Professional Documents
Culture Documents
1
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
شكر وتقدير
أشكر هللا سبحانه الذي ألهمني الطموح وس دد خط اي ،وأتق دم بعمي ق الشكـــــــــــــر
كما أشكر األساتذة األفاضل أعضاء لجن ة المناقش ة على تفض لهم بقب ول مناقش ة ه ذه
األطروحة .
وال يفوتني أن أشكر كل من ساهم من بعيد أو قريب في إنجاز هذا العمل العلمي.
مقدمة :
2
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يعت بر القض اء الطري ق الط بيعي لفض المنازع ات ،ووس يلة إلحالل الع دل في
المجتمع ،ولكن مع تطور ظروف التجارة واالستثمار الداخلي والدولي ،والتغيير في أنماط
العالقات التجارية ،نتيجة للتحوالت االقتصادية التي يشهدها هذا العصر ،أخذت تنشأ إلى
ج انب ه ذا القض اء وس ائل أخ رى اختياري ة 1يلج أ الخص وم إليه ا بمحض إرادتهم لفض
ومن بين هذه الوس ائل نجد التحكيم ال ذي حظي باهتم ام ب الغ على كافة المستويات،
فه و يع د إح دى الوس ائل البديل ة لح ل المنازع ات ،حيث اتس ع آفاق ه إقليمي ا ودولي ا وعم
االع تراف بش رعيته في المجتم ع ال دولي على اختالف نظمه ا القانوني ة وأوض اعها
االقتص ادية ،ه ذا األس لوب ،عرفت ه المجتمع ات القديم ة واتخ ذت من ه أداة لحس م المنازع ات
بين أفراده ا ،على أس اس األع راف والتقالي د الس ائدة فيه ا ،واللج وء إلي ه كآلي ة لح ل
المنازعات ،عرفه المجتمع اليوناني قب ل الميالد والروماني ،وكذلك الشعوب العربية قبل
ولع ل من أهم األس باب ال تي ت دفع اللج وء إلى التحكيم تنطل ق من الحس ـــنات
وااليجابيات التي يتصف بها ،وخصوصا في إطار العالقات الدولية ،إذ يقوم على تبسيط
إج راءات الفص ل في ال نزاع ،والتح رر من الش كليات ،والس رية في ع دم ذك ر أس ماء
المتخاصمين وعدم نشر األحكام إال برضا أصحاب العالقة فيها بغية حل النزاع بأقصى
سرعة ممكنة ،وذلك بتعيين محكمين ذوي خبرة فنية متخصصة تساعدهم في حسم النزاع،
تلك الخبرة التي ال يتمتع بها عادة القضاة العاملون في محاكم الدولة .
3
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
كما أن من أهم النتائج االيجابية التي تترتب على اللجوء للتحكيم لحسم المنازعات
وهك ذا أص بح نظ ام التحكيم من أهم الوس ائل البديل ة ،حيث حظي باهتم ام دول ـ ـ ـ ـــي
ومحلي من جمي ع أط راف التعاق د كم ا س بقت اإلش ارة الى ذل ك ،وال س يما من أص حاب
إن اللج وء إلى التحكيم ليس ح ديث العه د ب ل إن ه يع ود إلى زمن بعي د في ت اريخ
البش رية والمجتم ع ال دولي ،فق د تم اللج وء إلي ه قب ل اللج وء إلى القض اء ،حيث ع ثر في
الحض ارات القديم ة على آث ار ت دل على لجوء المتن ازعين في تل ك الحقب ة إلى نظ ام مش ابه
لنظــام التحكيـم ،وق د تح دث يوم ا أرس طو عن التحكيم والقض اء ق ائال" :إن القاض ي يحكم
ومن هنا ندرك بأن شأن التحكيم كان محطة اهتمام من لدن كبار الفالسفة القدماء،
ولما جاء اإلسالم أقر التحكيم واعترف به ،حيث جاء في القرآن الكريم موضوع التحكيم
بين الزوجين إذا اختلفا فقال تعالى " :فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها " 2باإلض افة
إلى هذا فقد روي في الحديث الشريف أن رسول اهلل صلى اهلل علي ـ ــه وسلم قال" :إن ق ومي
يحتكم ون إلي ف أحكم بينهم فيرض ون" .فق ال علي ه الص الة والس الم" :م ا أحس ن ه ذا" .ومن
الوق ائع المش هورة في الت اريخ اإلس المي ،التحكيم بين علي ومعاوية ،3فاإلس الم ي دعو إلى
-قضية التحكيم بين علي ومعاوية ،والزعم بأن عمرو بن العاص خدع أبا موسى األشعري ،رضي اهلل عن جميع الصحابة، 3
4
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التصالح بوسائله المختلفة في تسوية ما قد يثور من خالفات بين جماعات المؤمنين وذلك
سعيا وراء تحقيق السالم والعدل بدال من التنـ ـ ــازع والفرقة ،ويتضح ذلك في قوله تعالى ":
َو ِإْن طاِئَفتاِن ِم َن اْلُم ْؤ ِمِنيَن اْقَتَتُلوا َفَأْص ِلُح وا َبْيَنُهما َف ِإْن َبَغْت ِإْح داُهما َع َلى اُأْلْخ رى َفق اِتُلوا
اَّلِتي َتْبِغ ي َح َّتى َتِفي َء ِإلى َأْمِر ِهَّللا َفِإْن فاَء ْت َفَأْص ِلُح وا َبْيَنُهما ِباْلَع ْد ِل َو َأْقِس ُطوا ِإَّن َهَّللا ُيِحُّب
اْلُم ْقِس ِط يَن ِ ،إَّنَم ا اْلُم ْؤ ِم ُنوَن ِإْخ َو ٌة َفَأْص ِلُح وا َبْيَن َأَخ َو ْيُك ْم َو اَّتُقوا َهَّللا َلَعَّلُك ْم ُتْر َح ُم وَن ".4
وهك ذا ف التحكيم باعتب اره أداة لتحقي ق العدال ة ،رهين باتف اق األط راف على ط رح
نزاعهم على من يرتضونه محكما بينهم ،وإ جراءات التحكيم وضوابط الفصل في النزاع،
رهينة بما يرتضيه هؤالء األطراف ،فهو اتفاق بين األطراف على حل أصل النزاع القائم
أو الذي سيقوم من قبل شخص أو أشخاص يتم اختياره أو اختيارهم لهذا الغرض .
خاضت العدالة تجربة طويلة في مضمار قضاء الدولة ،خرجت منها بأسس ثابتة ومبادئ
عامة ال غنى عنها لتحقيق العدالة في أي قانون ،منها ما يتعلق بإجراءات التقاضي كمبدأ
المس اواة بين الخص وم ومب دأ المواجه ة بينهم ومبدأ كفالة حق ال دفاع لهم ،ومنها ما يتعل ق
بالموض وع ،كمب دأ رب ط قي ام االل تزام اإلرادي بت وافر اإلرادة الح رة الواعي ة ،ومب دأ
التع ويض عن الفع ل غ ير المش روع ،ومب دأ التع ويض عن اإلث راء على حس اب الغ ير دون
سبب قانوني.
األس س والمب ادئ بحس بانها ترتب ط بتحقي ق العدال ة في ذاته ا وبص رف النظ ر عن كونه ا
5
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
قض اء خالص ا للدول ة أو تحكيم ا يق وم على إرادة أط راف ال نزاع ،ثم أن التحكيم المعاص ر
يق وم في رح اب دول له ا قض اؤها الم زود بس لطة األم ر وس لطة الرقاب ة على تص رفات
الن اس ،ويتم تنفي ذه في ه ذه ال دول ،وفي ظ ل ه ذه الحقيق ة ك ان من الط بيعي أن يس تعين
التحكيم في أداء وظيفته بسلطة األمر الثابتة للقضاء ،وأن يخضع أداؤه لها لرقابته .
و على ه ذا األس اس ينظ ر إلى التحكيم حالي ا في ال دول النامي ة باعتب اره وس يلة من
ش أنها إفس اح المج ال أم ام التن افس ال دولي الص حي ،فالتمس ك بع رض ال نزاع على القض اء
الوطني الذي يطبق في الغالب قانون بلده ،يؤدي تلقائيا إلى عدم اطمئنان الشركات الك برى
على حقوقها أو مكاسبها األمر الذي يؤثر على خطط التنمية في هذا البلد ،ويبقى القول إن ه
في اس تطاعة ط رفي التعام ل التج اري ال دولي ،باتف اق ص ريح إدخ ال م ا يبرم ه من تع ديل
على بن ود العق ود النموذجي ة أو الش روط العام ة بم ا يالءم الص فقة ال تي يبرمونه ا في ذل ك
أص بح التحكيم ش ئنا أم أبين ا حاج ة أساس ية من احتياج ات المجتم ع الق انوني ال دولي
ال ذي نحي اه ،ومن العس ير تج اوزه في عق د من عق ود التج ارة أو الص ناعة أو االس تثمار أو
المق اوالت أو اإلنش اءات أو الوك االت أو التنمي ة أو ال بيوع ع بر ال دول ،وتأك د التحكيم
كطري ق ط بيعي للفص ل في منازع ات التج ارة الدولي ة ب ل تن بئ الش واهد بانتش ار ش رط
التحكيم بش كل س ريع مط رد في عق ود التج ارة على المس توى الوط ني ومبعث ذل ك،
الضرورات العمليـ ـ ــة وشعور األطراف بما يقدمه لهم التحكيم من مزايا يعجز قضاء الدول ة
عن تحقيقها ،حيث قيل أن ممارسة التحكيم بالطريقة الجيدة بات أس لوبا من أس اليب السيادة
الوطنية.
6
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
هكذا عم االعتراف بشرعية التحكيم كافة أفراد الجماعة الدولية على اختالف نظمها
السياسـ ـ ـ ـ ـــي واالجتم اعي واالقتص ادي ،وعن درج ة س موها االقتص ادي ت ترك ل ه مكان ا
متزاي دا في تحقي ق العدال ة ،وتحي ط مؤسس اته الوطني ة فيه ا بالرعاي ة ،وعلى المس توى
الموضوعي اتسع نطاق القابلية للتحكيم ليشمل مجاالت كانت باألمس القريب بعيدة عنه،
كما هو الحال مثال في المنازعات التي تكون الدولة أو أحد األشخاص العامة طرفا فيها
وفي المنازعات التي يتصل موضوعها بالنظام العام والذي هو محور هذه الرسالة.
االتفاقي ات ،وأنش ئت ل ه الكث ير من المراك ز الدولي ة لتق ديم الخ دمات التحكيمي ة ،كم ا عم ل
وإ ذا كان اللجوء إلى التحكيم ال يثير الكثير من المشاكل القانونية في عقود القانون
الخاص ،فإن األمر على خالف ذلك بالنسبة لعقود القانون العام ،فمن المعروف أن العقود
اإلداري ة تتمت ع بخص ائص ذاتي ة تميزه ا عن غيره ا من العق ود األخ رى ،وتخض ع بص فة
أساس ية ألحك ام الق انون اإلداري ،ويعه د إلى القض اء اإلداري بنظ ر النزاع ات الناش ئة عن
تنفي ذها ،وبالت الي ف إن من ش أن إج ازة التحكيم بص دد ه ذه العق ود أن ي ؤثر بالس لب على
خصائص ها الذاتي ة وخاص ة إذا اس تبعدت أحك ام الق انون اإلداري ،وطبقت بش أنها أحك ام
الق انون الخ اص ،عالوة على االعت داء على االختص اص األص يل للقض اء اإلداري بنظ ر
الفرنس يين ال ذين ع الجوا إش كالية التحكيم في العق ود اإلداري ة العالق ة القائم ة بين التحكيم
7
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وق د جس د الق انون الوض عي مس ألة اللج وء إلى التحكيم وذل ك من ذ نهاي ة الح رب
العالمي ة األولى ،فعلى المس توى ال دولي ،تم إب رام برتك ول ج نيف في 24س بتمبر عــام
1923م ،وبش أن االع تراف بأحك ام المحكمين األجنبي ة وتنفي ذها ،وفي إط ار منظم ة األمم
المتحدة تم إبرام اتفاقية نيويورك في 10يونيو 1958والتي دخلت حيز التنفيذ في -6-7
. 1959
كم ا أولت لجن ة األمم المتح دة للق انون التج اري ال دولي أهمي ة خاص ة للتحكيم،
فوضعت قواعد خاصة به بتاريخ 15ديسمبر سنة 1976بموجب القرار رقم 98للدورة
الحاديـ ـ ـ ــة والثالثين ،كما وضعت القانون النموذجي سنة 1985لكي تسترشد به الدول عن د
إص دارها لتشريعات جديدة ،وتعد تلك خطوة أخرى في سبيل تقنين القواع د الدولية التي
وق د نش أت العدي د من مراك ز التحكيم الدائم ة ذات الط ابع ال دولي وال تي من أهمه ا
محكم ة التحكيم الدائم ة ل دى غرف ة التج ارة الدولي ة بب اريس والجمعي ة األمريكي ة للتحكي ـ ـ ـــم
وعلى المس توى ال داخلي ،تص دت تش ريعات مختل ف ال دول لتنظيم التحكيم وبي ان
قواعده وتيسير أحكامه ،وصدرت العديد من التشريعات الحديثة بشأن التحكيم منها القانون
الدولي ة خروجا على مبدأ الحظر الع ام المف روض على الدولة وسائر األش خاص المعنوية
العامة األخرى ،وفي مصر صدر القانون رقم 27لسنة 1994الذي نسخ جميع القواعد
ال تي ش ملها ق انون المرافع ات بخص وص التحكيم ،كم ا أج از المش رع المص ري بمقتض ى
8
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الق انون رقم 9لس نة 1997التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة ،وبالت الي تم حس م
المنازع ات ،وفي المغ رب يمكن الق ول :إن التحكيم ك ان راس خا في ثقاف ة ج ل القبائ ل ال تي
ك انت تلج ا إلى الع ادات والتقالي د لفض الخالف ات ال تي ق د تنش ب بينهم ،وبع د حص ول
المغ رب على اإلس تقالل ،أص بح التحكيم بص فة عام ة منظم ا بمقتض ى ق انون المس طرة
المدنية لسنة . 1974لكن بعد التطور الذي عرفه المغرب في مختلف المعامالت ،أجاز
خط اب 20غش ت 2009وال ذي أك د في ه على ض رورة تعبئ ة كاف ة الف اعلين إلنج اح
اإلص الح القض ائي ،وذل ك من خالل تط وير الط رق القض ائية البديل ة كالوس اطة والتحكيم
والص لح ،واألخ ذ بالعقوب ات البديل ة ،وإ ع ادة النظ ر في قض اء الق رب ،وفي س لطنة عم ان
حيث تشكل فيها التجربة نموذجا رائدا في التنظيم القضائي ومعالجة أمر التحكيم اإلداري،
فق د ص در المرس وم الس لطاني رقم 90/99في 21نوفم بر س نة 1999بتنظيم الس لطة
القض ائية ،حيث تم إنش اء محكم ة القض اء اإلداري ال تي أني ط به ا النظ ر في المنازع ات
اإلداري ة ،وتتمت ع باالس تقالل والحي اد وبعي دة عن ت أثيرات الس لطة التنفيذي ة ،كم ا تع ززت
مؤسسة التحكيم بقانون التحكيم العماني الصادر بتاريخ 28مايو 1997بموجب المرسوم
الس لطاني رقم ،47/1997وفي 28نوفم بر س نة 2005ص در المرس وم الس لطاني رقم
يتعلق األمر بالقانون رقم 08.05الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.07.169بتاريخ 30نوفمبر ،2007 5
9
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
98/2005بإصدار قانون التوفيق والمصالحة حيث أكد على أن اللجوء إلى لجان التوفيق
وفي دولة اإلمارات العربية المتحدة يمكن القول :أنه قبل إعالن االتحاد بين مختلف
اإلمارات ،تطرق قانون اإلجراءات المدنية لسنة 1970الذي كان معموال به في إمارة أبو
ظبي إلى التحكيم ،وأما بالنسبة لإلمارات الشمالية وهي ( دبي – الشارقة – عجمان – أم
القي وين – رأس الخيم ة – الفج يرة ) فق د ك ان مطبق ا به ا ق انون العق ود لس نة 1971حيث
نصت المادة 13من قانون تنظيم العالقات القضائية بين اإلمارات ،على أن أحكام التحكيم
الص ادرة في إح دى اإلم ارات األعض اء قابل ة للتنفي ذ في س ائر اإلم ارات األعض اء في
االتح اد ،ولم تج ز قي ام المحكم ة بالتص دي ألس اس ال نزاع عن دما يطلب منه ا إعط اء حكم
ومنذ إنشاء غرف التجارة والصناعة في اإلمارات ،كان بعض التجار يلجؤون إليه ا
لح ل نزاع اتهم ،من خالل لج ان تس وية المنازع ات عن طري ق الوس اطة والتحكيم وال تي تم
تشكيلها في تلك الغرف ،وقبل قيام االتحاد تم تقنين التحكيم في ثالث إمارات من إمارات
6
الدولة.
أما المشرع الكويتي فقد أصدر تشريعا خاصا ابتكر فيه نظاما فريدا للتحكيم أطلق
عليه مصطلح "قانون التحكيم القضائي" جمع فيه بين صورة من صور التحكيم االختياري
وفي المنازع ات بين األف راد وص ورة من ص ور التحكيم اإلجب اري في المنازع ات ال تي
-يتعلق األمر بإمارة أبو ظبي ،وإ مارة دبي وإ مارة الشارقة . 6
10
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وفي ظ ل عملي ة االنفت اح االقتص ادي ورغب ة الدول ة في تحقي ق التنمي ة االقتصاديـة
واالجتماعية الشاملة ،اضطرت الدولة وسائر أشخاص القانون العام األخرى إلى التدخل
في إب رام أو اإلش راف والرقاب ة على عق ود ه ذه التنمي ة ،وال تي تعت بر في الغ الب عق ودا
إداري ة ،ويك ون التحكيم ه و الوس يلة المالئم ة أو المفروض ة من قب ل المتعاق د اآلخ ر لفض
فكثير من المستثمرين يميلون عند إبرام العقود مع الدولة أو أحد األشخاص العامة
األخرى إلى اللجوء إلى التحكيم لتسوية أي نزاع ينشأ عن تنفيذ هذه العقود ،وقد تضطر
ال دول أو أش خاص الق انون الع ام ،إلى قب ول التحكيم في العق ود ال تي تتص ل بتنظيم أو س ير
نزاع مع الدولة المتعاقدة ،نظرا لصعوبة قبول الدولة المثول أمام قضاء أجنبي ،أو قبول
تطبيق قانون أجنبي عليها ،أضف الى هذا ،بطء إجراءات التقاضي وعدم تجاوب األنظمة
وعلى الص عيد آخ ر ،حظي موض وع التحكيم باهتم ام ب الغ من ج انب الفق ه وترب ع
على قمة المواضيع التي شغلت أذهان الباحثين ،وجذب أنظارهم ،ولذا كثرت فيه المؤلفات
واألبح اث والن دوات والم ؤتمرات ،كم ا ع نيت ب ه المعاه دات العالمي ة ،فه ذه البح وث
والدراسات التي سوف يقدمها الباحثون بطبيعة الحال سوف تثري كافة الجوانب العلمية
11
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
والعملية على حد س واء للمحكم بالدرجة األولى ،والتي بدورها كذلك سوف تثري البحث
العقود المدنية والتجارية التي تكون الدولة أو أحد األشخاص المعنوية العامة طرفا فيها،
حيث اس تقر الوض ع على ج واز اللج وء إلى التحكيم لفض منازع ات ه ذه العق ود ،إال أن
األمر على خالف ذلك في العقود اإلدارية ،لما له من أثر سلبي على خصائصها الذاتية،
وال تي تميزه ا عن العق ود المدني ة ،وخصوص ا االمتي ازات ال تي تول دها ه ذه العق ود لإلدارة
في مواجه ة المتعاق د معه ا ،إذ ي ترتب على تط بيق أس لوب التحكيم لحس م منازع ات العق ود
لهذا اختلفت االتجاهات في الفقه والقضاء حول مدى جواز اللجوء إلى التحكيم في
منازع ات العق ود اإلداري ة بين مؤي د ومع ارض ،وذل ك في ظ ل وج ود نص وص دستوري ـ ـــة
وقانونية تجعل االختصاص بنظر منازعات هذه العقود معقودا للقضاء اإلداري .
ونظرا ألهمية التحكيم في منازعات العقود اإلدارية ،وكثرة اإلشكاالت التي أثارها،
ف إن التحكيم يحت اج إلى دراس ة متأني ة دقيق ة ،بعي دة عن التوس عات ال تي ق د ت ؤدي إلى ع دم
وأم ام االعتق اد الس ائد ل دى المس تثمر األجن بي ،ب أن الجه از القض ائي في الدول ة ال
يتمتع باستقاللية في مواجهة السلطة السياسية ،فضال عن عدم اإللمام بخصوصيات قواعد
12
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الق انون الوط ني المطب ق بمعرف ة ه ذه األنظم ة ،وك ذا تعق د المس اطر وإ ج راءات التقاض ـ ـــي
وع دم مالءمته ا م ع مس تلزمات المحي ط التج اري ال دولي ،ب ات التحكيم في المنازع ات
اإلداري ة ض رورة ملح ة ،يش ترط المس تثمر األجن بي إدراج ه ض من بن ود العق د ح تى يك ون
مطمئنا في حالة نشوب نزاع مع الدولة المتعاقدة ،نظرا لصعوبة قبول مثول الدولة أمام
وتزداد أهمية البحث في موضوع التحكيم في العقود اإلدارية على وجه الخصوص
في كون هذا األخير ،يسعى إلى تحقيق وتعزيز العدالة التص الحية ،بحيث يمكن ألطراف
ال نزاع أن يجعل وا من العق د طريق ة استش راف المس تقبل والتغلب على الص عوبات ال تي بال
ش ك س وف ت ؤثر س لبا على عالق اتهم المس تقبلية وه و األم ر ال ذي س وف يوص لنا كنتيج ة
إن م ا تطرح ه تح ديات الواق ع اإلداري في بعض ال دول وتطلعاته ا التنموي ة كبل دان
تدعو إلى االستثمار في كافة جوانب التنمية ،يجعل لهذه األطروحة أهمية كبيرة ،فبدورها
سوف تساهم ولو بالشيء اليسير بالتطلع لتنفيذ ما تتوصل إليه من نتائج وتوصيات تصب
في أغ وار ه ذا المج ال ،وإ لى التفك ير بش كل عملي وعلمي ك ذلك ح ول خل ق آلي ات جدي دة
إن من أهم الظ واهر القانوني ة المعاص رة ،ظ اهرة االنفت اح على التحكيم واتس اع آفاق ه،
فعلى المس توى اإلقليمي عم االع تراف بش رعية التحكيم كاف ة أف راد الجماع ة الدولي ة على
اختالف نظمها القانونية واختالف أوضاعها االقتصادية ،وباتت كافة الدول بصرف النظر
13
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
عن نظامها السياسي واالجتماعي وعن درجة نموها االقتصادي تترك له مكانا متزايدا في
تحقيق العدالة ،وتحيط مؤسساته الوطنية فيها بالرعاية ،وعلى المستوى الموضوعي اتسع
نطاق القابلية للتحكيم ليشمل مجاالت كانت باألمس القريب بعيدة عنه ،كما هو الحال مثال
في المنازعات التي تكون الدولة أو أحد األشخاص العامة طرفا فيها وفي المنازعات التي
على مستوى العالم كبديل للنظام القضائي أو كمساعد له ،لذا رأينا من الضروري أن نسهم
في بحث هذا الموض وع وتق ديم أفك ار متعمقة حول ه ،نظرا لما له من أهمي ة قص وى بغية
إب راز ك ل مس تجدات التش ريعات القائم ة ل دى بعض ال دول ،ل ذا ف إن اختي اري لموض وع
التحكيم ودوره في فض منازع ات العق ود اإلداري ة لم ي أت بمحض الص دفة أو االرتج ال،
ولكن تبل ور بع د تفك ير طوي ل وتأم ل عمي ق م ع ال وعي بض رورة معالج ة موض وع يرتب ط
ارتباطا وثيق ا بعلم اإلدارة ،باإلضافة إلى هذا فاختياري لهذا الموضوع كان مرتبطا بعدة
-إن التغييرات التي حدثت في اآلونة األخيرة وتزايد المنازعات اإلدارية كانت هي الدافع
األساسي للبحث ،لمسايرة الدول المتقدمة ،فكان البد من إجراءات الدراسات والبحوث التي
14
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-على الرغم من أن موضوع التحكيم في العقود اإلدارية قد حظي باهتمام كبير من قبل
الفق ه الغ ربي ،بي د أن ه لم يح ظ بنفس الق در من االهتم ام في الفق ه الع ربي إال في الس نوات
-إن التحكيم موض وع الدراس ة يث ير العدي د من المس ائل القانوني ة الج ديرة ب البحث ،من
أهممه ا مس ألة أهلي ة الدول ة واألش خاص العام ة التابع ة له ا في االتف اق على التحكيم وأث ره
على حص انة الدول ة القض ائية والتنفيذي ة ،ه ذا باإلض افة إلى مس ألة الق انون ال ذي يحكم
إجراءات التحكيم وموضوع النزاع الذي تكون الدولة أو أحد األجهزة التابعة لها طرف ا في ه
.
-وجود مؤلفات كثيرة تناولت التحكيم التجاري والتحكيم الدولي بالبحث والدراسة ،بينما
التحكيم في العقود اإلدارية يفتقر لمثل هذه المراجع نظرا لحداثته خاصة في الدول النامية.
-أصبح الوضع السائد هو التردد ما بين تشجيع االستثمارات األجنبية ودفع عجلة التنمية
من ناحي ة ،وبين الحف اظ على كي ان العق د اإلداري واالمتي ازات ال تي يقرره ا للدول ة تج اه
المتعاق د اآلخ ر ،وق د أدى ذل ك إلى احت دام الخالف الفقهي والقض ائي في ه ذا الص دد ...
ح تى أن الفق ه والقض اء ومن بع دها تش ريعات العدي د من ال دول الزالت تختل ف فيم ا بينه ا
ونظ را الحتي اج ال دول النامي ة ومن بينه ا ال دول العربي ة إلب رام العدي د من عق ود
االستثمار والتنمية مع أطراف أجنبية .وفي الغالب األعم يلجأ الطرف األجنبي المتعاقد مع
الدول ة إلى التمس ك ب إدراج ش رط التحكيم في ه ذه العق ود ألس باب متع ددة ت دور في الغ الب
15
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
حول عدم ثقته في حياد قضاء الدولة أمام سلطة الدولة السياسية أو عدم معرفته بالقوانين
وإ زاء كل ما تقدم ،ونظرا ألهمية العقود اإلدارية استقر رأيي على ضرورة معالجة
موض وع دور التحكيم في فض منازع ات العق ود اإلداري ة وف ق دراس ة مقارن ة ،باعتم اد
تجارب عدة ،وذلك إلرضاء فضولنا العلمي في صبر أغوار هذا المجال لما يطرحه من
إذا كان من المسلم به بداهة أن كل عمل أو بحث أو تقرير البد أن يقف في طريقه
صعوبات كثيرة ومتعددة ،فنفس الشيئ بالنسبة لهذه األطروحة ،حيث واجهتنا مجموع ة من
-ن درة المؤلف ات واألبح اث األجنبي ة ،عالوة على غي اب المص ادر باللغ ة العربي ة وال تي
تتن اول بالدراس ة التنظيم الق انوني للتحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة من خالل وجه ة
-قل ة األحك ام القض ائية ذات الص لة بالموض وع لالس تئناس به ا ،نظ را لحداث ة القض اء
اإلداري في دول ة اإلم ارات ،ومحدودي ة المنازع ات المتعلق ة ب العقود اإلداري ة المطروح ة
أم ام المح اكم ،أو ام ام التحكيم أو تل ك المعروض ة ام ام التس وية الودي ة ،ك ل ه ذا ش كل
ص عوبة بالغ ة في االس تعانة بالكـم والن وع المطل وب من تل ك األحك ام ،مم ا جعلن ا نعتم د
بص فة أساس ية على القض اء والفق ه اإلداريين لبعض ال دول ال تي له ا ب اع طوي ل في ه ذا
المج ال .كم ا تم توزي ع ال وقت وتنظيمـ ـــه ،واالس تعانة بمن لدي ه اس تعداد على اإلعان ة
16
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
والمساعدة خاصة أهل الخبرة والعلم ،ومن سبقني في مجال إعداد البحوث والدراسات ،ثم
االستنارة برأي أستاذي المشرف وتوجيهـــه وإ رشاده لي إلى الطريق الصحيح إلنجاز هذا
البحث ،وهكذا بحمد اهلل وتوفيقه وبالجهود المخلصة والعزيمة واإلرادة ،تمكنا من الوصول
إلى هذا العمل الذي الشك أنه سوف يكون نواة خير لجهود طيبة قادمة من ب احثين آخرين
.
يكتس ي التحكيم كوس يلة لفض منازع ات العق ود اإلداري ة أهمي ة ك برى في ال وقت
ال راهن ،ويع د إح دى انش غاالت الس لطات العام ة للدول ة والب احثين والدارس ين والمس ؤولين
على الجهاز القضائي للدولة ،وخيارا استراتيجيا لتحقيق العدالة التصالحية وتحديث الجهاز
القضائي للدول .إن ما تشكله هذه النقلة النوعية لموضوع التحكيم ،فإنه وبصفة عامة قد
واجه بعض التحفظات خاصة في مجال االستثمارات األجنبية وعلى وجه الخصوص في
الدول النامية.
أم ا فيم ا تعل ق بنط اق العق ود اإلداري ة فق د واج ه التحكيم فيه ا موقف ا متص لبا من
القض اء اإلداري ،حيث إن ه لم يتس امح ح ول ن زع اختصاص ه ب النظر في منازع ات العق ود
اإلدارية ،معلال ذلك بأن التحكيم في العقود اإلدارية ال يكفل لها خصائصها الذاتية وطابعها
المميز الذي تميزت به عن العقود المدنية ،ذلك أن طبيعة مجال العقود اإلدارية تستهدف
النفع العام والمصلحة العامة ،وهو بخالف ما عليه الحال في العقود المدنية ،وكذلك الحال
في شأن مبدأ إعمال سلطان اإلرادة بين العقود المدنية واإلدارية.
17
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إب رام العق ود اإلداري ة تحكم ه قواع د أخ رى ،فأش خاص الق انون الع ام ال تتمت ع بالحري ة
المطلق ة في إب رام تعاق داتها ،حيث أنه ا ال تمل ك الحري ة المطلق ة في اختي ار من ت رغب في
التعاق د مع ه حيث بين له ا ق انون المناقص ات طرق ا للتعاق د ،األم ر ال ذي ي ترتب في حال ة
إق رار اللج وء إلى التحكيم في العق ود اإلداري ة إحاط ة ه ذه العق ود بالعدي د من التحفظ ات
والضوابط ،وثمة مظهر آخر يظهر خصوصيـ ـــة وذاتية العقد اإلداري ،وذلك حين تنفيذه،
فاإلدارة في العقد اإلداري تتمتع بامتـ ـ ـ ـــيازات وسلطات في مواجهة المتعاقد معها حيث ال
مجال إلعمال مبدأ المساواة بين طرفي العقد اإلداري بالقدر المعروف في العقود المدنية،
ويرجع ذلك إلى الوضع المتميز الذي يحويه العقد اإلداري من شروط غير مألوفة تعكس
مظاهر السلطة العامة فيه ،في حين أن التحكيم على خالف القضاء اإلداري ال يعتد بأوجه
ولما كانت اإلدارة قد أعطيت لها في شأن العقود اإلدارية سلطات واس عة وكثـ ـ ـــيرة،
ولكي ال يحجم األف راد والجه ات عن التعاق د معه ا لم ا ق د يتعرض ون ل ه من زي ادة في
األعب اء المالي ة في ض وء تل ك الس لطات الكب يرة والخط يرة ،ف إن القض اء اإلداري في كث ير
من ال دول ق د أوج د توازن ا مالي ا للعق د اإلداري ،يتمث ل في ض رورة النظ ر إلى ه ذا العق د
كأس اس ث ابت نس بيا من حيث تحدي د الحق وق المالي ة للمتعاق د ،ف إذا أدى ت دخل اإلدارة إلى
اإلخالل الجس يم به ذه الحق وق المالي ة كم ا ح ددت وقت التعاق د وجب إع ادة الت وازن الم الي
للعق د إلى م ا كــان علي ه ،وق د ظه رت تحقيق ا له ذه الغاي ة نظري ة لقيت في التط بيق العملي
رواجا كبيرا ألنها عملت على حماية المتعاقد مع اإلدارة من المخاطر اإلدارية التي تنجم
18
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
عن تص ـــرفات اإلدارة ،أال وهي نظري ة عم ل األم ير ال تي تع ني ل دى الفق ه والقض اء "ك ل
تصرف أو إجراء يصدر من السلطات العامة في الدولة ويؤدي إلى زيادة أعباء المتعاقد
مع اإلدارة في تنفيذ التزاماته التعاقدية " ،وهذا التصرف أو اإلجراء قد يصدر من الجهة
اإلداري ة المتعاق دة نفس ها ،أو من أي ة جه ة أو س لطة عام ة أخ رى في الدول ة ،كم ا أن ه ذا
التص رف أو اإلج راء ق د يق ع على العق د اإلداري مباش رة ،ك أن تق وم اإلدارة بتع ديل بعض
ش روطه األساس ية لمصلحتهـــا ،وق د ي ؤثر على التزام ات المتعاق د بطري ق غ ير مباش ر،
كإجراء تعديالت على بعض التشريعات في الدولة بحيث تزداد أعباء المتعاقد نتيجة تطبيق
هذه التشريعات المعدلة الجديدة ،وقد جرى القضاء اإلداري في مثل هذه الحاالت وفي عدد
من ال دول على الحكم بتع ويض المتعاق د م ع اإلدارة تعويض ا ك امال يحق ق الت وازن الم الي
للعقد اإلداري في ضوء األعمال الصادرة عن اإلدارة نفسها والتي تخل بهذا التوازن .
العامة للقيام بهذه الوظيفة ،إال أن ذلك ال يمنع الدولة من الخروج على هذا األصل ،ذلك
بأن تمنع قضاء ما من نظر منازعات معينة أو أن تجيز لألفراد أو الهيئات القيام بمهمة
ويمث ل التحكيم الص ورة األساس ية له ذا الخ روج على اختص اص القض اء إذ تمنح
غالبي ة ال دول للمحكم أو المحكمين وهم في األص ل ليس لهم س لطة القض اء ،س لطة الفص ل
في االتف اق فيم ا بينهم على تج نيب دور قض اء الدول ة في منازع اتهم وإ خض اعها لقض اة
19
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يختارونهم بأنفسهم ويرضون طوعا بأن يفرض عليهم ما يصدره أولئك القضاة من أحك ام،
وتلزم الناس بالتقاضي أمامـه وتنفذ األحكام التي تصدر عنه ،بينما في التحكيم فالخصوم
هم ال ذين يخت ارون القضــاة ويلزم ون أنفس هم بتنفي ذ م ا حكم ب ه المحكم ب وازع من ض ميره
تحت ت أثير الضغــوط والعالق ات االجتماعي ة ألط راف ال نزاع ،و له ذا يعت بر التحكيم في
والتحكيم باعتباره نظاما خاصا للتقاضي ال يكفي إرادة األطراف وحدها ليقضى به،
بل يجب أن ينص عليه القانون ويقضي بجوازه وقابلية أحك ام التحكيم للتنفيذ ،وعلى ذلك
فالتحكيم يرتكز على أساسين هما إرادة الخصوم وإ قرار الدولة لهذه اإلرادة.
واتفاق الشخص على التحكيم ال يبعده عن حماية القانون ،وال عن حقه في االلتجاء
إلى القضاء فاللجوء إلى القضاء هو من الحقوق التي تتعلق بالنظام العام في ك ـ ـ ـــل الدول،
ولكن وكما سبق القول باالتفاق على التحكيم يمنح المحكم سلطة الحكم في النزاع بدال من
المحكم ة المختص ة أص ال بنظ ر ال نزاع ،ف إرادة األط راف في اتف اق التحكيم تقتص ر على
مجرد إحالل المحكم محل المحكمة المختصة بنظر النزاع بحيث إذا لم ينفذ اتفاق التحكيــم
ألي س بب ،ع ادت س لطة الحكم إلى المحكم ة وعلى ذل ك يق وم المحكم بإجب ار الخص م على
الرض وخ لمحاكمت ه والحكم في ال نزاع ،وإ ال ع ادت الس لطة القض ائية إلى ممارس ة عمله ا،
إذن ف التحكيم ه و تقني ة لفض نزاع ات العق ود اإلداري ة في جمي ع ال دول س واء المتقدم ة أو
السائرة في طريق النمو ،ودولة اإلمارات العربية المتحدة لجأت إلى التحكيم كباقي الـــدول
وعليه فإن اإلشكالية المركزية للبحث تكمن في الجواب على التساؤل الرئيسي التالي :
20
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اإلش كالية س يتم تحدي د ماهي ة وم دلوالت التحكيم اإلداري ومعي ار تمي يزه عن غ يره من
األنظمة المشابهة ،وكذا تطور األساس الفقهي والقضائي في بعض الدول كنماذج للمقارنة،
ومن جه ة ينص ب البحث ك ذلك على معالج ة أش كال التحكيم في بعض المنازع ات
اإلداري ـ ـ ـ ـ ـــة والمع ايير المعتم دة لقابلي ة أي منازع ة إداري ة للتحكيم ،وأخ يرا يتن اول البحث
مختل ف مظ اهر التحكيم في المنازع ات اإلداري ة على ض وء نظري ات الق انون الع ام ،وذل ك
من خالل مب دأ س يادة الدول ة ،ونظري ات الق انون اإلداري ،وك ذا آف اق تط ور التحكيم في
مجال فض منازعات العقود اإلدارية.
لعلنا نستطيع معالجة كل هذا من خالل تناولنا للجوانب المتعددة المتعلقة بموضوع
التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة وذل ك ع بر ه ذه الدراس ة ال تي نض عها بك ل الحيـ ـ ـ ـــاد
والتواض ع العلمي بين ي دي الق ارئ الفاض ل وال تي اخترن ا له ا للتحلي ل من اهج ومقارب ات
علمية.
ونظ را لت داخل ج وانب الموض وع بت داخل الحق ول المعرفي ة ال تي ينتمي إليهـ ـ ـ ـ ـــا،
(القانون اإلداري – علم اإلدارة – القضاء اإلداري) ونظرا ألنه ليس هناك منهج تفضيلي
وأولوي ،ووجود عدة مناهج بمقدورها دراسة نفس الظاهرة ،فإن طبيعة الموضوع تدعو
إلى استعمال أكثر من منهج .لكن من أجل الدقة والتحكم في الموضوع وفي كل جوانبه
اعتمدنا :
21
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المنهج المقارن الذي يكون إما على المستوى الكيفي أو الكمي لنقارن بين األنظمة
السائدة في بعض الدول ،وما ورد في االتفاقيات الدولية وأحكام القضاء والتحكيم المختلف ة،
وما قدم من دراسات عامة ومتخصصة.
باإلض افة إلى ه ذا المنهج س يتم االس تعانة بمجموع ة من المقارب ات والمتمثل ة ف ـــي
اآلتي:
المقاربة التاريخية :ال تي تس اعدنا على فهم أص ول بني ان التحكيم والعق ود اإلداري ة
التي تلجأ إليها الدولة لتحقيق المصلحة العامة ،وكذلك إلبراز التطور الذي عرفه التحكيـــم
واتساع نشاط الدولة المستمر في مجال العقود اإلدارية ،وكل ذلك كان ألجل الوقوف على
مدى مواكبة النص وتفاعله ومالءمته للتطورات التي يعرفها المحيط السوسيو اقتصـــادي
واإلداري ،وخصوص ا إذا ك انت العق ود تمث ل األداة المحوري ة لالس تجابة لحاجي ات
المواط نين األساس ية والملح ة وم دى أهمي ة التحكيم ومس اهمته في فض منازع ات العق ود
اإلدارية .
المقارب ة القانوني ة :حيث نعتم د فيه ا على ق راءة النص وص القانوني ة المنظم ة
للتحكيم لتحلي ل بني ة ه ذه النص وص ،ه ذه المقارب ة تتم يز ببس اطتها وس هولتها ،وم ا يميزه ا
كذلك توفر الوثائق القانونية مما يجعل من السهل العثور عليها وتحليلها .
اإلجته ادات القض ائية :نعتم د فيه ا على م ا قررت ه المح اكم من أحك ام قض ائية
وخاصة تلك المتعلقة بالعقود اإلدارية المحددة بنص القانون ،على اعتبار أن لهذه األحكام
قيمة عملية تجعل الموضوع ذي طبيعة تقريرية وقيمة علمية تثري البحث وتجعله واقعيا .
22
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تبعا لإلشكالية الرئيسية وما تفرع عنها من تساؤالت فإن محور هذه الدراسة ينقسم
إلى قسمين سعيا منهم ا لتسهيل الق ارئ والب احث والمستقص ي تتبع موض وعات البحث في
يحت ل التحكيم في ال وقت ال راهن مكان ا ب ارزا س واء على المس توى ال داخلي أو على
المستوى الدولي ،فالمطلع على واقع التعامل االقتصادي خاصة على الصعيد الدولي يجد
أن األف راد يتجه ون أك ثر ف أكثر وهم بص دد ح ل من ازعتهم إلى التحكيم لم ا يتم يز ب ه من
و إذا كان اللجوء إلى التحكيم ال يثير الكثير من المشاكل في عقود القانون الخ اص،
فإن األمر على خالف ذلك بالنسبة لعقود القانون العام نظرا لتمتع هذه العقود بخصائص
23
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ذاتي ة تميزه ا عن غيره ا من العق ود األخ رى ويعه د بص فة أساس ية إلى القض اء اإلداري
الواقع أن التحكيم كوسيلة لتسوية المنازعات يحقق إلى جانب القضاء الرسمي في
الدولة مزايا عديدة للخصوم ،بالرغم من تعرضه للنقد من جانب فريق من الفقهاء ،حيث
لم يع د خافي ا على رج ال الق انون وك ذا المتع املين في مج ال العق ود اإلداري ة إدراك أهمي ة
التحكيم كقض اء واقعي وكوس يلة هام ة لفض المنازع ات الداخلي ة والدولي ة على ح د س واء،
وقد زاد اللجوء إليه في اآلونة األخيــرة نتيجة ازدياد عالقات األشخاص الخاصة من أفراد
وشركات وتخطيها حدود الدول بشكل ملحوظ ،بحيث أنه ال يكاد يخلو عقد من العقود ال تي
و بالنظر إلى أهمية التحكيم ودوره في العالقات الخاصة الدولية ،فقد أنشأت الدول
كم ا س بقت اإلش ارة الى ذل ك جه ات ومراك ز للتحكيم المؤسس ي متخصص ة في المنازع ات
المختلفة يتم اللجوء إليها عند االتفاق بين أطراف العقد أو أطراف المنازعة على عرض
المنازع ات ال تي تنش أ بينه ا على ه ذا المرك ز أو ذاك ومن تم يك ون األس اس الق انوني في
اختصاص هذا األخير بنظر النزاع ،وسلب االختصاص األصلي للقضاء الوطني به هو "
اتفاق التحكيم " الذي أبرموه بينهم ،كما أصدرت الدول قوانين تنظم التحكيم الدولي ووقعت
و الج دير بال ذكر أن التحكيم ال يختل ف عن القض اء إال في ك ون الدول ة هي ال تي
تعين القاض ي وتل زم األف راد بالتقاض ي أمام ه وتنف ذ األحك ام ال تي تص در عن ه .بينم ا في
-جابر جاد نصار – العقود اإلدارية -الطبعة الثانية دار النهضة العربية ،القاهرة مصر ،2005ص .47 7
24
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التحكيم فالخص وم هم ال ذين يخت ارون القض اة ويلزم ون أنفس هم بتنفي ذ م ا حكم ب ه المحكم
بوازع من ضميره ،ولهذا يعتبر التحكيم في عصرنا الحالي بمثابة قضاء خاص للتقاضي،
ولهذا اإلعتار ،فال تكفي إرادة األطراف وحدها العتماده ،بل يجب أن ينص عليه القانون
إن التحكيم اس تطاع أن يلم مج االت متع ددة إلى دائ رة منازعت ه ،ب ل أك ثر من ه ذا،
أصبح يشكل الفضاء العادي في تسوية نزاعات تتعلق بالعقود اإلدارية ،خاصة في نادي
ال دول الك برى ال تي له ا تجرب ة رائ دة في التحكيم في مختل ف المج االت كانجلـ ـ ـــترا وفرنس ا
وأمريكا ،وفي اإلمارات برزت أهمية وضرورة تقنين المنازعات المتعلقة بالعقود اإلدارية
بواسطة آلية التحكيم من خالل المكانة التعليمية والدولية التي أصبحت تحتلها اإلمارات في
مجال خدمات األعمال وجلب االستثمار ورؤوس األموال فضال عن كثرة العقود اإلدارية
وما ترتب عنها من تشابك العالقات التعاقدية ونشوء نزاعات معقدة تتطلب حلوال سريعة
وفعالة من لدن أجهزة يصعب على القضاء الرسمي الوطني حلها .
و لق د انتش ر األخ ذ بنظ ام التحكيم وك ثر االلتج اء إلي ه كوس يلة لتس وية المنازع ات
الناشئة عن المعامالت التجارية بصفة عامة والمعامالت على المستويين ال داخلي وال دولي،
وبصفة خاصة تلك الناشئة عن العقود ،وكان من أوائل هذه العقود وأهمها العقود اإلدارية،
حيث يدل استقراء العديد من هذه األخيرة خصوصا في منطقة الخليج على اتجاه عام يكاد
يغ دو ظ اهرة مش تركة ه و األخ ذ بنظ ام التحكيم كوس يلة لتس وية المنازع ات ال تي يمكن أن
تنش أ عنه ا بين األط راف ،حيث وج دت اإلدارة أن المتعاق د معه ا لدي ه الرغب ة الملح ة في
اللج وء للتحكيم ،وذل ك إلنه اء ال نزاع الناش ئ عن العالق ة العقدي ة ب دال من اللج وء إلى
القض اء ،لم ا تتمت ع ب ه أحكام ه من تم يز من حيث عنص ر الس رعة والس رية باإلض افة إلى
-جابر جاد نصار – العقود اإلدارية ،المرجع السابق ص .48 8
25
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اإللزامية العتباره الوسيلة األولى والفعالة لمواكبة التطور السريع في تدفق المعامالت في
البالد وما ينتج عنها من منازعات تعرقل االستثمار ،كما يتيح للخصوم اختيار المحكمين
ممن تتوافر لديهم الخبرة الفنـ ـ ـ ـ ــية والمهنية ،حيث أن القضاء يستعين في أحيان كثيرة بأهل
الخبرة فيما يخص التجارة الفنية ،ولذلك كان التحكيم يتفادى بذلك طول اإلجراءات ويؤدي
فهذه األهمية الخاصة للتحكيم أدت إلى إثارة النقاش والجدل الفقهي والقضائي حول
حق جهة اإلدارة في اللجوء إلى التحكيم كوسيلة بديلة إلنهاء النزاع في عقودها اإلدارية،
كل هذا أوجب علينا أن نتعرض إلى اإلطار النظري الع ام للتحكيم ( الفصل األول ) كما
26
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
حيث تض طر الدول ة أو أح د أش خاص الق انون الع ام األخ رى إلى الت دخل في إب رام عق ود
ومن المتوق ع أن تث ور خالف ات ومنازع ات بش أنها ،ويع د التحكيم الوس يلة المالئم ة
لفض ه ذه المنازع ات ،فالدول ة وأش خاص الق انون الع ام األخ رى يص عب قب ول خض وعهم
لقضاء دولة أجنبية ،لما في ذلك من مساس بسيادة الدولة ،وذلك على عكس التحكيم حيث
ورغم مزاي ا التحكيم ،ف األمور ليس ت س هلة دائم ا ،حيث العق د اإلداري ولي د إرادة
الجهة اإلدارية والمتعاقد معها ،ال تخضع فيه إال للقانون واعتبارات الصالح العام ،فالدولة
لها الحق في أن تضمن العقد ما تراه من شروط في نطاق الصالحيات المخولة لها بنص
الق انون ال ذي تس تمد من ه س لطاتها وص الحيتها ،ل ذا ب ات من الض روري االع تراف للدولــة
وهك ذا يمكن الق ول أن أهم الظ واهر القانوني ة المعاص رة ،ظ اهرة االنفت اح على
التحكيم واتس اع آفاقه ،فعلى المس توى اإلقليمي ،عم االعتراف بش رعية التحكيم كافة أفراد
الجماعة الدولية على اختالف نظمها القانونية واختالف أوضاعها االقتص ادية ،وب اتت كافة
دول الع الم بص رف النظ ر على نظامه ا السياس ي واالجتم اعي وعن درج ة نموه ا
االقتصادي تترك له مكانا متزايدا في تحقيق العدالة وتحيط مؤسساته الوطنيـــة بالرعاية،
-أنس جعفر – العقود اإلدارية – دار النهضة العربية ،القاهرة 2007ص .97-96 9
27
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وعلى المس توى الموض وعي اتس ع نط اق القابلي ة للتحكيم ليش مل مج االت ك انت ب األمس
القريب بعيدة عنه ،كما هو الحال مثال في المنازعات التي تكون الدولة أو أحد األشخاص
العامة طرفا فيها وفي المنازعات التي ينص موضوعها بالنظام العام.
وال ش ك أن انتش ار التحكيم واتس اع مجال ه على ه ذا النح و يش كل مج اال نوعي ا في
تطور وظائف الدولة بمفهومها التاريخي ،وقد عرفت المجتمعات القديمة التحكيم واتخذت
من ه أداة لحس م المنازع ات بين أفراده ا ،على أس اس األع راف والتقالي د الس ائدة فيه ا،
فالتحكيم يتميز بتغليب سلطان اإلرادة ،حيث يستطيع األطراف االتفاق على اختيار المحكم
من بين األش خاص األك ثر ق درة وكف اءة على ح ل ه ذه المنازع ات وذل ك بحس ب نوعيته ا،
ك ذلك ف إن لألط راف أن يتفق وا على اختي ار إج راءات تالءم ظ روف المع امالت الخاص ة
بهم ،كما يستطيع اختيار القانون الذي يرغبون في تطبيقه على نزاعهم ،فض ال عن إمكاني ة
تخويل هيئة التحكيم الفصل في النزاع دون التقيد بقواعد قانونية محددة .ومن هنا أصبح
التحكيم في اآلون ة األخ يرة ه و الوس يلة المفض لة والمعت ادة ال تي يلج أ إليه ا األط راف لح ل
المنازعات التي تحدث بينهم ،خاصة تلك التي تحدث في إطار العالقات الناتجة عن العق ود
اإلدارية.10
ومن أج ل اإللم ام ب التحكيم ومبررات ه وبأنواع ه وطبيعت ه وتم يزه عن ب اقي الط رق
األخ رى المتعلق ة بتس وية المنازع ات ارتأين ا أن نقس م ه ذا الفص ل إلى مبح ثين نتن اول في
األول اإلط ار المف اهيمي والت اريخي للتحكيم ،أم ا الث اني فسنخصص ه للتحكيم تميـ ـ ـ ـــيزه
وشروطه .
-أنس جعفر – العقود اإلدارية – دار النهضة العربية ،القاهرة 2007ص .97 10
28
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
29
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إذا كان الفقه يرى أن التحكيم في أوله اتفاق وفي وسطه إجراء وفي آخره حكم ،إال
أنه في الواقع هو نظام قانوني إجرائي يرمي إلى تحقيق حماية قضائية للحقوق والمراكز
القانوني ة المتن ازع حوله ا ،وذل ك بتط بيق قواع د الق انون والعدال ة بواس طة ش خص وه و
المحكم وتل ك وظيف ة قض ائية بالدرج ة األولى تتط ابق إلى ح د كب ير م ع وظيف ة القاضـ ـ ـــي،
وبالت الي فطبيع ة ه ذا النظ ام ش كلت س ببا دف ع المتع املين في مج ال التج ارة الدولي ة بص فة
عام ة وفي مج ال منازع ات العق ود اإلداري ة بص فة خاص ة الختي ار قض اء التحكيم لتس وية
منازعاتهم بالنظر ألهمية ومزاياه مما جعله يفرض نفسه على المنازعات اإلدارية بحيث
أص بح الوس يلة المحتم ة لفض ه ذه المنازع ات ،وذل ك بع د أن عج زت الس لطات القض ائية
اإلدارية ،فقد أصبح من الضروري والمنطقي تحقيقا للعدل واالستقرار التشجيع على آلية
اللج وء للتحكيم خصوص ا في مج ال العق ود اإلداري ة ،ب ل وتهيئ ة المن اخ الق انوني المالءم
إلنجاحه سواء تعلق األمر بإطاره القانوني أو المؤسساتي واعتماد التحكيم سواء من قبل
األشخاص الخاصة أو أشخاص القانون العام كأداة لتسوية منازعاتهم الغاية منه هو سحب
النزاعات من اختصاص محاكم الدولة نتيجة عدم اإللمام التام والجيد بالتقنيات التي تتطلب
-راجع في الموضوع :أحمد عبد الكريم سالمة ،التحكيم في المعامالت المالية الداخلية والدولية المدنية والتجارية 11
واإلدارية والجمركي ـ ــة والضريبية ،دراسة مقارنة الطبعة األولى دار النهضة العربية 2006ص . 45
30
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
خ برة وكف اءة خصوص ا في مج ال المنازع ات اإلداري ة ،ك ل ه ذا يقودن ا إلى التط رق إلى
مفهوم التحكي ـ ـ ــم ومبرراته وتطوره التاريخي وأنواعه وذلك في المطالب التالية :
التحكيم يقوم على فلسفة تناسب الطابع العملي لالستثمار ألن القضاء العادي قضاء
جامد مكبل بنصوص القانون يلتزم باحترامها ويمتنع عليه مخالفتها وإ ن اقتضت ظروف
ال دعوى ذل ك ،بينم ا يمت از قض اء التحكيم ب التحرر ال ذي يتمث ل في ج واز إفس اح الحري ة
للمحكم للتقدير والفصل في النزاع بما يحقق مصلحة الخصوم ولو اقتضى األمر الخروج
عن منط ق النص وص وق د قي ل بح ق أن القض اء الع ادي يبحث عن العدال ة لص الح الق انون
و إذا كان قضاء الدولة والتحكيم يتفقان في هدف واحد ،وهو الفصل في المنازعات
بح ل ع ادل ومل زم ف إن التحكيم يس تهدف أيض ا بج انب ذل ك ،الحف اظ على اس تمرار العالق ة
بين الخص وم ،ف يراد ب ه الوص ول إلى ح ل لل نزاع م ع تحقي ق مص الحة بينهم .ل ذا اهتمت
التشريعات الحديثة بالتحكيم باعتباره وسيلة فعالة لحل المنازعات ،وقد جاء هذا التطور
التشريعي كثمرة للجهود الفقهية التي بذلت في هذا النطاق ،سواء على النطاق الداخلي أو
النطاق الدولي ،وكنتيجة لتطور القضاء الذي استقر على بعض المبادئ مما دفع المشرع
إلى نقلها من نطاق التجريب إلى نطاق التجريء .وأسهمت المؤتمرات الدولية الكثيرة التي
انعقدت في هذا المجال في حل مشاكل التحكيم التي أثرت على العالم فاعليته في الماضـي
-الدكتور محسن شفيق – التحكيم التجاري الدولي – دراسة في قانون التجارة الدولية ،دراسة لطلبة دبلوم الدراسات 12
31
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وشجعت المشرع في القانون المقارن إلى تعديل التشريعات التي كانت قائمة أو استحداث
ونظ را ألهمي ة التحكيم كوس يلة لفض المنازع ات بطريق ة ودي ة ورض ائية فإنن ا
التحكيم هو اتفاق على طرح نزاع على شخص معين أو أشخاص معينين ليفصلوا
و من تم فهو عملية قانونية مركبة تقوم على اتفاق أطراف نزاع معين على ع رض
خالفهم على محكم أو أكثر للفصل فيه في ضوء قواعد القانون ومبادئه العامة التي تحكم
ب إجراءات التقاض ي أو على ض وء قواع د العدال ة وفق ا لم ا ينص علي ه االتف اق ،م ع تعه د
أطراف النزاع بقبول الحكم الذي يصدر عن محكمين ،والذي يحوز حجية األمر المقضـــى
به ويصدر بتنفيذه أمر من السلطة القضائية في الدولة التي يراد تنفيذه بها.14
ويعرف ج انب من الفق ه التحكيم بأنه "أس لوب لفض المنازع ات مل زم ألطرافـ ـ ـ ـــه،
ويتوقف على اختيار الخصوم لتلك المهمة أفرادا عاديين للفصل بينهم فيما يثور أو يمكن
-المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 886لسنة 30ق جلسة . 1994.1.18 13
-الدكتور يسرى محمد العصار ..التحكيم في المنازعات اإلدارية العقدية وغير العقدية دار النهضة العربية سنة 14
2002ص . 14
-جابر جاد نصار – التحكيم في العقود اإلدارية دراسة مقارنة – دار النهضة العربية 1974ص . 19 15
32
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و عرفه كذلك آخرون بأنه " اتفاق بين أطراف النزاع لعرضه على محكم أو أكثر
حسب االتفاق فيما بينهم للفصل فيه بحكم ملزم ألطرافه على أن يقر المشرع هذا االتفاق
استثنائ ـــي وخ اص لفض المنازع ات بين األف راد من قب ل الغ ير ،ولكن منهم من اش ترط
إقرار المشرع لمثل هذا االتفاق ،ومنهم من رأى ضرورة أن يتم ذلك تحت إشراف ورقابة
القضاء .
و نحن نؤيد الجمع بينهما على أن يتم إقرار المشرع لمثل هذا االتفاق شرطا كان
أم مشارطة ،وذلك ليكتسب صفة الشرعية ،وكذلك ضرورة توافر الدور الرقابي للقضاء
على أحكام المحكمين ،منعا ألية تجاوزات يمكن أن تحدث من قبل المحكمين. 16
و في ضوء ما تقدم يمكن أن نعرف التحكيم بأنه " نظام متفق عليه من قبل أط راف
ال نزاع ،وذل ك لفض منازع اتهم القائم ة أو المتوقع ة عن طري ق آخ رين ،ويس مح لهم
و بما أن الغير يقوم بممارسة االختصاص القضائي فمن باب أولى أن يكون هناك
ن وع من اإلش راف والرقاب ة على أحك ام المحكمين من قب ل القض اء لض مان حق وق األف راد
-أحمد عبد الكريم سالمة ،التحكيم في المعامالت المالية الداخلية والدولية المدنية والتجارية واإلدارية والجمركيـ ـــة 16
33
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ألن ه ح ق ق د كفل ه لهم الدس تور ،وأن التحكيم في حقيقت ه س لب الختص اص قض ائي أج ازه
أم ا ق انون المع امالت المدني ة اإلم اراتي فق د أج از للمتعاق دين بص فة خاص ة اللج وء
للتحكيم على أن يضمن ذلك في العقد األساسي أو باتفاق الحق كما أجاز التحكيم بشروط
بين التحكيم الذي يتم عن طريق المحكمة والتحكيم الذي يتم خارج المحكمة ،لكنه لم يرتب
على ذلك نتائج سوى بالنسبة اليداع الحكم بكتابة المحكمة أو عدم ايداعه كما لم يفرق بين
التحكيم الداخلي والتحكيم الدولي ...لكنه حقق خطوات هامة تمثلت في أنه لم يشترط في
المحكم ال دين وال جنس ،وأج از االتف اق التحكيمي ص راحة ،كم ا تم يز أيض ا بتفويض ه
للمحكمين ب أن يحلف وا اليمين قب ل أداء ش هادتهم ويعت بر أن ك ل من أدى ش هادة كاذب ة أم ام
المحكمين مرتكب ا لجريم ة ش هادة ال زور ،وق د أعطى المش رع اإلم اراتي ب ذلك للبيئ ة
الشخص ية دورا هام ا في التحكيم كونه ا ك انت الوس يلة األساس ية المعتم دة في التش ريع
اإلس المي نظ را لع دم انتش ار الكتاب ة كوس يلة في اإلثب ات ورغم إش ارة الق رآن الك ريم
ألهميته ا كم ا في قول ه تعالـ ـــى " :ي ا أيه ا ال ذين آمن وا إذا ت داينتم ب دين إلى أج ل مس مى
فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعـــدل وال يأب ك اتب أن يكتب كم ا علم ه اهلل فليكتب وليمل ل
الذي عليه الحق وليتق اهلل ربه وال يبخس منه شيئا ."18
34
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
لكن ه م ع ذل ك أبقى للمح اكم الرقاب ة القض ائية اإلجرائي ة على الحكم التحكيمي وال تي
تتمثل في التصديق على هذا الحكم لمنحه صيغة التنفيذ أو القضاء ببطالنه. 19
إلى ج انب ه ذا كل ه ق د ع رفت الجمعي ة العمومي ة لقس مى الفت وى والتش ريع بمجلس
الدول ة المص ري التحكيم بأن ه " :االتف اق على ع رض ال نزاع أم ام محكم أو أك ثر ليفص لوا
و في تعريف المحكمة الدستورية العليا للتحكيم ذهبت إلى أن التحكيم هو " :عرض
ل نزاع معين بين ط رفين على محكم من األغي ار يعين باختيارهم ا أو بتف ويض منهم ا على
الممالة مج ردا من التحام ل وقاطع ا ل دابر الخص ومة في جوانبه ا ال تي أح ال الطرف ان إلي ه
بعد أن يدلي كل منهما بوجهة نظره تفصيال من خالل ضمانات التقاضي الرئيسية .
وفي إسباغ الطبيعة القضائية على التحكيم ذهبت هذه المحكمة إلى أنه " وسيلة فنية
له ا طبيع ة قض ائية ،غايته ا الفص ل في ن زاع مح دد ،مبن اه عالقة مح ل اهتم ام من طرفه ا،
وركيزت ه اتف اق خ اص ،يس تمد المحكم ون من ه س لطاتهم وال يتول ون مه امهم بالت الي بإس ناد
من الدولة.21
والتحكيم اصطالح عام يقترن به مسميات فرعية تختلف بحسب المنازعة التي ي راد
حس مها ،ف إذا ك انت المنازع ة تجاري ة س مي ب التحكيم التج اري وإ ذا ك انت المنازع ة مدني ة
أطلق عليه تحكيما مدنيا ،وإ ذا كانت المنازعة إدارية سمي التحكيم إداريا .
-شعبان رأفت عبد اللطيف – قضاء التحكيم في دولة اإلمارات العربية المتحدة 2008 – 1992ص . 13 19
-المحكمة الدستورية العليا – قضية رقم 65لسنة 18ق جلسة 2001.1.6م . 21
35
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و التحكيم اإلداري ه و وس يلة قانوني ة تلج أ إليه ا الدول ة أو أح د األش خاص المعنوي ة
قانوني ة ذات ط ابع إداري عقدي ة أو غ ير عقدي ة فيم ا بينه ا أو بين أح دها أو أح د أش خاص
الق انون الخ اص الوطني ة أو األجنبي ة ،س واء ك ان اللج وء إلى التحكيم اختياري ا أو إجباري ا
و على الرغم من أن إرادة أطراف العقد أو النزاع هي التي تنشئ اتف اق التحكيم إال
أنها ال تنشئ التحكيم ذاته ،حيث أن إجازة التحكيم تتطلب نص المشرع على تلك اإلجازة
مح ددا لنط اق التحكيم بمع نى تحدي د المس ائل ال تي يج وز أو يحظ ر فيه ا التحكيم ،إض افة
لضرورة تحديد التشريع لكيفية تنفيذ أحكام المحكمين والطعن عليها .
إلى ج انب ه ذا اتج ه المش رع األردني إلى تعري ف " اتف اق التحكيم" عموم ا موحي ا
بمفه وم التحكيم نفس ه افتراض ا بأن ه " االتف اق الخطي المتض من إحال ة الخالف ات القائم ة أو
المقبلة على التحكيم سواء أكان اسم المحكم أو المحكمين مذكورا في االتفاق أم لم يكن".23
أم ا المش رع الكوي تي فلم ي ورد تعريف ا للتحكيم أو التف اق التحكيم س واء في ق انون
المرافع ات المدني ة والتجاري ة أو في الق انون الخ اص بش أن التحكيم القض ائي إنم ا ق رر في
المادة 173من قانون المرافعات المدنية والتجارية رقم 38لسنة 1980أنه يجوز االتفاق
على التحكيم في ن زاع معين ،كم ا يج وز االتف اق على التحكيم في جمي ع المنازع ات ال تي
-الدكتورة عزيزة الشريف – التحكيم اإلداري في القانون المصري – دار النهضة العربية القاهرة مصر . 1993 22
36
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و لم يختل ف القض اء الكوي تي كث يرا في تحدي ده لمفه وم التحكيم عن المع نى المتق دم،
حيث عرفته دائرة التمييز بمحكمة االستئناف بأنه " عقد يتفق طرفاه بموجبه على عرض
المنازع ات ال تي نش أت أو تنش أ بينهم ا على ف رد أو أف راد متع ددين ليفص لوا في ه ب دال من
و ذهب الفقه اء إلى تع اريف متع ددة ومتنوع ة حس ب الزاوي ة ال تي ينظ ر منه ا إلى
التحكيم ،وهك ذا عرف ه البعض بأن ه " اص طالح يقص د ب ه ايج اد ح ل لل نزاع الق ائم بين
وهـــو " النظام الذي يسمح لشخص آخر غير أطراف النزاع ممارسة اختصاص قضائي
-أن اللجوء للتحكيم وليد تراضي أطراف النزاع على حكمه ليس بواسطة قضاء
الدولة ،وإ نما بواسطة شخص أو أشخاص بتولي أطراف النزاع اختيارهم والعنصر.
و استنادا إلى ما سبق وأخذا بعين االعتبار كل ما تقدم يمكن القول أن التحكيم هو
إج راء أو اتف اق ي أذن ب ه المش رع للجه ات واألف راد أو تنص رف إلي ه إرادة الط رفين
-طعن رقم 444/97تجاري جلسة 1998.5.17مجلة القضاة والقانون السنة 26الجزء األول ص . 306 24
25
- David René – l’arbitrage dans le commerce international – Paris Economica 1982 p 9 .
-أحمد أبو الوفا – التحكيم االختياري واالجباري – منشأة المعارف االسكندرية 2001ص . 15 26
37
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المتعاق دين ،يخ ولهم إحال ة م ا يمكن أن ينش أ بينهم من منازع ات (س واء بخص وص تنفي ذ
االلتزامات في عقد معين أو أية التزامات قانونية أخرى) إلى واحد أو أك ثر من األش خاص
يس مون ب المحكمين ليفص لوا في موض وعات وج وانب ال نزاع المع روض عليهم ،ويقول وا
كلمتهم فيه ،بدال من أن يفصل فيه بداية القضاء المختص إذا اقتضى األمر ذلك .
اإلداري نفسه أو بأي عقد مستقل آخر سواء بأسلوب جوازي أو إلزامي على اللجوء إلى
التحكيم لح ل أي ن زاع ق د ينش أ بص دد تنفي ذ بن ود العق د األص يل بين الط رفين المتعاق دين،
ه ذا فيم ا يتعل ق بتعري ف الفق ه والتش ريع والقض اء لمفه وم التحكيم ،وه و أس لوب
عرفته معظم فروع القانون في الدول الحديثة والتي منها القانون المدني والقانون التجاري
والق انون اإلداري والق انون ال دولي الع ام وغيره ا ،وأخ ذت ب ه االتفاقي ات المحلي ة والعربي ة
والدولي ة في كث ير من األحي ان ووص ف بأن ه األس لوب العاق ل واله ادئ والع ادل والمحاي ـــد
و تأكيدا لما تقدم ،فإننا نالحظ في العصر الحديث وفي الوقت الراهن بأن التحكيم
عموم ا ل دى غالبي ة ال دول وأجهزته ا وفقهه ا وتش ريعها وقض ائها ق د أص بح وس يلة الوئـ ـــام
والص فاء وال ود ال تي يفض ل أن يم ر به ا األف راد عن د قي ام آي ة منازع ات تنش أ بينهم ،وذل ك
قبل أن يصلوا بها إذا استحال فضها عن طريق هذه الوسيلة إلى معقل القضاء .
-جابر جاد نصار – العقود اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .17 27
38
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
العادية ،ويستند أساسا على أن أطراف النزاع هم الذين يختارون قضاتهم بدال من االعتماد
على التنظيم القضائي للبلد الذي يقيمون فيه ،وهكذا ينشأ التحكيم من إرادة الخصوم ،فهذه
اإلرادة هي ال تي تخل ق التحكيم وهي ق وام وج وده ،وب دونها ال يتص ور أن يخل ق أو يك ون،
إال أن ه ذه اإلرادة ال تكفي وإ نم ا يتعين أن يق ر المش رع اتف اق الخص وم على التحكيـ ـ ـ ـ ـــم،
وبعبارة أخرى إذا لم ينص المشرع على جواز التحكيم وجواز تنفيذ أحكام المحكمين ،ما
و أيا كان األمر ،فإن إلقاء نظرة متأنية ومحايدة على واقع األمر القانوني في الدول
الحديث ة ودراس ة الج وانب المتع ددة والمعق دة المتص لة بح ل المنازع ات ال تي ق د تث ور بين
الجه ات واألف راد عموم ا وفي مختل ف المج االت ال تي أوج دها العص ر ال راهن الحاف ل
بالمعجزات ،يجعلنا نكتشف كثيرا من المبررات والفوائد القانونية والعملية المتعلقة باللجوء
إلى التحكيم.28
ه ذه الم بررات والمزاي ا س نعمل على توض يحها والتوس ع فيه ا ،وذل ك في فق رتين
نخصص األولى لمبررات التحكيم أما الفقرة الثانية سنخصصها لطبيعة التحكيم .
ع رف النظ ام الق انوني لع دة دول نظ ام التحكيم من ذ زمن بعي د إال أن أهمي ة التحكيم
كوسيلة لفض المنازعات بديال عن القضاء أو بمعنى آخر طريقة بديلة لتسوية المنازعات
لم تظهر أهميتها وخاصة في نطاق المنازعات اإلدارية إال في أوائل الثمانينات من القرن
الماضي مع اتجاه الدول إلى االقتصاد الحر ،وخوصصة مؤسسات وشركات القطاع العام
-حفيظة السيد الحداد – االتفاق على التحكيم في عقود الدولة ذات الطبيعة اإلدارية وأثرها على القانون الواجب 28
39
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وتف ويت ت دبيرها إلى ش ركات أجنبي ة عن طري ق م ا يس مى بالت دبير المف وض ،فب دأ االتج اه
واحد ،هو تسوية المنازعات وإ ن اختلف األول عن الثاني في أنه يستند إلى إرادة طرفي
ال نزاع كأس اس لقيام ه ،حيث تتج ه تل ك اإلرادة إلى التحكيم لتس وية المنازع ات الحالي ة أو
المستقبلية بصدد موضوع معين بحكم ملزم ألطراف المنازعة مفضلة بذلك نظام التحكيم
عن اللجوء إلى القضاء وذلك باالستناد إلى مجموعة من المبررات أهمها :
-السرية :التحكيم يحافظ على خفايا وأسرار األطراف الشخصية والقانونية والواقعي ـــة،
ويحفظ العالقات المتصلة بكل جوانب هذا النزاع من االنتشار والذيوع ،وما قد يسببه ذلك
من أض رار كب يرة ومش كالت معق دة ومتفاقم ة تتعل ق بجمي ع الخص وم ،ل ذلك ف األطراف
المعنية يجدون في اللجوء للتحكيم غاياتهم حيث أن إرادتهم هي التي تحدد إجراءاته ،ولهم
إذا أرادوا ذلك ،جعل كافة إجراءات التحكيم سرية ،إذا رأوا أن في عالنيتها ما يلحق بهم
الضرر وهو األمر الذي ال يملكونه في حالة التقاضي أمام القضاء العادي والذي ال تكون
جلس اته س رية إال إذا تعل ق األم ر بالحف اظ على اآلداب العام ة أو أمن الدول ة الخ ارجي أو
المنازع ات ،الس يما وأن المحكمين يأخ ذون دائم ا بعين االعتب ار وهم يقوم ون بواجب اتهم
عناص ر " التوفي ق " والمص الح المش تركة – الت وازن – والمالئم ة ويس تمدون قناع اتهم من
-ال دكتور جمي ل عب د اله ادي – التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة – دراسة تحليلي ة مقارن ة – الطبع ة األولى – 29
40
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
القوانين واألعراف والقيم االجتماعية واألخالق اإلدارية والتجارية والعادات التي تنبع من
البيئة السياسية واالجتماعية واالقتصادية والقانونية التي يعملون فيها ومن خاللهـــا ،وهذه
األمور تجعل من التحكيم تصرفا مرنا ومرضيا وعادال ومتميزا في كثير من الحاالت .
-اختيار أطراف النزاع لمحكميه :تمكين أط راف ال نزاع من اختي ار من يص درون حكم ا
في ه م يزة ينف رد به ا التحكيم يفتق دونها في حال ة اللج وء إلى القض اء حيث ال يمل ك الخص م
اختيار قاضيه.30
و يحق ق تمكين أط راف ال نزاع من اختي ار هيئ ة التحكيم م يزة هام ة تتمث ل في ثقتهم
في هؤالء المحكمين الذين وقع عليهم االختيار السيما إذا كان النزاع متعلق بمسائل فنية
يص عب على القاض ي الفص ل فيه ا دون إحالته ا إلى خب ير في الموض وع مح ل المنازع ة
ال نزاع ناهي ك عن إجه ادهم مالي ا ،في أم ر من ش أن لج وئهم للتحكيم للفص ل في ه أن يغ نيهم
-توف ير ال وقت والجه د والم ال :أن اللج وء إلى التحكيم لح ل أي ن زاع ق د يث ور بين
األط راف ي وفر ال وقت والجه د والم ال له ذه األط راف إذا م ا نش أت بينه ا خالف ات أو
منازعات حالة أو مستقبلية ،وتفسير ذلك أن الجلسات التي يعقدها المحكم ون تتم في أم اكن
اختيارية مناسبة ،وفي أوقات متتابعة تناسب احتياجات وظروف جميع الجهات واألطراف
المعني ة ،كم ا أن مواعي د ه ذه الجلس ات ق د تك ون س ريعة ومتقارب ة ج دا الس يما إذا ك ان
المحكم ون مقي دين بأوق ات مح ددة يجب أن يص دروا ق رارهم التحكيمي خالله ا وب دون أي
-ال دكتور عب د العزي ز عب د المنعم خليف ة – التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة الداخلي ة والدولي ة – دار الكتب 30
41
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تج اوز له ا ،وبخاص ة عن دما ت وجب ذل ك بعض ق وانين وأنظم ة ول وائح واتفاقي ات التحكيم
و بهذا فإن طريق اللجوء إلى التحكيم يختلف تماما عن طريق اللجوء إلى القضاء
بدرجاته المتعددة ،حيث يحتاج هذا األخير في حاالت كثيرة إلى وقت طويل وجهد كبـ ـــير
وتك اليف باهض ة تتمث ل في رس وم ال دعاوى ومص روفات إب راز الوث ائق والحص ول على
األوراق الرس مية وإ حض ار اإلثبات ات المادي ة وأج ور الخ برة وأتع اب المحام اة وغيـ ـــرها،
وكل هذه األمور قد تخف حدتها كثيرا ويقل الوقت والجهد والمال فيها ولو بصورة نسبية
مرضية في مجال التحكيم .
-تحقيق الثقة بين األطراف :تسود الثقة بين أطراف النزاع عندما يتم اختيار المحكمين
من قب ل أط راف ال نزاع أنفس هم ،إذ من الب ديهي أن يخت اروهم بن اء على معرف ة جي دة وثق ة
شخصية مطلقة ،يضاف إلى ما تقدم ،أن من يتم اختيارهم إلجراء التحكيم عموما ،يكونوا
من أص حاب ال رأي والحكم ة والتخص ص والخ برة القانوني ة وغ ير القانوني ة وف ق طبيع ة
النزاع .
-بس اطة اإلج راءات :يمت از التحكيم ببس اطة اإلج راءات إذا م ا ق ورن ب اللجوء إلى
القض اء ،ف إجراءات التحكيم ال تنط وي على التعقي دات ال تي ينط وي عليه ا القض اء ،حيث
نج د أن هيئ ة التحكيم تتمت ع بحري ة أوس ع وأك ثر من القض اء الوط ني في ك ل م ا يتعل ق
بإجراءات التقاضي 31فأطراف النزاع هم الذين يحددون إجراءات التحكيم وميعاد صدور
الق رار في ه ،ف اللجوء إلى التحكيم ي ؤدي إلى اقتص ار درج ات التقاض ي ومراحل ه ،حيث
يصدر حكم نهائي غير قابل ألي طعن موضوعي وقابل للتنفيذ الفوري.
-ال دكتور ش ريف يوس ف خ اطر – التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة وض وابطه دار النهض ة العربي ة مص ر 31
2009ص . 96
42
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إلى جانب هذا ،فالتحكيم يتميز بالسرعة في حسم النزاع ،حيث يخصص للمحكمين
مدة معينة يلتزمون بإصدار حكمهم خاللها ،مثال ذلك نظام تحكيم غرفة التجارة بباريس،
حيث تنص الفق رة األولى من الم ادة الثامن ة عش ر من ه على ض رورة ص دور الحكم خالل
ستة أشهر من تاريخ استالم المستندات أو الوثائق المحددة في المادة الثالثة من هذا النظ ام،
كما تقضي المادة السابعة من الئحة مركز أبو ظبي للتوفيق والتحكيم التجاري بأنه يتعين
على هيئة التحكيم أن تصدر قرارها خالل مدة أقصاها 6أشهر من تاريخ استالم المهمة
ما لم يتفق الطرفان على مدة أطول. 32
فه ذه الم يزة تش جع على اللج وء إلى التحكيم خصوص ا في مج ال عالق ات التج ارة
الدولية التي ال تتحمل ،بما تقتضيه من سرعة ومرونة بطء وتعقيدات وإ جراءات التقاضي
أمام المحاكم الداخلية لدولة ما .
و يعت بر عام ل الس رعة من العوام ل الهام ة في تنفي ذ المع امالت الدولي ة ال تي تت أثر
بتقلبات أسعار المواد والصرف .كذلك فإن نمو العالقات الدولية التجارية واالستثمارية
بين دول الغرب والدول النامية ،وبخاصة الدول النفطية ،يتطلب حلوال فعالة للمنازعات
المحتملة بطريقة محايدة يتفادى بها بقدر اإلمكان تدخل االختبارات السياسية.33
لكن بالرغم من هذه المبررات والمزايا الهامة للتحكيم ،فه ذا األخير يص طدم ببعض
المث الب حيث يؤخ ذ علي ه ك ثرة المص اريف بالمقارن ة م ع قض اء الدول ة الوط ني ،حيث ال
-الدكتور شريف يوسف خاطر – التحكيم في منازعات العقود اإلدارية وضوابطه ،مرجع سابق ،ص . 97 32
-الدكتور أحمد شرف الدين – دراسات في التحكيم في منازعات العقود الدولية دار النهضة العربية مصر 2006 33
ص .23
43
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يدفع أطراف النزاع أتعاب القاضي وال يتحمل المدعي ابتداء إال رس وما بس يطة ،وال يحكم
بالمصاريف األعلى من خسر الدعوى بعد انتهاء الخصوم بحكم نهائي .
أم ا في التحكيم خصوص ا ال دولي ،نج د أن ه مكل ف مادي ا ،فق د يك ون أعض اء هيئ ة
التحكيم وأط راف ال نزاع والمح امين من جنس يات مختلف ة أو مقيمين في دول مختلف ة ،مم ا
يعني زيادة مصاريف التحكيم بالنسبة لتنقالتهم واجتماعاتهم في مكان معين ،هذا باإلضافة
ألتعاب المحكمين والمصاريف اإلدارية الخاصة بالمركز الذي ينظم التحكيم في حالة كون
التحكيم مؤسسيا .
إن الطبيعة القانونية للتحكيم تكتسي دراستها أهمية كبيرة لما أثارته ه ذه المس ألة من
جدل فقهي واسع لمعرفة ما إذا كان التحكيم ذا طبيعة تعاقدية أو رضائية ،ولما تتميز به
هذه الطبيعة من القدرة على التوصل إلى حقيقة هذا النظام ،ومعرفة الدواعي التي دفعت
األف راد للج وء إلي ه كطري ق آخ ر غ ير القض اء للعم ل على فض المنازع ات فيم ا بينهم
ومص در الق وة لحكم التحكيم 34ه ذه الطبيع ة لم يتف ق الفق ه والقض اء على توج ه واح د
لتحدي دها ،ف ذهب اتج اه إلى تغليب الطبيع ة العقدي ة للتحكيم حيث ي رى ه ذا التوج ه في
-الدكتور أحمد شرف الدين – دراسات في التحكيم في منازعات العقود الدولية ،مرجع سابق ،ص . 23 34
44
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الطبيع ة العقدي ة إعط اء حري ة أك بر للمتعاق دين أط راف التحكيم في تحدي د أش كال االتف اق
والقواع د المنظم ة ل ه ،حيث ي دمج أنص ار ه ذا التوج ه اتف اق التحكيم بق رار التحكيم دون
تمييز .
و ي رى ج انب من الفق ه أن ي رجح الط ابع القض ائي للتحكيم ،حيث ي رى أن التحكيم
يعت بر قض اء إجباري ا تم االتف اق علي ه ،بحيث ال يج وز الته رب من أحكام ه ،وأن المحكم
كالقاض ي يق وم بفض ال نزاع المط روح علي ه من خالل الحكم ال ذي يص دره ،ف التحكيم في
صورته التقليدية الشائعة شريك للقضاء في تحقيق العدالة .
أنص ار ه ذه النظري ة ي رون أن الق انون اإلداري ه و الق انون ال ذي يحكم ال نزاع
وبالت الي ه و الق انون ال واجب التط بيق ،فبم ا أن أس اس التحكيم ه و االتف اق بين األط راف،
ل ذلك يجب أن يعل و مب دأ س لطان اإلرادة في اختي ار الق انون ال واجب التط بيق على ال نزاع،
أم ا من حيث حكم التحكيم فيع د من قب ل مؤي دي النظ رة التعاقدي ة مج رد نتيج ة التف اق
خاص ة ب األطراف المعني ة فق ط ،فيبتع د ب ذلك عن المص لحة العام ة المج ردة ،كم ا أن
المحكمين قد يستمدون اختصاصاتهم وسلطاتهم التي تقتصر عليهم وحدهم وبصفة شخصية
أحيانا من إرادة األطراف المعنية ،وبالتالي فإن اختيار هذه األطراف للمحكمين يكون في
الغالب اختيارا واسعا سواء من حيث عددهم أو حتى من حيث جنسياتهم ،باإلضافة إلى أن
45
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يق رره المحكم ون في كث ير من األحي ان يمكن الطعن أو التج ريح ب ه من قب ل األط راف
المتنازع ة بـــل ويمكن في ح االت معين ة إع ادة التحكيم للوص ول إلى حل ول تواف ق عليه ا
األط ـ ـ ــراف ،وكل هذه األمور في رأي هذا الجانب من الفقه تؤكد بأن التحكيم في ذاتيته ذو
لعل ما يؤيد هذا االتجاه أحكام محكمة النقض الفرنسية األولى التي كانت تؤسس
للنظري ة العقدي ة وف ق األس س المتقدم ة من اتف اق األف راد على التحكيم يع ني تن ازلهم عن
اللجوء للقضاء وإ عمال إرادتهم في تخويل سلطتهم لمحكمين ،وهذه السلطة ال يمكن بالطبع
أن تك ون قض ائية مم ا يع ني أن التحكيم دعامت ه األساس ية إرادة األف راد ،مم ا يض في علي ه
الصفة العقدية.36
لذلك فقد أجمل بعض الفقه أسانيد هذه النظرية فيما يلي :
– 1حكم المحكمين ال يمكن أن ينفص ل عن إرادة األط راف ،ف التحكيم ج وهره ه و انتق اء
– 3يؤكد القانون الوضعي أن عمل المحكم ليس عمال قضائيا ،فقد أجاز أن يكون المحكم
أجنبيا وأجاز رفع الدعوى مبتدئة ببطالن القرار الذي يصدره كما أن المذكرة االيضاحية
. 157
-هالل حم د هالل الس عدي – التحكيم ودوره في تسوية المنازع ات اإلداري ة – دراس ة مقارن ة في الفقه والقض اء – 36
أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام – جامعة محمد الخامس ،كلية الحقوق أكدال الرباط السنة الجامعية -2007
2008ص . 96
46
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يذهب أنصار هذه النظرية إلى القول " :بأن التحكيم ذو طبيعة قضائية ألنه يهدف
في ج وهره إلى ح ل منازع ات مح ددة ،وه ذا ه و اله دف األساس ي للقض اة ،كم ا أن ق رار
التحكيم يتم الت داول في ش أنه وتكتب أس بابه وحيثيات ه ،ويح وز حجي ة األم ر المقض ي ب ه،
و قد كان ألنصار هذا الرأي العديد من الحجج واألسانيد نذكرها فيما يلي :
-تطابق بين التحكيم والقضاء في طريقة الفصل في النزاع وتطبيق حكم القانون.
-اع تراف الدول ة من خالل النص وص ال واردة في الق وانين ب التحكيم واعتب اره نوع ا من
-ال تحول بعض الفروقات البسيطة بين النظامين من تمتع التحكيم بالصفة القضائية .
-حي ازة ق رار التحكيم لق وة األم ر المقض ي ب ه ،وه ذه الحجي ة ال تتم ا ش ى م ع األحك ام
القضائية.
الدولة حيث يظل التحكيم اتفاقا ،واالتفاق عقد من عقود القانون الخاص.
يضاف إلى م ا تق دم أن المحكمين يقومون ب التزام الحياد بين األطراف المتنازع ـ ـ ـــة
ويأخ ذون خالل تحكيمهم بمب دأ المواجه ة ومب دأ كفال ة ح ق ال دفاع ،ويطبق ون في بعض
-عبد اهلل حمد عمران الشامسي – التحكيم في المنازعات اإلدارية في دولة اإلمارات العربية المتحدة – رسالة لنيل 37
دبلوم الماجستير في القانون العام جامعة القاهرة ،كلية الحقوق 2007ص . 80
47
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
السلطة وسيادة الدولة فال يجوز القيام به أو مباشرته من قبل أشخاص أو جهات أخرى،
إال أن ه ذه الس لطة والس يادة بوس اطة أدواته ا القانوني ة تس تطيع أيض ا وفي ال وقت نفس ه أن
تـــأذن وتواف ق لمث ل ه ؤالء األش خاص أو لمث ل ه ذه الجه ات على ح ل المنازع ات بين
األطراف المعنية والراغبة بذلك عن طريق التحكيم ،فيكون هذا التحكيم إذن عمال قضائيا
خالصا. 38
ي ذهب أنص ار ه ذه النظري ة إلى أن ه إذا ك ان أنص ار النظري تين الس ابقتين يقف ون من
طبيعة التحكيم موقف المتشدد حيث يضفي عليه البعض الطبيعة التعاقدية في كافة مراحله
المركب ة والمعق دة والبعض اآلخ ر يعتق دون في طبيعت ه القض ائية ،ف اعتبر التحكيم ذا طبيعة
تعاقدية بسبب االتفاق بين األطراف للجوء للتحكيم ،ومن الناحية األخرى يعتبر ذا طبيعة
قضائية لفصله في المنازعات كالقضاء فيعتبر التحكيم وفقا ألنصار هذا االتجاه ذا طبيعة
مختلط ة أو مركب ة عقدي ة /قض ائية ،حيث يب دأ التحكيم عق دا من خالل االتف اق وينتهي
قضاء من خالل نظر المنازعة وإ صدار الحكم وحيازة الحكم لقوة الشيء المقضي به .
و م ازال الخالف قائم ا في تحدي د الطبيع ة الخاص ة للتحكيم ،حيث ظ ل القض اء
محكمة النقض المصرية من خالل إصدار بعض األحكام الدالة على ذلك.39
-عبد اهلل حمد عمران الشامسي – التحكيم في المنازعات اإلدارية في دولة اإلمارات العربية المتحدة مرجع سابق 38
ص . 80
-حكم محكمة النقض الفرنسية صادر في 28يوليو .1937 39
48
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
فلتحدي د طبيع ة التحكيم يجب النظ ر في مض مون التحكيم كنظ ام بحيث يوض ع في
االعتب ار االج راءات المتبع ة واالث ار المترتب ة على ذل ك ونوعي ة المحكمين والش روط
و ال يجب النظر لالتفاق العقدي للجوء للتحكيم في حالة المنازعة ،فذلك يعد اتفاقا
للقي ام بمهم ة معين ة وهي التحكيم ،ف التحكيم في ذات ه عم ل قض ائي حيث إن التحكيم ينتهي
بحكم وه ذا الحكم يعت بر قض ائيا ففك رة المنازع ة وكيفي ة النظ ر فيه ا واإلج راءات المتبع ة
و استنادا إلى ما سبق يمكن القول أن اتفاق األطراف على اللجوء إلى التحكيم هو
البداي ة ،وإ ذا لم يتفق وا على اللج وء للتحكيم لم يج برهم أح د ومن تم ف إن أول أذرع العالق ة
ه و رض اء الط رفين ،وذراعه ا الث اني ه و تخوي ل المش رع المحكم الفص ل في ال نزاع وف ق
النص وص القانوني ة ال تي تحكم العالق ة ،وأج از الطعن في ه ذا الق رار س واء ب البطالن أو
باالس تئناف ومن تم فق د اعت بره قض اء أول درج ة وإ ال لم ا أج از اس تئنافه وجع ل ه ذا
-ج ورجي ش فيق س اري – التحكيم وم دى ج واز اللج وء إلي ه لفض المنازع ات في مج ال العق ود اإلداري ة – دار 40
49
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
في ظ ل التط ور الس ريع ال ذي يش هده الع الم من كاف ة الن واحي وخاص ة االقتص ادية
منها ،برزت الحاجة إلى اللجوء إلى التحكيم كأسلوب لفض المنازعات ،لما يتمتع به من
مميزات تعمل على إنهاء الخصومة بين أطرافها كما يبتغون حيث بدأت القوانين المنظمة
له تصدر واحدا تلو اآلخر ،والتحكيم عرف منذ أقدم العصور ،حتى يمكن القول أنه سبق
نش وء الق وانين والمح اكم في الت اريخ ،ف التحكيم نظ ام ق ديم عرف ه اليون انيون الق دماء
والروم ان ،عرف ه الع رب قب ل اإلس الم ،ثم وض عت قواع ده بع د ظه ور اإلس الم في الفق ه
اإلسالمي ثم طورته بعد ذلك التشريعات حتى يساير التطورات الحديثة التي طرأت على
استقرت فكرة التحكيم في أذهان الناس وألفوا االلتجاء إليها حتى أصبحت عادة أصيلة في
نفوس هم ،وم ع ذل ك ك ان االلتج اء إلى التحكيم اختياري ا وتنفي ذ الحكم الص ادر م تروك أم ره
إلى المتنازعين.41
و إذا ك ان التحكيم كم ا س بقت اإلش ارة إلى ذل ك يع د وس يلة ودي ة للفص ل في
المنازعات التي تثور بين األفراد عن طريق القضاء العام في الدولة فإنه بذلك يتشابه مع
غيره من األنظمة الودية األخرى ،كما أن التحكيم يتخذ عدة أنواع في الواقع العملي .
كل هذه األفكار سنعمل على توضيحها في فرعين نتناول في األول تطور التحكيم
-اسماعيل االسطل – التحكيم في الشريعة اإلسالمية ،المرجع السابق ،ص . 24 42
50
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تعتم د الدول ة وهي بص دد قيامه ا بالتزاماته ا س واء في تنفي ذ السياس ات العمومي ة في
مج ال التنمي ة االقتص ادية واالجتماعي ة أو بن اء هياك ل ومؤسس ات إداري ة إلى العدي د من
األس اليب والتنظيم ات ،فهي ق د تلج أ إلى إص دار ق رارات إداري ة ،وق د تلج أ إلى آلي ة
التراض ي واالتف اق م ع غيره ا المتمثل ة في إب رام عق ود إداري ة ،ه ذه األخ يرة ق د ينجم عن
تنفي ذها منازع ات تس تلزم بالض رورة حله ا ،ومن المعل وم أن القض اء الرس مي ه و ص احب
االختص اص للنظ ر في ه ذه المنازع ات ،ولكن ل تراكم وتعق د المس اطر وبطء اإلج راءات
فضال عن تشكك الطرف األجنبي المتعاقد مع الدولة في مدى حياد القاضي الوطني ،لذلك
ظه ر التحكيم كوس يلة مثالي ة لحس م منازع ات ه ذه العق ود خروج ا على األص ل الع ام في
التحكيم اإلداري في ال وقت الح الي في حس م منازع ات العق ود اإلداري ة بع د تراج ع دور
الدولة وسلطتها في مجال اإلشراف على التنمية والتجارة في ميدان تنفيذ العديد من العقود
فضال عن تزايد عدد القضايا أمام المحاكم وبطء إجراءات التقاضي ،باإلضافة إلى وجود
بعض العق ود ال تي يعت بر التحكيم الوس يلة الناجع ة لحس م منازعاته ا كعق د األش غال العام ة،
وهك ذا أص بح يتن امى االهتم ام في وقتن ا الحاض ر ب التحكيم في المنازع ات اإلداري ة وال تي
تث ور في المجتم ع ال داخلي أو ال دولي حيث ب دأ التحكيم على مش ارف عص ر جدي د ،وم رد
ذلك إلى الثورة المعلوماتي ــة وظهور مجاالت قانونية متخصصة بأنماطه إلى درجة أصبح
فرع ا قانوني ا مس تقال ،الش يء ال ذي دف ع العدي د من األنظم ة إلى اللج وء إلى التحكيم نظ را
51
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
لبس اطته وس رعة اجراءات ـ ـ ـ ـــه وخض وعه للتط ور باس تمرار ،ه ذه األنظم ة هي عدي دة
ومتع ددة س نعمل على التط رق إلى البعض منه ا نظ را ألهميته ا في الفق رات الموالي ة
مخصص ين الفق رة األولى للتط ور الت اريخي للتحكيم في فرنس ا والثاني ة لتط ور التحكيم في
مص ر والثالث ة للتط ور الت اريخي للتحكيم في دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة أم ا الفق رة
إن التحكيم صادف في كل من دولة من الدول التي ورثت القانون الروماني عقبات
وتيارات متعارضة فكان له في كل دولة منها طابع خاص ،ففي فرنسا ظل التحكيم طوال
الق رون الوس طى نقط ة تص ادم بين المل ك والبرلمان ات ه ذا بري د تش جيعه ،وتل ك تبغي
تحريم ه لكيال يتخ ذ أداة لس لب اختصاص ها القض ائي ،ومن ص ور ه ذا الص راع أن المل ك
فرانس وا الث اني أص در مرس وما ع ام 1560يجع ل التحكيم إجباري ا في المس ائل التجاري ة
وقسمة التركات ،ويشترط للطعن في قرار المحكم أمام القضاء العادي تنفيذ القرار أوال أو
أداء الج زاء الم الي إن ك ان مش روطا ،و على ال رغم من ه ذا المرس وم ظلت بعض
البرلمان ات ال تقب ل التحكيم أص ال ،وج رى بعض ها اآلخ ر على قب ول الطعن في ق رارات
ثم جاءت الثورة الفرنسية تنادي بالحرية بكل المجاالت وبينها في مجال التعاقـ ـــد،
دستور فرنسا عام 1971الوسيلة المثلى إلنهاء المنازعات بين المواطنين وحقا مقدرا لها
-ناريمان عبد القادر – اتفاق التحكيم – الطبعة األولى ،دار النهضة العربية القاهرة 1996ص . 38 43
52
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ال يج وز للش ارع االنتق اص من ه وزاي د دس تور ع ام 1793فجع ل التحكيم إجباري ا في
في الع ام 1806ش هد اتس اع نط اق التحكيم في فرنس ا انتكاس ه أدت إلى تض ييق
نطاق ه بع د ص دور ق انون وص ول المحاكم ات المدني ة ،حيث اتس م ه ذا الق انون بمعارض ة
و ق د ب ررت الدول ة وقته ا ه ذا النك وس ،ب أن العدال ة هي من ص الحيات الدولـ ـ ـ ـ ـــة،
واعتب ار أن التحكيم ي ؤدي إلى عدال ة مس تبدة ،بعي دة عن ت دخل القاض ي ،ومن جه ة أخ رى
فق د ك رس ق انون التج ارة ايج اد مح اكم التج ارة ال تي تختص ب التحكيم في النزاع ات بين
التج ار ،إال أن ط ول اإلج راءات والبطء في الفص ل في المنازع ات التجاري ة ،44أدى إلى
خسارة المال والوقت مما أعطى المبرر للجوء إلى التحكيم مرة أخرى وايقاف صالحيات
محاكــم التج ارة .ه ذا القض اء قوب ل بعاص فة من النقض بلغت أش دها في أعق اب الح رب
العالمية األولى عندما زاد حجم التجارة الدولية وذاع في مجالها شرط التحكيم السابق على
قيام الن ـ ـ ــزاع واعترفت غالبية التشريعات بصحة هذا الشرط فاضطر الشارع الفرنسي إلى
التدخل بالقانون الصادر في 31ديسمبر 1925الذي أضاف إلى المادة 231من القانون
التج اري فق رة جدي دة تج يز للمتعاق دين االتف اق وقت التعاق د على التحكيم في المس ائل
الم ذكورة في الفق رة األولى من ه ذه الم ادة وهي المس ائل ال تي من اختص اص القض اء
التج اري (تعه دات التج ار فيم ا بينه ـ ـ ـ ـــم ومس ائل الش ركات والمس ائل المتعلق ة باألعم ال
التجاري ة أي ا ك انت ص فة الق ائمين بـ ـ ـــها) ،وب ذلك أض اف الش ارع الفرنس ي إلى التفرق ة بين
-ناريمان عبد القادر – اتفاق التحكيم ،مرجع سابق ،ص . 38 44
53
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
األعمال التجاريـ ـ ـ ــة واألعمال المدنية أهمية جديدة إذ صار شرط التحكيم السابق على قيام
استمرت نصوص التحكيم في قانون المرافعات الفرنسي التي وردت في قانون سنة
1806مطبق ة لف ترة طويل ة دون أن ينتابه ا تغي ير ج ذري ،رغم ذي وع التحكيم في الحي اة
العملية ،ورغم انتشار المؤسسات التي تتولى التحكيم ،ورغم اختالف القضاء حول تطبيق
العديد من نصوص هذا القانون ،تدخل المشرع الفرنسي أخيرا بمرسوم رقم 354/80في
متكامال للتحكيم في القانون الداخلي وقد أدرجت نصوص هذا المرسوم فيما بعد في صلب
و يمكن القول بصفة عامة بأن هذا التشريع الجديد قد احتفظ بالفلسفة العامة لنظام
التحكيم كما جاءت في القانون الملغى ،ولكنه يختلف مع ذلك عنه في كثير من المسائـ ـــل،
وهو قد قنن كثيرا من المبادئ التي ثار عليها القضاء في السنوات األخيرة قبل صدوره،
كم ا قنن بعض م ا ج رى علي ه العم ل أم ام هيئ ات التحكيم المؤسس ي ،كم ا حس م كث يرا من
االس تئناف ب اريس ،بع د ه ذا ت دخل المش رع م رة أخ رى ونظم التحكيم ال دولي ألول م رة
ق انون المرافع ات في المطلب الخ امس من البحث المخص ص للتحكيم ،وق د عن ون المش رع
الفرنس ي ه ذا المطلب باس م التحكيم ال دولي ويتض من ه ذا المطلب الم واد من 1492إلى
-ماجد محمد فهاد تربان – إشكالية التحكيم في العقود اإلدارية " دراسة مقارنة " أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون 45
العام ،جامعة عبد المالك السعدي ،كلية الحقوق طنجة السنة الجامعية 2012 – 2011ص . 111
54
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التحكيمي ة الص ادرة في الخ ارج أو في م ادة التحكيم ال دولي وتنفي ذها إجباري ا ووس ائل
المراجع ة بص ددها ،ورغم أن فرنس ا ق د وقعت على اتفاقي ة نيوي ورك فق د ك ان الق انون
الفرنسي السابق صامتا ،بصدد تمكين القاضي من االعتراف بقضاء تحكيمي ما ،دون أن
و ي ترتب عن االع تراف ب القرار التحكيمي عن منح ه الص يغة التنفيذي ة ب أن الق رار
بش أنه ينحص ر في مراقب ة قانوني ة الق رار التحكيمي واالع تراف ل ه بق وة القض ية المقض ية،
ال دولي ال يمكن اعتباره ا بمثاب ة حكم فرنس ي ،وهي غ ير خاض عة لالس تئناف ،وال يمكن
بصددها اللجوء للمطالبة بإبطالها ،األمر الذي يقرب ما بينها وبين العقود ،ومن جهة ثانية
ف إن الق رارات التحكيمي ة الص ادرة في الخ ارج ليس ت بمثاب ة حكم أجن بي األم ر ال ذي ك ان
يقض ي من قاض ي التنفي ذ التحق ق من كونه ا ص حيحة وقابل ة للتنفي ذ ال ذي ص درت في ه ،ب ل
هي بمثابة عمل خاص يقوده قاضي التنفيذ بكثير من الحرية. 46
حديث النشأة ولم يطرح في مصر بأهميته إال خالل العقدين األخيرين.
-3د/ن دير بن محم د الطيب أوه اب :نظري ة العق ود الإلداري ة ،دراس ة مقارن ة بين الفق ه اإلس المي و الق انون1427،ه2006-م،مرك ز 46
55
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إال أن ق انون المرافع ات المدني ة والتجاري ة الص ادر ب األمر الع الي الم ؤرخ في 13
المحكمين.47
و ق د وقعت األحك ام التفص يلية له ذا الفص ل في 26م ادة هي الم واد من 702إلى
727وحملت تنظيم ا قانوني ا متط ورا ومتك امال للتحكيم ،حيث جعلت األم ر فيه ا تعاق ديا
مرهون ا ب إرادة المتعاق دين ،واس تلزمت ثب وت مش ارطة التحكيم بالكتاب ة كم ا ح ددت آج اال
إلنه اء إج راءات التحكيم ورس مت الطري ق لتع يين محكم عن الط رف ال ذي يتق اعس عن
و قد ظل هذا التنظيم هو التنظيم القانوني الناقد في مسائل التحكيم حتى ألغى قانون
المرافعات القديم وحل محله قانون المرافعات المدنية والتجارية رقم 77لسنة 1949الذي
عالج مسائل التحكيم في الباب الثالث من الكتاب الثالث تنظيما أوفى عما كان عليه الحال
في التنظيم القديم ،حين احتوى هذا الباب المواد من 818إلى . 850
و بالرغم من توافق التنظيم القانوني المتقدم للتحكيم كطريق ميسر لفض المنازع ات
منذ عام ،إال أنه طوال الفترة الممتدة منذ ذلك التاريخ حتى صدور قانون المرافع ات الت الي
على مس توى الواق ع الفعلي بأهمي ة ت ذكر ،وظ ل اللج وء إلى القض اء ه و الطري ق ص احب
-أحمد محمد عبد البديع شتا – شرح قانون التحكيم – دار النهضة العربية القاهرة 2005ص . 47 47
56
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و يالحظ من خالل ما تقدم غياب النص التشريعي الصريح ح ول ج واز التحكيم في
العق ود اإلداري ة ،وهك ذا نص ت الم ادة 501من ق انون المرافع ات المدني ة رقم 13لس نة
1968على " يجوز االتفاق على التحكيم في نزاع معين بوثيقة تحكيم خاصة ،كما يجوز
االتفاق على التحكيم في جميع المنازعات التي تنشأ من تنفيذ عقد معين ".
إن ظ اهر النص أج از التحكيم في جمي ع المنازع ات ،ولكن م ا يحمل ه بين ثناي اه من
مع ان تتطلب تفس يرا ل ه ،وبم ا أن ه ذا الق انون يختص بالمنازع ات المدني ة فإن ه ال يف ترض
وق د ح ددت الم ادة األولى من ه نط اق تطبيق ه على ك ل تحكيم بين أط راف من أش خاص
القانون العام أو القانون الخاص أيا كانت طبيعة العالقة القانونية التي يدور حولها النزاع،
ومع ذلك ظ ل الخالف قائم ا بين الفقه اء وفي القض اء المص ري على جواز أو عدم جواز
أما القانون رقم 9لسنة 1997فقد تم إصداره بسبب الجدل الذي أثاره ص دور حكم
لمحكم ة اس تئناف الق اهرة بت اريخ 19م ارس 1997وال ذي أج از االتف اق على التحكيم في
العقود اإلدارية ،مما دفع بالحكومة بالعمل على تقديم مشروع قانون لتعديل قانون التحكيم
السابق رقم 27لسنة 1994ينص صراحة على التحكيم في العقود اإلدارية .
-عبد اهلل حمد عمران الشامسي – التحكيم في المنازعات اإلدارية في دولة اإلمارات العربية المتحدة – رسالة لنيل 48
درجة الماجستير في القانون العام ،جامعة القاهرة كلية الحقوق ،السنة الجامعية 2007ص . 64
-ع اطف ش هاب – اتف اق التحكيم التج اري ال دولي واالختص اص التحكيمي ،فت وى الجمعي ة العمومي ة للفت وى 49
57
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
هذا القانون أضاف فقرة ثانية للمادة األولى من القانون الذي سبقه نصت على أن ـ ـــه
" ...وبالنس بة إلى منازع ات العق ود اإلداري ة يك ون االتف اق على التحكيم بموافق ة ال وزير
المختص أو من يت ولى اختصاص ه بالنس بة لألش خاص االعتباري ة العام ة ،وال يج وز
و اس تنادا إلى ق انون التحكيم في الم واد المدني ة والتجاري ة رقم 27لس نة 1994
يج وز التحكيم في الخ ارج في المنازع ات المث ارة بش أن ه ذه العق ود ،إال أن ه بالنس بة للحكم
الصادر في الخارج يشترط إلصدار أمر بتنفيذه في القضاء المصري توافر شرطين هما:
-أن يك ون ص ادرا في مس ألة يج وز فيه ا التحكيم في الق انون المص ري وع دم اختص اص
عملت دولة اإلمارات العربية المتحدة أسوة بباقي الدول العربية على إعداد قانون
التحكيم حيث أف رد المش رع بالفص ل التاس ع من الق انون المحلي رقم 3لس نة 1970أحك ام
التحكيم من الم ادة 82إلى 94معم وال به ا ح تى ص دور الق انون االتح ادي رقم 11لس نة
في الباب الثالث بالمواد 203إلى 218وهكذا نصت المادة 203على :
– 1يجوز للمتقاعدين بصفة عامة أن يشترطوا في العقد األساسي أو باتفاق الحق عرض
م ا ق د ينش أ بينهم من ال نزاع في تنفي ذ عق د معين على محكم أو أك ثر ،كم ا يج وز االتف اق
58
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
– 5وإ ذا اتفق الخصوم على التحكيم في نزاع ما فال يجوز رفع الدعوى به أمام القض ـ ـــاء
ومع ذل ك إذا لجأ أحد الط رفين إلى رفع ال دعوى دون اعتداد بش رط التحكيم ولم يعترض
الطرف اآلخر في الجلسة األولى جاز نظر الدعوى واعتبر شرط التحكيم الغيا. 51
بينت هذه المادة أنه يجوز االتفاق على التحكيم في نزاع معين بوثيقة تحكيم خاصة،
كما يجوز االتفاق على التحكيم في المنازعات التي تنشأ عن تنفيذ عقد معين ،وأوجبت هذه
الم ادة أن ه يثبت االتف اق على التحكيم كتاب ة ومن تم ال يمكن إثب ات االتف اق على التحكيم
بشهادة الشهود أو باليمين مهما تكن قيمة المتفق بصدده على التحكيم أو نوعه ،وكما تلزم
الكتاب ة إلثب ات عق د التحكيم تل زم أيض ا اإثب ات ك ل ش رط من ش روطه ،وال يتطلب الق انون
ش كال خاص ا في مش ارطة التحكيم ،فللط رفين أن يحرراه ا ب أي ش كل أرادا ش أن العق ود
يتطلبه القانون أن يكون شرط التحكيم صريحا وثابتا بصورة ال تقبل الشك ،فالكتابة إذن
52
شرط إلثبات العقد لوجود .
- 51د .محمد البخاري :منازعات العقد اإلداري في نطاق القضاء الشامل ،مجلة الملحق القضائي ،عدد ،35أكتوبر ،2008ص.107
-راشد علي الم رزوقي – التحكيم البح ري ودوره في تسوية المنازع ات – دراسة تحليلي ة أطروحة لني ل الدكتوراه 52
في القانون العام جامعة عبد المالك السعدي – كلية الحقوق طنجة السنة الجامعية 2011ص 2012ص . 94
59
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
األح وال الشخص ية والجنس ية ،فبالنس بة إلى مس ائل األح وال الشخص ية ف إن اإلجم اع ينعق د
على تقسيمها إلى مواد متصلة ب األحوال الشخصية البحثة ومواد تتص ل بالمص الح المالية
أي تتصل بالمال ،واألولى وحدها هي التي ال يجوز التحكيم في خصوصه تتصل بما إذا
كان عقد الزواج صحيحا أو باطال أو خصومة بما إذا كان شخص ما يعتبر وارثا أو غير
وارث.
إلى ج انب ه ذا نص ت الم ادة 205من الق انون نفس ه على " ع دم ج واز تف ويض
المحكمين بالصلح إال بتحديد أسمائهم في االتفاق التحكيمي أو اتفاق الحق له ،مما يخرج
و تخرج بعض المسائل عن نطاق التحكيم في بعض القوانين األخرى كقانون تنظيم
الوكاالت التجارية.53
فالم ادة 203توض ح لن ا أن ه بص دور أول ق انون للمرافع ات في دول ة اإلم ارات ق د
تض منت ج واز االتف اق على التحكيم ،ولكن ه ل يتم ذل ك في المس ائل المدني ة فق ط أم أنه ا
والقض اء ينبغي أن تفس ر تل ك الم ادة على أن القص د من ج واز االتف اق على التحكيم يع ني
في المسائل المدنية فقط وينبغي أن يصدر نص خاص بجوازه في المسائل اإلدارية انتقاد
ألي جدل فقهي يمكن أن يثيره ذلك الغموض ،فمن الناحية النظرية لم يتطرق ذلك القانون
-السيد المراكبي – التحكيم في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية – دار النهضة العربية القاهرة 2001ص 53
. 130
60
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
للتحكيم في العقود اإلدارية ،أما من الناحية العملية فإن الدولة تلجأ إلى التحكيم في العقود
لقد تبنى المغرب منذ عهد الحماية سياسة االقتصاد الحر المفتوح في وجه الشركاء
األجانب ،وإ بان إبرام اتفاقية الحماية صدر قانون االلتزامات والعقود في ،1913-8-12
هذا القانون الذي نظم التحكيم في المغرب وذلك في الباب الخامس عشر من القسم الس ابع،
إذ خص ص ل ه الفص ول من 527إلى ،543وك ان ه ذا التحكيم يخص الم واد المدني ـ ـ ـ ـ ـــة
والتجاري ة دون الم واد اإلداري ة ،حيث س يالحظ جلي ا ب أن المش رع المغ ربي بقي ثابت ا على
المبدأ العام الذي يحرم على الدولة اللجوء إلى التحكيم فقد نص في مادته 527على أنه "
لك ل األش خاص أن يتفق وا على التحكيم في الحق وق ال تي يملك ون التص رف فيه ا باس تثناء
المس ائل ال تي تتعل ق بالنظ ام الع ام " كم ا أن الم ادة 186من نفس الق انون ك انت تقض ي
بوج وب تبلي غ النياب ة العام ة لح ل ال دعاوى ال تي تمس النظ ام ولح ل ال دعاوى ال تي تتعل ق
بال دول والبلدي ـــات والمؤسس ات العمومي ة ،ثم ج اء بع د ذل ك ق انون المس طرة المدني ة لس نة
1974والمصادق عليه بتاريخ 28شتنبر 1974والذي دخل حيز التنفيذ في فاتح أكتوبر
1974ف ألغى ك ل مقتض يات الظه ير الس ابق لس نة 1913وق ام بإع ادة تنظيم التحكيم في
و المالحظ أن قانون المسطرة المدنية لسنة 1974م لم يأت بجديد يذكر ألن المنع
بقي قائم ا حس ب نص الم ادة ،306كم ا أن وج وب تبلي غ النياب ة العام ة في ال دعاوى ال تي
،Dunsher de abranches -54التحكيم والعق ود المتعلق ة باألعم ال العلمي ة ،والتكنولوجي ة والبحثي ة ،واس تخدام المخترع ات ،والدراي ة الفني ة،
تقرير مقدم إلى المؤتمر الدولي الرابع للتحكيم ،موسكو 6-3أكتوبر ،1972مجلة التحكيم ،1972بند ،17ص .284
61
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تكون الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية طرفا بقي قائما ،حسب نص المادة
والتي نال التحكيم فيها مكانة عظيمة ،إذ أن عدم المشاركة يعني العزلة والصيرورة إلى
عالم آخر ،لذا فقد أجاز التحكيم في مجال منازعات االستثمار القائمة بين الدولة والشخص
األجن بي ،وذل ك رغم الحض ر المض روب على التحكيم بم وجب الفص ل 306حيث أثبتت
الممارس ة التعاقدي ة أن المغ رب أخ ذ بنظ ام التحكيم كوس يلة لفض المنازع ات الواقع ة في
مجال االستثمار األجنبي ،ومنها العقد بين مكتب األبحاث والمساهمات المعدنية وشركة
ELFالف الفرنسية سنة ،1979والعقد المبرم بين المملكة المغربية وشركة شال
االنجليزي ة فــي 1975-11-05ليبقى ب ذلك المن ع محص ورا على العالق ات الداخلي ة دون
الدولية. 55
و تحت ضغط التطورات االقتصادية اهتم المشرع اإلداري بالمغرب بضرورة خلق
محيط قانوني مالئم لالستثمار بشكل عام ،وجاذبا للمستثمرين األجانب في عصر عولمة
الص فقات وعولم ة االقتص اد والتن افس بين األنظم ة القانوني ة الوطني ة ،ألن المس تثمرين في
-لقد نصت المادة 306من قانون المسطرة المدنية المغربي على " :يمكن لألشخاص الذين يتمتعون باألهلية أن يوافقوا على 55
التحكيم في الحقوق التي يملكون التصرف فيها غير أنه ال يمكن االتفاق عليه :
-في الهبات والوصايا المتعلقة باألطعمة والمالبس والمساكن .
-في المسائل التي تمس النظام العام وخاصة النزاعات المتعلقة بعقود أو أموال خاضعة لنظام يحكمه القانون العام .
-النزاعات المتصلة بتطبيق قانون جنائي – النزاعات المتعلقة بقوانين تتعلق بتحديد األثمان والتداول الجبري والصرف والتجارة
الخارجية ...
راج ع في الموض وع :التحكيم في العق ود اإلدارية – رس الة لني ل دبل وم الدراسات العليا المعمقة – جامعة عبد المالك السعدي –
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية طنجة السنة الجامعية 2008-2007ص . 22
62
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
حاج ة إلى ج و من األمن الق انوني يعطي لهم رؤي ة واض حة بخص وص التش ريع ال واجب
التطبيق ويطمئنهم على حل نزاعاتهم بالطرق البديلة عن القضاء وفي مقدمتها التحكيم .
و من أجل إحداث ممارسة تحكيمية بالمغرب تعنى بفاعلية التحكيم اإلداري وجدواه
في خدمة المصلحة العامة والعليا للدولة ،كأحد أهم الوسائل القانونية المعترف لها بتسوية
المواد اإلدارية وتحقيق النمو االقتصادي دون اإلخالل بالمركز المالي لميزانية الدولة .
. 56
وعوض الباب الثامن بالقسم الخامس من قانون المسطرة المدنية لسنة 1974
و بناء على ما جاء في مقتضيات هذا القانون ،يتبين أن المشرع المغربي قد خطا
خطوات جد ايجابية في إقرار التحكيم في مجال العقود اإلدارية التي تحتوي طياتها عقود
ص فقات الدول ة ،كم ا أق ر إلى جانب ه وألول م رة الوس اطة االتفاقي ة كإمكاني ة بديل ة لح ل
ح دد المش رع المغ ربي في الق انون رقم 08.05التحكيم ال داخلي على أن ه االتفاقي ة
التي يلتزم بموجبها الطرفان باللجوء إلى هيئة تحكيمية خاصة لتسوية نزاع قائم أو على
وشك الحدوث ،يخص عالقة قانونية معينة ذات طبيعة تعاقدية أو غير تعاقدية ،حيث ينص
الفص ل 307ب أن ...اتف اق التحكيم ه و ال تزام األط راف ب اللجوء إلى التحكيم قص د ح ل
نزاع نشأ أو قد ينشأ عن عالقة قانونية معينة تعاقدية أو غير تعاقدية .
63
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
310من القانون 08.05على أنه " يمكن أن تكون النزاعات المتعلقة بالعقود التي تبرمها
الدول ة أو الجماع ات المحلية محل اتف اق تحكيم " ...ولما ك انت عب ارة النزاع ات المتعلقة
بالعقود جاءت مطلقة وغير محددة ،بحيث يدخل فيها كافة العقود التي تبرمها اإلدارة سواء
المبرم ة في إط ار الق انون الخ اص أو الق انون الع ام وبموجب ه فإن ه يمكن الق ول ب أن العق ود
ال تي تبرمه ا الدول ة في مج ال الص فقات العمومي ة ت دخل في مج ال التحكيم ،م ع مراع اة
311حق إمكانية لجوء المقاوالت العامة والمؤسسات العامة للتحكيم وذلك بالنص علـــى
أنه" :يجوز للمقاوالت العامة الخاضعة لقانون الشركات أن تبرم اتفاقيات وفق اإلجـ ـ ــراءات
بالمقتض يات الخاص ة بالمراقب ة أو الوص اية ،م ع اإلش ارة إلى أن المش رع ق د جع ل التحكيم
كذلك فإن عدم التنصيص في شرط التحكيم على تعيين المحكم أو المحكمين أو ع دم
التنصيص على طريقة تعيينهم ال يؤدي إلى بطالن شرط التحكيم .
و إذا ك انت ه ذه المس اطر واإلج راءات التش ريعية أو التنظيمي ة غالب ا م ا تك ون
ض رورية ألن حري ة المب ادرة الخاص ة ال تي كرس ها الدس تور تقتض ي ايج اد إط ار ق انوني
64
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
مل زم كفي ل وح ده بطمأن ة المس تثمر س واء ك ان وطني ا أو أجنبي ا خاص ا أو عام ا وض مان
مس اواة الجمي ع أم ام الق انون وك ذا تهيئ ة من اخ مالئم للمنافس ة الش ريفة ،ف إن من ال واجب
تبس يط ه ذه اإلج راءات والمس اطر وتقليص ها والح رص على أن يتم العم ل به ا ب أكثر م ا
في ه ذا اإلط ار دش ن القض اء اإلداري المغ ربي أحكام ا إداري ة ج د مهم ة في س بيل
تعزي ز دور التحكيم كمؤسس ة قض ائية خاص ة ووس يلة قانوني ة لتس وية منازع ات العق ود
اإلداري ة لتحقي ق التنمي ة وإ عط اء الحق وق ل ذوي الش أن في أس رع وقت تتطلب ه الس رعة
التنموي ة إلنج از العق ود اإلداري ة ،إنه ا ايجابي ات س جلها القض اء اإلداري المغ ربي بفض ل
تتعل ق بطلب إع ادة النظ ر في ق رار تحكيمي يتعل ق بعق د إداري ،وفي الموض وع قض ت
برفض ه بعل ة أن الطاعن ة وافقت على مبل غ التع ويض المق ترح عليه ا في إط ار مس طرة
التحكيم.58
ص فقاتها على مس طرة التحكيم مث ل م ا ه و منص وص علي ه الح ال في الم ادة 16و 26من
دفتر التحمالت للمكتب الوطني للسكك الحديدية وعقدة التسيير التي تربط إحدى الشركات
-بنسالم أويجال – الوساطة كوسيلة من الوسائل البديلة لفض المنازعات – الطبعة األولى دار القلم الرباط 2009 57
ص . 71
-حكم إدارية الدار البيضاء ،عدد 351بتاريخ 3نونبر 1999في الملف 363/98ع وحكم آخر في نفس الملف 58
بت اريخ 2001-4-26يحم ل رقم 444قض ية ش ركة الص حراء للتج ارة والمن اجم ض د مكتب اس تغالل الم وانئ ومن
معه .
65
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بجماعة الصخور السوداء بالدار البيضاء والمتعلقة بجمع النفايات المنزلية التي تنص في
تحكيمي ة يرأس ها عام ل عمال ة عين الس بع الحي المحم دي ومكون ة من رئيس جماع ة
سبق وأن عرفنا التحكيم بصورة عامة بأنه إجراء أو اتفاق يأذن به المشرع للجهات
واألفراد أو تنصرف إليه إرادة الطرفين المتعاقدين ،يخولهم إحالة ما يمكن أن ينشأ بينهم
من منازع ات ،إلى واح د أو أك ثر من األش خاص يس مون ب المحكمين ،ليفص لوا في
موض وعات وج وانب ال نزاع المع روض عليهم ويقول وا كلمتهم في ه ب دال من أن يفص ل في ه
الحديث ة والجه ات الرس مية والخاص ة واألف راد على ح د س واء لمزاي اه ومبررات ه ال تي
عرضنا ألهمها ،هو في حقيقة األمر تصرف واحد ومستقل في كيانه وأشكاله وإ جراءاته
وجوهره وآثاره ،ولكنه يتنوع وفقا للزوايا المختلفة التي يتم النظر من خاللها إليه ،وذلك
بن اء على األس س التأص يلية ومح ددات المض امين الموض وعية واأله داف اللص يقة ب ه
والنطاق الزماني والمكاني الذي يتم فيه والظروف اإلضافية األخرى التي قد يتأثر ويؤثر
-محمد النجاري – منازعات العقد اإلداري في إطار القضاء الشامل – مجلة القصر العدد 4السنة 2003ص 29 59
.
66
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أنواع وإ ن كان يربطها مبدأ المفهوم الشمولي الذي سبق ذكره .
و هك ذا يتن وع التحكيم من حيث إرادة األط راف المتنازع ة في إنش ائه إلى تحكيم
اختي اري وتحكيم إجب اري ،ومن حيث النط اق الجغ رافي ينقس م إلى تحكيم داخلي وتحكيم
خارجي وأخيرا من حيث األساس الذي يستند إليه المحكمون إلى تحكيم بالقضاء والتحكيم
بالصلح .وهذه األنواع المختلفة سنعمل على توضيحها في الفقرات التالية .
يق وم ه ذا التقس يم بحس ب دور اإلدارة في إنش ائه ،فيك ون التحكيم اختياري ا إذا ك ان
االلتجاء إليه بإرادة األطراف ذوي الشأن ،ويستند إلى اتفاق بينهما ،أما إذا لم يكن إلرادة
األط راف ش أن في تكوين ه ب ل مفروض ا عليهم بنص ق انوني أو نظ ام معين فإن ه يك ون
فالتحكيم االختياري وهو األصل يعتمد على دعامتين هما :اإلرادة الذاتية لألطراف
وإ ق رار المش رع له ذه اإلرادة 60وه و يأخ ذ إح دى ص ورتين فإم ا أن يتم االتف اق علي ه قب ل
نشوء ال نزاع بين األطراف ( ش رط التحكيم ) أو يتم االتفاق بع د نشوء ال نزاع ( مش ارطة
التحكيم ).
و تع ني اختياري ة التحكيم حري ة أط راف ال نزاع لتس ويته به ذا األس لوب المتق دم أو
تركه مفضلين اللجوء إلى القضاء أو ألي طريق آخر لتسوية نزاعهم .
-محمد نور شحاتة – النشأة االتفاقية للسلطات القضائية للمحكمين – دار النهضة العربية 1993ص . 5 60
67
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أم ا التحكيم اإلجب اري فه و يك ون حين يفرض ه المش رع على المتن ازعين لتس وية
بعض المنازع ات نظ را لطبيعته ا الخاص ة ،وتع ذر لج وءهم إلى القض اء بش أنها 61وفي ه ق د
يكتفي المشرع بفرض التحكيم تاركا للخصوم حرية اختيار المحكم وتعيين إجراءته ،وقد
ال يكتفي به ذا الق در من الت دخل فيض ع تنظيم ا ك امال إلج راءات التحكيم ،بحيث ال يك ون
النزاع على إبرام اتفاق التحكيم وهي حاالت في الغالب الشائع منها يكون أطراف النزاع
فيها هم شركات أو هيئات عامة تابعة للدولة وظهر هذا النوع من التحكيم في بداية القرن
العش رين في ال دول االش تراكية مم ا دف ع تل ك ال دول وعلى رأس ها االتح اد الس وفياتي س ابقا
إلى إنشاء هيئات تحكيمية خاصة لفض مثل هذه النزاعات .
اللج وء إلى التحكيم إجباري ا وهي تل ك الح االت ال تي يك ون فيه ا ال نزاع بين المؤسس ات
التابع ة للدولـــة والعلة في ذل ك تعود إلى الطبيع ة المعقدة لتل ك المنازع ات ،هذا وباإلض افة
إلى أن لفظة الخصوم ال يمكن أن تعود على مؤسسات الدولة ألنها هي في الحقيقة عبارة
هذا وال يختلف الحال في مصر أيضا فقد كان هذا النوع من التحكيم معروفا فيها
منذ عام 1966إذ توجد في مصر هيئات خاصة بالتحكيم لحل مثل هذه المنازعات التي
-محم ود هاش م – النظري ة العام ة للتحكيم في الم واد المدني ة والتجاري ة الج زء األول – اتف اق التحكيم دار الفك ر 61
68
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ال يمن ع من أن يجع ل الق انون من نظ ام التحكيم في بعض المنازع ات بين األف راد أم را ال
ابتداء وإ نما على األفراد أطراف هذه المنازعات ،إن أرادوا الفصل فيها االلتجاء إلى نظام
التحكيم ال ذي ق رره الق انون وجعل ه إلزامي ا ،وه ذا الن وع من نظ ام التحكيم ه و م ا يع رف
بالتحكيم اإلجباري ،ومن المقرر أن النص في المادة 4من القانون االتحادي رقم 4لسنة
2000في ش أن هيئ ة وس وق اإلم ارات لألوراق المالي ة والس لع ،على أن أوال :للهيئ ة في
س بيل تحقي ق أغراض ها ممارس ة الص الحيات اآلتي ة :وض ع األنظم ة التالي ة بالتش اور
عن تداول األوراق المالية والسلع ) ...وفي المادة 30من ق رار رئيس مجلس إدارة هيئ ة
األوراق المالي ة رقم 1لس نة 2000بش أن النظ ام الخ اص بالوس طاء على أن ( تخض ع
جميع النزاعات ذات الصلة بتداول األوراق المالية والسلع والوسطاء ألحكام نظام التحكيم
الذي تضعه الهيئة بالتش ـ ـ ـ ـ ــاور والتنسيق مع األسواق المرخصة في الدولة .وفي المادة 2
من قرار رئيس مجلس إدارة هيئة األوراق المالية رقم 1لسنة 2001بشأن نظام التحكيم
في المنازع ات الناش ئة عن ت دوال األوراق المالي ة والس لع على أن يتم الفص ل في
المنازعات الناشئة عن تطبيق القانون فيما بين المتعاملين في مجال األوراق المالية والس لع
عن طريق التحكيم دون غيره ،ويطبق في هذا الشأن أحكام هذا النظام ،ويعتبر التعامل في
-عصمت عبد اهلل الشيخ – التحكيم في العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي دار النهضة العربية القاهرة 2000ص 63
. 30
69
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
األوراق إق رار بقب ول التحكيم والتزام ا بتنفي ذ حكم المحكمين وتن ازال عن ط رق الطعن في ه
إلى ج انب ه ذا كل ه هن اك ن وع من أن واع التحكيم تأخ ذ ب ه بعض الق وانين ويك ون
خليط ا من التحكيم االختي اري والتحكيم اإلجب اري ،ويتحق ق ه ذا الن وع من التحكيم عن دما
يك ون اختص اص هيئ ة التحكيم اختياري ا بالنس بة ألح د أط راف ال نزاع وإ جباري ا بالنس بة
للطرف اآلخر 65بمعنى أنه إذا لجأ الطرف الذي أعطاه القانون حق االختيار إلى التحكيم
ف إن الط رف اآلخ ر يك ون مج برا على قب ول التحكيم ،وه ذا الن وع أخ ذ ب ه الق انون الكوي تي
حيث ج اء في الم ادة الثاني ة من الق انون رقم 11لس نة 1995فق رة : 3تختص هيئ ة
التحكيم باآلتي – 3 .... - 2 ... - 1 :الفصل في طلبات التحكيم التي يقدمها األفراد أو
في المنازعات التي تقوم بينهم ،وتلتزم هذه الجهات بالتحكيم ما لم تكن المنازعة قد سبق
و في الشأن المغربي في شأن األخذ بالتحكيم اإلجباري ،فإن مدونة الشغل بالمملكة
المغربية أخذت بالتحكيم اإلجباري حول تسوية منازعات الشغل الجماعية ،مما يعني العمل
بالتحكيم اإلجباري في حل نزاعات الشغل الجماعية بنص المادة 580من قانون الشغل.67
-الطعن رقم 2007 / 50مدني جلسة 2007-4-17محكمة تمييز دبي اإلمارات العربية المتحدة . 64
-شمس مرغني علي – التحكيم في منازعات المشروع العام – عالم الكتب القاهرة 1973ص . 6 65
-خالد فالح عواد العنزي – التحكيم في العقود اإلدارية في الكويت – الطبعة األولى – دار النهضة العربية القاهرة 66
2007ص . 27
-راج ع في الموض وع :بق الي محمد – المفي د في التحكيم وف ق الق انون المغ ربي المرك ز الدولي للوس اطة والتحكيم 67
70
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يعت بر اقليم الدول ة ه و المعي ار المم يز بين ه ذين الن وعين من التحكيم ،ف التحكيم
الوطني هو الذي يقع داخل اقليم الدولة وبين رعاياها ،أما األجنبي فهو الذي يقع خارج
اقليم الدولة ويراد تطبيق حكمه داخل اقليمها ،ويمكن القول بأن التفرقة بين هذين النوعين
عام 1981وأصدر قانون خاص بالتحكيم الدولي والذي كان في ستة عشر مادة .
و في مصر يعد التحكيم داخليا ومن ثم يخضع ألحكام ق انون التحكيم رقم 27لسنة
1994متى صدر حكم التحكيم في مصر ،حتى ولو كان تحكيما تجاريا دوليا ،أي يحسم
نزاع ا ناش ئا عن عالق ة قانوني ة ذات ط ابع اقتص ادي وك ان موض وعه متعلق ا بالتج ارة
الدولـــية وذلك بشرط توافر إحدى الحاالت التي نص عليها القانون رقم 27لسنة 1994
مص ر ،وه ذا الن وع من التحكيم خ ارج عن نط اق الخض وع للق انون المص ري وذل ك على
ال رغم من أن التحكيم التج اري ال دولي ،أي المتعل ق بالتج ارة الدولي ة يمكن أن يخض ع
لقانون التحكيم المصري في حالة اتفاق أطرافه على إخضاعه لهذا القانون .
-جورج حزبون – النظام القانوني للتحكيم األجنبي في القانون الداخلي –مجلة الحقوق الكويتية العدد الرابع السنة 68
1987-11ص . 163
71
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
على معي ارين أولهم ا جغ رافي يس تند إلى تع دد جنس يات أط راف التحكيم وتع دد األم اكن
ومك ان التنفي ذ ومك ان التحكيم ومح ل إقام ة أط راف ال نزاع وثانيهم ا اقتص ادي حيث يك ون
التحكيم دوليا متى كان موضوعه نزاعا يتعلق بالتجارة الدولية ،حيث نصت المادة الثالثة
من قانون التحكيم على أن يكون التحكيم دوليا متى كان موضوعه يتعلق بالتجارة الدولية
.69
و ق د س لك المش رع العم اني فيم ا يخص معي ار دولي ة التحكيم ،المعي ار الم زدوج
كأس اس للتحكيم ،ذل ك المعي ار ال ذي يق وم على الجم ع بين ك ل من المعي ار االقتص ادي
والقانوني ،وهذا ما أكدته المادة الثالثة من قانون التحكيم العماني على أنه " يكون التحكيم
دوليا في حكم هذا القانون إذا كان موضوعه نزاعا يتعلق بالتجارة الدولية ".
و من المفترض أن ما نصت عليه هذه المادة جاءت على سبيل المثال ال الحصر،
ألن معي ار ( طبيع ة ال نزاع وم دى اتص اله بعملي ات التج ارة الدولي ة ) معي ار م رن يتس ع
ليشمل حاالت جديدة تعد من قبيل التجارة الدولية ،السيما مع التطور المستمر والمتسارع
للتجارة الدولية ،وانضمام السلطنة إلى منظمة التجارة الدولية وتوقيعها التفاقيات التجارة
الحرة مع عدد من الدول والتكثالت االقتصادية ،وكان حري بالمشرع أن ينص على تبنيه
للمعيار ،ويترك للفقه والقضاء أمر تفسيره ووضع ضوابط أعماله. 70
-عب د العزي ز عب د المنعم خليف ة – التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة الداخلي ة والدولي ة – دار الكتب القانوني ة 69
الدكتوراه في القانون العام – كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية طنجة الموسم الجامعي 2012-2011ص
. 348
72
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و لق د س ار على ه ذا النهج المش رع المغ ربي حيث ج اء في الق انون رقم 08.05
السالف الذكر يعتبر دوليا التحكيم الذي يتعلق بمصالح التجارة الدولية ،والذي يكون ألحد
أطراف ه على األق ل م وطن أو مق ر بالخ ارج ولق د رب ط المش رع المغ ربي الص فة الدولي ة
– 1إذا كان ألطراف اتفاق التحكيم وقت إبرام هذا االتفاق مؤسسات بدول مختلفة .
– 2أو تعلق األمر بأحد األمكنة التالي بيانه ،واقعا بخارج الدولة الموجودة بها مؤسسات
األطراف .
أ – مك ان التحكيم ،عن دما يك ون منصوص ا علي ه في اتف اق التحكيم أو معين ا بمقتض ى ه ذا
االتفاق .
ب – كل مكان يجب أن ينفذ فيه جزء مهم من االلتزامات المترتبة على العالقة التجارية
أو المكان الذي تربطه أكثر بموضوع النزاع صلة وثيقة .
أو إذا ك ان األط راف متفقين ص راحة على أن موض وع اتف اق التحكيم يهم أك ثر من بل د
واحد .
و في دولة اإلمارات العربية المتحدة يالحظ أن التحكيم قد حظي في اآلونة األخ يرة
باهتمام كبير ،من خالل المراكز التي أسستها غرف التجارة والصناعة في إمارات الدولة،
وق د ع ني المش رع بتنظيم إج راءات التحكيم التج اري في الدول ة من خالل الم واد ال تي
تضمنها قانون اإلجراءات المدنية ،حيث لم يتم إصدار قانون خاص بالتحكيم .
73
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
نج د الم ادة 203من ق انون المع امالت المدني ة تنص في الفق رة 1منه ا على أن ه يج وز
للمتعاقدين بصفة عامة أن يشترطوا في العقد األساسي ،أو باتفاق الحق عرض ما قد ينشأ
بينهم من النزاع ،في تنفيذ عقد معين على محكم أو أكثر ،كما يجوز االتفاق على التحكيم
أم ا دستور اإلم ارات ،فق د ش رع أن يك ون لالتح اد محكم ة اتحادي ة ابتدائي ة أو أك ثر
تنعقد في عاصمة االتحاد الدائمة أو في بعض عواصم اإلمارات لممارسة الوالية القضائية
المنازعات المدنية والتجارية واإلدارية بين االتحاد واألفراد سواء كان االتحاد فيها
و هذا يعني أن القانون االتحادي رقم 11لسنة 1992بشأن اإلج راءات المدني ة ،لم
يقيد ويحدد صفة المتعاقدين ،بل تركها على إطالقها وعمومها بذكره عبارة ( المتعاقدين
بص فة عام ة ) فهي تع ني الف رد ،وتع ني الش خص المعن وي الع ام ،كم ا تع ني الش خص
ك ذلك نج د أن دس تور دول ة اإلم ارات ق د منح المح اكم االتحادي ة س لطة الوالي ة
القضائية في نظر المنازعات المدنية والتجارية واإلدارية بين االتحاد واألفراد سواء كان
-راجع في الموضوع :عبد اهلل حمد عمران الشامسي – التحكيم في المنازعات اإلدارية في دولة اإلمارات العربية 71
المتحدة – دراسة مقارنة – رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية الحقوق جامعة القاهرة 2007ص . 73
74
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و لم ينص الدس تور على تأس يس قض اء إداري منفص ل عن القض اء المدن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــي
والتج اري ،كم ا لم تنص الم واد القانوني ة المنظم ة للتحكيم على فص ل التحكيم اإلداري عن
التحكيم التج اري والم دني ،ب ل س اوى المش رع بين أط راف ال نزاع ،ولم يش ترط إج راءات
خاصة بالتحكيم اإلداري ،بل شملت النصوص كافة المتعاقدين بصفة عامة .
العق ود اإلداري ة ،كم ا لم يخص ه بق انون خ اص ب ه ،أو بتش ريع مس تقل يم يزه ب إجراءات
مختلف ة عن التحكيم في العق ود التجاري ة أو المدني ة التابع ة للق انون الخ اص وأم ا في الواق ع
العملي فإننا نتفق مع من قال بأن المطبق هو أن الدولة والمصالح الحكومية تقبل التحكيم
ال داخلي قليـــال ،وكث يرا م ا ت ذهب إلى التحكيم ال دولي ،وهي بص دد إص دار تش ريع يس مح
بالنسبة لألشخاص االعتبارية العامة التي ال تتبع وزيرا ويجوز التفويض في ذلك. 72
ينقس م التحكيم من حيث س لطة المحكمين في الفص ل في ال نزاع إلى تحكيم طبق ا
لقواعد القانون ،وتحكيما طبقا لقواعد العدل واإلنصاف ،فالتحكيم وفقا لقواعد القانون ،هو
التحكيم ال ذي يتقي د في ه المحكم ون بقواع د الق انون الموض وعي عن د الفص ل في ال نزاع
المطروح عليهم ،بينما التحكيم طبقا لقواعد العدل واإلنصاف هو التحكيم الذي ال يتقيد فيه
المحكم ون بقواع د الق انون الموض وعي عن د الفص ل في ال نزاع ،حيث يمكنهم الفص ل في
- 72د /يسرى محمد العصار ،التحكيم في المنازعات اإلدارية العقدية وغير العقدية ،دار النهضة العربية ،سنة 2002م ،ص .14
75
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ال نزاع المع روض عليهم اس تنادا إلى قواع د العدال ة ،ول و أدى ذل ك إلى اس تبعاد قواع د
و األص ل في التحكيم أن ه تحكيم طبق ا لقواع د الق انون ،بينم ا التحكيم طبق ا لقواع د
العدل واإلنصاف هو االستثناء ،ويترتب على ذلك لزاما أنه يجب أن يكون منصوصا عليه
في االتفاق صراحة ،وعند تفسيره يجب التزام التفسير الضيق .
و في الن وعين ال يتقي د المحكم ون بأوض اع المرافع ات ،وم ا تقض ي ب ه إال أنهم
يتقي دون رغم ذل ك بالمب ادئ األساس ية للتقاض ي ،كض رورة اح ترام حق وق ال دفاع ،وتمكين
الخص وم من إب داء طلب اتهم ودف وعهم ودف اعهم ،باإلض افة إلى ال تزامهم بالقواع د القانوني ة
المنظم ة للتحكيم كم ا ال يف ترق التحكيم م ع التف ويض بالص لح عن التحكيم وفق ا للق انون من
حيث الطبيعة القانونية فكالهما قضاء ويصدر قرار المحكم ملزما لألطراف وحائزا لحجة
بيد أن التحكيم وفقا لمبادئ العدالة يمكن اعتباره إذا ما اختاره أطراف النزاع تنازال
عن االس تئناف ل دى النظم ال تي تج يز الطعن في أحك ام المحكمين باالس تئناف كق انون
في الفقرة األولى والثانية من المادة 39منه على أن تفصل هيئة التحكيم في النزاع طبقا
للقواعد القانونية التي يتفق عليها الطرفان ،أو القواعد الموضوعية في القانون الذي ترى
- 73د /يسرى محمد العصار ،التحكيم في المنازعات اإلدارية العقدية وغير العقدية ،دار النهضة العربية ،سنة 2002م ،ص .14
76
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
هيئ ة التحكيم أن ه أك ثر اتص اال ب النزاع ،إذا لم يتف ق الطرف ان على القواع د القانوني ة واجب ة
و قد نصت الفقرة الرابعة من نفس المادة على أنه " :يجوز لهيئة التحكيم إذا اتفق
طرف ا التحكيم ص راحة على تفويض ها بالص لح أن تفص ل في موض وع ال نزاع على قواع د
كم ا أخ ذ المش رع الفرنس ي أيض ا بكال الن وعين من التحكيم في ق انون المرافع ات
الملغى وأعاد النص على ذلك في قانون المرافعات الجديد الصادر بمرسوم 12مايو لسنة
. 1981
و في دولة اإلمارات العربية المتحدة يكون التحكيم بالقضاء عندما يتفق األطراف
على ح ل ال نزاع بينهم عن طري ق التحكيم بص فة عام ة س واء عن طري ق اش تراط ذل ك في
العق د األساس ي ،74أو باالتف اق الحق ا بش روط خاص ة وفق ا لم ا ج اء في الفق رة 1من الم ادة
203من القانون االتحادي رقم 11لسنة 1992بشأن اإلجراءات المدنية لدولة اإلمارات
والمع دل بالق انون االتح ادي رقم 30لس نة 2005وال يش ترط في ه ذا الن وع من التحكيم
ذك ر أس ماء المحكمين في عق د أو مش ارطة تحكيم ،وإ نم ا يحيل ون ن زاعهم للح ل بطريق ة
-يفرق قانون المرافعات المدنية رقم 11لسنة 1992لدولة اإلمارات العربية المتحدة بشأن التحكيم ( م ) 2/ 237 74
بين التحكيم بالص لح والتحكيم بالق انون " إذ يصدر المحكم ون حكمهم على مقتض ى قواع د الق انون إال إذا ك انوا مفوضين
بالصلح فال يتقيدون بهذه القواعد .
و نظ ام التحكيم الس عودي الص ادر س نة ( 1983م ) 16إال أن ه أوجب التحكيم بالص لح ص دور الحكم باإلجم اع ،أم ا إذا
كان التحكيم بالقانون فإن أغلبية اآلراء كافية إلعطاء الحكم آثاره .
77
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التحكيـ ـ ـ ـ ـ ـــم وبواس طة محكمين يتم اختي ارهم حس ب االتف اق فيم ا بين الخص وم ،أو وفق ا لم ا
ينص عليه القانون ،ليصدر المحكم أو المحكمين حكمهم في النزاع بمقتضى القانون.75
الن ــزاع ،ومن تم تنقضي الحقوق وااللتزامات التي نزل عنها المتعاقدون ،ومن تم ال يجوز
للمحكم المص الح أن يقضي لصالح أحد األطراف بكل ما يدعيه ،كم ا أن التحكيم بالصلح
و عمال بنص الم ادة رقم 205من الق انون رقم 11لس نة 1992بش أن اإلج راءات
المدنية لدولة اإلمارات العربية المتحدة 76فإنه ال يجوز تفويض المحكمين بالصلح ،إال إذا
ك انوا م ذكورين بأس مائهم في االتف اق على التحكيم أو في وثيق ة الحق ة ،وعلى ذل ك يص الح
المحكم بالص لح ،أي يمل ك أن ي نزل بعض حق وق أح د الخص وم ،مقاب ل أن ي نزل خص مه
بعضا مما يتمسك به ،وقد فوض المحكم المصالح بتنسيق التقابل في الحقوق وااللتزامات،
وال يعت بر المحكم بالص لح مف وض بالص لح ،وعمال بنص الفق رة 2من الم ادة 212من
ق انون اإلجراءات المدنية اإلم اراتي ،77يك ون حكم المحكم على مقتض ى قواع د الق انون إال
إذا ك ان مفوض ا بالص لح فال يتقيد به ذه القواع د عدا ما تعل ق منه ا بالنظ ام الع ام ،واالتف اق
على تفويض المحكم بالصلح ال أثر له على الطبيعة القضائية للتحكيم ،فال يغير منها ،فهو
-تنص الم ادة 205من الق انون االتح ادي رقم 11لس نة 1992بش أن اإلج راءات المدني ة لدول ة اإلم ارات العربي ة 76
المتح دة " :ال يج وز تف ويض المحكمين بالص لح إال إذا ك انوا م ذكورين بأس مائهم في االتف اق على التحكيم أو في وثيق ة
الحقة" .
-تنص الفق رة 2من الم ادة 212من ق انون اإلج راءات المدني ة اإلم اراتي " :ويك ون حكم المحكم على مقتض ى 77
قواعد القانون إال إذا كان مفوضا بالصلح فال يتقيد بهذه القواعد عدا ما تعلق منها بالنظام العام " .
78
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ط رق الطعن في الحكم الص ادر عن المحكم بالق انون ،ومن المس لم ب ه أن ش رط التف ويض
بالص لح يع ادل التن ازل عن االس تئناف ،ولكن يبقى االس تئناف ممكن ا قانون ا ض د أحك ام
تقدير المحكم ،وحسن عدالته هي األساس في االتفاق للجوء إلى التحكيم ،فإن اشتراط ذكر
أس ماء المحكمين في االتف اق غايت ه التحق ق من أن أس ماء المحكمين المص الحين ك انت
واض حة في أذه ان المحتكمين ،وأنه ا ذات ثق ة في إج راء التحكيم بالص لح ،غ ير أن ه من
الج ائز اتف اق الخص وم على تخوي ل ش خص معين باس مه أو بص فته اختي ار المحكم أو
المحكمين ك ذلك يج وز تع يين المحكم بص فته إذا ك انت ه ذه الص فة تص لح لتحدي د ش خص
التحكيم هو اتفاق على طرح نزاع على شخص معين أو أشخاص معينين ليحكموا
خالفهم على محكم أو أكثر للفصل فيه في ضوء قواعد القانون ومبادئه العامة التي تحكم
إج راءات التقاض ي ،أو على ض وء قواع د العدال ة وفق ا لم ا ينص علي ه االتف اق ،م ع تعه د
-جم ال حس ن النج ار – التحكيم وفق ا لق انون اإلج راءات المدني ة رقم 11لس نة 1992لدول ة اإلم ارات العربي ة 78
79
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أطراف النزاع بقبول الحكم الذي يصدر عن المحكمين والذي يحوز حجية األمر المقضي
و للتحكيم ذاتية خاصة تميزه عن الوسائل األخرى لتسوية المنازعات هذه األخيرة
التي تحسم بعض النظر عن نوعها إما قضاء وإ ما صلحا أو توفيقا .إذن إن اتفاق التحكيم
م ا ه و إال عق د ي رتب على ع اتق طرفي ه التزام ات متبادل ة وبالت الي وجب أن تت وافر في ه
الشروط الموضوعية الالزمة لصحة هذا االتفاق وكذلك الشروط الشكلية .
ك ل ه ذه األفك ار س نعمل على تحليله ا وتوض يحها في مطل بين نتن اول في األول
التحكيم وتمييزه عن بعض األنظمة المشابهة ،أما الثاني فسنخصصه لشروط التحكيم .
يختل ف التحكيم عن مجموع ة من النظم ال تي تتش ابه مع ه ،ويتعل ق األم ر بنظ ام
و لإللم ام بك ل ه ذه األفك ار س نعمد إلى تقس يم ه ذا المطلب إلى ف رعين نتن اول في
الف رع األول التحكيم وتمي يزه عن الص لح والخ برة أم ا الف رع الث اني فس نعالج في ه التحكيم
غ ير طري ق القض اء الع ام في الدول ة ،فإن ه يع د نظام ا خاص ا متم يزا بقواع ده عن الوس ائل
-يسري محمد العصار – التحكيم في المنازعات اإلدارية العقدية وغير العقدية دار النهضة العربية القاهية 2002 80
ص . 14
80
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ف المحكم ليس قاض يا أو مص الحا وال ه و وكيال وال ح تى خب يرا ،إنم ا ه و ش خص
يعه د إلي ه بالفص ل في ن زاع مع روض على التحكيم بحكم نه ائي ومل زم لألط راف وقاب ل
للتنفيذ .
و الج دير بال ذكر أن ه ال ع برة بالتس مية ال تي ق د يطلقه ا األف راد على اتف اقهم ،وإ نم ا
الع برة بحقيق ة عم ل الش خص ال ذي تم اختي اره ،وم ا إذا ك ان تحكيم ا أم ال 81وفيم ا يلي
الص لح ه و وس يلة لتس وية المنازع ات بين األف راد والجماع ات يق وم به ا األط راف
ذووا الش أن بأنفس هم أو من يمثل ونهم ،وبمقتض اه يحس مون خالف اتهم عن طري ق ن زول ك ل
و لقد عرف المشرع المصري الصلح في المادة 549من التقنين المدني المصري
بأنه " :عقد يحسم به الطرفان نزاعا قائما أو يتقيان به نزاعا محتمال وذلك بأن ينزل كل
أما المشرع الفرنسي فقد عرفه في المادة 2044من التقنين المدني الفرنسي 83بأنـــه
" :عق د يحس م ب ه المتعاق دان نزاع ا قائم ا أو يتقي ان ب ه نزاع ا محتمال ويتض ح من ه ذين
-محمود السيد التحيوي – الصلح والتحكيم في المواد المدنية والتجارية – دار الفكر الجامعي 2003ص . 141 82
83
- Robert (J) Arbitrage civil et commercial tome 1 troisième édition 1961 p 5 .
81
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و هذا ما سار عليه المشرع العماني حيث جاء في المادة 505من مشروع قانون
المع امالت المدني ة :الص لح عق د يحس م الطرف ان بمقتض اه نزاع ا قائم ا أو يتوقع ان نزاع ا
يشتمل على تنازالت متبادلة بين األطراف ،في حين أن التحكيم يحسم النزاع بصفة نهائية
بحكم يقضى لطرف بكامل طلباته أو جزء منها دون أن يقدم أية تنازالت.84
القضية ال يعدو أن يكون عقدا وليس حكما له حجية الشيء المحكوم به 85فالصلح ال تتم
االستعانة فيه دائما بالغير لحل النزاع وإ نما يمكن أن يتم وديا بين أطرافه ،باإلضافة إلى
أما التحكيم فيتم فيه اللجوء للغير لتسوية منازعاتهم ،وكذلك فإنه ال يتم عن طريق
تقديم أية تنازالت بل يتم صدور حكم لصالح أحد األطراف المتنازعة .
-حسن محمد هند – التحكيم في المنازعات اإلدارية – دار الكتب القانونية القاهرة 1989ص . 9 84
-القاعدة رقم 97الص ادرة في العدد 15سنة 2004حقوق رقم الصفحة 650التي تضمنها حكم محكمة التمي يز 85
82
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و هناك وجه من التماثل بين التحكيم والصلح في أن كل منهما أداة قانونية لتسوية
المنازعات مستقلة عن القضاء باإلض افة إلى أن كال النظامين يتطلب وكالة خاصة وأهلية
التصرف .
و يمكن للمحكم أن يق وم ب دور الص لح ،فق انون المع امالت المدني ة بدول ة اإلم ارات
أجاز تفويض المحكمين بالقيام بوظيفة الصلح واشتراط أن يكونوا مذكورين بأسمائهم في
و يستفاد مما تقدم أن الصلح مجرد اقتراحات ال تلزم أطراف النزاع على األخذ بها
فيمكن أن تبوء بالفشل فال تفصل في ذلك النزاع فيعتبر تقريبا لوجهات النظر .
يتم تسوية النزاع عن طريق الصلح بنزول كل طرف من األطراف المتنازعة عن
األطراف المتنازعة فيه على اختيار محكم يعهدون إليه بحسم النزاع استقالال عنهم بحكم
ملزم لهم وال يشترط فيه أن يتنازل طرف لصالح آخر .
83
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
قد يقب ل حكم المحكمين الطعن بط رق الطعن المختلفة بحسب القواع د العامة ،بينما
عق د الص لح يل زم أطراف ه وغ ير قاب ل للطعن بط رق الطعن المق ررة بالنس بة لألحك ام ،وإ ن
الموضوعي محل النزاع ،أما التحكيم فإنه ال يتضمن أي تنازل عن الحق بل أن المحكم ق د
التش ابه بينهم ا في اتف اق ط رفي ال نزاع على االبتع اد عن طري ق القض اء في من ازعتهم،
ح دوث المنازعـــة وبن اء على اتف اق بين أط راف ال نزاع ،وي رى أح د الب احثين أن التحكيم
يتش ابه م ع الص لح في أن كال منهم ا يوج د في ه ط رف ث الث :ففي التحكيم هن اك المحكم
رسمي يسعى من خالله المصلح إلى حمل أطراف النزاع على الوصول إلى اتفاق بتقريب
وجه ات النظ ر بينهـ ـ ـ ـــم وتق ديم المعون ة الفني ة لهم والبحث عن تس وية غ ير رس مية يتم
التفاوض عليها.88
-أحمد حسان الغندور ،التحكيم في العقود الدولية لإلنشاءات ،دار النهضة العربية القاهرة مصر 2007ص . 25 87
-راجع في الموضوع :نجمة حمد األحمد التعاقد من الباطن في نطاق العقود اإلدارية أطروحة لنيل الدكتوراه في 88
84
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الخبرة هي استعانة األطراف المعنية عندما تقع المنازعات بينها بخبير أو أكثر يتم
اختي ارهم باتف اق وإ رادة األط راف يس مون ب الخبراء ليقوم وا بدراس ة أو معاين ة ج وانب
المنازعات المطلوبة منهم ،ومن تم يقدموا لذوي الشأن رأيهم أو تقريرهم حول الموضوع
لتتم االستعانة به بصورة أو بأخرى لإلسهام في الوصول إلى حلول مقبولة بقدر اإلمكان،
أو لإلس تئناس واالسترش اد بمض مونه لفض المنازع ات القائم ة بع د ذل ك ب أي طري ق من
وبن اء على ذل ك ف إن الخ برة المقص ودة هن ا هي (الخ برة الودي ة) وليس ت الخ برة
القضائية التي قد يأمر بها القضاء الرسمي في الدولة ولهذا ،فإن هذه الخبرة تختلف عن
التحكيم من حيث أنه ا يتم اللج وء إليه ا في الغ الب األعم بع د أن تق ع المنازع ات فعال بين
األطراف المعنية ،وتكون في المسائل الفنية المتخصصة جدا ،ومن حيث أنها تقدم للفرقاء
مجرد آراء استشارية أو تقديرية أو اجتهادية (فقط) وبالتالي فإن هذه الخبرة الودية ال تقدم
النهائية.
وعلى ه ذا األس اس يقص د ب الخبرة ذل ك اإلج راء ال ذي يعه د بمقتض اه القاض ي أو
المحكم أو الخص وم إلى ش خص بمهم ة إب داء رأي ه في بعض المس ائل ذات الط ابع الف ني
الذي يكون على دراية بها ودون إلزام القاضي أو الخصوم هذا الرأي.
و في حالة اختيار الخبير من قبل الخصوم فإنه قد يحدث الخلط بينه وبين المحكم،
بمعنى أن التساؤل يثور حول ما إذا كان األمر يتعلق بعمل من أعمال الخبرة ،ويرجع ذلك
85
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إلى وجود بعض أوجه التشابه بينهما ،فكل من الخبير والمحكم ليس قاضيا وال ينتمي إلى
السلطة القضائية ،وكالهما يختار من قبل الخصوم للنظر في مسألة محل نزاع بين ـ ـــهم .
وب الرغم من ذل ك فإن ه يوج د بين التحكيم والخ برة ف ارق ج وهري ه و الف ارق بين ال دور
المس ند إلى ك ل من المحكم والخب ير ،ف المحكم مطل وب من ه أن يبحث ال نزاع ليفص ل في ه
بحكم مل زم ج ائز لق وة الش يء المقض ي ب ه ،في حين أن الخب ير يبحث المس ألة الفني ة ال تي
و مم ا ه و ج دير بال ذكر أن ه يجب أال يعت د بالتس مية ال تي يطلقه ا الخص وم على
الشخص يعهدون إليه بمهمة التحكيم أو الخبرة ،وإ نما العبرة دائما بطبيعة المهمة التي تناط
بهذا الشخص والتي يمكن الكشف عنها من خالل الواقع وظروف القضية .
و بناء عليه إذا اتفق البائع والمشتري على تحديد ثمن المبيع بمعرفة شخص ثالث،
فإن هذا الشخص ال يعد محكما لكونه كما انتهى إليه قضاء النقض الفرنسي بعد تردد يعد
و يظل هناك فارق بين الخبير والمحكم يتعلق بكيفية أداء كل منهما للمهمة المنوط ة
ب ه ،ف المحكم يص در ق راره بن اء على م ا يقدم ه ل ه األط راف من مس تندات ومرافع ات ،أم ا
الخب ير فه و يعتم د على معلومات ه وخبرات ه ،فض ال عم ا يقدم ه ل ه األط راف من معلوم ات،
فالخبير له التصدي وإ بداء رأيه دون حاجة للرجوع لألطراف ،وهو ما ال يتسنى للمحكم
-محمود مختار أحمد بربري – التحكيم التجاري الدولي – الطبعة الثالثة دار النهضة العربية القاهرة مصر 2007 90
ص . 22-21
-محم ود الس يد عم ر التحي وي – أن واع التحكيم وتمي يزه عن الوكال ة والص لح والخ برة دار المطبوع ات الجامعي ة 91
86
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ال ذي يتحتم علي ه تخوي ل األط راف إمكاني ة تق ديم مس تنداتهم وح ق ك ل ط رف في االطالع
على ما يقدمه الطرف اآلخر ،فهو يقوم بدور مشابه لدور القاضي .
و الج دير بال ذكر أن ه ي راعى عن د اختي ار الخب ير درايت ه الفني ة ،وال يراع يى ذل ك
بالنس بة للمحكم ألن ه بإمكان ه االس تعانة بخب ير ،وك ذلك ع دم ج واز الطعن ب الطرق المق ررة
قانونا في قرار الخبير ألنه ال يصدر حكما ،بينما يجوز ذلك بالنسبة لحكم المحكم .
و عليه وبناء على ما سبق ،يتبين لنا أن عملية الخبرة ليس هدفها حسم نزاع معيـــن
وإ نم ا ه دفها إعط اء رأي متخص ص بص دد مش كلة م ا ،في حين أن اله دف من العملي ة
يعرف التحكيم كما سبقت اإلشارة إلى ذلك بأنه نزول أطراف النزاع عن االلتجاء
إلى قضاء الدولة والتزامهم بطرح النزاع على محكم أو أكثر لحسم النزاع بحكم ملزم.92
و تقوم الفكرة األساسية للتحكيم على ترك الحرية ألطراف العقود في اختي ار وسيلة
تس وية منازعته ا س واء فيم ا يتعل ق بالجه از المكل ف ب ذلك أو فيم ا يتعل ق بنظ ام عم ل ه ذا
الجهاز.
عن القض اء وعرض ها على محكمين ليحكم وا فيه ا وف ق ق انون العالق ة القانوني ة مح ل
ال نزاع ،ل ذلك فق د يختل ط التحكيم ب التوفيق والقض اء ل ذلك س نعرض ع بر الفق رات التالي ة
-علي سالم ابراهيم – الرقابة القضائية على التحكيم أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق جامعة عين شمس القاهرة 92
1997ص . 6
87
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التمي يز بين التحكيم والتوفي ق والقض اء وذل ك على المن وال الت الي :الفق رة األولى التحكيم
التوفيق هو صورة من صور تسويات المنازعات بطرق ودية ،ينص عليه في عقد
معين بأن ه عن د اختالف األط راف فإن ه يج وز لهم اللج وء إلى التوفي ق لتس وية األوضـــاع
بينهم. 93
و يمكن تعري ف التوفي ق بأن ه ":طري ق ودي لفض المنازع ات عن طريق ه يس تطيع
الخص وم بأنفس هم أو بمس اعدة ش خص من الغ ير ،االجتم اع والتش اور والوص ول إلى ح ل
منهي للخصومة ،فإذا نجح في التوصل إلى هذا يحررون به محضرا رسميا موقعا منه ـ ـــم
و نظام التوفيق يقوم على قيام الموفق أو الموفقين الذين يقع عليهم اختيار األط راف
بتق ريب وجه ات النظ ر بين المتن ازعين ،بحيث يجعلهم يش تركون مع ه في ايج اد تس وية
مناسبة لحكم النزاع ،أو على األقل يحيطهم علما بالقرار الذي سوف يتخذه في هذا الشأن،
ف إذا لم يقب ل األط راف اق تراح الموف ق أو انس حبوا ،أو انس حب أح دهم أثن اء س ير عملي ة
-سحر عبد الستار إمام يوسف – المركز القانوني للمحكم دراسة مقارنة – دار النهضة العربية مصر سنة 2006 93
ص . 44
-علي رمضان بركات – خصومة التحكيم في القانون المصري والمقارن – أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق – 94
88
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التوفيق ،فإن أي قرار يصدر منه ال يكتسب أية قوة إلزامية ،ويظل باب التقاضي متاحا
ألطراف النزاع.95
التحكيم كوس يلة تس وية للمنازع ات ه و اإلرادة الح رة بين أط راف ال نزاع ،ففي حال ة
الع زوف عن ه ينعق د اختص اص الق اء تلقائي ا ،أم ا اللج وء للج ان التوفي ق ال تي يسند له ا ه ذه
المهمة فإنه يتخذ طابع الوجوب في حالة وجود الدولة أو شخصا اعتباريا عاما طرفا في
النزاع .
و الفرق اآلخر هو أن األحكام الصادرة عن هيئة التحكيم ملزمة ألطرافها ،أما ما
يصدر عن الموفقين أو لجان التوفيق فيخلو من صفة اإللزام وال يعدو أن يكون توصي ـــة،
وفي حالة الموافقة على تلك التوصية خالل خمسة عشر يوما من قبل األطراف المتنازعـــة
و هناك أيضا فارق جوهري ،حيث يرى جانب من الفقه ضرورة األخذ به للتمكن
من التمي يز بين التحكيم والتوفي ق وه و أن األخ ير ينب ني على تن ازالت من أط راف ال نزاع
ليتم التوصل إلى اتفاق يحرر به محضر في صيغة عقد ليكون ملزما ألطرافه طبقا لقاعدة
-أحم د مخل وف – اتف اق التحكيم كأس لوب لتس وية منازع ات عق ود التج ارة الدولي ة – دار النهض ة العربي ة الق اهرة 95
89
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و لقد نظم المشرع المصري التوفيق كوسيلة لحسم بعض المنازعات اإلدارية التي
تكون الوزارات واألشخاص االعتبارية طرفا فيها بالقانون رقم 7/2000الخاص بإنشاء
لجان التوفيق حيث نصت المادة األولى منه على أن ينشأ في كل وزارة أو هيئة عامـ ـ ـ ـ ـــة
وغيره ا من األش خاص االعتباري ة العام ة لجن ة أو أك ثر للتوفي ق في المنازع ات المدني ـ ـ ـ ـــة
والتجاري ة واإلداري ة ال تي تنش أ بين ه ذه الجه ات والع املين به ا أو بينه ا وبين األف ـ ـ ـ ـــراد
الس ابقين من درج ة مستش ار على األق ل ،ممن ال يش غلون وظيف ة أو يمارس ون مهن ة ومن
يمثل الجهة اإلدارية بدرجة مدير عام على األقل أو ما يعادلها تختاره السلطة المختص ـ ـ ـــة
وينض م إلى عض وية اللجن ة الط رف اآلخ ر في ال نزاع أو من ين وب عن ه ،ف إذا تع دد ه ذا
الط رف وجب عليهم اختي ار ن ائب واح د عنهم ،ف إذا تعارض ت مص الحهم ك ان لك ل منهم
مع إشارة موجزة ألسبابها تثبت في محض رها ،وذلك في ميعاد ال يجاوز ستين يوما من
تاريخ تقديم طلب التوفيق إليها ،وتعرض التوصية خالل سبعة أيام تاريخ صدورها على
الس لطة المختص ة ،والط رف اآلخ ر في ال نزاع ف إذا اعتم دتها وقبله ا الط رف اآلخ ر كتاب ة
خالل الخمسة عشر يوما التالية لحصول العرض قررت اللجنة إثبات ما ام االتفاق عليه
90
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
في محضر يوقع من الطرفين ويلحق بمحضرها وتكون له قوة السند التنفيذي يبلغ للسلطة
المخت ــصة ،ويحق لكل من الطرفين اللجوء إلى القضاء في حالة عدم قبول التوصية. 99
و من الجانب اإلماراتي فقد عرف التوفيق بأنه أحد وسائل حل المنازعات التجارية
ودي ا ،فتق وم بموجب ه الهيئ ة المكون ة ل ذلك ( هيئ ة التوفي ق ) بمحاول ة الح د من اتس اع ذل ك
ال نزاع وذل ك ب اقتراح أفض ل الس بل لحل ه ودي ا ،بم ا يكف ل تجنب المنازع ة التحكيمي ة أو
. 100
القضائية وبما يقرب وجهات النظر بين األطراف المتنازعة الستمرار مصالحهم
المنازعات لم يكن هناك ذكر لتعريف واضح للتوفيق عدا مركز أبو ظبي للتوفيق والتحكيم
المصري واإلماراتي في أن التوفيق هو وسيلة لتسوية المنازعات بطريقة ودية وال تأخذ
قراراتها شكل اإلجبار أو اإللزام في تنفيذها ،وإ نما هي مجرد محاولة من الغير في التدخل
وإ بداء الرأي والمشورة لحل النزاع القائم بين أطرافه بعد معرفة كافة المعطيات الخاصة
بموضوع النزاع ،وكما سبقت اإلشارة إلى ذلك ،فال يأخذ ذلك الحل المقترح شكل اإللزام
إال بع د تحري ر محض ر ب ذلك والتوقي ع علي ه من قب ل األط راف المتنازع ة والموفـــق أو
الوسيط .
و تجدر اإلشارة أن هناك اسما مرادف للتوفيق وهو " الوساطة " فيرى البعض أن
الوس اط هي ت دخل من قب ل الغ ير س واء ك ان خب يرا أو وس يطا يعم ل على تق ريب وجه ات
-المادة 10من القانون رقم . 7/2000 99
-النظام األساسي والئحة إجراءات مركز أبو ظبي للتوفيق والتحكيم التجاري الماد 18ص . 23 100
91
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
النظر بين األطراف المتنازعة لتسوية ما قد تم التفاوض بشأنه ،وال تعمل الوساطة على
الفصل النهائي في القضايا وكذلك ال تعطي ضمانا بتحقيق نتيجة ،ففي حالة فشل أسلوب
الوساطة فالبد من العمل على ايجاد وسيلة أخرى لتسوية ذلك النزاع ،فإما القضاء وإ ما
التحكيم.101
و الوس اطة ال تخل و من بعض العي وب واالنتق ادات ال تي يمكن أن تفق دها دعامته ا،
فال تع دو أن تك ون مج رد محاول ة إلص الح عالق ة بطريق ة ودي ة ،ويش ترط أن تت وافر ل دى
الخص وم الني ة والرغب ة في الص لح فيم ا بينهم وب أنهم في س بيل ذل ك يت وجب عليهم التن ازل
عن بعض حقوقهم ،وإ ال فلن يكون للوساطة أي دور في تلك العملية .
يعتبر بعض الفقهاء أن القضاء العادي بما يرتكز عليه من نظم وقواعد يعجز أحيانا
عن إمكاني ة تس وية المنازع ات ال تي تنش أ عن عق ود التج ارة الدولي ة ،ول ذلك يتم اللج وء
و ذلك يعني أن لدى نظام التحكيم قدرة على حل المنازعات أكبر من قدرة القضاء
فيما يخص عقود التجارة الدولية ،وذلك ليس ألن القضاء العادي ناقص وإ نما لما يتمتع به
التحكيم من مزايا متعددة كسرعة اإلجراءات وبساطتها والسرية في الجلسات والكفاءة في
األداء والخبرة ،وكذلك النفقات ،فإن التحكيم أقل كلفة من القضاء حيث أن األخير يتطلب
نفقات كثيرة كتوفير المحامين والخبراء وغيرهم إضافة إلى الوقت والجهد الذي تستغرقه
-أحمد عبد الكريم سالمة – التحكيم التجاري الدولي الداخلي – دار النهضة العربية القاهرة 2004ص . 8 102
92
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ق د يتش ابه التحكيم م ع القض اء في حكم التحكيم وال ذي يص در بع د اتب اع الض مانات
األساسية في التقاضي ،ويكون له حجية األمر المقضي وواجب النفاذ بعد الحصول على
أم ر التنفي ذ من المحكم ة المختص ة ،وه ذا العنص ر القض ائي جع ل بعض الفقه اء كم ا س يتم
توضيح ذلك الحقا يعتبر نظام التحكيم نوع من القضاء الخاص .
-يتم اللجوء إلى التحكيم بمقتضى وجود اتفاق بين الخصوم ،أو نص خاص في القانون،
بينما االلتجاء إلى القضاء حق عام يستعمله الخصم تلقائيا دون حاجة إلى حصول موافقة
الخص م اآلخ ر أو االس تناد إلى نص خ اص ،وبالت الي ف إن القاض ي موظ ف في الدول ة
يتقاضى راتبه منها في حين أن المحكم شخص من آحاد الناس ليست له صفة رسمية ،إنما
-يل تزم القاض ي في عمل ه بقواع د الق انون الموض وعية واإلجرائي ة منه ا ،بعكس المحكم
ال ذي ال يل تزم إال بقواع د التحكيم اإلجرائي ة إذا ك ان التحكيم تحكيم ا بالص لح ،كم ا س بقت
اإلش ارة إلى ذل ك ،ففي ه ذه الحال ة يطب ق قواع د الع دل واإلنص اف ،وله ذا ف إن إج راءات
التحكيم تكون سهلة ومبسطة وسريعة بعكس إجراءات المحاكم تتسم بالتعقيد والبطء .
-نط اق والي ة القض اء أوس ع من نط اق التحكيم ،وذل ك ألن والي ة القض اء تش مل جمي ع
أنواع الدعاوى ،أما التحكيم فال يجوز في المسائل المتعلقة بالنظام العام وال المسائل التي
93
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
في ه ذه المس ألة ض روريا للفص ل في ال نزاع الق ائم أمامه ا ،فإنه ا توق ف إج راءات التحكيم
حتى يصدر حكم نهائي بصدد هذه المسألة من الجهة القضائية المختصة.103
و أيض ا أعم ال المحكمين تخض ع لرقاب ة القض اء كم ا في حال ة بطالن حكم التحكيم
أما أعمال القضاة فال يبطل حكمه إال بحكم قضائي أعلى منه.
و من مظاهر النطاق الواسع للقضاء عن نطاق التحكيم ،هو أن سلطة المحكم تك ون
مقيدة بما هو وارد في اتفاق التحكيم ،أما القاضي فيكون له سلطات واسعة طبقا للقانون.
و هناك كذلك اختالف من ناحية قابلية الحكم للتنفيذ ،فالحكم القضائي واجب التنفيذ
بمج رد ص دوره وانقض اء المواعي د المق ررة للطعن ،أم ا حكم المحكم فيتطلب لتنفي ذه أم را
و يضيف البعض فيما يختص بتمييز التحكيم عن القضاء أن بإمكان أط راف ال نزاع
المحتكمين ع زل المحكم قب ل الحكم ،ولكن ليس بإمك انهم ع زل القاض ي ألن ه موظ ف ع ام
كما سبقت اإلشارة إلى ذلك ،كذلك يمكن للقاضي إبطال حكم المحكم في حالة بطالنه ولكن
ال يمكن للمحكم إبط ال أي حكم س واء ك ان حكم ا قض ائيا أو تحكيمي ا ،فمن لدي ه الس لطة
إلبطال حكم القاضي هو قاضي أعلى منه درجة كما سبقت اإلشارة إلى ذلك .
-تنص على ذلك كال من المادة 46من قانون التحكيم المصري والمادة 180من قانون المرافعات الكويتي . 103
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة – التحكيم في منازعات العقود اإلدارية – دار الفكر الجامعي القاهرة 1989ص 104
. 18-15
94
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و ت بين الم ادة 6/2من ق انون اإلج راءات المدني ة اإلم اراتي ج واز إبط ال المحكم ة
لق رار التحكيم في ص دوره ب دون اتفاقي ة تحكيم بين األط راف المتنازع ة أو على أس اس
الوثائق التي استند إليها قرار التحكيم في حالة سقوط األثر القانوني لها بمرور الزمن ،أو
في حال ة تج اوز المحكم للح دود ال تي أش ير إليه ا بم وجب اتفاقي ة التحكيم ،باإلض افة إلى
تعرف المفاوضات بأنها وسيلة للتداول تهدف إلى إنشاء أو تعديل أو إنه اء عالقـ ـــة،
وتع د عملي ة التف اوض من أعق د العملي ات على اإلطالق ففيه ا مح اورة ومراوغـ ـ ـــة
وإ صرار ومثابرة ،هذه العملية ظهرت منذ وقت بعيد على شكل المساومة حيث يسعى كل
ط رف إلى تحقي ق أقص ى منفع ة من الص فقة المتف اوض عليه ا نظ ير أدنى مقاب ل،
فالمفاوضات مهمة جدا إذا كان الفرقاء واقفين على أسس متساوية ويهدفون للمحافظ ة على
عالقاتهم فهي وسيلة مرنة وال تحتاج إلى مظاهر وشكليات إلنهاء الخالف القائم بل مجرد
تعيين المكـــان والزمان والمواضيع التي تحتاج إلى حوار ونقاش جدي ،وذلك بحسن نية
ورضا األطراف أنفسهم بهدف الوصول إلى حل نقاط الخالف فيما بينهم .
( الب وت ) على النص علي ه إذا نش أ أي خالف بين الط رفين ،وق د يتف ق األط راف أثن اء
التعاقد على تحديد فترة زمنية يل تزمون خالله ا باتباع طري ق التف اوض بغية التوص ل إلى
ح ل ال نزاع ،بحيث ال يج وز لهم قب ل انته اء ه ذه الم دة الزمني ة اللج وء إلى وس ائل أخ رى
-عالء أبا ريان – الوسائل البديلة لحل المنازعات التجارية – الطبعة األولى – منشورات الحليي الحقوقية ،بيروت 105
95
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
لتس وية النـ ـــزاع ،ويمكن االتف اق على أن يتم التف اوض بين الم ديرين التنفي ذيين لط رفي
ال نزاع لمناقش ة االقتراح ات المطروح ة للتس وية ،ويه دف ه ذا اإلج راء إلى ع رض ال نزاع
على أش خاص آخ رين غ ير من ك ان لهم دور في الوق ائع ال تي أدت إلى ظه وره ،وهم
أش خاص يكون ون بحكم م وقعهم أك ثر ق درة على مواجه ة ال نزاع والوق وف على أس بابه
. 106
الحقيقية ،ومن تم يمكن اختيار الحل األكثر موضوعية واألكثر قبوال لدى طرفي العقد
كالتحكيم إلى ايجاد الحلول المناسبة ألطراف النزاع ،وقد تنجح في هذا األمر نجاحا كبيرا
فتجنب تل ك األط راف مش قة اللج وء إلى القض اء الرس مي في الدول ة ،وم ا يس تتبع ذل ك في
كثير من األحيان من استنزاف للوقت والجهد والمال ،باإلضافة إلى أن إجراءاتها في كثير
من الحاالت أيضا تشبه إجراءات التحكيم من حيث أنها إجراءات تتسم بالسير والسرعـ ـ ـ ـ ـــة
والمرونة ،أما بعد ذلك فإنها تختلف عن التحكيم في األمور والمسائل التي حاولنا إظهار
بما أن اتفاق التحكيم هو تصرف قانوني كأي تصرف قانوني آخر فإنه ال يسري
بحق الغير وال يرتب أي أثر من اآلثار القانونية ،إال في حالة توافر الشروط الخاصة بهذا
التصرف حيث بدون هذه الشروط يكون التصرف باطال ال بل معدوما .
-مفت اح خليف ة وحم د محم د الش لماني – العق ود اإلداري ة وأحك ام إبرامه ا – دار المطبوع ات الجامعي ة االس كندرية 106
96
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اإلمارات العربية المتحدة ،وذلك ضمن قانون المرافعات المدنية الجديد وجاء التحكيم في
الب اب الث الث من الق انون الجدي د من الم ادة 203إلى الم ادة ،218ه ذا ف إن المش رع
اإلم اراتي ق د س بق ل ه أن أش ار للتحكيم ثالث ة م رات من دون ال دخول في تفاص يله تارك ا
و على هذا األساس سوف نتناول بالتحليل شرط التحكيم ( الفرع األول ) أم ا الفرع
جاء القانون الجديد في دولة اإلمارات العربية المتحدة ليفرق بين التحكيم الذي يتم
عن طريق المحكمة والتحكيم الذي يتم خارج المحكمة ولم يترتب عليه نتائج س وى بالنس بة
خط وات عص رية هام ة وجريئ ة إذا لم يش ترط في المحكم ال دين وال جنس وأج اد الش رط
التحكيمي صراحة وانفرد عن سائر قوانين التحكيم في أنه فوض المحكمين تحليف الشهود
اليمين قبل أداء شهادتهم ولكنه أبقى للمحاكم القضائية وصاية على الحكم التحكيمي .
و لإللمام بمضامين هذا الفرع ارتأينا أن نقسمه إلى فقرتين نتن اول في األولى ش رط
التحكيم أما الثانية فسنعالج فيها المحكمون واجراءات الدعوى والحكم .
97
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اللجوء إلى التحكيم لتسوية المنازعات المستقبلية التي تثور حول العقد وتنفيذه ،وعادة ما
يدرج شرط التحكيم في العقد األصلي إال أن هذا ال يمنع من االتفاق عليه في وثيقة مستقلة
تعد ملحقا للعقد األصلي ،وشرط التحكيم مستقل عن العقد الذي ورد به ،ومن تم فال يؤدي
بطالن ه ذا العق د إلى بطالن ش رط التحكيم ،وق د تأك د ه ذا االس تقالل بنص الم ادة 23من
القانون رقم 47لسنة ،108 1917بشأن التحكيم في المنازعات المدنية والتجارية من أنـ ـــه
" يعتبر شرط التحكيم اتفاقا مستقال عن شروط العقد األخرى ،وال يترتب على بطالن العقد
أو فسخه أو إنهائه أي أثر على شرط التحكيم الذي يتضمنه ،إذا كان هذا الشرط صحيحا
أما مشارطة التحكيم فهي اتفاق يبرمه األطراف منفصال عن العقد األصلي بموجبه
يتم اللجوء إلى التحكيم للفصل في نزاع قائم فعال بصدد هذا العقد.
و لم ي رد بنص الم ادة 10من ق انون التحكيم المش ار إلي ه تقيي دا للش رط التحكيمي
سابق على قيام النزاع يرد في عقد معين أو في شكل اتفاق منفصل يبرم بعد قيام النزاع
ولو كانت قد أقيمت بشأنه دعوى أمام جهة قضائية ،وفي هذه الحالة يجب أن يحدد االتف اق
المسائل التي يشملها التحكيم وإ ال كان االتفاق باطال " ووفقا لنص البند 03من المادة 10
من قانون التحكيم المشار إليه فإنه " :يعتبر اتفاقا على التحكيم كل إحالة ترد في العقد إلى
-ق انون التحكيم في المنازع ات المدني ة والتجاري ة الص ادر بالمرس وم الس لطاني رقم 47لس نة 1997الجري دة 108
98
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وثيقة تتضمن شرط تحكيم إذا كانت اإلحالة واضحة في اعتبار هذا الشرط جزءا من العقد
.
و في دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة أج از الق انون الجدي د ش رط التحكيم بش كل
صريح وواضح إذ نص على أنه " :يجوز للمتعاقدين بصفة عامة أن يشترطوا في العقد
. 109
األساسي أو باتفاق الحق عرض ما قد ينشأ بينهم من النزاع ...على محكم أو أكثر
و لكن الش رط التحكيمي ال ذي أج ازه الق انون الجدي د ه و ح ر في التحكيم بالق انون
ومقي د في التحكيم بالص لح بتس مية أس ماء المحكمين ،ذل ك أن المش رع اإلم اراتي يعت بر
التحكيم بالص لح غ ير المقي د بالق انون وال ذي ال يخض ع س وى لض مير المحكم أو المحكمين
فإذا تعذر ذلك بطل هذا الشرط التحكيمي وحتى االتفاق التحكيمي الالحق للنزاع،
أما إذا تضمن شرط التحكيم بالصلح أو االتفاق الالحق للنزاع على التحكيم بالصلح أسماء
و لكن القانون فيه إرث من الماضي ،هكذا أضاف القانون الج دي " ويجب أن يح دد
و هنا تجدر اإلشارة إلى عدم دقة القانون فيما يتعلق بالتعابير المستعملة األمر الذي
-المادة 203من قانون مارس 1992المتعلق بالتحكيم بدولة اإلمارات . 109
99
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و ب اعتراف الق انون الجدي د بالش رط التحكيمي ال ذي ال يمكن أن يتض من موض وع
ال نزاع ألن ه عن د توقي ع العق د ال ذي يتض من الش رط التحكيمي ال يك ون هن اك ن زاع ،أوج د
المشرع في اإلمارات حال للشرط التحكيمي إذ أظهر أن قاعدة تحديد موضوع النزاع ما
اإلدالء بها أثناء نظر الدعوى ،أي أنه أوجد مخرجا لبقا لموضوع ايراد موضوع النزاع
. 111
في وثيقة التحكيم
و هكذا وإ ذا ما قرئنا القانون الجديد بالقانون الذي كان مطبقا في إمارتي أبو ظبـ ـــي
ودبي نالح ظ أن ق انون أب و ظ بي ك ان ق د خال من التفري ق الص ريح بين الش رط التحكيمي
الس ابق لل نزاع واتف اق التحكيم الالح ق لل نزاع وإ ن ك ان الش رط التحكيمي الس ابق لل نزاع
أوجد لنفسه طريقا ولكن بقوة االجتهاد وليس بصراحة النص وحمايته .
إما في إمارة دبي فقد كان القانون يكرس صحة الشرط التحكيمي ( مراجعة قانون
أوجد القانون االتحادي الجديد في الحالة التي أشرنا إليها أعاله حال في الم ادة 203
إال أن ه ع اد فط رح مش كلة في الم ادة ... 6/2ه ذا ويمكن الق ول ب أن الوض ع الس ابق ال ذي
شق فيه الشرط التحكيمي طريقه عبر االجتهاد أفضل من الوضع الجديد والسيما أن ق انون
دبي الذي كان مطبقا كان يعترف بالشرط التحكيمي بدون تناقض .
-عزيزة الشريف ،التحكيم اإلداري في القانون المصري ،دار النهضة العربية ،سنة ،1993ص 21وما بعدها. 111
100
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المنازعات الناشئة عن تنفيذ عقد الوكالة التجارية بين الوكيل والموكل وإ بطال كل اتفاق
. 112
يخالف ذلك متى كانت الوكالة مسجلة في سجل الوكالء التجاريين
ولما كانت الدعوى قد رفضت بعد نفاذ القانون رقم 14/1958فمن تم فإن القانون يسري
شرط التحكيم بأثر فوري باعتباره متعلقا بالنظام العام وبالتالي فإنه ال يعتد بشرط التحكيم
وينعقد االختصاص لمحاكم الدولة بنظر النزاع الناشئ بين الطرفين عن تنفيذ عقد الوكالة
التجارية.
ب نزاع م ا بين ش ركة مدعي ة ك انت ق د وقعت عق د تمثي ل تج اري ل بيع س يارات م ع الش ركة
مدعية كانت قد وقعت عقد تمثيل تجاري لبيع سيارات مع الشركة المدعى عليها تتضمن
شرطا تحكيميا يحيل النزاعات التي يمكن أن تنشأ على التحكيم .
أق امت الش ركة المدعي ة ال دعوى أم ام محكم ة دبي االبتدائي ة وط البت بفس خ العق د
الم برم م ع الش ركة الم دعى عليه ا لع دم تنفي ذها كاف ة موجباته ا وتمس كت الش ركة الم دعى
عليها بالتحكيم وطالبت بعدم قبول الدعوى لوجود شرط التحكيم .
-عزيزة الشريف ،التحكيم اإلداري في القانون المصري ،المرجع السابق ،ص .22 112
101
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الحكم المطع ون يخ الف الق انون وأش ارت أن تمس ك الدول ة بح ق قض ائها في النظ ر في
المنازعات التي تدخل في صالحية هذا القضاء يعتبر من أعمال السيادة التي تتعلق بالنظام
الع ـ ـ ـــام ،وأوردت محكم ة النقض ه ذا االدع اء بقوله ا أن االتف اق على تحكيم يج ري في
الخارج بمحكمين أجانب ال يمس النظام العام وأيدت بذلك الحكم المستأنف ،وأشارت إلى
ذلك المادة 32من قانون العقود الدبوي وجاء فيه أن المشرع الدبوي حرص على تأكيد
كفال ة في االلتج اء إلى القض اء باعتب اره الطري ق الع ادي لفض المنازع ات وحس مها إال أن ه
ح رص في نفس ال وقت على إج ازة االتف اق على التحكيم لحس م ن زاع معين بم ا م ؤداه أن
االتفاق على التحكيم في ذاته ليس فيه ما يمس النظام العام .
إن الق انون الجدي د بدول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة ،لم يتع رض الس تقاللية الش رط
التحكيمي ،وبالت الي فليس هن اك نص يجع ل المحكمين مختص ين للنظ ر في اختصاص هم،
األمر الذي يعرض الشرط التحكيمي للخطر إذا أثير موضوع بطالن العقد الذي يتضمن
الش رط التحكيمي إال أن المش رع اإلم اراتي باعتراف ه ب التحكيم النظ امي ،فإن ه يفتح باب ا
الس تقاللية الش رط التحكيمي في ح ال اتف اق الط رفين إلى تحكيم نظ امي يش ترط اس تقاللية
الش رط التحكيمي ،وهك ذا ف إذا وق ع ن زاع ولم يكن الخص وم ق د اتفق وا على المحكمين أو
حكم ب رده أو ق ام م انع من مباش رته ل ه ولم يكن هن اك اتف اق في ه ذا الش أن بين الخص وم
102
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
عينت المحكمة المختصة أصال بنظر النزاع من يلزم من المحكمين وذلك بناء على طلب
أحد الخصوم باإلجراءات المعتادة لرفع الدعوى ويجب أن يكون عدد من تعينهم المحكمة
. 114
و ال يجوز الطعن في الحك الصادر بذلك بأي طريق من طرق الطعن
-المحكمون :
إن المش رع في اإلم ارات العربي ة المتحدة لم يل زم المتعاقدون بتس مية المحكمين في
الشرط التحكيمي ذلك أنه إذا وقع خالف وامتنع طرف عن تسمية محكم عنه أو حال س بب
دون مباشرة المحكم لمهنته فإن التحكيم ال يقف أمام حائط مسدود بل يكون القضاء جاهزا
لمعالجة أي خلل يطرأ أو أي مماطلة يلجأ إليها خصم سيء النية فعين محكما عن الطرف
الممتنع عن تعيين محكم عنه ويعين محكما مكان المحكم الذي تحول أسباب دون متابعته
عمل ه التحكيمي ،بحيث أن القض اء يبقى ض مانا وعون ا لس ير التحكيم ،وحرص ا على قط ع
طري ق المماطل ة جع ل المش رع من الحكم القض ائي الص ادر بص دد تس مية المحكمين جرم ا
أن المادة ( 204أ ) التي تشير إلى وقوع نزاع لم يتفق فيه الخص وم على المحكمين
أو امتناع محكم أو أكثر عن العمل ...جعلت تدخل القضاء مشروطا بأن " ال يكون هناك
-راشد علي المرزوقي – التحكيم البحري ودوره في تسوية المنازعات ،دراسة تحليلية أطروحة لنيل الدكتوراه في 115
القانون العام جامعة عبد المالك السعدي – كلية الحقوق طنجة السنة الجامعية 2012-2011ص . 114
103
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و بالت الي ف إن ت دخل المحكم ة القض ائية ي أتي في حي ال غي اب االتف اق بين الط رفين
على طريقة تعيين المحكم وبالتالي فإنه في حال وجود اتفاق في شرط تحكيمي يحيل إلى
نظ ام هيئ ة تحكيمي ة ،ف إن ه ذا االتف اق يحجب ت دخل المحكم ة القض ائية ويص بح النظ ام
التحكيمي الذي اختاره اتفاق الطرفين المرجح وتصبح الهيئة التحكيمية وفق نظامها الذي
و المادة )1( 203قد أشارت أيضا صراحة إلى التحكيم النظامي الذي له أرجحية
على اإلج راءات التحكيمي ة ال تي وض عها المش رع إذا اخت ارت إرادة الط رفين التحكيم
تقول " ...كما يجوز االتفاق على التحكيم في نزاع معين 116
النظامي مثال ،فالمادة 203
و في كل األحوال فإن النص الذي يشير إلى تدخل الماكم القضائية لتعيين المحكم
البديل ليس فيه أي إشارة إلى أنه نص إلزامي ال صراحة وال ضمنا .
هذا 117
لسير المحاكمة التحكيمية دون التقيد بالقواعد المقررة في قانون المرافعات المدنية
-المادة 208من قانون التحكيم اإلماراتي مستخرج من قانون اإلجراءات المدنية . 116
-المادة 208من قانون التحكيم اإلماراتي مستخرج من قانون اإلجراءات المدنية . 117
104
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إذا لم يتف ق األط راف على غ ير ذل ك ،وال تنتق ل ه ذه الس لطة للمحكمين إال في ح ال غي اب
و لكن المحكم أو المحكمين يبقون ملزمين بالتقيد بقواعد مواجهة المحاكمة ومراع اة
حق الدفاع ،ولكن هل تعتبر قاعدتنا المواجهة وحق الدفاع من النظام العام .
حكم ه " غ ير مقي د ب إجراءات المرافع ات ع دا م ا نص ت علي ه اإلج راءات الخاص ة ب دعوة
عليها المحكم ،ولكن هل يجب أن تحترم هذه اإلجراءات والحق بتقديم المستندات من قبل
كل خصم ؟
إن النص ي وحي ب ذلك ولكن تج در اإلش ارة إلى أن رقاب ة المح اكم القض ائية على
الحكم التحكيمي ليس فيه ا من األس باب ال تي تجع ل الحكم ق ابال لإلبط ال إذا لم ي راع مب دأ
و يأتي المشرع لينقد حق الدفاع وحق المواجهة بعض الشيء حيث ينص في الم ادة
" ) 5( 212ويصدر حكم المحكمين باغلبية األراء وتجب كتابته مع الرأي المخالف ويجب
أن يشتمل بوجه خاص على صورة من اإلتفاق على التحكيم وعلى ملخص أقوال الخص وم
ومس تنداتهم وأس باب الحكم ومنطوق ه وت اريخ ص دوره والمك ان ال ذي ص در في ه وتوقيع ات
-المادة 212من قانون التحكيم اإلماراتي – مستخرج من قانون اإلجراءات المدنية . 118
105
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المحكمين ،وإ ذا رفض واحد أو أكثر من المحكمين توقيع الحكم ذكر ذلك فيه ويكون الحكم
يقدم ه ج انب واح د إذا تخل ف اآلخ ر عن ذل ك في الموع د المح دد ،120كم ا يجب أن يص در
الحكم خالل ستة أشهر من تاريخ الجلسة األولى إال إذا اتفق الطرفان على غير ذلك ،فإذا
لم يص در الحكم فمن المهل ة ولم يكن الطرف ان متفق ان على مهل ة األص ول وال ح ددا المهلة
وال حددها المحكم الذي يملك تمديد المهلة إذ داك تستعيد المحاكم القضائية اختصاصها .
و المالح ظ أن المش رع يج يز للط رفين تحدي د المهل ة ويج يز ذل ك أيض ا للمحكم إذا
فوض ه ب ذلك الطرف ان ،ك ذلك أج از للمحكم ة القض ائية تمدي د المهل ة بن اء لطلب المحكم أو
أم ا فيم ا يخص اإلثب ات يمكن الق ول أن ق انون تحكيم اإلم ارات يتم يز عن أغلب
قوانين التحكيم العربية وأكثر القوانين التحكيمية في العالم في أنه يعطي المحكمين السلطة
في أن يحلف وا الش هود اليمين ،ويعت بر أن ك ل من أدى ش هادة كاذب ة أم ام المحكمين يعت بره
الط ابع التعاق دي ،ولكن مص دره ه و الش رع اإلس المي ال ذي رجح البين ة الشخص ية على
106
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
البينــة الكتابي ة ،وه و أم ر لم ي ذهب إلي ه المش رع في اإلم ارات حيث اك د على البين ة
الشخص ية ودوره ا في التحكيم وأحيطه ا بالحماي ة الالزم ة ،ذل ك أن للبين ة الشخص ية في
الش رع اإلس المي أهمي ة بالغ ة ،إذ ك انت وس يلة اإلثب ات األساس ية المعتم دة بخالف البين ة
الكتابية التي كانت تشكل مجاال لحذر شديد من قبل الفقهاء الذين كانوا يعتبرون وربما عن
حق وفي عصر لم يكن باإلمكان الركون إليه ،ويزيد من منطقية هذا التوجه ،أن الكتابة لم
تكن منتشرة ،لم يكن باإلمكان اعتبارها وسيلة أساسية من وسائل اإلثبات .
-الحكم :
يفرق قانون تحكيم اإلمارات بين التحكيم بالقانون والتحكيم بالصلح وهذا األخير ال
و تجدر اإلشارة أنه إذا رفض واحد أو أكثر من المحكمين توقي ع الحكم يذك ـ ـــر ذلك
يكتب الحكم باللغة العربية إال إذا اتفق الخصوم على غير ذلك األمر الذي يكرس
س لطان اإلرادة ويجع ل اإلم ارات العربي ة موطن ا مناس با للتحكيم ال دولي ،ولكن إذا اتف ق
رسمية ،أما فيما يخص اإليداع والمصادقة فالمشرع يفرق هنا للمرة األولى بين نوعين من
107
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تنفيذ االتفاق التحكيمي ،فاضطر الطرف الثاني ألن يتوجه إلى المحكمة القضائية إللزامه
ففي التحكيم ال ذي يتم عن طري ق المحكم ة يجب على المحكمين اي داع أص ل الحكم
مع أصل وثيقة التحكيم والمحاضر والمستندات في كتاب المحكمة المختصة أصال بنظر
الدعوى خالل الخمسة عشر يوما التالية لصدور الحكم كما يجب عليهم ايداع صورة من
الحكم في الكتابة الخاصة للمحكمة لتسليمها إلى كل طرف ،األمر الذي يجب أن يتم خالل
خمسة أيـ ــام ويحرر كاتب المحكمة محضرا بهذا االيداع ويعرضه على القاضي أو رئيس
الدائرة لتحديد جلسة خالل خمسة عشر يوما للتصديق على الحكم ويعلن الطرفان بها.
أم ا في التحكيم ال ذي يتم بين الخص وم خ ارج المحكم ة فيجب على المحكمين أن
يس لموا ص ورة الحكم إلى ك ل ط رف خالل خمس ة أي ام من ص دوره وتنظ ر المحكم ة في
تصديق الحكم أو إبطاله بناء على طلب أحد الخصوم باإلجراءات المعتادة لرفع الدعوى .
و يبقى الس ؤال مطروح ا ح ول مهل ة إلزامي ة لع رض الحكم على المحكم ة إلعطائ ه
ص يغ التنفي ذ ؟ وهك ذا فبالنس بة للتحكيم ال ذي يتم عن طري ق المحكم ة مقي د بمهل ة لحص وله
على ص يغة التنفي ذ فه و ي ودع بالمحكم ة المختص ة أص ال بنظ ر ال نزاع خالل خمس ة عش ر
يوما من صدوره ويجري تبليغ نسخة عنه إلى كل من الطرفين ثم يحدد القاضي أو رئيس
دائرة المحكمة المختصة أصال بنظر النزاع جلسة خالل خمسة عشر يوما إلعطاء الحكم
108
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إذن فالحكم التحكيمي الذي يتم عن طريق المحكمة أما خمسة عشر يوما إليداع ـ ـــه
وخمس ة عش ر يوم ا لتعق د المحكم ة المختص ة أص ال بنظ ر ال نزاع جلس ة إلعطائ ه ص يغة
التنفيذ أي ما مجموعه ثالثين يوما كحد أقصى إلعطائه صيغة التنفيذ .
أما الحكم التحكيمي الذي يتم خارج المحكمة فهو غير خاضع لمهلة محددة لعرضه
على المحكمة المختصة أصال بنظر النزاع بل يمكن للطرف الصادر لمصلحته عرضه في
أي وقت يشاء ،ولكن ذلك يجعل الوضع معقدا للغاية إذ أن المحكمة القضائية تملك إعادة
الحكم للمحكمين لتعديله ،فماذا إذا عرض الحكم التحكيمي عليها إلعطائه صيغة التنفيذ بعد
ثالث.125
و تجدر اإلشارة أنه البد من التعرض إلى الحكم التحكيمي الصادر في اإلم ـ ـــارات
والحكم التحكيمي الص ادر خ ارج اإلم ارات ،بداي ة ف الحكم التحكيمي يجب أن يص در في
دول ة اإلم ارات ،ف إذا ص در خارجه ا اتبعت في ش أنه القواع د المق ررة ألحك ام المحكمين
ف الحكم التحكيمي الص ادر في دول ة اإلم ارات يحت اج لص يغة 126
الص ادرة في بل د أجن بي
أما عن الحكم التحكيمي الصادر خارج دولة اإلمارات بهذا الخصوص يمكن القول
أن دولة اإلمارات لم تنظم بعد إلى معاهدة نيويورك والحكم التحكيمي الصادر خارج دولة
اإلمارات يشترط أن يكون حائزا على صيغة التنفيذ من المحكمة القضائية في بلد المن ـ ـــشأ
ويش ترط أيض ا أن يك ون الحكم األجن بي ص ادرا عن قض اء وبل د أجن بي يطب ق المعامل ة
-راجع في الموضوع :هالل حمد هالل السعدي ،مرجع سابق ص . 325 125
109
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بالمث ل وال تك ون مح اكم اإلم ارات ملزم ة بقب ول أي حكم من محكم ة أجنبي ة إذا ك ان ه ذا
الحكم :
-وفقا لقانون البلد األجنبي الذي صدر فيه ،صادر من محكمة غير ذات اختصاص أو لم
التحكيم كإجراء قانوني يستوجب توافر شروط شكلية وموضوعية الزمة لصحته،
هذه الشروط بمختلف أنواعها سنعمل على توضيحها في الفقرات التالية :
إن الش روط الش كلية التف اق التحكيم يمكن أن تتلخص في ش رط واح د فق ط ،نص ت
عليه أغلب االتفاقيات والتشريعات الوضعية ،فهذا الشرط الوحيد هو الكتابة أي أن يكون
عق د التحكيم مكتوب ا ،وذل ك ب أن يوق ع من ط رفي التعاق د أو تتض منه الرس ائل والبرقي ات
وغيره ا من وس ائل االتص ال المكتوب ة المتبادلة بينهم ا إذا انطوت ص راحة على اتجاه نية
الط رفين للتحكيم ،ويع د ب اطال ك ل اتف اق تحكيم لم يف رغ في ش كل مكت وب ،ووفق ا لق انون
يكون اتفاق التحكيم مكتوبا وإ ال كان باطال ،ويكون اتفاق التحكيم مكتوبا إذا تضمنه محرر
وقعه الطرفان أو إذا تضمنه ما تبادله الطرفان من رسائل أو برقيات أو غيرها من وسائل
-ق انون التحكيم في المنازع ات المدني ة والتجاري ة الص ادر بالمرس وم الس لطاني رقم 47لس نة 1997الجري دة 127
110
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أما في التشريع الفرنسي فقد ميز هذا التشريع بين مشارطة التحكيم وشرط التحكيم
فاعتبر حالة تخلف الكتابة بالنسبة إلى شرط التحكيم الواردة ضمن بنود العقد ما هي إال
حالة البطالن المطلق لهذا الشرط وهذا ما نصت عليه المادة 1443من قانون اإلجراءات
الفرنس ي ،في حين أن المش رع لم يق رر ص راحة حال ة البطالن بالنس بة إلى اتف اق التحكيم
المستقل أي مشارطة التحكيم ،ذلك ألن نص المادة 1449قد جاء أكثر مرونة في التأكيد
على ه ذا الش رط " الكتاب ة " بقول ه أن ه ذا االتف اق يثبت بالكتاب ة ويج وز إثبات ه بواس طة
. 128
محضر يوقعه األطراف والمحكم
أم ا التش ريع المص ري فق د اعت بر الكتاب ة ركن ا من أرك ان اتف اق التحكيم ونص على
حكم البطالن في حالة تخلفها وهذا في المادة 12منه وبذلك فقد حسم الخالف الفقهي حول
اعتب اره ش رطا لالنعق اد إال أن المش رع المص ري ع اد في الم ادة نفس ها وأعطى مج اال
للتط ور ال ذي ق د يح دث في وس ائل االتص ال من الس رعة واختص ار ال وقت فأج از اتف اق
التحكيم الذي قد يحدث عن طريق البرقيات والرسائل شرط أن يكون مكتوبا وهذا الحكم
أغلب الفقه يرى أن الكتابة هي شرط لإلثبات وليس شرطا لالنعقاد .
و في دولة اإلمارات العربية المتحدة جاء في المادة 82من قانون المرافعات على
- 128أسعد فاضل منديل – أحكام عقد التحكيم وإ جراءاته دراسة مقارنة – دار نيبور للطباعة والنشر والتوزيع العراق
2011ص . 81
-أحم د أب و الوف ا – التحكيم في الق وانين العربي ة الطبع ة األولى منش أة المع ارف االس كندرية ب دون س نة طب ع ص 129
. 20
111
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و هك ذا ف إن أغلب األنظم ة القانوني ة تتطلب ض رورة ت وافر الش كل المكتوب إلب رام
اتف اق التحكيم وص حته ،وتش مل العدي د من ق وانين التحكيم كق انون التحكيم اإلنجل يزي لس نة
1950وقانون التحكيم الفدرالي األمريكي لسنة 1926وقانون المسطرة المدنية كما وقع
تعديل ه وتتميم ه المغ ربي وكاف ة المعاه دات والوث ائق الص ادرة عن اللجن ة المتح دة للق انون
التج اري ال دولي كاتفاقي ة ه امبورغ 1978بش أن النق ل البح ري ال دولي للبض ائع واتفاقي ة
– 1تع ترف ك ل دول ة متعاق دة باالتف اق المكت وب ال ذي يتعه د األط راف بمقتض اه أن
– 2وتعبير اتفاق مكتوب يشمل شرط التحكيم الوارد في عقد أو اتفاق تحكيم موقع عليه
من األطراف أو تضمن في تبادل للخطابات والبرقيات ويتضح بذلك أن الكتابة تعد ركنا
أساس يا يجب ت وافره فم ا ك ان الق ول بوج ود اتف اق التحكيم ،فه ذا النص ق د ق رر ف ر الفق رة
األولى قاعدة موحدة تقتضي الكتابة كشرط صحة تتعلق بوجود االتفاق ذات ه وليس عنص را
خارجيا متطلبا لإلثبات فقط ،ويترتب على تخلف الكتابة بطالن االتفاق بطالنا مطلقا متعلقا
كما أن الفقرة الثانية من المادة الثانية من نفس االتفاقية قد أوردت ص ورتين لتحقي ق
-فوزي سامي محمد – التحكيم التجاري الدولي – جامعة بغداد 1992ص . 124 130
112
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
. 131
ب – وجود تبادل مستندات كتابية بين األطراف يفيد قبولهم التحكيم
و بالنس بة للتش ريع اإلم اراتي ش أنه ش أن كاف ة ال دول المنظم ة إلى اتفاقي ة نيوي ورك
1958يعت بر كم ا س بقت اإلش ارة إلى ذل ك ش رط الكتاب ة الزم النعق اد اتف اق التحكيم ب أن
يضمن شرط التحكيم كتابة في االتفاق األصلي أو في وثيقة تحيل إليه بشكل ال لبس فيه .
باإلض افة إلى ذل ك يجب أن يتض من س ند التحكيم تحت طائل ة البطالن موض وع
النزاع واسم المحكمين ويحدد األجل الذي يتعين على المحكم أو المحكمين أن يصدروا فيه
حكمهم التحكيمي وكذا األجل الذي يستفيد فيه المحكمون صالحيتهم .
و الب د من مراع اة القواع د المتعلق ة بالنظ ام الع ام وبالت الي اس تبعاد ك ل ن زاع يتعل ق
بالنظ ام الع ام من عرض ه على أنظ ار المحكمين ألن النظ ر في ه ذه المس ألة ه و من
اختصاص المحاكم الوطنية المقامة من طرف الدولة ،وغاية المشرعين من هذا المنع هو
تمكين القضاء من ممارسة وبسط رقابته على كل العالقات وإ لى الرغبة في ايجاد قواعد
موح دة لتط بيق على ك ل المس ائل المتعلق ة بالنظ ام الع ام ،ثم كونه ا قض ايا من األم ور
132
الدقي ـ ـ ـ ـ ـ ـــقة والخط يرة ال تي ال يعرفه ا إال القض اة ال ذين يت وفرون على ثقاف ة قانوني ة
وعالوة على ذلك ضرورة تضمين اتفاق المحكمين وطريقة تعيينهم .
-أش رف عب د العليم الرف اعي – اتف اق التحكيم والمش كالت العملي ة والقانوني ة في العالق ات الخاص ة الدولي ة دراس ة 131
في القانون الخاص جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال الرباط السنة الجامعية
. 1987- 1986
113
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يمكن اإلجابة على هذا التساؤل بالرجوع إلى نصوص التشريعات المقارنة المتقدم
بيانها إذ نجد أن المقصود من شرط الكتابة هو تحديد الطريقة التي يثبت بها عقد التحكيم
بهذا الشرط في أغلب قوانين األقطار العربية ،وعليه فإن االتجاه الراجح هو ذلك االتجاه
الذي يقضي بأن شرط الكتابة إلثبات عقد التحكيم وليس ركنا فيه ،وهذا هو موقف القانون
عرض النزاع على محكمين بدال من القضاء العادي ،وعليه وبما أن هذا النظام يبدأ بعقد،
فالب د أن يخض ع للش روط الموض وعية ال تي تخض ع له ا العق ود وال تي هي الرض ا والمح ل
والسبب والتي سوف تكون موضوع هذه الفقرة وعلى شكل نقاط وبالتتابع .
أوال :الرضا
تلعب إرادة ط رفي التعاق د دورا ب ارزا في مج ال التحكيم ،حيث يتف ق على االلتج اء
إليه في التعاقد ذاته ،أو يبرم اتفاقا خاصا ينطوي على قبول طرفي التعاقد بتسوية نزاعاته
114
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و ض رورة الرض ا ب اللجوء إلى التحكيم كب ديل للج وء للقض اء في تس وية منازع ات
العق ود اإلداري ة أساس ه أن التحكيم نظ ام ورد على س بيل االس تثناء من األص ل الع ام ال ذي
و لعل المقصود بالرضا من الناحية القانونية هو " :اتفاق إرادتين على إحداث أثر
قانوني ،وقد يكون التراضي مشروطا بأن يكون على صيغة معينة فتكون هنا الشكلية ركنا
. 133
في العقد
و لكن هنا يجب أن نقول بأن الرضا وحده ال يكفي إلنشاء العقد بل يجب أن تكون
هناك إرادة صحيحة غير معيبة بعيب من عيوب اإلرادة وأن تتطابق هذه اإلرادة م ع إرادة
الطرف اآلخر مطابقة تامة ،134وال يكون هذا باالتفاق على جميع المسائل الجوهرية التي
و الغالب أن يقع التعبير عن اإلرادة صريحا فيبرم الطرفان اتفاقا خاصا على التحكيم ،أو
ينصان في العقد األصلي على االلتجاء إليه عند قيام النزاع .
و قد يتفق الطرفان صراحة على مبدأ التحكيم ولكنهما يحيالن فيما يتعلق بإجراءات ه
أما إذا أحال الخصوم صراحة إلى الشروط العامة التي جرى العرف عليها في نوع
معين من التج ارة الدولي ة وك انت ه ذه الش روط العام ة تتض منه ش رطا على التحكيم فمن
ال واجب البحث عن حقيق ة قص دها ،فال يك ون التحكيم ملزم ا إال إذا اتض ح أنهم ا يقص دان
-عبد الرزاق السنهوري – النظرية العامة لاللتزامات الجزء األول – نظرية العقد القاهرة 1934ص . 148 133
115
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اإلحال ة إلى الش روط بأكمله ا ،بم ا يتض منه من أحك ام تتعل ق بمس ائل تنظيمي ة لمس ألة
والمسألة المهمة في ركن الرضا هي تحديد األهلية الالزمة إلبرام العقد ولهذا 135
التحكيم
ثانيا :األهلية
من المس تقر علي ه أن ه ال يج وز االتف اق على التحكيم إال للش خص الط بيعي أو
االعتباري الذي يملك التصرف في حقوقه ،وهذا ما قضت به المادة 11من ق انون التحكيم
المصـــري والم ادة 2059من الق انون الم دني الفرنس ي ،واألهلي ة تك ون مطلوب ة س واء
يقصد باألهلية هي صالحية الشخص لصدور العمل القانوني منه على وجه يعتد به
أداء ،ه ذا وباإلض افة إلى أن الفقه اء يقس مون أهلي ة األداء إلى أهلي ة اغتن اء وأهلي ة إرادة
وأهلية تصرف وأهلية تبرع وهذا ما يمر به اإلنسان منذ والدته وحتى بلوغه سن الرشد
أم ا األهلي ة المطلوب ة هن ا فهي ص الحية الش خص على إحال ة ال نزاع قائم ا ك ان أو
محتمال إلى هيئ ة التحكيم ،ففي ه ذه الحال ة يجب ت وافر األهلي ة الكامل ة وهي بل وغ س ن
الرش د ،وفي ض وء ه ذه الحقيق ة ،يش ترط في ط رفي ال نزاع أن يتمت ع ك ل منهم ا بأهلي ة
-عصمت عبد اهلل الشيخ – التحكيم في العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي دار النهضة العربية القاهرة 2008ص 135
. 55
-عبد الرزاق الصنهوري – مرجع سابق ص . 22 136
116
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التصرف في الحق موضوع التحكيم ،وبذلك ال يملك الوصي أن يلجأ إلى التحكيم إال بإذن
المحكمة ،كما ال يملكه الولي إال في خصوص ما له الحق في التصرف فيه .
كما أن المفلس وإ ن لم يكن ناقص األهلية فإنه ممنوع من التصرف في حقوقه ،ولذا
ال يجوز له االتفاق على التحكيم في شأنها ،فإذا أبرم مثل هذا االتفاق فال يكون باطـ ـ ـــال،
. 137
وإ نما ال يحتج به على جماعة الدائنين
و األمر واضح كما سبقت اإلشارة إلى ذلك فيما يتعلق بالقصر والمحجور عليهم،
فهم غير أهل إلبرام اتفاقات التحكيم ،فإذا أبرم أحدهم اتفاقا تحكيميا كان باطال .
بالنزاع المعروض عليه بل اشترطت هذه التشريعات أن يكون المحكم كامل األهلية ،فال
اعتباره .
و في دول ة اإلم ارات ال يص ح االتف اق على التحكيم إال ممن ل ه أهلي ة التص رف في
الح ق مح ل ال نزاع ،وهك ذا فإن ه ال يكفي من أج ل توقي ع عق د التحكيم أهلي ة االلتج اء إلى
القض اء ب ل الب د من أهلي ة التص رف في الحق وق ،وهك ذا يك ون المش رع في اإلم ارات ق د
كرس للتحكيم مفهوما على أنه قضاء استثنائي ،وهذا يكون منعكسا على الشخص المعنوي
الذي أصبح مديره يحتاج ألن تكون لديه سلطة بإبرام صلح األمر الذي يستتبع أن مدير
117
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المختصة على سلطة إبرام عقد مصالحة حتى يكون عقد التحكيم الذي يوقعه قانونيا.138
إلى جانب هذا لم يتطرق القانون االتحادي ألهلية المصالح الحكومية لالحتكام ولكن
المطب ق عملي ا ه و أن الدول ة االتحادي ة والمص الح الحكومي ة تقب ل التحكيم ال داخلي قليال
القضـــاء وم ع ذل ك إذا لج أ أح د الط رفين إلى رف ع ال دعوى ب ه أم ام القض اء دون االعت داد
بش رط التحكيم ولم يع ترض الط رف اآلخ ر في الجلس ة األولى ج از نظ ر ال دعوى واعت بر
و في مصر نصت المادة 11من قانون التحكيم رقم 27لسنة 1994على أنه ...
" ال يج وز االتف اق على التحكيم إال للش خص الط بيعي أو االعتب اري ال ذي يمل ك التص رف
و بالنسبة لألهلية في مجال االتفاق على التحكيم في منازعات العقود اإلدارية فإن
الش خص الع ام ليس أهال إلب رام ه ذا االتف اق إال بموافق ة ال وزير المختص أو من يت ولى
اختصاص ه بالنس بة لألش خاص االعتباري ة العام ة وذل ك تطبيق ا لنص الم ادة األولى من
القانون رقم 9لسنة 1997المعدل لبعض أحكام قانون التحكيم رقم 27لسنة . 1994
ثالثا :المحل
118
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
مح ل اتف اق التحكيم ه و موض وع ال نزاع ،ويش ترط لص حة التحكيم أال يك ون
موضوعه " محله " مخالفا للنظام العام وإ ال وقع االتفاق عليه باطال .
و الحكم ة من ع دم ج واز التحكيم في المس ائل المتعلق ة بالنظ ام الع ام تتمث ل في
خضوع هذه المسائل لرقابة وإ شراف السلطة العامة التي يعينها ويهمها أن تسري عليها
و النظام العام فكرة قوامها المصلحة العامة ،سواء كانت هذه المصلحة سياسية أم
و على ذلك ،ال يجوز التحكيم إذن في أية منازعة تتصل بما ال يجوز التعامل فيه
بمقتضى قوانين خاصة ألي سبب من األسباب كالتعامل في األسلحة والذخائر ،والحشيش
وأوراق البن وك الم زورة ،كم ا ال يج وز التحكيم فيم ا يتع ارض م ع حس ن اآلداب
كالخص ومات المتعلق ة ب بيت من بي وت ال دعارة ،أو بمعاش رة ش خص ام رأة معاش رة غ ير
ش رعية ،كم ا ال يج وز التحكيم في المس ائل ال تي ت دخل في اختص اص المح اكم الوطني ة
وحدها.141
-أن يكون المحل موجودا أو ممكن الوجود :هذا الشرط يمكن تطبيقه على ركن المحل
في عقد التحكيم فقد يتفق الطرفان على إبرام عقد التحكيم بعد حصول النزاع.142
-أحمد أبو الوفا – التحكيم االختياري واإلجباري – منشأة المعارف االسكندرية مصر 1987ص . 73 140
-الم ادة 251من ق انون المرافع ات الع راقي ال تي تنص " :يج وز االتف اق على التحكيم في ن زاع معين كم ا يج وز 142
االتفاق على التحكيم في جميع المنازعات التي تنشأ من تنفيذ عقد معين .
119
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و هذا الشرط يؤكد ما نصت عليه أغلب التشريعات بصدد تحديد موضوع النزاع
في عقد التحكيم وعلى هذا فمن الواجب على الطرفين أن يحددا وبشكل دقيق كل جوانـ ـ ـ ـــب
وإ بعاد النزاع وهنا يجب التمييز بين االتفاق الذي يكون بصورة شرط يعقد بصورة مستقلة
بعد قيام النزاع وبين االتفاق الذي يكون بصورة شرط ضمن شروط عقد معين وقبل قيام
ال نزاع ،ففي الحال ة األولى تك ون مس ألة تع يين ال نزاع وتحدي ده مس ألة اعتيادي ة ألن ك ل
طرف يعرف ما يريد من الطرف اآلخر فالمسألة ليست مستحيلة وال صعبة ،أما بالنسبة
إلى الحال ة الثاني ة ف إن المش رع أراد ب أن يك ون ال نزاع ق ابال للتع يين وه ذا م ا يمكن تحقيق ه
المسائل المتعلقة بالنظام العام ،فهكذا تنص المادة 551من القانون المدني المصري كما
سبقت اإلشارة إلى ذلك على أنه " :ال يجوز الصلح في المسائل المتعلقة بالحالة الشخصية
و لكن يج وز الص لح على المص الح المالي ة ال تي ت ترتب على الحال ة الشخص ية أو
الشخصية والجنسية والمتصلة بالنظام العام ،ألن المسائل المتعلقة بالحالة الشخصية تدخل
ضمن مسائل األحوال الشخصية ،وهذا ما أكد عليه قانون المرافعات الفرنسي الذي يشترط
-راجع في الموضوع :أسعد فاضل منديل – أحكام التحكيم وإ جراءاته – دراسة مقارنة مرجع سابق ص . 91 143
120
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أيضا أال يكون التحكيم مخالفا للنظام العام أو اآلداب العامة وإ ال كان االتفاق ب اطال ،إال أن
المادة 1004منه أضافت شرطا آخر وهو أال يكون النزاع ناشئا عن إحدى المسائل التي
. 144
ال يجوز عرضها على التحكيم
-المنازعات التي يجب تبليغها إلى النيابة العامة والتي تستلزم حضورها في الخصوم ـــة،
وفي المنازعات المذكورة في المادة 83مرافعات ،ومن بينها المنازعات التي تكون الدول ة
لألطراف االتفاق على اللجوء إلى التحكيم قد أخذت من حيث المبدأ بقاعدة امتناع القضاء
الع ادي عن نظ ر المنازع ات ال تي أب رم األط راف بش أنها اتف اق التحكيم ،ون ذكر من ذل ك
القانون الفرنسي الجديد بشأن التحكيم فقد نصت المادة 1458من القانون على أنه " :إذا
رف ع ال نزاع المع روض محكم ة التحكيم بم وجب اتف اق تحكيم يجب على قض اء الدول ة أن
يقرر عدم اختصاصه وإ ذا لم تكن محكمة التحكيم قد اتصلت بعد بالنزاع ،يجب أيضا على
-أسعد فاضل منديل – أحكام التحكيم وإ جراءاته ،مرجع سابق ص . 92 144
121
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المتح دة الجدي د بش أن التحكيم لس نة 1992فق د نص ت الم ادة )5( 203من ه على أن ه " إذا
اتفق أو اتفقت األطراف في شأن نزاع معين على اللجوء إلى التحكيم فال يجوز حمل هذا
ال نزاع أم ام المح اكم الوطني ة " ...و الق انون المص ري الجدي د بش أن التحكيم رقم 27لس نة
1994فق د نص ت الفق رة األولى من الم ادة 13من ه ذا الق انون على أن ه " يجب على
. 145
المحكمة التي يرفع إليها نزاع يوجد بشأنه اتفاق تحكيم أن تحكم بعدم قبول الدعوى
و هك ذا يالح ظ على أن ه على خالف الق انون اإلم اراتي للتحكيم نج د المش رع في
فرنس ا ومص ر ق د اس تخدما لفض ع دم االختص اص ،وه ذا اس تخدام في غ ير محل ه ذل ك أن
الدفع باالعتداد بشرط التحكيم هو دفع بعدم القبول وليس دفع بعدم االختصاص .
إن اللجوء إلى المسطرة التعاقدية دو أهمية قانونية خاصة ،فهي تنطوي أيضا على
اعتب ارات اقتص ادية،إذ أن الص فقات العمومي ة للدول ة واألش خاص المعنوي ة األخ رى ،تلج أ
للعقود اإلدارية بقصد التموين سواء باألدوات أو األعمال أو الخدمات الض رورية للتسيير،
فالدول ة ونظ را للتط ور الحاص ل في مفه وم المص لحة العام ة وبالت الي تس يير المراف ق
العمومي ة ،لم تع د بص فة عام ة في موق ف القي ام بال دور التقلي دي المتمث ل في الحف اظ على
-أسعد فاضل منديل – أحكام التحكيم وإ جراءاته ،مرجع سابق ص . 92 145
122
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أص بحت مطالب ة بالت دخل في مختل ف المي ادين عن طري ق التعاق د للوف اء باإلس تجابة
للمتطلبات التي تقتضيها المصلحة العامة ،خاصة أنه في العصر الحديث ومع تطور الزمن
وظه ور نظري ة المرف ق الع ام كم ا س بقت اإلش ارة إلى ذل ك ،ب دأت نظري ة العق ود اإلداري ة
تف رض نفس ها على الواق ع العملي في تع امالت الدول ة وأه دافها من أج ل تس يير المراف ق
العامة ،وترتبط ارتباطا ال يقبل التجزئة بالنشاط اإلقتصادي واإلجتماعي والثقافي ،فأصبح
العقد أحد أهم اإلختراعات التي عرفتها البشرية على اإلطالق،فهو األداة الرئيسية للتبادل
اإلقتص ادي ،كم ا يعت بر إح دى الوس ائل األساس ية للتنظيم اإلجتم اعي ،ح تى يمكن الق ول إن
النوع الجديد من العقود هو العقد اإلداري والذي يستمد قواعده إما من نصوص تشريعية
تنظم جاني ا أو أك ثر من جواني ه ،حيث يعت بر النظ ام الق انوني للعق ود اإلداري ة أح د رك ائز
الق انون اإلداري ،ويس تقل تمام ا عن النظ ام المعم ول ب ه بالنس بة للعق ود المدني ة وإ م ا من
أحكام القضاء اإلداري الذي يمارس القاضي من خاللها دورا بارزا في خلق واستخالص
المب ادئ القانوني ة ال تي تحكم ه دا العق د دون التقي د في دل ك بأحك ام الق انون الم دني ،فعلى
س بيل المث ال قاع دة " العق د ش ريعة المتعاق دين " ال تنطب ق على العق د اإلداري بالص ورة
المطلقة المعروفة بها في القانون المدني ،وذلك ألن اإلدارة كطرف في العقد اإلداري إنما
وتهدف بالدرجة األولى إلى تحقيق المصلحة العامة في ذلك ،فإن الق انون اإلداري لم يترك
-1146مهند مختار نوع -االيجاب والقبول في العقد اإلداري (دراسة مقارنة) الطبعة األولى منشورات الحلبي الحقوقية
2005ص9
123
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
له ا حري ة مطلق ة في اختي ار من تتعاق د مع ه ،وإ نم ا أض فى على العق د اإلداري إج راءات
معينة ،وألزم المشرع الجهة اإلدارية اتباعها ،مع مراعاة المبادئ التي تخضع لها أساليب
التعاقد كمبدأ العالنية والمساواة وحرية المنافسة ،وتعد عملية إختيار المتعاقد مع اإلدارة
ال ذي يتق دم بأفض ل الش روط الفني ة والمالي ة وبأق ل س عر ،خط وة هام ة نح و التمهي د لتوقي ع
وإ ذا ك انت للعق ود اإلداري ة أهمي ة بحس بانها أس لوب لممارس ة اإلدارة لنش اطها
المتعدد األوجه ،فإن دراسة هده العقود تثير العديد من المسائل التي تتعلق بتحديد اإلدارية
وبي ان نش اطها وإ خض اع منازعته ا لقض اء إداري متخص ص يختل ف عن القض اء الع ادي،
ويطب ق قواع د مختلف ة عن قواع د الق انون الم دني وهي قواع د الق انون اإلداري ،كم ا أن
عملية تكوين هده العقود تصبح أكثر أهمية ،ودلك ألنه بقدر استقامة طريقة تكوين العقد
وسالمته فإنه يستطيع أن يحقق أهدافه والتي تصب في النهاية في روافد المصلحة العامة.
وتأسيس ا على م ا تق دم فإنن ا س نتناول ب البحث والتفص يل ماهي ة العق د اإلداري في
147
المبحث األول :ماهية العقود اإلدارية وأركانها
يع د العق د اإلداري أس لوبا من أس اليب ممارس ة اإلدارة لنش اطها ،وال ش ك أن ه ذه
األهمية سوف تزداد كثيرا مع اتجاه الدول نحو سياسة االقتصاد والحر ،...فاالنتقال من
اقتصاد التخطيط إلى اقتصاد السوق سيؤدي إلى زيادة وأهمية العقود التي تبرمها اإلدارة
سواء كانت إدارية أم مدنية أم تجارية ألن اقتصاد السوق قائم على التخلي عن األوامـ ـ ـ ـــر
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،األسس العامة للعقود اإلدارية ،منشأة المعارف اإلسكندرية ،2004 ،ص .359 147
124
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وأس اليب القه ر،إال أن عق ود اإلدارة ليس ت كله ا عق ودا تخض ع لنظ ام ق انوني موح د إذ ق د
أحك ام الق انون الع ام ،وذل ك لع دم تواف ق أحك ام الق انون الخ اص م ع طبيع ة النش اط ال ذي
تمارس ه اإلدارة في كث ير من األح وال ،أض ف إلى ه ذا ،أن العق ود اإلداري ة هي إح دى
وس ائل اإلدارة في ممارس ة نش اطها وتمت از بطبيع ة قانوني ة خاص ة ،وبأحك ام تختل ف عن
طبيعة األعمال اإلدارية األخرى ،كما تمتاز أيضا بأحكام تختلف عن طبيعة العقود المدنية
ال تي تخض ع للق انون الخ اص أو عق ود التج ارة الدولي ة المعت ادة ،فالعق د اإلداري يس تمد
قواع ده من القواع د ال تي تحكم العالق ات الخاص ة ،إال أن اإلدارة بحكمه ا تمث ل المص لحة
العامة وتتمتع بالسلطة العامة تجد نفسها كطرف أقوى فتحتفظ لنفسها ببعض االمتيازات،
وبالتالي يص بح للعقد خصوصيات غير مألوفة في مراحل تكوينه وتنفيذه ما تستهدف به
اإلدارة ت أمين المراف ق العام ة وض مان حس ن س يرها وكفال ة اح ترام المتعاق د معه ا لش روط
العق د ،وب ذل العناي ـ ـــة والدق ة في تنفي ذه ،وب الطبع ف إن ه ذه اإلج راءات ه دفها األساس ي
الوصول إلى تنفيذ االلتزام المتصل بالمرفق العام أو استبعاد االختالل الذي يكون قد لحق
به ا وض مان س يرها بانتظـــام واظط راد ومنح اإلدارة الوس ائل الفعال ة ال تي تس تطيع به ا
فوجود فكرة السلطة العامة في العقود اإلدارية وفي النظام القانوني لهذه العقود ،هو
الذي يميزها عن عقود القانون الخاص ويضفي عليها طابعا مستقال تماما عن هذه العقود،
فيس تمد فيه ا الض ابط الموض وعي له ذا المعي ار وه و احت واء العق د على ش روط اس تثنائية
125
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
خارج ة على الق انون الخ اص ،كم ا يرتك ز عليه ا أيض ا الض ابط الش كلي في ه ذا المعي ار
إح داث أث ر ق انوني ،148ف إذا م ا تخل ف ه ذا القص د انتقت ص فة العق د فليس ك ل اتف اق بين
طرفين يشكل عقدا ،وإ ذ أن العقد اإلداري يق وم على نفس أسس وأركان العقد المدني من
حيث ض رورة ت وافر الرض ا والمح ل وقي ام الس بب ،ف اإلختالف بينهم ا في النظ ام الق انوني
الذي يخضع له كل منهما ،إذ العقد اإلداري يخضع للقانون العام بينما العقد الذي يخضع
للق انون الخ اص وفق ا لمب دأ العق د ش ريعة المتعاق دين كم ا س بقت اإلش ارة إلى ذل ك ،ويع زز
اإلختالف بين العق ود اإلداري ة والمدني ة فعال ،كم ا س بق أن األولى يتطلب ابرامه ا اتب اع
إج راءات خاص ة ال مثي ل له ا في الثاني ة ويس تمد العق د اإلداري قواع ده إم ا من نص وص
تشريعية تنظم جانبا أو أكثر من جوانبه ،وإ ما لقواعد خصوصية أوجدها القاض ي اإلداري،
وهذا ال يمنع من تواجد ارتباط وطيد بين قواعد القانون اإلداري وأحكام وقواعد القانون
الخاص في بعض الميادين ،وإ ذا كانت عقود إدارية بنص القانون فإن الجانب األكبر منها
غير محدد ،وهذا ما سيدفعنا إلى توضيح مفهوم العقد اإلداري وشروطه وذلك في مطلبين
نخصص األول لمفهوم العقد اإلداري أما الثاني فنتناول فيه شروط العقد اإلداري.
ت زداد أهمي ة العق ود اإلداري ة نتيج ة زي ادة مس ؤولية الدول ة في تحقي ق التنمي ة
االجتماعي ة واالقتص ادية وإ نش اء المزي د من المنش آت والب نى التحتي ة وإ ج راء العدي د من
-148148عب د العزي ز عب د المنعم خليف ة -األس س العام ة في العق ود اإلداري ة -الطبع ة األولى المرك ز الق ومي لإلص دارات
القانونية القاهرة مصر 2008ص 15
126
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الدراس ات العملي ة الهام ة واس تيراد مختل ف البض ائع والمس تلزمات الحديث ة ال تي تس اهم في
دف ع عجل ة التق دم والتط ور ،ومن تم ف إن أحكامه ا وأسس ها تتط ور باس تمرار لتس تجيب
بقص د إح داث أث ر ق انوني معين على أن ه إذا ك ان أط راف العق د الم دني يتمتع ون بحري ة
كب يرة في التعب ير عن إرادتهم في تحدي د مض مون العق د ووس ائل تنفي ذه كقاع دة عام ة ،في
حين يخضع العقد المدني الحترام ما اتفق عليه األطراف ،فإن األمر يختلف كثيرا بالنسبة
للعق د اإلداري باعتب ار أن اإلدارة تعت بر طرف ا في ه تبرم ه باعتباره ا شخص ا من أش خاص
القانون العام استخدمه في ذلك أساليب السلطة العامة وتهدف من ورائه إدارة مرفق عام
أو تس ـ ـــييره ،ومن تم ف إن المش رع ح دد نظام ا معين ا للعق د اإلداري يحكم ه في مراحل ه
المختلفة .
المنازع ات ال تي تنش أ عن ه س واء فيم ا يتعل ق بتفس ير نصوص ه أو البحث في المس ؤولية
الناش ئة عن ه ،ومن تم طلب التع ويض لمح اكم القض اء اإلداري خالف ا للعق ود ال تي تبرمه ا
الدول ة باعتباره ا كأح د األش خاص فإنه ا تخض ع الختص اص مح اكم القض اء الع ادي وليس
لمح اكم القض اء اإلداري ،وفي ه ذا اإلط ار أك دت المحكم ة اإلداري ة العلي ا في مص ر " :
من اط العق د اإلداري أن تك ون اإلدارة أح د أطراف ه ،وأن يتص ل بنش اط المرف ق الع ام من
حيث تنظيم ه وتس ييره بغي ة خدم ة أغراض ه وتحقي ق احتياجات ه ،مراع اة لوج ه المص لحة
-م ال اهلل جعف ر عب د المال ك الحم ادي – ض مانات العق د اإلداري الطبع ة الثاني ة دار الجامع ة الجدي دة االس كندرية 149
127
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
العام ة ،وم ا تقتض يه من تغليبه ا على مص لحة األف راد الخاص ة ،وأن يأخ ذ العق د بأس لوب
القانون العام وما ينطوي عليه من شروط استثنائية غير مألوفة في عقود القانون الخاص
. 150
سواء تضمن العقد هذه الشروط أو كانت مقررة بمقتضى القوانين واللوائح
و تج در اإلش ارة إلى أن ه إذا ك ان العق د اإلداري ال ذي يتم إبرام ه باتف اق إرادة أح د
أش خاص الق انون الع ام م ع إرادة أخ رى يتف ق م ع العق د الم دني ال ذي يعق د بين أش خاص
الق انون الخ اص ،من حيث قيام ه على أس اس التراض ي واالتف اق بين الط رفين المتعاق دين،
ف إن ه ذا التش ابه بين العق دين يق ف عن د ه ذا الح د وال يتع داه ،إذ يختل ف العق د اإلداري عن
العقد المدني بخصائص محددة ،ثم أنه ليس كل عقد تبرمه اإلدارة نسميه عقدا إداريا ،بل
يقتصر ذلك على فئة خاصة من عقود اإلدارة كما سوف يتضح الحقا في ه ذا الس ياق ،هي
التي يطلق عليها اصطالحا العقود اإلدارية ،فكيف يمكن تمييز العقود اإلدارية عن عقود
األفـ ـ ـ ـــراد وعق ود اإلدارة ال تي تخض ع للق انون الخ اص ،ولإللم ام به ذه األفك ار ارتأين ا أن
نتن اول في الف رع األول التعري ف الفقهي للعق ود اإلداري ة أم ا الف رع الث اني فسنخصص ه
لقضاء حاجاته في األمور الجوهرية التي تحقق له وللجماعة ما يصبون إليه وهذا التعامل
البد من إفراغه في قالب معين في صورة التعاقد بأشكاله المختلفة ووفقا لموضوع التعامل
-القضية رقم 7لسنة 1قضائية الصادر في 19يناير سنة 1980مشار إليها لدى الدكتور سليمان محمد الطماوي 150
– األسس العامة للعقود اإلدارية الطبعة الخامسة دار الفكر العربي القاهرة مصر 2008ص . 61
128
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و قد اختلفت اآلراء حول نشأة هذا التعاقد ،حيث أرجع البعض نشأة العقود اإلداري ة
إلى فرنسا ،الذي ترعرع في أحضان المدرسة القانونية الالثينية الفرنسية ،ويرجح فريق
أصل نشأة العقود بصفة عامة والعقود اإلدارية بصفة خاصة إلى الفقه اإلسالمي ،فال أحد
ينكر أن القرآن الكريم تن اول العق ود في آي ات عدي دة من ذل ك قول ه تع الى " :يا أيها الذين
و العق د اإلداري وإ ن ك ان من العق ود المس تحدثة في االس تخدام إال أن ه داخ ل في
عم وم النص الق رآني واجب الوف اء م ا لم يتع ارض م ع أص ول النص وص الش رعية ،وفي
السنة ثبت أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسل أعطى خيبر اليهود أرضا على أن يعملوها
و اعتبر الفقه أن هذا العقد هو عقد إداري وأنه من العقود المشروعة التي أبرمها
الرسول "ص" لما فيه صالح عموم المسلمين وبصفته يمثل إدارة المسلمين وإ مامهم .
و هكذا فكلمة " عقد " هي كلمة قديمة في مبناها وفي معناها في اللغة العربي ة ،فهي
تطلق على عدة معان متعددة من أهمها الربط والتقوية والتوثيق ،فاألصل في هذه الكلمة
ه و الرب ط الحس ي بين أط راف الش يء ،فيق ال عق د الحب ل أي ربط ه وجم ع أج زاءه ،وعق د
الرباط أي قواه ،إال أن العرب قد استعملوها للربط المعنوي للكالم بين شخصين فيقال عقد
. 152
البيع وعقد الزواج
-محمد نجيب عوضين المغربي – نظرية العقد في الفقه اإلسالمي دار النهضة العربية القاهرة 2003ص . 19 152
129
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و كم ا في قول ه تع الى ك ذلك " ال يؤاخذكم هللا باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بم ا
و بهذا يتبين أن العقد في اللغة يطلق على عدة معاني منها :العهد والربط والش ـــد
و في العصر الحالي تلجأ الدولة وهي في سبيلها لتحقيق أغراضها إلى التعاقد مع
أشخاص آخرين سواء كان الطرف المتعاقد معه شخصا طبيعيا أو شخصا معنويا وسواء
اس تقر الفق ه على تعري ف العق د اإلداري بأن ه " :العق د ال ذي يبرم ه ش خص معن وي
عام بقصد تسيير مرفق عام مستخدما أساليب القانون العام ،ويتجلى ذلك إما بتضمين العق د
ش روطا اس تثنائية أو الس ماح للمتعاق د م ع اإلدارة باالش تراك مباش رة في تس يير المرف ق
العام.154
و العقد اإلداري في الفقه المغربي هو " ذلك العمل القانوني الذي تتدخل بواسطته
اإلدارة في مجال ممارستها لنشاطها ،الذي يختلف عن باقي األعمال األخرى انطالقا من
كونه يقوم على أساس نسبية هيمنة السلطة العمومية نتيجة طابعه التعاقدي ،وانطالقا من
-سليمان محمد الطماوي – الوجيز في القانون اإلداري – دار الفكر العربي القاهرة 1988ص . 299 154
130
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
انفراده بخصائص ال مثيل لها في مجال عالقات التعاقد القائمة بين الخواص ،155كما يمكن
بهدف تسيير مرفق عام أو إنجاز أشغال عامة أو تدبير ملك عمومي أو استغالل أو لتوف ير
أدوات أو إبرام خدمات لفائدة الدولة ،أو التعهد بالقيام بالدراسات الض رورية لتحقي ق بعض
المنجزات.156
أما الدكتور عبد اهلل حداد فقد عرف صفقات األشغال العمومية بأنها " :عقد مقاولة
بين أش خاص الق انون الع ام وف رد أو ش ركة أو بين شخص ين من أش خاص الق انون الع ام
بمقتضاه يتعهد بالقيام بعمل من أعمال البناء أو الترميم أو الصيانة في عقار لحساب هذا
الشخص المعنوي العام تحقيقا لمصلحة عامة مقابل ثمن يحدد في العقد.157
كم ا اس تقر قض اء مجلس الدول ة الفرنس ي على تعري ف العق د اإلداري بأن ه العق د
المبرم بين الدولة أو أحد األشخاص اإلدارية وشخص عام أو خاص بوصفها سلطة عامة
تتمتع بحقوق وامتيازات ال يتمتع بها المتعاقد معها وذلك بقصد تحقيق نفع عام أو مصلحة
مرف ق من المراف ق العام ة وتعتم د الدول ة في إبرام ه وتنفي ذه على أس اليب الق انون الع ام
وووسائلـــه وذل ك بتض مينه ش روطا اس تثنائية غ ير مألوف ة في عق ود الق انون الخ اص س واء
ك انت ه ذه الش روط واردة في العق د ذات ه أو مق ررة بمقتض ى الق وانين والل وائح وق د تمنح
-محم د ك رامي – الق انون اإلداري – التنظيم اإلداري – النش اط اإلداري ،الطبع ة األولى مطبع ة النج اح الجدي دة 155
-عبد اهلل حداد ،صفقات األشغال العمومية ودورها في التنمية الطبعة الثانية منشورات عكاظ 2002ص . 4 157
131
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اإلدارة للمتعاقد معها حقوقا ال مقابل لها في روابط القانون الخاص بسبب كونه ال يعمل
لمصلحة فردية بل يعاون السلطة اإلدارية ويشترك معها في إدارة المرفق العام أو تسييره
إلى جانب هذا جاء في حكم محكمة القضاء اإلداري في مصر في حكمها الصادر
شخص معنوي عام وبين أحد األفراد ،ال يستلزم بذاته اعتبار العقد من العقود اإلدارية بل
إن المعيار المميز لهذه العقود عما عداه من عقود القانون الخاص ليس في صفة المتعاقد
بل في موضوع العقد متى اتصل بمرفق عام من مرافق الدولة من حيث تنظيم المرفق أو
تس ييره أو اس تغالله أو المعاون ة أو المس اهمة في ه مش تركا في ذل ك وعلى درج ة متس اوية
بظهور نية الشخص المعنوي في أن يأخذ في العقد بأسلوب القانون العام وأحكامه فيتضمن
. 159
العقد شروطا استثنائية غير مألوفة في القانون الخاص
تبنت المحكم العليا في ليبيا في العديد من قراراتها االتجاه ذاته فقضت في قرارها
الص ادر في 1970-6-20م " ومن حيث أن ه يت بين من االطالع على العق دين موض وع
التداعي أنهما يتصالن بمرفق عام وهو مرفق الحج ،ويهدفان إلى تحقيق مصلحة عام ـــة
وهي تمكين الحج اج الليب يين الراغ بين في أداء فريض ة الحج المقدس ة على أكم ل وجـ ـ ـــه،
وأنهم ا ق د تض منا ش روطا غ ير مألوف ة في عق ود الق انون الخ اص المماثل ة ،ومن حيث
مقتض ى م ا تق دم العق دان الم ذكوران ق د اتس ما بالط ابع المم يز للعق ود اإلداري ة ومن حيث
-وائ ل ع ز ال دين يوس ف – التحكيم في العق ود اإلداري ة ذات الط ابع ال دولي – دراس ة بين مص ر وفرنس ا وال دول 158
132
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اتصالهما بمرفق عام وأخذهما بأسلوب القانون العام فيما تضمناه من شروط استثنائية ومن
و المالح ظ على مختل ف التع اريف المتف ق عليه ا فقه ا والمس تقر عليه ا أيض ا قض اء
ال تي استعرض ناها أعاله عن العق د اإلداري ،أنه ا تش ترط لص حة قي ام العق د اإلداري ثالث ة
شروط بدون أحدها يفقد العقد اإلداري الصفة اإلدارية ،وهي أن يكون أحد أطرافه شخصا
معنوي ا عام ا ،ويعت بر من ه ذه األش خاص الدول ة وم ا تش مله ك الوزارات أو الوح دات
هن ا ف إن العق د اإلداري ال ذي يبرم ه ش خص من أش خاص الق انون الع ام الش ك في ص فته
اإلدارية ،ولكن يجب التنبيه هنا أنه ليس كل عقد تبرمه اإلدارة يعتبر عقدا إداريا ،فكثيرا
ما تلجأ اإلدارة إلى إبرام عقود بينها وبين جهة أخرى أو بينها وبين بعض األشخاص من
جه ة أخ رى في ظ ل قواع د الق انون الخ اص ،فالش خص اإلداري الع ام ق د ي برم عق دا م دنيا
كما يبرم عقدا إداريا سواء بسواء ،ونظرا لعدم كفاية هذا الشرط األولي لوحده ،فالبد من
توافر الشروط األخرى ،وهي أن ينصب العقد اإلداري على تنظيم وتسيير مرفق عمومي
كتوري د الم واد أو تق ديم الخ دمات أو القي ام بأش غال ،أي أن يك ون العق د ذو ص لة وطي دة
ب المرفق العموم ـــي ،وأخ يرا اتب اع أس لوب ووس ائل الق انون الع ام ،فالمعي ار المم يز للعق د
اإلداري عن العقد الخاص ال يكمن باألساس في صفة المتعاقد بل في موضوع العقد نفسه
بمعنى أن العقد الذي تبرمه اإلدارة ال يعد بذاته عقدا إداريا ،ولكي يكون إداريا فالبد أن
يحتوي على نية السلطة العمومية في تطبيق أحكام القانون العام ،161وهكذا فإن العقود التي
تبرمه ا تل ك األش خاص المعنوي ة تأخ ذ ص فة العق ود اإلداري ة إذا م ا ت وافرت فيه ا المع ايير
-حكم المحكمة العليا الليبية – طعن إداري رقم 4لسنة 17ق صادر بتاريخ . 1970-6-20 160
133
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
مناط العقد اإلداري صار العقد من عقود القانون الخاص ،وهكذا يشترط في العقد اإلداري
والمحل والسبب والشكل ويتم العقد اإلداري بمجرد أن يتبادل الطرفان التعبير عن إرادتين
متطابقتين .
أحد المتعاقدين مشوبة بعيب ،وعيوب اإلرادة هي الغلط والتدليس واإلكراه واالستغـ ـــالل،
ويش ترط في مح ل العق د أي العملي ة القانوني ة ال تي ي راد تحقيقه ا من وراء العق د ،أن يك ون
موج ودا أو ق ابال للتعام ل في ه ،أم ا الس بب فيش ترط أن يك ون موج ودا أو مش روعا ،أم ا
بالنسبة للشكل فإنه يشترط اتباع شكليات قانونية معينة النعقاد العقود اإلدارية مثل القواعد
تعرض نا في الفق رة الس ابقة لبي ان المقص ود بالعق د اإلداري بص فة عام ة س واء من
ج انب الفقه أو من جانب القض اء ،ويتعين علينا في ه ذه الفقرة بي ان بي ان المقص ود بالعقد
اإلداري ذي الطابع الدولي ،وفي هذا اإلطار ذهب جانب من الفقه لتأكيد ذاتية هذه العقود
تخ رج من زم رة عق ود التج ارة الدولي ة المألوف ة ،وق د ذهب األس تاذ Me nairإلى تع داد
-حكم المحكم ة اإلداري ة العلي ا المص رية ال دائرة الثالث ة في الطعن رقم 154لس نة 34قض ائية علي ا جلس ة -1-2 161
1997م .
-عبد الغني بسيوني عبد اهلل – النظرية العامة في القانون اإلداري دراسة مقارنة ألسس ومبادئ القانون اإلداري 162
134
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
العناصر المميزة لعقود الدولة ،فقام بحصر عدة عناصر واجب توافرها في العقد اإلداري
ال دولي ،منه ا أن يتم إب رام العق د بين الحكوم ة من ع دة عناص ر واجب توافره ا في العق د
اإلداري ال دولي ،منه ا أن يتم إب رام العق ود بين الحكوم ة من ج انب وش خص أجن بي يتمت ع
بالشخصية القانونية بناء على أحكام قانون الدولة التي يتبعها هذا الشخص ،وأن تتسم هذه
العق ود بأنه ا طويل ة األج ل كاس تغالل م ورد ط بيعي لع دد من الس نوات وأن يمنح بموجبه ا
الشخص األجنبي المتعاقد مع الدولة حقوقا ال تعد حقوقا تعاقدية صرفة ،والتي تعد غير
مألوفة ،أو التي لها طابع شبه سياسي ،كحرية المتعاقد في االستيراد والتصدير واالستفادة
من بعض أو كل اإلعفاءات الضريبية ،كذلك تتميز هذه العقود بأنها تخضع في جانب من
جوانبه ا للق انون الع ام ،وبينم ا يس ري الق انون الخ اص على بعض جوانبه ا األخ رى،
باإلضافة إلى أن هذه العقود عادة ما تشتمل على شرط التحكيم والذي بناء عليه يتم سلب
أنها تحرص على دعـ ــم وإ براز الطابع التقليدي لالتفاق المبرم بين الدولة والطرف األجن بي
وإ خض اعه لنظم خاص ة ب ه أو للق انون ال دولي ،وذل ك بغ رض حماي ة الط رف المتعاق د من
المخ اطر الناجم ة عن ك ون الدول ة ش خص س يادي ق ادر على إص دار التش ريعات وإ نه اء
-حفيظ ة الح داد ،العق ود المبرم ة بين ال دول واالش خاص األجنبي ة تحدي د ماهيته ا والنظ ام الق انوني الح اكم له ا، 163
135
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
األش خاص المعنوي ة العام ة من جه ة وش خص ط بيعي أو اعتب اري من أش خاص الق انون
الخ اص إلنش اء أو تس يير مرف ق ع ام أو إش باع حاج ات ذات نف ع ع ام ،ويتض من ش روطا
و تجدر اإلشارة أنه إلى جانب التعاريف التي سقناها أعاله ،ومن أجل تعميم الفائدة
أك ثر ارتأين ا أن نتط رق إلى مع ايير دولي ة للعق د مبت دئين بالمعي ار الق انوني حيث يق وم ه ذا
المعيار على فكرة أساسية مؤداها أن العقد يعد دوليا فيما لو اتصلت عناصره بأكثر من
دولة غير دولة القاضي المطروح عليه النزاع الناشئ عن العقد ومن تم اتصاله بأكثر من
و بصدد المعنى ذاته يؤكد جانب كبير من الفقه المصري أن المعيار القانوني يعتبر
هو المعيار األصيل والتقليدي للعقد الدولي ومقتضاه أنه يعتبر دوليا كل عقد اشتمل على
عنص ر أجن بي س واء اتص ل ه ذا العنص ر باألعم ال المتعلق ة بإبرام ه أو تنفي ذه أو بم وطن
المتعاقدين أو بجنسيتهم ...إذ يكفي أن يتصل العقد بأحد عناصره بأكثر من نظام قانوني
األجنبية إلى أي عنصر من عناصر العالقة القانونية يؤدي إلى اعتبارها من العالقات ذات
-أحمد عبد الكريم سالمة – قانون العقد الدولي – دار النهضة العربية القاهرة 2001ص . 184 165
136
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و على هذا األساس عرف األستاذ Me Nairالعقد اإلداري الدولي بأنه هو " عقد
طويل المدة يبرم بين الحكومة من جانب ،وبين شخص أجنبي يتمتع بالشخصية القانونية
من جانب آخر ويتعلق باستغالل الموارد الطبيعية ويتضمن شروطا غير مألوف ة في العقود
الداخلية ،مثل شرط اإلعفاء الجمركي ،ويخضع هذا العقد في بعض جوانبه للقانون العـــام
ف ذهب إلى أنه ا تل ك العق ود المبرم ة باس م الدول ة ،إم ا عن طري ق رئيس الدول ة أو رئيس
الحكوم ة وال تي يتم أحيان ا نش رها في الجري دة الرس مية ،وأن ه يح ق للط رف المتعاق د م ع
الدولة ممارسة بعض الحقوق المخصصة للدولة ،وأن الدولة تضمن التص رفات االستثنائية
وال تي ال يمكن للط رف الخ اص ض مانها ،كم ا أنه ا يتم فص ل المنازع ات الناش ئة عنه ا
بالتحكيم من خالل هيئة ad bocباإلضافة إلى أنها تستبعد تطبيق قانون الدولة الطـ ـ ـــرف
اإلدارية الدولية ،فذهب إلى أنه " عقد يبرم بين شركة وطنية تأخذ شكل المشروع العـــام،
وشركة تجارية خاضعة للقانون المدني األجنبي ،ومحل هذا العق د ال ينص ب على العملي ات
التجاري ة العادي ة ألن ه يل زم الش ركة ص احبة االمتي از بالقي ام باس تثمارات ض خمة ،وإ قام ة
166
- Mc. Nair the general principales of law recognized by civilized notions Y.B.I 1957 p 1 etc
…
167
- Seidl . Hohenveldern : the theory of quasi international and partly international
agreements Rew belge de inter 1975 p 567 .
137
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
منش آت له ا ط ابع ال دوام ويتض من ش روطا غ ير مألوف ة مث ل المعامل ة الض ريبية الخاص ة
للشركة المتعاقدة.168
أما األستاذ dupuyالمحكم في قضية Texacoفقد ركز على إبراز عوامل ثالثة
كعناصر مميزة لعقود الدولة تمثلت في أهمية هذه العقود بالنسبة القتصاد الدولة المضيـــفة،
وك ون ه ذه العق ود تخل ق نوع ا من التع اون طوي ل األج ل إال أن ه هن اك رأي آخ ر معاص ر
يفضل التفرقة بخصوص العناصر القانونية للعقد والتي قد تتطرق لها الصفة األجنبية بين
العناصر الفاعلة والمؤثرة وبين العناصر غير الفاعلة أو المحايدة ،وعلى ذلك فإذا تطرقت
الصفة األجنبية لعنصر غير ذي بال من عناصر العقد أي لعنصر محايد ال يشكل أهمية
خاص ة في الرابط ة التعاقدي ة المطروح ة فإن ه ال يكفي لت وافر الص فة الدولي ة له ذه
الرابطة.169
و خالص ة الق ول مم ا س بق أن العق د يك ون دولي ا وفق ا للمعي ار الق انوني إذا تط رقت
الصفة األجنبية إلى أحد عناصر العالقة العقدية ...غير أنه يجب النظر إلى هذه الصفة
األجنبي ة بش كل موض وعي ،بمع نى أن تك ون العالق ة العقدي ة ذات العنص ر األجن بي ذات
فاعلية وتأثير في الرابطة العقدية وذلك حتى ال يكون إدخال أي عنصر أجنبي في العقد
اإلداري ذريعة لوضع شرط تحكيم هروبا من القضاء الوطني للدولة المتعاقدة .
و في العقود الدولية بصفة عامة فإن جانبا كبيرا من الفقه يأخذ بالمعيار القانون ـ ـ ـــي
168
- International law report n° 35 p 136 .
-عصمت عبد اهلل الشيخ – التحكيم في العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي – دار النهضة العربية القاهرة 2000 169
ص . 103
138
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إال أن ه في مج ال العق د اإلداري ذي الط ابع ال دولي أفض ل ع دم األخ ذ بالمعي ار
الق انوني لع دم التوس ع في معي ار دولي ة العق د اإلداري ،وذل ك ح تى ال يك ون إدخ ال أي
عنص ر أجن بي في العق د اإلداري ذريع ة لوض ع ش رط تحكيم هروب ا من القض اء الوط ني
وبه ذا الص دد يك ون المعي ار االقتص ادي ه و األفض ل لتحدي د دولي ة العق د اإلداري،
حيث يعد العقد اإلداري دوليا إذا ينطوي على رابطة تتجاوز االقتصاد الداخلي لدولة معينة
.
األجن بي على تض مين العق د اإلداري ش رط تحكيم وبالت الي اله روب من القض اء الوط ني
للدولة.170
ومن كل ما سبق يمكن القول إن العقد اإلداري الدولي هو العقد الذي تبرمه الدولة
باعتبارها سلطة عامة أو أحد األشخاص المعنوية األخرى مع أحد األشخاص الطبيعية أو
المعنوية من رعايا الدول األخرى مثل عقود امتياز المرافق العامة التي يتطلبها تسيير ه ذه
المرافق والعقود التي تسند الدولة بمقتضاها استغالل ثرواتها الطبيعية إلى إحدى الشركات
األجنبي ة المتخصص ة إنش اء المط ارات أو غيره ا من المش اريع الض خمة بنظ ام " الب وت "
مثـ ـ ـ ـ ــال وغيرها من أنواع وأشكال العقود التي ينطبق عليها التعريف المتقدم .
-عصمت عبد اهلل الشيخ – التحكيم في العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي – مرجع سابق ،ص .103 170
139
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ويالحظ على هذه النوعية من العقود أنها تشبه عقود القانون العام حيث أن طرفها
كما أن الدولة تتمتع في هذه العقود بالحصانة القضائية أمام الطرف المتعاقد معها
الذي ال يتمتع بهذه الحصانة بالرغم من أن الطرف اآلخر قد يكون على قدر البأس ب ه من
لما كان القانون اإلداري من صنع القضاء اإلداري فإن القواعد واألحكام التي قامت
عليها نظرية العقد اإلداري كما هو الشأن بالنسبة إلى سائر نظريات القانون اإلداري هي
من صنعه وبصورة أكثر تحديدا من صنع مجلس الدولة الفرنسي والتي استلمها فيما بعد
حقيق ة أن المش رع كث يرا م ا ت دخل وأق ام بتق نين بعض األحك ام القض ائية في م ادة
ولهذا فإن أحكامها تتطور باستمرار لتستجيب لحاجات المرافق العامة المستمرة.171
لنشأتها وتطورها وفق تشريعات بعض الدول وذلك في الفقرات الموالية .
لم تنش أ نظري ة العق ود اإلداري ة في فرنس ا إال في مطل ع الق رن العش رين حيث ك ان
-سليمان محمد الطماوي – األسس العامة للعقود اإلدارية – مرجع سابق ص . 28 171
140
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المعي ار المتب ع للتمي يز بين أعم ال الس لطة وأعم ال اإلدارة ه و معي ار الس لطة العام ة ،ف إذا
تعل ق ال نزاع بعم ل من أعم ال الس لطة انعق د االختص اص للمح اكم اإلداري ة أم ا إذا تعلقت
و نتيجة للتطور الذي حصل في مجال العقود اإلدارية عمد المشرع الفرنسي إلى
جعل االختصاص بنظر بعض المنازعات التي تثور بشأن بعض العقود التي تبرمها جهة
اإلدارة من اختصاص مجلس الدولة الفرنسي ،ومن هذا القبيل قانون " 28بليفوز " للسنة
الثامن ة ال ذي جع ل من اختص اص مج الس األق اليم النظ ر في المنازع ات المتعلق ة بعق ود
األش غال العام ة وعق ود بي ع أمالك الدول ة ،والق انون الص ادر في 17يولي و س نة 1790
والقانون الصادر في 26سبتمبر 1793الخاص بعقود القروض العامة التي تبرمها الدولة
والمرسوم بالقانون الصادر في 17يونيه 1938الخاص بعقود شغل الدومين العام ،نجد
أن االختصاص بنظر المنازعات المتعلقة بهذه العقود ينعقد للقضاء اإلداري ،ومن تم فقد
أطل ق الفق ه على ه ذه النوعي ة من العق ود تس مية العق ود اإلداري ة بنص الق انون ،ألن
االختصاص القضائي بنظر هذه العقود كان استنادا إلى إرادة المشرع الفرنسي ،وليس إلى
األحكام التي تنطبق على العقود المدنية ،لكون االختصاص بنظر عقود اإلدارة كان منعقدا
بصفة عامة للقضاء العادي الذي يطبق عليها القواعد الخاصة بالعقود المدنية .
لق د ع دل الفق ه والقض اء في فرنس ا عن األخ ذ بمعي ار الس لطة العام ة لتمي يز أعم ال
-شريف يوسف خاطر – التحكيم في منازعات العقود اإلدارية وضوابطه – دار النهضة العربية القاهرة 2009 172
ص . 10
141
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اإلدارة ،حيث اتجه الفقه والقضاء إلى األخذ بمعيار آخر وهو معيار المرفق العام ،وكان
الحكم الص ادر عن محكم ة التن ازع الفرنس ية في 8ف براير 1873م الش هير بحكم
وطبق ا لمعي ار المرف ق الع ام ،نج د أن القض اء اإلداري يختص بنظ ر المنازع ات
المتعلق ة بتنظيم وتس يير المراف ق العام ة س واء ك انت مراف ق قومي ة أو محلي ة وس واء ك انت
جهة اإلدارة تنصرف بوصفها سلطة عامة أم بوصفها فردا عاديا .
اختصاص القضاء اإلداري يستند إلى فكرة المرافق العامة سواء كانت مرافق توصية أم
مرافق محلية ،ولكنه استثنى من ذلك تصرف اإلدارة كفرد عادي ،حيث ينعقد االختص اص
بنظر المنازعات الخاصة بها للقضاء العادي ،وذلك على أساس التمييز بين اإلدارة العامـــة
ومن تم يكون لجهة اإلدارة إما اتباع أسلوب القانون الخاص إلدارة المرافق العام ة،
ومن تم الخضوع للقضاء العادي أو اتباع أسلوب القانون العام ومن تم الخضوع للقضاء
. 173
اإلداري
وبناء على ذلك ،تكتسب عقود اإلدارة الصبغة اإلدارية ،وذلك ليس بناء على إرادة
المش رع ،ولكن اس تنادا إلى خصائص ها الذاتي ة ،ف اإلدارة حينم ا تعه د للمتعاق د معه ا بتس يير
مرفق عمومي ،فإنها تكون قد اختارت طريقة التعاقد ،ومنذ إبرامه ال يسمح لها بأن تختار
-عبد الحمي د كم ال حشيش – الق رارات القابل ة لالنفصال وعق ود اإلدارة ،مجل ة مص ر المعاصرة الع دد رقم 362 173
142
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
طبيع ة العق د ،ألن العق د يعت بر إداري ا بطبيعت ه ،فازدواجي ة العق ود ال تي يمكن لإلدارة أن
تبرمها ال تتطابق دائما مع حرية اختيار اإلدارة وإ نما تبعا لموضوع العقد .
الش ك أن فرنس ا هي أول دول ة أعطت للق انون اإلداري اس تقالليته ثم تبعته ا ال دول
األخ رى ،وذل ك بع د نش أة القض اء اإلداري " مجلس الدول ة " ومن تل ك ال دول جمهوري ة
مصر العربية حيث أنها في ذلك الحين كانت دولة بوليسية تفتقد لنظام الدولة القانونية ،ولم
يكن هناك فصل بين السلطات بل لم تكن هناك أي قوانين قبل إنشاء المحاكم المختلـ ـ ـ ـــطة
و عن دما ب دأ التفك ير في إلغ اء االمتي ازات األجنبي ة ،ب دأت الحكوم ة المص رية في
وضع مشروع قانون إلنشاء مجلس الدولة في مصر على غرار مجلس الدولة الفرنسي،
وبالفع ل ص در الق انون رقم 112لس نة 1946الخ اص بإنش اء مجلس الدول ة في مص ر،
ولكن لم يوجد به إال محكمة واحدة فقط هي محكمة القضاء اإلداري وكانت اختصاصاتها
العقود اإلدارية ،فظل االختصاص بنظر المنازعات الخاصة بعقود اإلدارة منعقدا للقضاء
الع ادي ،واس تمر ذل ك الوض ع حتى ع ام 1949م ،وقد تض منت الخامس ة من ه ذا الق انون
تحديد اختصاصات محكمة القضاء اإلداري بالفصل في منازعات عقود االلتزام واألشغال
وقد فسر بعض الفقه نص المادة " " 5من قانون مجلس الدولة رقم 9لسنـ ــة 1949
واس تخلص من ه أن اختص اص مجلس الدول ة ب العقود اإلداري ة ق د ج اء مقص ورا على
143
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
العق ود الثالث ة ق د قس م اختص اص النظ ر فيه ا م ا بين مجلس الدول ة والقض اء الع ادي وه ذا
ي ؤدي إلى التض ارب في تأص يل األحك ام الخاص ة ب العقود اإلداري ة ،إض افة إلى ذل ك ف إن
االختص اص بنظر تلك العق ود مرهونا بيد رفع الدعوى فهو من له حق اختي ار المحكمة
و استمر هذا الوضع قائما حتى صدور القانون رقم 165لسنة 1955الذي ألغى
الق انون رقم 9لس نة 1949حيث نص على اختص اص محكم ة القض اء اإلداري بنظ ر
المنازع ات الخاص ة بعق ود االمتي از واألش غال العام ة والتوري د وأي عق ود إداري ة أخـــرى،
وتم نق ل نفس النص إلى الق انون الح الي الخ اص بتنظيم مجلس الدول ة المص ري رقم 47
لس نة ،1972ومن تم أص بح مجلس الدول ة مختص ا دون غ يره بنظ ر المنازع ات الخاص ة
-عاطف سعدي محمد علي – عقد التوريد اإلداري بين النظرية والتطبيق دار الحريري للطباعة القاهرة 2005 175
ص . 34
-نص ت الم ادة العاش رة من ق انون مجلس الدول ة الص ادر بالق انون رقم 47لس نة 1972على أن :تختص مح اكم 176
مجلس الدولة دون غيرها بالفصل في المسائل اآلتية ( :أ) الطعون الخاصة بانتخابات الهيئات المحلية ( .ب) المنازعات
الخاص ة بالمرتب ات والمعاش ات والمكاف آت المس تحقة للم وظفين العموم يين أو ورثتهم ( .ج) الطلب ات ال تي يق دمها ذوو
الش أن ب الطعن في الق رارات اإلداري ة الص ادرة ب التعيين في الوظ ائف العام ة أو الترقي ة أو منح العالوات ( .د) الطلب ات
المقدم ة من الم وظفين العموم يين بإلغ اء الق رارات اإلداري ة الص ادرة بإح التهم إلى المع اش أو االس تيداع أو فص لهم بغ ير
الطري ق الت أديبي ( .هـ) الطلب ات ال تي يق دمها األف راد أو الهيئ ات بإلغ اء الق رارات اإلداري ة النهائي ة ( .و) الطع ون في
القرارات النهائية الصادرة من الجهات اإلدارية في منازعات الضرائب والرسوم وفقا للقانون الذي ينظم كيفية نظر هذه
المنازعات أمام مجلس الدولة (.ز) دعاوى الجنسية (.ح) الطعون التي ترفع عن القرارات النهائية الصادرة من جهات
إدارية لها اختصاص قضائي ،فيما عدا القرارات الصادرة من هيئات التوفيق والتحكيم في منازعات العمل ،وذلك متى
كان مرجع الطعن عدم االختصاص أو عيبا في الشكل أو مخالفة القوانين واللوائح أو الخطأ في تطبيقها أو تأويلها ( .ط)
الطلب ات ال تي يقدمها الموظفون العمومي ون بإلغ اء الق رارات التأديبي ة ( .ذ) طلب ات التع ويض من الق رارات المنصوص
144
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
فالج دير بال ذكر أن القض اء اإلداري في مص ر ق د ب دأ حين أنش أ مجلس الدول ة
المص ري س نة 1946م ،ومن ذ ذل ك الحين وه و يبت دع الحل ول القانوني ة لكاف ة المنازع ات
المطروحة أمامه حتى تأسس ذلك القضاء تأسيسا جيدا من خالل تلك األحكام التي ص درت
عنه وعن محاكمه التي أنشئت فيما بعد والقوانين التي صدرت عنه ،وبذلك يك ون ق د تمكن
من ص نع الق انون اإلداري المص ري بنج اح ،وأن يحق ق اس تقالليته وأص الته ع بر األحك ام
و ارتباط ا بالعق د اإلداري أش ارت العدي د من األحك ام القض ائية إلى تعري ف العق د
اإلداري ،ال ذي يع ني العق د الم برم بواس طة أح د أش خاص الق انون الع ام بقص د إدارة مرف ق
عام أو بمناسبة تسييره وأن تظهر نيته في األخذ بأسلوب القانون العام ،وذلك بأن يتضمن
العقد شروطا استثنائية غير مألوفة في القانون الخاص ،كما قضت محكمة القضاء اإلداري
المصرية بأن العقد اإلداري حسبما استقرت عليه أحكام القضاء والفقه اإلداري ،هو العقد
الذي يبرمه شخص معنوي من أشخاص القانون العام بقصد إدارة مرفق عام أو بمناسبة
تسييره وأن تظهر نيته في العقد باألخذ بأسلوب القانون العام وأحكامه وذلك بتضمين العقد
. 177
شروطا استثنائية غير مألوفة في القانون الخاص تسمى شروطا غليظة
و لقد أشارت المحكمة اإلدارية العليا في مصر إلى نفس المعنى في حكمها الص ادر
في 31مارس عام 1962حيث قضت بأن العقد يعتبر إداريا إذا كان أحد طرفيه شخصا
معنويا عاما ومتصال بمرفق عام ومتضمنا شروطا غير مألوفة في نطاق القانون الخاص،
عليها في البنود السابقة ( .ل) المنازعات الخاصة بعقود االلتزام أو األشغال العامة والتوريد أو أي عقد إداري آخر (.م)
الدعاوى التأديبية المنصوص عليها في هذا القانون (.ن) الطعون في الجزاءات الموقعة على العاملين بالقطاع العام في
الحدود المقررة قانونا (.ي) سائر المنازعات اإلدارية .
-محكمة القضاء اإلداري 1961-6-25دعوى رقم 14 – 1184ق . 177
145
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ف إذا تض من العق د ه ذه الش روط الثالث ة مجتمع ة ك ان عق دا إداري ا يختص بنظ ره القض اء
يتضح من التعاريف السابقة أن القضاء المصري اشترط العتبار العقد إداريا توافر
ثالثة معايير :المعيار األول إبرام العقد بواسطة أحد األشخاص المعنوية العامة ،المعيار
الث اني تعل ق العق د أو ارتباط ه ب المرفق الع ام ،المعي ار الث الث أن يتض من العق د ش روطا
اس تثنائية غ ير مألوف ة في الق انون الخ اص على العكس من ذل ك س نجد القض اء الفرنس ي
اشترط توافر معيارين فقط العتبار العقد إداريا هما :إبرام العقد بواسطة شخص معنوي
ع ام وتعل ق العق د ب إدارة أو تس يير مرف ق ع ام أو احت واء العق د على ش روط اس تثنائية غ ير
إن العقد اإلداري كغيره من العقود يتطلب توافر إرادتين هما االيجاب والقبول وهو
ذل ك العق د ال ذي يبرم ه ش خص معن وي من أش خاص الق انون الع ام بقص د إدارة أو تس يير
مرفق عام وأن يأخذ بأسلوب القانون العام بتضمين العقد شرطا أو أكثر من الشروط التي
للعق ود اإلداري ة وال ذي يتمث ل في الش روط االس تثنائية ال تي يتض منها العق د وال تي تعطي
لإلدارة حقوقا تعلو على حقوق المتعاقد اآلخر ،ويمكن أن تصل إلى حقها في تعديل العقد
أو إنهائه ،فإن لم يتضمن العقد تلك الشروط انتفى عنه وصف العقد اإلداري .
146
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
طبيعت ه عق د كغ يره من العق ود األخ رى ،وبارتدائ ه تل ك المم يزات الم ذكورة س ابقا جعلت ه
و تج در اإلش ارة أن العق ود المبرم ة في دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة وحس ب
النظام السائد هي عقود اإلدارة العامة بمعناها الواسع أي العقود المبرمة من قبل أشخاص
القانون العام ،وتستوي في ذلك العقود التي يحكمها القانون الخاص والتي يحكمها القانون
الع ام ،فعق ود اإلدارة العام ة ال تظه ر إال في ش كل عق ود مدني ة وتخض ع بالت الي للقاض ي
الع ـ ـ ـــادي ولقواع د الق انون الخ اص س واء في إبرامه ا أو تنفي ذها أو إنهائه ا ع دا بعض
. 179
االستثناءات الواردة من خالل نصوص تشريعية تتصل بإبرام العقود فقط
و ق د م رت دول ة اإلم ارات بتط ور تش ريعي والئحي إداري في مس ألة تنظيم ط رق
المشتريات ومقاوالت األعمال المكونة للعقود اإلدارية ،وكان ذلك عند صدور أول تعميم
مالي صادر في هذا الشأن رقم 4لسنة 1975وانتهاء بالتعميم المالي الصادر في أكتوبر
1985من اللجن ة الدائم ة للمش روعات بش أن تع ديل بن د حس م المنازع ات ال وارد بالش روط
العام ة للعق د المعتم د بين الجه ات الحكومي ة والمق اولين واالستش اريين ،وك ان اله دف من
وراء ذلك ض مان حسن توجي ه اتفاق الم ال الع ام وترشيده باإلض افة إلى تحقيق المص لحة
المالية للدولة مع عدم اإلخالل باعتبارات العدالة والمساواة فيما بين المتنافسين على التعاقد
-محمد فتوح محمد عثمان – أصول القانون اإلداري إلمارة دبي – دار الكتب القانونية دبي 2002ص .53 179
-مصطفى محمود عفيفي – الوسيط في مبادئ القانون اإلداري – دار الفكر العربية القاهرة 1980ص .245 180
147
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و من خالل البحث في التش ريعات والق وانين في دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة
الحظن ا وج ود تشريع خ اص ب التنظيم الق انوني للمناقص ات العام ة في إم ارة دبي ويع د من
التش ريعات الحديث ة في ه ذا الش أن وه و الق انون رقم 6لس نة 1997م وق د ص در بش أن
عق ود ال دوائر الحكومي ة في إم ارة دبي وتض من تعريف ا للعق د اإلداري " الص يغة الخطي ة
لالتف اق ال ذي ي برم بين أي دائ رة حكومي ة ( مؤسس ة أو هيئ ة أو س لطة تابع ة للحكوم ة في
إم ارة دبـــي ) وأي ة شخص ية أخ رى عام ة أو خاص ة معنوي ة أو طبيعي ة م ع جمي ع ملحقات ه
بهدف توريد المواد أو تنفيذ األشغال أو تقديم الخدمات ويشمل ذلك أوامر الشراء للمواد
وبص فة خاص ة في إم ارة دبي ،وهن اك تحدي د لبعض العق ود في التعري ف الس ابق كعق د
التوري د واألش غال وعق ود الخ دمات العام ة ،فالمش رع أوج د العق د اإلداري من خالل نص
الم ادة الثالث ة من الق انون االتح ادي اإلم اراتي رقم 6لس نة 1978على أن " ...تختص
المحكمة االبتدائية في عاصمة االتحاد بالنظر في جميع المنازعات اإلدارية بين االتحـ ـ ـــاد
واألفراد سواء كان االتحاد مدعيا أو مدعى عليه فيها . " ...
-المادة رقم ( )2من القانون رقم 6لسنة 1997بشأن عقود الدوائر الحكومية في إمارة دبي. 181
-نواف كنعان – مبادئ القانون اإلداري وتطبيقاته في دولة اإلمارات العربية المتحدة ،الشارقة ،دار النشر العلمي 182
2001ص . 235
148
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بع د ه ذا ص در الق انون االتح ادي رقم 1978 – 17ليجع ل من المحكم ة االتحادي ة
محكمة نقض ،وذلك لتنظيم حاالت وإ جراءات الطعن بالنقض ثم بصدور قانون اإلجراءات
المدنية االتحادي رقم ( )11لسنة ،1992وبموجب ذلك أضحت المحكمة االتحادية العليا
االتحادية االستثنائية بما فيها األحكام الص ادرة في المنازع ات اإلدارية باعتبار أن النظام
كم ا أن الم ادة الثاني ة من الق انون نفس ه ذهبت إلى أن ه " ينق ل إلى المح اكم االتحادي ة
المنصوص عليها في المواد السابقة االختصاصات التي تتوالها الجهات القضائية المحلية
وخصوص ا بع د ن انض مت مح اكم أم القيوين ،والتي ك ان ينظمها الق انون المحلي للمحاكم
رقم 1لسنة 1971إلى القض اء االتحادي ،وأص بحت إم ارتي دبي ورأس الخيمة هم ا فقد
من احتفظ بهيئاتهما القضائية المحلية ،ثم بعد لك في عام 2006صدر القانون رقم ()22
لسنة 2006والخاص بتعديل بعض أحكام القانون رقم ( )1لسنة 1974والمتعلق بإعادة
تنظيم الجه از الحك ومي في إم ارة أب و ظ بي حيث تم إض افة م ادة رقم ( )5مك رر المتعلق ة
بإنش اء دائ رة القض اء في إم ارة أب و ظ بي تتب ع الح اكم مباش رة وتح ل مح ل دائ رة القض اء
الش رعي ،ثم تال ذل ك ص دور الق انون رقم ( )23لس نة 2006والخ اص بتنظيم دائ رة
-من كتاب مجموعة األحكام الصادرة من المحكمة االتحادية العليا في منازعات القضاء اإلداري ،الطبعة األولى 183
149
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
2005وال ذي بن اء علي ه تم إلغ اء ق انون تأسيس دائرة العدل وصدور الق انون رقم 6سنة
2005بشأن تنظيم محاكم دبي ،هذا وتجدر اإلشارة إلى أن التعديل الذي تم في القانونين
األخ يرين ،إنم ا اختص بتع ديل الهيك ل التنظيمي س واء ل دائرة المح اكم أو ل دائرة الع دل
أما إمارة رأس الخيمة فإن القضاء فيها ينظمه قانون تشكيل المحاكم الصادر عام
وال ذي ع دل بق انون تنظيم القض اء س نة ،2002أم ا فيم ا يتعل ق بتنظيم المس ائل 188
1971
اإلداري ة والمالي ة ل دائرة المح اكم في إم ارة رأس الخيم ة فق د نظمت بص دور المرس وم
األم يري رقم 7س نة 2002وه و المرس وم الخ اص بإص دار الهيك ل التنظيمي ل دائرة
و ق د ح دثت نقل ة نوعي ة في التط ور القض ائي في دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة
عن دما ص در ق انون اإلج راءات المدني ة االتح ادي رقم 1س نة 1992منتهج ا التقس يم
المعم ول ب ه في بعض األنظم ة القض ائية العص رية ،حيث تم تقس يم مح اكم أول درج ة إلى
مستويين :الدوائر الجزئية التي يتم تشكيلها من قاضي فرد ،ثم الدوائر الكلية التي تشكل
-منشور بالجريدة الرسمية عدد 196سنة . 1992 184
-للمزي د من التفص يل راج ع :محم د كام ل عب ده الرقاب ة على أعم ال اإلدارة ،دراس ة مقارن ة في النظم القانوني ة 188
المعاصرة والنظام القانوني في دولة اإلمارات العربية المتحدة كلية شرطة دبي ،دبي 1999ص . 724
150
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
من ثالث ة قض اة ،كم ا تم تقس يم المح اكم االتحادي ة االبتدائي ة إلى ن وعين من ال دوائر طبق ا
لقيمة الدعوى.189
أما الدعاوى اإلدارية والتي هي منازعات تنشأ بين األفراد والحكومة االتحادية فإن
االختصاص فيها يكون للمحاكم االتحادية االبتدائية الموجودة في جميع إمارات الدولـ ـ ـــة،
وذلك طبقا لنص المادة 102من الدستور " يكون لالتحاد محكمة اتحادية ابتدائية أو أكثر
تنعقد في عاصمة االتحاد الدائمة أو في بعض عواصم اإلمارات لممارسة الوالية القضائية
في دائ رة اختصاص ها في القض ايا التالي ة :المنازع ات المدني ة والتجاري ة واإلداري ة بين
االتحاد واألفراد ،سواء كان االتحاد مدعيا أو مدعى عليه فيها .
كم ا ج اء في نص الم ادة 25من ق انون اإلج راءات المدني ة االتح ادي رقم 11س نة
1992أن ه " :تختص المح اكم االتحادي ة بنظ ر جمي ع المنازع ات المدني ة والتجاريـ ـ ـ ـ ـ ـــة
واإلدارية .
و خالص ة الق ول أن دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة ليس به ا قض اء إداري مس تقل
يختص بنظر المنازعات اإلدارية كما هو حال كثير من الدول التي أخذت النمط الفرنسي
حيث يكون القضاء فيها مزدوجا ،بل إن الظروف التي تم ذكرها جعلت من نظام القضاء
الموحد نظر جميع المنازعات التي تقع على إقليم الدولة دون اعتبار عمن يكون أطراف ـــها،
وس واء ك انت ال دعوى إدارية ك ون اإلدارة طرف ا فيه ا كس لطة عام ة أم أنه ا ك انت منازعة
-المادة 30من قانون اإلجراءات المدنية االتحادي رقم 11سنة . 1992 189
-راجع في الموضوع :عبد الحميد محمد عبد الحميد راشد الحسوني ،إجراءات التقاضي في الدعوى اإلدارية بدولة
اإلم ارات العربي ة المتحدة ،أطروح ة لني ل ال دكتوراه في الق انون الع ام ،جامع ة عب د المال ك الس عدي ،كلي ة الحق وق طنج ة
الموسم الجامعي 2011- 2010ص . 32
151
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
عادي ة ،تخض ع ألحك ام الق انون الخ اص ،وه ذا ينطب ق على القض اء االتح ادي والقض اء
إن نظ ام العقود اإلدارية أو م ا يطلق عليه بالص فقات العمومي ة في المغرب متجدد
في الق دم من ذ معاه دة الجزي رة الخض راء ،لكن أول ت دوين لنصوص ه المبع ثرة ك ان في
بمرس وم 30دجن بر 1998ال ذي ج اء بمب ادئ جدي دة في مس يرة إص الح نظ ام الص فقات
العمومي ة المغرب ـــي وهي الش فافية ،ج دوى النفق ة العمومي ة ...المنافس ة الح رة ...ه ذا
المرس وم لم يعم ر ط ويال حيث تم نس خه بمقتض ى مرس وم ف براير 2007وال ذي تتمح ور
-تثمين القواعد التي تشجع على حرية المنافسة وتحث على تبار أوسع بين المتعهدين .
-وضع آليات تمكن من ضمان الشفافية في إعداد الصفقات وإ برامها وتنفيذها .
-اعتماد مبدأ المساواة في التعامل مع المتعهدين خالل جميع مراحل إبرام الصفقات .
-إل زام ص احب المش روع بض مان اإلعالم المناس ب والمنص ف لجمي ع المتنافس ين خالل
. 190
مختلف مراحل مساطر إبرام الصفقات
-ترسيخ أخالقيات اإلدارة وذلك بإدراج إجراءات من شأنها التقليص من إمكانيات اللج وء
-عبد الحميد محمد عبد الحميد راشد الحسوني ،إجراءات التقاضي في الدعوى اإلدارية بدولة اإلمارات العربية 190
152
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-الح د من الت دخل الب تري من خالل ن زع الص فقة المادي ة عن المس اطر وإ ل زام أص حاب
المشاريع بنشر بعض المعلومات والوثائق في البوابة اإللكترونية لصفقات الدولة .
-اعتماد وسائل الطعن واللجوء للمصالحة لتسوية النزاعات المتعلقة بإبرام الصفقات .
باإلض افة إلى ه ذا فالمرس وم ع رف الص فقة بأنه ا " :ك ل عق د بع وض ي برم بين
مورد أو خدماتي ،ويهدف وفق التعاريف الواردة بعده إلى تنفيذ أشغال أو تسليم توريدات
وعلى ه ذا األس اس يمكن الق ول أن الص فقة العمومي ة هي عق د ي برم بين اإلدارة
كس لطة عام ة قائم ة على تحقي ق المص لحة العام ة وبين األف راد أو الش ركات الخاص ة من
أجل إنجاز عمل معين يحقق المنفعة العامة بشكل مباشر مع تضمين هذا االتفاق أو هذا
العق د أهم ش روط وقواع د العم ل المطل وب ،وأهم حق وق وواجب ات ك ل من الط رفين
المتعاق دين ،وبه ذا نج د أن اإلدارة تلج أ إلى إب رام الص فقات العمومي ة كأس لوب فع ال من
أساليب تسيير أنشطتها وتنفيذ برامجها المختلفة عن طريق التعاون الحر من جانب األفراد
بدال من استخدام أسلوب القهــر واإلجبار في التعاون معهم والمتمثل في أسلوب القرارات
اإلدارية .
انسجاما مع التطور الذي يعرفه المغرب وطبقا لهذا المرسوم فالص فقة العمومية 192
آخر
-عبد الحميد محمد عبد الحميد راشد الحسوني ،مرجع سابق ،ص . 33 191
-مرسوم رقم 2.12.349صادر في 8جمادى األولى 20 ( 1434مارس ) 2013يتعلق بالصفقات العمومية 192
153
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
هي" :عق ود بع وض ت برم بين ص احب مش روع من جه ة وش خص ذاتي أو اعتب اري من
جهة أخرى يدعى مقاوال أو موردا أو خدماتيا ،وتهدف إلى تنفيذ أشغال أو تسليم توريدات
أ – ص فقات أش غال :عق ود ته دف إلى تنفي ذ أش غال مرتبط ة على الخص وص بالبن اء أو
إع ادة البن اء أو ه دم أو إص الح أو تجدي د أو تهيئ ة وص يانة بناي ة أو منش أة أو بني ة وك ذا
ب – صفقات توريدات :عقود ترمي إلى انتقاء منتوجات أو معدات أو ايجارها مع وجود
خي ار الش راء ،وتتض من ه ذه الص فقات أيض ا بص فة ثانوي ة أش غال الوض ع وال تركيب
ج – ص فقات الخ دمات :عق ود يك ون موض وعها إنج از أعم ال خدماتي ة ال يمكن وص فها
الج انب اإلداري والتق ني للص فقة العمومي ة وال تي تت وخى في مجمله ا تحقي ق ن وع من
بخصوصية األسباب الدافعة إلى إبرامها ،وبكثرتها وتنوعها بالنظر إلى المحل الذي تتعلق
154
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ب ه ه ذه العق ود وباآلث ار القانوني ة الناجم ة عنه ا ،193وي رى الس نهوري ذاتي ة عق ود الدول ة
المستمدة من السبب الدافع إلى إبرامها إلى القانون الداخلي ،والذي يمكن االستناد إليه في
تحديد العوامل التي تدفع الدولة والطرف األجنبي إلى إبرام هذه العقود.194
و يالح ظ أن الب اعث وراء إب رام ه ذه العق ود ه و التنمي ة االقتص ادية واالجتماعي ة
للدول ة المض يفة ،بينم ا تتب اين أس باب الط رف األجن بي المتعاق د ،وأي ا ك انت ال دوافع أو
األسباب وراء إبرام هذه العقود إال أنه يتوجب توافر شروط فيها العتبارها عقود ا إدارية،
بحيث ال يكتسب العقد الصفة اإلدارية إال إذا انطوى على ثالثة عناصر تكاملية فيما بينها
بحيث ل و تخل ف أح دها انحس رت عن العق د الص فة اإلداري ة وأص بح عق دا م دنيا يخض ع
ألحكام القانون المدني ،لذا يرى غالبية الفقهاء أن العقد اإلداري هو الذي يبرمه شخص
معن وي ع ام بقصـ ـ ـــد إدارة وتس يير مرف ق ع ام ،ويتمن ش روطا اس تثنائية غ ير مألوف ة في
القانون الخاص ،وقد أيدت ذلك المحكمة اإلدارية العليا في مصر في أكثر من حكم له ا،195
وهك ذا فالعق د ينبغي أن يتض من مجموع ة من الش روط ال تي تض في علي ه الط ابع اإلداري
-أن تأخذ اإلدارة فيه بأساليب القانون العام ويتحقق ذلك بتوافر أحد أمرين هما :
193
- Giorgio Sacredotti : « Sta contracts and international law , A Reappraisal » I.Y.B.I.L
1987 p 26 .
-عب د ال رزاق الس نهوري ،الوس يط في ش رح الق انون الم دني الجدي د ،نظري ة االل تزام المجل د األول دار النهض ة 194
155
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أ – احتواء العقد على شروط استثنائية غير مألوفة في معامالت األفراد مثل حق اإلدارة
في الرقابة والتوجيه وحق توقيع الجزاءات على المتعاقد ،وتعديل العقد بإرادتها المنف ـــردة،
. 196
وحق إنهائه بغض النظر عن موقف الطرف الثاني أن يكون متصال بمرفق عام
و لإللم ام به ذه األفكار وتوض يحها ارتأين ا أن نتن اول هذه الش روط في الفرع األول
بالنسبة للعقود اإلدارية بنص القانون التي نص عليها المشرع الفرنسي فلم تثر أي
مشكلة فيما يتعلق بالقاضي المختص والقانون الواجب التطبيق حيث يختص بنظر النزاع
بشأنها القاضي اإلداري ويطبق عليها أحكام القانون العام ،ولكن المشكلة تثار بسبب العقود
األخرى التي لم يحددها المشرع الفرنسي والمصري حيث نجد أن مجلس الدولة المصري
مازال يأخذ بالنظرية التقليدية في تمييز العقد اإلداري التي تقتضي بأن العقد يكون إداريا
إذا ت وافرت في ه ثالث ة عناص ر كم ا س بقت اإلش ارة إلى ذل ك وهي :أن تك ون جه ة اإلدارة
طرفا في العقد ،وأن يتصل العقد بمرفق عام وأخيرا أن يحتوي العقد على شروط استثنائية
أو غ ير مألوف ة في الق انون الخ اص ،على العكس من ذل ك نج د أن مجلس الدول ة الفرنس ي
يش رط ت وافر ش رطين فق ط لتمي يز العق د اإلداري ،األول أن تك ون جه ة اإلدارة طرف ا في
العقد ،الثاني أن يتعلق العقد بمرفق عام أو يتضمن شروطا غير مألوفة في القانون الخاص
.
-عبد الرزاق السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،مرجع سابق ص . 413 196
156
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
معن وي من أش خاص الق انون الع ام ،مؤه ل ومختص قانوني ا إلب رام العق د اإلداري ،فه ذا
الش رط ه و العنص ر األول في العق ود اإلداري ة وض روري وال زم لوص ف العق د بأن ه عق د
حيث يمث ل الج انب العض وي في المعي ار المم يز للعق د اإلداري ال ذي يس تند في 197
إداري
المقام األول على صفة المتعاقدين ،فالعقود اإلدارية هي طائفة من عقود اإلدارة ،وبالتالي
يجب بالض رورة أن يك ون أح د ه ذه األط راف شخص ا معنوي ا عام ا ،س واء تعل ق األم ر
بالدول ة أم بأح د األش خاص المعنوي ة اإلقليمي ة أو المرفقي ة كالمؤسس ات العام ة والهيئ ات
العامة .
الع ام إلى ش خص من أش خاص الق انون الخ اص ومن تم ي ؤدي ذل ك إلى فق دان العق د ألح د
العناص ر ال تي تس بغ علي ه الص فة اإلداري ة ويتح ول إلى عق د م دني يخض ع لقواع د الق انون
الم دني ويختص في الفص ل في المنازع ات المتعلق ة ب ه القض اء الع ادي ،وإ لى ذل ك ت ذهب
أش خاص الق انون الخ اص ف إن العق د يك ون ق د غ دا مفتق دا ألح د العناص ر األساس ية ال تي
هذا وال يكفي لقيام العقد اإلداري أن يكون أحد أطرافه 198
تضفي عليه صفة العقد اإلداري
-ش ريف يوس ف خ اطر – التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة وض وابطه الطبع ة األولى دار النهض ة العربي ة 197
157
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-أن يظل الشخص المعنوي العام محتفظا بصفته العمومية طيلة مدة تنفيذ العقد فإذا فقدها
أثناء التنفيذ بتحوله إلى أحد أشخاص القانون الخاص غدا العقد عقدا مدنيا يخضع ألحكام
-يجب أن ت برم اإلدارة العق د بوص فها س لطة إداري ة عام ة ،ف إذا أبرمت ه بوص فها أح د
و لذلك قضى بأن تعاقد اإلدارة مع مقاول مباني بصفتها ناظرة للوقف أي كشخص
من أش خاص الق انون الخ اص ،وليس ت كس لطة عام ة ،ال يس بغ على العق د الص فة
اإلدارية.199
الحديث إلى أنه " :يتعين العتبار العقد عقدا إداريا أن يكون أحد أطرافه شخصا عامـ ـ ـــا،
-يجب أن تبرم السلطة التنفيذية العقد بوصفها سلطة إدارة وليست س لطة حكم ،فالسلطة
التنفيذي ة تعت بر س لطة حكم حينم ا تباش ر أعم ال تتعل ق بش ؤون الحكم وهي تل ك المتص لة
بإدارة شؤون الدولة من الناحية السياسية ،وتعتبر سلطة إدارة حينما تباشر أعماال تتعلق
بتس يير المراف ق العام ة ،ومن تم ف إن العق د يك ون إداري ا إذا أبرمت ه الس لطة التنفيذي ة فيم ا
. 201
يتعلق بإدارة مرفق عام حيث تتصرف السلطة التنفيذية هنا بوصفها جهة إدارة
-المحكمة اإلدارية العليا جلسة 1987-12-31مجموعة أحكام السنة الثانية والعشرين ص . 852 199
-المحكمة الدستورية العليا ،قضية رقم 1لسنة 12ق جلسة 1991-1-5المجموعة جزء 4ص . 536 200
-راجع في الموضوع :عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،مرجع سابق ص . 57 201
158
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ليست كل م ا تبرم ه اإلدارة من عقود يكتسب الص فة اإلدارية ،ف اإلدارة إلى ج انب
إبرامها لتلك العقود تبرم أيضا عقودا مدنية ،إذا رأت أن مصلحتها تقتضي ذلك .
فال يج وز إذن إس باغ الص فة اإلداري ة على التعاق د إج راء أن اإلدارة أح د طرفيـ ـ ـــه،
وإ نما البد إلسباغ هذا الوصف على التعاقد أن يتصل بنشاط مرفق عام ،وهو كل مشروع
تنش ئه الدول ة أو تش رف على إدارت ه ،ويعم ل بانتظ ام واس تمرار وتس تعين في إنشائـ ـ ـ ـ ـــه
وتسييره بسلطات اإلدارة لتزويد الجمهور بالحاجات العامة ،بشرط أال يهدف هذا المشروع
إلى تحقيق ربح من وراء تزويده للمتعاملين معه بالحاجات العامة ،بل يقصد المساهمة في
الق انوني بأن ه عق د إداري ،وأص بح عق دا من عق ود الق انون الم دني ومن ذل ك على س بيل
المثال ما تقوم به األشخاص المعنوية العامة من بيع واستغالل في أموالها الخاصة ،حيث
وفي 202
المملوكة لها تعتبر عقودا مدنية ألنه ال عالقة لتلك العقود بتسيير مرفق عام ...
المغ رب أوض حت الغرف ة اإلداري ة فيم ا تعل ق بمي دان ك راء العق ارات فق د تك ري اإلدارة
سكنى ألحد موظفيها ،فهي هنا تتصرف في وضعية الشخص العادي ،بحيث ينزل المجلس
البلدي منزلة الخواص ،ويتبع ذلك أن العقود المبرمة في هذا النطاق تعتبر عقودا للقانون
الخاص.203
159
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وفي مقدمتها نظرية العقد اإلداري ،األمر الذي يجعله متصدرا بين مختلف أشكال النشاط
ويرجع الفضل في نشأة نظرية المرفق العام إلى مجلس الدولة الفرنس ي وك ذلك 204
اإلداري
محكمة التنازع الفرنسية ،فقد كان مصطلح المرفق العام يستعمل بكثرة من قبل االجتهاد
القض ائي الفرنس ي في النص ف األول من الق رن التاس ع عش ر حيث يعت بر حكم بالنك و
. 205
معيار المرفق العام كمعيار جديد لتحديد اختصاص القضاء اإلداري
و تتعدد صور اتصال العقد اإلداري بالمرفق العام فقد يتعلق العقد بتسييره أو تنظيم
أو إدارته أو استغالله أو المعاونة فيه ،وفي هذا الصدد تقول المحكمة اإلدارية العليا ،أن
المعيار المميز لهذه العقود اإلدارية ...في موضوع العقد نفسه متى اتصل بمرفق عام من
حيث تنظيم ه وتس ييره بغي ة خدم ة أغراض ه وتحقي ق احتياجات ه مراع اة لوج ه المص لحة
العامة.206
كما اعتبر القضاء الفرنسي أن العقد المبرم بين المرافق العامة اإلدارية والمنتفعين
بخدماتها عقدا إداريا ،حيث اعتبر المجلس أن العقد المبرم بين الدولة وبعض المالك بقصد
إع ادة تش جير األراض ي المملوك ة لهم عق دا إداري ا على أن ذل ك ي دخل ض من التنفي ذ ذات ه
لمرفق إعادة التشجير ،والذي يعتبر مرفقا إداريا والمالك يعتبرون منتفعين من خدماته.207
-عبد القادر باينة – أشكال النشاط اإلداري مطبعة المعارف الجديدة الرباط 2006ص . 7 204
-ابراهيم كومغار – المرافق العامة الكبرى على نهج التحديث الطبعة األولى مطبعة النجاح الدار البيضاء 2009 205
ص . 16
-المحكمة اإلدارية العليا 24فبراير . 1968 206
160
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يع د اختي ار المتعاق دين لوس ائل الق انون الع ام المعي ار الث الث المم يز للعق د اإلداري
ومما الشك فيه أن للمتعاقدين حرية اختيار أساليب التعاقد ،فإما أن يتبعوا أسلوب القانون
الخاص ،فيكون العقد عقدا مدنيا أو يتبعوا أسلوب القانون العام ،فيكون العقد عقدا إداريا،
هذا ولما كان المقرر قانونا أن العقد اإلداري هو العقد الذي تبرمه جهة اإلدارة مستخدمة
أساليب القانون المدني التي إما أن تمثل قيام المتعاقد مع اإلدارة بتنفيذ مرفق عمومي كما
ه و الح ال في عق د امتي از المراف ق العمومي ة ،وإ م ا أن تب دو في انط واء العق د على ش روط
استثنائية غير مألوفة في العقود التي ينظمها القانون الخاص ،كأن تشترط اإلدارة لنفسها
وس ائل الق انون الع ام لص يرورته عق دا إداري ا يعت بر حق ا الش رط األساس ي إلض فاء الص فة
اإلداري ة على عقـــد م ا ،ويع د المعي ار الق اطع في تحدي د العق ود اإلداري ة ،فه ذه الش روط
االستثنائية غير المألوفة تكشف عن قصد اإلدارة في االلتجاء إلى أسلوب القانون العام في
تصرفاتها ،وهي تختلف عن الشروط المعتادة التي يألفها الناس في عقود القانون الخاص،
ه ذا الش رط يعت بر في المغ رب مم يزا للعق ود اإلداري ة وأساسيا له ا اس تقر القض اء اإلداري
علي ه ،وتطبيق ا على ذل ك ق رر المجلس األعلى على م ا يلي " وحيث أن ه إذا ك ان ش رط
المؤسس ة العمومي ة قائم ا بالنس بة للط رفين ،وإ دارة المرف ق الع ام وت وفر عناص ر المنفع ة
العام ة ماثل ة ،ف إن األم ر يتعل ق على ش رط أساس ي آخ ر ال يمكن اعقال ه وه و أن تك ون
ش روط غ ير مألوف ة تخ ول أح د الط رفين اللج وء إلى ج زاء معين في ح ال إخالل الط رف
-حكم المحكمة التجارية بسلطنة عمان في دعوى االستئناف الجزئي رقم 165لسنة 1999جلسة األحد -4-16 208
. 2000
161
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
. 209
اآلخر بالتزاماته التعاقدية
تبرمه اإلدارة مع طرف آخر مستخدمة أساليب القانون العام بقصد تنظيم أو تسيير مرفق
عـ ـ ــام ،وهذا ما أكدته المحكمة االتحادية العليا اإلماراتية في حكمها الصادر في الطعن رقم
إض افة إلى ه ذا ،يمكن تحدي د العق د اإلداري بم وجب الق انون ويس مى بالتحدي د
القانوني ،وهو أن ينص القانون صراحة على إضفاء الصفة اإلدارية على العقد مثل عقد
امتياز المرافق العامة ،وعقد القرض العام ،وعقد األشغال العامة .
و في دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة لم ينص المش رع على عق ود معين ة أض فى
عليها الصفة اإلدارية بحيث تعتبر عقودا إدارية استنادا للنص القانوني كما أن المشرع لم
ينص على اختصاص محكمة بعينها بالفصل في المنازعات المتعلقة بالعقود اإلدارية بشكل
عام أو بعقود إدارية محددة على سبيل الحصر ،مما يترتب عليه ترك األمر للقضاء لتقدير
متى يعتبر العقد إداريا أو مدنيا وفقا لخصائصه الذاتية وطبقا للمعايير التي يضعها القضاء
و يستفاد مما سبق أن اإلدارة ال تجبر على استمرار عالقاتها التعاقدية مع المتعاقد
معه ا ،إذا رأت من االعتب ارات م ا يمنعه ا من التعام ل م ع المتعاق د معه ا ألس باب تبرره ا
-قرار عدد 1428الصادر في 9أكتوبر 1997منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد 54-53ص . 307 209
-حيث حكمت أن العق د اإلداري ه و ال ذي يبرم ه ش خص من أش خاص الق انون الع ام بقص د إدارة مرف ق ع ام أو 210
تسييره ،وتظهر فيه اإلدارة إرادتها في األخذ بأحكام القانون العام ،راجع الطعنين رقم 714لسنة 22قضائية و 31لسنة
23قضائية مجلة الثالثاء 27يناير . 2004
162
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اعتب ارات المص لحة العام ة ،ودون احتج اج الط رف المتعاق د معه ا ب أن العق د ش ريعة
المتعاق دين ،وأن ه ذا المب دأ األخ ير ال يمكن االحتج اج ب ه في مج ال العق ود اإلداري ة لغلب ة
بأسلوب القانون العام ،فتعمل على تضمينه شروطا غير مألوفة في عقود القانون الخاص
تتمثل من وجهة نظر القضاء في وجود امتيازات السلطة العمومية ال يمكن أن يتمتع بها
التزام الجماعة عن جزء من األراضي أو تسديد صوائر النقل لشرك معينة أو باعتبار هذه
الش روط غ ير المألوف ة في الق انون الخ اص ت برر خدم ة المص لحة العام ة ،ومنه ا احتف اظ
طريقة التنفيذ ،وهذا يعني أن الطرفين المتعاقدين رضيا أن يكونا خاضعين لنظام السلطة
العمومي ة ،ومن هن ا ج اءت حري ة اختي ار ط رفي العق د بين إدراج ش رط غ ير الم ألوف في
القانون الخاص أو عدم إدراجه ،مع التنبيه أن شرط غير المألوف في القانون الخاص ال
يش ترط في ه أن يتض من العق د ع دة ش روط اس تثنائية ،وإ نم ا يكتفي أن يحت وي على ش رط
. 211
واحد حتى يعتبر العقد إداريا تظهر فيه اإلدارة في األخذ بأسلوب القانون الخاص
يف رق الفق ه بين العق د اإلداري ال ذي ينش أ بتواف ق إرادتين ،إرادة اإلدارة وإ رادة
المتعاق د على تقري ر التزام ات متبادل ة ش أنه في ذل ك ش أن العق د الم دني ،وبين األعم ال
163
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اإلدارية األخرى التي تقوم بها اإلدارة بإرادة منفردة مثل إصدار القرارات بإرادة منفـ ـــردة
و كذلك بفرق الفقه بين العقد اإلداري والعقد المدني ،وعلى الرغم أن أركان العقد
اإلداري هي نفس أركان العقد المدني ،حيث تقوم على التراضي بين طرفين وعلى توافر
السبب والمحل إال أن العقد اإلداري يختلف اختالفا جوهريا وخاصة فيما يتعلق بالمبادئ
اإلداري تعم ل بوص فها س لطة عام ة تتمت ع بحق وق وامتي ازات ال يتمت ع األف راد بمثله ا ،في
حين يتمت ع األف راد في ظ ل الق انون الخ اص بحري ة واس عة في مج ال التعاق د ويه دفون إلى
تحقيق مصالحهم الشخصية ال يحد من حريتهم إال قيد واحد هو عدم جواز مخالفة قواعد
. 213
النظام العام واآلداب
و يه دف العق د اإلداري إلى تحقي ق النف ع الع ام ،على عكس التعاق د في ظ ل الق انون
المدني ،لذا فإن القانون اإلداري ال يساوي بين السلطة اإلدارية والمتعاقد معها في الحقوق
والواجب ات ،وإ نم ا يمنح الس لطة اإلداري ة حقوق ا وامتي ازات ال يتمت ع بمثله ا المتعاق د معه ا،
على أس اس أنه ا في تعاق دها م ع األف راد إنم ا تعم ل للنف ع الع ام214و أن المص لحة العام ة
مفضلة على المصالح الخاصة ،وفي المقابل فإن المتعاقد في العقود اإلدارية يمنح حقوقا ال
-ماجد محمد فهاد تربان – إشكالية التحكيم في العقود اإلدارية – دراسة مقارنة أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون 212
العام – جامعة عبد المالك السعدي كلية الحقوق طنجة السنة الجامعية . 2012- 2011
-عبد اهلل حنفي – العقود اإلدارية ماهية العقد اإلداري وأحكام إبرامه – دار النهضة العربية القاهرة 1999ص 213
.32
-تروث بدوي – النظرية العامة للعقود اإلدارية – دار النهضة العربية القاهرة 1993ص . 135 214
164
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
مقابل لها في القانون المدني ،ألنه يعاون اإلدارة في تنفيذ المرفق العام أو المشروع العام،
لذا فإن العقود التي تبرمها اإلدارة ليست قاصرة على العقود اإلدارية وإ نم ا تس تطيع
اإلدارة أن تبرم مع األفراد عقودا تخضع ألحكام القانون الخاص ،وتكون فيه طرفا عاديا
و من هنا يثور التساؤل فيما إذا كان الطرف المتعاقد مع الشخص األجنبي ليس ه و
الدول ة ذاته ا ،وإ نم ا جه از ت ابع يعم ل لحس ابها وفي ه ذا الش أن ف رق الفق ه بين اتج اهين :
االتج اه الض يق لعق ود الدول ة واالتج اه الواس ع ،ك ل ه ذا س يتطلب من ا أن نوض ح ه ذه
االتجاه ات في فق رتين األولى تش مل االتج اه الض يق لتمي يز العق د اإلداري ،أم ا الثاني ة
. 215
فسنخصصها لالتجاه الواسع
يعتبر فقهاء هذا االتجاه أن العقد اإلداري هو الذي تقوم الدولة بنفسها بإبرامه من
خالل من يمثلها مع طرف أجنبي وهو الذي يتمتع بصفات العقد اإلداري ،أما العقد الذي
تبرمه أي من أجهزة الدولة التابعة لها مع طرف أجنبي فإنه يعد عقدا من عقود التجارة
لكن السؤال الذي يطرح ما هي مسؤولية الدولة التي يتبعها الجهاز المتعاقد ؟
يذهب جانب من الفقه إلى أنه إذا تمكن المتعاقد مع الجهاز التابع للدولة من إثبات
أن الدولة لها نصيب من المسؤولية بصدد إبرام العقد أو بشأن قبول الجهاز المتعاقد ألحد
-تروث بدوي – النظرية العامة للعقود اإلدارية مرجع سابق ص . 135 215
165
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
شخصية مشروعة ،وإ نما يسعى لمجرد التنصل من التعهدات التي تعهد بها بإرادته الحرة،
كذلك ال تستطيع الدولة التي يتبعها الجهاز التمسك بوجود مص لحة في بطالن العقد لعدم
المش روعية ،وه و م ا يع ني في النهاي ة اس تبعاد أعم ال الق انون الوط ني للدول ة ال تي يتبعه ا
الجهاز .
بيد أن مسلك الدولة فيما يتعلق بالعقود التي تبرمها األجهزة التابعة لها قد يتغير من
دولة ألخرى ،بل ومن عقد آلخر في الدولة الواحدة ،فإذا تدخلت الدولة تدخال مباشرا في
جمي ع المراح ل من التف اوض وح تى التوقي ع النه ائي ،ف إن ذل ك يجع ل من الص عب عليه ا
التمس ك ببطالن العق د ،وبالت الي يعت بر العق د ص حيحا أي ك انت األس باب ال تي يتعل ل به ا
الجه از الت ابع للدول ة س واء ك ان مرتبط ا بأهليت ه التعاقدي ة أو بقب ول إدراج ش رط محظ ور
يعتبر مؤيدو هذا االتجاه أن عقود الدولة تشمل العقود التي تبرمها الدولة بنفسها،
العقود التي تبرمها األجهزة التابعة للدولة ،وذهب جانب من الفقه المؤيد لهذا االتجاه إلى
اإلش ارة إلى نص الم ادة 25من اتفاقي ة واش نطن المنش ئة للمرك ز ال دولي لح ل المنازع ات
الناش ئة عن االس تثمار ،وال تي تقتض ي ب أن " يختص المرك ز بنظ ر المنازع ات القانوني ة
الناش ئة بين الدول ة المتعاق دة أو هيئ ة عام ة أو جه از ت ابع للدول ة تق وم الدول ة بتحدي ده أم ام
166
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المركز " ...وبذلك يكون المركز مختصا بنظر المنازعات التي تبرمه ا الدولة نفسهـ ـ ـــا،
ويمت د اختصاص ه أيض ا ليش مل نظ ر المنازع ات ال تي تبرمه ا الهيئ ات العام ة واألجه زة
وق د أك د ه ذا المع نى العدي د من الكت اب ومنهم على س بيل المث ال األس تاذ
Vorhoevenال ذي رأى أن ه ال يمكن إغف ال الس يطرة الكامل ة للدول ة على األجه زة التابعة
لها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أي أن العقود التي تبرمها هذه األجهزة التابعة هي
عقود دولة لكون أن األجهزة التي أبرمتها قد أنشئت خصيصا لتحل محل الدولة في إطار
. 217
التعاقدات االقتصاديـ ــة والتجارية الدولية
العقود التي تبرمها بنفسها ،ليشمل العقود التي تبرمها األجهزة واألشخاص التابعة للدولـ ـــة
والتي تعمل على تحقيق األهداف االقتصادية للدولة ،وتم تعليل ذلك بعدة اعتبارات منها :
– 1عدم ظهور الدولة بطريق مباشر في هذه النوعية من العقود ال يعني أنها ال تعد من
قبل عقود الدولة ،طالما تحققت فيها الشروط التي تحقق عقود الدولة بالمعنى الضيق .
للدولة قد يكون له أسباب عملية وقانونية ،تهدف إلى تجنب ما يثيره هذا النوع من العقود
من مشاكل خاصة أبرزها :تحديد المعيار أو المعايير التي يتعين اللجوء إليها لمعرفة ما
إذا كان الجهاز المتعاقد مع الشخص األجنبي يعد جهازا تابعا للدولة ويعمل لحسابها على
نحو يسمح بإدراج العقد الذي يبرمه ضمن عقود الدولة بالمعنى الضيق ،وهل تمتلك هذه
217
- Verhoeven : « Contrats entre etats et ressortissants d’autres Etas in le contrat
économique international Bruylant pedonc 1975 p 119 .
167
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
األجهزة األهلية للتعاقد باسم الدولة ولحسابها ؟ وما هو القانون الذي يحكم هذه األهلية ؟ .
– 3تثير هذه العقود المبرمة من قبل األجهزة التابعة للدولة مشكلة مدى إمكانية تنصلها
من تنفي ذ التزاماته ا في مواجه ة الط رف األجن بي اس تنادا إلى قي ام الدول ة بإص دار ق رارات
تجعل من الصعب وفائها بالتزاماتها المتعاقد عليها .أو بمعنى آخر مدى اعتبار القرارات
التي تصدرها الدولة التي يتبعها الجهاز المتعاقد بمثابة القوة القاهرة التي تؤدي إلى تحلل
العمومية ،قد نتساءل هل ينبغي اعتبار العقد عقدا إداريا انطالقا من اللحظة التي يكلف بها
أشخاص القانون الخاص بتأمين سير مرفق عمومي واستعمال مسطرة السلطة العمومية ؟
أك دت محكم ة النزاع ات الفرنس ية على أن العق د الم برم بين ش ركة 218
ففي قض ية ب يروت
ذات االقتصاد المختلط مكلفة بتشييد طريق السيار ،ومقاول البناء يعتبر عقدا إداريا بسبب
كون تكاليف التشييد تتحملها الدولة وحينها يعهد بذلك إلى شركة حرة ،فالنظام ال يتغ ـــير،
وقد ساء الظن أن االجتهاد القضائي بفضل هذا القرار سيخلى نهائيا على معيار الشخص
. 219
العمومي لوصف العقد إداريا
و هكذا يعتبر القضاء العقد عقدا إداريا بمشاركة شخص عمومي في العقد وينطبق
ه ذا االجته اد على العق ود المبرم ة بين ش ركات ذات االقتص اد المختل ط معه د له ا ب إدارة
-حكم محكمة النزاعات الفرنسية في قضية Société interprofessionnelle du laitبتاريخ 3مارس 1969 219
في هذه القضية وعلى الرغم من كون العقد المبرم بين شركة الحليب والمنتجين يتضمن شروطا غير مألوفة في القانون
الخاص فإن االجتهاد القضائي اعتبر العقد عقدا خاصا .
168
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بالعمل وتحت مسؤوليته ،220أما إذا كان الطرفان من أشخاص القانون الخاص ،فإن العقد
هو بطبيعته عقد خاص ،كالعقد المبرم بين صاحب امتياز مرفق عمومي وملتزم بأشغال
العق د اإلداري ه و أحد وس ائل اإلدارة في ممارسة نش اطها ،ويمت از بطبيع ة قانونية
خاص ة وبأحك ام تختل ف عن طبيع ة األعم ال اإلداري ة األخ رى كم ا يمت از أيض ا بأحك ام
األخ رى مث ل " :إص دار الق رارات ب إرادة منف ردة ،أعم ال مادي ة تنفي ذ مباش ر " ،ذل ك أن
اإلدارة ال تنفرد في إنشاء العقد أو تنفيذه إذ أنه ينشأ بتوافق إرادتين ،إرادة اإلدارة وإ رادة
المتعاقد معها على تقرير التزامات متبادلة شأنه في ذلك شأن العقد المدني .
و أركان العقد اإلداري هي نفس أركان العقد المدني ،فأركانه تقوم على التراضي
بين الط رفين وعلى ت وافر الس بب والمح ل ،إال أن العق د اإلداري يختل ف اختالف ا جوهـ ـــريا
وخاصة فيما يتعلق بالمبادئ العامة والقواعد التي تحكم كال من العقدين .
اإلداري تعمل بوصفها سلطة عامة تتمتع بحقوق وامتيازات ال يتمتع األفراد بمثلها .
169
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
لوظائفها سواء منها التقليدية أو الحديثة ومن تم فإن أهمها يظل خاضعا لتقدير السلطات
العمومية .
و العق ود اإلداري ة وف ق نظامه ا تنقس م إلى ن وعين :عق ود إداري ة بنص الق انون
و للوقوف على فهم أنواع العقود ومختلف القواعد التي تحكمها ارتأينا أن نقسم هذا
المبحث إلى مطلبين نتناول في األول أنواع العقود اإلدارية أما الثاني فسنخصصه لمختلف
. 221
القواعد التي تحكم هذه العقود
تعت بر العق ود اإلداري ة وطني ة أو ذات ط ابع دولي وس يلة قانوني ة في أداء المراف ق
العامة ومن تم تخضع لنظام قانوني مختلف عن ذلك الذي يخضع له عقود األفراد.
و يظهر هذا النظام القانوني المتميز للعقود اإلدارية من خالل ما يفرضه المشرع
على اإلدارة من تقيي د لحريته ا فيم ا يتعل ق باختي ار المتعاق د معه ا ،أو من إج راءات إب رام
مألوف ة في عالق ات الق انون الخ اص وال ذي يبرره ا أن ه ذا المتعاق د م ا ه و إال مس اهم
ومع اون لإلدارة في تس يير وتنظيم المرف ق الع ام مح ل التعاق د ومن خالل م ا تتمت ع ب ه
اإلدارة من حقوق أوسع مدى من حقوق المتعاقد معها تكون لها بمثابة امتيازات.
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،األسس العامة للعقود اإلدارية ،منشأة المعارف اإلسكندرية ،2004 ،ص .359 221
170
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و تعدد صور العقود اإلدارية كذلك بتعدد موضوعاتها حيث كانت العقود اإلدارية
تنحص ر في بعض العق ود ،إال أنن ا الي وم نالح ظ عق ودا إداري ة بنص الق انون واألخ رى
بطبيعتها القانونية ،وهذا ما نبينه من خالل فرعين نتناول في األول العقود اإلدارية بنص
. 222
القانون أما الثاني فسنعالج فيه العقود اإلدارية بطبيعتها الذاتية
المش رع نظام ا قانوني ا خاص ا به ا ،وهي م ا يطل ق عليه ا ع ادة الص فقات العمومي ة ،ال تي
تشكل بدون شك الوسيلة التي تستعملها اإلدارة لتسيير مرافقها العمومية وتلبية احتياجاتها
وذل ك عن طري ق االتف اق ال ودي بينه ا وبين األش خاص المعنوي ة واألف راد ،ه ذه الص فقات
تندرج في إطار مسميات شائعة حيث يحدد المشرع لكل نوع منها اسمه المعروف ونظام ه
القانوني الذي يحكمه ،بعبارة أخرى أن هناك أنواع كثيرة من الصفقات العمومية سنعمل
مبادئـــها وأحكامه ا ،وق د نص ت أغلب الق وانين على اعتب ار ه ذا العق د إداري ا ،ولق د ك ان
للقضاء الفرنسي دور كبير في وضع الكثير من المبادئ واألحكام المتعلقة بهذا العقد.
و عقود األشغال العامة تبرم بواسطة أشخاص القانون العام ولحسابها بهدف القيام
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،األسس العامة للعقود اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .359 222
171
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و يعرف عقد األشغال العامة بأنه عقد يتعهد فيه المقاول بأن يصنع شيئا أو يؤدي
عمال لقاء أجر يتعهد به الطرف اآلخر وهو صاحب العمل ،وعقد األشغال العامة هو عقد
كما يمكن اعتباره اتفاق بين اإلدارة وأحد األفراد أو الشركات بقصد القيام ببناء أو
ت رميم أو ص يانة عق ارات لحس اب ش خص معن وي ع ام ،وبقص د تحقي ق منفع ة عام ة ،في
نظ ير المقاب ل المتف ق علي ه ووفق ا للش روط ال واردة بالعق د ،224كم ا يقص د بعق د األش غال
العامة ،قيام المتعهد ببناء عقارات لحساب شخص معنوي عام أو ترميمها أو صيانتها بغي ة
تحقيق منفعة عامة ،وذلك لقاء ثمن محدود متفق عليه ،سواء كان بنظام الدعوة المباشرة،
أي تكليف أحد الشركات الوطنية أو غيرها ممن تنطبق عليها الشروط بتنفيذ تلك األعمال،
ويتم االتف اق على قيم ة األعم ال المطل وب تنفي ذها ،ومن تم إب رام العق د وفق ا للش روط ال تي
تضعها اإلدارة أو تلك التي تقوم اإلدارة بطرحها كمناقصة عامة يعلن عنها في الصحف
الرسميـــة ،ويتم بي ان مواص فات األعم ال المطلوب ة والش روط الالزم توافره ا في المتق دم
لتنفيذ تلك األعمال ،فيقوم المقاول من الباطن في إطار عقود األشغال العامة بشراء وثائق
المناقص ة مقاب ل رس وم ،ويتق دم بالعط اء إلى اإلدارة المعني ة وتحدي د اإلدارة موع دا لفتح
المظ اريف حيث يتم إس ناد األعم ال إلى المتعاق د ال ذي تنطب ق علي ه المواص فات والش روط
والذي يتقدم بأقل األسعار أو أفضلها وتتعلق هذه العقود باألشغال العامة كأعمال الطرق،
واإلس ـــكان وص يانة وت رميم المب اني الحكومي ة ،وتمدي دات خط وط المي اه والكهرب اء التابع ة
-وليد فاروق جمعة – حماية المقاول من الباطن في إطار عقود األشغال العامة أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون 223
العام ،كلية الحقوق جامعة عين شمس السنة الجامعية 2000ص . 39
-سليمان محمد الطماوي – األسس العامة للعقود اإلدارية – مرجع سابق ص . 122 224
172
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
للدولة ،أما بخصوص نظرة القضاء إلى عقد األشغال العامة نجد محكمة القضاء اإلداري
في مصر تعتبر عقد األشغال العامة عقد مقاولة بين شخصين من أشخاص القانون العام
وفرد أو شركة بمقتضاه يتعهد المقاول بالقيام بعمل من أعمال البناء أو ال ترميم أو الص يانة
في عقار لحساب هذا الشخص المعنوي العام وتحقيقا لمصلحة عامة مقابل ثمن يحدد في
العقد.225
و هكذا فحسبما اس تقر عليه الفقه والقض اء فعق د األش غال العامة هو كل اتف اق بين
شخص معنوي عام وبين أحد األفراد أو الشركات بقصد القيام بعمل من أعمال البناء أو
الترميم أو الصيانة في عقار عام ويتم العمل لحساب الشخص المعنوي العام .
نصت المادة األولى من قرار المجلس التنفيذي إلمارة أبو ظبي رقم 23جلس ـ ـ ـ ـــة (
) 20/81في شأن الشروط العامة للعقد في مجال مقاوالت األعمال المدنية أن نطاق العقد
يشمل إنشاء جميع األعمال المطلوبة وإ تمامها وصيانتها إثناء الفترة المحددة بالعقد وتوريد
كافة المواد واآلالت والمعدات ووسائل النقل واأليدي العاملة وسواء كان ذا طبيعة دائمة
أو مؤقت ة ،وطبق ا للموض ح تفص يال في وث ائق العق د بأجزائه ا األربع ة ال تي تعت بر وح دة
واحدة وهي:
173
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
األش غال العام ة أو تحدي د مفهومه ا فيمكن للمتتب ع أو المتخص ص أن يس تفيد من ه ذا النص
اإلنش ائية العام ة أو مش اريع األش غال العام ة وال تي ج اء بأن ه يش مل إنش اء جمي ع األعم ال
المطلوبة ،أي األعمال المدنية في اإلنشاءات العامة وإ تمامها وصيانتها ...وهذا ما يعني
اإلداري الفرنسي في فكرة األشغال العامة وضمنها إضافة إلى ما سبق أعمال التنظيـ ـ ـــف
والكنس وال رش في الط رق العام ة ونق ل الم واد الالزم ة ل ذلك وإ قام ة خط وط اله اتف وم د
تطبيقا لذلك فإن مجلس الدولة الفرنسي لم يعتبر االتفاقيات التي يكون محلها إعدادا أو بناء
سفينة عقدا من عقود األشغال العامة ،خالفا لذلك فإن العقد إذا كان خاصا بعقار حتى ولو
كان بالتخصيص يعد عقد أشغال عامة ،مثال ذلك فإن العقد المتعلق بإقامة خطوط تليفونيـــة
كم ا أن القض اء توس ع في مفه وم األش غال العام ة ولم يقص رها على أعم ال البن ـ ـ ـــاء
والترميم فقط ،بل أدخل فيها كافة األعمال المتعلقة بأعمال صيانة العقارات العامة كنظافة
-عب د اهلل محم د العبي دلي – إج راءات وص عوبات إب رام وتنفي ذ الص فقات العمومي ة في دول ة اإلم ارات العربي ة 226
المتحدة ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية الحقوق أكدال السنة الجامعية -2008
2009ص . 48
-حكم مجلس الدولة الفرنسي الصادر في 1937-6-4في قضية . Ciefri desecbles leg 227
-أنس جعفر العقود اإلدارية دار النهضة العربية القاهرة . 2007 228
174
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و بالرجوع إلى دولة اإلمارات نجد أن إمارة أبو ظبي أصدرت قانونا أوكل بموجبه
إلى المجلس التنفيذي في اإلمارة مهمة إصدار نماذج عقود واتفاقيات المقاوالت والتصميم
والبن اء ،حيث نص ت الم ادة األولى من الق انون رقم 21لس نة 2006في ش أن عقـ ـ ـ ـ ـ ـــود
"مع عدم اإلخالل بالتشريعات واألحكام والقواعد التي تخضع لها الجهات الحكومية
ذات الشخص ية االعتباري ة المس تقلة بحكم الق انون ،وب الرغم مم ا ورد في أي تش ريع آخ ر،
تخضع اعتبارا من تاريخ نفاذ أحكام هذا القانون ،جميع عقود واتفاقيات اإلنشاء في مجال
المقاوالت المدنية التي تبرمها الدوائر الحكومية في إمارة أبو ظبي ،للشروط واألحكـ ـ ـــام
و تنفيذا ألحكام القانون 21/2006أصدر المجلس التنفيذي إلمارة أبو ظبي قراره
رقم ( )1لس نة 2007في ش أن إص دار نم وذج عق ود اتفاقي ات المق اوالت والتص ميم
والبنـ ـ ـ ــاء ،وجاء في المادة األولى من هذا القرار والذي يشمل نموذجين األول يشمل أعمال
البناء فقط والثاني يتعلق بأعمال التصميم والبناء معا وذلك على النحو التالي :تكون جميع
عق ـ ــود واتفاقيات المقاوالت العامة التي تبرمها الدوائر الحكومية في إمارة أبو ظبي ،والتي
ال تشمل قيام المقاول بأعمال التصميم ،وفقا للنموذج رقم ( ) 1الملحق بهذا القرار تكون
تل ك العق ود واالتفاقي ات إذا اش تملت على قي ام المق اول بأعم ال التص ميم باإلض افة ألعم ال
-الق انون رقم 21لس نة 2006في ش أن العق ود واتفاقي ات اإلنش اء في مج ال المق اوالت المدني ة المطبق ة حالي ا في 229
175
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و يعتبر هذان النموذجان صورة معدلة من عقد الفيديك FIDICوهذه خطوة مهمة
تحسب لحكومة أبو ظبي في اهتمامها ألحد أهم العقود اإلدارية وهو عقد المقاولة العامة
أو اإلنشاءات العامة لما له من أهمية كبيرة نحو المساهمة في التطور الكبير الذي تشهده
يش هد العص ر الح الي تغ يرات وتط ورات كب يرة في كاف ة الن واحي والمج االت ومن
أهم ه ذه التط ورات والتغ يرات م ا يط رأ على الن واحي االقتص ادية والمالي ة والمع امالت
التجارية ،ونتيجة لذلك فلقد نشأت صورا جديدة للتعامالت مثل عقود التوريد التي تتناول
الي وم جمي ع المج االت الص ناعية والزراعي ة والص حية والنق ل والمواص الت واالتص االت
والفن ادق واإلدارات الحكومي ة وبالت الي ص ارت من أب رز العق ود وأوس عها انتش ارا في ك ل
احتياجاته ا إلى ج انب إقام ة المش روعات الك برى ومش روعات التنمي ة األساس ية مس تخدمة
في ذل ك نظ ام الب وت ،ه ذا الن وع األخ ير من العق ود يق دم حال لمش كلة تموي ل مش روعات
البنية األساسية دون أن تضطر الدولة إلى اللجوء إلى االقتراض ،وفي نفس الوقت تحافظ
إذن معرفة عقد التوريد وعقد البوت تقتضي منا التطرق إليهما بالتفصيل في النقط
اآلتية :
-جابر جاد نصار – العقود اإلدارية – الطبعة الثانية ،دار النهضة العربية القاهرة مصر 2005ص . 231
176
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بمقتض ى ه ذا العق د يتعه د أح د األف راد أو إح دى الش ركات الخاص ة بتوري د س لع أو
أجه زة معين ة لحس اب ش خص معن وي ع ام مقاب ل ثمن معين يتف ق علي ه في العق د ،ويه دف
لتحقيق مصلحة عامة مثل توريد مالبس لجنود القوات المسلحة وللشرطة أو توريد مواد
غذائية للمدارس والمستشفيات ،إذن عقود التوريد هي تلك التي تنشأ بين جهة إدارية عامة
وأخرى خاصة أو عامة لتوريد سلعة أو مواد محددة األوصاف في تواريخ معينة لق اء ثمن
ويعه د إلى ه ذه اإلدارة جمي ع األعم ال المتعلق ة بالمش تريات الحكومي ة وال تي ع ادة م ا يتم
تحدي د األس اليب ال تي تعم ل به ا ه ذه اإلدارة إم ا بم وجب ق انون أو بق رارات وزاري ة ،ويتم
وض ع ل وائح تنظيمي ة إلج راءات الش راء ،وتتب ع اإلدارة إم ا نظ ام الش راء المباش ر ب دعوة
المـ ـ ــورد وتسليمه كراسة المواصفات والشروط الالزم توافرها في المتقدم للمناقصة وعند
اختي ار الم ورد يتم التعاق د مع ه وفق ا للش روط والمواص فات ال تي ح ددتها اإلدارة مس بقا،
لنفسها فيه ببعض االمتيازات كونها الطرف األقوى المتمتع بالسلطة العامة
و عقود التوريد لم ترد لها إشارة في نظام عقود اإلدارة في دولة اإلمارات العربية
المتحدة رقم ( )20لسنة ،2000وإ ن كانت روح النظام ال تمنع من األخذ بها ،وبالفعل تم
تأكيد هذا في دليل المشتريات والمناقصات والمزايدات الصادر بموجب أحكام قانون رقم (
-رفي ق ي ونس المص ري – مناقص ات العق ود اإلداري ة – عق ود التوري د ومق اوالت األش غال العام ة ،دار المكت بي 232
177
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
)6لس نة 2008في ش أن المش تريات والمناقص ات والمزاي دات والمس تودعات بت اريخ 3
يوني و 2008حيث نص ت مادت ه الثالث ة على " يش تمل ه ذا ال دليل على السياس ات
واإلرش ادات واإلج راءات ال تي تطب ق على المش تريات واس تيراد الم واد وعق ود الخ دمات
وعقود تنفيذ األعمال أيا كانت وعلى الدائرة المعنية مراعاة االلتزام الكامل بأحكامه ،وإ ال
و تجدر اإلشارة أن عقد التوريد يبقى عقدا رض ائيا بمعنى أنه يتم إبرامه باالتفاق
بين اإلدارة والمورد على توريد المواد واألشياء المحددة في العقد ،وهو بذلك يختلف عن
االستيالء المؤقت على منقول ،إذ أن المورد يقوم بتسليم المنقوالت المتعاقد عليها لإلدارة
المتعاق دة مع ه برض ائه ،بينم ا في االس تيالء الم ؤقت على المنق ول تس تحوذ اإلدارة على
المنقول بمقتضى قرار إداري ويقوم المتعهد بتسليم المنقول لإلدارة تنفيذا لهذا القرار جبرا
و ي ذهب في ه ذا االتج اه القض اء اإلداري المص ري حيث ع رفت محكم ة القض اء
اإلداري المص ري عق د التوري د بأن ه " :اتف اق بين ش خص معن وي من أش خاص الق انون
العــام وف رد أو ش ركة يتعه د بمقتض اه الف رد أو الش ركة بتوري د منق والت معين ة للش خص
المعنوي الزمة لمرفق عام مقابل ثن معين ،وهو يختلف عن االستيالء في أن المورد في
العقد اإلداري يسلم المنقوالت المتعاقد عليها برضائه دون أن يكون مضطرا إلى ذلك بينم ا
االستيالء يكون بمقتضى قرار إداري بأن يسلم المورد المنقوالت المطلوبة بهذا القرار.234
178
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
كم ا أن القض اء اإلداري في المغ رب يع ترف لعق ود التوري د بالص فة اإلداري ة،
وتطبيقا لذلك نجد حكم المحكمة اإلدارية في مراكش حيث قالت " :وحيث أن العقد المبرم
بين المدعي والجماعة بشأن تزويدها بمادة البنزين ،وتنفيذه على دفعات متعددة خالل مدة
تزيد عن سنة وثالثة أشهر ،يعتبر أخذا باتجاه الفقه والقضاء المغربي ،عقد التوريد بغض
و يتفرع من عقد في الوقت الحاضر ،نظرا للتقدم التقني في مختلف أوجه النشـ ـــاط
والنتشار الصناعة ،عقود مقاربة لم تكن مألوفة فيما مضى أهمها :
-عقود التوريد الصناعية ويقصد بها العقد الذي يلتزم بمقتضاه المتعاقد مع اإلدارة بتوريد
تقتصر فيها مهمة المتعاقد على تسليم منقوالت معينة ،بل يتولى تصنيعها بمعرفته حسب
-عقد التحويل :الدولة في عقد التحويل تقوم بتسليم منقوالت إلى إحدى الشركات بقصد
تحويله ا إلى م ادة أخ رى ثم تعي دها إليه ا م رة أخ رى ،وه ذا االتف اق م ركب من عملي تين
التحويل والتسليم ،كما هو واضح ،والقضاء الفرنسي اعتبره وفقا لقاعدة وحدة االتفاق عقد
توري د ،وذل ك إذا م ا ك انت فك رة التوري د هي المهيمن ة على االتف اق ،ولكن مجلس الدول ة
الفرنسي يفصل بين العمليتين التحويل والتسليم ،إذا ما قامت كل عملية منهما مستقلة تماما
عن األخرى ،وتطبيقا لذلك فقد أعلنت المحكمة اإلدارية عليا في مصر في حكمها الصادر
-محمود عاطف البنا – العقود اإلدارية الطبعة األولى دار الفكر العربي القاهرة مصر 2007ص . 12 235
179
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بت اريخ 1969-2-1م أن ه يج وز لجه ة اإلدارة المتعاق دة أن ت زود المتعه دين بالخ دمات
الالزمة لصناعة أي صنف ،وفي هذه الحالة يحاسب المتعهد على أجر تصنيع يقدر على
أساس الفرق بين الصنف وفق أسعار كشوف الوحدة وثمن الخامات الداخلة في صناعته،
. 236
فإذا كانت تلك األصناف مسعرة فيكون أساس الحساب هو سعره الرسمي
عقود البوت هي اختصار لثالث كلمات هي BUILDبمعنى يبني أي شيد بها بناء
وتس يير مش روع م ا وكلم ة OPERATEوتع ني تش غيل أو إدارة ويقص د منه ا تش غيل
وإ دارة المشروع السابق بناؤه وكلمة TRANSFERوتعني ينقل ويقصد بها نقل الملكية
ممن ق ام بإنش ائه وتم اختص ار ه ذه الكلم ات االنجليزي ة الثالث بأخ ذ ح رف من ك ل منهم ا
لقد عرفت لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي ( اليونسترال ) عقد البوت "
بأن ه ش كل من أش كال تموي ل المش اريع تمنح الحكوم ة بموجب ه مجموع ة من المس تثمرين
يطل ق عليهم االتح اد الم الي للمش روع امتي ازا لبن اء مش روع معين وتش غيله وإ دارت ه
واس تغالله تجاري ا لع دد من الس نين تك ون كافي ة الس ترداد تك اليف البن اء إلى ج انب تحقي ق
أرب اح منافس ة من عوائ د التش غيل واس تغالله تجاري ا أو من المزاي ا األخ رى الممنوح ة لهم
ضمن عقود االمتياز تنتقل ملكية المشروع إلى الحكومة دون أن أي تكلفة أو مقابل تكلفة
. 237
مناسبة يكون قد تم االتفاق عليها مسبقا أثناء التفاوض على منح امتياز المشروع
-سليمان محمد الطماوي – األسس العامة للعقود اإلدارية – مرجع سابق ص . 136 236
-راجع في الموضوع :ناصر بن عبد اهلل بن عيسى الناعبي ،مرجع سابق ص . 157
-تقري ر لجن ة األمم المتح دة للق انون التج اري ال دولي – ال دورة التاس عة والعش رين نيوي ورك في 28م ايو إلى 14 237
يونيو 1996بعنوان األعمال المقابلة المتعلقة بمشاريع البناء والتشغيل ونقل الملكية .
180
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و ته دف ه ذه العق ود إلى إنش اء المش روعات ذات النف ع الع ام ،وال تي يتع ذر على
الدول ة إقامته ا بغ ير مس اعدة القط اع الخ اص ،على أن تنق ل ل ه ملكيته ا مؤقت ا لف ترة معين ة
بشرط أن يقوم األخير بإعادة نقل الملكية مرة أخرى إلى الدولة بانتهاء العقد.238
و تعتمد أغلب الدول النامية حاليا على هذا النظام لتحقيق التنمية االقتصادية حيث
تع د مث ل ه ذه العق ود مص درا لتموي ل إنش اء المش روعات الكب يرة ،مم ا يخف ف العبء على
ع اتق الدولة بحيث للقيام بالمشروعات التي ال تدر دخال وال تحقق ربحا للقطاع الخاص
كمرافق العدالة واألمن والصحة والتعليم ولكن اإلسراف فيه بال شك يحقق نتائج في المدى
البعيد ليست في صالح الدولة ،منها أن ربح هذه المشروعات ال يؤول للدولة ،وإ ذا كانت
الش ركة ال تي تنف ذ المش روع أجنبي ة وه ذا ه و الغ الب األعم فإنه ا تق وم بتحوي ل أرباحه ا
للخارج مما يضع أعباءا على الدولة في نقص النقد األجنبي والذي تعد الدول النامي في
هذا وتجدر اإلشارة أن نظام البوت BOTيحقق مزايا عديدة من أهمها :
-التخفي ف من كاه ل الموازن ة العام ة حيث يق وم القط اع الخ اص بتموي ل إنش اء وتش غيل
بعض المش روعات بم ا يمكن الدول ة من التف رغ الس تثمار أمواله ا في المش روعات ال تي ال
ي رحب القط اع الخ اص باس تثمار أموال ه فيه ا ،وت زداد أهمي ة ه ذه العق ود إذا ك انت ش ركة
المش روع أجنبي ة ،مم ا يع ني إدخ ال اس تثمارات جدي دة وتموي ل خ ارجي األم ر ال ذي ي ؤدي
-راج ع في الموض وع :م اهر محم د حام د – النظ ام الق انوني لعق ود اإلنش اء والتش غيل وإ ع ادة المش روع BOTدار
النهضة العربية القاهرة 2005ص . 28
-جيهان حسن سيد أحمد – عقود البوت BOTوكيفية فض المنازعات الناشئة عنها ،دار النهضة العربية القاهرة 238
2002ص . 38
181
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إلى تحسين م يزان الم دفوعات وحفظ العج ز في الموازنة العامة للدول ة وتعزي ز حصيلتها
-إقام ة المش روعات والمراف ق والبني ة األساس ية ال تي تحتاجه ا الدول ة لتحقي ق التنمي ة
االجتماعية واالقتصادية في شتى المجاالت مما ي ؤدي إلى إتاحة مزيد من فرص العمل،
وض خ أم وال جدي دة إلى الس وق مم ا يقل ل من نس بة التض خم ويح د من نس بة الب احثين عن
العمل فضال عن كونها تؤدي إلى خلق قاعدة صناعية وخدمية جديدة مثل إنشاء محطات
-الحد من دور الدولة في مجاالت النشاط االقتصادي الذي يجب أن يلعب القطاع الخاص
الدور الرئيسي فيه ومن خالل ذلك يتسنى للحكومات االستفادة من خبرة القطاع في تقديم
-تكلفة المشروعات التي تنفذ عن طريق البوت تكون غالية على المدى الطويل إذا تعلق
األم ر بش راء الدول ة للمنت وج ،فض ال عن أن إع داد ه ذا العق د يس تلزم نفق ات كب يرة كم ا
تستلزم هذه المشروعات دراسات جدوى كبيرة ومفاوضات قبل التعاقد ،وكل هذا يشكل
عبئ ا كب يرا يزي د من تكلف ة المش روع بم ا ق د ي ؤدي إلى ط ول م دة العق د ح تى يحص ل
. 240
المستثمر على كل أمواله التي أنفقها واألرباح التي يتوقعها
182
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وجدت بعض التشريعات المتناثرة ،ولكنها قليلة ،وال تواجه أغلب المشكالت التي تعترض
و مع جدية هذه المخاوف ،فإنها ال تعني إغالق الباب أمام هذه العقود ،وإ نما يجب
أن تتض افر جه ود الفق ه والمش رع في إص دار ق انون ي ؤمن اللج وء إلى مث ل ه ذه العقـ ـ ـــود،
ويعظم ايجابياته ا ويح د من الس لبيات ال تي تنتج عنه ا تحقيق ا للمص لحة الوطني ة ولتحقي ق
التنمي ة االقتص ادية المنش ودة ،وإ ذا ك انت حاج ة ال دول النامي ة إلى رؤوس األم وال لتحقي ق
التنمي ة أم را ض روريا ف إن حاج ة ه ذه األم وال للعم ل داخ ل أس واق ه ذه ال دول أيض ا أم ر
تمثل التنمية االقتصادية الهدف األساسي لدول العالم أجمع ،وخاص ة ال دول الناميـــة،
وتمث ل الدراس ات الخاص ة بها محور اهتم ام ه ذه ال دول ،ومعظم الدراسات تتجه الستبعاد
االعتماد كلية وبصفة كاملة على ميزانية الدولة والمساعدات والمنح الخارجية والتي تؤدي
لتراكم الديون مما يعطل أي محاولة للتقدم االقتصادي خاصة مع مغاالة الدول المقرضة
و إزاء ذلك اتجهت هذه الدول إلى االعتماد على المستثمرين الوطنيين واألجان ـ ـــب
وإ قامة المشروعات الكبرى ومشروعات التنمية األساسية مستخدمة في ذلك عقود االلتزام
لتدبير وتسيير المرافق العامة دون تحميل ميزانية الدولة ألي أعباء مالية مقابل حصول
183
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ص احب االمتي از على عائ د االس تثمارات لم دة مح دودة وبع دها يتم إع ادة المش روع
للحكومة .
إلى جانب هذا تلعب العقود الدولية لإلنشاءات دورا هاما في تحقيق التنمية في دول ة
اإلمارات العربية المتحدة ،فهي تهدف إلى إقامة عمليات دولية في غاية الكبر واألهمية،
فالطرق والجسور والمطارات كلها مشاريع إنشائية سواء أكانت مكملة بمشاريع صناعيــة
وكهربائية ،أم كانت منفردة ،وعليه فهذه المشروعات أصبحت تشكل عامال اقتصاديا هاما
و لإللمام بهذه العقود نظرا ألهميتها ارتأينا أن نتناول في الفقرة األولى عقد االلتزام
. 241
أما الفقرة الثانية فسنخصصها لعقود اإلنشاءات الدولية
تع د عق ود االل تزام من أهم العق ود اإلداري ة ال تي تهيمن فيه ا اإلدارة على المرف ق
العــام وأنشطته ،وهذا من أهم األسباب التي تميزه عن العقود المدنية .
و عق د االل تزام يع رف بأن ه " :عق د إداري يت ولى المل تزم ف ردا ك ان أو ش ركة
بمقتضــاه وعلى مسؤوليته إدارة مرفق عام اقتصادي واستغالله مقابل رسوم يتقاضاها من
المنتفعين ،م ع خض وعه للقواع د األساس ية الض ابطة لس ير المراف ق العام ة ،فض ال عن
و عق د االل تزام ه و أس لوب إلدارة المراف ق العام ة االقتص ادية ،وبمقتض اه تعه د
اإلدارة العامة إلى أحد األفراد أو أحد الشركات الخاصة ،بإدارة أحد المرافق العامة لمدة
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،األسس العامة للعقود اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .361 241
-سليمان محمد الطماوي – األسس العامة للعقود اإلدارية دار الفكر العربي 2005ص . 106 242
184
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
معينة على نفقته الخاصة وتحت مسؤوليته وفي مقابل ذلك يتقاضى رسوما من المنتفعين،
وتك ون م دة العق د طويل ة ح تى يتمكن المل تزم من اس ترداد نفقات ه على المش روع وتحقي ق
األرباح المنتظرة.243
كما عرفه األستاذ محمد المنتصر الداودي بأنه " :عقد إداري يتولى الملتزم فردا
كان أو شركة بمقتضاه وعلى مسؤوليته إدارة مرفق عام اقتصادي واستغالله مقابل رسوم
يتقاضاها من المنتفعين مع خضوعه للقواعد األساسية المنظمة لسير المرافق العامة فضال
االل تزام بأن ه " ال تزام المراف ق العام ة ليس إال عق دا إداري ا يتعه د أح د األف راد أو الش ركات
بمقتض اه بالقي ام على نفقت ه وتحت مس ؤوليته المالي ة بتكلي ف من الدول ة أو إح دى وح داتها
اإلدارية وطبقا للشروط التي توضع له بأداء خدمة عامة للجمهور وذلك مقابل التصريح له
باستغالل المشروع لمدة محددة من الزمن واستيالئه على األرباح ،فااللتزام عقد إداري ذو
طبيع ة خاص ة وموض وعه إدارة مرف ق ع ام ،وال يك ون إال لم دة مح ددة ،ويتحم ل المل تزم
إذن ف الراجح فقه ا وقض اء أن عق ود ال تزام المراف ق العام ة تمت از باحتوائه ا على
ن وعين من الش روط :ش روط تعاقدي ة وش روط الئحي ة ،فالتعاقدي ة تحكمه ا قاع دة أن العق د
شريعة المتعاقدين ،وهذه الشروط ال تمتد إلى الطريقة التي تؤدي فيها الخدمة للمنتفعين،
-مليكة الصروخ – الصفقات العمومية – الطبعة األولى ،المطبعة الجديدة الدار البيضاء 2009ص . 23 243
-محمد المنتصر الداودي – اإلشكاليات القانونية والواقعية في اختصاص القضاء اإلداري الطبعة األولى دار القلم 244
185
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وأم ا الالئحي ة فتمتل ك فيه ا اإلدارة زم ام األم ور حيث يك ون بإمك ان اإلدارة تع ديلها في أي
. 246
وقت حسب حالة المرفق
يرجع ذلك إلى أن المكلف أساسا بإدارة المرفق هو الدولة ،ويعتبر الملتزم مجرد
معاونا لها بتكليف منها ،فال يجوز أن يضع نفسه في هذا الموقع دون أن تعهد إليه بالقيام
نيابة عنها بإدارة المرفق العام ،وتلك اإلنابة ال تعتبر تنازال أو تخليا من الدولة عما هي
و هك ذا فعق د االل تزام يعت بر من أش هر العق ود اإلداري ة المس ماة ب ل ه و من أهمه ا،
حيث هذا النوع من العقود بدأ في الظهور في فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر حيث
منحت الحكوم ة الفرنس ية إلخ وان ببري ه امتي از توزي ع المي اه في العاص مة ب اريس ع ام
1782وتم منح أول امتي از في مص ر للمهن دس االنجل يزي " ج ورج سنيفنس ون " إلقام ة
أول خ ط س كة حدي د في مص ر ب ل وفي افريقي ا يرب ط بين االس كندرية والق اهرة والس ويس
ع ـ ـــام 1854م وتأسس ت بمقتض اه الش ركة العالمي ة لقن اة الس ويس البحري ة الس تغالل القن اة
الطاقـــة والنق ل الس كك واس تغالل الم وانئ وبع د االس تقالل ق امت الس لطات المغربي ة
باس ترجاع مختل ف االمتي ازات ال تي ك انت في ح وزة األج انب ،كم ا ق ررت عن أس لوب
االمتي از إلى غاي ة س نة 1985عن دما تق رر الس ماح للقط اع الخ اص بتس يير بعض
-ماجد راغب الحلو – العقود اإلدارية الطبعة األولى – دار الجامعة الجديدة االسكندرية مصر 2009ص . 193 247
186
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
االمتيازات المرفقية المتعلقة بالنقل الحضري للتخفيف من حدة األزمة التي يعرفها قطاع
النقل وخاصة في المدن الك ـ ــبرى ،ووصل عدد الشركات ص احبة االمتياز سنة 1993إلى
248
51شركة
وهك ذا عملت اإلدارة على توف ير ه ذا الن وع من العق ود لحرص ها على تحقي ق
المصلحة العامة حيث تعمل جاهدة على مراقبة الملتزم واإلشراف التام على سير المرافق
بانتظـ ـــام واض طراد ،وكم ا نعلم ف إن العق د يتض من ش روطا اس تثنائية ال تت وافر في عق ود
القانون الخاص والتي تفرض فيها اإلدارة سلطتها وتعطيها الحق في التعديل في بنود العق د
أو الفسخ أو في أحوال معينة ،وهذا ما يجعلها عقودا إدارية خاضعة للقضاء اإلداري .
أم ا دولة اإلم ارات العربي ة المتحدة فقد قض ت المحكم ة التجارية العلي ا في تعريف
لها عن العقد اإلداري بأنه " :العقد المبرم بين شخص معنوي من أشخاص القانون العام،
وبين أحد األفراد ال يستلزم بذاته اعتبار العقد من العقود اإلدارية ،بل أن المعيار المميز
لهذه العقود عما عداها من عقود القانون الخاص ليس في صفة المتعاقد بل في موضوع
العق د نفس ه ب أن يتص ل بتس يير مرف ق ع ام وأن تظه ر اإلدارة نيته ا في األخ ذ في ش أنه
بأسلوب القانون العام ،بأن يتضمن شروطا استثنائية غير مألوفة في نطاق القانون الخاص
.
و يعتبر هذا الشرط من أبرز الخصائص التي تميز نظام العقود اإلدارية عن نظام
العق ود المدني ة ،ف اإلدارة تض من عقوده ا اإلداري ة ع ادة ش روطا تحتف ظ لنفس ها بمقتض اها
ب الحق في تع ديل التزام ات المتعاق د معه ا ،وفس خ العق د بإرادته ا المنف ردة قب ل نهايت ه
-أحمد بوعشيق – المرافق العامة الكبرى على ضوء التحوالت المعاصرة ،الطبعة الثامنة،المطبعة الجديدة الدار 248
187
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الطبيعيـ ـ ـ ــة ،وتوقيع عقوبات على المتعاقد معها في حالة إخالله بالتزاماته ودون حاجة إلى
و في هذا الشأن فقد صدر القرار الوزاري رقم 20لسنة 2000بشأن نظام عقود
اإلدارة ونص في الم ادة األولى من ه على أن ه " :تس ري القواع د واإلج راءات ال واردة
بالنظ ام المرف ق به ذا الق رار على عق ود ش راء الم واد أو م ا يع رف بعق ود التوري د وعق ود
مق اوالت األعم ال واألش غال وك ذا عق ود اإلدارة األخ رى ،ف ذكر ه ذين العق دان باعتبارهم ا
من أب ـــرز وأهم عق ود اإلدارة ،ولكن بالمقاب ل فق د نص ت الم ادة 124من ه ذا النظ ام على
هذا النظام على جميع أنواع العقود األخرى كلما وردت .
و يرى البعض في تفسير ذلك أن سريان هذه األحكام على باقي العق ود يتطلب ع دم
. 249
التعارض مع طبيعة تلك العقود
و بما أن الفقه في دولة اإلمارات لم يلجأ إلى تعريف خاص بعقد االلتزام فيتطلب الرجوع
إلى القواع د العام ة في ذل ك ونراه ا في أحك ام المحكم ة الس ابقة ال ذكر وال تي تتط ابق م ع
الق انونين الفرنس ي والمص ري وب ذلك نس تطيع أن نع رف عق د االل تزام بأن ه " :عق د إداري
يكون أحد أطرافه شخصا من أشخاص القانون العام ومتصال بتسيير مرفق عام متضمنا
ش روطا اس تثنائية غ ير مألوف ة في نط اق الق انون الخ اص ،وأن تظه ر ني ة اإلدارة باألخ ذ
-عليوه مصطفى فتح الباب – نظام عقود اإلدارة – الكتاب األول مكتبة عبد الخالق ثروت القاهرة 2003ص 44 249
.
188
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ش خص ع ادي مح ل الس لطات العام ة في إدارة مرف ق ع ام ،ولم يع د األم ر يقتص ر على
مجرد حلول شخص عادي أو شركة محل اإلدارة في إدارة مرفق عام ،وإ نما أصبح الفرد
الع ادي أو المش رع يتكف ل ب داءة بإنش اء المرف ق وتش غيله م دة االل تزام ثم يعي ده م رة أخرى
المرف ق واس تغالله يس تدعي ض رورة وج ود ق وانين تنظم ه ذه المس ألة لحماي ة الدول ـ ـ ـ ـ ـ ـــة
والمستهلك والتي يجب أن تقدم له الخدمة على الوجه المطلوب ،حيث أن دولة اإلمارات
يمكن تعري ف ه ذا الن وع من العق ود بأن ه " ذل ك العق د ال ذي ي برم بين الدول ة أو أح د
األش خاص المعنوي ة العام ة من جه ة وبين ط رف أجن بي من جه ة أخ رى ،يتعه د بمقتض اه
بتشييد مشروع ما كأعمال البناء وأشغال الهندسة المدنية أو التشييدات الصناعية األخرى،
يتعهد به الطرف الوطني ،وقد يتمثل األجر في مشروع يتقاسم األطراف تكاليفه وتوزع
250
- HASSLERS (J) - Contrats de construction d’ensemble industriel- These de doctorat
Strasbourg France 1979 p 105 .
- G lavinis - Le contrat international de construction Paris 1993 p 283 .
189
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-أن هذه العقود تبرم في الغالب بين الدولة أو أحد األشخاص المعنوية العامة من جه ـ ـ ـ ـــة
وطرف أجنبي خاص من جهة أخرى ،ولكن ليس هناك ما يمنع من أن تبرم هذه العقود
بين دول تين أو شخص ين من أش خاص الق انون الع ام أو بين ط رفين من أش خاص الق انون
الخاص .
-يتمثل محل هذه العقود في أعمال البناء وأشغال الهندسة المدنية أو التشييدات الصناعية
األخ رى ،وق د يتمث ل المح ل في م زيج من ه ذه األعم ال ،وق د يقتص ر على إح داها ،وال
يقتصر محل العقود على العقار وإ نما قد يكون محلها تشييد منقول كالطائرة أو السفينة أو
. 251
نقل تكنولوجيا في مجال معين من بلد آلخر
-تهدف هذه العقود إلى تنفيذ خطط التنمية االقتصادية وتحقيق الصالح العام من خالل ما
تقوم به من إنشاء عقارات وتشييد مشروعات البنية األساسية كنقل المعرفة عبر الدول.
األش خاص المعنوي ة العام ة األخ رى به ا ،وط رف خ اص أجن بي إلنش اء عق ارات أو تش ييد
مش روعات البني ة األساس ية وذل ك به دف تحقي ق التنمي ة االقتص ادية للبالد ،وه ذا يع ني أن
أحد أطراف هذه العقود هو الدولة أو أحد أشخاص القانون العام وأنها تتعلق بمرفق عام
وته دف إلى تحقي ق المص لحة العام ة ،وينطب ق عليه ا ش روط عق د األش غال العام ة في نظ ر
القان ـ ـ ـ ـ ـــون والقض اء الفرنس ي والمص ري ،ولكن يش ترط النطب اق وص ف العق ود اإلداري ة
على ه ذه العق ود ت وافر ش روط اس تثنائية أي ممارس ة الدول ة أو أش خاص الق انون العام ة
ألساليب القانون العام في مواجهة الطرف األجنبي ،ويعتبر هذا الشرط أساسي في مصر
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،األسس العامة للعقود اإلدارية ،مرجع سابق ص .183 251
190
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وإ ن كان يمكن التجاوز عنه في فرنسا في حالة اتصال العقد بالمرفق العام اتصاال واضحا
ومباشرا.252
و تجدر اإلشارة أن هذه العقود لها أهمية كبيرة في فرنسا خاصة أنها تجيز اللجوء
لكن 253
إلى التحكيم في نطاق العقود الدولية وتحظر اللجوء إليه في نطاق العقود الداخلية
األول :ويتمثل في المعيار االقتصادي حيث وفقا لهذا المعيار يعتبر العقد دوليا ،إذا
ك ان ه ذا العقد متص ال بمص الح التجارة الدولية ولم ا كان مص طلح التج ارة الدولية يحت اج
إلى توض يح فق د ق امت محكم ة النقض الفرنس ية بتعريف ه في العدي د من أحكامه ا من خالل
اإلشارة إلى انطواء العقد على رابطة تتجاوز االقتصاد الداخلي لدولة معينة ،بأن يتضمن
اس تيراد بض ائع من الخ ارج أو تص دير منتج ات وطني ة إلى دول ة أجنبي ة أو بص فة عام ة
ثاني ا :المعي ار الق انوني – طبق ا له ذا المعي ار يع د العق د دولي ا إذا ك انت العناص ر
القانونية للعقد على اتصال بأكثر من نظام قانوني واحد ،وعناصر العقد الذي يعول عليه
في تحديد هذه الصفة هي جنسية األطراف ،مكان إقامتهم مكان إبرام العقد ،ومكان تنفيذه،
-ثروت بدوي – النظرية العامة للعقود اإلدارية – دار النهضة العربية القاهرة مصر 1994ص . 62 252
-أحم د رش اد محم ود س الم – عق ود اإلنش اء واإلدارة وتحوي ل الملكي ة – دار النهض ة العربي ة الق اهرة 2004ص 253
.508
-منير عبد المجيد – التنظيم القانوني للتحكيم التجاري الدولي والداخلي – دار النهضة العربية القاهرة 1997ص 254
. 15
255
Jean Jacquet , - Le contrat international connaissance du droit DALLOZ 1992 p 5 .
191
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ألس اليب التعاق د قواع د ح ددها المش رع ،وتتمث ل ه ذه القواع د في المس اواة بين
المتنافسين ومبدأ العالنية وحرمان بعض األشخاص من التعاقد مع اإلدارة ،وهذا تأكيدا لم ا
ذهبت إلي ه محكم ة القض اء اإلداري العماني ة في أح د أحكامه ا ب القول " :إن مب ادئ تك افؤ
الفرص والمساواة وحرية التنافس بين المتنافسين ال تقوم إال في ظل وضع شروط موحدة
تعت بر المس اواة من المب ادئ المؤدي ة لتحقي ق اإلنص اف لج وانب الحي اة المختلفـ ـ ـ ـ ـ ـــة
واطمئن ان الن اس واس تقرار المجتم ع ،وه ذا المب دأ من المب ادئ ال تي نص ت عليه ا مختل ف
البساطة في التعاقد عدا بعض الشكليات التي قد يتطلبها القانون ،بينما في القانون اإلداري
ف إن العق ود اإلداري ة يحكمه ا نظ ام ق انوني مختل ف عن مب ادئ الق انون الم دني ،فالق انون
اإلداري يفرض على اإلدارة التزامات وقيود في صورة إجراءات التي قد ال يتبعها األفراد
فيما بينهم كما قد يضع على من تعاقد مع اإلدارة التزامات كثيرة تتطلبها فكرة المصلحة
العامة التي يعلو بها القانون على المصلحة الخاصة للمتعاقد مع اإلدارة .
-حكم محكم ة القض اء اإلداري في االس تئناف رقم 390لس نة 10ق منش ور في جري دة ال وطن العماني ة بالع دد 256
9998بتاريخ . 2010-12-18
192
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و تأسيسا على هذا كله أن حرية اإلدارة في اختيار المتعاقد معها مقيدة بقيود منها
المساواة بين المتنافسين على التعاقد معها ،بغية الحصول على أحسن العروض ،ولذلك ال
يجوز ها أن تخص بالعقد شخصا دون غيره ألسباب شخصية ال تمت إلى المصلحة العامة
و يترتب على تطبيق مبدأ المساواة نتيجة قانونية هامة هي أنه ال يجوز لإلدارة أن
تخلق وسائل قانونية تميز بها المتقدمين للمنافسة ،كما ال يجوز لها منح امتيازات أو وضع
عقب ات أم ام بعض المتق دمين للتعاق د ،حيث أن ه ذه الوس ائل غ ير مش روعة ،ومن وس ائل
التمي يز القانوني ة إعف اء أح د مق دمي العط اءات من دف ع الت أمين أو من تق ديم األوراق
المطلوب ة ،ومن وس ائل التمي يز الواقعي ة خل ق وض ع واقعي يض ع بعض المتق دمين في
و الحكمة من تطبيق هذه القاعدة هي ضمان الصالحية والكفاءة في مدن يرغب كل
من األفراد أو الشركات في التعاقد مع اإلدارة وذلك تحقيقا للمصلحة العامة ،إال أن مدى
حرية التنافس والمساواة بين المتنافسين يختلف باختالف طرق اختيار المتعاقد مع اإلدارة
حيث يتس ع مج ال إعم ال قاع دة المس اواة بين المتنافس ين في المناقص ات العام ة المفتوح ة
أمامهم جميعا فمن يجد في نفسه الكفاءة ويستطيع القيام باألعمال المطلوبة وفق الشروط
المعلن عنها ويرغب في المشاركة له ذلك ،بينما يقل مجال إعمالها في طريقة الممارسة،
-نواف كنعان – القانون اإلداري – الكتاب الثاني ،دار الثقافة للنشر والتوزيع عمان 2009ص . 334 257
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة – األسس العامة في العقود اإلدارية – الطبعة األولى ،المركز القومي لإلصدارات 258
193
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أو في المناقصة المحدودة والمحلية ،وفي هذا االتجاه تنص الفقرة األولى من الباب الثالث
المخص ص لط رق الش راء والتعاق د من دلي ل المش تريات والمناقص ات والمزاي دات المطب ق
حاليا بإمارة أبو ظبي على " :أن المناقصة تقوم على مبادئ ثالثة حاكمة هي :العالنية،
الش ـــروط والمواص فات المطلوب ة ،أو إذا تم تقديم ه بع د الميع اد ،أو لم يس توف المس تندات
الجوهرية المطلوبة ،أو إذا لم يرفق به الضمان االبتدائي كامال وهو ما أشارت إليه المادة
( )41من ق انون المناقص ات العم اني حينم ا ذك رت بأن ه يجب على مجلس المناقص ات
ج – إذا لم يكن مق دم العط اء مس جال في الس لطنة ،وذل ك باس تثناء العط اءات المقدم ة في
هـ -إذا لم يكن يثبت مقدم العطاء سالمة موقفه المالي .
و – إذا كانت وثائق العطاء غير مكتملة أو غير موقعة أو غير مختومة من مقدمها .
-دليل المشتريات والمناقصات والمزايدات ،صادر بموجب أحكام القانون رقم 6لسنة 2008في شأن المشتريات 259
والناقصات والمزايدات والمستودعات إلمارة أبو ظبي بدولة اإلمارات العربية المتحدة .
194
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ز – إذا صدر حك نهائي بإفالس أو إعسار مقدم العطاء أو اتخذت إجراءات قضائية ضده
ح – إذا انط وى العط اء على مخالف ة ألحك ام المرس وم الس لطاني رقم 39/1982بحماي ة
كما ال يجوز لإلدارة كقاعدة عامة أن تتفاوض مباشرة مع أحد المتقدمين بعط اءاتهم
دون اآلخرين في شأن تعديل عطائه في خارج االستثناءات التي قد يقررها المشرع على
و عموما فإن أية استثناءات ترد على قاعدة عامة من القواعد التي يتضمنها النظام
الق انوني للمناقص ات والمزاي دات يجب أن يرتب ط إعماله ا بمقتض اها ويتس اوى في تطبيقه ا
جمي ع المتق دمين ال ذين يوج دون في مرك ز ق انوني واح د ،260إلى ج انب ه ذا تح رص
التش ريعات المقارن ة الخاص ة ب العقود اإلداري ة على النص ص راحة بحرم ان بعض األف راد
أو األشخاص المعنوية الخاصة من التعاقد مع اإلدارة لتالفي األضرار بالمصلحة العامة .
سلطاتها المتعددة كل على االنفراد وعلى نحو مستقل أو بصورة مجتمعة ما لم يكن هناك
عقب ات عملي ة في إمكاني ة جم ع ه ذه الس لطات على أن ال تتعس ف في ممارس ة ه ذه الق درة
بحرم ان بعض المتنافس ين من التعاق د معه ا كج زاء على إخالل المتن افس إخالال جس يما
بالتزامات ه التعاقدي ـ ـــة ( كمحاولت ه للتع اطي للغش والتالعب ) أو لفق د االعتب ار في حال ة
اإلفالس أو لس حب العم ل من ه مس بقا أو لوج ود مظن ة اس تغالل النف وذ أو ممن لهم عالق ة
-سعاد الشرقاوي – العقود اإلدارية – دار النهضة العربية القاهرة مصر 1995ص . 375 260
195
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
مباشرة بين وظيفتهم وبين اإلدارة ،وفي هذا اإلطار نصت المادة 11من القرار الوزاري
رقم 20لسنة 2000بشأن نظام عقود اإلدارة بدولة اإلمارات العربية المتحدة على أنه "
ال يج وز للموظ ف أن تك ون ل ه مص لحة بال ذات أو بالواس طة في أعم ال أو المق اوالت أو
عق ود تتص ل بأعم ال ال وزارة الت ابع له ا ،ويحظ ر على الع املين ب إدارة المش تريات أو قس م
المخازن بوزارة المالية والصناعة أو الوزارة الطالبة التقدم بعطاءات في المناقصات ،كما
ال يجوز تكليفهم بتنفيذ أعمال أو شراء أصناف منهم سواء مباشرة أو عن طريق منشآت
يش اركون في ملكيته ا أو وكالء له ا ،أو يكون ون ض من أعض اء مجلس إدارته ا ،وينطب ق
. 261
مضمون هذه المادة على أعضاء لجنة المناقصات
والمناقص ات والمزاي دات على أن ه " :يحظ ر ترس ية عق ود المش تريات والخ دمات على
أط راف بقص د تحقي ق مص لحة شخص ية للموظ ف المس ؤول في ال دائرة المعني ة أوتك ون
قدمت له مكافأة أو عطية أو تفضيل معين بغية الحصول على عقد ما أو معاملة خاصة .
و يستشف من هذا أن دولة اإلمارات العربية المتحدة تعمل جاهدة على حماية المال
العام وجعل المصلحة العامة فوق كل اعتبار ،وتلبية حاجيات المواطن التي تعتبر شغلها
الشاغل.
إذا ك ان للف رد الحري ة الكامل ة في اختي ار من يتعاق د مع ه ،ألن ه يتعام ل في أموال ـ ـ ـ ـــه
وش ؤونه الخاص ة ،ف إن اإلدارة على العكس ال ي ترك له ا الق انون حري ة مطلق ة في اختي ار
196
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
شروطه التقدم بعطائه ،فيكون هناك مجال حقيقي للمنافسة بين الراغبين في التعاقد م ـــتتتع
اإلدارة ،وذل ك بغي ة الحص ول على أحس ن الع روض فيقص د ب اإلعالن إخب ار ذوي الش أن
بالمناقـ ـــصة وإ بالغهم بالش روط العام ة للعق د وكيفي ة الحص ول على قائم ة الش روط
و في دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة يعت بر اإلعالن عنص را أساس يا من العناص ر
ال تي تض من قي ام مب دأ المنافس ة ألن ه يمنح الفرص ة لك ل راغب في التن افس أن يتق دم
بعطاءاته ،كما يتعين على اإلدارة أن تقوم باتباع األوضاع التي فرضتها القوانين واللوائح
أو دفاتر الشروط العامة في شأن اإلعالن ،فإذا خالفتها اإلدارة ترتب على مخالفتها بطالن
إجراءات المناقصة.
ل ذلك أوجب ك ل من المش رع االتح ادي والمحلي إلم ارة أب و ظ بي إج راءات معين ة
المش رع االتح ادي ذهب إلى أن ه يتم اإلعالن عن المناقص ة في وقت مناس ب بحيث
يس مح بإعادته ا إذا ل زم األم ر ،وأن يتم النش ر في لوح ة اإلعالن ات ب وزارة المالي ة
والصناعة ،أو الوزارة المعنية وفي جريدتين يوميتين مختلفتين واسعتي االنتشار ،على أن
يكون النشر مرتين على األقل ،وهذا على خالف المشرع العماني الذي لم يستلزم أن يتم
النش ر م رتين ،إنم ا قص ره على م رة واح دة كم ا جع ل النش ر في جري دة يومي ة واس عة
االنتشار باللغتين العربية واالنجليزية ،كذلك أجاز النشر بالوسائل اإللكترونية وفي لوحة
-ناصر غنيم الزيد – رقابة القضاء على أعمال اإلدارة – دراسة مقارنة أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام، 262
197
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إعالن ات بمجلس المناقص ات أو الجه ة المعني ة ب اللغتين العربي ة واالنجليزي ة ،وفي ال وقت
ذات ه ت رك األم ر لمجلس المناقص ات بش أن التج اوز عن مخالف ات النش ر إذا اقتض ت
المص لحة العامـ ـ ـــة ذل ك ،وأن ه ذه الخط وة تعت بر جي دة إذا م ا نظ ر إلى التط ور الس ريع
الحاصل في شتى مجاالت الحياة ،وخاصة وسائل اإلعالم المختلفة ،وبالتالي فإنه في ظل
الم ادة 18من ق انون المناقص ات ال يحت اج األم ر إلى ت دخل المش رع م رة أخ رى ليع دل
المادة ،بل األمر متاح لمجلس المناقصات بأن يقرر في ما تقتضيه المصلحة العامة بقرار
أما بخصوص المناقصة العامة الدولية بدولة اإلمارات والتي توجه فيها الدعوة إلى
الم وردين والمق اولين داخ ل الدول ة وخارجه ا وذل ك من خالل ال دعوة إليه ا بط رق النش ر
المختلف ة أو على موق ع حكوم ة أب و ظ بي االلك تروني ،لكن في س لطنة عم ان بخص وص
المناقص ات الخارجي ة ( الدولي ة ) أن النص لم يوض ح أس اليب النش ر ال واجب اتباعه ا في
الخارج ،ذلك أن اإلخطار بصيغة اإلعالن فقط ال تغني عن نشر التفاصيل ،كما أن تحديد
في غاية الصعوبة ،ولذلك كان من األفضل أن تتضمن المادة طريقة أكثر تفصيال وسهولة
و يستشف من كل ما تقدم أن القواعد التي تحكم إجراءات إبرام العقود اإلدارية ال
تعتبر مجرد قواعد داخلية للجهة اإلدارية إن شاءت تمسكت بها وإ ن شاءت تن ازلت عنـــها،
ولكنه ا قواع د وض عت لص الح اإلدارة واألف راد على الس واء وقص د به ا كفال ة اح ترام مب دأ
-ناصر غنيم الزيد – رقابة القضاء على أعمال اإلدارة – دراسة مقارنة ،مرجع سابق ص . 407 263
198
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المس اواة بين المتعاق دين جميع ا ،وي ترتب على مخالفته ا بطالن م ا تص دره اإلدارة من
ق رارات ،تأكي دا للمب ادئ العام ة ال تي أقره ا النظ ام األساس ي للدول ة ،وال تي تتض من أن
األف راد جميعهم سواس ية أم ام الق انون وهم متس اوون في الحق وق والواجب ات العام ة ،وال
-يأخذ إبرام الصفقات العمومية بعين االعتبار احترام البيئة وأهداف التنمية المستدامة .
اس تعمال الم ال الع ام ،وتتطلب تعريف ا قبلي ا لحاج ات اإلدارة واح ترام واجب ات اإلش هار
-يتعلق األمر بالمرسوم رقم 2-12-349المتعلق بالصفقات العمومية السالف الذكر . 264
199
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و يتم تفعيل هذه المبادئ والواجبات وفقا للقواعد المحددة في هذا المرسوم ،وبهذا
يمكن القول إن أساليب ومبادئ إبرام العقود اإلدارية عكست آثارها االيجابية على عملية
إبرام العقد اإلداري حيث كان هناك تقييد لحرية اإلدارة في التعاقد إذا أوجب المش رع على
اإلدارة اتباع األحكام المنصوص عليها في النظام األساسي للدولة وفي القوانين والقرارات
و يس تخلص مم ا س بق أن الص فقات العمومي ة تتطلب اتب اع اإلج راءات القانوني ـ ـ ـ ـــة
واإلدارية المقررة وفق القوانين والنظم السارية والمتعلقة بالعقود اإلدارية ،ذلك أن العقود
في دول ة اإلم ارات ليس له ا تنظيم خ اص يخ ول جه ة اإلدارة س لطات أرحب للتمكن من
ت أمين س ير المراف ق العام ة وتحقي ق الغاي ة المرج وة من إنش ائه وهي الخ دمات العام ة
لألفـ ـ ـــراد ،ول ذلك فهي تفتق د وج ود تعري ف واض ح لعق د االل تزام ،حيث إن ه ذا التعري ف
يمكن استخالصه من المبادئ العامة في تكييف العقد ،حيث تشير إلى أن العقد اإلداري ال
يرتبط بالوصف والمسمى ولكن بنية المتعاقدين عند إبرام العقد ،وفي دولة اإلمارات أسند
ذلك إلى محكمة الموضوع ،وهذا ما نصت عليه المحكمة االتحادية العليا.265
و يطبق ذلك على العقود اإلدارية باعتباره من القواعد العامة التي ال تأبى وطبيعة
ف العقود اإلداري ة يجب أن تعم ل على تحقي ق المص لحة العام ة وبص فة دائم ة ،حيث
نصت في ذلك المادة 58من قانون المعامالت المدنية اإلماراتي على أن " التصرف على
الرعية منوط بالمصلحة " ويفسر البعض هذا النص بأنه يخلص إلى توافر أمرين هما :
200
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أوال :أن رعاي ة المص لحة العام ة والس عي نح و تحقيقه ا من اط س لطة التص رف في
ثاني ا :أن تل تزم اإلدارة في كاف ة تص رفاتها بتحقي ق ه دف رعاي ة أف راد المجتـ ـ ـ ـ ـــمع
وتحقي ق المص لحة العام ة ،حيث تعت بر تص رفات اإلدارة ال تي ال ته دف منه ا إلى تحقي ق
المصلحة العامة خارج الهدف الذي منحت ألجله والية التصرف .
فالسلطات االستثنائية الممنوحة لإلدارة سواء في سواء العقد أو إنهائه والتي تميز
للخدمات المنوط إليه تقديمها للجمهور ،لذلك لم تكن هناك ضرورة للنص عليه في العقد
أو موافق ة من الط رف المتعاق د م ع اإلدارة ،لكن ذل ك مرتب ط بتحقي ق المص لحة فتعت بر
تصرفاتها باطلة ،حيث إنه ال يحق لها ذلك إال لمقتضيات الصالح العام .
المتح دة ،إال أن المش رع اإلم اراتي ع الج موض وع التحكيم وخص ص ل ه باب ًا مس تقًال في
ق انون اإلج راءات المدني ة رقم 11/1992والمع دل بالق انون رقم 30/2005وت رك
ألطراف النزاع حرية االتفاق على التحكيم من خالل شرط التحكيم الذي قد يرد في العقد
في فترة التسعينات وإ لى عهد قريب كان التحكيم من المواضيع الجديدة في المجتم ع
الق انوني لدول ة اإلم ارات -على ال رغم من ِق دم ه حيث عالجت ه الش ريعة اإلس المية -ل ذا
201
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
كان محل جدل واسع السيما من ناحية تنفيذ أحكام المحكمين الصادرة خارج الدولة حيث
كانت تتردد المحاكم في إعطاء األمر بتنفيذ مثل هذه األحكام لعدم انسجامها مع الشروط
الخاص ة بتنفي ذ األحك ام األجنبي ة وأحك ام المحكمين ال واردة تفص يًال في ق انون اإلج راءات
المدنية.
ولكن ش يئًا فش يئًا أخ ذ ه ذا الموض وع يتط ور ويحظى باهتم ام العدي د من القطاع ات
خصوص ًا بع د النهض ة العمراني ة ال تي ش هدتها الدول ة في العق د األخ ير وال ذي ترك ز في
ج انب كب ير من ه على ج ذب المس تثمرين األج انب للمش اركة في مواص لة مس يرة النج اح
والنهضة ،وألن التحكيم ُي شكل ضمانة حقيقية لهؤالء المستثمرين قبل اتخاذ قرار االس تثمار
في بل د م ا ،أدرك المش رع اإلم اراتي أهمي ة موض وع التحكيم وأع اد النظ ر نح و إب رازه
بش كل ينم على احترام ه إلرادة األط راف في اللج وء إلى التحكيم كوس يلة بديل ة لفض
المفه وم أخ يرًا حينم ا انض مت دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة إلى اتفاقي ة نيوي ورك
لالعتراف بقرارات التحكيم األجنبية وتنفيذها وذلك من خالل المرسوم االتحادي رقم 43
لسنة .2006
ومن ثم ،س نعالج في ه ذا المق ام التحكيم في منازع ات الص فقات العمومي ة ،بينم ا
يخصص الجزء الثاني لبسط تطبيقات عملية لموضوع التحكيم من خالل بعض الصفقات
الدولية.
-266قانون اإلجراءات المدنية المتعلق بالتحكيم باإلمارات العربية المتحدة ،الباب الثالث المتعلق بالتحكيم ،من المادة 203إلى المادة .218
202
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التحكيم كوس يلة لتس وية المنازع ات – بص فة عام ة – زادت أهميت ه في اآلون ة
األخ يرة نظ رًا لتش عب العالق ات االقتص ادية الدولي ة لم ا يتس م ب ه من س رعة اإلج راءات
وبساطتها ،إضافة التصافه بالبعد عن لدد الخصومة الذي يمثل آفة التقاضي عادي ًا كان أم
إداريًا.267
ويتس م التحكيم بأن ه أس لوب فري د في تس وية المنازع ات حيث يخت ار أط راف
الخصومة قضاتهم فور إبرام التعاقد وقبل نشوء أي نزاع بصدده ،بإدراج شرط في العقد
األصلي بتسوية منازعاته عن طريق التحكيم ،أو بالنص عليه في وثيقة مستقلة ملحقة به ذا
العقد.
وفي كلتا الحالتين يستقل شرط التحكيم عن شروط العقد األخرى ،بحيث ال ينسجم
صحيحًا في ذاته.
وإ ذا كان االتفاق على التحكيم قد يرد سابقًا على قيام نزاع ،فإنه قد يأتي الحق ًا على
تس وية ن زاع تج اري ،وق د يك ون إداري ًا حينم ا يه دف االتف اق علي ه إلى الفص ل في ن زاع
وق د أث ار التحكيم في منازع ات الص فقات العمومي ة -في مص ر مثال -ج دًال فقهي ًا
واسعًا وترددًا قضائيًا بِّينًا حول مدى جوازه في غياب نص تشريعي صريح يجيزه بقانون
-267د .عب د العزي ز عب د المنعم خليف ة :التحكيم في منازعات العقود اإلداري ة الداخلي ة والدولي ة – دراس ة تحليلي ة في ضوء أحدث أحك ام قضاء
مجلس الدولة ،منشأة المعارف اإلسكندرية ،الطبعة األولى ،2006ص .5/6
203
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بإج ازة التحكيم في منازع ات العق ود بم وجب التع ديل التش ريعي لق انون التحكيم الص ادر
بالقانون رقم 9لسنة ،1997مع تقيد تلك اإلجازة بضرورة موافقة الوزير المختص ،أو
من يتولى اختصاصه بالنسبة لألشخاص االعتبارية العامة مع حظر التفويض في ممارسة
هذا االختصاص.
ويس ري على العق ود اإلداري ة ذات الط ابع ال دولي م ا يس ري على العق ود اإلداري ة
الداخلي ة من أحك ام التحكيم وقي وده ،وذل ك رغب ة في ت دفق االس تثمارات األجنبي ة ،كنتيج ة
لبث الطمأنين ة في نفس المس تثمر األجن بي ال ذي يستش عر توجس ًا حي ال القاض ي الوط ني،
والتعديالت المتعاقبة للتشريعات الداخلية ،إضافة إلى قناعته بعدم صالحية النظ ام القض ائي
ال داخلي لتس وية نزاع ات دولي ة تك ون لس رعة الفص ل فيه ا أهمي ة بالغ ة ،وه و األم ر ال ذي
للتحكيم بص فة عام ة م بررات دعت إلى وج وده كوس يلة س ريعة لفض منازع ات
وعلى ال رغم من ك ون التحكيم وس يلة لتس وية المنازع ات بحكم مل زم ألطرافه ا ،إال
أن له ذاتيته الخاصة ،التي ينفرد بها عما سواه من وسائل تسوية المنازعات.
وللتحكيم ص ورتين يتم إفراغ ه في أي منهم ا ،كم ا أن ل ه العدي د من األن واع ال تي
تختلف بحس ب دور اإلرادة في قيام ه أو بحسب نطاقه الجغ رافي أو بحسب األساس ال ذي
204
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يقتضي منا عرضًا لألحكام العامة للتحكيم قبل تناول التحكيم في منازعاتها.
وكل ما سبق سوف نتناوله تفصيًال فيما يلي :األول :يتم من خالله تعريف التحكيم
ومبررات ه ،الث اني :يهم ص ور التحكيم وأنواع ه ،الث الث :يتع رض لش روط التحكيم
وإ جراءاته ،والرابع :يتناول الموقف إزاء التحكيم في منازعات الصفقات العمومية.
التحكيم هو اتفاق على طرح نزاع على شخص معين أو أشخاص معينين ليفصلوا
التعاقد اإلدارية أنه قد صدرت بعض التعاميم المالية واإلدارية المحدودة منها قرار مجلس
الوزراء رقم 10لسنة 1984بتشكيل اللجنة الدائمة للمشروعات االستثمارية التي تتظمنها
خطة الدولة.
للمش روعات العام ة وتحدي د اختصاص اتها .ثم القرار رقم 10لسنة 1980ال دي حتم على
الجه ات اإلداري ة اتب اع أس اليب تعاقدي ة مح ددة تتمث ل في المناقص ة والش راء بالممارس ة
والش راء ب األمر المباش ر .وأخ يرا ج اء الق رار ال وزاري رقم 20لس نة 2000بش أن نظ ام
عق ود اإلدارة لتنظيم قواع د وإ ج راءات ش راء الم واد ومق اوالت األعم ال واألش غال وعق ود
269
اإلدارة األخرى.
-المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 886لسنة 30ق ،جلسة 18/1/1994م. 268
-د .عاد علي الحمود القيسي :العقد اإلداري وفقا لنظام عقود اإلدارة في دولة اإلمارات العربية المتحدة مرجع سابق ص 161 269
205
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إن جمي ع ه ده التش ريعات اإلداري ة ق د ع الجت موض وع العق ود اإلدارة إال أنه ا لم
تتط رق ص راحة إلى التحكيم اإلداري ،ك دلك ق انون المرافع ات االتح ادي رقم 11لس نة
إجرائية وتنظيمية ،أجازت بصفة عامة للمتعاقدين أن يشترطو في العقد األساسي أو باتف اق
الحق عرض ما قد ينشأ بينهم من نزاع في تنفيد عقد معين على محكم أو أكثر ولم تجوز
االتفاق على التحكيم في نزاع معين بشروط خاصة ،ولم يشر القانون المدكور عن طبيعة
أط راف ال نزاع فيم ا إدا ك ان من أش حاص الق انون الع ام أم ال ،ولم يتع رض أيض ا بش كل
صريح إلى طبيعة هده المنازعات فيما إداكانت منازعات العقود اإلدارية داخلية أم دولية.
كم ا لم يتض من الق انون أي نص ص ريح يخص االع تراف بش رط التحكيم في ه ده
العقود وبالتالي لم يضع المشرع نظاما خاصا بالتحكيم بشأن منازعات عقود الدولة .وإ نما
فالتحكيم إحدى الوسائل البديلة لحل المنازعات ،اتسم أفاقه وطنيا ودوليا ،حيث عم
االع تراف بش رعية التحكيم كاف ة أف راد الجماع ة الدولي ة على اختالف نظمه ا القانوني ة
واختالف أوض اعها االقتص ادية ،وب اتت كاف ة دول الع الم –بص رف النظ ر على نظامه ا
السياسي واالجتماعي واالقتصادي وعن درجة نموها االقتصادي -تترك له مكانا متزايدا
في تحقي ق العدال ة ،وتحي ط مؤسس اته الوطني ة فيه ا بالرعاي ة .وعلى المس توى الموض وعي
اتسع نطاق القابلية للتحكيم ليشمل مجاالت كانت باألمس القريب بعيدة عنه ،كما هو الحال
مثال في المنازعات التي تكون الدولة أو أحد األشخاص العامة طرفا فيها وفي المنازعات
206
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التي يتصل موضوعها بالنظام العام.270ومن ثم فهو عملية قانونية مركبة تقوم على اتفاق
أط راف ن زاع معين على ع رض خالفهم على محكم أو أك ثر للفص ل في ه في ض وء قواع د
الق انون ومبادئ ه العام ة ال تي تحكم إج راءات التقاض ي ،أو على ض وء قواع د العدال ة ،وفق ًا
لما ينص عليه االتفاق ،مع تعهد أطراف النزاع بقبول الحكم الذي يصدر عن المحكمين،
والذي يحوز حجية األمر المقضي ويصدر بتنفيذه أمر من السلطة القضائية في الدولة التي
وقد عرفته الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع بمجلس الدولة بأنه " االتفاق
على عرض النزاع أمام محكم أو أكثر ليفصلوا فيه بدًال من المحكمة المختصة به ،وذلك
272
بحكم ملزم للخصوم.
وفي تعريف المحكمة الدستورية العليا للتحكيم ذهبت إلى أنه " عرض لنزاع معين
بين طرفين على محكم من األغيار يعين باختيارهما أو بتفويض منهما ،على ضوء شروط
يحددانها ،ليفصل هذا المحكم في ذلك النزاع بقرار يكون نائي ًا عن شبهة المماألة ،مجردًا
من التحامل وقاطعًا لدابر الخصومة في جوانبها ،التي أحال الطرفان إليه ،بعد أن يدلي كل
273
منهما بوجهة نظره تفصيًال ،من خالل ضمانات التقاضي الرئيسية.
وفي إسباغ الطبيعة القضائية على التحكيم ذهبت هذه المحكمة إلى أنه " وسيلة فنية
لها طبيعة قضائية ،غايتها الفصل في نزاع محدد ،مبناه عالقة محل اهتمام من أطرافها،
،Dunsher de abranches -270التحكيم والعق ود المتعلق ة باألعم ال العلمي ة ،والتكنولوجي ة والبحثي ة ،واس تخدام المخترع ات ،والدراي ة الفني ة،
تقرير مقدم إلى المؤتمر الدولي الرابع للتحكيم ،موسكو 6-3أكتوبر ،1972مجلة التحكيم ،1972بند ،17ص .284
- 271د /يسرى محمد العصار ،التحكيم في المنازعات اإلدارية العقدية وغير العقدية ،دار النهضة العربية ،سنة 2002م ،ص .14
-272فت وى رقم 661في ،1/7/1989جلس ة ،17/5/1989ص ،138مجموع ة المب ادئ القانوني ة ال تي قررته ا المحكم ة والجمعي ة العمومي ة
لقسمي الفتوى والتشريع في أربعين عامًا من أول أكتوبر سنة ،1955حتى آخر سبتمبر سنة ،1995ص .143
-المحكمة الدستورية العليا ،دعوى رقم 13لسنة 15ق ،جلسة ،17/12/1994الجريدة الرسمية العدد 2في .12/1/1995 273
207
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وركيزت ه اتف اق خ اص ،يس تمد المحكم ون من ه س لطاتهم وال يتول ون مه امهم بالت الي بإس ناد
274
من الدولة.
والتحكيم اصطالح عام يقترن به مسميات فرعية تختلف بحسب المنازعة التي ي راد
حس مها ،ف إذا ك انت المنازع ة تجاري ة تس مى ب التحكيم التج اري وإ ذا ك انت المنازع ة مدني ة
أطلق عليه تحكيمًا مدنيًا ،وإ ذا كانت المنازعة إدارية سمي التحكيم إداريًا.
والتحكيم اإلداري ه و وس يلة قانوني ة تلج أ إليه ا الدول ة أو أح د األش خاص المعنوي ة
العام ة األخ رى لتس وية ك ل أو بعض المنازع ات الحالي ة أو المس تقبلة الناش ئة عن عالق ات
قانوني ة ذات ط ابع إداري عقدي ة أو غ ير عقدي ة فيم ا بينه ا ،أو بين إح داها وأح د أش خاص
الق انون الخ اص الوطني ة أو األجنبي ة ،س واء ك ان اللج وء إلى التحكيم اختياري ًا أو إجباري ًا
275
وفقًا لقواعد القانون اآلمرة.
وعلى الرغم من أن إرادة أطراف العقد أو النزاع هي التي تنشئ اتفاق التحكيم إال
أنها ال تنشئ التحكيم ذاته ،حيث أن إجازة التحكيم تتطلب نص المشرع على تلك اإلجازة
مح ددًا لنط اق التحكيم بمع نى تحدي د المس ائل ال تي يج وز أو يحظ ر فيه ا التحكيم ،إض افة
وتأكيدًا لذلك فقد نصت المادة 11من القانون رقم 27لسنة 1994بشأن التحكيم
في المواد المدنية والتجارية على أنه " ال يجوز االتفاق على التحكيم إال للشخص الطبيعي
أو االعتب اري ال ذي يمل ك التص رف في حقوق ه ،وال يج وز التحكيم في المس ائل ال تي ال
-عزيزة الشريف ،التحكيم اإلداري في القانون المصري ،دار النهضة العربية ،سنة ،1993ص 21وما بعدها. 275
208
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
فهذا النص حدد الشخص الذي يملك إبرام اتفاق التحكيم وأخرج من نطاقه المسائل
وبن اء على م ا تق دم فإن ه إذا ك ان لمب دأ س لطان اإلرادة دور في قي ام التحكيم ،إال أن
إرادة أطراف النزاع غير كافية لذلك ،حيث يتعين أن يجيز المشرع لهم اللجوء لهذا النظ ام
وب ذلك فالبد لقي ام التحكيم من تواف ق إرادة الخص وم م ع إرادة المش رع المفرغ ة في
تحسم المنازعات بغض النظر عن نوعها إما قضاءًا وإ ما صلحًا ،أو توفيق ًا ويتمتع
التحكيم بوص فه وس يلة لتس وية المنازع ات بذاتي ة خاص ة تم يزه عن األس اليب الس ابقة رغم
أساس ونطاق كل منهما ،باإلضافة إلى الصالحيات التي تملكها المحكمة وهيئ ة التحكيم،
-يراجع في ذلك ،محسن شفيق ،التحكيم التجاري الدولي ،القاهرة ،دار النهضة العربية سنة 1997م ،ص .15 276
209
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أس اس اللج وء للتحكيم ه و إرادة ط رفي ال نزاع س واء وردت في ش رط تحكيمي أو
في مش ارطة التحكيم ،وعلى العكس من ذل ك ف إن اللج وء إلى القض اء ال يحت اج إلى اتف اق
أطراف النزاع على ذلك ،حيث يكون بوسع كل من يدعي أن له حقًا لدى آخر أن يلجأ إلى
القض اء طالب ًا الحماي ة القض ائية لحق ه ال ذي ينازع ه في ه آخ ر ،وهن ا ينش أ له ذا اآلخ ر ح ق
وعلى الرغم من ذلك فإن اتفاق طرفي النزاع على إحالته للتحكيم ،يؤدي إلى عدم
جواز رفع دعوى بشأنه أمام القضاء ،حيث يقضي بعدم قبول تلك الدعوى إذا دفع المدعى
279
عليه بذلك ،لوجود اتفاق على حل النزاع بواسطة التحكيم.
نط اق اختص اص القض اء أوس ع بالمقارن ة بنط اق هيئ ة التحكيم نظ رًا لم ا يتمت ع ب ه
القضاء من والية عامة تمكنه من الفصل في جميع المنازعات في حين أن نطاق التحكيم
يقتصر على المنازعة المتعلقة بحقوق مالية ،من الجائز الصلح والتنازل فيها.
-د .محسن شفيق ،التحكيم التجاري الدولي ،مرجع سابق ،ص .15 277
-المحكمة االدارية العليا ،طعن رقم 886لسنة 30ق ،جلسة .18/1/1994 278
-يراجع في ذلك نص المادة 13من القانون رقم 27لسنة 1994بشأن التحكيم في مصر. 279
210
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ومن الج دير بال ذكر أن ه إذا عرض ت أم ام هيئ ة التحكيم وهي بص دد الفص ل في
النزاع المعروض عليها ،مسألة عرضية يخرج الفصل فيها عن اختصاص هيئة التحكيم
وكان هذا الفصل الزمًا للفصل في موضوع النزاع القائم أمامها ،فعلى هيئ ة التحكيم إيق اف
280
إجراءاته ،حتى يصدر حكم نهائي بصدد تلك المسألة من الجهة القضائية المختصة.
األصل العام في األحكام القضائية هو تمتعها بحجية نسبية ،حيث تقتصر آثار الحكم
على أط راف ال دعوى دون أن تمت د لس واهم ،ويس تثنى من ه ذا األص ل الع ام األحك ام
الص ادرة في ال دعوى ذات الطبيع ة العيني ة ك دعوى اإللغ اء ،حيث تتمت ع األحك ام الص ادرة
الحكم القضائي يكون واجب التنفيذ بمجرد صدوره وانقضاء مواعيد الطعن عليه م ا
وعلى العكس من ذلك فإن أحك ام المحكمين البد لتنفيذها من صدور أمر بذلك من
السلطة القضائية.
-يراجع في ذلك المادة 46من القانون رقم 27لسنة 1994م ،بشأن التحكيم في المواد المدنية والتجارية. 280
211
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الص لح ش أنه كش أن التحكيم وس يلة لتس وية المنازع ات اإلداري ة بديل ة عن اللج وء
تسويتها بعيدًا عن القضاء ،سواء كانت تلك المنازعة قد وقعت بالفعل أو ستقع مستقبًال.
وعلى الرغم من أوجه التشابه السابقة إلى أن هناك اختالفًا بينًا بين الصلح والتحكيم
به في مواجهة الطرف اآلخر .في حين تتجه إرادة طرفي اتفاق التحكيم إلى االتفاق على
إحالة النزاع للتحكيم مع اختيارهم للمحكم الذي سيعهدون إليه بحسم النزاع بحكم يلزمهم
وبناءًا على ما تقدم فإن الصلح والتحكيم يختلفان في أن الصلح نظام ًا اتفاقي ًا صرفًا
من بداي ة إجراءات ه إلى نهايته ا ،أم ا التحكيم فه و رض ائي فق ط في أساس ه ،أي من حيث
281
حرية اللجوء أو عدم اللجوء إليه.
التوفي ق كأس لوب لتس وية المنازع ات ال تي تك ون الدول ة طرف ًا فيه ا أم ر اس تحدثه
المش رع بم وجب الق انون رقم 7لس نة 2000وال ذي نص ت الم ادة األولى من ه على أن "
تنش أ في ك ل وزارة أو محافظ ة أو هيئ ة عام ة أو غيره ا من األش خاص االعتباري ة العام ة
-يراجع في ذلك د .محسن شفيق ،التحكيم التجاري الدولي ،القاهرة ،دار النهضة العربية سنة ،1997ص .15 281
212
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
لجن ة أو أك ثر للتوفي ق في المنازع ات التجاري ة واإلداري ة ،ال تي تنش أ بين ه ذه الجه ات
اإلدارية وبين العاملين بها ،أو بينها وبين األفراد واألشخاص االعتبارية الخاصة.
ويصدر بتشكيل لجنة التوفيق قرار من وزير العدل برئاسة أحد رجال القضاء أو
أح د أعض اء الهيئ ات القض ائية الس ابقين بدرج ة مستش ار على األق ل ،وتمث ل فيه ا الجه ة
اإلدارية بعضو ويمثل أمام تلك اللجنة الطرف اآلخر في النزاع أو من ينوب عنه.
إداري ة طرف ًا فيه ا ،م ا ع دا المنازع ات ال تي تك ون وزارة ال دفاع طرف ًا فيه ا والمنازع ات
المتعلقة بالحقوق العينية العقارية والمنازعات التي تفرد القوانين لتسويتها أنظمة خاصة،
تس وية المنازع ات أوله ا :أن اللج وء إلى التحكيم أساس ه اختي ار ط رفي ال نزاع وإ رادتهم
الح رة فلهم اللج وء إلي ه أو الع زوف عن ه وب ذلك ينعق د االختص اص للقض اء تلقائي ًا بتس وية
النزاع ،في حين أن اللجوء إلى لجان التوفيق وجوبي ما دامت الدولة أو شخص ًا اعتباري ًا
عام ًا طرف ًا في ال دعوى ،بحيث ال يج وز اللج وء إلى القض اء للفص ل في ال نزاع إال بع د
عرضه على لجنة التوفيق المختصة وإ صدارها توصية فيه لم يقبلها أحد طرفي ال نزاع ،أو
انقضاء المدة التي حددها القانون للجنة إلصدارها توصيتها دون أن تصدرها.
وثانيها :أن هيئة التحكيم تصدر أحكامًا يلتزم بها طرفي النزاع ،أما ما يصدر عن
لجان التوفيق فال يعدو أن يكون توصية ال تكتسب طابع اإلل زام إال إذا وافقت عليه ا الجهة
اإلدارية وطرف النزاع اآلخر خالل خمسة عشر يومًا من تاريخ عرضها عليهما.
213
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
لهيئ ات التحكيم وال تي يقتص ر نط اق اختصاص ها على المس ائل الج ائز الص لح فيه ا لع دم
تعلقها بالنظام العام وعلى العكس من ذلك فإن نطاق اختصاص لجان التوفيق يمتد ليشمل
جميع المنازعات ما دامت اإلدارة طرفًا فيها ،حتى ولو كانت تلك المنازعة متصلة بمسائل
المنازع ات وإ ن اختل ف األول عن الث اني في أن ه يس تند إلى إرادة ط رفي ال نزاع كأس اس
لقيامه ،حيث تتجه تل ك اإلرادة إلى التحكيم لتسوية المنازعات الحالية أو المستقبلية بصدد
موضوع معين بحكم ملزم ألطراف المنازعة ،مفضلة بذلك نظ ام التحكيم عن اللجوء إلى
إج راءات التحكيم بس يطة حيث يح دد أط راف ال نزاع تل ك اإلج راءات ،األم ر ال ذي
التقاض ي ،حيث تص در هيئ ة التحكيم حكم ب ات غ ير قاب ل للطعن في ه من حيث الموض وع
283
وقابل للتنفيذ الفوري.
-يراجع في هذا المعنى ،د .ناريمان عبد القادر ،اتفاق التحكيم وفق ًا لقانون التحكيم في المواد المدنية والتجارية رقم 27لسنة ،1994دار 282
214
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-2السرية:
لم ا ت ؤدي إلي ه تل ك العالني ة من كش ف ألس رارهم المهني ة أو لمرك زهم االقتص ادي األم ر
إجراءات ه ،ولهم – إذا أرادوا ذل ك – جع ل كاف ة إج راءات التحكيم س رية ،إذا رأوا أن في
عالنيتها ما يلحق بهم الضرر وهو األمر الذي ال يملكونه في حالة التقاضي أمام القضاء
العادي والذي ال تكون جلساته سرية إال إذا تعلق األمر بالحفاظ على اآلداب العام ة أو أمن
يفتقدونها في حالة اللجوء إلى القضاء حيث ال يملك الخصم اختيار قاضيه.
ويحق ق تمكين أط راف ال نزاع من اختي ار هيئ ة التحكيم م يزة هام ة ،تتمث ل في ثقتهم
في هؤالء المحكمين الذين وقع عليهم االختيار ال سيما إذا كان النزاع متعلق بمسائل فنية
يص عب على القاض ي الفص ل فيه ا دون إحالته ا إلى خب ير في الموض وع مح ل المنازع ة
ال نزاع ناهي ك عن إجه ادهم مالي ًا ،في أم ر من ش أن لج وئهم للتحكيم للفص ل في ه أن يغ نيهم
عن ذلك.
215
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
لك ل م ا تق دم ف إن التحكيم كأس لوب لتس وية المنازع ات يع د أفض ل من القض اء الع ام
في الدول ة ،ب ل أن من ش أن اتباع ه تخفي ف أعب اء ه ذا القض اء لم ا ي ؤدي إلي ه من تقلي ل
القضايا التي تعرض عليه ،األمر الذي يؤدي إلى تكدسها وإ طالة أمد الفصل فيها.
على ال رغم من األهمي ة الس ابقة لنظ ام التحكيم كوس يلة يس تغني به ا أط راف ال نزاع
عن قض اء الدول ة إال أن البعض اعت بر أن في اللج وء إلي ه فرض ًا إلرادة ط رف ق وي في
العالقة التي أنشأت المنازعة موضوع التحكيم على الطرف اآلخر ،حيث اعتبره آلية من
العابرة للقارات من اإلفالت من التقاضي أمام القاضي الوطني ،هذا من ناحية ومن ناحية
ثانية فتوجد اعتبارات كثيرة تؤثر في اختي ار المحكمين ،وفي تحديد القانون المطبق على
285
النزاع نتيجة لوجود الدول الرأسمالية والشركات القوية كأطراف في عالقة التحكيم.
إض افة إلى م ا تق دم ف إن التحكيم يتس م بالتكلف ة االقتص ادية العالي ة وال تي مرجعه ا
وعلى الرغم من تلك االنتقادات الموجهة لنظام التحكيم إال أنها ال تؤثر في كون ه ق د
أصبح واقعًا يفرض نفسه كشرط حتمي لبقاء الدولة في المنظومة االقتصادية الدولية ،وإ ن
ك ان األم ر يقتض ي التقلي ل من المس الب ال تي تح وط بنظ ام التحكيم بت دخل من المنظم ات
-د .حسام محمد عيسى ،دراسات في اآلليات القانونية للتبعية الدولية " التحكيم التجاري الدولي" نظرية نقدي ة ب دون ت اريخ أو دار نشر ،ص 284
.6
-د .أحمد القشري ،التحكيم في عقود الدولة ذات العنصر األجنبي ،مجموعات محاضرات الموسم الثقافي لنادي مجلس الدولة ،سنة ،1981 285
216
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
االقتصادية الدولية لتحقيق التوازن والمثالية في هذا النظام ،وحتى ال يكون وسيلة ينتصر
به طرف قوي على آخر ضعيف ألن ذلك ليس في صالح أحد من المنظور الع ام للعالق ات
االقتصادية.
االتف اق على اللج وء إلى التحكيم لتس وية ن زاع م ا ،يتم إفراغ ه في إح دى ص ورتين
وعادة ما يدرج شرط التحكيم في العقد األصلي إال أن هذا ال يمنع من االتفاق عليه
وش رط التحكيم مس تقل عن العق د ال ذي ورد ب ه ومن ثم فال ي ؤدي بطالن ه ذا العق د
إلى بطالن ش رط التحكيم ،وه ذا األم ر ي رتب اختص اص المحكم بس لطة النظ ر في
المنازع ات المتص لة ببطالن ه ذا العق د ،حيث أن المحكم ال يس تمد واليت ه من العق د الباط ل
287
وإ نما من شرط التحكيم المستقل عنه.
217
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وق د تأك د ه ذا االس تقالل بنص الم ادة 23من الق انون رقم 27لس نة 1994بش أن
التحكيم في المواد المدنية والتجارية من أنه يعتبر شرط التحكيم اتفاق ًا مستقًال عن شروط
العقد األخرى ،وال يترتب على بطالن العقد أو فسخه أو إنهائه أي أثر على شرط التحكيم
هي اتف اق يبرم ه األط راف ،منفص ًال عن العق د األص لي ،بموجب ه يتم اللج وء إلى
وق د اع ترف ق انون التحكيم الح الي رقم 27لس نة 1994بص ورتي التحكيم ،حيث
نص ت الم ادة العاش رة من ه على أن " اتف اق التحكيم ه و اتف اق الط رفين على االلتج اء إلى
التحكيم لتسوية كل أو بعض المنازعات التي نشأت أو يمكن أن تنشأ بينهما بمناسبة عالقة
ولم ي رد ب النص تقي دًا للش رط التحكيمي حيث نص ت الفق رة الثاني ة من ه على أن ه "
يجوز أن يكون اتفاق التحكيم سابقًا على قيام النزاع سواء قام مستقًال بذاته أو ورد في عقد
معين بش أن ك ل أو بعض المنازع ات ال تي ق د تنش أ بين الط رفين وفي ه ذه الحال ة يجب أن
يحدد موضوع النزاع ....كما يج وز أن يتم اتفاق التحكيم بعد قيام النزاع ولو كانت قد
-يراجع في هذا المعنى ،د .سامية راشد ،التحكيم في العالقات الدولية الخاصة ،الكتاب األول -اتفاق التحكيم ،دار النهضة العربية ،سنة 288
،1984ص .75
218
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أقيمت في شأنه دعوى أمام جهة قضائية ،وفي هذه الحالة يجب أن يحدد االتفاق المسائل
ووفقًا لنص الفقرة الثالثة من المادة العاشرة سالفة الذكر فإنه " ...يعتبر اتفاق ًا على
التحكيم كل إحالة ت رد في العق د إلى وثيقة تتضمن ش رط تحكيم إذا ك انت اإلحالة واض حة
ينقس م التحكيم من حيث دور إرادة الخص وم في إنش ائه إلى تحكيم اختي اري وتحكيم
إجباري وبالنظر إلى النطاق الجغرافي ينقسم التحكيم إلى تحكيم داخلي وتحكيم خارجي.
كما ينقسم من حيث األساس الذي يستند إليه المحكمون إلى تحكيم بسيط وتحكيم م ع
التفويض بالصلح.
األص ل في التحكيم أن يك ون اختياري ًا ،بحيث يس تند في قيام ه إلى إرادة أط راف
النزاع ،في اتفاق يختارون فيه المحكم والقانون الواجب التطبيق وإ جراءات التحكيم.
واختيارية التحكيم تعني ترك الحرية ألطراف النزاع في اللجوء إلى هذا األسلوب
لتس وية ال نزاع ،أو الع زوف عن ذل ك مفض لين رف ع األم ر للقض اء ،أو اللج وء ألي طري ق
الخص وم لتس وية بعض المنازع ات نظ رًا لطبيعته ا الخاص ة ،بحيث ال يس تطيع الخص وم
219
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وفي التحكيم اإلجب اري ق د يكتفي المش رع بف رض التحكيم تارك ًا للخص وم حري ة
اختي ار المحكم وتع يين إج راءات التحكيم ،وق د ال يكتفي المش رع به ذا الق در من الت دخل،
فيض ع تنظيم ًا ك امًال إلج راءات التحكيم بحيث ال يك ون إلرادة الخص وم أي دور في ه ذا
289
الشأن.
ومن األمثلة الواضحة للتحكيم اإلجباري التحكيم في المنازعات التي تثور فيما بين
الهيئات العامة وشركات القطاع العام ،حيث أن هذه المنازعات ال تعد خصومات حقيقية
تتصارع فيها مصالح األطراف المتنازعة ،ألن نتيجة هذه المنازعات تؤول في النهاية إلى
ميزانية الدولة.
وق د أس بغ المش رع الطبيع ة القض ائية على الحكم ال ذي يص در عن هيئ ة التحكيم في
منازع ات المش روعات العام ة ،حيث نص ت الم ادة 32من الق انون رقم 97لس نة 1983
بشأن شركات القطاع العام على أن هيئة التحكيم تنظر النزاع المطروح أمامها على وجه
الس رعة ،دون تقي د بقواع د ق انون المرافع ات المدني ة والتجاري ة ،إال م ا تعل ق منه ا
أشهر من تشكيلها.
كم ا نص ت الم ادة 66من ذات الق انون على أن أحك ام هيئ ات التحكيم تك ون نهائي ة
-د .عصمت عبد اهلل الشيخ ،التحكيم في العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي ،دار النهضة العربية ،سنة ،2000ص .30 289
220
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يعد التحكيم داخليًا ومن ثم يخضع ألحكام التحكيم رقم 27لسنة 1994متى صدر
حتى ولو كان تحكيم ًا تجاري ًا دولي ًا ،أي يحسم نزاع ًا ناشئًا عن 290
حكم التحكيم في مصر
عالق ة قانوني ة ذات ط ابع اقتص ادي وك ان موض وعه متعلق ًا بالتج ارة الدولي ة وذل ك بش رط
291
توافر إحدى الحاالت التي نص عليها القانون رقم 27لسنة 1994بشأن التحكيم.
مص ر ،وه ذا الن وع من التحكيم خ ارج عن نط اق الخض وع للق انون المص ري وذل ك على
ال رغم من أن التحكيم التج اري ال دولي ،أي المتعل ق بالتج ارة الدولي ة يمكن أن يخض ع
292
لقانون التحكيم المصري ،في حالة اتفاق أطرافه على إخضاعه لهذا القانون.
وبن اءًا على م ا تق دم يتض ح أن المش رع المص ري يعتم د في تحدي ده لدولي ة التحكيم
على معي ارين أولهم ا جغ رافي يس تند إلى تع دد جنس يات أط راف التحكيم وتع دد األم اكن
ومك ان التنفي ذ ومك ان التحكيم ومح ل إقام ة أط راف ال نزاع وثانيهم ا اقتص ادي حيث يك ون
التحكيم دوليًا متى كان موضوعه نزاع ًا يتعلق بالتجارة الدولية ،حيث نصت المادة الثالثة
-د .فتحي والي ،الوسيط في قانون القضاء المدني ،دار النهضة العربية ،سنة ،2000ص .30 290
-يعتبر التحكيم تجاريًا دوليًا إذا توافرت فيه إحدى الحاالت اآلتية: 291
-إذا ك ان المرك ز ال رئيس ألعم ال ك ل من ط رفي التحكيم يق ع في دول تين مختلف تين وقت إب رام العق د ،ف إذا ك ان ألح د الط رفين ع دة مراك ز
لألعم ال ف العبرة ب المركز األك ثر ارتباط ًا بموض وع اتف اق التحكيم ،وإ ذا لم يكن ألح د ط رفي التحكيم مرك ز أعم ال ف العبرة بمح ل إقامت ه
المعتاد.
-إذا اتفق طرفا التحكيم على اللجوء إلى منظمة تحكيم دائمة ،أو مركز التحكيم يوجد مقره داخل أو خارج مصر.
-إذا كان موضوع النزاع الذي يشمله اتفاق التحكيم يرتبط بأكثر من دولة.
-إذا ك ان المرك ز الرئيس ي ألعم ال ك ل من ط رفي التحكيم يق ع في الدول ة ذاته ا وقت إب رام اتف اق التحكيم ،وك ان أح د األم اكن اآلتي ة واقع ًا
خارج الدولة:
مكان إجراء التحكيم كما عينه اتفاق التحكيم ،أو أشار إلى كيفية تعيينه. -1
مكان تنفيذ جانب جوهري من االلتزامات الناشئة عن العالقة التجارية بين الطرفين. -2
المكان األكثر ارتباطًا بموضوع النزاع. -3
-المادة األولى من القانون رقم 27لسنة ،1994بشأن التحكيم. 292
221
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
من قانون التحكيم على أن يكون التحكيم دوليًا متى كان موضوعه يتعلق بالتجارة الدولية،
الق انون بمعن اه الواس ع وال ذي يش مل جمي ع القواع د القانوني ة مكتوب ة ك انت أم غ ير مكتوب ة
وإ ذا ك ان التحكيم البس يط ه و األص ل فإن ه اس تثناء من ه يجيء التحكيم م ع التف ويض
بالص لح وبموجب ه يخول ط رفي المنازع ة هيئ ة التحكيم سلطة الفص ل في موض وع ال نزاع
على مقتضى قواعد العدل واإلنصاف دون التقيد بأحكام قانون ما.
وق د أخ ذ المش رع المص ري بكال الن وعين من التحكيم حيث نص ت الفق رتين األولى
والثاني ة من ق انون التحكيم على أن تفص ل هيئ ة التحكيم في ال نزاع طبق ًا للقواع د القانوني ة
التي يتفق عليها الطرفان ،أو القواعد الموضوعية في القانون التي يتفق عليها الطرف ان ،أو
القواع د الموض وعية في الق انون ال تي ت رى هيئ ة التحكيم أنه ا أك ثر اتص اًال ب النزاع ،إذا لم
يتفق الطرفان على القواعد القانونية واجبة التطبيق على موضوع النزاع.
إض افة إلى نص الفق رة الرابع ة من نفس الم ادة على أن ه " يج وز لهيئ ة التحكيم إذا
اتف ق طرف ا التحكيم ص راحة على تفويض ها بالص لح أن تفص ل في موض وع ال نزاع على
222
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التحكيم كإجراء قانوني يستوجب توافر شروط شكلية وموضوعية الزمة لصحته،
تتمثل الشروط الشكلية التفاق التحكيم في ضرورة كتابته وأن يكون عدد المحكمين
فيه وترًا.
الكتابة شرطًا الزمًا لصحة اتفاق التحكيم ،حيث يقع باطًال ك ل اتف اق تحكيم لم يفرغ
ووفق ًا لنص المادة 12من قانون التحكيم رقم 27لسنة 1994فإنه يجب أن يكون
اتفاق التحكيم مكتوبًا وإ ال كان باطًال ،ويكون اتفاق التحكيم مكتوب ًا إذا تضمنه محرر وقعه
االتصال المكتوبة".294
يقصرها على المحررات الموقعة من الطرفين وإ نما جعل في حكمها رسائلهم أو برقياتهم
أو غيرها من وسائل االتصال المكتوبة إذا أشارت صراحة إلى اتجاه نيتهم للتحكيم.
-د .عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،التحكيم في منازعات العقود اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .33 293
223
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وتش ير الم ادة ( )203من ق انون اإلج راءات المدني ة المتعل ق ب التحكيم باإلم ارات
قانون التحكيم بالمادة 155/2أن يكون عدد المحكمين وترًا إذا تعددوا.
بواحد أو أكثر ،إال أنه قيد إرادتهم في حالة االتفاق على زيادة عدد المحكمين عن واحد،
وإ ذا لم يتفق أطراف النزاع على تحديد لعدد المحكمين كان العدد ثالثة.
ويش ير ق انون اإلج راءات المدني ة المتعل ق ب التحكيم باإلم ارات العربي ة المتح دة في
224
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
االتف اق بين ط رفي التعاق د على تس وية نزاعات ه عن طري ق التحكيم م ا ه و إال عق د
يلقي التزامًا على عاتق طرفيه بعدم االلتجاء إلى القضاء لتسوية هذا النزاع ،وهذا يتطلب
أن تت وافر في ه ذا االتف اق الش روط الواجب ة الت وافر لص حة االلتزام ات بص فة عام ة وهي
تلعب إرادة ط رفي التعاق د دورًا ب ارزًا في مج ال التحكيم ،حيث يتف ق على االلتج اء
إليه في التعاقد ذاته ،أو يبرم اتفاقًا خاصًا ينطوي على قبول طرفي التعاقد بتسوية نزاعاته
وض رورة الرض ا ب اللجوء إلى التحكيم كب ديل للج وء للقض اء في تس وية منازع ات
العق ود اإلداري ة أساس ه أن التحكيم نظ ام ورد على س بيل االس تثناء من األص ل الع ام ال ذي
ومن ثم فال يجوز فرض تسوية المنازعات التي يكون األفراد طرفًا فيها عن طريق
التحكيم ،لم ا في ذل ك من مص ادرة لحق األف راد في التقاض ي أم ام قاض يهم الط بيعي ،وهو
الحق المكفول دستوريًا بنص المادة 68من الدستور ،والتي نصت على أن " التقاضي حق
مصون ومكفول للناس كافة ،ولكل مواطن حق االلتجاء إلى قاضيه الطبيعي وتكفل الدولة
والمقص ود به ذا النص التقاض ي أم ام القض اء الع ام عادي ًا ك ان أم إداري ًا ،وال يشمل
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الداخلية والدولية ،مرجع سابق ،ص .35 295
225
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وق د تأك د ذل ك بحكم المحكم ة الدس تورية العلي ا وال ذي ذهبت في ه إلى ع دم دس تورية
الم ادة 18من الق انون رقم 48لسنة 1977بإنشاء بنك فيصل اإلس المي تأسيس ًا على أن
هذا النص قد حجب عن القاضي الطبيعي والية نظر المسائل محل التحكيم حيث عهد بها
قسرًا إلى محكمين يتولون الفصل فيها بعد أن أقصاه عنها ،مما يناقض حكم الم ادة 68من
الدس تور حيث ج اء بحيثي ات ه ذا الحكم أن " التحكيم ه و ع رض ن زاع معين بين ط رفين
على محكم من األغي ار يعين باختيارهم ا أو بتف ويض منهم ا ،أو على ض وء ش روط
يحددانها ،ليفصل هذا المحكم في ذلك النزاع بقرار يكون نائي ًا عن شبهة المماألة ،مجردًا
من التحامل وقاطعًا لدابر الخصومة في جوانبها التي أحالها الطرفان إليه ،بعد أن يدلي كل
منهم ا بوجه ة نظ ره تفص يًال من خالل ض مانات التقاض ي الرئيس ية ،وال يج وز بح ال أن
يكون التحكيم إجباري ًا يذعن إليه أحد الطرفين إنفاذًا لقاعدة قانونية آمرة ال يجوز االتفاق
على خالفه ا ،وذل ك س واء ك ان موض وع التحكيم نزاع ًا قائم ًا أو محتمًال ،ذل ك أن التحكيم
مصدره االتفاق.296"...
وفي ه ذا الحكم تأكي دًا للرض ا ك ركن الزم لقي ام التحكيم في المنازع ات ال تي يك ون
األفراد أطرافًا فيها ،وعدم دستورية إجبارهم على تسوية منازعاتهم بواسطته حيث ينط وي
طرف ًا فيه ا ال يك ون إال رض ائيًا نابع ًا عن إرادة ح رة ،ف إن األم ر يك ون على عكس ذل ك
بالنسبة للمنازعات التي تقع بين شركات القطاع العام أو تلك التي تحدث بين إحدى تلك
الشركات وجهة حكومية أو هيئة عامة ،حيث نصت المادة 56من قانون شركات القطاع
-المحكمة الدستورية العليا دعوى رقم 13لسنة 10ق ،جلسة .17/12/1994الجريدة الرسمية العدد الثاني ،في 12يناير سنة .1995 296
226
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
العام رقم 97لسنة 1983على أن االختصاص بنظرها يكون لهيئات التحكيم المنصوص
مخالفة لقواعد االختصاص الوالئي ،األمر الذي يوصم حكمها بالبطالن لصدوره من جهة
غير مختصة.
المشكلة بالقانون رقم 97لسنة 1983بنظر المنازعات التي تقع بين شركات القطاع الع ام
أو بين إحدى تلك الشركات وجهة حكومية مركزية أو محلية أو هيئة قطاع عام هو أمر
297
يتعلق بالنظام العام ،مما يعني أن مخالفته ال يصححها إجازة أو قبول.
وبمفه وم المخالف ة للنص الس ابق فإن ه يخ رج عن اختص اص هيئ ات التحكيم ال نزاع
النعقاد اختصاصها بنظر النزاع أن يكون طرفاه إما شركتي قطاع عام وإ ما إحدى تلك
ومن الج دير بال ذكر أن نص الم ادة 56من الق انون رقم 97لس نة 1983بش أن
القط اع الع ام والخ اص ب التحكيم اإلجب اري في المنازع ات ال تي تق ع بين ش ركاته أو بينه ا
وبين جهة حكومية أو هيئة عامة يشمل كافة المنازعات عقدية كانت أم غير عقدية.
-المحكمة اإلدارية العليا ،طعن رقم 315لسنة 33ق ،جلسة .10/12/1991 297
227
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
* شرط المحل
مح ل اتف اق التحكيم ه و موض وع ال نزاع ،ويش ترط لص حة التحكيم أال يك ون
موضوعه "محله" مخالفًا للنظام العام ،وإ ال وقع االتفاق عليه باطًال ،وينسحب هذا البطالن
وحكمة عدم جواز االتفاق على التحكيم في المسائل المتعلقة بالنظام العام ،أن هذه
المس ائل خاض عة لرقاب ة الس لطة العام ة وإ ش رافها وال تي يعنيه ا أن تس ري عليه ا قواع د
وهو األمر الذي لن يتحقق في حالة اللجوء لنظام التحكيم بصدد تلك المسائل. 298
موحدة
وقد تأكد عدم جواز التحكيم في المسائل المتعلقة بالنظام العام بنص المادة 551من
القانون المدني ،والتي نصت على أنه ال يجوز الصلح في المسائل المتعلقة بالنظام العام.
وذل ك ألن المس ائل المتعلق ة بالنظ ام الع ام ال يج وز الص لح فيه ا ،ووفق ًا لنص الم ادة
11من ق انون التحكيم رقم 27لس نة 1994فإن ه ال يج وز التحكيم في المس ائل ال تي ال
يج وز الص لح فيه ا ومن ثم فال يج وز االتف اق على اللج وء للتحكيم في المس ائل المتعلق ة
بالنظام العام.
وإ ذا كان التحكيم غير جائز في المسائل المتعلقة بالنظام العام ،فإنه ال يجوز أيض ًا
فيما يتعارض مع حسن اآلداب كالخصومات المتعلقة بأمور غير أخالقية كبيوت الدعارة
وغيرها.
-د .أحمد أبو الوفا ،التحكيم االختياري واإلجباري ،مرجع سابق ،ص .73 298
228
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يضاف إلى ما تقدم أنه ال يجوز أن يكون محًًال للتحكيم مسألة من مسائل األحوال
299
الشخصية ومسائل الجنسية حيث تعد تلك المسائل من النظام العام.
ألن اتف اق التحكيم ال يص ح إال إذا ك ان تعب يرًا عن إرادة ح رة لطرفي ه ف إن ه ذا
االتف اق يتعين أن يك ون طرفي ه من األش خاص الطبيع يين أو االعتب اريين ممن يملك ون
التصرف في حقوقهم ،إعماًال لنص المادة 11من قانون التحكيم فيما ذهبت إليه من أنه "
ال يجوز االتفاق على التحكيم إال للشخص الطبيعي أو االعتباري الذي يملك التصرف في
حقوقه "....
الش خص الع ام ليس أهًال إلب رام ه ذا االتف اق إال بموافق ة ال وزير المختص أو من يت ولى
اختصاص ه بالنس بة لألش خاص االعتباري ة العام ة وذل ك تطبيق ًا لنص الم ادة األولى من
القانون رقم 9لسنة 1997المعدل لبعض أحكام قانون التحكيم رقم 27لسنة 1994وه ذا
تباش ر هيئ ة التحكيم اختصاص ها بحض ور ط رفي ال نزاع ،ف إذا تخل ف أح دهما عن
االس تمرار في إجراءات ه ،وإ ص دار حكم في ال نزاع تس تند في ه إلى م ا ت وافر ل ديها من
عناصر إثبات.300
-د .أحمد أبو الوفا ،مرجع سابق ،ص .72 299
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،التحكيم في منازعات العقود اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .40 300
229
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ولهيئة التحكيم سماع شهادة شهود دون تحليفهم اليمين ،كما أن بوسعها تعيين خبيرًا
أو أك ثر لتق ديم تقري ر مكت وب أو ش فهي في ال نزاع ،حيث تق وم ب دورها بإخط ار ط رفي
النزاع بما حواه التقرير ،مع إتاحة الفرصة لهما إلبداء ما يعن لهما من مالحظات على ما
ولهيئ ة التحكيم أن تقرر عقد جلسة بحضور طرفي النزاع لسماع ومناقشة الخبير
فيما ورد بتقريره ،مع كفالة الحق لكل من الطرفين في االستعانة بخبير أو أكثر لتفنيد ما
ج اء بتقري ر الخب ير المنت دب بواس طة هيئ ة التحكيم م ا لم يتف ق ط رفي التحكيم على خالف
ذلك.
وتص در هيئ ة التحكيم حكمه ا مكتوب ًا مش تمًال على أس ماء الخص وم وعن اوينهم وك ذا
أس ماء المحكمين وجنس ياتهم وص فاتهم وص ورة من اتف اق التحكيم م ع ملخص ألق وال
وطلبات ومستندات الخصوم ومنطوق الحكم وتاريخه ومكان إصداره ،وتسلم هيئة التحكيم
ص ورة من حكم التحكيم للط رفين موقع ة من المحكمين الم وافقين علي ه خالل ثالثين يوم ًا
ويتعين إص دار حكم التحكيم في المدة المتفق عليها في اتفاق التحكيم ،فإذا لم يوجد
اتفاق ،فيجب أن يصدر الحكم خالل إثنا عشر شهرًا من تاريخ بدء إجراءات التحكيم.
محكمة استئناف القاهرة إصدار أمر بتحديد ميعاد إضافي أو إنهاء إجراءات التحكيم ،مع
230
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
النزاع.
الفق رة الرابع ة :موق ف الفق ه والقض اء والتش ريع من التحكيم في العق ود اإلداري ة
باإلمارات
س تتطرق ه ذه الفق رة إلى موقف الفق ه والقض اء والتش ريع من التحكيم في منازع ات
العقود اإلدارية في غياب نص تشريعي منظم ثم عند تدخل المشرع بموجب القانون ليؤكد
ج واز تس وية منازع ات العق ود اإلداري ة عموم ا والمنازع ات المتعلق ة بالص فقات العمومي ة
في الف ترة الس ابقة على ص دور الق انون رقم 9لس نة ،1997وحيث لم ي رد نص
ينظم التحكيم في العق ود اإلداري ة ص راحة بمص ر ،أم ا المش رع اإلم اراتي فلم يحس م ه و
اآلخ ر حيث بمقتض ى ق انون المرافع ات االتح ادي رقم 11لس نة 1992مس ألة ج واز
التحكيم في العقود اإلدارية ولم يصدر تشريع إماراتي خاص يقضي بنص صريح بجواز
اللج وء إلى التحكيم ل دلك انقس م الفق ه في ش أن م دى ج واز ذل ك إلى قس مين أولهم ا ينك ر
انطلق أنص ار ه ذا االتجاه في رفض هم إلق رار التحكيم في العق ود اإلداري ة من مبدأ
سيادة الدولة ،حيث يرون في هذا التحكيم سلبًا الختصاص القضاء الوطني األمر الذي يعد
231
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
مساس ًا بس يادة الدول ة عالوة على م ا في ه من إحالل للق انون األجن بي مح ل الق انون
الوطني.301
والواقع أن التمسك بمبدأ سيادة الدولة وسيادة القانون الوطني في هذا المجال تمسك
في غير محله ،حيث أنه وإ ن كان القضاء الوطني من مظاهر سيادة الدولة األمر الذي يع د
في سلبه الختصاصه مساسًا بتلك السيادة ،إال أن هذا المساس ينتفي إذا صدر قانون يسمح
بذلك.
التدخل في أعمال المحكمين بالمساعدة أو الرقابة ،وهي أمور ينظمها المشرع الوطني في
كما أنه ليس في التحكيم تنحية للقانون الوطني على الدوام ،حيث أنه ليس هناك ما
يمنع الشخص الطبيعي أو االعتباري حال إبرامه للعقد اإلداري المدرج به شرط التحكيم
كوسيلة لفض المنازعات التي قد تثور بصدده أن يشترط تط بيق الق انون الوط ني فال تالزم
إذن بين التحكيم واستبعاد تطبيق القانون الوطني ،وإ نما األمر يرجع إلرادة طرف التحكيم
ومع ذلك فإن للتحكيم خطورته على مصالح الدول النامية فيما يتعلق بالعقود التي
تبرمه ا م ع ال دول أو الش ركات الك برى ،وال تي تجع ل من التحكيم ش رطًا ض روريًا إلب رام
التعاقد مستبعدة في ذلك اختصاص القضاء الوطني ،وكذا عدم تطبيق القانون الوطني على
م ا يث ور من نزاع ات بش أن تنفي ذ العق د ،وتنب ع الخط ورة هن ا من اختالل الت وازن بين
-د /س عيد عالم ،محاض رات عن المش كالت األساس ية في التحكيم ال دولي من منظ ور التط وير – ألقيت في نط اق مجم ع تحكيم الش رق 301
232
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
مص لحة ط رفي العق د لمص لحة الط رف األجن بي حيث أن ينص ف التحكيم الط رف الوط ني
ذهب أنصار هذا االتجاه في تأييدهم للتحكيم في العقود اإلدارية إلى أنه ليس هناك
ثمة نص تشريعي يمنع هذا التحكيم بل إن في نص المادة 50من قانون المرافعات إجازة
يؤكد ذلك حيث جاء النص على النحو التالي " يجوز االتفاق على التحكيم في نزاع معين
بوثيقة تحكيم خاصة ،كما يجوز االتف اق على التحكيم في جميع المنازعات التي تنشأ عن
تنفيذ عقد معين وهذا النص أطلق الحكم بجواز االتفاق على التحكيم في جميع المنازعات
كما ذهب هذا االتجاه تأييدًا لوجهة نظره إلى أن قانون مجلس الدولة الحالي أجاز
التحكيم في العقود اإلدارية حيث نصت المادة 58منه على أنه " ال يجوز ألية وزارة أو
هيئة عامة أو مصلحة من مصالح الدولة أن تبرم أو تجيز أي عقد أو صلح أو تحكيم أو
تنفيذ قرار محكمين في مادة تزيد قيمتها على خمسة آالف جنيه بغير استفتاء إدارة الفتوى
المختصة".
فه ذه الم ادة تكش ف اتج اه المش رع نح و إج ازة التحكيم ،وإ ال لم ا أل زم اإلدارة عن د
رغبتها في ذلك بعرض اتفاقها في هذا الشأن على مجلس الدولة لمراجعته.302
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،األسس العامة للعقود اإلدارية ،منشأة المعارف اإلسكندرية.359 ،2004 ، 302
233
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
حسمًا للخالف الفقهي والتردد القضائي واإلفتائي بشأن جواز اللجوء للتحكيم لتسوية
منازع ات العق ود اإلداري ة ،فق د ت دخل المش رع بم وجب الق انون رقم 9لس نة 1997ليؤك د
ج واز تس وية منازع ات العق ود اإلداري ة من خالل التحكيم ،وذل ك من خالل قيام ه بتع ديل
الفق رة األولى من ق انون التحكيم رقم 27لس نة 1994على الوج ه الت الي " تض اف إلى
الم ادة ( )1من ق انون التحكيم في الم واد المدني ة والتجارية الص ادر بالق انون رقم 27لسنة
" وبالنسبة إلى منازعات العقود اإلدارية يكون االتفاق على التحكيم بموافقة الوزير
المختص ،أو من يت ولى اختصاص ه بالنس بة لألش خاص االعتباري ة العام ة ،وال يج وز
التفويض في ذلك" ،كما نصت الفقرة الثانية من القانون على أن يعمل به من اليوم التالي
لتاريخ نشره.
وق د أص در المش رع المص ري ه ذا التع ديل التش ريعي اله ام م دفوعًا بالرغب ة في
استقرار األوضاع القانونية وتهيئة مناخ مناسب لالستثمارات األجنبية للتدفق على مصر،
حيث يرى أصحاب األعمال أن في التحكيم وسيلة مثلى لتسوية منازعات العقود اإلدارية.
وله ذا الق انون نط اق تط بيق موض وعي وزم ني ،كم ا له ذا التط بيق ش روطًا واجب ة
االح ترام ،وه ذا م ا س وف نستوض حه كم ايلي :نط اق تط بيق الق انون رقم 9لس نة 1997
بش أن التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة وش روط ج واز التحكيم في منازع ات العق ود
اإلدارية .
نتن اول ه ذه المس ألة من خالل نقط تين :أوالهم ا خصص ت للنط اق الموض وعي
234
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يش مل نط اق تط بيق ه ذا الق انون من الناحي ة الموض وعية ج واز التحكيم في كاف ة
أنواع العقود اإلدارية وطنية كانت أم ذات طابع دولي ،حيث لم يخص المشرع نوع ًا معين ًا
وإ ضافة لشمول النص لكافة أنواع العقود اإلدارية ،فقد شمل كافة صور منازعات
تلك العقود سواء تعلقت باإلبرام أو التنفيذ أو اآلثار المترتبة على هذا التنفيذ.
األصلي ،أو عبر مش ارطة تحكيم يبرمها أطرافه في مرحلة الحقة على إبرامه ،في حالة
وفقًا لنص المادة الثانية من القانون رقم 9لسنة 1997والتي جاء بها " ينشر هذا
الق انون في الجري دة الرس مية ،ويعم ل ب ه من الي وم الت الي لت اريخ نش ره" ،ف إن ه ذا الق انون
حيث أن تطبيق أي قانون بأثر رجعي يستوجب إما أن ينص صراحة من المشرع
في ص لب الق انون على تطبيق ه ب أثر رجعي ،وإ م ا أن يتعل ق األم ر بنص في ق انون جن ائي
303
أصلح للمتهم حيث يتعلق األمر هنا بضمانة أساسية للحريات العامة.
-د .جابر جاد نصار ،الوجيز في العقود اإلدارية ،دار النهضة العربية ،1997 ،ص 102وما بعدها. 303
235
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وليس هناك في القانون رقم 9لسنة 1997نص على رجعية تطبيقه ،بل نص على
العمل به من اليوم التالي لتاريخ نشره ،إضافة إلى عدم تعلقه بقانون جنائي أصلح للمتهم،
إضافة إلى ما تقدم فإنه ال يمكن اعتبار القانون رقم 9لسنة 1997تشريع تفسيري
لنص وص الق انون رقم 27لس نة ،1994ح تى يس ري ب أثر رجعي يرت د إلى وقت تط بيق
هذا القانون ،حيث خرج القانون رقم 9لسنة 1997عن نطاق التفسير إلى نطاق التعديل
ب أن أض اف للق انون رقم 27لس نة 1994أحكام ًا جدي دة لم ت رد ب ه ،إض افة إلى م ا ج اء
بنص ه ص راحة من أن ه ق انون بتع ديل بعض أحك ام ق انون التحكيم في الم واد المدني ة
والتجارية الصادر بالقانون رقم 27لسنة ،1994ومن ثم فإن تطبيقه ال يمتد عبر نطاق
وإ ذا كنا قد انتهينا إلى امتداد سريان التعديل التشريعي الصادر بالقانون رقم 9لسنة
1997إلى كافة العقود اإلدارية داخلية كانت أم دولية ،وأن هذا القانون يطبق بأثر مباشر
على العق ود الالحق ة لص دوره ،ف إن لتطب ق التحكيم في مج ال منازع ات العق ود اإلداري ة،
لج واز التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة ش رط إج رائي أتى ب ه الق انون رقم 9
لسنة 1997المعدل ألحكام القانون رقم 27لسنة 1994بشأن التحكيم المدني والتجاري،
يتمث ل في ض رورة الحص ول على موافق ة ال وزير المختص أو من يق وم مقام ه بالنس بة
لألش خاص االعتباري ة العام ة ،كم ا نص ق انون مجلس الدول ة على أخ ذ رأي الجمعي ة
236
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
العمومي ة لقس مي الفت وى والتش ريع بمجلس الدول ة عن د إب رام بعض العق ود اإلداري ة
كم ا ذهب ق انون المناقص ات والمزاي دات على إج ازة التحكيم في منازع ات العق ود
اإلدارية بشرط التزام كل طرف باالستمرار في تنفيذ التزاماته الناشئة عن تلك العقود،304
وهذا ما سوف نستوضحه من استعراض الشروط شرط اإلذن باللجوء للتحكيم وشرط أخذ
رأي الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع وذلك على النحو التالي:
نص ت الم ادة األولى من الق انون رقم 9لس نة 1997على إض افة فق رة ثاني ة إلى
المادة األولى من قانون التحكيم رقم 27لسنة 1994ليكون نصها كاآلتي " وبالنسبة إلى
منازعات العقود اإلدارية يكون االتفاق على التحكيم بموافقة الوزير المختص أو من يت ولى
اختصاصه بالنسبة لألشخاص االعتبارية العامة ،وال يجوز التفويض في ذلك "....
ومن هذا النص يتضح إجازته للتحكيم في العقود اإلدارية بكافة صورها صراحة،
إال أن ه قي د اللجوء لتل ك الوس يلة من وس ائل تس وية منازع ات العقود اإلداري ة بقي د إج رائي
يتمث ل في ض رورة الحص ول على موافق ة ال وزير ال ذي ي دخل ال نزاع مح ل التحكيم ض من
اختصاص ات وزارت ه ،وأج از الق انون لمن يت ولى اختصاص ات ال وزير في األش خاص
االعتبارية العامة اإلذن بتسوية نزاع يتعلق بعقد إداري بواسطة التحكيم.
يبطل اتفاق التحكيم التي تم بناءا على هذا التفويض الباطل لصدور الموافقة عليه من غير
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،التحكيم في منازعات العقود اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .100 304
237
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ذي ص فة ،األم ر ال ذي تنحس ر مع ه والي ة هيئ ة التحكيم عن نظ ر ه ذا ال نزاع ،وال تك ون
وقد حظر النص على الوزير المختص أو من يتولى اختصاصه بالنسبة لألشخاص
االعتباري ة العام ة تف ويض غ يرهم في الموافق ة على تس وية ن زاع يتعل ق بعق د إداري في
وهذا الحظر مرجعه تقدير المشرع لخطورة اللجوء للتحكيم لتسوية منازعات العقد
اإلداري بم ا يس تتبعه من تنحي ة للقض اء الوط ني عن االختص اص بنظ ر ال نزاع واس تبعاد
للقانون الوطني من التطبيق عليه ،األمر الذي اقتضى منع الوزير المختص أو من يتولى
اختصاص ه بالنس بة لألش خاص االعتباري ة العام ة من تف ويض اختصاص هم بمنح الموافق ة
األولية على التحكيم لسواهم مهما عال شأنه في السلم الوظيفي ،ضمانًا لعدم إساءة استعمال
ذل ك االختص اص ورغب ة في تحدي د المس ئولية السياس ية عن د ح دوث إس اءة الس تخدام ه ذا
وق د ب ررت الم ذكرة اإليض احية للق انون اش تراط موافق ة ال وزير المختص على
تضمين العقد اإلداري لشرط التحكيم بأن في ذلك ضبطًا الستعمال هذه الموافقة وضمانًا
لوف اء اتف اق التحكيم عندئ ذ باعتب ارات الص الح الع ام ،وبحيث يك ون الم رد في ه ذا الش أن
وبهذا التحديد القانوني لمن تتوافر فيه صفة المتصرف بتوقيع اتف اق التحكيم في ه ذا
النوع من العقود ،فإنه في حالة عدم توافر الصفة القانونية فيمن يوقع اتفاق التحكيم ،يكون
238
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
والشكل المتخلف هنا شكل جوهري ،حيث تطلب القانون توافره بنص ص ريح وألن
305
في تخلفه تفويت للغاية التي ألجلها أوجد المشرع هذا النص.
وق د انتق د بعض الفق ه ه ذا الش رط فيم ا يتعل ق بض رورة ص دور موافق ة من ال وزير
المختص إلمك ان اللج وء للتحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة ذات الط ابع ال دولي حيث
ي ؤدي ذل ك إلى اإلض رار بالحكوم ة المص رية ،وال تي تعتبره ا هيئ ة التحكيم طرف ًا في
ال نزاع ،حيث أن ال وزير ال ذي يمثله ا وق ع على العق د مح ل ال نزاع بإجازت ه تس ويته عن
طريق التحكيم وقد حدث ذلك بالفعل حينما وقع وزير السياحة المصري على العقد المبرم
ع ام 1974بين الهيئ ة العام ة للس ياحة والفن ادق من ناحي ة وش ركة ممتلك ات الباس يفك من
ناحي ة أخ رى والمتعل ق بإنش اء مرك ز س ياحي بمنطق ة األهرام ات ،ق د أدى إلى إل زام هيئ ة
التحكيم للحكوم ة المص رية ب أداء تع ويض للش ركة األجنبي ة ق دره ( )27.6ملي ون دوالر
أمريكي في مايو ،1992عن األضرار التي أصابتها من جراء إلغاء هذا المشروع توقي ًا
306
ألضراره ،بالنسبة لمنطقة األهرامات ذات القيمة األثرية.
يبين الواقع العملي أن فوائد النص المتضمن لضرورة موافقة الوزير المختص على
اللجوء للتحكيم لتسوية نزاع عقد إداري الواردة بالمذكرة اإليضاحية للقانون ،تفوق المنافع
التي يجلبها هذا القيد اإلجرائي ،األمر الذي ال نجد معه مبررًا لإلبقاء عليه.
-يراجع في تفاصيل عيب الشكل د .عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،أوجه الطعن بإلغاء القرار اإلداري في الفقه وقضاء مجلس الدولة ،دار 305
239
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ال س يما وأن منح ال وزير المختص موافقت ه على التحكيم في تل ك العق ود ،يمكن أن
ي ؤدي إلى إقح ام الدول ة في ال نزاع واعتباره ا طرف ًا في ه ،األم ر ال ذي ي رتب إلى تحميله ا
لم يق رر الق انون رقم 9لس نة 1997ج زاء يطب ق في حال ة إب رام عق د إداري
وتض مينه ش رط تحكيم دون الحص ول على موافق ة ال وزير المختص أو موافق ة من يت ولى
اختصاص ه بالنس بة لألش خاص االعتباري ة العام ة إعم اًال للتع ديل ال ذي أحدث ه التع ديل
التشريعي المذكور بالمادة األولى من قانون التحكيم رقم 27لسنة ،1994وإ ن كان افتقاد
وأم ام ذل ك ذهب بعض الفق ه إلى أن إق دام اإلدارة على اللج وء للتحكيم في عق د
إداري رغم ع دم موافق ة ال وزير المختص أو من يت ولى اختصاص ه بالنس بة لألش خاص
االعتباري ة العام ة يمث ل خط أ مرفقي ًا من ج انب اإلدارة ي رتب مس ئوليتها عن الخط أ ال ذي
ارتكب ه ممثله ا في حم ل الط رف المتعاق د معه ا على االعتق اد بحس ن ني ة أن ه تم اللج وء
للتحكيم بع د اس تيفاء الش روط ال تي تطلبه ا المش رع ل ذلك ،ومنه ا الموافق ة األولي ة على
307
التحكيم.
عن تع ويض المتعاق د معه ا لم ا أص ابه من أض رار تتمث ل في ع دم إمكاني ة لجوئ ه للتحكيم
-د .حمدي علي عمر ،التحكيم في عقود اإلدارة ،دار النهضة العربية ،سنة ،1997ص .39 307
240
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وقد ذهب بعض الفقه إلى أن التعويض في هذه الحالة ال يقدم حًال كافي ًا – بالنسبة
حصولها على الموافقة عليه ،لما في ذلك من مخالفة للنظام العام الدولي ،الذي ال تقتصر
وظيفت ه على حماي ة المص الح العلي ا للمجتم ع فحس ب وإ نم ا ت دخل في الحس اب ض رورة
أخرى ،هي حماية التض امن الدولي ،وال ذي يتطلب من كل دولة أن تسهم في العمل على
تنش يط العالق ات الخاص ة بين الش عوب لتتق ارب وتتف اهم فيس ود الس الم بينه ا ،ولم ا ك انت
التج ارة الدولي ة أهم مج االت تب ادل ال ثروات ،وجب أن تعم ل ك ل دول ة على تيس يرها
308
وتنشيطها بإزالة ما يعترض طريقها من عقبات ،ولو اقتضى األمر شيئًا من التضحية.
وتج در اإلش ارة في ه ذا الص دد إلى المب دأ ال دولي الع ام بع دم ج واز تنك ر الدول ة
اللتزامها باللجوء للتحكيم فيما أبرمته من عقود إدارية دولية ،استنادًا إلى نصوص قوانينها
309
الداخلية.
ومن ثم فإن عدم الحصول على الموافقة األولية ال يبطل شرط اللجوء للتحكيم في
العق ود اإلداري ة ذات الط ابع ال دولي ،لخ روج تل ك العق ود عن نط اق المحلي ة ،ومن ثم فال
تسري عليها القوانين الوطنية ما دامت الدولة قد انضمت إلى اتفاقية دولية تجيز التحكيم
ومع ذلك فإن تخلف موافقة الوزير المختص أو من يقوم مقامه بالنسبة لألشخاص
االعتباري ة العام ة على التحكيم في عق د إداري يح ول دون تس وية نزاع ات ه ذا العق د عن
-د .محسن شفيق ،التحكيم التجاري الدولي ،مرجع سابق ،ص .47 308
-يراج ع في ذل ك د .محس ن ماج د محم ود ،العق د اإلداري ش رط التحكيم ،مجل ة العل وم اإلداري ة ،الس نة الخامس ة والثالث ون ،الع دد الث اني، 309
241
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
طري ق التحكيم ،حيث أن الموافق ة الس ابقة على اللج وء للتحكيم ش رط ش كلي ج وهري ل زم
ويس ري ذات الحكم " البطالن" على اتف اق التحكيم إذا ص درت الموافق ة علي ه من
غير مختص ،كما في حالة صدوره عن غير الوزير المختص أو من يقوم مقامه بشركات
التفويض غير جائز في هذا الشأن لكون صفة الوزير أو من يقوم مقامه بالنسبة لألشخاص
ومع ذلك يمكننا القول بأن شرط الموافقة السابقة على اللجوء إلى التحكيم ليس له
أهمي ة في التط بيق العملي س وى بالنس بة للعق ود اإلداري ة المحلي ة دون العق ود اإلداري ة
الدولية ،التي يج وز التحكيم في منازعته ا حتى مع تخل ف ش رط الموافقة الس ابقة حيث أن
تلك الموافقة مصدرها القانون الداخلي للدولة المعنية بالعقد اإلداري ،ومن ثم يص ح اللجوء
للتحكيم لتسوية منازعات تلك العقود إعماًال لمبدأ عدم جواز تمسك الدولة بقانونها الداخلي
للتنكر اللتزاماتها الدولية المتمثلة في انضمامها التفاقيات دولية تجيز التحكيم في منازع ات
العقود اإلدارية الدولية ،حيث يعد االنضمام لتلك االتفاقيات بمثابة موافقة مسبقة من الدولة
على اللج وء للتحكيم لتس وية منازع ات تل ك العق ود ،األم ر ال ذي ال يج وز مع ه للدول ة أن
تنسخ تلك الموافقة ينص في قانونها الداخلي والذي ال شأن للمتعاقد األجنبي به ،حيث أن
م ا يحكم ه في تعامالت ه الدولي ة – ومنه ا التعاق د ال دولي -ه و االتفاقي ات الدولي ة وليس
242
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وفق ًا لنص المادة 58من القرار بالقانون رقم 47لسنة 1972بشأن مجلس الدولة
فإن ه يتعين على وزارات ومص الح الدول ة وهيئاته ا العام ة أخ ذ رأي الجمعي ة العمومي ة
لقسمي الفتوى والتشريع بمجلس الدولة قبل إبرام أو إجازة أو تنفيذ قرار محكمين في عقد
إداري متى زادت قيمته على خمسة آالف جنيه حيث يتعين استفتاء اإلدارة المختصة قبل
وعلى ال رغم من االل تزام بأخ ذ رأي الجمعي ة العمومي ة لقس مي الفت وى والتش ريع
بمجلس الدولة بالنسبة لالتفاق على التحكيم في مثل هذه العقود ،إال أن رأيها في هذا الش أن
هو من قبيل اآلراء االستشارية ،التي يكون بوسع اإلدارة مخالفتها دون أن يوصم تصرفها
بالبطالن.
وليس مع نى ك ون رأي الجمعي ة العمومي ة لقس مي الفت وى والتش ريع في ه ذا الش أن
استشاري أنه يجوز التغاضي عن طلبه ،حيث يؤدي مثل هذا التغاضي إلى بطالن اتفاق
التحكيم ،وذل ك ألن طلب ال رأي في مث ل ه ذه الحال ة ش كل ج وهري واجب االح ترام بغض
النظر عن العمل به ،ألن هذا الرأي يصدر عن جهة قضائية رفيعة المستوى لتسترشد به
جهة اإلدارة ،وفي إغفال طلبه تفويت للغاية التي ألجلها وضع المشرع نص المادة 58من
القرار بقانون 47لسنة 1972بشأن مجلس الدولة الذي أوجب هذا الشكل.
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،التحكيم ،مرجع سابق ،ص .107 310
243
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
لقد تناول القانون االتحادي رقم 11وتعديالته في شأن اإلجراءات المدني ة موض وع
التحكيم من خالل الباب الثالث من المواد 203إلى 218ودلك وفقا للتفصيل التالي:
أج از المش رع في دولة اإلمارات العربي ة المتح دة من خالل نص الم ادة 203من
قانون اإلجراءات المدنية للمتعاقدين بصفة عامة أن يشترطو في العقد األساسي أو باتفاق
الحق عرض ماقد ينشأ بينهم من النزاع في تنفيد عقد معين على محكم أو أكثر.
كما أجاز االتفاق على التحكيم في نزاع معين وفق شروط خاصة ،واش ترط الق انون
أيضا أن إثبات االتفاق على التحكيم اليكون إن إال بالكتابة ويجب أن يحدد موضوع النزاع
في وثيق ة التحكيم أو أثن اء نظ ر ال دعوى ولوك ان المحكم ون مفوض ين بالص لح وإ ال ك ان
التحكيم باطال ،فعدم تحديد موضوع النزاع من قبل أطرافه في وثيقة التحكيم أو أثناء نظر
كم ا دهب المش رع اإلم اراتي إلى ع دم ج واز التحكيم بخص وص المس ائل ال تي
اليج وز فيه ا الص لح واليص ح االتف اق على التحكيم إال ممن ل ه أهلي ة التص رف في الح ق
محل النزاع.
ال دعوى ب ه أم ام القض اء وم ع دل ك إدا لج أ أح د الط رفين إلى رف ع ال دعوى دون اعت داد
بشرط التحكيم ولم يعترض الطرف اآلخر في الجلسة األولى وجب نظر الدعوى واعتبر
311
شرط التحكيم الغيا.
- 311د محمد محمود الكمالي :التحكيم ودور القضاء اإلماراتي ،مجلة الدراسات القضائية العدد السابع السنة الرابعة ديسمبر 2011ص.7
244
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
دهب الق انون اإلم اراتي من خالل نص الم ادة 204من ق انون اإلج راءات المدني ة
إلى أنه في حالة ما إدا وقع النزاع بين الخصوم ولم يكن قد اتفقوا على المحكمين أو امتنع
واحد أو أكثر من المحكمين المتفق عليهم عن العمل أو اعتزله أو عزل عنه أو حكم برده
أو ق ام م انع من مباش رته ل ه ولم يكن هن اك اتف اق في ه دا الش أن بين الخص وم عينت
المحكمة المختصة أصال بنظر النزاع من يلزم من المحكمين ويكون دلك بناء على طلب
يتقدم به أحد الحصوم باإلجراءات المعتادة لرفع الدعوى ويجب أن يكون عدد من تعينهم
تطلب الق انون اإلم اراتي من خالل نص الم ادة 306من ق انون اإلج راءات المدني ة
أن اليكون محجورا عليه أو محروما من حقوقه المدنية بسبب عقوبة جنائية أو .2
في حالة تعدد المحكمين وجب في جميع األحوال أن يكون عددهم وترا. .3
أوجب المشرع اإلماراتي من خالل نص الم ادة 208من ق انون اإلج راءات المدنية
على المحكم أن يق وم خالل تالثين يوم ا على األك ثر من قب ول التحكيم بإخط ار الخص وم
بت اريخ أول جلس ة تح دد لنظ ر ال نزاع وبمك ان انعق اد تل ك الجلس ة دون أن يك ون مقي دا
245
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بالقواع د المق ررة في ه دا الق انون لإلعالن ويح دد المحكم ألط راف ال نزاع أو ل وكالئهم
وعلى المحكمين إدا م ا أرادو س ماع ش هود في ال دعوى المعروض ة عليهم أن
يحلف وهم اليمين وك ل من أدى ش هادة كادب ة أم ام المحكمين يعت بر مرتكب ا لجريم ة ش هادة
الزور.
وأجاز المشرع للمحكم الحكم بناء على ما يقدمه جانب واحد إدا ما تخلف الطرف
على إج راءات أخ رى تك ون هي واجب ة اإلتب اع م ع مراع اة االل تزام بمب دأ المواجه ة بين
312
الخصوم ومراعاة حق الدفاع.
د السيد المراكبي :التحكيم في دول مجلس التعاون الخليجي ومدى تأثره بسيادة الدولة ،دار النهضة العربية 2010القاهرة ص 126 312
246
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
من خالل استعراض نا في ه ذا القس م لإلط ار النظ ري الع ام للتحكيم وماهي ة العق ود
اإلداري ة ت بين أن الع الم ق د ش هد تط ورات س ريعة ومتالحق ة في مج ال التج ارة الدولي ـ ـ ـ ـ ـــة
واالس تثمارات وتن وعت أش كالها ووس ائلها ،وتك ونت الش ركات الع ابرة للق ارات ،ودخلت
الحكومات كطرف في تعاقدات مع أشخاص القانون الخاص مما أدى إلى ظهور وسائـ ـ ـــل
ونظم بديلة لتحقيق العدالة خارج النظام القضائي ،ويواكب استحداث هذه النظم البديلة مع
النتائج المترتبة على اتساع تدخل الدولة في نشاط األفراد وتحت شعار الحفاظ على النظام
باهتم ام واس ع س واء ك ان على الص عيد المحلي أو ال دولي ،والس يما من أص حاب
االس تثمارات األجنبي ة من خالل تمتع ه بمم يزات ال تت وافر في قض اء ال دول وبال ذات في
الدول غير المتحضرة التي ال تمتلك أنظمة قانونية مكتملة توفر الحد األدنى من الحماية
ل رؤوس أم وال المس تثمرين مم ا جع ل الحاج ة ماس ة للج وء إلى التحكيم كوس يلة لفض
النزاعات التي تنشأ عن العقود التي يبرمها المستثمر األجنبي سواء مع أشخاص القانون
و لإللمام بهذا القسم وتوضيح أهم فصوله التي حملت كعناوين اإلطار المفاهيمـ ـــي
والت اريخي للتحكيم ( الفص ل األول ) وماهي ة العقود اإلداري ة وأنواعه ا ( الفص ل الث اني )،
ولعل ما تضمنه الفصل األول يتعلق بماهية التحكيم وبمفهومه حيث اتضح بأن التحكيم هو
247
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تسوية شخص أو أكثر لنزاع قائم أو محتمل يعهد به إليه للفصل فيه باتفاق أطرافه ،وإ ذا
ك ان أس اس التحكيم ه و اتف اق إرادة أط راف ال نزاع إال أن ه ذا األس اس معل ق على ش رط
وهو إج ازة المش رع للتحكيم ،ذل ك أن التحكيم ما ه و إال استثناء من األص ل الع ام المتمثل
في اختصاص القضاء بالفصل في المنازعات التي تقع على إقليم الدولة ،لذلك فإنه وحتى
يكتسب التحكيم الشرعية القانونية فإنه ال يكفي إلقراره اتفاق أطراف النزاع على التحكـ ـــيم
وإ نم ا الب د وأن يج يزه المش رع ويض ع ل ه التنظيم ال ذي يحكم ه ،وه ذا م ا لمس ناه عن دما تم
التطرق إلى التحكيم في كل من فرنسا ومصر ودولة اإلمارات العربية المتحدة والمغرب،
لنخلص إلى فكرة أساسية لهذه الدول مفادها أنه وعلى الرغم من أهمية الوسائل األخرى
القديم ة الحديث ة في حس م منازع ات العق ود اإلداري ة ،إال أن التحكيم م ازال يمث ل الوس يلة
األكثر قبوال لحسم منازعات هذه العقود ،ويرجع ذلك للمزايا التي يتمتع بها منها السرعة
في الفصل في النزاع إلى جانب السرية التي يبتغيها الطرفان عند نشوب نزاع بينهما ،كم ا
أن ه يع د ض مانة قوي ة للط رف المتعاق د م ع اإلدارة في ع رض منازعات ه بعي دا عن القض اء
الوط ني للدول ة ،ول ذا تش ترط الدول ة الراغب ة في جلب االس تثمارات األجنبي ة إلى أراض يها
و هك ذا وب النظر إلى مزاي ا وعي وب التحكيم وم ا قي ل بش أنهما ،فإن ه بطبيع ة الح ـــال
وبمقتضى الواقع فإن لكل نظام في الحياة القانونية مزايا وعيوب ،ونظام التحكيم أحد هذه
يحققه من فوائد جمة تجعل عيوب هذا النظام تتالشى أمام هذه المزايا وتعلو عليها ،أما
عن التحكيم ال دولي فيمكن االتف اق على تط بيق الق انون الوط ني في العملي ة التحكيمي ة ب ـــين
الط رفين ،حيث أك دت الق وانين الوطني ة والمعاه دات الدولي ة ،وهيئ ات التحكيم على ح ق
طرفي خصومة التحكيم في اختيار القانون الواجب التطبيق على النزاع بينهما .
248
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و بخص وص أن واع التحكيم ال تي تناوله ا الف رع الث اني فيمكن التأكي د ب أن الص ورة
األساس ية للتحكيم ه و التحكيم االختي اري اس تنادا لمب دأ إرادة األط راف لكن إلى ج انب ه ذا
يمكن للمش رع أن يجع ل التحكيم إجباريا وذل ك في المنازع ات بين الجه ات اإلداري ة ،حيث
إن هذه المنازعات تؤول نتيجتها في النهاية إلى صالح الدولة ،وكذلك لرغبة المشرع في
توفير الوقت والجهد والنفقات والتخفيف عن كاهل المحاكم لفض المنازعات الناشئة بينها،
الض مانات األساس ية فحكم المحكم يح وز حجي ة األم ر المقض ي ب ه في معظم التش ريعات
الحديثة كالتشريع الفرنسي والمصري والمغربي وتشريع دولة اإلمارات العربية المتحدة،
وعن د معظم الفقه اء وللمحك وم ل ه أن يلج أ إلى القض اء طالب ا تنفي ذه ،إذا لم ينف ذه المحك وم
علي ه بالتراضـــي ومن تم فإن ه ينبغي على ك ل ال دول وهيئاته ا اح ترام تعه داتها في مج ال
التحكيم حول العقود اإلدارية ،هذه األخيرة تعرضنا لها بإسهاب كبير في الفصل الث اني من
ه ذا القس م واس تنتجنا أن العق ود اإلداري ة تتمت ع ببعض المم يزات ال تي تميزه ا عن ب اقي
العقود ،فهذا التمييز نابع من كون اإلدارة تعمل على تغليب المصلحة العامة على مصلحة
األف راد الخاص ة ،حيث أملت ه ذه الفك رة ش رطا الزم ا في العق ود اإلداري ة يف رض على
المتعاقد مع اإلدارة عدم جواز التنازل عن العقد مع اإلدارة ألي جهة أخرى ،وذلك حتى
ال تكون العقود اإلدارية مجاال للوساطات والمضاربات ،ويتبين هذا اإللزام مع عدم النص
علي ه من خالل وج وب اإلحال ة إلى القواع د العام ة في حال ة خل و النص وص التش ريعية،
وتتمث ل في الالئح ة التنفيذي ة لق انون تنظيم المناقص ات والمزاي دات وال تي يجب العم ل على
أساس ها عن د إب رام العق د ،ه ذه العق ود س اهمت الدراس ة في توض يحها س واء تعل ق األم ر
بالعقود المحددة بنص القانون أو العقود طبيعتها الذاتية ،وتتمثل هذه العقود في عقد التوريد
الذي يتميز بأن موضوعه دائما يكون توريد منقوالت ،فال يرد على العقارات بطبيعتها أو
249
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
العق ارات بالتخص يص ،ويتف رع عن عق د التوري د في ال وقت الحاض ر بعض العق ود كعق ود
التوريد الصناعية وعقد التحويل ،كما تم الوقوف عند عقود " البوت " وتبين أنه ليس من
اليس ير إب رام عق د بنظ ام الب وت نظ را ألن مش روعات " الب وت " متش ابكة ومركب ة من
الن احيتين القانوني ة والمالي ة ،فهي بحاج ة إلى وقت كب ير للتف اوض ،حيث تتطلب ت دخل
ومس اندة حكوم ة الدول ة المض يفة ،كم ا تتطلب مناخ ا اقتص اديا مالئم ا ،وك ذلك اس تقرارا
سياسيا وبنية قانونية محددة ومناسبة باإلضافة إلى حرية تحويل للعملة والعناصر األخرى
الالزمة لالستثمارات بصفة عامة .أما بخصوص عقد األشغال العامة فمن خصائصه أن
يكون موضوعه عقارا ،ويجب أن يتم العمل لحساب شخص معنوي عام ،كذلك يجب أن
يك ون اله دف من األش غال العام ة موض وع العق د تحقي ق منفع ة عام ة ،وب التطرق لتعري ف
عق د االل تزام استخلص نا ب أن موض وع العق د هـ ـ ـ ـ ـــو إدارة واس تغالل مرف ق ع ام اقتص ادي
وليس نق ل ملكي ة ،ه ذا الن وع من العق ود يح اول التوفي ق بين اعتب ارين :أولهم ا يتعل ق
بالمص لحة العام ة المتمثل ة في ض مان إدارة المراف ق العامـ ـ ـ ـ ـــة ،وثانيهم ا يتص ل بالمص لحة
للملتزم الذي ال يقبل إدارة المرفق وتحمل أعبائه إال لتحقيق الربح .
و بم ا أن عق د االل تزام من العق ود اإلداري ة ،ففي دول ة اإلم ارات تحتف ظ القواني ـ ـ ـ ـــن
واألنظم ة للجه ات اإلداري ة بحقه ا في تع ديل عقوده ا بنس بة معين ة دون أن يك ون للمتعاق د
معه ا ح ق ال رفض ،أم ا في حال ة الزي ادة فيس تطيع المل تزم أن يط الب جه ة اإلدارة بأس عار
أم ا بخص وص عق د اإلنش اءات الدولي ة فه و يطل ق اص طالحا على المش روعات
الخاص ة ،بتش ييد أعم ال البن اء أو العق ارات ومش روعات الهندس ة المدني ة كش ف الط رق
250
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وإ قامة الجسور ،إنشاء المطارات واألنفاق ،وكذلك المشروعات الصناعية األخرى كشبكة
به ذه العق ود ،ب ل على العكس تتع دد التس ميات المختلف ة ال تي تنطب ق على ه ذه العق ود مث ل
عق ودد البن اء والتش ييد الدولي ة ،والعق ود الدولي ة لتش ييد الجمعي ات الص ناعية ،عق ود تس ليم
المفتاح ،عقود الهندسة ،عقود المقاوالت الدولية لإلنشاءات المدنية والعقود الدولية لألش غال
العامة .
إلى جانب هذا تطرقنا إلى بعض القواعد والمبادئ التي تحكم إبرام العقود اإلداريـــة
والمتمثل ة في مب دأ المس اواة بين المتعاق دين وذل ك في س بيل اس تقطاب أك بر ع دد من
المتنافس ين على العق د ،وه و م ا ي ؤدي إلى الحص ول على أق ل س عر ممكن مم ا ي ؤدي إلى
تحقي ق المص لحة المالي ة لإلداري ة ،كم ا أن المنافس ة من ش أنها أن تحاف ظ على النزاه ة في
عمليات إبرام العقد ،وتمنع شبهة المحاباة عن اإلدارة وموظفيها الذين ينهفون بعبئ عملي ة
اإلبرام ،هذا فمبدأ المساواة ومبدأ المنافسة ال يكتمالن إال بوجود مبدأ العالنية والتي تؤدي
إلى إث ارة المنافس ة ض من من اخ المس اواة والش فافية ،فب دون اإلعالن ال يوج د مج ال حقيقي
إلى جانب هذا قامت الدول المتقدمة بوضع وتعديل تشريعاتها المتعلقة ب إبرام العقود
اإلداري ة لتس مح للجه ات الحكومي ة أو تلزمه ا ب إبرام عقوده ا الكتروني ا وف ق النظ ام
اإللك تروني ع بر ش بكة المعلوم ات ،وك انت أول ال دول العربي ة اعتراف ا بنظ ام التعاق د
اإللكتروني بالنسبة لعقود السلطة اإلدارية هي دولة اإلمارات العربية المتحدة ،ذلك أن من
251
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ش أن اإلب رام االلك تروني للعق د اإلداري من ع االتص ال المباش ر بين م وظفي اإلدارات
المتعاقدة والمرشحين للتعاقد وغلق باب الرشوة واستغالل النفوذ واالبتزاز .
252
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ع رف النظ ام الق انوني لع دة دول نظ ام التحكيم من ذ زمن بعي د إال أن أهمي ة التحكيم
كوسيلة لفض المنازعات بديال عن القضاء ،أو بمعنى آخر طريقة بديلة لتسوية المنازعات
لم تظهر أهميتها وخاصة في نطاق المنازعات اإلدارية إال في أوائل الثمانينات من القرن
الماض ي م ع اتج اه ال دول لالقتص اد الح ر وخوصص ة مؤسس ات وش ركات القط اع الع ام،
فمب دأ االتج اه نح و ه ذا النم ط من التحكيم يتزاي د ت دريجيا ،ف االعتراف بمش روعية التحكيم
كوسيلة لحسم المنازعات اإلدارية من شأنه أن يؤدي إلى طمس معالم وأحكام المنازعات
اإلداري ة وإ لى خض وع اإلدارة للق انون الع ادي والقض اء الع ادي خصوص ا من ال دول ال تي
. 313
تأخذ بازدواجية القانون وازدواجية القضاء
ف التحكيم ه و إح دى الوس ائل ال تي تس اعد على تش جيع أص حاب رؤوس األم وال
األجنبية لالستثمار في الدول التي تسعى لجذب األموال األجنبية لالستثمار على أرضها،
ألن المستثمر األجنبي يفضل عادة أسلوب التحكيم كوسيلة لتسوية المنازعات ألنه يتوجس
خيفة من انحياز القضاء الوطني لدولته ،ووسيلة محايدة تدعو إلى الطمأنينة ،والدولة التي
تقبل بشرط التحكيم في العقود التي تبرمها مع أطراف أجنبية ال يمكنها التمسك بحصانتها
القضائية أمام هيئة التحكيم ،وأن المجاالت الفقهية المؤيدة والمعارضة الواسعة في مسائل
سريان التحكيم في مجال العقود اإلدارية بدأت تتالشى بحكم التدخل القانوني في جوازه،
ك ل ه ذا س نعمل على توض يحه في الفص ل األول تحت عن وان " :م دى قابلي ة خض وع
منازع ات العق ود اإلداري ة للتحكيم " ،إلى ج انب ه ذا فحكم التحكيم اإلداري يمكن أن يك ون
-أحمد المليجي – قواعد التحكيم في القانون الكويتي – مؤسسة دار الكتب الطبعة األولى ، 1996ص .222 313
253
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
محل طعن من طرف أحد المتعاقدين والمتفقين على شرط التحكيم ،كما يمكن أن يتعرض
الحكم التحكيمي للبطالن ،إضافة إلى هذا فحكم التحكيم في مجال منازعات العقود اإلدارية
يبقى بدون معنى إذا لم يتم تنفيذه ،هذا التنفيذ تعترضه مجموعة من الصعوبات ،وهذا ما
س نعمل على ش رحه وتحليل ه في الفص ل الث اني تحت عن وان " :حكم التحكيم اإلداري
254
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المص لحة العام ة بالنس بة لإلدارة ،إال أن الط رف الث اني يه دف بطبيع ة الح ال إلى إش باع
رغبته االقتصادية والتجارية بحصوله على الربح دون التفريط في رأسماله ،وهو الشيء
ال ذي يجعل ه ال يج ازف ب اللجوء إلى القض اء قص د تس وية ال نزاع ح ال حدوث ه ،وذل ك لم ا
يعتريه من تعقيدات يحتاج حلها إلى وقت قد يطول حتى على فرض قض اء نزيه ومستقل،
مم ا يفض ل مع ه االلتج اء إلى حل ول العدال ة العادل ة ،وذل ك عن طري ق التس وية م ع اإلدارة
ف الواقع العملي أثبت فاعلي ة ه ذه العق ود في تحقي ق األه داف االس تراتيجية على
المس توى االقتص ادي للدول ة وتنظيم العالق ات القانوني ة بين اإلدارة وعمالئه ا ،إذ يحب ذ
المتعاملون مع الدولة اللجوء إلى أسلوب التعاقد باعتباره أداة رضائية يوفر لهم الضمانات
الكفيلة بحماية حقوقهم ويسعون دائما إلى إدراج شرط التحكيم كوسيلة لحسم منازعات هذه
العقود بدال من اللجوء إلى القضاء الوطني والدولة في سبيل جلب االستثمار تدرج شرط
. 314
التحكيم
التشريعات ،فقد أصبح اآلن وبفعل الضرورة االقتصادية والحاجة الماسة لتنمية المشاريع
االقتصادية واإلدارية واالجتماعية ،واالقتناع بفكرة جواز التحكيم في العقود اإلدارية ألنها
تس مح بتحقي ق التع اون بين األش خاص العام ة واألش خاص الخاص ة المحلي ة واألجنبي ة مم ا
-عالء أباريان – الوسائل البديلة لحل المنازعات التجارية -الطبعة األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية بيروت 314
255
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يؤدي إلى تشجيع االستثمار وإ عطاء الضمانات المناسبة لتلك األموال المساهمة في تنمية
الدول ة وفي تس يير وبن اء المراف ق العام ة وإ قام ة المش روعات الك برى دون تحمي ل ميزاني ة
خوص ا وأن الح واجز السياس ية والتجاري ة ب دأت تض محل ت دريجيا أم ام تح ديات التج ارة
الدولية التي تهدف إلى تلبية حاجات تنوع األطراف ألجل توحيد المفاهيم والقوانين فيما
بين المتعاملين من خالل دراسة واطالع هيئات التحكيم المكونة من حكام ينتمون إلى أكثر
من 100بلد يعرض عليهم ما يقارب آالف القضايا طالت أطرافا وجهات حكومية وغير
و إذا كان نظام التحكيم قد تزايد في اآلونة األخيرة في العالقات الخاصة التي تقوم
بين األف راد الع اديين كوس يلة لح ل المنازع ات الناش ئة بينهم ف إن م دى ج وازه بالنس بة
لمنازع ات العق ود اإلداري ة الداخلي ة ق د أث ار الج دل في الفق ه والخالف في القض اء ،نظ را
لكون التحكيم يمثل اعتداء على اختصاص القضاء اإلداري صاحب االختصاص األصيل
بنظر هذه المنازعات طبقا لنصوص قانونية صريحة ،فضال عن تعارضه مع خصوصية
العق ود اإلداري ة ال تي تحكمه ا قواع د مغ ايرة عن تل ك ال تي تحكم عق ود الق انون الخ اص،
إض افة إلى ذل ك م ا تتمت ع ب ه الدول ة ومؤسس اتها من مرك ز متم يز بوص فها أح د أش خاص
الق انون الع ـ ـــام واستنادا إلى مبدأ سيادة الدولة وضرورة الحفاظ على سالمتها ومصالحها
العليا .
-عالء أباريان – الوسائل البديلة لحل المنازعات التجارية – المرجع السابق ،ص .100 315
256
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
باالتجاه الذي يضيق الطريق على التحكيم كوسيلة لحسم المنازعات اإلدارية ذات الطبيعة
التعاقدية ،وهناك من أخذ باالتجاه الذي يوسع الطريق أمامه مع مراعاة بعض الشروط في
هذا وبالرغم من أن قوانين التحكيم في األنظمة المقارنة تتشابه في مصادر التش ريع
إال أنها تتباين في مواقفها واتجاهاتها من جواز اللجوء إلى التحكيم بشأن العقود اإلداري ـــة،
وأن ه ذه المواق ف اختلفت وتن وعت من النقيض إلى النقيض ،و ب الرغم من ك ل ه ذا
فالتحكيم يعتبر قضاءا خاصا ،إذ أن أطراف النزاع هم الذين يختارون قضاءهم والقانون
الذي يحكم العقد مثار المنازعة بدال من االعتماد على التنظيم القضائي للبلد الذي يقيمون
في ه ورغبتهم في تخطي أو العلو على كل نظام قانوني محدد للدولة ،والعم ل على تسوية
م ا يتول د بينهم من منازع ات بواس طة محكم أو محكمين يمارس ون وظيف ة قض ائية ،وله ذا
حظي التحكيم باهتم ام واس ع س واء ك ان على الص عيد المحلي أو ال دولي والس يما من
أص حاب االس تثمارات األجنبي ة من خالل تمتع ه بمم يزات ال تت وفر في قض اء ال دول،
وبالذات في الدول غير المتحضرة التي ال تمتلك أنظمة قانونية مكتملة توفر الحد األدنى
من الحماية لرؤوس أموال المستثمرين مما جعل الحاجة ماسة للجوء إلى التحكيم كوسيلة
لفض النزاع ات ال تي تنش أ عن العق ود ال تي يبرمه ا المس تثمر األجن بي س واء م ع أش خاص
القانون العام أو أشخاص القانون الخاص ،هذه العقود هي متعددة وتختلف فيما بينها ،كل
هذا سنحاول أن نلقي عليه الضوء من خالل مبحثين نتناول في األول التحكيم اإلداري بين
-عالء أباريان – الوسائل البديلة لحل المنازعات التجارية – المرجع السابق ،ص .101 316
257
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
االتج اه المؤي د والمع ارض وموق ف األنظم ة المقارن ة أم ا الث اني فسنخصص ه لمس اهمة
المبحث األول :التحكيم اإلداري بين االتجاه المؤيد والمعارض وموقف األنظمة المقارنة
إن موضوع اللجوء إلى التحكيم في المنازعات التي تثور في شأن العقود اإلدارية
يعت بر من الموض وعات الجدي دة المس تحدثة ال تي ب دأ ينتب ه إليه ا م ؤخرا المش رع في بعض
الدول الحديثة ،كما بدأ ينتبه إليها فقه الق انون اإلداري بوجه ع ام ،نظرا ألهميته كوسيلة
فعال ة لح ل المش كالت والعقب ات التش ريعية والعملي ة ال تي تواج ه أط راف العقـ ـ ـــد اإلداري،
وكب ديل للج وء إلى القض اء س واء ك ان نظامي ا أو إداري ا وم ا يس تلزم ذل ك أحيان ا من ه در
و إذا ك انت اإلدارة باعتباره ا الج انب الق وي في ط رفي المعادل ة ،تمل ك من
الص الحيات القانوني ة والواقعي ة وال تي خوله ا له ا المش رع ،فإن ه بإمكانه ا ف رض ال ذي
اعتمادا على ما تملك من سلطة عامة ،فإن الطرف اآلخر قد يجد نفسه مضطرا لالحتماء
من ه ذه الس لطات بجه ات أخ رى ومنه ا أش خاص ع اديين يتف ق على االلتج اء إليهم للتحكيم
في حالة وقوع المنازعة ،وأخيرا السلطة القضائية التي تعتبر الملجأ األخير والساهر على
. 317
ضمان مساواة الجميع أمام القانون وروح العدالة
و إذا كان اللجوء إلى التحكيم الشمولي الواسع الضيق لحل المنازعات غير المتعلق ة
ب العقود اإلدارية قد اتسع نطاقه ومضت عليه مدة مناسبة وربما طويلة من الزمن سواء
-محمود السيد عمر التحيوي – أنواع التحكيم وتمييزه عن الوكالة والصلح والخبرة – دار المطبوعات الجامعية، 317
258
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بين ال دول أو بين الهيئ ات المختلف ة أو بين األف راد ،ف إن اللج وء إلي ه في منازع ات العق ود
اإلداري ة على وجه التحدي د م ا ي زال في بداي ة الطري ق ومحاط ا بالدق ة والحساس ية وال تردد
والحذر الشديد شأنه شأن كل جديد ،األمر الذي دفع بجانب من الفقهاء والعلماء ورجال
القانون بل والمشرعين في بعض الدول إلى استقباله بالترحاب والرضا والقبول ،كما دفع
بج انب آخ ر من ه ذه الفئ ات على رفض ه ومعادات ه والتح ذير من ه في ه ذا المج ال ،ولع ل
الس بب في ذل ك يكمن في ك ون التحكيم يمث ل اعت داء على اختص اص القض اء اإلداري
صاحب االختصاص األصيل بنظر هذه المنازعات طبقا لنصوص قانونية صريحة ،فضال
عن تعارضه مع خصوصية العقود اإلدارية التي تحكمها قواعد مغايرة عن تلك ال تي تحكم
إلى جانب هذا ظهرت مواقف متباينة خاصة في المجال التشريعي حيث مجموعة
من القوانين لبعض الدول تجيز خضوع العقود اإلدارية للتحكيم ،وأخرى ال تجيز ذلك مع
. 318
فرض بعض االستثناءات وذلك للسماح ألشخاص القانون العام بالخضوع للتحكيم
و لإللم ام باالتج اهين المؤي د والمع ارض ومختل ف مواق ف تش ريعات األنظم ة
المقارن ة ،ارتأين ا أن نتن اول في المطلب األول التحكيم اإلداري بين االتج اه المؤي د
والمعارض أما الثاني فخصصناه لموقف األنظمة المقارنة من التحكيم في منازعات العقود
اإلدارية .
-محمود السيد عمر التحيوي – أنواع التحكيم وتمييزه عن الوكالة والصلح والخبرة – مرجع سابق ،ص 84وما 318
بعدها.
259
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إذا كان نظام التحكيم قد تزايد في اآلونة األخيرة في العالقات الخاصة بين األفراد
العاديين كوسيلة لحل المنازعات الناشئة بينهم فإن مدى جوازه بالنسبة لمنازعات العقود
اإلداري ة الداخلي ة ق د أث ار الج دل في الفق ه والخالف في القض اء .ولتوض يح ذل ك اقتص رنا
على نم وذج ل ه ب اع طوي ل في ه ذا المج ال ويتعل ق األم ر بدول ة فرنس ا ،ففي ه ذه األخ يرة
يمكن الق ول أن المب دأ الع ام فيه ا ه و حظ ر لج وء األش خاص المعنوي ة العام ة للتحكيم ،لكن
هذا المبدأ ورد عليه عدة استثناءات تتعلق بوجود نص قانوني أو اتفاق دولي يجيز لجوء
األش خاص المعنوي ة العام ة للتحكيم كوس يلة لفض المنازع ات الناش ئة عن العق ود اإلداري ة،
وتحقيق ا ل ذلك سنقس م ه ذا المطلب إلى ف رعين نتح دث في األول عن االتج اه المؤي د
والمع ارض للتحكيم اإلداري في العق ود اإلداري الوطني ة أم ا الث اني فسنخصص ه لالتج اه
. 319
المؤيد والمعارض للتحكيم في منازعات العقود اإلدارية الدولية
الفرع األول :التحكيم بين االتجاه المؤيد والمعارض في منازعات العق ود اإلداري ة
الوطنية
إن موضوع التحكيم في مجال العقود اإلدارية يتضمن كل يوم إضافة جديدة سواء
على مس توى الفق ه أو القض اء أو التش ريع ونظ را للتط ور الس ريع والمتالح ق له ـــذا
الموض وع ،فم ا زال يعت بر حقال خص با للبحث والب احثين بحيث يس تطيع ك ل منهم أن ي دلو
بدلوه فيـ ـــه ،ونتيجة لذلك ظهر اتجاهين :اتجاه مؤيد يرى إمكان لجوء أشخاص القانون
العام إلى االتفاق على التحكيم لحل المنازعات التي تنشأ عن العقود اإلدارية التي تبرم ـــها،
وعلى نقيض ه ذا االتج اه ،ظه ر اتج اه مع ارض بقول ه ع دم إمك ان اللج وء إلى التحكيم
-محمود السيد عمر التحيوي – أنواع التحكيم وتمييزه عن الوكالة والصلح والخبرة – مرجع سابق ،ص .85 319
260
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
كوسيلة لتسوية المنازعات التي تنشأ عن العقود اإلدارية ،هذا وقد استند أنصار كل اتجاه
إلى عدة حجج وأسانيد لتبرير موقفه ،وسنعمل على توضيح كل هذا في الفقرات الموالية .
الفق رة األولى :أس باب وأس انيد االتج اه المؤي د للتحكيم في منازع ات العق ود
اإلدارية الوطنية
ذهب فقهاء ومؤيدو هذا االتجاه إلى إمكانية لجوء أشخاص القانون العام إلى االتف اق
على التحكيم لح ل المنازع ات ال تي تنش أ عن العق ود اإلداري ة ال تي تبرمه ا ،وق د اس تند ه ذا
-إن الدولة بمختلف أجهزتها اإلدارية الرسمية العامة ،تملك القدرة القانونية والشرعي ـ ـــة
والسياس ية واالجتماعي ة واالقتص ادية على اللج وء إلى أي ة تص رفات تراه ا مناس بة لح ل
منازعاته ا وخالفاته ا ،ومن بين ه ذه التص رفات التحكيم ،م ادام يحق ق مص الحها وي رعى
أه دافها وغاياته ا المش روعة ،الس يما وأنه ا تمل ك اقليمه ا وجمي ع مش تمالته ،وله ا الحـ ـــق
والس يادة الك برى علي ه ،وبه ذه الص فة أيض ا تتعام ل م ع مواطنيه ا وم ع ال دول األخ رى،
أض ف إلى ه ذا أنه ا تتمت ع باختصاص ات واس عة وله ا س لطة تقديري ة في بعض المج االت،
المنازعـ ـ ـــات والخالف ات وتبس يط األم ور للوص ول إلى نت ائج مرض ية وعادل ة أال وه و
. 320
التحكيم في منازعات العقود اإلدارية
-إن لج وء الدول ة إلى تص رف ق انوني أص بح معروف ا في معظم دول الع ام ول ه صفات ـ ـ ـ ـــه
وخصائصه وشروطه وإ جراءاته وآثاره الخاصة به أال وهو التحكيم الذي ال يسعى بدوره
261
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إال إلى وض ع الح دود الدقيق ة والفاص لة والعادل ة بين حق وق والتزام ات تل ك الدول ة وبين
حق وق والتزام ات المتعاق د معه ا أي ا ك ان ،لدرج ة أن جانب ا من الفق ه ق د أطل ق على ه ذا
-إن لجوء األطراف الرسمية العامة في الدولة إلى التحكيم لحل المنازعات ال تي تث ور في
ش أن العقود اإلدارية س يدفعها في ض وء الواقع والعق ل والمنط ق إلى اختي ار محكمين على
درج ة عالي ة من التخص ص والخ برة والكف اءة ،وستس مح لهم من خالل أعم الهم باتخ اذ م ا
يرونه مناسبا من أسانيد وتصرفا للوصول إلى الحلول المرضية المشروعة .
ويس يرون على ه دي األع راف اإلداري ة الثابت ة والملزم ة ،ويح ترمون ويس تفيدون مع ا من
أية أحكام أو سوابق قضائية تتعلق بموضوع التحكيم بغية تحقيق واجباتهم المحددة ،فعملهم
ه ذا ه و عم ل مش روع يتس م ب االلتزام والتحدي د وهدف ه تبي ان ح دود الحق وق وااللتزام ات
ألصحابها ،وهو الهدف العام للدولة الذي ينتهي بتحقيق المصالح العليا لها ،وبالتالي فإن
التحكيم ينس جم م ع طبيع ة أعم ال اإلدارة العام ة وأه دافها الس امية ،وبمع نى آخ ر فإن ه ال
يوجد أي تعارض أو تنافر بين القانون العام وبين التحكيم نفسه .
-إن اللج وء إلى التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة ال يتع ارض وال يص طدم م ع أي
تأص يل ت اريخي أو فك ري أو سياس ي أو اجتم اعي أو اقتص ادي وال يتن افى م ع أي مص در
321
- DELAUME ( GR ) - Transnational contract applicalle law and Settlement of disputes
New york 1995 p 10 .
262
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اإلداري ة فلم يج د ه ذا الج انب ذل ك ،وبالت الي لم يب ق ل دى الفق ه والقض اء بص فة عام ة غ ير
الفق رة الثاني ة :أس باب وأس انيد االتج اه المع ارض للتحكيم في منازع ات العق ود
اإلدارية الوطنية
ي ذهب أنص ار ه ذا االتج اه إلى التحكيم كوس يلة لفض المنازع ات ،إلى أن التحكيم
على خالف القض اء اإلداري ال يعت د بالتم ايز الج وهري بين العق ود المدني ة والعق ود
اإلداريـ ـ ـ ـــة ويتعام ل معه ا على ق دم المس اواة في إج راءات التحكيم ،في حين أن العق ود
اإلدارية قد ارتبطت في نشأتها وتطورها بنشأة وتطور القانون اإلداري ،باإلضافة إلى أن
اللج وء إلى التحكيم في العق ود اإلداري يص طدم بمب دأ الحص انة القض ائية للدول ة وبمب دأ
-إن اللج وء إلى التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة ي ؤدي بص ورة مباش رة أو غ ير
مباش رة إلى اإلخالل الكب ير بمب دأ الفص ل بين الس لطات في الدول ة ،وبال ذات بين الس لطتين
-عالء محيي الدين مصطفى أبو أحمد – التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الدولية في ضوء القوانين الوضعية 322
والمعاه دات الدولي ة وأحك ام مح اكم التحكيم ،دراس ة مقارن ة دار الجامع ة الجدي دة للنش ر االس كندرية مص ر 2008ص
. 207
-أحم د مليجي – تحدي د نط اق الوالي ة القض ائية واالختص اص القض ائي أطروح ة لني ل ال دكتوراه في الق انون الع ام 323
263
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و تفسير ذلك في رأيهم أن التحكيم في حد ذاته ال يعدو أن يكون قضاءا خاصا له
طبيعت ه ال تي تجع ل من ه محقق ا ل ذات الغاي ات واأله داف ال تي يس عى إلى تحقيقه ا القض اء
الخ اص ،فكي ف تقب ل اإلدارة العام ة في الدول ة وج ود محكمين في منازع ات عقوده ا
اإلدارية ،وهي غير مسموح لها بأن تقبل قضاة مدنيين للنظر في معظم قضاياها اإلدارية
؟
-إن اللج وء إلى التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة ي ؤدي إلى المس اس المعيب وغ ير
الج ائز بس يادة الدول ة ،وإ لى االعت داء على اختص اص قض ائها وبال ذات اإلداري من ه ،ه ذا
القضاء الذي يتسم بالصفة الرسمية وهو الذي أوجده ونظمه وحدد اختصاصاته المشرع .
منازعاته ا الناش ئة عن العق ود اإلداري ة هم من الن اس الع اديين أو من الهيئ ات الخاص ة،
وت أبى س يادة الدول ة وأجهزته ا اإلداري ة الرس مية العام ة أن تتلقى حل وال أو تف رض عليه ا
قوانين أو آراء من هؤالء األفراد أو من هذه الهيئات حيث ال يجوز أن يكون الربط والحل
إال لقضاء هذه الدولة الرسمي الذي يحكم بقوة الدستور والقوانين ،وتنظمه سلطة قضائية
. 324
مستقلة في الدولة
اختصاصات وسلطات القضاء الرسمي في الدولة سواء أكان هذا القضاء عاديا أم إداريا
بل هو طريق مواز لهذا القضاء يخفف العبء عنه ليلتفت إلى ألوف القضايا المعروضة
-أحمد مليجي – تحديد نطاق الوالية القضائية واالختصاص القضائي ،مرجع سابق ،ص . 183 324
264
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بالفـ ـ ـ ـــشل ،وعندئ ذ يتم رج وع األط راف المعني ة إلى القض اء بك ل هيبت ه واحترام ه ليق ول
كلمت ه الملزم ة في ال نزاع المع روض علي ه ،وفي ك ل األح وال يظ ل القض اء الرس مي في
الدول ة ه و الس يد األعلى لح ل المنازع ات ،وتق وم من حول ه تص رفات قانوني ة أخ رى على
رأسها التحكيم تساعده وتحقق أهدافه ،حيث ال يتم اللجوء إليها أصال إال بإذن من المشرع
ال ذي نظم القض اء نفس ه س واء أك ان ه ذا اإلذن الق انوني ب النص الص ريح أن باإلباح ة
. 325
الضمنية المفترضة
-إن اللج وء إلى التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة يص طدم بالمب ادئ األساس ية
وبالطبيعة الجوهري ة ( لنظري ة العق د اإلداري ) كما اس تقر عليه ا الفقه والقض اء اإلداري ان
في كث ير من ال دول ،س واء من حيث اختالف ه ذا العق د عن العق د الخ اص اختالف ا كب يرا
وجوهريا أو من حيث طرق إبرامه والقيود التي ترد على هذا اإلبرام أو من حيث طوائفه
ومفهوم كل من هذه الطوائف واألنواع أو من حيث السلطات الواسعة التي تملكها اإلدارة
العام ة تج اه المتعاق د معه ا ،أو من حيث الحق وق المح ددة ال تي يتمت ع به ا ه ذا المتعاق د م ع
اإلدارة العامة أو غير ذلك مما تتضمنه هذه النظرية العقدية اإلدارية المعروفة .
و على ذلك فإن اللجوء إلى التحكيم يهدم هذه النظرية ألنه يأخذ بعين االعتبار دائما
أن العق د ش ريعة المتعاق دين ،وبالت الي يس عى إلى تحقي ق المس اواة الكامل ة بين األط راف
المتعاقدة وإ لى عدم التمييز بينهما ألي سبب من األسباب أو ظرف من الظروف أو اعتبار
من االعتب ارات األم ر ال ذي ينتهي به ذا التص رف إلى ه دم القواع د األص ولية المس تقرة
والمتعارف عليها في شأن ركائز العقد اإلداري وتمييزه المنفرد به في نطاق العام .
325
- Albert Derby ( the concept of law – comparative study ) New york .C Heath and
company 1997 p 136 .
265
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-إن اللج وء إلى التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة وبال ذات العق ود اإلداري ة الدولي ة
المبرمة م ع دول أو أف راد أو جه ات أجنبية قد يجع ل الدولة المبرمة مع دول أو أفراد أو
جه ات أجنبي ة ،ق د يجع ل الدول ة المتعاق دة تواف ق على تط بيق ق وانين أو أنظم ة أو ل وائح
أجنبي ة عنه ا أو معاه دات دولي ة ليس ت طرف ا فيه ا على ال نزاع المع روض على المحكمين
وال ذي هي ط رف في ه ،وه ذا األم ر يتض من أيض ا مساس ا معيب ا باس تقالل ه ذه الدول ة
وسيادتها ،كما يتضمن أيضا استبدال تشريعاتها وأعرافها بتشريعات وأعراف أجنبية قد ال
يض اف إلى م ا تق دم أن معظم العق ود اإلداري ة ال تي ق د يتم اللج وء إلى التحكيم في
منازعاتها ،تكون في الغالب األعم محلية ووطنية وبالتالي فإن أية مشكالت تتعلق بالعقود
اإلدارية الدولية التي لها طبيعتها الخاصة يج أن ال تنتزع باس تثنائيتها وخصوص يتها القيمة
الكبرى لحل المنازعات العقدية اإلدارية الداخلية الخاصة بدولة محددة عن طريق اللجوء
إلى التحكيم ،فإذا أضفنا إلى ذلك احتمال استفادة الدولة استفادة عظيمة ومبررة ومشروعة
من تط بيق تش ريعات أجنبي ة أحيان ا على منازع ات عقوده ا اإلداري ة الدولي ة وبرض اها
لوج دنا ب أن تحقي ق مص الح تل ك الدول ة محلي ا وعالمي ا يف وق أي ة اعتب ارات تتس م بالط ابع
النظري المجرد ،وباالنغالق المظلم الكئيب عن التطور العملي الهائل والسريع وذلك تحت
ستار حجـ ـ ـ ــج وآراء قد تكون متوثرة ومنفعلة وغير متزنة وال مبررة في بعض األحيان .
قانوني صريح يجيزه ،فيه مخالفة صارخة لمبدأ المشروعية ذلك ألن المشرع القانوني في
-محمد كمال منير – مدى جواز االتفاق على االلتجاء إلى التحكيم االختياري في العقود اإلدارية – مجلة العلوم 326
266
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
معظم دول العالم هو الذي أنشأ ونظم وحدد اختصاصات القضاء سواء أكان هذا القضاء
عاديا أم إداريا ،وكانت أداته لذلك وفي الغالب األعم هي القانون الذي يصدره عن السلطة
التشريعية في الدولة ،وبناء على ذلك فإن لجوء اإلدارة العامة إلى التحكم لحل المنازعات
الناشئة عن عقودها اإلدارية ( وقد جعل المشرع القضاء هو الجهة الوحيدة المختصة بحل
هذه المنازع ات ) يؤدي إلى تع ديل قواعد االختصاص التي نظمت والية هذا القض اء في
الدول ة ،ولم ا ك انت ه ذه القواع د ق د وردت بموجب ق انون فإن ه ال يج وز االق تراب منه ا أو
تع ديلها أو االتف اق على م ا يخالفه ا إال بم وجب ق انون من نفس الق وة والمرتب ة التش ريعية
يسمح صراحة لإلدارة العامة باللجوء إلى التحكيم وليس بموجب قرار يصدر عنها أو عقد
. 327
تبرمه مع غيرها أو إدارة ذاتية تخضع لرغباتها
واستنادا إلى ما تقدم ،نرى أن المشرع عندما يس كت عن تحريم اللج وء إلى التحكيم
في منازع ات العق ود اإلداري ة ف إن مث ل ه ذا الس كوت أو الص مت يعت بر تص ريحا مني ا
باإلجازة والسماح ،ألن كل ما هو غير محرم صراحة يعتبر مجازا ومسموحا به قانونا،
فإذا أضفنا إلى ذك ما سبق ذكره من أن التحكيم في حد ذاته هو وسيلة مساعدة ومساندة
ومجانيـ ـ ـ ــة وموازية لعمل القضاء الرسمي في الدولة ،وأنه ال يجب وال ينتزع اختصاصات
ه ذا القض اء ألن ه س يظل ه و الس يد األعلى لح ل المنازع ات اإلداري ة وحس مها في معظم
األحيان .
-إن اللج وء إلى التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة ي ؤدي إلى إره اق األط راف
المتعاق دة بالتك اليف المالي ة الباهض ة الس يما تل ك ال تي ت دفع للمحكمين ،كم ا أن ه ذا التحكيم
327
- Michael Bashan ( Administrative law –An analysis of modern theories –New york Holt
Rinchart and winston I.N.C 2003 p 315 .
267
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
نفسه يفتقر أحيانا إلى توافر بعض الضمانات القضائية التي كفلها المشرع في مجال التق اي
وأهمه ا نوعي ة المحكمين وض عف تك وينهم الق انوني حيث يكون وا في الغ الب من رج ال
السياس ة أو األعم ال أو االجتم اع أو االقتص اد وليس وا من رج ال الق انون كأعض اء الس لطة
القضائية بمختلف محاكمها ،باإلضافة إلى أن اللجوء إلى التحكيم قد ال يحسم النزاع أحيانا
بين األطراف المعنية لعدم تحقق المستوى المتوازن والسلطة المتكافئة بينها ،مع مالحظة
أن كث يرا من ق رارات التحكيم ال تك ون مس ببة وال يتم نش رها وفق ا لألص ول ،األم ر ال ذي
يعرقل االستفادة منها أو االسترشاد بها في بعض الحاالت مما يهدر محاولة تفادي وقوع
. 328
بعض المنازعات المستقبلية المماثلة
للج وء للتحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة يمكن الق ول إن الص راع العقي دي ال ذي ث ار
وربم ا م ا ي زال ث ائرا بين المؤي دين للج وء إلى التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة وبين
المعارض ين ل ه ،ق د انتهى بحس م تش ريعي في كث ير من ال دول وذل ك بإج ازة المش رع له ذا
وال يتن افى م ع طبيع ة الق انون الع ام ،وال م ع طبيع ة أش خاص ه ذا الق انون وال م ع طبيع ة
أعمال اإلدارة العامة ،بل أن هذا الحسم التشريعي إجازته في مثل هذه الدول وهي كثيرة
-زكي محمد النجار – الوسائل غير القضائية لحسم المنازعات اإلدارية دار النهضة العربية القاهرة 1993ص 328
. 284
268
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أما بخصوص االتجاه المعارض فرغم مجموعة من األسباب واألسانيد للجوء إليه،
فإنن ا ال نج د أي مي ل لقبول ه ،ف اللجوء إلى التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة على وج ه
التحدي د يعت بر من األم ور غ ير المكلف ة مالي ا ،ب ل أن ه في بعض األحي ان يك ون أوف ر بكث ير
من اللج وء إلى القض اء الرس مي في الدول ة بإجراءات ه الطويل ة المعق دة وجه ده المض ني
وتكاليفه الباهضة ،وإ ذا كان هذا الرأي المعارض ينطبق في حاالت قليلة جدا على اللجوء
إلى التحكيم في مج ال العق ود اإلداري ة الدولي ة ،فإن ه ال ينطب ق على اللج وء إلى التحكيم في
إضافة إلى هذا أن اختيار المحكمين في هذا الشأن وفي معظم األحيان يتم من قبل
األطراف المعنية ،ويكون في ضوء نوع النزاع وظروفه وطبيعته وهؤالء المحكمون ع ادة
والقض اء ومن كب ار الخ براء والمتخصص ين وأص حاب ال رأي ال ذين يباش رون أعم الهم
التحكيمي ة بك ل ثق ة وكف اءة واقت دار مم ا ي وفر لعملي ة التحكيم برمته ا الض مانات القانونيـ ـ ـــة
والفنية الكافية.329
موض وع ال نزاع بين األط راف المعني ة في معظم األحي ان ألنه ا ق د ارتض ت اللج وء إلي ه
بإرادته ا الح رة ،وأض فت علي ه وعلى الق ائمين ب ه الثق ة المطلوب ة والمقبول ة بداي ة لديه ـ ـــا،
والس يما وأن تع ثر التحكيم أو فش له ال يمن ع تل ك األط راف من اللج وء الحق ا إلى القض اء
-زكي محمد النجار – الوسائل غير القضائية لحسم المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص . 285 329
269
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و الجدير باإلشارة أننا نحترم توجهات الجانب المعارض ،ولكننا نجد بأن كثيرا من
أس انيده ق د ب نيت على أس اس النظ رة الش املة لمب دأ التحكيم عموم ا من جه ة ،وعلى أس اس
القياس على حاالت قد تكون محددة وضيقة واستثنائية من جهة أخرى ،ولهذا فإننا نميل
إلى إعم ال التحكيم في مختل ف المج االت بص فة عام ة وإ لى اللج وء إلي ه بالرض ا والتواف ق
الفرع الثاني :التحكيم بين االتجاه المؤيد والمعارض في منازعات العقود اإلدارية
الدولية
لق د ش هدت دول الع الم في الق رن العش رين وبخاص ة في الف ترة ال تي تلت الح رب
العالمية الثانية عددا من األحداث السياسية واالقتصادية المتسارعة نتج عنها لجوء الدول
إلى رؤوس األم وال األجنبي ة لس د النقص ال ذي تع اني من ه في ش تى المج االت ولتنفي ذ
طموحاتها االقتصادية ،وكان ذلك ايذانا بنشأة عقود دولية يكون طرفها أشخاص القانون
العام الوطنية من جهة وأشخاص القانون الخاص األجنبية من جهة أخرى .
الوسيلة المثلى لحل المنازعات الناشئة عنها ،ومرجع ذلك أن الطرف الخاص األجنبي يجد
نفسه يتعامل مع دولة ذات سيادة ،وخوفا من المخاطر الناجمة عن هذه السيادة والمتمثلة
في إمكانية إهدار حياد القضاء الوطني أو إعمال الحصانة القضائية ،لم يجد هذا الطرف
. 330
األجنبي غير التحكيم بديال ليحتمي خلفه
-أسعد فاضل منديل – أحكام عقد التحكيم وإ جراءاته دراسة مقارنة – منشأة المعارف ،االسكندرية بدون سنة الطبع، 330
ص .36
270
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ه ذا من ناحي ة ،ومن ناحي ة أخ رى ف إن ال دول ذاته ا تعم ل على تض مين عقوده ا أو
قوانينه ا الوطني ة نصوص ا ص ريحة تقض ي بقب ول التحكيم كوس يلة لح ل المنازع ات الناش ئة
عن العق ود المبرم ة بينه ا وبين المس تثمرين األج انب ألنه ا ت رى في ذل ك تش جيعا وج ذبا
و لما كان العقد اإلداري ذو الطبيعة الدولية يحكمه النظرية العامة للعقود اإلدارية
على أس اس أن ه أوال وأخ يرا عق د إداري ،وأن طبيعت ه الدولي ة ليس له ا أي أث ر في ه ذا
الش أن ،وك انت ه ذه النظري ة من خل ق القض اء اإلداري وال تي يع ترف به ا لإلدارة بع دة
لطات تمثل امتيازات لها في مواجهة المتعاقد معها ،فهل يجوز التحكيم في منازعات هذه
العقود ؟
لقد تباينت في ذلك أراء الفقه والقضاء وكذلك افتاءات مجلس الدولة المصري في
هذا الصدد ما بين مؤيد ومعارض إلى أن تدخل المشرع وحسم هذا الخالف سواء بإجازته
التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة عموم ا وطني ة ك انت أو ذات ط ابع دولي كالمش رع
المص ري أو بع دم إجازت ه للتحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة إال في بعض منه ا نظ را
لطابعها الفني أو التصالها بأمور التجارة الدولية ومن تم جواز التحكيم في العقود اإلدارية
ه ذا وس نعمل على ايض اح ك ل من االتج اهين المؤي د والمع ارض للج وء للتحكيم
الدولي عبر فقرتين نتناول في األولى االتجاه المؤيد للتحكيم في منازعات العقود اإلدارية
-ولي د محم د عب اس – التحكيم في المنازع ات اإلداري ة ذات الطبيع ة التعاقدي ة دار الجامع ة الجدي دة االس كندرية 331
2010ص . 318
271
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الدولية وسنخصص الفقرة الثانية لالتجاه المعارض للجوء إلى التحكيم في منازعات العق ود
اإلدارية .
الفقرة األولى :االتجاه المؤيد للجوء للتحكيم في منازعات العقود اإلدارية الدولية
انقس م الفق ه في آراءه في ه ذا الص دد بين مؤي د ومع ارض ولك ل حجج ه وأدلت ه ،إذ
في إجازة التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الدولية تعارضا مع 332
يرى جانب من الفقه
سيادة الدولة ،ذلك ألن التحكيم هو سلب الختصاص القضاء الوطني الذي هو مظهر من
مظ اهر س يادة الدول ة ،وإ ذا ك ان التحكيم مقب وال في المنازع ات ال تي تث ور بين األف راد
م دى ج واز اللج وء إلى التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة الدولي ة بفرنس ا نالح ظ أن
القضاء العادي الفرنسي أكد في العديد من األحكام الصادرة عنه على قدرة الدوة وسائر
أشخاصها العامة الوطنية على اللجوء إلى التحكيم في المجال الدولي واضعا قاعدة مادية
مفاده ا ص حة اتفاق ات التحكيم المبرم ة بواس طة األش خاص المعنوي ة العام ة في معامالته ا
أطرافها شخصا معنويا عاما من جنسية أجنبية ،ومن أجل تعزيز هذا كله نستشهد ببعض
األحكام القضائية الصادرة في الموضوع ،حيث يعد حكم محكمة استئناف باريس الصادر
األساسي ألحكام القض اء العادي األخرى ال تي عملت على الخروج من القاعدة التشريعية
-محمد شفيق – التحكيم التجاري الدولي – دار النهضة العربية القاهرة 1997ص . 40 332
333
- Mezghani: Souverainete de l’Etat et participation à l’arbitrage Rew Arb 1995 p 568 .
272
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الواردة في القانون الداخل الفرنسي والتي تقضي بحظر لجوء أشخاص القانون العام إلى
التحكيم .
إدارة النق ل البح ري التابع ة ل وزارة التج ارة البحري ة عق د ايج ار إح دى الس فن م ع ش ركة
Myrtoon Steam Shipوقد تتضمن هذا العقد من بين بنوده شرط تحكيم يتم بمقتضاه
إحالة المنازعات التي قد تنشأ عن هذا العقد إلى محكمين في لندن .
و من أجل حل النزاع الذي ثار حول دفع قيمة تكاليف النقل ،فق أحالت الشركة
الم ذكورة ه ذا ال نزاع إلى التحكيم وق امت بتع يين محكم عنه ا ،ونظ را المتن اع إدارة النق ل
البحري عن تعيين محكمها ،قام المحكم الذي عينته هذه الشركة بإصدار حكمه بتاريخ 26
من يناير عام 1951بإلزام وزير التجارة البحرية بأن يدفع قيمة تكاليف النقل عن المدة
و أثناء اتخاذ إجراءات تنفيذ هذا الحكم أمام محكمة السين المدنية دفع وزير التجارة
البحري ة ببطالن ش رط التحكيم ال وارد في العق د ،تأسيس ا على ع دم أهلي ة لج وء الدول ة إلى
التحكيم مستندا في ذلك إلى المعي ار العضوي الوارد في ق انون اإلجراءات المدنية القديم،
كما دفع أيضا بعدم اختصاص المحاكم المدنية بتقرير مدى شرعية شرط التحكيم ألنها من
334
- Paris 10 Avril 1957 , Sté Myrtoon Ship c / Agent indiciaire du trésor publié in
H .Motulsky Ecrit Etudes et notes sur l’arbitrage préface de B Goldman et ph Fouchard
DALLOZ 1974 .
273
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و ق د فص لت محكم ة الس ين المدني ة في ه ذين ال دفعين ،مق ررة في حكمه ا الص ادر
بتاريخ 7من يوليو عام 1955بأنه ال يمكن للدولة الفرنسية اللجوء إلى التحكيم في غير
الح االت االس تثنائية المق ررة بواس طة الق وانين ،كم ا أن النظ ر في تق دير ش رعية اتف اق
التحكيم الم برم بواس طة الس لطة اإلداري ة يع د من المس ائل األولي ة ال تي ينعق د االختص اص
. 335
بشأنها للقضاء اإلداري
و لما عرض األمر على محكمة استئناف باريس استهلت قضائها باإلشارة إلى أن
تطبيق ه فق ط على العق ود ال تي تتعل ق بالنظ ام الق انوني ال داخلي دون أن يمت د إلى االتفاق ات
قررته ا الم ادة 83من ق انون اإلج راءات المدني ة من ض رورة إبالغ النياب ة العام ة في
ال دعاوى ال تي تك ون طرف ا فيه ا ،إال أن ه يمكن للدول ة التن ازل عن ه ذه الحماي ة عن طري ق
ثم اتجهت بعد ذلك إلى اعتبار هذا العقد من عقود القانون الخاص مستندة في ذلك
إلى ع دم تعل ق موض وعه بمهم ة تنفي ذ مرف ق ع ام ،عالوة على ع دم احت واءه على ش روط
أك دت على ع دة نق اط ،أهمه ا :إن ه ذا العق د يعت بر من العق ود الدولي ة لتعلق ه بمص الح
-مفتاح خليفة وحمد محمد التلماني – العقود اإلدارية وأحكام إبرامها – دار المطبوعات الجامعية ،االسكندرية مصر 335
،2008ص .185
274
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التجارة الدولية ،وأن القانون واجب التطبيق عليه هو القانون االنجليزي مستندة في ذلك
إلى أن هذا العقد قد أبرم في لندن وأن عملة الدفع هي الجنيه االسترليني ،كما أن وجود
الدولة الفرنسية في عقد ما ليس من شأنه بالضرورة تطبيق أحكام القانون الفرنسي .
و انتهت محكمة استئناف باريس إلى أن شرط التحكيم الوارد في هذاا العقد يعتبر
ص حيحا م ادام أن الق انون واجب التط بيق لي ه ه و الق انون االنجل يزي ال ذي ال تتض من
. 336
نصوصه مثل هذا الحظر
ن زاع معين بين ط رفين على محكم من األغي ار يعين باختيارهم ا أو بتف ويض منهم ا ،أو
شبهة المماألة مجردا من التحامل وقاطعا لدابر الخصومة في جوانبها التي أحالها الطرفان
إلي ه بع د أن ي دلي ك ل منهم ا بوجه ة نظ ره تفص يال من خالل ض مانات التقاض ي الرئيس ية،
وال يجوز بحال أن يكون التحكيم إجباريا يذعن إليه أحد الطرفين إنفاذا لقاعدة قانونية آمرة
ال يج وز االتف اق على خالفه ا ،وذل ك س واء ك ان موض وع التحكيم نزاع ا قائم ا أو محتمال،
ذل ك أن التحكيم مص دره االتف اق ،إذ يح دد طرف اه وفق ا ألحكام ه نط اق الحق وق المتن ازع
عليها بينهما ،أو المسائل الخالفية التي يمكن أن تعرض لهما ،وإ ليه ترتد السلطة الكاملة
التي يباشرها المحكمون عند البت فيها ،وهما يستمدان من اتفاقهما على التحكيم التزامهما
ب النزول على الق رار الص ادر في ه ،وتنفي ذه تنفي ذا ك امال وفق ا لفح واه ،ف إذا لم يكن الق رار
336
- T.C 19 Mai 1958 Sté Myrtoon Steam Ship and G° c / ministre de la marine ùarchande
Roc p 793 .
275
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الص ادر في ن زاع معين بين ط رفين ،منهي ا للخص ومة بينهم ا ،أو ك ان عاري ا عن الق وة
االلزامية ،أو كان انفاذه رهن وسائل غير قضائية فإن هذا القرار ال يكون عمال.337
الفقرة الثانية :االتجاه المعارض للجوء إلى التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الدولية
يذهب الفقيه الفرنسي Fouchardفي معرض المناقشات التي دارت بشأن توسيع
مجال التحكيم إلى القول بأن " :المشكلة األساسية مع مجلس الدولة أن قضاءه يجري على
التفرق ة بين الق انون الخ اص والق انون اإلداري قب ل التفرق ة بين الق انون ال داخلي والق انون
ال دولي ،مم ا ي ترتب على ذل ك أن ه يعت بر إداري ا ذل ك ال ذي ال يع د دولي ا ،وأن م ا يخص
المرفق العام أو امتيازات السلطة العامة في فرنسا ال يمكن اعتباره دوليا .
كل هذا يفسر بوضوح أساس االختالف القائم بين جهتي القضاء العادي واإلداري
بش أن إش كالية خض وع منازع ات العق ود اإلداري ة لمج ال التحكيم ال دولي تحت اس م القاع دة
القانون الخاص من ناحية وعقود القانون العام من ناحية أخرى ،وكل ما اشترطه في هذا
الص دد أن يتعل ق العق د مح ل التحكيم بعالق ة اقتص ادية تتج اوز في ح دودها إط ار الدول ة
الواحدة ،وهذا المنهج ال يمكن تصور اتباعه من قبل القضاء اإلداري نظرا لموقفه الراف
الرتباط العقد اإلداري بعملية اقتصادية يترتب عليها حركة أموال وخدمات أو مدفوعات
ع بر الح دود ،مم ا ي ترتب على ذل ك أن يظ ل العق د اإلداري وفق ا التجاه ات مجلس الدول ة
الفرنسي بمنآى عن الخضوع للتحكيم التجاري الدولي دون وجود نص قانوني صريح يبيح
ذلك .
-مفتاح خليفة وحمد محمد التلماني – العقود اإلدارية وأحكام إبرامها – مرجع سابق ،ص .185 337
276
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
قبل عقود الق انون الخاص ويتعل ق بالتج ارة الدولي ة ،فإنه يجوز اللج وء إلى التحكيم بش أنه
وفقا التجاهات القضاء العادي على اعتبار أنه يدخل في االختصاص المقرر لهذا القضاء،
أما إذا كان العقد من طبيعة إدارية ،فال تكون هناك حاجة لمعرفة ما إذا هذا العقد متعلقا
بعمليات التجارة الدولية أو أنه يخص االستثمار ،إذ يظل عقدا إداريا مما ال يجوز اللجوء
كما أن التشريعات نصت صراحة على عدم جواز االتفاق على التحكيم في العقود
العق ود اإلداري ة ،كم ا س نبين ذل ك الحق ا ،حيث نع رض حالي ا األس انيد الفقهي ة المؤي دة
-ع دم ج واز االتف اق على التحكيم في العق ود اإلداري ة اس تنادا إلى مب دأ توزي ع
االختصاص .
تكون جه ة اإلدارة طرفا فيه ا ،ويطب ق قواع د الق انون اإلداري ،أم ا إذا تم السماح ب اللجوء
338
- Delvolve - De noweaux contrats publics les contrats globaux REDA 1979 P 13 .
277
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
السلط ـــات اإلداريــة والقض ائية وال ذي يه دف لمن ع القض اء الع ادي من نظ ر المنازع ات
فالدولة ال تقبل أن تلجأ إلى التحكيم في العقود اإلدارية ،نظرا للنت ائج المشكوك فيها
بالنسبة لقرارات المحكمين ،حيث أن القضاء اإلداري يتمتع بقدر أكبر من المحكمين على
ممارسة الرقابة على األعمال اإلدارية ،وقد أيد مجلس الدولة الفرنسي ذلك ،حيث قضى
بأن كل نزاع يتعلق بشخص من أشخاص القانون العام يبقى خارج مجال التحكيم ،وذلك
استنادا إلى المبادئ العامة للقانون العام ،والتي تستوجب خضوع جميع المنازعات المتعلق ة
باألشخاص المعنوية العامة الختصاص القضاء اإلداري ،وأساس حظر التحكيم في العقود
اإلدارية يكمن في المبدأ العام للقانون الذي يستند على فكرة أن اللجوء للتحكيم من شأنه أن
. 340
يتجاهل النصوص المحددة الختصاص القضاء
من المبادئ المستقرة في القانون الدولي ،أن كل دولة تتمتع بالحصانة القضائية في
مواجه ة قض اء الدول ة األجنبي ة ،ويق وم ه ذا المب دأ تأسيس ا على فك رة الس يادة واالستقـ ـ ـــالل
والمس اواة بين ال دول ،وعلى ذل ك ال يج وز لدول ة أن تختص م دول أجنبي ة أم ام قض ائها
الوط ني ألن ه ذا يمس س يادة الدول ة األخ يرة فك ل دول ة في عالقاته ا المتبادل ة م ع ال دول
339
- Collavet (F) L’arbitrage dans le process ou les personnes publiques R.D.P 1906 p 472
.
-عالء مح يي ال دين مص طفى أب و أحم د – التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة الدولي ة -دار الجامع ة الجدي دة 340
278
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
األخ رى تح رص على أال تخض ع لغ ير س لطان القض اء فيه ا ،ح تى ال تج بر على تنفي ذ
. 341
األحكام الصادرة ضدها ،وهو ما يتنافى مع استقاللها وسيادتها
و من هنا يمكن القول أن التحكيم يتعارض مع الحصانة القضائية للدولة وذلك ألن
قض اء التحكيم على غ رار قض اء الدول ة يع د بمثاب ة منظم ة أجنبي ة ،فه و يج ري خ ارج
اقليمها ،ويعمل على تطبيق قوانين أجنبية كما أن المحكمين المنوط بهم الفصل في النزاع
إلى ج انب ه ذا أي دت بعض األحك ام القض ائية االتج اه المع ارض للتحكيم في العق ود
اإلداري ة ،وهك ذا تب نى مجلس الدول ة الفرنس ي موقف ا معارض ا ،التف اق التحكيم في العق ود
اإلدارية ،حيث استقر مجلس الدولة الفرنسي منذ مدة طويلة على فكر عدم جواز االتفاق
على التحكيم في العقود اإلدارية ،وأنه ال يجوز سلب اختصاص القضاء اإلداري في نظر
المنازع ات اإلداري ة اس تنادا إلى م بررات النظ ام الع ام من ناحي ة ،وطق ا لنص المادتي ـ ـــن
1004-83من ناحي ة أخ رى من تق نين اإلج راءات المدني ة ،وق د اتخ ذ مجلس الدول ة
الفرنسي موقفا أكثر تشددا عندما ذهب إلى حظر التحكيم على أشخاص القانون العام مما
يعتبر مبدأ قانونيا وقضائيا مستقرا وبعيدا عن ي تبرير تشريعي ومن هذه األحكام الحكم
في 6مارس 1986أصدرت الجمعية العمومية لمجلس الدولة الفرنسي فتوى بشأن
مشروع يورو ذيزنيالند EURO DISENY LANDحينما أرادت فرنسا أن تنشئ مدينة
مالهي أوروبي ة على غ رار مالهي والت دي زني في الوالي ات المتح دة األمريكي ة ،فق د
-عبد الحليم مصطفى عبد الرحمن – مشكلة الحصانة القضائية والحصانة ضد التنفيذ في القانون الدولي الخاص 341
279
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أقدمت الدولة الفرنسية بمشاركة أكثر من شخص معنوي عام على التعاقد مع شركة "والت
ديزني " لتتولى إنشاء مدينة المالهي بإحدى المدن الفرنسية الجديدة Marne la valleوقد
أص درت الش ركة األمريكي ة على أن يتض من العق د ش رط التحكيم كوس يلة لح ل المنازع ات
قام مجلس الدولة الفرنسي بدراسة العقد ،وانتهى إلى عدم جواز التحكيم في العقود
اإلداري ة اس تنادا إلى حكم الم ادة 2060من الق انون الم دني الفرنس ي وال تي تحظ ر التحكيم
في المنازعات التي تتعلق بأشخاص القانون العام ،وقد أكد المجلس رأيه بعدة مبادئ هي :
– 1يعتبر االتفاق على التحكيم في عالقات النظام القانوني الوطني باطال لمخالفة النظام
الع ام ،م ا لم تكن هن اك نص وص تش ريعية ص ريحة أو اتفاق ات دولي ة ان درجت تحت مظل ة
– 2إن اتفاقية واشنطن لعام 1965التي تتعلق بتسوية المنازعات الناشئة عن االستثمار
بين ال دول ورعاي ا ال دول األخ رى ،ال تمنح أش خاص الق انون الع ام في فرنس ا ح ق اللج وء
إلى التحكيم اس تنادا إلى ه ذه االتفاقي ة معين ة ببي ان وس ائل تس وية المنازع ات ال تي يق رر
. 343
األطراف إخضاعها للمركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار
-أحم د مخل وف – اتف اق التحكيم كأس لوب لتس وية منازع ات عق ود التج ارة الدولي ة – دار النهض ة العربي ة الق اهرة 342
2001ص . 351
-عالء محيي الدين مصطفى أبو أحمد – التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الدولية في ضوء القوانين الوضعية 343
والمعاهدات الدولية وأحكام محاكم التحكيم دراسة مقارنة دار الجامعة الديدة القاهرة 2008ص . 213
280
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و ق د ج اء ب الفتوى أيض ا ،أن ه إذا ك انت ض رورةتحتمها المص لحة الوطني ة ،لهــذا
الق انون رقم 972/86في 19أغس طس 1986ب الترخيص للدول ة والجماع ات
أجنبي ة لتنفي ذ عملي ات تخص المص لحة الوطني ة ،وذل ك اس تثناءا من حكم الم ادة 2060من
القانون المدني الفرنسي ،وقد جاءت عبارات القانون الصادر على إثر هذه الفتوى عامة
تس مح بتطبيق ه على كاف ة عق ود الدول ة واألش خاص المعنوي ة العام ة ال تي تتص ف بأنه ا من
281
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أض حى التحكيم من أهم الوس ائل ال تي تلج أ إليه ا ال دول لتس وية المنازع ات الناش ئة
عن العقود الدولية ،لما يحققه من ميزات عديد ،أهمها سرعة االجراءات وبساطتها ،ولما
ق وانين تح دد مج االت التحكيم ،وتنظم إج راءات اللج وء إلي ه وغالبي ة ه ذه الق وانين تس ري
تش ير إلى أن أحكامه ا ال تقتص ر فق ط على التحكيم التج اري وإ نم ا تمت د أيض ا إلى التحكيم
في العقود اإلدارية الداخلية والعقود اإلدارية ذات الطابع الدولي ،وعلى هذا األساس وكما
س بقت اإلش ارة إلى ذل ك ب أن التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة يع د نظام ا اس تثنائيا
للتقاض ي بموجب ه يج وز للدول ة وس ائر أش خاص الق انون الع ام األخ رى ،إخ راج بعض
المنازعات المتعلقة بالعقود اإلدارية الناشئة عن عالقة قانونية عقدية وطنية أو أجنبية من
. 344
والية قضاء المحاكم اإلدارية لكي تحل بطريقة التحكيم
التشريعات ،الحديث حول مختلف التجارب الفرنسية والتجارب المختلفة للدول العربية في
مضمار التحكيم في العقود اإلدارية ،وما هو الموقف التشريعي لهذه األنظمة من ذلك ،لقد
تباينت التشريعات في تناولها للتحكيم في العقود اإلدارية بين التشريع اإلماراتي والمصري
الفرنسي ،حيث نجد أن التشريع الفرنسي حرص على األخذ بالتحكيم في العقود اإلدارية،
لكن بتدرج مواز لتطور القضاء اإلداري في تطبيق النصوص التشريعية التي تقرر ذلك .
282
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اإلدارية الرسمية العامة في الدولة اللج وء إلى التحكيم لفض المنازعات التي قد تنشأ عن
مراحل متباينة ومهمة جدا ،أما في دولة اإلمارات العربية المتحدة وكما سبقت اإلشارة إلى
ذلك فبعد إعالن قيام االتحاد اإلماراتي تم العمل على إصدار تشريعات القوانين االتحادية
باالضافة لقوانين كل إمارة والتي تنظم الشؤون الداخلية لها ،أما فيما يتعلق بالتحكيم فقد
أم ا في التش ريعات المحلي ة والخاص ة بك ل إم ارة ،فق د وردت الق وانين المنظم ة للتحكيم في
إمارة أبي ظبي ضمن قانون اجراءات المحاكم المدنية وفي إمارتي دبي والشارقة فقد كان
ضمن قانون العقود ،إلى جانب هذا نجد أن المشرع المغربي قد خطا خطوات جد ايجابية
في إقرار التحكيم في مجال العقود اإلدارية التي تحتوي بين طياتها عقود صفقات الدولة،
كم ا أق ر إلى جانب ه وألول م رة الوس اطة االتفاقي ة كإمكاني ة بديل ة لح ل المنازع ات المتعلق ة
. 345
بهذه العقود
اإلداري ة ارتأين ا أن نتن اول في الف رع األول موق ف التش ريع الفرنس ي من التحكيم اإلداري
أما الفرع الثاني فقد خصصناه لموقف تشريعات الدول العربية من التحكيم اإلداري .
الش ك أن التحكيم يعت بر من أهم الوس ائل المش جعة لالس تثمار داخ ل الدول ة وخاص ة
االس تثمار األجن بي ،ذل ك أن المح اكم الوطني ة غ ير ق ادرة على تق دي نفس الخ دمات ال تي
يقدمها التحكيم ومختلف الوسائل البديلة لفض المنازعات التي أصبح ينظر إليها على أنها
-نادية بنيوسف – التحكيم في العقود اإلدارية بين التأييد واالعتراض – أطروحة لنيل الدكتوراه ،جامعة طنطا كلية 345
283
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وسائل قسرية ،فإلى أي حد ينطبق ذلك على العقود اإلدرية ؟ بالنسبة للدول التي تعرف
ازدواجية القضاء ،فإن األصل في المنازعات اإلدارية هو أن يعهد بالبت فيها إلى القضاء
الوالية العامة للبت في سائر المنازعات اإلدارية سواء تعلقت بدعاوى اإللغاء أو بدعاوى
القض اء الش امل ،ولئن ك ان األص ل ه و انتماؤه ا له ذا األخ ير ،وحيثم ا ك ان التحكيم يلعب
دورا هام ا في حس م النزاع ات المتعلق ة ب العقود اإلداري ة ،فالمالح ظ أن دائ رة التحكيم في
العقود اإلدارية الدولية متسعة مقارنة مع نظيرها في العقود اإلدارية الداخلية ،346ذلك أن
المبدأ التقليدي في القانون الفرنسي هو عدم جواز االلتجاء إلى التحكيم في المنازعات التي
تكون الدولة أو غيرها من أشخاص القانون العام طرفا فيها ،فقد أنكر القضاء اإلداري منذ
الق رن التاس ع عش ر للميالد ح ق أش خاص الق انون الع ام في الرج وع إلى التحكيم ،وقض ت
أحكام مجلس الدولة الفرنسي بأن ادراج شرط التحكيم في العقود اإلدارية يعد باطال بطالنا
مطلقا ،ويعد هذا البطالن من النظام العام ،فيجوز ألي من أطراف الدعوى التمسك به في
. 347
أي حالة تكون عليها الدعوى ،كما يحق للقاضي أن يحكم بالبطالن من تلقاء نفسه
عرض أحد العقود اإلدارية المتضمن شرط التحكيم على مجلس الدولة لمراجعته فإنه يحكم
اللج وءإلى التحكيم لح ل ه ذه المنازع ات وال تي من بينه ا منازع ات العق ود اإلداري ة الدولي ة
346
- DAVID , L’arbitrage dans le commerce international , Economica 1982 p 9 .
-عب د ال رقيب علي عب د اهلل ص غير – التحكيم في الخص ومة اإلداري ة ( دراس ة مقارن ة ) أطروح ة لني ل ال دكتوراه 347
جامعة عدن كلية الحقوق الجمهورية اليمنية السنة الجامعية 2006ص . 70
284
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و مع مرور الوقت تطور الوضع حيث تزايدت من ناحية االستثناءات التشريعيـ ـــة،
وموقف القض اء والفقه على مبدأ حظ ر التحكيم في المنازع ات اإلدارية ،ه ذه االستثناءات
ال تي أص بحت تأخ ذ يوم ا بع د ي وم ط ابع القاع دة العام ة ،وأص بح االتج اه الع ام يس ير نح و
اق رار الس ماح ب التحكيم في العق ود اإلداري ة كقاع دة عام ة وليس كاس تثناء ،وذل ك من قبي ل
رغب ة المش رع الفرنس ي في ج ذب رؤوس األم وال األجنبي ة وتحقي ق التنمي ة االقتص ادية
للب ـ ـ ــالد ،وهكذا ولمناقشة موقف التشريع الفرنسي من التحكيم في العقود اإلدارية ،فإنه البد
من التط رق إلى األس س التش ريعية لحظ ر التحكيم ثم االس تثناءات ال تي ج اء به ا المش رع
وال تي ط الت ه ذا الحظ ر لتص ل في األخ ير إلى ب وادر تع ديل تش ريعي يق ر بإمكاني ة لج وء
348
يعد المبدأ العام في فرنسا هو عدم جواز لجوء األشخاص العامة إلى التحكي ـ ـ ـــم
وتتمث ل النص وص التش ريعية ال تي تع د المص در األساس ي لحظ ر التحكيم في المنازع ات
اإلداري ة ،ومنه ا العق ود اإلداري ة في الم ادتين 1004-83من ق انون المرافع ات الفرنس ي
الق ديم الص ادر ع ام 1803و الم ادة 2020من الق انون الم دني الح الي االدر ع ام 1982
فلق د تض من ق انون اإلج راءات المدني ة الق ديم م ادتي يعتبرهم ا القض اء الفرنس ي
األساس التشريعي لمبدأ حظر التحكيم بالنسبة ألشخاص القانون العام ،فالمادة األولى منه
هي المادة 104والتي تضمنت النص على عدم جواز إبرام اتفاقيات تحكيم في المنازعات
-عصمت عبد الحميد الشيخ – التحكيم في العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي – دار النهضة العربية 2000ص 348
. 188
285
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التي يشترط القانون تبليغها إلى النيابة العامة ،وحضورها في الدعوى ،والمادة الثانية هي
المادة 83من التقنين ذاته والتي حددت المنازعات التي يجب إبالغ النيابة العامة بشأنها
وهي ال تي يك ون أح د أطرافه ا الدول ة أو البل ديات أو المؤسس ة العام ة ،349وم ع أن الط ابع
اإلداري للعقد ال يتعارض مع موضوع التجارة الدولية فكان من الطبيعي أن يتبنى القاضي
اإلداري نفــس الحل ،إال أن القضاء اإلداري ،قد اتخذ موقفا صارما من حظر التحكيم في
العق ود اإلداري ة بوج ه ع ام داخلي ة ك انت أو دولي ة وذل ك عمال بمقتض يات الم ادتين 83و
1004من ق انون المس طرة المدني ة الق ديم ،وأيض ا اس تنادا على نص الم ادة 2060ال تي
حلت محله ا س واء تعل ق األم ر ب الوزراء أو بالمج الس المحلي ة ويك ون ب ذلك موق ف مجلس
الدولة جاء متحفظا كما يتضح من رأيه الذي أبداه بشأن ايروديزي في 06مارس ،1986
ففي قض ية بطالن بطالن ش رط التحكيم في عق د أش غال عام ة ،فق د حكم مجلس الدول ة
ببطالن ش رط التحكيم بين ش ركة خاص ة ص احبة امتي از في مج ال الط رق الس ريعة وبين
مجموع ة من المش روعات .350وه ذا العق د ال ذي يعت بر إداري ا طبق ا لم ا اس تقر علي ه قض اء
المادة 2060من التقنين المدني التي تحظر شرط التحكيم ،وموقف مجلس الدولة هذا لقي
القانون العام ،فضال عن أن القضاء العادي الملزم بتطبيق قواعد القانون الخاص لم يمنح
-جابر نصار – الوجيز في العقود اإلدارية – دار النهضة العربية مصر 2000ص . 149 349
-حكم محكمة النقض الفرنسية في قضية p 1966 GLAKIS . D 575بتاريخ . 1966-5-2 350
-نجالء حس ن س يد أحم د خلي ل – التحكيم في المنازع ات اإلداري ة – دار النهض ة العربي ة الق اهرة 2003ص 351
. 121
286
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و يرجع تحريم اللجوء إلى التحكيم والحال ما ذكر إلى عدة أسباب تندرج جميعها
تحت مظلة المبادئ العامة للقانون ،فالقضاء اإلداري هو الجهة القض ائية الطبيعية للبت في
منازعات العقود اإلدارية كما سبقت اإلشارة إلى ذلك وبالتالي فمنح هذا االختصاص إلى
اعتداء جسيم على اختصاص القضاء اإلداري فمنذ 1969قال الفقيه فيرناند بأن " القضاء
اإلداري يس تطيع أن يم ارس الرقاب ة على أعم ال اإلدارة أفض ل من المحكمين ،كم ا أن
الفقيــه " ال فيريير " تساءل استنكارا ،كيف للدولة أن تقبل منح المحكمين سلطة النظر في
المنازع ات ال تي لم تواف ق على منحه ا للقض اة الع اديين ؟ ومن جه ة أخ رى اس تند الفقـ ـ ـ ـ ـــه
المص لحة العلي ا على المص الح الفردي ة ،ومن تم فال يج وز التحكيم في منازع ات العق ود
اللج وء إلى التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة في فرنس ا ،ف إن مب دأ حظ ر التحكيم في
المجال اإلداري جعل الهيئات العامة ال تظهر عدم رضاها عن قضاء الدولة ،أو تهمل في
ال دفاع عن المص الح العام ة المكلف ة برعايته ا وال تي يحميه ا ه ذا القض اء ،وإ لى أن اتف اق
التحكيم يمس االختصاص القضائي الذي ينفرد به القانون بتوزيعه بين الهيئات التي تقوم
ب ـ ـ ـ ـــه ،والمس اس بمب ادئ الق انون اإلداري التقلي دي ،وت دخل على مب دأ حظ ر التحكيم في
المجال اإلداري بعض االستثناءات تهدف إلى تخفيف تكدس القضايا لدى القضاء اإلداري
الفقرة الثانية :االستثناءات التشريعية على مبدأ حظر التحكيم في العقود اإلدارية
287
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إن الض رورات العملي ة والرغب ة في ايج اد ح ل س ريع لمنازع ات العق ود اإلداري ـ ـــة،
وذلك بعد منع المشرع الفرنسي من اللجوء إلى التحكيم فيها ،أدت إلى صدور العديد من
التشريعات التي أجاز المشرع بها للدولة وغيرها من أشخاص القانون العام اللجوء للتحكيم
لحسم بعض منازعات العقود اإلدارية على سبيل االستثناء ،حيث أجاز المشرع الفرنسي
للدول ة واألش خاص المعنوي ة العام ة اللج وء إلى التحكيم من ذ منتص ف الق رن التاس ع عش ر
اس تثناء من القاع دة العام ة ،وذل ك بم وجب ع دة ق وانين منه ا المتعل ق بالمنازع ات المتعلق ة
ببعض االمتي ازات بم وجب الق انون الص ادر في 14م ارس 1845في ش أن القن وات،
وك ذلك بعض المنازع ات ال تي تك ون الدول ة طرف ا فيه ا بم وجب الق انون الص ادر في 11
يونيو 1880في شأن السكك الحديدية ذات الطابع المحلي وكذلك القانون الصادر في 30
يولي و 1880في ش أن الجس ور الخاض عة لرس وم م رور غ ير أن التوس ع في االس تثناء من
قاع دة حظ ر لج وء األش خاص العام ة إلى التحكيم أخ ذ في التزاي د م ع مطل ع الق رن
. 352
العشرين
لق د ص در ه ذا الق انون لمواجه ة المش كالت العملي ة ال تي ارتبطت بالتس وية المالي ة
للعقود التي أبرمت من أجل المعرض العالمي الذي أقيم سنة 1900ونتيجة للمشاكل التي
-نادية بنيوسف – التحكيم في العقود اإلدارية بين التأييد واالعتراض – مرجع سابق ص . 140 352
288
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
هذا االستثناء أدرجه المشرع الفرنسي في قانون األشغال العامة الحالي في المادتين
رقم 361-247ومفادها نص المادة 248أنه طبقا للمادة 9من القانون الصادر في 17
أبريل 1906والتي حملت ربط الميزانية العامة بااليرادات والنفقات لسنة 1906تستطيع
الدول ة اللج وء إلى التحكيم المنظم بالب اب 18من ق انون المرافع ات المدني ة الجدي د لتص فية
حس اب نفقاته ا بعق ود األش غال العام ة والتوري د ،واس تلزمت أن يتم ال ترخيص ب اللجوء
للتحكيم بمقتض ى مرس وم يص در من مجلس ال وزراء مص دقا علي ه من ال وزير المخت ـ ـ ـ ـــص
ووزي ر المالي ة ومفاده ا نص الم ادة 361من ق انون األش غال العام ة أنه ا م دت نفس نط اق
التحكيم في عق ود األش غال العام ة الدولي ة إلى الجماع ات المحلي ة والمؤسس ات العام ة له ذه
الجماع ات وهم الدول ة والم ديريات والمقاطع ات كم ا ورد بنص الم ادة 69من القانـ ـ ـــون،
واستبعد المشروع العام المتخذ شكل الشرك الوطنية وشركات االقتصاد المختل ط من نط اق
. 353
تطبيقه
االس تثناء الث اني :وه و المرس وم بق انون رقم 25يولي و 1960وال ذي وس ع من
نط اق تط بيق الق انون الص ادر في 1960-4-18حيث امت د بموجب ه نط اق س ريانه إلى
العق ود ال تي تبرمه ا البل ديات ونقاب ات البل ديات والنقاب ات المش تركة والمراك ز الحض رية
االستثناء الثالث :ويتمثل في قانون 9يوليو 1975حيث أضاف هذا القانون فقرة
جدي دة للم ادة 2060من الق انون الم دني ،وهي الفق رة الثالث ة ونص ها ك اآلتي " :وم ع ذل ك
353
- Foussard (D) L’arbitrage en droit public Rev. Arb N° 1 1990 P 18 .
L .REVELIN L’arbitrage en droit privé DALLOZ 1907 P 70 .
289
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
فإنه يمكن للمؤسسات العامة ذات الطابع الصناعي التجاري بموجب مرسوم بأن تلجأ إلى
. 354
التحكيم
والتجاري االتفاق على شرط التحكيم ،بشرط الحصول على مرسوم ،وعلى الرغم من ذل ك
العامة من خالل الترخيص لها ب اللجوء إلى التحكيم بنص تشريعي صريح ،وذلك حرصا
االس تثناء الراب ع :ويتمث ل في الق انون الص ادر في 15يولي و 1982بالس ماح
للمؤسسات العامة أن تلجأ إلى التحكيم في حالة النزاع الناشئ عن تنفيذ عقود األبحاث مع
الهيئات األجنبية.
االس تثناء الس ادس :أج ازت الم ادة الثاني ة من الق انون رقم 587لس نة 1999
التعليم العالي باللجوء إلى التحكيم حيث أضافت هذه المادة للمادة السابعة من القانون رقم
-هاني صالح سري الدين – التحكيم في العقود اإلدارية بين الحظر واإلجازة بحث منشور في سلسلة إصدارات 354
المركز اليمني للتوفي ـ ـ ــق والتحكيم العدد 1بعنوان التحكيم في األلفية الثالثة 2003ص . 111
-جابر جاد نصار – التحكيم في العقود اإلدارية – مرجع سابق ص . 41 355
290
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التعليم العالي باللجوء إلى الص لح المنظم في المادة 33/2من التقنين المدني واللجوء إلى
. 356
التحكيم لحسم المنازعات التي تنشأ عن تنفيذ العقود المبرمة مع المؤسسات األجنبية
و لق د أض افت ه ذه الم ادة ك ذلك إلى الم ادة 20من الق انون رقم 52لس نة 1984
وثقافيـ ـ ـــة ومهني ة وذل ك به دف تنش يط البحث العلمي وزي ادة ف رص نق ل األبح اث وتب ادل
الخبرات مع المنظمات األجنبية التي تشترط في عقودها إدراج شرط التحكيم ولتنفي ذ ه ذين
النصين كان البد من إصدار مرسوم يوضح الشروط العملية للجوء إلى التحكيم ونطاقه،
إدارة المؤسسة على اللجوء إلى التحكيم وحدد نطاقه بجميع منازعات العقود التي تبرمها
هذه المؤسسات سواء إدارية أو مدنية أو تجارية لكن يقتص ر التحكيم على المنازع ات التي
و هك ذا وبع د اس تعراض االس تثناءات التش ريعية الس ابقة ال واردة على مب دأ حظ ر
اللجوء إلى التحكيم يتضح أن االتجاه متزايد نحو إجازة اللجوء إلى التحكيم في فرنسا .
و لق د تم تجمي ع ه ذه االس تثناءات وإ دراجه ا في الم ادة 311/6من ق انون القض اء
المادة انتقاد الفقه ،نظرا ألن هذه االستثناءات التشريعية السابقة الذكر تشكل استثناء على
الحظ ر ال وارد بنص الم ادة 2060من الق انون الم دني الفرنس ي ،فك ان من المنطقي أن
تن درج في الق انون الم دني تحت ه ذه الم ادة ،ويض اف إلى ذل ك أن معظم ه ذه االس تثناءات
-أحم د مخل وف – اتف اق التحكيم كأس لوب لتس وية منازع ات عق ود التج ارة الدولي ة – دراس ة تحليلي ة دار النهض ة 356
291
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تنظم عالق ات في الق انون الخ اص والقض اء اإلداري غ ير مختص إال بالق در ال ذي ينطب ق
و لق د تم إدراج ه ذه القواع د في الب اب الخ اص بمح اكم الدرج ة األولى أي اعت بر
التحكيم اس تثناء على اختص اص ه ذه المح اكم دون المح اكم االس تثنائية نظ را ألن ق انون
القض اء اإلداري لم يح دد الجه ة المختص ة ب الطعن في أحك ام التحكيم الص ادر في المس ائل
اإلداري ة وال مج ال لتط بيق الم ادة 1482من ق انون المرافع ات الفرنس ي الخاص ة ب الطعن
الخاص ة ،ب ل تع دى دوره ليص بح ض من إط ار مؤسس ة كامل ة له ا قواع دها وإ جراءاته ـ ـ ـ ـــا
. 357
وطبيعتها الخاصة الموازية لعملية التقاضي التي تتم من خالل نشاط المحاكم المختلفة
الذي يمارس في المحاكم ممثلة بالسلطة القضائية مدعومة بسلطات الدولة لتنفيذ أحكامها
قس ـــرا ،وإ نما هو عمل مستقل مباشر له مزاياه الكثيرة وعيوبه القليلة ،لذلك فإن مؤسسة
التحكيم أصبح لها وزن فعال بين وسائل حل المنازعات المدنية والتجارية ،حتى أنه امتد
إلى المنازعات المتعلقة بالعقود اإلدارية ضمن حدود معينة تحددها كل دول ة في تش ريعاتها
المتعلقة بالتحكيم.
-نادية بنيوسف – التحكيم في العقود اإلدارية بين التأييد واالعتراض ،مرجع سابق ،ص . 141 357
292
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و البعض نظ ر إلى مؤسس ة التحكيم باعتباره ا س ببا رئيس يا في زي ادة االس تثمارات
الخارجية في كل دولة وأحد أسباب ترغيب المستثمر في ولوج عالم االستثمار في الدولة
من خالل معرفت ه المسبقة ب أن المنازع ات المحتملة سوف يعهد أمر النظر فيه ا إلى هيئة
تحكيمي ة له ا دورا مهم ا في اختياره ا وتحدي د إط ار عمله ا ،وه ذا األم ر تنبهت ل ه معظم
الدول حيث أفردت ضمن تشريعاتها تشريعا خاصا ناظما كمؤسسة التحكيم ،ولم يكن ذلك
ولي د الص دفة ب ل ك ان عمال منهجي ا لتوس يع مج االت االس تثمارات ل ديها وج ذب رؤوس
األموال ،وقد تخلت معظم الدول على الفكرة التقليدية المتمثلة بأن عملية التقاضي وج ه من
أوج ه س يادة الدول ة وال يمكن أن تتخلى عنه ا لهيئ ة تحكيمي ة خاص ة حيث أص بحت ه ذه
. 358
الفكرة قديمة
إذن فنظام التحكيم هو أداة فعالة للفصل في المنازعات بين األفراد والجماعات بدال
من القضاء العام في الدولة الحديثة ،صاحبة الوالية العامة واالختصاص بالفصل في جميع
منازع اتهم ،وأي ا ك ان موض وعها إال م ا اس تثنى بنص ق انوني وض عي خ اص ألن مهم ة
التحكيم يتم اسنادها إلى أفراد عاديين أو أشخاص غير قضائية يطلق عليهم " هيئة التحكيم
" ويجري اختيارهم بواسطة أطراف النزاع موضوع االتفاق على التحكيم انطالقا من الثقة
التي يتمتعون ها في قدرتهم على حسم النزاع موضوع االتفاق على التحكيم أو انطالقا من
التخص ص الف ني وال ذي ق د ال يت وافر لغ يرهم مم ا يجعلهم أق در من اآلخ رين على فهم
-نادية بنيوسف – التحكيم في العقود اإلدارية بين التأييد واالعتراض ،مرجع سابق ،ص . 142 358
293
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و ق د عملت مجموع ة من ال دول العربي ة على إع داد اإلط ار الق انوني لتنظيم مج ال
التحكيم واجراءاته.
و لما كان المنطق القانوني يستلزم عند تناول فكرة ما ،تحديد أساسها القانوني ثم
عرض موقعها في السياق العام لتشريع الدولة وأخيرا بيان موقف تشريعاتها ،فقد ارتأينا
اختي ار نم اذج من ال دول العربي ة إللق اء نظ رة المتمثل ة في مص ر ودول ة اإلم ارات العربي ة
تعتبر مصر من الدول التي أخذ نظامها القانوني باالتجاه الذي يوسع الطريق أمام
تط بيق أس لوب التحكيم على منازع ات العق ود اإلداري ة غ ير أنه ا لم تص ل إلى ه ذا التط ور
طفرة واحدة وإ نما مرت بعدة مراحل من خاللها يمكن أن نستشف الموقف المصري من
المنازع ات اإلداري ة ذات الطبيع ة التعاقدي ة عن طري ق التحكيم حيث لم يتض من ق انون
المرافعات المدنية والتجارية رقم 13لسنة 1968بين طياته نصا صريحا يجيز أو يمنع
منازع ات العق ود اإلداري ة الداخلي ة بطري ق التحكيم إلى رأيين ،أولهم ا :ي رفض تط بيق
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة – األسس العامة في العقود اإلدارية – مرجع سابق ،ص .191 359
294
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أسلوب التحكيم لحسم هذه المنازعات ،وثانيهما يجيز ذلك وكان لكل منهما حججه وأسانيده
.
فالج انب المع ارض إلمكاني ة التحكيم في العق ود اإلداري ة اس تند إلى بعض الحجج
يذهب رأي في الفقه المعارض لمبدأ التحكيم الداخلي في منازعات العقود اإلدارية
إلى أن االتف اق على التحكيم ي رتب أث رين ه امين أح دهما :س لبي ويتمث ل في حرم ان
األط راف من االلتج اء إلى القض اء لح ل المنازع ات ال تي اتفق وا بش أنها على اللج وء إلى
التحكيم واآلخ ر ايج ابي ويتمث ل في فض ال نزاع عن طري ق التحكيم واالل تزام ب الحكم
الصادر فيه واعتباره كأنه صادر فيه واعتباره كأنه صادر عن المحكمة المختصة أصال
. 360
بنظر النزاع
و ينب ني على ذل ك أن االتف اق على التحكيم بالنس بة لمنازع ات العق ود اإلداري ة يمث ل
بال ش ك اعت داء على اختص اص القض اء اإلداري ص احب االختص اص ألص يل بنظ ر ه ذه
المنازعات المعقود له بموجب نص المادة 172من الدستور الص ادر ع ام ،1971والم ادة
-محمد كمال منير :مدى جواز االتفاق على االلتجاء إلى التحكيم االختياري في العقود اإلدارية ( تعليق على حكم 360
المحكم ة اإلداري ة العلي ا في الطعن رقم 3049لس نة 32ق جلس ة 1990-2-20مجل ة العل وم اإلداري ة الس نة الثالث ة
والثالثون العدد األول يونيو 1991ص . 331
295
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
في الواقع أن االستناد إلى هذه الحجة لتقرير عدم مشروعية حسم منازعات العقود
اإلداري ة بطري ق التحكيم في الف ترة الس ابقة على ص دور الق انون رقم 27/94له ا م ا
يبرره ا ،ذل ك أن إرادة الخص وم ليس ت كافي ة بمفرده ا لخل ق نظ ام التحكيم في منازع ات
العق ود اإلداري ة ،ب ل يتطلب األم ر ت دخل المش رع ب النص ص راحة على ج وازه في ه ذه
المنازعات ،وال أدل على ذلك من أن المشرع حين أراد تطبيق أسلوب التحكيم على بعض
منازعات العقود اإلدارية أصدر عدة قوانين تبيح ذلك صراحة .
إلى ج انب االتج اه المع ارض ظه ر اتج اه مؤي د لتط بيق أس لوب التحكيم على
المنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية مستندا في ذلك إلى حجتين رئيسيتين :
الدول ة بمقتض ى نص الم ادة الثالث ة من م واد إص داره تطبيقه ا على المنازع ات اإلداري ة
التحكيم ،فق د نص ت الم ادة 501من ق انون المرافع ات على أن ه " :يج وز االتف اق على
التحكيم في ن زاع معين بوثيق ة تحكيم خاص ة ،كم ا يج وز االتف اق على التحكيم في جمي ع
. 361
المنازعات التي تنشأ من تنفيذ عقد معين
و تتمثل الحجة الثانية في أن أحكام قانون مجلس الدولة لم يتضمن بين طياته نصا
يقضي بحظر التحكيم في منازعات العقود اإلدارية وأن ما تضمنته الم ادة العاشرة من هذا
الق انون من تحدي د الختص اص مح اكم مجلس الدول ة ق د قص د به ا بي ان الح د الفاص ل بين
اختص اص القض اء اإلداري من القض اء الع ادي ،ومن تم فال يج وز تع دي ه ذا الغ رض
-محمد كمال منير :مدى جواز االتفاق على االلتجاء إلى التحكيم االختياري في العقود اإلدارية مرجع س ابق ،ص 361
. 332
296
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
للقول بعدم جواز حسم منازعات العقود اإلدارية بطريق التحكيم ،فضال عن أن المادة 58
من ذات الق انون ق د قطعت ص راحة بج واز التج اء الجه ات اإلداري ة إلى التحكيم في
منازع ات اإلداري ة وذل ك عن دما اش ترطت على اإلدارة ب أال ت برم أو تقب ل أو تج يز اتف اق
تحكيم أو تنفي ذ ق رار محكمين في م ادة تزي د قيمته ا على خمس ة آالف جني ه بغ ير اس تفتاء
. 362
إدارة الفتوى المختصة بمجلس الدولة
أم ا موق ف القض اء في مص ر ،فيمكن إجمال ه في موق ف الجمعي ة العمومي ة لقس مي
فبخص وص موق ف الجمعي ة العمومي ة فق د أفتت ه ذه األخ يرة لمجلس الدول ة بثالث
.364 1988-30
العم ارة والتخطي ط ال ذي تض من اتف اق الط رفين على اللج وء إلى التحكيم بخص وص
النزاعات التي قد تنشأ عن تنفيذ بنوده أو تفسيرها قررت الجمعية المذكورة بتاريخ -15
1989-5ج واز االتف اق على التحكيم اس تنادا إلى الم ادتين 167و 172من الدس تور
-مجدي عبد الحميد شعيب – التحكيم في العقود اإلدارية – المجلة القانونية االقتصادية العدد العاشر 1998ص 362
. 115
-فت وى الجمعي ة العمومي ة لقس مي الفت وى والتش ريع لمجلس الدول ة في المل ف رقم 163-6-86جلس ة -1-15 363
.1970
-فتوى نفس الجمعية في الملف رقم 122-1-47بجلسة . 1988-3-30 364
297
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
والتجاري ة رقم 13لسن ـ ـــة 1968والم ادتين 10و 58من ق انون مجلس الدول ة،
المش رع له ذه اإلرادة ،وق د أج از المش رع االتف اق على التحكيم في الم ادة 58من ق انون
مجلس الدولة وفي قانون المرافعات ،وأن قواعد هذا األخير هي الواجبة التطبيق في حالة
عدم وجود نص صريح ينظم التحكيم في العقود اإلدارية ،إال أن ذلك يبقى مشروطا بعدم
أم ا المحكم ة اإلداري ة العلي ا ،فب الرجوع إلى األحك ام الص ادرة عن جه ة القض اء
اإلداري نلمس بوض وح ع دم اس تقرار ه ذا القض اء وتقلب ه بين إج ازة ومن ع اللج وء إلى
التحكيم لحسم المنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية في الفترة الشابقة على صدور القانون
رقم ،27/94وه ذا يجب توض يحه من خالل رأيين :رأي أول ق ال بمن ع التحكيم في
العق ود اإلداري ة لنفس الت بريرات ال تي س اقها المعارض ون ن وذل ك بمناس بة نظره ا في
الطعن المقدم من هيئة قضايا الدولة نيابة عن وزير اإلسكان والمرافق ض د حكم محكمة
القض اء اإلداري الص ادر بت اريخ 1986-5-18في قض ية الش ركة لمص رية للمس اهمة
-للمزي د من التفص يل راج ع :محم د محج وبي – دور التحكيم في تس وية منازع ات العق ود اإلداري ة الداخلي ة في ض وء
القانون المغربي والمقارن – المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية العدد 86ماي – يونيو 2009ص . 23
298
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ألزم الوزير المذكور بتعيين محكم عنه استنادا إلى البند 5من االتفاق المبرم بين الطرفين
بتاريخ 14أبريل 1955وهذا االتجاه الذي تبنته المحكمة اإلدارية العليا هو الذي سلكته
و إذا ك انت المحكم ة اإلداري ة العلي ا ق د غلبت في الحكم المتق دم االتج اه القائ ل بع دم
مشروعية التحكيم استنادا إلى االختصاص المقرر لمحاكم مجلس الدولة بنظر المنازعات
الناش ئة للعق ود اإلداري ة ،إال أنه ا اتخ ذت منحى آخ ر في حكمه ا الص ادر بت اريخ 18من
ين اير ع ام 1994حيث أج ازت اللج وء إلى التحكيم بش أن ه ذه المنازع ات ،ويتض ح ذل ك
جليا من خالل حيثيات حكمها المذكور إذ تقول " :ومن حيث إنه يبين مما تقدم أن الخالف
بين الطرفين يتبلور في تفسير نصوص عقد االتفاق المبرم بينهم ا ( ) ...أي أن المنازعة
محل الطعن الماثل ال تجاوز في حقيقتها نطاق تفسير العقد اإلداري والتخرج عن دائرته
ومن ثم ت دخل في توالي ة القض اء الكام ل دون والي ة اإللغ اء وال ي رد عليه ا وق ف التنفي ذ
المتعلق بالقرارات اإلدارية ومن تم يجوز فيها شرط التحكيم طبقا لنص المادة ( ) 501
من قانون المرافعات خاصة وأن هذا الشرط قد تضمنه االتفاق المعقود في أغسطس سنة
1945قب ل إنش اء مجلس الدول ة ومن تم يتعين العم ل بمقتض اه وطبق ا للم ادة 21من عق د
-حكم محكمة القضاء اإلداري في الطعن رقم 3049السنة 32ق جلسة . 1990-2-20 367
-كما في حكمها في القضية رقم 5429لجلسة 1991-1-20منشور في مجلة هيئة قضاء الدولة السنة 41العدد 368
العليا والجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع في العقود اإلدارية في أربعين عاما ص . 148
299
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و يتضح مما سبق مدى االختالف والتباين الذي ساد في الفقه والقضاء بشأن تطبيق
أسلوب التحكيم على المنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية في الفترة السابقة على صدور
القانون رقم 27لسنة 1994ومرجع ذلك غياب النص التشريعي الذي يحسم هذه المس ألة،
وه و م ا ح اول المش رع العم ل على تالفي ه بإص داره الق انون رقم 27لس نة 1994بش أن
التحكيم في الم واد المدني ة والتجاري ة ،فه ل حس م ه ذا الق انون ذل ك االختالف أم أن األم ر
استمر على ذات المنوال ؟ هذا ما سوف نوضحه من خالل المرحلة الثانية .
العقود اإلدارية بطريق التحكيم في ظل قانون المرافعات رقم 13لسنة ،1968وعلى اثر
االتجاه ات الدولي ة الحديث ة بش أن التحكيم التج اري ال دولي ،ص در الق انون رقم 27لس نة
1994بشأن التحكيم في المواد المدنية والتجارية بتاريخ 18من أبريل عام ،1994وقد
نص ت الم ادة الثالث ة من م واد اإلص دار على أن ه " :تلغى الم واد من 501إلى 513من
الق انون رقم 13لس نة 1968بإص دار ق انون المرافع ات المدني ة والتجاري ة كم ا يلغى أي
كم ا نص ت الم ادة األولى من ه ذا الق انون على أن ه " :م ع ع دم اإلخالل بأحك ام
االتفاقيات الدولية المعمول بها في جمهورية مصر العربية تسري أحكام هذا القانون على
ك ل تحكيم بين أط راف من أش خاص الق انون الع ام أو الق انون الخ اص أي ا ك انت طبيع ة
300
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
. 370
تحكيما تجاريا يجري في الخارج واتفق أطرافه على اخضاعه ألحكام هذا القانون
فه ل حس م ه ذا الق انون الج دل الفقهي والقض ائي المث ار ح ول مش روعية التحكيم في
في الواق ع ت ردد الفق ه والقض اء ح ول م دى ج واز اللج وء إلى التحكيم في العق ود
اإلدارية وذلك نتيجة ألن المشرع لم ينص على ذلك صراحة .
لقد اختلف الفقه المص ري بين مؤيد ومعارض لج واز التحكيم في العقود اإلدارية،
ح تى بع د ص دور ق انون التحكيم رقم 27لس نة 1994ال ذي أج از ألش خاص الق انون الع ام
اللجوء للتحكيم في المنازعات التي تكون طرفا فيها ،أيا كانت طبيعة العالقة القانونية التي
يدور حولها النزاع شريطة أن يكون الموضوع الذي يثار بشأنه التحكيم من الموضوعات
فق د ذهب ج انب من الفق ه المص ري إلى الق ول بج واز لج وء األش خاص المعنوي ة
العامة للتحكيم في منازعاتها اإلدارية خصوصا بعد ما جاء بنص المادة األولى من قانون
التحكيم رقم 27لس نة 1994ال تي تج يز ألش خاص الق انون الع ام اللج وء للتحكيم في أي ة
عالق ة قانوني ة ذات ط ابع اقتص ادي أو تج اري وتقب ل الص لح والتص رف ،وال ش ك في
. 371
انطباق هذا المعيار على منازعات العقود اإلدارية
-ثروت بدوي – النظرية العامة للعقود اإلدارية – دار النهضة العربية ،القاهرة .1993 370
-محمود سمير الشرقاوي – مفهوم التجارة الدولية وفقا لقانون التحكيم المصري الجديد – بحث مقدم إلى مؤتمر 371
مراكز التحكيم العربية المنعقد في جامعة بيروت العربية في الفترة من 16إلى 18مايو سنة . 1999
301
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و ذهب أنصار هذا االتجاه تأييدا لوجهة نظرهم بإجازة التحكيم في العقود اإلدارية
إلى القول بأن القاعدة األصولية تقضي بأن العام يؤخذ على إطالقه ما لم يأت ما يخصصه
وأن ه ال اجته اد م ع ص راحة النص ومن تم ف إن نص الم ادة األولى من ق انون التحكيم رقم
27لس نة 1994ق د ج اء عام ا في س ريانه على التحكيم بين أش خاص الق انون الع ام أو
الخاص أيا كانت طبيعة العالقة القانونية التي يثار بشأنها النزاع طالما كان التحكيم داخل
لكن جانبا آخر من الفقه المصري قد ذهب إلى القول بعدم جواز اللجوء للتحكيم في
منازعات العقود اإلداري ة ،وذل ك ألن ق انون التحكيم رقم 27لس نة 1994لم يتض من نص ا
صريحا يقضي بجواز التحكيم في العقود اإلدارية وأمام صمت المشرع في هذا الش أن ،فال
373
يجوز استثناء هذه الطائفة من العقود إال بمقتضى نص تشريعي صريح يقضي بـ ـ ـــذلك
واس تند ه ذا الج انب من الفق ه إلى نص الم ادة 172من الدس تور ال تي تقض ي ب أن مجلس
الدول ة هيئ ة قض ائية مس تقلة ويختص بالفص ل في المنازع ات اإلداري ة وفي ال دعاوى
كم ا ذهب أنص ار ه ذا االتج اه الفقهي إلى الق ول ب أن خض وع منازع ات العق ود
اإلداري ة للتحكيم يق ف أمامه ا ص عوبات ال يس تهان به ا ،حيث أن نص الم ادة األولى من
قانون التحكيم رقم 27لسنة 1994والمناقشات التي دارت بشأنها في مجلس الشعب وما
أوردته المذكرة االيضاحية لم يؤد إلى حسم المسألة بجواز التحكيم في العقود اإلدارية .
-ناريمان عبد القادر – اتفاق التحكيم – دار النهضة العربية القاهرة مصر 1996ص . 148 372
-اكثم الخ ولي – االتجاه ات العام ة في ق انون التحكيم الجدي د – بحث مق دم إلى م ؤتمر مرك ز الق اهرة االقليمي 373
302
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إلى جانب هذا ذهب رأي ثالث وسط إلى القول بجواز التحكيم في العقود اإلدارية
ذات الطابع الدولي ،واتجه هذا الرأي في تحديده لمفهوم العقد اإلداري الدولي إلى القول
بأن ه " العق د ال ذي يلح ق بأطراف ه أو بموض وعه عنص ر أجن بي ،ومن ذل ك أال يك ون مح ل
اإلقامة أو مقر الشخص المعنوي الطرف في العقد داخل الدوبة المتعاقدة أو يكون القانون
الواجب التطبيق على العقد مما يسمح بالتحكيم لفض ما ينشأ عنه من منازعات ،وهو ما
. 374
يجعل للعقد شأن على صعيد المعامالت التي تتجاوز الصفة الوطنية الخالصة
و تأييدا لهذه الفكرة نجد أن قانون التحكيم رقم 27لسنة 1994قد أثار في المادة
– 2أن يتف ق طرف ا التحكيم على اللج وء إلى منظم ة تحكيم دائم ة أو مرك ز للتحكيم
واحدة .
– 4أن يكون المركز الرئيسي ألعمال كل من طرفي التحكيم واقعا في نفس الدولة
وقت ابرام اتفاق التحكيم وكان أحد األماكن التالية واقعا خارج هذه الدولة .
-اب راهيم علي حس ن – ت أمالت في اختص اص التحكيم بمنازع ات عق ود الدول ة – مجل ة هيئ ة قض ايا الدول ة الع دد 374
303
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
لقد اختلف القضاء المصري أيضا في نفس المسألة التي اختلف حولها الفقه ،ذلك
أن الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع وبالرغم من صدور القانون رقم 27أعاله
ق الت بحظ ر التحكيم على العق ود اإلداري ة بعل ة أن ش رط التحكيم يعت بر متنافي ا م ع إداري ة
العقد ،لذا ارتأت ضرورة تدخل المشرع بعمل تشريعي يجيز التحكيم في منازعات العقود
في حين أن القض اء اإلداري ذهب عكس م ا انتهت إلي ه الجمعي ة العمومي ة أعاله،
فأج از اللج وء إلى التحكيم في العق ود اإلداري ة بع دما ص در الق انون رقم ،27/1994كم ا
فعلت محكم ة القض اء اإلداري في حكمه ا الص ادر بت اريخ 1996-1-28في ال دعوى
المقام ة أمامه ا من وزي ر األش غال العام ة والم وارد المائي ة ض د الممث ل الق انوني لمجموعة
الش ركات األوربي ة المنف ذة لمش روع قن اطر اس نا الجدي دة المس ماة " الكونس ورتيوم " عن دما
ط الب ببطالن حكم هيئ ة التحكيم الص ادر بت اريخ 1994-1-15في قض ية التحكيم رقم
304
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
مشروعية حسم منازعات العقود اإلدارية بطريق التحكيم أن يتدخل بموجب نص تشريعي
ص ريح ليحس م ه ذا الخالف ،فأص در الق انون رقم 9لس نة 1997ونص في مادت ه األولى
على أنه :تض اف إلى الم ادة ( )1من ق انون التحكيم في الم واد المدني ة والتجارية الص ادر
بالق انون رقم 27لس نة 1994فق رة ثاني ة ،نص ها اآلتي ،وبالنس بة إلى منازع ات العق ود
كما نصت المادة 2/1من ذات القانون على أنه " :ينشر هذا القانون في الجريدة
الرسمية ،ويعمل به من اليوم التالي لتاريخ نشره ،وبهذا التعديل يكون المشرع المصري
ق د حس م كلي ا الخالف ال ذي ك ان دائ را في الفق ه والقض اء منح ازا ب ذلك إلى ج انب االتج اه
و يس تفاد من نص الم ادة األولى الس الفة ال ذكر أن الق انون الم ذكور ق د ش مل جمي ع
ص ور العق ود اإلداري ة ،حيث إن ه لم يخص ص عق ودا معين ة وخص ها بج واز التحكيم فيه ا،
-كافة العقود اإلدارية الوطنية منها أم الدولية ،وذلك لعمومية نص الم ادة األولى
منه والتي لم تخص نوعا معينا منها يتم تسويته بطريق التحكيم .
-راجع في الموضوع :وليد محمد عباس – التحكيم في المنازعات اإلدارية ذات الطبيعة التعاقدية – دار الجامعة 377
305
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-كافة صور المنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية سواء كانت في مرحلة اإلب رام
أما من حيث النطاق الزمني ،وكما جاء في نص المادة الثانية من القان ـ ـ ـــون رقم 9
لسنة 1997السالفة الذكر على أنه " ينشر هذا القانون في الجريدة الرسمية ،ويعمل به من
و يستفاد من كل هذا أن هذه المادة قد حددت نطاق سريان أحكام هذا القانون من
اليوم التالي لتاريخ نشره في الجريدة الرسمية ،وبالتالي فهو يطبق بأثر فوري وليس بأثــر
رجعي .
إلى ج انب ه ذا ع برت الجمعي ة العمومي ة لقس مي الفت وى والتش ريع في الفت وى
إال بكتمال أهليته أو بتعيين وصيا من المحكمة فإنه في منازعات العقود اإلدارية ال يصح
إال باكتمال اإلرادة المعبرة عن كمال الوالية العامة في إجراءه وال تكتمل الوالية هنا إال
بعمل تش ريعي يجيز ش رط التحكيم في العق د اإلداري ال يص ح إال باكتم ال اإلرادة المعبرة
عن كمال الوالية العامة في إجراءه وال تكتمل الوالية هنا إال بعمل تشريعي يجيز شرط
التحكيم في العقد اإلداري بضوابط محددة وقواعد منظمة أو بتفويض جهة عام ة ذات ش أن
اإلفت اء ق ام المش رع بإص دار الق انون رقم 9لس نة 1997بتع ديل ق انون التحكيم في الم واد
المدني ة والتجاري ة بإض افة فق رة جدي دة إلى الم ادة ( )1من ه تنص على أن ه ( )...وه و م ا
306
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يؤك د أن التحكيم لم يكن ج ائزا في منازع ات العق ود اإلداري ة ح تى ت دخل المش رع ب النص
. 378
على إجازته بموجب التعديل المشار إليه
بدول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة خصوص ا مج ال التحكيم ،يمكن الق ول ب أن
التش ريعات االتحادي ة للق وانين هي حديث ة النش أة ،فق د ص درت ب ع إعالن الدس تور الم ؤقت
لالتح اد س نة 1972م ،وق د خطت الدول ة اإلم ارات من ذ ذل ك الحين وح تى اآلن خط وة
ايجابية جيدة في هذا الشأن وسايرت دول العالم في كافة المجاالت ،بل نستطيع القول " :
أنها تخطت بعض الدول التي سبقتها ،ولكن في ظل عدم وجود قانون ينظم مسائل التحكيم
في العق ود اإلداري ة ال تي ب اتت تش كل أهمي ة بالغ ة في ه ذه الف ترة ،تظ ل دول ة اإلم ارات
مت أخرة وينبغي أن تس رع بإص داره وتعم ل على الفص ل في االختص اص بإنش اء مح اكم
خاصة للفصل في منازعات العقود اإلدارية أو أن ينظرها قضاة متفرعين لمسائل العقود
و يجب أن ال نس تبعد م دى ت أثر القاض ي الم دني بالق انون الخ اص وإ مكاني ة ف رض
مبادئ ه من خالل األحك ام الص ادرة في منازع ات العق ود اإلداري ة ال تي ك ان من المف روض
أن يطب ق عليه ا قواع د الق انون اإلداري ال ذي يحم ل بين طيات ه روح التط ور المس تمر
والتغيير حسب متطلبات المستجدات المجتمعة في كافة المجاالت والبعد عن الجمود الذي
-الفتوى رقم 28بتاريخ 1997-12-11مجلة هيئة قضايا الدولة العدد الثاني ،السنة الرابعة واألربعون أبريل 378
307
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
فمتطلب ات الق انون اإلداري تختل ف كلي ا عن متطلب ات الق انون الم دني ل ذا يجب
االعتراف بأنه من غير المستحب أن يقوم القاضي المدني بنظر منازعات العقود اإلدارية
لتش بعه بقواع د الق انون الم دني وم ا ل ذلك من ت أثير على األحك ام ال تي ستص در على تل ك
المنازعات .
أما لو استعرضنا الحاالت التي أشار إليها المشرع اإلماراتي فسيتبين أنه قد أشار
للتحكيم ثالث مرات بدون التعرض للتفاصيل التي تركها لتشريعات كل إمارة أن تكملها .
الحال ة األولى :في ق انون تنظيم العالق ات القض ائية بين اإلم ارات في االتح اد فق د
اعت بر أحك ام المحكمين الص ادرة في إح دى اإلم ارات األعض اء قابل ة للتنفي ذ في س ائر
الحال ة الثاني ة :في ق انون تنظيم عالق ات العم ل وتطلب إنش اء لجن ة تس مى لجن ة
الحال ة الثالث ة :في ق انون اتح اد غ رف التج ارة والص ناعة فق د أس ند المش رع
االتح ادي التح اد الغ رف وظيف ة فض المنازع ات التجاري ة والص ناعية بطري ق التحكيم في
. 381
حالة اتفاق أطراف النزاع على ذلك
و على غ رار ال دول الس الفة ال ذكر س ادت مواق ف بدول ة اإلم ارات من التحكيم في
العقود اإلدارية ،هذه المواقف سنعمل على توضيحها في النقط الموالية .
-القانون االتحادي رقم 8لسنة 1980في شأن تنظيم عالقات العمل المواد . 161-160 380
-القانون االتحادي رقم 5لسنة 1967بشأن اتحاد غرف التجارة والصناعة المادة 5فقرة . 10 381
308
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
صدر القانون رقم 3لسنة 1970إجراءات المحاكم المدنية ،وخصص المشرع في
إم ارة أب و ظ بي الفص ل التاس ع من ه ،من الم ادة 82إلى 98لتق نين التحكيم ،وق د ف رق ه ذا
المحكم ة للتحكيم ،بن اء على طلب الخص وم ،لك ل نقاط ال نزاع المعروض أو بعض ا منـ ـــها،
. 382
وتشرف المحكمة على كل اجراءات التحكيم
-التحكيم المس جل عق ده ،وه و االتف اق ال ذي يقض ي بإحال ة الخالف بين أطراف ه
للمحكمين فيج وز أن يطلب أح د األط راف تس جيله أم ام المحكم ة المختص ة عن دما يمتن ع
-التحكيم الحر المسجل حكمه ،هو التحكيم الرضائي الذي يجري بدون المحكمة،
منطوق الحكـم وأهم ما فيه أنه يحدد المحكمين بأي وجه من الوجوه.384
يرتكز التشريع التحكيمي في إمارة دبي على مجموعة من القوانين تتمثل في :
-ق انون العق ود وه و من أهم الق وانين المقنن ة في اإلم ارة وق د ص در بتاريـ ـــخ -6-22
1971وعمل به في . 1971-7-15
-الماد 82من قانون اجراءات المحاكم المدنية في أبو ظبي . 382
-المادتان 98- 97من قانون اجراءات المحاكم المدنية في أبو ظبي . 383
-المادة 94الفقرة 3 – 2والمادة 98الفقرة 4-3من قانون اجراءات المحاكم المدنية في أبو ظبي . 384
309
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-قانون غرفة التجارة والصناعة في دبي ،الذي جعل من مهام الغرفة حل المنازعات بين
إلى جانب هذا فالتحكيم في إمارة دبي أصبح يرتكز على عدة قواعد موفـــقا للمادة
1-32من ق انون العق ود ،فإن ه يعت بر ب اطال ك ل اتف اق يمن ع أح د أطراف ه من اللج وء إلى
. 385
القضاء أو يحد من هذه الحرية
أم ا التحكيم فه و ج ائز ،ألن ه اس تثناء للقاع دة ،إذ يعت بر مش روع إم ارة دبي أن ه ليس
في نص هذه القاعدة ،ما يجعل أي عقد مخالفا للقانون ،إذا اتفق بموجبه شخصان أو أكثر
على إحال ة أي خالف ق د ينش أ فيم ا بينهم بخص وص أي موض وع أو ن وع من المواض يع
. 386
تحصيله بشأن الخالف المحال بالصورة المذكورة
كما أن المشرع في إمارة دبي قد فرق بين االتفاق التحكيمي المسجل لدى المحكمـــة
-تنص المادة السالفة الذكر " :يعتبر باطال كل اتفاق يمنع أحد أطرافه ،بصورة مطلقة من تنفيذ حقوقه في أي عقد 385
أو بمقتض اه ب اإلجراءات القض ائية المعت ادة في المح اكم العادي ة ،أو يقض ي بتحدي د الم دة التي يجوز ل ه فيه ا تنفي ذ حقوقه
وذلك بقدر ما يتضمن من منع ".
-المادة -2-32أ من قانون العقود الصادر بتاريخ . 1971-6-22 386
310
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إضافة إلى كل هذا فالتحكيم النظامي لغرفة تجارة وصناعة دبي التي حددها قانون
إنش ائها ق د بين مهامه ا :منه ا فض المنازع ات ال تي تنش أ بين أعض ائها وتنظ ر ب التحكيم
وفق ا لنظ ام تعاق دي ه و أيض ا ي أتي ب دال عن ض ائع ،فنظ ام 387
اللجن ة التجاري ة في الغرف ة
الغرفة ال يضع نظاما للتحكيم ،وال يمكنه اللجوء إلى قانون تحكيم يفصل اجراءات ونظام
التحكيم من هنا أبدعت الغرفة صيغة نموذجية لطلب تحكيم يلزم موقعيه .
تطب ق إم ارة الش ارقة ق انون العق ود المطب ق في إم ارة دبي ويس تند على المصــادر
اآلتية:
-الشريعة اإلسالمية
-اجتهاد المحاكم.
في سنة 1992صدر القانون االتحادي رقم 11لسنة 1992في شأن اإلجراءات
المدني ة في دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة ،وبقص د التيس ير على الخص وم والتبس يط
-القانون رقم 2لسنة 1975المادة 11بشأن انشاء غرفة تجارة وصناعة دبي . 387
-القانون رقم 1الصادر سنة 1980بشأن انشاء غرفة تجارة وصناعة الشارقة . 388
311
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المحكمين ومن أن موض وع ال نزاع يجوز طرح ه على التحكيم ،كم ا أن حكم المحكمين
يخض ع لرقاب ة القض اء ،فالمش رع وإ ن أج از التحكيم ،إال أن ه أوجب مراع اة الش كل
المقرر في التشريع ،إذ ال يجوز للمحكمين الخروج عن نطاق المواد القانونية المنظمة
التج اري ،وبع د ذل ك أنش أت غرف ة تج ارة وص ناعة دبي ،مرك ز دبي للتحكيم الدول ـ ـ ـــي،
وأخيرا صدر قرار تأسيس مركز الشارقة للتحكيم التجاري الدوللي بموجب المرسوم رقم
كم ا أك دت الم واد من 203إلى 218من ق انون اإلج اءات المدني ة اإلم اراتي
المحكمين وط رق الطعن على حكم التحكيم ،وتحدي د س لطة المحكم ة المختص ة بالنس بة
-القانون االتحادي رقم 11لسنة 1992في شأن االجراءات المدنية في دولة االمارات العربية المتحدة . 389
312
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
كما نصت الفقرة 1من المادة 203منقانون اإلجراءات المدنية ،على جواز لجوء
المتعاق دين بص فة عام ة على اش تراط التحكيم في العق ود ال تي يبرمونه ا ،أو االتف اق الحق ا
. 390
على عرض النزاع بينهم على محكم أو أكثر
و ق د ذهب قض اء محكم ة تمي يز دبي إلى أن ه في ح ال اتف اق الط رفين على التحكيم
ي ترتب على ذل ك حرم ان أط راف العق د من االلتج اء إلى القض اء بص دد الخص ومة ال تي
اتفقوا فيها على التحكيم ،لنزولهم عن االلتجاء إلى القضاء بصدده ،وال يجوز الرجوع عن
ذل ك إال باتف اقهم وال يح ق ألي منهم الع دول عن االتف اق على التحكيم بإرادت ه المنف ردة ،إذ
يظل شرط التحكيم قائما ،ومتى نزل الخصوم بإرادتهم عن حق اللجوء إلى القضاء ،فإن
الدعوى تفقد شرطا من شروط قبولها ،مما يمتنع معه على المحـــكمة قبولها ،وبذلك يمكن
الق ول بأن ه م ا دام ش رط التحكيم قائم ا ،فإن ه يتن ع على المحكم ة نظ ر ال دعوى ،رغم بقائه ا
ص احبة االختص اص ،ومن تم ف إن ال دافع باالعت داد بش رط التحكيم من قبي ل ال دفوع بع دم
أما بخصوص خضوع المصالح الحكومية للتحكيم يمكن القول أن ق انون التحكيم في
إمارة أبو ظبي لم يتطرق إلى أهلية المصالح الحكومية لالحتكام ،لكن المطبق عمليا هو أن
الدولة والمصالح الحكومية تقبل التحكيم الداخلي قليال ،وكثيرا ما تذهب المصالح الحكومي ة
إلى التحكيم الدولي ،نفس الشيء سار عليه المشرع في إمارة دبي في حين يستند حقوقيو
-تنص الم ادة 203الفق رة 1من الق انون االتح ادي رقم 11لسنة 1992في ش أن االج راءات المدني ة أن ه " يج وز 390
للمتعاقدين بصفة عامة أن يشترطوا في العقد األساسي أو باتفاق الحق عرض ما قد ينشأ بينهم من نزاع في تنفيذ عقد
معين على محكم أو أكثر ،كما يجوز االتفاق على التحكيم في نزاع معين بشروط خاصة .
313
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التحكيم الدولي إلى أقوال الحقوقيين في دبي بأن عقد التحكيم بين دولة االتحاد واألشخاص
. 391
العاديين صحيح
و في رأينا واستنادا إلى ما سبق فالمشرع في دولة اإلمارات يقف موقفا محايدا من
التحكيم في العقود اإلدارية ،حيث نجده لم يقف موقفا مضادا أو معاديا للتحكيم في العقود
اإلدارية ،كما لم يخصه بقانون خاص به أو بتشريع مستقل يميزه بإجراءات مختلفة عن
التحكيم في العقود التجارية أو المدنية التابعة للقانون الخاص ،وأما في الواقع العملي فإننا
قليــال وكثيرا ما تذهب إلى التحكيم الدولي ،وهي بصدد إصدار تشريع يسمح بالتحكيم في
العقود اإلدارية بشرط موافقة الوزير المختص أو من يتولى اختصاصه بالنسبة لألشخاص
بخص وص التحكيم بص فة عام ة في المغ رب الب د من اإلش ارة إلى لمح ة تاريخي ة
لمعرف ة تط ور ه ذا الن وع وه ذه الوس يلة لتس وية المنازع ات المختلف ة ،وهك ذا فم ع مجيء
االس تعمار بع د التوقي ع على معاه دة الحماي ة بمدين ة ف اس في 30م ارس 1912ال تي
وض عت المغ رب في نظ ام الحماي ة الفرنس ي ،ح اول المس تعمر س ن بعض الق وانين ال تي
تتماش ى م ع مطامعـ ـ ـ ـ ـــه ومص الحه من بينه ا ظه ير االلتزام ات والعق ود الص ادر في 12
غش ت 1913وظه ير المس طرة المدني ة الملغى الص ادر في نفس الت اريخ ف األول لم ي أت
391
- Edouard Chamy : l’arbitrage commercial international dans les pays Arabes , Paris 1
1985 p 351.
- Samir Seleh : Commercial Arbitration in the Arabe Middle East Dubai and Sharjah p 360 .
314
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بمقتضيات خاصة بالتحكي ــم وإ نما تناوله في فصول متناثرة كما هو الشأن في الفصل 894
أم ا الث اني فق د خص ص ل ه الفص ول من 527إلى 543خالف ا م ا ي ذهب إلي ه الفق ه من أن
التحكيم لم ينظم إال بمقتض ى ق انون المس طرة المدني ة الص ادر في 28س بتمبر 1974كم ا
أن ه ذه الف ترة ع رفت إص دار ع دة نص وص تهتم ب التحكيم كظه ير 1942المتعل ق بمهن ة
الص حافة والس يما الفص لين 7و 8ال ذين يمنح ان االختص اص في البت في ال نزاع المتعل ق
بفس خ عق د العم ل في المج ال الصحف ـ ـ ـــي واس ناد مس ألة التع ويض إلى لجن ة التحكيم ك ذلك
الحال في قوانين الشغل بمقتضى ظهير 1946وما أدخل عليه من تعديالت سنة 1947
. 392
أما في عهد االستقالل فقد تطور التحكيم وعرف انتشارا ملحوظا واهتماما تشريعيا
وفقهي ا ،فتع ززت الترس انة القانوني ة الخاص ة ب التحكيم حيث ص در ق انون المس طرة المدني ة
في 28س بتمبر 1974ال ذي خص ص للتحكيم الفص ول من 306إلى 327في الب اب
الثامن من القسم الخامس بعد إلغاء قانون المسطرة المدنية لسنة 1913غير أن هذا القسم
تشوبه بعض العيوب خصوصا أنه تحدث فقط عن التحكيم الوطني وأغفل أهم النقاط وهو
التحكيم ال دولي ،م ع العلم أن المغ رب ك ان من الس باقين إلى المص ادقة على االتفاق ات
الدولية ،وبالموازاة مع ذلك إزداد وعي المغرب بأهمية التحكيم وذلك ما دفعه إلى تكثيف
جهوده في هذا المجال من أجل اللحاق بركب التطور العلمي والتكنولوجي والقانوني الذي
يعرف ه الع الم ،بحيث عم ل المش رع على تقويةعالقات ه التجاري ة والدولي ة عن طري ق إب رام
بعض االتفاقيات مثل اتفاقية تسوية منازعات االستثمار لسنة 1974والتي صادق عليها
-راج ع في الموض وع :ش عيبي الم ذكوري – االتف اق على التحكيم في ق انون المس طرة المدني ة – مجل ة المح اكم 392
315
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
س نة 1975واالتفاقي ة الموح دة الس تثمار رؤوس األم وال العربي ة في ال دول العربي ة لس نة
1980واتفاقية الرباط للتعاون القضائي لسنة 1983واتفاقية عمان العربية بتاريخ -4-4
1987باإلض افة إلى ذل ك وق ع المغ رب على الق انون النم وذجي للتحكيم التج اري ال دولي
بالص ادر س نة 1985كم ا ح رص على المش اركة والمس اهمة في العدي د من الن دوات
. 393
واللقاءات والمؤتمرات التي أثارت إشكالية التحكيم
لم يهمل المشرع المغربي مؤسسة التحكيم عند إنشائه للمحاكم التجارية حيث نص
في الفق رة األخ يرة من الم ادة 5من ق انون إح داث ه ذه المح اكم على أن ه يج وز لألط راف
االتف اق على ع رض النزاع ات المبين ة أعاله وال تي أس ند اختص اص البت فيه ا للمح اكم
التجاري ة على مس طرة التحكيم وف ق أحك ام الفص ول 306إلى 327من ق انون المس طرة
و مسايرة للتطور الذي تعرفه التشريعات المقارنة في مجال التحكيم عمل المشرع
المغ ربي على إص دار ق انون المس طرة المدني ة رقم 8لس نة 2005ويع دل بموجبه ه الب اب
الثامن من قانون المسطرة المدنية بحيث استدرك فيها الهفوات التي كانت تشوبه .
إن الق انون الجدي د أتى بأش ياء جدي دة وج ادة تتج اوب بالتأكي د م ع معطي ات العم ر
الجدي د وت واكب التق دم الس ريع للتكنولوجي ا والعلم ونخص منه ا أن الق انون خص ص قس ما
بأكمل ه للتحكيم ال دولي إلى ج انب التحكيم ال داخلي أو الوط ني ،لكن الس ؤال ال ذي يط ـ ـ ـــرح
وال ذي ل ه ارتب اط بموض وعنا ،م ا موق ف التش ريعات الس الفة ال ذكر من التحكيم في العق ود
-راج ع في الموض وع :علي بن ناص ر بن علي الش يباني – المفه وم الق انوني للعق ود اإلداري ة في س لطنة عم ان 393
واشكاليةة حمايتها القانونية – دراسة مقارنة أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة عبد المالك السعدي ،كلية
الحقوق طنجة السنة الجامعية . 2012- 2011
316
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اإلداري ة ؟ فبخص وص ه ذه النقط ة يمكن الق ول أن ه ب الرغم من ص دور ق انون المس طرة
المدني ة لس نة 1974لم ينص على إمكاني ة اللج وء إلى التحكيم في منازع ات العق ود
اإلداري ة ،ب ل نص ص راحة في الفص ل 306على ع دم إمكاني ة االتف اق على التحكيم في
النزاعات المتعلقة بعقود أو أموال خاضعة لنظام يحكمه القانون العام ،394ويستشف من هذا
المشرع المغربي وقتئد إلى اعتبار مثل هذه المنازعات التي تحكمها قواعد القانون العام
وتن درج ض من النظ ام الع ام ال ذي ال يج وز التحكيم بش أنه ،لكن بص دور الق انون 05-08
" يجوز لجميع األشخاص من ذوي األهلية الكاملة سواء أكانوا طبيعيين أو معنويين
أن يبرموا اتفاق تحكيم في الحقوق التي يملكون حرية التصرف فيها ." ...
كما نص صراحة كذلك في الفقرة الثالثة من الفصل 31على ما يلي ... " :يمكن
أن تكون النزاعات المتعلقة بالعقود التي تبرمها الدولة أو الجماعات الترابية محل اتفاق
تحكيم".
وفي الفق رة الثاني ة من الفص ل 311نص ص راحة ك ذلك على م ا يلي" :يج وز
للمؤسس ات العام ة إب رام عق ود تحكيم وف ق اإلج راءات والش روط المح ددة من ل دن مج الس
-ينص الفص ل 306على " :يمكن لألش خاص ال ذين يتمتع ون باألهلي ة أن يوافق وا على التحكيم في الحق وق ال تي 394
317
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إدارته ا وتك ون االتفاق ات المتض منة لش روط تحكيم تحم ل مداول ة خاص ة يجريه ا مجلس
اإلدارة".
و يالحظ من كل هذا أن المشرع المغربي تجاوز المنع الذي أقرته بعض تشريعات
المغرب المغربي على التحكيم الذي يكون أحد طرفيه شخصا معنويا عاما كما هو الشأن
بالنس بة للمش رع التونس ي ،ال ذي نص ص راحة في الفق رة 5من الم ادة 7من المجل ة
التونس ية للتحكيم على م ا يلي " :ال يج وز التحكيم ...خامس ا :في النزاع ات المتعلق ة
بالدول ـ ـ ـ ـ ـ ـــة والمؤسس ات العمومي ة ذات الص بعة اإلداري ة والجماع ات المحلي ة إال إذا ك انت
هذه النزاعات ناتجة عن عالقات دولية اقتصادية كانت أو تجارية أو مالية وينظمها الباب
و على هذا األساس يمكن القول وبكل اطمئنان أن المشرع المغربي خطا خطوات
شجاعة في إقرار التحكيم المذكور ألول مرة متجاوزا مختلف االنتقادات الموجهة لنظيره
. 395
الفرنسي والمصري وغيرهما من التشريعات المقارنة العربية وغير العربية
تنظم التش ريعات الحديث ة العالق ة بين القض اء والتحكيم لرس م أوج ه المساع ـ ـ ـ ـ ـ ـــدة
والم ؤازرة بينهم ا وم دى أحقي ة القض اء في الرقاب ة واإلش راف على إج راءات وق رارات
التحكيم بهدف إرساء الضوابط والمقومات التي تكفل حسن سير التحكيم وتحقي ـ ــق أغراضه
،و االتجاه الغالب في معظم تشريعات التحكيم الدولي الحديثة هو الحل الوسط بين مذهبي
التوسيع والتضييق من نطاق رقابة وإ شراف المحاكم على التحكيم ،فالتحكيم اإلداري يس تند
-محمد كرامي – القانون اإلداري التنظيم اإلداري ،النشاط اإلداري ،مرجع سابق ،ص .282 395
318
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
على مجموعة من المبادئ األساسية تعينه على تحقيق وظيفته في حسم المنازعات الناتجة
عن العق ود اإلداري ة في أق ل وقت وأدنى تكلف ة وبكف اءة عالي ة ومن أولى ه ذه المب ادئ ه و
حرية األطراف مع قدر أدنى من السلطة الرقابية للمحاكم على عمليــة التحكيم ،وهذاالمبدأ
يعطي ألط راف التحكيم ق درا متس عا من الحري ة الختي ار الطريق ة ال تي يتم به ا التحكيم
ومك ان ووقت إجرائ ه وع دد المحكمين واختي ارهم والق انون ال ذي يتف ق على تطبيق ه على
التحكيم .
لذا درجت الدول التي يقصر االذخار الوطني فيها وعائدات ثرواتها الطبيعية عن
الوف اء بالحاج ات الكب يرة ل رؤوس األم وال ال تي تس تلزمها خططه ا التنموي ة على انته اج
سياس ات من ش أنها العم ل على حف ز وتش جيع االس تثمارات األجنبي ة ،وذل ك بتوف ير وتهيئ ة
المن اخ المناس ب ال ذي تتحق ق في ه أوج ه الض مان المختلف ة ض د المخ اطر السياسيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــة
واالقتصادية ،والشك أن شرط التحكيم الدولي الذي يرمي إلى التخلص من هيمنة القضاء
تفسير عقود االستثمار يحتل مكانا هاما وبارزا في مجال هذه الضمانات .
فالتحكيم اإلداري بات وسيلة مقنعة ووحيدة من وجهة نظر المتعاقد األجنبي لتسوي ــة
وفض منازعاته مع الدولة المتعاقد معها وقد تأكدت أهمية اللج وء إلى التحكيم اإلداري بعد
ص دور ق وانين العق ود اإلداري ة في كث ير من ال دول ،حيث حرص ت ه ذه األخ يرة على
تضمين هذه القوانين مجموعة من المزايا والضمانات الكفيلة بتشجيع وجذب المستثمرين
األجانب إال أن هذه المزايا أو تلك الضمانات التي ينص عليها قانون الدولة والتي تشتمل
عليها العقود المبرمة معها تصبح نظرية محض مجرد وعود من جانب الدولة وآمال من
319
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ج انب المس تثمر ،في غي اب وس يلة فعال ة ك التحكيم اإلداري ق ادرة على مراقب ة تنفي ذها
واإلش راف على تطبيقه ا وق ادرة عن د االقتض اء على إجب ار الدول ة المض يفة على اح ترام
تعهداتها .
إن حماي ة العق ود اإلداري ة ال تش كل نهاي ة المط اف أو اله دف الوحي د فهي ليس ت إال
وسيلة لتحقيق سياسات التنمية االقتصادية للبالد فهذه األخيرة يجب أن تحظى باهتمام بالغ
األهمية .
إن التحكيم اإلداري وتوظيفه لخدمة العالقات بين ال دول ال يجب أن يقتصر فحسب
على تش جيع االس تثمارات الخاص ة األجنبي ة ،وإ نم ا يجب أن يتم من منظ ور المص لحة
المتبادلة للطرفين وهو ما يقتضي األخذ في االعتبار الطبيعة الخاصة لمنازعات االستثمار
الناتج ة عن العق ود اإلداري ة من لحظ ة إب رام اتف اق التحكيم ونف اذه م رورا باجراءات ه نهاي ة
. 396
باالعتراف وتنفيذ الحكم
ه ذا ونظ را ألن التحكيم يق وم أساس ا على إرادة أط راف ال نزاع فهم ال ذين يفض لون
اللج وء إلي ه على قض اء الدول ة ويح ددون المحكمين باالش تراك بينهم وعلى ق دم المس اواة
وهم الذين يحددون كذلك القانون الواجب التطبيق ،وعليه فالتحكيم قد يترتب عليه استبعاد
القض اء اإلداري واس تبعاد الق انون ال واجب التط بيق على المنازع ات اإلداري ة يختل ف في
طبيعت ه وأحكام ه عن الق انون الم دني وغ يره من ف روع الق انون الخ اص األم ر ال ذي يمس
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة ،األسس العامة للعقود اإلدارية ،مرجع سابق ،ص ..363 396
320
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الحارسة ،باإلضافة إلى رغبتها في جذب رؤوس األموال األجنبية وايجاد فرص استثمار
على أرضها إلى ظهور التحكيم كوسيلة فعالة لحسم منازعات العقود اإلدارية ،فالمستثمر
األش خاص المعنوي ة العام ة حرص ا على اله روب من المث ول أم ام القض اء الوط ني ال ذي
و العقود التي يبرمها الطرف األجنبي مع الدولة أو أحد أشخاص القانون العام قد
ته دف إلى اس تغالل ال ثروات الطبيعي ة أو إقام ة عملي ات دولي ة ك الطرق والجس ور
والمط ارات وكله ا مش اريع س واء أك انت مكمل ة بمش اريع ص ناعية وكهربائي ة أو ك انت
منف ردة ،فه ذه المش روعات أص بحت تش كل ع امال اقتص اديا هام ا في حرك ة التج ارة
والتوظي ف بين ال دول ه ذا فض ال عن أن معظم الدراس ات االقتص ادية تتج ه الس تبعاد
االعتم اد كلي ة وبص فة كامل ة على ميزاني ة الدول ة والمس اعدات والمنح الخارجي ة ،وال تي
ت ؤدي إلى ت راكم ال ديون وتعط ل أي محاول ة للتق دم االقتص ادي خاص ة م ع مغ االة ال دول
المقرضة في شروطها.397
و بن اء على ذلك اتجهت ال دول إلى االعتماد على المستثمرين الوطنيين واألجان ـــب
وإ قامة المشروعات الكبرى ومشروعات التنمية األساسية مستخدمة في ذلك نظام الب ـــوت
B.O.Tوذل ك إلنش اء وتش ييد وتش غيل ه ذه المش روعات دون تحمي ل ميزاني ة الدول ة ب أي
أعباء مالية مقابل حصول صاحب االمتياز على عائد االستثمارات لمدة محددة وبعدها يتم
321
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و لق د أظه رت االتجاه ات الحديث ة والتح والت ال تي عرفه ا الوض ع ال دولي االتج اه
المتزايد نحو العقود اإلدارية خاصة عقود األشغال العامة لدورها الفعال األمر الذي حتم
على تش ريعات العدي د من ال دول توف ير الض مانات والحق وق والمم يزات للمتعاق دين إلى
ج انب ه ذا تش كل عق ود ال تزام المراف ق العام ة وعق ود التوري د والب وت أهم أنم اط العق ود
األك ثر انتش ارا على المس توى ال دولي نظ را ل دورها الفع ال في التنمي ة االقتص ادية
واالجتماعية .
المطالب نتن اول في األول دور التحكيم في حل منازعات عقود األشعال العامة ،ونتطرق
في الث اني إلى التحكيم في عق ود ال تزام المراف ق العام ة وفي الث الث س نعرج على التحكيم
ودوره في حل منازعات عقود التوريد أما الفرع األخير فسنخصصه لدور التحكيم في حل
عقد األشغال العامة هو اتفاق تبرمه اإلدارة مع فرد أو شركة للقيام ببناء أو ترميم
أو صيانة عقار لحساب شخص معنوي عام نظير مقابل يتفق عليه ضمن شروط التعاقد.
و ب ذلك ف إن له ذا العق د عناص ر ثالت تتمث ل في المح ل وال ذي يك ون دائم ا أعم اال
معنوي عام والذي ال يشترط أن يكون مالكا للعقار محل التعاقد ،والغاية من هذا العقد هو
322
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تحقيق نفع عام ،وهذه العناصر هي ذاتها عناصر عقد األشغال العامة الدولية مع إضافة
. 398
عنصر جديد إليها يتعلق بالمتعاقد مع اإلدارة والذي ينبغي أن يكون أجنبيا
. 399
شروطا استثنائية
و هكذا مع انعقاد كل عقد من عقود األشغال العامة تتولد مجموعة من الحقـ ـ ـ ـ ـــوق
وااللتزام ات فيم ا بين الش خص الع ام والمق اول ومجموع ة مق اولي الب اطن والبنـ ـ ـ ـ ـ ـــوك
والش ركات ال تي تنش أ بينهم ا وبين المق اول الرئيس ي والدول ة التزام ات متبادل ة وك ذلك
المهن دس االستش اري ال ذي يك ون مس ؤوال م ع المق اول عن س المة البن اء لم دة 10س نوات
تالي ة بحكم الم ادة 65من الق انون الم دني المص ري والم ادة 880من ق انون المع امالت
و لهذه االعتبارات فالنزاعات متوقعة الحدوث ،بل البد من أن تحدث وبالتالي فال
ب د من وج ود آلي ة لفض تل ك المنازع ات وتك ون النزاع ات من ج انب المق اول ع ادة ح ول
ع دم كفاي ة الم دفوعات ال تي تس لمها حس ب نص وص العق د ،أو ع دم س داد المب الغ اإلض افية
نظير اأّل عمال اإلضافية التي قام بها ،أو االخالل بشروط الثبات إذ عادة ما يستغرق تنفيذ
العقد وقتا طويال ويشترط المقاول تثبيت مقدار الضرائب ورسوم الجمارك وأسعار بعض
الم واد الخ ام خالل ف ترة التنفي ذ واإلخالل به ذه الش روط ق د ي ؤدي إلى اختالل الت وازن
. 122
-عب د العزي ز عب د المنعم خليف ة – التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة الداخلي ة والدولي ة – دار الكتب القانوني ة 399
323
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أم ا من حيث الدول ة فتك ون المنازع ة بخص وص الت أخير في إنج از العم ل أو
مواص فات الم واد أو األعم ال المعيب ة مثال يجب أن نض ع في اعتبارن ا أن ه بع د مراع اة
الض وابط مثال كالش رط المتوق ف علي ه التحكيم أي موافق ة ال وزير المختص أو من يق وم
مقام ه حس ب الق انون المص ري ،فإن ه عن د ح دوث خالف أو ن زاع أثن اء تنفي ذ العق د يجب
. 400
االستمرار في تنفيذ االلتزامات وإ حالة النزاع للتحكيم دون تعطيل نفاذ العقد
و ه ذه ض رورة تقتض يها على وج ه الخص وص طبيع ة عق د األش غال العام ة إذ أن
تعطيل العمل يفاقم حتما المشكالت ويؤدي إلى استحالة تنفيذ العقد أحيانا .
إلى جانب هذا فالقضاء لم يترك حرية اختيار المحكمين على إطالقها ،فال يجوز أن
يكون المحكم خصما في النزاع ،وتطبيقا لذلك ال يجوز للمهندس الذي أشرف على عملية
م ا تنفي ذا للعق د أو ق ام بإع دادها للتنفي ذ أن يك ون محكم ا في الخص ومة بين رب العم ل
والمقاول الذي نفذ العملية إذ أن المهندس بهذه المثابة يكون قد أشرف على عمل المقاول،
األمر الذي يكون به المهندس قد أضحى طرفا في النزاع المعروض عليه وذلك ما قررته
و في حكم آخر لمحكمة القضاء اإلداري المصرية فيما يتعلق بدعوى التحكيم رقم
52/1994حيث دفع الطاعن برد المطعون ضده الث اني رئيس هيئ ة التحكيم على سند من
نص المادة 146من قانون المرافعات المدنية ،ألن المطعون ضده الثاني كان يعمل نائبا
لرئيس لجنة ويدخل ضمن المشروعات الخاضعة إلشرافه المشروع محل العقد موضوع
-المادة 42من قانون رقم 89لسنة 1998في شأن المناقصات والمزايدات المصري . 400
-راج ع في الموض وع :محم د عب د المجي د اس ماعيل عق ود األش غال الدولي ة والتحكيم فيه ا – منش ورات الحل بي
الحقوقية ،لبنان . 2003
324
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التحكيم وأنه ( أي المطعون ضده الثاني ) بصفته تلك قد قدم مذكرة للجهة المختصة تحمل
اقتراح ا من ه لح ل إح دى المش كالت ال تي ص ادفت تنفي ذ المش روع مح ل التحكيم وهي من
و اس تنادا إلى نص الم ادة 146من ق انون المرافع ات على أن يك ون القاض ي غ ير
صالح لنظر الدعوى ممنوعا من سماعها ولو لم يرده أحد الخصوم في األحوال اآلتية :
" إذا كان قد أفتي أو ترافع عن أحد الخصوم في الدعوى أو كتب فيها ولو كان ذلك
قبل اشتغاله بالقضاء ،أو كان قد سبق له نظرها قاضيا أو خبيرا أو محكما أو كان قد أدى
و رتبت الم ادة 147من نفس الق انون بطالن ك ل عم ل القاض ي في األح وال
المتقدمـ ــة ولو باتفاق الخصوم وقد ذكرت المحكمة ما يلي .
اشترط أال تقوم بالمحكم أسباب تثير شكوكا جدية حول حيدته واستقالله ،باعتبار أن من
الحيدة إلى أحد الخصوم ،وأن يكون القاضي صالحا للفصل في النزاع المط روح عليه بأال
يكون له رأي سابق فيه سواء بصفته محاميا أو قاضيا أو محكما أو خبيرا أو شاهدا ،وعلة
ذلك ظاهرة هي اطمئنان المتقاضي إلى قاضيه وحيدته وخلو ذهنه من الموضوع وتلك من
. 402
األمور المسلم بها التي ال تحتاج إلى النص عليها
-محمد عبد المجيد اسماعيل عقود األشغال الدولية والتحكيم فيها – منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان . 2003 402
325
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بالتحكيم ال غنى عنه من أجل نمو الممارسة القانونية للتحكيم وتطورها .
إلى جانب هذا البد من التعرض لما أفرزه التشريع والممارسة بشأن التحكيم فيما
يتعلق بعقود األشغال الدولية وما ينتج عنها من مشكالت قانونية ،فإن ضخامة المشروعات
المطلوب تنفيذها تستتبع في كثير من األحيان أن يكون هناك متعاقد أجنبي ،ومن هنا يكون
أط راف العق د م رتبطين ب أكثر من نظ ام ق انوني مم ا يجع ل عق د األش غال العام ة في ه ذه
متشابكة تتطلب اختيار محكم ذي درجة عالية من الدراية ،ونظرا لتعدد أطراف النزاع فق د
ال يتم االتفاق على محكم واحد وهذه صعوبة عملية ،وإ ذا حاول األطراف تجاوزها بتعيين
محكمين مثال فقد ال يتفقون على المحكم الثالث أو ال يوافق عليه أحد المحكمين المختاري ــن
ويكون الحل في هذه الحالة هو وضع ش رط في اتف اق التحكيم بأن تق وم إحدى مؤسس ات
و قد يتسبب تعدد األطراف في النزاع بشأن عقود األشغال العامة الدولية في طرح
األشكال بطريقة أخرى ،فإذا ما قاضت الدولة المقاول فإنه بدوره سوف يقاضي المقاولين
من الباطن ،وهكذا يكون هناك عدة نزاعات تحتاج لعدة تحكيمات متفرقة وقد تصدر عنها
326
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أحك ام متض اربة ،غ ير أن ح ل ذل ك يكمن في تجنب التحكيم المتع دد ووض ع ال نزاع أم ام
. 404
جهة تحكيم واحدة
و في هذا المقام فقد أقر القضاء اإلنجليزي ذلك المبدأ في قضية تحكيم شركة أبو
ظبي للغاز ،حيث تتلخص الوقائع في أن الشركة سالفة الذكر أقامت تحكيما ضد المقاول
وهو شركة أمريكية في عقد من عقود األشغال العامة بأبو ظبي بادعاء أن التنكات المنشأة
لحفظ الغاز كانت معيبة فأنكر المقاول األمريكي ذلك ونسب الخطأ إلى المقاول من الباطن
( المقاول الرئيسي ) كما أقامت األخيرة تحكيما منفصال في لندن ضد المقاول من الباطــن،
وق د رأت محكم ة االس تئناف بالمملك ة المتح دة أن ه ال يمكن ض م التحكيم لينظ ر س ويا في
نزاع واحد ،دون رضا األطراف إذ أن الرضا هو أحد أهم عناصر التحكيم .
إال أن المق اول األم ريكي تق دم بطلب إلى المحكم ة لتع يين محكم ف رد ليق وم بحس م
ال نزاعين بحكم واح د ف انتهت المحكم ة إلى حس م األم ر بتحكيم واح د تالفي ا لتضــارب
. 405
األحكام
إن تع دد األط راف ق د يول د مش كلة أك ثر تعقي دا عن دما تك ون مص الح األط راف
المتعددة متعارضة ،وذلك حين يتمسك كل طرف بتعيين محكم من جانبه .
-راجع الموضوع :عبد اهلل حمد عمران الشامسي ،مرجع سابق ص .213 404
405
- Lioyds Rep 1892 – 425-427 .
-أورده محمد عبد المجيد اسماعيل ،مرجع سابق ص . 459
327
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و قد ظهرت هذه المشكلة أكثر صعوبة فيما يسمى بعقود الكونسورتيوم والتي تقوم
بتنفي ذ المش روع فيه ا أك ثر من ش ركة ،فق د ينش أ ال نزاع بين ش ركة وأخ رى أو بينه ا وبين
رب العم ل وبعض المق اولين من الب اطن ،وق د تتف ق مص لحة ط رفين في حين تك ون
معارض ة لمص الح بقي ة أط راف ال نزاع ،فكت ون المش كلة في كيفي ة تش كيل هيئ ة تحكيم
يختاره ا ك ل المتن ازعين ويك ون فيه ا أك بر ق در من المس اواة والعدال ة بين األط راف
. 406
المتنازعة في اختيار المحكمين
عم ان ،وق د ج اء بن د التحكيم في العق د ب أن يحس م ال نزاع بين األط راف عن طري ق قواع د
التحكيم الخاص ة بغرف ة التج ارة الدولي ة بب اريس عن طري ق ثالث ة محكمين ،وبالفع ل وق ع
محكما عنها واعترضت الشركتان األخيرتان وطالبتا بأن يقام تحكيم ضد كل منهما على
ح دة ،فطلبت غرف ة التج ارة بب اريس من الش ركتين تع يين محكم واح د لهم ا ،فقبلت ا م ع
االحتف اظ بحقوقه ا ،وأص درت هيئ ة التحكيم المش كلة حكم ا تمهي ديا فح واه أن ه حس م ال نزاع
عن طري ق تحكيم متع دد األط راف ،ألن ش رط التحكيم أش ار إلى غرف ة التج ارة الدولي ة (
) ICCبصفة عامة ولم يستثن من التحكيم متعدد األطراف ،كما يجوز أن يتم حس م ال نزاع
بتحكيم متع دد األط راف وأث ار الحكم التمهي دي ألس باب أخ رى ت دعم ذل ك ،وهن ا لج أت
406
- Lioyds Rep 1892 – 427 .
-أورده محمد عبد المجيد اسماعيل ،مرجع سابق ص . 460
328
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الش ركتان SIMENS – BKMIلمحكم ة اس تئناف ب اريس متظلم تين من حرمانهم ا من
تعيين محكم خاص لكل شركة منهما على حدة ،وقدد أيدت محكمة االستئناف قرار هيئة
التحكيم إال أن محكمة النقض الفرنسية قررت أن مبدأ المساواة بين أطراف النزاع هو من
أمور النظام العام وأن الحق في المساواة ال يمكن التنازل عنه قبل نشوب النزاع وإ نما بع د
نشوب النـ ــزاع ،وأن حكم محكمة االستئناف بباريس قد تضمن خرقا لمبدأ المساواة .
أم ا فيم ا يتعل ق بحي اد المحكمين فق د أجمعت تش ريعات المنظم ات المتع ددة للتحكيم
مث ل اليونس ترال وغرف ة التج ارة الدولي ة بب اريس ومحكم ة لن دن للتحكيم ال دولي وق وانين
المنظم ات التحكيمي ة إلى تك ريس مب دأ المس اواة في اختي ار المحكمين عن د تع دد األط راف،
وربم ا ك ان االتج اه إلى تحكيم محكم ف رد أق رب إلى الص واب في مث ل ه ذه األح وال م ا لم
. 407
يتولد عن النزاع تطابق مصالح بعض أطرافه
إن مش كلة اختي ار المحكمين في منازع ات عق ود األش غال العام ة والتعقي دات ال تي
يولدها تضارب وتطابق المصالح قد جعلت غرفة التجارة الدولية بباريس تضع حال مفاده
أن تق وم محكم ة التحكيم الدولي ة بتع يين المحكمين دون أن يك ون ألي ط رف س لطة
329
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
األش غال العام ة ،فإن ه يجب عن د ص ياغة ش رط التحكيم يجب أن ي راعى تحدي د جه ة تق وم
بتعيين المحكمين ،وتزداد الحاجة إلى ذلك كلما كان من المتوقع أن يكون عدد المتنازعين
يعت بر ال تزام المراف ق العمومي ة من أهم العق ود اإلداري ة ال تي يتم تنظيمه ا بم وجب
ق انون يح دد موض وع عق د االل تزام ال ذي ق د يتخ ذ إح دى الص ورتين :األولى :أن يك ون
موضوع االلتزام إنشاء منشآت عامة واستغاللها كالموانئ واألنفاق والطرق ذات الرسوم
مقاب ل تحص يل رس م معين من مس تغلي ه ذه المنش آت ط وال م دة االمتي از ،والثاني ة :أن
يك ون موض وع االمتي از إدارة مرف ق ع ام وتق ديم خ دمات من خالل ه للجمه ور لتوزي ع
. 408
المـ ـ ـ ـ ـ ــاء والكهرباء والنقل العام
س ائدا في فرنس ا وال ذي س اعد الدول ة على منح ع دة امتي ازات في قطاع ات مختل ف ذات
طابع اقتصادي كالنقل السككي ،وتوزيع الغازو الكهرباء والتزويد بالماء الصالح للشرب،
وبعد األزمة االقتصادية لسنة 1929والحرب العالمية الثانية صدرت عدة قوانين تحد من
س يطرة الرأس مالية ،وتس جل تراجع ا في تس يير المراف ق العام ة بأس لوب االمتي از ،وهك ذا
نهجت الدولة سياسة تأميم الكثير من االمتيازات كرد فعل إلحتكار بعض األنشطة الحيوية
من لدن الرأسمال الخاص .هذا ومع توقيع اتفاقية الجزيرة الخضراء سنة ،1906عملت
-ماج د بن س الم بن س عيد الس عيدي – العق ود اإلداري ة في س لطنة عم ان وفي التش ريع المق ارن ،أطروح ة لني ل 408
الدكتوراه في القانون العام ،جامعة عبد المالك السعدي كلية الحقوق طنجة الموسم الجامعي 2012 – 2011ص . 86
330
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
السلطات العمومية على منح االمتيازات المرفقية إلى األجانب ،ومع توقيع معاهدة الحماية
في 30مارس 1912م ،فقدت الحكومة المغربية سلطتها في إبرام عقود االمتي از المتعلق ة
بتسيير المرافق العامة ،حيث ال يمكن لها بأي شكل من األشكال إبرام االمتياز دون طلب
ت رخيص من الحكوم ة الفرنس ية .وبع د االس تقالل ق امت الس لطات المغربي ة باس ترجاع
مختل ف االمتي ازات ال تي ك انت في ح وزة األج انب ،كم ا ق ررت الس ماح للقط اع الخ اص
بتسيير بعض االمتيازات المرفقية المتعلقة بالنقل الحضري للتخفيف من حدة األزمة التي
و في دول ة اإلم ارات فهن اك ل وائح عام ة تعم ل على تنظيم المراف ق العام ة ،وهن اك
أيضا الشروط االئحية التي يتضمنها العقد اإلداري ،فاللوائح العامة تضعها السلطة التنفيذية
بقص د إنش اء وتنظيم المراف ق العام ة ،كم ا تض ع السياس ة ال تي تض من س يرها بانتظـ ـ ـ ـ ـ ـــام
واض طراد س عيا لتحقي ق المص لحة العام ة م ع أن الدس تور االتح ادي اإلم اراتي لم ينص
ص راحة على اختص اص الس لطة التنفيذي ة بإص دار ل وائح خاص ة بإنش اء وتنظيم المراف ق
العام ة ،ولكن يمكن اس تخالص س ندها من نص الم ادة " 60فق رة " 5من الدس تور وال تي
تقض ي باختص اص مجلس ال وزراء االتح ادي بوض ع الل وائح الخاص ة بترتيـ ـ ـ ـــب اإلدارات
وبمقتض ى ه ذا النص الدس توري يختص مجلس ال وزراء االتح ادي 409
والمص الح العام ة
بإصدار لوائح تنظيم المرافق العامة كتشريع أصيل وليس تنفيذا لقانون قائم .
-نواف كنعان – مبادئ القانون اإلداري وتطبيقاته في دولة اإلمارات العربية المتحدة الشارقة النش ر العلمي 2001 409
ص . 123
331
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و كما سبقت اإلشارة إلى ذلك فإن هناك بعض القوانين التي تنظم العمل في بعض
العقود اإلدارية في دولة اإلمارات ،كعقود األشغال العامة والتوريد والتي تعمل على إنشاء
المرافق العامة ،ولكن لم يذكر بصفة مستقلة عقود التزام المرافق العامة .
لذلك وحيث ال يوجد قانون ينظم العمل على هذا المشروع فمن الطبيعي أن تطبق
األحك ام الص ادرة عن ه إرس اء نظري ة تحكم العق ود اإلداري ة ،فيجب تط بيق م ا اس تقر علي ه
وج رى العم ل ب ه في دول القض اء الم زدوج على تل ك المنازع ات وم ا ص در عنه ا من
أحك ـ ـ ـ ـ ـ ــام ومبادئ ،وذلك عند صعوبة تطبيق أحكام القانون المدني عليها .
أم ا بخص وص التحكيم في ه ذا الن وع من العق ود ،فيمكن أن نس تدل بعق ود الب ترول
حيث أن ه لم ا ك انت ه ذه األخ يرة متص لة مباش رة بمص الح الدول ة العلي ا التص اله بموارده ا
الطبيعية ،وجب تصنيفها ضمن عقود االلتزام وترتيب النتيجة القانونية المترتبة على ذلك
أال وهي اشتراط موافقة الوزير على شرط التحكيم فيها بل إننا نميل إلى أن تشترط موافقة
مجلس ال وزراء كم ا ارتآه ا بعض الفقه اء ،وذل ك ألن ش رط أو مش ارطة التحكيم تحت وي
عادة تفاصيل تشمل فيما تشمل القانون الواجب التطبيق على عقد االمتياز نفسه في حالة
ال نزاع فتحدي د الق انون ال واجب التط بيق ووض ع الض مانات داخ ل ش رط التحكيم على
االحتكام إلى ضوابط قانونية معقولة وعادلة عند النزاع تحتاج إلى عناية رفيعة المستوى
. 410
من جان ــب الدولة
-نواف كنعان – مبادئ القانون اإلداري وتطبيقاته في دولة اإلمارات العربية المتحدة ،مرجع سابق ص . 123 410
332
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و لعل ه من المفي د في ه ذا الص دد أن نش ير إلى التط بيق التحكيمي المتعل ق بقض ية
و تتلخص وقائع هذه القضية في أن حاكم أبو ظبي قد منح امتيازا بتروليا في سنة
1939لشركة انجليزية تدعى شركة تنمية البترول المحدودة للبحث والتنقيب عن البتـ ــرول
واستغالله في االقليم البري التابع لسلطته وكذلك في الجزر والمياه اإلقليمية التابعة له .
البترول واستغالله في منطقة الجرف القاري لشركة بترولية أخرى ،نازعت شركة تنمية
الب ترول المح دودة في ذل ك على أس اس أن امتيازه ا الم برم في 1939يش مل أيض ا منطق ة
الج رف الق اري ،وتطبيق ا لش رط التحكيم ال وارد في العق د تم اللج وء إلى التحكيم وتع يين "
و لما لم يكن العقد المبرم بين شركة تنمية البترول وحاكم أبو ظبي يتضمن نصا
صريحا وواضحا يحدد القانون الواجب التطبيق على العقد ،فقد أصبح على المحكم البحث
عن النظ ام الق انوني الوط ني واجب التط بيق ،وأك د المحكم على أن " األم ر يتعل ق بعق د تم
واجب التط بيق فيجب من أول وهل ة أن يك ون ق انون أب و ظ بي ،لكن رفض المحكم األخ ذ
به ذه النتيج ة ال تي توص ل له ا وال تي يجب األخ ذ به ا طبق ا لقواع د اإلس ناد المتعلق ة ب العقود
ذات الط ابع ال دولي في الق انون ال دولي الخ اص ،وب رر رفض ه بعب ارات ال تكش ف إال عن
جهله وخلو ذهنه عن أحكام الشرع اإلسالمي بالكامل قائال " :إنه ال يوجد نظام قانوني
-عصمت عبد اهلل الشيخ – التحكيم في العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي – الطبعة األولى ،دار النهضة العربية 411
333
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
داخلي بأبو ظبي ،ألن الشيخ يمارس عدالة تقديرية محضة مستعينا بالقرآن ،وأنه ال يوجد
في ه ذا اإلقليم الب دائي مجموع ة من المب ادئ القانوني ة واجب ة التط بيق عن أدوات التج ارة
الحديثة ".
و اتجه بعد أن استبعد القانون واجب التطبيق إلى ما أسماه " المبادئ الراسخة في
العقل السليمم والممارسة المشتركة في األمم المتحضرة كنوع من القانون الطبيعي الحديث
" واتخ ذ ذل ك س بيال إلى تط بيق الق انون االنجل يزي ( ق انون الش ركة المتعاق دة ) على
موضوع العقد ،هكذا طبق هذا المحكم ذوقه وأفكاره الشخصية ومنظوره الشخص ،فهو ال
ي رى في أحك ام الش ريعة اإلس المية نظام ا قانوني ا ألن ه يجهله ا وت ربى على النظم القانوني ة
الغربيـ ـــة ،وه و ال ي رى من الحض ارات إال حض ارة أورب ا ويعت بر م ا س واها أمم ا غ ير
و حتى ال تحدث مثل هذه النتائج الوخيمة ،فإن المطلوب أن تولي الدولة ش ـ ـــروط
ومش ارطات التحكيم عناي ة رفيع ة المس توى ،وأن تص اغ تفاص يلها بم ا يحف ظ المص الح
الوطنية العليا ،وتكون المحصلة أن اشتراط موافقة الوزير ال تكفي كعمام يدرأ ما اتضح
من المخاطر.
وذل ك 412
المس تثمر األجن بي ه و إض فاء ط ابع المعاه دات الدولي ة على العق ود البترولي ة
بهدف استبعاد اختصاص المحاكم الوطنية فضال عن استبعاد تطبيق أحكام القانون الوطني
على هذه العقود لذا فإنه يجب على الدولة المضيفة أن تتوخى الحذر والحيطة عند إدراج
-محم د طلعت الغ نيمي – التحكيم في اتفاقي ات الب ترول – مجل ة الحق وق للبح وث القانوني ة واالقتص ادية – الع ددان 412
األول والثاني – السنة 10كلية الحقوق جامعة االسكندرية 1971 – 1970ص . 10
334
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ش رط التحكيم في عقوده ا ،وأن تتالقى اإلص الحات ال تي ق د يتعم د المس تثمر األجن بي
و تتمث ل ه ذه المص طلحات على س بيل المث ال في اص طالح اتفاقي ات الب ترول ،فه ذا
االصطالح يستخدم في مجال القانون الدولي العام في االتفاقيات بين الدول وليس للتدليل
على عقد بين دولة وشخص أجنبي وأيضا وما يشار إليه في بعض عقود البترول من أنه
سوف يتم تنفيذها وفقا للمبادئ القانونية المتعارف عليها في األمم المتمدنة ،فهذه المبادئ
أح د مص ادر الق انون ال دولي الع ام والي تخ رج عن نطاق ه عق ود الب ترول وال تي يجب أن
و نظ را لدق ة ه ذه المس ألة وحرص ا على المص لحة العام ة لل دول مح ل االس تثمار،
فيجب أن يتم تحدي د نط اق المس ائل ال تي تخض ع للتحكيم في ه ذه العق ود بدق ة واي راد
التحفظ ات على المسائل ال تي ترى أنه ا تتعل ق بالمص الح الحيوي ة للبالد ،وال تي في اللجوء
الخاص ة بتوري د س لع أو أجه زة معين ة لحس اب ش خص معن وي ع ام مقاب ل ثمن معين يتف ق
عليه فـــي العقد ،ويهدف لتحقيق مصلحة عامة مثل توريد مالبس لجنود القوات المسلحة
335
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و على هذا يتضح أن موضوع عقد التوريد يجب أن يكون أشياء منقولة ،فال يمكن
أن يك ون محل ه عق ارا ،كم ا أن ه ذه العق ود تنتفي عنه ا الص فة اإلداري ة م ا لم تت وفر فيه ا
الشروط المعتد بها كمعيار للعقود اإلدارية ،حيث يمكن لإلدارة أن تتبنى عقود توريد في
ظ ل أحكـــام وقواع د الق انون الخ اص ،وال تي تكتس ي ص بغة العق دالعادي وليس العق د
اإلداري .
و تجدر اإلشارة أن عقد التوريد ال يكون دائما إداريا مثل عقود األشغال العامـ ـ ـ ـــة
واالل تزام ،إذ يعتم د تص نيفه ك ذلك على ت وافر ش روط العق د اإلداري المتمثل ة في أن تك ون
اإلدارة طرف ا في ه ،واتص اله بمرف ق ع ام واحتوائ ه على الش روط غ ير المألوف ة في الق انون
الخاص كما أسلفنا ،لكن متى توافرت تلك الشروط فإن عقد التوريد اإلداري قد يكون على
درج ة من الخط ورة تض اهي م ا ذكرن اه بش أن عق دي االل تزام واألش غال العام ة عن د تعلق ه
بم واد حربي ة أو أغذي ة للق وات المس لحة أثن اء الح رب أو توري د المس تلزمات الطبي ة مثال،
مما يجعل جواز التحكيم فيه يستدعي نفس درجة الحذر التي تحدتنا عنها سلفا ،ويضعنا
أمام التخوف من أن تسلب اإلدارة ميزاتها التي تتميز بها في العقد اإلداري.414
اإلقليمي للتحكيم التجاري الدولي نالحظ التأكيد على السمات المميزة للقواعد القانونية التي
-جابر جاد نصار – التحكيم في العقود اإلدارية – دار النهضة العربية القاهرة 2005ص . 119 414
336
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
كم ا نالح ظ في القض ية رقم 52/94الص ادر حكم المحكمين به ا بتاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــخ -17
أن الحكم ق د أك د على م ا قررت ه المحكم ة اإلداري ة العلي ا بش أن ش رط أعم ال 415
1995-7
نظري ة الظ روف الطارئ ة ،وه و أن يك ون الظ رف الط ارئ من ش أنه أن يلح ق بالمتعاق د
خس ارة فادح ة اس تثنائية تج اوز الخس ائر العادي ة المألوف ة في التعام ل بحيث ي ترتب عليه ا
قلب اقتص اديات العق د رأس ا على عقب ،كم ا أك د على م ا قررت ه الجمعي ة العمومي ة للقس م
االستشاري للفتوى والتشريع بمجلس الدولة في فتواها رقم 941جلسة 3نوفمبر 1964
و يمكن الق ول إن ه ب ذلك ق د استص حب القواع د الموض وعية للفص ل في منازع ات
العقود اإلدارية ،ورغم ذلك فإن التخوف من أن يمتنع على اإلدارة أن تمارس ما تمتاز به
في العق د اإلداري ،ي أتي من خالل نص وص التش ريعات المنظم ة للتحكيم في مص ر ودول ة
اإلم ارات ،كم ا أن ه ي أتي من أحك ام مراك ز التحكيم الدولي ة وال تي م ا ف تئت تص در األحك ام
التي تسلب النظم القانونية الوطنية حاكميتها على الموضوعات مثار التحكيم .
فمن ناحية التشريعات نأخذ مثال المادة السادسة من قانون التحكيم المصري والتي
تنص على أنه " :إذا اتفق طرفا التحكيم على إخضاع العالقة القانونية بينهما ألي اتفاقية
دولي ة أو وثيق ة أخ رى وجب العم ل بأحك ام ه ذه الوثيق ة ،بم ا تش مله من أحك ام خاصـــة
بالتحكيم " فهذا النص في رأي بعض الفقهاء يعطل تطبيق كل قواع د التحكيم المص رية بما
فيها القواعد اآلمرة كشرط كتابة اتفاق التحكيم أو تحديد عدد المحكمين أو القواعد الخاصة
-محيي الدين اسماعيل علم الدين – أحكام مركز القاهرة اإلقليمي للتحكيم التجاري الدولي – دار النهضة العربية 415
2003ص . 146
337
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بض مانات التقاض ي ،مم ا يس اعد على تط بيق أحك ام دولي ة ق د ال ت راعي المص الح العام ة
. 416
بالداخل
و من ناحي ة أحك ام مراك ز وهيئ ات التحكيم الدولي ة ،فإنه ا مس تقرة على ع دم ج واز
تمسك الدولة بحصانتها القضائية في حالة موافقتها على شروط التحكيم ،كما تقرر في حكم
محكم ة التحكيم بغرف ة التج ارة الدولي ة ،كم ا أن ع دم موافق ة الس لطات المختص ة في الدولة
على التحكيم ال يص لح س ببا للتمس ك ب ه في مواجه ة الط رف اآلخ ر في التحكيم إذا ك ان
األخير لم يحط علما بذلك عند التعاقد ،كما أنه ال يجوز للدولة التنصل من اتفاق التحكيم
يخالف النظام العام ،وهذا ما تقرره المادة 5البند 2من اتفاقية نيوي ورك ،فإن ه ال يمكن أن
يك ون ه ذا عالج ا ش افيا ل ذلك اإلش كال ب ل الب د من تك ريس ش رط الموافق ة المس بقة على
ه ذا وتجب اإلش ارة إلى أن بعض تطبيق ات التحكيم على عق د التوري د ق د تن اولت
خصائص ه فأك دت عليه ا ،فف رق حكم مرك ز الق اهرة االقليمي للتحكيم التج اري ال دولي بين
عقد البيع العادي وعقد التوريد قائال :إن عقد التوريد وعقد البيع يتفقان في اشتمال كل
منهم ا على ب ائع ومش تر ومح ل ه و المنق ول الم بيع لكنهم ا يختلف ان في م دة العق د وكيفي ة
تنفيذه ،ففي عقد البيع يكون البيع لسلعة محددة على صفقات أو شحنات حسب قدر المبيع
-أحم د عب د الك ريم س المة – التحكيم التج اري ال دولي ال داخلي – الطبع ة األولى دار النهض ة العربي ة 2004ص 416
.247
-نجالء حس ن س يد أحم د خلي ل – التحكيم في المنازع ات اإلداري ة – دار النهض ة العربي ة الق اهرة 2004ص 417
. 452
338
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
في سقفــه األعلى ،أما عقد التوريد فيكون لسلعة محددة على صفقات أو شحنات حسب ق در
المبيع في سقفه األعلى ،أما عقد التوريد فيكون لسلعة بمقدار متفق عليه أو قابل للتحديد
حس ب إرادة المش تري وبق در حاجات ه على ف ترات معين ة ومح ددة بآج ال متف ق عليه ا،
ومتعارف عليها ،فهو عقد من عقود المدة يكون سقفه األعلى هو الزمن على عكس عقد
البيع .
و يستنتج مما سبق خصوصا حول التحكيم في عقود التوريد ،أن التحكيم ضرورة
البد منها ولكنه سالح ذو حدين ،فتطور وتوسع النشاط االقتصادي والتنموي يتطلب إج ازة
التحكيم ،لكن البد من الحذر وعدم تعويض األشخاص العامة الوطنية إلى تجربة االغتراب
عن نظامها القانوني الوطني وعدم تعويض النشاطات الحيوية للدولة أن يحكم فيها تشريع
غريب لم يشرع لرعايتها ولذلك فالبد من سد الثغرات التي تمت اإلشارة إليها في التش ريع
والبد من اضطالع أجهزة الدولة بدورها بدقة عندما يكون واجبها إعطاء إشارة الموافقة
المقص ود باص طالح الب وت B.O.Tالبن اء والتش غيل والتموي ل ،بمع نى أن يق وم
القطاع الخاص بتمويل إنشاء مشروعات ذات نفع عام تحددها الحكومة أو شركة المشروع
ال تي تق وم بتص ميمه وبنائ ه وتملك ه وتش غيله وإ رادت ه واس تغالله تجاري ا لع دد من الس نوات
تك ون كافي ة الس ترداد م ا تم إنفاق ه على المش روع م ع تحقي ق أرب اح مناس بة من عائ دات
339
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تشغيله بمعرفة المستخدمين له ،وفي نهاية مدة االمتياز تنتقل ملكية المشروع إلى الحكومة
. 418
دون أن تكون ملزمة بسداد أية تكلفة
و ه ذه العق ود تنط وي على فائ دة متبادل ة بين المس تثمر ص احب امتي از اس تغالل
المشروع والذي يحصل على ما يزيد عما أنفقه في إنشاءه من عائدات التشغيل والحكومة
مانح ة االمتي از ال تي يمكنه ا ه ذا األس لوب من إقام ة مش روعات حيوي ة وض خمة دون أن
تتحمل الخزانة العامة فيها بأية نفقات ترهقها السيما في الدول النامية .
إض افة إلى اس تفادة الحكوم ة من الخ برات المتم يزة للقط اع الخ اص في إدارة
واستغالل المشروع محل االمتياز حيث يتسم هذا القطاع بكفاءة تفوق أجهزة الحكومة في
هذا المجال لتحرره من الروتين الذي يكبل العمل الحكومي ويعرقل سيرته.
و يذهب رأي من الفقه إلى اعتبار عقود البناء والتشغيل ونقل الملكية B.O.Tهي
عقود التزام مرافق عامة ،وما من شك في أن عقد االلتزام يعتبر أهم العقود اإلدارية ،وهو
واتصل بنشاط مرفق عام ،وإ ذا كانت الصورة التقليدية لعقد االلتزام اعتباره أسلوبا إلدارة
المراف ق العام ة ،إذ ت رى الدول ة ألس باب كث يرة أن تتخلى عن إدارة المرف ق وتعه د إلى
الملتزم ،فإن هذا ال يمنع أن يقوم الملتزم بداءة بإنشاء المرفق وتشغيله مدة العقد ثم رده
مرة أخ رى إلى الجه ة اإلداري ة ،وه و األمر ال ذي ك ان علي ه عق د ال تزام قن اة الس ويس ولم
. 419
ينازع أحد في طبيعته ،ومن ذلك أيضا عقود البترول
-د .عمرو أحمد حسبو – التطور الحديث عقود التزام المرافق العامة طبقًا لنظام B.O.Tدراسة مقارنه – دار النهضة العربية ،القاهرة، 418
340
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الط رف اآلخ ر في عق د الب وت أجن بي ،ف إن ثقت ه في حي دة القض اء الوط ني وعدال ة الق انون
ال داخلي ،غالب ا م ا تك ون منعدم ة ،ل ذا فإن ه يش ترط أن تتم تس وية منازع ات ه ذا العق د عن
طريق التحكيم نظرا لما يتسم به من سرعة تتوافق مع الطبيعة الزمنية لتلك العقود .
و تواف ق الدول ة المض يفة على ه ذا الش رط رغب ة منه ا في تش جيع االس تثمارات
المادي ة أو التقني ة ،إض افة إلى أن التحكيم ليس في ه اعت داد أو انتق اص من الس يادة الوطني ة
الشأن بين العقود الوطنية أو الدولية ومنها عقد البوت وذلك بموجب القانون رقم 9لسنة
إال أن إج ازة التحكيم في تل ك العق ود يخض ع للقي د الع ام ال ذي أورده التع ديل
التشريعي للقانون رقم 27لسنة 1994من أنه بالنسبة إلى منازعات العقود اإلدارية يك ون
االتفاق على التحكيم بموافقة الوزير المختص أو من يتولى اختصاصه بالنسبة لألشخاص
االعتباري ة العام ة م ع ع دم ج واز التف ويض في ممارس ة ه ذا االختص اص استش عارا من
. 420
المشرع بخطورة وأهمية هذا األمر
إضافة إلى معيار الموافقة األولية الالزمة إلجازة اللجوء للتحكيم لتسوية منازعات
العق ود اإلداري ة ،فإن ه يتعين أن تك ون المس ألة ال تي يتم االتف اق على اللج وء للتحكيم بش أنها
-420د .عب د العزي ز عب د المنعم خليف ة :التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة الداخلي ة والدولي ة ،منش أة المع ارف اإلس كندرية – الطبع ة األولى ،2006
ص154 :
341
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
من المسائل التي تقبل التصرف والتصالح بشأنها وهذا الشرط ينطبق على العقود اإلدارية
و واق ع األم ر أن تل ك العق ود يتول د عن تنفي ذها مراك ز قانوني ة شخص ية أو ذاتي ة،
ومن تم ت دور المنازع ات فيه ا ح ول حق وق مالي ة ،وتل ك الحق وق لص فتها الذاتي ة قابل ة
للصل ـ ـ ـ ــح والتنازل األمر الذي يجوز معه االتفاق على التحكيم كأسلوب لتسويتها .
342
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بحيث إذا انقضى هذا الميعاد دون حسم لموضوع النزاع ،فإن التحكيم ينقض ي 421
إلصداره
ويعتبر كأن لم يكن ،ويكون للخصوم بالتالي طرح النزاع من جديد أمام القضاء الوطني
و األصل أن حكم التحكيم يخضع لرقابة الحقة من جانب القضاء الوطني ،فالرقابة
ال تي يمارس ها القض اء على حكم التحكيم هي ال تي تقل ل بالش ك من درج ة الخ وف الك ائن
اختلفت فيما بينها حول مدى الدور الذي يلعبه القاضي الوطني بشأن إجراء الرقابة على
حكم التحكيم ،حيث اتجه ج انب إلى إعط اء دور متس ع للقاض ي الوط ني عن طري ق تقري ر
نظام الطعن باإلستئناف في أحكام التحكيم ،بينما اتجه الجانب اآلخر إلى التضييق من هذا
الدور عن طريق وضع حاالت معينة على سبيل الحصر يمكن من خاللها فقط الطعن في
-انظ ر على س بيل المث ال " :الم ادة 1456من ق انون اإلج راءات المدني ة الفرنس ي ال تي تنص على أن ه " إذا لم 421
يحدد اتفاق التحديد مدة التحكيم ،فإن مهمة المحكمين تنتهي في خالل ستة أشهر على األكثر من قبول آخر محكم لمهمته
" .وتنص الم ادة 210من ق انون االج راءات المدني ة اإلم اراتي على أن ه " :إذا لم يش ترط الخص وم في االتف اق على
التحكيم أجال للحكم ك ان على المحكم أن يحكم خالل س تة أش هر من ت اريخ جلس ة التحكيم األولى واإلج از لمن ش اء من
الخصوم رفع النزاع إلى المحكمة أو المضي فيه أمامها إذا كان مرفوعا من قبل ".
343
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و ال يقتصر دور القضاء الوطني على رقابة حكم التحكيم فحسب ،بل يتعاظم دوره
في مرحل ة تنفي ذه ،إذ أن ه ب الرغم من تمت ع حكم التحكيم بالط ابع القض ائي ،إال أن ه ال يمكن
تنفيذ هذا الحكم إال بعد الحصول على الصيغة التنفيذية من القضاء المختص فهذه الصيغة
هي ال تي تعطي لحكم التحكيم الق وة التنفيذي ة ،وتس مح بالت الي بتنفي ذه ج برا ح ال امتن اع
ويريد من ربح الددعوى أن يضعه موضع التنفيذ ،وأن يجني ثمار دعواه ويسترد حقوقه
و األمر هنا ال يخرج عن أحد فرضين ،الفرض األول هو أن حكم التحكيم المراد
تنفيذه قد ص در ص حيحا مستوفيا ألركان ه الشكلية والموض وعية ،والفرض الث اني أن حكم
و إذا ك ان الف رض األول لم ي ثر ج دال فقهي ا حيث أن الط رف الخاس ر يل تزم بتنفي ذ
حكم التحكيم باختياره ،فإذا امتنع عن التنفيذ يستطيع الطرف اآلخر أن يستصدر أمرا من
القضاء ليجبره على التنفيذ ،فإن الفرض الثاني قد أحدث جدال فقهيا وقض ائيا واسع النط اق
.
و قب ل إلق اء الض وء على النظ ام الق انوني لتنفي ذ ه ذه األحك ام والص عوبات ال تي ق د
تعترض تنفيذها ،قد يكون من المناسب أن نسبق ذلك كله بمبحث نتناول فيه حكم التحكيم
اإلداري وطرق الطعن عليه ،وعلى ذلك نقسم هذا الفصل إلى مبحثين نتناول في األول :
حكم التحكيم اإلداري وط رق الطعن علي ه ،أم ا الث اني فسنخصص ه لتنفي ذ حكم التحكيم
344
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المرج وة وهي إص دار الحكم التحكيمي بع د تم ام إع داده في الميع اد المق رر ل ذلك اتفاق ا أو
قانونا مستوفيا كافة األركان الشكلية والموضوعية الواجب مراعاتها في هذا الصدد حتى
ينتج آثاره.
و األص ل أن أي حكم يخض ع لرقاب ة القض اء يج وزالطعن علي ه ب الطرق القانوني ة،
فوجود طرق الطعن مسألة ال مفر من مواجهتها فإذا كانت األحكام الصادرة عن القضاء
قابلة للطعن عليها بالطرق المقررة قانونا فإن حكم التحكيم والمستند إلى اتفاق األط راف ال
يمكن أن يكون بمعزل عن رقابة قضاء الدولة إال أن الطبيعة الخاصة للعدالة التي يقوم بها
المحكم والمس تند في أساس ها إلى إرادة األط راف ،تض في على ط رق الطعن على المحكم
التحكيمي ذاتية خاصة ،فقضاء التحكيم يستبعد ويستنكف الخضوع لقضاء الدولة وخاصة
وأن المنازع ات الالحق ة على ص دور حكم التحكيم تلتهم ك ل محاس ن التحكيم ب ل ذهب
البعض إلى أن نظام التحكيم يفقد سبب وجوده وقيمته إذا أعقب إجراءات التحكيم اجراءات
و على ال رغم من أهمي ة الملحوظ ة الس ابقة فإن ه يظ ل من غ ير المقب ول والمعق ول
االع تراف بحكم تحكيمي مش وب بالخط أ ومن تم فال مف ر والح ال ك ذلك من تقري ر إمكاني ة
345
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الطعن على أحك ام التحكيم ك ل م ا هنال ك أن ط رق الطعن على أحك ام التحكيم تنحص ر
. 422
غايتها ليس في تعديل هذه األحكام وإ نما تعد بمثابة منازعة ببطالنه
واضعوا القانون النموذجي للتحكيم الذي أعدته لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي
تعريف ا لحكم التحكيم وه و " ك ل حكم قطعي يفص ل في جمي ع المس ائل المعروض ة على
محكمة التحكيم ،وكل قرار آخر يصدر عن محكمة التحكيم يفصل بشكل نهائي في مسألة
تتعلق بموضوع النزاع ،أيا كانت طبيعتها أو يفصل في مسألة اختصاص محكمة التحكيم
أو أي مسألة لها عالقة باإلجراءات ،وفي الحالة األخيرة يعد قرار المحكمة حكما تحكيميا
فقط إذا قامت محكمة التحكيم بتكييف القرار الصادر عنها بأنه كذلك" .
تم االختالف حول التعريف السابق ،فيما يتعلق بالقرارات التي تصدر بش أن الفص ل
بأنه ا أحك ام تحكيمي ة ،مم ا أدى بواض عي الق انون النم وذجي إلى ت رك فكرة وض ع تعري ف
للحكم التحكيمي.423
و هك ذا ولإللم ام بم ا س بق قس منا ه ذا المبحث إلى مطل بين نتن اول في األول حكم
التحكيم اإلداري ،مفهومه وشروطه وأنواعه ،أما المطلب الثاني فسنعالج فيه طرق الطعن
346
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
347
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التحكيم كم ا تمت اإلش ارة إلى ذل ك يس تمد وج وده من اتف اق طرفي ه ،إال أن أس باب
فاعليت ه ونف اذ قرارات ه يكتس بها من س لطة القض اء وال تي تمارس ها المح اكم بطبيع ة الح ال،
األم ر ال ذي جع ل ج ل التش ريعات ال تي تنظم التحكيم تحت وي على مظ اهر عدي دة ومتنوع ة
حكم المحكمين بعد صدور األمر بتنفيذه مع الحكم الصادر من قضاء الدولة في كافة اآلثار
القانوني ة المترتب ة على الحكم القض ائي ،كم ا يلتقي حكم المحكمين م ع قض اء الدول ة من
خالل المحكم ة المختص ة أثن اء نظ ر خص ومة التحكيم ،ومن خالل دع وى البطالن وأيض ا
من خالل طلب األمر بتنفيذ حكم المحكمين بعد انتهاء خصومة التحكيم .
من هذا المنطلق سنحاول أن نقوم بتوضيح مفهوم التحكيم وشروطه وأنواعه ،ولما
ك انت الدراس ة تنص ب على حكم التحكيم الص ادر في المنازع ات الناش ئة عن العق ود
اإلدارية ،فإنه من المتعين تحديد الطبيعة القانونية لهذا الحكم على ضوء نظري ات القانـ ـ ـــون
اإلداري والتي قبلت بشأن تحديد األعمال القضائية وتمييزها عن األعمال اإلدارية ،لذا قد
يكون من المناسب التعرض بايجاز لتلك النظريات إلبراز الطبيعة القضائية لحكم التحكيم
من خالل وجه ة نظ ر الق انون اإلداري ،424ك ل ه ذه األفك ار س يتم توض يحها وتحليله ا في
-ع اطف راش د الفقي – التحكيم في المنازع ات البحري ة – أطروح ة لني ل ال دكتوراه كلي ة الحق وق جامع ة المنوفي ة 424
1995ص . 527-526
348
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
من مراح ل اإلج راءات التحكيمي ة وهي مرحل ة إع داد الحكم التحكيمي تمهي دا إلص داره
محققين بلك الغاية من العملية التحكيمية وهي الفصل في موضوع النزاع ،ويتم تحقيق هذه
الغاية للمحكمين من خالل المداولة أي المناقشة وتبادل الرأي فيما بينهم لالتف اق على ش كل
الحكــم ومضمونه ،فإذا كانت هيئة التحكيم مشكلة من محكم واحد كان األمر يسيرا حيث ال
يتداول وال يتناقش إال مع نفسه في حوار داخلي يقوم بعده منفردا بإصدار الحكم ،أما إذا
ك انت هيئ ة التحكيم مش كلة من أك ثر من محكم ف إن األم ر والش ك أك ثر تعقي دا حيث ي ؤدي
التشكيل المتعدد إلى حتمية المناقشات والم داوالت بين المحكمين وص وال إلى حكم تحكيمي
بإجم اع أو بأغلبي ة اآلراء ونظ را ألن جنس ية المحكمين غالب ا م ا تك ون مختلف ة فتتطلب
المداول ة والمناقش ة الس فر واالنتق ال ل ذلك فق د ت ركت حري ة تنظيم ه ذه الم داوالت لهيئ ة
اإلجاب ة عن ه ذه التس اؤالت س تكون في فق رتين مس تقلتين نتن اول في األولى مفه وم حكم
-عاطف راشد الفقي – التحكيم في المنازعات البحرية – مرجع سابق ص .527 425
349
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ينقس م الفق ه عن د تعري ف حكم التحكيم بص فة عام ة إلى رأيين ،رأي يطل ق علي ه
التعريف الموسع لحكم التحكيم أما الرأي اآلخر يطلق عليه التعريف الضيق لحكم التحكيــم،
المع روض علي ه ،س واء ك ان ه ذا الق رار متعلق ا بموض وع ال نزاع أو باالختص اص أو ب أي
الص ادرة عن المؤسس ات التحكيمية ال تي يعم ل المحكم تحت أنظمته ا أحك ام تحكيمية ،مثل
القرار الصادر عن أي محكمة تحكيمية برد المحكم ،فال يعتبر حكما تحكيميا يمكن الطعن
علي ه ب البطالن ،ك ذلك ال تعت بر اإلج راءات ال تي يتخ ذها المحكم ون وال تي ال ته دف إلى
الفصل في النزاع أحكام تحكيمية يمكن الطعن عليها بالبطالن ،مثل إجراءات التحقيق في
الدعوى والتي ال تعدو أن تكون مجرد إجراءات إدارية ال يمكن الطعن عليها بالبطالن .
بينم ا قض ت محكم ة اس تئناف ب اريس في حكمه ا الص ادر في 7يولي و 1987ب أن
الق رار المس بب الص ادر عن المحكم ،وال ذي وفق ا ل ه رفض القض اء بوق ف ال دعوى بع د
سماعه لوجهات نظر أطراف النزاع يعد عمال قضائيا ،ويشكل حكم ا تحكيمي ا يمكن الطعن
426
– - E.GAILLARD – Arbitrage commercial international – Sentence Arbitrale – Procédure
J.C.I Dr Inter 588 n° 7.
350
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
علي ه ب البطالن المنص وص علي ه في الم ادة 1504من ق انون المرافع ات الفرنس ي
. 427
الجديد
و في تعري ف آخ ر لحكم التحكيم ،ف التحكيم ه و جمي ع الق رارات الص ادرة عن
منـ ـ ـ ـــها ،وسواء تعلقت هذه القرارات بموضوع المنازعة ذاتها أو باالختصاص أو بمسألة
و نمي ل إلى ال رأي القائ ل ب أن " :حكم التحكيم ه و الق رار الص ادر من محكم ل ه
الوالي ة بن اء على اتف اق تحكيم ،فاص ال في ن زاع موض وعي أو إج رائي مم ا ي دخل في
اختصاص ـ ـــه وواليت ه بالش كل ال ذي يح دده الق انون أو المتف ق علي ه ويجب أن يك ون مكتوب ا
وهذا الحكم يخضع لذات الشكل المقرر لألحكام القضائية ،وله ذات بيانات الحكم القضائي،
ويوق ع علي ه من ك ل المحكمين أو من أغلبهم ،ويجب أن يش تمل على كاف ة عناص ر الحكم
القضائي.429
و يس تنتج من خالل ه ذا التعري ف أن حكم المحكمين الج ائز تنفي ذه ه و الفاص ل في
موضوع النزاع الملزم ألطرافه المنهي للخصومة ،سواء كان صادرا بإجابة المدعي إلى
طلبات ه كله ا أو بعض ها أو برفض ها جميع ا أو في االختص اص أو االج راءات ويتخ ذ ش كل
. 430
األحكام القضائية يتوافر الشروط المنصوص عليها في القانون أو في اتفاق الطرفين
-األحدب عبد الحميد – موسوعة التحكيم – التحكيم الدولي ،دار المعارف القاهرة مصر 1998ص . 302 427
-عيد محمد القصاص – حكم التحكيم – دراسة تحليلية في قانون التحكيم المصري والمقارن دار النهضة العربية 428
2003ص . 70
-المادة 43/1من قانون التحكيم العماني . 429
351
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و إذا كان فقهاء هذا االتجاه يميلون إلى توسيع نطاق حكم التحكيم على نحو يجعله
شامال لألحكام التي تفصل في المنازعات المعروضة على المحكمين سواء بشكل كلي أو
ذهب فقهاء هذا االتجاه إلى أن القرارات التي يصدرها المحكمون والتي ال تفصل
في النزاع بشكل كلي أو جزئي في النزاع المعروض عليهم بالرغم من اتصالها بموضــوع
ال نزاع ،ال تع د أحكام ا تحكيمي ة فمثال الق رارات المتص لة بموض وع ال نزاع كص حة العق د
األصلـــي ،ومب دأ المس ؤولية بالمقابل ة بمبل غ التع ويض ،فإنه ا ال تع د أحكام ا تحكيمي ـ ـ ـــة،
ويعتبرها فقهاء هذا االتجاه مجرد أحكاما تحضيرية أو أولية ،وبذلك ال تكون هذه األحكام
محال للطعن عليه ا ب البطالن اس تقالال عن الحكم التحكيمي ال ذي يص در بن اء على الطلب ات
و يرى جانب من الفقه الفرنسي أن هذه النظرية الضيقة لفكرة الطلب أمام المحكم
ال يمكن األخ ذ به ا من ج انب الق انون الفرنس ي ،ف القرار الص ادر عن المحكم بش أن
االختص اص ،بش أن الق انون ال واجب التط بيق أو بتقري ر أو ع دم تقري ر مب دأ المس ؤولية،
يفص ل بش كل ق اطع في ج زء من المنازع ة ،وبالت الي يعت بر حكم ا تحكيمي ا حقيقي ا ،محال
. 431
للطعن عليه بالبطالن مباشرة
-نبيل اسماعيل عمر -التحكيم في المواد المدنية والتجارية الوطنية والدولية دار الجامعة الجديدة للنشر القاهرة 430
2004ص . 172
-ماجد محمد تربان – مرجع سابق ص . 297 431
352
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يف رق ق انون التحكيم اإلم اراتي بين التحكيم بالق انون والتحكيم بالص لح ،ألن التحكيم
بالص لح ال يتقي د بقواع د الق انون ع دا م ا يتعل ق بالنظ ام الع ام ،وهك ذا ف الحكم التحكيمي
-أن يكون الحكم التحكيمي مكتوبا وأن يشتمل بوجه خاص على :
صحيحا إذا وقعته أغلبية المحكمين ،يكتب الحكم باللغة العربية إال إذا اتفق الخصوم على
-المادة 212من قانون التحكيم اإلماراتي مستخرج من قانون اإلجراءات المدنية . 432
353
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ترجمة رسمية.
هذا ويعتبر الحكم صادرا من تاريخ توقيع المحكمين عليه بعد كتابته وبالتالي فإنه
يكتس ب ق وة القض ية المحكم ة من ت اريخ ص دوره ال من ت اريخ ايداع ه ،أم ا بخص وص
االيداع والمصادقة ،فالمشرع اإلماراتي يفرق بين نوعين من اجراءات التحكيم :
الطرفان اتفاق التحكيم وسارا على هديه إلى آخر الطريق .
عن تنفي ذ االتف اق التحكيمي فاض طر الط رف الث اني ألن يتوج ه إلى المحكم ة القض ائية
في التحكيم ال ذي يتم عن طري ق المحكم ة يجب على المحكمين اي داع أص ل وثيق ة
الدعوى خالل الخمسة عشر يوما التالية لصدور الحكم كما يجب أن يتم خالل خمسة أيام
ويح رر ك اتب المحكم ة محض را به ذا االي داع ويعرض ه على القاض ي أو رئيس ال دائرة
لتحديد جلسة خالل خمسة عشر يوما للتصديق على الحكم ويعلن الطرفان بها .
354
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أم ا في التحكيم ال ذي يتم بين الخص وم خ ارج المحكم ة فيجب على المحكمين أن
يس لموا ص ورة الحكم إلى ك ل ط رف خالل خمس ة أي ام من ص دوره وتنظ ر المحكم ة في
تصديق الحكم أو إبطاله بناء لطلب أحد الخصوم باإلجراءات المعتادة لرفع الدعوى .
التحكيمي في التحكيم الذي يتم عن طريق المحكمة مقيد بمهلة لحصوله على صيغة التنفيذ
فه و ي ودع حكم المحكم ة المختص ة أص ال بنظ ر ال نزاع خالل خمس ة عش ر يوم ا من
صدوره ،ويجري تبليغ نسخة عنه إلى كل من الطرفين ثم يحدد القاضي أو رئيس دائرة
المحكمة المختصة أصال بنظر النزاع جلسة خالل خمسة عشر يوما إلعطاء الحكم صيغة
إذن فالحكم التحكيمي الذي يتم عن طريق المحكمة أمامه خمسة عشر يوما اليداعـ ــه
وخمس ة عش ر يوم ا لتعق د المحكم ة المختص ة أص ال بنظ ر ال نزاع جلس ة إلعطائ ه ص يغة
لعرض ه على امحكم ة المختص ة أص ال بنظ ر ال نزاع ب ل يمكن للط رف الص ادر لمص لحته
عرضه في أي وقت يشاء ،ولكن ذلك يجعل الوضع معقدا للغاية إذ أن المحكمة القضائية
تمل ك إع ادة الحكم للمحكمين لتعديل ه ...فم اذا إذا ع رض الحكم التحكيمي عليه ا إلعطائ ه
صيغة التنفيذ بعد ثالث سنوات مثال ...وصار من المتعذر إذا لم يكن من المستحيل جمع
355
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يجوز للمحكمة القضائية المختصة أصال بنظر النزاع أثناء النظر في إعطاء الحكم
. 435
التحكيمي صيغة التنفيذ أن نعيده للمحكمين
-لتوضيح الحكم إذا كان غير محدد بالدرجة التي يمكن معها تنفيذه.
و المحكم ة القض ائية تق رر ذل ك من تلق ائ نفس ها وب دون س ماع الط رفين ألن الحكم
التحكيمي ما يزال في مرحلة المذاكرة طالما أن المحكمة القضائية لم تصادق عليه .
و بالتالي فإن أعضاء المحكمة القضائية يصبحون جزءا من المحكمة التحكيمية فيما
يتعل ق بوض وح الحكم لتنفي ذه وفي إغفال ه الفص ل في النق اط المش مولة ب التحكيم ومن خالل
ذلك يكون للقضاة اختصاصات واسعة جدا في التحكيم يشاركون فيها المحكمين في الفص ل
بالدعوى .
القض ائي الص ادر به ذا الش أن وذل ك من خالل مهل ة ثالث ة أش هر أو خالل أي مهل ة أخ رى
تحددها المحكمة فإن فعلوا خالل المهلة واعتبرت المحكمة القضائية أن تعديلهم يوافق ما
طلبت ه منهم ص ادقت على حكمهم وأعطت ه ص يغة التنفي ذ وإ ال أبطلت ه وبط ل التحكيم بكامل ه
وب الطبع يبقى الحكم القض ائي بإعط اء ص يغة التنفي ذ أو باإلبط ال خاض عا لط رق المراجعة
العادية .
و تجنب ا للمماطلة فق د نص المشرع اإلم اراتي على أن قرار المحكم ة بإع ادة الحكم
للمحكمين ال يقبل الطعن إال مع الحكم النهائي الصادر بتصديق الحكم أو إبطاله.
356
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يجري تصحيح الحكم التحكيمي مرتين :األولى تقوم بها المحكمة من تلقاء نفسها،
إذا وجدت خطأ وذلك عند المصادقة عليه أي حيازته صيغة التنفيذ ،والمرة الثانية تقوم به ا
قسم الفقهاء أحكام التحكيم إلى أحكام قطعية منهيةللخصومة ،وأحكام جزئية تتصل
بج زء من المنازع ة كالفص ل في مس ألة االختص اص أو الق انون ال واجب التط بيق ،وهن اك
أحك ام اتفاقي ة حين يص ل األط راف إلى تس وية ويرغب وا في إفراغه ا في ش كل عق د وإ نه اء
إجراءات التحكيم ،كل هذا سنعمل على توضيحه في الفقرات التالية :
اس تخدم الفق ه مص طلح الحكم التحكيمي النه ائي للتعب ير عن م دلوالت مختلف ة ،فق د
اس تخدم للتعب ير عن حكم تحكيمي يفص ل في ك ل المس ائل المتن ازع عليه ا ،مم ا ي ؤدي إلى
و اس تخدم لف ظ حكم التحكيم القطعي النه ائي أيض ا بمع نى الحكم ال ذي ي ؤدي إلى
إنهاء اإلجراءات التحكيمية ،وهو المعنى نفسه الذي أضفته المادة 21فقرة أولى من الئح ة
التحكيم الخاص ة بغرف ة التج ارة الدولي ة بب اريس وال ذي يس تخدم مص طلح األحك ام الجزئي ة
357
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ك ذلك نج د أن جانب ا من الفق ه االنجل يزي يس تخدم لفظ ة نه ائي للدالل ة على الحكم
ككل أو في جزء منها ،ووفقا لهذا المعنى فإن مصطلح حكم تحكيمي نهائي أو قطعي يقابله
حكم تمهيدي أو مؤقت ،والذي ال ينهي أي مسألة تتعلق بالمنازعة ،مثل قرار المحكم بندب
خب ير في ال دعوى ،ف إن ه ذا الحكم التحكيمي النه ائي ال يعت بر بالض رورة حكم ا يتعل ق
بالمنازعة ككل ،والحكم الصادر بالفصل في مسألة المسؤولية مثال ،يعد حكما نهائيا وحتى
لو لم يكن مصحوبا بإجراء تحقيق يهدف إلى تحديد المحكمين لمبلغ التعويض .
و يذهب جانب من الفقه إلى أن الحكم التحكيمي بشأن مسألة المسؤولية ،بالرغم من
أنه يضع جانب مسألة تقدير الضرر وقيمة التعويض حكم الحق ،يعد حكما نهائيا أو قطعيا
اإلج راءات المدني ة على أن محكم ة التحكيم له ا أن تفص ل في المنازع ة من خالل إص دار
التحكيم ال دولي ،وم ا تقص ده الش روط التحكيمي ة عن دما ت ذكر أن الحكم التحكيمي الحتم ل
437
- Sers et Van den Berg “the netherlands arbitration act” 1986 Kluwer 1987 p 80 .
358
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
خالل نظر النزاع المعروض على المحكمين ،قد يصدر المحكمون أحكاما منفصلة
يطلق عليها حكما جزئيا ،وذلك عندما تخول األطراف المحكمون سلطة الفصل في جزء
من المنازعة كالفصل في مسألة اختصاصها أو تحديد القانون الواجب التطبيق ،وأن هذه
األحكام تقابل أحكام التحكيم الكلية أو الشاملة لموضوع الدعوى ،وال تقابل أحكام التحكيم
النهائية ،ففي النزاع الذي قام بين طرف ايطالي وطرف ليبي بشأن عقد تشييد ،نص في
وثيق ة التحكيم على أن لمحكم ة التحكيم الح ق في الفص ل بحكم ج زئي في مس ألة الق انون
الواجب التطبيق على موضوع النزاع ،وأنه يسري على إج راءات التحكيم لالئحة الخاصة
و في الجلسة األولى المنعقدة لمحكمة التحكيم اتفقت األطراف المتنازعة على تحديد
القانون الواجب التطبيق ،كذلك أصدرت محكمة التحكيم حكمها الجزئي في القض ية 4761
لعام 1984بأن يطبق القانون الليبي كقاعدة عامة على جميع أوجه النزاع بما ال يتع ارض
أما إذا لم تتفق األطراف على منح المحكمين سلطة االختصاص في إصدار أحكام
جزئية فللمحكمين العودة إلى القوانين التي تنطبق على الحالة الماثلة لهم في النزاع ،حيث
نج د أن قواع د التحكيم ل دى مرك ز دبي للتحكيم ال دولي في الم ادة 37الفق رة 1تنص
عل ـ ــى " :للهيئة أن تصدر قرارات تمهيدية أو مؤقتة أو إعدادية أو جزئية أو أحك ام تحكيم
نهائية ".
359
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
كذلك تنص الم ادة 42من ق انون التحكيم في المنازع ات المدني ة والتجاري ة العم اني
و أيض ا نص ت الم ادة الخامس ة من ق انون التحكيم الكوي تي على أن لهيئ ة التحكيم
سلطة الفصل في الدفوع المشار إليها في المادة المذكورة قبل الفصل في الموضوع أو أن
و في حين نجد أن بعض القوانين الوضعية قد نصت ص راحة على منح المحكمين
هذه السلطة ،نجد أن هناك قوانين أخرى تقيدها ،مثال نجد الق انون السويسري الجديد ينص
في مادت ه 188على أن ه " :لمحكم ة التحكيم أن تص در أحكام ا جزئي ة م ا لم يوج د اتف اق
مخ الف " وك ذلك الم ادة 1495من ق انون اإلج راءات المدني ة الهولن دي تف وض للمحكمين
ه ذه السلطـــة والم ادة 1699من الق انون البلجيكي ،ويع ترف الق انون االنجل يزي أيض ا
للمحكمين بسلطة إصدار أحكام جزئية طالما ال يوجد اتفاق مخالف من قبل المحتكمين .
بي د أن ق انون اإلج راءات المدني ة الفرنس ي الجدي د ال يتض من نص ا ص ريحا يمنح
المحكم س لطة إص دار أحك ام جزئي ة ،إال أن ج انب من الفق ه الفرنس ي ي رى أن القاع دة
المنازعات المعقدة والمركبة والتي يتفرع عنها العديد من المشاكل المستقلة ،فاألحكام التي
تص در عن هيئ ات التحكيم المتمرس ة وذات الخ برة ق د تفي د ط رفي الخص ومة على الم دى
-حفيظ ة الح داد – الطعن ب البطالن على أحك ام التحكيم الص ادرة في المنازع ات الخاص ة مرج ع س ابق ص -29 438
. 30
-حفيظة الحداد – الطعن بالبطالن ،...مرجع سابق ص . 30 439
360
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
البعيد ،حيث تسمح للطرف المتضرر أن يغطي األضرار التي لحقت به على نحو مباش ـــر
قد يحدث أثناء سير إجراءات التحكيم أن تتوصل األطراف المتنازعة إلى نوع من
التسوية ،وترغب األطراف في إفراغ هذه التسوية في شكل عق د ،وإ نه اء إج راءات التحكيم
أو ق د ت ذهب األط راف إلى أن يتم إص دار حكم تحكيمي يق رر ه ذا الص لح ،ويس مى ه ذا
و يرى جانب من الفقه الفرنسي إنه إذا كان االتفاق يخضع للقانون الفرنسي ،فإن
هذا الحكم االتفاقي يتمتع بحجية األمر المقضي به ،شأنه في ذلك شأن األحكام النهائية .
أم ا المش رع في دول ة اإلم ارات فق د نص في الم ادة 39من قواع د التحكيم ل دى
مرك ز دبي للتحكيم ال دولي أن ه إذا تف ق األط راف على تس وية ال نزاع قب ل ص دور حكم
التحكيم ،تقرر الهيئة إنهاء التحكيم بناء على طلب األطراف تسجل هذه التسوية خطيا في
صيغة حك ــم اتفاقي ،وفي هذه الحالة ال تكون الهيئة ملزمة بإبداء أسباب الحكم .
و تبنت ل وائح التحكيم الدولي ة ه ذا التوج ه ،فق د نص ت الم ادة 17من الئح ة التحكيم
الخاص ة بغرف ة التج ارة الدولي ة بب اريس على أن ه " :إذا اتفقت األط راف وك ان ال نزاع
منظ ورا أم ام المحكم ف إن ه ذا االتف اق يتم ترجمت ه من خالل إص دار حكم تحكيمي يك رس
هذا االتف ــاق وسارت على نفس النهج كل من الئحة التحكيم الخاصة بمحكمة لندن للتحكيم
361
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بي د أن نظ ام التحكيم للمرك ز ال دولي لفض المنازع ات الناش ئة عن االس تثمار ي ذهب
إلى اعتب ار أن اتف اق األط راف ال يثبت بواس طة حكم تحكيمي ،وإ نم ا من خالل إص دار
مجــرد أمر ،بينما لم تتعرض معاهدة نيويورك 1958ومعاهدة جنيف 1961ص راحة إلى
و تثير هذه األحكام الكثير من الخالف بسبب مدى تمتعها بقواعد االعتراف والتنفي ذ
السارية في الدول المختلفة ،وعدم وجود قضاء يحسم المسألة يفسر التردد الذي يعاني منه
و ي ذهب ج انب من الفق ه إلى الق ول ب أن تب ني القاع دة المنص وص عليه ا في الم ادة
30الفق رة 2من الق انون النم وذجي للتحكيم يع بر عن وج ود ن وع من الرض ا الع ام ،على
و تج در اإلش ارة أن ه إلى ج انب أن واع الحكم التحكيمي الس الفة ال ذكر نج د أحك ام
التحكيم اإلضافية بحيث يالحظ أن المشرع في دولة اإلمارات يتبنى هذا التوجه من خالل
النص في الم ادة 214من ق انون اإلج راءات المدني ة المتعل ق ب التحكيم بدول ة اإلم ارات
على أنه يجوز للمحكمة أثناء النظر في طلب تصديق حكم المحكمين أن 440
العربية المتحدة
تعي ده إليهم ،للنظ ر فيم ا أغفل وا الفص ل في ه من مس ائل التحكيم ،أو لتوض يح الحكم إذا ك ان
غير محدد بالدرجة التي يمكن معها تنفيذه وعلى المحكمين في هاتين الحالتين أن يصدروا
ق رارهم خالل ثالث ة أش هر من ت اريخ إبالغهم ب القرار إال إذا ق ررت المحكم ة خالف ذل ك،
وال يجوز الطعن في قرارها إال مع الحكم النهائي الصادر بتصديق الحكم أو إبطاله.
-قانون اإلجراءات المدنية قانون اتحادي رقم 11لسنة 1992في دولة اإلمارات . 440
362
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و يؤكد المشرع في دولة اإلمارات من خالل قواعد التحكيم لدى مركز دبي للتحكيم
على أنه خالل الثالثين يوما من استالم حكم التحكيم النهائي التقدم بطلب خطي 441
الدولي
للهيئة إلصدار حكم تحكيم إضافي بتفسير أي غموض أو لبس في حكم التحكيم أو تص حيح
أية أخطاء مادية وقعت في منطوق الحكم أو إصدار حكم تحكيم إضافي بشأن الدعوى أو
و ي رى المش رع في دول ة الك ويت أن تختص هيئ ة التحكيم بتص حيح م ا يق ع في
حكمها من أخطاء ،وأن تفصل في الطلبات الموضوعية التي أغفلت الفصل فيها .442
يعت بر الفق ه الفرنس ي أن تقري ر المش رع لوس ائل الطعن ب القرار التحكيمي ه و أك بر
طعنه يوجهها إلى نظام التحكيم ،على اعتبار أن لجوء األطراف المتنازعة إلى هذا النظام
-تنص المادة 38من قواعد التحكيم لدى مركز دبي للتحكيم الدولي على اآلتي : 441
على أن " تختص هيئ ة التحكيم بتص حيح م ا يقع حكمه ا من أخط اء مادي ة بحت ة كتابي ة أو حس ابية وبتفسيره ،إذا وق ع في
منطوقه غموض أو لبس ،كما تختص أيضا بالفصل في الطلبات الموضوعية التي أغفلت الفصل فيها .
363
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
كطري ق لفض منازع اتهم ه و على أس اس تقتهم الكب يرة في عدال ة المحكم ،زي ادة على م ا
يوفره لهم هذا النظام من مزايا جيدة ال يمكن أن يوفرها النظام القضائي في الدولة والتي
الجيدة ،لكون أن هذه الوسائل أو الطرق من شأنها أن تؤدي إلى إعادة النظر في الدعوى
مج ددا من قب ل القض اء الع ادي وه ذا م ا يه در أهم م يزة للنظ ام التحكيمي ،وهي الس رعة
والتحرر من اإلجراءات القضائية المعقدة التي ليس لها أي تأثير ايجابي في فض المنازع ة
.
فضال على أن تقرير الطعن من جانب المشرع ال يستقيم مع نصوص القانون التي
تقض ي بإعف اء المحكم يين من التقي د بالقواعد القانوني ة واالجراءات القض ائية خصوص ا إذا
كان المحكمين مفوضين بالصلح ،ذلك ألن أساس الطعن بالقرار التحكيمي يستند إلى كون
ذلك القرار يصدر وفق االجراءات القضائية أو أنه مخالف لقاعدة من قواعد القانون.443
و على الرغم مما تقدم ،فإن هذا ال يمنع من األخذ بتصور عملي آخر معاكس وه و
اعتب ار أن تل ك الط رق أو الوس ائل هي الض مانات القض ائية ال تي ق د يمنحه ا المش رع
للخصــوم وال تي ال يمكن االس تغناء عنه ا ح تى بالنس بة لألحك ام القض ائية الص ادرة عن
المحاكـــم القض ائية ،وعلي ه فإن ه من ب اب أولي ال يمكن االس تغناء عنه ا أيض ا بالنس بة إلى
القرارات التحكيمية ،ألنه في أغلب األحيان يكون المحكمون بعيدين عن القضاء ،فبطبيعة
الحال تنقصهم الخبرة العلمية والعملية في إصدار مثل هذه القرارات .
-رمزي سيف – قواعد تنفيذ األحكام والمحورات الموثقة الطبعة 9دار النهضة العربية القاهرة 1969ص . 71 443
364
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
لذا من المستحسن إن لم يكن من الواجب منح قدر من الرقابة للقضاء العادي على
النظام التحكيمي ،لتكون قراراته موافقة للقانون شكال وموضوعا ،والرأي الذي يمكن أن
نمي ل إلي ه ه و أن نق ر بوج ود ط رق طعن ب القرارات التحكيمي ة إال أنه ا يجب أن ال تك ون
بنفس الكيفية أو نفس ديناميكية اإلجراءات ذاتها المتبعة بالنسبة لألحكام القضائية ،علما أن
بالمنازع ـــة وتنهي الخص ومة ،أم ا بقي ة الق رارات ال تي تص در قب ل الفص ل بالمنازع ة فال
و تختل ف األنظم ة القانوني ة المعاص رة في الطعن ب البطالن على حكم التحكيم من
حيث نطاق الدعوى بالبطالن ،ومدى اتباع الطعن لقواعد االجراءات الواجبة االتباع أمام
المح اكم االبتدائي ة ،وك ذلك تختل ف األنظم ة القانوني ة فيم ا بينه ا من حيث م دة ان دماج
اج راءات البطالن أو ع دم ان دماجها ب دعوى األم ر بتنفي ذ حكم التحكيم ،وأيض ا من األث ر
المترتب على انقضاء المدة التي يتعين فيها رفع الطعن بالبطالن وفي مدى قدرة األط راف
على التن ازل عن الطعن ب البطالن ،وح ول اآلث ار المترتب ة على قب ول الطعن ،وب الرغم من
وج ود ه ذه االختالف ات ،إال أن هن اك تش ابه بينه ا فيم ا يتعل ق بأوج ه الطعن ب البطالن
و نظ را لتب اين مواق ف التش ريعات الوض عية من تل ك الط رق فق د ارتأين ا تقس يم ه ذا
المطلب إلى ف رعين ،األول يخص ص لنط اق بطالن حكم التحكيم أم ا الث اني فيخص ص
-رمزي سيف – قواعد تنفيذ األحكام والمحورات الموثقة امرجع سابق ،ص . 72 444
365
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يلج أ أط راف ال نزاع أو أح دهم للطعن على حكم التحكيم ب البطالن لع دة أس باب،
وعادة ما تنحصر هذه األسباب في مسائل منها ما يتعلق بنطاق رقابة محكمة االستئناف
على حكم التحكيم ال ذي استبعد الق انون ال واجب التطبيق ،ومنه ا ما يتعل ق باس تبعاد المحكم
للق انون المخت ار من قب ل األط راف ليحكم موض وع المنازع ة ،بس بب ع دم مالئم ة الق انون
المخت ار لحكم العالق ة القانوني ة المعروض ة علي ه ،ومنه ا م ا يتعل ق بأهلي ة أط راف التحكيم
الطعن في أحكام المحكمين حتى تتاح الفرصة أمام المحكوم عليه إلصالح هذا الخطأ وال
تختل ف ط رق الطعن المق ررة بالنس بة ألحك ام التحكيم عن تل ك المق ررة لألحك ام القض ائية،
وإ ن كانت هناك بعض الطرق يفضل استبعادها من نظام التحكيم بسبب ذاتية هذا النظام،
لذا فإنه من المتعين التعرض ألسباب الطعن بالبطالن على حكم التحكيم (الفق رة األولى) ثم
س نبين مختل ف الط رق ال تي قررته ا الش ريعة العام ة للتحكيم لبعض ال دول ح تى نتمكن من
تحدي د الط رق المثلى للطعن في أحك ام التحكيم الص ادرة في المنازع ات اإلداري ة ذات
يعتبر اتفاق األطراف على التحكيم بالشك عن اتجاه إرادتهم إلى استبعاد كل أشكال
تدخل القضاء الوطني بصدد النزاع المثار بينهم والمتفق على حله بطريق التحكيم ،445غير
أن ذلك ال يعني التخلي عن حقهم في الرجوع إلى قضاء الدولة من أجل إصالح ما شاب
-رمزي سيف – قواعد تنفيذ األحكام والمحورات الموثقة ،مرجع سابق ص . 72 445
366
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
حكم التحكيم من أخط اء ،فحس ن س ير العدال ة في المجتم ع يتطلب دائم ا أن تت اح الفرص ة
كالة أمام المحكوم عليه في اللجوء إلى قضاء الدولة لتدارك ما وقع فيه حكم التحكيم من
أخطاء لذا سنعمل على توضيح بعض األسباب المتعلقة بالطعن بالبطالن على حكم التحكيم
ق د ي رى المحكم أن الق انون المخت ار من قب ل أط راف الخص ومة ،غ ير مالئم لحكم
العالقة القانونية في النزاع المثار أمامه ،وبالتالي يقوم باستبعاد هذا القانون ،وقد ال يكون
اس تبعاد المحكم للق انون المخت ار بس بب ع دم مالءمت ه ،وإ نم ا ق د يك ون االس تبعاد بس بب أن
المختارة من قبل أطراف النزاع ،أي استبعاد اختيار األطراف للفصل في النزاع ،بحجة
أن ه غ ير مالئم ،واس تبداله بالق انون المالئم من وجه ة نظ ر المحكمين ،فإن ه يك ون مقب وال
قبول استبعاد المحكمين للقانون المختار من قبل األطراف لمخالفته للنظام العام الدولي .
و يذهب جانب من الفقه إلى عدم قبول تأييد حكم التحكيم في حالة استبعاد القانون
المخت ار من قب ل األط راف لكون ه ليس الق انون األص لح لحكم المنازع ة ،بينم ا يجب تأيي د
الحكم في حالة استبعاد القانون المختار بسبب تعارضه مع النظام العام الدولي.446
446
- Pierre la live " l’ordre public transnational ou réellement international et l’arbitrage
international " Revue d’arbitrage 1986 p 399 .
367
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ذهبت محكم ة النقض الفرنس ية إلى القض اء ب أن وظيف ة محكم ة االس تئناف،
المعروض عليها الطعن ب البطالن على حكم التحكيم وفقا لنصوص المواد 1504-1502
من ق انون المرافع ات المدني ة الفرنس ي الجدي د تنحص ر في فحص أوج ه البطالن ال واردة
على س بيل الحص ر في ه اتين الم ادتين ،وق د واف ق حكم محكم ة االس تئناف الحقيق ة عن دما
قض ت ب أن التأوي ل الخ اطئ للوث ائق من قب ل المحكمين ال يمكن تش بيهه بمخ الفتهم لالل تزام
الواقع عليهم بالفصل في النزاع المعروض عليهم في حدود المهمة الموكولة إليهم .
األخرى عن دفع مستحقات الشركة اللبنانية ،متمسكة بأن نصوص العقد تتيح لها في حالة
عدم حصولها على مستحقاتها من صاحب العمل أن تتوقف عن الدفع لمكتب الدراسات .
وعن د ع رض المنازع ة على التحكيم ،ق رر المحكم ون أحقي ة الش ركة اللبناني ة في
اس تيفاء حقوقه ا من ش ركة ،Fougerolleولق د رفض ت محكم ة اس تئناف ب اريس الطعن
ال ذي تق دمت ب ه ش ركة Fougerolleض د حكم التحكيم الص ادر بإلزامه ا ب دفع األتع اب
المق ررة للش ركة اللبناني ة مم ا دفعه ا للج وء إلى الطعن في ه ذا الحكم أم ام محكم ة النقض
الفرنسية هذا القض اء إذ قض ت ب أن " :اإلحال ة على المب ادئ العامة لإللتزام ات المنطبقة
بشكل عام على العقد ،فإن المحكمين لم يقوموا إال بالوفاء باإللتزام الذي يقع على عاتقهم
447
- G.Cass , 20 Déc , Revu arbitrage 1994 p 126 note pierre Bell .
368
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بموجب البند الثامن من وثيقة تحديد مهام هيئة التحكيم بتحديد الق انون واجب التط بيق على
العقد المبرم".
يس تمد المحكم س لطته في الفص ل في ال نزاع المع روض علي ه ،من إرادة األط راف
ال تي اتفقت على ع ر ال نزاع علي ه ،وه ذه اإلرادة تعت بر هي المص در األص لي ال ذي يش تق
منه المحكم كل سلطة وسلطان ،ولذا فإنه من المنطقي أن يتقيد المحكم عند نظره للنـ ـ ـ ـــزاع
وإ صدار للحكم في هذا النزاع ،أن يتقيد بالمهمة الموكولة إليه ،وأن يكون من الطبيعي إن
تجاوز المحكم ألداء مهمته وإ صدار حكم تحكيمي خارج نطاق موضوع النزاع المعروض
عليه للفصل فيه ،هو حكما محال للطعن عليه بالبطالن ،لذا يلجأ األطراف ولخروجهم عن
. 448
حدود وثيقة التحكيم
فق د نص ت الم ادة -2-34أ 3-على أن ق رار التحكيم يتن اول نزاع ا ال يقص ده أو
اليش مله اتف اق الع رض على التحكيم أو أن ه يش تمل على ق رارات في مس ائل خارج ة عن
نط اق ه ذا االتف اق ،على أن ه إذا ك ان من الممكن فص ل الق رارات المتعلق ة بالمس ائل
المعروض ة على التحكيم عن الق رارات غ ير المعروض ة على التحكيم ،فال يج وز أن يلغى
من ق رار التحكيم س وى الج زء ال ذي يش تمل على الق رارات المتعلق ة بالمس ائل غ ير
يش ملها اتف اق التحكيم يعت بر س ببا كافي ا للطعن ب البطالن على حكم التحكيم ألن ه فص ل في
- Catherine Ta See Kian : « Resolving disputes by arbitration – ridge Books –singapore
448
مس ألة تخ رج عن نط اق االتف اق على التحكيم ،واألم ر الث اني ه و إمكاني ة الطعن ب البطالن
على حكم التحكيم إذا تج اوز المحكم ح دود ه ذا االتف اق ،وه ذا يع ني أن التج اوز ل ه ص ور
الفصل في مسألة اتفق على أنها جزء من مهمة المحكم المطلوب الفصل فيها .
س رعة الفص ل في ه ذه المنازع ات بواس طة محكمين أكف اء ،بعي دا عن البطء المعه ود في
القض اء الوط ني ،وعن إس ناد ه ذه المنازع ات ذات األبع اد المتش ابكة والمعق دة إلى القض اء
الوطني الذي ربما ال تتوافر لديه الخبرة والدراية بمثل هذه المنازعات ولكن على الجانب
اآلخر يأتي المحكم كبشر مثل سائر البشر يعتريه ما يعتريهم من خطأ أو نسيان أو سوء
تص رف ف إذا ك ان الحكم التحكيمي يس تنفذ والي ة القض اء بمج رد ص دوره ف إن الحاج ة ق د
تدعو إلى معقب لتصحيح خطأ قد وقع فيه المحكم أو إلعادة األمور إلى نصابها الصحيح
،449وهك ذا لم ا ك ان موض وع الدراس ة ينص ب على أحك ام الص ادرة في منازع ات العق ود
اإلدارية فإنه من األهمية التعرض لطرق الطعن التي قررتها الشريعة العامة للتحكيم ،هذه
أوال :االستئناف
المحكمة ،أو أنه قد تم خارج المحكمة إلى رقابة القضاء ،ولكي يصبح حكم التحكيم قابال
-راج ع في الموض وع :محم ود هاش م – اس تنفاذ والي ة المحكمين في ق انون المرافع ات – مجل ة العل وم القانوني ة 449
370
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بمراجعة االجراءات التي طبقت على سير عملية التحكيم ،وفيما إذا كان قد شاب اج راءات
الصيغة التنفيذية ،وتختص المحكمة بالرقابة على االجراءات التي اتبعت أثناء سير عملية
التحكيم ،وال تنظ ر المحكم ة المختص ة في الموض وع ،وينعق د االختص اص في رقاب ة
اج راءات التحكيم والمص ادقة على حكم التحكيم في الع ادة للمحكم ة المختص ة أص ال بنظ ر
النزاع.450
و قد أخذ المشرع الفرنسي بنظام االستئناف كإحدى الوسائل التي يمكن من خاللها
الطعن في أحكام التحكيم الوطنية بشرط عدم تنازل طرفي التحكيم عن سلوك هذا الطريق
في اتف اق التحكيم أو أن يك ون التحكيم على مقتض ى قواع د العدال ة واإلنص اف ،وتختص
بنظره محكمة االستئناف الصادر في نطاقه ا حكم التحكيم ،على أن يقدم خالل مدة الشهر
ال ذي يلي إعالن حكم التحكيم الم ذيل بالص يغة التنفيذي ة ،حيث تنص الم ادة 1486من
ق انون االج راءات المدني ة على أن ه " :االس تئناف والطعن ب البطالن يرفع ان أم ام محكم ة
االستئناف الص ادر في نطاقه ا حكم التحكيم ،وال يقب ل االستئناف أو دع وى البطالن إال إذا
قدما خالل الشهر الذي يلي إعالن حكم التحكيم المذيل بالصيغة التنفيذية .
أو إذا لم يتفقوا في حال ة التحكيم الطليق على االحتفاظ بهذا الحق في اتفاق التحكيم ينغلق
450
- Euin –perspectives pour une reforme des voies de recours Revue arbitrage 1992 p 325 .
371
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أمامهم طريق االستئناف ويبقى لهم فقط طريق الطعن بالبطالن وفقا للحاالت التي أوردها
. 451
المشرع على سبيل الحصر في المادة 1484من قانون اإلجراءات المدنية
و تعد القواعد اإلجرائية التي تحكم الطعن بالبطالن ،وكذلك المدة التي يتعين تقديم ه
في خالله ا هي ذاته ا المق ررة للطعن بطري ق االس تئناف ،كم ا أن الطعن ب البطالن
و لق د أخ ذ المش رع الفرنس ي أيض ا بطري ق الطعن ب البطالن ،دون س واه بالنس بة
ألحك ام التحكيم الص ادرة في ظ ل التحكيم ال دولي ش ريطة أن يك ون حكم التحكيم ق د ص در
في فرنس ا ،فق د نص ت الم ادة 1504من ق انون االج راءات المدني ة على أن حكم التحكيم
الصادر في فرنسا في إطار تحكيم دولي يمكن أن يكون محال للطعن فيه بطريق اإلبطال
-إذا فصل المحكم في النزاع دون وجود اتفاق تحكيم أو بناء على اتفاق باطل أو انتهت مهمته .
-إذا شكلت محكمة التحكيم بصورة غير شرعية ،أو إذا تم تعيين المحكم الوحيد بطريقة مخالفة للقانون .
-إذا فصل المحكم في النزاع دون التقيد بحدود المهمة التي عهد بها إليه .
-إذا لم يتم احترام مبدأ المواجهة .
-في جميع حاالت البطالن المنصوص عليها في المادة ( 1480وهذه الحاالت تتعلق ببيانات حكم التحكيم وتسبيبه )
-إذا خالف المحكم قاعدة متعلقة بالنظام العام .
انظر في شرح هذه الحاالت بالتفصيل واألحكام القضائية الصادرة بشأنها :
- Mde Boiséson - Le droit français de l’arbitrage , Revue arbitrage 1987 p 367 .
372
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الخص ومة أو ممثال فيه ا اعتراض ا على الحكم الص ادر فيه ا وال ذي يكب ده أو يعرض ه
للضرر.452
التحكيم ،فق د نص ت الم ادة 1481/2من ق انون االج راءات المدني ة على أن ه يج وز الطعن
في أحك ام التحكيم عن طريق اعتراض الغ ير أم ام المحكمة المختص ة أصال بنظر النزاع
في غياب االتفاق على التحكيم مع مراعاة أحكام المادة 588/1من ذلك القانون .
و وفق ا للم ادة 583من ق انون االج راءات المدني ة ف إن اع تراض الخ ارج عن
و المالح ظ أن ق انون التحكيم المص ري لم يأخ ذ بطري ق اع تراض الخ ارج عن
الخصومة خالفا للقانون الفرنسي ،وهذا االتجاه لم يلق قبوال لدى بعض الفقهاء الذي رأى
ضرورة أن يتدخل المشرع وينص على إمكانية الطعن في أحكام التحكيم بطريق اعتراض
الخارج عن الخصومة ،وذلك لمواجهة الحاالت العملية ،التي تضع الغير ذا المصلحة بين
شقى الرحى ،فال هو طرف يملك ما يملكه األطراف من حق الحضور وأداء أوجه دفاع ه،
452
- Mde Boiséson - Le droit français de l’arbitrage , Revue arbitrage 1987 p 367 .
373
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وال ه و أجن بي من الغ ير ،ال ذين ال تمت د إليهم آث ار حكم التحكيم وفق ا لم ا تتج ه إلي ه بعض
. 453
اآلراء
يع د طري ق الطعن ب النقض من أوج ه ط رق الطعن غ ير العادي ة المق ررة بالنس بة
لألحكام القضائية االنتهائية ،إذ ال يمكن أن يوجه هذا الطعن إلى األحكام التي تكون قابلة
للطعن فيها باالستئناف أو بأي طريق آخر من طرق الطعن ،وبالتالي فإن الطعن بالنقض
ال يمكن أن يوج ه مباش رة إلى أحك ام التحكيم باعتباره ا أحكام ا تقب ل الطعن فيه ا بط رق
أخرى .
فض ال عن ذل ك ،ف إن دور المح اكم العلي ا في الدول ة ،كمحكم ة النقض والمحكم ة
اإلداري ة العلي ا في مص ر ،ه و توحي د المب ادئ القانوني ة ال تي تطبقه ا المح اكم على اختالف
أنواعها منعا من االختالف حول تطبيق أو تفسير النص القانوني الواحد ،وهذا االعتبار ال
ينطب ق على األحك ام الص ادرة عن هيئ ات التحكيم ،ألنه ا ال تعت بر من مح اكم الدول ة وال
كم ا أن التحكيم يعت بر قض اء خاص ا يحكم ح االت متباين ة ،ومن تم فال مح ل لوح دة
. 455
تطبيق القانون بشأنها كما هو الحال بالنسبة للقانون الداخلي
-خال د أحم د حس ن – بطالن حكم التحكيم – دراس ة مقارن ة ،رس الة دكت وراه مقدم ة إلى كلي ة الحق وق جامع ة عين 453
-أحم د الس يد ص اوي – التحكيم طبق ا للق انون رقم 27لس نة 1994وأنظم ة التحكيم الدولي ة ،دون ذك ر دار النش ر 455
2002ص . 217
374
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الطعن بالنقض في أحكام التحكيم في المادة 1481/1من قانون االجراءات المدنية .
الف رع الث اني :موق ف التش ريعات المقارن ة من أس باب الطعن ب البطالن على حكم
التحكيم
تختلف األنظمة القانونية المعاصرة بشأن تحديد حكم التحكيم الخاضع للبطالن ،ففي
الوقت الذي تذهب فيه بعض هذه األنظمة إلى إخض اع أي حكم تحكيمي دولي للطعن علي ه
ب البطالن بغض النظ ر عن مك ان ص دوره ،ف إن البعض اآلخ ر ي ذهب في اتج اه ع دم
االختص اص بنظ ر دع اوى البطالن إال تل ك المقام ة ض د أحك ام تحكيم ص درت في اقليم
الوطني بالبطالن وتجعله ال يختص إال بحاالت معينة تتعلق بالنظام الوطني ،مما يجعلها
ال تختص بنظر الطعون على أحكام التحكيم حتى لو صدرت على اقليمها .
قواعد وأسسا وضوابط قانونية ،من حيث موضوع النزاع والشروط الواجب توافرها في
أطراف النزاع والمحكم ومدة التحكيم وحاالت عزل وتعيين ورد المحكم وطرق الطعن في
حكم التحكيم واجراءات الطعن وغيرها من الضوابط التي سبق أن تعرضنا لها إض افة إلى
هذا ،تعرضنا إلى أسباب بطالن حكم التحكيم ،والتي صدرت بشأنها عدة مواقف من لدن
دول مختلفة .هذه المواقف سنعمل على توضيحها في الفقرات التالية :
375
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
إن بطالن حكم التحكيم يجع ل العملي ة التحكيمي ة ك أن لم تكن بالت الي يف ترض
البطالن ،456لذا يجب على أطراف التحكيم مراجعة حاالت البطالن وأسبابها ويقف ون عليه ا
ويتجنبونه ا طيل ة ف ترة اج راءات التحكيم ح تى تك ون إج راءاتهم س ليمة وال ي ذهب جه دهم
وم الهم أدراج ال ريح ن غ ير أن أس باب بطالن الحكم التحكيمي تب اينت بش أنها مواق ف
نص المشرع اإلماراتي صراحة على عدم جواز الطعن في التحكيم بأي طريقة من
المحكم يحوز حجية األمر المقضي به ما لم يخالف النظام العام في الدولة إال فيما يتعلق
كما نصت المادة 212من القانون ذاته على " :ويجب أن يصدر حكم المحكم في
دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة وإ ال اتبعت في ش أنه القواع د المق ررة ألحك ام المحكمين
مفاد هذا النص أن أحكام التحكيم الصادرة في دولة اإلمارات تعتبر أحكاما وطنيـ ـــة
وتخض ع لألحك ام القض ائية الوطني ة المق ررة في ق انون االج راءات المدني ة االتح ادي ،وفي
-نص ت الم ادة 204من ق انون االج راءات المدني ة االتح ادي على أن ه ":ال يج وز الطعن في الحكم الص ادر ب ذلك 457
376
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
حال صدر حكم التحكيم خارج الدولة فيكون حكما أجنبيا بالتالي يخضع للقواعد المقررة
في قانون االجراءات المدنية بشأن قواعد األحكام القضائية األجنبية .
و ق د نص ت الم ادة 217على ... " :أم ا الحكم الص ادر بالمص ادقة على حكم
المحكمين أو ببطالنه فيجوز الطعن فيه بطرق الطعن المناسبة " .
و من خالل التمعن في هذا النص يتضح الفرق في مدى جواز الطعن بحكم التحكيم
حيث يتضح من المواد الس ابقة أن حكم التحكيم ال يجوز الطعن فيه بطرق الطعن المقررة
في الق انون مهم ا ك انت ،إال أن ه يج وز الطعن ببطالن حكم التحكيم أثن اء عرض ه أم ام
فق د قض ت محكم ة تمي يز دبي على " :وإ ن ك ان حكم المحكم بمج رد ص دوره ل ه
حجيت ه بين الخص وم إال أن ه ذه الحجي ة تق ف عن دما يطعن علي ه ب البطالن ويك ون مص ير
) 217فق رة 1إنم ا يج وز اس تئناف الحكم الص ادر بالمص ادقة على حكم المحكمين أو
أم ا بالنس بة لحكم التحكيم الص ادر خ ارج اإلم ارات فإن ه يعت بر حكم ا أجنبي ا ب االلي
تطبق في شأنه القواعد المقررة التطبيق على األحكام القضائية األجنبية ،وفي كلتا الحالتين
ف إن المحكم ة عن د نظره ا طلب المص ادقة فإن ه تنظ ر لحكم التحكيم من الناحي ة الش كلية ال
الموض وعية على أال يخ الف النظ ام في الدول ة ،فهي تنظ ر الموض وع إذا تمسك الخصوم
377
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بذلك عند رفع دعوى بطالن حكم التحكيم أو في حال مخالفته للنظام العام في الدولة ،عدا
. 458
ذلك ال تنظر له إال من الناحية الشكلية من حيث صحة االجراءات
و تج در اإلش ارة أن دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة ق امت بإع داد مش روع ق انون
التحكيم ،حيث نصت المادة 52من مشروع قانون التحكيم االتحادي على – 1 " :ال تقبل
أحك ام التحكيم ال تي تص در طبق ا ألحك ام ه ذا الق انون الطعن فيه ا ب أي طري ق من ط رق
الطعن العادية أو غير العادية – 2 .يجوز رفع دع وى بطالن حكم التحكيم وفقا لألحكام
و ب ذلك اتف ق مش روع ق انون التحكيم االتح ادي م ع ق انون االج راءات المدني ة
االتح ادي في الم ادتين المش ار إليهم ا بع دم ج واز الطعن في حكم التحكيم ب أي طريق ة من
ك النقض والتم اس بإع ادة النظ ر ،أي أن حكم التحكيم م تى ك ان مس توفيا للش روط القانوني ة
وتم إعماله وفقا لبنود مواد القانون فال يجوز الطعن فيه ،إال أنه يجوز الطعن ببطالن حكم
التحكيم وفقا ألسب ـــاب وحاالت معينة أوردها المشرع على سبيل الحصر ال المثال يجوز
-انظر قانون المرافعات المصري السابق رقم 77لسنة 1949الملغى بقانون المرافعات المصري رقم 13لسنة 459
1968والذي ألغيت منه المواد القانونية الخاصة بالتحكيم بقانون التحكيم المصري رقم 27لسنة . 1994
378
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
باالس تئناف ص د أحك ام المحكمين ،وذل ك على أس اس أن المش رع يعت بر أحك ام المحكمين
نفس األحك ام الص ادرة من المح اكم القض ائية ،فعلى ه ذا األس اس ك ان الق انون المص ري
الملغى يج يز الطعن باالس تئناف ض د أحك ام المحكمين وبحس ب القواع د واالج راءات
المقررة لهذا الطعن بالنسبة لألحكام القضائية ،أما في تش ريع التحكيم المصري الجديد رقم
27لسنة 1994فقد جاء المشرع المصري فيه بمنحى جديد يختلف عن كل ما كان في
ق وانين المرافع ات المص رية الس ابقة بالنس بة إلى ط رق الطعن بق رارات هيئ ة التحكيم ،إذ
منع هذا القانون التعرض بالطعن لكل القرارات التي تصدرها هيئة التحكيم بأية طريقة من
حدد الحاالت التي يجوز فيها رفع دعوى البطالن دون غيرها ،فال يجوز أن تختلط هذه
الح االت م ع ح االت ط رق الطعن األخ رى مث ل طلب التم اس إع ادة النظ ر ،إذ اس تبعد
المشرع من حاالت طلب التماس إعادة النظر بالنسبة لقرارات التحكيم ،حالة الحكم بأكثر
مم ا يطلب ه الخص وم أو بم ا ال يطلب وه ،على اعتب ار أن ه ذه الحال ة هي خ روج المحكم في
حكم ه عن مش ارطة التحكيم وبالت الي فإنه ا ت دخل ض من ح االت دع وى بطالن الق رار
التحكيمي .
األولى من المادة 53من قانون التحكيم المصري فهي على الوجه التالي :
-رمزي سيف – قواعد تنفيذ األحكام والمحررات الموثقة ،الطبعة التاسعة دار النهضة العربية القاهرة 1970ص 460
.89
-راجع في الموضوع :أسعد فاضل منديل أحكام عقد التحكيم وإ جراءاته ،دراسة مقارنة ،دار نيبور للطباعة والنشر
والتوزيع العراق 2011ص . 262
379
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-حالة إذا صدر القرار التحكيمي بدون اتفاق الخصوم أو كان هذا االتفاق باطال
-حالة ما إذا كان أحد طرفي اتفاق التحكيم وقت إبرامه فاقد األهلية أو ناقصا وفقا
صحيحا يتعين بحكم إو بإجراءات التحكيم أو ألي سبب آخر خارج عن إرادته .
-حال ة إذا اس تبعد ق رار التحكيم تط بيق الق انون ال ذي اتف ق األط راف على تطبيق ه
-حالة إذا تم تشكيل هيئة التحكيم أو تعيين المحكمين على وجه مخالف للقانون أو
-حال ة إذا فص ل ق رار التحكيم في مس ائل ال يش ملها اتف اق التحكيم أو ج اوز ح دود
هذا االتفاق ،ومع ذلك إذا أمكن فصل إجزاء الحكم الخاصة بالمسائل الخاضعة للتحكيم عن
أجزائه الخاصة غير الخاضعة له فال يقع البطالن إال على األجزاء األخيرة .
-حالة إذا وقع بطالن قرار التحكيم ،أو كانت إجراءات التحكيم باطلة بطالنا أثر
و نافلة القول أن في حالة توافر أية حالة من حاالت البطالن المذكورة سابقا ،فمن
واجب المحكمة المختصة أن تبطل القرار التحكيمي وذلك قبل أن تصدر أمر التنفي ذ عليه،
ألن هذه الحاالت هي من النظام العام والتي يمكن للمحكمة أن تحكم بها من تلقاء نفسها،
380
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أم ا إذا أغفلت المحكم ة ح االت البطالن وأص درت أم ر تنفي ذ الق رار التحكيمي وه و معيب
بإحدى تلك الح االت ،ففي مثل هذه الحالة يحق للخص م ال ذي ص در الحكم ض ده أن يرفع
دعوى البطالن أمام المحكمة المختصة مطالبا بإبطال ذلك القرار ،وهذا ما يؤدي إلى وقف
تنفي ذ الق رار التحكيمي لحين أن تبت المحكم ة بتل ك ال دعوى إم ا ب الرفض واس تئناف تنفي ذ
الدولة خاصة وأن المنازعات الالحقة على صدور حكم التحكيم تلتهم كل محاسن التحكيم،
ب ـ ـــل وأن البعض ذهب إلى الق ول ب أن نظ ام التحكيم يفق د س بب وج وده وقيمت ه إذا أعقب
-ينص الفصل 402من قانون المسطرة المدنية على أنه : 462
يمكن أن تكون األحكام التي ال تقبل الطعن بالتعرض واالستئناف موضوع إعادة النظر ممن كان طرفا في الدعوى أو
ممن استدعى بصفة قانونية للمشاركة فيها وذلك في اأّل حوال اآلتية مع مراعاة المقتضيات الخاصة المنصوص عليها في
الفصل 379المتعلقة بالمجلس األعلى ( محكمة النقض ).
– 1إذا بت القاضي فيما لم يطلب منه أو حكم بأكثر مما طلب أو إذا أغفل البت في أحد الطلبات .
– 2إذا وقع تدليس أثناء تحقيق الدعوى .
– 3إذا بني الحكم على مستندات واعتراف أو صرح بأنها ضرورة وذلك بعد صدور الحكم .
– 4إذا اكتشفت بعد الحكم وثائق حاسمة كانت محتكرة لدى الطرف اآلخر .
381
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
كما يمكن للحكم التحكيمي أن يكون قابال لتعرض الغير الخارج عن الخصومة مع
أما الطعن ب البطالن في الحكم التحكيمي فقد حصر المشرع بمقتضى الفصل -36
– 2إذا تم تشكيل الهيئة التحكيمية أو تعيين المحكم المنفرد بصفة غير قانونية أو
– 3إذا بتت الهيئة التحكيمية دون التقيد بالمهمة المسندة إليه ا أو بتت في مس ائل ال
يش ملها التحكيم أو تج اوزت ح دود ه ذا االتف اق ،وم ع ذل ك إذا أمكن فص ل أج زاء الحكم
الخاص ة بالمس ائل الخاض عة للتحكيم عن أجزائ ه الخاص ة بالمس ائل الغ ير خاض عة ل ه ،فال
382
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
صحيحا بتعيين محكم أو بإجراءات التحكيم أو ألي سبب آخر يتعلق بواجب احترام حقوق
الدفاع .
- 6إذا صدر الحكم التحكيمي خالفا لقاعدة من قواعد النظام العام .
– 7في حالة ع دم التقيد ب اإلجراءات المس طرية التي يتف ق األط راف على تطبيقها
أو استبعاد تطبيق القانون الذي اتفق األطراف على تطبيقه على موضوع النزاع .
و يعت بر الطعن ب البطالن من النظ ام الع ام أي أن المحكم ة تث يره من تلق اء نفس ها
وذلك إذا تضمن ما يخالف النظام العام في المغرب أو إذا كان موضوع الناع في المسائل
ففي حالة ما إذا أبطلت المحكمة الحكم التحكيمي فإنها تنظر في جوهر النزاع وذلك
في إطار المهمة المسندة إلى الهيئة التحكيمية ،هذا طبعا في حالة إذا لم يكن هذا اإلبطال
-الفصل 327- 27من قانون التحكيم المغربي السالف الذكر . 464
383
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أما إذا قضت محكمة االستئناف برفض دعوى البطالن فيجب عليها في هذه الحالة
أن تأمر بتنفيذ الحكم التحكيمي ويكون قرارها في هذه الحالة نهائيا.465
س نركز في ه ذه الفق رة على موق ف التش ريع الفرنس ي باعتب ار فرنس ا هي رائ دة في
مج ال التحكيم وعنه ا أخ ذت بعض ال دول ،وع ل ه ذا األس اس فق انون التحكيم المص ري
ال تي يمكن رفعه ا أم ام المح اكم الفرنس ية ،ل ذا نص ت الم ادة 1504من ق انون المرافع ات
المدني ة الفرنس ي في الفق رة األولى منه ا على " يمكن الطعن ب البطالن على أحك ام التحكيم
الصادرة في فرنسا بشأن التحكيم الدولي في األحوال المنصوص عليها في المادة . 1502
باريس والذي كان يقرر عدم قبول الطعن بالبطالن على أحكام التحكيم التي تصدر وفقا
لقانون اجرائي آخر غير القانون الفرنسي ،حيث أصبح له مجرد صدور حكم التحكيم في
فرنس ا يكفي في ح د ذات ه النعق اد االختص اص للمح اكم الفرنس ية بنظ ر دع وى الطعن
بالبطالن المرفوعة ضد هذه األحكام ،وحتى ولو كان الحكم قد صدر في منازعة دولية ال
فرنسا.466
-راج ع في الموض وع :أس ماء عبي د – التحكيم في التش ريع المغ ربي ،رس الة لني ل دبل وم الدراس ات العلي ا المعمق ة في
القانون الخاص ،جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال 2009-2008ص . 59
466
- E.GAILLARD arbitrage commercial international , contrôle étatique . Droit commun inter
fase 586 – 10 n° 92 .
384
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و يش ير جانب ا من الفق ه الفرنس ي إلى أن األط راف ال تع نى بتحدي د الق انون ال واجب
التطبيق على االجراءات ،والذي يبدو من وجهة نظرهم أقل أهمية من تحديد مقر انعقاد
جلس ات التحكيم ،ويتمش ى ه ذا الض ابط م ع توقع ات األط راف ال تي تخت ار المق ر م ع م ا
يترتب عليه من تطبيق نظام قانوني معين على التحكيم بما يتضمنه ذلك من معرفة طرق
الرج وع المق ررة والمس موح به ا ض د حكم التحكيم الص ادر في دول ة المق ر وفق ا للق انون
المطبق فيها.467
كذلك يترتب على صياغة المادة 1504من قانون المرافعات الفرنسي الجدي د ،ع دم
االعتراف باالختصاص للقضاء الفرنسي بنظر دعاوى البطالن ،إال بصدد أحكام التحكيم
الصادرة في فرنسا ،وهذا يعني أن اختيار القانون الفرنسي سواء من قبل األطراف أو من
قب ل المحكمين ليحكم إج راءات التحكيم غ ير ق ادر على ج ذب الحكم التحكيمي إلخض اعه
لسلطات النظام القانوني الفرنسي ،والسيما ما يتعلق منه بدعوى البطالن ،وهذا يتعارض
م ع م ا أخ ذ ب ه المش رع الفرنس ي من لج وء األط راف إلى القض اء الوط ني لتش كيل هيئ ة
التحكيم إذا ك ان الق انون الفرنس ي يطب ق على اج راءات التحكيم ال تي تج ري في الخ ارج،
فرئيس المحكمة الجزئية في باريس يفصل في المنازعات المتعلقة بتشكيل محكم ة التحكيم،
و الش ك أن تمس ك المح اكم الفرنس ية بمعي ار الق انون ال واجب التط بيق على
االجراءات كمعيار يرجع إليه لتحديد اختصاص المحاكم الفرنسية بنظر دعاوى البطالن،
385
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يؤدي بها إلى القضاء ببطالن حكم تحكيمي يعد صحيحا من وجهة نظر قضاء دولة مقر
التحكيم ،ولهذا فإن ترجيح ضابط عالمي لالختصاص لتقرير اختصاص القضاء الوطني
بنظر دعاوى البطالن كما هو الشأن بالنسبة لضابط مقر التحكيم من شأنه أن يتفادى مثل
. 468
هذه التعرضات
و على سبيل المثال إذا تم توقيع الحكم التحكيمي في فرنسا ،بينما كان مقر التحكيم
قد تم تحديده في دولة أخرى ،فإنه يمكن ألحد األطراف أن يتمسك ب أن الحكم التحكيمي قد
صدر في فرنسا ،ويستند على ذلك في اختصاص المحاكم الفرنسية بنظر البطالن ضد ه ذا
الحكم التحكيمي ،ويخف ف من ه ذا التع ارض بين المق ر الق انوني للتحكيم ،والمك ان ال ذي
ص در في ه الحكم التحكيمي ،أن يك ون التحكيم ق د ص در تحت مظل ة غرف ة التج ارة الدولي ة
بب اريس ،وال تي تنص الم ادة 22من الئح ة التحكيم الخاص ة به ا على أن " :حكم التحكيم
فق د قض ت محكم ة اس تئناف ب اريس في حكمه ا الص ادر في 28ف براير 1986في
دع وى بطالن ض د حكم تحكيمي ص ادر في انجل ترا ب أن الم ادة 1504من ق انون
االجراءات المدنية الفرنسي الجديد ،مختصة فقط بأحكام التحكيم الصادرة في فرنسا بشأن
التحكيم ال دولي ،وأن الم دعى علي ه ع رض انتقادات ه لحكم التحكيم أم ام قض اء غ ير
مختص.469
469
- Cour d’appel de paris 28 février 1986 Revue d’arbitrage p 583 .
386
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و بص فة عام ة يمكنن ا الق ول ب أن الش روط ال تي اتفقت عليه ا األط راف ،أو الئح ة
التحكيم التي تستند إلى إرادة األطراف تظل غير قادرة على تعديل التنظيم الخاص بطرق
أم ا بالنس بة للطعن بحكم التحكيم االنجل يزي ،فهن اك نوع ان للطعن :األول ه و
الطعن ب الحكم التحكيمي النتف اء الص الحية والن وع اآلخ ر الطعن ب الحكم التحكيمي لمخالف ة
التنفيذ يقصد به الوفاء بااللتزام بحيث يبرأ منه المدين ،ويقسم التنفيذ بصورة عامة
إلى ن وعين :تنفي ذ رض ائي وتنفي ذ ج بري ،وبم ا أن الق رار التحكيمي ه و النتيج ة الحتمي ة
التف اق التحكيم إذ أن ه ذا األخ ير يمث ل يمث ل إرادة الخص وم الص ريحة في الخض وع إلى
الق رار التحكيمي فالب د إذن من أن يك ون التنفي ذ الرض ائي ه و ذل ك الن وع من التنفي ذ ال ذي
أم ا إذا رفض أح د الخص وم التنفي ذ الج بري لألحك ام القض ائية ال تي نص عليه ا
القانون ،وبما أن القرارات التحكيمية هي أحكام قضائية مع بعض االختالفات البسيطة من
حيث اإلج راءات والراجع ة إلى الخصوص ية ال تي يمت از به ا الق رار التحكيمي ،ف إن أغلب
التش ريعات المقارن ة ق د أوجبت على المحكمين إي داع الق رار م ع أص ل وثيق ة التحكيم في
-للمزيد راجع في ذلك :عبد الحميد األحدب ،موسوعة التحكيم الدولي ،الجزء الثاني دار المعارف لبنان 1996 470
ص . 490
-راجع في الموضوع :سعيد مبارك ،أحكام قانون التنفيذ ،مطبعة التعليم العالي ،جامعة بغداد الموصل ،العراق 471
1989ص . 73
387
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المحكمة المختصة بنظر النزاع ،أما إذا كان اتفاق التحكيم واردا في قضية استئناف ،فإنه
يجب أن يتم هذا االيداع في تلك المحكمة التي أصدرت الحكم المستأنف .
و من الج دير باإلش ارة أن ه ذا االي داع ال يقتص ر فق ط على الق رارات المنهي ة
للخص ومة ،ب ل إن ه يش مل ك ل الق رارات ال تي يمكن أن تص درها هيئ ة التحكيم وإ ن ك انت
التحكيم بهذا االيداع هو لتمكين الخصوم من االطالع على كل القرارات التي تصدرها تلك
. 473
الهيئة بمجرد مراجعة المحكمة المختصة
و تلك القرارات أي قرارات التحكيم بعد ايداعها ال يمكن تنفيذها بصورة مباشرة،
أي أنه ا ال تك ون واجب ة التنفي ذ إال ب أمر تص دره المحكم ة المختص ة ،إذ تنص التش ريعات
المحكم ة المختص ة أص ال بنظ ر ال نزاع ،وعلى ه ذا األس اس ي ذهب غالبي ة الفقه اء إلى أن
تنفي ذ أحك ام المحكمين ال يك ون إال إذا بل غ حكم التحكيم درج ة معين ة من الق وة ،بحيث ال
يكون لالعتراض عليه أثر على قوته التنفيذية أو نفاذه ويكون ذلك بموافقة القضاء عليه،
ويؤكد ذلك أن الوفاء بما تضمنه حكم المحكمين قبل بلوغ تلك الدرجة قد ال يعني تنفيذه أن
المحكوم ضده قد يقوم بالوفاء ،ويعترض على مضمونه وليس هناك ما يمنع من ذلك ،بل
يعت بر ه ذا الفع ل في أعلى درج ات حس ن الني ة في تنفي ذ العق ود ،إلى ج انب ه ذا فتنفي ذ
األحك ام التحكيمي ة تعترض ه مجموع ة من الص عوبات خاص ة إذا تعل ق األم ر بالتنفي ذ ض د
اإلدارة ،ومن أج ل توض يح ه ذا كل ه ،ارتأين ا أن نقس م ه ذا المبحث إلى مطل بين نتن اول في
-فتحي والي ،الوسيط في قانون القضاء المدني ،دار النهضة العربية القاهرة . 1987 472
-نبيل اسماعيل عمر ،اجراءات التنفيذ في المواد المدنية والتجارية مؤسسة الثقافة الجامعية القاهرة . 1980 473
388
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
األول النظ ام الق انوني لتنفي ذ أحك ام التحكيم اإلداري أم ا المطلب الث اني فسنخصص ه
يح وز حكم التحكيم بمج رد ص دوره على حجي ة الش يء المقض ي ب ه ،لكن من
المالح ظ أن ه ذه الحجي ة ليس ت كافي ة بمفرده ا لكي يمكن تنفي ذ حكم التحكيم إذ أن الطبيع ة
الخاص ة لقض اء التحكيم تتطلب ض رورة ت دخل القاض ي الوط ني إلعط اء الق وة التنفيذي ة
لألحكام الصادرة عنه ،فالمحكم وإ ن كان يملك إقرار الحق وتقريره ،إال أنه شخص عادي
ال يملك سلطة األمر أو الجبر التي يملكها القاضي الوطني لكي يسبغها على حكم التحكيم،
فصدور األمر بالتنفيذ هو الذي يعطي لحكم التحكيم القوة التنفيذية ويسمح بتنفيذه جبرا حال
. 474
عدم امتثال المحكوم ضده لتنفيذه طواعية واختيارا
و إذا كانت إشكالية عدم امتثال المحكوم ضده لتنفيذ حكم التحكيم قد تبدو محدودة
األبعاد إذا ما ظلت في إطار النظام القانوني الداخلي ،فإن جوانبها قد تتنامى وتتعاظم إذا
ما تعلق األمر بتنفيذ أحكام التحكيم األجنبية ،ومرجع ذلك أن هذه األحكام األخيرة تصدر
عن أشخاص تابعين لدول أخرى وطبقت بشأنها قواعد قد تغاير وتباين تلك التي يطبقها
القاضي الوطني ،وهذا ما يستدعي التعرض للنظام القانوني لتنفيذ أحكام التحكيم الوطنية
واألجنبي ة ( الف رع الث اني ) ه ذه األحك ام س واء تعل ق األم ر باألحك ام الوطني ة أو األجنبي ة،
389
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تنص ق وانين األنظم ة المقارن ة ال تي تق رر مب دأ اللج وء إلى القض اء لتنفي ذ أحك ام
المحكمين على وج وب ص دور األم ر بالتنفي ذ من قاض ي األم ور الوقتي ة ،وبعض ها ي وجب
اإلطار تنص المادة 215من قانون االجراءات المدنية لدولة اإلمارات العربية المتحدة "
– 1ال ينف ذ حكم المحكمين إال إذا ص ادقت علي ه المحكم ة ال تي أودع الحكم قلم
كتابه ا ،وذل ك بع د االطالع على الحكم ووثيق ة التحكيـــم والتثبت من أن ه ال يوج د م انع من
تنفي ذه وتختص ه ذه المحكم ة تص حيح األخط اء المادي ة في حكم المحكمين بن اء على طلب
أم ا في فرنس ا ف إن ق انون المرافع ات المدني ة الفرنس ي الص ادر بالمرس وم 12أي ار
،1980فإن الجهة المختصة بتنفيذ حكم التحكيم الصادر داخله فرنسا هو قاضي التنفيـ ـــذ،
وأن السلطة في ذلك منعقدة للمحكمة االبتدائية ،وأما بالنسبة للقرار الصادر خارج فرنسا
فإن القاضي المختص مكانيا هو القاضي الذي يقع التنفيذ في نطاق صالحيته ،حيث يقضي
قانون المرافعات المدنية الفرنسي الجديد في المادة 1500منه ،بأن منح الصيغة التنفيذية
للحكم التحكيمي الدولي ،خاضع لنفس اجراءات المحاكمة التي يخضع لها الحكم التحكيمي
ال داخلي ،ويعت بر الق انون الجدي د أن الم ادتين 1479- 1476المتعلق تين ب التحكيم ال داخلي
-في هذا االتجاه نصت المادة 204من قانون المرافعات المدنية والتجارية القطري ،أنه ال يكون حكم المحكمين 475
ق ابال للتنفي ذ إال ب أمر يص دره قاض ي المحكم ة ال تي أودع أص ل الحكم قلم كتابه ا بن اء على طلب أي من ذوي الش أن،
ويصدر القاض ي األم ر بالتنفيذ بع د االطالع على الحكم ووثيق ة التحكيم وبع د التثبت من أن ه ال يوجد م ا يمن ع من تنفيذه
ويوضع أمر التنفيذ بذيل أصل الحكم ويختص القاضي األمر بالتنفيذ بكل ما يتعلق بتنفيذ الحكم .
390
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ق ابلتين للتط بيق ،حيث تنص الم ادة 1476على أن الق رار التحكيمي ليس ق ابال للتنفـيذ
الجبري ،إال بموجب قرار منحه صيغة تنفيذية صادرة عن المحكمة االبتدائية التي صدر
وأما 476
القرار في نطاقها ،وأن قاضي التنفيذ هو الذي يصدر قرار منح الصيغة التنفيذية
إذا كان القرار صادرا خارج فرنسا ،فإن القاضي المختص مكانيا هو القاضي الذي يقع
أما في سلطنة عمان فقد نص قانون التحكيم العماني في المادة 56على اختصاص
رئيس المحكم ة االبتدائي ة المختص ة بإص دار األم ر بتنفي ذ حكم المحكمين ،وبن اء على ذل ك
فإن القاضي المختص هو الذي يمنح التحكيم القوة التنفيذية ،فال يملك المحكم هذا األمر .
فالمحكمة المختصة بإصدار أمر التنفيذ ،بالنسبة ألحكام المحكمين التي تخضع في
تنفيذها لقانون التحكيم العماني ،هي المحكمة االبتدائية المختصة بنظر النزاع وفقا لقانون
التحكيم العم اني ،وهي أح د مح اكم القض اء الع ادي في التنظيم القض ائي العم اني ،وينطب ق
هذا األمر بالنسبة لكافة أنواع التحكيم المدني والتجاري ،وكذلك بالنسبة للتحكيم الوطني أو
التجاري الدولي الذي اتفق أطرافه على خضوعه لقانون التحكيم العماني .
و ق د نص ت الم ادة 58من ق انون التحكيم العم اني 47/97م على ش روط الب د من
و ال يتمت ع القاض ي المع روض علي ه طلب األم ر بالتنفي ذ بس لطة مراجع ة حكم
المحكمين من الناحية الموضوعية ،وتقدير ص حته أو بطالنه أو مالئمة م ا انتهى إليه ،أو
سالمـ ـ ـــة وص حة تفس يره للق انون أو الواق ع ،ف رئيس المحكم ة االبتدائي ة المختص ة إم ا أن
-المادة 1477الفقرة األولى من قانون المرافعات المدنية الفرنسي الجديد . 476
-راجع في الموضوع :ماجد محمد محمد فهاد تربان – مرجع سابق ص . 350
391
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يصدر األمر بالتنفيذ أو يرفضه ،فهو ليس بجهة استئناف كما أنه ليس جهة مختصة بنظر
. 477
بطالن الحكم ،فالقاضي األمر بالتنفيذ ليس له إال أن يقضي بالتنفيذ أو برفض التنفيذ
أما في المغرب فالمشرع جعل رئيس المحكمة الص ادر الحكم التحكيمي في دائرتها
ه و المختص بإص دار أم ر بتخوي ل الص يغة التنفيذي ة للحكم التحكيمي ،وهك ذا نص الفص ل
327-31من ق انون التحكيم المغ ربي على " ال ينف ذ الحكم التحكيمي جبري ا إال بمقتض ى
أمر ذويل الصيغة التنفيذية يصدره رئيس المحكمة الصادر الحكم في دائرتها .
ي ودع أص ل الحكم التحكيمي مص حوبا بنس خة من اتف اق التحكيم ترجمته ا إلى اللغ ة
العربية لدى كتابة ضبط المحكمة من لدن أحد حكمين أو الطرف األكثر استعجاال داخل
إذا تعل ق التحكيم باس تئناف حكم ،وجب اي داع الحكم التحكيمي ل دى كتاب ة ض بط
و يصدر األمر بتخويل الصيغة التنفيذية عن الرئيس األول لهذه المحكمة .
و على أية حال فإن تحديد جهة القضاء المختصة ب إجراء الرقاب ة على حكم التحكيم
ال نزاع ح ال غي اب االتف اق على التحكيم بحيث إذا ك انت المنازع ة ذات طبيع ة خاص ة ،أو
إداري ـ ـــة وطرفه ا إدارة أجنبي ة ،ف إن القاض ي المختص ب إجراء الرقاب ة على حكم التحكيم
-قض ت محكم ة النقض المص رية به ذا المض مون في حكمه ا الص ادر بجلس ة 1990-5-15طعن 52-815ق 477
حيث قضى بأنه " إذا تطرق القاضي إلى بحث مدى سالمة أو صحة قضاء التحكيم في موضوع الدعوى ،فإنه يكون قد
خرج عن حدود واليته ،ألنه ال يعد هيئة استئنافية في هذا الصدد ،وليس له إال أن يأمر بالتنفيذ أو برفضه ".
-راجع في الموضوع :محمود السيد بربري مرجع سابق ص . 275
392
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الص ادر بش أنها س يكون بال ش ك القاض ي الع ادي على اعتب ار أن ه المختص أص ال بنظ ر
ال نزاع في حال ة غي اب االتف اق على التحكيم ،أم ا إذا ك انت المنازع ة المطروح ة على
التحكيم من طبيعة إدارية وطرفها اإلدارة الوطنية ،فإن القاض ي اإلداري ،بال منازعة ،هو
القاض ي الط بيعي لنظ ر المنازع ات المتعلق ة بحكم التحكيم الص ادر بش أنها ،وه ذا م ا انتهى
479
وكذلك األحكام الصادرة عن جهات القضاء الفرنسي 478
إليه رأي جمهور الفقه الفرنسي
مجموعة العم ل الص ادر بت اريخ 27من م ارس ع ام 2007بش أن وض ع التص ور النه ائي
الرقاب ة على أحك ام التحكيم اإلداري ،ف إنهيتبقى لن ا في ه ذا المض مار تحدي د المحكم ة
المختصة التي يجب أن ينعقد لها االختصاص في هذا الشأن وبخاص ة في النظام المصري
.
يبدو أنه من األفضل أن تكون المحكمة المختصة أصال بنظر النزاع بحسب قيمة
المنازع ة هي الجه ة المن وط به ا أعم ال الرقاب ة على أحك ام التحكيم ،بحيث ترف ع الطع ون
- G.M – DANANCE , L’aritrage en droit public 1 Sem, 1987 p 471 .
- j. Auby , l’arbitrage en matière administrative AJDA 1955 p 88 .
-انظر على سبيل المثال : 479
- Conseil d’état , section du rapport et des études , régler autrement les conflits :
conciliation , transaction , arbitrage en matière administrative p 95 .
393
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تعلق األمر بتحكيم وطني ،أما إذا كان التحكيم دوليا ،سواء جرى في مصر أو في الخارج
واتفق أطرافه على إخضاعه ألحكام قانون التحكيم المصري ،فيكون االختصاص لمحكمة
القضاء اإلداري بالقاهرة ما لم يتفق األطراف على اختصاص محكمة قضاء إداري أخرى
فـــي مص ر ،وب ذلك تت اح الفرص ة أم ام ط رفي التحكيم في الطعن في حكم التحكيم بطري ق
التم اس إع ادة النظ ر في حال ة فتح المش رع المص ري ه ذا الطري ق من ط رق الطعن أم ام
الفرع الثاني :النظام القانوني لتنفيذ أحكام التحكيم اإلداري الوطنية واألجنبية
الش ك أن المقول ة الش هيرة القائل ة " ال ينف ع تكلم بح ق النف اذ ل ه " تص دق على
معطي ات التحكيم بنفس الطريقة التي تص دق على األحكام التي تص در من المحاكم ،إذ أن
غاية األطراف من اختيار التحكيم تتمحور وال في ما تتسم به الطريقة من سرعة في فض
الخالفات ،هذه السرعة التي يطلبها األطراف ليس في الفصل في النزاع فقط ،بل باألساس
و نظ را الفتق ار عيئ ة التحكيم للس لطة ال تي تمنه ا من إجب ار الط رف الممتن ع عن
التنفي ذ ،ف إن ه ذا الوض ع يس تلزم ت دخل القض اء لألم ر بتنفي ذ حكم التحكيم ووض ع الص يغة
-إذا كان من المستقر عليه في فقه قضاء المحكمة اإلدارية العليا أن الطعن بطريق التماس إعادة النظر جائز في 481
األحكام الصادرة عن محاكم مجلس الدولة عدا األحكام الصادرة عنها ،ومن األحكام التي عبرت عن هذا المعنى الحكم
الص ادر في الطعن رقم 1993لسنة 47ق ع جلسة 2000 – 6-6مجموعة األحك ام الص ادرة عن المحكم ة اإلداري ة
العلي ا ،ال دائرة األولى مرج ع س ابق ص 138فإن ه يس تفاد من ذل ك أن ه ال يج وز الطعن في حكم التحكيم بطري ق التم اس
إعادة النظر أمام امحكمة المحكمة اإلدارية العليا .
394
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التنفيذي ة علي ه ،ح تى يمكن تنفي ذه ج برا ،ف إذا ك انت إرادة األط راف بم وجب اع تراف
المش روع وإ ق راره تس تطيع اللج وء إلى نظ ام التحكيم وإ عمال ه في ح ل المنازع ات ،إال أن ه
وبالرغم من ذلك تظل هذه اإلرادة عاجزة على تزويد حكم التحكيم الصادر بالقوة التنفيذية
ال تي ت تيح تنفي ذه ج برا ،ومرج ع ذل ك أن اإلرادة الخاص ة ال تمل ك مكن ة تك وين الس ندات
التنفيذي ة ،ذل ك أن األم ر بالتنفي ذ ه و ال ذي يص بغ الق وة التنفيذي ة على حكم التحكيم ويرفع ه
إلى مص افي الس ندات التنفيذي ة ،أض ف إلى ذل ك أن أم ر التنفي ذ يظه ر الف رق بين أحك ام
القض اء وأحك ام التحكيم ،حيث إن ه ذه األخ يرة ال توض ع عليه ا الص يغة التنفيذي ة إال بع د
صدور أمر التنفيذ مـــن القضاء ،أما أحكام القضاء توضع عليها الصيغة التنفيذية دون أن
يس بق ذل ك ص دور أم ر بتنفي ذها كم ا أن األم ر يختل ف بين أحك ام التحكيم الوطني ة وأحك ام
يعت بر أم ر التنفي ذ نقط ة هام ة من نق اط االلتق اء بين قض اء التحكيم وقض اء الدول ة،
فالبد من تدخل قضاء الدولة لألمر بتنفيذ حكم المحكمين وخلع القوة التنفيذية عليه ،وعلى
ال رغم من أن ت دخل قض اء الدول ة في عملي ة التحكيم ق د ي ؤثر س لبا على مس تقبل التحكيم
ويقلل من شأن الميزة النسبية للتحكيم في البعد عن قضاء الدولة ،فاألمر بالتنفيذ إن هو إال
. 482
خاتم رسمي يدل على أن رقابة ما قد مورست من قبل السلطة العامة
و المحكم م ا ه و إال ش خص ع ادي اختارت ه اإلدارة الح رة لألط راف ولم يمنح ه
الق انون تل ك الس لطة في إس باغ الق وة التنفيذي ة على عمل ه ،ومن تم ف إن األم ر يحت اج إلى
-أحمد هندي – تنفيذ أحكام المحكمين – دار الفكر العربي القاهرة مصر 2004ص . 102 482
395
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تدخل من جانب قضاء الدولة ،وينبغي النظر إلى ذلك في إطار تحقق قضاء الدولة ،وال ذي
بكامله ا ،من اتف اق حكم المحكمين م ع الق انون ،وذل ك قب ل إج ازة تنفي ذه ،وعلى ذل ك ف إن
الرج وع إلى قض اء الدول ة ليس لمراجع ة الحكم ،أو الفص ل في ال نزاع من جدي د ،وإ نم ا
للتأك د من إص داره على النح و ال ذي رس مه المش رع ،ف إذا تم التأك د ف إن عم ل القاض ي
ينحصر في توجيه أمر تنفيذه إلى السلطة المختصة بتنفيذ السندات التنفيذية ،دون أن يكون
. 483
قد أضاف في الحقيقة على حكم المحكم شيئا ما
و هك ذا وطبق ا لق انون اإلج راءات المدني ة الفرنس ي ،ف إن حكم التحكيم الوط ني ال
يكون قابال للتنفيذ الجبري بمجرد صدوره ،وإ نما يستلزم األمر اللجوء إلى القض اء الوط ني
لوضع الصيغة التنفيذية عليه ،وينبغي على طالب التنفيذ أن يودع أصل حكم التحكيم مرفق ا
484
ب ه نس خة من اتف اق التحكيم قلم المحكم ة االبتدائي ة ال تي ص در في دائرته ا حكم التحكيم
كم ايجب أن توض ع الص يغة التنفيذي ة على أص ل حكم التحكيم ،وفي حال ة رفض منح ه ذه
الصيغة فينبغي على القاضي أن يعطي األسباب المبررة لهذا الرفض .
و اشتراط اللجوء إلى القاضي الوطني من أجل استصدار أمرا بتنفيذ حكم التحكيم
ه و أم ر أجمعت علي ه كاف ة تش ريعات دول مجلس التع اون الخليجي فق انون اإلج راءات
-راجع في الموضوع :ناصر بن عبد اهلل بن عيسى الناعبي – مرجع سابق ص . 495 483
-تنص الم ادة 1477من ق انون اإلج راءات المدني ة على أن ه " :ال يك ون حكم التحكيم ق ابال للتنفي ذ الج بري إال 484
بموجب صيغة تنفيذية تصدرها المحكمة االبتدائية التي صدر في دائرتها حكم التحكيم ،ويأمر بالصيغة التنفيذية قاضي
التنفيذ في المحكمة ،وألجل هذا يودع أحد المحكمين أو الطرف األكثر عجلة قلم المحكمة أصل حكم التحكيم مرفقا به
نسخة من اتفاق التحكيم ".
396
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
" - 1ال ينف ذ حكم المحكمين إال إذا ص ادقت علي ه المحكم ة ال تي أودع الحكم قلم
كتابته ا وذل ك بع د االطالع على حكم ووثيق ة التحكيم والتثبت من أن ه ال يوج د م انع مــن
تنفيذه ،وتختص هذه المحكمة بتصحيح األخطاء المادية في حكم المحكمين بناء على طلب
إلى ج انب ه ذا نص المش رع المص ري في الم ادة 56من ق انون التحكيم على أن ه "
يختص رئيس المحكمة المشار إليها في المادة 9من هذا القانون أو من يندبه من قضاتها
بإصدار األمر بتنفيذ حكم المحكمين ويقدم طلب تنفيذ الحكم مرفقا به ما يلي :
– 3ترجم ة مص دق عليه ا من جه ة معتم دة إلى اللغ ة العربي ة لحكم التحكيم إذا لم
– 4صورة من المحضر الدال على ايداع الحكم وفقا للمادة 47من هذا القانون .
انقض اء ميع اد رف ع دع وى بطالن حكم التحكيم ،تس عون يوم ا من ت اريخ إعالن الحكم إلى
-لق د ج رى نص ه ذه الم ادة كالت الي " :ال ي ترتب على رف ع دع وى البطالن وق ف تنفي ذ حكم التحكيم ،وم ع ذل ك 485
يج وز للمحكم ة أن ت أمر بوق ف التنفي ذ إذا طلب الم دعي ذل ك في ص حيفة ال دعوى وك ان الطلب مبني ا على أس باب جدي ة
وعلى المحكمة الفصل في طلب وقف التنفيذ خالل ستين يوما من ت اريخ أول جلسة محدودة لنظره ،وإ ذا أمرت بوقف
التنفي ذ ج از له ا أن ت أمر بتقديم كفال ة أو ضمان م الي ،وعليه ا إذا أم رت بوق ف التنفي ذ الفص ل في دع وى البطالن خالل
ستة أشهر من تاريخ صدور هذا األمر .
-راجع في الموضوع :وليد محمد عباس – مرجع سابق ص . 596
397
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المحك وم ل ه " وال ي ترتب على رف ع ه ذه ال دعوى وق ف تنفي ذ الحكم في ص حيفة دعـوى
البطالن ،أن ت أمر بوق ف التنفي ذ إذا ك ان طلب الوق ف مبني ا على أس باب جدي ة ،على أن
يك ون ذل ك خالل س تين يوم ا من ت اريخ أول جلس ة مح ددة لنظ ر طلب الوق ف ،وإ ذا رأت
المحكم ة ايق اف تنفي ذ حكم التحكيم ج از له ا أن ت أمر بتق ديم كفال ة أو ض مان م الي ،ويجب
األمر .
و طبق ا لنص الم ادة 58/2من ذات الق انون ،ال يجوز األم ر بتنفي ذ حكم التحكيم إال
بعد أن يتحقق القاضي من أن حكم التحكيم ال يتعارض مع حكم سبق ص دوره من المحاكم
المصرية في موضوع النزاع ،وأنه ال يتضمن ما يخالف النظام العام الداخلي ،وأنه أعلن
و يرى جانب من الفقه أن القاضي المعروض أمامه األمر بالتنفيذ ،ال يتمتع بسلطة
النظ ر في الحكم من الناحي ة الموض وعية ،أي من حيث ص حته أو بطالن ه ،أو س المة
تعد رقابة محدودة تقتصر فقط على التحقق من أنه أمام حكم تحكيم بالمعنى الفني الدقيق
حرصا من الدول المختلفة على تشجيع االستثمار فقد أبرمت العديد من االتفاقيات
الثنائية والجماعية التي تلتزم بأحكام التحكيم وتنفيذها ،وتأتي اتفاقية نيويورك 1958بشأن
-أحمد محمد حشيش – القوة التنفيذية لحكم التحكيم – دار الفكر الجامعي 2001ص . 92 486
398
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
االع تراف وتنفي ذ أحك ام التحكيم األجنبي ة على رأس ه ذه االتفاقي ات ،وك ذلك نالح ظ أن
الق وانين الوطني ة ق د وض عت القواع د الالزم ة لالع تراف بأحك ام التحكيم وتنفي ذها ،وعلى
ال رغم من التنظيم ال دقيق لعملي ة تنفي ذ أحك ام التحكيم ال تي وض عتها التش ريعات التش ريعات
المختلفة ،إال أنه يالحظ أن الدول عادة ما تدفع أمام القضاء المختص بإصدار األمر بتنفيذ
. 487
حكم التحكيم بحصانة الدولة ضد التنفيذ
و بالرجوع إلى اتفاقية نيويورك 1958نجد أن المادة الثالثة منها تنص علـ ـ ـ ــى أن "
تعترف كل دولة من الدول الموقعة على االتفاقية بحجية حكم التحكيم وتنفيذه طبقا لقواعد
قانون المرافعات المدنية المتبعة فيها ،وال يجوز فرض شروط أكثر شدة أو رسوم أكثر
ارتفاعا بدرجة كبيرة من تلك المفروضة لتنفيذ أحكام التحكيم الداخلية .
و قد أوضحت المادة الرابعة أنه على طالب التنفيذ أن يقدم وثيقتين هما :
فإذا كانت إحدى هاتين الوثيقتين محررة بلغة أخرى غير لغة الدولة المطلوب إليها
التنفيذ التزم طالب التنفيذ بتقديم ترجمة رسمية لهما ،فإذا قدم طالب التنفيذ هذه الوث ائق ف إن
االتفاقية لم تلزمه بشيء آخر ،وينبغي صدور أمر بتنفيذ حكم التحكيم في هذه الحالة .
النص وص الخاص ة بتنفي ذ أحك ام التحكيم الوطني ة ،فق د نص ت الم ادة 1500من ق انون
-راج ع في الموض وع :عالء مح يي ال دين مص طفى أب و أحم د – التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة الدولي ة – 487
399
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اإلجراءات المدنية في الباب المتعلق بالتحكيم الدولي على أنه " :تنطبق أحكام المواد من
بعض القواعد التي تستلزمها طبيعة تلك األحكام ،فيجب أال يتضمن حكم التحكيم ما يخالف
النظ ام الع ام ال دولي على نح و ظ اهر ح تى يمكن االع تراف ب ه وتنفي ذه في فرنس ا بواس طة
قاضي التنفيذ ،ويجب إثبات صدور الحكم عن طريق تقديم أصله مرفقا به اتفاق التحكيم،
أو عن طريق صورة هذين المستندين تتمتع بالشروط المتطلبة العتبارها مستندات رسمية
م ع إلزامي ة ترجمته ا من قب ل م ترجم مس جل في قائم ة الخ براء إذا لم تكن مح ررة باللغ ة
. 488
الفرنسية
أما المادة 236من قانون االجراءات المدنية لدولة اإلمارات العربية المتحدة على
يك ون حكم المحكمين ص ادرا في مس ألة يج وز فيه ا التحكيم ،طبق ا لق انون الدول ة وق ابال
كما حدد المشرع المغربي كيفية االعتراف بالحكم التحكيمي الدولي وتنفيذه ،إذ جاء
في الفص ل 327 – 46من ق انون المس طرة المدني ة م ا يلي " :يع ترف باألحك ام الدولي ة
في المملك ة إذا أثبت وجوده ا من يتمس ك به ا ،ولم يكن ه ذا االع تراف مخالف ا للنظ ام الع ام
-الم ادة الس ابقة هي الم ادة 235من ق انون االج راءات المدني ة لدول ة اإلم ارات وال تي تنص على ش روط تنفي ذ 489
400
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يخول االعتراف والصيغة التنفيذية لهذه األحكام في المغرب وفق الشروط لرئيس
المحكم ة التجاري ة ال تي ص درت في دائرته ا أو رئيس المحكم ة التجاري ة الت ابع له ا مك ان
التفرقة بين أحكام التحكيم األجنبية التي تخضع في تنفيذها ألحكام قانون التحكيم وتلك التي
تخضع ألحكام قانون المرافعات المدنية والتجارية ،فإذا اتفق األطراف على سريان أحكام
قانون التحكيم المصري على التحكيم الصادر بشأنه الحكم المراد تنفيذه ،فإن قواعد التنفيذ
و مع مراعاة ما تنص عليه المادة السادسة من قانون التحكيم من أنه إذا اتفق طرفا
التحكيم على إخضاع العالقة القانونية بينهما ألحكام عقد نموذجي أو اتفاقية دولية أو وثيقة
أخرى ،وجب العمل بأحكام هذه الوثيقة بما تشمله من أحكام خاصة بالتحكيم ،فالخاص يقيد
العام ،أي يتعين في هذه الحالة االلتزام بتنفيذ الحكم طبقا لالتفاقية الدولية أو لما أحال إليه
اتفاق الطرفين بشرط عدم إخالل ذلك بالنظام العام الداخلي .
-زكرياء الغزاوي – النظام العام وتأثيره على تنفيذ أحكام التحكيم الدولية – المجلة المغربية للوساطة والتحكيم – 490
ص . 271
401
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
بالمقارنة مع األحكام القضائية ،فإن قرار التحكيم ال يمكن أن يملك كل المزايا التي
تمت از به ا تل ك األحك ام ،ص حيح أن ذل ك الق رار يس تطيع أن ين ال بس هولة م ا ينقص ه أو أن
يفقد م ا يملكه ،وذل ك عن طري ق اللجوء إلى قض اء الدولة وال ذي يكون مسموحا به لهـــذا
الغرض ،مثل حالة تصديق القضاء لذلك القرار أو حالة ابطاله للقرار التحكيمي ،ويمكن
وذلك 492
القول أن هذه الحاالت تمثل نوعا من رقابة القضاء على تلك القرارات التحكيمية
لتفادي أن يكون القرار التحكيمي مخالفا لنص من النصوص القانونية ،إذ أن المحكم ليس
كالقاضي الذي يجب أن يكون على علم ومعرفة بكل النصوص القانونية الوطنية ،بيد أن
القانوني ة ال تي اعتم دتها هيئ ة التحكيم ،ب ل يكفي أن تك ون النت ائج ال تي توص ل إليه ا ذل ك
الق رار ص حيحة من الناحي ة القانوني ة ،ح تى وإ ن ك انت تختل ف عم ا ك انت ت راه المحكم ة
و علي ه يمكن الق ول ب أن س لطة المحكم ة في تص ديق الق رار التحكيمي أي س لطة
قاض ي التنفي ذ كم ا ه و الح ال في الق انون الفرنس ي والمص ري ،إنم ا تك ون بمثاب ة رقاب ة
خارجية على القرار التحكيمي للتثبت من أن ذلك القرار يخلو من أي عيب إجرائي وللتأكد
الفقه الفرنسي إذ يرى بأن قاضي التنفيذ الذي يقع في اختصاصه إصدار أمر تنفيذ القرار
التحكيمي من واجبه األساسي أن يتحقق من ذلك القرار بأنه غير مشوب بعيب جوهري أو
-عزمي عبد الفتاح – نظام قاضي التنفيذ في القانون المصري والمقارن دار النهضة العربية القاهرة 1978ص 493
. 248
402
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أساسي فهو يبحث مثال في مدى قابلية خضوع المنازعة التفاق التحكيم أو في مدى التزام
المحكوم بحدود مشارطة التحكيم وعدم احتواء قراره على ما يخالف النظام العام أو يبحث
في ه ل أن الق رار التحكيمي ق د ص در من ك ل المحكمين المعي نين في وثيق ة التحكيم أم ال،
أو أن ه يبحث في االجراءات المتبعة من قبل هيئ ة التحكيم أهي كم ا نص عليها الق انون أو
اتفاق الطرفين أم ال ؟ وهذا بقدر تعلق األمر بالتشريع الفرنسي والمصري .
أما بخصوص ما يتعلق بالتشريع لدولة اإلمارات العربية المتحدة فقد نصت المادة
214من قانون االجراءات المدنية على " :يجوز للمحكمة إثناء النظر في طلب تصديق
حكم المحكمين أن تعيده إليهم للنظر فيما أغفلوا الفصل فيه من مس ائل التحكيم أو لتوضيح
الحالتين أن يصدروا قرارهم خالل ثالثة أشهر من تاريخ ابالغهم بالقرار ،إال إذا قررت
و ال يج وز الطعن في قراره ا إال م ع الحكم النه ائي الص ادر بتص ديق الحكم أو
إبطاله.
هذا وقد سبقت اإلشارة إلى مضمون المادة 215من قانون االجراءات المدنية التي
أك دت على – 1 :ال ينف ذ حكم المحكمين إال إذا ص ادقت علي ه المحكم ة ال تي أودع الحكم
قلم كتابها وذلك بعد االطالع على الحكم ووثيقة التحكيم والتثبت من أنه ال يوجد مانع من
تنفي ذه وتختص ه ذه المحكم ة بتص حيح األخط اء المادي ة في حكم المحكمين بن اء على طلب
403
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و على هذا األساس ،فإن تنفيذ القرار التحكيمي في التشريع اإلماراتي البد من أن
يسبقه طلب يقدمه الخصم الذي صدر ذلك القرار لصالحه إلى المحكمة المختصة بعد أن
ت دفع الرس م الق انوني المق رر ل ه ،إذ يك ون قاض ي المحكم ة ه و المختص في مث ل ه ذا
الطـ ـ ـــلب ،وعن دما تنظ ر المحكم ة المختص ة في طلب التص ديق ،فإنه ا تفحص ذل ك الق رار
من حيث م دى مطابقت ه للق انون من حيث الش كل فتالح ظ ص حة اختي ار المحكمين
من االج راءات الش كلية ،أم ا من حيث الموض وع فتالح ظ المحكم ة ص حة النت ائج ال تي
توص لت إليه ا هيئ ة التحكيم في قراره ا التحكيمي وع دم مخالفت ه ألي نص من النص وص
و يستش ف من ك ل ه ذا أن األحك ام القض ائية س واء تل ك الص ادرة عن القض اء ،أو
التي أصدرها المحكمون وأصبحت نهائية وحائزة على الصيغة التنفيذية ،بما يطلق عليه
بقوة الحقيقة القانونية سواء في مواجهة أطراف النزاع أو في مواجهة الكافة ،هذا وعندما
يتوجه المحكوم له إلى القضاء ،فإنه يسعى الستصدار حكم لص الحه يحمي حقوقه المعتدى
عليه ا من قب ل اإلدارة ،وه ذه الحماي ة تبقى نظري ة ،م ا لم ينف ذ الحكم ،وم ا لم يج د القاض ي
الوسيلة إلجبار اإلدارة على تنفيذه ،في حال امتناعها عن ذلك ،حيث أن ظاهرة عدم تنفيذ
اإلدارة لألحكام الصادرة في مواجهتها ليست إشكالية جديدة ،بل هي ظاهرة معروضة منذ
القدم ،كما أنها ال ترتبط بدولة يعينها ،بحيث أن جل الدول المعاصرة تشكو منها ،إال أن
أهميته ا تختل ف من دول ة إلى أخ رى ب اختالف الوس ائل ال تي يض عها المش رع رهن إش ارة
404
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
القض اء اإلداري إلل زام اإلدارة باالذع ان لم ا يص در ض دها من أحك ام ،494وارتباط ا
بموض وعنا فإنن ا س نتناول إش كالية تنفي ذ أحك ام التحكيم في مواجه ة اإلدارة ،حيث يمكن
القول :إنه إذا كان المجال الطبيعي للتحكيم هو العقود المدنية ،فإن تطبيقه بالنسبة للعقود
اإلداري ة أث ار ج دال فقهي ا واس عا بين مؤي د ومع ارض ،وذل ك يرج ع إلى الص عوبات
والمعوق ات ال تي يص طدم به ا من خصوص يات التن ازع اإلداري ،ك ل ه ذه األفك ار س نعمل
على توض يحها في ف رعين نتن اول في األول الص عوبات القانوني ة أم ا الث اني فسنخصص ه
واقعي ،بمع نى أن ه ال يوج د في الق انون من الوس ائل الجبري ة ال تي يمكن اس تخدامها ض د
اإلدارة ح ال امتناعه ا عن تنفي ذ األحك ام الص ادرة ض دها ،ومرج ع ذل ك أن طبيع ة نش اط
اإلدارة يأبى ويتنافر مع إمكانية استخدام وسائل التنفيذ العادية ضدها والمنصوص عليها
و على هذا األساس فإن الصيغة التنفيذية التي توضع على حكم التحكيم الص ادر في
منازعة إدارية ال تنتج أثرها بالنسبة لكل األشخاص الذين رفضوا االنصياع أو الخضوع
لهذا الحكم ،ذلك أنه إذا كانت القاعدة هي جواز لجوء اإلدارة إلى قواعد التنفيذ العادية من
أج ل إجب ار المحك وم ض ده على تنفي ذ حكم التحكيم الص ادر لص الحها ،ف إن ه ذه القاع دة
-أحم د المليجي – الموس وعة الش املة في التنفي ذ – المرك ز الق ومي لإلص دارات القانوني ة الطبع ة األولى الق اهرة 494
2007ص . 3
405
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يتعطل مجال إعمالها إذا كان هذا الحكم صادرا ضد اإلدارة ورفضت تنفيذه ،ألن اإلدارة
قانونية خاصة بتنفيذ هذه األحكام من أجل إجبار اإلدارة على التنفيذ ،فدول مجلس التعاون
الخليجي ة البعض منه ا ال يوج د به ا قض اء إداري ،وبالت الي ليس به ا مح اكم إداري ة ،يمكن
لط الب التنفي ذ اللج وء إليه ا طلب ا لتنفي ذ حكم التحكيم الص ادر لص الحه ،كم ا أن ق انون
المرافعات المدنية والتجارية في بعض هذه الدول ،أو قانون اإلجراءات المدني ة في البعض
اآلخ ر ال يتض من الوس ائل الالزم ة لج بر اإلدارة على تنفي ذ أحك ام التحكيم الح ائزة لق وة
إض افة إلى ذل ك ت برز إش كالية منح أحك ام التحكيم األجنبي ة الص يغة التنفيذي ة ،ال تي
تجعلها قابلة للتنفيذ من قبل المحاكم االبتدائية ،وما يصاحبها من جهد وعناء وبذل المزيد
من النفقات ،وقد تصطدم بموانع قانونية تحول دون حصولها على الصيغة التنفيذية ،مما
و هناك صعوبة قانونية أخرى تتعلق بالمدة التي يجري فيها التنفيذ ،في هذا اإلطار
نصت المادة 225من قانون اإلجراءات المدنية لدولة اإلمارات العربية المتحدة على :
– 1ال يج وز التنفي ذ الج بري إال بس ند تنفي ذي اقتض اء لح ق محق ق الوج ود ومعين
- J . Puisoye , les juridictions arbitrales dans le contentieux administratif AJDA1969 p 283 .
406
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و ال يج وز التنفي ذ في غ ير األحوال المس تثناة بنص في الق انون إال بم وجب ص ورة
" على السلطات والجهات المختصة أن تبادر إلى تنفيذ هذا السند وإ جراء مقتضـــاه
وعليها أن تعين على تنفيذه ولو جبرا متى طلب إليها ذلك " .
– 3وال تنف ذ الس ندات التنفيذي ة إذا ت ركت م دة خمس ة عش ر عام ا على ت اريخ آخ ر
معاملة تنفيذية أو إذا تركت لذات المدة منذ صدورها دون تنفيذ " .
و السؤال هو حول طبيعة إشكال هذه المدة ،بمعنى هل مدة خمسة عشر عاما هي
إلى جانب هذا نصت المادة الخامسة من اتفاقية نيويورك 1958على أنه إذا رأت
المحكمة أن الحكم التحكيمي المطلوب تنفيذه قد فصل في نزاع ال يقبل موضوعه الفصل
. 496
فيه بالتحكيم وفقا لقانون القاضي الوطني فإنها ترفض طلب التنفيذ من تلقاء نفسها
-عالء محيي الدين مصطفى أبو أحمد – مرجع سابق ص . 416 496
407
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
كما أضحت الفقرة الثانية من نفس المادة أعاله ،أن القاضي الوطني يرفض إصدار
طلب تنفيذ حكم التحكيم من تلقاء نفسه إذا كان مخالفا للنظام العام في قانون دولة التنفيذ .
تع ترض تنفي ذ أحك ام التحكيم ض د اإلدارة مجموع ة من الص عوبات الواقعي ة ال تي
يك ون مص درها اإلدارة ذاته ا ،بحيث تق وم ه ذه األخ يرة بالمن اورة من أج ل تف ادي آث ار
الش يء المقض ي ب ه ض دها ،وذل ك من خالل خل ق ص عوبات قانوني ة أو مادي ة قانوني ة أو
و يعت بر التنفيذ الن اقص مظه را من مظ اهر هذه المن اورة ،ومثال ذلك إعادة مورد
إلى العق د ال ذي تم س حبه من ه ،بع د م رور ف ترة زمني ة من ص دور الحكم ،وبع د إعادت ه
. 497
امتنعت اإلدارة عن سداد الدفعات المستحقة له
كم ا أن اإلدارة ق د ت رفض تنفي ذ الحكم بش كل ص ريح وذل ك عن دما تم ل التب اطئ أو
تعجز عن المناورة ،وهذا االمتناع نادر الوقوع ،ألن اإلدارة تحاول في الغالب اللجوء إلى
المناورات ،فامتناع اإلدارة عن التنفيذ يتخذ أشكاال مختلفة ،منها التراخي والتنفيذ المعيب
أو الناقص واالمتناع الصريح عن التنفيذ ،أو استعمال المعاملة بالمثل أو التبادل ومقتضى
هذا المبدأ أن المح اكم الوطنية لدولة ما ،ال تقبل األمر بتنفي ذ الحكم األجنبي إال إذا كانت
المحاكم األجنبية التي أصدرت هذا الحكم تقبل تنفيذ األحكام الصادرة من قبل محاكم هذه
الدولة بنفس القدر وفي نفس الحدود وقد اختلفت الدول من حيث تقريرها لكيفية التحقق من
وج ود التب ادل ،فمنه ا من يش ترك أن يك ون التب ادل دبلوماس يا ،ومنه ا من يش ترط أن يك ون
408
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التبادل تشريعيا ومنها من يشرط أن يكون التبادل واقعيا بما يعني أن هذا األخير هو الذي
يقوم على ما يجري عليه العمل فعال في الواقع أمام القضاء األجنبي ،أي عدم قبول تنفيذ
األحك ام األجنبي ة في دول ة م ا إال إذا ك انت تل ك الدول ة األجنبي ة الم راد تنفي ذ حكمه ا تس مح
بتنفي ذ الحكم الص ادر عن مح اكم الدول ة األولى المطل وب إليه ا إص دار األم ر بالتنفي ذ فال
ينظر إلى وجود معاهدة أو نص قانوني إلثبات توافر التبادل بل ينظر إلى ما يجري عليه
. 498
العمل في الواقع
إلى جانب هذا كله نجد التبادل الدبلوماسي ،وهو ذلك المنصوص عليه في معاهدة
معق ودة بين دول تين أو أك ثر بمع نى أن ه إذا وج د نص في المعاه دة يقض ي بض رورة تنفي ذ
مح اكم ك ل دول ة لألحك ام الص ادرة من مح اكم ال دول األخ رى ،فإن ه يتعين على القاض ي
لتنفي ذ أحك ام التحكيم الص ادرة ض د األش خاص المعنوي ة العام ة ،إال أن ه ذه الوس يلة غ ير
فعال ة وال تتف ق م ع احتياج ات التج ارة الدولي ة ،ومرج ع ذل ك أن إج راءات طلب الحماي ة
وبالتالي يظل هذا المبدأ غير قادر على اختراق حصانة الدولة ضد التنفيذ، 500
استبع ـ ـ ـ ــادها
ويبقى حكم التحكيم فارغا من أي معنى له في حالة عدم تنفيذه طواعية من جانب الدولة،
-هشام خالد – تنفيذ األحكام القضائية والتحكيمية األجنبية – منشأة المعارف السكندرية مصر 2009ص . 231 498
-عب د الحمي د األحدب – موس وعة التحكيم – التحكيم ال دولي – الج زء الث اني دار الفك ر الع ربي الق اهرة 199ص 499
.31
-وه و م ا يع رف بش رط ك الفو – ال ذي يقض ي بخض وع المش روعات األجنبي ة للق وانين والمح اكم الوطني ة للدول ة 500
المضيفة – باإلضافة إلى تنازل هذه المشروعات األجنبية عن حق طلب الحماية الدبلوماسية من دولته ا بالنسبة لجميع
الدعاوى التي ترفعها ضد الدولة المضيفة .
409
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
مما يعوق عملية تطور نظام التحكيم على الصعيد الدولي كإحدى الوسائل الودية للفصل
في المنازعات بين الدول واألشخاص الخاصة ،وعدم تحقق االستقرار الالزم لالستثمارات
األجنبـ ـــية ،ولذلك إذا ما أريد للتحكيم أن يتنامى على الصعيد الدولي ويصبح من الوسائل
الفعالة لحسم المنازعات الدولية ،فإنه ينبغي أن يصاحب ذلك تطور في القواعد التي تحكم
زي ادة على ه ذا كل ه الب د من اإلش ارة إلى التب ادل التش ريعي ،وه و ذل ك المنص وص
عليه في قانون الدول ،بمعنى أنه ال تقوم محاكم الدول بتنفيذ األحكام األجنبية إال إذا كان
قانون هذه الدول يتضمن نصا يسمح بتنفيذ تلك األحكام األجنبية.
و يرى جانب من الفقه أن التبادل التشريعي أكثر ضمانا وأوضح معالما من التبادل
الواقعي ،بينما يرى البعض اآلخر أن التبادل التشريعي ال يكفي وحده لقيام التبادل ،ألنه قد
يح دث أن تك ون نص وص الق انون الخ اص بتنفي ذ األحك ام األجنبي ة معطل ة عن التط بيق في
البلد األجنبي بعكس التبادل الواقعي ،فهو يكفي وحده لقيام التبادل ،ولو لم يكن قانون البلد
األجن بي يكف ل من خالل نصوص ه تنفي ذ األحك ام األجنبي ة ،ويجب أن نالح ظ أن الع برة في
تقدير قيام التبادل ال يرجع إلى الدولة التابع لها الخصوم ،بل يرجع إلى الدولة التي صدر
. 501
عنها الحكم المراد تنفيذه
و هذا يعني أن اإلدارة قد تمتنع عن تنفيذ أحكام التحكيم األجنبية ،بحجة أن الدولة
التي صدر عنها هذا الحكم ،ال تقبل األمر بتنفيذ األحكام التي تصدر عن المحاكم التابعة
-أحم د س المة – الق انون ال دولي الخ اص اإلم اراتي – مطبوع ات جامع ة اإلم ارات العربي ة الطبع ة األولى 2002 501
ص . 574
410
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و بانتهاء عرض إشكالية تنفيذ األحكام الصادرة ضد اإلدارة والحلول التي وضعها
الق انون الوض عي للقض اء على ظ اهرة امتن اع اإلدارة عن تنفي ذ األحك ام ،يكتم ل تن اول
الفصل الثاني والمخصص لجراسة حكم التحكيم اإلداري وطرق الطعن عليه وتنفيذه .
411
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وهكذا تنتهي دراسة القسم الثاني التي كرسناها لتطبيقات التحكيم في مجال العقود
للتحكيم ،حيث عرضنا فيه االتجاه المؤيد والمعارض وموقف األنظم ة المقارن ة من التحكيم
اإلداري ،فبخص وص االتج اه المع ارض ق د اس تند أنص ار ه ذا االتج اه إلى أن التش ريعات
التش ريعية في فرنس ا ق د وض عت قاع دة عام ة تتلخص في أن ه ال يج وز ألش خاص الق انون
الع ام االتف اق على اللج وء إلى التحكيم لح ل منازع اتهم ،وتتمث ل ه ذه النص وص في نص
الم ـ ــادة 1004والمادة 83من قانون االجراءات المدنية الفرنسي القديم ،وتناولت األسانيد
الفقهي ة ال تي اس تند إليه ا أنص ار ه ذا االتج اه وهي ع دم ج واز االتف اق على اللج وء إلى
التحكيم في العقود اإلدارية الدولية استنادا إلى مبدأ توزيع االختصاص .
أما بخصوص االتجاه المؤيد للتحكيم في العقود اإلدارية الدولية ،فقد استند أنصار
هذا االتجاه إلى أن مسألة التحكيم في العقود اإلدارية الدولية هي من المسائل المستقرة في
التش ريعات الوطني ة ومن ذل ك التش ريع الفرنس ي ففي الق انون الص ادر س نة 1986ق ررت
الم ادة التاس عة من ه الس ماح للدول ة واألش خاص المعنوي ة العام ة ب اللجوء إلى التحكيم في
العق ود اإلداري ة الدولي ة ،وفي المعاه دة الدولي ة نالح ظ أن اتفاقي ة ج نيف 1961نص ت في
الم ادة 112على أن األش خاص المعنوي ة العام ة له ا الق درة على إب رام اتفاق ات تحكمي ة
صحي ـ ــحة ،ونصت اتفاقية واشنطن 1965والتي أنشأت المركز الدولي لتسوية منازعات
412
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
االستثمار على جواز التحكيم في العقود التي تثور بين الدول ومواطني الدول األخرى إذا
كان هناك رضاء كتابي من الطرفين وكانت المنازعة متعلقة باالتثمار .
إلى ج انب ه ذا استعرض نا موق ف ال دول العربي ة من التحكيم اإلداري ،فبخص وص
منازع ات العقود الخاص ة ال يص ح لن اقص األهلي ة إال باكتم ال أهليته أو بتعيين وص يا من
المحكمة ،فإنه في منازعات العقود اإلدارية ال يصح إال باكتمال اآلراء المعبرة عن كمال
الوالية العامة في إجراءه وال تكتمل الوالية هنا إال بعمل تشريعي يجيز شرط التحكيم في
العقد اإلداري بض وابط محددة وقواعد منظمة أو بتفويض جهة عامة ذات ش أن لإلذن به
أم ا بخص وص موق ف دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة ،فالمش رع اإلم اراتي وق ف
موقف ا محاي دا من التحكيم في العق ود اإلداري ة ،حيث موقف ه لم يكن مض ادا وال معادي ا
للتحكيم في العق ود اإلداري ة ،كم ا لم يخص ه بق انون خ اص ب ه أو بتش ريع مس تقل يم يزه
بإجراءات مختلفة عن التحكيم في العقود التجارية أو المدنية التابعة للقانون الخاص .
أما بخصوص المغرب فمسايرة للتطور الذي تعرفه التشريعات المقارنة في مجال
التحكيم عمل المشرع المغربي على إصدار قانون المسطرة المدنية رقم 8لسـ ـ ـــنة 2005
ويعدل بموجبه الباب الثامن من قانون المسطرة المدنية بحيث استدرك فيها الهفوات التي
يمكن أن تكون النزاعات المتعلقة بالعقود التي تبرمها الدولة أو الجماعات المحلية
413
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
العق ود اإلداري ة ،نظ را لك ون التحكيم اإلداري يس تند على مجموع ة من المب ادئ األساس ية
تعين ه على تحقي ق وظيف ة في حس م المنازع ات الناتج ة عن العق ود اإلداري ة وال تي اخترن ا
نماذج منها كعقد األشغال العامة وعقد التوريد وعقد الخدمات وعقود البوت ،وذلك في أقل
وقت وأدنى تكلفة وبكفاءة عالية ،ومن أولى هذه المبادئ حرية األطراف مع قدر أدنى من
الس لطة الرقابي ة للمح اكم على عملي ة التحكيم ،وه ذا المب دأ يعطي ألط راف التحكيم ق درا
متس عا من الحري ة الختي ار الطريق ة ال تي يتم به ا التحكيم ومك ان ووقت اجرائ ه وع دد
المحكم ـ ـ ـ ـــين واختي ارهم والق انون ال ذي يتف ق على تطبيق ه على التحكيم ،إلى ج انب ه ذا
تطرقن ا إلى إش كالية تنفي ذ أحك ام التحكيم ،حيث إن ه إذا ك انت إش كالية ع دم امتث ال المحك وم
ض ده لتنفي ذ حكم التحكيم ق د تب دو مح دودة األبع اد إذا م ا ظلت في إطارالنظ ام الق انوني
الداخلي ،فإن جوانبها قد تتنامى وتتعاظم إذا ما تعلق األمر بتنفيذ أحكام التحكيم األجنبية،
بشانها قواعد قد تغاير وتباين تلك التي يطبقها القاضي الوطني ،كل هذا حاولنا توضيحه
والوق وف على مواق ف ال دول المتباين ة ختمناه ا بمختل ف الص عوبات ال تي تع ترض تنفي ذ
أحكام التحكي ـ ـ ـ ــم اإلداري والمتمثلة في الصعوبات القانونية والصعوبات الواقعية .
414
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المنازعات اإلدارية التي تثار بين الخصوم ،إذ أنه ضرب من القضاء الخاص يقوم على
مبدأ سلطان اإلرادة أي أن أطراف النزاع أو أطراف العالقة تتفق فيما بينها على اللجوء
إليه في حل خالفاتهم ومنازعاتهم التي قد تحصل أو حصلت وهو تخل من المتعاقدين أو
الخصوم عن حقهم في اللجوء إلى القضاء واعتماده كسبيل لحل الخالف بينهم .
و بما أن التحكيم ينبني على أساس قبول واتفاق األطراف على اللجوء إليه في حالة
حصول خالف بينهما فقد سمي ذلك بشرط التحكيم ،أما إذا حصل الخالف بين األطـ ـــراف
بواسطة التحكيم سمي ذلك بمشارطة التحكيم ،كل هذا تعرضنا له بإسهاب كبير في القسم
األول ال ذي خصص نا ل ه كعن وان :اإلط ار النظ ري للتحكيم وماهي ة العق ود اإلداري ة ،حيث
أوض حنا أن ه م ع تزاي د حاج ة الدول ة له ذه المش روعات وع دم ق درتها على ت دبير التموي ل
الالزم له ا تزاي د على الج انب اآلخ ر ض غط المس تثمر األجن بي واش تراطه ض مانات زائ دة
أهمها اشتراط فض منازعات هذا العقد عن طريق التحكيم وأهم تلك الضمانات هو سلب
الدولة امتيازات السلطة العامة لتقف معه في مركز متساو عندما تقدم على التعاقد معه،
ه ذا وفي الفص ل األول من ه ذا القس م تح دثنا عن م دى ج واز اللج وء إلى التحكيم في
منازعات العقود اإلدارية ،وهكذا أوضحنا بما أن فرنسا ومصر والمغرب من الدول التي
سبقتنا في هذا المجال ،لذا كان من المفترض أن نلجأ إلى المقارنة مع هذه الدول المهمة
وال تي يعت بر نظ ام التحكيم ل ديها من األنظم ة الرئيس ية لفض المنازع ات بع د القض اء،
415
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
باإلضافة إلى أنها من الدول التي تأخذ بنظام القضاء المزدوج ،وهذا ما يجب البحث فيه
يخص العقود اإلدارية بصفة خاصة والعقود األخرى بصفة عامة لما يتمتع به من مزايا
المتمثلة في :
-الس رعة في فض المنازع ات ألن المحكمين ع ادة م ا يك ون متف رغين للفص ل في
الس رية :حيث أن مل ف الخص ومة بين الط رفين يبقى تحت علم المحكمين حص را
في حين جلس ات التقاض ي في المح اكم علني ة ،وننس ى أن المحكمين يقس مون اليمين
في كل قضية يتولون التحكيم فيها للمحافظة على الحياد والسرية .
يمت از التحكيم ببس اطة اجراءات ه والحري ة المتاح ة إلى هيئ ة التحكيم بحس م الخالف -
تكون طريقة اختيار المحكمين برضاء تام من الفرقاء المتنازعين بحيث يشعر كل -
الجمي ع ،في ؤدي الحكم التحكيمي إلى وأد الخص ومة والمش احنات ومن تم إلى
416
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و على إث ر ه ذا كل ه ،أجمعت الكث ير من المص ادر ذات الص لة بموض وع التحكيم أن
كث يرا من الخص وم أص بحوا يرغب ون بالتمس ك ب التحكيم لح ل خالف اتهم بعي دا عن القض اء
وقوانينه ،حتى أصبح التحكيم يؤدي دورا بارزا وأساسيا في تطوير وصياغة القوانين .
األنظمة المقارنة وتم التركيز على دولة اإلمارات العربية المتحدة والتي قد حظي فيها في
اآلونة األخيرة التحكيم باهتمام كبير من خالل المراكز التي تم احداثها في إمارات الدولة،
وق د ع ني المش رع بتنظيم اج راءات التحكيم من خالل الم واد ال تي تض منها ق انون
االج راءات المدني ة ،كم ا أن تط ور قواع د الق انون بدول ة اإلم ارات أص بح ض رورة ملح ة
خاص ة وأن الش ركات المس تثمرة األجنبي ة ال تي وف دت إلى دول ة اإلم ارات خالل الس نوات
القليلة الماض ــية والتي عادة ما تميل إلى تضمين بند التحكيم في عقودها ،تحت اج إلى وض ع
قواع د تحكيمي ة متط ورة في الدول ة ،بحيث تقن ع المس تثمر األجن بي بإمك ان إج راء التحكيم
و بدراسة نصوص المواد المتعلقة بالتحكيم الواردة في قانون االجراءات المدنية نجد
الم ادة 203من ق انون المع امالت المدني ة تنص في الفق رة 1منه ا على أن ه " يج وز
للمتعاقدين بصفة عامة أن يشترطوا في العقد األساسي ،أو باتفاق الحق عرض ما قد ينشأ
بينهم من النزاع ،في تنفيذ عقد معين على محكم أو أكثر ،كما يجوز االتفاق على التحكيم
أم ا في المغ رب وتماش يا م ع التط ور المهم لمعظم التش ريعات وخالف ا لق انون المس طرة
المدني ة الق ديم وال ذي ك ان يمن ع االتف اق على التحكيم في نزاع ات العق ود واألم وال ال تي
417
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تخضع للقانون العام ،أي أنه كان يمنع الدولة من اللجوء إلى التحكيم وهذا ما كان سيؤدي
حتما إلى انغالق الدولة مما سيؤثر على االستثمار الداخلي والخارجي لكون أن هناك ع ددا
مهما من العقود اإلدارية تطبعها صفة التجارية ،رغم خضوعها للقانون العام كالصفقات
وال تي تل زم الدول ة والمق اوالت العمومي ة ب اللجوء إلى التحكيم ،ق ام المش رع المغ ربي في
ق انون 05/08بت دارك ه ذا االنح راف عن التوج ه الس ائد في معظم ال دول بتوس يع مج ال
اللج وء إلى التحكيم ،وهك ذا ف إن المش رع في الفص ل 310رغم ع دم إجازت ه االتف اق على
من الهيئ ات المتمتع ة باختصاص ات الس لطة العمومي ة ،فإن ه أج از اللج وء إلى التحكيم في
كما أجاز المشرع بحكم هذا الفصل التحكيم في النزاعات المتعلقة بالعقود التي تبرمها
الدولة أو الجماعات الترابية مع استثنائه للنزاعات المالية المتعلقة بتطبيق قانون جبائي .
و في جانب آخر من هذا البحث ،خصصنا الفصل الثاني من القسم األول لماهية العقود
اإلدارية وأنواعها ،وأوضحنا القواعد واألحكام الالزمة لصحة العقد اإلداري ،كما أن هذا
األخ ير يعت بر إح دى وس ائل اإلدارة في ممارس ة نش اطها ويمت از بطبيع ة قانوني ة خاص ـ ـــة،
وبأحكام تختلف عن طبيعة االعمال اإلدارية األخرى ،كما يمتاز أيضا بأحكام تختلف عن
طبيع ة العق ود المدني ة ال تي تخض ع للق انون الخ اص ،فالعق د اإلداري يس تمد قواع ده من
القواعد التي تحكم العالقات الخاصة ( قانون مدني ) إال أن اإلدارة بحكمها تمثل المصلحة
العامـ ــة وتتمتع بالسلطة العامة تجد نفسها كطرف أقوى فتحتفظ لنفسها ببعض االمتيازات،
418
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
وبالت الي يص بح للعق د خصوص يات غ ير مألوف ة في مراح ل تكوين ه وتنفي ذه ،كم ا ينبغي أن
تتوفر في العقد اإلداري مجموعة من القواعد واألحكام ،التي تشترطها اإلدارة لصحة العقد
وإ مكاني ة إتم ام التعاق د م ع الط رف األجن بي ،وح تى يك ون التعاق د ص حيحا ف إن ال دول
المتعاق دة تض ع قواع د وأحك ام تض بط ص ياغة العق ود ،وال يج وز ألي إدارة من ال دوائر
وقوانينه ا ال تي تتحكم في ش كل ومض مون وص ياغة العق ود ،ولكن العام ل المش ترك بينهم ا
ه و أنه ا تتف ق في بعض الم واد واألحك ام ال تي تعت بر دولي ة ،وض رورية لبن اء ش كل العق د،
وال تي ال ينض بط العق د ،وال يك ون مكتمال إال به ا ،وله ذا كل ه تطرقن ا إلى أن واع العق ود
اإلدارية حيث تم التركيز على العقود اإلدارية بنص القانون كعقد األشغال العامة والتوريد
وعقود البوت كما تم توض يح العقود اإلدارية التي تنهض بطبيعته ا الذاتية ،كعقد االلتزام
و تجدر اإلشارة أنه إذا اقتصر القسم األول على الجانب النظري للموضوع فإن القسم
الث اني تض من الج انب التط بيقي للتحكيم في مج ال العق ود اإلداري ة .في ه ذا القس م ق دمنا
شرحا تحليليا وافيا آلراء االتجاه المؤيد للجوء إلى التحكيم في منازعات العقود اإلدارية،
ثم اتبعنا ذلك بشرح تحليلي واف أيضا آلراء االتجاه المعارض للجوء إلى أسلوب التحكيم
في هذه المنازعات ،ومن ثم عرضنا لموقف بعض من أجازه أو حظر اللجوء إلى التحكيم
في مجال العقود اإلدارية ،محاولين تبيان األسباب التأملية لهذه المواقف المختلفة ،وهكذا
ففي فرنسا نجد أن المبدأ العام هو عدم جواز التحكيم في العقود اإلدارية ،إال أن المشرع
قد أورد على هذه القاعدة عدة استثناءات اقتضتها ظروف ومناسبات معين ة ،فأج از التحكيم
419
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
في المنازع ات المتعلق ة بتص فية نفق ات عق ود األش غال العام ة والتوري د ال تي تبرمه ا الدول ة
والمديري ـ ـ ـــات والبل ديات والنقاب ات المختلف ة ،والمؤسس ات العام ة التابع ة للبل ديات أو
المديريات ،وتطلب موافقة مجلس الوزراء بمرسوم موقع عليه من وزير المالية والوزير
المختص فيم ا يتعل ق بعق ود األش غال والتوري د ال تي تبرمه ا الم ديريات ،وموافق ة المجلس
البلدي واعتماد مدير المديرية إذا تعلق األمر بعقود األشغال العامة والتوريد التي تبرمها
البل ديات ،كم ا أج از أيض ا في مرحل ة الحق ة لبعض طرائ ف المؤسس ات العام ة الص ناعية
والتجارية التي يصدر بتحديدها مرسوم إلى التحكيم في منازعات العقود التي تكون طرفا
فيه ا ،إال أن ه إلى اآلن لم يص در ه ذا المرس وم وأخ يرا أج از التحكيم في منازع ات العق ود
الدولية .
أم ا بالنس بة للمش رع المص ري فنج ده ق د أج از التحكيم في كاف ة منازع ات العق ود
أص بحت اإلدارة تض من عقوده ا امتي ازات للمتعاق د األجن بي في مواجهته ا ذاته ا ب ل وص ل
باس تمرار لص لتها الوثيق ة ب المرفق الع ام ،ش رط تق ر في ه اإلدارة ب أن " ه ذا العق د ه و عق د
420
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أم ا بخص وص التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة بدول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة،
فالمشرع في دولة اإلم ارات وقف موقفا محاي دا من التحكيم اإلداري حيث نجده لم يحظر
اللج وء إلى التحكيم اإلداري ،كم ا لم يخص ه بق انون خ اص ب ه ،أو بتش ريع مس تقل يم يزه
بإجراءات مختلفة عن التحكيم التجاري أو المدني ،وأما في الواقع العملي فإن المطبق هو
أن الدول ة والمص الح الحكومي ة ال تج د حرج ا في اللج وء إلى التحكيم ال داخلي ،كم ا أنه ا
وقد سبق إلمارة أبو ظبي أن قبلت التحكيم منذ بداية ظهور البترول ،وقبل أن يتكون
لديها نظام قضائي مكتمل ،حيث كانت قوانين اإلمارة وقتها بدائية وال ترقى للمستوى الذي
يالءم حاج ة المع امالت الدولي ة ،وق د أدى ذل ك إلى ظه ور الحاج ة ل دى المحكمين إلى
اس تبعاد ق انون الدول ة المتعاق دة باس م المب ادئ العام ة لألمم المتقدم ة لع دم مالءمت ه لحاج ة
المع امالت الدولية ،باإلض افة إلى هذا كل ه ،الحظنا ووقفن ا على كثرة المنازع ات اإلدارية
بدولة اإلمارات وهو األمر الذي يستدعي توافر جهات قضائية مختصة متفرغة للنظر في
وإ ن توفير هذا النظام القضائي الذي يستقل بالدعاوى اإلدارية يستدعي النظر فيه من
قب ل قض اة متخصص ين ل ذلك ومتمتعين بحس الق انون اإلداري والتح رر من قي ود الق انون
أما بخصوص موقف المغرب من التحكيم اإلداري ،فيمكن القول بأن المغرب قد استفاد
والشك من تجارب سابقيه خاصة بعد صدور القانون المتعلق بالتحكيم ،08.05حيث إن
التص ور الح ديث ال ذي أخ ذ ب ه المش رع المغ ربي من ش أنه أن يش جع على اللج وء إلى
421
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التحكيم ،فض ال عن أن المحكم عن دما يطب ق الق انون الوط ني أو أي ق انون آخ ر يع ترف
بازدواجي ة القض اء ،فه و مل زم ب احترام قواع د الق انون الع ام وإ ال تع رض حكم التحكيم
بع د ه ذا أوردن ا في دراس تنا نم اذج تطبيقي ة للتحكيم في العق ود اإلداري ة بحكم وحجم
راهني ة ه ذه النم اذج وأش كال من العق ود في التنمي ة االقتص ادية واالجتماعي ة لل دول ،حين
أدى دخول الدولة في مجال المعامالت الدولية خاصة بعد أزمة أداء الدولة وتراجع دورها
أم ام المنافس ة االقتص ادية واتج اه ال دول نح و الخصخص ة وجلب االس تثمار إلى اعتم اد
أس لوب التحكيم كإح دى الوس ائل البديل ة لفض المنازع ات اإلداري ة ،فالمس تثمر األجن بي
المعنوية العامة حرصا على الهروب من المثول أمام القضاء الوطني الذي يشك في حياده
و لق د وق ع اختيارن ا للعق ود أكثر انتش ارا كعق د األش غال العمومي ة وعق د ال تزام المراف ق
العامة وعقد التوريد وعقود البوت لدورها الفعال في التنمية ،هذه األشكال من العقود عملنا
جاه دين على تحدي د هويته ا القانوني ة وتحدي د نطاقه ا الق انوني وعالقته ا ب التحكيم وآلي ات
و في الفصل الثاني من القسم الثاني عنوان ه حكم التحكيم اإلداري وطرق الطعن علي ـــه
وتنفيذه ،وفي هذا الجانب أوضحنا بل قمنا بشرح وتحليل مستفيضين لحكم التحكيم اإلداري
فيم ا يتعل ق بمفهوم ه وش روطه وأنواع ه لنص ل إلى موق ف التش ريعات المختلف ة من الطعن
في حكم التحكيم اإلداري وفي ه ذا الخص وص ،أوض حنا موق ف التش ريع اإلم اراتي حيث
422
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
نص المش رع ص راحة على ع دم ج واز الطعن في حكم التحكيم ب أي طريق ة من ط رق
الطعن سواء كانت ط رق الطعن العادية أم طرق الطعن غير العادي ة ،أي أن حكم المحكم
يحوز حجية األمر المقضي به ما لم يخالف النظام العام في الدولة إال فيما يتعلق بتعيين
المحكم فيج وز الطعن ب ذلك ،كم ا نص المش رع على :يجب أن يص در حكم المحكم في
دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة وإ ال اتبعت في ش أنه القواع د المق ررة ألحك ام المحكمين
و في نقطة أخيرة من البحث تناولنا إشكالية تنفيذ أحكام التحكيم اإلداري ،وبخصوص
ه ذه النقط ة ووفق ا لق انون االج راءات المدني ة في دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة ،يك ون
يعينوا طبقا للقانون أو صدر من بعضهم دون أن يكونوا مأذونين بالحكم في غيبة اآلخ رين
أو صدر بناء على وثيقة تحكيم له يحدد فيها موضوع النزاع أو صدر من شخص ليست
ل ه أهلي ة االتف اق على التحكيم أو من محكم ال تت وفر في ه الش روط القانوني ة ،وبه ذا يك ون
المشرع اإلماراتي قد راعى كل ما يتعلق بأهلية األطراف المتفق ة على التحكيم ،إلى جانب
هذا أوضحنا الصعوبات التي تعترض تنفيذ حكم التحكيم اإلداري وركزنا على الصعوبات
ص حيح أن الواق ع في دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة يف رض على القاض ي الم دني
بالعاص مة ،مم ا يمكن مع ه ف رض فك ر الق انون الم دني على تل ك ال دعاوى ال تي تتطلب أن
423
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
تنظ ر من قب ل القاض ي اإلداري ال ذي ال س يطرة للق انون الم دني علي ه ح تى ال يل تزم
بنصوصه بل يستعين بها وذلك لما يتطلبه القانون اإلداري من مسايرة للمتغيرات والتط ور
ل ذا الب د من توف ير مح اكم إداري ة وقض اة مختص ين ،ومن خالل األحك ام يمكن اس تنباط
مواد القانون اإلداري ،باإلضافة إلى االستعانة بالقوانين المتبعة في الدول التي سبقتنا في
هذا المجال.
علم ا أن دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة تس تعد في الش هور القادم ة لوض ع ولي دها
الجدي د ،ق انون التحكيم االتح ادي ،قانون ا مس تقال متك امال ج اء ليس د ويغطي وينظم ويعطي
بـ ـ ـ ـــل ويحكم ،فال زال المش روع في مرحل ة التح وير والتك وين النه ائي ليخ رج لن ا بكام ل
و أخيرا نود أن نؤكد أنه ليست هناك موانع وال عقبات قانونية أو دستورية تح ول دون
لج وء جه ة اإلدارة إلى التحكيم في مج ال العق ود اإلداري ة خاص ة الدولي ة ،وال يمث ل ذل ك
المنازعات التي يمكن أن تنشأ بين األطراف ومن هذه التوصيات ما يأتي :
-إصدار قانون جديد بدولة اإلمارات العربية المتحدة إسوة بالكثير من دول العال ـ ـ ـــم،
وذلك إما عن طريق نقل نصوص القانون النموذجي للتحكيم الصادر عن األمم المتحدة أو
424
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-تشجيع األطراف المتنازعة للجوء إلى التحكيم كوسيلة لحل المنازعات اإلدارية من
خالل النص في العق ود اإلداري ة على مس توى التحكيم أو المش ارطات التحكيمي ة والتنبي ه
على فعاليات المجتمع المدني على مكانة التحكيم اإلداري في حل المنازعات .
-إع داد خ براء لهم دراي ة قانوني ة وفني ة في ص ياغة وإ ب رام عق ود التحكيم واإللم ام
بق وانين األعم ال والش ركات ،فض ال عن تعزي ز ال وعي واالحترافي ة القانوني ة وذل ك قص د
مواكبة التوجه الدولي والعربي من خالل عقد عدة ندوات ولقاءات علمية ،لشرح ماهيت ـــه
ومزاي اه العام ة خاص ة تل ك المتعلق ة بكون ه ،ق انون ت وافقي وق انون تراض ي ،كون ه يتس م
-الب د من الفص ل بين الق انون الم دني واإلداري ،وبالت الي يجب أن تع رض كاف ة
ال دعاوى اإلداري ة على ق اض إداري يتمت ع بحس الق انون اإلداري ،ليتمكن من الفص ل في
المنازع ات اإلداري ة بص ورة ص حيحة وب دون س يطرة من الق انون الم دني يف رض االل تزام
بنصوص المواد القانونية حيث أن القانون اإلداري يتصف بالمرونة والتطور .
-يجب على األطراف أن يتفقوا صراحة على القانون الواجب التطبيق على موضوع
ال نزاع وأن ينص العق د ص راحة على أن ه ذه العق ود هي عق ود إداري ة تخض ع للنظري ة
العام ة للعق ود اإلداري ة ،وذل ك بعب ارات واض حة ودقيق ة ال تحتم ل أي تأوي ل س واء ك ان
-يجب على جهة اإلدارة أن تحترم تعهداتها وتقوم بتنفيذ حكم التحكيم الصادر ضدها
طواعي ة واختي ارا وأال تح اول عرقل ة تنفي ذ أحك ام التحكيم واال تتمس ك بحص انتها القض ائية
425
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-اح ترام الدول ة وهيئاته ا لتعه داتها في مج ال التحكيم بص فة عام ة والتحكيم اإلداري
بص فة خاص ة ،وأال تلج أ الدول ة بع د إب رام ش رط التحكيم إلى نكران ه ،ألن ذل ك من ش أنه
و أخ يرا ن دعو المش رع في ال دول المختلف ة ونتم نى علي ه أم ام ه ذه الحاج ة الملح ة ،أن
ينظم التحكيم في مجال العقود اإلدارية تنظيما دقيقا ومدروسا ووافيا ومستقال ألن أهميته
كما نعتقد أصبحت ال تخفى على أحد وال تقبل الجدل .
االج راءات واألم ور والج وانب القانوني ة والعملي ة المتعلق ة ب التحكيم اإلداري ،والدراس ات
واألبحاث اإلدارية النظرية والتطبيقية التي يضعها أصحاب الخبرة واالختصاص أيا كانت
م واقعهم ،م ادامت ه ذه الدراس ات واألبح اث تتض من م ا يمكن أن يق دم الع ون واإلف ادة
لسلطات الدولة ،ومادامت كما نقول دائما وكما نعلم جميعا في حاجة ماسة إلى إخراجها
من العالم النظري والشفاف ،إلى العالم التنفيذي والواقعي والعملي الحافل بالتطور السريع
426
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الـمــالحــــق
427
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
428
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الملحق األول:
المادة : 203
– 1يجوز للمتعاقدين بصفة عامة أن يشترطوا في العقد األساسي أو باتفاق الحق عرض
ما قد ينشأ بينهم من النزاع في تنفيذ عقد معين على محكم أو أكثر كما يجوز االتفاق على
– 5وإ ذا اتفق الخصوم على التحكيم في نزاع ما فال يجوز رفع الدعوى به أمام القضـ ـــاء
ومع ذل ك إذا لجأ أحد الط رفين إلى رفع ال دعوى دون اعتداد بش رط التحكيم ولم يعترض
الطرف اآلخر في الجلسة األولى جاز نظر الدعوى واعتبر شرط التحكيم الغيا .
المادة : 204
– 1إذا وقع النزاع ولم يكن الخصوم قد اتفقوا على المحكمين أو امتنع واحد أو أكثر من
مباش رته ل ه ولم يكن هن اك اتف اق في ه ذا الش أن بين الخص وم عينت المحكم ة المختص ة
أصال بنظر النزاع من يلزم من المحكمين وذلك بناء على طلب أحد الخصوم باالجراءات
المعتادة لرفع الدعوى ويجب أن يكون عدد من تعينهم المحكمة مساويا للعدد المتفق عليه
– 2وال يجوز الطعن في الحكم الصادر بذلك بأي طريق من طرق الطعن .
المادة : 205
ال يج وز تف ويض المحكمين بالص لح إال إذا ك انوا م ذكورين بأس مائهم في االتف اق
المادة : 206
– 2وإ ذا تعدد المحكمون وجب في جميع األحوال أن يكون عددهم وترا .
المادة : 207
– 1يجب أن يكون قبول المحكم بالكتابة أو بإثبات قبوله في محضر الجلسة .
– 3وال يجوز عزله إال بموافقة الخصوم جميعا غير أنه يجوز للمحكمة المختصة أصال
بنظر النزاع وبناء على طلب أحد الخصوم إقالة المحكم واألمر بتعيين بديل عنه بالطريقة
430
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
التي جرى تعيينه بها ابتداء وذلك في حالة ثبوت أن المحكم أهمل قصدا العمل بمقتضى
– 4وال يجوز رده عن الحكم إال ألسباب تحدث أو تظهر بعد تعيين شخص ه ويطلب ال رد
لذات األسباب التي يرد بها القاضي أو يعتبر بسببها غير صالح للحكم ويرفع طلب الرد
إلى المحكم ة المختص ة أص ال بنظ ر ال دعوى خالل خمس ة أي ام من إخب ار الخص م بتع يين
المحكم أو من ت اريخ ح دوث س بب ال رد أو علم ه ب ه إذا ك ان تالي ا إلخب اره بتع يين المحكم
وفي جمي ع األح وال ال يقب ل طلب ال رد إذا ص در حكم المحكم ة أو أقف ل ب اب المرافع ة في
القضية .
المادة : 208
– 1يقوم المحكم خالل ثالثين يوما على األكثر من قبول التحكيم بإخطار الخصوم بتاريخ
أول جلس ة تح دد لنظ ر ال نزاع وبمك ان انعقاده ا وذل ك دون تقي د بالقواع د المق ررة في ه ذا
القانون لإلعالن ويحدد لهم موعدا لتقديم مستنداتهم ومذكراتهم وأوجه دفاعهم .
– 2ويج وز الحكم بن اء على م ا يقدم ه ج انب واح د إذا تخل ف اآلخ ر عن ذل ك في الموع د
المحدد .
– 3وإ ذا تعدد المحكمون وجب أن يتولوا مجتمعين اجراءات التحقيق وأن يوقع كل منهم
المادة : 209
431
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
– 1تنقطع الخصومة أمام المحكم إذا قام سبب من أسباب انقطاع الخصومة المقررة في
ه ذا الق انون وي ترتب على االنقط اع آث اره المق ررة قانون ا م ا لم تكن ال دعوى ق د حج زت
الحكم .
– 2وإ ذا عرض ت خالل التحكيم مس ألة أولي ة تخ رج عن والي ة المحكم أو طعن ب تزوير
عمل ه ح تى يص در فيه ا حكم انته ائي كم ا يوق ف الحكم عمل ه للرج وع إلى رئيس المحكم ة
ب – الحكم بتكليف الغير إبراز مستندا في حوزته ضروري للحكم في التحكيم .
المادة : 210
- 1إذا لم يشترط الخصوم في االتفاق على التحكيم أجال للحكم كان على المحكم أن يحكم
النزاع إلى المحكمة أو المضي فيه أمامها إذا كان مرفوعا من قبل .
– 2وللخص وم االتف اق – ص راحة أو ض منا على م د الميع اد المح دد اتفاق ا أو قانون ا ولهم
تف ويض المحكم في م دة إلى أج ل معين ويج وز للمحكم ة بن اء على طلب المحكم أو أح د
الخصوم مد األجل المحدد بالفقرة السابق للمدة التي تراها مناسبة للفصل في النزاع .
432
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
– 3ويوق ف الميع اد كلم ا أوقفت الخص ومة أو انقطعت أم ام المحكم ويس تأنف س يره من
ت اريخ علم المحكم ب زوال س بب الوق ف أو االنقط اع وإ ذا ك ان الب اقي من الميع اد أق ل من
المادة : 211
على المحكمين أن يحلف وا الش هود اليمين وك ل من أدى ش هادة كاذب ة أم ام المحكمين
المادة : 212
– 1يصدر المحكم حكمه غير مقيد باجراءات المرافعات عدا ما نص عليه في ه ـ ــذا الباب
واالجراءات الخاصة بدعوة الخصوم وسماع أوجه دفاعهم وتمكينهم من تقديم مستنداتهـــم
ومع ذلك يجوز للخصوم االتفاق على اجراءات معينة يسير عليها المحكم .
– 2ويكون حكم المحكم على مقتضى قواعد القانون إال إذا كان مفوضا بالصلح فال يتقيد
– 4ويجب أن يصدر حكم المحكم في دولة اإلمارات العربية المتحدة وإ ال اتبعت في شأنه
– 5ويص در حكم المحكمين بأغلبي ة اآلراء وتجب كتابت ه م ع ال رأي المخ الف ويجب أن
يشتمل بوجه خاص على ص ورة من االتف اق على التحكيم وعلى ملخص أقوال الخصـ ـ ـــوم
ومس تنداتهم وأس باب الحكم ومنطوق ه وت اريخ ص دوره والمك ان ال ذي ص در في ه وتوقيع ات
433
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المحكمين وإ ذا رفض واحد أو أكثر من المحكمين توقيع الحكم ذكر ذلك فيه ويكون الحكم
– 6ويحرر الحكم باللغة العربية ما لم يتفق الخصوم على غير ذلك عنذئد يتعين أن ترف ق
– 7ويعتبر الحكم صادرا من تاريخ توقيع المحكمين عليه بعد كتابته .
المادة : 213
– 1في التحكيم ال ذي يتم عن طريق المحكم ة يجب على المحكمين ايداع الحكم مع أصل
وثيق ة التحكيم والمحاض ر والمس تندات في كتاب ة المحكم ة المختص ة أص ال بنظ ر ال دعوى
خالل الخمسة عشر يوما التالية لصدور الحكم كما يجب عليهم اي داع ص ورة من الحكم في
كتاب ة المحكم ة لتس ليمها إلى ك ل ط رف وذل ك خالل خمس ة أي ام من اي داع األص ل ويح رر
كاتب المحكمة محضرا بهذا االيداع يعرضه على القاضي أو رئيس الدائرة حسب األحوال
لتحديد جلسة خالل خمسة عشر يوما للتصديق على الحكم ويعلن الطرفان بها .
– 3أم ا في التحكيم ال ذي يتم بين الخص وم خ ارج المحكم ة فيجب على المحكمين أن
يسلموا صورة من الحكم إلى كل طرف خالل خمسة أيام من صدور قرار التحكيم وتنظر
المحكم ة في تص ديق أو إبط ال الق رار بن اء على طلب أح د الخص وم ب االجراءات المعت ادة
لرفع الدعوى.
434
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المادة : 214
يج وز للمحكم ة أثن اء النظ ر في طلب تص ديق حكم المحكمين أن تعي ده إليهم للنظ ر
التي يمكن معها تنفيذه وعلى المحكمين في هاتين الحالتين أن يصدروا قرارهم خالل ثالثة
أشهر من تاريخ إبالغهم بالقرار إال إذا قررت المحكمة خالف ذلك .
و ال يج وز الطعن في قراره ا إال م ع الحكم النه ائي الص ادر بتص ديق الحكم أو
إبطاله.
المادة : 215
– 1ال ينف ذ حكم المحكمين إال إذا ص ادقت علي ه المحكم ة ال تي أودع الحكم في كتابته ا
وذل ك بع د االطالع على الحكم ووثيق ة التحكيم والتثبت من أن ه ال يوج د م انع من تنفي ذه
وتختص ه ذه المحكم ة بتص حيح األخط اء المادي ة في حكم المحكمين بن اء على طلب ذوي
المادة : 216
– 1يجوز للخصوم طلب بطالن حكم المحكمين عندما تنظر المحكمة في المصادقة عليـ ـــه
أ – إذا كان قد صدر بغير وثيقة تحكيم أو بناء على وثيقة باطلة أو سقطت بتجاوز
435
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ب – إذا صدر الحكم من محكمين لم يعينوا طبقا للقانون أو صدر من بعضهم دون
أن يكونوا مأذونين بالحكم في غيبة اآلخرين أو صدر بناء على وثيقة تحكيم لم يحدد فيها
موضوع النزاع أو صدر من شخص ليست له أهلية االتفاق على التحكيم أو من محكم ال
– 2وال يمنع من قبول البطالن تنازل الخصم عن حقه فيه قبل صدور حكم المحكمين .
المادة : 217
– 1أحكام المحكمين ال تقبل الطعن فيها بأي طريق من طرق الطعن .
– 2أم ا الحكم الص ادر بالمص ادقة على حكم المحكمين أو ببطالن ه فيج وز الطعن في ه
– 3واس تثناء من حكم الفق رة الس ابقة ال يك ون الحكم ق ابال لالس تئناف إذا ك ان المحكم ون
المادة : 218
ي ترك للمحكمين تق ديم أتع ابهم ومص اريف التحكيم ولهم أن يحكم وا به ا كله ا أو
بعضها على الطرف الخاسر وللمحكمة بناء على طلب أحد الخصوم تعديل هذا التق دير بم ا
436
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الملحق الثاني:
باسم الشعب:
رئيس الجمهورية
مادة : 1
يعمل بأحكام القانون المرافق على كل تحكيم قائم وقت نفاذه أو يبدأ بعد نفاذه ولو
استند إلى اتفاق تحكيم سبق إبرامه قبل نفاذ هذا القانون .
مادة : 2
يص در وزي ر الع دل الق رارات الالزم ة لتنفي ذ أحك ام ه ذا الق انون ويض ع ق وائم
المحكمين الذين يجري االختيار من بينهم وفقا لحكم المادة ( )17من هذا القانون .
مادة : 3
تلغى الم واد من 501إلى 513من الق انون رقم 13لس نة 1968بإص دار ق انون
المرافعات المدنية والتجارية كما يلغى أي حكم مخالف ألحكام هذا القانون .
437
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
مادة : 4
ينشر هذا القانون في الجريدة الرسمية ويعمل به بعد شهر من اليوم التالي لتاريخ
نشره .
( حسني مبارك )
1994م .
المدنية والتجارية
الباب األول
أحكام عامة
المادة : 1
مع عدم اإلخالل بأحكام االتفاقيات الدولية المعمول بها في جمهورية مصر العربية
تسري أحكام هذا القانون على كل تحكيم بين أطراف من أشخاص القانون العام أو القانون
الخ اص أي ا ك انت طبيع ة العالق ة القانوني ة ال تي ي دور حوله ا ال نزاع إذا ك ان ه ذا التحكيم
438
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و بالنسبة إلى منازعات العقود اإلدارية يكون االتفاق على التحكيم بموافقة الوزير
المختص أو من يتولى اختصاصه بالنسبة لألشخاص االعتبارية العامة وال يجوز التفويض
( الفق رة الثاني ة مض افة بالق انون رقم 9لس نة 1998بتع ديل بعض أحك ام ق انون
المادة : 2
يك ون التحكيم تجاري ا في حكم ه ذا الق انون إذا نشأ ال نزاع حول عالقة قانونية ذات
ط ابع اقتص ادي عقدية ك انت أو غ ير عقدية ويشل ذل ك على سبيل المث ال توري د السلع أو
الخ دمات والوك االت التجاري ة وعق ود التش ييد والخ برة الهندس ية أو الفني ة ومنح ال تراخيص
الصناعية والسياحية وغيرها ونقل التكنولوجيا واالستثمار وعقود التنمية وعمليات البنوك
والت أمين والنق ل وعملي ات تنقيب واس تخراج ال ثروات الطبيعي ة وتوري د الطاق ة وم د أن ابيب
الغاز أو النفط وشق الطرق واألنفاق واستصالح األراضي الزراعية وحماية البيئة وإ قامة
المادة : 3
يك ون التحكيم دولي ا في حكم ه ذا الق انون إذا ك ان موض وعه نزاع ا يتعل ق بالتج ارة
مختلف تين وقت اب رام اتف اق التحكيم ف إذا ك ان ألح د الط رفين ع دة مراك ز لألعم ال ف العبرة
439
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ب المركز األك ثر ارتباط ا بموض وع اتف اق التحكيم وإ ذا لم يكن ألح د ط رفي التحكيم مرك ز
ثانيا :إذا تفق طرفا التحكيم على اللجوء إلى منظمة تحكيم دائمة أو مركز للتحكيم
ثالث ا :إذا ك ان موض وع التحكيم ال ذي يش مله اتف اق التحكيم يرتب ط ب أكثر من دول ة
واحدة.
رابعا :إذا كان المركز الرئيسي ألعمال كل من طرفي التحكيم يقع في نفس الدولة
وقت ابرام اتفاق التحكيم وكان أحد األماكن التالية واقعا خارج هذه الدولة .
أ ) مكان اجراء التحكيم كما عينه اتفاق التحكيم أو أشار إلى كيفية تعيينه .
الطرفين .
المادة : 4
– 1ينص رف لف ظ " التحكيم " في حكم ه ذا الق انون إلى التحكيم ال ذي ينطب ق علي ه طرف ا
ال نزاع بإرادتهم ا الح رة س واء ك انت الجه ة ال تي تت ولى اج راءات التحكيم بمقتض ى اتف اق
440
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
– 2وتنصرف عبارة " هيئة التحكيم " إلى الهيئة المشكلة من محكم واحد أو أكثر للفصل
في ال نزاع المح ال إلى التحكيم أم ا لف ظ " المحكم ة " فينص رف إلى المحكم ة التابع ة للنظ ام
– 3وتنصرف عبارة " طرفي التحكيم " في هذا القانون إلى أطراف التحكيم ولو تعددوا .
المادة : 5
في األح وال ال تي يج يز فيه ا ه ذا الق انون لط رفي التحكيم اختي ار اإلج راء ال واجب
االتباع في مسألة معينة تضمن ذلك حقهما في الترخيص للغير في اختيار هذا اإلجـ ـ ـ ـــراء
ويعتبر من الغير في هذا الشأن كل منظمة أو مركز للتحكيم في جمهورية مصر العربية
المادة : 6
إذا اتف ق طرف ا التحكيم على اخض اع العالق ة القانوني ة بينهم ا ألحك ام عق د نم وذجي
اتفاقي ة دولي ة أو أي ة وثيق ة أخ رى وجب العم ل بأحك ام ه ذه الوثيق ة بم ا تش مله من أحك ام
المادة : 7
– 1م ا لم يوج د اتف اق خ اص بين ط رفي التحكيم يتم تس ليم أي رس الة أو إعالن إلى
المع روف للط رفين أو المح دد في مش ارطة التحكيم أو في الوثيق ة المنظم ة للعالق ة ال تي
يتناولها التحكيم.
441
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
– 2وإ ذا تعذر معرفة أحد هذه العناوين بعد اجراء التحريات الالزمة يعتبر التسليم قد تم
– 3ال تسري أحكام هذه المادة على اإلعالنات القضائية أمام المحاكم .
المادة : 8
إذا استمر أحد طرفي ال نزاع في اجراءات التحكيم مع علمه بوقوع مخالفة لشرط
في اتفاق التحكيم أو لحكم من أحكام هذا القانون مما يجوز االتفاق على مخالفته ولم يقدم
اعتراض ا على هذه المخالفة في الميعاد المتفق علي ه أو في وقت معقول عند عدم االتفاق
المادة : 9
– 1يكون االختصاص بنظر مسائل التحكيم التي يحيلها هذا القانون إلى القضاء المص ري
للمحكم ة المختص ة أص ال بنظ ر ال نزاع أم ا إذا ك ان التحكيم تجاري ا دولي ا س واء ج رى في
مص ر أو في الخ ارج فيك ون االختص اص لمحكم ة اس تئناف الق اهرة م ا لم يتف ق الطرف ان
– 2وتظ ل المحكم ة ال تي ينعق د له ا االختص اص وفق ا للفق رة الس ابقة دون غيره ا ص احبة
الباب الثاني
442
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
اتفاق التحكيم
المادة : 10
– 1اتف اق التحكيم ه و اتف اق الط رفين على االلتج اء إلى التحكيم لتس وية ك ل أو بعض
المنازعات التي نشأت أو يمكن أن تنشأ بينهما بمناسبة عالقة قانونية معينة عقدية كانت أو
– 2يجوز أن يك ون اتف اق التحكيم س ابقا على قي ام النزاع سواء ق ام مستقال بذات ه أو ورد
في عق د معين ش أن ك ل أو بعض المنازع ات ال تي ق د تنش أ بين الط رفين وفي ه ذه الحال ة
يجب أن يحدد موضوع النزاع في بيان الدعوى المشار إليه في الفقرة األولى من المادة (
) 30من هذا القانون كما يجوز أن يتم اتفاق التحكيم بعد قيام النزاع ولو كانت قد أقيمت
في ش أنه دع وى أم ام جه ة قض ائية وفي ه ذه الحال ة يجب أن يح دد االتف اق المس ائل ال تي
– 3ويعت بر االتف اق على التحكيم ك ل إحال ة ت رد في العق د إلى وثيق ة تتض من ش رط تحكيم
إذا كانت اإلحالة واضحة في اعتبار هذا الشرط جزء من العقد .
المادة : 11
ال يج وز االتف اق على التحكيم إال للش خص الط بيعي أو االعتب اري ال ذي يمل ك
التصرف في حقوقه وال يجوز التحكيم في المسائل التي ال يجوز فيها الصلح .
المادة : 12
443
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يجب أن يكون اتفاق التحكيم مكتوبا وإ ال كان باطال ويكون اتفاق التحكيم مكتوبا إذا
تض منه مح رر وقع ه الطرف ان أو إذا تض منه ا تبادل ه الطرف ان من رس ائل أو برقي ات أو
المادة : 13
– 1يجب على المحكمة التي يرفع إليها نزاع يوجد بشأنه اتفاق تحكيم أن تحكم بعدم قبول
الدعوى إذا دفع المدعى عليه بذلك قبل إبدائه أي طلب أو دفاع في الدعوى .
– 2وال يح ول رف ع ال دعوى المش ار إليه ا في الفق رة الس ابقة دون الب دء في اج راءات
المادة : 14
يجوز للمحكمة المشار إليها في المادة ( )9من هذا القانون أن تأمر بناء على طلب
أحد طرفي التحكيم باتخاذ تدابير مؤقتة أو تحفظية سواء قبل البدء في اج راءات التحكيم أو
هيئة التحكيم
المادة : 15
– 1تشكل هيئة التحكيم باتفاق الطرفين من محكم واحد أو أكثر فإذا لم يتفقا على ع دد من
– 2إذا تعدد المحكمون وجب أن يكون عددهم وترا وإ ال كان التحكيم باطال .
444
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المادة : 16
بسبب الحكم عليه في جناية أوجنحة مخلة بالشرف أو بسبب إفالسه ما لم يرد إليه اعتباره
.
– 2ال يش ترط أن يك ون المحكم من جنس أو جنس ية معين ة إال إذا اتف ق طرف ا التحكيم أو
المادة : 17
– 1لط رفي التحكيم االتف اق على اختي ار المحكمين وعلى كيفي ة ووقت اختي ارهم ف إذا لم
أ ) إذا ك انت هيئ ة التحكيم مش كلة من محكم واح د ت ولت المحكم ة المش ار إليه ا في
المادة ( )9من هذا القانون اختياره بناء على طلب أحد الطرفين .
ب ) فإذا كانت هيئة التحكيم مشكلة من ثالث محكمين اختار كل طرف محكما ثم
يتفق المحكمان على اختيار المحكم الثالث فإذا لم يعين أحد الطرفين محكمه خالل الثالثين
يوم ا التالي ة لتس لمه طلب ا ب ذلك من الط رف اآلخ ر أو إذا لم يتف ق المحكم ان المعني ان على
اختي ار المحكم الث الث خالل الثالثين يوم ا التالي ة لت اريخ تع يين آخرهم ا ت ولت المحكم ة
المش ار إليه ا في الم ادة ( )9من ه ذا الق انون اختي اره بن اء على طلب أح د الط رفين ويك ون
445
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
للمحكم ال ذي اخت اره المحكم ان المعين ان أو ال ذي اختارت ه المحكم ة رئاس ة هيئ ة التحكيم
وتسري هذه األحكام في حالة تشكيل هيئة التحكيم من أكثر هيئة من ثالثة محكمين .
– 2وإ ذا خالف أحد الطرفين اجراءات اختيار المحكمين التي اتفقا عليها أو لم يتفقا أو لم
يتفق المحكم ان المعين ان على أمر مما يل زم اتفاقهما علي ه أو إذا تخلف الغ ير عن أداء ما
عهد به إليه في هذا الشأن وتولت المحكمة المشار إليها في المادة ( )9من هذا القانون بن اء
على طلب أح د الط رفين القي ام ب اإلجراء أو بالعم ل المطل وب م ا لم ينص في االتف اق على
– 3وت راعي المحكم ة في المحكم ال ذي تخت اره الش روط ال تي يتطلبه ا ه ذا الق انون وتل ك
ال تي اتف ق عليه ا الطرف ان وتص در قراره ا باختي ار المحكم على وج ه الس رعة وم ع ع دم
اإلخالل بأحكام المادتين ( 18و ) 19من هذا القانون ال يقبل هذا القرار الطعن فيه بأي
المادة : 18
– 1ال يجوز رد المحكم إال إذا قامت ظروف تثير شكوكا جدية حول حيدته أو استقالله .
المادة : 19
446
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
– 1يقدم طلب الرد كتابة إلى هيئة التحكيم مبينا فيه أسباب الرد خالل خمسة عشر يوما
من ت اريخ علم ط الب ال رد بتش كيل ه ذه الهيئ ة أو ب الظروف الم بررة لل رد ف إذا لم يتنحى
– 2وال يقبل طلب الرد ممن سبق له تقديم طلب برد المحكم نفسه في ذات التحكيم .
– 3لطالب الرد أن يطعن في الحكم برفض طلبه خالل ثالثين يوما من تاريخ إعالنه به
أمام المحكمة المشار إليها في المادة ( )9من هذا القانون ويكون حكمها غير قابل للطعن
– 4ال يترتب على تقديم طلب الرد أو على الطعن في حكم التحكيم الصادر برفضه وقف
( الم ادة 19معدل ة بالق انون رقم 8لس نة ،2000وك ان ق د حكم بع دم دس تورية الفق رة
األولى من المادة 19قبل التعديل بالحكم في الدعوى رقم 84لسنة 1999ق دستورية،
جلسة . ) 6/11/1999
المادة : 20
إذا تعذر على المحكم أداء مهمته أو لم يباشرها أو انقطع عن أدائها بما يؤدي إلى
ت أخير ال م برر ل ه في إج راءات التحكيم ولم يتنح ولم يتف ق الطرف ان على عزل ه ج از
447
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
للمحكمة المشار إليها في المادة ( )9من هذا القانون األمر بإنهاء مهمته بناء على طلب أي
المادة : 21
تعيين بديل له طبقا لإلجراءات التي تتبع في اختيار المحكم الذي انتهت مهمته .
المادة : 22
– 1تفصل هيئة التحكيم في الدفوع المتعلقة بعدم اختصاصها بما في ذلك الدفوع المبنية
على عدم وجود اتفاق تحكيم أو سقوطه أو بطالنه أو عدم شموله لموضوع النزاع .
– 2يجب التمسك بهذه الدفوع في ميعاد ال يجاوز ميعاد تقديم دفاع المدعى عليه المشار
إلي ه في الفق رة الثاني ة من الم ادة ( ) 30من ه ذا الق انون وال ي ترتب على قي ام أح د ط رفي
التحكيم بتع يين محكم أو االش تراك في تعيينه سقوط حقه في تق ديم أي من هذه ال دفوع أما
الدفع بعدم شمول اتفاق التحكيم لما يثيره الطرف اآلخر من مسائل أثناء نظر النزاع فيجب
التمسك به فورا وإ ال سقط الحق فيه ويجوز في جميع األحوال أن تقبل هيئة التحكيم الدفع
– 3تفص ل هيئ ة التحكيم في ال دفوع المش ار إليه ا في الفق رة األولى من ه ذه الم ادة قب ل
ال دفع فال يج وز التمس ك ب ه إال بطري ق رف ع دع وى بطالن حكم التحكيم المنهي للخص ومة
448
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المادة : 23
يعت بر ش رط التحكيم اتفاق ا مس تقال عن ش روط العق د اآلخ ر وال ي ترتب على بطالن
صحيحا في ذاته.
المادة : 24
– 1يجوز لطرفي التحكيم االتفاق على أن يكون لهيئة التحكيم بناء على طلب أحدهما أن
ت أمر أي ا منهم ا باتخ اذ م ا ت راه من ت دابير مؤقت ة أو تحفظي ة تقتض يها طبيع ة ال نزاع وأن
تطلب تقديم ضمان كاف لتغطية نفقات التدابير الذي تأمر به .
– 2وإ ذا تخلف من صدر إليه األمر عن تنفيذه جاز لهيئة التحكيم بناء على طلب الطرف
اآلخ ر أن ت أذن له ذا الط رف في اتخ اذ االج راءات الالزم ة لتنفي ذه وذل ك دون إخالل بح ق
هذا الط رف في أن يطلب من رئيس المحكمة المشار إليها في المادة ( )9من هذا القانون
إجراءات التحكيم
المادة : 25
لطرفي التحكيم االتفاق على اإلجراءات التي تتبعها هيئة التحكيم بما في ذلك حقهما
في إخض اع ه ذه اإلج راءات للقواع د الناف ذة في أي منظم ة أو مرك ز تحكيم في جمهوري ة
449
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
مص ر العربي ة أو خارجه ا ف إذا لم يوج د مث ل ه ذا االتف اق ك ان لهيئ ة التحكيم م ع مراع اة
أحكام هذا القانون أن تختار اجراءات التحكيم التي تراها مناسبة .
المادة : 26
يعام ل طرف ا التحكيم على ق دم المس اواة وتهي أ لك ل منهم ا فرص ة متكافئ ة وكامل ة
المادة : 27
تب دأ إج راءات التحكيم من الي وم ال ذي يتس لم في ه الم دعى علي ه طلب التحكيم من
المادة : 28
لطرفي التحكيم االتفاق على مكان التحكيم في مصر أو خارجها فإذا لم يوجد اتفاق
عينت هيئ ة التحكيم مك ان التحكيم م ع مراع اة ظ روف ال دعوى ومالئم ة المك ان ألطرافه ا
وال يخل ذلك بسلطة هيئة التحكيم في أن تجتمع في أي مكان تراه مناسبا للقيام ب إجراء من
إجراءات التحكيم كسماع أطراف النزاع أو الشهود أو الخبراء أو االطالع على مستندات
أو معاينة بضاعة أو أموال أو إجراء مداولة بين أعضائها أو غير ذلك .
المادة : 29
االتفاق أو القرار على لغة البيانات والمذكرات المكتوبة وعلى المرافعات الشفهية وكذلك
450
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
على ك ل ق رار تتخ ذه ه ذه الهيئ ة أو رس الة توجهه ا أو حكم تص دره م ا لم ينص اتف اق
ال دعوى ترجم ة إلى اللغ ة أو اللغ ات المس تعملة في التحكيم وفي حال ة تع دد ه ذه اللغ ات
المادة : 30
– 1يرسل المدعي خالل الميعاد المتفق عليه بين الطرفين أو الذي تعينه هيئة التحكيم إلى
المدعى عليه وإ لى كل واحد من المحكمين بيانا مكتوبا بدعواه يشتمل على اسمه وعنوان ـــه
واسم المدعى عليه وعنوانه وشرح لوقائع الدعوى وتحديد للمسائل محل النزاع وطلباته
وكل أمر آخر يوجب اتفاق الطرفين ذكره في هذا البيان .
– 2ويرس ل الم دعى علي ه خالل الميع اد المتف ق علي ه بين الط رفين أو ال ذي تعين ه هيئ ة
التحكيم إلى المدعي وكل واحد من المحكمين مذكرة مكتوبة بدفاعه ردا على ما ج اء ببي ان
الدعـــوى وله أن يضمن هذه المذكرة أية طلبات عارضة متصلة بموضوع النزاع أو أن
– 3يجوز لكل من الطرفين أن يرفق ببيان الدعوى أو بمذكرة الدفاع على حسب األحوال
صورا من الوثائق التي يستند إليها وأن يشير إلى كل أو بعض الوثائق وأدلة اإلثبات التي
يعتزم تقديمها وال يخل هذا بحق هيئة التحكيم في أي مرحلة كانت عليها ال دعوى في طلب
تقديم أصول المستندات أو الوثائق التي يستند إليها أي من طرفي الدعوى .
451
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المادة : 31
ترسل صورة مما يقدمه أحد الطرفين إلى هيئة التحكيم من مذكرات أو مستندات أو
أوراق أخ رى إلى الط رف اآلخ ر وك ذلك ترس ل إلى ك ل من الط رفين ص ورة من ك ل م ا
يقدم إلى الهيئة المذكورة من تقارير الخبراء والمستندات وغيرها من األدلة .
المادة : 32
لك ل من ط رفي التحكيم تع ديل طلبات ه أو أوج ه دفاع ه أو اس تكمالها خالل إج راءات
التحكيم ما لم تقرر هيئة التحكيم عدم قبول ذلك منعا من تعطيل الفصل في النزاع .
المادة : 33
– 1تعق د هيئ ة التحكيم جلس ات مرافع ة لتمكين ك ل من الط رفين من ش رح موض وع
الدعـــوى وع رض حجج ه وأدلت ه وله ا االكتف اء بتق ديم الم ذكرات والوث ائق المكتوب ة م ا لم
– 2ويجب إخطار طرفي التحكيم بمواعيد الجلسات واالجتماعات التي تق رر هيئ ة التحكيم
عقدها قبل التاريخ الذي تعينه لذلك بوقت كاف تقدره هذه الهيئة حسب الظروف .
– 3وتدون خالصة وقائع كل جلسة تعقدها هيئة التحكيم في محضر تسلم صورة منه إلى
المادة :34
452
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
– 1إذا لم يقدم المدعي دون عذر مقبول بيانا مكتوبا بدعواه وفقا للفقرة األولى من المادة
( ) 30وجب أن تأمر هيئة التحكيم بإنهاء إجراءات التحكيم ما لم يتفق الطرفان على غيــر
ذلك .
– 2وإ ذا لم يق دم الم دعى علي ه م ذكرة بدفاع ه وفق ا للفق رة الثاني ة من الم ادة ( )30من ه ذا
القانون وجب أن تستمر هيئة التحكيم في إجراءات التحكيم دون أن يعتبر ذلك بذاته إقرارا
من المدعى عليه بدعوى المدعي ما لم يتفق الطرفان على غير ذلك .
المادة : 35
إذا تخلف أحد الطرفين عن حضور إحدى الجلسات أو عن تقديم ما طلب منه من
مس تندات ج از لهيئ ة التحكيم االس تمرار في اج راءات التحكيم وإ ص دار حكم في ال نزاع
453
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المادة : 36
– 1لهيئ ة التحكيم تع يين خب يرا أو أك ثر لتق ديم تقري ر مكت وب أو ش فهي يثبت في محض ر
الجلس ة بش أن مس ائل معين ة تح ددها وترس ل إلى مك ان من الط رفين من قراره ا بتحدي د
– 2وعلى كل من الطرفين أن يقدم إلى الخبير المعلومات المتعلقة بالنزاع وأن يمكنه من
معاينة وفحص ما يطلبه من وثائق أو بضائع أو أموال أخرى متعلقة بالنزاع وتفص ل هيئ ة
التحكيم في كل نزاع يقوم بين الخبير وأحد الطرفين في هذا الشأن .
– 3وترسل هيئة التحكيم صورة من تقرير الخبير بمجرد ايداعه إلى كل من الطرفين مع
إتاحة الفرصة له إلبداء رأيه فيه ولكل من الطرفين الحق في االطالع على الوثائق التي
أح د ط رفي التحكيم عق د جلس ة لس ماع أق وال الخب ير م ع إتاح ة الفرص ة للط رفين لس ماعه
أك ثر من طرف ه إلب داء ال رأي في المس ائل ال تي تناوله ا تقري ر الخب ير ال ذي عينت ه هيئ ة
المادة : 37
يختص رئيس المحكمة المشار إليها في المادة ( )9من هذا القانون بناء على طلب
454
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ب الجزاءات المنص وص عليه ا في الم ادتين 78و 80من ق انون اإلثب ات الم واد المدني ة
والتجارية .
المادة : 38
ينقطع سير الخصومة أمام هيئة التحكيم في األحوال ووفقا للشروط المقررة لذلك
في قانون المرافعات المدنية والتجارية ويترتب على انقطاع سير الخصومة اآلثار المقررة
المادة : 39
– 1تطبق هيئة التحكيم على موضوع النزاع القواعد التي يتفق عليها الطرفان وإ ذا اتفقا
على تطبيق قانون دولة معينة اتبعت القواعد الموضوعية فيه دون القواعد الخاص ة بتن ازع
– 2وإ ذا لم يتف ق الطرف ان على القواع د القانوني ة واجب ة التط بيق على موض وع ال نزاع
طبقت هيئة التحكيم القواعد الموضوعية في القانون الذي ترى أنه األكثر اتصاال بالنزاع .
455
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
– 3يج وز لهيئ ة التحكيم – إذا اتف ق طرف ا التحكيم ص راحة على تفويض ها بالص لح – أن
تفص ل في موض وع ال نزاع على مقتض ى قواع د العدال ة واإلنص اف دون التقي د بأحك ام
القانون.
المادة : 40
يص در حكم هيئ ة التحكيم المش كلة من أك ثر من محكم واح د بأغلبي ة اآلراء بع د
مداولة تتم على الوجه الذي تحدده هيئة التحكيم ما لم يتفق طرفا التحكيم على غير ذلك .
المادة : 41
إذا اتف ق الطرف ان خالل اج راءات التحكيم على تس وية تنهي ال نزاع ك ان لهم ا أن
يطلب ا إثب ات ش روط التس وية أم ام هيئ ة التحكيم ال تي يجب عليه ا في ه ذه الحال ة أن تص در
قرارا يتضمن شروط التسوية وينهي اإلجراءات ويكون لهذا القرار ما إلحكام المحكمين
المادة : 42
المادة : 43
– 1يصدر حكم التحكيم كتابة ويوقعه المحكمون وفي حالة تشكيل هيئة التحكيم من أكثر
من محكم واح د يكتفي بتوقيع ات أغلبي ة المحكمين بش رط أن تثبت في الحكم أس باب ع دم
456
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
– 2يجب أن يك ون حكم التحكيم مس ببا إال إذا اتف ق طرف ا التحكيم على غ ير ذل ك أو ك ان
القانون الواجب التطبيق على إجراءات التحكيم ال يشترط ذكر أسباب الحكم .
– 3يجب أن يش تمل حكم التحكيم على أس ماء الخص وم وعن اوينهم وأس ماء المحكميـ ـ ـ ـــن
وعن اوينهم وجنس ياتهم وص فاتهم وص ورة من اتف اق التحكيم وملخص لطلب ات الخصـ ـــوم
وأق والهم ومس تنداتهم ومنط وق الحكم وت اريخ ومك ان إص داره وأس بابه إذا ك ان ذكره ا
واجبا .
المادة : 44
– 1تسلم هيئة التحكيم إلى كل من الطرفين صورة من حكم التحكيم موقعه من المحكمين
– 2وال يجوز نشر حكم التحكيم أو نشر إجزاء منه إال بموافقة طرفي التحكيم .
المادة : 45
– 1على هيئة التحكيم إصدار الحكم المنهي للخصومة كلها خالل الميعاد الذي اتفق عليه
الطرفان فإن لم يوجد اتفاق وجب أن يصدر الحكم خالل إثني عشر شهرا من تاريخ بدء
إجراءات التحكيم وفي جميع األحوال يجوز أن تقرر هيئة التحكيم مد الميعاد على أال تزي د
فترة المد على ستة أشهر ما لم يتفق الطرفان على مدة تزيد على ذلك .
– 2وإ ذا لم يصدر حكم التحكيم خالل الميعاد المشار إليه في الفترة السابقة جاز ألي من
طرفي التحكيم أن يطلب من رئيس المحكمة المشار إليها في المادة ( )9من هذا القانون أن
457
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
يص در أم را بتحدي د ميع اد إض افي أو بإنه اء إج راءات التحكيم ويك ون ألي من الط رفين
المادة : 46
إذا عرض ت خالل إج راءات التحكيم مس ألة تخ رج عن والي ة هيئ ة التحكيم أو طعن
آخر لهيئة التحكيم االستمرار في نظر موضوع النزاع إذا رأت أن الفصل في هذه المسألة
أو في تزوي ر الورق ة أو في الفع ل الجن ائي اآلخ ر ليس الزم ا للفص ل في موض وع ال نزاع
المادة : 47
صادرا بلغة أجنبية وذلك في كتابة المحكمة المشار إليها في المادة ( )9من هذا القانون .
و يحرر كاتب المحكمة محضرا بهذا االيداع ويجوز لكل من طرفي التحكيم طلب
المادة : 48
458
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
– 1تنتهي إجراءات التحكيم بصدور الحكم المنهي للخصومة كلها أو بصدور أمر بإنهاء
إج راءات التحكيم وفق ا للفق رة الثاني ة من الم ادة ( )45من ه ذا الق انون كم ا تنتهي أيض ا
459
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المادة : 52
– 1ال تقب ل أحك ام التحكيم ال تي تص در طبق ا ألحك ام ه ذا الق انون الطعن فيه ا ب أي طري ق
من طرق الطعن المنصوص عليها في قانون المرافعات المدنية والتجارية .
– 2يجوز رفع دعوى بطالن حكم التحكيم وفقا لألحكام المبينة في المادتين التاليتين .
المادة : 53
– 1ال تقبل دعوى بطالن حكم التحكيم إال في األحوال اآلتية :
إذا لم يوجد اتفاق تحكيم أو كان هذا االتفاق باطال أو قابال لإلبطال أو سقط بانتهاء أ)
مدته .
إذا كان أحد طرفي اتفاق التحكيم وقت إبرامه فاقد األهلية أو ناقصها وفقا للقانون ب)
ج) إذا تع ذر على أح د ط رفي التحكيم تق ديم دفاع ه بس بب ع دم إعالن ه إعالن ا ص حيحا
بتعيين محكم أو بإجراءات التحكيم أو ألي سبب آخر خارج عن إرادته .
د) إذا اس تبعد حكم التحكيم تط بيق الق انون ال ذي اتف ق األط راف على تطبيق ه على
هـ) إذا تم تشكيل هيئة التحكيم أو تعيين المحكمين على وجه مخالف للقانون أو التفاق
الطرفين .
460
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
و) إذا فص ل حكم التحكيم في مس ائل ال يش ملها اتف اق التحكيم أو ج اوز ح دود ه ذا
االتف ــاق ومع ذلك إذا أمكن فصل أجزاء الحكم الخاصة بالمسائل الخاضعة للتحكيم عن
أجزائه الخاصة بالمسائل غير الخاضعة له فال يقع البطالن إال على األجزاء األخيرة
وحدها.
ز) إذا وق ع بطالن في حكم التحكيم أو ك انت إج راءات التحكيم باطل ة بطالن ا أث ر في
الحكم.
– 2وتقضي المحكمة التي تنظر دعوى البطالن من تلقاء نفسها ببطالن حكم التحكيم إذا
المادة : 54
– 1ترف ع دع وى بطالن حكم التحكيم خالل التس عين يوم ا التالي ة لت اريخ إعالن حكم
التحكيم للمحكوم عليه وال يحول دون قبول دعوى البطالن نزول م دعي البطالن عن حقه
– 2تختص ب دعوى البطالن في التحكيم التجاري الدولي المحكمة المشار إليها في المادة
( )9من هذا القانون وفي غير التحكيم التجاري الدولي يكون االختصاص لمحكمة الدرجة
461
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المادة : 55
تح وز أحك ام المحكمين الص ادرة طبق ا له ذا الق انون حجي ة األم ر المقض ي وتك ون واجب ة
المادة : 56
يختص رئيس المحكم ة المش ار إليه ا في الم ادة ( )9من ه ذا الق انون أو من يندب ه من
قضاتها بإصدار األمر بتنفيذ حكم المحكمين ويقدم طلب تنفيذ الحكم مرفقا به ما يلي :
– 3ترجم ة مص ادق عليه ا من جه ة معتم دة إلى اللغ ة العربي ة لحكم التحكيم إذا لم يكن
– 4صورة من المحضر الدال على ايداع الحكم وفقا للمادة ( ) 47من هذا القانون .
المادة : 57
ال يرتب على رفع دعوى البطالن وقف تنفيذ حكم التحكيم ومع ذلك يجوز للمحكمة
أن ت أمر بوق ف التنفي ذ إذا طلب الم دعي ذل ك في ص حيفة ال دعوى وك ان الطلب مبني ا على
أسباب جدية وعلى المحكمة الفصل في طلب وقف التنفيذ خالل ستين يوما من تاريخ أول
462
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
جلسة محددة لنظره وإ ذا أمرت بوقف التنفيذ جاز لها أن تأمر بتقديم كفالة أو ضمان مال ـــي
المادة : 58
– 1ال يقبل تنفيذ حكم إذا لم يكن ميعاد رفع دعوى بطالن الحكم قد انقضى .
– 2ال يجوز األمر بتنفيذ حكم التحكيم وفقا لهذا القانون إال بعد التحقق مما يأتي :
أنه ال يتعارض مع حكم سبق صدوره من المحاكم المصرية في موضوع النزاع . أ)
أنه ال يتضمن ما يخالف النظام العام في جمهورية مصر العربية . ب)
– 3وال يج وز التظلم من األم ر الص ادر بتنفي ذ حكم التحكيم أم ا األم ر الص ادر ب رفض
التنفي ذ فيج وز التظلم من ه إلى المحكم ة المختص ة وفق ا لحكم الم ادة ( )9من ه ذا الق انون
( صدر حكم بعدم دستورية البند 3من المادة 58فيما تضمنته من أنه ال يجوز التظلم من
األم ر الص ادر بتنفي ذ حكم التحكيم في القض ية رقم 92لس نة 21ق دس تورية جلســة
.) 6/1/2001
463
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الملحق الثالث:
قانون رقم 08.05يقضي بنسخ وتعويض الباب الثامن بالقسم الخامس من قانون
الفصل : 308
يجب أن يعين س ند التحكيم تحت طائل ة البطالن موض وع ال نزاع واس م المحكمي ـ ـــن
ويحدد األجل ال ذي يتعين على المحكم أو المحكمين أن يصدروا فيه حكمهم التحكيمي وإ ذا
لم يحدد السند أجال يستنفذ المحكمون صالحيتهم بعد ثالثة أشهر من تاريخ تبليغ تعيينهم .
الفصل : 309
يمكن لألطراف أن يتفقوا في كل عقد على عرض المنازعات التي قد تنشأ بصدد
يمكن لهم أن يعين وا عالوة على ذل ك مس بقا وفي نفس العق د إذا تعل ق بعم ل تج اري
محكما أو محكمين ويتعين في هذه الحالة أن يكون شرط التحكيم مكتوبا باليد وموافق ا عليه
منازع ة إج راء ه ذا التع يين من جانب ه أمكن للط رف اآلخ ر أن يق دم مق اال إلى رئيس
المحكم ة ال ذي س يعطي لحكم المحكمين الق وة التنفيذي ة لتع يين المحكمين ب أمر غ ير قاب ل
للطعن .
464
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الفصل : 310
ال يمكن عزل المحكمين خالل مدة التحكيم إال إذا أجمع األطراف على ذلك ويمكن
الفصل : 311
يتب ع األط راف والمحكم ون في المس طرة اآلج ال واإلج راءات المق ررة بالنس بة
للمحاكم االبتدائية إال إذا اتفق األطراف على خالف ذلك .
يل تزم المحكم ون بالمش اركة جميع ا في ك ل األش غال والعملي ات وك ذا في تحري ر
المحاضر إال إذا إذن لهم األطراف بالعهدة ألحدهم بتنفيذ إجراء من هذه اإلجراءات .
الفصل : 312
– 1بوفاة أحد المحكمين أو رفضه أو استقالته أو حدوث عائق له إال إذا نص العقد على
اس تمرار التحكيم أو على أن تع ويض ه ذا المحكم يتم باختي ار األط راف أو المحكم أو
– 2بانصرام األجل المشترط أو ثالثة أشهر إذا لم يحدد أجل خاص .
465
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
– 3بتساوي األصوات إذا لم تكن للمحكمين صالحية اختيار محكم من الغير .
– 5بصيرورة أحد األطراف قبل صدور حكم المحكمين فاقدا لألهلية .
الفصل : 313
ال يمكن للمحكمين أن يتخل وا عن مهمتهم إذا ش رعوا في عملي اتهم تحت طائل ة
ال يمكن تجريحهم إال لسبب نشأ أو اكتشف بعد تعيينهم ويوقف المحكمون أشغالهم
إذا وق ع الطعن ب الزور ول و م دنيا أو ط رأت أثن اء التحكيم ع وارض جنائي ة إلى أن تبت
المح اكم العادي ة في المس ألة العارض ة ويوق ف األج ل المح دد وال يس ري من جدي د إال من
الفصل : 314
يل تزم ك ل ط رف بتق ديم مس تنداته ووس ائل دفاع ه قب ل انقض اء أج ل التحكيم بخمس ة
عشر يوما على األقل وال يلزم المحكمون بالبت إال فيما قدم إليهم .
األقلية التوقيع أشار المحكمون اآلخرون لذلك فيه ويكون للحكم نفس المفعول كما لو وقع
466
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الفصل : 315
إذا لم يتفق المحكمون على حل النزاع المعروض عليهم وكان األطراف قد اتفقوا
عند إقامة عقد التحكيم أو الشرط التحكيمي على أن المحكمين في هذه الحالة يلتجئون إلى
محكم من الغير للفصل بينهم عينه هؤالء فإذا لم يتفقوا على تعيينه حرروا محضرا بذلك
وعين حينئ ذ بن اء على طلب من يب ادر ب ذلك ب أمر يص دره رئيس المحكم ة ال ذي ق د يك ون
مختصا في إصدار األمر بتنفيذ حكم المحكمين وال يقبل هذا األمر أي طعن .
مستقلة .
الفصل : 316
إذا لم ينص على أي شرط في عقد التحكيم أو في العقد الذي عين في ه من يحكم من
الغير التزم هذا األخير بالبت خالل الشهر الموالي لقبوله .
االجتماع الذي يعقده معهم ويمكن له عالوة على ذلك أن يأمر بإجراءات تحقيق جديدة إال
أن ه يتعين علي ه االقتص ار على تحدي د ال رأي ال ذي يفض له على بقي ة اآلراء واإلفص اح في
حكمه على االختيار الذي انتهى إليه ولو بمفرده في غيبة المحكمين الذين أنذروا لحضــور
االجتماع .
467
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الفصل : 317
يجب على المحكمين ومن يحكم من الغير أن يرجعوا إلى القواعد القانونية المحددة
المطبقة على النزاع إال إذا قرر األطراف في عقد التحكيم أو في شرطة الفصل بإنصاف
كوسطاء بالتراضي دون التقيد بالقواعد القانونية أو كانت السلطات التي خولها األطراف
إذا ك انت للمحكمين المعي نين س لطة البت كوس طاء بالتراض ي تقي د ب ذلك بمن يحكم
الفصل : 318
يجب أن يك ون حكم المحكمين مكتوب ا ويتض من بيان ا إلدع اءات األط راف ونق اط
يوقع الحكم من لدن المحكمين وتحدد فيه هويتهم ويبين تاريخ ومحل إصداره .
الفصل : 319
الفصل : 320
يصير حكم المحكمين قابال للتنفيذ بأمر من رئيس المحكمة االبتدائية التي صدر في
468
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
ثالثة أيام من صدوره إذا تعلق التحكيم االستئناف حكم يودع حكم المحكمين بكتابة ضبط
الفصل : 321
ال يت أتى ل رئيس المحكم ة االبتدائي ة أو لل رئيس األول لمحكم ة االس تئناف أن ينظ ر
المحكمين غير معيب ببطالن يتعلق بالنظام العام وخاصة بخرق مقتضيات الفصل . 306
الفصل : 322
تعطى الص يغة التنفيذي ة نهائي ا لحكم المحكمين من ل دن رئيس المحكم ة االبتدائي ة أو
الرئيس األول لمحكمة االستئناف بعد استئناف أحد األطراف ويبلغ بطلب من يبادر لذلك .
يقبل أمر رئيس المحكمة االبتدائية االستئناف ضمن اإلجراءات العادية خالل ثالثين
يوم ا من تبليغ ه إال إذا تخلى األط راف مق دما عن ه ذا الطعن عن د تع يين المحكمين أو بع د
الفصل : 323
يق دم ه ذا االس تئناف أم ام محكم ة االس تئناف وتك ون المحكم ة المختص ة محلي ا هي
469
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الفصل : 324
تطبق القواعد المتعلقة بالتنفيذ المعجل ألحكام المحاكم على أحكام المحكمين .
الفصل : 325
ال تس ري آث ار أحك ام المحكمين ول و ذيلت ب أمر أو ق رار الص يغة التنفيذي ة بالنس بة
للغير الذي يمكن له مع ذلك أن يقدم تعرض الغير الخارج عن الخصومة ضمن الشروط
الفصل : 326
يمكن أن تكون أحك ام المحكمين موضوع طلب إع ادة النظر أم ام المحكمة التي قد
الفصل : 327
تقب ل النقض الق رارات الص ادرة انتهائي ا في طلب إع ادة النظ ر أو في اس تئناف حكم
منح الصيغة التنفيذية أو رفضها وكذا األمر الذي يصدره الرئيس األول لمحكمة االستئناف
470
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
471
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-ابراهيم كومغار – المرافق العامة الكبرى على نهج التحديث – الطبعة األولى – مطبعة
-أحم د المليجي – الموس وعة الش املة في التنفي ذ – المرك ز الق ومي لإلص دارات القانوني ة
-أحمد المليجي – قواعد التحكيم في القانون الكويتي – مؤسسة دار الكتب الطبعة األولى
. 1996
-أحم د بوعش يق – المراف ق العام ة الك برى على ض وء التح والت المعاص رة – الطبع ة
-أحمد رشا محمود سالم – عقود إنشاء وإ دارة وتحويل الملكية – دار النهضة العربية،
القاهرة . 2004
-أحمد سالمة – القانون الدولي الخاص اإلماراتي – مطبوعات جامعة اإلمارات العربية
-أحمد عبد الكريم سالمة – قانون العقد الدولي – دار النهضة العربية القاهرة . 2001
-أحمد محمد حشيش – القوة التنفيذية لحكم التحكيم دار الفكر الجامعي . 2001
-أحمد هندي – تنفيذ أحكام المحكمين – دار الفكر العربي القاهرة مصر . 2004
472
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-أسعد فاضل منديل – أحكام عقد التحكيم وإ جراءاته دراسة مقارنة – منشأة المعارف،
-أشرف عبد الحليم الرفاعي – اتفاق التحكيم والمشكالت العملية والقانونية في العالقات
الخاصة الدولية دارسة فقهية قضائية مقارنة – دار الفكر الجامعي ،االسكندرية . 2006
-اكثم الخ ولي – االتجاه ات العام ة في ق انون التحكيم الجدي د – بحث مق دم إلى م ؤتمر
-بنس الم أديج ال – الوس اطة كوس يلة من الوس ائل البديل ة لفض المنازع ات -الطبع ة
-ثروت ب دوي – النظرية العام ة للعق ود اإلداري ة – دار النهض ة العربية ،الق اهرة مصــر
. 1994
-جابر جاد نصار – العقود اإلدارية -الطبعة الثانية دار النهضة العربية ،القاهرة مصر
. 2005
-حفيظ ة الس يد الح داد – الطعن ب البطالن على أحك ام التحكيم الص ادرة في المنازع ات
الخاصة الدولية – دار الفكر العربي – االسكندرية بدون سنة نشر .
473
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-حفيظ ة الس يد الح داد – العق ود المبرم ة بين ال دول واألش خاص األجنبي ة تحدي د ماهيته ا
والنظام القانوني الحاكم لها – منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت لبنان . 2003
-حفيظ ة الس يد الح داد – االتف اق على التحكيم في عق ود الدول ة ذات الطبيع ة اإلداري ة
-رفيق يونس المصري – مناقصات العقود اإلدارية – عقود التوريد ومقاوالت األشغال
-رم زي س يف – قواع د تنفي ذ األحك ام والمح ررات الموثق ة – الطبع ة 9دار النهض ة
-زكي محم د النج ار – الوس ائل غ ير القض ائية لحس م المنازع ات اإلداري ة دار النهض ة
-سحر عبد الستار إمام يوسف – المركز القانوني للمحكم دراسة مقارنة – دار النهضة
-سعاد الشرقاوي – العقود اإلدارية – دار النهضة العربية ،القاهرة مصر . 1995
-س عيد مب ارك – أحك ام ق انون التنفي ذ – مطبع ة التعليم الع الي – جامع ة بغ داد الموص ول
العراق . 1989
-سليمان محمد الطم اوي – األسس العامة للعقود اإلدارية -الطبعة الخامسة دار الفكر
474
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-س ليمان محم د الطم اوي – الوج يز في الق انون اإلداري– دار الفك ر الع ربي ،الق اهرة
.1988
-طالب حسن موسى – الموجز في قانون التجارة الدولية – دار الثقافة للنشر والتوزيع،
عمان . 1997
-ع اطف س عدي محم د علي – عق د التوري د بين النظري ة والتط بيق -دار الحري ري
-عب د الحليم مص طفى عب د الرحم ان – مش كلة الحص انة القض ائية والحص انة ض د التنفي ذ
-عب د الحمي د األح دب – موس وعة التحكيم ال دولي – الج زء الث اني دار المع ارف لبن ان
.1996
-عبد الرزاق السنهوري – النظرية العامة لاللتزامات ،الجزء األول نظرية العقد – دار
-عب د ال رزاق الس نهوري – الوس يط في ش رح الق انون الم دني الجدي د ،نظري ة االل تزام
-عب د العزي ز عب د المنعم خليف ة – األس س العام ة في العق ود اإلداري ة – الطبع ة األولى –
-عب د العزي ز عب د المنعم خليف ة – األس س العام ة في العق ود اإلداري ة – الطبع ة األولى
475
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-عب د الغ ني بس يوني عب د اهلل – النظري ة العام ة في الق انون اإلداري -دراس ة مقارن ة
ألسـ ــس ومبادئ القانون اإلداري وتطبيقاتها في مصر – منشأة المعارف . 2003
-عبد القادر باينة – أشكال النشاط اإلداري – مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط . 2006
-عب د اهلل ح داد – ص فقات األش غال العمومي ة ودوره ا في التنمي ة – الطبع ة الثاني ة
-عب د اهلل حنفي – العق ود اإلداري ة ،ماهي ة العق د اإلداري وأحك ام إبرام ه – دار النهض ة
-ع زمي عب د الفت اح – نظ ام قاض ي التنفي ذ المص ري والمق ارن – دار النهض ة العربي ة
القاهرة . 1978
-عالء أباري ان – الوسائل البديلة لحل المنازع ات التجارية -الطبعة األولى ،منشورات
-علي وة مص طفى فتح الب اب – نظ ام عق ود اإلدارة – الكت اب األول مكتب ة عب د الخ الق
-فتحي والي – الوسيط في قانون القضاء المدني – دار النهضة العربية القاهرة . 1987
-ماجد راغب الحلو – العقود اإلدارية – الطبعة األولى دار الجامعة الجديدة ،االسكندرية
مصر . 2009
-م ال اهلل جعف ر عب د المال ك الحم ادي – ض مانات العق د اإلداري -الطبع ة الثاني ة دار
476
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-م اهر محم د حام د – النظ ام الق انوني لعق ود االنش اء والتش غيل وإ ع ادة المش روع – دار
-محم د عب د المجي د اس ماعيل – عق ود األش غال الدولي ة والتحكيم فيه ا منش ورات الحل بي
-محمد فتوح محمد عثمان – أصول القانون اإلداري إلم ارة دبي – دار الكتب القانونية،
دبي . 2002
-محم د كام ل عب ده – الرقاب ة على أعم ال اإلدارة -دراس ة مقارن ة في النظم القانوني ة
المعاص رة والنظ ام الق انوني في دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة – كلي ة ش رطة دبي
. 1999
-محم د ك رامي – الق انون اإلداري التنظيم اإلداري ،النش اط اإلداري – الطبع ة األولى،
-محم د نجيب عوض ين المغ ربي – نظري ة العق د في الفق ه اإلس المي – دار النهض ة
-محمد نور شحاتة – النشأة االتفاقية للسلطات القضائية للمحكمين – دار النهضة العربية
. 1993
477
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-محمود السيد عمر التحيوي – الصلح والتحكيم في المواد المدنية والتجارية – دار الفكر
الجامعي . 2003
-محم ود الس يد عم ر التحي وي – أن واع التحكيم وتمي يزه عن الوكال ة والص لح والخ برة –
-محم ود ع اطف البن ا – العق ود اإلداري ة – الطبع ة األولى دار الفك ر الع ربي ،الق اهرة
مصر . 2007
-محمود هاش م – النظرية العام ة للتحكيم في المواد المدني ة والتجاري ة – الجزء األول –
-مص طفى محم ود عفيفي – الوس يط في مب ادئ الق انون اإلداري – دار الفك ر
-مفتاح خليفة وحمد محمد التلماني – العقود اإلدارية وأحكام إبرامها – دار المطبوعات
-مليكة الصروخ – الصفقات العمومية – الطبعة األولى – المطبعة الجديدة الدار البيضاء
. 2009
-من ير عب د المجي د – التنظيم الق انوني للتحكيم التج اري ال دولي وال داخلي – دار النهض ة
-موالي ادريس الحلبي الكتاني – العقود اإلدارية – مكتبة دار السالم ،الرباط . 2000
-ناريمان عبد القادر – اتفاق التحكيم – دار النهضة العربية القاهرة مصر . 1996
478
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-نبي ل اس ماعيل عم ر – إج راءات التنفي ذ في الم واد المدني ة والتجاري ة – مؤسس ة الثقاف ة
-ن واف كنع ان – الق انون اإلداري – الكت اب الث اني – دار الثقاف ة للنش ر والتوزي ع ،عم ان
. 2009
-نواف كنعان – مبادئ القانون اإلداري وتطبيقاته في دولة اإلمارات العربية المتحدة –
-هشام خالد – تنفيذ األحكام القضائية والتحكيمية األجنبية – منشأة المعارف االسكندرية
مصر . 2009
-عب د الحمي د األح دب – موس وعة التحكيم – التحكيم ال دولي – الج زء الث اني دار الفك ر
-أحمد أبو الوفا – التحكيم االختياري واالجباري – منشأة المعارف االسكندرية . 2001
-أحمد السيد صاوي – التحكيم طبقا لقانون رقم 27لسنة ،1994وأنظمة التحكيم الدولية
-أحمد السيد صاوي – التحكيم طبقا للقانون رقم 27لسنة 1994وأنظمة التحكيم الدولي ة
-أحم د حس ن الغن دور – التحكيم في العق ود الدولي ة لالنش اءات – دار النهض ة العربي ة
479
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-أحم د عب د الك ريم س المة – التحكيم التج اري ال دولي ال داخلي – دار النهض ة العربي ة
القاهرة . 2004
-أحم د محم د عب د الب ديع ش تا – ش رح ق انون التحكيم – دار النهض ة العربي ة الق اهرة
. 2005
-أحم د مخل وف – اتف اق التحكيم كأس لوب لتس وية منازع ات عق ود التج ارة الدولي ة – دار
-أس عد فاض ل من ديل – أحك ام عق د التحكيم واجراءات ه – دراس ة مقارن ة دار نيب ور
-اس ماعيل األس طل – التحكيم في الش ريعة اإلس المية – مكتب ة النهض ة العربي ة ب دون
تاريخ.
-الس يد المراك بي – التحكيم في دول مجلس التع اون ل دول الخليج العربي ة دار النهض ة
-الس يد المرك بي – التحكيم في دول مجلس التع اون ل دول الخليج العربي ة دار النهض ة
-بشار جميل عبد الهادي – التحكيم في منازعات العقود اإلدارية دراسة تحليلية مقارنة
480
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-بق الي محم د – المفي د في التحكيم وف ق الق انون المغ ربي – المرك ز ال دولي للوس اطة
-جابر جاد نصار – التحكيم في العقود اإلدارية – دراسة مقارنة – دار النهضة العربية
. 1974
-ج ورجي ش فيق س اري – التحكيم وم دى ج واز اللج وء إلي ه لفض المنازع ات في مج ال
-حس ن محم د هن د – التحكيم في المنازع ات اإلداري ة – دار الكتب القانوني ة الق اهرة
. 1989
-خالد فالح عواد العنزي – التحكيم في العقود اإلدارية في الكويت الطبعة األولى – دار
-ش ريف يوس ف خ اطر – التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة وض وابطه دار النهض ة
-ش عبان رأفت عب د اللطي ف – قض اء التحكيم في دول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة 1992
-ش مس مرغ ني علي – التحكيم في منازع ات المش روع الع ام – ع الم الكتب الق اهرة
. 1973
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة – التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الداخلية والدولية
481
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-عبد الكريم سالمة – التحكيم في المعامالت المالية الداخلية والدولية المدنية والتجاري ـــة
واإلداري ة والجمركي ة والض ريبية – دراس ة مقارن ة الطبع ة األولى دار النهض ة العربي ة
القاهرة . 2006
-عزيزة الشريف – التحكيم اإلداري في القانون المصري – دار النهضة العربية القاهرة
مصر . 1993
-عصمت عبد اهلل الشيخ – التحكيم في العقود اإلدارية – ذات الطابع ال دولي دار النهض ة
-عالء محيي الدين مصطفى أبو أحمد – التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الدولية –
-عالء محيي الدين مصطفى أبو أحمد – التحكيم في منازعات العقود اإلدارية الدولية في
ضوء القوانين الوضعية والمعاهدات الدولية وأحكام محاكم التحكيم – دراسة مقارنة – دار
-علي بركات – الطعن في أحكام التحكيم – دار النهضة العربية القاهرة . 2003
-عي د محم د القص اص – حكم التحكيم – دراس ة تحليلي ة في ق انون التحكيم المصـ ـ ـ ـ ـ ـــري
-فوزي سامي محمد – التحكيم التجاري الدولي – جامعة بغداد العراق . 1992
-محم د عب د الفت اح ت رك – التحكيم البح ري – دار الجامعة الجدي دة للنش ر الطبع ة األولى
. 2006
482
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-محم د مخت ار أحم د برب ري – التحكيم التج اري ال دولي – الطبع ة الثالث ة – دار النهض ة
-مح يي ال دين اس ماعيل علم ال دين – أحك ام مرك ز الق اهرة االقليمي للتحكيم التج اري
-نايريم ان عب د الق ادر – اتف اق التحكيم – الطبع ة األولى دار النهض ة العربي ة الق اهرة
.1996
-نبي ل اس ماعيل عم ر – التحكيم في الم واد المدني ة والتجاري ة الوطني ة والدولي ة – دار
القاهرة . 2004
-وائل عز الدين يوسف – التحكيم في العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي دراسة مقارنة
-وليد محمد عباس – التحكيم في المنازعات اإلدارية ذات الطبيعة التعاقدية دار الجامعة
-محس ن ش فيق – التحكيم التج اري ال دولي – دراس ة في ق انون التج ارة الدولي ة جامع ة
483
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
484
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
أ – األطروحات :
-أحم د مليجي – تحدي د نط اق الوالي ة القض ائية واالختص اص القض ائي – أطروح ة لني ل
الدكتوراه في القانون العام – جامعة عين شمس كلية الحقوق القاهرة . 1979
-خالد أحمد حسن – بطالن حكم التحكيم – دراسة مقارنة – أطروحة لنيل الدكتوراه في
-راشد علي المرزوقي – التحكيم البحري ودوره في تسوية المنازعات دراسة تحليلية –
أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام جامعة عبد المالك السعدي – كلية الحقوق طنجة
. 2012-2011
-ع اطف راش د الفقي – التحكيم في المنازع ات البحري ة – أطروح ة لني ل ال دكتوراه كلي ة
-عب د الحمي د محم د الحمي د راش د الحوس ني – اج راءات التقاض ي في ال دعوى اإلداري ة
بدول ة اإلم ارات العربي ة المتح دة – أطروح ة لني ل ال دكتوراه في الق انون الع ام جامع ة عب د
-عب د ال رقيب علي عب د اهلل ص غير – التحكيم في الخص ومة اإلداري ة دراس ة مقارن ة –
أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق جامعة عدن كلية الحقوق اليمن .2006
485
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-عبد اهلل محمد العبيدلي – اجراءات وصعوبات ابرام وتنفيذ الص فقات العمومية في دولة
اإلم ارات العربي ة المتح دة – أطروح ة لني ل ال دكتوراه في الق انون الع ام جامع ة محم د
-علي بن ناصر بن علي الشيباني – المفهوم القانوني للعقود اإلدارية في سلطنة عمـ ـ ـ ـــان
وإ ش كالية حمايته ا القانوني ة – دراسة مقارن ة – أطروحة لنيل ال دكتوراه في الق انون الع ام،
-علي رمض ان برك ات – خص ومة التحكيم في الق انون المص ري والمق ارن – أطروح ة
-علي س الم اب راهيم – الرقاب ة القض ائية على التحكيم – أطروح ة لني ل ال دكتوراه في
-ماجد محمد فهاد تربان – إشكالية التحكيم في العقود اإلدارية دراسة مقارنة – أطروحة
لنيل الدكتوراه في القانون العام – جامعة عبد المالك السعدي كلية الحقوق طنجة -2011
. 2012
-نادي ة بنيوس ف – التحكيم في العق ود اإلداري ة بين التأيي د واالع تراض – أطروح ة لني ل
-ناص ر عب د اهلل بن عيس ى الن اعبي – التحكيم في العق ود اإلداري ة وض وابطه في س لطنة
عمان – أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام جامعة عبد المالك السعدي كلية الحقوق
طنجة . 2012-2011
486
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-ناصر غ نيم الزيد – رقابة القض اء على أعمال اإلدارة دراسة مقارنة – أطروحة لنيل
-هالل حمد هالل السعدي – التحكيم ودوره في تسوية المنازعات اإلدارية دراسة مقارن ة
في الفقه والقضاء – أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية
-ولي د ف اروق جمع ة – حماي ة المق اول من الب اطن في إط ار عق ود األش غال العام ة –
أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة عين شمس كلية الحقوق .2000
ب – الرسائل :
-أسماء عبيد – التحكيم في التشريع المغربي – رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة
– جامع ة محم د الخ امس كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة س ال -2008
. 2009
-رحال البوعناني – التحكيم االختياري في القانون المغربي الداخلي – رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العلي ا المعمقة في الق انون الخ اص – جامعة محمد الخ امس كلية الحقوق أك دال
487
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-عب د اهلل حم د عم ران الشامس ي – التحكيم في المنازع ات اإلداري ة في دول ة اإلم ارات
العربي ة المتح دة – رس الة لني ل دبل وم الماجس تير في الق انون الع ام جامع ة الق اهرة كلي ة
الحقوق .2007
488
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المقاالت :
-ابراهيم علي حسن – تأمالت في اختصاص التحكيم بمنازعات عقود الدولة مجلة هيئة
-جم ال حس ن النج ار – التحكيم وفق ا لق انون االج راءات المدني ة لدول ة اإلم ارات العربي ة
-جورج حزبون – النظام القانوني للتحكيم األجنبي في القانون الداخلي – مجلة الحقوق
-ريتش ارد ج ويت – م ؤتمر فض نزاع ات الش حن البح ري – مجل ة دبي للتحكيم الدولـ ـــي
العدد . 1
-ش عبي الم ذكوري – االتف اق على الحكيم في ق انون المس طرة المدني ة مجل ة المح اكم
-مجدي عبد الحميد شعيب – التحكيم في العقود اإلدارية – المجلة القانونية االقتص ادية –
-محم د النج اري – منازع ات العق د اإلداري في إط ار القض اء الش امل – مجل ة القص ر
489
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-محمد طلعت الغنيمي – التحكيم في اتفاقيات البترول – مجلة الحقوق للبحوث القانونيـ ـــة
واالقتصادية العدد األول والثاني السنة 10كلية الحقوق جامعة االسكندرية . 1971
-محمد كمال منير – مدى جواز االتفاق على االلتجاء إلى التحكيم االختياري في العقود
-محمد محج وبي – دور التحكيم في تسوية منازع ات العقود اإلداري ة الداخلية في ضوء
الق انون المغ ربي والمق ارن – المجل ة المغربي ة لإلدارة المحلي ة والتنمي ة الع دد 86م اي –
يونيو . 2009
-محمود هاشم – استنفاذ والية المحكمين في قانون المرافعات – مجلة العلوم القانون ـ ـ ـــية
-ه اني ص الح س ري ال دين – التحكيم في العق ود اإلداري ة بين الحظ ر واإلج ازة بحث
منش ور في سلسلة إص دارات المرك ز اليم ني للتوفي ق والتحكيم الع دد 1بعن وان التحكيم في
-دستور دولة اإلمارات العربية المتحدة لسنة 1971كما وقع تعديله وتتميمه.
-القانون رقم 11لسنة 1992بشأن المرافعات المدنية لدولة اإلمارات العربية المتحدة .
-القانون االتحادي رقم 11لسنة 1992بشأن اإلجراءات المدنية لدولة اإلم ارات العربي ة
-القانون رقم 6لسنة 1997بشأن عقود الدوائر الحكومية في إمارة دبي .
490
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
-القانون رقم 21لسنة 2006بشأن العقود واتفاقيات اإلنشاء في مجال المقاوالت المدنية
-دلي ل المش تريات والمزاي دات والمناقص ات الص ادر بم وجب أحك ام الق انون رقم 6لس نة
2008في شأن المشتريات والمناقصات والمزايدات والمستودعات إلمارة أبو ظبي بدولة
-الق انون رقم 2لس نة 1975بش أن إنش اء غرف ة تج ارة وص ناعة دبي بدول ة اإلم ارات
-القانون رقم 1لسنة 1980بشأن إنشاء غرفة تجارة وصناعة الشارقة لدولة اإلمارات
-ق انون التحكيم لس لطنة عم ان في المنازع ات المدني ة والتجاري ة الص ادر بالمرس وم
-القانون االتحادي رقم 8لسنة 1980بشأن تنظيم عالقات العمل بدولة اإلمارات العربية
المتحدة .
491
دراسة مقارنة:التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة
بشأن التحكيم القضائي في المواد المدنية والتجارية لدولة1995 لسنة11 القانون رقم-
. الكويت
المتعل ق بالص فقات العمومي ة2013 م ارس20 ص ادر في2-12-349 مرس وم رقم-
يقض ي بنس خ وتع ويض الب اب الث امن بالقس م الخ امس من ق انون08-05 ق انون رقم-
:الفرنسية
. Mez Ghani – Souverainete de l’état et participation a l’arbitrage
Revue Arbitrage 1995 .
. P. Delvolve – de nouveaux contacts publics les contrats globaux
Revue Francaise de droit administratif 1979 .
1990 .
Bert rand Morean et Thierr Bernard – Droit interne et droit
international de l’arbitrage , 2ème Edition Delmas Paris 1985 .
Collavet (F) l’arbitrage dans le process les personnes publiques .D.P
1906.
David René – l’arbitrage dans le commerce international Paris
Economica 1982 .
E. Loquin – Perspectives pour une reforme des voies de recours
Revue arbitrage 1992 .
Edouerd Chamy – l’arbitrage commercial international dans les pays
arabes – Paris 1 1985.
492
دراسة مقارنة:التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة
493
دراسة مقارنة:التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة
:اإلنجليزية
Albert Derby – the concept of law – comparative – study New-york
D.C Heath and company 1997 .
Catherine Tay swee kian – resolving by arbitration Ridge books
Singapore University 2001.
Delaume (G.R ) Transnational contacts appliccable law and
settlement of disputes – New york 1995 .
E. Gaillard –Arbitrage commercial international Sentence Arbitrale,
procedure J.C.I Dr –inter n° . 1988.
Giorgio Sacredotti – State contracts and international law A
reappraisel I Y B I L 1987 .
H. Hltzman et J.E Neuhaus a guide to the Unctral Mdel law on
international commercial arbitration legislative history and
commentray Kluwer 1989.
MC Nair , the general principales of law recognized by civilized
nations Y.B.I 1957 .
Michael Bashan – Administrative law an analysis of modern theories
New-york Holt Rinchart and winston I.N.C 2003 .
Seidl . Hohenveldern : the theory of quasi international and partly
international agreements – Rew Belge de inter 1975 .
494
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الفـهــرس
496
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
497
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
498
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
499
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الفقرة الرابعة :موقف الفقه والقضاء والتشريع من التحكيم في العقود اإلدارية باإلمارات. .
228
المبحث األول :التحكيم اإلداري بين االتجاه المؤيد والمعارض وموقف األنظمة المقارنة. .
254
الفرع األول :التحكيم بين االتجاه المؤيد والمعارض في منازعات العقود اإلدارية الوطنية
256
الفقرة األولى :أسباب وأسانيد االتجاه المؤيد للتحكيم في منازعات العقود اإلدارية الوطنية .
257
الفق رة الثاني ة :أس باب وأس انيد االتج اه المع ارض للتحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة
الوطنية 259.................................................................................
الفرع الثاني :التحكيم بين االتجاه المؤيد والمعارض في منازعات العقود اإلدارية الدولية..
266
500
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
المطلب الثاني :موقف األنظمة المقارنة من التحكيم في منازعات العقود اإلدارية 277........
الفقرة الثانية :االستثناءات التشريعية على مبدأ حظر التحكيم في العقود اإلدارية283..........
الفصل الثاني :حكم التحكيم اإلداري وطرق الطعن عليه وتنفيذه 338.........................
501
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الفرع الثاني :موقف التشريعات المقارنة من أسباب الطعن بالبطالن على حكم التحكيم....
368
502
التحكيم في العقود االدارية في دولة االمارات العربية المتحدة :دراسة مقارنة
الفرع الثاني :النظام القانوني لتنفيذ أحكام التحكيم اإلداري الوطنية واألجنبية388..............
503