You are on page 1of 39

‫‪504‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫م‪.‬م‪ .‬حاتم غائب سعيد‬


‫مدرس القانون التجاري المساعد‬

‫المقدمة‬
‫من المعلوم إن زيادة المؤسسات االقتصادية وعمليات التجارة الدولية‬
‫عبر الحدود وعدم مالئمة القوانين الوطنية لتسوية ما ينشأ عنها من‬
‫منازعات‪ .‬أن يتجه الفكر القانوني إلى البحث عن أداة فنية متخصصة تقوم‬
‫بالفصل في المنازعات بعيداً عن قضاء الدولة وقوانينها‪ .‬فكان التحكيم‬
‫التجاري الدولي بوصفه بديالً مالئماً لقضاء الدولة‪ .‬حتى أصبح التحكيم في‬
‫اآلونة األخيرة الوسيلة المعتادة والمفضلة التي تلجأ أليها األطراف المتنازعة‬
‫لحل المنازعات ال سيما تلك الناشئة في أطار العالقات التجارية الدولية‪،‬‬
‫ومما الشك فيه أيضاً أن لجوء األطراف إلى اختيار هذا الطريق لفظ‬
‫المنازعات الناشئة بينهما لما يقدمه التحكيم كنظام خاص من المزايا قد‬
‫يعجز القضاء الوطني عن تحقيقها في اغلب األحيان‪.‬منها ما يتعلق‬
‫بالموضوع ومنها ما يتعلق باإلجراءات كالمساواة والمواجهة بين الخصوم‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪504‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫وغير ذلك من المبادئ التي اخذ بها مبدأ التقاضي إمام‬ ‫وحق الدفاع‬
‫القضاء العادي‪.‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫تكمن أهمية البحث في أهمية موضوع التحكيم التجاري ذاته‪ .‬إذ‬
‫يحتاجه الناس في كثير من المنازعات التجارية التي يرغبون بعرضها على‬
‫أشخاص يختارونهم ويثقون بإحكامهم وخبرتهم في حسم موضوع النزاع بعيدا‬
‫عن قاعات ومرافعات القضاء‪ .‬كذلك تسليط الضوء على إحكام وقواعد‬
‫التحكيم والتي تعتبر ضمانة إلطراف النزاع وصيانة وحماية لحقوقهم‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫تنازع القوانين في التحكيم التجاري الدولي يعد مثار جدل واسع ‪،‬‬
‫يتناول القانون الواجب التطبيق على التحكيم ‪ .‬والتي تتميز بأنها اتفاقيات أو‬
‫شروط يرغب من خاللها إطراف النزاع إبعاد عالقاتهم عن نطاق الحلول‬
‫القانونية والقضائية العادية واللجوء إلى إجراءات وحلول موضوعية أخرى‬
‫تتفق أكثر مع مصالحهم المتبادلة ورغبة كثير من المستثمرين اللجوء إلى‬
‫التحكيم كوسيلة فعالة لفض النزاعات التجارية‪.‬‬
‫أهدف البحث‪:‬‬
‫يهدف البحث إلى‪:‬‬
‫‪-1‬ما هو التحكيم ومدى مشروعيته وما هي مزاياه وعيوبه وأنواعه‪.‬‬
‫‪-2‬المقارنة بينه وبين اإلفتاء والصلح والتوفيق والخبرة والوكالة‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪504‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫‪-3‬االطالع على اآلثار القانونية للتحكيم وطرق الطعن وتنفيذ اإلحكام‪.‬‬


‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫لقد سلكنا في هذه الدراسة مسلكا يتفق مع تحقيق الغاية المرجوة منها‬
‫من خالل المنهج التحليلي والذي اعتمدنا من خالله على تحليل النصوص‬
‫القانونية ونصوص بعض المعاهدات واالتفاقات الدولية الخاصة بالتحكيم‬
‫التجاري معتمدا على المؤلفات العامة وبعض مواقع االنترنيت مع إبداء رأينا‬
‫بها‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫ألجل تسليط الضوء على دور التحكيم في حسم منازعات التجارية‬
‫فسوف نقسم البحث إلى مبحثين‪.‬األول تناولت فيه تعريف التحكيم وأنواعه‬
‫في مطلب أول والتحكيم وما يميزه من مرادفات قريبة منه في مطلب‬
‫ثاني‪.‬إما المبحث الثاني تناولت فيه القانون واجب التطبيق في حسم‬
‫منازعات التجارية في مطلبين ‪.‬األول‪:‬حرية اإلطراف في اختيار القانون‬
‫واجب التطبيق‪ .‬إما المطلب الثاني فتناولت به الطبيعة القانونية للتحكيم‬
‫التجاري‪ .‬وختمنا بحثنا بخاتمه تتضمن أهم النتائج والتوصيات التي توصلنا‬
‫إليها‪.‬سائلين اهلل سبحانه وتعالى إن يوفقنا في هذا الجهد المتواضع‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪504‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫المبحث األول‬
‫تعريف التحكيم وأنواعه وما يشابهه من مرادفات‬
‫لغرض تعريف التحكيم التجاري والشخص القائم بعملية التحكيم وكذلك أنواع‬
‫التحكيم وبعض المصطلحات المرافقة للتحكيم فإننا سوف نقسم هذا المبحث‬
‫إلى مطلبين وكما يلي‪:‬‬
‫المطلب األول‬
‫تعريف التحكيم وأنواعه‬
‫لغرض االحاطه بالتحكيم التجاري فسوف نقسم المطلب إلى فرعين وكما‬
‫يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪:‬تعريف التحكيم والمحكم‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التحكيم‪:‬‬


‫التحكيم في اللغة هو مصدر للفعل(ح ٌكم) إي تفويض الحكم فيه‬
‫(‪)1‬‬
‫عرف التحكيم‬
‫‪،‬وحكمت بين القوم إي فصلت بينهم ‪ .‬إما اصطالحا فقد َّ‬
‫بأنه أتفاق أطراف عالقة قانونية معينة عقدية أو غير عقدية على أن يتم‬
‫الفصل في المنازعة التي ثارت بينهم بالفعل أو التي يحتمل أن تثور ‪ ،‬عن‬
‫طريق أشخاص يتم اختيارهم كمحكمين ‪ ،‬حيث يتولى األطراف تحديد‬

‫‪ -1.‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر للطباعة والنشر الطبعة األولى‪ ،‬الجزء ‪ ،1991،12‬ص‬
‫‪. 22‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪504‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫أشخاص المحكمين أو إحدى هيئات التحكيم الدائمة أن تتولى تنظيم عملية‬


‫(‪)1‬‬
‫‪.‬ويعتبر‬ ‫التحكيم وفقاً للقواعد أو اللوائح الخاصة بهذه الهيئات أو المراكز‬
‫التحكيم أسلوب حضاري متقدم لتسوية المنازعات بإحالتها إلى طرف ثالث‬
‫واالتفاق على االنصياع والخضوع إلى حكمه فهو طريق إلنهاء النقاش أو‬
‫(‪)2‬‬
‫جدل‪ ،‬وفوضى المنازعات بعيدا عن القضاء‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬تعريف المحكم‬
‫هو كل شخص كامل األهلية المدنية وغير محكوم عليه في جناية أو‬
‫جنحة يقع اختيار إطراف النزاع عليه‪ ،‬يمكن أن يتم اختياره محكما سواء‬
‫مهنيا كالمحامي أو المهندس أو الطبيب أو المحاسب‬
‫عاديا أو ّ‬
‫كان شخصا ّ‬
‫أو المقاول‪ ،‬ولكن يفضل في الشخص الذي يعين محكما أن تتوافر فيه‬
‫الخبرة والمعرفة الالزمة بصلب وموضوع النزاع المحال إليه للنظر فيه‬
‫تحكيميا‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويتمتع بثقة الخصوم ولم يقتصر إن يكون المحكم شخص طبيعي بل من‬
‫(‪)3‬‬
‫الممكن إن يعهد التحكيم إلى مركز تحكيمي أو هيئة تحكيمية ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬أنواع التحكيم‪:‬‬

‫‪ -1‬الدكتور فتحي والي‪ ،‬قانون التحكيم في النظرية والتطبيق‪ ،‬منشاة المعارف‬


‫للنشر‪،‬اإلسكندرية‪،2112،‬ص‪.2‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،1992 ،‬‬
‫ص‪.12‬‬
‫‪-3‬د‪ .‬احمد أبو ألوفا ‪،‬التحكيم االختياري واإلجباري‪ ،‬القاهرة‪ ، 1921،‬ص‪.21‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪510‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫أن اللجوء إلى التحكيم يتم باختيار أطرف النزاع وبمحض إرادتهما‬
‫الحرة‪ .‬وعند استقراء بعض القوانين المتعلقة بالتحكيم وقواعد المراكز‬
‫والهيئات الدولية المتخصصة في شأنه نالحظ هناك عدة أنواع للتحكيم‬
‫ومنها‪:‬‬

‫أوال‪ -‬التحكيم المحلي‬


‫عرف الفقه التحكيم المحلي أو التحكيم الداخلي بأنهه ذلهك التحكهيم الهذي‬ ‫ُي ِّ‬
‫يتعله ههق بن ه هزاع وطنه ههي فه ههي جميه ههع عناص ه هره ‪ ،‬أو أن يصه ههدر الحكه ههم فيه ههه وفق ه هاً‬
‫إلجه هراءات وتشه هريع وطن ههي ‪ ،‬وبمعن ههى أدق يك ههون التحك ههيم محليه هاً إذا اتص ههلت‬
‫جميع عناصره بدولة معينة دون غيرها ‪ .‬فإذا كانت طبيعة العالقهة وطنيهة أو‬
‫داخلية صرفة ال يكتنفهها عنصهر أجنبهي فإننها نكهون أمهام تحكهيم داخلهي‪ ،‬كهأن‬
‫يكون مثال القانون واإلجراءات والمحكم ومكان التحكهيم واألطهراف كلهها تابعهه‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫لدولة واحدة‬
‫ثانيا‪-‬التحكيم الدولي ‪:‬‬
‫ويقصههد بههالتحكيم الههدولي ذلههك التحكههيم الههذي ي هرتبط فههي أحههد عناص هره‬
‫(‪)2‬‬
‫بعيه ههداً عه ههن مفهه ههوم التحكه ههيم اله ههذي ينصه ههب عله ههى حه ههل‬ ‫بعوامه ههل خارجيه ههة ‪.‬‬
‫المنازع ههات الدولي ههة والت ههي تخض ههع للق ههانون ال ههدولي الع ههام ‪ .‬فاله ههدف م ههن ه ههذا‬
‫التحكههيم هههو طمأنههة المتعههاملين فههي مجههال التجههارة الدوليههة ‪ ،‬الههذين قههد يخشههون‬

‫‪-1‬احمد شكري‪،‬الوسيط في النظرية العامة والمقاوالت‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪،‬‬


‫ط‪،2111،1‬ص‪.291‬‬

‫‪-2‬د‪.‬طالب حسن موسى ‪،‬قانون التجارة الدولية‪،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪،2112،‬ص‪.221‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪511‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫مههن طههرم منازعههاتهم أمههام المحههاكم الوطنيههة وتطبيههق القههانون الههوطني ‪ ،‬والههذي‬
‫عهادة ال يكونهون علهى د اريهة بأحكامهه وقواعهده‪ .‬وقهد وضهع الفقهه عهدة معهايير‬
‫لتمييز التحكيم الهدولي عهن التحكهيم المحلهي ‪ ،‬مثهل موضهوع النهزاع ‪ ،‬وجنسهية‬
‫المحكمه ههين ‪ ،‬وجنسه ههية محه ههل إقامه ههة األط ه هراف ‪ ،‬ومكه ههان التحكه ههيم ‪ ،‬والقه ههانون‬
‫المطبهق علهى اإلجهراءات ‪ ،‬أو القهانون المطبهق لحسهم النهزاع ‪ ،‬وبغهض النظهر‬
‫عما ُوجه من انتقهادات لمعهايير تمييهز التحكهيم الهدولي عهن التحكهيم المحلهي ‪،‬‬
‫فإنه يمكن حصرها في ثالثة معايير رئيسية‪:‬‬
‫أ‪ -‬معيار جغرافي ‪ :‬ويتمثل فهي مكهان التحكهيم ‪ ،‬أو المكهان الهذي يصهدر فيهه‬
‫حكم التحكيم(‪.)1‬‬
‫ب‪ -‬معيههار اقتصههادي ‪ :‬ويتمثههل فههي تعلههق العقههد الههذي يجههري تسههوية منازعتههه‬
‫عن طريق التحكيم بالتجارة الدولية ‪ ،‬أو بمعاملهة دوليهة ‪ ،‬فهإذا كهان ههذا العقهد‬
‫عقداً دولياً فإن التحكيم في منازعاته يكتسب صفة الدولية بطريق التبعية(‪. )2‬‬
‫ج‪ -‬معيه ههار قه ههانوني ‪ :‬ويتمثه ههل فه ههي القه ههانون واجه ههب التطبيه ههق عله ههى إج ه هراءات‬
‫التحكهيم أو حتههى علههى موضهوعه ‪ ،‬إذ يكفههي أن تتصههل العالقهة القانونيههة التههي‬
‫نشههأ عنههها النهزاع المطههروم علههى التحكههيم فههي أحههد عناصههرها بههأكثر مههن نظههام‬
‫قانوني لكي يعتبر التحكيم دولياً (‪. )2‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬محسن شفيق ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪311‬‬

‫‪ -2‬أحمد شكري‪ ،‬الوسيط في النظرية العامة والمقاوالت‪ .‬مطبعة المعارف الجديدة الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ ،2111‬ص‪.291 :‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪514‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫ثالثا‪-‬التحكيم األجنبي‪:‬‬
‫يرى االتجاه الغالب من الفقه القانوني أن التحكيم األجنبي هو التحكيم‬
‫الذي يشتمل على عنصر أجنبي سواء كان ذلك العنصر هو القانون واجب‬
‫التطبيق على موضوع النزاع أو كان القانون واجب التطبيق على اإلجراءات‬
‫سير عملية التحكيم ‪ ،‬أو كان ذلك العنصر اختالف جنسية الخصوم‬‫التي تُ ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫أو مكان التحكيم نفسه‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫التحكيم وما يميزه من المصطلحات المرادفة(المزايا والعيوب)‬
‫تتجلى أهمية التحكيم من خالل ما يميزه عن المرادفات المرافقة له‬
‫باإلضافة إلى ما يتمتع به من مزايا تميزه عن بقية سبل تسوية المنازعات‬
‫ولغرض االحاطه بالموضوع فسوف نقسمه إلى فرعين وكما يلي ‪:‬‬
‫الفرع األول‪:‬التحكيم والمصطلحات المرادفة‪:‬‬
‫هناك بعض المصطلحات التي ترافق التحكيم أو التي تسبقه لغرض‬
‫منع النزاعات وحسمها والتي يمكن اللجوء إليها من قبل األطراف المتنازعة‬
‫ذاتها أو بمبادرة من طرف ثالث ليست له عالقة بموضوع النزاع أو لغرض‬
‫االستعانة بها للتوصل لتسوية سريعة ترضي اإلطراف‪ .‬والتي ويمكن إيجازها‬
‫وكما يلي‪:‬‬

‫‪162‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬محسن شفيق ‪،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية‪،-‬القاهرة‪ ، 1992 ،-‬ص‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪514‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫اوال‪-‬التحكيم والقضاء‪:‬‬
‫التحكيم هو اتفاق إطراف عالقة قانونيه معينه‪،‬عقديه أو غير‬
‫عقديه‪،‬على أن يتم الفصل في المنازعات التي ثارت بينهم بالفعل‪،‬أو التي‬
‫(‪)1‬‬
‫ويتولى‬ ‫محتمل أن تثور عن طريق أشخاص يتم اختيارهم كمحكمين‪.‬‬
‫اإلطراف تحديد أشخاص المحكمين‪.‬أو يضمنون اتفاقهم على التحكيم بيانا‬
‫لكيفية اختيار المحكمين ‪.‬أو أن يعهد لهيئة أو مراكز التحكيم الدائمين‬
‫لتتولى تنظيم عمليه التحكيم وفقا للقواعد أو اللوائح الخاصة بهذه الهيئات أو‬
‫(‪)2‬‬
‫والتحكيم كوسيلة لتسويه المنازعات الدولية ال يختلف عن‬ ‫المراكز‪.‬‬
‫القضاء الدولي بالمعنى الدقيق‪،‬فكالهما طريقه قانونيه لتسويه المنازعات‬
‫الدولية‪ ،‬وكالهما يستلزم اتفاق اإلطراف المتنازعة على عرض منازعاتهم‬
‫على التحكيم‪،‬والفرق الوحيد بينهما هو شكلي يرجع إلى أن التحكيم طريق‬
‫قضائي يعتمد في وجوده وفي تشكيل الهيئة التحكيم التي تفصل في النزاع‬
‫على إرادة اإلطراف المتنازعة‪،‬فهم الذين يختارون المحكمون الذين يفصلون‬
‫(‪)3‬‬
‫في النزاع‪،‬وذلك بمقتضى اتفاق خاص لتسويه نزاع معين دون سواه‪.‬‬

‫‪ -1‬د أبو زيد رضوان‪،‬األسس العامة في التحكيم التجاري الدولي‪،‬دار الفكر العربي‬
‫‪،‬القاهرة‪،1911،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -2‬أستاذنا الدكتور محمود مختار احمد بريري‪،‬التحكيم التجاري الدولي‪،‬دار النهضة العربية‬
‫‪،‬القاهرة‪.2111،‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬عصام العطية‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬ط‪،2‬المكتبة القانونية ‪ ،‬بغداد‪ ،2112،‬ص‪.313‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪515‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫ثانيا‪-‬التحكيم واإلفتاء‬
‫اإلفتاء هو اضهار الحكم الشرعي المتعلق بمسالة من المسائل ويقال‬
‫أفتى في المسألة إذ بين حكمها‪ .‬واستفتى‪ :‬سأل عن الحكم‪ .‬قال تعالى‬
‫اء ُق ِل اللَّهُ ُي ْفتِي ُك ْم ِفي ِه َّن )‪ )1(.‬وهكذا يتفق التحكيم‬
‫النس ِ‬ ‫ون َ ِ‬
‫ك في ِّ َ‬ ‫( َوَي ْستَ ْفتُ َ‬
‫واإلفتاء في أن كال منهما إخبار عن الحكم الشرعي في الواقعة ولكنهما‬
‫يختلفان في كثير من األمور منها‪:‬‬
‫‪ 1‬ه التحكيم يستلزم وجود نزاع بين طرفين أما اإلفتاء فقد يكون نتيجة طلب‬
‫شخص يريد أن يعرف الحكم ليعمل به لنفسه‪.‬‬
‫‪ -2‬التحكيم يتناول منازعات بين األشخاص في مسائل مختلفين عليها‪ .‬أما‬
‫اإلفتاء فإنه يتناول جميع المسائل واألحكام‪.‬‬
‫‪ -3‬التحكيم عقد ملزم ألطرافه‪ .‬ويجب عليهم االلتزام بنتيجته من حيث‬
‫العموم‪ .‬أما اإلفتاء فليس عقدا وال تكون نتيجته ملزمة للمستفتي‪.‬‬
‫‪ -2‬ه يتطلب التحكيم من المحكم أن يقوم بدراسة وتمحيص الوقائع واألوراق‬
‫التي تم عرضها عليه قبل أن يصدر حكمه ‪ .‬أما المفتي فإنه يسلم بالواقعة‬
‫التي يطلب منه إظهار الحكم فيها لكي يطبق الحكم الشرعي على ضوء‬
‫(‪)2‬‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬التوفيق أو الوساطة‪:‬‬
‫التوفيق أو الوساطة هي مساعي يقوم فرد أو أكثر من تلقاء نفسه أو‬
‫بناء على طلب اإلطراف المتنازعة بالتوسط والتوفيق بينهم ‪ ,‬وذلك بتقديم‬
‫عرض أو اقترام لتسوية ما بينهم من خالف تاركين لألطراف حرية األخذ‬

‫‪ -1‬سورة النساء‪ ،‬من االية‪. 122‬‬


‫للدكتور ثقيل بن ساير ألشمري(الفرق بين التحكيم مقال‪- http://www.alarab.qa/story‬‬
‫‪2‬‬

‫أخر زيارة للموقع بتاريخ ‪2112/4/22‬‬ ‫والقضاء واإلفتاء) عام ‪2112‬‬


‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪514‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫به أو رفضه‪.‬وبالتالي فان الموفق أو الوسيط ليس من الضروري أن يكون‬


‫تدخله بناء على اتفاق اإلطراف بل قد يكون تدخله من تلقاء نفسه ودوره‬
‫(‪)1‬‬
‫يقتصر على تقديم توصية لألطراف وهي غير ملزمة لهم‪.‬‬
‫وان الوسيط أو الموفق شخص محايد يسعى لتقريب وجهات النظر بين‬
‫اإلطراف المتنازعة من اجل الوصول إلى حل نهائي لهذا النزاع وحسمه من‬
‫خالل االجتماع والتشاور مع اإلطراف المتنازعة بعيدا عن قاعات المحاكم‬
‫ومنصات القضاة وفي اغلب األحيان تكون الوساطة اتفاقيه حيث تتفق‬
‫اإلطراف المتنازعة إلى إحالة النزاع إلى الوسيط الذي يتم االتفاق عليه في‬
‫وقت سابق‪.‬ويكون للوسيط كافة الصالحيات من الحصول على البيانات‬
‫والمعلومات واألرقام الحسابية والتقارير واإلمام بإطراف النزاع وسماع‬
‫اإلطراف والشهود ويقع على عاتق اإلطراف تسهيل هذه المهام ‪.‬ومن يالحظ‬
‫التحكيم والوساطة يجد إن هناك صلة بينهما من حيث الهدف وهو حل‬
‫النزاع بدون اللجوء إلى القضاء‪.‬ولكن رغم التشابه من حيث الهدف وطريقة‬
‫االتفاق إي عبر التعاقد مسبقا‪.‬إال إن االختالف يبقى واضحا بين التحكيم‬
‫والوساطة من حيث الشكل والنتيجة‪.‬فالوسيط يقتصر نشاطه على محاولة‬
‫التسوية وتقريب وجهات النظر دون االستناد إلى قوة اإللزام في مواجهة‬
‫المتخاصمين والقرار النهائي بتطبيق ما تم التوصل إليه يبقى لإلطراف‬
‫(‪)2‬‬
‫أنفسهم‪.‬‬

‫‪-1‬د‪ .‬محمد إبراهيم موسى ‪،‬التوفيق التجاري الدولي وتغير النظرة السائدة حول سبل تسوية‬
‫المنازعات الدولية ‪،‬دار الجامعة للنشر‪،‬اإلسكندرية‪،2112،‬ص‪.22‬‬
‫‪--2‬االتحاد الدولي العربي للتحكيم الدولي مقال بعنوان ‪www.habous.gov.mal‬‬
‫(تمييز التحكيم عن غيره من التصرفات القانونية ‪،‬أخر زيارة للموقع بتاريخ ‪)2112/4/21‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪514‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫ر ابعا‪-‬التحكيم والصلح‪:‬‬
‫الص ه ههلح لغ ه ههة يعن ه ههي الس ه ههلم م ه ههن تص ه ههالح الق ه ههوم بي ه ههنهم أي اتفقه ه هوا ‪.‬أم ه هها‬
‫اصطالحا فهو تصرف إرادي يحسم به طرفان نزاعا قائما بالفعل أو يتوقعهان‬
‫قيامه مستقبال وذلك بأن يتنازل كل من الطرفين على وجهه التقابهل عهن جهزء‬
‫مههن حقوق هه‪ .‬ويختلههف الصههلح عههن غي هره مههن المفههاهيم كالتنههازل والرجههوع فههي‬
‫الشههكوى والعفههو والتحكههيم‪ .‬وهههو حههل رضههائي للن هزاع يقههوم بههه اإلف هراد بأنفسهههم‬
‫(‪)1‬‬
‫ولههذا قيههل فههي ذلههك (إن صههلحا‬ ‫عههن طريههق تنههازالت متبادلههة عههن حقههوقهم‪.‬‬
‫سيئا خير من قضية ناجحة)‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬التحكيم والخبرة‪:‬‬

‫الخبير هو الذي يملك خبرة معينة حول موضوع محدد ‪ ،‬ويكلف‬


‫بإبداء رأيه فيما يعرض عليه من مسائل معينة ‪ ،‬والخبرة هي المعرفة ببواطن‬
‫األمور قد تكون هندسية أو طبية أو تجارية أو حسابية كالضرائب والقسمة‬
‫أو دراية باألعراف والعادات التجارية‪ ..‬الخ‪ .‬فهو يستجلي جانب الغموض‬
‫في مسالة معينة‪ .‬والخبرة بهذا المعنى ال تعتبر طريقة للفصل في النزاع‬
‫تحكيما فهي تختلف اختالفا كبي ار عن التحكيم‪ .‬ففي الخبرة يقوم الخبير‬
‫بإبداء رأيه ‪ ،‬وليس لهذا الرأي أي قوة إلزامية ‪ .‬ولمعرفة ما إذا كان اتفاق‬

‫‪ -1‬د‪ .‬حفظيه السيد الحداد – الموجز في النظرية العامة في التحكيم التجاري الدولي – منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية – ‪.2112‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪514‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫الخصوم اتفاقا على اللجوء إلى التحكيم أو الخبرة ‪ ،‬فإن معيار التفرقة هو‬
‫مدى الصالحيات الممنوحة للشخص المطروم عليه النزاع ‪ ،‬فإن كان‬
‫الصالحيات المخولة له ‪ ،‬الفصل في النزاع ‪ ،‬واصدار قرار ملزم للطرفين ‪،‬‬
‫فهو حكم والمسألة تحكيم ‪ ،‬وان كانت تلك الصالحيات ال تتجاوز إبداء‬
‫الرأي في مسألة فنية لالسترشاد ‪ ،‬سواء أكان الرأي للمتنازعين أم لجهة‬
‫أخرى‪،‬ولمن كتب إليه هذا التقرير العمل به أو تركه فهو رأي خبير فقط(‪.)1‬‬

‫سادسا‪-‬التحكيم والوكالة‪.‬‬

‫يشابه التحكيم الوكالة إذ كل منهما يبرمون عقدا مع أشخاص آخرين‬


‫ليقوموا مقامهم بصفة وكيل تجاري في تصرف ممكن للوكيل‪.‬ولكن المحكم‬
‫يتم اختياره من قبل الطرفان المتنازعان ليفصل في النزاع المعروض إمامه‬
‫‪.‬إما الوكيل فينوب عن احد اإلطراف التي وكلته ويستمد سلطته من الموكل‬
‫ويقع على عاتقه االلتزام بحدود الوكالة ويعد العمل غير مشروع إذا تجاوز‬
‫حدود ما وكل إليه‪ .‬ويجوز له اعتزال الوكالة بأي وقت يشاء بشرط إال‬
‫يكون بقصد الحاف الضرر بالموكل وفي الوقت نفسه يملك الموكل حق‬

‫‪ -1‬د‪.‬محمود السيد عمر التحيوي‪،‬التحكيم والخبرة في المواد المدنية والتجارية ‪،‬منشاة المعارف‬
‫باإلسكندرية‪،2112،‬ص‪.32‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪514‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫عزل الوكيل في أي وقت يشاء بشرط عدم التعسف في استعمال هذا‬


‫(‪)1‬‬
‫الحق‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬مزايا وعيوب التحكيم التجاري الدولي‪:‬‬


‫تعود مبررات اللجوء للتحكيم إلى اعتبارات عدة مختلفة تدفع‬
‫األطراف المعنية إلى تفضيله عن قضاء الدولة نظ اًر لما يتسم به التحكيم‬
‫من مزايا إال انه رغم هذه المزايا إال ان لجوء اإلطراف المتنازعة ال يخلو من‬
‫العيوب والتي يمكن إيجازها بما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مزايا التحكيم التجاري الدولي ‪:‬للتحكيم مزايا عديدة وأهمها‪:‬‬

‫‪-1‬الس ههرعة العالي ههة ف ههي حس ههم الن ازع ههات التجاري ههة ك ههون المحكم ههين متف ههرغين‬
‫للن هزاع المعههروض علههيهم ويباشههروا فههي إج هراءات التحكههيم بشههكل فههوري ‪.‬مههع‬
‫بسه ههاطة اإلج ه هراءات وعه ههدم تعقيه ههدها فه ههي سه ههير العمليه ههة التحكيمية‪.‬فضه ههال إن‬
‫المحكمههين يلتزمههون بإصههدار ق هرارهم خههالل ميعههاد معههين يعينههه إط هراف الن هزاع‬
‫في اتفاق التحكيم‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحميد المنشاوي‪ ،‬التحكيم الدولي والداخلي‪،‬منشاة المعارف للنشر‪،‬‬


‫اإلسكندرية‪،1992،‬ص‪.32‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪514‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫‪-2‬تحقيق العدالة ورضا إطراف النزاع كون المحكمين تم اختيارهم من قبل‬


‫المتنازعين أنفسهم من قناعة تامة بقدرتهم على تحقيق العدالة وتخصص‬
‫(‪)1‬‬
‫وعلم بموضوع النزاع ‪.‬‬

‫‪-3‬التحكيم يحقق الضمانات للمستثمرين من خهالل الهنص فهي العقهد التجهاري‬


‫على تسوية النزاعات القائمة أو التهي تثهور مسهتقبال عهن طريهق التحكهيم ‪.‬ههذا‬
‫يه ههوفر الطمانينه ههه له ههدى المسه ههتثمرين بتخلصه هههم مه ههن القضه ههاء اله ههوطني لله ههدول‬
‫المضهيفة لالسهتثمار الهذي يتهأثر بالتقلبهات السياسهية واالقتصهادية‪ .‬حيهث يجهد‬
‫التحك ههيم مخرج هها ف ههي مس ههالة تن ههازع القه هوانين حي ههث يس ههعى ك ههل ط ههرف تطبي ههق‬
‫(‪)2‬‬
‫قوانين بلده‪.‬‬

‫‪-2‬الكتمان والسرية العالية من أهم المزايا التي تجذب المحتكمين من‬


‫الشركات والمستمرين في المعامالت التجارية الدولية هي سرية اإلجراءات‪،‬‬
‫والحفاظ على أسرر التجارة في أحكام التحكيم التجاري‪ ،‬فإذا كانت كقاعدة‬
‫عامة مبدأ العالنية في القضاء العادي ومن ضماناته األساسية لتحقيق‬
‫العدالة‪ ،‬فإن التجار غالبا ما يفضلون الحفاظ على أسرار مهنتهم وحرصهم‬
‫على عدم إذاعة أسرار صناعية أو تكنولوجية أو اتفاقات خاصة‪ ،‬بل أن‬

‫‪ -1‬د‪.‬احمد عشوش‪ ،‬التحكيم كوسيلة لتسويه منازعات االستثمار‪،‬جامعه الزقازيق ‪ ، 1991‬ص‪.21‬‬

‫‪ -2‬كمال إبراهيم‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪،1991، ،‬ص‪.22‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪540‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫البعض من التجار يفضل خسارة دعواه على كشف أسرار التجارة تضيع في‬
‫(‪)1‬‬
‫نظرهم أمول طائلة أكبر من قيمة الحق المتنازع بشأنه ‪.‬‬
‫‪-2‬انخفاض تكلفة التحكيم‪ :‬يرى البعض أنه من السمات األساسية لتحكيم‬
‫انخفاض تكاليفه مقارنة إذا عرضت القضية على القضاء العادي‪ ،‬الذي‬
‫يحتاج إلى أموال طائلة وذلك لطول إجراءاته ودفع أتعاب المحامين والرسوم‬
‫(‪)2‬‬
‫الواجبة لرفع الدعوى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عيوب التحكيم التجاري الدولي‪:‬على الرغم من المزايا الحسنه التي‬


‫يتمتع بها التحكيم التجاري إال انه ال يخلو من العيوب ومنها‪:‬‬

‫‪-1‬عدم إلزامية التحكيم‪ :‬يعد التحكيم التجاري الدولي وسيلة اتفاقية لحل‬
‫النزعات التعاقدية يقوم على إرادة اإلطراف واتفاقها حول اللجوء إليه‪،‬إال أنه‬
‫قد يمتنع أحد األطراف عن اللجوء إليه عند عدم النص عليه في العقد‪ ،‬أو‬
‫اتفاق التحكيم‪ ،‬عند إذ يجب االستمرار به على الرغم من عدم موافقة‪ ،‬أو‬
‫حضور الطرف األخر‪ ،‬بيد أن ذلك ال يعد مأخذاً على التحكيم التجاري‬
‫الدولي كون أغلب االتفاقيات الدولية المتعلقة بالتحكيم التجاري الدولي‬
‫تقضي باستمرار التحكيم بالرغم معارضة الطرف األخر‪ ،‬كما إن مؤسسات‬
‫التحكيم الدولية تمارس نوعاً من الضغط على الطرف الذي خسر التحكيم‬
‫إلجباره على تنفيذ القرار التحكيمي‪ ،‬كما يوجد نوع من الضغط الذاتي على‬

‫‪ -1‬مهند احمد الصانوري‪،‬دور المحكم في خصومة التحكيم الدولي الخاص‪،‬دار الثقافة‬


‫للنشر‪،‬ص‪،44‬دون ومكان وتاريخ نشر‪.‬‬
‫‪ -2‬د ‪ .‬منير عبد المجيد ‪ ،‬التنظيم القانوني للتحكيم الدولي و الداخلي ‪ ،‬منشأة المعارف ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪، 1992 ،‬ص‪.1‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪541‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫الطرف الممتنع عن التنفيذ يلعبه المجتمع الدولي والعاملون في التجارة‬


‫الدولية لحمل المحكوم عليه على التنفيذ كاإلعالن عن اسمه‪ ،‬أو توجيه‬
‫(‪)1‬‬
‫اللوم إليه‪ ،‬أو تسجيله في سجل خاص وغيرها من اإلجراءات األخرى‪.‬‬

‫ينسب الى التحكيم‬ ‫‪-2‬المساس بالسيادة الوطنية للدول المتخاصمة‪.‬‬


‫التجاري الدولي مساسه بالسيادة الوطنية سيما في العقود التي تكون الدولة‬
‫أو أحد مؤسساتها العامة طرفا فيها فالدولة تتنازل عن اختصاص قضائها‬
‫الوطني في الفصل في النزاعات العقدية كافة‪ ،‬مما دفع العديد من الدول‬
‫إلى العزوف عن اللجوء إلى التحكيم لمساسه بالسيادة الوطنية‪.‬‬

‫‪ -3‬صعوبة إثبات خطأ المحكمين‪ .‬فعند خطأ المحكم في تحديد أو تجاوز‬


‫المبادئ العامة للقانون واجبة التطبيق أو وجود حاجة لتفسيرها فمن‬
‫الصعوبة إمكانية إثبات خطئه‪.‬‬

‫‪ -2‬انحالل محكمة التحكيم‪ .‬إن محكمة التحكيم تختلف عن سابقتها ومستقلة‬


‫عنها وأن مدتها واختصاصها مقيدان بنزاع يعرض عليها وبمجرد حسمه‬
‫(‪)2‬‬
‫تنحل المحكمة تلقائيا‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬محمد عزيز شكري‪ ،‬المدخل إلى القانون الدولي العام وقت السلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الكتاب‪،‬‬
‫‪.1961‬‬

‫‪ -2‬د‪ .‬ممدوم عبد الكريم حافظ‪ ،‬شرم قانون المرافعات المدنية العراقي رقم (‪ )13‬لسنة (‪)1969‬‬
‫المعدل‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬بغداد‪ ،‬مطبعة األزهر‪.1923 ،‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪544‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫المبحث الثاني‬
‫القانون واجب التطبيق في المنازعات التجارية‬
‫األصل في التحكيم مبدأ حرية إطراف العالقة القانونية في اختيار‬
‫وسيلة تسوية منازعاتها‪ ,‬سواء فيما يتعلق بهيئة التحكيم التي تقوم به‪ ،‬أو‬
‫بالقواعد واجبة التطبيق على سير إجراءاته وموضوعه ‪.‬ومن المسائل التي‬
‫يثيرها التحكيم مسألة تحديد القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع‬
‫المحكم فيه‪ ،‬وألهمية هذه المسألة نحن بصدد مطلبين‪:‬‬
‫المطلب األول‬
‫حرية اإلط ارف في اختيار القانون واجب التطبيق‬
‫لإلطراف المتنازعة الحرية المطلقة في اختيار القانون واجب التطبيق على‬
‫نزاعهم وهذا ما سوف نتناوله في الفرعين التاليين‪:‬‬
‫الفرع األول‪:‬اختيار القانون الواجب التطبيق ومدى إمكانية اللجوء أليه‪.‬‬
‫ونقصد اإللية التي يمكن اللجوء إليها والخيارات المطروحة إلطراف النزاع‬
‫وحريتهم في اختيار قانون معين وكما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اختيار القانون واجب التطبيق‪.‬‬
‫تنشا الحاجة إلى التحكيم كوسيلة لفض المنازعات التجارية الدولية‬
‫عندما يكون هناك تنازعا تجاريا من إطراف يحملون جنسيات مختلفة األمر‬
‫الذي يولد تنازعا في تطبيق القوانين الذي تفصل في النزاع ‪.‬فهنا يثور‬
‫التساؤل إي القوانين الذي يجب تطبيقه؟ وأي جهة قضائية لها الحق في‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪544‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫النظر في النزاع وحسمه‪ .‬فقد أجاز المشرع العراقي إمكانية اللجوء إلى‬
‫التحكيم التجاري الدولي حيث نص على أنه (إذا كان أطراف النزاع‬
‫خاضعين ألحكام هذا القانون يجوز لهم عند التعاقد االتفاق على آلية حل‬
‫النزاع بما فيها االلتجاء إلى التحكيم وفقاً للقانون العراقي أو أي جهة أخرى‬
‫معترف بها دولياً)‪ .‬ويفصح هذا النص بوضوم أن أطراف النزاع الخاضعين‬
‫لقانون االستثمار يجوز لهم عند التعاقد االتفاق على آلية حل النزاع باللجوء‬
‫إلى التحكيم بموجب القانون العراقي أو التحكيم بجهة أخرى معترف بها‬
‫دولياً‪ .‬حيث جاء النص على التحكيم الدولي بشكل مطلق باللجوء إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫محكمة أو هيئة تحكيم خاصة أو محاكم التحكيم الدولية‪.‬‬

‫‪-2‬مدى الحرية في اللجوء إلى القانون واجب التطبيق في التحكيم‪:‬‬


‫لما كان لمبدأ سلطان إرادة اإلطراف المتنازعة دور بالغ األهمية في‬
‫تحديد شروط التعاقد‪.‬كان بديهيا إن يكون له الدور البارز في تحديد القانون‬
‫واجب التطبيق في المنازعات التجارية الحاصلة بين إطراف العقد وهو ما‬
‫انعكس على نصوص اتفاقية إنشاء المركز الدولي لتسوية منازعات‬
‫االستثمار‪.‬إال إن هذا الدور ليس له صفة اإلطالق إذ إن هناك من المسائل‬
‫ما ال يقبل الخضوع لقانون سوى لقانون الدولة الطرف في العقد‪ .‬ويصدر‬
‫من المشرع في هذه الدولة اختيار ال يقبل التعديل لصدوره في صورة القواعد‬

‫‪ -1‬المادة (‪ )22‬الفقرة (‪ )4‬من قانون االستثمار العراقي رقم ‪ 14‬لسنة ‪.2112‬‬


‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪545‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫اآلمرة التي ال يجوز مخالفتها‪.‬وقد يضع المتعاقدون القواعد المذكورة في‬


‫(‪)1‬‬
‫مشارطتهم العقدية بغرض تحويلها إلى نصوص تعاقدية‪.‬‬
‫‪-3‬اللجوء إلى قانون الدولة الطرف في النزاع‬
‫أن اللجوء إلى قضاء ألدوله المتعاقدة يثير ريبه وشك لدى المستثمر‬
‫األجنبي بسبب تحيز القضاء لهذه ألدوله لمصلحتها‪.‬وكذلك األمر بالنسبة‬
‫إلى اللجوء إلى قضاء ألدوله التي يتبع لها المستثمر األجنبي‪،‬وفي ظل عم‬
‫أمكانيه اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لحل مثل هذه النزاعات بسبب عدم‬
‫قدرة المستثمر األجنبي الوقوف كطرف إمام هذه المحكمة‪.‬برزت الحاجة إلى‬
‫إيجاد نظام حيادي لحل مثل هذه المنازعات‪،‬ويكون التوصل إلى لجوء‬
‫اإلطراف المتنازعة إلى محكم أو هيئه تحكيم محايدة هو الحل األمثل الذي‬
‫يحظى بقبول الطرفين‪.‬وهو أداة سليمة ال تقوم على حل النزاع عن طريق‬
‫وبذلك قيل(احتكم وال‬ ‫السلطة ألعامه وانما االمتثال إلى رأي الغير‬
‫تتقاض)‪.‬وعرف العرب التحكيم قديما في المجتمعات القبلية أو الحضرية‬
‫كوسيلة لحل كثير من المنازعات التي تنشا بين اإلفراد والجماعات التي ال‬
‫توجد بها سلطه قويه ومركزيه‪.‬ولم يكن المحكم موصفا ‪.‬بل فردا عاديا يستمد‬
‫سلطته في الحكم من اختيار الخصوم له‪.‬وكان فيمن يشترط كونه محكما أن‬

‫‪ -1‬فؤاد عبد المنعم رياض‪،‬تنازع القوانين واالختصاص القضائي الدولي واثأر اإلحكام األجنبية‪،‬دار‬
‫النهضة العربية‪،‬القاهرة‪،1992،‬ص‪.133‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪544‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫يكون ملما بتقاليد وعادات المدينة ومعروفا بالنزاهة واالمانه وان يكون فطنا‬
‫(‪)1‬‬
‫ذكيا وسريع الفهم وله قدره على التحليل واالستنباط‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬غياب االتفاق وتحديد معيار دولية التحكيم‪.‬قد ال تتفق‬
‫اإلطراف المتنازعة على قانون معين يمكن اللجوء أليه وما هو معيار دولية‬
‫التحكيم؟وهذا ما سوف نتناوله وكما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬غياب االتفاق الصريح على قانون معين‪:‬‬
‫قد ينشا الخالف بين اإلطراف المتعاقدة (الدولة أو احد المؤسسات‬
‫التابعة لها والمستثمر األجنبي) فيعرض األمر إلى محكمة تحكيم المركز‬
‫الدولي لتسوية منازعات االستثمار‪.‬والتي يجب إن تواجه مشكلة البحث عن‬
‫القواعد القانونية األنسب والتي يمكن تطبيقها على النزاع التجاري المعروض‬
‫عليها ‪.2‬وعند غياب اتفاق إطراف النزاع على قانون معين‪.‬فان محكمة‬
‫التحكيم استنادا إلى إحكام االتفاقية تطبق قواعد القانون الداخلي للدولة‬
‫المتعاقدة الطرف في النزاع بما في ذلك قواعد تنازع القوانين فيها ‪ .‬أو‬
‫القانون الوطني للدولة التي ينتمي إليها المستثمر األجنبي أو قانون دولة‬
‫مقر التحكيم‪.‬باإلضافة إلى قواعد القانون الدولي القابلة للتطبيق على النزاع‬

‫‪ -1‬محمد سالمه ألزناتي‪ ،‬التحكيم عند العرب‪ ،‬جامعه أسيوط ‪ ،‬دون سنه طبع‪،‬ص‪.16‬‬
‫‪63‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬د‪ .‬هشام خالد‪ -‬معيار دولية التحكيم التجاري‪،‬منشأة المعارف‪ -‬اإلسكندرية ‪ ،2116 ،‬ص‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪544‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫في حالة وجود مساس بالعدالة من طرف القانون الداخلي ‪.‬أو في حالة‬
‫(‪)1‬‬
‫تصرف الدولة الطرف بطريقة تثير احتجاج الطرف األخر‪.‬‬
‫‪-2‬معيار دولية التحكيم‪:‬‬
‫إن معيار دولية التحكيم يتحدد بإرادة إطراف النزاع التحكيمي ومبدأ‬
‫سلطان اإلرادة وما له من اثر في تحديد القواعد التحكيمية التي تحكم‬
‫إجراءات التحكيم وموضوعه والتي تكون إما ناتجة عن اتفاقيات دولية ‪.‬أو‬
‫قواعد مراكز التحكيم الدولية ‪.‬او أنها تكونت من العرف التجاري الدولي‬
‫واكتسبت الزاميتها منه أو إن النظام القانوني الوطني ينص صراحة على‬
‫وجوب منح الصفة الدولية للتحكيم في حاالت معينة وفق شروط محددة لدى‬
‫قبوله باإلحكام القانونية الدولية واالعتراف بها استثناءا لتعلقها حكما بالتجارة‬
‫(‪)2‬‬
‫الدولية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫الطبيعة القانونية للتحكيم التجاري الدولي واجراءاته القانونية‬
‫يرى االتجاه الغالب من الفقه القانوني أن التحكيم األجنبي هو التحكيم‬
‫الذي يشتمل على عنصر أجنبي سواء كان ذلك العنصر هو القانون واجب‬
‫التطبيق على موضوع النزاع أو كان القانون واجب التطبيق على اإلجراءات‬
‫سير عملية التحكيم ‪ ،‬أو كان ذلك العنصر اختالف جنسية الخصوم‬
‫التي تُ ّ‬

‫‪ -1‬صالح الدين جمال الدين‪،‬دور إحكام التحكيم في تطوير حلول مشكلة تنازع القوانين‪،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪،‬اإلسكندرية‪،2114،‬ص‪22‬‬

‫‪ -2‬محسن شفيق‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،1992،‬ص‪.163‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪544‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫أو مكان التحكيم ذاته ويعد موضوع تحديد الطبيعة القانونية للتحكيم بصفة‬
‫عامة والتحكيم التجاري الدولي على وجه الخصوص من أهم الموضوعات‬
‫التي تناولها الفقه ‪.‬لما يترتب على األخذ بالتكييف القانوني من اثر مهم في‬
‫تحديد القواعد واإلحكام التي ممكن إن تطبق بشأنه في حالة نشوب نزاع‬
‫بين اإلطراف‪ .)1(.‬وهذا ما سوف نتناوله في الفرعين التاليين‪:‬‬
‫الفرع األول ‪:‬اختالف نظم التحكيم وصيغة االتفاق وآثاره القانونية‪ :‬هناك‬
‫اختالف بين النظم القانونية لدى المحكمين الدوليين وكذلك اختالف في‬
‫صيغة اتفاق التحكيم وكما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬اختالف النظم القانونية للتحكيم‪ :‬ينتمي أعضاء هيئة التحكيم واطراف‬
‫النزاع وممثليهم في كثير من الحاالت ألنظمة قانونية مختلفة ‪.‬وفي كثير من‬
‫األحيان عدم معرفة أعضاء هيئة التحكيم إلحكام وقواعد القانون الواجب‬
‫التطبيق على موضوع النزاع من جميع جوانبه بدقة ‪.‬قد يؤثر سلبا على‬
‫(‪)2‬‬
‫وهذا بخالف اللجوء إلى‬ ‫مجريات القضية التحكيمية وقرار التحكيم‪.‬‬
‫القضاء الوطني حيث إن الجميع من قضاة ومحامين يتحدثون بلغة قانونية‬
‫مشتركه هي قانونهم الوطني‪.‬وعد المعرفة القانونية الكافية بقانون معين يتم‬

‫‪ -1‬د طالب حسن موسى‪،‬قانون التجارة الدولية‪،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،2112،‬ص‪.244‬‬


‫‪ -2‬أشرف عبد العليم الرفاعي‪،‬القانون الواجب التطبيق على موضوع التحكيم والنظام العام في‬
‫العالقات الخاصـة الدوليـة ‪،‬دار الفكر الجامعي‪،‬اإلسكندرية‪.، 2114،‬ص ‪.2‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪544‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫اللجوء إليه في موضوع النزاع يؤدي إلى تعقيد واطالة إجراءات التقاضي‬
‫(‪)1‬‬
‫مما يفقد التحكيم احد مزاياه المهمة‪.‬‬
‫‪ -2‬اختالف صيغة ورود اتفاق التحكيم‪:‬‬
‫ينقسم التحكيم من حيث االتفاق إلى تحكيم منصوص علية وهذا ما‬
‫يسمى شرط التحكيم وأخر غير منصوص عليه يسمى مشارطه التحكيم‪:‬‬
‫أوال ‪:‬شرط التحكيم‪:‬هو الذي يرد في نصوص العقد بإحالة المنازعات‬
‫المحتملة إلى التحكيم‪.‬ويتعلق بنزاع مستقبلي غير محدد‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬مشارطه التحكيم‪:‬وهو االتفاق الذي يتم إبرامه بعد وقوع النزاع بين‬
‫الطرفين بإحالة نزاعهما إلى التحكيم‪.‬ويتعلق بنزاع وقع فعال وأصبح‬
‫معلوما‪.‬وهنا يجب إن نقول إن القانون لم يحدد شكال واضحا لالتفاق وان‬
‫التفريق بين شرط ومشارطه التحكيم هو زمان نشوء االتفاق‪.‬حيث اعتبر‬
‫الفقه اتفاق التحكيم السابق على نشوء النزاع هو شرط التحكيم إما االتفاق‬
‫الالحق على نشوء النزاع فهو مشارطه التحكيم‪ .‬ويتأسس التحكيم على مبدأ‬
‫(‪)2‬‬
‫وهو احد المبادئ القانونية الهامة التي حرصت االتفاقية الدولية‬ ‫الرضائيه‬
‫المعنية بتسوية منازعات االستثمار على تضمين العقود هذا المبدأ وتشمل‬
‫المنازعات ذات ألصبغه القانونية التي تنشا بين دوله متعاقدة أو أية مؤسسه‬

‫‪ -1‬حسني المصري‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي دراسة مقارنة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪،‬القاهرة‪،2112 ،‬‬
‫ص ‪.443‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬احمد عشوش‪،‬التحكيم كوسيلة لتسويه منازعات االستثمار‪،‬جامعه الزقازيق‪،1991،‬ص‪.21‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪544‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫عامه أو هيئه تابعه لها وبين رعايا دوله أخرى متعاقدة بشط أن يكون لها‬
‫(‪)1‬‬
‫عالقة مباشره باالستثمار‪.‬‬
‫‪-3‬اآلثار القانونية التفاق التحكيم‪:‬‬
‫‪-1‬سلب اختصاص قضاء ألدوله‪.‬الذي كان يتحتم طرم النزاع عليه فهذا‬
‫االتفاق له اثر مانع‪ .‬مقتضاه التزام القاضي بعدم النظر في النزاع طالما‬
‫وجد اتفاق تحكيم وتمسك به احد إطراف النزاع‪.‬‬
‫‪-2‬قبول اإلطراف طوعية وعلى نحو نهائي لقرار التحكيم الذي يصدره‬
‫المحكم فال يحق للخاسر رفع دعوى إمام القضاء لكي يعيد النظر في‬
‫(‪)2‬‬
‫النزاع‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬تشكيل هيئة التحكيم وتحديد اجرائاته القانونية‪:‬‬


‫‪-1‬هيئه التحكيم‪:‬‬
‫للدول المتنازعة مطلق الحرية في اختيار هيئة التحكيم‪،‬وهذه الهيئة قد‬
‫تتكون من حكم واحد أو اثنين أو أكثر‪.‬ومن الممكن االحتكام إلى رئيس‬
‫دوله أجنبيه أو إلى هيئه قانونيه في بلد أجنبي‪.‬وفي الغالب تختار الدول‬
‫المتنازعة لجنه خاصة أو أن تلجا إلى محكمه التحكيم الدائمة‪.‬وقد جرت‬

‫‪ -1‬المادة (‪ )22‬من اتفاقيه تسويه المنازعات االستثمارية بين الدول ومواطني الدول األخرى عام‬
‫‪،1962‬وتم التوقيع عليها في‪/11‬مارس‪1962/‬وحددت رسميا على أنها اتفاقيه لتسويه منازعات‬
‫االستثمار بين الدول ومواطني الدول األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬أستاذنا الدكتور محمود مختار احمد بريري‪،‬التحكيم التجاري الدولي‪....‬مرجع سابق‪،‬ص‪.6‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪540‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫العادة في لجان التحكيم الخاصة أن تتكون من خمسه محكمين تعين كل‬


‫(‪)1‬‬
‫وقد ادخلت‬ ‫دوله اثنين منهم وينتخب االربعه خامسا يكون رئيسا للجنه‪.‬‬
‫اتفاقيه الهاي لسنه ‪ 1912‬تعديال على كيفيه تاليف محكمه التحكيم الدائميه‬
‫مؤاده أن يعين كل طرف عضوين يجوز أن يكون احدهما من مواطني ذلك‬
‫الطرف‪،‬أو أن يختار عضوين من بين األشخاص المعينين من قبل‪،‬في‬
‫قائمه أعضاء محكمه التحكيم الدائميه‪.‬ثم يختار هؤالء االربعه رئيس‬
‫المحكمة‪،‬فإذا انقسمت أصواتهم بالنسبة النتخاب الرئيس‪.‬ويكون اختياره‬
‫(‪)2‬‬
‫بمعرفه دوله ثالثه تعينها الدولتان المتنازعتان‪.‬‬
‫‪-2‬إجراءات وق اررات التحكيم‪:‬‬
‫من المفترض أن إجراءات التحكيم يجب أن تكون بسيطة ‪ ،‬و هذه‬
‫اإلجراءات يجوز أن يحددها األطراف بأنفسهم ‪ ،‬و لكن في العادة تكون‬
‫لمؤسسة التحكيم إجراءاتها الخاصة التي يتفق عليها األطراف عندما‬
‫(‪)3‬‬
‫و في أي من الحالتين السابقتين ال يمكن‬ ‫يختارون هذه المؤسسة ‪.‬‬
‫لألطراف أال يأخذوا في االعتبار النظام العام و القواعد اإللزامية في القانون‬
‫اإلجرائي و اجب التطبيق بشأن التحكيم وتتقيد هيئه التحكيم بالمسائل التي‬
‫يطلب منها الفصل فيها‪ ،‬واذا حدد الطرفان القواعد التي يفصل بمقتضاها‬
‫في النزاع تقيدت الهيئة بها‪ ،‬وان لم يحدد شيئا طبقت هيئه التحكيم القواعد‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عصام العطية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.316‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬عاطف محمد ألفقي ‪،‬التحكيم التجاري الدولي‪،‬الجزء األول ‪،‬دار النهضة‬
‫العربية‪،‬القاهرة‪،2112،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -3‬د ‪.‬إيهاب السنباطي ‪ ،‬الموسوعة القانونية للتجارة االلكترونية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬ص‪.312‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪541‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫الثابتة والمتعارف عليها في القانون الدولي العام‪.‬وهيئة التحكيم ال يحق لها‬


‫أن تفصل في النزاع وفقا للمبادئ القانونية ألعامه أو لمبادئ العدل‬
‫(‪)1‬‬
‫واإلنصاف إال إذا أجاز لها الطرفان ذلك‪.‬‬
‫والتحكه ههيم يه ههنظم إج ه هراءات كتابيه ههه وأخه ههرى شفهية‪.‬وتشه ههمل اإلج ه هراءات‬
‫الكتابية تقديم المذكرات والمستندات إلهى هيئهه التحكيم‪،‬وكهل ورقهه أو وثيقهة أو‬
‫مستند يقدم إلى هيئه التحكيم ترسل منه نسخه إلهى الخصهم(‪،)2‬إمها اإلجهراءات‬
‫الشفهية فتتمثل بمرافعهة ممثلهي الخصهوم إمهام الهيئهة‪ .‬ولكهل عضهو فهي الهيئهة‬
‫حقههق توجيههه إي سهؤال إلههى ممثلههي الخصههوم ‪،‬ويسههجل مهها يههدور فههي الجلسههات‬
‫في محاضر خاصة وبعد المرافعة تجتمهع الهيئهة للمداولهة فهي جلسهه سهريه ثهم‬
‫(‪)3‬‬
‫تصدر قرار التحكيم‪.‬‬
‫‪-3‬اإلشارة إلى مكان التحكيم‬
‫يعتبر مكان التحكيم‪ ،‬والذي تتم اإلشارة إليه على أنه مقر التحكيم مهما‬
‫لثالثة أسباب وهي‪:‬‬
‫اوال‪ :‬أنه يحدد المكان الذي يتم فيه إصدار قرار التحكيم أو نشه هره وبالتالي‬
‫إيضام فيما إذا كان قرار التحكيم سيتم اعتباره ق ار اًر صاد اًر من قبل دولة‬
‫عضو في اتفاقية نيويورك أم ال‪.‬‬

‫‪ -1‬أستاذنا الدكتور محمود مختار احمد بريري‪،‬التحكيم التجاري الولي‪....‬مرجع سابق‪،‬ص‪122‬‬


‫‪ -2‬د‪.‬عصام العطية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.312‬‬
‫‪ -3‬المادة (‪ )63‬من اتفاقيه الهاي األولى لسنه ‪.1912‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪544‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫ثانيا‪ :‬سيخضع التحكيم للقانون إال جرائي‪ ،‬بما في ذلك قوانين التحكيم‬
‫لسلطة االختصاص التي يوجد فيها مكان التحكيم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬سيكون لمحاكم سلطة االختصاص تلك مهمة إشرافية أو داعمة فيما‬
‫يتعلق بالتحكيم نفسه ويمكن اإلطراف التأكد سلفا إلى أي مدى ستقوم‬
‫المحاكم باتخاذ تدابير مؤقتة أو قبول الطعونات‪.‬‬
‫‪-4‬قرار التحكيم‬
‫إن التحكيم وان كان أساسه إرادة الطرفين إال أن طبيعته عمل قضهائي‬
‫وبالتهالي فهان الق اررات التي تصدر نتيجة للتحكيم هي ق اررات قضائية هدفها‬
‫(‪)1‬‬
‫ويصدر القرار باالغلبيه‪ ،‬ويحتوي‬ ‫تطبيق العدالهة بهين أطهراف المتنازعة ‪.‬‬
‫على األسباب ويذكر فيه أسماء المحكمين ويوقع عليه رئيس الهيئة وأمين‬
‫السر القائم بمهمة كاتب الجلسة ويتلى القرار في جلسه علنية بعد النداء‬
‫(‪)2‬‬
‫ولكن قد يصطدم قرار التحكيم بعقبه كبيرة وهي تنفيذه‬ ‫على الخصوم‪،‬‬
‫وتعتبر هذه المسالة من أكثر المشاكل التي تواجه قرار التحكيم من الناحية‬
‫العلمية فالطرف الذي كسب الدعوى ال يعني كسبها مجرد النطق بالحكم فقد‬
‫تثور مشكلة حين يرفض الطرف الثاني التنفيذ الطوعي لقرار التحكيم ‪.‬مما‬
‫يضطر الطرف الذي كسب الدعوى إن يلجا إلى القضاء لتنفيذ قرار التحكيم‬
‫جب ار مما يعني عمليا الرجوع إلى نقطة البداية ‪.‬وحكم المحكم نهائي واجب‬

‫‪ -1‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬الجزء الخامس‪ .‬عمهان‪ ،‬مكتبهة دار الثقافة‪1992 .‬‬
‫‪.،‬ص‪.161‬‬
‫‪ -2‬المواد (‪ )91-16‬من اتفاقية الهاي لسنة ‪.1912‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪544‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫التنفيذ جب ار عند االقتضاء وقد يحدث إثناء سير التحكيم إن يصل اإلطراف‬
‫إلى تسوية ودية للنزاع وفي هذه الحالة يكفي إن يتقدم المدعي بطلب سحب‬
‫القضية مشفوعا بموافقة الطرف األخر ويكون للطرفين دعوة المحكم إلى‬
‫إثبات شروط اتفاق الصلح الواقع بينهما وتسجيله بما يسمى حكم صادر‬
‫برضاء الطرفين المتخاصمين‪ .‬ويجب وضع وثيقة رسمية ملزمة يمكن‬
‫الرجوع إليها عند تنفيذ نصوص الحكم في حالة امتناع أو تخلف الطرف‬
‫(‪.)1‬‬
‫األخر عن التنفيذ‪.‬‬
‫‪-5‬الطعن في القرار ألتحكيمي‬
‫القه هرار ألتحكيم ههي يك ههون ع ههاده مح ههال للطع ههن مباشه هره أم ههام الهيئ ههة الت ههي‬
‫أصههدرته أو أمههام هيئ ههه أخههرى‪ ،‬وعلههى األغلههب يكههون الطعههن أمههام القاضههي‪،‬‬
‫وفههي حههال كههان هههذا القاضههي ه ههو ق ههاض ف ههي الدولههة التههي صههدر فيههها الق هرار‬
‫ألتحكيمههي‪ ،‬فهنهها قههد تحقههق سههبب مههن أسههباب الههبطالن‪ .‬يحك ههم بإبط ههال ق هرار‬
‫التحكههيم أو إلغائههه وأحيانهها تعديلههه‪ ،‬أمهها الطعههن بههالقرار ألتحكيمههي أمههام قاضههي‬
‫دوله أخرى ففهي هذه الحالة إذا تأكهد القاضهي مهن تهوافر بعهض األسهباب فهنها‬
‫يأمر بعدم االعتهراف ورفهض التنفيههذ للقهرار ألتحكيمهي(‪ .)2‬إن الطعهن قهد يكهون‬
‫في القرار أو الحكم الذي يرفض االعتراف أو التنفيذ ‪ .‬وقهد يكهون الطعهن فهي‬

‫‪ -1‬د ‪ .‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الداخلية و الدولية ‪،‬‬
‫دار الكتب القانونية ‪ ،‬المحلة الكبرى ‪، 2116 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -2‬علي عوض حسن‪ ،‬التحكيم االختياري واإلجباري في المنازعات المدنية التجارية‪ ،.‬دار الفكهر‬
‫الجامعي ‪،‬اإلسكندرية‪ .2111 ،‬ص‪.211‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪545‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫الحك ههم ال ههذي يق ههر ب ههاعتراف حك ههم التحك ههيم أو بتنفي ههذه ‪ ،‬و يك ههون الطع ههن ع ههن‬
‫طريق االستئناف ‪ .‬كما قد يكون الطعن عن طريق الطعن بالبطالن ‪.‬‬

‫أن التحكيم التجاري الدولي قد ارتبط بالتجارة الدولية والتبادل التجاري‬


‫بين الشعوب و ازدهر بازدهار هذه التجارة ‪ ،‬حيث كانت المرتع الخصب‬
‫إلنماء وتطوير قواعد التحكيم التجاري الدولي ‪ ،‬ونتيجة لزيادة معدالت‬
‫التجارة الدولية و نموها و ازدهارها واتساع أسواقها نتيجة لزيادة وسهولة‬
‫المواصالت واالتصال عبر القارات وانتشار العقود النموذجية والشروط‬
‫العامة لتسليم البضائع ‪ ،‬بدأت العالقات التجارية الدولية تبتعد تدريجيا عن‬
‫سيطرة قانون الوطن ‪ ،‬لتحكم أو تنظم بقواعد ذات منبع أو طابع مهني و‬
‫قواعد عرفية‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪544‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫الخاتمه‬
‫في نهاية بحثنا تم التوصل إلى جملة من النتائج والتوصيات والتي يمكن إن‬
‫نسوغها كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪-‬النتائج‪:‬‬
‫‪-1‬التحكيم يتميز بأنه قضاء خاص مصدره في الغالب اتفاق اإلطراف‬
‫المتنازعة ومهمة المحكم كمهمة القاضي والقرار الذي يصدر عن المحكم‬
‫مثل القرار الذي يصدر عن القاضي ‪.‬‬
‫‪ -2‬المنازعات التجارية بين اإلفراد ال تحل دائما بقوة السلطة ألعامه القضاء‬
‫وانما هناك طرق أخرى مثل الصلح أو الوساطة أو اللجوء إلى التحكيم‬
‫التجاري‪.‬‬
‫‪ -3‬للتحكيم ميزه تختلف عن بقية آليات التسوية تتمثل بوجوده كعقد‪ .‬شرط‬
‫أو مشارطه أو اتفاق تحكيمي يتمتع بالقطعية في جميع المسائل المعروضة‬
‫على هيئة التحكيم‪.‬ويضع حل للنزاع بين اإلطراف المتخاصمة‪.‬‬
‫‪ -2‬التحكيم يخضع لرقابة القضاء فإذا صدرت ق اررات التحكيم مخالفة‬
‫للنظام العام في الدولة يمكن الطعن في هذه اإلحكام ‪.‬فللقضاء السلطة العليا‬
‫على التحكيم‪.‬وحاجة التحكيم للقضاء في بعض األمور التي يصعب على‬
‫التحكيم القيام بها مثل إصدار مذكرات إحضار الشهود أو إخفاء احد‬
‫الخصوم عن تقديم بعض البيانات أو المعلومات ذات الصلة بالخصومة أو‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪544‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫القيام بالحبس االحتياطي فهذه األمور تتطلب قوة اإللزام التي تصدر من‬
‫القضاء‪.‬‬
‫‪-2‬التحكيم يمس سيادة الدولة حيث تتنازل عن اختصاص قضائها الوطني‬
‫وتلجا إلى الفصل في قوانين وقواعد خارجية ‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬التوصيات‪:‬‬
‫‪-1‬التحكيم ينزع سيادة الدولة الخاص بالقضاء حيث تكون عالقة عكسية‬
‫فكلما ازدهر القضاء وابتعد عن العدالة واإلجراءات الروتينية المعقدة‬
‫يتضاءل دور التحكيم وكلما ضعف ووهن القضاء ازدهر التحكيم‪.‬‬
‫‪-2‬أصبح هناك ضرورة وحاجة ملحة على المشرع العراقي إن يبدأ بتشريع‬
‫قانون التحكيم وتنظيمه بشكل كامل من خالل االعتماد على القوانين‬
‫واالتفاقات العربية والدولية وجمع النصوص المشتتة والمبعثرة في قانون‬
‫واحد واالنضمام إلى االتفاقيات الدولية الخاصة بالتحكيم لكي يكون قاد ار‬
‫على التماشي مع متطلبات التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪-3‬عمل آلية معينه للخروج من جمود النصوص التشريعية واالنسجام بشكل‬
‫اكبر مع ما هو كل جديد على الصعيد الدولي‪.‬‬
‫‪-2‬إنشاء وتأسيس مراكز تخصصية لألبحاث والدراسات للمقارنة بين‬
‫النصوص التشريعية والمعاهدات واالتفاقات الدولية ومعرفة ايجابيات‬
‫وسلبيات كل منها‪.‬ومدى مالئمة كل منها لحل المنازعات التجارية‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪544‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫‪-2‬العمل على فتح قنوات اتصال مع مراكز التحكيم في الدول ذات‬


‫التجارب الناجحة لالستفادة من تجاربها لحل المنازعات التجارية عن طريق‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪544‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫المصادر‬
‫*القران الكريم‬
‫أوال‪-‬المؤلفات العامة‪:‬‬
‫‪-1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر لطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‬
‫‪.12،1991‬‬
‫‪.-2‬د أبو زيد رضوان‪،‬األسس العامة في التحكيم التجاري الدولي‪،‬دار الفكر‬
‫العربي ‪،‬القاهرة‪.1911،‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬احمد أبو ألوفا ‪،‬التحكيم االختياري واإلجباري‪ ،‬القاهرة‪. 1921،‬‬
‫‪ -2‬احمد شكري‪،‬الوسيط في النظرية العامة والمقاوالت‪،‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة‪،‬ط‪،1،2111‬ص‪.291‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬احمد عشوش‪ ،‬التحكيم كوسيلة لتسويه منازعات االستثمار‪،‬جامعه‬
‫الزقازيق ‪.1991‬‬
‫‪ -6‬أشرف عبد العليم الرفاعي‪،‬القانون الواجب التطبيق على موضوع‬
‫التحكيم والنظام العام في العالقات الخاصهة الدوليهة ‪،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪،‬اإلسكندرية‪. 2113،‬‬
‫‪ -2‬د ‪.‬إيهاب السنباطي ‪ ،‬الموسوعة القانونية للتجارة االلكترونية ‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة ‪.‬‬
‫‪ -1‬حسني المصري‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي دراسة مقارنة‪ ،‬دار الكتب‬
‫القانونية‪،‬القاهرة‪.2116 ،‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪544‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫‪ -9‬د‪ .‬حفيظه السيد الحداد ‪ ،‬الموجز في النظرية العامة في التحكيم‬


‫التجاري الدولي – منشورات الحلبي الحقوقية ‪.2112 ،‬‬
‫‪ -11‬صالم الدين جمال الدين‪،‬دور إحكام التحكيم في تطوير حلول مشكلة‬
‫تنازع القوانين‪،‬دار الفكر الجامعي‪،‬اإلسكندرية‪.2112،‬‬
‫‪-11‬د‪.‬طالب حسن موسى ‪،‬قانون التجارة الدولية‪،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪،‬عمان‪.2112،‬‬
‫‪ -12‬عبد الحميد المنشاوي‪ ،‬التحكيم الدولي والداخلي‪،‬منشاة المعارف‬
‫للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.1992،‬‬
‫‪ -13‬د ‪ .‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬التحكيم في منازعات العقود‬
‫اإلدارية الداخلية و الدولية ‪ ،‬دار الكتب القانونية ‪ ،‬المحلة الكبرى ‪،‬‬
‫‪.2116‬‬
‫‪ -12‬عبد الكريم حافظ‪ ،‬شرم قانون المرافعات المدنية العراقي رقم (‪)13‬‬
‫لسنة (‪ )1969‬المعدل‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬بغداد‪ ،‬مطبعة األزهر‪.1923 ،‬‬
‫‪ -12‬د‪.‬عصام العطية‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬ط‪،2‬المكتبة القانونية ‪،‬‬
‫بغداد‪.2112،‬‬
‫‪ -16‬علي عوض حسن‪ ،‬التحكيم االختياري واإلجباري في المنازعات‬
‫المدنية التجارية‪ ،.‬دار الفكهر الجامعي ‪،‬اإلسكندرية‪.2111 ،‬‬
‫‪ -12‬فؤاد عبد المنعم رياض‪،‬تنازع القوانين واالختصاص القضائي الدولي‬
‫واثأر اإلحكام األجنبية‪،‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة‪.1992،‬‬
‫‪-11‬د‪ .‬فتحي والي‪ ،‬قانون التحكيم في النظرية والتطبيق‪،‬منشاة المعارف‬
‫للنشر‪،‬اإلسكندرية‪.2112،‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪550‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫‪-19‬د‪ .‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.1992 ،‬‬
‫‪ -21‬كمال إبراهيم‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫القاهرة‪.1991، ،‬‬
‫‪-21‬محسن شفيق ‪،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪. 1992‬‬

‫‪ -22‬د‪ .‬محمد إبراهيم موسى ‪،‬التوفيق التجاري الدولي وتغير النظرة السائدة‬
‫حول سبل تسوية المنازعات الدولية ‪،‬دار الجامعة للنشر‪،‬اإلسكندرية‪.2112،‬‬

‫‪ -23‬محمد سالمه ألزناتي‪،‬التحكيم عند العرب‪،‬جامعه أسيوط ‪،‬دون سنه‬


‫طبع‪.‬‬

‫‪ -22‬د‪.‬محمد عزيز شكري‪ ،‬المدخل إلى القانون الدولي العام وقت السلم‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬دار الكتاب‪.1961 ،‬‬
‫‪ -22‬د‪.‬محمود السيد عمر التحيوي ‪،‬التحكيم والخبرة في المواد المدنية‬
‫والتجارية ‪،‬منشاة المعارف باإلسكندرية‪.،2112،‬‬

‫‪ -26‬د‪.‬محمود مختار احمد بريري‪،‬التحكيم التجاري الدولي‪،‬دار النهضة‬


‫العربية ‪،‬القاهرة‪.2111،‬‬

‫‪ -22‬د ‪ .‬منير عبد المجيد ‪ ،‬التنظيم القانوني للتحكيم الدولي و الداخلي ‪،‬‬
‫منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪551‬‬ ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

‫‪ -21‬مهند احمد الصانوري‪،‬دور المحكم في خصومة التحكيم الدولي‬


‫الخاص‪،‬دار الثقافة للنشر‪.‬‬
‫‪ -29‬د‪ .‬هشام خالد‪ -‬معيار دولية التحكيم التجاري‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪.2116 ،‬‬
‫ثانيا‪-‬القوانين‪:‬‬
‫‪-1‬قانون االستثمار العراقي النافذ ‪ 13‬لسنة ‪.2116‬‬
‫‪ -2‬قانون المرافعات المدنية العراقي رقم (‪ )13‬لسنة (‪ )1969‬المعدل‪،‬‬
‫ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬مطبعة األزهر‪.1923 ،‬‬
‫ثالثا‪-‬االتفاقيات‪:‬‬
‫‪-1‬اتفاقيه تسويه المنازعات االستثمارية بين الدول ومواطني الدول األخرى‬
‫عام ‪،1962‬وتم التوقيع عليها في‪/11‬مارس‪.1962/‬‬
‫‪ -2‬اتفاقيه الهاي األولى لسنه ‪.1912‬‬
‫رابعا‪-‬المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫‪1-www.habous.gov.mal‬‬
‫التصرفات القانونية‪.‬‬ ‫االتحاد الدولي العربي للتحكيم الدولي مقال بعنوان‬
‫‪-‬تمييز التحكيم عن غيره من‬
‫للدكتور ثقيل بن ساير مقال‪2 - http://www.alarab.qa/stor‬‬
‫واإلفتاء) عام ‪2112‬‬ ‫ألشمري(الفرق بين التحكيم والقضاء‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪554‬‬ ‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‬

‫المستخلص‬
‫يعتبر التحكيم من أقدم المؤسسات التي يسند إليها مهمة حل النزاعات‬
‫وتسويتها ‪ .‬حيث صاحب اإلنسان مند عهود قديمة‪ .‬وتطور بتطور التجارة‬
‫الدولية‪ .‬حتى أصبح عادة أصيلة مترسخة في نفوس الناس‪ .‬فقد اعتقدوا‬
‫ويعد التحكيم من أهم‬
‫كونه وظيفة للقضاء والعدل ووسيلة لحسم الخالفات ُ‬
‫الوسائل التي يمكن من خاللها حسم المنازعات العقدية في مجال العالقات‬
‫التجارية واالستثمارية‪ ،‬لما يتصف به من خصائص وسمات عدة أغرت‬
‫العديد من األنظمة القانونية المقارنة باللجوء إليه لما يمتاز به من العدالة‬
‫والسرية والسرعة واالقتصاد وتالفي اإلجراءات الروتينية والتقليدية في حسم‬
‫المنازعات كافة‪ .‬تلك الصفات جعلته الضمان الرئيس للمستثمر ليبدد‬
‫مخاوفه من شبح السلطة الوطنية للدولة المضيفة ومخاطر استخدامها‬
‫لمفهوم السيادة لتباشر إجراءات تنال مكاسب وأموال المستثمر والعقود التي‬
‫‪.‬‬ ‫الوطنية‬ ‫الجهات‬ ‫مع‬ ‫أبرمها‬
‫و يعتبر التحكيم نوع ًا من القضاء الخاص ‪ ،‬يقوم فيه أطراف النزاع‬
‫وبمحض إرادتهما الحرة باختياره كطريق لحل النزاع القائم بينهم‪ ،‬وباختيار‬
‫المحكمين الذين يمثلونهم واإلجراءات التي تتبع فيه وأحياناً القانون الذي‬
‫يطبق عليه‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


554 ‫التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية‬

Extract
Arbitration is one of the oldest institutions entrusted
with the task of resolving disputes and resolution. Where
the rights holder since the ancient eras . And the
evolution of the development of international trade. Even
usually become authentic entrenched in the hearts of
people . Have thought being a function of the judiciary
and justice and a means to resolve disputes and
arbitration is the most important means by which to
resolve the contractual dispute in the area of trade and As
characterized by the properties and attributes of several
lured many comparison to resort to what is characterized
by justice and confidentiality , speed and economy and to
avoid routine and traditional dispute resolution
procedures in all legal systems. Those qualities made him
president of investor security to dispel the fears of the
specter of national authority of the host country and the
risk of their use of the concept of sovereignty to initiate
actions undermine gains and investor funds and contracts
concluded with the national . And is considered a kind of
private arbitration courts, the parties to the conflict in
which their own free will and free choice as a way to
resolve the dispute between them, and the selection of
arbitrators who represent them and the actions that follow
it and sometimes the law that applied to him .

Journal of college of Law for Legal and Political Sciences

You might also like