You are on page 1of 22

‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....

‬‬

‫تنازع االختصاص كنظاـ اإلحالة بيف ىيئات القضاء اإلداري في قانكف اإلجراءات‬
‫المدنية كاإلدارية‪.‬‬

‫األستاذ كنتاكي عبد هللا‬


‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪,‬‬
‫جامعة الشييد حمة لخضر‪ ,‬الكادي‪.‬‬

‫‪Résumé :‬‬ ‫ممخص بالعربية‪:‬‬

‫‪Pour faire face à la possibilité d'un‬‬ ‫لمكاجية إمكانية حدكث تنازع في‬
‫‪conflit de compétence entre les organes‬‬ ‫االختصاص بيف ىيئات القضاء اإلداري‪,‬‬
‫‪judiciaires administratives, si ce conflit‬‬
‫سكاء كاف ىذا التنازع سمبيا أـ ايجابيا‪,‬‬
‫‪négatif ou positif, et si le tribunal‬‬
‫‪administratif, le Conseil d'Etat, ou entre‬‬ ‫كسكاء كاف بيف محكمة إدارية كمجمس‬
‫‪les deux tribunaux gestion corrective, le‬‬ ‫الدكلة‪ ,‬أك بيف محكمتيف إداريتيف‪,‬‬
‫‪conflit de jugements définitifs, il a été‬‬ ‫كتضارب األحكاـ النيائية‪ ,‬فقد تقرر في‬
‫‪décidé dans le nouveau Code de procédure‬‬
‫قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‬
‫‪civile et les procédures administratives‬‬
‫‪sont quelques règles qui donneront‬‬ ‫الجديد بعض القكاعد التي مف شانيا أف‬
‫‪solutions à ce problème, un chapitre dans‬‬ ‫تعطي حمكال ليذه المشكمة‪ ,‬كىي قكاعد‬
‫‪le conflit des règles de compétence, de‬‬
‫الفصل في تنازع االختصاص‪ ,‬البت في‬
‫‪décider sur les questions de liaison, et le‬‬
‫‪règlement des questions de compétence, à‬‬ ‫مسائل‬ ‫كتسكية‬ ‫االرتباط‪,‬‬ ‫مسائل‬
‫‪travers la soi-disant système d'aiguillage.‬‬ ‫االختصاص‪ ,‬كذلؾ عف طريق ما يسمى‬
‫بنظاـ اإلحالة‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد كرس الدستور الجزائرؼ لسنة ‪ 1996‬نظاـ االزدواجية القضائية‪ ،‬حيث تمثل‬
‫المحكمة العميا الييئة المقومة ألعماؿ المجالس القضائية والمحاكـ‪ .‬كما أسس مجمس‬

‫‪214‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫دولة كييئة مقومة ألعماؿ الجيات القضائية اإلدارية‪ ،1‬فػأصبح في الجزائر نظاميف‬
‫قضائييف مختمفيف‪ ،‬قضاء عادؼ وآخر إدارؼ‪ ،‬ىذا األخير الذؼ يتألف مف محاكـ‬
‫إدارية ومجمس الدولة‪ ،‬وتطبيقا لذلؾ فقد أصدر المشرع الجزائرؼ القانوف العضوؼ رقـ‬
‫‪ 01/98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماؼ ‪ 1998‬يتعمق باختصاصات مجمس الدولة وتنظيمو‬
‫‪3‬‬
‫وعممو‪ 2،‬والقانوف رقـ ‪ 02/98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماؼ ‪ 1998‬يتعمق بالمحاكـ اإلدارية‪،‬‬
‫ولـ يقف المشرع عند ىذا الحد‪ ،‬بل أصدر القانوف رقـ ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفرؼ‬
‫‪ 2008‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ 4،‬وحدد فيو كل مف االختصاص‬
‫النوعي واإلقميمي لممحاكـ اإلدارية‪ ،‬وجعميما مف النظاـ العاـ بكل ما يترتب عميو مف‬
‫آثار‪ ،‬كما حدد اختصاص مجمس الدولة‪.‬‬

‫في بعض األحياف قد يقع تنازع في اإلختصاص‪ ،‬أو ارتباط في الطمبات‪ ،‬أو‬
‫مشاكل متعمقة بمسائل االختصاص بيف ىيئات القضاء اإلدارؼ‪ ،‬سواء تعمق األمر‬
‫باالختصاص النوعي‪ ،‬ويكوف ذلؾ بيف محكمة إدارية ومجمس الدولة‪ ،‬أو تعمق األمر‬
‫باإلختصاص اإلقميمي‪ ،‬ويكوف ذلؾ بيف محكمتيف إداريتيف‪ .‬ومنو فاف اإلشكاؿ الذؼ‬
‫يطرح نفسو في ىذا الصدد‪ :‬ماىي الحموؿ التي وضعيا المشرع الجزائرؼ في حالة‬
‫الوقوع في مثل ىكذا حاالت ؟‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 152‬مف دستور ‪.1996‬‬
‫القانوف العضوؼ رقـ ‪ ،01/98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماؼ ‪ ،1998‬المتعمق باختصاصات مجمس الدكلة‬ ‫‪2‬‬

‫كتنظيمو كعممو‪ ،‬ج ر عدد‪.37 :‬‬


‫القانوف رقـ ‪ 02/98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماؼ ‪ ،1998‬المتعمق بالمحاكـ االدارية‪ ،‬ج ر عدد‪.37 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫القانوف رقـ ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفرؼ ‪ ،2008‬المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫ج ر عدد‪.21 :‬‬

‫‪215‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫ولئلجابة عمى ىذا اإلشكاؿ‪ ،‬فقد تـ االعتماد عمى المنيج التحميمي والوصفي وفق‬
‫خطة مكونة مف مبحثيف‪ :‬خصص المبحث األوؿ لدراسة تنازع االختصاص بيف ىيئات‬
‫القضاء اإلدارؼ‪ .‬أما الثاني فخصص لدراسة إحالة االختصاص بيف ىيئات القضاء‬
‫اإلدارؼ‪ .‬وتفصيل ذلؾ عمى النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األكؿ‪ :‬تنازع االختصاص بيف ىيئات القضاء اإلداري‪.‬‬

‫إف تنازع االختصاص ال يقتصر فقط عمى التنازع بيف القضائيف العادؼ واإلدارؼ‪،‬‬
‫فقد يكوف داخل نفس الجياز القضائي‪ ،‬كتنازع االختصاص بيف ىيئات القضاء‬
‫اإلدارؼ‪ ،‬ولبياف ذلؾ ينبغي التطرؽ إلى صور تنازع االختصاص بيف ىيئات القضاء‬
‫اإلدارؼ (مطمب أوؿ)‪ ،‬ثـ إلى الفصل في تنازع االختصاص بيف ىيئات القضاء‬
‫اإلدارؼ (مطمب ثاني)‪.‬‬

‫المطمب األكؿ‪ :‬صكر تنازع االختصاص بيف ىيئات القضاء اإلداري‪.‬‬

‫تتمثل صور تنازع االختصاص بيف ىيئات القضاء اإلدارؼ‪ ،‬في تنازع‬
‫االختصاص االيجابي وذلؾ في الفرع األوؿ‪ ،‬وتنازع االختصاص السمبي وذلؾ في‬
‫الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األكؿ تنازع االختصاص االيجابي بيف ىيئات القضاء اإلداري‪.‬‬

‫وتتمثل صورتو في أف ترفع دعوػ إدارية واحدة في موضوعيا وأطرافيا وسببيا‪،‬‬


‫أماـ جيتيف قضائيتيف إداريتيف مختمفتيف‪ ،‬وتدعي كل واحدة منيما أنيا الجية صاحبة‬
‫االختصاص بنظر النزاع المطروح عمييا‪ ،‬ولـ يحدث واف تخمت إحداىما لؤلخرػ عف‬

‫‪216‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫‪1‬‬
‫ىذه الدعوػ‪ ،‬أو يتـ إصدار حكميف متعارضيف‪ ،‬وىو ما يعرؼ بتعارض األحكاـ‪.‬‬
‫ومف ىذا التعريف يمكف استخبلص شروط تنازع االختصاص االيجابي بيف ىيئات‬
‫القضاء اإلدارؼ‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫رفع دعوػ إدارية واحدة أماـ جيتيف قضائيتيف إداريتيف مختمفتيف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كل جية قضائية تخوؿ لنفسيا االختصاص بنظر الدعوػ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عدـ تنازؿ أؼ جية لؤلخرػ عف االختصاص‪ ،‬أو يتـ إصدار حكميف‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫متعارضيف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تنازع االختصاص السمبي بيف ىيئات القضاء اإلداري‪.‬‬

‫وىو عمى العكس مف الصورة األولى‪ ،‬ويتمثل في صورة أف ترفع دعوػ واحدة‬
‫أماـ جيتيف قضائيتيف إداريتيف مختمفتيف‪ ،‬وتدعي كل جية أنيا ليست المختصة‬
‫بالفصل في النزاع‪ ،‬أو أف تصدر كل منيما حكما بعدـ االختصاص‪ 3.‬ويمكف‬
‫استخبلص شروطو كالتالي‪:‬‬

‫عادؿ بوضياؼ‪ ،‬الكجيز في شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫كميؾ لمنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.238 :‬‬


‫لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ،‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2013‬ص‪85 :‬؛ نبيل صقر‪ ،‬الكسيط في شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪ ،‬دار اليدػ لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.84 :‬‬
‫عادؿ بوضياؼ‪ ،‬الكجيز في شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.238‬‬

‫‪217‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫‪ -‬أف يتعمق األمر بنفس النزاع وىذا بوجود وحدة الطرفيف ووحدة الموضوع والسبب‪.‬‬

‫‪ -‬أف تصرح المحكمتيف بعدـ اختصاصيما‪ ،‬أؼ يجب أف ال تكوف إحداىما قد فصمت‬
‫في الموضوع‪ ،‬أو رفضت الدعوػ شكبل لسبب ما غير االختصاص‪.‬‬

‫‪ -‬أف تكوف أحكاـ عدـ االختصاص مؤسسة عمى اختصاص الجية القضائية األخرػ‬
‫‪1‬‬
‫التي صرحت بعدـ اختصاصيا‪.‬‬

‫ومثاؿ ذلؾ ما نصت عميو الفقرة الثالثة مف المادة ‪ 804‬مف القانوف رقـ ‪09/08‬‬
‫المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى انو‪" :‬في مادة إبراـ العقود اإلدارية‬
‫ميما كانت طبيعتيا‪ ،‬ترفع الدعوػ وجوبا أماـ المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا‬
‫مكاف إبراـ العقد أو تنفيذه"‪ .‬عمى أف يكوف العقد قد ابرـ في والية أدرار‪ ،‬وتنفيذه في‬
‫والية بشار‪ ،‬وتقضي كل محكمة إدارية (محكمة أدرار ومحكمة بشار) باختصاصيا‬
‫بالفصل في النزاع المعروض عمييا‪ ،‬أو بعدـ اختصاصيا عمى أساس اختصاص‬
‫المحكمة األخرػ‪ ،‬ألف ىذا المثاؿ يحتمل فيو أف يكوف التنازع ايجابيا أو سمبيا‪.‬‬

‫وىاتيف الصورتيف قد تردا عمى أؼ نوع مف أنواع التنازع في االختصاص بيف‬


‫جيات القضاء اإلدارؼ‪ ،‬وليذا فاف تنازع االختصاص االيجابي آو السمبي قد يكوف بيف‬
‫‪2‬‬
‫محكمتيف إداريتيف‪ ،‬آو بيف محكمة إدارية ومجمس الدولة‪.‬‬

‫لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ،‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪84 :‬؛ نبيل صقر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الكسيط في شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.85 :‬‬
‫عادؿ بوضياؼ‪ ،‬الكجيز في شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.238‬‬

‫‪218‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الفصل في تنازع االختصاص بيف ىيئات القضاء االداري‪.‬‬

‫إذا وقع التنازع في االختصاص بيف ىيئات القضاء اإلدارؼ‪ ،‬فاف الفصل فيو‬
‫يكوف بحسب ما إذا كاف التنازع بيف محكمتيف إداريتيف (فرع أوؿ)‪ ،‬أو بيف محكمة‬
‫إدارية ومجمس الدولة (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬الفصل في تنازع االختصاص بيف محكمتيف إداريتيف‪.‬‬

‫إذا حدث تنازع في االختصاص بيف محكمتيف إداريتيف‪ ،‬وىو تنازع في البنية‬
‫التحتية واالبتدائية لمقضاء اإلدارؼ‪ ،‬سواء كاف ىذا التنازع ايجابيا كأف تتمسؾ كل جية‬
‫باختصاصيا‪ ،‬أو سمبيا كأف تتمسؾ كل جية بعدـ اختصاصيا‪ ،‬فاف الفصل في ىذا‬
‫التنازع يؤوؿ إلى مجمس الدولة‪ ،‬أيف يقوـ الخصـ الذؼ ييمو األمر برفع دعوػ الفصل‬
‫في ىذا التنازع أماـ مجمس الدولة‪ 1،‬طبقا لنص المادة ‪ 808‬مف قانوف اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية في فقرتيا األولى‪ ،‬عمى أف "يؤوؿ الفصل في تنازع االختصاص بيف‬
‫محكمتيف إداريتيف إلى مجمس الدولة"‪.‬‬

‫ففي حالة التنازع السمبي يقوـ مجمس الدولة بتحديد المحكمة اإلدارية المختصة‪،‬‬
‫وابطاؿ حكـ المحكمة اإلدارية التي قضت بغير حق بعدـ اختصاصيا‪ ،‬ويحيل الممف‬
‫إلى المحكمة اإلدارية التي يصرح باختصاصيا لمفصل في النزاع‪.‬‬

‫أما إذا كاف األمر يتعمق بالتنازع االيجابي لبلختصاص‪ ،‬فاف مجمس الدولة يقضي‬
‫بإبطاؿ حكـ المحكمة اإلدارية التي يصرح بعدـ اختصاصيا لمفصل في النزاع‪ ،‬ويبقي‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص‪.185 :‬‬

‫‪219‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫حكـ المحكمة المصرح باختصاصيا قائما‪ ،‬وىو الذؼ ينفذ مف قبل أطراؼ الخصومة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والذؼ يصبح نيائيا وحائ از لقوة الشيء المقضي فيو‪.‬‬

‫والجدير بالذكر انو إذا أعمنت محكمة إدارية اختصاصيا بالفصل في النزاع‪،‬‬
‫وأصدرت حكما في الموضوع‪ ،‬وأصبح الحكـ نيائيا‪ ،‬امتنع عمى أؼ محكمة أخرػ‬
‫الفصل في ذات النزاع‪ ،‬حتى ولو كانت ىي المختصة طبقا لقواعد االختصاص‬
‫اإلقميمي‪ .‬ذلؾ أف مبدأ حجية الشيء المقضي بو‪ ،‬يفرض عمى الجميع احتراـ ما قضى‬
‫‪2‬‬
‫بو الحكـ باعتباره ىو الحقيقة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الفصل في تنازع االختصاص بيف محكمة إدارية كمجمس الدكلة‪.‬‬

‫إذا ثار النزاع فيما يتعمق بمسالة االختصاص بيف محكمة إدارية ومجمس الدولة‪،‬‬
‫فاف االختصاص بالفصل فيو يعود لمجمس الدولة بكل غرفو مجتمعة‪ ،‬طبقا لما نصت‬
‫عميو المادة ‪ 808‬مف نفس القانوف في فقرتيا الثانية عمى أف "يؤوؿ الفصل في تنازع‬
‫االختصاص بيف محكمة إدارية ومجمس الدولة‪ ،‬إلى اختصاص ىذا األخير بكل غرفو‬
‫‪3‬‬
‫مجتمعة"‪.‬‬

‫لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ,‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.86 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫عدو عبد القادر‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ,‬دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.90‬‬
‫‪ -3‬فريجة حسيف‪ ،‬المبادئ األساسية في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديواف‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪348 :‬؛ سعيد بوعمي‪ ،‬المنازعات اإلدارية في ظل‬
‫القانكف الجزائري‪ ،‬دار بمقيس لمنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.87 :‬‬

‫‪211‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫واختصاص الغرؼ المجتمعة لمجمس الدولة‪ ،‬بالنظر في تنازع االختصاص بيف‬


‫محكمة إدارية ومجمس الدولة‪ ،‬كاف بناء عمى تدخل لجنة الشؤوف القانونية واإلدارية‬
‫والحريات‪ ،‬دعما الجتياد القضاء اإلدارؼ‪ ،‬واضفاء النوعية عمى ق اررات مجمس الدولة‬
‫‪1‬‬
‫المتعمقة بالفصل في تنازع االختصاص بينو وبيف المحاكـ اإلدارية‪.‬‬

‫وطبقا لممادة ‪ 32‬مف القانوف العضوؼ رقـ ‪ 01/98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماؼ ‪1998‬‬


‫المتعمق باختصاصات مجمس الدولة وتنظيمو وعممو‪ ،‬عند انعقاده كغرفة مجتمعة‪ ،‬فانو‬
‫يتشكل مف‪:‬‬

‫‪ ‬رئيس مجمس الدولة‬

‫‪ ‬نائب الرئيس‬

‫‪ ‬رؤساء الغرؼ‬

‫‪ ‬عمداء رؤساء األقساـ‬

‫وتتـ الجمسة بحضور محافع الدولة والذؼ يقدـ طمباتو المكتوبة وال يصح الفصل‬
‫إال بحضور نصف عدد أعضاء تشكيمة الغرؼ مجتمعة عمى األقل‪.‬‬

‫مع اإلشارة إلى أف شروط التنازع السمبي أو التنازع االيجابي المذكورة أعبله‪،‬‬
‫تنطبق عمى ىذه الحالة‪ .‬حيث يقوـ مجمس الدولة بغرفو المجتمعة‪ ،‬بالفصل في حالة‬
‫تنازع االختصاص الواقعة بينو وبيف محكمة إدارية كالتالي‪:‬‬

‫بربارة عبد الرحمف‪ ،‬شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ,‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات بغدادؼ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.491 :‬‬

‫‪211‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫‪ -1‬في حالة التنازع السمبي‪.‬‬

‫إذا لـ يكف ىناؾ تنازع سمبي‪ ،‬يرفض مجمس الدولة المنعقد بغرفو المجتمعة‬
‫العريضة المرفوعة أمامو‪ ،‬وبالمقابل إذا تبيف لو وجود تنازع سمبي‪ ،‬فإنو يبطل الحكـ أو‬
‫القرار الصادر عف الجية القضائية التي صرحت بعدـ اختصاصيا‪ ،‬ويحيل األطراؼ‬
‫أماـ تمؾ الجية‪.‬‬

‫‪ -2‬في حالة التنازع االيجابي‪:‬‬

‫إذا تبيف لمجمس الدولة عدـ وجود تنازع ايجابي‪ ،‬فانو يقضي برفض العريضة‬
‫المرفوعة أمامو بنفس كيفية الحالة األولى أعبله‪ ،‬ولكف إذا تبيف لو وجود تنازع ايجابي‪،‬‬
‫فانو يحدد الجية القضائية المختصة‪ ،‬ويقضي بإبطاؿ الحكـ أو القرار الصادر عف‬
‫الجية القضائية غير المختصة‪ ،‬مع اإلبقاء عمى القرار أو الحكـ الصادر عف الجية‬
‫‪1‬‬
‫القضائية المختصة‪ ،‬والذؼ يكوف محبل لمتنفيذ‪ ،‬بعد أف أصبح‪.‬‬

‫ىذا وتجدر اإلشارة إلى أنو عندما يفصل مجمس الدولة في تنازع االختصاص في‬
‫حالتيو االيجابي والسمبي‪ ،‬سواء بينو وبيف محكمة إدارية‪ ،‬أو بيف محكمة إدارية‬
‫ومحكمة إدارية أخرػ‪ ،‬فإف ق ارره يكوف نيائيا وال يقبل أؼ طعف ألؼ سبب مف‬
‫األسباب‪ ،‬ويجب عمى الجية القضائية المختصة‪ ،‬الفصل في موضوع الدعوػ دوف‬
‫‪2‬‬
‫معاودة بحث مسائل االختصاص مرة ثانية بغرض التنصل مف اختصاصيا‪.‬‬

‫لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ،‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.86 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫فريجة حسيف‪ ،‬المبادئ األساسية في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.348‬‬

‫‪212‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫ىذا وأف مجمس الدولة ال يفصل في تنازع االختصاص‪ ،‬إال بناء عمى عريضة‬
‫يقدميا المدعي أمامو‪ ،‬وال يشترط أؼ ميعاد لتقديـ العريضة‪ ،‬الف األمر يتعمق بوضع‬
‫حد إلنكار العدالة‪ ،‬إذا كاف األمر يتعمق بتنازع سمبي‪ ،‬وبوضع حد لمتناقض بيف أحكاـ‬
‫‪1‬‬
‫وق اررات قضائية فصمت في قضية واحدة‪ ،‬وتحديد الحكـ أو القرار الواجب التنفيذ‪.‬‬

‫وما ينبغي اإلشارة إليو‪ ،‬أف حاالت تنازع االختصاص أصبحت نادرة‪ ،‬بعد صدور‬
‫قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الحالي‪ ،‬وىذا بخصوص توزيع االختصاص بيف‬
‫المحاكـ اإلدارية ومجمس الدولة‪ ،‬خصوصا بعدما نص عمى نظاـ اإلحالة‪ ،‬وىذا في‬
‫المواد مف ‪ 809‬إلى ‪ 2،814‬والتي سيتـ التطرؽ إلييا الحقا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إحالة االختصاص بيف ىيئات القضاء اإلداري‪.‬‬

‫إف إحالة االختصاص مف األمور التي عالجيا المشرع الجزائرؼ في قانوف‬


‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬وتتمثل في مسألتيف أساسيتيف‪ ،‬األولى تتعمق بالبت في‬
‫مسالة االرتباط وسيتـ التفصيل فييا في المطمب األوؿ‪ ،‬أما الثانية فتتعمق بتسوية‬
‫مسائل االختصاص وسيتـ التطرؽ إلييا في المطمب الثاني‪.‬‬

‫المطمب األكؿ‪ :‬البت في مسالة االرتباط‪.‬‬

‫ويتـ البت في مسألة االرتباط بحسب ما إذا كاف االرتباط بيف محكمة إدارية‬
‫ومجمس الدولة‪ ،‬وىو ارتباط متعمق باالختصاص النوعي (فرع أوؿ)‪ ،‬وما إذا كاف بيف‬
‫محكمتيف إداريتيف‪ ،‬وىو ارتباط متعمق باالختصاص اإلقميمي (فرع ثاني)‪.‬‬

‫عادؿ بوضياؼ‪ ،‬الكجيز في شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.238 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ,‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.88 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪213‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬االرتباط بيف محكمة إدارية كمجمس الدكلة‪.‬‬

‫ويتخذ الصورتيف التاليتيف‪:‬‬

‫‪ )1‬تعمق بعض الطمبات في الدعكى الكاحدة المرفكعة أماـ المحكمة اإلدارية‬


‫باختصاص مجمس الدكلة‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 1/809‬مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عمى انو "عندما‬
‫تخطر المحكمة اإلدارية بطمبات مستقمة في نفس الدعوػ‪ ،‬لكنيا مرتبطة‪ ،‬بعضيا يعود‬
‫إلى اختصاصيا والبعض اآلخر يعود إلى اختصاص مجمس الدولة‪ ،‬يحيل رئيس‬
‫المحكمة جميع ىذه الطمبات إلى مجمس الدولة‪".‬‬

‫ومؤدػ ذلؾ أف ترفع الدعوػ اإلدارية أماـ المحكمة اإلدارية‪ ،‬وعند نظر ىذه‬
‫األخيرة لمدعوػ يقوـ احد األطراؼ في الدعوػ بتقديـ طمبات مستقمة عف الطمب أو‬
‫الطمبات األصمية المرتبطة بيا‪ ،‬ويكوف الطمب المستقل أو المقدـ أماـ المحكمة اإلدارية‬
‫يخرج عف اختصاصيا النوعي مف حيث درجة التقاضي‪ ،‬وليس مف حيث طبيعتو‪ ،‬فيو‬
‫ذو طبيعة إدارية‪ ،‬إال أف االختصاص بالفصل فيو يعود لمجمس الدولة‪ .‬فانو في ىذه‬
‫الحالة يقوـ رئيس المحكمة اإلدارية بإحالة جميع الطمبات سواء ما تعمق منيا‬
‫باختصاص المحكمة اإلدارية أو باختصاص مجمس الدولة إلى مجمس الدولة عمى‬
‫أساس االرتباط‪ ،‬ولو كانت مستقمة عف بعضيا‪ ،‬الف األمر يتعمق بارتباط ىذه‬
‫الطمبات‪ 1،‬عمبل بالمبدأيف التالييف‪:‬‬

‫عادؿ بوضياؼ‪ ،‬الكجيز في شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.239 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪214‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫‪ ‬مبدأ وجوب الفصل في النزاع مف طرؼ قاض واحد‪ ،‬تفاديا لتناقض األحكاـ‬
‫والق اررات‪.‬‬

‫‪ ‬مبدأ مف يستطيع القميل يستطيع الكثير‪ ،‬ويتمثل في كونو إذا كاف مجمس الدولة‬
‫مختصا كقاضي أوؿ درجة بالفصل في بعض الطمبات المرفوعة أماـ المحكمة‬
‫اإلدارية‪ ،‬فانو مف باب أولى يستطيع الفصل في الطمبات األخرػ المرتبطة بيا‪،‬‬
‫والمرفوعة أماـ المحكمة اإلدارية والتي ىي مف اختصاصيا‪.‬‬

‫لذلؾ توجب عمى رئيس المحكمة اإلدارية‪ ،‬أف يحيل جميع الطمبات إلى مجمس‬
‫‪1‬‬
‫الدولة لمفصل فييا بقرار واحد‪.‬‬

‫ومثاؿ ذلؾ أف يقوـ شخص برفع دعوػ ضد قرار والئي صادر عف الوالي‪ ،‬مطالبا‬
‫بإلغائو أماـ المحكمة اإلدارية‪ ،‬وفي نفس الوقت يطالب بإلغاء قرار وزارؼ أسس عميو‬
‫قرار الوالي أماـ مجمس الدولة‪ ،‬فالمبلحع ىنا أف المحكمة اإلدارية ىي المختصة‬
‫بصفتيا قاضيا ألوؿ درجة لمفصل في دعوػ اإللغاء المرفوعة ضد قرار الوالي‪ ،‬لكف‬
‫االختصاص يعود لمجمس الدولة وحده‪ ،‬بصفتو قاضيا ألوؿ درجة لمفصل في دعوػ‬
‫إلغاء القرار الوزارؼ‪ ،‬وتبعا لذلؾ ولوجود االرتباط‪ ،‬يأمر رئيس المحكمة اإلدارية بإحالة‬
‫الطمبيف إلى مجمس الدولة لمفصل فييما بقرار واحد‪ 2،‬وقد اقر مجمس الدولة الفرنسي‬
‫ذلؾ في ق ارره بأنو‪" :‬ال يمكف االعتراؼ بعبلقة ارتباط إال بيف طمبات تكوف في الدرجة‬

‫لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ،‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.90 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.90 :‬‬

‫‪215‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫نفسيا لممحاكمة‪ ،‬مثل طمبيف مف الدرجة األولى‪ ،‬أو مابيف طمبيف في االستئناؼ‪ ،‬وال‬
‫يمكف أف يوجد ارتباط ما بيف طمب مف الدرجة األولى واستئناؼ‪ ،‬أو طعف بالنقض"‪.1‬‬

‫‪ )2‬تعمق الطمب في الدعكى المرفكعة أماـ المحكمة اإلدارية بدعكى أخرى مف‬
‫اختصاص مجمس الدكلة‪.‬‬

‫وتنص عمييا الفقرة الثانية مف المادة ‪ 809‬مف نفس القانوف‪ ،‬عمى انو‪" :‬عندما‬
‫تخطر المحكمة اإلدارية بطمبات بمناسبة النظر في دعوػ تدخل في اختصاصيا‪،‬‬
‫وتكوف في نفس الوقت مرتبطة بطمبات مقدمة في دعوػ أخرػ مرفوعة أماـ مجمس‬
‫الدولة وتدخل في اختصاصو‪ ،‬يحيل رئيس المحكمة تمؾ الطمبات أماـ مجمس الدولة"‪.‬‬
‫ومفاد ذلؾ أف ترفع الدعوػ أماـ المحكمة اإلدارية‪ ،‬وبالموازاة ليا تـ رفع دعوػ أخرػ‬
‫أماـ مجمس الدولة‪ ،‬وعند نظر الدعوػ أماـ المحكمة اإلدارية‪ ،‬تـ تقديـ طمبات مرتبطة‬
‫بطمبات ىذه الدعوػ‪ ،‬ولكنيا تدخل في اختصاص ىذه األخيرة‪ ،‬وىذا عمى خبلؼ الفقرة‬
‫األولى أيف يتـ تقديـ طمبات تكوف مرتبطة ومستقمة ولكنيا ال تدخل في اختصاصيا‪،‬‬
‫وفي ىذه الحالة يقوـ رئيس المحكمة اإلدارية بإحالة ىذه الطمبات وليس جميعيا إلى‬
‫‪2‬‬
‫مجمس الدولة‪.‬‬

‫ومثاؿ ذلؾ أف ترفع دعوػ تعويض ضد قرار إدارؼ مركزؼ أماـ المحكمة‬
‫اإلدارية‪ ،‬في حيف أف دعوػ إلغاء ىذا القرار مرفوعة أماـ مجمس الدولة‪ ،‬ولوجود ارتباط‬
‫بيف الدعوييف الف الفصل في دعوػ التعويض يتوقف عمى مصير الفصل في دعوػ‬

‫‪1‬‬
‫قرار مجمس الدولة الفرنسي في ‪ 06‬أكتوبر ‪ ،1961‬قضية ‪ ،Demarze‬مقتبس عف لحسيف بف‬
‫شيخ آث ممويا‪ ،‬قانوف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.93 :‬‬
‫عادؿ بوضياؼ‪ ،‬الكجيز في شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.239 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪216‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫اإللغاء‪ ،‬فإف عمى رئيس المحكمة أف يحيل الطمب إلى مجمس الدولة ليقوـ ىذا األخير‬
‫بالفصل في الدعوييف بقرار واحد‪ 1،‬وقد اقر مجمس الدولة الفرنسي ذلؾ بقرار لو يقضي‬
‫بوجود ارتباط ما بيف طمب ييدؼ إلى إبطاؿ قرار لتجاوزه لمسمطة‪ ،‬وطمب التعويض‬
‫‪2‬‬
‫الرامي إلى إصبلح الضرر الناتج عف ذلؾ القرار‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االرتباط بيف محكمتيف إداريتيف‪.‬‬

‫وىو أيضا يتخذ احد الصورتيف‪:‬‬

‫‪ )1‬دعكى كاحدة كطمبات تخص إقميـ محكمة أخرى‪.‬‬

‫وقد نصت عمى ذلؾ المادة ‪ 810‬مف نفس القانوف‪ ،‬عمى أف "تختص المحكمة‬
‫اإلدارية إقميميا بالفصل في الطمبات التي تعود إلى اختصاصيا اإلقميمي‪ ،‬وفي الطمبات‬
‫المرتبطة بيا التي يعود االختصاص اإلقميمي فييا إلى محكمة إدارية أخرػ"‪ .‬وبياف‬
‫ذلؾ انو في حالة ما إذا تـ رفع دعوػ إدارية أماـ محكمة إدارية كانت مختصة إقميميا‬
‫بالفصل في ىذه الدعوػ‪ ،‬وتـ تقديـ طمبات لمفصل فييا‪ ،‬وفي نفس الدعوػ تـ تقديـ‬
‫طمبات مرتبطة بالطمبات األصمية في الدعوػ ولكنيا غير مختصة بالفصل فييا‬
‫إقميميا‪ ،‬أؼ أنيا مختصة بالفصل في بعض الطمبات وغير مختصة إقميميا بالفصل في‬
‫البعض اآلخر مف الطمبات المرتبطة بيا‪ ،‬فقد أجاز المشرع لممحكمة اإلدارية غير‬
‫المختصة إقميميا‪ ،‬أف تفصل في الطمبات المرتبطة بالطمبات التي تكوف المحكمة‬

‫لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ,‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫قرار مجمس الدولة الفرنسي في ‪ 07‬ديسمبر ‪ ،1962‬قضية السيدة ‪ ,Coursières‬نقال عف‪:‬‬
‫لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.94 :‬‬

‫‪217‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫مختصة إقميميا بالفصل فييا‪ ،‬وىذا لتوحيد الجية وتسييل التقاضي وتحقيق انسجاـ‬
‫األحكاـ‪ ،‬األمر الذؼ أدػ بالمشرع إلى أف يخرج عف قاعدة تعمق االختصاص اإلقميمي‬
‫‪1‬‬
‫بالنظاـ العاـ ليجيز ذلؾ بنص صريح‪.‬‬

‫وما ينبغي بيانو في ىذا الشأف‪ ،‬أف ىذه الحالة أصبحت ال قيمة ليا مف جية‬
‫التطبيق بعد صدور قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الحالي‪ ،‬ولـ يؤخذ فيو بنظاـ‬
‫الغرؼ اإلدارية الجيوية كما كاف عميو الحاؿ في القانوف القديـ‪ ،‬ايف كاف الطعف‬
‫باإللغاء ضد الق اررات الصادرة عف الواليات مف اختصاص الغرؼ اإلدارية الجيوية‪،‬‬
‫في حيف كانت دعوػ القضاء الكامل بخصوص دعوػ التعويض عف الضرر الناتج‬
‫‪2‬‬
‫عف صدور مثل تمؾ الق اررات مف اختصاص الغرؼ اإلدارية االبتدائية‪.‬‬

‫‪ )2‬دعكييف كطمبات مرتبطة باالختصاص اإلقميمي لكل محكمة‪.‬‬

‫وىذه الحالة نصت عمييا المادة ‪ 811‬مف ذات القانوف‪ ،‬عمى أنو "عندما تخطر‬
‫محكمتاف إداريتاف في آف واحد بطمبات مستقمة لكنيا مرتبطة وتدخل في االختصاص‬
‫اإلقميمي لكل منيما‪ ،‬يرفع رئيسا المحكمتيف تمؾ الطمبات إلى مجمس الدولة‪ .‬يخطر كل‬
‫رئيس محكمة إدارية الرئيس اآلخر بأمر اإلحالة‪ .‬يفصل رئيس مجمس الدولة بأمر في‬
‫االرتباط إف وجد‪ ،‬ويحدد المحكمة أو المحاكـ المختصة لمفصل في الطمبات"‪.‬‬

‫بعد إخطار المحكمة اإلدارية باف ىناؾ طمبات مرتبطة ومستقمة عف الطمبات‬
‫المقدمة أماميا وأنيا مرتبطة بطمبات قدمت أماـ محكمة أخرػ‪ ،‬وأنيا مختصة إقميميا‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.188 :‬‬
‫لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ،‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.96 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪218‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫بالفصل في تمؾ الطمبات ونفس الشيء بالنسبة لممحكمة اإلدارية األخرػ‪ ،‬يقوـ رئيسا‬
‫المحكمتيف بإحالة تمؾ الطمبات إلى مجمس الدولة‪ ،‬ويقوـ كل رئيس قاـ بإجراء اإلحالة‬
‫‪1‬‬
‫بإخطار الرئيس اآلخر بأمر اإلحالة‪.‬‬

‫يقوـ رئيس مجمس الدولة بالفصل في مسالة االرتباط بأمر يحدد فيو المحكمة‬
‫المختصة بالفصل في الطمبات‪ ،‬والغاية مف ذلؾ تجنب صدور حكميف في طمبات‬
‫مرتبطة قد يؤدؼ الحكـ فييا منفصمة إلى تناقضيا أو صعوبة تنفيذىا‪ ،‬لذلؾ فمسالة‬
‫االرتباط تحتـ ترؾ المجاؿ لممحكمة المختصة إقميميا لمفصل في تمؾ الطمبات‪ ،‬دوف‬
‫نكراف اختصاص المحاكـ األخرػ لمفصل في ىذه الطمبات‪ ،‬وانما ىي مسالة إجرائية‬
‫لتحقيق النفع مف المجوء إلى مرفق القضاء لحل النزاع‪ ،‬وليس لتعقيده أو إثقاؿ كاىل‬
‫‪2‬‬
‫المتقاضي‪.‬‬

‫واالختبلؼ بيف نص المادتيف ‪ 810‬و‪ 811‬أعبله‪ ،‬يتجمى في أف نص المادة‬


‫‪ 810‬ال ينصرؼ إلى تقديـ الطمبات المرتبطة التي ال يعود االختصاص اإلقميمي‬
‫لممحكمة لمفصل فييا أماـ محكمتيف في نفس الوقت‪ ،‬وانما رفعت إلى محكمة واحدة‬
‫فقط‪ .‬أما في نص المادة ‪ 811‬فاف الطمبات قد رفعت إلى المحكمتيف‪ ،‬وأماـ كل‬
‫محكمة مجموعة مف الطمبات التي ال يعود االختصاص اإلقميمي لممحكمة لمفصل‬
‫‪3‬‬
‫فييا‪.‬‬

‫سائح سنقوقة‪ ،‬شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار اليدػ لمطباعة والنشر‬ ‫‪1‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.1041 :‬‬


‫لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ،‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.96 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫عادؿ بوضياؼ‪ ,‬الكجيز في شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.240 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪219‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫والجدير بالذكر أف اإلحالة المنصوص عمييا في المادتيف ‪ 809‬و‪ 811‬أعبله‬


‫عمى مجمس الدولة‪ ،‬ال تسمب المحكمة اإلدارية االختصاص لمفصل في الطمبات‬
‫المرتبطة‪ ،‬وال تعني تخمي المحكمة اإلدارية عف الفصل في الدعوػ‪ ،‬وانما مجمس‬
‫الدولة ىو مف يحدد المحكمة المختصة بالفصل في ىذه الطمبات‪ ،‬ويضاؼ إلى ذلؾ‬
‫أف يتعيف إرجاء الفصل في الخصومة إلى غاية صدور أمر الفصل في مسالة االرتباط‬
‫مف مجمس الدولة‪ ،‬كما أف المشرع رتب عمى األمر الصادر مف رئيس مجمس الدولة‬
‫‪1‬‬
‫في مسالة االرتباط عدـ القابمية ألؼ طريق مف طرؽ الطعف‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تسكية مسائل االختصاص‪.‬‬

‫وتتـ تسوية مسائل االختصاص عف طريق مرحمتيف‪ ،‬تتمثل األولى في تحويل‬


‫الممف إلى مجمس الدولة (فرع أوؿ)‪ ،‬وتتمثل الثانية في الفصل في مسألة االختصاص‬
‫مف طرؼ مجمس الدولة (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬تحكيل الممف إلى مجمس الدكلة‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 813‬في فقرتيا األولى‪ ،‬عمى انو‪" :‬عندما تخطر إحدػ المحاكـ‬
‫بطمبات ترػ أنيا مف اختصاص مجمس الدولة‪ ،‬يحوؿ رئيس المحكمة الممف في اقرب‬
‫اآلجاؿ إلى مجمس الدولة"‪.‬‬

‫ومنو إذا تبيف لممحكمة اإلدارية باف الطمبات المرفوعة أماميا مف اختصاص‬
‫مجمس الدولة‪ ،‬فاف عمى رئيس المحكمة أف يأمر بتحويل أو إرساؿ الممف في اقرب‬
‫اآلجاؿ إلى مجمس الدولة‪.‬‬

‫عادؿ بوضياؼ‪ ،‬الكجيز في شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.241 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪221‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫ويتـ إرساؿ الممف بموجب أمر يصدره رئيس المحكمة اإلدارية‪ ،‬سواء كانت القضية‬
‫عمى مستوػ التحقيق‪ ،‬أو بعد قفل التحقيق‪ ،‬أو أثناء جمسة المرافعة‪ ،‬وال يوجد ما يمنع‬
‫‪1‬‬
‫مف أف تصدر اإلحالة أماـ مجمس الدولة بواسطة حكـ تنطق بو التشكيمة الجماعية‪،‬‬
‫وتبعا لذلؾ فقد اقر مجمس الدولة الفرنسي في إحدػ ق ارراتو بأنو‪" :‬يمكف أف ينطق‬
‫باإلحالة بواسطة حكـ صادر عف تشكيمة جماعية‪ ،‬وكذا بأمر‪ ،‬ويكوف كبلىما غير‬
‫‪2‬‬
‫قابل ألؼ طعف"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الفصل في مسالة االختصاص مف طرؼ مجمس الدكلة‪.‬‬

‫عندما يصل الممف إلى مجمس الدولة‪ ،‬وتكوف القضية غير مييأة لمفصل فييا‪،‬‬
‫يقوـ ىذا األخير بإحدػ غرفو أو أحد أقسامو بمواصمة التحقيق‪ ،‬وبعد ذلؾ يتخذ إحدػ‬
‫االجرائيف التالييف‪:‬‬

‫‪ ‬إذا تبيف لو بأنو مختص نوعيا لمفصل في القضية المحالة إليو‪ ،‬فانو يفصل فييا‬
‫طبقا لمقانوف‪ ،‬وىذا مف جية الشكل والموضوع‪ ،‬أو مف جية الشكل فقط عند‬
‫االقتضاء‪.‬‬

‫‪ ‬أما إذا تبيف لو باف القضية ال تدخل في اختصاصو النوعي‪ ،‬فينا يفصل مجمس‬
‫الدولة في مسالة االختصاص‪ ،‬ويصرح بعدـ اختصاصو‪ ،‬مع األمر بتحديد‬

‫لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ،‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪101 :‬؛ عمار بوضياؼ‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.188 :‬‬


‫‪2‬‬
‫قرار مجمس الدولة الفرنسي في ‪ 30‬مارس ‪ ،1984‬قضية شركة ‪ ،Coignet Pacifique‬نقال‬
‫عف‪ :‬لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ،‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.102 :‬‬

‫‪221‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫المحكمة اإلدارية المختصة لمفصل في كل الطمبات‪ ،‬أو في جزء منيا‪ ،‬ويحيل‬


‫القضية أماميا‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 813‬في فقرتيا الثانية‪ ،‬عمى أف‪:‬‬
‫"يفصل مجمس الدولة في االختصاص‪ ،‬ويحدد عند االقتضاء المحكمة اإلدارية‬
‫‪1‬‬
‫المختصة لمفصل في كل الطمبات أو في جزء منيا"‪.‬‬

‫واذا أمر مجمس الدولة بإحالة القضية إلى محكمة إدارية لمفصل في النزاع‪ ،‬أو في‬
‫جزء منو بعد أف رأػ بأنيا ىي المختصة‪ ،‬فاف ىذا األمر غير قابل ألؼ طعف‪ ،‬ومف‬
‫باب أولى ال يجوز ليا التصريح بعدـ اختصاصيا‪ ،‬طبقا لما نصت عميو المادة ‪814‬‬
‫عمى انو‪" :‬عندما يفصل مجمس الدولة في االختصاص‪ ،‬يحيل القضية أماـ المحكمة‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارية المختصة‪ ،‬وال يجوز ليذه األخيرة التصريح بعدـ اختصاصيا" ‪.‬‬

‫ومف التطبيقات القضائية ما اقره مجمس الدولة الفرنسي بأنو‪" :‬يستطيع رئيس‬
‫محكمة إدارية والمرفوعة أمامو دعوػ مف اجل وقف تنفيذ قرار‪ ،‬والذؼ يرجع‬
‫االختصاص لمفصل فيو لمجمس الدولة كأوؿ وآخر درجة‪ ،‬أف يرفض الدعوػ ألنيا‬
‫مقدمة أماـ جية قضائية غير مختصة (قاضي االستعجاؿ)‪ ،‬أو إحالتيا عمى مجمس‬
‫‪3‬‬
‫الدولة"‪.‬‬

‫لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ،‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.102 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫فريجة حسيف‪ ،‬المبادئ األساسية في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪350‬؛ بربارة عبد الرحمف‪ ،‬شرح قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.494 :‬‬
‫‪3‬‬
‫قرار مجمس الدولة الفرنسي في ‪ 19‬جواف ‪ ،2001‬قضية ‪ ،Barège‬نقال عف‪ :‬لحسيف بف شيخ آث‬
‫ممويا‪ ،‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.103 :‬‬

‫‪222‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫وما أقره كذلؾ بأنو‪" :‬عندما يحيل رئيس قسـ المنازعات بمجمس الدولة لممحكمة‬
‫اإلدارية القضية فصد محاكمتيا في أوؿ درجة‪ ،‬فاف ىذه اإلحالة في االختصاص‬
‫تفرض نفسيا بالنسبة لبلختصاص اإلقميمي‪ ،‬وال تستطيع المحكمة أعبله التصريح بعدـ‬
‫‪1‬‬
‫اختصاصيا"‪.‬‬

‫خػ ػػػاتمػػة‪.‬‬

‫مف خبلؿ كل ما سبق‪ ،‬نستنتج أنو رغـ تحديد المشرع الجزائرؼ الختصاص‬
‫المحاكـ اإلدارية النوعي منيا واإلقميمي‪ ،‬واختصاص مجمس الدولة‪ ،‬سواء في القانوف‬
‫المتعمق بالمحاكـ اإلدارية‪ ،‬أو القانوف العضوؼ المتعمق باختصاصات مجمس الدولة‪،‬‬
‫أو في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬إال أف ىذا ال يمنع مف حدوث تنازع في‬
‫االختصاص بنوعيو االيجابي والسمبي‪ ،‬أو ارتباط في الطمبات‪ ،‬أو مشاكل متعمقة‬
‫بمسائل االختصاص‪ ،‬وعمى ىذا األساس فقد نص المشرع الجزائرؼ في قانوف‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬عمى الحموؿ التي يمكف معيا معالجة مثل ىذه المسائل‪،‬‬
‫عف طريق ما يسمى بنظاـ اإلحالة‪ ،‬لكف المبلحع ىنا أف المشرع قد خوؿ لمجمس‬
‫الدولة وحده سمطة الفصل في ىذه المسائل‪ ،‬حتى واف كاف ىو ضمف ىذا التنازع‪،‬‬
‫وذلؾ راجع لسببيف اثنيف وىما‪:‬‬

‫‪ )1‬أف مجمس الدولة يعتبر الجية المقومة ألعماؿ ىيئات القضاء اإلدارؼ‪ ،‬فيو عمى‬
‫قمة الجياز القضائي اإلدارؼ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قرار مجمس الدولة الفرنسي في ‪ 10‬جويمية ‪ ،1996‬قضية ‪ ,Dody‬نقال عف‪ :‬لحسيف بف شيخ آث‬
‫ممويا‪ ،‬قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.103 :‬‬

‫‪223‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫‪ )2‬أنو ال توجد في البنية التحتية االبتدائية سوػ المحاكـ اإلدارية‪ ،‬وال توجد محاكـ‬
‫إدارية إستئنافية‪ ،‬أو جيوية ىذه األخيرة التي كانت موجودة سابقا في شكل غرؼ‬
‫جيوية عمى مستوػ المجالس القضائية‪ ،‬وكانت تتولى ميمة الفصل في تنازع‬
‫االختصاص بيف محكمتيف إداريتيف‪ ،‬والباقي كاف يترؾ لمجمس الدولة‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪.‬‬

‫أكال‪ :‬النصكص القانكنية‪.‬‬

‫‪ -‬دستور ‪.1996‬‬

‫‪ -‬القانوف العضوؼ رقـ ‪ ،01/98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماؼ ‪ ،1998‬المتعمق باختصاصات مجمس‬


‫الدولة وتنظيمو وعممو‪ ،‬ج ر عدد ‪.37‬‬

‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ 02/98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماؼ ‪ ،1998‬المتعمق بالمحاكـ اإلدارية‪ ،‬ج ر عدد‬


‫‪.37‬‬

‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفرؼ ‪ ،2008‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية‬


‫واإلدارية‪ ،‬ج ر عدد ‪.21‬‬

‫ثانيا‪ :‬الكتب‪.‬‬

‫‪ -‬بربارة عبد الرحمف‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات‬
‫بغدادؼ‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ -‬نبيل صقر‪ ،‬الوسيط في شرح قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار اليدػ‬
‫لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪224‬‬
‫أ‪ .‬كـنــتــاوي عبد اهلل‬ ‫تنازع االختصاص ونظام اإلحالة بين هيئات القضاء اإلداري ‪....‬‬

‫‪ -‬لحسيف بف شيخ آث ممويا‪ ،‬قانوف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -‬عادؿ بوضياؼ‪ ،‬الوجيز في شرح قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬كميؾ لمنشر‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪ -‬عدو عبد القادر‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2012‬‬

‫‪ -‬عمار بوضياؼ‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬جسور لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -‬فريجة حسيف‪ ،‬المبادغ األساسية في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -‬سائح سنقوقة‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار اليدػ لمطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ -‬سعيد بوعمي‪ ،‬المنازعات اإلدارية في ظل القانوف الجزائرؼ‪ ،‬دار بمقيس لمنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2014‬‬

‫‪225‬‬

You might also like