You are on page 1of 14

‫اجمللد‪ /04‬الع ــدد‪ ،)2022( 02 :‬ص ‪44 -36‬‬ ‫جملـة األكادميية للبحوث يف العلوم االجتماعية‬

‫مدى قابلية تسوية منازعات العقود اإلدارية عن طريق التحكيم وأاثر اللجوء إليه‬
‫‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬
‫‪Portability range Settlement of administrative contract disputes‬‬
‫‪through arbitration (arbitrability) and the effects of resorting to it‬‬
‫‪-Comparative study-‬‬
‫‪1‬‬
‫عباس صادقي‬
‫‪Abbes SADEKI1‬‬
‫‪ 1‬ادلركز اجلامعي إيليزي (اجلزارر)‪sadeki.abbes@cuillizi.dz ،‬‬
‫اتريخ النشر‪2022/12/30 :‬‬ ‫اتريخ االستالم‪ 2022/12/20 :‬اتريخ القبول‪2022/12/21 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫يقصد ابلقابلية للتحكيم مدى امكانية تسوية النزاع عن طريق التحكيم‪ .‬ومن ادلالحظ أن حرص‬
‫ادلؤسسات ادلستثمرين األجانب على التمسك بشرط اللجوء ذلذه الوسيلة من وسارل تسوية النزاعات‪،‬‬
‫يهدف الستبعاد تطبيق قواعد القانون الوطٍت اليت يطبقها القاضي الوطٍت ادلختص‪ ،‬وعلى ىذا األساس‬
‫فإن القواعد ادلوضوعية اليت تطبق على النزاع ىي يف الغالب قواعد األعراف التجارية الدولية ولوارح مراكز‬
‫وىيئات التحكيم الدويل‪ ،‬وعليو سيكون الفصل وفقا لفلسفة التحكيم ودلنهجيتو الطبيعية كنظام "اتفاقي"‬
‫لتسوية ادلنازعات‪.‬‬
‫لقد سلط ىذه ادلقال الضوء على رلاالت إعمال التحكيم وآاثر اللجوء إليو يف منازعات العقود‬
‫اإلدارية‪ .‬وشلا خلص إليو ضرورة أعادة النظر يف صياغة النصوص القانونية الوطنية خاصة ادلرتبطة ابلتحكيم‪،‬‬
‫وضرورة إعداد احملكمُت الوطنيُت دبراعاة حقيقة التنافس والطابع التجاري دلؤسسات التحكيم الدويل‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬التحكيم‪ ،‬القابلية للتحكيم‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬القضاء الوطٍت‪.‬‬
‫تصنيفات‪.K12, K33, K49. :JEL‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Arbitrability means the extent to which a dispute can be settled by‬‬
‫‪arbitration. It is noted that the keenness of foreign investor institutions to‬‬
‫‪63‬‬
-‫دراسة مقارنة‬-‫مدى قابلية تسوية منازعات العقود اإلدارية عن طريق التحكيم وأاثر اللجوء إليه‬

adhere to the condition of resorting to this method of settling disputes aims


to exclude the application of the rules of national law applied by the
competent national judge. On this basis, the substantive rules that apply to
the dispute are mostly the rules of international commercial norms and the
regulations of centers and agencies. International arbitration, and
accordingly the adjudication will be in accordance with the philosophy of
arbitration and its natural methodology as a "conventional" system for the
settlement of disputes. This article has shed light on the areas of
implementation of arbitration and the effects of resorting to it in
administrative contract disputes. It concluded that it is necessary to
reconsider the formulation of national legal texts, especially those related to
arbitration, and the need to prepare national arbitrators, taking into account
the reality of competition and the commercial nature of international
arbitration institutions. Keywords: arbitration, arbitrability, administrative
contracts, national judiciary.
JEL Classification Codes: K12, K33, K49.
__________________________________________
sadeki.abbes@cuillizi.dz :‫ اإلمييل‬،‫ االسم الكامل‬:‫املؤلف املرسل‬

:‫ مقدمة‬.1
‫اتفاقا‬- ‫ وىو " اتفاق أطراف النزاع‬،‫من الوسارل ادلهمة يف تسوية النزاعات وسيلة التحكيم‬
‫ ويكون القرار يف‬،‫جييزه القانون – على اختيار بعض األشخاص للفصل فيو بدال من القضاء ادلختص‬
‫ فهو "نظام قضاري خاص خيتار فيو األطراف قضاهتم ويعهدون إليهم دبقتضى‬،1"‫ىذا الشأن ملزما ذلم‬
،‫اتفاق مكتوب دبهمة تسوية ادلنازعات اليت قد تنشأ أو نشأت ابلفعل خبصوص عالقاهتم التعاقدية‬
.2"‫واليت جيوز حسمها بطريق التحكيم وفقا دلقتضيات القانون والعدالة وإصدار قرار قضاري ملزم ذلم‬
‫ أو يف اتفاق مستقل ملحق ابلعقد يتفق فيو األطراف‬،‫وقد يرد شرط التحكيم كبند من بنود العقد‬
‫ ويف ىذه احلالة‬،‫على أن يتم الفصل يف ادلنازعات اليت قد تطرأ بينهم مستقبال عن طريق التحكيم‬
‫ أما إذا وقع ىذا االتفاق بعد نشوء‬،"clause compromissoire" ‫يسمى شرط التحكيم‬
.3"le compromis"‫النزاع فيسمى حينها مشارطة التحكيم‬

37
‫عباس صادقي‬

‫ولقد تعددت وجهات النظر بشأن طبيعة التحكيم كوسيلة لفض ادلنازعات؛ حيث قيل أبنو ذو‬
‫طبيعة قضارية‪ ،‬وقيل أبنو ذو طبيعة اتفاقية عقدية‪ .4‬وذىب اذباه اثلث العتباره ذو طبيعة سلتلطة‪( 5‬اتفاقية‬
‫وقضارية)‪ ،‬فيما ذىب رأي آخر‪ 6‬العتبار التحكيم نظام مستقل لو خصارصو وقواعده اليت سبيزه عن العمل‬
‫التعاقدي والعمل القضاري‪ .‬وذُكر‪ 7‬أبن التحكيم "ال يعترب ابدلعٌت الدقيق طريقا للتسوية الودية للنزاعات‪،‬‬
‫ولكنو ابألساس بديل جذري لعدالة القانون ادلشًتك"‪.‬‬
‫ىذا‪ ،‬ويذكر‪ 8‬أبنو ال يوجد اتفاق حول تعريف التحكيم يف القانون اخلاص‪ ،‬وىي ادلالحظة اليت‬
‫ت صح أيضا ابلنسبة للتحكيم يف القانون العام‪ ،‬ويرى ىذا الرأي بضرورة توافر أربعة عناصر (معايَت) لوصف‬
‫وسيلة التسوية ابلتحكيم وىي "أنو نظام اتفاقي للتسوية‪ ،‬يقوم من خاللو زلكم أو زلكمون (أفراد)‪،‬‬
‫خيتارون من قبل األطراف‪ ،‬إلصدار قرار يفصل يف النزاع"‪ .‬مع اإلشارة إىل أن طبيعة األطراف أو طبيعة‬
‫النزاع ليست معايَت زلددة أو معرفة‪.‬‬
‫وإذا كان نظام التحكيم قد ُعرف كنظام لتسوية النزاعات بُت اخلواص واستقرت قواعده‪ ،‬وأجازتو‬
‫أغلب التشريعات‪ ،‬فإن اعتماده كوسيلة لتسوية نزاعات عقود الدولة‪-‬دبا فيها العقود اإلدارية‪-‬مل يكن على‬
‫ىذا النحو‪ ،‬حيث مل تتم إجازتو إال حديثا‪ ،‬ومل يتم النص على أحكامو وضوابط للجوء إليو إال يف العقود‬
‫األخَتة‪ .‬فما ىو موقف التشريعات ادلقارنة والتشريع اجلزارري من التحكيم يف العقود اإلدارية؟ وما ىي‬
‫حدود إعمالو وآاثر اللجوء إليو؟‬
‫إجابة على ذلك يتم التطرق لنقطتُت أساسيتُت‪ :‬أوذلما حبث جواز اللجوء للتحكيم يف العقود‬
‫اإلدارية‪ ،‬مث النظر يف "مدى قابلية التحكيم" أي رلاالت التحكيم وآاثره يف ىذا النوع من العقود‪ .‬وذلك‬
‫ابعتماد ادلنهج ادلقارن وادلنهج التحليلي‪ .‬على أن يتم استخالص أىم النتارج وذكر بعض ادلقًتحات‪.‬‬
‫‪ .2‬جواز اللجوء للتحكيم يف العقود اإلدارية‬
‫يتم فيما يلي حبث جواز اللجوء للتحكيم يف العقود اإلدارية يف القانون الفرنسي والقانون‬
‫ادلصري‪ ،‬مث يف القانون اجلزارري‪.‬‬
‫‪ 1.2‬جواز اللجوء للتحكيم يف العقود اإلدارية يف القانون الفرنسي‬

‫‪38‬‬
‫مدى قابلية تسوية منازعات العقود اإلدارية عن طريق التحكيم وأاثر اللجوء إليه‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬

‫حث ادلشرع الفرنسي على سلوك سبل التسوية البديلة للنزاعات وبصفة خاصة التحكيم إىل‬
‫دبوجب قانون ‪ 24-16‬أغسطس ‪ ،1790‬حيث أن ثوار "الثورة الفرنسية" أبدو قلقهم من القضاة ومن‬
‫تفسَتىم للقانون شلا دفعهم دلأسسة التحكيم‪ .‬وقد قررت ادلادة الثانية من ىذا القانون حرية احملكمُت يف‬
‫عدم االلتزام ابلتطبيق الصارم للقانون واألشكال واالجراءات القضارية‪ ،‬وحبرية االختيار بُت قواعد القانون‬
‫ومبادئ االنصاف عند إصدار أحكامهم التحكيمية‪.9‬‬
‫وخالفا لذلك‪ ،‬نص القانون ادلدين لسنة ‪ 1804‬على عدم جواز جلوء األشخاص العامة للتحكيم‪،10‬‬
‫وىو ما تضمنتو ادلادة ‪ .112060‬واستثناء من ذلك أجاز قانون الطلب العمومي جلوء اذليئات العامة‬
‫ادلتعاقدة للتحكيم "ابلنسبة للنزاعات ادلتعلقة ابلتنفيذ ادلايل لألشغال العامة وعقود التوريد للدولة والسلطات‬
‫احمللية"‪ ،‬ويف احلاالت اليت جييز فيها القانون ذلك‪ .12‬على أن أيذن ابلتحكيم دبوجب مرسوم صادر عن‬
‫الوزير ادلختص والوزير ادلسؤول عن االقتصاد ابلنسبة لعقود اإلدارة ادلركزية‪.13‬‬
‫‪ 2.2‬جواز اللجوء للتحكيم يف العقود اإلدارية يف القانون املصري‬
‫أجاز التشريع ادلصري صراحة التحكيم يف العقود اإلدارية دبوجب القانون رقم ‪ 9‬لسنة ‪1997‬‬
‫ادلعدل للقانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬اخلاص ابلتحكيم يف ادلواد ادلدنية والتجارية‪ ،‬واشًتطت ادلادة األوىل‬
‫منو أن تتم إجازة شرط التحكيم دبوافقة الوزير ادلختص وال جيوز لو تفويض ىذا االختصاص‪.14‬‬
‫وقبل التعديل ادلذكور (سنة ‪ )1997‬تعددت آراء الفقو واجتهادات القضاء إزاء تفسَت نصوص‬
‫القانون احملدد الختصاصات رللس الدولة‪ ،‬مث ازاء القانون ‪ 27‬لسنة ‪ ،1994‬وأثناء سراين ىذا األخَت‬
‫قبل تعديلو وحسما للمسألة‪ ،‬أفىت رللس الدولة " بعدم صحة شرط التحكيم يف منازعات العقود اإلدارية"‬
‫‪ .15‬شلا أاثر اخلالف بُت رليز للتحكيم ومانع لو‪-‬بدليل عدم ورود العقود اإلدارية ضمن مواد ىذا‬
‫وحال للخالف ادلشار إليو صدر تعديل لقانون التحكيم ابلقانون رقم ‪ 9‬لسنة ‪ 1997‬إبضافة‬ ‫القانون‪ -‬ا‬
‫فقرة اثنية إىل ادلادة األوىل منو‪ ،‬وذلك على النحو التايل‪ ":‬وابلنسبة إىل منازعات العقود اإلدارية يكون‬
‫االتفاق على التحكيم دبوافقة الوزير ادلختص أو من يتوىل اختصاصو ابلنسبة لألشخاص االعتبارية العامة‪،‬‬
‫وال جيوز التفويض يف ذلك"‪.‬‬
‫‪ 3.2‬جواز اللجوء للتحكيم يف العقود اإلدارية يف القانون اجلزائري‬

‫‪39‬‬
‫عباس صادقي‬

‫نصت ادلادة ‪ 442‬من قانون اإلجراءات ادلدنية الصادر سنة ‪( 1966‬ادللغى) على أنو‪ " :‬ال‬
‫ُ‬
‫جيوز للدولة ولألشخاص العامة اللجوء إىل التحكيم"‪ .‬وبقي ىذا احلكم حىت صدور ادلرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ 12-93‬ادلؤرخ يف ‪ 1993-10-5‬الذي أجاز يف ادلادة ‪ 41‬منو شرط التحكيم‪ ،16‬ودبوجبو مت تعديل‬
‫قانون اإلجراءات ادلدنية ادلذكور‪ ،‬فأصبحت ادلادة ‪ 442‬تنص على أنو " ال جيوز لألشخاص العامة اللجوء‬
‫إىل التحكيم إال يف عالقات التجارة الدولية"‪.‬‬
‫وبعد إلغاء القانون القدمي وصدور قانون اإلجراءات ادلدنية والتجارية سنة ‪ 2008‬فقد نصت‬
‫ادلادة ‪ 1006‬منو على أنو " ال جيوز لألشخاص ادلعنوية العامة أن تطلب التحكيم‪ ،‬ما عدا يف عالقاهتا‬
‫االقتصادية الدولية أو يف إطار الصفقات العمومية"‪ .‬وما يظهر من ىذا النص أن التشريع اجلزارري جييز‬
‫التحكيم يف العقود اإلدارية الدولية‪ ،‬وجييزه أيضا يف إطار الصفقات العمومية اليت قد تربم مع متعاملُت‬
‫وطنيُت أو أجانب‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فقد نصت ادلادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪ 09-16‬ادلتضمن ترقية االستثمار‬
‫على أن‪" :‬خيضع كل خالف بُت ادلستثمر األجنيب والدولة اجلزاررية‪ ،‬يتسبب فيو ادلستثمر‪ ،‬أو يكون بسبب‬
‫إجراء ازبذتو الدولة اجلزاررية يف حقو‪ ،‬للجهات القضارية اجلزاررية ادلختصة اقليميا‪ ،‬إال يف حالة وجود‬
‫اتفاقيات ثنارية أو متعددة األطراف أبرمتها الدولة اجلزاررية‪ ،‬تتعلق ابدلصاحلة والتحكيم‪ ،‬أو يف حالة وجود‬
‫اتفاق مع ادلستثمر ينص على بند تسوية يسمح للطرفُت ابالتفاق على ربكيم خاص"‪ .‬وىو ذات احلكم‬
‫الذي تضمنتو ادلادة ‪ 17‬من األمر رقم ‪ 03-01‬ادلتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬ادلعدل وادلتمم(ادللغى) وتضمنو‬
‫قبل ذلك نص ادلادة ‪ 41‬من ادلرسوم التشريعي رقم ‪(1712- 93‬ادللغى)‪.‬‬
‫وابستقراء نصوص القانون على ضوء ما قرره ادلشرع اجلزارري يف ادلادة ‪1006‬من قانون‬
‫اإلجراءات ادلدنية واإلدارية أنو " ميكن لكل شخص اللجوء إىل التحكيم يف احلقوق اليت لو مطلق التصرف‬
‫فيها "‪.‬يتبُت أن احملكم ال يستطيع أن يعلن عدم مشروعية ىذه القرارات‪ ،‬كما أنو ال ميكن أن تكون زلال‬
‫للمنازعة أمام ىيئة التحكيم‪ ،‬ومرد ذلك عدم توافر معيار ادلنازعة اإلدارية القابلة للتحكيم يف ىذا النوع من‬
‫ادلنازعات‪ ،‬وىو تعلق ادلنازعة حبق مايل يقبل الصلح والتصرف فيو والذي يكون زللو قضاء حقوق‪.‬‬
‫وبتطبيق ىذا ادلعيار العام على ادلنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية يتضح أن الذي جيوز اللجوء إىل‬
‫التحكيم بشأنو يقتصر فقط على ما يتمخض عن العقد اإلداري من حقوق مالية تقبل الصلح والتصرف‬
‫‪40‬‬
‫مدى قابلية تسوية منازعات العقود اإلدارية عن طريق التحكيم وأاثر اللجوء إليه‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬

‫دون أن يشمل فحص مشروعية القرارات اإلدارية القابلة لالنفصال عن العقد‪ ،‬ذلك أن الطبيعة القانونية‬
‫للمنازعات ادلتعلقة هبذه القرارات واليت تنتمي إىل قضاء ادلشروعية ال ميكن أن زبضع للتحكيم‪ ،‬وتعترب‬
‫دعوى اإللغاء ىي الوسيلة الوحيدة لفحص مشروعية ىذه القرارات"‪.18‬‬
‫‪.3‬حدود وأثر إعمال التحكيم يف منازعات العقود اإلدارية‬
‫شلا سبق‪ ،‬يتبُت أن اللجوء للتحكيم ال يكون بصدد كل ادلنازعات احملتمل وقوعها‪ ،‬كما أن للجوء‬
‫إليو لو أاثر قانونية واقتصادية مهمة‪ ،‬وىو ما يتم التطرق لو فيما يلي‪.‬‬
‫‪1.3‬القابلية للتحكيم وحدود اللجوء إليه يف منازعات العقود اإلدارية‬
‫إن من أىم أسس التحكيم ىي ما يعرف ابلقابلية للتحكيم (‪ .)l'arbitrabilité‬ويقصد هبذا‬
‫ادلصطلح "مدى امكانية تسوية النزاع عن طريق التحكيم‪ ،‬وذلك مرتبط ابإلجابة على السؤال‪ :‬ما إذا كان‬
‫موضوع الدعوى سلصصا للمحاكم الوطنية أم ال دبوجب أحكام القوانُت الوطنية" وىي "القابلية للتحكيم‬
‫ادلوضوعية" فقد يكون موضوع النزاع يتعلق دبسألة حساسة تتعلق ابلسياسة العامة للدولة ويقع الفصل فيها‬
‫حصرا ضمن اختصاص احملاكم الوطنية دبوجب القانون الوطٍت‪ .‬كما أن القابلية للتحكيم قد تتوقف على‬
‫مدى السماح ذليئات أو كياانت قانونية معينة ابللجوء للتحكيم بناء على قانون أو إذن وىي "قابلية‬
‫التحكيم الشخصي"‪ .‬وعلى ىذا األساس ترتبط القابلية للتحكيم بتطور القواعد العامة للعقود اإلدارية‪،‬‬
‫فال يقبل شرط التحكيم إال إذا أجازه القانون صراحة‪ ،‬أو مل مينع من اتباعو‪ ،‬أو يستنتج اجازتو من خالل‬
‫الصالحيات اليت خيوذلا القانون للسلطات العامة‪.19‬‬
‫وهبذا الصدد فإنو من ادلقرر‪ 20‬أبن "للعدالة اإلدارية صلة ابلقانون اإلداري بقدر ما ربدده قواعد‬
‫اختصاص القضاء اإلداري‪ .‬حيث أن اختصاص السلطة القضارية ابلفصل يف كل ادلنازعات ىو اختصاص‬
‫أصيل‪ ،‬يعرب عن سيادة الدولة يف فرض قانوهنا الداخلي بواسطة السلطة ادلختصة بذلك "القضاء"‪ .‬وىذا‬
‫الوضع الطبيعي والدستوري مل يواءم نظرة ادلؤسسات التجارية والصناعية كالشركات متعددة اجلنسيات مثال‪،‬‬
‫زبوفها من خضوعها للقانون وللقضاء الوطنيُت يف الدول ادلضيفة‪ ،‬يف حال نشبت‬ ‫فهذه األخَتة أبدت ُّ‬
‫بينهما خالفات حول تنفيذ العقود اليت تُربمها معها‪ ،‬واستعاضت عن ذلك ابشًتاطها للتحكيم‪ .‬ومل يكن‬
‫ىذا األمر زلل موافقة من قِبل الدول‪ ،21‬إذ رأت يف ىذا االشًتاط اىتزازا للثقة يف مؤسساهتا القضارية‬
‫ادلاسة خلدمات تلك ادلؤسسات والشركات‪ ،‬وعجز كثَت من الدول على االستغناء‬ ‫الوطنية‪ .‬إال أن احلاجة ّ‬
‫‪41‬‬
‫عباس صادقي‬

‫عنها يف تنفيذ برارلها واصالحاهتا االقتصادية‪ ،‬دفعها للقبول بشرط التحكيم وتنازذلا عن شلارسة سلطاهتا‬
‫القضارية‪.22‬‬
‫وبصدد حبث مشروعية الفصل يف النزاع عن طريق التحكيم ميارس القضاء اإلداري دورا ىاما يف‬
‫التحقق من العناصر سالفة الذكر (القابلية للتحكيم)‪ ،‬عند مراجعتو حلكم التحكيم‪ .‬ويف ذلك قضى رللس‬
‫الدولة الفرنسي يف قراره الصادر بتاريخ ‪ 2016-11-9‬أبن القاضي اإلداري خيتص ابلفصل‪-‬يف ادلقام‬
‫األول‪-‬فيما إذا كان النزاع ميكن أن يكون ابلفعل موضوع ربكيم‪ ،‬مث يسلط رقابتو على نقاط زلددة يف‬
‫حكم التحكيم وىي‪ :‬صحة تشكيل زلكمة التحكيم وسالمة صدور حكمها‪ ،‬والتأكد من حيادىا‪ .‬مث‬
‫ينظر ما يتعلق ابلرقابة ادلوضوعية من حيث صحة إبرام العقد ادلعٍت ابلتحكيم من حيث تكوينو‬
‫ومشروعيتو‪ ...‬وأنو ال يتضمن تنازال عن أي من صالحيات السلطات العامة وال ينطوي على أي سلالفة‬
‫للنظام العام‪.23‬‬
‫‪ 2.3‬أاثر اللجوء للتحكيم يف منازعات العقود اإلدارية‬
‫إن التساؤل العام الذي أاثره التحكيم ىو كيف ميكن أن تكون النزاعات ادلتعلقة "بسيادة‬
‫الدولة" بُت أايدي عدد قليل من احملكمُت اخلواص‪24‬؟ أما التساؤل الرريس الذي أاثره التحكيم كوسيلة‬
‫لفض منازعات العقود اإلدارية ىو مدى أتثر األخَتة ابلقانون الذي تطبقو ىيئة التحكيم عندما ال يفرق‬
‫بُت قواعد القانون العام وقواعد القانون اخلاص استنادا إلرادة األطراف يف اختيار القانون الواجب التطبيق‬
‫أو عند اذباه احملكم الختيار ىذا القانون عند غياب إرادة األطراف‪.25‬‬
‫فقد نصت ادلادة ‪ 1023‬من قانون اإلجراءات ادلدنية واإلدارية على أن "يفصل احملكمون وفقا‬
‫لقواعد القانون"‪ .‬ونصت ادلادة ‪( 1050‬ربت عنوان التحكيم التجاري الدويل) على أن "تفصل زلكمة‬
‫التحكيم يف النزاع عمال بقواعد القانون الذي اختاره األطراف‪ ،‬ويف غياب ىذا االختيار تفصل حسب‬
‫قواعد القانون واألعراف اليت تراىا مالرمة"‪ .‬وذبدر االشارة إىل أن قانون احملروقات‪ 26‬رقم ‪ 07-05‬ادلعدال‬
‫ُ‬
‫وادلت امم‪ ،‬قد تضمن حكما يف غاية األمهية‪ ،‬فقد نصت ادلادة ‪ 58‬منو بعد ذكرىا لتسوية اخلالفات الناشئة‬
‫ُ‬
‫عن تنفيذ عقود احملروقات بطريقي ادلصاحلة والتحكيم على أن‪" :‬يُطباق القانون اجلزارري‪ ،‬وال سيما ىذا‬
‫القانون والنصوص ادلتخذة لتطبيقو لتسوية اخلالفات"‪ .‬فهل مفاد ىذا النص ىو السماح بتطبيق التحكيم‬
‫كأسلوب معروف لتسوية ادلنازعات خيتار فيو األطراف زلكميهم والقانون ادلطبّق عليهم‪-‬كما نصت على‬

‫‪42‬‬
‫مدى قابلية تسوية منازعات العقود اإلدارية عن طريق التحكيم وأاثر اللجوء إليه‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬

‫ذلك ادلادة ‪ 1050‬ادلذكورة أنفا‪-‬أو يُقصد بو ضرورة تطبيق القانون اجلزارري (وال سيما قانون احملروقات)‬
‫حىت يف حالة اللجوء للتحكيم الدويل؟‬
‫‪.4‬اخلامتة‪:‬‬
‫إن اآلاثر احلقيقية ادلًتتبة على إجازة التحكيم يف العقود اإلدارية تتجسد عمليا يف الصعوابت‬
‫وادلخاطر ادلالية واالقتصادية اليت تلحق ابلطرف ادلتضرر الذي غالبا ما يكون الدولة‪.‬‬
‫ففي أغلب الدول (خاصة العربية) ‪27‬تتواصل ربذيرات اخلرباء من آاثر التحكيم ادلالية‪ ،‬خاصة يف‬
‫ادلشاريع الكربى اليت تتعاقد فيها الدولة مع الشركات وادلؤسسات األجنبية‪ .28‬ودلواجهة ذلك مت اقًتاح‬
‫"إصالح كامل منظومة العقود الدولية من أول التفاوض على العقد حىت صياغتو وتوقيعو وتنفيذه ومتابعتو‬
‫وحل ادلشاكل النامجة‪ ،‬كي ال نضطر إىل التحكيم الدويل‪ ،‬ووجوب إعادة النظر يف كل ما يتعلق ابلتحكيم‬
‫والتسوايت وضماانت االستثمار واتفاقيات ضمان ومحاية االستثمار‪.29"...‬‬
‫وابلنظر دلا سبق‪ ،‬يستحسن ذكر ادلقًتحات التالية‪:‬‬
‫‪-1‬االعتماد على اخلربة الوطنية وإعداد اسًتاتيجية واضحة لتكوين زلكمُت وخرباء وطنيُت‪ ،‬من‬
‫خالل تكوين متخصص أيخذ بعُت االعتبار مناىج وتقنيات التحكيم‪ ،‬التفاوض حول العقود احلكومية‬
‫وفن صياغتها‪ ،‬ادلنطق التنافسي والرحبي دلؤسسات التحكيم الدويل‪،‬‬
‫‪-2‬إيالء عناية خاصة بصياغة النصوص القانونية ذات العالقة (قانون الصفقات العمومية)‪،‬‬
‫وكذلك حسن صياغة العقود والعمل على ذبنب غموض النصوص وتضارهبا وتناقضها‪ ،‬وهتيئتها لتكون‬
‫نصوص مرجعية قابلة للتطبيق على منازعات العقود الدولية بصفة خاصة‪.‬‬
‫‪-3‬العمل على ضمان شفافية إبرام العقود والصفقات العمومية وحسن صياغة بنودىا‪.‬‬
‫‪ .5‬قائمة املراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬املصادر واملراجع ابللغة العربية‬
‫‪-1‬املؤلقات‪:‬‬
‫‪-‬أمحد عبد الكرمي سالمة‪ ،‬التحكيم يف ادلعامالت ادلالية الداخلية والدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2006 ،‬‬

‫‪43‬‬
‫عباس صادقي‬

‫‪-‬علي عبد األمَت قبالن‪ ،‬أثر القانون اخلاص على العقد اإلداري‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،1‬مكتبة زين احلقوقية‬
‫واألدبية‪ ،‬لبنان‪.2011 ،‬‬
‫‪-‬ماجد راغب احللو‪ ،‬التحكيم يف العقود اإلدارية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪-‬زلمود سلتار أمحد بريري‪ ،‬التحكيم التجاري الدويل‪ ،‬ط‪ ،3‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪-‬وارل عز الدين يوسف‪ ،‬التحكيم يف العقود اإلدارية ذات الطابع الدويل دراسة مقارنة بُت مصر وفرنسا‬
‫والدول العربية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2010 ،‬‬
‫‪-2‬األطروحات والرسائل اجلامعية‪:‬‬
‫‪ -‬نساخ سفيان‪ ،‬التحكيم يف عقود استغالل النفط يف القانون اجلزارري‪ ،‬مذكرة ماجستَت‪ ،‬كلية احلقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مَتة جباية‪.2014-2013،‬‬
‫‪-‬سليم بشَت‪ ،‬احلكم التحكيمي والرقابة القضارية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة احلاج خلضر‬
‫ابتنة‪.2012-2011 ،‬‬
‫‪-‬عديل دمحم عبد الكرمي‪ ،‬النظام القانوين للعقود ادلربمة بُت الدول واألشخاص األجنبية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أيب بكر بلقايد تلمسان‪.2011-2010 ،‬‬
‫‪-‬دمحم بن عمر‪ ،‬أثر التحكيم على العقود اإلدارية يف التشريع اجلزارري وادلقارن‪-‬الصفقات العمومية منوذجا‪-‬‬
‫مذكرة ماجستَت‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة دمحم بوضياف ادلسيلة‪.2016-2015 ،‬‬
‫‪-3‬املقاالت‪:‬‬
‫‪-‬صربينة جبايلي‪ ،‬سلتار بو عبد هللا‪ ،‬التحكيم واختصاص القاضي اإلداري يف منازعات العقود اإلدارية يف‬
‫ضوء قانون اإلجراءات ادلدنية واإلدارية ‪ ،09-08‬رللة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،1‬اجمللد أ‪،‬‬
‫العدد ‪ ،43‬جوان ‪.2015‬‬
‫‪-4‬النصوص القانونية‬
‫‪-‬ادلرسوم التشريعي ‪ 12-93‬ادلؤرخ يف ‪ 1993-10-5‬ادلتعلق بًتقية االستثمار (ادللغى)‪ ،‬ج‪.‬رج‪.‬ج‪،‬‬
‫عدد ‪ 1993-64‬مؤرخة يف ‪.1993-10-10‬‬
‫‪-‬ادلرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬ادلؤرخ يف ‪ 19‬ربيع الثاين عام ‪ 1414‬ادلوافق ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،1993‬ادلتعلق‬
‫بًتقية االستثمار‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،1993/64‬مؤرخة يف ‪ .1993-10-10‬ملغى بنص ادلادة ‪35‬‬
‫من األمر رقم ‪ 03-01‬ادلعدل وادلتمم ادلتضمن ترقية االستثمار ادللغى أيضا دبوجب نص ادلادة ‪ 38‬من‬

‫‪44‬‬
‫مدى قابلية تسوية منازعات العقود اإلدارية عن طريق التحكيم وأاثر اللجوء إليه‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬

‫القانون ‪ 09-16‬ادلؤرخ يف ‪ 2016-8-3‬ادلتضمن ترقية االستثمار‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬رقم ‪،2016/46‬‬


‫مؤرخة يف ‪.2016-8-3‬‬
‫‪-5‬املواقع االلكرتونية‬
‫‪-‬ادلستشار أمحد خزمي‪ ،‬د‪ .‬وليد جاب هللا‪ ،‬د‪ .‬عادل عامر‪ ،‬مقال "فخ قضااي التحكيم الدويل‪74 ...‬‬
‫صياغة ‪:‬مليار دوالر خسارر مصر يف عشر سنوات‪ ...‬خزمي‪ :‬نواجو خطر ‪ 29‬قضية أخرى ضدان‪ .‬وخرباء‬
‫العقود وضعف كوادر الدفاع سبب خسارهتا‪ ،".‬مقال الكًتوين على موقع البوابة نيوز‪ ،‬اتريخ النشر ‪-16‬‬
‫‪( 2017-3‬اتريخ االطالع ‪ 2020-11-22‬الساعة ‪ )8:00‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.albawabhnews.com/2425116‬‬
‫ندوة «ادلصري اليوم» تكشف أسرار عامل التحكيم الدويل وأسباب تكرار اخلسارر‪ ... :‬على الغتيت‪،‬‬
‫احملامي‪ ،‬أستاذ القانون واالقتصاد الدويل‪ ،‬رريس اجمللس االستشاري االسًتاتيجي دبجلس الوزراء سابقاً‪،‬‬
‫والدكتور منَت زىران‪= ،‬مندوب مصر الدارم لدى األمم ادلتحدة جبنيف لسنوات‪ ،‬وشلثل مصر يف رلموعة الـ‬
‫‪ ،15‬يف مفاوضات ربرير التجارة العادلية ونزع السالح‪ ،‬والدكتور ايسُت اتج الدين‪ ،‬احملكم الدويل‬
‫ادلعروف‪ ... ،‬والقاضي السابق واخلبَت القانوين ادلستشار ىشام رجب‪" .‬ندوة" جريدة ادلصري اليوم‪ ،‬اتريخ‬
‫‪ .2018-10-24‬اتريخ االطالع (‪ 2020-11-22‬الساعة ‪ )8:40‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.almasryalyoum.com/news/details/1336593‬‬
‫‪-‬محزة كحال‪ ،‬مقال بعنوان "تواتل وسوانطراك‪ ،‬اخلالف بُت اجلزارر وفرنسا يتجاوز ساحات التحكيم‬
‫الدويل"‪ ،‬تصريح الرريس األسبق لشركة "سوانطراك"‪ :‬جريدة العريب اجلديد‪ ،‬عدد اتريخ ‪-08-08‬‬
‫‪ .2016‬اتريخ االطالع (‪ 2020-11-22‬الساعة ‪ )8:20‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.alaraby.co.uk/%22%D8%AA%D9%8...8%‬‬
‫اثنيا‪ :‬املصار واملراجع ابللغة الفرنسية‬
‫‪1-Les livres‬‬
‫‪Eleanor MCGRIGOR, L’arbitrage en droit public suisse Une comparaison avec la‬‬
‫‪France, les États-Unis et l’arbitrage d’investissement, L.G.D.J, 2015.‬‬
‫‪Eleanor MCGRIGOR, L’arbitrage en droit public suisse Une comparaison avec la‬‬
‫‪France, les États-Unis et l’arbitrage d’investissement, L.G.D.J, 2015.‬‬
‫‪Pierre DELVOLVÉ, (INTERVENTION) Colloque du 17 septembre 1990 à la‬‬
‫‪Chambre de commerce et d'industrie de Paris, Association Française D'arbitrage,‬‬
‫‪Paris, 1990.‬‬
‫‪2-Des articles‬‬
‫‪- ASSILA Yassine, Le caractère contractuel et juridictionnel de l'arbitrage‬‬
‫‪commercial, Article publié le 15/04/2016, Disponible sur le site :(16-10-2020 À‬‬
‫)‪l'heure 13:00‬‬
‫‪45‬‬
‫عباس صادقي‬

-Christophe JUHEL, ARBITRAGE EN ARBITRAGE, ARBITRAGE EN


ÉQUITÉ : perspectives historiques, Annales de l’université d’Alger, Volume 25,
No1, 2014.
-François DESSEILESS, Les musées à forme d’établissement public administratif
peuvent-ils recourir à l’arbitrage ?, Revue de la Faculté de droit de l’Université de
Liège, 3/2015.
https://www.conseil-juridique.net/assila-yassine/article/caractere-contractuel-
juridictionnel-arbitrage-
-Laurent JOURDAA, Le développement des règlements conventionnels des
litiges en droit administratif, Colloque "De la mobilisation du fait à la réalisation
du droit", TOULON, France, Oct 2014.
3- lois
-Ordonnance n°58-1111 du 22 novembre 1958 RELATIVE A LA RECHERCHE,
A L'EXPLOITATION, AU TRANSPORT PAR CANALISATIONS DES
HYDROCARBURES ET AU REGIME FISCAL DE CES ACTIVITES DANS
LES ZONES DE L'ORGANISATION COMMUNE DES REGIONS
SAHARIENNES. EXTENSION A L'ALGERIE DE L'ART. 69 PAR OR. 581112
DU 22-11-58. Disponible sur le site (7-11-2020 À l'heure 20:00)
https://www.legifrance.gouv.fr/jo_pdf.do?id=JORFTEXT00000705068&pageCou
rante=10526

:‫االحاالت واهلوامش‬

.162 .‫ ص‬،2004 ،‫ مصر‬،‫ االسكندرية‬،‫ دار اجلامعة اجلديدة‬،‫ التحكيم يف العقود اإلدارية‬،‫ ماجد راغب احللو‬1
‫ وارل عز‬:‫ مقتبسُت عن‬.19.‫ ص‬،2006 ،‫ دار النهضة العربية‬،‫ التحكيم يف ادلعامالت ادلالية الداخلية والدولية‬،‫ أمحد عبد الكرمي سالمة‬2
،‫ مصر‬،‫ القاىرة‬،‫ دار النهضة العربية‬،‫ التحكيم يف العقود اإلدارية ذات الطابع الدويل دراسة مقارنة بُت مصر وفرنسا والدول العربية‬،‫الدين يوسف‬
.18 .‫ ص‬،2010
.6 .‫ ص‬،2007 ،‫ مصر‬،‫ القاىرة‬،‫ دار النهضة العربية‬،3‫ ط‬،‫ التحكيم التجاري الدويل‬،‫ زلمود سلتار أمحد بريري‬3
4
ASSILA Yassine, Le caractère contractuel et juridictionnel de l'arbitrage commercial,
Article publié le 15/04/2016, Disponible sur le site :(16-10-2020 À l'heure 13:00)
https://www.conseil-juridique.net/assila-yassine/article/caractere-contractuel-
juridictionnel-arbitrage-
.288 .‫ ص‬،2011 ،‫ لبنان‬،‫ مكتبة زين احلقوقية واألدبية‬،1‫ ط‬،2‫ ج‬،‫ أثر القانون اخلاص على العقد اإلداري‬،‫ علي عبد األمَت قبالن‬5
-2011 ،‫ جامعة احلاج خلضر ابتنة‬،‫ كلية احلقوق‬،‫ أطروحة دكتوراه‬،‫ احلكم التحكيمي والرقابة القضارية‬،‫ سليم بشَت‬:‫ مزيد من التفصيل أنظر‬6
.68-56 .‫ ص ص‬،2012
7
Laurent JOURDAA, Le développement des règlements conventionnels des litiges en
droit administratif, Colloque "De la mobilisation du fait à la réalisation du droit", Oct
2014, TOULON, France, p. 15. https://hal.archives-ouvertes.fr/hal-01911627

46
-‫دراسة مقارنة‬-‫مدى قابلية تسوية منازعات العقود اإلدارية عن طريق التحكيم وأاثر اللجوء إليه‬

8
Eleanor MCGRIGOR, L’arbitrage en droit public suisse Une comparaison avec la
France, les États-Unis et l’arbitrage d’investissement, L.G.D.J, 2015, pp. 9-11.
9
Christophe JUHEL, ARBITRAGE EN ARBITRAGE, ARBITRAGE EN ÉQUITÉ :
perspectives historiques, Annales de l’université d’Alger, Volume 25, No1, 2014, pp. 132-
133.
10
François DESSEILESS, Les musées à forme d’établissement public administratif
peuvent-ils recourir à l’arbitrage ?, Revue de la Faculté de droit de l’Université de Liège,
3/2015, p. 506.
:‫ من القانون ادلدين على ما يلي‬2060 ‫ تنص ادلادة‬11
"On ne peut compromettre sur les questions d'état et de capacité des personnes, sur celles
relatives au divorce et à la séparation de corps ou sur les contestations intéressant les
collectivités publiques et les établissements publics et plus généralement dans toutes les
matières qui intéressent l'ordre public….".
:‫ من قانون الطلب العمومي على ما يلي‬L2197-6 ‫ تنص ادلادة‬12
"Par dérogation aux dispositions du premier alinéa de l’article 2060 du code civil, le
recours à l’arbitrage pour le règlement des litiges opposant les personnes publiques à
leurs cocontractants dans l’exécution des marchés publics est possible pour les litiges
relatifs à l’exécution financière des marchés publics de travaux et de fournitures de
l’Etat..."
:‫ من قانون الطلب العمومي على ما يلي‬R2197-25 ‫ تنص ادلادة‬13
"Pour l’Etat, le recours à l’arbitrage dans les cas mentionnés à l’article L. 2197-6 est
autorisé par décret pris sur le rapport du ministre compétent et du ministre chargé de
l’économie".
‫ مقتبس‬،2006-04-23 ‫ بتاريخ‬،53 ‫ للسنة ق‬11498 ‫ حكم صادر يف الدعوى رقم‬،‫ زلكمة القضاء اإلداري دبصر‬:‫ يف بيان ذلك‬14
.‫ وما بعدىا‬590 ‫ ص‬،‫ ادلرجع السابق‬،‫ دمحم عبد اجمليد امساعيل‬:‫عن‬
‫ رلموعة ادلبادئ اليت قررهتا اجلمعية العمومية‬،1997-2-22 ‫ بتاريخ‬،339/1/54 ‫ فتوى صادرة يف ادللف رقم‬،‫ رللس الدولة دبصر‬15
.‫ وما بعدىا‬132 .‫ ص‬،2000 ‫ إىل يونيو سنة‬1996 ‫ من أكتوبر سنة‬،1‫ ج‬،‫لقسمي الفتوى والتشريع‬
-10 ‫ مؤرخة يف‬1993-64 ‫ عدد‬،‫ج‬.‫رج‬.‫ ج‬،)‫ ادلتعلق بًتقية االستثمار (ادللغى‬1993-10-5 ‫ ادلؤرخ يف‬12-93 ‫ ادلرسوم التشريعي‬- 16
.1993-10
‫ ج ر ج ج عدد‬،‫ ادلتعلق بًتقية االستثمار‬،1993 ‫ أكتوبر‬5 ‫ ادلوافق‬1414 ‫ ربيع الثاين عام‬19 ‫ ادلؤرخ يف‬12-93 ‫ادلرسوم التشريعي رقم‬- 17
‫ ادلعدل وادلتمم ادلتضمن ترقية االستثمار ادللغى أيضا‬03-01 ‫ من األمر رقم‬35 ‫ ملغى بنص ادلادة‬.1993-10-10 ‫ مؤرخة يف‬،1993/64
-3 ‫ مؤرخة يف‬،2016/46 ‫ رقم‬،‫ج‬.‫ج‬.‫ر‬.‫ ج‬،‫ ادلتضمن ترقية االستثمار‬2016-8-3 ‫ ادلؤرخ يف‬09-16 ‫ من القانون‬38 ‫دبوجب نص ادلادة‬
.2016-8
‫ التحكيم واختصاص القاضي اإلداري يف منازعات العقود اإلدارية يف ضوء قانون اإلجراءات ادلدنية‬،‫ سلتا ر بو عبد هللا‬،‫ صربينة جبايلي‬18
.255 .‫ ص‬،2015 ‫ جوان‬،43 ‫ العدد‬،‫ اجمللد أ‬،1 ‫ جامعة قسنطينة‬،‫ رللة العلوم اإلنسانية‬،09-08 ‫واإلدارية‬
19
Eleanor MCGRIGOR, L’arbitrage en droit public suisse Une comparaison avec la
France, les États-Unis et l’arbitrage d’investissement, L.G.D.J, 2015, p. 449.
20
Pierre DELVOLVÉ, (INTERVENTION) Colloque du 17 septembre 1990 à la
Chambre de commerce et d'industrie de Paris, Association Française D'arbitrage, Paris,
1990, p. 16.
47
‫عباس صادقي‬

‫‪ 21‬وارل عز الدين يوسف‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.46-36‬‬


‫‪ 22‬نفس ادلرجع‪ ،‬ص‪.16 .‬‬
‫‪23‬‬
‫‪CE, 9 novembre 2016, société Fosmax LNG, Disponible sur le site (7-10-2020 À‬‬
‫)‪l'heure 20:00‬‬
‫‪https://www.conseil-etat.fr/ressources/decisions-contentieuses/dernieres-decisions-‬‬
‫‪importantes/ce-9-novembre-2016-societe-fosmax-lng‬‬
‫‪24‬‬
‫‪"… comment des litiges ressortissant de la souveraineté étatique peuvent-ils tomber‬‬
‫‪entre les mains de quelques arbitres privés ? " Eleanor MCGRIGOR, op.cit., p. 2.‬‬
‫‪ 25‬دمحم بن عمر‪ ،‬أثر التحكيم على العقود اإلدارية يف التشريع اجلزارري وادلقارن‪-‬الصفقات العمومية منوذجا‪-‬مذكرة ماجستَت‪ ،‬كلية احلقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة دمحم بوضياف ادلسيلة‪ ،2016-2015 ،‬ص‪.3 .‬‬
‫‪ 26‬قبل االستقالل كانت اجلزارر زبضع للقوانُت الفرنسية‪ ،‬وقد نصت ادلادة ‪ 41‬من األمر رقم ‪ 1111-58‬ادلتضمن قانون البًتول الصحراوي‬
‫على أن‪" :‬النزاعات بُت صاحب االمتياز ومانح االمتياز وادلتعلق بتطبيق االتفاقية يرجع ابتداء وانتهاء إىل رللس الدولة الذي يفصل يف النزاع"‪.‬‬
‫ومن أىم عقود االمتياز يف تلك احلقبة عقود البحث والتنقيب واستغالل احملروقات‪ .‬أما بعد االستقالل‪ ،‬فإن "عقود احملروقات" قد خضعت‬
‫سنيت ‪ 2006‬و‪ ،2013‬وقد نصت ادلادة ‪ 05‬منو على أن " عقد البحث و‪ /‬أو‬ ‫لقوانُت متعاقبة أخرىا القانون رقم ‪ 07-05‬الذي مت تعديلو ّ‬
‫االستغالل أو العقد‪ :‬ىو عقد يسمح إبصلاز نشاطات البحث و‪ /‬أو استغالل احملروقات طبقا ذلذا القانون" كما عرفت عقود الشراكة أبهنا‪" :‬‬
‫عقود البحث و‪ /‬أو استغالل احملروقات ادلربمة بُت سوانطراك‪ ،‬شركة ذات أسهم‪ ،‬وشريك أو شركاء أجانب"‪ .‬والظاىر من ىذا القانون أنو مل ُُيدد‬
‫ُ‬
‫الطبيعة القانونية لعقود احملروقات‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪Ordonnance n°58-1111 du 22 novembre 1958 RELATIVE A LA RECHERCHE, A‬‬
‫‪L'EXPLOITATION,‬‬ ‫‪AU‬‬ ‫‪TRANSPORT‬‬ ‫‪PAR‬‬ ‫‪CANALISATIONS‬‬ ‫‪DES‬‬
‫‪HYDROCARBURES ET AU REGIME FISCAL DE CES ACTIVITES DANS LES‬‬
‫‪ZONES DE L'ORGANISATION COMMUNE DES REGIONS SAHARIENNES.‬‬
‫‪EXTENSION A L'ALGERIE DE L'ART. 69 PAR OR. 581112 DU 22-11-58. Disponible‬‬
‫)‪sur le site (7-11-2020 À l'heure 20:00‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/jo_pdf.do?id=JORFTEXT00000705068&pagee=10526‬‬
‫وينظر‪ :‬عديل دمحم عبد الكرمي‪ ،‬النظام القانوين للعقود ادلربمة بُت الدول واألشخاص األجنبية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة أيب بكر بلقايد تلمسان‪ ،2011-2010 ،‬ص ص‪ .41-36 .‬نساخ سفيان‪ ،‬التحكيم يف عقود استغالل النفط يف القانون اجلزارري‪،‬‬
‫مذكرة ماجستَت‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مَتة جباية‪ ،2014-2013،‬ص ص‪.30-8 .‬‬
‫‪ 27‬محزة كحال‪ ،‬مقال بعنوان "تواتل وسوانطراك‪ ،‬اخلالف بُت اجلزارر وفرنسا يتجاوز ساحات التحكيم الدويل"‪ ،‬تصريح الرريس األسبق لشركة‬
‫"سوانطراك"‪ :‬جريدة العريب اجلديد‪ ،‬عدد اتريخ ‪ .2016-08-08‬اتريخ االطالع (‪ 2020-11-22‬الساعة ‪ )8:20‬متاح على الرابط‬
‫‪https://www.alaraby.co.uk/%22%D8%AA%D9%8...8%‬‬
‫‪ 28‬ادلستشار أمحد خزمي‪ ،‬د‪ .‬وليد جاب هللا‪ ،‬د‪ .‬عادل عامر‪ ،‬مقال "فخ قضااي التحكيم الدويل‪ 74 ...‬مليار دوالر خسارر مصر يف عشر‬
‫سنوات‪ ...‬خزمي‪ :‬نواجو خطر ‪ 29‬قضية أخرى ضدان‪ .‬وخرباء ‪:‬صياغة العقود وضعف كوادر الدفاع سبب خسارهتا‪ ،".‬مقال الكًتوين على موقع‬
‫البوابة نيوز‪ ،‬اتريخ النشر ‪( 2017-3-16‬اتريخ االطالع ‪ 2020-11-22‬الساعة ‪ )8:00‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.albawabhnews.com/2425116‬‬
‫‪ 29‬ندوة «ادلصري اليوم» تكشف أسرار عامل التحكيم الدويل وأسباب تكرار اخلسارر‪ ... :‬على الغتيت‪ ،‬احملامي‪ ،‬أستاذ القانون واالقتصاد‬
‫الدويل‪ ،‬رريس اجمللس االستشاري االسًتاتيجي دبجلس الوزراء سابقاً‪ ،‬والدكتور منَت زىران‪= ،‬مندوب مصر الدارم لدى األمم ادلتحدة جبنيف‬
‫لسنوات‪ ،‬وشلثل مصر يف رلموعة الـ ‪ ، 15‬يف مفاوضات ربرير التجارة العادلية ونزع السالح‪ ،‬والدكتور ايسُت اتج الدين‪ ،‬احملكم الدويل‬

‫‪48‬‬
‫مدى قابلية تسوية منازعات العقود اإلدارية عن طريق التحكيم وأاثر اللجوء إليه‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬

‫ادلعروف‪ ... ،‬والقاضي السابق واخلبَت القانوين ادلستشار ىشام رجب‪" .‬ندوة" جريدة ادلصري اليوم‪ ،‬اتريخ ‪ .2018-10-24‬اتريخ االطالع‬
‫الرابط‬ ‫على‬ ‫متاح‬ ‫‪)8:40‬‬ ‫الساعة‬ ‫(‪2020-11-22‬‬
‫‪https://www.almasryalyoum.com/news/details/1336593‬‬

‫‪49‬‬

You might also like