Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
من المعلوم إن زيادة المؤسسات االقتصادية وعمليات التجارة الدولية
عبر الحدود وعدم مالئمة القوانين الوطنية لتسوية ما ينشأ عنها من
منازعات .أن يتجه الفكر القانوني إلى البحث عن أداة فنية متخصصة تقوم
بالفصل في المنازعات بعيداً عن قضاء الدولة وقوانينها .فكان التحكيم
التجاري الدولي بوصفه بديالً مالئماً لقضاء الدولة .حتى أصبح التحكيم في
اآلونة األخيرة الوسيلة المعتادة والمفضلة التي تلجأ أليها األطراف المتنازعة
لحل المنازعات ال سيما تلك الناشئة في أطار العالقات التجارية الدولية،
ومما الشك فيه أيضاً أن لجوء األطراف إلى اختيار هذا الطريق لفظ
المنازعات الناشئة بينهما لما يقدمه التحكيم كنظام خاص من المزايا قد
يعجز القضاء الوطني عن تحقيقها في اغلب األحيان.منها ما يتعلق
بالموضوع ومنها ما يتعلق باإلجراءات كالمساواة والمواجهة بين الخصوم
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
504 مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية
وغير ذلك من المبادئ التي اخذ بها مبدأ التقاضي إمام وحق الدفاع
القضاء العادي.
أهمية الموضوع:
تكمن أهمية البحث في أهمية موضوع التحكيم التجاري ذاته .إذ
يحتاجه الناس في كثير من المنازعات التجارية التي يرغبون بعرضها على
أشخاص يختارونهم ويثقون بإحكامهم وخبرتهم في حسم موضوع النزاع بعيدا
عن قاعات ومرافعات القضاء .كذلك تسليط الضوء على إحكام وقواعد
التحكيم والتي تعتبر ضمانة إلطراف النزاع وصيانة وحماية لحقوقهم.
مشكلة البحث:
تنازع القوانين في التحكيم التجاري الدولي يعد مثار جدل واسع ،
يتناول القانون الواجب التطبيق على التحكيم .والتي تتميز بأنها اتفاقيات أو
شروط يرغب من خاللها إطراف النزاع إبعاد عالقاتهم عن نطاق الحلول
القانونية والقضائية العادية واللجوء إلى إجراءات وحلول موضوعية أخرى
تتفق أكثر مع مصالحهم المتبادلة ورغبة كثير من المستثمرين اللجوء إلى
التحكيم كوسيلة فعالة لفض النزاعات التجارية.
أهدف البحث:
يهدف البحث إلى:
-1ما هو التحكيم ومدى مشروعيته وما هي مزاياه وعيوبه وأنواعه.
-2المقارنة بينه وبين اإلفتاء والصلح والتوفيق والخبرة والوكالة.
المبحث األول
تعريف التحكيم وأنواعه وما يشابهه من مرادفات
لغرض تعريف التحكيم التجاري والشخص القائم بعملية التحكيم وكذلك أنواع
التحكيم وبعض المصطلحات المرافقة للتحكيم فإننا سوف نقسم هذا المبحث
إلى مطلبين وكما يلي:
المطلب األول
تعريف التحكيم وأنواعه
لغرض االحاطه بالتحكيم التجاري فسوف نقسم المطلب إلى فرعين وكما
يلي:
الفرع األول:تعريف التحكيم والمحكم:
-1.ابن منظور ،لسان العرب ،دار صادر للطباعة والنشر الطبعة األولى ،الجزء ،1991،12ص
. 22
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
504 التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية
أن اللجوء إلى التحكيم يتم باختيار أطرف النزاع وبمحض إرادتهما
الحرة .وعند استقراء بعض القوانين المتعلقة بالتحكيم وقواعد المراكز
والهيئات الدولية المتخصصة في شأنه نالحظ هناك عدة أنواع للتحكيم
ومنها:
مههن طههرم منازعههاتهم أمههام المحههاكم الوطنيههة وتطبيههق القههانون الههوطني ،والههذي
عهادة ال يكونهون علهى د اريهة بأحكامهه وقواعهده .وقهد وضهع الفقهه عهدة معهايير
لتمييز التحكيم الهدولي عهن التحكهيم المحلهي ،مثهل موضهوع النهزاع ،وجنسهية
المحكمه ههين ،وجنسه ههية محه ههل إقامه ههة األط ه هراف ،ومكه ههان التحكه ههيم ،والقه ههانون
المطبهق علهى اإلجهراءات ،أو القهانون المطبهق لحسهم النهزاع ،وبغهض النظهر
عما ُوجه من انتقهادات لمعهايير تمييهز التحكهيم الهدولي عهن التحكهيم المحلهي ،
فإنه يمكن حصرها في ثالثة معايير رئيسية:
أ -معيار جغرافي :ويتمثل فهي مكهان التحكهيم ،أو المكهان الهذي يصهدر فيهه
حكم التحكيم(.)1
ب -معيههار اقتصههادي :ويتمثههل فههي تعلههق العقههد الههذي يجههري تسههوية منازعتههه
عن طريق التحكيم بالتجارة الدولية ،أو بمعاملهة دوليهة ،فهإذا كهان ههذا العقهد
عقداً دولياً فإن التحكيم في منازعاته يكتسب صفة الدولية بطريق التبعية(. )2
ج -معيه ههار قه ههانوني :ويتمثه ههل فه ههي القه ههانون واجه ههب التطبيه ههق عله ههى إج ه هراءات
التحكهيم أو حتههى علههى موضهوعه ،إذ يكفههي أن تتصههل العالقهة القانونيههة التههي
نشههأ عنههها النهزاع المطههروم علههى التحكههيم فههي أحههد عناصههرها بههأكثر مههن نظههام
قانوني لكي يعتبر التحكيم دولياً (. )2
-2أحمد شكري ،الوسيط في النظرية العامة والمقاوالت .مطبعة المعارف الجديدة الطبعة األولى،
،2111ص.291 :
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
514 مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية
ثالثا-التحكيم األجنبي:
يرى االتجاه الغالب من الفقه القانوني أن التحكيم األجنبي هو التحكيم
الذي يشتمل على عنصر أجنبي سواء كان ذلك العنصر هو القانون واجب
التطبيق على موضوع النزاع أو كان القانون واجب التطبيق على اإلجراءات
سير عملية التحكيم ،أو كان ذلك العنصر اختالف جنسية الخصومالتي تُ ّ
()1
أو مكان التحكيم نفسه.
المطلب الثاني
التحكيم وما يميزه من المصطلحات المرادفة(المزايا والعيوب)
تتجلى أهمية التحكيم من خالل ما يميزه عن المرادفات المرافقة له
باإلضافة إلى ما يتمتع به من مزايا تميزه عن بقية سبل تسوية المنازعات
ولغرض االحاطه بالموضوع فسوف نقسمه إلى فرعين وكما يلي :
الفرع األول:التحكيم والمصطلحات المرادفة:
هناك بعض المصطلحات التي ترافق التحكيم أو التي تسبقه لغرض
منع النزاعات وحسمها والتي يمكن اللجوء إليها من قبل األطراف المتنازعة
ذاتها أو بمبادرة من طرف ثالث ليست له عالقة بموضوع النزاع أو لغرض
االستعانة بها للتوصل لتسوية سريعة ترضي اإلطراف .والتي ويمكن إيجازها
وكما يلي:
162
. -1محسن شفيق ،التحكيم التجاري الدولي ،دار النهضة العربية،-القاهرة ، 1992 ،-ص
اوال-التحكيم والقضاء:
التحكيم هو اتفاق إطراف عالقة قانونيه معينه،عقديه أو غير
عقديه،على أن يتم الفصل في المنازعات التي ثارت بينهم بالفعل،أو التي
()1
ويتولى محتمل أن تثور عن طريق أشخاص يتم اختيارهم كمحكمين.
اإلطراف تحديد أشخاص المحكمين.أو يضمنون اتفاقهم على التحكيم بيانا
لكيفية اختيار المحكمين .أو أن يعهد لهيئة أو مراكز التحكيم الدائمين
لتتولى تنظيم عمليه التحكيم وفقا للقواعد أو اللوائح الخاصة بهذه الهيئات أو
()2
والتحكيم كوسيلة لتسويه المنازعات الدولية ال يختلف عن المراكز.
القضاء الدولي بالمعنى الدقيق،فكالهما طريقه قانونيه لتسويه المنازعات
الدولية ،وكالهما يستلزم اتفاق اإلطراف المتنازعة على عرض منازعاتهم
على التحكيم،والفرق الوحيد بينهما هو شكلي يرجع إلى أن التحكيم طريق
قضائي يعتمد في وجوده وفي تشكيل الهيئة التحكيم التي تفصل في النزاع
على إرادة اإلطراف المتنازعة،فهم الذين يختارون المحكمون الذين يفصلون
()3
في النزاع،وذلك بمقتضى اتفاق خاص لتسويه نزاع معين دون سواه.
-1د أبو زيد رضوان،األسس العامة في التحكيم التجاري الدولي،دار الفكر العربي
،القاهرة،1911،ص .21
-2أستاذنا الدكتور محمود مختار احمد بريري،التحكيم التجاري الدولي،دار النهضة العربية
،القاهرة.2111،
-3د.عصام العطية ،القانون الدولي العام ،ط،2المكتبة القانونية ،بغداد ،2112،ص.313
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
515 مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية
ثانيا-التحكيم واإلفتاء
اإلفتاء هو اضهار الحكم الشرعي المتعلق بمسالة من المسائل ويقال
أفتى في المسألة إذ بين حكمها .واستفتى :سأل عن الحكم .قال تعالى
اء ُق ِل اللَّهُ ُي ْفتِي ُك ْم ِفي ِه َّن ) )1(.وهكذا يتفق التحكيم
النس ِ ون َ ِ
ك في ِّ َ ( َوَي ْستَ ْفتُ َ
واإلفتاء في أن كال منهما إخبار عن الحكم الشرعي في الواقعة ولكنهما
يختلفان في كثير من األمور منها:
1ه التحكيم يستلزم وجود نزاع بين طرفين أما اإلفتاء فقد يكون نتيجة طلب
شخص يريد أن يعرف الحكم ليعمل به لنفسه.
-2التحكيم يتناول منازعات بين األشخاص في مسائل مختلفين عليها .أما
اإلفتاء فإنه يتناول جميع المسائل واألحكام.
-3التحكيم عقد ملزم ألطرافه .ويجب عليهم االلتزام بنتيجته من حيث
العموم .أما اإلفتاء فليس عقدا وال تكون نتيجته ملزمة للمستفتي.
-2ه يتطلب التحكيم من المحكم أن يقوم بدراسة وتمحيص الوقائع واألوراق
التي تم عرضها عليه قبل أن يصدر حكمه .أما المفتي فإنه يسلم بالواقعة
التي يطلب منه إظهار الحكم فيها لكي يطبق الحكم الشرعي على ضوء
()2
ذلك.
ثالثا-التوفيق أو الوساطة:
التوفيق أو الوساطة هي مساعي يقوم فرد أو أكثر من تلقاء نفسه أو
بناء على طلب اإلطراف المتنازعة بالتوسط والتوفيق بينهم ,وذلك بتقديم
عرض أو اقترام لتسوية ما بينهم من خالف تاركين لألطراف حرية األخذ
-1د .محمد إبراهيم موسى ،التوفيق التجاري الدولي وتغير النظرة السائدة حول سبل تسوية
المنازعات الدولية ،دار الجامعة للنشر،اإلسكندرية،2112،ص.22
--2االتحاد الدولي العربي للتحكيم الدولي مقال بعنوان www.habous.gov.mal
(تمييز التحكيم عن غيره من التصرفات القانونية ،أخر زيارة للموقع بتاريخ )2112/4/21
ر ابعا-التحكيم والصلح:
الص ه ههلح لغ ه ههة يعن ه ههي الس ه ههلم م ه ههن تص ه ههالح الق ه ههوم بي ه ههنهم أي اتفقه ه هوا .أم ه هها
اصطالحا فهو تصرف إرادي يحسم به طرفان نزاعا قائما بالفعل أو يتوقعهان
قيامه مستقبال وذلك بأن يتنازل كل من الطرفين على وجهه التقابهل عهن جهزء
مههن حقوق هه .ويختلههف الصههلح عههن غي هره مههن المفههاهيم كالتنههازل والرجههوع فههي
الشههكوى والعفههو والتحكههيم .وهههو حههل رضههائي للن هزاع يقههوم بههه اإلف هراد بأنفسهههم
()1
ولههذا قيههل فههي ذلههك (إن صههلحا عههن طريههق تنههازالت متبادلههة عههن حقههوقهم.
سيئا خير من قضية ناجحة).
خامسا -التحكيم والخبرة:
-1د .حفظيه السيد الحداد – الموجز في النظرية العامة في التحكيم التجاري الدولي – منشورات
الحلبي الحقوقية – .2112
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
514 التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية
الخصوم اتفاقا على اللجوء إلى التحكيم أو الخبرة ،فإن معيار التفرقة هو
مدى الصالحيات الممنوحة للشخص المطروم عليه النزاع ،فإن كان
الصالحيات المخولة له ،الفصل في النزاع ،واصدار قرار ملزم للطرفين ،
فهو حكم والمسألة تحكيم ،وان كانت تلك الصالحيات ال تتجاوز إبداء
الرأي في مسألة فنية لالسترشاد ،سواء أكان الرأي للمتنازعين أم لجهة
أخرى،ولمن كتب إليه هذا التقرير العمل به أو تركه فهو رأي خبير فقط(.)1
سادسا-التحكيم والوكالة.
-1د.محمود السيد عمر التحيوي،التحكيم والخبرة في المواد المدنية والتجارية ،منشاة المعارف
باإلسكندرية،2112،ص.32
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
514 مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية
-1الس ههرعة العالي ههة ف ههي حس ههم الن ازع ههات التجاري ههة ك ههون المحكم ههين متف ههرغين
للن هزاع المعههروض علههيهم ويباشههروا فههي إج هراءات التحكههيم بشههكل فههوري .مههع
بسه ههاطة اإلج ه هراءات وعه ههدم تعقيه ههدها فه ههي سه ههير العمليه ههة التحكيمية.فضه ههال إن
المحكمههين يلتزمههون بإصههدار ق هرارهم خههالل ميعههاد معههين يعينههه إط هراف الن هزاع
في اتفاق التحكيم.
-2كمال إبراهيم ،التحكيم التجاري الدولي ،دار الفكر الجامعي ،ط ،1القاهرة،1991، ،ص.22
البعض من التجار يفضل خسارة دعواه على كشف أسرار التجارة تضيع في
()1
نظرهم أمول طائلة أكبر من قيمة الحق المتنازع بشأنه .
-2انخفاض تكلفة التحكيم :يرى البعض أنه من السمات األساسية لتحكيم
انخفاض تكاليفه مقارنة إذا عرضت القضية على القضاء العادي ،الذي
يحتاج إلى أموال طائلة وذلك لطول إجراءاته ودفع أتعاب المحامين والرسوم
()2
الواجبة لرفع الدعوى.
-1عدم إلزامية التحكيم :يعد التحكيم التجاري الدولي وسيلة اتفاقية لحل
النزعات التعاقدية يقوم على إرادة اإلطراف واتفاقها حول اللجوء إليه،إال أنه
قد يمتنع أحد األطراف عن اللجوء إليه عند عدم النص عليه في العقد ،أو
اتفاق التحكيم ،عند إذ يجب االستمرار به على الرغم من عدم موافقة ،أو
حضور الطرف األخر ،بيد أن ذلك ال يعد مأخذاً على التحكيم التجاري
الدولي كون أغلب االتفاقيات الدولية المتعلقة بالتحكيم التجاري الدولي
تقضي باستمرار التحكيم بالرغم معارضة الطرف األخر ،كما إن مؤسسات
التحكيم الدولية تمارس نوعاً من الضغط على الطرف الذي خسر التحكيم
إلجباره على تنفيذ القرار التحكيمي ،كما يوجد نوع من الضغط الذاتي على
-1د.محمد عزيز شكري ،المدخل إلى القانون الدولي العام وقت السلم ،دمشق ،دار الكتاب،
.1961
-2د .ممدوم عبد الكريم حافظ ،شرم قانون المرافعات المدنية العراقي رقم ( )13لسنة ()1969
المعدل ،ج ،1ط ،1بغداد ،مطبعة األزهر.1923 ،
المبحث الثاني
القانون واجب التطبيق في المنازعات التجارية
األصل في التحكيم مبدأ حرية إطراف العالقة القانونية في اختيار
وسيلة تسوية منازعاتها ,سواء فيما يتعلق بهيئة التحكيم التي تقوم به ،أو
بالقواعد واجبة التطبيق على سير إجراءاته وموضوعه .ومن المسائل التي
يثيرها التحكيم مسألة تحديد القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع
المحكم فيه ،وألهمية هذه المسألة نحن بصدد مطلبين:
المطلب األول
حرية اإلط ارف في اختيار القانون واجب التطبيق
لإلطراف المتنازعة الحرية المطلقة في اختيار القانون واجب التطبيق على
نزاعهم وهذا ما سوف نتناوله في الفرعين التاليين:
الفرع األول:اختيار القانون الواجب التطبيق ومدى إمكانية اللجوء أليه.
ونقصد اإللية التي يمكن اللجوء إليها والخيارات المطروحة إلطراف النزاع
وحريتهم في اختيار قانون معين وكما يلي:
-1اختيار القانون واجب التطبيق.
تنشا الحاجة إلى التحكيم كوسيلة لفض المنازعات التجارية الدولية
عندما يكون هناك تنازعا تجاريا من إطراف يحملون جنسيات مختلفة األمر
الذي يولد تنازعا في تطبيق القوانين الذي تفصل في النزاع .فهنا يثور
التساؤل إي القوانين الذي يجب تطبيقه؟ وأي جهة قضائية لها الحق في
النظر في النزاع وحسمه .فقد أجاز المشرع العراقي إمكانية اللجوء إلى
التحكيم التجاري الدولي حيث نص على أنه (إذا كان أطراف النزاع
خاضعين ألحكام هذا القانون يجوز لهم عند التعاقد االتفاق على آلية حل
النزاع بما فيها االلتجاء إلى التحكيم وفقاً للقانون العراقي أو أي جهة أخرى
معترف بها دولياً) .ويفصح هذا النص بوضوم أن أطراف النزاع الخاضعين
لقانون االستثمار يجوز لهم عند التعاقد االتفاق على آلية حل النزاع باللجوء
إلى التحكيم بموجب القانون العراقي أو التحكيم بجهة أخرى معترف بها
دولياً .حيث جاء النص على التحكيم الدولي بشكل مطلق باللجوء إلى
()1
محكمة أو هيئة تحكيم خاصة أو محاكم التحكيم الدولية.
-1فؤاد عبد المنعم رياض،تنازع القوانين واالختصاص القضائي الدولي واثأر اإلحكام األجنبية،دار
النهضة العربية،القاهرة،1992،ص.133
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
544 التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية
يكون ملما بتقاليد وعادات المدينة ومعروفا بالنزاهة واالمانه وان يكون فطنا
()1
ذكيا وسريع الفهم وله قدره على التحليل واالستنباط.
الفرع الثاني:غياب االتفاق وتحديد معيار دولية التحكيم.قد ال تتفق
اإلطراف المتنازعة على قانون معين يمكن اللجوء أليه وما هو معيار دولية
التحكيم؟وهذا ما سوف نتناوله وكما يلي:
-1غياب االتفاق الصريح على قانون معين:
قد ينشا الخالف بين اإلطراف المتعاقدة (الدولة أو احد المؤسسات
التابعة لها والمستثمر األجنبي) فيعرض األمر إلى محكمة تحكيم المركز
الدولي لتسوية منازعات االستثمار.والتي يجب إن تواجه مشكلة البحث عن
القواعد القانونية األنسب والتي يمكن تطبيقها على النزاع التجاري المعروض
عليها .2وعند غياب اتفاق إطراف النزاع على قانون معين.فان محكمة
التحكيم استنادا إلى إحكام االتفاقية تطبق قواعد القانون الداخلي للدولة
المتعاقدة الطرف في النزاع بما في ذلك قواعد تنازع القوانين فيها .أو
القانون الوطني للدولة التي ينتمي إليها المستثمر األجنبي أو قانون دولة
مقر التحكيم.باإلضافة إلى قواعد القانون الدولي القابلة للتطبيق على النزاع
-1محمد سالمه ألزناتي ،التحكيم عند العرب ،جامعه أسيوط ،دون سنه طبع،ص.16
63
. -2د .هشام خالد -معيار دولية التحكيم التجاري،منشأة المعارف -اإلسكندرية ،2116 ،ص
في حالة وجود مساس بالعدالة من طرف القانون الداخلي .أو في حالة
()1
تصرف الدولة الطرف بطريقة تثير احتجاج الطرف األخر.
-2معيار دولية التحكيم:
إن معيار دولية التحكيم يتحدد بإرادة إطراف النزاع التحكيمي ومبدأ
سلطان اإلرادة وما له من اثر في تحديد القواعد التحكيمية التي تحكم
إجراءات التحكيم وموضوعه والتي تكون إما ناتجة عن اتفاقيات دولية .أو
قواعد مراكز التحكيم الدولية .او أنها تكونت من العرف التجاري الدولي
واكتسبت الزاميتها منه أو إن النظام القانوني الوطني ينص صراحة على
وجوب منح الصفة الدولية للتحكيم في حاالت معينة وفق شروط محددة لدى
قبوله باإلحكام القانونية الدولية واالعتراف بها استثناءا لتعلقها حكما بالتجارة
()2
الدولية .
المطلب الثاني
الطبيعة القانونية للتحكيم التجاري الدولي واجراءاته القانونية
يرى االتجاه الغالب من الفقه القانوني أن التحكيم األجنبي هو التحكيم
الذي يشتمل على عنصر أجنبي سواء كان ذلك العنصر هو القانون واجب
التطبيق على موضوع النزاع أو كان القانون واجب التطبيق على اإلجراءات
سير عملية التحكيم ،أو كان ذلك العنصر اختالف جنسية الخصوم
التي تُ ّ
-1صالح الدين جمال الدين،دور إحكام التحكيم في تطوير حلول مشكلة تنازع القوانين،دار الفكر
الجامعي،اإلسكندرية،2114،ص22
أو مكان التحكيم ذاته ويعد موضوع تحديد الطبيعة القانونية للتحكيم بصفة
عامة والتحكيم التجاري الدولي على وجه الخصوص من أهم الموضوعات
التي تناولها الفقه .لما يترتب على األخذ بالتكييف القانوني من اثر مهم في
تحديد القواعد واإلحكام التي ممكن إن تطبق بشأنه في حالة نشوب نزاع
بين اإلطراف .)1(.وهذا ما سوف نتناوله في الفرعين التاليين:
الفرع األول :اختالف نظم التحكيم وصيغة االتفاق وآثاره القانونية :هناك
اختالف بين النظم القانونية لدى المحكمين الدوليين وكذلك اختالف في
صيغة اتفاق التحكيم وكما يلي:
-1اختالف النظم القانونية للتحكيم :ينتمي أعضاء هيئة التحكيم واطراف
النزاع وممثليهم في كثير من الحاالت ألنظمة قانونية مختلفة .وفي كثير من
األحيان عدم معرفة أعضاء هيئة التحكيم إلحكام وقواعد القانون الواجب
التطبيق على موضوع النزاع من جميع جوانبه بدقة .قد يؤثر سلبا على
()2
وهذا بخالف اللجوء إلى مجريات القضية التحكيمية وقرار التحكيم.
القضاء الوطني حيث إن الجميع من قضاة ومحامين يتحدثون بلغة قانونية
مشتركه هي قانونهم الوطني.وعد المعرفة القانونية الكافية بقانون معين يتم
اللجوء إليه في موضوع النزاع يؤدي إلى تعقيد واطالة إجراءات التقاضي
()1
مما يفقد التحكيم احد مزاياه المهمة.
-2اختالف صيغة ورود اتفاق التحكيم:
ينقسم التحكيم من حيث االتفاق إلى تحكيم منصوص علية وهذا ما
يسمى شرط التحكيم وأخر غير منصوص عليه يسمى مشارطه التحكيم:
أوال :شرط التحكيم:هو الذي يرد في نصوص العقد بإحالة المنازعات
المحتملة إلى التحكيم.ويتعلق بنزاع مستقبلي غير محدد.
ثانيا :مشارطه التحكيم:وهو االتفاق الذي يتم إبرامه بعد وقوع النزاع بين
الطرفين بإحالة نزاعهما إلى التحكيم.ويتعلق بنزاع وقع فعال وأصبح
معلوما.وهنا يجب إن نقول إن القانون لم يحدد شكال واضحا لالتفاق وان
التفريق بين شرط ومشارطه التحكيم هو زمان نشوء االتفاق.حيث اعتبر
الفقه اتفاق التحكيم السابق على نشوء النزاع هو شرط التحكيم إما االتفاق
الالحق على نشوء النزاع فهو مشارطه التحكيم .ويتأسس التحكيم على مبدأ
()2
وهو احد المبادئ القانونية الهامة التي حرصت االتفاقية الدولية الرضائيه
المعنية بتسوية منازعات االستثمار على تضمين العقود هذا المبدأ وتشمل
المنازعات ذات ألصبغه القانونية التي تنشا بين دوله متعاقدة أو أية مؤسسه
-1حسني المصري ،التحكيم التجاري الدولي دراسة مقارنة ،دار الكتب القانونية،القاهرة،2112 ،
ص .443
-2د.احمد عشوش،التحكيم كوسيلة لتسويه منازعات االستثمار،جامعه الزقازيق،1991،ص.21
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
544 التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية
عامه أو هيئه تابعه لها وبين رعايا دوله أخرى متعاقدة بشط أن يكون لها
()1
عالقة مباشره باالستثمار.
-3اآلثار القانونية التفاق التحكيم:
-1سلب اختصاص قضاء ألدوله.الذي كان يتحتم طرم النزاع عليه فهذا
االتفاق له اثر مانع .مقتضاه التزام القاضي بعدم النظر في النزاع طالما
وجد اتفاق تحكيم وتمسك به احد إطراف النزاع.
-2قبول اإلطراف طوعية وعلى نحو نهائي لقرار التحكيم الذي يصدره
المحكم فال يحق للخاسر رفع دعوى إمام القضاء لكي يعيد النظر في
()2
النزاع.
-1المادة ( )22من اتفاقيه تسويه المنازعات االستثمارية بين الدول ومواطني الدول األخرى عام
،1962وتم التوقيع عليها في/11مارس1962/وحددت رسميا على أنها اتفاقيه لتسويه منازعات
االستثمار بين الدول ومواطني الدول األخرى.
-2أستاذنا الدكتور محمود مختار احمد بريري،التحكيم التجاري الدولي....مرجع سابق،ص.6
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
540 مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية
ثانيا :سيخضع التحكيم للقانون إال جرائي ،بما في ذلك قوانين التحكيم
لسلطة االختصاص التي يوجد فيها مكان التحكيم.
ثالثا :سيكون لمحاكم سلطة االختصاص تلك مهمة إشرافية أو داعمة فيما
يتعلق بالتحكيم نفسه ويمكن اإلطراف التأكد سلفا إلى أي مدى ستقوم
المحاكم باتخاذ تدابير مؤقتة أو قبول الطعونات.
-4قرار التحكيم
إن التحكيم وان كان أساسه إرادة الطرفين إال أن طبيعته عمل قضهائي
وبالتهالي فهان الق اررات التي تصدر نتيجة للتحكيم هي ق اررات قضائية هدفها
()1
ويصدر القرار باالغلبيه ،ويحتوي تطبيق العدالهة بهين أطهراف المتنازعة .
على األسباب ويذكر فيه أسماء المحكمين ويوقع عليه رئيس الهيئة وأمين
السر القائم بمهمة كاتب الجلسة ويتلى القرار في جلسه علنية بعد النداء
()2
ولكن قد يصطدم قرار التحكيم بعقبه كبيرة وهي تنفيذه على الخصوم،
وتعتبر هذه المسالة من أكثر المشاكل التي تواجه قرار التحكيم من الناحية
العلمية فالطرف الذي كسب الدعوى ال يعني كسبها مجرد النطق بالحكم فقد
تثور مشكلة حين يرفض الطرف الثاني التنفيذ الطوعي لقرار التحكيم .مما
يضطر الطرف الذي كسب الدعوى إن يلجا إلى القضاء لتنفيذ قرار التحكيم
جب ار مما يعني عمليا الرجوع إلى نقطة البداية .وحكم المحكم نهائي واجب
-1فوزي محمد سامي ،التحكيم التجاري الدولي ،الجزء الخامس .عمهان ،مكتبهة دار الثقافة1992 .
.،ص.161
-2المواد ( )91-16من اتفاقية الهاي لسنة .1912
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
544 التحكيم كأداة لفض النزاعات التجارية الدولية
التنفيذ جب ار عند االقتضاء وقد يحدث إثناء سير التحكيم إن يصل اإلطراف
إلى تسوية ودية للنزاع وفي هذه الحالة يكفي إن يتقدم المدعي بطلب سحب
القضية مشفوعا بموافقة الطرف األخر ويكون للطرفين دعوة المحكم إلى
إثبات شروط اتفاق الصلح الواقع بينهما وتسجيله بما يسمى حكم صادر
برضاء الطرفين المتخاصمين .ويجب وضع وثيقة رسمية ملزمة يمكن
الرجوع إليها عند تنفيذ نصوص الحكم في حالة امتناع أو تخلف الطرف
(.)1
األخر عن التنفيذ.
-5الطعن في القرار ألتحكيمي
القه هرار ألتحكيم ههي يك ههون ع ههاده مح ههال للطع ههن مباشه هره أم ههام الهيئ ههة الت ههي
أصههدرته أو أمههام هيئ ههه أخههرى ،وعلههى األغلههب يكههون الطعههن أمههام القاضههي،
وفههي حههال كههان هههذا القاضههي ه ههو ق ههاض ف ههي الدولههة التههي صههدر فيههها الق هرار
ألتحكيمههي ،فهنهها قههد تحقههق سههبب مههن أسههباب الههبطالن .يحك ههم بإبط ههال ق هرار
التحكههيم أو إلغائههه وأحيانهها تعديلههه ،أمهها الطعههن بههالقرار ألتحكيمههي أمههام قاضههي
دوله أخرى ففهي هذه الحالة إذا تأكهد القاضهي مهن تهوافر بعهض األسهباب فهنها
يأمر بعدم االعتهراف ورفهض التنفيههذ للقهرار ألتحكيمهي( .)2إن الطعهن قهد يكهون
في القرار أو الحكم الذي يرفض االعتراف أو التنفيذ .وقهد يكهون الطعهن فهي
-1د .عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الداخلية و الدولية ،
دار الكتب القانونية ،المحلة الكبرى ، 2116 ،ص.12
-2علي عوض حسن ،التحكيم االختياري واإلجباري في المنازعات المدنية التجارية ،.دار الفكهر
الجامعي ،اإلسكندرية .2111 ،ص.211
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
545 مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية
الحك ههم ال ههذي يق ههر ب ههاعتراف حك ههم التحك ههيم أو بتنفي ههذه ،و يك ههون الطع ههن ع ههن
طريق االستئناف .كما قد يكون الطعن عن طريق الطعن بالبطالن .
الخاتمه
في نهاية بحثنا تم التوصل إلى جملة من النتائج والتوصيات والتي يمكن إن
نسوغها كما يلي:
أوال-النتائج:
-1التحكيم يتميز بأنه قضاء خاص مصدره في الغالب اتفاق اإلطراف
المتنازعة ومهمة المحكم كمهمة القاضي والقرار الذي يصدر عن المحكم
مثل القرار الذي يصدر عن القاضي .
-2المنازعات التجارية بين اإلفراد ال تحل دائما بقوة السلطة ألعامه القضاء
وانما هناك طرق أخرى مثل الصلح أو الوساطة أو اللجوء إلى التحكيم
التجاري.
-3للتحكيم ميزه تختلف عن بقية آليات التسوية تتمثل بوجوده كعقد .شرط
أو مشارطه أو اتفاق تحكيمي يتمتع بالقطعية في جميع المسائل المعروضة
على هيئة التحكيم.ويضع حل للنزاع بين اإلطراف المتخاصمة.
-2التحكيم يخضع لرقابة القضاء فإذا صدرت ق اررات التحكيم مخالفة
للنظام العام في الدولة يمكن الطعن في هذه اإلحكام .فللقضاء السلطة العليا
على التحكيم.وحاجة التحكيم للقضاء في بعض األمور التي يصعب على
التحكيم القيام بها مثل إصدار مذكرات إحضار الشهود أو إخفاء احد
الخصوم عن تقديم بعض البيانات أو المعلومات ذات الصلة بالخصومة أو
القيام بالحبس االحتياطي فهذه األمور تتطلب قوة اإللزام التي تصدر من
القضاء.
-2التحكيم يمس سيادة الدولة حيث تتنازل عن اختصاص قضائها الوطني
وتلجا إلى الفصل في قوانين وقواعد خارجية .
ثانيا-التوصيات:
-1التحكيم ينزع سيادة الدولة الخاص بالقضاء حيث تكون عالقة عكسية
فكلما ازدهر القضاء وابتعد عن العدالة واإلجراءات الروتينية المعقدة
يتضاءل دور التحكيم وكلما ضعف ووهن القضاء ازدهر التحكيم.
-2أصبح هناك ضرورة وحاجة ملحة على المشرع العراقي إن يبدأ بتشريع
قانون التحكيم وتنظيمه بشكل كامل من خالل االعتماد على القوانين
واالتفاقات العربية والدولية وجمع النصوص المشتتة والمبعثرة في قانون
واحد واالنضمام إلى االتفاقيات الدولية الخاصة بالتحكيم لكي يكون قاد ار
على التماشي مع متطلبات التجارة الدولية.
-3عمل آلية معينه للخروج من جمود النصوص التشريعية واالنسجام بشكل
اكبر مع ما هو كل جديد على الصعيد الدولي.
-2إنشاء وتأسيس مراكز تخصصية لألبحاث والدراسات للمقارنة بين
النصوص التشريعية والمعاهدات واالتفاقات الدولية ومعرفة ايجابيات
وسلبيات كل منها.ومدى مالئمة كل منها لحل المنازعات التجارية.
المصادر
*القران الكريم
أوال-المؤلفات العامة:
-1ابن منظور ،لسان العرب ،دار صادر لطباعة والنشر ،ط ،1ج
.12،1991
.-2د أبو زيد رضوان،األسس العامة في التحكيم التجاري الدولي،دار الفكر
العربي ،القاهرة.1911،
-3د .احمد أبو ألوفا ،التحكيم االختياري واإلجباري ،القاهرة. 1921،
-2احمد شكري،الوسيط في النظرية العامة والمقاوالت،مطبعة المعارف
الجديدة،ط،1،2111ص.291
-2د.احمد عشوش ،التحكيم كوسيلة لتسويه منازعات االستثمار،جامعه
الزقازيق .1991
-6أشرف عبد العليم الرفاعي،القانون الواجب التطبيق على موضوع
التحكيم والنظام العام في العالقات الخاصهة الدوليهة ،دار الفكر
الجامعي،اإلسكندرية. 2113،
-2د .إيهاب السنباطي ،الموسوعة القانونية للتجارة االلكترونية ،دار
الجامعة الجديدة .
-1حسني المصري ،التحكيم التجاري الدولي دراسة مقارنة ،دار الكتب
القانونية،القاهرة.2116 ،
-19د .فوزي محمد سامي ،التحكيم التجاري الدولي ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،عمان.1992 ،
-21كمال إبراهيم ،التحكيم التجاري الدولي ،دار الفكر الجامعي ،ط،1
القاهرة.1991، ،
-21محسن شفيق ،التحكيم التجاري الدولي ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،
. 1992
-22د .محمد إبراهيم موسى ،التوفيق التجاري الدولي وتغير النظرة السائدة
حول سبل تسوية المنازعات الدولية ،دار الجامعة للنشر،اإلسكندرية.2112،
-22د.محمد عزيز شكري ،المدخل إلى القانون الدولي العام وقت السلم،
دمشق ،دار الكتاب.1961 ،
-22د.محمود السيد عمر التحيوي ،التحكيم والخبرة في المواد المدنية
والتجارية ،منشاة المعارف باإلسكندرية.،2112،
-22د .منير عبد المجيد ،التنظيم القانوني للتحكيم الدولي و الداخلي ،
منشأة المعارف ،اإلسكندرية .
المستخلص
يعتبر التحكيم من أقدم المؤسسات التي يسند إليها مهمة حل النزاعات
وتسويتها .حيث صاحب اإلنسان مند عهود قديمة .وتطور بتطور التجارة
الدولية .حتى أصبح عادة أصيلة مترسخة في نفوس الناس .فقد اعتقدوا
ويعد التحكيم من أهم
كونه وظيفة للقضاء والعدل ووسيلة لحسم الخالفات ُ
الوسائل التي يمكن من خاللها حسم المنازعات العقدية في مجال العالقات
التجارية واالستثمارية ،لما يتصف به من خصائص وسمات عدة أغرت
العديد من األنظمة القانونية المقارنة باللجوء إليه لما يمتاز به من العدالة
والسرية والسرعة واالقتصاد وتالفي اإلجراءات الروتينية والتقليدية في حسم
المنازعات كافة .تلك الصفات جعلته الضمان الرئيس للمستثمر ليبدد
مخاوفه من شبح السلطة الوطنية للدولة المضيفة ومخاطر استخدامها
لمفهوم السيادة لتباشر إجراءات تنال مكاسب وأموال المستثمر والعقود التي
. الوطنية الجهات مع أبرمها
و يعتبر التحكيم نوع ًا من القضاء الخاص ،يقوم فيه أطراف النزاع
وبمحض إرادتهما الحرة باختياره كطريق لحل النزاع القائم بينهم ،وباختيار
المحكمين الذين يمثلونهم واإلجراءات التي تتبع فيه وأحياناً القانون الذي
يطبق عليه.
Extract
Arbitration is one of the oldest institutions entrusted
with the task of resolving disputes and resolution. Where
the rights holder since the ancient eras . And the
evolution of the development of international trade. Even
usually become authentic entrenched in the hearts of
people . Have thought being a function of the judiciary
and justice and a means to resolve disputes and
arbitration is the most important means by which to
resolve the contractual dispute in the area of trade and As
characterized by the properties and attributes of several
lured many comparison to resort to what is characterized
by justice and confidentiality , speed and economy and to
avoid routine and traditional dispute resolution
procedures in all legal systems. Those qualities made him
president of investor security to dispel the fears of the
specter of national authority of the host country and the
risk of their use of the concept of sovereignty to initiate
actions undermine gains and investor funds and contracts
concluded with the national . And is considered a kind of
private arbitration courts, the parties to the conflict in
which their own free will and free choice as a way to
resolve the dispute between them, and the selection of
arbitrators who represent them and the actions that follow
it and sometimes the law that applied to him .