You are on page 1of 16

‫ورقة حبثية بعنوان‪:‬‬

‫التحكمي التجاري‬
‫املفهوم والإجراءات‬

‫اإعداد‪ :‬خادل الطراونة‪ /‬رئيس وحدة الاستشارات القانونية والترشيعات‪.‬‬


‫اإدارة الس ياسات وادلراسات الاقتصادية ‪-‬غرفة جتارة عامن‪.‬‬

‫ترشين اثين‪7102-‬‬

‫‪1‬‬
‫المحتوى‬

‫المحور األول‪ :‬مفهوم التحكيم‬


‫مقدمة ‪)3(........................................................................................‬‬
‫مدلول التحكيم‪)4(................................................................................‬‬
‫تعريف التحكيم ‪)5(..............................................................................‬‬
‫المنازعات التي تقبل التحكيم ‪)6(...............................................................‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬اتفاق التحكيم‬


‫الشروط الالزمة لصحة اتفاق التحكيم ‪)6(.....................................................‬‬
‫اثار اتفاق التحكيم ‪)8(...........................................................................‬‬
‫العالقة بين اتفاق التحكيم؛ والعالقة االصلية بين األطراف ‪)8(...............................‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬إجراءات التحكيم‬


‫افتتاح إجراءات التحكيم ‪)9(.....................................................................‬‬
‫ماهية طلب التحكيم ‪)9(..........................................................................‬‬
‫طرح النزاع على هيئة التحكيم ‪)9(.............................................................‬‬
‫التدخل في خصومة التحكيم ‪)11(................................................................‬‬
‫تقديـم المستندات ‪)11(............................................................................‬‬
‫تعديل الطلبات ‪)11(..............................................................................‬‬
‫المرافعة امام هيئة التحكيم ‪)11(.................................................................‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬بطالن التحكيم‬


‫حكم التحكيم ‪)11(.................................................................................‬‬
‫دعوى بطالن حكم التحكيم ‪)11(.................................................................‬‬
‫األسباب التي يجب نوافرها لرفع دعوى البطالن ‪)13(.........................................‬‬
‫ميعاد إقامة دعوى البطالن ‪)14(.................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫يعــد التحكــيم مــن أهــم طــرق فــا المنازعــات المدنيــة والتجاريــة فــي الوقــت الــراهن‬
‫علــى الصــعيدين المحلــي وا قليمــي‪ ،‬لمــا يتميــز بــل مــن الســرعة فــي الفصــل فــي‬
‫المنازعات‪ ،‬والكلفة الغير مبالغ فيها والتخصص المطلوب في المحكمين‪.‬‬

‫فــالتحكيم قوامــل الخــروع علــى طــرق التقاضــي العاديــة ويعتمــد علــى أن أطــراف‬
‫النــزاع هــم أنفســهم مــن يختــارون قضــاتهم والتــي تســمى هيئــة التحكــيم‪ ،‬بــدالم مــن‬
‫االعتمــاد علــى التن ــيم القضــائي للبلــد التــي يقيمــون بهــا‪ ،‬ف ـإن وجــود ن ــام التحكــيم‬
‫فــي الدولــة يعــد عــامالم مهمــا مــن عوامــل جــتب االســتثمارات األجنبيــة لهــا ممــا يســهم‬
‫في تعزيز المن ومة االقتصادية على حد سواء‪.‬‬

‫يــوفر التحكــيم للجهــات المســتثمرض ضــمانات قــد ال تتحصــل عليهــا إتا انطبقــت علــى‬
‫معامالتهــا قواعــد التقاضــي أمــام المحــاكم‪ ،‬فهــو ــاهرض العصــر الــتي تطالــب بــل‬
‫المن مـــات الدوليـــة لمـــا فيـــل اختصـــارام للوقـــت‪ ،‬والجهـــد‪ ،‬وا جـــراءات‪ ،‬وحمايـــة‬
‫لألمــوال واالســتثمارات؛ الســيما أن التحكــيم يعــد أحــد أهــم طــرق الدولــة فــي جــتب‬
‫االستثمارات األجنبية عابرض الحدود‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المحور األول‪ :‬مفهوم التحكيم‬
‫مدلول التحكيم‪:‬‬
‫لقد عمل الفقل والتشريع على تحديد المقصود “بن ام التحكيم” كأسلوب بديل لحل النزاعات‪ ،‬وبناء‬
‫عليل سوف أحدد ما المقصود بن ام التحكيم من خالل ما ورد في الفقل والتشريع ثم نحاول من خالل‬
‫هته التعاريف تبيان الخصائص المميزض لهتا الن ام‪.‬‬

‫تعريف التحكيم‪.‬‬
‫التحكيم ً‬
‫لغة‪:‬‬
‫التحكيم في اللغة مصدر حكم‪ ،‬فالحاء والكاف والميم أصل وأحد‪ ،‬وهو المنع؛ يقال حكم فالن في كتا‬
‫إتا جعل أمره إليل‪ ،‬ومن معاني التحكيم التفويا في الحكم‪ ،‬فهو مأخوت من حكم‪ ،‬وأحكم‪ ،‬فاستحكم‪،‬‬
‫أي صار محكما م في مالل "تحكيما"‪ ،‬إتا جعل إليل الحكم فيل‪ ،‬فاحتكم على تلك‪ ،‬قال ابن من ور‪:‬‬
‫"حكموه بينهم أي‪ :‬أمروه أن يحكم بينهم‪ ،‬ويقال حكمنا فالن فيما بيننا أي أجزنا حكمل بيننا"‪ ،‬فالتحكيم‬
‫(‪)1‬‬
‫في اللغة هو التفويا؛ أي جعل األمر إلى الغير ليحكم ويفصل فيل‪.‬‬
‫التحكيم اصطالحاً‪:‬‬
‫لبيان المعنى االصطالحي للتحكيم ال بد من التطرق لتعريف التحكيم في الفقل ا سالمي وفي القانون‬
‫المدني‪.‬‬

‫تعريف التحكيم في الفقه اإلسالمي‪:‬‬


‫إن عملية التحكيم قديمة قدم وجود ا نسان وقد عرفت العرب التحكيم قبل ا سالم ومن أشهر قضايا‬
‫التحكيم في تاريخ العرب هي حادثة الحجر األسود عندما حكم الرسول "صلى هللا عليل وسلم" بين‬
‫المتنازعين على وضع الحجر األسود عندما كانوا يعيدون بناء الكعبة‪.‬‬
‫أجاز ا سالم التحكيم في الشؤون االجتماعية والعائلية والمالية‪ ،‬وكتلك المسائل المتعلقة باألموال‬
‫والتي ي هر جليا م في قولل تعالى‪" :‬إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإتا حكمتم بين الناس‬
‫أن تحكموا بالعدل إن هللا نعما يع كم بل إن هللا كان سميعا بصيرا" (‪.)1‬‬
‫وأكدت السنة النبوية الشريفة على اعتماد النهج التحكيمية فقد قبل الرسول (صلعم) أن يكون حكما م في‬
‫إحدى القضايا التي عرضت عليل‪ ،‬وقد أجمع صحابة النبي على االعتراف بصحة وقد اتبعل الخلفاء‬
‫الراشدون فيما تعلق بالنزاعات المتعلقة باألموال‪ ،‬وقد كان االجماع أكثر وضوحا م فيما يتعلق بتحديد‬
‫(‪)3‬‬
‫التحكيم وتحديد ميدان تطبيقل‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لسان العرب ابن من ور‬ ‫‪.1‬‬
‫اآلية (‪ )58‬من سورض النساء‬ ‫‪.1‬‬
‫موسوعة التحكيم في البالد العربية‪ /‬عبد الحميد االحدب ص ‪11‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪4‬‬
‫فالتحكيم طبقا م لقواعد الفقل ا سالمي هو وسيلة بديلة لحل المنازعات بعيداَ عن االلتجاء إلى القضاء‪.‬‬

‫تعريف التحكيم في القانون‪:‬‬


‫التحكيم هو ن ام قانوني بديل للقضاء في حسم المنازعات‪ ،‬فأطراف النزاع ال يرغبون بعرا نزاعهم‬
‫على قضاء الدولة‪ ،‬وإنما يرغبون في إقامة محكمتهم الخاصة التي يختارونها بأنفسهم‪ ،‬فهو طريق‬
‫استثنائي لفا المنازعات بين أطراف ارتضوا عملية التحكيم‪ ،‬وقد جاء قانون التحكيم لين م هته‬
‫العملية برمتها‪ ،‬وهنا تجدر ا شارض إلى المصادر التي التجأت إليها الدول العربية لوضع قانون التحكيم‬
‫لديها‪.‬‬
‫ففي عام (‪ )1983‬أقرت لجنة القانون التجاري الدولي المنبثقة عن الجمعية العامة لألمم المتحدض‬
‫قواعد (اليونسترال) وتسمى القانون النموتجي للتحكيم‪ ،‬وهي قواعد غير ملزمة ألحد ولكنها عبارض‬
‫عن قواعد استرشاديل تسترشد بها الدول التي تريد أن تضع لها قانونا م للتحكيم فانقسمت الدول العربية‬
‫إلى ثالثة أقسام بالنسبة لقانون التحكيم لديها‪:‬‬

‫‪ ‬قسم من الدول العربية سار مباشرض وأخت بها إما بحرفتيها أو مع بعا التعديل ومن أوائل‬
‫هته الدول اليمن تليها مصر واألردن في نفس السنة والبحرين وعمان والسعودية‪.‬‬
‫‪ ‬القسم اآلخر لم يأخت بقواعد (اليونسترال) وإنما سار على نهج القانون الفرنسي ومن أبرز‬
‫هته القوانين القانون اللبناني والقانون الجزائري والقانون المغربي والقانون التونسي‪.‬‬
‫‪ ‬والقسم األخير لم يأخت بقواعد (اليونسترال) وال القانون الفرنسي وما زالت تعمل بقانون‬
‫المرافعات القديم لديها ومنها ا مارات العربية المتحدض فهناك العديد من االتفاقيات الدولية‬
‫التي تن م عملية التحكيم في دولة ا مارات العربية المتحدض‪.‬‬
‫ومن هنا جاء تعريف التحكيم كطريق استثنائي لفا المنازعات وهنا ال بد من ا شارض إلى أن كلمة‬
‫استثنائي هي كلمة حديثة فكان التحكيم تاريخيا م هو األصل‪ ،‬فأصبح استثنا مء ولكن هتا االستثناء‬
‫المعاصر فيل شبل من األصل الماضي‪.‬‬
‫المنازعات التي تقبل التحكيم‪:‬‬
‫ليست كل المنازعات تقبل التحكيم فقد تم تقسيم المنازعات من حيث قبولها أو عدم قبولها ألن تكون‬
‫محالم للتحكيم إلى ثالثة أقسام كالتالي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬نزاعات تقبل التحكيم على اإلطالق‪.‬‬


‫وهي ما تسمى بمنازعات الحقوق الخاصة فالتحكيم يقبل في المنازعات التي يستطيع أصحابها التنازل‬
‫عن الحقوق التي يمتلكونها إال أن هناك طائفة من الحقوق ال تقبل التنازل من الحقوق الخاصة وهي‬
‫منازعات األحوال الشخصية‪ ،‬وهنا ال بد من ا شارض إلى أن أحوال االنسان تقسم إلى نوعين أحوال‬
‫شخصية وأحوال عينية‪ ،‬فاألحوال العينية هي األحوال المرتبطة بالمال واألحوال الشخصية هـــــــي‬

‫‪5‬‬
‫األحوال المرتبطة بحالة االنسان نفسل مثل "الجنس‪ ،‬والجنسية‪ ،‬والحالة العائلية‪ ،‬والزواع‪ ،‬والطالق‬
‫والنفقة"‪ ،‬وهته األحوال الشخصية ال يجوز فيها التحكيم‪ ،‬فالقاعدض األساسية التي تقول إنل ال يقبل‬
‫التحكيم اال فيما يقبل فيل الصلح‪ ،‬وهنا يجب التفرقة بين التحكيم والصلح والتحكيم بالقضاء والتحكيم‬
‫بالصلح‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬نزاعات ال تقبل التحكيم اطالقا ً‪.‬‬

‫وهي ما يسمى بمنازعات الحق العام‪ ،‬أي المنازعات الجنائية وهنا يجب ا شارض أنل وفي بعا‬
‫الحاالت يمكن أن ينبثق عن الجريمة حق خاص‪ ،‬وهتا الحق يمكن التحكيم فيل مثل الحق في التعويا‪،‬‬
‫فيصلح أن يكون محالم للتحكيم وهنا الفعل الواحد قد يرتب حقان حق عام ال يقبل التحكيم فيل وحق‬
‫خاص يمكن التحكيم فيل والحق العام ال يقبل التحكيم ألنل ال يقبل التنازل فيل وال يمكن القول بأن العفو‬
‫العام تنازل عن الحق العام ألنل عفو عن العقوبة وليس محوام للجريمة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬نزاعات تقبل التحكيم بشروط‪.‬‬

‫وهي المنازعات ا دارية‪ ،‬وتعني المنازعات ا دارية المنازعات التي تكون الدولة طرف فيها‬
‫والطرف االخر فرد عادي أو جهاز من أجهزض الدولة فيمكن أن تكون المنازعة ا دارية بين جهازين‬
‫من أجهزض الدولة وهته المنازعات ا دارية تقبل التحكيم ولكن بشرط موافقة جهة معينة‪ ،‬ولكن هته‬
‫الجهة تختلف من دولة إلى أخرى‪ ،‬فعلى سبيل المثال في المملكة العربية السعودية ال بد من موافقة‬
‫الملك شخصيا م على التحكيم في هته المنازعات وفي لبنان يمكن التحكيم في هته المنازعات ولكن‬
‫بشرط موافقة رئيس الوزراء وفي مصر يقبل التحكيم في هته المنازعات بشرط موافقة الوزير‬
‫المختص بمعنى أنل البد من الموافقة من قبل هيئة عليا وتختلف هته الهيئة من دولة إلى أخرى‪.‬‬

‫التحكيم قضاء خاص‪:‬‬

‫كون المحكم يقوم في واقع األمر بأداء و يفة ال تختلف عن تلك التي يقوم بها القاضي المعين من‬
‫طرف الدولة‪ ،‬أال وهي الفصل في المنازعات المعروضة عليل بحكم يتمتع بحجية الشيء المقضي بل‬
‫تحول دون إعادض طرح تات النزاع التي فصل فيل أمام هيئة تحكيم أخرى‪ ،‬أو أمام القضاء نفسل‪ ،‬فإن‬
‫تلك ال ينف عن ن ام التحكيم أنل ن ام يختلف عن القضاء التي تن مل الدولة‪ ،‬ألن التحكيم ينبع من‬
‫اتفاق الخصوم على اتخاته وسيلة لحل نزاعاتهم‪ ،‬بينما يتسم القضاء بأنل سلطة من سلطات الدولة‬
‫العامة تتولى هته األخيرض تن يمل بما يحقق إقامة العدل بين الناس ويستمد القاضي واليتل من الدولة‬
‫كمو ف يقوم على أداء العدالة في جهاز القضاء ورغم هتا االختالف فإن التحكيم ال ي ل بمعزل عن‬
‫قضاء الدولة إت تفيد دراسة التشريعات الحديثة الخاصة بالحكيم أن هناك روابط التعاون والرقابة التي‬
‫يساهم بها قضاء الدولة تلك أن الحكم التي يصدر عن المحكم ال يتمتع بالقوض التنفيتية إال بعد إصدار‬
‫األمر بالتنفيت التي يصدر بطبيعة الحال عن القضاء الوطني للدولة المطلوب التنفيت فيها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬اتفاق التحكيم‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫إن اتفاق التحكيم هو تعبير عن إرادتين بالرضى على اختيار التحكيم كوسيلة لتسوية النزاع؛ ولتلك‬
‫يجب أن تتوفر في هتا االتفاق الشروط الموضوعية الالزمة لصحة أي اتفاق وكما يلزم توفر الشروط‬
‫الشكلية التي بتطلبها القانون وفي حال توافر الشروط الموضوعية والشكلية رتب هتا االتفاق إثارض‬
‫القانونية‪.‬‬

‫الشروط الموضوعية لصحة اتفاق التحكيم‪.‬‬

‫لقد أوجب المشرع ضرورض توافر التراضي الصحيح وأن يرد هتا التراضي على محل ممكن‬
‫ومشروع‪ ،‬وأن يستند لسبب مشروع وأن يخضع لقانون ا رادض أو قانون الموطن المشترك أو قانون‬
‫مكان إبرام االتفاق وتكون أركان االتفاق كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التراضي‪.‬‬
‫وهو تطابق إرادتين واتجاههما إلى ترتيب آثار قانونية تبعا م لمضمون ما اتفق عليل األطراف وال بد‬
‫(‪)1‬‬
‫من إ يجاب وقبول على اختيار التحكيم كوسيلة لحسم المنازعات التي تثور بشأن العالقة األصلية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬االهلية‪.‬‬
‫إن االتفاق التحكيمي يشكل عقدا وإن الرضى فيل ال يكون صحيحا م إال بشرطين‪ ،‬أال يكون مشوبا م بعيب‬
‫وأن يكون صادرام عن أشخاص متمتعين باألهلية القانونية المطلوبة لكل من أنواع العقود(‪ .)1‬فال بد‬
‫من توافر أهلية التصرف لدى األطراف ونص القانون على أنل ال يجوز االتفاق على التحكيم إال‬
‫للشخص الطبيعي أو الشخص االعتباري التي يملك التصرف بحقوقل‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬قابلية النزاع للتسوية بطريق التحكيم (محل التحكيم)‪.‬‬
‫ال يجوز التحكيم إال في المسائل التي ال يجوز فيها الصلح‪ ،‬وال يجوز الصلح في المسائل المتعلقة‬
‫باألحوال الشخصية أو التي تنشأ عن ارتكاب إحدى الجرائم‪ ،‬وهنا يجب ا شارض إلى أنل تم تكر‬
‫المسائل التي يجوز فيها التحكيم سابقا م‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اتفاق التحكيم‪ /‬األستات رضا المالح ص ‪15‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪7‬‬
‫رابعا‪ :‬السبب‪.‬‬
‫إن اتفاق األطراف على التحكيم يجد سببل في إرادض األطراف في استبعاد طرح النزاع على القضاء‬
‫وتفويا األمر للمحكمين‪ ،‬وهتا سبب مشروع دائما وال يتصور عدم مشروعيتل إال إتا أثبت أن‬
‫المقصود بالتحكيم التهرب من أحكام القانون‪ ،‬فيكون التحكيم هنا وسيلة غير مشروعة يراد بها‬
‫(‪)1‬‬
‫االستفادض من حرية األطراف أو حرية المحكم في تحديد القانون الواجب التطبيق‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الشروط الشكلية لصحة اتفاق التحكيم‪.‬‬

‫يجب أن يكون اتفاق التحكيم مكتوبا وإال كان باطالم‪ ،‬ويكون اتفاق التحكيم مكتوبا م إتا تضمنل مستند‬
‫وقعل الطرفان أو إتا تضمنل ما تبادلل الطرفان من رسائل أو برقيات أو عن طريق الفاكس أو التلكس‬
‫أو غيرها من وسائل االتصال المكتوبة والتي تعد بمثابة سجل لالتفاق‪ ،‬ويعد في حكم االتفاق المكتوب‬
‫كل إحالة في العقد إلى أحكام عقد نموتجي أو اتفاقية دولية أو أي وثيقة أخرى تتضمن شرط تحكيم‬
‫إتا كانت ا حالة واضحة في اعتبار هتا الشرط جزء من العقد‪ ،‬أما إتا تم االتفاق على التحكيم أثناء‬
‫(‪)1‬‬
‫ن ر النزاع من قبل المحكمة‪ ،‬فيعد هتا القرار بمثابة اتفاق تحكيم مكتوب‪.‬‬
‫وقد أجاز القانون األردني أن يكون اتفاق التحكيم سابقا م على نشوء النزاع سواء كان مستقالم بتاتل أو‬
‫ورد في عقد معين بشأن كل المنازعات أو بعضها والتي قد تنشأ بين الطرفين‪ ،‬وقد أجاز تات القانون‬
‫أيضا أن يتم اتفاق التحكيم بعد قيام النزاع ولو كانت قد أقيمت بشأنل دعوى أمام أية جهة قضائية‬
‫ويجب في هته الحالة أن يحدد موضوع النزاع التي يحال إلى التحكيم تحديدا دقيقا م وإال كان االتفاق‬
‫باطالم‪.‬‬
‫آثار اتفاق التحكيم‪:‬‬
‫تنص المادض (‪ )11‬من قانون التحكيم األردني على أنل‪:‬‬
‫أ‪ -‬على المحكمة التي برفع اليها نزاع يوجد بشأنل اتفاق تحكيم ان تحكم برد الدعوى إتا دفع‬
‫المدعى عليل بتلك قبل الدخول في أساس الدعوى‬
‫ب‪ -‬وال يحول رفع الدعوى المشار اليها في الفقرض (أ) من هته المادض دون البدء في إجراءات‬
‫التحكيم او االستمرار فيها او اصدار حكم التحكيم ما لم يتفق الطرفان على غير تلك‪.‬‬
‫إ ن الحكم بعدم قبول الدعوى ال تصدره المحكمة من تلقاء نفسها حتى لو تبين لها وجود اتفاق تحكيم‬
‫وعليها مباشرض اختصاصها‪ ،‬بمعنى أن التجاء أحد أطراف التحكيم إلى القضاء يعني تخليل عن اتفاق‬
‫التحكيم ورغبتل في العودض إلى القضاء المختص أصالم؛ فإتا حضر الطرف اآلخر وامتثل مع خصمل‬
‫وبدأ في تقديم طلباتل ومناقشة موضوع النزاع؛ فإن تلك يعد تخليا م عن اتفاق التحكيم‪ ،‬مما يوجب على‬
‫القاضي التصدي لموضوع النزاع أما إتا تمسك الطرف اآلخر باتفاق التحكيم فيجب على القاضي‬
‫(‪)1‬‬
‫الحكم برد الدعوى‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫موسوعة التحكيم في البالد العربية‪ /‬عبد الحميد االحدب ص ‪41‬‬ ‫‪.1‬‬
‫قانون التحكيم األردني رقم (‪ )31‬لسنة ‪ 1001‬المادض العاشرض‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪8‬‬
‫العالقة بين اتفاق التحكيم؛ والعالقة االصلية بين األطراف‪.‬‬
‫مبدأ استقاللية شرط التحكيم‪:‬‬
‫لقد تطور قضاء وفكر التحكيم التجاري الدولي إت كرس مبدأ استقالل شرط التحكيم عن العقد األصلي؛‬
‫فال يؤدي بطالن أو فسخ أو إنهاء هتا العقد إلى التأثير على شرط التحكيم‪ ،‬فالشرط يضل صحيحا م‬
‫طالما استكمل شروط صحتل الخاصة بل على الرغم مما قد أصاب العقد األصلي من عوارا؛‬
‫وترتيبا م على تلك؛ ينتج الشرط أثره ويكون للمحكمين سلطة الن ر في أي منازعات تنشأ عن بطالن‬
‫أو فسخ أو إنهاء العقد األصلي‪.‬‬

‫نطاق األثر الملزم التفاق التحكيم من حيث األشخاص‬


‫ان مبدأ نسبية االتفاقات يؤدي الى القول بأن اتفاق التحكيم ال تمتد آثاره الى اشخاص لم يوقعوا على‬
‫االتفاق وال تمتد اال لمن قاموا بالتوقيع على هتا االتفاق سواء بأنفسهم او عن طريق ممثل لهم‪ ،‬أي‬
‫أطراف االتفاق‪ ،‬وتجدر ا شارض الى ان هناك حاالت عملية فضال عن ان فكرض الطرف ال تعمي فقط‬
‫الشخص الموقع على االتفاق‪ ،‬وانما تشمل خلف العام او الخاص (كالوارث التي ابرم مورثل عقدا‬
‫تضمن شرط تحكيم او في حوالة العقود‪ ،‬ات ترد الحوالة على الشرط المنصوص عليل في العقد)‪.‬‬

‫هل يمتد التحكيم للغير عن طريق نصوص المرافعات كإدخال الغير في الدعوى؟‬

‫ال شك أن الطابع العقدي للتحكيم يحول دون تلك‪ ،‬فلو تعدد الشركاء أو المدينيين المتضامنون وأبرم‬
‫أحدهم عقدام أو تضمن عقد القرا في حالة المدينيين المتضامنين شرط التحكيم‪ ،‬فإن الشرط يمتد أثره‬
‫للجميع إيجابا م وسلبا م‪ ،‬بمعنى أن كل منهم يستطيع التمسك باتفاق التحكيم كما يستطيع الطرف اآلخر‬
‫االحتجاع بهتا االتفاق في مواجهة أي منهم‪ ،‬ويسري هتا في حالة شركات األشخاص حيث ال تحجب‬
‫الشخصية المعنوية حجبا م كامالم اشخاص الشركاء‪ ،‬ويسري من باب أولى في المحاصة حيث ال توجد‬
‫أصالم شخصية معنوية‪ ،‬فإتا أبرم أحد المحاصين عقدام تضمن شرط تحكيم‪ ،‬فإن لشركائل التمسك‬
‫بالشرط وللطرف اآلخر في العقد االحتجاع بالشرط على الجميع إتا كانت إدارض المحاصة جماعية‬
‫تستلزم حضور الجميع‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫محمة التمييز األردنية القرار رقم ‪ 66/55‬الصادر في ‪ 1966/3/10‬المنشور في مجلة المحامين األردنيين سنة ‪ 1966‬ص ‪.161‬‬

‫‪9‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬إجراءات التحكيم‬
‫افتتاح إجراءات التحكيم‬
‫وهي مجموعة األعمال ا جرائية المتتابعة التي تستهدف الحصول على حكم هيئة التحكيم بفصل‬
‫النزاع القائم بين طرفي التحكيم‪ ،‬وهي بهته المثابة تفترا تحقق عدض أمور سابقة على طرح النزاع‬
‫على هيئة التحكيم‪ )1( .‬وعند طرح النزاع يفترا على هيئة التحكيم ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬األصل في تعيين هيئة التحكيم متروك بموجب احكام القانون لطرفي النزاع‪ ،‬ولكن في حالة‬
‫نكول أحد األطراف عن القيام بالتعيين المتكور بحيث تتولى المحكمة المختصة تعيين المحكم‬
‫بناء على طلب أحد الطرفين وقد ورد تلك في المادض (‪ )16‬من قانون التحكيم األردني‪.‬‬

‫‪ ‬وعند قبول المحكم بالمهمة الموكلة إليل يجب أن يكون قبولل كتابة (والكتابة هنا مطلوبة لمجرد‬
‫االثبات وليس العتبارها شكالم للقبول ال يوجد إال بقيامل) ويجب أن يفصح عند قبولل عن أية‬
‫روف من شأنها إثارض الشكوك حول استقالليتل أو حيدتل‪.‬‬
‫وهنا يجب التفرقة بين طلب التحكيم وبين طرح النزاع على هيئة التحكيم‪ ،‬فإجراءات التحكيم تبدأ‬
‫بتسليم طلب التحكيم إلى المدعى عليل‪ ،‬أما عرا النزاع على هيئة التحكيم فيبدأ بإرسال بيان الدعوى‬
‫(‪)1‬‬
‫على المدعى عليل وإلى هيئة التحكيم‪.‬‬

‫ماهية طلب التحكيم‬


‫نصت المادض (‪ )16‬من قانون التحكيم األردني رقم (‪ )31‬لسنة ‪ 1001‬على أنل‪" :‬تبدأ إجراءات التحكيم‬
‫من اليوم التي يكتمل فيل تشكيل هيئة التحكيم‪ ،‬مالم يتفق الطرفان على غير تلك"‬

‫عند استعراا المادض السابقة فقد نص المشرع على تسليم الطلب إلى المدعى عليل وإلى هيئة التحكيم‬
‫معا م‪ ،‬وأهم ا جراءات السابقة على طرح النزاع على هيئة التحكيم هو تشكيل هيئة التحكيم أو استكمال‬
‫تشكيلها والحصول على موافقة هيئة التحكيم على القيام بالمهمة التي تم اختيارها للقيام بها‪ ،‬فإتا مـــا‬
‫استجاب المدعى عليل لطلب المدعي وتم تعيين هيئة التحكيم باشر الطرفان بعد تلك االتفاق مع هيئة‬
‫التحكيم المختارض على القيام بمهمة التحكيم وعلى مدض التحكيم‪ ،‬أما إتا لم يستجب المدعى عليل لدعوض‬
‫المدعي فيكون امام المدعي االلتجاء الى القضاء لتشكيل هيئة التحكيم او استكمال تشكيلها‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫برنامج التحكيم الدولي التجاري‪ /‬الهيئة الدولية للتحكيم ص‪38‬‬ ‫‪.1‬‬
‫برنامج التحكيم الدولي التجاري ‪ /‬الهيئة الدولية للتحكيم ص ‪39‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪10‬‬
‫طرح النزاع على هيئة التحكيم‬

‫في هتا المساق يجب التفرقة بين التحكيم الحر والتحكيم المؤسسي كالتالي‪:‬‬
‫التحكيم الحر‪:‬‬
‫يعني حرية أطراف النزاع في اختيار ما يريدوا سواء من حيث اختيار المحكمين وعددهم وتحديد‬
‫القواعد وا جراءات التي يتبعونها والقانون الواجب التطبيق ومكان التحكيم وهوية المحكم‪.‬‬

‫التحكيم المؤسسي‪:‬‬
‫فيقصد بل إحالة النزاع إلى هيئات أو مراكز تضطلع بالتحكيم ويكون لها قواعد وإجراءات خاصة‬
‫فيها‪.‬‬
‫دور المدعي في خصومة التحكيم‪:‬‬

‫تفتتح خصومة التحكيم بمجرد أن يطلب أحد الطرفين أو كالهما إلى هيئة التحكيم بدء طرح النزاع‬
‫أمامها وتلك بعد اختيار المحكمين واختيار الزمان والمكان حسب االتفاق أو المشارطة‪ ،‬وبعد تلك‬
‫يتعين على المدعي أن يرسل إلى المدعى عليل خالل األجل المتفق عليل من الطرفين أو التي تكون‬
‫قد أقرتل هيئة التحكيم (في حالة عدم االتفاق على األجل)‪ ،‬بيانا م مكتوبا م بدعواه‪.‬‬

‫وهتا البيان يرسلل أيضا م إلى كل محكم ويتضمن هتا البيان المعلومات األساسية التي تشتمل على اسم‬
‫المدعى وصفتل وعنوانل واسم المدعى عليل وصفتل وعنوانل مع شرح موضوع النزاع واسانيده‬
‫وتحديد المسائل موضوع التحكيم والمسائل التي تشتمل عليها مشارطة التحكيم او االتفاق حتى يكون‬
‫المحكمون والمحتكم ضده (المدعى عليل) على بينة من هتا النزاع روفل ومالبساتل مع ا شارض الى‬
‫المدض التي يتعين على المدعى عليل ان يعقب فيها على ما جاء في طلب التحكيم‪ ،‬وهته المدض اما ان‬
‫(‪)1‬‬
‫يكون طرفا التحكيم قد اتفقا عليها او حددتها هيئة التحكيم ويختتم المدعي بيانل بتحديد طلباتل‪.‬‬

‫دور المدعى عليه (المحتكم ضده) في خصومة التحكيم‪:‬‬

‫بعد أن يتلقى المحتكم ضده طلب التحكيم من المدعي خالل الميعاد المحدد بمعرفة هيئة التحكيم أو‬
‫الميعاد المتفق عليل‪ ،‬فإنل يرسل رده أو تعقيبل على طلب التحكيم (الئحة الدعوى) وتلك لكل محكم‬
‫وللمدعي أيضا م على أن يكون هتا الرد بمتكرض مكتوبة تنطوي على دفاعل ودفوعل ومستنداتل التي‬
‫يستند عليها‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التعريف بماهية التحكيم‪ /‬محاضرض للدكتور احمد خلدون ال اهر بتاريخ ‪ 1010/1/15‬ص ‪9‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪11‬‬
‫حق المحتكم ضده (المدعى عليه) في الدفوع والطلبات العارضة‪.‬‬
‫للمدعى عليل أن يتمسك بحق ناشئ عن النزاع وتلك بالدفع بالمقاصة‪ ،‬وهتا الدفع ليس من الن ام العام‬
‫فيجوز للمدعى عليل إثارتل ولو في مرحلة الحقة من ا جراءات إتا كانت أسباب تأخير المدعى عليل‬
‫(‪)1‬‬
‫في إبدائل كان لها ما يبررها وقبلتها هيئة التحكيم‪.‬‬
‫والطلبات العارضة التي يحق للمدعى عليل أن يتقدم بها في متكرض دفاعل أو رده أو تعقيبل على‬
‫الدعوى تنحصر في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬طلب المقاصة القضائية‪ ،‬وطلب الحكم بالتعويا عن ضرر لحقل من الدعوى االصلية أو‬
‫من إجراء فيها‪.‬‬
‫‪ ‬أي طلب يترتب على إجابتل أال يحكم للمدعى بطلباتل كلها أو بعضها‪ ،‬أو أن يحكم بها مقيدض‬
‫بقيد لمصلحة المدعى عليل‪.‬‬
‫‪ ‬أي طلب يكون متصال بالدعوى اتصاال ال يقبل التجزئة‪.‬‬
‫‪ ‬ما تأتن هيئة التحكيم بتقديمل مما يكون مرتبطا بالدعوى االصلية‪.‬‬

‫التدخل في خصومة التحكيم‪.‬‬


‫لم يتطرق قانون التحكيم إلى التدخل في خصومة التحكيم والن خصومة التحكيم لها طبيعة خاصة‬
‫ووفقا رادض الطرفين فقد ال يكون الغير طرفا م في التحكيم أو مشارطة التحكيم ومن ثم يصعب عليل‬
‫التدخل في إجراءات التحكيم‪ ،‬وبوسع هتا الغير أن يتعامل مع طرفي النزاع مباشرض باللجوء إلى‬
‫القضاء‪.‬‬
‫تقديم المستندات‬
‫لكل من الطرفين (المدعي والمدعى عليل) أن يرفق بمتكرات دفاعل صورام ضوئية أو عرفية من‬
‫المستندات والوثائق التي يتسند عليها ولل أن يشير إلى وثائق أو مستندات لم يقدم صورها محتف ا م‬
‫بحقل في تقديمها كأن يكون هناك مستند في جهة ما يجري استخراجل‪ ،‬و إتا جحد الخصم صور‬
‫المستندات وتمسك بتقديم األصول كان لزاما م على هيئة التحكيم أن تكلف الخصم التي قدم صورام أو‬
‫يقدم أصولها أو صورام رسمية منها‪ ،‬ويجوز لهيئة التحكيم في جميع األحوال ومن تلقاء نفسها دون‬
‫أن يطلب الخصم أن تطلب تقديم أصول المستندات من أي من طرفي النزاع كما ترسل صورض مما‬
‫يقدمل أحد األطراف إلى هيئة التحكيم من متكرات أو مستندات أو أوراق أخرى إلى الطرف اآلخر‪،‬‬
‫وكتلك يرسل صورض إلى كل من الطرفين من كل ما يقدم إلى الهيئة المتكورض من تقارير الخبراء أو‬
‫المستندات وغيرها من األدلة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ .1‬الهيئة الدولية للتحكيم‪ /‬الدكتور رضا فاروق المالح ص ‪40‬‬

‫‪12‬‬
‫تعديل الطلبات‪.‬‬

‫لكل من الطرفين (المدعي والمدعى عليل)‪ ،‬تعديل طلباتل أو أوجل دفاعل أو استكمالها خالل إجراءات‬
‫التحكيم ما لم تقرر هيئة التحكيم عدم قبول تلك منعا م من تعديل الفصل في النزاع‪ ،‬وتجدر ا شارض إلى‬
‫أن تعديل الطلبات أو الطلبات الختامية من األمور المعروفة والحقوق المستقر للمتقاضين طالما أن‬
‫الدعوى ما تزال في مرحلة المرافعة‪ ،‬فإتا ما أريد من وراء تقديم طلب التعديل أو تكرار هتا الطلب‬
‫إطالة أمد بحث النزاع وعرقلة الفصل في الدعوى فأن من حق هيئة التحكيم أن تلتفت عنل‪.‬‬

‫المرافعة أمام هيئة التحكيم‬


‫تكون المرافعة أمام هيئة التحكيم على مراحل كالتالي‪:‬‬
‫تعقد هيئة التحكيم جلسات مرافعة لتمكين كل من الطرفين من شرح موضوع الدعوى وعرا‬ ‫‪.1‬‬
‫حججل وأدلتل ولها االكتفاء بتقديم المتكرات والوثائق المطلوبة ما لم يتفق الطرفان على غير‬
‫تلك‪.‬‬
‫يجب إخطار طرفي التحكيم بمواعيد الجلسات واالجتماعات التي تقرر هيئة التحكيم عقدها‬ ‫‪.1‬‬
‫قبل التاريخ التي تعينل لتلك بوقت كاف تقدره هته الهيئة حسب ال روف‪.‬‬
‫تدون خالصة وقائع كل جلسة تعقدها هيئة التحكيم في محضر تسلم صورض منل إلى كل من‬ ‫‪.3‬‬
‫الطرفين‪.‬‬
‫يكون سماع الشهود والخبراء بعد أداء اليمين وفق الصيغة التي تقررها هيئة التحكيم‪ ،‬ويجوز‬ ‫‪.4‬‬
‫لهيئة التحكيم قبول أداء اليمين بشهادض خطية مشفوعة بالقسم أمام أي جهة معتمدض في البلد‬
‫(‪)1‬‬
‫التي تم فيل تأدية الشهادض حسب قانون تلك البلد‪.‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬بطالن حكم التحكيم‪.‬‬


‫حكم التحكيم‪:‬‬
‫لقد راعى المشرع ضرورض سرعة الفصل في النزاع فقرر أنل يجب على هيئة التحكيم إصدار الحكم‬
‫المنهي للخصومة خالل الميعاد التي اتفق عليل الطرفان‪ ،‬ومتى تحدد هتا الميعاد فال يجوز تعديلل أال‬
‫باالتفاق بين الطرفين وخالف تلك فعلى هيئة التحكيم أن تصدر حكمها خالل اثني عشر شهرام من‬
‫تاريخ بدء إجراءات التحكيم إال أنل يجوز لهيئة المحكمين سواء وجد اتفاق على المدض أم ال أن تمد مدض‬
‫التحكيم بحيث ال تزيد فترض المدض عن ستة أشهر فقط‪ ،‬فتقوم هيئة المحكمين بإصدار حكمها المنهي‬
‫للخصومة محل التحكيم بعد انتهاء المرافعة وإبداء الخصوم لطلباتهم الختامية وبعد دخول الخصومة‬
‫مرحلة المداولة والتشاور بين المحكمين إتا تعددوا أو مرحلة تكوين الرأي أتا كان المحكم فردام‪ ،‬وفي‬
‫حالة تعددهم يصدر الحكم بأغلبية اآلراء بعد اشتراكهم جميعا م في مداولة سرية ويصدر حكم التحكيم‬
‫كتابة وموقعا من المحكم ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قانون التحكيم األردني رقم ‪ 31‬لسنة ‪ 1001‬المادض ‪31‬‬

‫‪13‬‬
‫يجب أن يكون حكم التحكيم مشتمالم على تكر أسماء الخصوم وعناوينهم وجنسياتهم وملخص طلباتهم‬
‫ومستنداتهم وتكر أسماء الم َحكمين وعناوينهم وجنسياتهم‪ ،‬وأن يتضمن أيضا م المصاريف واألتعاب ‪،‬‬
‫و حكم التحكيم ال يقبل الطعن بل بأي من طرق الطعن المنصوص عليها في قانون أصول المحاكمات‬
‫المدنية‪ ،‬فمنح محكمة االستئناف صالحية واختصاص الن ر في دعوى بطالن حكم التحكيم ال يعني‬
‫أن محكمة االستئناف هي محكمة الدرجة الثانية وأن التحكيم هو الدرجة األولى من درجات التقاضي‪،‬‬
‫فاختصاص محكمة االستئناف هو اختصاص نوعي وهي دعوى مستقلة عن العملية التحكيمية برمتها‪.‬‬

‫إجراءات التحكيم تنتهي بصدور حكم التحكيم المنهي للخصومة وهتا الحكم يكون محال م للدعوى‬
‫المستقلة والتي تسمى "دعوى بطالن حكم التحكيم" وليست استئنافا م أو طعنا م كما يطلق عليها من قبل‬
‫البعا‪ ،‬وأن حكم التحكيم يحوز حجية األمر المقضي بل وهو قطعي بمجرد صدوره وواجب النفات‬
‫بشكل يتفق وأحكام القانون‪.‬‬
‫وباالسترشاد لقراري المحكمة الدستورية التين قضيا ببطالن نص المادتين (‪ )54/51‬من قانون‬
‫التحكيم األردني في تفسيره أن حكم التحكيم ال يقبل الطعن بل في أي من طرق الطعن المنصوص‬
‫عليها في قانون أصول المحاكمات المدنية‪ )1(،‬فقد نصت المادض (‪ )51‬من قانون التحكيم األردني على‬
‫أنل" ترفع دعوى بطالن حكم التحكيم خالل (‪ )30‬يوم التالية لتاريخ تبليغ الحكم للمحكوم عليل‪ ،‬فإتا‬
‫قضت المحكمة بتأييد حكم التحكيم تأمر بتنفيته وإتا قضت بالبطالن يكون قرارها قابالم للطعن أمام‬
‫محكمة التمييز" وهتا النص تم إبطالل من قِبل المحكمة الدستورية والتي استندت على المادض (‪ )6‬من‬
‫الدستور األردني‪ ،‬وبالتالي سواء صدر حكم محكمة االستئناف ببطالن الحكم أم بتأييده فهو قابالم‬
‫للطعن أمام محكمة التمييز وهتا ينطبق أيضا على نص المادض رقم (‪ )54‬من قانون التحكيم التي‬
‫نصت المحكمة الدستورية ببطالنل‪.‬‬

‫دعوى بطالن حكم التحكيم‬

‫رتب المشرع دعوى مستقلة تسمى "دعوى بطالن حكم التحكيم" وال تعتبر طعنا م في حكم التحكيم‬
‫ويجب الن ر إليها بأنها دعوى شكلية تختص با جراءات التي رافقت سير عملية التحكيم‪ ،‬فقد نصت‬
‫المادض (‪ )49‬من قانون التحكيم األردني وبشكل حصري على الحاالت التي يسمع فيها القاضي لدعوى‬
‫بطالن حكم التحكيم‪ ،‬ومنها على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ ‬إتا لم يكن هناك اتفاق تحكيم أو كان االتفاق باطالم أو ليس صحيحا م أو سقط بانتهاء مدتل‪.‬‬
‫‪ ‬إتا كان أحد أطراف التحكيم فاقدام لألهلية عند إبرامل عقد التحكيم‪.‬‬
‫‪ ‬إتا لم يتم معاملة أي من طرفي التحكيم على قدم المساواض‪.‬‬
‫‪ ‬إت تم تشكيل هيئة التحكيم على شكل مخالف للقانون‪.‬‬
‫‪)11‬‬
‫‪ ‬إتا قامت هيئة التحكيم باستبعاد القانون الواجب التطبيق التي اتفق الطرفان على تطبيقل‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪.1‬قرار المحكمة الدستورية لبطالن نص المادتين ‪ 54‬و‪ 55‬من قانون التحكيم األردني‬
‫‪. 1‬الدكتور فراس المالحمة‪ /‬دعوى بطالن حكم التحكيم الندوض التعريفية المتخصصة في قانون التحكيم األردني نقابة المهندسين األردنيين ‪.1016/1/16‬‬

‫‪14‬‬
‫وللمحكمة أن تحكم ببطالن الحكم من تلقاء نفسها إتا كان الحكم مخالفا م للن ام العام في األردن أو كان‬
‫التحكيم في مسألة من المسائل التي ال يجوز التحكيم فيها‪ ،‬فمحكمة االستئناف ال تن ر في موضوع‬
‫النزاع وبالتالي سيكون هتا الحكم عرضة للبطالن في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إتا كان هناك مخالفة ألحد الشروط المنصوص عليها في المادض (‪ )49‬من قانون التحكيم‬
‫األردني‪.‬‬
‫‪ ‬إتا كان هناك خطأ في ا جراءات التي رافقت حكم التحكيم أو لم يكن االتفاق صحيحام‪.‬‬
‫‪ ‬إتا كان االتفاق ال تتوافر فيل الشروط التي أوجبها القانون كأن يكون مكتوبا م وأن يكون صحيحا م‬
‫وأن يكون طرفا النزاع بالغين سن الرشد وغير فاقدي األهلية‪.‬‬

‫األسباب التي يجب توافرها لرفع دعوى بطالن حكم التحكيم‬


‫تنص المادض (‪ )49‬من قانون التحكيم األردني على أنل‪:‬‬
‫أ‪ .‬ال تقبل دعوى بطالن حكم التحكيم إال في أي من الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إتا لم يوجد اتفاق تحكيم صحيحا م ومكتوبا م أو كان هتا االتفاق باطالم أو سقط بانتهاء مدتل‪.‬‬
‫‪ -1‬إتا كان أحد طرفي اتفاق التحكيم وقت إبرامل فاقدام لألهلية أو ناقصها وفقا م للقانون التي يحكم‬
‫أهليتل‪.‬‬
‫‪ -3‬إتا تعتر على أي من طرفي التحكيم تقديم دفاعل بسبب عدم تبليغل تبليغا م صحيحا م بتعيين محكم‬
‫أو بإجراءات التحكيم أو ألي سبب آخر خارع عن إرادتل‪.‬‬
‫‪ -4‬إتا استبعد حكم التحكيم تطبيق القانون التي اتفق األطراف على تطبيقل على موضوع النزاع‪.‬‬
‫‪ -5‬إتا تم تشكيل هيئة التحكيم أو تعيين المحكمين على وجل مخالف لهتا القانون أو االتفاق‪.‬‬
‫‪ -6‬إتا فصل حكم التحكيم في مسائل ال يشملها اتفاق التحكيم أو تجاوز حدود هتا االتفاق‪ ،‬ومع‬
‫تلك إتا أمكن فصل أجزاء الحكم الخاصة بالمسائل الخاضعة للتحكيم عن أجزائل الخاصة‬
‫بالمسائل غير الخاضعة لل فال يقع البطالن إال على األجزاء األخيرض وحدها‪.‬‬
‫‪ -6‬إتا لم تراع هيئة التحكيم الشروط الواجب توافرها في الحكم على نحو أثر في مضمونل أو‬
‫استند الحكم على إجراءات تحكيم باطلة أثرت فيل‬
‫ب‪ .‬تقضي المحكمة المختصة التي تن ر دعوى البطالن من تلقاء نفسها ببطالن حكم التحكيم فيما‬
‫تضمن ما يخالف الن ام العام في المملكة أو إتا وجدت أن موضوع النزاع من المسائل التي‬
‫ال يجوز التحكيم فيها‪" )1( .‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪.1‬قانون التحكيم األردني رقم (‪ )31‬لسنة ‪ 1001‬المادض (‪)49‬‬

‫‪15‬‬
‫ميعاد إقامة دعوى البطالن‪.‬‬
‫نصت المادض (‪ )50‬من قانون التحكيم األردني رقم (‪ )31‬لسنة ‪ 1001‬على أنل‪:‬‬

‫" ترفع دعوى بطالن حكم التحكيم خالل الثالثين يوما التالية لتاريخ تبليغ حكم التحكيم للمحكوم عليل‪،‬‬
‫وال يحول دون قبول دعوى البطالن نزول مدعي البطالن عن حقل في رفعها قبل صدور حكم‬
‫(‪)1‬‬
‫التحكيم‪".‬‬
‫وترفع دعوى البطالن من كل تي مصلحة وهم أطراف خصومة التحكيم إتا توافرت أحد األسباب‬
‫آنفة التكر وال يعوقل عن رفع الدعوى سبق االتفاق على نزولل عن الحق في رفعها قبل صدور الحكم‪،‬‬
‫أما بعد صدور الحكم فيجوز لل النزول عن حقل مع اقتصار أثر هتا التنازل عليل وحده فال يحجب‬
‫سواء عن إمكانية رفع الدعوى إتا توافرت فيل الصفة وتوافر لل سبب من أسباب البطالن‪.‬‬

‫أي بمعنى أن ألي طرف صفة في رفع دعوى البطالن إتا تأسست على مخالفة الحكم للن ام العام‬
‫أما إتا كان السبب مبنيا م على اعتبار خاص بأحد األطراف كما لو صدر الحكم دون إعالمل بأجراء‬
‫من إجراءات التحكيم أو لعدم تمثيلل بعد حدوث سبب أدى الى انقطاع الخصومة مما أدى إلى استمرار‬
‫(‪)1‬‬
‫ا جراءات في غيبتل فلهتا الطرف وحده الصفة في رفع دعوى البطالن‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪.1‬قانون التحكيم األردني رقم ‪ 31‬لسنة ‪1001‬‬

‫‪. 1‬الهيئة الدولية للتحكيم‪ /‬التحكيم التجاري الدولي ‪ 1016‬ص ‪55‬‬

‫‪16‬‬

You might also like