Professional Documents
Culture Documents
التحكمي التجاري
املفهوم والإجراءات
ترشين اثين7102-
1
المحتوى
2
مقدمة
يعــد التحكــيم مــن أهــم طــرق فــا المنازعــات المدنيــة والتجاريــة فــي الوقــت الــراهن
علــى الصــعيدين المحلــي وا قليمــي ،لمــا يتميــز بــل مــن الســرعة فــي الفصــل فــي
المنازعات ،والكلفة الغير مبالغ فيها والتخصص المطلوب في المحكمين.
فــالتحكيم قوامــل الخــروع علــى طــرق التقاضــي العاديــة ويعتمــد علــى أن أطــراف
النــزاع هــم أنفســهم مــن يختــارون قضــاتهم والتــي تســمى هيئــة التحكــيم ،بــدالم مــن
االعتمــاد علــى التن ــيم القضــائي للبلــد التــي يقيمــون بهــا ،ف ـإن وجــود ن ــام التحكــيم
فــي الدولــة يعــد عــامالم مهمــا مــن عوامــل جــتب االســتثمارات األجنبيــة لهــا ممــا يســهم
في تعزيز المن ومة االقتصادية على حد سواء.
يــوفر التحكــيم للجهــات المســتثمرض ضــمانات قــد ال تتحصــل عليهــا إتا انطبقــت علــى
معامالتهــا قواعــد التقاضــي أمــام المحــاكم ،فهــو ــاهرض العصــر الــتي تطالــب بــل
المن مـــات الدوليـــة لمـــا فيـــل اختصـــارام للوقـــت ،والجهـــد ،وا جـــراءات ،وحمايـــة
لألمــوال واالســتثمارات؛ الســيما أن التحكــيم يعــد أحــد أهــم طــرق الدولــة فــي جــتب
االستثمارات األجنبية عابرض الحدود.
3
المحور األول :مفهوم التحكيم
مدلول التحكيم:
لقد عمل الفقل والتشريع على تحديد المقصود “بن ام التحكيم” كأسلوب بديل لحل النزاعات ،وبناء
عليل سوف أحدد ما المقصود بن ام التحكيم من خالل ما ورد في الفقل والتشريع ثم نحاول من خالل
هته التعاريف تبيان الخصائص المميزض لهتا الن ام.
تعريف التحكيم.
التحكيم ً
لغة:
التحكيم في اللغة مصدر حكم ،فالحاء والكاف والميم أصل وأحد ،وهو المنع؛ يقال حكم فالن في كتا
إتا جعل أمره إليل ،ومن معاني التحكيم التفويا في الحكم ،فهو مأخوت من حكم ،وأحكم ،فاستحكم،
أي صار محكما م في مالل "تحكيما" ،إتا جعل إليل الحكم فيل ،فاحتكم على تلك ،قال ابن من ور:
"حكموه بينهم أي :أمروه أن يحكم بينهم ،ويقال حكمنا فالن فيما بيننا أي أجزنا حكمل بيننا" ،فالتحكيم
()1
في اللغة هو التفويا؛ أي جعل األمر إلى الغير ليحكم ويفصل فيل.
التحكيم اصطالحاً:
لبيان المعنى االصطالحي للتحكيم ال بد من التطرق لتعريف التحكيم في الفقل ا سالمي وفي القانون
المدني.
4
فالتحكيم طبقا م لقواعد الفقل ا سالمي هو وسيلة بديلة لحل المنازعات بعيداَ عن االلتجاء إلى القضاء.
قسم من الدول العربية سار مباشرض وأخت بها إما بحرفتيها أو مع بعا التعديل ومن أوائل
هته الدول اليمن تليها مصر واألردن في نفس السنة والبحرين وعمان والسعودية.
القسم اآلخر لم يأخت بقواعد (اليونسترال) وإنما سار على نهج القانون الفرنسي ومن أبرز
هته القوانين القانون اللبناني والقانون الجزائري والقانون المغربي والقانون التونسي.
والقسم األخير لم يأخت بقواعد (اليونسترال) وال القانون الفرنسي وما زالت تعمل بقانون
المرافعات القديم لديها ومنها ا مارات العربية المتحدض فهناك العديد من االتفاقيات الدولية
التي تن م عملية التحكيم في دولة ا مارات العربية المتحدض.
ومن هنا جاء تعريف التحكيم كطريق استثنائي لفا المنازعات وهنا ال بد من ا شارض إلى أن كلمة
استثنائي هي كلمة حديثة فكان التحكيم تاريخيا م هو األصل ،فأصبح استثنا مء ولكن هتا االستثناء
المعاصر فيل شبل من األصل الماضي.
المنازعات التي تقبل التحكيم:
ليست كل المنازعات تقبل التحكيم فقد تم تقسيم المنازعات من حيث قبولها أو عدم قبولها ألن تكون
محالم للتحكيم إلى ثالثة أقسام كالتالي:
5
األحوال المرتبطة بحالة االنسان نفسل مثل "الجنس ،والجنسية ،والحالة العائلية ،والزواع ،والطالق
والنفقة" ،وهته األحوال الشخصية ال يجوز فيها التحكيم ،فالقاعدض األساسية التي تقول إنل ال يقبل
التحكيم اال فيما يقبل فيل الصلح ،وهنا يجب التفرقة بين التحكيم والصلح والتحكيم بالقضاء والتحكيم
بالصلح.
وهي ما يسمى بمنازعات الحق العام ،أي المنازعات الجنائية وهنا يجب ا شارض أنل وفي بعا
الحاالت يمكن أن ينبثق عن الجريمة حق خاص ،وهتا الحق يمكن التحكيم فيل مثل الحق في التعويا،
فيصلح أن يكون محالم للتحكيم وهنا الفعل الواحد قد يرتب حقان حق عام ال يقبل التحكيم فيل وحق
خاص يمكن التحكيم فيل والحق العام ال يقبل التحكيم ألنل ال يقبل التنازل فيل وال يمكن القول بأن العفو
العام تنازل عن الحق العام ألنل عفو عن العقوبة وليس محوام للجريمة.
وهي المنازعات ا دارية ،وتعني المنازعات ا دارية المنازعات التي تكون الدولة طرف فيها
والطرف االخر فرد عادي أو جهاز من أجهزض الدولة فيمكن أن تكون المنازعة ا دارية بين جهازين
من أجهزض الدولة وهته المنازعات ا دارية تقبل التحكيم ولكن بشرط موافقة جهة معينة ،ولكن هته
الجهة تختلف من دولة إلى أخرى ،فعلى سبيل المثال في المملكة العربية السعودية ال بد من موافقة
الملك شخصيا م على التحكيم في هته المنازعات وفي لبنان يمكن التحكيم في هته المنازعات ولكن
بشرط موافقة رئيس الوزراء وفي مصر يقبل التحكيم في هته المنازعات بشرط موافقة الوزير
المختص بمعنى أنل البد من الموافقة من قبل هيئة عليا وتختلف هته الهيئة من دولة إلى أخرى.
كون المحكم يقوم في واقع األمر بأداء و يفة ال تختلف عن تلك التي يقوم بها القاضي المعين من
طرف الدولة ،أال وهي الفصل في المنازعات المعروضة عليل بحكم يتمتع بحجية الشيء المقضي بل
تحول دون إعادض طرح تات النزاع التي فصل فيل أمام هيئة تحكيم أخرى ،أو أمام القضاء نفسل ،فإن
تلك ال ينف عن ن ام التحكيم أنل ن ام يختلف عن القضاء التي تن مل الدولة ،ألن التحكيم ينبع من
اتفاق الخصوم على اتخاته وسيلة لحل نزاعاتهم ،بينما يتسم القضاء بأنل سلطة من سلطات الدولة
العامة تتولى هته األخيرض تن يمل بما يحقق إقامة العدل بين الناس ويستمد القاضي واليتل من الدولة
كمو ف يقوم على أداء العدالة في جهاز القضاء ورغم هتا االختالف فإن التحكيم ال ي ل بمعزل عن
قضاء الدولة إت تفيد دراسة التشريعات الحديثة الخاصة بالحكيم أن هناك روابط التعاون والرقابة التي
يساهم بها قضاء الدولة تلك أن الحكم التي يصدر عن المحكم ال يتمتع بالقوض التنفيتية إال بعد إصدار
األمر بالتنفيت التي يصدر بطبيعة الحال عن القضاء الوطني للدولة المطلوب التنفيت فيها.
6
المحور الثاني :اتفاق التحكيم.
تمهيد:
إن اتفاق التحكيم هو تعبير عن إرادتين بالرضى على اختيار التحكيم كوسيلة لتسوية النزاع؛ ولتلك
يجب أن تتوفر في هتا االتفاق الشروط الموضوعية الالزمة لصحة أي اتفاق وكما يلزم توفر الشروط
الشكلية التي بتطلبها القانون وفي حال توافر الشروط الموضوعية والشكلية رتب هتا االتفاق إثارض
القانونية.
لقد أوجب المشرع ضرورض توافر التراضي الصحيح وأن يرد هتا التراضي على محل ممكن
ومشروع ،وأن يستند لسبب مشروع وأن يخضع لقانون ا رادض أو قانون الموطن المشترك أو قانون
مكان إبرام االتفاق وتكون أركان االتفاق كالتالي:
أوال :التراضي.
وهو تطابق إرادتين واتجاههما إلى ترتيب آثار قانونية تبعا م لمضمون ما اتفق عليل األطراف وال بد
()1
من إ يجاب وقبول على اختيار التحكيم كوسيلة لحسم المنازعات التي تثور بشأن العالقة األصلية.
ثانياً :االهلية.
إن االتفاق التحكيمي يشكل عقدا وإن الرضى فيل ال يكون صحيحا م إال بشرطين ،أال يكون مشوبا م بعيب
وأن يكون صادرام عن أشخاص متمتعين باألهلية القانونية المطلوبة لكل من أنواع العقود( .)1فال بد
من توافر أهلية التصرف لدى األطراف ونص القانون على أنل ال يجوز االتفاق على التحكيم إال
للشخص الطبيعي أو الشخص االعتباري التي يملك التصرف بحقوقل.
ثالثاً :قابلية النزاع للتسوية بطريق التحكيم (محل التحكيم).
ال يجوز التحكيم إال في المسائل التي ال يجوز فيها الصلح ،وال يجوز الصلح في المسائل المتعلقة
باألحوال الشخصية أو التي تنشأ عن ارتكاب إحدى الجرائم ،وهنا يجب ا شارض إلى أنل تم تكر
المسائل التي يجوز فيها التحكيم سابقا م.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتفاق التحكيم /األستات رضا المالح ص 15 .1
7
رابعا :السبب.
إن اتفاق األطراف على التحكيم يجد سببل في إرادض األطراف في استبعاد طرح النزاع على القضاء
وتفويا األمر للمحكمين ،وهتا سبب مشروع دائما وال يتصور عدم مشروعيتل إال إتا أثبت أن
المقصود بالتحكيم التهرب من أحكام القانون ،فيكون التحكيم هنا وسيلة غير مشروعة يراد بها
()1
االستفادض من حرية األطراف أو حرية المحكم في تحديد القانون الواجب التطبيق.
ثانياً :الشروط الشكلية لصحة اتفاق التحكيم.
يجب أن يكون اتفاق التحكيم مكتوبا وإال كان باطالم ،ويكون اتفاق التحكيم مكتوبا م إتا تضمنل مستند
وقعل الطرفان أو إتا تضمنل ما تبادلل الطرفان من رسائل أو برقيات أو عن طريق الفاكس أو التلكس
أو غيرها من وسائل االتصال المكتوبة والتي تعد بمثابة سجل لالتفاق ،ويعد في حكم االتفاق المكتوب
كل إحالة في العقد إلى أحكام عقد نموتجي أو اتفاقية دولية أو أي وثيقة أخرى تتضمن شرط تحكيم
إتا كانت ا حالة واضحة في اعتبار هتا الشرط جزء من العقد ،أما إتا تم االتفاق على التحكيم أثناء
()1
ن ر النزاع من قبل المحكمة ،فيعد هتا القرار بمثابة اتفاق تحكيم مكتوب.
وقد أجاز القانون األردني أن يكون اتفاق التحكيم سابقا م على نشوء النزاع سواء كان مستقالم بتاتل أو
ورد في عقد معين بشأن كل المنازعات أو بعضها والتي قد تنشأ بين الطرفين ،وقد أجاز تات القانون
أيضا أن يتم اتفاق التحكيم بعد قيام النزاع ولو كانت قد أقيمت بشأنل دعوى أمام أية جهة قضائية
ويجب في هته الحالة أن يحدد موضوع النزاع التي يحال إلى التحكيم تحديدا دقيقا م وإال كان االتفاق
باطالم.
آثار اتفاق التحكيم:
تنص المادض ( )11من قانون التحكيم األردني على أنل:
أ -على المحكمة التي برفع اليها نزاع يوجد بشأنل اتفاق تحكيم ان تحكم برد الدعوى إتا دفع
المدعى عليل بتلك قبل الدخول في أساس الدعوى
ب -وال يحول رفع الدعوى المشار اليها في الفقرض (أ) من هته المادض دون البدء في إجراءات
التحكيم او االستمرار فيها او اصدار حكم التحكيم ما لم يتفق الطرفان على غير تلك.
إ ن الحكم بعدم قبول الدعوى ال تصدره المحكمة من تلقاء نفسها حتى لو تبين لها وجود اتفاق تحكيم
وعليها مباشرض اختصاصها ،بمعنى أن التجاء أحد أطراف التحكيم إلى القضاء يعني تخليل عن اتفاق
التحكيم ورغبتل في العودض إلى القضاء المختص أصالم؛ فإتا حضر الطرف اآلخر وامتثل مع خصمل
وبدأ في تقديم طلباتل ومناقشة موضوع النزاع؛ فإن تلك يعد تخليا م عن اتفاق التحكيم ،مما يوجب على
القاضي التصدي لموضوع النزاع أما إتا تمسك الطرف اآلخر باتفاق التحكيم فيجب على القاضي
()1
الحكم برد الدعوى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موسوعة التحكيم في البالد العربية /عبد الحميد االحدب ص 41 .1
قانون التحكيم األردني رقم ( )31لسنة 1001المادض العاشرض. .1
8
العالقة بين اتفاق التحكيم؛ والعالقة االصلية بين األطراف.
مبدأ استقاللية شرط التحكيم:
لقد تطور قضاء وفكر التحكيم التجاري الدولي إت كرس مبدأ استقالل شرط التحكيم عن العقد األصلي؛
فال يؤدي بطالن أو فسخ أو إنهاء هتا العقد إلى التأثير على شرط التحكيم ،فالشرط يضل صحيحا م
طالما استكمل شروط صحتل الخاصة بل على الرغم مما قد أصاب العقد األصلي من عوارا؛
وترتيبا م على تلك؛ ينتج الشرط أثره ويكون للمحكمين سلطة الن ر في أي منازعات تنشأ عن بطالن
أو فسخ أو إنهاء العقد األصلي.
هل يمتد التحكيم للغير عن طريق نصوص المرافعات كإدخال الغير في الدعوى؟
ال شك أن الطابع العقدي للتحكيم يحول دون تلك ،فلو تعدد الشركاء أو المدينيين المتضامنون وأبرم
أحدهم عقدام أو تضمن عقد القرا في حالة المدينيين المتضامنين شرط التحكيم ،فإن الشرط يمتد أثره
للجميع إيجابا م وسلبا م ،بمعنى أن كل منهم يستطيع التمسك باتفاق التحكيم كما يستطيع الطرف اآلخر
االحتجاع بهتا االتفاق في مواجهة أي منهم ،ويسري هتا في حالة شركات األشخاص حيث ال تحجب
الشخصية المعنوية حجبا م كامالم اشخاص الشركاء ،ويسري من باب أولى في المحاصة حيث ال توجد
أصالم شخصية معنوية ،فإتا أبرم أحد المحاصين عقدام تضمن شرط تحكيم ،فإن لشركائل التمسك
بالشرط وللطرف اآلخر في العقد االحتجاع بالشرط على الجميع إتا كانت إدارض المحاصة جماعية
تستلزم حضور الجميع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمة التمييز األردنية القرار رقم 66/55الصادر في 1966/3/10المنشور في مجلة المحامين األردنيين سنة 1966ص .161
9
المحور الثالث :إجراءات التحكيم
افتتاح إجراءات التحكيم
وهي مجموعة األعمال ا جرائية المتتابعة التي تستهدف الحصول على حكم هيئة التحكيم بفصل
النزاع القائم بين طرفي التحكيم ،وهي بهته المثابة تفترا تحقق عدض أمور سابقة على طرح النزاع
على هيئة التحكيم )1( .وعند طرح النزاع يفترا على هيئة التحكيم ما يلي:
األصل في تعيين هيئة التحكيم متروك بموجب احكام القانون لطرفي النزاع ،ولكن في حالة
نكول أحد األطراف عن القيام بالتعيين المتكور بحيث تتولى المحكمة المختصة تعيين المحكم
بناء على طلب أحد الطرفين وقد ورد تلك في المادض ( )16من قانون التحكيم األردني.
وعند قبول المحكم بالمهمة الموكلة إليل يجب أن يكون قبولل كتابة (والكتابة هنا مطلوبة لمجرد
االثبات وليس العتبارها شكالم للقبول ال يوجد إال بقيامل) ويجب أن يفصح عند قبولل عن أية
روف من شأنها إثارض الشكوك حول استقالليتل أو حيدتل.
وهنا يجب التفرقة بين طلب التحكيم وبين طرح النزاع على هيئة التحكيم ،فإجراءات التحكيم تبدأ
بتسليم طلب التحكيم إلى المدعى عليل ،أما عرا النزاع على هيئة التحكيم فيبدأ بإرسال بيان الدعوى
()1
على المدعى عليل وإلى هيئة التحكيم.
عند استعراا المادض السابقة فقد نص المشرع على تسليم الطلب إلى المدعى عليل وإلى هيئة التحكيم
معا م ،وأهم ا جراءات السابقة على طرح النزاع على هيئة التحكيم هو تشكيل هيئة التحكيم أو استكمال
تشكيلها والحصول على موافقة هيئة التحكيم على القيام بالمهمة التي تم اختيارها للقيام بها ،فإتا مـــا
استجاب المدعى عليل لطلب المدعي وتم تعيين هيئة التحكيم باشر الطرفان بعد تلك االتفاق مع هيئة
التحكيم المختارض على القيام بمهمة التحكيم وعلى مدض التحكيم ،أما إتا لم يستجب المدعى عليل لدعوض
المدعي فيكون امام المدعي االلتجاء الى القضاء لتشكيل هيئة التحكيم او استكمال تشكيلها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
برنامج التحكيم الدولي التجاري /الهيئة الدولية للتحكيم ص38 .1
برنامج التحكيم الدولي التجاري /الهيئة الدولية للتحكيم ص 39 .1
10
طرح النزاع على هيئة التحكيم
في هتا المساق يجب التفرقة بين التحكيم الحر والتحكيم المؤسسي كالتالي:
التحكيم الحر:
يعني حرية أطراف النزاع في اختيار ما يريدوا سواء من حيث اختيار المحكمين وعددهم وتحديد
القواعد وا جراءات التي يتبعونها والقانون الواجب التطبيق ومكان التحكيم وهوية المحكم.
التحكيم المؤسسي:
فيقصد بل إحالة النزاع إلى هيئات أو مراكز تضطلع بالتحكيم ويكون لها قواعد وإجراءات خاصة
فيها.
دور المدعي في خصومة التحكيم:
تفتتح خصومة التحكيم بمجرد أن يطلب أحد الطرفين أو كالهما إلى هيئة التحكيم بدء طرح النزاع
أمامها وتلك بعد اختيار المحكمين واختيار الزمان والمكان حسب االتفاق أو المشارطة ،وبعد تلك
يتعين على المدعي أن يرسل إلى المدعى عليل خالل األجل المتفق عليل من الطرفين أو التي تكون
قد أقرتل هيئة التحكيم (في حالة عدم االتفاق على األجل) ،بيانا م مكتوبا م بدعواه.
وهتا البيان يرسلل أيضا م إلى كل محكم ويتضمن هتا البيان المعلومات األساسية التي تشتمل على اسم
المدعى وصفتل وعنوانل واسم المدعى عليل وصفتل وعنوانل مع شرح موضوع النزاع واسانيده
وتحديد المسائل موضوع التحكيم والمسائل التي تشتمل عليها مشارطة التحكيم او االتفاق حتى يكون
المحكمون والمحتكم ضده (المدعى عليل) على بينة من هتا النزاع روفل ومالبساتل مع ا شارض الى
المدض التي يتعين على المدعى عليل ان يعقب فيها على ما جاء في طلب التحكيم ،وهته المدض اما ان
()1
يكون طرفا التحكيم قد اتفقا عليها او حددتها هيئة التحكيم ويختتم المدعي بيانل بتحديد طلباتل.
بعد أن يتلقى المحتكم ضده طلب التحكيم من المدعي خالل الميعاد المحدد بمعرفة هيئة التحكيم أو
الميعاد المتفق عليل ،فإنل يرسل رده أو تعقيبل على طلب التحكيم (الئحة الدعوى) وتلك لكل محكم
وللمدعي أيضا م على أن يكون هتا الرد بمتكرض مكتوبة تنطوي على دفاعل ودفوعل ومستنداتل التي
يستند عليها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعريف بماهية التحكيم /محاضرض للدكتور احمد خلدون ال اهر بتاريخ 1010/1/15ص 9 .1
11
حق المحتكم ضده (المدعى عليه) في الدفوع والطلبات العارضة.
للمدعى عليل أن يتمسك بحق ناشئ عن النزاع وتلك بالدفع بالمقاصة ،وهتا الدفع ليس من الن ام العام
فيجوز للمدعى عليل إثارتل ولو في مرحلة الحقة من ا جراءات إتا كانت أسباب تأخير المدعى عليل
()1
في إبدائل كان لها ما يبررها وقبلتها هيئة التحكيم.
والطلبات العارضة التي يحق للمدعى عليل أن يتقدم بها في متكرض دفاعل أو رده أو تعقيبل على
الدعوى تنحصر في اآلتي:
طلب المقاصة القضائية ،وطلب الحكم بالتعويا عن ضرر لحقل من الدعوى االصلية أو
من إجراء فيها.
أي طلب يترتب على إجابتل أال يحكم للمدعى بطلباتل كلها أو بعضها ،أو أن يحكم بها مقيدض
بقيد لمصلحة المدعى عليل.
أي طلب يكون متصال بالدعوى اتصاال ال يقبل التجزئة.
ما تأتن هيئة التحكيم بتقديمل مما يكون مرتبطا بالدعوى االصلية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.1الهيئة الدولية للتحكيم /الدكتور رضا فاروق المالح ص 40
12
تعديل الطلبات.
لكل من الطرفين (المدعي والمدعى عليل) ،تعديل طلباتل أو أوجل دفاعل أو استكمالها خالل إجراءات
التحكيم ما لم تقرر هيئة التحكيم عدم قبول تلك منعا م من تعديل الفصل في النزاع ،وتجدر ا شارض إلى
أن تعديل الطلبات أو الطلبات الختامية من األمور المعروفة والحقوق المستقر للمتقاضين طالما أن
الدعوى ما تزال في مرحلة المرافعة ،فإتا ما أريد من وراء تقديم طلب التعديل أو تكرار هتا الطلب
إطالة أمد بحث النزاع وعرقلة الفصل في الدعوى فأن من حق هيئة التحكيم أن تلتفت عنل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قانون التحكيم األردني رقم 31لسنة 1001المادض 31
13
يجب أن يكون حكم التحكيم مشتمالم على تكر أسماء الخصوم وعناوينهم وجنسياتهم وملخص طلباتهم
ومستنداتهم وتكر أسماء الم َحكمين وعناوينهم وجنسياتهم ،وأن يتضمن أيضا م المصاريف واألتعاب ،
و حكم التحكيم ال يقبل الطعن بل بأي من طرق الطعن المنصوص عليها في قانون أصول المحاكمات
المدنية ،فمنح محكمة االستئناف صالحية واختصاص الن ر في دعوى بطالن حكم التحكيم ال يعني
أن محكمة االستئناف هي محكمة الدرجة الثانية وأن التحكيم هو الدرجة األولى من درجات التقاضي،
فاختصاص محكمة االستئناف هو اختصاص نوعي وهي دعوى مستقلة عن العملية التحكيمية برمتها.
إجراءات التحكيم تنتهي بصدور حكم التحكيم المنهي للخصومة وهتا الحكم يكون محال م للدعوى
المستقلة والتي تسمى "دعوى بطالن حكم التحكيم" وليست استئنافا م أو طعنا م كما يطلق عليها من قبل
البعا ،وأن حكم التحكيم يحوز حجية األمر المقضي بل وهو قطعي بمجرد صدوره وواجب النفات
بشكل يتفق وأحكام القانون.
وباالسترشاد لقراري المحكمة الدستورية التين قضيا ببطالن نص المادتين ( )54/51من قانون
التحكيم األردني في تفسيره أن حكم التحكيم ال يقبل الطعن بل في أي من طرق الطعن المنصوص
عليها في قانون أصول المحاكمات المدنية )1(،فقد نصت المادض ( )51من قانون التحكيم األردني على
أنل" ترفع دعوى بطالن حكم التحكيم خالل ( )30يوم التالية لتاريخ تبليغ الحكم للمحكوم عليل ،فإتا
قضت المحكمة بتأييد حكم التحكيم تأمر بتنفيته وإتا قضت بالبطالن يكون قرارها قابالم للطعن أمام
محكمة التمييز" وهتا النص تم إبطالل من قِبل المحكمة الدستورية والتي استندت على المادض ( )6من
الدستور األردني ،وبالتالي سواء صدر حكم محكمة االستئناف ببطالن الحكم أم بتأييده فهو قابالم
للطعن أمام محكمة التمييز وهتا ينطبق أيضا على نص المادض رقم ( )54من قانون التحكيم التي
نصت المحكمة الدستورية ببطالنل.
رتب المشرع دعوى مستقلة تسمى "دعوى بطالن حكم التحكيم" وال تعتبر طعنا م في حكم التحكيم
ويجب الن ر إليها بأنها دعوى شكلية تختص با جراءات التي رافقت سير عملية التحكيم ،فقد نصت
المادض ( )49من قانون التحكيم األردني وبشكل حصري على الحاالت التي يسمع فيها القاضي لدعوى
بطالن حكم التحكيم ،ومنها على سبيل المثال:
إتا لم يكن هناك اتفاق تحكيم أو كان االتفاق باطالم أو ليس صحيحا م أو سقط بانتهاء مدتل.
إتا كان أحد أطراف التحكيم فاقدام لألهلية عند إبرامل عقد التحكيم.
إتا لم يتم معاملة أي من طرفي التحكيم على قدم المساواض.
إت تم تشكيل هيئة التحكيم على شكل مخالف للقانون.
)11
إتا قامت هيئة التحكيم باستبعاد القانون الواجب التطبيق التي اتفق الطرفان على تطبيقل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.1قرار المحكمة الدستورية لبطالن نص المادتين 54و 55من قانون التحكيم األردني
. 1الدكتور فراس المالحمة /دعوى بطالن حكم التحكيم الندوض التعريفية المتخصصة في قانون التحكيم األردني نقابة المهندسين األردنيين .1016/1/16
14
وللمحكمة أن تحكم ببطالن الحكم من تلقاء نفسها إتا كان الحكم مخالفا م للن ام العام في األردن أو كان
التحكيم في مسألة من المسائل التي ال يجوز التحكيم فيها ،فمحكمة االستئناف ال تن ر في موضوع
النزاع وبالتالي سيكون هتا الحكم عرضة للبطالن في الحاالت التالية:
إتا كان هناك مخالفة ألحد الشروط المنصوص عليها في المادض ( )49من قانون التحكيم
األردني.
إتا كان هناك خطأ في ا جراءات التي رافقت حكم التحكيم أو لم يكن االتفاق صحيحام.
إتا كان االتفاق ال تتوافر فيل الشروط التي أوجبها القانون كأن يكون مكتوبا م وأن يكون صحيحا م
وأن يكون طرفا النزاع بالغين سن الرشد وغير فاقدي األهلية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.1قانون التحكيم األردني رقم ( )31لسنة 1001المادض ()49
15
ميعاد إقامة دعوى البطالن.
نصت المادض ( )50من قانون التحكيم األردني رقم ( )31لسنة 1001على أنل:
" ترفع دعوى بطالن حكم التحكيم خالل الثالثين يوما التالية لتاريخ تبليغ حكم التحكيم للمحكوم عليل،
وال يحول دون قبول دعوى البطالن نزول مدعي البطالن عن حقل في رفعها قبل صدور حكم
()1
التحكيم".
وترفع دعوى البطالن من كل تي مصلحة وهم أطراف خصومة التحكيم إتا توافرت أحد األسباب
آنفة التكر وال يعوقل عن رفع الدعوى سبق االتفاق على نزولل عن الحق في رفعها قبل صدور الحكم،
أما بعد صدور الحكم فيجوز لل النزول عن حقل مع اقتصار أثر هتا التنازل عليل وحده فال يحجب
سواء عن إمكانية رفع الدعوى إتا توافرت فيل الصفة وتوافر لل سبب من أسباب البطالن.
أي بمعنى أن ألي طرف صفة في رفع دعوى البطالن إتا تأسست على مخالفة الحكم للن ام العام
أما إتا كان السبب مبنيا م على اعتبار خاص بأحد األطراف كما لو صدر الحكم دون إعالمل بأجراء
من إجراءات التحكيم أو لعدم تمثيلل بعد حدوث سبب أدى الى انقطاع الخصومة مما أدى إلى استمرار
()1
ا جراءات في غيبتل فلهتا الطرف وحده الصفة في رفع دعوى البطالن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.1قانون التحكيم األردني رقم 31لسنة 1001
16