي من المسائل التي تتطلب‬
‫طبيعتها الفصل فيها على وجه السرعة و نتناولها فيما يلي ‪.‬‬
‫‪ -1‬أ ‪ /‬النزاع حول إستغالل ملكية مشتركة فــــي العقارات المبنية‪:‬‬
‫نظمت أحكامها المواد من ‪ 743‬إلى ‪ 772‬من القانون المـــــدني حيث أن كل واحــــــد من المالك‬
‫الشركاء يعتبر مالكا لألجزاء الخاصة للعقار الذي يشغله بينما األجزاء المشتركة للعقار ملك للجميع‬
‫كالدرج والمصعد والرواق الخارجي ‪.....‬إلخ ‪ .‬وبالتالي إذا نشأ نزاع حول اإلستغالل أو اإلنتفاع باألجزاء‬
‫المشــــتركة فيجوز رفعه إلى القاضي اإلستعجالي الذي سيتخذ التدابير التحفظية والوقتية للحفاظ على حق‬
‫كل الشركاء إذا ثبت له توافر عنصر اإلستعجال ‪،‬كذلك فإن الترميمات" الكبرى و بالتالي فالترميمات‬
‫الكبرى للعقار وصيانته وكذا أمن الشركاء في الملكية والشاغلين بها يتكفل بها الشركاء في ملكية ذلك‬
‫العقار طبقا للمادة ‪ 750‬من القانون المدني ‪،‬وعليه فإذا رفض أحد الشركاء المساهمة في هذه التكاليف‬
‫يختص القاضي اإلستعجالي عند توافر" عـــــنصر" اإلستعجال بتعيين خبير لإلنتقال لمعاينة األشغال وتحديد"‬
‫قيمتها وأحقية كل مالك فيها ثم الترخيص لباقي الـــــمالك بإجراء هذه األشغال على نفقتهم مع حفظ‬
‫حقوقهم في مطالبة الشريك" المستعصي بالتعويضات الالزمة بموجب دعوى الموضوع"‪. 1‬‬
‫‪ -1‬ب‪ /‬النزاع حول ملكية عقــــــــار ‪:‬‬
‫إذا تنازع شخصان على ملكية عقار فيدعي كل منهما ملكيته فإن القضاء والفقه قد استقرا على أنه‬
‫في حالة توافر عنصر اإلستعجال يجوز للقاضي اإلستعجالي األمر بتسليم هذا العقار إلى أحدهما بصفة‬
‫مؤقتة ريثما يتم الفصل في دعوى الموضوع‪".‬‬
‫‪-1‬ج‪ /‬النزاع بين الشركاء على الشيــــــوع ‪:‬‬
‫إذا تصرف" أحد الشركاء على الشيوع دون رضا باقي المالكين فإنه يجوز للقاضي اإلستعجالي"‬
‫األمر بوقف أشغال البناء بصفة مؤقتة إلى أن يتم الفصل في موضوع الدعوى من طرف قاضي‬
‫الموضوع" ‪ ،‬وهنا يجوز أن يمثل الشركاء في الملكية أو الشاغلين لها وكيال يختارونه باستثناء المتصرف"‬
‫كما يجوز" للقاضي أن يقوم بتعيين وكيل بطلب من الشركاء أو من المتصرف" طبقا للمادة ‪ 764‬مكرر‬
‫واحد من القانون المدني‪.2‬‬

‫‪ -2‬تدخل القاضي االستعجالى في المسائل المتعلقة بالحيازة‬

‫‪1‬‬
‫حممد براهيمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪104‬‬
‫‪ّ .‬‬
‫د‪ .‬الغويت بن ملحة‪ ،‬القضاء املستعجل وتطبيقاته يف النظام القضائي اجلزائري‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬الديوان الوطين لألشغال الرتبوية‪ ،2000 ،‬ص‪.46‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫تنقسم دعاوى الحيازة إلى ثالثة أقسام ‪:‬دعوى منع التعرض ‪ ،‬دعوى وقف" أعمال جديدة ودعوى‬
‫استرداد الحيازة ‪ ،‬وقانــــــــون اإلجراءات المدنية نص صراحة وفقط على دعوى إسترداد الحيازة في‬
‫المادتين ‪ 413‬و ‪ 414‬دون الـــــنص على النوعين اآلخرين ونظرا" لكون الحيازة قرينة على الملكية‬
‫ومحمية قانونا إذا توافرت" شروطها" بكونها "علنــــــية ‪ ،‬هادئة ومستمرة وال لبس فيها" فإنه يجوز للقاضي‬
‫اإلستعجالي الفصل في كل من دعاوى استرداد الحيازة ووقف" األعمال الجديدة دون دعوى منع التعرض‬
‫ألنها تدخل في اختصاص قاضي الموضوع" وليس في اختصاص القاضي اإلستعجالي ‪.‬‬
‫كما درجت محكمة المدية على الفصل في قضايا منع التعرض على أساس أنها دعاوى في‬
‫الموضوع" النزاع فيها جدي ويمس بأصل الحق حيث صدرت عدة أحكام عن القسم العقاري بشأن دعوى‬
‫منع التعرض فصلت في موضوعها" على أساس أنها دعوى عادية ‪. 1‬‬
‫‪ -2‬أ‪ /‬إختصاص القاضي اإلستعجالي بالفصل في دعوى وقف األعمال الجديدة ‪:‬‬
‫هذه الدعوى تتميز عن دعوى منع التعرض في كونها وقائية حيث يرفعها" الحائز ضد الغير الذي‬
‫شرع في أعمال لو تمت ألصبحت تعرضا تاما للحيازة وخالفا" لدعوى منع التعرض فإنه يجوز للقاضي‬
‫اإلستعجالي الفصل في دعاوى وقف" األعمال الجديدة بشرط توافر" عنصر اإلستعجال" ومتى توافرت‬
‫شروط هذه الدعوى في حد ذاتها من كون الحيازة قانونية وأن يقع عليها إعتداء وأن ترفع خالل سنة من‬
‫تاريخ اإلعتداء وأن تكون الحيازة السابقة على اإلعتداء لمدة سنة من تاريخ وقوعه انعقد االختصاص‬
‫لقضاء األمور المستعجلة‪ ،‬وفصل" القاضي االستعجالي في هذه الدعوى يقتصر فقط على األمر بوقف‬
‫هذه األعمال أو اإلذن بإستمرارها دون األمر بإزالتها كون ذلك يمس بأصل الحق ‪ ،‬فإذا تضمن طلب‬
‫الخصم وقف األعمال وإزالتها" فال يمكن للقاضي اإلستعجالي" سوى الفصل في الشق األول من الطلب دون‬
‫الثاني‪.2‬‬
‫‪ -2‬ب ‪ /‬إختصاص القاضي اإلستعجالي بالفصل في دعوى إسترداد الحيازة ‪:‬‬
‫األصل وطبقا للمواد ‪ 817‬وما يليها من القانون المدني فإن دعوى إسترداد الحيازة تدخل في‬
‫إختصاص قاضي الموضوع" غير أن القاضي اإلستعجالي" يختص كذلك بنظر هذه الدعوى متى توافر"‬
‫عنصر اإلستعجال" وشروط" رفع دعوى إسترداد" الحيازة في حد ذاتها والمتمثلة في كون الحيازة قانونية‬
‫"هادئة ‪ ،‬مستمرة ‪ ،‬علنية وال لبس فيها " وأن يقع اعتداء أي وضع لليد على الحيازة ‪ ،‬وأن ترفع خالل‬
‫سنة من وقوع االعتداء وما يميزها هو عدم اشتراط المشرع صراحة في نص المادة ‪ 413‬من قانون‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬القسم العقاري حكم بتاريخ ‪ 24/03/2007‬فهرس رقم ‪ 07/ 628‬مرفق‬
‫‪2‬‬
‫حممد علي راتب املرجع السابق ص‪600‬‬
‫ّ‬
‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫اإلجراءات المدنية أن تكون الحيازة لمدة سنة " ‪...‬فيما عدا دعوى إسترداد" الحيـازة ‪ "...‬فيجوز لرافع‬
‫الدعوى أن يكون قد حازها ألقل من سنة ‪.3‬‬
‫‪ -3‬المسائل المتعلقة باإليجار‪:‬‬
‫يتدخل القاضي اإلستعجالي" في المنازعات المتعلقة باإليجار سواء إيجار المحالت التجارية أو‬
‫المهنية أو السكنية وذلك متى توافر" عنصر اإلستعجال ‪.‬‬
‫‪ -3‬أ‪ /‬طرد شاغل المحل بغير عقد اإليجار ‪:‬‬
‫قد يحصل أن يستولي شخص على محل ما بإستعمال القوة أو بترخيص من المالك في إنتظار‬
‫إبرام عقد إيجار ‪ ،‬ففي كلتا الحالتين يكون القاضي اإلستعجالي" مختصا باألمر بطرد واضع اليد على‬
‫المحل وذلك لكون الشاغل ال يحوز" عقد إيجار كتابي وال يمكنه اإلستشهاد" بعقد شفهي وعنصر" اإلستعجال‬
‫هو الذي يحرك إختصاص قاضي األمور المستعجلة وذلك عمال باألصل العام الوارد في نص المادة ‪183‬‬
‫من قانون اإلجراءات المدنية فإذا ثبت توافر" عنصر اإلستعجال يجب بعدها أن يثبت المدعي أن المدعى‬
‫عليه شاغل للمحل عن طريق" إستعمال العنف أو بدون عقد إيجار كتابي كان أو شفهي فلو إستظهر"‬
‫المدعى عليه بعقد إيجار في مواجهة طلب المدعي فمن البديهي أن يصرح القاضي اإلستعجالي" بعدم‬
‫إختصاصه ويكون كذلك في حالة إفتراض أن المدعــــــــــي يدفع بأن هذا العقد مزور أو غير صحيح ألن‬
‫القاضي اإلستعجالي ملزم بالتقيد بظاهر العقد دون الخوض في مضمونه ‪ ،‬بغض النظر عن حيازة الشاغل‬
‫لعقد اإليجار الذي يترتب عليه إستحالة طرده عن طريق دعوى إستعجالية ‪.‬‬
‫‪ -3‬ب‪ /‬طرد المستأجر بسبب إنتهاء مدة اإليجار‪:‬‬
‫نميز هنا بين إيجار المحالت التجارية التي تخضع ألحكام القانون التجاري واإليجارات األخرى‬
‫سيما إيجار المحالت السكنية أو المهنية التي كانت تخضع للقانون المدني طبقا للمادة ‪ 467‬وما يليها ‪.‬‬
‫‪ -‬المحالت ذات الطابع المهني ‪ :‬ال يختص بنظر منازعاتها القاضي اإلستعجالي وتبقى خاضعة للقانون‬
‫المدني سيما المادة ‪ 514‬التي تمنح لمستأجري هذه المحالت حق البقاء في األمكنة سواء كان عقد‬
‫اإليجار محدد المدة أم ال ‪ ،‬فإنتهاء مدة اإليجار ال يمنح للمؤجر حق طلب طرد المستأجر" من العين‬
‫المؤجرة إذا تمسك المستأجر بحق البقاء ولو عن طريق دعوى في الموضوع" ‪ ،‬ولذلك فإن قاضي" األمور‬
‫المستعجلة ال يكون مختصا للفصل في هذا النزاع ‪.‬‬
‫‪ -‬إيجار األراضي الفالحية ‪ :‬تخضع في األصل ألحكام القانون المدني شأنها شأن المحالت ذات الطابع‬
‫المهني والسكني الفرق األساسي بين النظامين هو أن شاغلي ومستأجري األراضي" ذات الطابع الفالحي ال‬
‫يستفيدون من حق البقاء وتطبق" على عقود إيجار األراضي" الفالحية المادة ‪ 508‬من القانون المدني التي‬
‫تنص على نفس المبدأ ولكنها تضيف" أنه إذا عقد اإليجار دون اتفاق على مدة أو لمدة غير محددة وتعذر‬
‫‪3‬‬
‫حممد براهيمي املرجع السابق ص‪115‬‬
‫ّ‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫إثبات المدة أو كذلك إذا إنتهت المدة المتفق عليها في العقد الكتابي وبقي المستأجر في العين المؤجرة فإنه‬
‫ال ينتهي عقد اإليجار إال بعد توجيه تنبيه باإلخالء وإذا تعلق األمر بإيجار صادر عن من له حق المنفعة‬
‫فإن هذا اإليجار ينقضي حسب المادة ‪ 469‬من القانون المدني بإنقضاء هذا الحق على شرط مراعاة‬
‫القواعد المقررة للتنبيه باإلخالء والمواعيد الالزمة لنقل محصول السنة ‪ ،‬وتبعا لهذا كله فإذا تعلق األمر‬
‫بعقد إيجار أرض زراعية محدد المدة ولم يمدد هذا العقد ال صراحة وال ضمنا يصبح المستأجر ملزما‬
‫بإخالء األماكن فور" إنتهاء المدة المتفق عليها دون حاجة للتنبيه باإلخالء‪ ، 1‬ففي هذه الحالة يحق للمؤجر‬
‫أن يرفع دعواه بطرد" المستأجر إلى القاضي اإلستعجالي" على أساس أن هذا المستأجر أصبح واضع اليد‬
‫على العين المؤجرة دون سند قانوني ومغتصبا ويجب طبعا أن يكون هناك ما يستدعي الفصل في الدعوى‬
‫بصفة مستعجلة أي أن يتوفر" عنصر اإلستعجال كأن يثبت من ظاهر الوقائع والمستندات أن بقاء األراضي‬
‫المستأجرة بين يدي المستأجر" يضر بحقوق المؤجر ‪.‬‬
‫‪ -‬إيجار المحالت ذات الطابع السكني ‪ :‬صدر المرسوم" التشريعي رقم" ‪ 93/03‬المؤرخ في ‪01/03/1993‬‬
‫المتعلق بالنشاط العقاري و الذي ادخل تعديالت جذرية على مبدأ حق البقاء في األمكنة المقرر في ظل‬
‫التشريع المدني القديم و ذلك من أجل تشجيع المالك على إيجار محالتهم المعدة للسكن لكونه ألغى حق‬
‫البقاء حيث نصت المادة ‪ 20‬منه على عدم تطبيق" المواد ‪ 471‬و ما يليها و ‪ 514‬و ما يليها من القانون‬
‫المدني والمتعلقة بحق البقاء في األمكنة على عقود اإليجار ذات االستعمال السكني المبرمة بعد تاريخ‬
‫صدور هذا المرسوم ‪ ،‬و بالتالي إذا انقضت مدة عقد اإليجار سواء تعلق األمر بعقد إيجار أصلي أو مجدد‬
‫فإن المستأجر يكون ملزما بإخالء األماكن و تسليم العين المؤجرة للمؤجر ألن بقاءه فيها يعد غير شرعي‬
‫و بدون سند قانوني ‪ ،‬و بالتالي يجوز للمؤجر إذا توافر" عنصر االستعجال أن يرفع دعوى طرد إلى‬
‫القاضي االستعجالي بشرط أن يقدم بجانب ذلك ما يدل داللة مطلقة على أن مدة اإليجار انقضت ألنه لو‬
‫دفع المستأجر بسريان عقد اإليجار و ظهر ذلك بالفعل من ظاهر العقد حكم القاضي االستعجالي بعدم‬
‫اختصاصه‪.‬‬
‫‪ -‬المحالت ذات الطابع التجاري ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختصاص قاضي األمور المستعجلة في عقود اإليجار المبرمة قبل صدور القانون رقم ‪05/02‬‬
‫المؤرخ في ‪ 06/02/05‬المعدل والمتمم للقانون التجاري ‪:‬‬
‫األصل في عقود إيجار المحالت المعدة لمزاولة نشاط تجاري المبرمة قبل صدور القانون‬
‫‪ 05/02‬المؤرخ في ‪ 06/02/2005‬المعدل والمتمم" للقانون التجاري أن المستأجر يستفيد بحق تجديد‬
‫اإليجار وقد نصت على هذه القاعدة المادة ‪ 172‬من القانون التجاري ولكن ال يكون كذلك إال إذا كانت مدة‬
‫عقد اإليجار المتفق عليها سنتين متتاليتين في حالة وجود عقد إيجار مكتوب أو أربع سنوات متتالية في‬
‫‪1‬‬
‫حممد براهيمي املرجع السابق ص‪67‬‬
‫‪ .‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة املدنية األوىل بتاريخ ‪ 12/06/1991‬ملف رقم ‪ّ 72558‬‬
‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫حالة وجود عقد شفهي بمعنى المستأجر" في هذه الحالة يستفيد بقوة القانون بحق تجديد اإليجار وال يمكن‬
‫طرده عند إنتهاء مدة اإليجار إال بعد منحه تعويضا إستحقاقيا" الذي يسبقه تنبيها باإلخالء عمال بالمادتين‬
‫‪ 173‬و ‪ 176‬من القانون التجاري ‪.‬‬
‫وطبقا لهذه القواعد فإن قاضي" األمور المستعجلة يكون غير مختص لطرد مستأجر" لمحل تجاري‬
‫يستفيد بحق تجديد اإليجار ولكن إذا كان عقد اإليجار" الكتابي المبرم بين الطرفين تقل مدته عن ‪ 24‬شهرا‬
‫أو كان المستأجر" قد شغل المحل بموجب ترخيص شفهي لمدة تقل عن أربع سنوات فإن األمر يختلف‬
‫جذريا إذ أنه وفي هذه الحالة ال يستفيد المستأجر بحق تجديد عقد اإليجار ويكون ملزما باإلخالء عند‬
‫انقضاء مدة العقد دون إنذار وال تعويض ‪ ،‬وفي" هذه الحالة يجوز" للمؤجر رفع دعوى من أجل الطرد أمام‬
‫القاضي اإلستعجالي الذي يفصل فيها وقد ثبتت له المحكمة العليا هذا االختصاص في قرار مبدئي مؤرخ‬
‫في ‪ 13/07/1999‬جاء فيه " إن المستأجر لمحل تجاري" لمدة تقل عن سنتين يعد محتال بدون حق وال سند‬
‫بعد انقضاء مدة العقد وال يحق له المطالبة بتجديد عقد اإليجار ومتى كان كذلك فإن القضاء اإلستعجالي"‬
‫مختص للحكم بالطرد " وفي" هذا القرار المحكمة العليا أسست قرارها على إنتهاء مدة عقد اإليجار دون‬
‫عنصر اإلستعجال" الذي هو شرط أساسي الختصاصه وذلك لكون تقدير هذه المسألة يدخل في السلطة‬
‫التقديرية له وال رقابة عليه من المحكمة العليا‪. 1‬‬
‫‪ -2‬إختصاص قاضي األمور المستعجلة في عقـــــــود اإليجار المبرمة بعد صـــــــدور القانون ‪05/02‬‬
‫المؤرخ في ‪ 06/02/2005‬المعدل والمتمم للقانون التجاري ‪:‬‬
‫أدخل هذا القانون تعديالت جذرية على قاعدة تجديد اإليجار إذ أن عقود إيجار المحالت التجارية‬
‫أصبحت تبرم" لمدة يحددها األطراف" بكل حرية ويلزم" المستأجر بمغادرة األمكنة المستأجرة بانتهاء األجل‬
‫المحدد في العقد دون حاجة إلى توجيه تنبيه باإلخالء ودون تعويض استحقاقي طبقا للمادة ‪ 187‬مكرر من‬
‫القانون ‪ 05/02‬وبالتالي عمال بهذه المادة لو رفض المستأجر" مغادرة المحل إذا انتهت مدة االتجار جاز‬
‫طلب طرده عن طريق القضاء دون تنبيه باإلخالء و ال تعويض استحقاقي إن توافر عنصر االستعجال‪. 2‬‬
‫‪ - 3‬اختصاص القاضي اإلستعجالي لطرد المستأجر بعد إنتهاء عقد التسيير الحر ‪:‬‬
‫لقد أخضع المشرع" الجزائري عقود التسيير الحر ألحكام خاصة تختلف جذريا عن األحكام‬
‫المطبقة على اإليجارات التجارية‪ ،‬إذ فور" انتهاء مدة عقد التسيير" الحر فإن المستأجر المسير يصبح ملزما‬
‫بمغادرة العين المؤجرة تطبيقا للمادة ‪ 203‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫كما استقر قضاء المحكمة العليا على أن إيجار التسيير الحر للمحل التجاري ينتهي بمجرد اإلبالغ‬
‫بنهاية العقد وال يترتب على هذا اإلنهاء أي حق في التعويض للمسير و انه يكفي توجيه رسالة مضمنة من‬

‫الغرفة التجارية و البحرية قرار بتاريخ‪ ،22/09/1998 :‬رقم ‪ ،171664‬حممد براهيمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬ ‫‪1‬‬

‫حممد براهيمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫مالك المحل للمسير دون حاجة إلى تنبيه باإلخالء ‪ ،‬كما أنه ال يمكن اعتبار عقد التسيير الحر بمثابة عقد‬
‫إيجار تجاري مهما طالت مدة بقاء المسير بالمحل التجاري‪ ،‬و عدم تحديد المدة ال يغير من طبيعة العقد ‪.‬‬
‫واإلختصاص في البت في طلبات طرد" المستأجر المسير بسبب إنتهاء مـــــدة عقد التسيير" الحر‬
‫ينعقد مبدئيا للقسم التجاري بالمحكمة ومع ذلك يجوز للمؤجر أن يرفع طلبه إلى قاضــــــــي" األمور‬
‫المستعجلة بشرط" توافر عنصر اإلستعجال وأال تثير مسألة إنقضاء مدة العقد أو صحته منازعة جدية ‪.1‬‬
‫و قد قضت المحكمة العليا أن القاضي االستعجالي يكون مختصا بطرد المستأجر" من محله الذي‬
‫كان يشغله على سبيل التسيير" الحر حتى و أن طعن المستأجر" في صحة مضمون عقد التسيير الحر ‪.‬‬
‫‪ -4‬مسألة البت في دعاوى الحراسة القضائية ‪:‬‬
‫أشارت إلى الحراسة القضائية الفقرة األولى من المادة ‪ 183‬من قانون اإلجراءات المدنية إذ‬
‫نصت " في جميع أحوال اإلستعجال أو عندما يقتضي البت في تدبير الحراسة القضائية أو أي تدبير‬
‫تحفظي آخر ال تسري" عليه نصوص خاصة ‪"....‬‬
‫في هذه المادة يبدو" من الصيغة التي حرر بها نص المادة أنها ميزت بين أحوال اإلستعجال‬
‫وتدابير الحراسة القضائية ولكن الرأي الراجح يأخذ بضرورة توافر عنصر اإلستعجال ليكون هناك مجال‬
‫الختصاص القاضي اإلستعجالي" في مادة الحراسة القضائية ‪ ،‬فإذا أنعدم هذا العنصر" يصبح القاضي‬
‫اإلستعجالي غير مختص ويجب حينئذ رفع دعوى الحراسة القضائية إلى قاضي الموضوع‪ 2‬في غياب‬
‫موقف صريح للمحكمة العليا من هذه المسألة التي لم تشر في قراراتها" إلى وجوب توافر" عنصر‬
‫اإلستعجال وبالتالي يرجع إلى القواعد العامة الختصاص القضاء اإلستعجالي حيث استقر الرأي على قيام‬
‫اختصاص القاضي اإلستعجالي" بنظر دعوى الحراسة القضائية متى توافرت مجموعة من الشروط" تتمثل‬
‫في النزاع ‪ ،‬الخطر ‪ ،‬االستعجال ‪ ،‬عدم المساس بأصل الحق وأن يكون المال المطلوب تعيين الحارس‬
‫عليه قابال ألن تسند إدارته إلى الغير‪ 3‬فالحراسة القضائية هي وضع مال يقوم في شأنه نزاع أو يكون‬
‫الحق المتنازع" فيه غير ثابت ويتهدده خطر عاجل في يد أمينة بحكم القضاء تتواله وتحفظه وتديره وترده‬
‫فيما بعد مع تقديم الحسابات عنه إلى من يثبت له الحق فيه‪. 4‬‬
‫ويشترط" في جميع أحوال الحراسة القضائية أن يكون هناك استعجال الختصاص القاضي‬
‫اإلستعجالي هذا االستعجال الذي يبرره الضرر الواقع الذي يهدد كل صاحب مصلحة من ترك المال تحت‬

‫‪1‬‬
‫حممد براهيمي املرجع السابق ص‪76‬‬‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫د‪ .‬الغوثي بن ملحة القضاء املستعجل وتطبيقاته يف النظام القضائي اجلزائري الطبعة األوىل ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ 2000‬ص ‪99‬‬
‫‪3‬‬
‫حممد علي راتب املرجع السابق ص ‪351‬‬ ‫‪ّ .‬‬
‫‪ 4‬وردت أحكام احلراسة القضائية يف القانون املدين يف املادة ‪ 602‬املأخوذة حرفيا من نص املادة ‪ 1955‬من القانون الفرنسي ولكنّها مل‬
‫تورد تعريف احلراسة القضائية بل استهلت تعريفها من التعريف الذي أورده بشأهنا القانون املدين املصري يف املادة ‪ 729‬منه‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫يد حائزه ومن ثمة فالخطر العاجل هو خطر فوري يهدد مصلحة صاحب الحق ويدفعه إلى وضع المال‬
‫تحت الحراسة ‪.‬‬
‫وتقدير الخطر العاجل يتوقف على ظروف" كل حالة فهو من المسائل المتصلة بالواقع التي تكون‬
‫تحت السلطة التقديرية للقاضي اإلستعجالي" فيختص هذا األخير بنظر طلب الحراسة القضائية بشرط عدم‬
‫المساس بأصل الحق الذي هو موضوع" الدعوى األصلية زيادة على شرط وجود" نزاع جدي على المال‬
‫وتكفي جدية النزاع دون اشتراط أن تكون هناك دعوى مرفوعة أمام القضاء طبقا للمادة ‪ 603‬من القانون‬
‫المدني والمقصود بالمصلحة القائمة أن يكون لرافع الدعوى حق اعتدي عليه أو حصل بخصوصه نزاع‬
‫فيحقق الضرر الذي بشأنه يتم اللجوء إلى القضاء ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اختصاص القاضي اإلستعجالي المستمد من نص صريح في القانون‬


‫قد ينص القانون صراحة على اختصاص القاضي اإلستعجالي بغض النظر عن توافر عنصر‬
‫االستعجال من عدمه حيث في هذه الحالة يفصل في الدعوى انطالقا مما نص عليه المشرع في قانون‬
‫اإلجراءات المدنية أو قوانين خاصة وبذلك يكون قد وفر" المشرع الجزائري على القاضي البحث عن‬
‫عنصر اإلستعجال" في النزاعات التي يفصل فيها بناءا على نص صريح في القانون كما أننا بتفحص هذه‬
‫النزاعات نجد أن المشرع أعطاها إحكاما خاصة بالنظر إلى أهمية الحق أو المال المراد المحافظة عليه أو‬
‫لدواعي األمن أو تحقيق السرعة في نشاط معين ‪.‬‬
‫إذن اختصاص القاضي االستعجالي" في هذه الحالة قد يكون بناءا على نص صريح في القانون‬
‫وهو ما سنراه فيما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬إختصاص القاضي اإلستعجالي الوارد في قانون المدني‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬اإليجار ‪:‬‬
‫إذا تعلق األمر بإيجار فإن المادة ‪ 526‬من القانون المدني تنص على أنه ينقضي حق اإلحتجاج‬
‫بالبقاء في األمكنة على المالك الذي يتمتع بالجنسية الجزائرية إذا عزم على إسترجاع مبناه ليسكنه بنفسه‬
‫أو ليسكن فيه زوجه أو أصوله أو فروعه إذا عرض على المستأجر" أو الشاغل محال صالحا للسكن‬
‫موجودا بنفس البلدة وتتوافر" فيه شروط الوقاية الصحية العادية أو على األقل شروط" المكان المسترد‬
‫وعلى المالك أن يخطر المستأجر" بنيته في إسترجاع محله بموجب عقد غير قضائي أو رسالة موصى"‬
‫عليها طبقا للمادة ‪ 527‬من القانون المدني‪ ‬و إذا رفض المستأجر أو الشاغل في اجل شهر من يوم تبليغه‬
‫بالرسالة الموصى عليها حينئذ للمالك أن يرفع دعوى أمام القاضي االستعجالي" من أجل تعيين خبير‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬الغوثي بن ملحة املرجع السابق ص ‪35‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫يكلف بمهمة إبداء رأيه فيما إذا كانت تتوفر في المحل المعروض الشروط الصحية المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 225‬من القانون المدني مع المالحظة أن هذه اإلجراءات المتعلقة باسترجاع العقار المؤجر من قبل‬
‫المالك تطبق فقط على المحالت المعدة للسكن التي تم ايجارها" قبل تاريخ صدور المرسوم التشريعي" رقم‬
‫‪ 93/03‬المؤرخ في ‪ 01/03/93‬المتعلق بالنشاط العقاري‪ ،‬أما بعد هذا التاريخ فان حق المستأجر" في‬
‫االحتجاج بالبقاء في األماكن المعدة للسكن قد ألغي و أصبح عقد اإليجار" يخضع إلرادة المتعاقدين ‪.‬‬
‫‪ -2‬منح أجل للوفاء ‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 281‬من القانون المدني يجب أن يتم الوفاء فور" ترتيب االلتزام نهائيا في ذمة المدين‬
‫ما لم يوجد" اتفاق أو نص يقضي بغـــــــــير ذلك ‪ ،‬و مع ذلك يجوز" حسب نفس المادة للقضاة نظرا لمركز‬
‫المدين ومراعاة للحالة االقتصادية أن يمنحوا آجاال مالئمة للظروف" دون أن تتجاوز مدة سنة و أن يوقفوا"‬
‫التنفيذ مع إبقاء جميع األمور على حالها ‪ ،‬و تضيف نفس المادة أنه في حالة االستعجال يكون منح اآلجال‬
‫من اختصاص القاضي االستعجالي"‪. 1‬‬
‫‪ -3‬الرهن ‪:‬‬
‫في مجال الرهن الرسمي فان تخلية العقار المرهون يقع بموجب تقرير يقدمه الحائز إلى قلم كتاب‬
‫المحكمة المختصة كما يجوز حسب المادة ‪ 922‬من القانون المدني لمن له المصلحة في التعجيل أن يطلب‬
‫من قاضي األمور المستعجلة تعيين حارس تتخذ في مواجهـــــــته إجراءات نزع الملكية و إذا طلب ذلك‬
‫جاز لهذا القاضي أن يطلب تعيين حارس‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختصاص القاضي االستعجالي العادي ‪ ،‬الوارد في المرسوم رقم ‪ 63/62‬المؤرخ في‬ ‫‪‬‬
‫‪: 18/02/1963‬‬
‫تضمن المرسوم" رقم ‪ 63/65‬المؤرخ في ‪ 18/02/1963‬و المتعلق بخفض بدل اإليجار المعدل‬
‫بموجب المرسوم رقم" ‪ 63/68‬المؤرخ في ‪ 01/03/1963‬نصوصا" تمنح للقاضي االستعجالي" اختصاص‬
‫طرد المستأجر من العين المؤجرة في حالتين هما ترك العين المؤجرة و حالة عدم تسديد بدل اإليجار ‪.‬‬
‫و المالحظ على هذا المرسوم أنه ما زال ساري" المفعول بحيث أن القوانين الالحقة له سيما أحكام‬
‫القانون المدني لم تتضمن نصا خاصا يقضي بإلغاء هذا المرسوم" كما أخذت المحكمة العليا بهذا المنهج‬
‫عندما طرحت أمامها إشكالية هذا المرسوم حيث صدر عن الغرفة االستعجالية بتاريخ ‪ 20/01/1992‬في‬
‫ملف رقم" ‪ " 75603‬من المقرر قانونا ان المادة ‪ 11‬من المرسوم رقم" ‪ 65/ 63‬المؤرخ في ‪18/02/1963‬‬
‫تسمح لرئيس المحكمة بالفصل في القضايا المستعجلة بإصدار أمر بطرد المستأجر من العين المؤجرة‬
‫نتيجة عدم الوفاء باال يجار بعد مضى شهر من تبليغه باإللزام بالدفع ولم يستجب لذلك ‪ ،‬ولما ثبت أن‬
‫حممد براهيمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫قاضي االستعجال قد صرح بعدم اختصاصه فانه يكون قد خرق مقتضيات المرسوم" المذكور مما يستوجب‬
‫نقض القرار المطعون فيه"‪. 1‬‬
‫‪ -1‬الطرد بسبب ترك األمكنة ‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 09‬من المرسوم" رقم ‪ 63/65‬المؤرخ في ‪ 18/02/1963‬فإنه في حالة ترك األمكنة‬
‫المثبت من طرف المحضر القضائي المعين بأمر صادر" عن رئيس المحكمة بمكان تواجد العقار وبعد‬
‫مضي شهر من اإلنذار باحتالل المحل يســقط حق المستأجر أو الشاغل في البقاء في األمكنة ويجوز"‬
‫طرده بموجب أمر استعجالي ‪.‬‬
‫فالمادة ‪ 09‬تجيز طرد المستأجر عن طريق" القضاء االستعجالي ضمن شروط معينة إذ يجب أوال‬
‫إثبات ترك األمكنة بموجب محضر محرر من طرف محضر" قضائي يعينه رئيس المحكمة بموجب أمر‬
‫على ذيل عريضة و ثانيا توجيه إعذار للمستأجر" الحتالل األماكن بقي بدون مفعول لمدة تزيد عن شهر‬
‫واحد وإذا توفرت هذه الشروط جاز اللجوء إلى قاضي األمور" المستعجلة بطلب طرد" المستأجر ‪.‬‬
‫‪ -2‬الطرد بسبب رفض تسديد بدل اإليجار ‪:‬‬
‫حسب نص المادة ‪ 11‬من المرسوم" رقم ‪ 63/65‬المؤرخ في ‪ 18/02/1965‬إذا امتنع المستأجر‬
‫عن دفع بدل اإليجار المتفق عليه أو المحدد قانونا" يفسخ اإليجار الشفوي أو الكتابي بقوة القانون و حينئذ‬
‫وحسب نفس المادة يعد القاضي االستعجالي مختص لألمر بطرد" المستأجر وذلك مهما كان مبلغ بدل‬
‫اإليجار ورغم األحكام المتعلقة بحق البقاء‪ ،‬هذا و اعتبرت المحكمة العليا أن إجراء توجيه إعذار بتسديد‬
‫بدل اإليجار قبل رفع الدعوى االستعجالية هو إجراء جوهري و من النظام العام‪. 2‬‬
‫هذا و نفس المرسوم منح للقاضي االستعجالي سلطة عدم الحكم بطرد" المستأجر إذا قدم هذا‬
‫األخير أسبابا خطيرة و شرعية حسب عبارات المادة ‪ 12‬من الفقرة األولى من المرسوم" ففي هذه الحالة‬
‫يجوز للقاضي منح المستأجر آجاال و لكن دون أن تتعدى ‪ 12‬شهرا ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪: 11/06/1993‬‬ ‫‪‬‬
‫تقدم طلبات تسديد متأخرات اإليجار المحالت المعدة للسكن أو لمزاولة نشاط مهني عادة أمام‬
‫قاضي الموضوع و لكن أقر القرار الوزاري" المشترك المؤرخ في ‪ 01/06/1983‬المتضمن كيفية تطبيق‬
‫المرسوم" رقم ‪ 83/256‬المؤرخ في ‪ 09/04/1983‬المتضمن نظام إيجار المحالت المعدة للسكن أو‬
‫لمزاولة نشاط مهني قاعدة خاصة تمنح لقاضي األمور" المستعجلة اختصاصا" في هذا المجال لكن يجب أن‬
‫تتوافر" بعض الشروط حيث يجب أوال أن يمتنع المستأجر عن تسديد ‪ 03‬أجزاء فأكثر من بدالت اإليجار‬
‫فإذا كان األمر يتعلق بعدم تسديد جزء أو جزأين فقط من اإليجار ال يمكن اللجوء إلى القاضي االستعجالي‪،‬‬
‫‪ 1‬حممد براهيمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪2‬‬
‫حممد براهيمي املرجع السابق ص ‪68‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫و ثانيا أن يوجه للمستأجر إنذار بتسديد" متأخرات بدالت اإليجار بعدها يمكن رفع طلب تسديد متأخرات‬
‫اإليجار إلى القاضي االستعجالي مباشرة بعد تبليغ المستأجر" باإلنذار‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬المحالت التابعة لدواوين الترقية و التسيير العقاري ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫لقد أخضع المشرع" تنظيم العالقات بين المؤجر" و المستأجر" للمحالت المعدة للسكن التابعة‬
‫لدواوين الترقية و التسيير العقاري إلى نظام" تحكمه بعض القواعد الخاصة ‪ ،‬القانون الذي تضمن هذه‬
‫األحكام الخاصة هو أصال المرسوم" رقم ‪ 76/147‬المؤرخ في ‪ 23/10/1976‬المتضمن تنظيم العالقات‬
‫بين المؤجر و المستأجر" لمحل معد للسكن و تابع لمكاتب الترقية و التسيير العقاري‪. 1‬‬
‫هذا المرسوم" ثبت المبدأ الوارد في المادة ‪ 514‬من القانون المدني المتعلق بحق البقاء إذ نصت‬
‫المادة ‪ 11‬منه على استفادة المستأجر من حق البقاء باألمكنة و إلى جانب ذلك أقر صراحة اختصاص‬
‫القاضي االستعجالي للبت في طلب طرد المستأجر" من العين المجرة إذا خالف هذا األخير أحكام المرسوم‬
‫المذكور حيث جاء في المادة ‪ 17‬من المرسوم" رقم ‪ 76/147‬ما يلي ‪ " :‬كل مخالفة ألحكام هذا المرسوم‬
‫تؤدي إلى فسخ عقد اإليجار فورا" أو يتعرض المتسبب للطرد الفوري بموجب أمر مستعجل مع عدم‬
‫اإلخالل باإلجراءات األخرى المناسبة التي ترى المصلحة المؤجرة لزوما في اتخاذها ‪.‬‬
‫هذا و يكون قاضي األمور" المستعجلة مختصا ال فقط عندما يخل المستأجر بااللتزامات المحددة‬
‫في المرسوم رقم" ‪ 76/147‬السالف الذكر عمال بالمادة ‪ 17‬بل أجاز هذا المرسوم" تدخل نفس القاضي إذا‬
‫كان شاغل السكن قد احتل األمكنة دون سند و ال صفة ‪.‬‬
‫و إلى جانب التخلف عن تسديد بدل اإليجار الذي ورد صراحة في نصي المادتين ‪ 17‬و ‪ 29‬فان‬
‫إخالل المستأجر بأي التزام منصوص عليه في هذا المرسوم يترتب عليه كذلك فسخ عقد اإليجار بقوة‬
‫القانون و طرد" المستأجر عن طريق" القضاء المستعجل ومن جملة هذه االلتزامات أن يشغل المستأجر‬
‫األمكنة لسكناه بصفة أصلية و شخصية وكذلك ألعضاء عائلته الذين يعيشون عادة تحت سقف منزله و أال‬
‫يباشر في األمكنة أي نشاط تجاري" أو صناعي أو أية مهنة أخرى دون ترخيص صريح مكتوب من‬
‫المصلحة المؤجرة و أن يحترم جميع أحكام النظم الداخلية للعمارة و كذلك التعليمات التي ترى المصلحة‬
‫المؤجرة وضعها من اجل المنفعة العامة ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬النزاعات الفردية في العمل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫في مجال النزاعات الفردية في العمل إذا حصل اتفاق بين العامل و المستخدم أثناء محاولة الصلح‬
‫أمام مكتب المصالحة فان هذا األخير يحرر محضرا بالمصالحة على ذلك و هذا عمال بالمادة ‪ 31‬من‬
‫القانون ‪ 90/04‬المؤرخ ‪ 06/02/1990‬المتعلق بتسوية النزاعات الفردية في العمل و لكن قد يحصل أن‬

‫‪11‬‬
‫جريدة رمسية رقم ‪ 12‬بتاريخ‪ 09/02/77‬حممد براهيمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪26‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫يرفض أحد الطرفين تنفيذ اتفاق المصالحة ففي هذه الحالة فان المادة ‪ 34‬من القانون رقم ‪ 90/04‬المؤرخ‬
‫‪ 06/02/1990‬نصت على أنه في حالة عدم تنفيذ اتفاق المصالحة من قبل أحد األطراف وفقا للشروط"‬
‫واآلجال المحددة في المادة ‪ 33‬من هذا القانون يأمر رئيس المحكمة الفاصلة في المسائل اإلجتماعية‬
‫والملتمس بعريضة من أجل التنفيذ في أول جلسة و مع استدعاء المدعى عليه نظاميا ‪ ،‬التنفيذ المعجل‬
‫لمحضر المصالحة اختصاص القضاء المستعجل حتى و لو لم يرد صراحة في نص المادة ‪ 33‬فانه يستنتج‬
‫أوال من صيغة هذا النص التي منحت االختصاص ال للمحكمة االجتماعية بتشكيلتها الجماعية الخاصة بل‬
‫لرئيس المحكمة االجتماعية بمفرده و ثانيا من أن الدعوى يفصل فيها بأمر و ليس بموجب حكم كذلك‬
‫مصطلح أمر و عريضة فال يفهم منه أن تنفيذ اتفاق المصالحة يتخذ بموجب أمر على ذيل عريضة أي عن‬
‫طريق أمر والئي و لكن يتخذ بموجب أمر استعجالي" ‪ ،‬إضافة إلى أن المادة نصت بأن األمر يكون‬
‫مشموال بغرامة تهديدية يومية و القاضي االستعجالي وحده له صالحية الحكم بالغرامة التهديدية‪.1‬‬
‫سادسا ‪ :‬في القانون التجاري‬ ‫‪‬‬
‫تضمن القانون التجاري" مجموعة من األحكام التي تنص على اختصاص القاضي االستعجالي"‬
‫والمواد التي تستدعي تدخله بنص صريح و قد تتعلق باإليجار أو بالشركات" التجارية او باإلفالس‪. 2‬‬
‫ففي المنازعات حول المحالت التجارية و فيما يتعلق بدفع ثمن بيع المحل التجاري فانه حسب‬
‫المادة ‪ 90‬من القانون التجاري يجب على كل حائز للثمن الذي تم به بيع محل تجاري" أن يقوم بتوزيعه في‬
‫ظرف ثالثة أشهر من تاريخ عقد البيع و إذا طرأ إشكال حول دفع الثمن فان القانون أجاز تدخل القاضي‬
‫االستعجالي في حالة ‪ :‬ما إذا لم يوزع الثمن الذي تم به بيع المحل التجاري" بعد مضي ثالثة أشهر‬
‫المنصوص عليها بالمادة ‪ 09/01‬التي جاء فيها أن الطرف" الذي يهمه التعجيل أن يرفع" دعوى مستعجلة‬
‫أمام رئيس المحكمة التي يقع المحل التجاري في دائرة اختصاصها و عندئذ يجوز لهذا القاضي األمر‬
‫بإيداع الثمن في مصلحة الودائع و األمانات أو تعيين حارس موزع" ‪ ،‬كما أنه قد تحصل أن ترفع معارضة‬
‫في دفع ثمن بيع المحل التجاري ففي هذه الحالة يتدخل القاضي االستعجالي إلصدار" أمر بإذن البائع بقبض‬
‫هذا الثمن و في رهن المحل التجاري طبقا لنص المادة ‪ 126‬يجوز" للبائع و للدائن المرتهن و المقيد دينهما‬
‫على المحل التجاري أن يحصال على أمر ببيع المحل الذي يضمن الرهن وذلك بعد ثالثين يوما من اإلنذار‬
‫بالدفع المبلغ للمدين و الحائز من الغير إذا كان له محل و الباقي بدون جدوى" فإذا قرر البائع أو الدائن‬
‫المرتهن مباشرة إجراءات بيع المحل التجاري بالمزاد العلني الستيفاء حقوقه يجب عليه حينئذ إتباع‬
‫األشكال و اإلجراءات الواردة في المادة ‪ 127‬من القانون التجاري و إذا اعتبر من له مصلحة أن‬

‫حممد براهيمي املرجع السابق ص ‪31‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ 2‬د‪ .‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫إجراءات البيع السابقة لمرسي المزاد هي إجراءات باطلة جاز له رفع المسألة إلى قاضي األمور"‬
‫المستعجلة للمكان التابع للدائرة التي يجري فيها استغالل المحل التجاري ‪.‬‬
‫و في منازعات اإلفالس و التسوية القضائية يفصل مبدئيا بموجب أحكام صادرة عن قاضي‬
‫الموضوع" ‪ ،‬و مع ذلك فلقد أجازت المادة ‪ 221‬من القانون التجاري تدخل القاضي االستعجالي" إذا كان‬
‫التدبير المطلوب هو اتخاذ إجراء من إجراءات التحقيق لتبقي جميع المعلومات عن وضعية المدين‬
‫واألمثلة كثيرة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تمييز اختصاص القاضي االستعجالى عن اختصاص رئيس الجهة القضائية‬
‫نصت المادة ‪ 183‬من قانون اإلجراءات المدنية في فقرتها" األولى على أنه"في جميع حاالت‬
‫االستعجال أو في أي إجراء تحفظي أو فان الطلب يرفع إلى رئيس الجهة القضائية من الدرجة األولى‬
‫وكذلك األمر في حالة إشكاالت التنفيذ "‬
‫يبدو من ظاهر النص أن المشرع خول االختصاص في القضاء المستعجل إلى رئيس الجهة‬
‫القضائية بمقتضى أوامر استعجاليه في منازعات ال تحتمل التأخير للفصل فيها أو اتخاذ تدابير وقائية‬
‫وتحفظيه لو قام بخصوصها نزاع مستقبال وهو المبدأ العام باعتباره رئيس الفرع االستعجالى"‪.1‬‬
‫غير انه من الناحية النظامية والعملية في المحاكم قد يكون رئيس المحكمة هو الذي يتولى الفصل‬
‫في الدعاوى المستعجلة بموجب أوامر استعجالية وقد" يقوم بانتداب قاضى" من قضاة نفس المحكمة ليقوم‬
‫مقامه بالنظر فيها مادامت هناك منازعة قائمة‬
‫غير انه يختص لوحده كرئيس للجهة القضائية باتخاذ تدابير" مؤقتة ووقائية لدرء الخطر المتوقع"‬
‫مستقبال تماما كما هو منصوص عليه في قانون اإلجراءات المدنية وهو ما يميز اختصاص رئيس‬
‫المحكمة باتخاذ تدابير استعجالية ووقتيه حتى عند عدم وجود منازعة عن اختصاص القاضي االستعجالى"‬
‫بإصدار أوامر استعجالية لذلك نتناول دور" رئيس المحكمة في اتخاذ تدابير مستعجلة في حالة عدم وجود‬
‫منازعة ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اتخاذ تدابير استعجالية‬


‫الطلبات االستعجالية التي ترفع إلى رئيس الجهة القضائية عديدة ومتنوعة إلى جانب أن‬
‫النصوص الواردة في القانون تخول االختصاص إلى رئيس الجهة القضائية متى توافر" عنصر االستعجال‬
‫وعرض عليه الطلب باتخاذ تدبير سريع ومؤقت زمن هذه التدابير نذكر‪.‬‬

‫د‪ .‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫أوال ‪ :‬تسليم نسخة تنفيذية ثانية للحكم‬ ‫‪‬‬


‫باإلطالع على نص المادة ‪ 322‬من قانون اإلجراءات المدنية ‪ ،‬نفهم منه أنه ال يجوز أن تسلم إال‬
‫نسخة تنفيذية واحدة للحكم الصادر" عن الجهة المرفوع أمامها هذا الطلب غير أنه يجوز" لمن تسلمها‬
‫وضاعت منه أن يحصل على نسخة ثانية لتنفيذ الحكم الصادر لمصلحته بعد تقديم طلب إلى رئيس الجهة‬
‫القضائية بموجب عريضة مع إستدعاء كل أطراف هذا الحكم بمعنى آخر الطلب يقدم إلى رئيس المحكمة‬
‫الذي يصدر" أمرا حسب األشكال المطبقة في مجال القضاء المستعجل‪.1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬توقيع الحجز‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 1‬الحجز التحفظي‪:‬‬
‫حسب تعريف المادة ‪ 345‬من قانون اإلجراءات المدنية يقصد به وضع أموال المدين المنقولة‬
‫تحت تصرف القضاء ومنع المدين من التصرف" فيها إضرارا بدائنه ‪ ،‬والحجز التحفظي الذي يتخذ في‬
‫حالة الضرورة يصدر عن طريق" أمر على ذيل العريضة غير أن المحكمة العليا أقرت بإمكانية أن يكون‬
‫ذلك عن طريق" أمر صادر" عن القضاء اإلستعجالي" مادام ال يوجد أي نص قانوني" يمنع ذلك ومادام حق‬
‫دفاع المحجوز عليه مضمونا‪ 2‬يتسم هذا اإلجراء في كال األمرين بالطابع المؤقت ‪.‬‬
‫وبعد صدور" األمر بالحجز التحفظي يجوز للمحجوز" عليه إن إستظهر وسائل جدية أن يطلب من‬
‫القاضي اإلستعجالي استصدار" أمر برفع الحجز التحفظي أو تخفيض قيمته أو تحديد أثره ولكن في هذه‬
‫الحالة المادة ‪ 351‬من قانون اإلجراءات المدنية تستوجب إيداع لدى القائم بالتنفيذ وهو المحضر القضائي‬
‫حاليا مبالغ كافية لضمان أصل الدين المحجوز" من أجل المصاريف ‪.‬‬
‫‪ - 2‬حجز ما للمدين لدى الغير ‪:‬‬
‫أجاز المشرع للمدين في المادة ‪365‬من قانون اإلجراءات المدنية أن يحصل من القاضي‬
‫اإلستعجالي على إذن بإستيفاء ماله من مبالغ من الغير المحجوز" لديه على أن يودع بكتابة ضبط المحكمة‬
‫المبلغ الذي يقدره القاضي لضمان ما يحتمل من الدعاوى ومصاريف" الحجز ‪.‬‬
‫والسلطة المخولة للقاضي اإلستعجالي في هذا المجال تثير بعض اإلشكاالت في الحالة التي تكون‬
‫دعوى صحة التقرير أو دعوى تثبيت الحجز مطروحة أمام قاضي الموضوع تطبيقا ألحكام المادتين‬
‫‪350‬و ‪ 360‬من قانون اإلجراءات المدنية حيث يطرح التساؤل حول مدى بقاء القاضي اإلستعجالي‬
‫مختـــــــــصا للبت في طلب تحديد أثر الحجز أم ينتفي إختصاصه بمجرد رفع دعوى تثبيت الحجز أو‬
‫دعوى صحة التقرير ؟ حسب بعض الفقهاء ‪ ،‬يجوز له تخفيض آثار حجز ما للمدين لدى الغير دون أن‬
‫تشمل حالة رفع الحجز التي تخضع لشروط" أخرى‪.‬‬
‫‪ .‬حممد براهيمي املرجع السابق ص ‪06‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .‬احملكمة العليا الغرفة املدنية الثانية بتاريخ ‪ 27/04/1983‬ملف رقم ‪31624‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫و نص المادة ‪ 365‬هو نص عام يشمل كل الحاالت سواء تعلق األمر بدين بمقتضى سند رسمي‬
‫أو عرفي أو حتى بدون سند يجوز للقاضي تحديد وتقدير مبلغ الضمان الذي يجب تقديمه دون أن يتقيد في‬
‫ذلك بتصريحات" أو مزاعم الدائن حول مبلغ الدين‪.‬‬
‫و لكن إذا قضى بحجز ما للمدين لدى الغير بمقتضى سند رسمي فهو ما لم يستقر القـــضاء على‬
‫إيجاد حل شامل له و حسب رأي األستاذ محمد براهيمي" أمام سند رسمي ال يطعن فيه بالتزوير"‬
‫يجــــــــــب على القاضي االستعجالي االرتكاز" على هذا السند لتحديد مدى الضمان الذي يجـــــــب تقديمه‬
‫من قبل المدين و إال ارتكب القاضي تعسفا في السلطة مع إلحاق ضرر قد يكون جسميا للدائن‪. 1‬‬
‫‪ - 3‬الحجز على المنقول ‪:‬‬
‫هو الحجز الذي يجيز للدائن بيع المنقوالت المادية لمدينة بغرض استيفاء دينه و يتم الحجز‬
‫بموجب حكم أو سند تنفيذي و لذلك فان اإلشكاالت التي تطرأ في هذا المجال تدخل بطبيعتها في‬
‫اختصاص القاضي االستعجالي" تطبيقا للمادة ‪ 183‬من قانون اإلجراءات المدنية و من جهة أخرى المادة‬
‫‪ 377‬تنص صراحة على اختصاص قاضي" األمور المستعجلة اذا رفعت منازعة من قبل الغير حول ملكية‬
‫المنقوالت المحجوزة ‪.‬‬
‫‪ - 4‬الحجز االستحقاقي ‪:‬‬
‫حسب نص المادة ‪ 440‬من قانون اإلجراءات المدنية فان القاضي االستعجالي يختص بنظر‬
‫اإلشكاالت المتعلقة بالحجز االستحقاقي لذي يعرف على انه اإلجراء المباشر الذي يباشره شخص يزعم‬
‫أن له حق الملكية أو الحيازة القانونية أو الرهن على منقول يملكه الغير و يضع هذا الشيء تحت يد العدالة‬
‫إلى حين الفصل في الحق الذي يطالب به المحجوز له ‪.‬‬
‫فعندما يقضي بالحجز االستحقاقي" الذي يتخذ بموجب أمر على ذيل عريضة ككل المحجوزات‬
‫طبقا للمادة ‪ 441‬الفقرة األولى من قانون اإلجراءات المدنية قد يعترض المحضر" القضائي" إشكاالت أو‬
‫حواجز حينما يشرع في إجراءات الحجز كأن يعارض الغير الموجود" لديه المنقوالت إجراءات الحجز‬
‫فعندئذ يتدخل القاضي االستعجالي تطبيقا لنص المادة ‪ 440‬الذي يصدر أمر بترخيص الحجز أو منعه فإذا‬
‫تعنت الغير في موقفه المعارض جاز للمحضر القضائي مباشرة التنفيذ الجبري عن طريق" فتح األبواب‬
‫باالستعانة بالقوة العمومية بناءا على تسخير من النيابة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تحديد إلكراه البدني‬ ‫‪‬‬

‫حممد ابراهيمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.198‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫دقق قانون اإلجراءات المدنية القواعد التي يخضع لها اإلكراه البدني و هذا في المواد من ‪407‬‬
‫إلى ‪ 412‬حيث نصت المادة ‪ 407‬منه على جواز تنفيذ األحكام و األوامر الحائزة لقوة الشيء المقضي به‬
‫في المواد التجارية و قروض النقود بطريق اإلكراه البدني ‪.‬‬
‫غير أن اإلشكال الذي طرح بهذا الصدد هو تناقض هذه المادة مع المادة ‪ 11‬من العهد الدولي‬
‫لحقوق اإلنسان المدنية و السياسية الذي انضمت إليه الجزائر‪ ،‬هذه المادة التي تقضي بعدم جواز سجن أحد‬
‫بسبب عجزه عن تنفيذ التزام تعاقدي‪.1‬‬
‫فطبقا للمادة ‪ 132‬من دستور ‪ 1996‬فان المعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية تسمو‬
‫على القانون و بالتالي هل تطبق المادة ‪ 11‬لكون الجزائر انضمت إلى العهد الدولي لحقوق اإلنسان المدنية‬
‫و السياسية أم المادة ‪ 407‬من قانون اإلجراءات المدنية ؟‬
‫في الواقع العملي القضاء كرس المادة ‪ 11‬و بالتالي ال يكون تنفيذ األحكام بطريق اإلكراه البدني‬
‫إال في المواد الجزائية طبقا للمادتين ‪600‬و‪ 602‬لما يقضي بالغرامة و المصاريف القضائية ورد ما يلزم‬
‫رده و التعويضات ففي هذه الحالة إذا نازع المحكوم" عليه باإلكراه البدني المقبوض عليه في صحة أو‬
‫قانونية إيقافه فان المادة ‪ 607‬من قانون اإلجراءات الجزائية نصت على أن المحكوم عليه يقدم إلى رئيس‬
‫المحكمة التي يقع بدائرتها" محل القبض عليه أو حبسه و الذي يفصل في النزاع على وجه االستعجال‬
‫ويكون أمره واجب التنفيذ رغم االستئناف" ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬إجراءات التحقيق‬ ‫‪‬‬
‫جاء في نص المادة ‪ 187‬من قانون اإلجراءات المدنية انه يجوز لرئيس الهيئة المختصة بالقضاء‬
‫المستعجل باتفاق الخصوم أن يأمر باتخاذ إجراء من إجراءات التحقيق يكون ضروريا للفصل في نزاع‬
‫يحتمل حصوله ‪.‬‬
‫في هذا النص خرج المشرع عن المبادئ" التقليدية المطبقة على الدعاوى القضائية إذ أنه أجاز‬
‫‪2‬‬
‫تدخل القاضي االستعجالي" التخاذ إجراء من إجراءات التحقيق وذلك في نزاع محتمل‬
‫و إذا كانت المادة ‪ 187‬تشترط اتفاق الخصوم لقبول الدعوى و ال تتطلب توافر عنصر االستعجال‬
‫فانه حسب رأي األستاذ محمد براهيمي الصيغة التي حرر بها هذا النص تشكل عائقا أمام تطور هذا النوع‬
‫من الدعاوى المستعجلة البالغة األهمية ألنه في الواقع نادرا ما يقع اتفاق بين الخصوم" لذلك يستحسن‬
‫حينئذ إعادة النظر في صيغة هذه المادة و السماح للقاضي االستعجالي باتخاذ" التدابير المذكورة إذا وجد‬

‫‪ 1‬انضمت اجلزائر إىل العهد الدويل حلقوق اإلنسان املدنية والسياسية مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 89/67‬املؤرخ يف‬
‫‪ 16/05/1989‬جريدة رمسية رقم ‪ 20‬بتاريخ ‪. 17/05/1987‬‬
‫‪ 2‬األصل حىّت تقبل ال ّدعوى أمام القضاء يشرتط أن تكون للم ّدعي مصلحة حالة و قائمة طبقا للمادة ‪ 459‬ق إ م فاملصلحة احملتملة ال‬
‫تكفي لتأسيس ال ّدعوى القضائية ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫سبب شرعي دون اشتراط اتفاق الخصوم ‪ ،‬كون إجراءات التحقيق المتخذة من قبل قاضي األمور"‬
‫المستعجلة ال سيما منها الخبرة غالبا ما يلجأ إليها بصفتها عوارض للخصومة المستعجلة األصلية ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬إشكاالت التنفيذ‬ ‫‪‬‬
‫األصل في إجراءات التنفيذ أنها تسير سيرا عاديا و منتظما إلى غاية استنفاذ آخر اإلجراء طالما‬
‫أن الحكم أو السند فصل في جميع الدفوع سواء قانونية أو غيرها غير انه قد تطرأ إلى عوارض‬
‫وإشكاالت تؤثر سلبا على السر العادي لهذه اإلجراءات و تحسبا لهذه االحتماالت تدخل المشرع" و نظم‬
‫طريقة حلها ‪.‬‬
‫حيث نص في المادة ‪ 183‬من قانون اإلجراءات المدنية على اختصاص رئيس المحكمة بالفصل‬
‫في إشكاالت التنفيذ المتعلقة بسند تنفيذي أو أمر أو حكم أو قرار‪.1‬‬
‫و تعرف إشكاالت التنفيذ على أنها عقبات قانونية تعترض سير التنفيذ فهي منازعات تطرح‬
‫بصددها خصومة قضائية على القضاء ليصدر حكما فيها و هي ليست بعقبات مادية يقصد بها منع التنفيذ‬
‫كإغالق األبواب او إبداء مقاومة عند دخول المحضر لتوقيع الحجز ‪ ،‬فهذه سبيل تذليلها يكون باستعمال‬
‫القوة العمومية بل هي عقبات قانونية تعترض التنفيذ ‪ ،‬و مثال اإلشكال التنفيذي ادعاء المدين عدم إعالنه‬
‫بالسند التنفيذي ‪ ،‬و التنفيذ بموجب حكم غير حائز لقوة التنفيذ كما لو كان ابتدائيا غير مشمول بالتنفيذ‬
‫المعجل ‪ ...‬ففي مثل هذه الحاالت أجاز القانون تدخل القضاء االستعجالي للفصل في المنازعة بصفة مؤقتة‬
‫ودون المساس بأصل الحق ‪.‬‬
‫و قد نشأ جدال في الفقه حول ما إذا كان توافر" ركن االستعجال ضروريا أم ال لتدخل القاضي‬
‫االستعجالي و استقر الفقهاء أخيرا على أن ركن االستعجال" ليس شرطا الختصاص القاضي االستعجالي‬
‫في مجال إشكاالت التنفيذ ‪ ،‬أما في تشريعنا" و حسب رأي األستاذ محمد براهيمي فان الصيغة التي حررت‬
‫بها المادة ‪ 183‬من قانون اإلجراءات المدنية توحي بان المشرع أراد منح االختصاص للقاضي‬
‫االستعجالي للفصل في إشكاالت التنفيذ دون استلزام توفر" ركن االستعجال إذ أن هذه المادة تشير إلى‬
‫حالتين متميزتين هما ‪ ":‬جميع حاالت االستعجال و عندما يتعلق األمر بالبت مؤقتا" في إشكاالت التنفيذ"‪.‬‬
‫فالمشرع" استوجب توفر ركن االستعجال في الحالة األولى و لم يتكلم عنه في الحالة الثانية و ما‬
‫يدعم هذا الطرح هو أن اإلشكال الذي يعترض تنفيذ سند تنفيذي يتسم دائما بالطابع االستعجالي" و قد نهجت‬
‫المحكمة العليا هذا الطرح ذ اعتبرت أن إشكاالت التنفيذ هي من المسائل المستعجلة بقوة القانون‪.2‬‬
‫وبالتالي نستعرض فيما يلي أنواع السندات التنفيذية و اإلشكاالت التي قد تطرح بخصوصها‬
‫‪ -1‬السندات و األحكام التي يستوجب تنفيذها تدخل القضاء االستعجالي ‪:‬‬
‫‪.‬الندوة الوطنية للقضاء االستعجايل مديرية الشؤون املدنية والديوان الوطين لألشغال الرتبوية ‪1995‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫حممد براهيمي املرجع السابق ص ‪142‬‬
‫‪.‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة املدنية الثانية بتاريخ ‪ 22/12/1982‬ملف رقم ‪ّ 28862‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫نصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 183‬من قانون اإلجراءات المدنية على البت مؤقتا في إشكاالت‬
‫التنفيذ المتعلقة بسند تنفيذي أو أمر أو حكم أو قرار‪...‬بمعنى" هذا النص هو عام و شامل لجميع اإلشكاالت‬
‫التي قد تطرأ أثناء التنفيذ سواء تعلق األمر بعقد توثيقي أو أمر أو حكم قضائي أو حكم أجنبي ‪.‬‬
‫أ‪ /‬العقود التوثيقية ‪:‬‬
‫تصدر هذه العقود عن الموثق المختص بضبط و توثيق هذا العقد كعقد البيع أو اإليجار أو العارية‬
‫أو القرض أو غير ذلك من العقود المتخذة في حدود اختصاصه فتعتبر" سندات تنفيذية يمكن لحاملها تنفيذها‬
‫دونما حاجة إلى استصدار حكم قضائي‪ ،‬بشرط أن يكون ذلك العقد التوثيقي ممهورا بالصيغة التنفيذية‬
‫وهذا تطبيقا للمادة ‪ 320‬من قانون اإلجراءات المدنية ‪ ،‬فإن أغفل عن وضع الصيغة التنفيذية على السند‬
‫الرسمي ال تكون له قوة التنفيذ و تبعا لذلك فإذا رفعت دعوى إشكال في تنفيذ عقد توثيقي أمام قاضي‬
‫األمور المستعجلة و تبين فعال أن هذا العقد غير ممهور بالصيغة التنفيذية فانه يقضي بوقف" التنفيذ‪،‬كما‬
‫يجب أيضا أن يتضمن العقد التوثيقي بنودا تقبل التنفيذ الجبري أي التزام محقق الوجود و معين المقدار‬
‫وحال األداء كأن يتضمن العقد االلتزام بدفع مبلغ مالي أما إذا تضمن مجرد تقرير مركز أو إنشاءه بغير‬
‫التزام الطرف اآلخر بشيء ما ال يكون لهذا العقد قوة التنفيذ و بالتالي اإلشكال فيه ال يكون مقبوال‪.1‬‬
‫هذا و السندات التنفيذية اإلدارية المتعلقة بضمان تحصيل الديون العمومية اإلدارة تتمتع فيها‬
‫بامتياز إنشاء سندات تنفيذية تعفيها من اللجوء إلى القضاء الستصدار سند رسمي ضد المدينين و توجد‬
‫عدة أصناف من السندات التنفيذية فضلنا التطرق" إليها و إلى إشكاالتها" في الفصل الثاني الخاص‬
‫باالختصاص النوعي للقاضي االستعجالي" اإلداري ‪.‬‬
‫ب‪ /‬األحكام ‪:‬‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 183‬من قانون اإلجراءات المدنية شملت كال من الحكم و األمر والقرار ‪،‬‬
‫فإشكاالت التنفيذ قد تتعلق بحكم صادر عن المحاكم أو حتى عن المحكمين و كذا األحكام األجنبية التي‬
‫قضي بتنفيذها من إحدى جهات القضاء الجزائرية و القرارات الصادرة عن المجالس القضائية و كذا‬
‫الصادرة عن المحكمة العليا ‪ ،‬كما أن اإلشكال قد يخص تنفيذ أمر استعجالي أو أمر على ذيل عريضة ‪.‬‬
‫ب ‪ /1-‬أحكام المحاكم ‪ :‬اإلشكاالت المتعلقة بتنفيذ أحكام المحاكم تدخل في اختصاص القاضي االستعجالي"‬
‫و لكن يجب أن تتوفر" على مجموعة من الشروط" وهي‪ :‬أن يتعلق األمر بحكم يتضمن إدانة المحكوم" عليه‬
‫مدين للمحكوم له و قد يتضمن موضوع الدين دفع مبلغ مالي أو أداء عمل أو امتناع عن عمل‪.‬‬
‫أما إذا تعلق بحكم مقرر أو منشئ فال يكون سندا تنفيذيا بل أن يكون الحكم قد حاز قوة الشيء‬
‫المقضي به أي أن يكون حكما نهائيا أو مشموال بالنفاذ المعجل‪ ،‬و الحكم المشمول بالنفاذ المعجل يكون‬
‫قابال للتنفيذ و لو كان ابتدائي قابال للطعن فيه باالستئناف أو المعارضة ‪ ،‬و لذلك فإذا رفع اإلشكال إلى‬
‫‪1‬‬
‫حممد براهيمي املرجع السابق ص ‪145‬‬
‫‪ّ .‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫القاضي االستعجالي و كان موضوع اإلشكال ينصب على ما إذا كان االستئناف" أو المعارضة المرفوع"‬
‫ضد حكم مشمول بالنفاذ المعجل بوقف" إجراءات التنفيذ التي شرع فيها المحضر القضائي أم ال أي هل أن‬
‫الحكم المستشكل" فيه يفقد صفة السند التنفيذي أم ال فان قاضي األمور المستعجلة يقضي في هذا اإلشكال‬
‫باالستمرار" في التنفيذ إذا كان المستشكل هو الدائن و يقضي برفض الطلب إذا كان المستشكل هو المدين‬
‫وأخيرا يشترط" أن يكون الحكم ممهورا" بالصيغة التنفيذية طبقا للمادة ‪ 320‬فإذا رفع إشكال في التنفيذ إلى‬
‫قاضي األمور" المستعجلة و كانت المسألة تدور حول قانونية إجراءات التنفيذ التي باشرها" المحضر‬
‫القضائي بموجب حكم يدعي انه غير ممهور" بالصيغة التنفيذية فان القاضي يفحص هذا اإلشكال من ظاهر‬
‫المستندات فإذا تبين له أن الحكم فعال غير مهور" بالصيغة التنفيذية فانه يقضي بوقف التنفيذ‪.1‬‬
‫و بخصوص النفاذ المعجل فهناك إشكال تطرحه المادة ‪ 40‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫بخصوص الكفالة حيث جاء في نص المادة انه يمكن أن يحكم القاضي بالنفاذ المعجل بكفالة و اإلشكاالت‬
‫التي قد تطرأ في هذا الشأن ال تقتصر فقط على مسألة ما إذا كانت الكفالة الزمة التنفيذ أم ال كان يدعي‬
‫المحكوم له أن التنفيذ المعجل الذي باشره هو بال كفالة و يدعي المحكوم" عليه بعكس ذلك أي أن التنفيذ‬
‫المعجل يكون بشرط إيداع كفالة ‪ ،‬بل هذه اإلشكاالت تمتد إلى أكثر من ذلك كأن يدور" النزاع حول‬
‫إجراءات و طرق" تقديم الكفالة أو الكفيل ‪.‬‬
‫فإذا حكم بالنفاذ المعجل بكفالة و تبين أن المحكوم" له لم يدفعها جاز المحكوم عليه إن يرفع إشكاال‬
‫في التنفيذ أمام قاضي األمور" المستعجلة هذا األخير الذي يقضي بوقف التنفيذ متى رأى من ظاهر‬
‫المستندات تخلف هذا الشرط ‪ ،‬وقد" استقر قضاء المحكمة العليا على انه ال يجوز في دعوى اإلشكال‬
‫التعرض لتفسير الحكم‪.2‬‬
‫ب ‪ / 2-‬األحكام األجنبية ‪ :‬تدخل في اختصاص القاضي االستعجالي اإلشكاالت المتعلقة بتنفيذ األحكام‬
‫األجنبية إذا كانت قابلة للتنفيذ في الجزائر‪ ،‬و لكن حسب المادة ‪ 325‬من قانون اإلجراءات المدنية ‪ ،‬فانه‬
‫كي يصبح الحكم األجنبي نافذا في األراضي" الجزائرية يجب أن يصدر" القضاء الجزائري أمرا بتنفيذه ففي‬
‫غياب أمر التنفيذ ال يكون للحكم األجنبي أي قوة تنفيذية أي ال يعتبر حينئذ سندا تنفيذيا‪ ،‬و بالتالي إذا طرح‬
‫إشكال في تنفيذ حكم أجنبي أمام القاضي االستعجالي و تبين للقاضي أن هذا الحكم ال يحمل أمر تنفيذ‬
‫صادر من القضاء الجزائري" طبقا للمادة ‪ 325‬من قانون اإلجراءات المدنية فانه يقضي بوقف التنفيذ ‪.‬‬
‫هذا و تجدر اإلشارة بخصوص االختصاص المحلي في تنفيذ حكم أجنبي إلى المادة ‪ 08‬من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية التي تمنح االختصاص في مجال الحكم األجنبي إلى المحكمة المنعقدة في مقر‬

‫‪ 1‬حممد براهيمي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.170‬‬


‫‪2‬‬
‫حممد براهيمي املرجع السابق ص ‪152‬‬
‫قرار احملكمة العليا الغرفة االستعجالية قرار بتاريخ ‪ 15/06/85‬ملف رقم ‪ّ 36907‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫المجلس القضائي حيث يجب على الطالب تقديم نسخة رسمية من الحكم الملتمس متابعة تنفيذه في الجزائر‬
‫و يكون الحكم الصادر" في طلب التنفيذ قابال للطعن ضمن الشروط العادية‪.1‬‬
‫ب ‪/ 3 -‬أحكام المحكمين ‪ :‬دقق قانون اإلجراءات المدنية القواعد و اإلجراءات التي يخضع لها التحكيم‬
‫ويعتبر قرار" المحكمين بمثابة حكم قضائي" و ينتج كل اآلثار على انه كذلك ‪ ،‬باستثناء القوة التنفيذية و عليه‬
‫فطبقا للمادتين ‪452‬و ‪ 453‬من قانون اإلجراءات المدنية ال يكون حكم التحكيم قابال للتنفيذ إال بأمر من‬
‫رئيس المحكمة و يصدر" هذا األمر بالتنفيذ بذيل أو بهامش حكم التحكيم و يتضمن اإلذن بتسليم نسخة‬
‫رسمية منه ممهورة بالصيغة التنفيذية ‪.‬‬
‫فإذا وضع حكم التحكيم حيز التنفيذ فرفع المحكوم عليه إشكاال إلى القاضي االستعجالي و كان هذا‬
‫اإلشكال مأخوذا من بطالن هذا الحكم ألحد األسباب سالفة الذكر فان القاضي إذا تبين له من ظاهر‬
‫المستندات جدية الطلب فهو يقضي مؤقتا" بوقف التنفيذ‪.‬‬
‫‪3‬ـ‪ /‬القرارات ‪ :‬نصت المادة ‪ 183‬من قانون اإلجراءات المدنية صراحة على اإلشكال في تنفيذ قرار‬
‫ومعنى القرار هنا هو القرار الصادر عن المجلس القضائي أو مجلس الدولة أو حتى المحكمة العليا‪.2‬‬
‫هذا و قد نصت المادة ‪ 109‬من قانون اإلجراءات المدنية على انه " إذا الغي الحكم برمته فيعود‬
‫تنفيذه بالنسبة للخصوم" أنفسهم إلى الجهة االستئنافية بمعنى المجلس القضائي "غير انه استقر القضاء على‬
‫أن هذا النص ال ينزع للقاضي االستعجالي" التابع للمحكمة اختصاصه بالبت في إشكاالت تنفيذ قرار في‬
‫إطار المادة ‪ 183‬من قانون اإلجراءات المدنية ‪.‬‬
‫هذا و قد فضلنا" دراسة اإلشكاالت في تنفيذ قرارات القضاء اإلداري في الفصل الثاني المخصص‬
‫الختصاص القاضي االستعجالي" اإلداري عند حديثنا عن اختصاص القاضي االستعجالي في دعوى وقف‬
‫تنفيذ قرار" إداري ‪.‬‬
‫ج‪ /‬األوامر على ذيل عريضة ‪:‬‬
‫أشارت المادة ‪ 183‬الفقرة الثانية صراحة إلى "األمر" و هذا إلى جانب الحكم و القرار عمال‬
‫بالمادة ‪ 172‬الفقرة األولى التي نصت " الطلبات التي يكون الغرض منها استصدار أمر بإثبات الحالة أو‬
‫باإلنذار أو باتخاذ إجراء مستعجل آخر في أي موضوع" كان دون مساس بحقوق األطراف" تقدم إلى رئيس‬
‫الجهة القضائية الذي يصدر" أمره بشأنها ‪ ،‬فإذا اصدر الرئيس أمرا على عريضة في إطار المادة ‪ 172‬قد‬
‫يحصل أن يتعرض المحضر القضائي أثناء تنفيذه لهذا األمر إلى إشكال كأن يتعرض له شخص على‬
‫مواصلة التنفيذ بداعي أن التدبير المأمور به يسبب له أضرار" و لتسوية هذا النزاع يرفع إلى قاضي‬

‫حممد براهيمي املرجع السابق ص ‪154‬‬


‫‪1‬‬
‫ّ‬
‫‪ 2‬فقرار احملكمة العليا يعترب سندا تنفيذيا بالنسبة للمصاريف أو الغرامة أو التعويض الذي حيكم به على سبيل التعسف يف الضعف طبقا‬
‫للمادتني ‪270‬و‪ 271‬من قانون اإلجراءات املدنية ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫اإلشكاالت في التنفيذ الذي هو القاضي االستعجالي طبقا للمادة ‪ 183‬من قانون اإلجراءات المدنية ليفصل‬
‫فيه‪.‬‬
‫‪ -2‬إشكاالت المادة ‪ 183‬من قانون اإلجراءات المدنية ‪:‬‬
‫بعد عرض أنواع السندات و األحكام التي قد تستوجب في تنفيذها تدخل القاضي االستعجالي"‬
‫سنتعرض إلى بعض الحاالت التطبيقية التي ترفع بشأنها إشكاالت التنفيذ إلى القاضي االستعجالي ‪.‬‬
‫أ‪ /‬اإلشكاالت العامة ‪:‬‬
‫أ ‪ /1 -‬لوفاء بالدين ‪ :‬عند شروع المحضر القضائي في تنفيذ الحكم المتضمن إلزام المحكوم عليه بدفع‬
‫مبلغ من المال قد يدفع هذا األخير بأنه أو في بالدين المطالب به‪ ،‬حينئذ يرفع" اإلشكال إلى قاضي األمور‬
‫المستعجلة الذي يفحص جدية هذا الدفع فإذا تبين لقاضي األمور المستعجلة أن الدين المحكوم به قد سدد‬
‫فعال من قبل المدين يقضي بوقف التنفيذ و إذا ظهر له عكس ذلك قضى" باستمراره ‪.‬‬
‫و يجب إثبات واقعة الوفاء بسند صحيح فإذا كانت الوثيقة المقدمة إلى قاضي" األمور المستعجلة‬
‫مشكوك فيها فانه يستبعدها" و يأمر بمواصلة التنفيذ ‪.‬‬
‫و في حالة تـضامن المدينين فمن حق الدائن المحكوم له مطالبة أي من هؤالء بكامل الدين فإذا‬
‫رفع المدين بالتضامن إشكاال إلى قاضي" األمور المستعجلة و كان سبب اإلشكال مأخوذا من عدم تبرير‬
‫مطالبته بتسديد" كل الدين مقام باقي المدنيين بالتضامن فعلى القاضـــي استبعاد دفعه و األمر بمواصلة‬
‫التنفيذ ألنه عمال بالمادة ‪ 232‬من القانون لمدني يجوز للدائن مطالبة المدينين المتضامنين مجتمعين أو‬
‫منفردين ‪.1‬‬
‫و حتى يكون الدفع بالوفاء بالدين مقبوال ال يرتب عليه وقف" لتنفيذ يجب أن يتم الوفاء بين أيدي‬
‫الدائن المحكوم له أو لوكيله فإذا تم التسديد لشخص آخر فان الدفع بالوفاء يكون غير مؤسس و ال يمكن‬
‫التمسك به أمام القاضي االستعجالي للحصول على وقف" التنفيذ ‪.‬‬
‫أ ‪ /2 -‬المقاصة‪ :‬قد يدفع المدين المنفذ عليه أمام القاضي االستعجالي بحصول مقاصة بين الدين محل‬
‫التنفيذ و بين دين مستحق له في ذمة طالب التنفيذ ‪ ،‬و هنا يتعلق األمر بالمقاصة القانونية و ليس‬
‫القضائية‪ 2‬وهنا يجوز للقاضي االستعجالي فحص هذا الدفع المحتج به و األمر بوقف التنفيذ إذا كانت‬
‫المقاصة صحيحة وتكون كذلك بتوافر" الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 297‬و ما يليها من القانون‬
‫المدني وهي أن يكون موضوع كال الدينين نقودا أو مثليات متحدة النوع و الجودة و كل منهما ثابت وخالي‬

‫‪1‬‬
‫حممد براهيمي املرجع السابق ص ‪177‬‬
‫‪ .‬قرار احملكمة العليا الغرفة املدنية بتاريخ ‪ 30/03/1989‬ملف رقم ‪ّ 26320‬‬
‫‪ 2‬املقاصة هي وسيلة قانونية جتيز انقضاء دينني متقابلني يف ذمة شخصني دائنني ومدينني بعضهما البعض مبقدار أصغر منهما مثال أ مدين‬
‫لـ ب مببلغ ‪ 5000‬دينار و ب مدين لـ أ مببلغ ‪ 10000‬دينار فعن طريق املقاصة يبقى ب وحده مدين لـ أ مببلغ ‪ 5000‬دينار‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫من النزاع و مستحق األداء صالح للمطالبة به قضائيا فإذا لم يتوفر شرط" من هذه الشروط" وجب األمر‬
‫باستمرار" التنفيذ ‪.‬‬
‫هذه المقاصة التي يمكن أن يدفع بها المدين هي المقاصة القانونية المنصوص عليها في القانون‬
‫المدني أما المقاصة القضائية التي نص عليها قانون اإلجراءات المدنية فال يمكن في أي حال من األحوال‬
‫التمسك بها أمام قاضي األمور" المستعجلة ‪ ،‬وذلك لكون هذه المسألة تمس بالموضوع‪.‬‬
‫و إذا كان المدينون متضامنين و حصلت مقاصة بالنسبة ألحدهم فيجوز" للباقين التمسك بها بالنسبة‬
‫لنصيب هذا األخير عند التنفيذ عليهم بكامل الدين‪.1‬‬
‫أ ‪ / 3-‬التجديد ‪ :‬هو العملية القانونية التي يتفق بموجبها األطراف" على استبدال االلتزام األصلي بالتزام"‬
‫جديد و يخضع التجديد ألحكام المواد من ‪287‬الى ‪ 293‬من القانون المدني و شروطه ثالثة هي إنشاء‬
‫التزام جديد ‪ ،‬انقضاء االلتزام األصلي ونية التجديد ‪ ،‬و يتغير االلتزام أما بتغير موضوع" االلتزام و أما‬
‫بتغير في شخص الدائن أو المدين طبقا للمادة ‪ 287‬من القانون المدني وهو ال يفترض بل يجب االتفاق‬
‫عليه صراحة أو استخالصه بوضوح" من الظروف طبقا للمادة ‪ 289‬و يترتب عليه انقضاء االلتزام‬
‫األصلي و توابعه و لكن طبقا للمادة ‪ 288‬من القانون المدني ال يتم التجديد إال إذا كان االلتزامين القديم‬
‫والجديد قد خال كل منهما من أسباب البطالن و استبدال االلتزام األصلي بالتزام جديد يستتبع انقضاء األول‬
‫بكل توابعه و إنشاء التزام جديد مكانه طبقا للمادة ‪ 291‬ومن ثمة إذا رفع إشكال إلى القاضي االستعجالي‬
‫بقصد وقف" التنفيذ و أسس هذا الطلب على أن االلتزام محل التنفيذ قد انقضى بموجب التجديد و إذا تبين‬
‫للقاضي من ظاهر المستندات أن هذا الدفع مبرر فانه يقضي مؤقتا" بوقف التنفيذ و أما إذا تبين له عكس‬
‫ذلك فانه يأمر باستمراره‪.‬‬
‫أ ‪ /4 -‬إتحاد الذمة ‪ :‬طبقا لمادة ‪ 304‬من القانون المدني فإنه إذا اجتمعت في شخص واحد صفة الدائن‬
‫والمدين بالنسبة إلى دين واحد ‪ ،‬انقضى هذا الدين بالقدر الذي اتحدت فيه الذمة ‪ ،‬فإتحاد الذمة هو إذا سبب‬
‫من أسباب انقضاء االلتزام ولذا فإذا رفع المنفذ ضده إشكاال في التنفيذ على أساس انقضاء الدين محل‬
‫التنفيذ بإتحاد الذمة فإنه يجوز للقاضي اإلستعجالي إذا تبين له جدية هذا الدفع من ظاهر المستندات أن يأمر‬
‫بوقف التنفيذ وإما إذا تبين له خالف ذلك قضى باإلستمرار" في التنفيذ والفرضية المثلى إلتحاد الذمة هي‬
‫الحالة التي يصبح فيها أحدا أطراف اإللتزام وإرثا" لآلخر ‪ ،‬وهكذا إذا أقرض األب المتوفى ألحد أبنائه‬
‫مبلغا من المال فإن دين المستعير ينقضي بمقدار الحصة التي ترجع له من التركة وكذلك إذا حكم على‬
‫مستأجر بإخالء المحل الذي يشغله ثم أصبح بعدها مالكا للعمارة التي يوجد بها هذا المحل فيجوز له رفع‬
‫اإلشكال أمام القاضي اإلستعجالي وطلب وقف" التنفيذ ‪.‬‬
‫ب‪ /‬اإلشكاالت التي قد يثيرها الغير ‪:‬‬
‫‪.1004‬‬ ‫حممد علي راتب املرجع السابق ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫المبدأ أن األحكام كالعقود لها أثر نسبي بمعنى ال تفيد وال تلزم غير أطرافها" ومع ذلك قد يتعدى‬
‫أثر التنـفيذ إلى شخص لم يــــــــكن طرفا في الحكم أو العقد الرسمي" المطلوب تنفيذه من طرف" المدين ‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة إذا زعم الغير أن طالب التنفيذ يرغب في التنفيذ على أموال ملك له فإنه يمكنه رفع اإلشكال‬
‫إلى القاضي اإلستعجالي وطلب وقف" التنفيذ فإذا تبين للقاضي أن المستشكل هو فعال من فئة الغير وأن‬
‫اإلشكال المقدم من طرفه جدي وأن اإلستمرار في التنفيذ سيلحق" أضرارا بحقوق هذا الغير المثبتة‬
‫بمستندات قاطعة فإنه يأمر بوقف التنفيذ وأما إذا ظهر له أن إعتراض الغير ال يرتكز على وسائل جدية‬
‫فإنه يأمر بإستمرار" التنفيذ ‪.‬‬
‫ج‪ /‬اإلشكاالت المتعلقة بطرق التنفيذ المختلفة ‪:‬‬
‫تتعلق هذه اإلشكاالت بإجراءات الحجز بمختلف أنواعها ‪:‬‬
‫ج ‪ /1-‬الحجز التحفظي ‪ :‬تناوله المشـرع الجزائري" بالتنظيم في المواد من ‪ 345‬إلى ‪ 354‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية وتشترك الحجوز التحفظية بكل أنواعها في إنها إجراء وقائي" يلجأ إليه الدائن لضمان‬
‫إستيفاء دينه من المدعي وتستوجب صدور" أمر على ذيل عريضة من رئيس المحكمة وغاية هذا الحجز‬
‫هو وضع أموال المدين المنقولة تحت تصرف" القضاء إذ أنه ال يقع على عقار بل على منقول مادي كما‬
‫أنه ال يرمي إلى بيع هذا المنقول بل فقط إلى المنع من التصرف" فيه ‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 346‬من قانون اإلجراءات المدنية في الفقرة الثالثة على أن األمر بالحجز‬
‫التحفظي ينفذ بموجب مسودة ويرجع إلى القاضي فيما قد يثار من إشكاالت في تنفيذه وبالتالي إذا طرأ‬
‫إشكال في تنفيذه فإن المشرع" وطبقا للمادة ‪ 183‬الفقرة الثانية والمادة ‪ 172‬الفقرة الثانية منح صراحة‬
‫للقاضي اإلستعجالي النظر في إشكاالت األمر على عريضة و يدخل ضمنه‪:‬‬
‫‪ ‬الحجز على منقوالت المدين المتنقل ‪ :‬هو نوع من أنواع الحجز التحفظي الذي يمكن الدائن‬
‫وبإذن من القاضي من مباشــرة الحجز على المنـقوالت الموجودة في المنطـقة التي يقيم فيها‬
‫والمملوكة لمدينه المتنقل الذي يقيم في منطقة أخرى ويجوز" للدائن مباشرة هذا النوع من الحجز‬
‫سواء كان بحوزته سند أم ال ويقع الترخيص بالحجز بموجب أمر على ذيل العريضة يصدره‬
‫رئيس المحكمة للمكان الذي توجد به األموال المطلوب حجزها وما دام هذا الحجز يتم بأمر على‬
‫ذيل عريضة فإنه يجوز لقاضي األمور المستعجلة المرفوع إليه اإلشكال إعادة النظر في‬
‫الترخيص الذي سبق وأن قام بمنحه بموجب األمر على العريضة وأن يبطل جميع آثاره بما فيها‬
‫إجراءات تنفيذه‪.‬‬
‫‪ ‬الحجز اإلستحقاقي ‪ :‬يباشر" ممن لهم حق الملكية أو حق عيني على منقول ‪ ،‬وبصفة عامة ممن‬
‫لهم حق التتبع على منقول فغايته ليست بيع األموال المحجوزة بغرض إستيفاء الحاجز لدينه كما‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫هو الشأن بالنسبة للحجوز التحفظية األخرى بل غايته إعادة المنقول إلى الشخص الذي يدعي أن‬
‫له عليه إمتياز أو حق ملكية وقد نص عليه القانون في المادتين ‪ 440‬و ‪ 441‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية هذا الحجز يختص بإشكاالته القاضي اإلستعجالي" ‪ ،‬على أنه ال يجوز له نظر‬
‫طلب اإلستحقاق إذا تم الحجز فعال على المنقول كون ذلك يمس بأصل الحق كما ال يجوز له‬
‫األمر بمواصلة تنفيذ إجراءات الحجز إذا أثبت المستشكل وجود" دعوى إستحقاق مرفوعة أمام‬
‫قاضي الموضوع وذلك ألن المسألة تمس بحق الملكية وبالتالي" تخرج عن إختصاص القضاء‬
‫اإلستعجالي‪.1‬‬
‫ج ‪ / 2-‬حجز ما للمدين لدى الغير ‪ :‬هو الحجز الذي يوقعه الدائن على ما يكون لمدينه من حقوق في ذمة‬
‫الغير أو منقوالت مادية في حيازة هذا الغير ‪ ،‬فهذا النوع من الحجز ال يقع على عقار ويفترض ثالثة‬
‫أطراف هم الدائن‪ ,‬الحاجز والمدين المحجوز عليه ومدين المدين الذي في حوزته منقوالت المدين وهو‬
‫المحجوز لديه والقانون الجزائري يعرف نوعين من حجز ما للمدين لدى الغير أحدهما تحفظي واآلخر"‬
‫تنفيذي وتطبق على األول أحكام الحجز التحفظي فضال على أحكام المواد ‪ 353‬و ‪ 354‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية ‪ ،‬ويختص القاضي اإلستعجالي في حالة رفع إشكال أمامه بخصوص هذا الحجز مثله‬
‫مثل باقي الحجوز التحفظية ‪.‬‬
‫ج ‪/ 3 -‬الحجز التنفيذي ‪ :‬معناه حجز أموال المدين ووضعها تحت يد القضاء تمهـيدا لبيعـها بغرض‬
‫إستيفاء الدائن لحقه من ثمنها ‪ ,‬وطرق" الحجز التنفيذي كما أوردها قانون اإلجراءات المدنية نوعين‪ :‬حجز‬
‫على المنقول وحجز على العقار‪.‬‬
‫‪ ‬حجز على المنقول‪ :‬يجوز" في هذا النوع من الحجز للدائن بيع المنقوالت المادية لمدينه بغرض‬
‫إستيفاء دينه ويتم هذا الحجز بموجب حكم أو سند تنفيذي ولذلك فإن اإلشكـاالت التي قد تـطرأ في‬
‫هذا المجال تدخل بطبيعتها" في إختصاص قاضي" األمور المسـتعجلة تطـبيقا للمادة ‪ 183‬الفقرة‬
‫الثانية من قانون اإلجراءات المدنية والمادة ‪ 377‬التي نصت صراحة كذلك على إختصاصه إذا‬
‫رفعت منازعة من قبل الغير حول ملكية المنقوالت المحجوزة وبالتالي فهو" المختص مؤقتا سواء‬
‫كان اإلشكال قد أثاره المدين كإدعائه بعدم إستيفاء الحجز لإلجراءات القانونية للمدين أو الدائن أو‬
‫الغير كأن يدعي بملكيته للمنقوالت المحجوز عليها فكلها يفصل فيها القاضي اإلستعجالي" ‪.‬‬
‫‪ ‬الحجز العقاري ‪ :‬قد يكون هو اآلخر محل صعوبات" وإشكاالت تستدعي تدخل القاضي‬
‫اإلستعجالي وقد" نظمه المشرع في المواد من ‪ 379‬إلى ‪ 399‬من قانون اإلجراءات المدنية حيث‬
‫أجاز للدائن الحائز لسند تنفيذي أن يستوفي" دينه عن طريق التنفيذ على عقارات مدينه ولكن ال‬

‫د‪ .‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫يجوز نزع ملكية عقارات المدين إال في حاالت عدم كفاية المنقوالت ‪ ،‬أو عدم وجودها فيبدأ" في‬
‫إجراءات التنفيذ بالحجز" على العقار‪ ,‬وتبدأ إجراءات التنفيذ بصدور" أمر الحجز من القاضي‬
‫اإلستعجالي بموجب أمر على عريضة وهو إجراء جوهري" طبقا للمادة ‪ 379‬الفقرة الثانية من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية بعدها يشرع المحضر في توقيع" الحجز فإذا وقع إشكال في أثناء ذلك‬
‫يرفع إلى القاضي اإلستعجالي للبت فيه كسائر اإلشكاالت في التنفيذ وسواء أثاره المدين في الشكل‬
‫أو الموضوع ملتمسا وقف" التنفيذ كما يختص القاضي اإلستعجالي بالفصل في اإلشكاالت الوقتية‬
‫التي قد تطرأ بعد صدور حكم رسو المزاد يختلف عن العقار المراد إستالمه تنفيذا له وظهر‬
‫للقاضي جدية هذا الدفع فإنه يأمر بوقف التنفيذ مؤقتا إلى حين الفصل في الموضوع" من طرف"‬
‫المحكمة المختصة ‪ ،‬كما يمكن للقاضي اإلستعجالي" إتخاذ كل تدبير من شأنه منع المدين من إلحاق‬
‫أضرار بالعقارات المحجوزة كما يختص القاضي اإلستعجالي" ‪.‬‬
‫بعد صدور حكم رسو المزاد بطرد المحجوز عليه إذا رفض إخالء العقارات رغم تبليغه بذلك ‪،‬‬
‫وإذا إمتنع الراسي عليه المزاد عن تسديد" باقي الثمن بحجة التعرض وأسس ذلك على نص المادة ‪388‬‬
‫الفقرة الثانية من القانون المدني فيختص قاضي األمور" المستعجلة للفصل في هذا اإلشكال‪. 1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬عدم وجود منازعة‬


‫إن الدعوى االستعجالية باعتبارها دعوى قضائية لم ينص القانون على إجراءات خاصة لرفعها"‬
‫وبالتالي تتبع فيها نفس إجراءات الدعوى العادية مادامت هناك منازعة قائمة المصلحة فيها حالة وال‬
‫تحتمل التأخير في الفصل ‪.‬‬
‫وعليه فان القواعد التي تتبع بشأنها هي قواعد بسيطة تبدأ بقيد الدعوى أمام كتابة الضبط وتكليف‬
‫المدعى عليه بالحضور ‪ ،‬فإذا كان االستعجال بسيطا تقدم العريضة إلى كتابة الضبط ليقوم احد موظفيها"‬
‫بقيدها في سجل خاص وتحديد الجلسة وبعد ذلك يتولى تكليف الخصم بالحضور" وفق األوضاع" المقررة‬
‫قانونا في المواد ‪ 22‬وما يليها مع إمكانية تقصير المهل المنصوص عليها في المادتين ‪24‬و‪ 26‬وفقا‬
‫للظروف" "طبقا للمادة ‪ 185‬من قانون اإلجراءات المدنية " وان كان االستعجال من ساعة إلى ساعة تقدم‬
‫العريضة مباشرة إلى القاضي المكلف بنظر القضايا المستعجلة بمقر الجهة القضائية مباشرة وقبل قيدها‬
‫في سجل كتابة الضبط وذلك في غير األيام والساعات المحددة لنظر القضايا العامة ‪.‬‬
‫إذن مهما كان االستعجال بسيط" أو من ساعة إلى ساعة فان االختصاص يكون للقاضي‬
‫االستعجالى مادامت هناك منازعة قضائية ‪.‬‬

‫حممد براهيمي املرجع السابق ص ‪. 178‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫ولكن األمر مختلف في حالة عدم وجود منازعة إذ يرفع الطلب إلى رئيس الجهة القضائية التخاذ‬
‫تدبير مؤقت ريثما يتم رفع الدعوى في الموضوع وذلك باعتبار ه رئيس الفرع االستعجالى ألنه قد يمارس‬
‫مهامه كقاضي استعجالى وقد يتخلى عنها ألحد قضاة المحكمة فيبقي في كل األحوال المختص لوحده دون‬
‫القاضي االستعجالى بالبت بإصدار" أوامر على ذيل عرائض وغيرها من تدابير االستعجال التي توفر"‬
‫الحماية المؤقتة ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االختصاص النوعي للقاضي االستعجالي العادي‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬االختصاص بالفصل في القضايا االستعجالية قد ينعقد لرئيس الجهة القضائية و يمكنه إنابة أي‬
‫واحد من قضاة المحكمة ليحل محله للفصل بموجب أوامر استعجالية في حالة وجود منازعة‪ ،‬أما‬
‫تدابير االستعجال فيختص بالفصل فيها لوحده بموجب أمر على ذيل عريضة‪.‬‬
‫‪ ‬التعديل الجديد لقانون األسرة الجزائري لسنة ‪ 2005‬نص في المادة ‪ 57‬مكرر منه على‬
‫اختصاص القاضي االستعجالي" بمسائل النفقة و الحضانة و الزيارة و المسكن و بالتالي فهذا‬
‫االختصاص ينعقد للقاضي االستعجالي العادي أو القاضي المكلف بشؤون األسرة‪ ،‬إذ يفصل في‬
‫قضايا األحوال الشخصية العادية منها و االستعجالية‪.‬‬
‫‪ ‬هناك مسائل يفصل فيها القاضي االستعجالي" نظرا لكون طبيعة النزاع في ذاتها تتطلب الفصل‬
‫على وجه السرعة‪ ،‬و هناك مسائل نص القانون على اختصاصه بالفصل فيها لكن بعد تثبته من‬
‫توافر الشروط التي نص عليها القانون‪ ،‬باإلضافة إلى توافر عنصر االستعجال‪ ،‬أي في كل‬
‫األحوال عنصر االستعجال يعتبر ضروريا‪".‬‬

‫‪40‬‬

You might also like