You are on page 1of 19

‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬الشروط العامة‬
‫‪ ‬المطمب األول ‪ :‬الشروط الخاصة بأطراف الدعوى‬
‫‪ ‬المطمب الثاني ‪ :‬عريضة افتتاح الدعوى‬
‫‪ ‬المطمب الثالث‪ :‬اختصاص القضائي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الشروط الخاصة لرفع الدعوى‬
‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬التظمم اإلداري المسبق‬
‫‪ ‬المطمب الثاني‪ :‬القرار اإلداري المسبق‬
‫‪ ‬المطمب الثالث ‪ :‬الميعاد‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المراجع‬
‫المقدمة‬
‫في القانون الجزائري‪ ،‬تُعتبر الدعوى اإلدارية أداة حيوية لحماية حقوق المواطنين وضمان تطبيق القانون‬
‫والعدالة في العالقة بين الفرد والسمطة اإلدارية‪ .‬تتطمب رفع وقبول الدعوى اإلدارية االلتزام بمجموعة من‬
‫الشروط التي تضمن جدية المطالب المقدمة وتماشييا مع األصول القانونية‪ .‬يتعين عمى الطالب في‬
‫الدعوى اإلدارية والسمطة القضائية النظر في ىذه الشروط بعناية لضمان تقديم الدعوى بشكل صحيح‬
‫وتحقيق العدالة‪ .‬سنقوم في ىذه المقدمة بتسميط الضوء عمى بعض الشروط األساسية التي يجب توافرىا‬
‫لرفع وقبول الدعوى اإلدارية في القانون الجزائري‪.‬‬
‫وعميو نطرح االشكالية التالية‪ :‬فيما تتمثل شروط رفع وقبول الدعوى ؟‬
‫المبحث األول ‪ :‬الشروط العامة‬
‫إن ىذه اإلجراءات تنتيج في جميع الدعاوى المراد رفعيا أمام القضاء ‪ ،‬أيا كان موضوعيا ‪ ،‬أيا كان‬
‫أطرافيا ‪ ،‬ومنيا كانت الجية القضائية المختصة بنظر النزاع ‪ ،‬أي سواء كانت تابعة ليرم القضاء العادي‬
‫‪ ،‬أو ىرم القضاء اإلداري ‪ ،‬ونقصد بذلك أن ترفع الدعوى من قبل الشخص الذي تتوفر فيو شروط رفع‬
‫الدعوى بصفة عامة وأيضا إختصاص القضائي ‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة رفع الدعوى عن الطريق عريضة‬
‫إفتتاح الدعوى وتبميغيا تبميغا رسميا سميما ‪.‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬الشروط الخاصة بأطراف الدعوى‬
‫ترفع الدعوى من طرف المدعي في الدعوى ‪ ،‬وىو الشخص القانوني الذي يبادر بالمجوء إلى القضاء‬
‫طالبا حقا معينا ‪ ،‬حسب نوع الدعوى اإلدارية ‪ ،‬نصت المادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫وجاءت بعنوان األحكام المشتركة لجميع الجيات القضائية ‪ " :‬ال يجوز ألي شخص التقاضي مالم تكن لو‬
‫صفة ‪ ،‬ولو مصمحة قائمة أو محتممة يقرىا القانون ‪ ،‬يشير القاضي تمقائيا انعدام االذان إذا ما اشترطو‬
‫القانون ‪.1‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬شرط الصفة‬
‫يشترط القانون لقبول الدعوى أن ترفع ىذه األخيرة من طرف صاحب الحق أو المركز القانوني ‪ ،‬فالدعوى‬
‫ال تقبل إال من الشخص الذي يدعى لنفسو حقا أو مركز قانونيا‪ ،‬سواء كان الشخص طبيعي أو معنوي ‪،‬‬
‫قاصر أو راشد‪.‬‬
‫تعريف الصفة ‪ :‬تعرف الصفة لغة عمى أنيا جمع صفات وىي الحال التي يكون عمييا الشئ‪.‬‬
‫أما من الناحية االصطالحية فإننا لم نجد تعريف مباشرة لمصفة القضائية ‪ ،‬غير أن البعض استنبطو ليا‬
‫تعريف من خالل ما تدل عميو ‪ ،‬فيناك من عرفيا بأنيا تعني من لو الحق في الخصومة ‪ ،‬فيي عبارة‬
‫صريحة في أنو يشترط في المخاصم أن يكون ذا صفة بحيث يحق لو الخصومة دون غيره ‪. 3‬‬
‫أما من الناحية القانونية فقد نص المشرع الجزائري عمى الصفة في المادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية و اإلدارية بنصو ‪ " :‬ال يجوز ألي شخص التقاضي مالم تكن لو صفة "‪ ،‬فالصفة ىنا ىي الحق‬
‫في المطالبة أمام القضاء ‪ ،‬بمعنى التمتع بصفة التقاضي أي السند القانوني الذي يمنحو القدرة عمى‬
‫االدعاء ‪.‬‬

‫‪ 1‬مصطفى عبد العزيز الطراونة ‪ ،‬القرائن إلثبات عدم مشروعية القرار المطعون بو‪ ،‬ط ‪ ، 1‬عمان ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ، 2011 ،‬ص‪48‬‬
‫أنواع الصفة ‪ :‬تنقسم الصفة إلى عدة أنواع عمى النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬الصفة لدى المدعى ‪ :‬ينبغي التمييز بين الصفة في الدعوى والصفة في التقاضي‪ ،‬فقد يسجل‬
‫عمى صاحب الصفة في الدعوى مباشرتيا شخصيا بسبب عذر مشروع‪ ،‬في ىذه الحالة القانون‬
‫يخول لو شخص أخر بتمثيمو من الناحية اإلجرائية كأن يحضر المحامي نيابة عن المدعى‪ ،‬وفي‬
‫ىذه الحالة يقع عمى القاضي التأكد ابتداء من صحة التمثيل‪ ،‬ثم يبحث الحقا في مدى توفر‬
‫الصفة لدى صاحب الحق ‪.‬‬
‫‪ -‬الصفة لدى المدعى عميو ‪ :‬إذا كان يشترط توفر عنصر الصفة فى المدعى واال رفضت دعواه‪،‬‬
‫فإنو يشترط أيضا قيام عنصر الصفة لدى المدعى عميو‪ ،‬إذ يشترط أن ترفع ضد ‪:‬‬
‫‪ ‬من يكون معنيا بالخصومة كدعوى العامل ضد رب العمل‪ ،‬أو زوجة ضد‬
‫زوجيا ‪.2‬‬
‫‪ ‬ممن تجوز مقاضاتيم " فال تقبل الدعوى ضد فاقد األىمية "‪.‬‬
‫‪ -‬الصفة غير العادية أو االستثنائية ‪ :‬يجبر القانون صراحة في بعض الحاالت حمول شخص أو‬
‫ىيئة محل صاحب الصفة األصمية في الدعوى‪ ،‬وىذا االستثناء ال يقبل إلى بناء عمى نص‬
‫تشريعي‪.‬‬
‫‪ -‬الصفة اإلجرائية‪ :‬المقصود بالصفة اإلجرائية ىي صالحية الشخص المباشرة اإلجراءات القضائية‬
‫في الدعوى باسم غيره‪ ،‬فقد يستحيل عمى صاحب الصفة في الدعوى مباشرة الدعوى‪ ،‬وفي ىذه‬
‫الحالة يسمح القانون لشخص أخر بتمثيمو في اإلجراءات‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬شرط المصمحة‬
‫إن من أىم شرط لقبول الدعوى ىو المصمحة‪ ،‬حيث يجب أن تكون لممدعى مصمحة في مباشرة دعواه‪،‬‬
‫فيي شرط أساسي لقبول الدعوى ‪.‬تعريف المصمحة تعرف المصمحة من الناحية المغوية عمى أنيا‬
‫المصمحة جمع مصالح وىي الصالح والمنفعة والفائدة ‪.....‬‬
‫أما من الناحية االصطالحية فتعرف عمى أنيا المنفعة التي تعود عمى رافع الدعوى من الحكم لو قضائيا‬
‫عمى طمباتو كميا أو بعضيا‪ ،‬وسبب وجود المصمحة كشرط لقبول الدعوى ىي أن المحاكم لم توجد‬
‫اإلعطاء استشارات قانونية لممتخاصمين‪ ،‬بل البد لممدعى من مصمحة‪ ،‬فمن دون ىذه المصمحة ال يممك‬
‫المدعى ىذا الحق‪ ،‬فالمصمحة ىي الضابط القانوني لضمان جدية الدعوى وعدم خروجيا عن الغاية التي‬

‫محمد الصغير بعمي الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬دار العموم والنشر والتوزيع عنابة ‪ ،2009 ،‬ص‪100‬‬
‫‪2‬‬
‫رسميا القانون ليا‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬ال تقبل دعوى غير الوارث ببطالن الوصية االنعدام المصمحة ‪ ،‬ونجد أن‬
‫المصمحة نص عمييا المشرع الجزائري في المادة ‪ 43‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية السابق‬
‫الذكر‪" :‬ولو مصمحة قائمة أو محتممة يقرىا القانون"‪.‬‬
‫خصائص المصمحة ‪ :‬لقيام المصمحة البد من توافر شروط معينة وىذا ما سنوضحو وفقا لما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون المصمحة مشروعة ‪ :‬ويقدر مشروعيتييا القاضي عند رفع الدعوى أو أثناء الخصومة ‪،‬‬
‫ورغم النص ‪ -‬المادة ‪ - 13‬بعدم جواز إثارة غياب المصمحة من القاضي تمقائيا ‪ ،‬فال يعقل أن‬
‫تقبل الدعوى دفاعا عن مصمحة غير مشروعة قانونا‪ .‬فيكون الفانون سبيل لمخالفة القانون‪.‬‬
‫فالمصمحة القانونية ىي التي يعترف بيا القانون ويحمييا ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون المصمحة قائمة أو محتممة ‪ :‬حسب نص المادة ‪ 43‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية يجب أن تكون المصمحة قائمة أو محتممة‪ ،‬أي أن تكون المصمحة موجودة وقت رفع‬
‫الدعوى‪ ،‬غير أنو يتعين القول أن ىذه المصمحة يجب أن تكون مشروعة‪ ،‬أي محمية قانونا وال‬
‫تخالف النظام العام أو اآلداب العامة ‪ ،‬ونخمص أنيو يجب أن يكون الحق الذي تحميو المصمحة‬
‫موجودا ومستحق األداء أما المصمحة المحتممة فيي التي تستند إلى ضرر أو اعتداء محتمل‬
‫الوقوع‪ ،‬فالفقو والقضاء في بعض الحاالت لم يشترطان الضرر أن يقع فعال وانما اكتفيا باحتمال‬
‫وقوعو إذا كانت ىناك دالالت تثبت إلى ذلك‪.3‬‬
‫‪ -‬أن تكون المصمحة شخصية ومباشرة‪ :‬أي أن يتوفر في المصمحة الطابع الشخصي والمباشر إذ‬
‫ال يمكن التقاضي عندما تكون مصمحة الغير ىي التي تضررت‪ ،‬ومنو فإن المصمحة شرط‬
‫ضروري لقبول الدعوى‪ ،‬وقد تكون المصمحة مادية في حالة المطالبة بدين‪ ،‬وقد تكون المصمحة‬
‫معنوية كالمساس بالشرف‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االذان‬
‫لقد نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 13‬فقرة ‪ 02‬من قانون اإلجراءات المدنية عمى االذان كشرط من‬
‫شروط قبول الدعوى‪ ،‬أي عمى رافع الدعوى أن يتحقق قبل رفع دعواه أنو قام إلى جانب الشروط األخرى‬
‫من مصمحة وصفة باستفاء ىذا الشرط عمى اعتبار أن المشرع منح لمقاضي سمطة إثارتو من تمقاء نفسو‬
‫‪ ،‬وىو ما يدخل ضمن السمطة التقديرية لمقاضي‪.‬‬

‫‪ 3‬عبد الرؤوف ىاشم بسوني ‪ ،‬قرينة الخطأ في مجال مسؤولية اإلدارية ‪ ،‬ط‪.‬د‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ، 2008 ،‬ص‪46‬‬
‫عرف االذان عمى أنو ‪ " :‬الترخيص أو اإلجراء المسبق المشترط قانونا لرفع الدعوى مثل التفويض التظمم‪،‬‬
‫إلى أخره"‪ ،‬بحيث ال تقبل الدعوى إذا لم يتم استفاء االذان في بعض الدعاوى ‪.‬‬
‫ويمنح االذان من قبل قاضي شؤون األسرة بعد تقديم طمب من قبل المعني في شكل طمب االستصدار‬
‫أمر عمى عريضة ‪ ،‬وفقا لممادة ‪ 479‬من ق ‪ ..‬م‪ .‬إ‪ ،‬التي جاء نصيا كالتالي ‪ " :‬يمنح الترخيص المسبق‬
‫المنصوص عميو قانونا والمتعمق ببعض تصرفات الولي‪ ،‬من قبل قاضي " شؤون األسرة ‪ ،‬بموجب أمر‬
‫عمى عريضة"‪.‬‬
‫فميس لمقاصر أو المحجور عميو التقاضي أمام مختمف الجيات القضائية المنازعة تتعمق بأموالو ويطبق‬
‫ومن ثمة في شأنو القواعد المنصوص عمييا في قانون شؤون األسرة استنادا لممادة ‪ 79‬من ق م ‪ ،‬التي‬
‫تنص عمى ما يمي‪ :‬تسري عمى القصر والمحجور عمييم وغيرىم من عديمي األىمية قواعد األىمية‬
‫المنصوص عمييا في مدونة األحوال الشخصية" إلى جانب ذلك فقد حدد المشرع لمولي التصرفات التي‬
‫ينبغي الحصول عمى اذن من القاضي لمقيام بيا ‪.4‬‬
‫الطبيعة القانونية اإلذان ‪ :‬ال يعد اإلذان شرطا لقبول الدعوى فقط بل أيضا شرط لمتصرف في أموال‬
‫القصر‪ ،‬وىو من النظام العام‪ ،‬ويجوز تقديم الدفع بانعدام اإلذان حتى من قبل الطرف الذي باشر‬
‫باإلجراءات دون الحصول عميو كإغفالو مثال ليذا اإلجراء‪ ،‬ويمكن تقدم الدفع حتى أمام المحكمة العميا‬
‫ومرة طالما أنو من النظام العام ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬األىمية‬
‫االىمية ىي الخاصية التي تمكن الشخص طبيعيا أو معنويا من ممارسة حقو في التقاضي ‪ ،‬من خالل‬
‫اكتسابو الشخصية القانونية‪ ،‬ىذه األخيرة‪ ،‬تبدأ بتمام والدتو حيا وتنتيي بموتو ونفرق في ىذا الصدد بين‬
‫أىمية الشخص الطبيعي وأىمية الشخص المعنوي ‪:‬‬
‫‪ -‬أىمية الشخص الطبيعي‪ :‬يكتسب الشخص الطبيعي أىمية التقاضي ببموغو سن الرشد القانوني‬
‫المنصوص عميو في القانون المدني‪ ،‬والمحدد ب ‪ 76‬سنة كاممة‪ ،‬وأن يكون متمتعا بكامل قواه‬
‫العقمية ولم يحجر عميو‪ ،‬وىو ما نصت عميو المادة ‪ 18‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫‪ -‬أىمية الشخص المعنوي تكتسب األشخاص المعنوية أىميتيا بموجب اكتسابيا لمشخصية المعنوية‬
‫و حسب نص المادة ‪ 16‬من القانون المدني‪ ،‬تتمثل األشخاص االعتبارية في كل من الدولة‬
‫الوالية البمدية‪ ،‬المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري الشركات المدنية والتجارية‪ ،‬الجمعيات‬

‫‪ 4‬عبد الرؤوف ىاشم بسوني ‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪48‬‬


‫الوقف‪ ،‬النقابات‪ ،‬وكل مجموعة من أشخاص وأموال يمنحيا القانون الشخصية القانونية‪ ،‬كما‬
‫أشارت المادة ‪ 86‬من القانون العضوي رقم‪ 87-60 :‬المعدل والمتمم األشخاص معنوية أخرى‪،‬‬
‫ويتعمق األمر بكل من الييئات العمومية الوطنية والمنظمات المينية الوطنية‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬عريضة افتتاح الدعوى‬
‫عريضة افتتاح الدعوى‪ ،‬أو ما يسمى بعريضة الدخول في الخصام أمام القضاء‪ ،‬ترفع بموجبيا الدعوى‬
‫بصفة عامة‪ ،‬وىي عبارة عن وثيقة مكتوبة تخطر المحكمة‪ ،‬وتفتتح الدعوى‪ ،‬ويجب أن تكون ىذه‬
‫العريضة موقعة من قبل محام بالنسبة لمدعاوى المرفوعة أمام المحاكم االدارية‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 75‬من‬
‫ق إ م إ التي جاء فييا أنو‪ ..." :‬ترفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية بعريضة موقعة من محام ‪ ،‬خالفا‬
‫لمدعوى المرفوعة أمام المحاكم االبتدائية العادية‪ ،‬حيث يكون توكيل المحامي بشأنيا جوازيا‪ ،‬طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 71‬من ق إ م إ ‪ ،‬التي أجازت رفع الدعوى أمام المحكمة بعريضة مكتوبة‪ ،‬موقعة ومؤرخة تودع‬
‫بأمانة الضبط من قبل المدعى أو وكيمو أو محاميو‪. 5‬‬
‫شكل عريضة افتتاح الدعوى‪ :‬اشترطت المادة ‪ 71‬من ق إ م إ ضرورة رفع الدعوى بموجب عريضة‬
‫مكتوبة‪ ،‬موقعة ومؤرخة‪ ،‬عمما أن المادة ‪ 75‬من ق إ م إ السابقة الذكر‪ ،‬لم تشر إلى شرط التاريخ‪ ،‬بل‬
‫اشترطت التوقيع عمى العريضة فقط من قبل محام‪ ،‬كما أنيا لم تحل عمى نص المادة ‪ 71‬المتعمقة‬
‫بالتوقيع والتاريخ‪ ،‬مما يجعمنا نتساءل‪ :‬ىل إذا رفعت العريضة غير مؤرخة في المادة االدارية‪ ،‬فيل يؤدي‬
‫ذلك إلى بطالن العريضة والى عدم قبول الدعوى شكاال ؟ عمى الرغم من أن ق إ م إ لم يجب عمى ذلك‬
‫ضمن نص المادة ‪ 71‬المذكورة سابقا‪ ،‬إال أن المادة ‪ 176‬أجازت لمقاضي أن يأمر بشطب القضية بسبب‬
‫عدم القيام باإلجراءات الشكمية المنصوص عمييا في القانون‪ ،‬أو التي أمر بيا ‪ ،‬إال أن التطبيق القضائي‪،‬‬
‫وكذلك بعض القانونيين يؤكدون أنو إذا كانت العريضة خالية من التاريخ‪ ،‬فإنو ال يجوز لممدعى عميو أن‬
‫يدفع بعدم القبول شكال أن المادة ‪ 71‬لم تخولو ذلك ‪ ،‬كما فعمت المادة ‪ 75‬فيما يخص بيانات العريضة‬
‫األخرى‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن التاريخ يمكن تداركو باستكمال النقص‪ ،‬ألنو ال يوجد نص بالبطالن أو بعدم‬
‫القبول‪ ،‬وألن اغفال ذلك سيوا أو جيال‪ ،‬ان يؤثر عمى مجرى الدعوى وال عمى موضوعو ‪.‬‬
‫تبميغ عريضة افتتاح الدعوى ‪ :‬يتم تبميغ عريضة افتتاح الدعوى بموجب محضر يعده المحضر‬
‫القضائي‪ ،‬وفقا لنص المادة ‪ 80‬من ق إ م إ ‪ ،‬في فقرتيا الثانية‪ ،‬حيث ورد فييا أنو‪ " :‬يتم التبميغ الرسمي‬
‫لعريضة افتتاح الدعوى عن طريق محضر قضائي ‪...‬‬

‫عبد الوىاب بوضرسة الشروط العامة والخاصة لقبول الدعوى بين النظري و التطبيقي ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2‬دار ىومو ‪ ،‬الجزائر ‪ ،2006 ،‬ص‪66‬‬
‫‪5‬‬
‫أ ‪ -‬بيانات التكميف بالحضور‪ :‬يتوجو المدعى أو ممثمو القانوني بعد تسجيل العريضة إلى المحضر‬
‫القضائي‪ ،‬ليقوم بالبميغ رسميا لممدعى عميو‪ ،‬وذلك بتكميفو بالحضور بموجب وثيقة تسمى "التكميف‬
‫بالحضور "ثم إذا تم التبميغ يحرر المحضر القضائي محض ار بيذا االجراء‪ ،‬يسمى "محضر التبميغ"‪ ،‬و قد‬
‫حددت المادة ‪ 838‬من ق إ م إ بيانات التكميف بالحضور اسم ولقب المحضر القضائي وعنوانو الميني‬
‫وختمو وتوقيعو وتاريخ التبميغ الرسمي وساعتو ‪.‬اسم ولقب المدعى وموطنو اسم ولقب وموطن المكمف‬
‫بالحضور ‪ ،‬تسمية الشخص المعنوي ومقره االجتماعي‪ ،‬وصفة ممثمو القانوني أو االتفاقي تاريخ أول‬
‫جمسة وساعة انعقادىا‪ ،‬عمما أن ىذه المادة خمت من إال شارة إلى الجية القضائية المطموب المثول‬
‫أماميا‪ ،‬وقد بعد استكمال عممية التبميغ يفسر ذلك بكون العريضة كافية الشتماليا عمى ىذا البيان يحرر‬
‫المحضر القضائي محض ار بذلك‪ ،‬يتضمن البيانات المنصوص عمييا في المادة ‪ 19‬من ق إم إ‪ ،‬حيث‬
‫تمثل األربع بيانات األولى نفس البيانات المنصوص عمييا في المادة ‪ 18‬باإلضافة إلى البيانات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬توقيع المبمغ لو عمى المحضر‪ ،‬واالشارة إلى طبيعة الوثيقة المثبتة ليويتو‪ ،‬مع بيان رقميا وتاريخ‬
‫صدورىا‪. 6‬‬
‫‪ -‬تسميم التكميف بالحضور لممبمغ لو باإلضافة إلى نسخة من العريضة مؤشر عمييا من قبل أمين‬
‫الضبط ‪.‬‬
‫‪ -‬االشارة في المحضر إلى رفض استالم التكميف بالحضور‪ ،‬أو استحالة تسميمو‪ ،‬أو استحالة‬
‫التوقيع عميو لبصمة في حالة استحالة التوقيع عمى المحضر ‪.‬‬
‫‪ -‬تنبيو المدعى عميو بأنو في حالة عدم حضوره الجمسة سيصدر حكم ضده بناء عمى ما ‪ -‬قدمو‬
‫المدعى من عناصر ‪ -‬ذكر تاريخ أول جمسة وذكر الساعة ‪.‬‬
‫فمن حق المدعى عميو تحضير نفسو ‪ ،‬إعداد دفاعو ‪ ،‬ومعرفة كل التفاصيل المتعمقة بالدعوى‪.‬‬
‫ب‪ -‬جزاء مخالفة اإلجراءات المتعمقة بالتكميف ‪ :‬حضور الطرفين في الخصومة يعتبر أصال لممحاكمة ‪،‬‬
‫وانعدام طرف يعتبر انعداما لركن من أركانيا ‪ ،‬وأي حكم صادر بغياب المدعى عميو يعتبر منعدما ‪،‬‬
‫ويختمف األثر حال غياب المدعى عميو جمسة المحاكمة بين حالتين ‪:‬‬
‫أ‪ .‬حالة عدم حضور المدعى عميو بإرادتو المنفردة نتيجة لتقاعسو أو عصيانو ‪ ،‬مع صحة التكميف‬
‫بالحضور ‪ ،‬ففي ىذه الحالة تصح الخصومة وما ينتج عنيا من حكم قضائي ‪.‬‬

‫عبد الوىاب بوضرسة ‪،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪68-67‬‬


‫‪6‬‬
‫ب‪ .‬حالة عدم الحضور المدعى عميو نتيجة لعدم وصول التكميف بالحضور إليو لسبب من األسباب ‪،‬‬
‫تكون الخصومة منعدمة وأي حكم صادر عن الخصومة منعدما‪ .‬وبما أن المادتين ‪ 18‬و ‪19‬‬
‫سابقتي الذكر تيدف إلى تحقيق دفع الجيالة عن الخصم ‪ ،‬فإن كل مخالفة لما ىو مقرر ‪ ،‬ينتج‬
‫عنو جواز رفض الدعوى شكال لعدم صحة إجراءات التكميف ‪.‬‬
‫تقييد عريضة افتتاح الدعوى‪ :‬يتمثل تقييد عريضة افتتاح الدعوى اإلدارية في العرائض الجبائية‪ ،‬وقد‬
‫أوجب المشرع شرطا إضافيا خاصا بالعريضة المتعمقة بالدعوى المرفوعة ضد اإلدارة الجبائية‪ ،‬وىو شرط‬
‫دمغ ىذه العريضة المقدمة أول مرة أمام الجيات القضائية اإلدارية ‪ ...‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪821‬‬
‫من ق‪ .‬إ‪ .‬م‪ .‬إعمى‪ :‬تودع العريضة بأمانة ضبط المحكمة اإلدارية مقابل دفع الرسم القضائي ما لم ينص‬
‫القانون عمى خالف ذلك" ‪.‬‬
‫شير عريضة افتتاح الدعوى ‪ :‬يشترط شير العرائض القضائية المنصبة عمى الدعوى ذات الطابع‬
‫العقاري‪ ،‬ميما كانت الجية القضائية التي ترفع أماميا الدعاوى‪ ،‬يجب عمى المدعي القيام بإجراء شير‬
‫عريضة افتتاح الدعاوى أمام غدارة المحافظة العقارية‪ ،‬إلن ىذا الشرط من النظام العام وبالتالي يجب‬
‫عمى القاضي من تمقاء نفسو إثارة القضية في أي مرحمة من مراحل الدعوى ‪ ..‬نصت المادة ‪ 17‬في‬
‫فقرتيا الثالثة من ق‪.‬إ‪.‬م‪ .‬إ عمى‪" :‬يجب إشيار عريضة رفع الدعوى لدى المحافظة العقارية إذا تعمقت‬
‫بعقار أو حق عيني عقاري مشير طبقا لمقانون‪ ،‬وتقديميا في أول جمسة ينادى فييا عمى القضية تحت‬
‫طائمة عدم قبوليا شكال ما لم يثبت إيداعيا لإلشيار ‪.7‬‬
‫إعداد عريضة افتتاح الدعوى االستعجالية في الحالة القصوى ‪:‬تعتبر الدعوى االستعجالية ىي إتخاذ‬
‫تدابير استعجالية لممدعي ولطبيعة الخطر المحدق بالحق‪ ،‬ترفع الدعوى االستعجالية في المادة اإلدارية‬
‫أمام الجيات القضائية‪ ،‬ال يشترط أن تقدم بواسطة محامي نظ ار لطبيعة الدعاوى التي تتطمب الفصل في‬
‫اآلجال القصيرة إذ ال يكفي الوقت عادة لممتقاضي بتوكيل محامي‪ ،‬خاصة وأن القانون لم يشترط ذلك كما‬
‫أن الطابع االستعجالي وضرورة استصدار الحكم‪ ،‬أو أمر يتضمن حال سريعا ومؤقتا يسمح لمخصوم‬
‫التداعي دون االستعانة بمحامي أمام قاضي االستعجال لممادة اإلدارية ‪.‬‬

‫عبد الوىاب بوضرسة ‪،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪70‬‬


‫‪7‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬اختصاص القضائي‬
‫يعني االختصاص صالحية التحقيق والحكم بمقتضى القانون في خصومة معينة ‪ ،‬و مفاد ىذا الشرط أن‬
‫يرفع المدعي دعواه أمام الجية القضائية المختصة نوعيا ومحميا‪ ،‬و القاضي مجبر عمى أن يتحقق من‬
‫أنو فعال مختص لمنظر في النزاع و الفصل فيو كما أن تكييف النزاع ىو من صالحياتو وحده وال يمكنو‬
‫أن يكتفي أو يستند عمى تكييف خاطئ من طرف اإلدارة أو المحامي أو الخواص‪.‬‬
‫و مفاد االختصاص القضائي أيضا أنو ال يجوز لجية القضاء العادي التعرض في أحكاميا صراحة أو‬
‫ضمنا لمقرار اإلداري سواء باإللغاء أو التأويل أو وقف التنفيذ أو التعويض عن األضرار الناشئة عن‬
‫األعمال اإلدارية لدخول ذلك في االختصاص الوالئي لجية القضاء اإلداري دون غيرىا ‪ ...‬إن تحديد‬
‫جيات االختصاص القضائي بالفصل في المنازعات اإلدارية يؤدي إلى تبصير المواطنين بالجية‬
‫القضائية المختصة التي يتوجب عمييم االلتجاء إلييا لتحريك طعونيم القضائية ضد األعمال غير‬
‫المشروعة لمسمطات اإلدارية‪ ،‬وىذا التحديد لالختصاص يؤدي إلى تبيان طبيعة القواعد اإلجرائية الواجب‬
‫إتباعيا في تحريك دعاوى المنازعات اإلدارية‪.8‬‬
‫كذلك االختصاص القضائي ىو الوسيمة التي يمكن سموكيا لموصول إلى اليدف المسطر من وراءه ثم‬
‫التعبير عن نية المشرع الجزائري بإنشاء قاعدة قانونية شممت اإلختصاص النوعي واإلختصاص اإلقميمي‬
‫منا ىذا المطمب إلى كأساسين لإلختصاص القضائي التي يعتمد عمييا القضاء اإلداري وقد قسم ىذا‬
‫المطمب إلى فرعين الفرع األول يتضمن اإلختصاص النوعي أما الفرع الثاني فقد تطرقنا فيو إلى‬
‫اإلختصاص اإلقميمي ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االختصاص النوعي‪ :‬نصت المادة ‪ 36‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ 08/09‬عمى‬
‫أن االختصاص النوعي من النظام العام وتقضي بو الجية القضائية المطروح أماميا النزاع ومن تمقاء‬
‫نفسيا وفي أي مرحمة كانت عمييا القضية‪ ،‬وحكم ىذا النص قد نصت عميو المادة ‪ 93‬من القانون الممفى‬
‫وقد سكت المشرع متعمدا عمى إدراج الفقرة الثانية من المادة ‪ 93‬التي تنص عمى مايمي ‪:‬جميع الحاالت‬
‫األخرى يجب أن يبدى الدفاع بعدم االختصاص قبل أي دفاع أخر" وىنا يظير عيب النص بجعل‬
‫االختصاص من النظام العام‪ ،‬حيث يمكن إثارتو في أي مرحمة كان عمييا النزاع ولو تمقائيا من طرف‬
‫القاضي‪ ،‬ثم يرجع في النياية ويقول يجب إبداؤه قبل أي دفع أخر وكأننا نفيم من العبارة أننا لسنا وفي‬
‫أمام اختصاص يتعمق بالنظام العام‪..‬‬

‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع في المنازعة اإلدارية ‪ ،‬دار الجسور ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‪55‬‬
‫‪8‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االختصاص المحمي (اإلقميمي)‪ :‬بخصوص االختصاص اإلقميمي أو المحمي أحال المشرع‬
‫إلى تطبيق المقتضيات السارية عمى المحاكم العادية‪ ،‬والتي كقاعدة عامة تجعل االختصاص يؤول‬
‫لممحكمة اإلدارية التي يقع في دائرة اختصاصيا موطن المدعي عميو بغض النظر عن نوع ذلك الموطن‬
‫أو موطن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية " أحد المدعى عمييم‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 803‬من يتحدد‬
‫االختصاص اإلقميمي لممحاكم اإلدارية طبقا لممادتين ‪ 37‬و ‪ 38‬من ىذا القانون ‪".‬وأشارت المادة ‪806‬‬
‫من القانون إلى تحديد االختصاص اإلقميمي لممحاكم اإلدارية بواسطة التنظيم‪ ،‬ويعتبر االختصاص‬
‫اإلقميمي من النظام العام مثمو مثل االختصاص النوعي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الشروط الخاصة لرفع الدعوى‬
‫ىناك شروط يجب أن تتوفر لرفع الدعوى ‪ ،‬ذلك أن توفر الشرط في األطراف غير كاف لوحده ‪ ،‬فال بد‬
‫من عناصر أخرى تقوم لتكتمل شروط رفع الدعوى‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬التظمم اإلداري المسبق‬
‫نصت المادة ‪ 830‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى ‪ " :‬يجوز لمشخص المعني بالقرار اإلداري‬
‫‪ ،‬تقديم تظمم إلى الجية اإلدارية مصدرة القرار في األجل المنصوص عميو في المادة ‪ 829‬أعاله‪ ...‬يثبت‬
‫إيداع التظمم أمام الجيات اإلدارية بكل الوسائل المكتوبة ‪ ،‬ويرفع مع العريضة ‪.‬ويتبين من خالل المادة‬
‫توجو المشرع إلى جواز التظمم ‪ ،‬ظير ىذا التوجو أيضا في جممة من النصوص التشريعية الخاصة ‪ ،‬إال‬
‫أن ىذه المرحمة جاءت بعد سمسمة من التطورات التشريعية‪ .‬وفي ما يمي بيان تعريف التظمم وأنواعو‬
‫وتطوره عبر التشريعات المتعاقبة ‪.9‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف التظمم اإلداري‪ :‬تطرح مسألة تعريف التظمم اإلداري المسبق معرفة عناصره وفي ىذا‬
‫الصدد فإن كممة "التظمم اإلداري " تعني الطريقة القانونية أو "الشكوى " أو "الطمب " المرفوع من المتظمم‬
‫لمحصول عمى حقوقو أو لتصحيح وضعيتو ‪.‬‬
‫ىو " طعن ذو طابع إداري محض يوجيو صاحب الشأن إلى اإلدارة المعنية والئية كانت أم رئاسية ‪ ،‬يعبر‬
‫فييا عن عدم رضاه من عمى أو قرار إداري ‪ ،‬ويمتمس من خاللو من جية اإلدارة مراجعة قرارىا‪.‬‬
‫عرف أيضا بأنو‪ " :‬اإلجراء الذي يقوم بو المتظمم أمام جية إدارية لمطالبتيا بمراجعة قرارىا محل التظمم‬
‫أو الحصول عمى تعويض بسبب الضرر الناتج عن نشاطيا قبل المجوء إلى القضاء اإلداري"‪.‬‬

‫‪ 9‬حبيب إبراىيم حمادة الدليمي ‪ ،‬الق اررات اإلدارية القابمة لإلنفصال عن الق اررات اإلدارية ‪ ،‬الطبعة األول ‪ ،‬دار األيام العراق ‪،‬‬
‫‪ ،2016‬ص‪30‬‬
‫وليس لو كأصل عام شكال معينا في موضوعو أو إجراءاتو رغم اجتياد البعض في وضع الحد األدنى من‬
‫البيانات الضرورية واعتباره رسالة مكتوبة بتاريخ‪ ،‬وعنوان‪ ،‬وطابع وموضوع‪ ،‬ومرفقات‪ ،‬إمضاء صاحب‬
‫التظمم ‪ ،‬وتحديد الجية المتظمم إلييا‪ ،‬وىو فرصة إلدارة لمعدول عن قرارىا وعمميا بصورة إرادية ودون‬
‫وساطة القضاء ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أنواع التظمم اإلداري‪ :‬نص قانون اإلجراءات المدنية القديم في المادة ‪ 275‬منو عمى وجود‬
‫نوعين من التظمم وىما التظمم الرئاسي والتظمم الوالئي ‪ ،‬وعرفت كل منيما بقوليا‪" :‬ال تكون الطعون‬
‫بالبطالن مقبولة ما لم يسبقيا الطعن اإلداري التدرجي الذي يرفع أمام السمطة اإلدارية التي تعمل مباشرة‬
‫الجية التي أصدرت القرار‪ ،‬فإن لم توجد فأمام من أصدر القرار نفسو"‪.‬‬
‫أي أن التظمم الرئاسي ىو القاعدة ‪ ،‬والطريق اإلستثنائي ىو التظمم الوالئي حال غياب سمطة رئاسية‬
‫لمجية مصدرة القرار ‪.‬وفي ما يمي بيان نوعي التظمم اإلداري ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التظمم اإلداري الرئاسي‪ :‬ىو التظمم الذي يرفع إلى السمطة التي تعمو من أصدر القرار‪ .‬يثار إشكال‬
‫في ىذا الخصوص وذلك عندما تكون السمطة الرئاسية لمصدر القرار تتضمن عدة درجات‪ ،‬حيث أن‬
‫ىناك من الفقياء من يرون ضرورة رفع التظمم الرئاسي أمام عدة سمطات إدارية بحيث يكون ىناك تدرج‬
‫في التظمم من الدرجة السممية األدنى إلى الدرجة السممية األعمى حتى االنتياء عند السمطة األعمى ‪.‬‬
‫بينما ىناك فريقا آخ ار من الفقياء من يرون ضرورة توجيو التظمم إلى الجية اإلدارية التي تعمو مباشرة‬
‫الجية مصدرة القرار‪ ،‬وليس السمطة الرئاسية األعمى الموجودة في قمة اليرم السممي وال باقي السمطات‬
‫األقل منيا مرتبة‪.10‬‬
‫ثانيا‪ :‬التظمم الوالئي‪ :‬وىو التظمم الذي نصت عميو المادة ‪ 830‬من ق‪/‬ا‪ /‬ما ‪ ،‬فالقاعدة العامة أن يكون‬
‫التظمم رئاسيا‪ ،‬وال يمجأ المتقاضي إلى التظمم الوالئي إال في الحاالت التي ال يكون لمصدر القرار رئيسا‪،‬‬
‫وعميو فالتظمم الوالئي ليس موازيا لمتظمم الرئاسي بل ىو بديال لو في حالة الييئات الجماعية أو تمك التي‬
‫ليس ليا رئيسا لتمتعيا باالستقالل الذاتي‪ ،‬كما ىو الحال بالنسبة لمق اررات الصادرة عن المجالس المجان‪،‬‬
‫رئيس الجميورية والوزراء‪ ،‬فيؤالء جميعا ليس ليم رئيسا‪ ،‬فيم السمطة العميا ‪ ..‬إن ميعاد التظمم اإلداري‬
‫المسبق منصوص عميو في المادة ‪ 830‬من ق‪ /‬ا ‪ /‬م ‪ /‬ا يقدر بأربعة ( ‪ ) 4‬أشير من تاريخ تبميغ أو‬
‫نشر القرار المطعون فيو‪ ،‬عند تقديم التظمم اإلداري المسبق يمكن تصور حالتين‪:‬‬

‫حسام ميني صادق عبد الجواد ‪ ،‬اآلثار اإلجرائية لمحكم القضائي المدني ‪ ،‬ط‪ ،1‬م‪.‬د المركز القومي ‪ ،‬لإلصدارات القانونية ‪ ،2010 ،‬ص‪100‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬حالة رد اإلدارة وحالة سكوتيا ‪ .‬ففي حالة رد الجية اإلدارية خالل األجل الممنوح ليا ‪،‬‬
‫فمممتضرر من القرار ميمة شيرين لرفع دعواه أمام القضاء تسري من تاريخ تبميغ الرفض ‪.‬‬
‫‪ -‬أما في حالة سكوت اإلدارة ‪ :‬في حالة سكوت اإلدارة المتظمم أماميا عن الرد خالل شيرين (‪)02‬‬
‫فيعد سكوتيا ىذا بمثابة قرار بالرفض ويبدأ ميعاد الشيرين ىذا من تاريخ تبميغ التظمم ‪ ،‬وفي ىذه‬
‫الحالة يستفيد المتظمم من أجل شيرين (‪ )02‬لتقديم طعنو القضائي الذي يسري منن تاريخ انتياء‬
‫أجل الشيرين الممنوحين لإلدارة لتقديم ردىا ‪ ،‬إن حساب ميعاد األربعة (‪ )04‬أشير يبدأ كما ىو‬
‫واضح من خالل نص المادتين ‪ 829‬و ‪ 830‬من ق‪ //‬م ال من تاريخ تبميغ أو نشر القرار محل‬
‫الطعن باإللغاء ‪.‬‬
‫إن ميعاد التظمم اإلداري المسبق كميعاد الدعوى من النظام العام يثيره القاضي تمقائيا وفي أي مرحمة‬
‫كانت عميو الدعوى‪ ،‬والسند القانوني في ذلك ىو المادة ‪ 13‬من ق‪/‬ا‪/‬م ‪ /‬التي حمت محل المادة ‪ 13‬من‬
‫قام القديم وىذا حسب اعتقادنا الشخصي ‪.‬‬
‫و في ىذا االتجاه قضت الغرفة اإلدارية لممجمس األعمى بتاريخ ‪ 14‬نوفمبر ‪ 1981‬بما يمي‪ :‬من المقرر‬
‫قانونا‪ ،‬أن الطعن ال يكون مقبوال إذا كان ىذا الطعن قد رفض بقرار ‪ .........‬قضائي من أجل عدم‬
‫القيام برفع الطعن اإلداري المسبق ‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬القرار اإلداري المسبق‬
‫يجد ىذا الشرط أساسو القانوني في المادة ‪ 09‬من القانون العضوي رقم ‪ 0198 :‬المتعمق بمجمس الدولة‬
‫المعدل والمتمم بموجب القانون العضوي رقم ‪ ، 13-11 :‬والمواد ‪ 819 801‬و ‪ 901‬من ق إ م‬
‫الفرع األول ‪ :‬مفيوم القرار اإلداري‪ :11‬البد أن تنصب دعوى اإللغاء أو فحص المشروعية عمى قرار‬
‫إداري مكتمل األركان ‪ ،‬ويستثنى من ذلك باقي األعمال اإلدارية التي ال ترق إلى مستوى القرار اإلداري ‪،‬‬
‫وبالتالي سنبين تعريف القرار اإلداري‪ ،‬وخصائصو ‪ ،‬تميي از لو عن األعمال اإلدارية مشابية لو ‪ ،‬إلو أنيا‬
‫تفتقر ألحد مقوماتو ‪ ،‬وبالتالي ال يمكن أن تكون محال لمدعوى اإلدارية ‪.‬‬
‫يعرف القرار اإلداري عمى أنو ‪ " :‬العمل القانوني اإلنفرادي الصادر عن مرفق عام و الذي من شأنو‬
‫احداث أثر قانوني تحقيقا لممصمحة العامة‪".‬‬

‫حميدة عطاء أىمو ‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري ‪ ،‬تنظيم و اختصاص ‪ ،‬دار ىومو الجزائر د‪.‬ط‪ ،2011 ،‬ص‪96‬‬
‫‪11‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬جزاء تخمف شرط القرار اإلداري المسبق‪ :‬كما سبق بيانو‪ ،‬فإن الدعوى االدارية ال تقبل من‬
‫قبل القاضي االداري‪ ،‬إال من خالل الطعن في قرار اداري‪ ،‬فيو شرط من شروط قبوليا‪ ،‬ويترتب عمى‬
‫تخمفو عدم قبوليا‪ ،‬وقد جسدت المادة ‪ 819‬من ق إ م إ ىذا الشرط‪ ،‬من خالل نصيا عمى أنو‪ " :‬يجب‬
‫أن يرفق مع العريضة الرامية إلى إلغاء أو تفسير أو تقدير مدى مشروعية القرار اإلداري‪ ،‬تحت طائمة‬
‫عدم القبول‪ ،‬القرار اإلداري المطعون فيو‪ ،‬ما لم يوجد مانع مبرر ‪ ،‬واذا ثبت أن ىذا المانع يعد إلى امتناع‬
‫اإلدارة من تمكين المدعي من القرار المطعون فيو أمرىا القاضي المقرر بتقديميا في أول جمسة‪،‬‬
‫ويستخمص النتائج القانونية المترتبة عن ىذا االمتناع " ‪.‬‬
‫المطمب الثالث ‪ :‬الميعاد‬
‫ىو الفترة الزمنية المحددة قانونا لرفع الدعوى اإلدارية ‪ ،‬وقبوليا من الجية القضائية المختصة ‪ ،‬وقد حدد‬
‫القانون قاعدة عامة واستثناءات متعمقة بالقوانين الخاصة ‪ ،‬لكيفية حسابو‪ ،‬وحاالت انقطاعو وانتيائو ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬القاعدة العامة لمميعاد‪ :‬قام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد في مادة ‪ 829‬والمادة‬
‫‪ 907‬منو ‪ ،‬بتوحيد الميعاد في المنازعات اإلدارية العامة‪ ، 12‬فأصبحت القاعدة العامة محددة بأربعة‬
‫أشير سواء أما المحكمة اإلدارية أو أمام مجمس الدولة بخالف ما كان عميو األمر في القانون القديم‬
‫ويحسب الميعاد من تاريخ نشر أو تبميغ القرار المطعون فيو إن تحديد معاد ثابت لمدعوى اإلدارية يشكل‬
‫في جانب منو قيدا خطي ار عمى حرية األفراد في مقاضاة اإلدارة ‪ ،‬ولكن متطمبات المصمحة العامة تتطمب‬
‫استقرار األوضاع وتحصيل أعمال اإلدارة بعدة مدة ‪ ،‬حتى ال يبقى الحرج واإلضطراب نتيجة تعرض‬
‫أعماليا لإللغاء في أي وقت ميما طالت المدة‪ ،‬لذلك كاف الزما وجود مدة معقولة تمبي الحق في‬
‫التقاضي والرقابة عمى أعماليا من جية ‪ ،‬وتؤدي بفوات األجل إلى استقرار أعماليا ‪ .‬وما ينتج عنو من‬
‫استقرار المجتمع بمرور الوقت ‪.‬وميعاد أربعة أشير كافية جدا لتحقيق ىذا التوازن ‪ ،‬فمممدعي في ىذه‬
‫المدة جمع األدلة واختيار محام معتمد وغيرىا من اإلجراءات الالزمة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حساب الميعاد‪ :‬اكتفت المادة ‪ 016‬من ق إ م إ باشتراط رفع الدعوى االدارية خالل أجل‬
‫أربعة أشير من تاريخ تبميغ القرار اإلداري الفردي أو نشر القرار اإلداري التنظيمي‪ ،‬وذات األمر ينطبق‬
‫عمى دعاوى اإللغاء المرفوعة أمام مجمس الدولة‪ ،‬وفقا لنص المادة ‪ 681‬من ق إ م إ‪ ،‬وقد أشار مجمس‬
‫الدولة الجزائري في ق ارره رقم ‪ 861161 :‬المؤرخ في ‪ 11/81/1871 :‬إلى أن نشر القرار االداري‬
‫الفردي ال يعد تبميغا رسميا‪ ،‬وال يعوض التبميغ الشخصي لممخاطب بالقرار ومما جاء في حيثيات ىذا‬

‫بن سنوسي ‪ ،‬دور التظمم اإلداري في حل النزاعات اإلدارية في القانون الجزائري ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬دار مدني ‪ ،2003 ،‬ص‪49‬‬
‫‪12‬‬
‫القرار أنو‪ ..." :‬حيث أن قضاة أول درجة قد جانبوا الصواب عندما لم يراعوا االعتبارات المشار إلييا‬
‫أعاله وراحوا يقضون بعدم قبول دعوى اإللغاء شكال عمى أساس رفعيا بعد مضي أجل أربعة أشير من‬
‫تاريخ نشر القرار المطعون فيو رغم أن ىذا القرار ذو طابع فردي‪ .‬ويستوجب عمى االدارة تبميغو بصفة‬
‫شخصية لمطاعنة طبقا ألحكام المادة ‪ 801‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪." ...‬‬
‫ويرتبط حساب الميعاد في قاعدتو العامة بتاريخ تبميغ أو نشر القرار محل الطعن في الدعوى القضائية؛‬
‫فما مدلول كل من التبميغ والنشر ‪:‬‬
‫التبميغ وىو إجراء خاص بالق اررات اإلدارية الفردية ‪ ،‬التي يجب أن تبمغ إلى المعني بذاتو ويقصد بو نقل‬
‫القرار اإلداري إلى ذوي الشأن فردا كاف أو أفرادا ويثور تساؤل ىنا ىي أجل التبميغ يحسب لمغير المعني‬
‫بو ذىب مجمس الدولة الفرنسي إلى أن الغير معتبر بالنسبة لو تاريخ النشر ‪ ،‬أما مجمس الدولة الجزائري‬
‫فموقفو غير معروف‪.‬‬
‫النشر‪ :‬وىو إجراء يخص الق اررات التنظيمية التي يجب أن تنشر ليأخذ الجميع عمما بيا ألن الكافة معنى‬
‫بأحكاميا‪،‬وتأخذ الق اررات الجماعية المتعمقة بمجموعة من األشخاص حكم القرار التنظيمي ويكفي فيو‬
‫النشر‪.‬‬
‫ويبدأ سريان الميعاد من تاريخ التبميغ أو النشر ‪ ،‬وتحدد طريقة النشر في النصوص ذاتيا‪ ،‬ففي الق اررات‬
‫المركزية عادة ما يكون في الجريدة الرسمية لمجميورية ‪ ،‬وبالنسبة لمق اررات األقل أىمية في الجرائد الوطنية‬
‫‪ ،‬ولمق اررات المحمية في الجرائد المحمية ‪ ،‬ولممؤسسات واإلدارات المحمية لمنشر في مقراتيا ‪...13‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تمديد وانتياء الميعاد‬
‫تمديد الميعاد تمدد اآلجال المتعمقة بالميعاد في حاالت كرس بعضيا اإلجتياد القضائي ؛ كالتمديد بسبب‬
‫عطمة رسمية ‪ ،‬وذكرت بعضيا المادة ‪ 832‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بنصيا تنقطع آجال‬
‫الطعن في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬لطعن أما جية قضائية إدارية غير مختصة‪.‬‬
‫‪ -‬طمب مساعدة قضائية‪.‬‬
‫‪ -‬وفاة المدعي أو تغير أىميتو‪.‬‬
‫‪ -‬القوة القاىرة أو الحادث الفجائي وفيما يمي تفصيل تمك الحاالت‪:‬‬

‫بن سنوسي ‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪51‬‬


‫‪13‬‬
‫امتداد الميعاد بسبب العطمة الرسمية حيث تتمثل العطمة الرسمية في أيام الراحة األسبوعية‬ ‫‪-‬‬
‫واألعياد الرسمية وىذا حسب ما جاءت بو المادة ‪ 405‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫التي نصت عمى ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬تحسب كل اآلجال المنصوص عمييا في ىذا القانون كاممة ‪ ،‬وال يحسب يوم التبميغ أو التبميغ‬
‫الرسمي ويوم انقضاء األجل ‪.‬‬
‫‪ -‬يعتد بأيام العطل الداخمة ضمن ىذه اآلجال عند حسابيا ‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر أيام عطمة‪ ،‬بمفيوم ىذا القانون‪ ،‬أيام األعياد الرسمية وأيام الراحة األسبوعية طبقا لمنصوص‬
‫الجاري بيا العمل‪ .‬إذا كان اليوم األخير من األجل ليس يوم عمل كميا أو جزئيا‪ ،‬يمدد األجل إلى‬
‫أول يوم عمل موالي‪.‬‬
‫‪ -‬امتداد الميعاد بسبب اإلقامة في الخارج ‪ :‬لقد سمح المشرع الجزائري بتمديد الميمة أو آجال‬
‫االستئناف ‪ ،‬المعارضة ‪ ،‬إعادة التماس النظر والطعن بالنقض لألشخاص المقيمين بالخارج أي‬
‫خارج اإلقميم الوطني ‪.‬‬
‫وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 404‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى أنو ‪ " :‬تمدد لمدة شيرين‬
‫آجال المعارضة واالستئناف والتماس إعادة النظر والطعن بالنقض المنصوص عمييا في ىذا القانون‬
‫لألشخاص المقيمين خارج اإلقميم الوطني"‪.‬‬
‫تمديد الميعاد‪ :‬بسبب طعن أمام جية قضائية أو إدارية غير مختصة ‪ :‬ففي حال رفع المدعى دعواه‬
‫لجية قضائية غير مختصة يمدد الميعاد من تاريخ نشر الحكم بعدم االختصاص لمدة شيرين تفاديا لفوات‬
‫حل التقاضي أمام الجية المختصة ‪.14‬‬
‫أما حال التظمم اإلداري أمام جية إدارية غير مختصة فقد ذىب قضاء المحكمة العميا إلى عدم تمديد‬
‫اآلجال‪ ،‬ويرى مسعود شييوب أنو كان من األفضل القياس عمى عدم االختصاص القضائي وتمديد‬
‫اآلجال تيسي ار لإلجراءات وحفظا لحل التقاضي‪.‬‬
‫تمديد الميعاد طمب المساعدة القضائية يتوقف األجل من تاريخ تقديم طمب المساعدة القضائية وال يسري‬
‫لممدة الباقية إال من تاريخ تبميغ قرار قبول أو رفض الطمب من مكتب المساعدة القضائية‪.‬‬

‫بيل إسماعيل ‪ ،‬الوسيط في الطعن بالتماس إعادة النظر ‪ ،‬ط‪ .‬د‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،2004 ،‬ص‪30‬‬
‫‪14‬‬
‫تمديد الميعاد بسبب وفاة المدعي أو تغير أىميتو وىي إضافة في القانون الجديد اليدف منيا تمكين‬
‫المدعي من حقو حال وجود مانع أفقده األىمية أو حال الوفاة تمكين ذويو من مواصمة التقاضي‬
‫والحصول عمى حقوقيم المشروعة‪.‬‬
‫تمديد الميعاد بسبب القوة القاىرة أو الحادث الفجائي ‪:‬حيث ينقطع الميعاد بمجرد حدوث القوة القاىرة أو‬
‫الحادث الفجائي ‪ ،‬وال يعود السريان لممدة الباقية إال بانتياء تمك الحالة‪.‬‬
‫انتياء الميعاد وآثاره الميعاد في الدعوى‪ :‬من النظام العام يثيره القاضي من تمقاء نفسو ‪ ،‬وفي أي مرحمة‬
‫كانت عمييا الدعوى‪ ،‬ويترتب عمى انتياء الميعاد سقوط الحق في الدعوى‪ ،‬ويكون القرار المراد إلغاؤه قد‬
‫تحصن ويتعذر إلغاؤه‪ ،‬وأي دعوى تجابو بعدم القبول شكال لفوات الميعاد‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫باختتامنا ليذه النظرة العامة عمى شروط رفع وقبول الدعوى اإلدارية في القانون الجزائري‪ ،‬ندرك أىمية‬
‫االلتزام باإلجراءات القانونية والشروط المحددة لضمان تحقيق العدالة وحماية حقوق المواطنين‪ ،‬إن فيم‬
‫ىذه الشروط وااللتزام بيا يساعد في تعزيز دور القضاء اإلداري كسمطة مستقمة وموثوقة في ضمان حقوق‬
‫المواطنين وتطبيق القانون بشكل عادل وموضوعي‪ ،‬بالتالي‪ ،‬ينبغي عمى األطراف المعنية والمتضررين‬
‫من الق اررات اإلدارية االطالع عمى ىذه الشروط والعمل بجدية عمى االمتثال ليا لضمان سالمتيم القانونية‬
‫وتحقيق أىداف العدالة والمساواة في المجتمع‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .1‬بن سنوسي ‪ ،‬دور التظمم اإلداري في حل النزاعات اإلدارية في القانون الجزائري ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬دار مدني ‪،‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪ .2‬بيل إسماعيل ‪ ،‬الوسيط في الطعن بالتماس إعادة النظر ‪ ،‬ط‪ .‬د‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،،‬دار الجامعة الجديدة ‪2004 ،‬‬
‫‪ .3‬حبيب إبراىيم حمادة الدليمي ‪ ،‬القرارات اإلدارية القابمة لإلنفصال عن الق اررات اإلدارية ‪ ،‬الطبعة األول ‪ ،‬دار‬
‫األيام العراق ‪2016 ،‬‬
‫‪ .4‬حسام ميني صادق عبد الجواد ‪ ،‬اآلثار اإلجرائية لمحكم القضائي المدني ‪ ،‬ط‪ ،1‬م‪.‬د المركز القومي ‪،‬‬
‫لإلصدارات القانونية ‪ 2010 ،‬حميدة عطاء أىمو ‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري ‪ ،‬تنظيم و اختصاص ‪ ،‬دار‬
‫ىومو الجزائر د‪.‬ط‪2011 ،‬‬
‫‪ .5‬عبد الرؤوف ىاشم بسوني ‪ ،‬قرينة الخطأ في مجال مسؤولية اإلدارية ‪ ،‬ط‪.‬د‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬دار الفكر الجامعي‬
‫‪2008 ،‬‬
‫‪ .6‬عبد الوىاب بوضرسة الشروط العامة والخاصة لقبول الدعوى بين النظري و التطبيقي ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2‬دار ىومو‬
‫‪ ،‬الجزائر ‪2006 ،‬‬
‫‪ .7‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع في المنازعة اإلدارية ‪ ،‬دار الجسور ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ج ‪1‬‬
‫‪ .8‬محمد الصغير بعمي الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬دار العموم والنشر والتوزيع عنابة ‪2009 ،‬‬
‫‪ .9‬مصطفى عبد العزيز الطراونة ‪ ،‬القرائن إلثبات عدم مشروعية القرار المطعون بو‪ ،‬ط ‪ ، 1‬عمان ‪ ،‬دار الثقافة ‪،‬‬
‫‪2011‬‬

You might also like