Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
المبحث األول :الشروط العامة
المطمب األول :الشروط الخاصة بأطراف الدعوى
المطمب الثاني :عريضة افتتاح الدعوى
المطمب الثالث :اختصاص القضائي
المبحث الثاني :الشروط الخاصة لرفع الدعوى
المطمب األول :التظمم اإلداري المسبق
المطمب الثاني :القرار اإلداري المسبق
المطمب الثالث :الميعاد
الخاتمة
قائمة المراجع
المقدمة
في القانون الجزائري ،تُعتبر الدعوى اإلدارية أداة حيوية لحماية حقوق المواطنين وضمان تطبيق القانون
والعدالة في العالقة بين الفرد والسمطة اإلدارية .تتطمب رفع وقبول الدعوى اإلدارية االلتزام بمجموعة من
الشروط التي تضمن جدية المطالب المقدمة وتماشييا مع األصول القانونية .يتعين عمى الطالب في
الدعوى اإلدارية والسمطة القضائية النظر في ىذه الشروط بعناية لضمان تقديم الدعوى بشكل صحيح
وتحقيق العدالة .سنقوم في ىذه المقدمة بتسميط الضوء عمى بعض الشروط األساسية التي يجب توافرىا
لرفع وقبول الدعوى اإلدارية في القانون الجزائري.
وعميو نطرح االشكالية التالية :فيما تتمثل شروط رفع وقبول الدعوى ؟
المبحث األول :الشروط العامة
إن ىذه اإلجراءات تنتيج في جميع الدعاوى المراد رفعيا أمام القضاء ،أيا كان موضوعيا ،أيا كان
أطرافيا ،ومنيا كانت الجية القضائية المختصة بنظر النزاع ،أي سواء كانت تابعة ليرم القضاء العادي
،أو ىرم القضاء اإلداري ،ونقصد بذلك أن ترفع الدعوى من قبل الشخص الذي تتوفر فيو شروط رفع
الدعوى بصفة عامة وأيضا إختصاص القضائي ،باإلضافة إلى ضرورة رفع الدعوى عن الطريق عريضة
إفتتاح الدعوى وتبميغيا تبميغا رسميا سميما .
المطمب األول :الشروط الخاصة بأطراف الدعوى
ترفع الدعوى من طرف المدعي في الدعوى ،وىو الشخص القانوني الذي يبادر بالمجوء إلى القضاء
طالبا حقا معينا ،حسب نوع الدعوى اإلدارية ،نصت المادة 13من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية
وجاءت بعنوان األحكام المشتركة لجميع الجيات القضائية " :ال يجوز ألي شخص التقاضي مالم تكن لو
صفة ،ولو مصمحة قائمة أو محتممة يقرىا القانون ،يشير القاضي تمقائيا انعدام االذان إذا ما اشترطو
القانون .1
الفرع األول :شرط الصفة
يشترط القانون لقبول الدعوى أن ترفع ىذه األخيرة من طرف صاحب الحق أو المركز القانوني ،فالدعوى
ال تقبل إال من الشخص الذي يدعى لنفسو حقا أو مركز قانونيا ،سواء كان الشخص طبيعي أو معنوي ،
قاصر أو راشد.
تعريف الصفة :تعرف الصفة لغة عمى أنيا جمع صفات وىي الحال التي يكون عمييا الشئ.
أما من الناحية االصطالحية فإننا لم نجد تعريف مباشرة لمصفة القضائية ،غير أن البعض استنبطو ليا
تعريف من خالل ما تدل عميو ،فيناك من عرفيا بأنيا تعني من لو الحق في الخصومة ،فيي عبارة
صريحة في أنو يشترط في المخاصم أن يكون ذا صفة بحيث يحق لو الخصومة دون غيره . 3
أما من الناحية القانونية فقد نص المشرع الجزائري عمى الصفة في المادة 13من قانون اإلجراءات
المدنية و اإلدارية بنصو " :ال يجوز ألي شخص التقاضي مالم تكن لو صفة " ،فالصفة ىنا ىي الحق
في المطالبة أمام القضاء ،بمعنى التمتع بصفة التقاضي أي السند القانوني الذي يمنحو القدرة عمى
االدعاء .
1مصطفى عبد العزيز الطراونة ،القرائن إلثبات عدم مشروعية القرار المطعون بو ،ط ، 1عمان ،دار الثقافة ، 2011 ،ص48
أنواع الصفة :تنقسم الصفة إلى عدة أنواع عمى النحو اآلتي :
-الصفة لدى المدعى :ينبغي التمييز بين الصفة في الدعوى والصفة في التقاضي ،فقد يسجل
عمى صاحب الصفة في الدعوى مباشرتيا شخصيا بسبب عذر مشروع ،في ىذه الحالة القانون
يخول لو شخص أخر بتمثيمو من الناحية اإلجرائية كأن يحضر المحامي نيابة عن المدعى ،وفي
ىذه الحالة يقع عمى القاضي التأكد ابتداء من صحة التمثيل ،ثم يبحث الحقا في مدى توفر
الصفة لدى صاحب الحق .
-الصفة لدى المدعى عميو :إذا كان يشترط توفر عنصر الصفة فى المدعى واال رفضت دعواه،
فإنو يشترط أيضا قيام عنصر الصفة لدى المدعى عميو ،إذ يشترط أن ترفع ضد :
من يكون معنيا بالخصومة كدعوى العامل ضد رب العمل ،أو زوجة ضد
زوجيا .2
ممن تجوز مقاضاتيم " فال تقبل الدعوى ضد فاقد األىمية ".
-الصفة غير العادية أو االستثنائية :يجبر القانون صراحة في بعض الحاالت حمول شخص أو
ىيئة محل صاحب الصفة األصمية في الدعوى ،وىذا االستثناء ال يقبل إلى بناء عمى نص
تشريعي.
-الصفة اإلجرائية :المقصود بالصفة اإلجرائية ىي صالحية الشخص المباشرة اإلجراءات القضائية
في الدعوى باسم غيره ،فقد يستحيل عمى صاحب الصفة في الدعوى مباشرة الدعوى ،وفي ىذه
الحالة يسمح القانون لشخص أخر بتمثيمو في اإلجراءات.
الفرع الثاني :شرط المصمحة
إن من أىم شرط لقبول الدعوى ىو المصمحة ،حيث يجب أن تكون لممدعى مصمحة في مباشرة دعواه،
فيي شرط أساسي لقبول الدعوى .تعريف المصمحة تعرف المصمحة من الناحية المغوية عمى أنيا
المصمحة جمع مصالح وىي الصالح والمنفعة والفائدة .....
أما من الناحية االصطالحية فتعرف عمى أنيا المنفعة التي تعود عمى رافع الدعوى من الحكم لو قضائيا
عمى طمباتو كميا أو بعضيا ،وسبب وجود المصمحة كشرط لقبول الدعوى ىي أن المحاكم لم توجد
اإلعطاء استشارات قانونية لممتخاصمين ،بل البد لممدعى من مصمحة ،فمن دون ىذه المصمحة ال يممك
المدعى ىذا الحق ،فالمصمحة ىي الضابط القانوني لضمان جدية الدعوى وعدم خروجيا عن الغاية التي
محمد الصغير بعمي الوسيط في المنازعات اإلدارية ،دار العموم والنشر والتوزيع عنابة ،2009 ،ص100
2
رسميا القانون ليا ،ومثال ذلك :ال تقبل دعوى غير الوارث ببطالن الوصية االنعدام المصمحة ،ونجد أن
المصمحة نص عمييا المشرع الجزائري في المادة 43من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية السابق
الذكر" :ولو مصمحة قائمة أو محتممة يقرىا القانون".
خصائص المصمحة :لقيام المصمحة البد من توافر شروط معينة وىذا ما سنوضحو وفقا لما يمي :
-أن تكون المصمحة مشروعة :ويقدر مشروعيتييا القاضي عند رفع الدعوى أو أثناء الخصومة ،
ورغم النص -المادة - 13بعدم جواز إثارة غياب المصمحة من القاضي تمقائيا ،فال يعقل أن
تقبل الدعوى دفاعا عن مصمحة غير مشروعة قانونا .فيكون الفانون سبيل لمخالفة القانون.
فالمصمحة القانونية ىي التي يعترف بيا القانون ويحمييا .
-أن تكون المصمحة قائمة أو محتممة :حسب نص المادة 43من قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية يجب أن تكون المصمحة قائمة أو محتممة ،أي أن تكون المصمحة موجودة وقت رفع
الدعوى ،غير أنو يتعين القول أن ىذه المصمحة يجب أن تكون مشروعة ،أي محمية قانونا وال
تخالف النظام العام أو اآلداب العامة ،ونخمص أنيو يجب أن يكون الحق الذي تحميو المصمحة
موجودا ومستحق األداء أما المصمحة المحتممة فيي التي تستند إلى ضرر أو اعتداء محتمل
الوقوع ،فالفقو والقضاء في بعض الحاالت لم يشترطان الضرر أن يقع فعال وانما اكتفيا باحتمال
وقوعو إذا كانت ىناك دالالت تثبت إلى ذلك.3
-أن تكون المصمحة شخصية ومباشرة :أي أن يتوفر في المصمحة الطابع الشخصي والمباشر إذ
ال يمكن التقاضي عندما تكون مصمحة الغير ىي التي تضررت ،ومنو فإن المصمحة شرط
ضروري لقبول الدعوى ،وقد تكون المصمحة مادية في حالة المطالبة بدين ،وقد تكون المصمحة
معنوية كالمساس بالشرف.
الفرع الثالث :االذان
لقد نص المشرع الجزائري في المادة 13فقرة 02من قانون اإلجراءات المدنية عمى االذان كشرط من
شروط قبول الدعوى ،أي عمى رافع الدعوى أن يتحقق قبل رفع دعواه أنو قام إلى جانب الشروط األخرى
من مصمحة وصفة باستفاء ىذا الشرط عمى اعتبار أن المشرع منح لمقاضي سمطة إثارتو من تمقاء نفسو
،وىو ما يدخل ضمن السمطة التقديرية لمقاضي.
3عبد الرؤوف ىاشم بسوني ،قرينة الخطأ في مجال مسؤولية اإلدارية ،ط.د ،اإلسكندرية ،دار الفكر الجامعي ، 2008 ،ص46
عرف االذان عمى أنو " :الترخيص أو اإلجراء المسبق المشترط قانونا لرفع الدعوى مثل التفويض التظمم،
إلى أخره" ،بحيث ال تقبل الدعوى إذا لم يتم استفاء االذان في بعض الدعاوى .
ويمنح االذان من قبل قاضي شؤون األسرة بعد تقديم طمب من قبل المعني في شكل طمب االستصدار
أمر عمى عريضة ،وفقا لممادة 479من ق ..م .إ ،التي جاء نصيا كالتالي " :يمنح الترخيص المسبق
المنصوص عميو قانونا والمتعمق ببعض تصرفات الولي ،من قبل قاضي " شؤون األسرة ،بموجب أمر
عمى عريضة".
فميس لمقاصر أو المحجور عميو التقاضي أمام مختمف الجيات القضائية المنازعة تتعمق بأموالو ويطبق
ومن ثمة في شأنو القواعد المنصوص عمييا في قانون شؤون األسرة استنادا لممادة 79من ق م ،التي
تنص عمى ما يمي :تسري عمى القصر والمحجور عمييم وغيرىم من عديمي األىمية قواعد األىمية
المنصوص عمييا في مدونة األحوال الشخصية" إلى جانب ذلك فقد حدد المشرع لمولي التصرفات التي
ينبغي الحصول عمى اذن من القاضي لمقيام بيا .4
الطبيعة القانونية اإلذان :ال يعد اإلذان شرطا لقبول الدعوى فقط بل أيضا شرط لمتصرف في أموال
القصر ،وىو من النظام العام ،ويجوز تقديم الدفع بانعدام اإلذان حتى من قبل الطرف الذي باشر
باإلجراءات دون الحصول عميو كإغفالو مثال ليذا اإلجراء ،ويمكن تقدم الدفع حتى أمام المحكمة العميا
ومرة طالما أنو من النظام العام .
الفرع الرابع :األىمية
االىمية ىي الخاصية التي تمكن الشخص طبيعيا أو معنويا من ممارسة حقو في التقاضي ،من خالل
اكتسابو الشخصية القانونية ،ىذه األخيرة ،تبدأ بتمام والدتو حيا وتنتيي بموتو ونفرق في ىذا الصدد بين
أىمية الشخص الطبيعي وأىمية الشخص المعنوي :
-أىمية الشخص الطبيعي :يكتسب الشخص الطبيعي أىمية التقاضي ببموغو سن الرشد القانوني
المنصوص عميو في القانون المدني ،والمحدد ب 76سنة كاممة ،وأن يكون متمتعا بكامل قواه
العقمية ولم يحجر عميو ،وىو ما نصت عميو المادة 18من نفس القانون .
-أىمية الشخص المعنوي تكتسب األشخاص المعنوية أىميتيا بموجب اكتسابيا لمشخصية المعنوية
و حسب نص المادة 16من القانون المدني ،تتمثل األشخاص االعتبارية في كل من الدولة
الوالية البمدية ،المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري الشركات المدنية والتجارية ،الجمعيات
عبد الوىاب بوضرسة الشروط العامة والخاصة لقبول الدعوى بين النظري و التطبيقي ،الطبعة ، 2دار ىومو ،الجزائر ،2006 ،ص66
5
أ -بيانات التكميف بالحضور :يتوجو المدعى أو ممثمو القانوني بعد تسجيل العريضة إلى المحضر
القضائي ،ليقوم بالبميغ رسميا لممدعى عميو ،وذلك بتكميفو بالحضور بموجب وثيقة تسمى "التكميف
بالحضور "ثم إذا تم التبميغ يحرر المحضر القضائي محض ار بيذا االجراء ،يسمى "محضر التبميغ" ،و قد
حددت المادة 838من ق إ م إ بيانات التكميف بالحضور اسم ولقب المحضر القضائي وعنوانو الميني
وختمو وتوقيعو وتاريخ التبميغ الرسمي وساعتو .اسم ولقب المدعى وموطنو اسم ولقب وموطن المكمف
بالحضور ،تسمية الشخص المعنوي ومقره االجتماعي ،وصفة ممثمو القانوني أو االتفاقي تاريخ أول
جمسة وساعة انعقادىا ،عمما أن ىذه المادة خمت من إال شارة إلى الجية القضائية المطموب المثول
أماميا ،وقد بعد استكمال عممية التبميغ يفسر ذلك بكون العريضة كافية الشتماليا عمى ىذا البيان يحرر
المحضر القضائي محض ار بذلك ،يتضمن البيانات المنصوص عمييا في المادة 19من ق إم إ ،حيث
تمثل األربع بيانات األولى نفس البيانات المنصوص عمييا في المادة 18باإلضافة إلى البيانات التالية :
-توقيع المبمغ لو عمى المحضر ،واالشارة إلى طبيعة الوثيقة المثبتة ليويتو ،مع بيان رقميا وتاريخ
صدورىا. 6
-تسميم التكميف بالحضور لممبمغ لو باإلضافة إلى نسخة من العريضة مؤشر عمييا من قبل أمين
الضبط .
-االشارة في المحضر إلى رفض استالم التكميف بالحضور ،أو استحالة تسميمو ،أو استحالة
التوقيع عميو لبصمة في حالة استحالة التوقيع عمى المحضر .
-تنبيو المدعى عميو بأنو في حالة عدم حضوره الجمسة سيصدر حكم ضده بناء عمى ما -قدمو
المدعى من عناصر -ذكر تاريخ أول جمسة وذكر الساعة .
فمن حق المدعى عميو تحضير نفسو ،إعداد دفاعو ،ومعرفة كل التفاصيل المتعمقة بالدعوى.
ب -جزاء مخالفة اإلجراءات المتعمقة بالتكميف :حضور الطرفين في الخصومة يعتبر أصال لممحاكمة ،
وانعدام طرف يعتبر انعداما لركن من أركانيا ،وأي حكم صادر بغياب المدعى عميو يعتبر منعدما ،
ويختمف األثر حال غياب المدعى عميو جمسة المحاكمة بين حالتين :
أ .حالة عدم حضور المدعى عميو بإرادتو المنفردة نتيجة لتقاعسو أو عصيانو ،مع صحة التكميف
بالحضور ،ففي ىذه الحالة تصح الخصومة وما ينتج عنيا من حكم قضائي .
عمار بوضياف ،المرجع في المنازعة اإلدارية ،دار الجسور ،الجزائر ،ج ،1ص55
8
الفرع الثاني :االختصاص المحمي (اإلقميمي) :بخصوص االختصاص اإلقميمي أو المحمي أحال المشرع
إلى تطبيق المقتضيات السارية عمى المحاكم العادية ،والتي كقاعدة عامة تجعل االختصاص يؤول
لممحكمة اإلدارية التي يقع في دائرة اختصاصيا موطن المدعي عميو بغض النظر عن نوع ذلك الموطن
أو موطن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية " أحد المدعى عمييم ،حيث تنص المادة 803من يتحدد
االختصاص اإلقميمي لممحاكم اإلدارية طبقا لممادتين 37و 38من ىذا القانون ".وأشارت المادة 806
من القانون إلى تحديد االختصاص اإلقميمي لممحاكم اإلدارية بواسطة التنظيم ،ويعتبر االختصاص
اإلقميمي من النظام العام مثمو مثل االختصاص النوعي
المبحث الثاني :الشروط الخاصة لرفع الدعوى
ىناك شروط يجب أن تتوفر لرفع الدعوى ،ذلك أن توفر الشرط في األطراف غير كاف لوحده ،فال بد
من عناصر أخرى تقوم لتكتمل شروط رفع الدعوى.
المطمب األول :التظمم اإلداري المسبق
نصت المادة 830من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى " :يجوز لمشخص المعني بالقرار اإلداري
،تقديم تظمم إلى الجية اإلدارية مصدرة القرار في األجل المنصوص عميو في المادة 829أعاله ...يثبت
إيداع التظمم أمام الجيات اإلدارية بكل الوسائل المكتوبة ،ويرفع مع العريضة .ويتبين من خالل المادة
توجو المشرع إلى جواز التظمم ،ظير ىذا التوجو أيضا في جممة من النصوص التشريعية الخاصة ،إال
أن ىذه المرحمة جاءت بعد سمسمة من التطورات التشريعية .وفي ما يمي بيان تعريف التظمم وأنواعو
وتطوره عبر التشريعات المتعاقبة .9
الفرع األول :تعريف التظمم اإلداري :تطرح مسألة تعريف التظمم اإلداري المسبق معرفة عناصره وفي ىذا
الصدد فإن كممة "التظمم اإلداري " تعني الطريقة القانونية أو "الشكوى " أو "الطمب " المرفوع من المتظمم
لمحصول عمى حقوقو أو لتصحيح وضعيتو .
ىو " طعن ذو طابع إداري محض يوجيو صاحب الشأن إلى اإلدارة المعنية والئية كانت أم رئاسية ،يعبر
فييا عن عدم رضاه من عمى أو قرار إداري ،ويمتمس من خاللو من جية اإلدارة مراجعة قرارىا.
عرف أيضا بأنو " :اإلجراء الذي يقوم بو المتظمم أمام جية إدارية لمطالبتيا بمراجعة قرارىا محل التظمم
أو الحصول عمى تعويض بسبب الضرر الناتج عن نشاطيا قبل المجوء إلى القضاء اإلداري".
9حبيب إبراىيم حمادة الدليمي ،الق اررات اإلدارية القابمة لإلنفصال عن الق اررات اإلدارية ،الطبعة األول ،دار األيام العراق ،
،2016ص30
وليس لو كأصل عام شكال معينا في موضوعو أو إجراءاتو رغم اجتياد البعض في وضع الحد األدنى من
البيانات الضرورية واعتباره رسالة مكتوبة بتاريخ ،وعنوان ،وطابع وموضوع ،ومرفقات ،إمضاء صاحب
التظمم ،وتحديد الجية المتظمم إلييا ،وىو فرصة إلدارة لمعدول عن قرارىا وعمميا بصورة إرادية ودون
وساطة القضاء .
الفرع الثاني :أنواع التظمم اإلداري :نص قانون اإلجراءات المدنية القديم في المادة 275منو عمى وجود
نوعين من التظمم وىما التظمم الرئاسي والتظمم الوالئي ،وعرفت كل منيما بقوليا" :ال تكون الطعون
بالبطالن مقبولة ما لم يسبقيا الطعن اإلداري التدرجي الذي يرفع أمام السمطة اإلدارية التي تعمل مباشرة
الجية التي أصدرت القرار ،فإن لم توجد فأمام من أصدر القرار نفسو".
أي أن التظمم الرئاسي ىو القاعدة ،والطريق اإلستثنائي ىو التظمم الوالئي حال غياب سمطة رئاسية
لمجية مصدرة القرار .وفي ما يمي بيان نوعي التظمم اإلداري :
أوال :التظمم اإلداري الرئاسي :ىو التظمم الذي يرفع إلى السمطة التي تعمو من أصدر القرار .يثار إشكال
في ىذا الخصوص وذلك عندما تكون السمطة الرئاسية لمصدر القرار تتضمن عدة درجات ،حيث أن
ىناك من الفقياء من يرون ضرورة رفع التظمم الرئاسي أمام عدة سمطات إدارية بحيث يكون ىناك تدرج
في التظمم من الدرجة السممية األدنى إلى الدرجة السممية األعمى حتى االنتياء عند السمطة األعمى .
بينما ىناك فريقا آخ ار من الفقياء من يرون ضرورة توجيو التظمم إلى الجية اإلدارية التي تعمو مباشرة
الجية مصدرة القرار ،وليس السمطة الرئاسية األعمى الموجودة في قمة اليرم السممي وال باقي السمطات
األقل منيا مرتبة.10
ثانيا :التظمم الوالئي :وىو التظمم الذي نصت عميو المادة 830من ق/ا /ما ،فالقاعدة العامة أن يكون
التظمم رئاسيا ،وال يمجأ المتقاضي إلى التظمم الوالئي إال في الحاالت التي ال يكون لمصدر القرار رئيسا،
وعميو فالتظمم الوالئي ليس موازيا لمتظمم الرئاسي بل ىو بديال لو في حالة الييئات الجماعية أو تمك التي
ليس ليا رئيسا لتمتعيا باالستقالل الذاتي ،كما ىو الحال بالنسبة لمق اررات الصادرة عن المجالس المجان،
رئيس الجميورية والوزراء ،فيؤالء جميعا ليس ليم رئيسا ،فيم السمطة العميا ..إن ميعاد التظمم اإلداري
المسبق منصوص عميو في المادة 830من ق /ا /م /ا يقدر بأربعة ( ) 4أشير من تاريخ تبميغ أو
نشر القرار المطعون فيو ،عند تقديم التظمم اإلداري المسبق يمكن تصور حالتين:
حسام ميني صادق عبد الجواد ،اآلثار اإلجرائية لمحكم القضائي المدني ،ط ،1م.د المركز القومي ،لإلصدارات القانونية ،2010 ،ص100
10
-حالة رد اإلدارة وحالة سكوتيا .ففي حالة رد الجية اإلدارية خالل األجل الممنوح ليا ،
فمممتضرر من القرار ميمة شيرين لرفع دعواه أمام القضاء تسري من تاريخ تبميغ الرفض .
-أما في حالة سكوت اإلدارة :في حالة سكوت اإلدارة المتظمم أماميا عن الرد خالل شيرين ()02
فيعد سكوتيا ىذا بمثابة قرار بالرفض ويبدأ ميعاد الشيرين ىذا من تاريخ تبميغ التظمم ،وفي ىذه
الحالة يستفيد المتظمم من أجل شيرين ( )02لتقديم طعنو القضائي الذي يسري منن تاريخ انتياء
أجل الشيرين الممنوحين لإلدارة لتقديم ردىا ،إن حساب ميعاد األربعة ( )04أشير يبدأ كما ىو
واضح من خالل نص المادتين 829و 830من ق //م ال من تاريخ تبميغ أو نشر القرار محل
الطعن باإللغاء .
إن ميعاد التظمم اإلداري المسبق كميعاد الدعوى من النظام العام يثيره القاضي تمقائيا وفي أي مرحمة
كانت عميو الدعوى ،والسند القانوني في ذلك ىو المادة 13من ق/ا/م /التي حمت محل المادة 13من
قام القديم وىذا حسب اعتقادنا الشخصي .
و في ىذا االتجاه قضت الغرفة اإلدارية لممجمس األعمى بتاريخ 14نوفمبر 1981بما يمي :من المقرر
قانونا ،أن الطعن ال يكون مقبوال إذا كان ىذا الطعن قد رفض بقرار .........قضائي من أجل عدم
القيام برفع الطعن اإلداري المسبق .
المطمب الثاني :القرار اإلداري المسبق
يجد ىذا الشرط أساسو القانوني في المادة 09من القانون العضوي رقم 0198 :المتعمق بمجمس الدولة
المعدل والمتمم بموجب القانون العضوي رقم ، 13-11 :والمواد 819 801و 901من ق إ م
الفرع األول :مفيوم القرار اإلداري :11البد أن تنصب دعوى اإللغاء أو فحص المشروعية عمى قرار
إداري مكتمل األركان ،ويستثنى من ذلك باقي األعمال اإلدارية التي ال ترق إلى مستوى القرار اإلداري ،
وبالتالي سنبين تعريف القرار اإلداري ،وخصائصو ،تميي از لو عن األعمال اإلدارية مشابية لو ،إلو أنيا
تفتقر ألحد مقوماتو ،وبالتالي ال يمكن أن تكون محال لمدعوى اإلدارية .
يعرف القرار اإلداري عمى أنو " :العمل القانوني اإلنفرادي الصادر عن مرفق عام و الذي من شأنو
احداث أثر قانوني تحقيقا لممصمحة العامة".
حميدة عطاء أىمو ،الوجيز في القضاء اإلداري ،تنظيم و اختصاص ،دار ىومو الجزائر د.ط ،2011 ،ص96
11
الفرع الثاني :جزاء تخمف شرط القرار اإلداري المسبق :كما سبق بيانو ،فإن الدعوى االدارية ال تقبل من
قبل القاضي االداري ،إال من خالل الطعن في قرار اداري ،فيو شرط من شروط قبوليا ،ويترتب عمى
تخمفو عدم قبوليا ،وقد جسدت المادة 819من ق إ م إ ىذا الشرط ،من خالل نصيا عمى أنو " :يجب
أن يرفق مع العريضة الرامية إلى إلغاء أو تفسير أو تقدير مدى مشروعية القرار اإلداري ،تحت طائمة
عدم القبول ،القرار اإلداري المطعون فيو ،ما لم يوجد مانع مبرر ،واذا ثبت أن ىذا المانع يعد إلى امتناع
اإلدارة من تمكين المدعي من القرار المطعون فيو أمرىا القاضي المقرر بتقديميا في أول جمسة،
ويستخمص النتائج القانونية المترتبة عن ىذا االمتناع " .
المطمب الثالث :الميعاد
ىو الفترة الزمنية المحددة قانونا لرفع الدعوى اإلدارية ،وقبوليا من الجية القضائية المختصة ،وقد حدد
القانون قاعدة عامة واستثناءات متعمقة بالقوانين الخاصة ،لكيفية حسابو ،وحاالت انقطاعو وانتيائو .
الفرع األول :القاعدة العامة لمميعاد :قام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد في مادة 829والمادة
907منو ،بتوحيد الميعاد في المنازعات اإلدارية العامة ، 12فأصبحت القاعدة العامة محددة بأربعة
أشير سواء أما المحكمة اإلدارية أو أمام مجمس الدولة بخالف ما كان عميو األمر في القانون القديم
ويحسب الميعاد من تاريخ نشر أو تبميغ القرار المطعون فيو إن تحديد معاد ثابت لمدعوى اإلدارية يشكل
في جانب منو قيدا خطي ار عمى حرية األفراد في مقاضاة اإلدارة ،ولكن متطمبات المصمحة العامة تتطمب
استقرار األوضاع وتحصيل أعمال اإلدارة بعدة مدة ،حتى ال يبقى الحرج واإلضطراب نتيجة تعرض
أعماليا لإللغاء في أي وقت ميما طالت المدة ،لذلك كاف الزما وجود مدة معقولة تمبي الحق في
التقاضي والرقابة عمى أعماليا من جية ،وتؤدي بفوات األجل إلى استقرار أعماليا .وما ينتج عنو من
استقرار المجتمع بمرور الوقت .وميعاد أربعة أشير كافية جدا لتحقيق ىذا التوازن ،فمممدعي في ىذه
المدة جمع األدلة واختيار محام معتمد وغيرىا من اإلجراءات الالزمة.
الفرع الثاني :حساب الميعاد :اكتفت المادة 016من ق إ م إ باشتراط رفع الدعوى االدارية خالل أجل
أربعة أشير من تاريخ تبميغ القرار اإلداري الفردي أو نشر القرار اإلداري التنظيمي ،وذات األمر ينطبق
عمى دعاوى اإللغاء المرفوعة أمام مجمس الدولة ،وفقا لنص المادة 681من ق إ م إ ،وقد أشار مجمس
الدولة الجزائري في ق ارره رقم 861161 :المؤرخ في 11/81/1871 :إلى أن نشر القرار االداري
الفردي ال يعد تبميغا رسميا ،وال يعوض التبميغ الشخصي لممخاطب بالقرار ومما جاء في حيثيات ىذا
بن سنوسي ،دور التظمم اإلداري في حل النزاعات اإلدارية في القانون الجزائري ،الجزائر ،دار مدني ،2003 ،ص49
12
القرار أنو ..." :حيث أن قضاة أول درجة قد جانبوا الصواب عندما لم يراعوا االعتبارات المشار إلييا
أعاله وراحوا يقضون بعدم قبول دعوى اإللغاء شكال عمى أساس رفعيا بعد مضي أجل أربعة أشير من
تاريخ نشر القرار المطعون فيو رغم أن ىذا القرار ذو طابع فردي .ويستوجب عمى االدارة تبميغو بصفة
شخصية لمطاعنة طبقا ألحكام المادة 801من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ." ...
ويرتبط حساب الميعاد في قاعدتو العامة بتاريخ تبميغ أو نشر القرار محل الطعن في الدعوى القضائية؛
فما مدلول كل من التبميغ والنشر :
التبميغ وىو إجراء خاص بالق اررات اإلدارية الفردية ،التي يجب أن تبمغ إلى المعني بذاتو ويقصد بو نقل
القرار اإلداري إلى ذوي الشأن فردا كاف أو أفرادا ويثور تساؤل ىنا ىي أجل التبميغ يحسب لمغير المعني
بو ذىب مجمس الدولة الفرنسي إلى أن الغير معتبر بالنسبة لو تاريخ النشر ،أما مجمس الدولة الجزائري
فموقفو غير معروف.
النشر :وىو إجراء يخص الق اررات التنظيمية التي يجب أن تنشر ليأخذ الجميع عمما بيا ألن الكافة معنى
بأحكاميا،وتأخذ الق اررات الجماعية المتعمقة بمجموعة من األشخاص حكم القرار التنظيمي ويكفي فيو
النشر.
ويبدأ سريان الميعاد من تاريخ التبميغ أو النشر ،وتحدد طريقة النشر في النصوص ذاتيا ،ففي الق اررات
المركزية عادة ما يكون في الجريدة الرسمية لمجميورية ،وبالنسبة لمق اررات األقل أىمية في الجرائد الوطنية
،ولمق اررات المحمية في الجرائد المحمية ،ولممؤسسات واإلدارات المحمية لمنشر في مقراتيا ...13
الفرع الثالث :تمديد وانتياء الميعاد
تمديد الميعاد تمدد اآلجال المتعمقة بالميعاد في حاالت كرس بعضيا اإلجتياد القضائي ؛ كالتمديد بسبب
عطمة رسمية ،وذكرت بعضيا المادة 832من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بنصيا تنقطع آجال
الطعن في الحاالت اآلتية:
-لطعن أما جية قضائية إدارية غير مختصة.
-طمب مساعدة قضائية.
-وفاة المدعي أو تغير أىميتو.
-القوة القاىرة أو الحادث الفجائي وفيما يمي تفصيل تمك الحاالت:
بيل إسماعيل ،الوسيط في الطعن بالتماس إعادة النظر ،ط .د ،اإلسكندرية ،،دار الجامعة الجديدة ،2004 ،ص30
14
تمديد الميعاد بسبب وفاة المدعي أو تغير أىميتو وىي إضافة في القانون الجديد اليدف منيا تمكين
المدعي من حقو حال وجود مانع أفقده األىمية أو حال الوفاة تمكين ذويو من مواصمة التقاضي
والحصول عمى حقوقيم المشروعة.
تمديد الميعاد بسبب القوة القاىرة أو الحادث الفجائي :حيث ينقطع الميعاد بمجرد حدوث القوة القاىرة أو
الحادث الفجائي ،وال يعود السريان لممدة الباقية إال بانتياء تمك الحالة.
انتياء الميعاد وآثاره الميعاد في الدعوى :من النظام العام يثيره القاضي من تمقاء نفسو ،وفي أي مرحمة
كانت عمييا الدعوى ،ويترتب عمى انتياء الميعاد سقوط الحق في الدعوى ،ويكون القرار المراد إلغاؤه قد
تحصن ويتعذر إلغاؤه ،وأي دعوى تجابو بعدم القبول شكال لفوات الميعاد.
الخاتمة
باختتامنا ليذه النظرة العامة عمى شروط رفع وقبول الدعوى اإلدارية في القانون الجزائري ،ندرك أىمية
االلتزام باإلجراءات القانونية والشروط المحددة لضمان تحقيق العدالة وحماية حقوق المواطنين ،إن فيم
ىذه الشروط وااللتزام بيا يساعد في تعزيز دور القضاء اإلداري كسمطة مستقمة وموثوقة في ضمان حقوق
المواطنين وتطبيق القانون بشكل عادل وموضوعي ،بالتالي ،ينبغي عمى األطراف المعنية والمتضررين
من الق اررات اإلدارية االطالع عمى ىذه الشروط والعمل بجدية عمى االمتثال ليا لضمان سالمتيم القانونية
وتحقيق أىداف العدالة والمساواة في المجتمع.
قائمة المراجع
.1بن سنوسي ،دور التظمم اإلداري في حل النزاعات اإلدارية في القانون الجزائري ،الجزائر ،دار مدني ،
2003
.2بيل إسماعيل ،الوسيط في الطعن بالتماس إعادة النظر ،ط .د ،اإلسكندرية ،،دار الجامعة الجديدة 2004 ،
.3حبيب إبراىيم حمادة الدليمي ،القرارات اإلدارية القابمة لإلنفصال عن الق اررات اإلدارية ،الطبعة األول ،دار
األيام العراق 2016 ،
.4حسام ميني صادق عبد الجواد ،اآلثار اإلجرائية لمحكم القضائي المدني ،ط ،1م.د المركز القومي ،
لإلصدارات القانونية 2010 ،حميدة عطاء أىمو ،الوجيز في القضاء اإلداري ،تنظيم و اختصاص ،دار
ىومو الجزائر د.ط2011 ،
.5عبد الرؤوف ىاشم بسوني ،قرينة الخطأ في مجال مسؤولية اإلدارية ،ط.د ،اإلسكندرية ،دار الفكر الجامعي
2008 ،
.6عبد الوىاب بوضرسة الشروط العامة والخاصة لقبول الدعوى بين النظري و التطبيقي ،الطبعة ، 2دار ىومو
،الجزائر 2006 ،
.7عمار بوضياف ،المرجع في المنازعة اإلدارية ،دار الجسور ،الجزائر ،ج 1
.8محمد الصغير بعمي الوسيط في المنازعات اإلدارية ،دار العموم والنشر والتوزيع عنابة 2009 ،
.9مصطفى عبد العزيز الطراونة ،القرائن إلثبات عدم مشروعية القرار المطعون بو ،ط ، 1عمان ،دار الثقافة ،
2011