Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
قاد التطور الكبير الذي عرفته التجارة الدولية وحاجة الدول العربية ومنها مصر والعراق الى االستثمار,
الى إن يعمل المشرع فيها الى استحداثه لآلليات بديلة عن القضاء وبالتالي كان لزما عليه تطوير المنظومة
التش ريعية و مواكبة تط ور الق وانين المقارن ة ،وك ذا التوافق الت ام و التناسق مع االتفاقي ات الدولية و المعاه دات
التي انظم إليها العراق ,االمر الذي جعل مفهوم السيادة والحصانة التي تتمتع بها الدول يتغير شيئا فشيئا،
فبعد أن كانت الدول ال تقبل بغير قضائها الوطني في حسم المنازعات سيما االدارية منها ،أصبحت تتن ازل عن
هذه السيادة وتقبل بإحالة منازعاتها إلى غير قضائها الوطني ،تلبية لرغبة هذه الشركات التي كانت ترفض
اللجوء إلى قضاء الدول التي تستثمر فيها ألنها ترى في القضاء الوطني لم تكن تثق في القضاء الوطني للدول
التي تستثمر فيها ،حيث كانت تضمن العقود التي تبرمها في الدول التي تستثمر بندا يضمن اللجوء الى الوسائل
البديلة عن القضاء .
وتطرح الوسائل البديلة في منازعات العقود االدارية إشكاالت متعددة ترتبط أساسا بإمكانية اعتماد هذا
الطريق الب ديل في حل النزاع ات ذات الطبيعة اإلدارية نظ را لخصوص ية ه ذه النزاع ات و اختالفها عن
النزاع ات في القض اء الع ادي إذ أن العالق ات القانونية فيما بين الس لطات العامة بعض ها ببعض .و ك ذلك بين
األفراد هي عالقات ذات أطراف متساوية ،و لكن األمر مختلف بالنسبة للعالقة بين الفرد و الدولة ،إذ ال تكون
بين طرفين متساويين بل تكون الدولة فيها على قدر أعلى من الفرد ،و ذلك بموجب السلطة العامة التي منحت
له ،األمر الذي جعل المشرع العراقي يتبنى الوسائل البديلة عبر مراحل متعددة وبتأني .
وأهمية ه ذا الموض وع ال تقتصر على ما اراد المش رع الع راقي تحقيقه من نت ائج ب ل ان امت داده يتطلب
تغي يرات في المنظوم ة التش ريعية تكفل ط ابع المرونة ال تي تس مح بس رعة الفصل في ال نزاع االداري من جه ة
باإلضافة الى احترام سيادة الدولة وتحقيق المصلحة العامة .كما تكمن أهمية الوسائل البديلة في حل المنازعات
في ج وانب متع ددة منه ا ان ه تعب ير عن ني ة األط راف المتنازع ة في تف ادي لإلج راءات المعق دة واختص ارا
للخص ومة ال تي من الممكن ان تتع رض الش ركات االجنبي ة له ا في حال ة اللج وء الى القض اء الوط ني فمن
المتعارف عليه ان اللجوء الى الوسائل البديلة هو مسلك ودي
1
و رغم ما قيل عن تنازل الدول عن جزء من سيادتها لصالح قبولها للوسائل البديلة كالتحكيم والتوفيق
والوس اطة ،فهن اك بعض العق ود ال تي الزال كث ير من ال دول ي رى فيه ا ج زء ال يتج زء من س يادتها ال تي ال
يمكن التنازل عنها ،وإ ن حدث ثم التنازل فيعتبر ذلك استثناء من القاعدة ،ونجد هذا اإلشكال أكثر ما يثار في
الدول التي أخذت بنموذج ازدواجية القضاء وعلى ٍرأسها فرنسا ومصر وبطبيعة الحال المشرع العراقي فرغم
حداثة التجربة في العراق واقليم كوردستان في مجال القضاء اإلداري ،والعقود التي أثارت هذا الجدل الفقهي
والقضائي هي العقود اإلدارية بصفة عامة ،والعقود اإلدارية الدولية بصفة خاصة.
وهذا البحث من المؤمل ان يجيب على التساؤالت التالية:
ما مدى مشروعية اللجوء الى الوسائل البديلة في منازعات العقود االدارية في العراق واقليم كوردستان؟
ما هي الوسائل البديلة للمنازعات التي من الممكن ان تخضع لها منازعات العقود االدارية في العراق
ما اهمية خضوع منازعات العقود اإلدارية الى الوسائل البديلة ؟
ماهي اآلثار المترتبة على خضوع منازعات العقود اإلدارية الى الوسائل البديلة ؟
و س وف نع الج ه ذه الدراس ة في ثالث ة مب احث ،المبحث األول س نبحث في ه التعري ف بالوس ائل البديل ة لتس وية
منازعاته أما المبحث الثاني فسنلقى فيه الضوء على الوسائل البديلة لحل منازعات العقود االدارية في العراق
اما المبحث الثالث واالخير فسنكرسه للبحث في اآلثار المترتبة على اللجوء الى الوسائل البديلة في منازعات
العقود االدارية.
المبحث األول
التعريف بالوسائل البديلة لحل منازعات العقود االدارية+
اذا كان القضاء هو الطريق الرئيس لحل وتسوية ما يثور من منازعات تتعلق بالعقود االدارية ،فانه ال
يعد اليوم الوسيلة الوحيدة في ذلك إذ توجد هناك وسائل أخرى يتم اللجوء إليها لحل المنازعات يطلق عليها
الوسائل البديلة لحل المنازعات كما تعرف أيضاً بالطرق الودية لحل المنازعات و يقصد بها تلك الوسائل التي
تستعين به ا أطراف العقد عند بداية نشوء النزاع من أج ل حس م الخالف الناشئ فيم ا بينهم بصورة مختصرة
()1
وسريعة تجنباً لتعقد المشاكل وازديادها فيما لو تم اللجوء إلى الوسائل األخرى .
ظهرت الوسائل البديلة لتسوية المنازعات في العصر الحديث في الواليات المتحدة في السبعينات من الق رن
العشرين ,مدفوعة بالرغبة في خفض التكلفة والتأخر ,وكذلك لكسر او لتجنب الصفة العدائية لعملية التقاضي
حيث يبق وم التنظيم القض ائي الح ديث على مجموع ة من المب ادئ أهمه ا أن الدول ة هي الح ائزة و المحتك رة ()2
.
للعدالة و التي هي صفة أساسية للسيادة و تصدر األحكام بإسم الشعب ،وهذا ما ذهبت إليه معظم دساتير
محمد سليم محمد امين ،عقد األشغال العامة الداخلي والدولي ،رسالة ماجستير مقدمة إلى مجلس كلية القانون -جامعة )(1
2
العالم بتكريسها هذا الحق الحصري له ا في حسم النزاعات ،رغم إختالف مفهوم العدالة من بلد إلى أخر
تبعا لوظيفة القاضي الذي تتغير نسبيا .
لذا ظهرت الوسائل البديلة لحل النزاعات و أعدت مكانها عن طريق مواجهة مع القضاء التقليدي و الذي
ينظر إليه على كثرة التشكيالت و الصعوبات بانه بطيئا للغاية .و أمام هذا الواقع تعالت األصوات بضرورة
التفكير في وسائل بديلة للقضاء اإلحترافي الذى تتواله الدولة وذلك بهدف اإلبتعاد على تراكم القضايا وتعدد
درجات التقاضي وطرق الطعن و إستمرار مشاكل تنفيذ األحكام القضائية .
فظه رت ه ذه الوس ائل بأس ماء مختلف ة ولكن التس مية األك ثر إس تعماال وش يوعا في اللغ ة اإلنجليزي ة و
المختص رة ب A.D.R :ال تى ت دل Resolution Alternative Disputeأم ا اللغ ة الفرنس ية بإختص ار
M.A.R.Cالتى تدل :Solution de recharge au regelement litigesرغم اإلختالف في مصطحات
التى أطلقها الفقه على هذه الطرق إال أنها تدور حول فكرة واحدة وهي البديل أو الخيار عن النظام القضائي
الكالسكي وذلك كسبا للوقت وإ رتباط نجاح هذه الوسائل تتوقف على رغبة أطراف العالقة في الوصول إلى
حل لإلنهاء النزاع القائم .
فالمشرعين العراقي والمصري على غرار التشريعات المقارنة تبنيا هذه الطرق حرصا منها على تفعيل
إجراءات القانونية تضبط مسار الدعوى تماشيا و التطورات السريعة التى يشهدها المجتمع في شتى مجاالت
الحياة السياسية ،اإلجتماعية و االقتصادية ،إستحدثها المشرع بهدف إضافة أنظمة إجرائية مواكبا بذلك تطور
القوانين المقارنة و التوافق و التناسق مع اإلتفاقيات الدولية و المعاهدات وخاصة أن مقومات هذا القانون في
مجال الطرق البديلة لحل النزاعات القضائية جاءت مسايرة التوجه العالمى الحديث و أيضا مالمح التطوير
في إس تخدام الوس ائل البديل ة لح ل النزاع ات و ال تي أض حت من بين أب رز إهتمام ات الجه ات الرس مية ذات
العالقة بقطاع العدالة .
ويذهب البعض الى ان الوسائل البديلة لحل المنازعات كانت وليدة التفاعل بين النظام القضائي الذي كان
قائما عند الغزو النورماندي في العصور الوسطى ( ,)3ففي ذلك الوقت كان النظام القانوني االنكليزي قائما على
اساس قيام المحاكم اإلقطاعية والمحلية بتسوية المنازعات .ومع هذا كانت االجراءات القانونية والقضائية تأخذ
الكثير من الوقت ,وتكلف الكثير سواء اقتصاديا او اجتماعيا .ففي ذلك الوقت اقام الغزاة النورمانديين المحكمة
Royalكآلي ة جدي دة لتس وية المنازع ات ,وكب ديل للنظ ام القض ائي التقلي دي ,وق د اس تمر الملكي ة Court
النظ امين معم وال بهم ا ,ين افس ك ل منهم ا اآلخ ر .وبم رور ال وقت ب دأت الب دائل غ ير القض ائية في اجت ذاب
المتقاض ين ,وح ازت على ثق ة االف راد خاص ة بع د توف ير إج راءات قض ائية مبس طة وس ريعة ,خاص ة بالنس بة
للمنازعات على ملكية االرض خالل القرن الثالث عشر.
)( 3د .رضا عبد السالم ابراهيم ,القضاء من اجل التنمية ,بحث مقدم الى المؤتمر السنوي الثامن لكلية الحقوق –جامعة
المنصورة ,بعنوان النظام القضائي والمتغيرات المحلية واالقليمية والعالمية,2004 ,ص 54
3
ويمكن تعريف الوسائل البديلة لحل المنازعات بانها مجموعة من الوسائل أو اآلليات التي يلجأ إليها أطراف
()4
النزاع عند نشوء خالف بينهم بغية التوصل لحل ذلك النزاع أو تسويته ،دون رفع دعوى أمام المحاكم.
ويعرف البعض هذه الوسائل بأنها "مجموعة غير محددة من اإلجراءات لحل النزاعات تتم في أغلب
األحيان بواسطة تدخل شخص ثالث ،يهدف إلى إيجاد حل غير قضائي لهذا النزاع"( .)5في حين يعرفها آخرون
بأنها "الوسائل التي قد يلجأ لها أطراف بينهم اتفاق اً ،أو جبراً عوضا عن القضاء العادي عند نشوء نزاع ،بغية
التوصل لحل ذلك النزاع أكثر سرعة وأقل كلفة "(.)6
وقد انتشر استخدام هذه الوسائل في عدد كبير من الدول فيما بعد ,كما انتشر في العراق شأنه شأن الدول
العربية االخرى ,وقد اتخذ انتشار هذه الوسائل سبيلين :
االول يمكن ان نطل ق علي ه باآللي ات البديل ة لتس وية النزاع ات حيث ك ان يتم اللج وء الى كب ار الس ن ورؤس اء
القبائل والقيادات الدينية ,وتميزت هذه الوسائل بنجاعتها في تسوية الكثير من النزاعات التي ارتأى اطرافها
اللجوء اليها وعدم سلوك السبيل التقليدي لحسم المنازعات عن طريق القضاء مستفيدين مما تحققه هذه الوسائل
من اختص ار للكلف ة واالج راءات والتعقي د وتوافقه ا م ع االع راف والتقالي د ,ح تى خل ق التوس ع فيه ا الي وم في
العراق جوا من المنافسة بين الوسائل التقليدية والوسائل البديلة .
اما الطريق الثاني فيمكن ان نطلق عليه اآلليات القانونية البديلة لتسوية النزاعات ,وهي وسائل اعترف بها
المش رع لتس وية بعض المنازع ات بطري ق ودي للوص ول الى ح ل مقب ول بعي دا عن القض اء ,وفي مق دمتها
التحكيم والتوفيق والوساطة ,وكان الستخدام هذه الوسائل االثر الكبير في توسيع االستثمار وجلب الشركات
()7
للتعاقد مع الدول ورفع مستويات التنمية فيها.
المبحث الثاني
الوسائل البديلة لحل منازعات العقود االدارية
() Christopher E. Miller, A Glossary Of Terms And Concepts In Peace And Conflict Studies,
4
Editor: Mary E. King, Second Edition, University For Peace Africa Program me, 2005, p 15.
)(5د .آزاد شكور صالح ،الوسائل البديلة لتسوية المنازعات وعالقتها بالقضاء ( تقييم عمل القضاء في إقليم كوردستان نموذجاً)،
بحث منش ور في مجل ة رس الة القض اء ،مجل ة قانوني ة فص لية يص درها مجلس قض اء إقليم كوردس تان ،ع ،1الس نة ،2013ص
.50
)( 6د .سامي الطوخي ،الوسائل البديلة لفض المنازعات وأبعاد أزمة العدالة ،بحث منشور في مؤتمر كويت للتحكيم التجاري
الدولي في 6 - 4ديسمبر 2012الكويت ،ص .2
)( 7من الجدير بالذكر ان جدوى الوسائل البديلة لتسوية المنازعات اصبحت محل نظر اليوم بسبب انها عندما تأخذ الصفة
الرسمية ,وتنظمها اجراءات وشكليات ,مثلما هو الحال في القضاء الرسمي ,قد تفقد ميزتها التي انشأت من اجلها ,ففي بعض
االحيان تكون مكلفة ومضيعة للوقت .للمزيد في هذا الموضوع ينظر :د .رضا عبد السالم ابراهيم ,المرجع السابق ,ص60
4
تختلف دول العالم في األخذ بهذه الطريقة أو تلك من الوسائل البديلة لتسوية النزاع ،واألمر متروك
في النهاي ة لموافق ة المش رع ابت داء و التف اق الط رفين المتن ازعين بع د ذل ك ،فتق دم ان فرنس ا ،تس مح بلج وء
األط راف إلى الوس ائل اآلتيـة :ـ الوس اطة ،التوفي ق ،الص لح ،التحكيم ـ وذل ك كوس ائل بديل ة لح ل منازع ات
العقود اإلدارية ،اما في العراق فتتبع ثالثة وسائل هي التسوية االدارية الودية والتحكيم والتوفيق فقد ورد في
تعليم ات تنفي ذ العقود الحكومي ة رقم ( )1لس نة 2008والص ادرة من وزراه التخطي ط االتحادية ( ،)8وتعليم ات
تنفي ذ العق ود الحكومي ة في إقليم كوردس تان الع راق رقم ( )1لس نة 2011والص ادرة من وزارة التخطي ط في
()9
االقليم مشيراً في كليهما إلى إمكانية اللجوء إلى وسيلة التحكيم والتوفيق كوسائل بديلة عن القضاء .
وتحظى العق ود االداري ة الي وم س يما الدولي ة من ه باهتم ام المش رع ,بس بب م ا ت وفره من اس باب التنمي ة
واش باع الخ دمات العام ة ,ونج ده في اك ثر من مناس بة يش جع على اس تخدام الوس ائل البديل ة لتس وية المنازع ات
فق د حث أمر س لطة االئتالف المؤقت ة (المنحل ة) رقم ( )87لسنة 2004الصادر بش أن العقود الحكومي ة ،اهتم
بالتس وية البديل ة للمنازع ات وحث على اس تعمال مب ادئ التس وية البديل ة عن د تس وية منازع ات العق ود الحكومي ة
وإ لى أقصى حد ممكن شريطة أن يتفق الطرفان على ذلك .
حيث تنص الفقرة (/2ح) المتعلقة بالتسوية البديلة للنزاع في القسم ( )12المخصص لتسوية النزاعات
في أم ر س لطة االئتالف المؤقت ة (المنحل ة) رقم ( )87لس نة 2004على أن ه ( عن د تس وية جمي ع النزاع ات
المماثل ة ,اي س واء اك انت اعتراض ات على المناقص ة او ش كاوي خالل ادارة العق ود العام ة ,تس تعمل مب ادئ
التس وية البديل ة لل نزاع الى اقص ى ح د ممكن ,ش رط ان يتف ق الطرف ان ) ,ولع ل أهم ه ذه الوس ائل في مج ال
منازعات العقود االدارية :التسوية االدارية والتحكيم وهو ما سنبينه فيما يلي:
المطلب االول :التسوية +االدارية كوسيلة بديلة في منازعات العقود االدارية
هذه الطريقة نص عليها نموذج عقد الفيدك في طبعته الرابعة لعام ( )1987وذلك في (م )67/منها،
والمعين من قبل رب العمل ،في حين تم استبدال
ّ عندما أوكل ذلك الدور للمهندس المشرف على تنفيذ األعمال
سلطة المهندس هذه بالسلطة صانعة القرار في (م )20/من ذلك النموذج في طبعته األخيرة لسنة (، )1999
أن مؤدى نص (م )67/من نموذج عقد الفيديك ،الطبعة الرابعة لعام ،1987هو أنه في حالة نشوب منازعة
واء نش أ خالل تنفي ذ األعم ال أم بع د
مرتبط ة بالعق د أو ناش ئة عن ه ،أو مرتبط ة أو ناش ئة عن تنفي ذ األعم ال س ً
إتمامها وسواء قبل أم بعد أي جحود أو إنكار أو أية صورة أخرى إلنهاء العقد بما في ذلك أي نزاع متعلق
برأي أو أمر أو قرار أو شهادة أو تقييم من قبل المهندس فيجب إحالة الموضوع أوالً إلى المهندس ـ من قبل
الطرف المتضرر ـ كتابة مع إرسال صورة من هذا الكتاب إلى الطرف اآلخر ليصدر المهندس قراره بشأنها
خالل مدة ( )84يوماً بشرط أن يستمر المقاول في تنفيذ األعمال الموكلة إليه خالل تلك المدة .على ان يظهر
5
في الكتاب رغبته في بدء التحكيم طبقاً للنصوص الواردة في عقد الفيديك ،حيث تترتب اآلثار الخاصة بالحالة
األخيرة وهي وجوب تسوية النزاع ودي اَ قبل بدء التحكيم بشرط إمكانية بدءه –أي التحكيم -خالل مدة ( )56
يوماً التالية ليوم توجيه األخطار بنية البدء في التحكيم ـ ما لم يتفق على غير ذلك ,حتى لو لم يتم التوصل إلى
ودية.
تسوية ّ
وفي حال ة ع دم توجي ه ص احب العم ل أو المق اول إخط اراً بنيت ه في ب دء التحكيم في الموعـ ـــد المنص وص
علي ه ال ذي ه و ( )70يوم اً التالي ة النته اء م دة ( )84يوم اً التالي ة لع رض ال نزاع على المهن دس يك ون الق رار
ٍ
وعندئذ ال يجوز الطعن فيه أم ام التحكيم الذي سيغلق الصادر من المهن دس ملزم اً لصاحب العم ل والمق اول ,
بوج ه أطراف ه ،دون أن ي ترتب علي ه س قوط اللج وء إلى القض اء الوط ني المختص للمطالب ة بحقوق ه طالم ا لم
تكتمل مدة التقادم.
ٍ
وعندئذ اما في حالة قبول القرار ,فيكون القرار الصادر من المهندس ملزم اً لصاحب العمل والمقاول
ال يجوز الطعن فيه أمام التحكيم ألنه سيغلق بوجه أطرافه من دون أن يترتب عليه سقوط اللجوء إلى القضاء
. ()1
الوطني المختص للمطالبة بحقوقه ما لم تكتمل مدة التقادم
اخذ العراق بنظام مشابه للتسوية االدارية مقابل ذلك نصت المادة ( )69من الشروط العامة لمقاوالت أعمال
الهندس ة المدني ة العراقي ة للع ام 1988على أمكاني ة اللج وء إلى التحكيم لتس وية المنازع ات ال تي تنش أ بين رب
العم ل والمق اول في حال ة ع دم قب ول الق رار ال ذي يتخ ذه المهن دس لفض ال نزاع ونعتق د إن تس وية ال نزاع عن
طريق المهندس في عقود اإلشغال العامة تعد من الوسائل البديلة وأنها طريقة جديدة لتسوية المنازعات بغير
()1
القضاء والتحكيم .
حيث تكون ورد ( :إذا نشأ أي نزاع أو خالف من أي نوع كان بين صاحب العمل والمقاول له عالقة
بالمقاولة أو ناجم عنها أو عن تنفيذ األعمال (سواء كان ذلك أثناء سير األعمال أو بعد إكمالها وسواء كان ذلك
فيحال مثل هذا النزاع أو الخالف إلى المهندس وتجري
قبل ام بعد إنهاء المقاولة أو تركها أو اإلخالل بها) ُ ،
تسويته من قبله وعليه أن يبل غ قراره إلى ص احب العمل والمقاول ،إن مثل هذا القرار بخصوص ك ل قضية
أحيلت به ذه الص ورة يك ون ملزم اً لص احب العم ل والمق اول ،وعلى المق اول أن يعم ل ب ه دونم ا ت أخير ،وعلي ه
االس تمرار بتنفي ذ األعم ال بك ل م ا يل زم من المث ابرة س واء ق ّدم المق اول أو ص احب العم ل إش عاراً بع دم قب ول
()1
يقدم.).
القرار على النحو المذكور فيما بعد أو لم ّ
( )1()1للمزيد ينظر :محم ـ ــد سليــم محم ــد أمي ــن ,عقـ ـ ــد األش ــغال العـ ــامة الداخلي والــدولي ,رسالة ماجستير مقدمة الى كلية القانون
– جامعة السليمانية 2008 ،ص107
6
ومن الجدير بالذكر انه يمكن اللجوء الى المهندس أيا كانت تسمية االمر تظلما مسبقا او تسوية
اداري ة قب ل إحال ة ال نزاع على التحكيم لتس ويته نهائي ا وه و ام ر اختي ار يمكن ان يع د بذات ه وس يلة بديل ة من
. ()5
اللجوء الى القضاء و التحكيم معا
المطلب الثاني :التحكيم كوسيلة بديلة في منازعات العقود االدارية
التحكيم ه و تولي ة الخص مين حاكم ا يحكم بينهم ا ،أو ه و تص يير الغ ير حاكم ا ،فيك ون الحكم فيم ا بين
الخصمين كالقاضي في حق كافة الناس وفي حق غيرها كالمصلح (.)1
وق د ع رفت المحكم ة الدس تورية العلي ا في مص ر التحكيم بأن ه " ع رض ل نزاع معين بين ط رفين على
محكم من األغيار يعين باختيارهما أو بتفويض منهما ،على ضوء شروط يحددانها ليفصل هذا المحكم في ذلك
النزاع بقرار يكون بعيدا عن شبهة المماألة مجرداً من التحامل وقاطعاً لدابر الخصومة في جوانبها ،التي أحال
الطرفان إليه بعد أن يدلي كل منهما بوجهة نظره تفصيالً من خالل ضمانات التقاضي الرئيسية" (.)10
ويمكن تعريف التحكيم بانه اتفاق أطراف النزاع على اختيار بعض األشخاص من غير اطراف النزاع
وعلى ضوء شروط يحددانها مسبقا للفصل في المنازعة بدالً من القضاء المختص على ان يقبال قرارهم في
النزاع باعتباره فاصال للخصومة.
ويمكن تقس يم التحكيم إلى أن واع مختلف ة بحس ب الزاوي ة المنظ ور إليه ا ،فمن حيث األط راف الداخل ة في ه،
ينقس م إلى :تحكيم داخلي وه و التحكيم الناش ئ عن العق ود التجاري ة أو المدني ة أو اإلداري ة الداخلي ة و تحكيم
دولي وهو التحكيم الناشئ عن العقود السابقة إذا ما اتصفت بالصفة الدولية.
اما من حيث اإلجبار واالختيار فيمكن ان ينقسم إلى :تحكيم اختياري وهو التحكيم الذي تلجأ إليه األطراف
المتنازع ة طوع اً وب إرادتهم الح رة ،وه و األص ل في التحكيم و تحكيم إجب اري ويك ون التحكيم ك ذلك ،إذا لم
تكن ألطراف ه حري ة في اللج وء إلي ه ،لوج ود نص ق انوني يج برهم على إتب اع س لوك التحكيم ،ويحص ل ذل ك
()2
عادة في التحكيم الداخلي
( )5()5عدت محكمة التمييز العراقية اللجوء إلى المهندس أمراً اختياريا ،فهي تقول في إحدى قراراتها " ...وحيث أن عدم إحالة
النزاع على المهندس سواء أثناء العمل أو بعد إكماله ال يمنع من اللجوء إلى التحكيم طالما انه قد مضى عليه في عقد المقاولة
."000000ينظر :قرار محكمة التمييز (/1923م 3منقول ،1992/في )17/9/1992أشار إليه القاضي نبيل حياوي ،مبادئ
التحكيم ،ط ،3الناشر المكتبة القانونية ،بغداد ،2004 ،ص.32
( )1()1د .عبد الكريم زيدان ،نظام القضاء في الشريعة اإلسالمية ،ط ، 3مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت ،
لبنان ، 2002 ،ص .247
)(10د .عبدالعزيز عبدالمنعم خليفة ،المصدر السابق ،ص .13
( )2()2ينظر :د 0محمد حسين منصور ،العقود الدولية ،ط بال ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،بال سنة طبع ،ص
. 478
7
ومن حيث المص در المتب ع لح ل الخالف :ويقس م إلى :التحكيم بالق انون :أي أن يفص ل المحكم في ال نزاع على
ه دي من أحك ام الق انون ال ذي يحكم موض وع العق د ،فيبحث المحكم عن حكم وق ائع ال نزاع في مص ادر الق انون
ال واجب التط بيق ،ويقص د بالق انون هن ا الق انون بمعن اه الواس ع فيش مل ( التش ريع ،الع رف ،أحك ام الش ريعة
اإلسالمية ..... ،الخ ) و التحكيم بالصلح :أي أن الطرفين يخوالن المحكم صالحية الفصل في النزاع وفق اً لما
يراه محققاً للعدالة ،حتى لو كانت في ذلك الحكم مخالفة ألحكام القانون الذي يحكم وقائع النزاع في األصل ،
وال ذي يق وم القض اء المختص بتطبيق ه في حال ة ع رض القض ية علي ه ،بش رط ع دم مخالف ة القواع د القانوني ة
المتعلقة بالنظام العام الدولي أو الداخلي (. )3
فلم يميز كذلك أيض اً ومن خالل المادة ( )265من قانون المرافعات المدنية رقم ( )83لسنة 1969
()11
بين التحكيم الداخلي والدولي ،ولكن ميز بين التحكيم بالقانون والتحكيم بالصلح ،بحيث يمكن لألطراف االتفاق
على تحدي د إج راءات التحكيم ،لكن وفي حال ة ع دم االتف اق على ه ذا األم ر ،وفي حال ة ك ون التحكيم تحكيم اً
بالقانون عندها سيكون على هيئة التحكيم إتباع اإلجراءات المقررة في قانون المرافعات العراقي ،أما إذا كان
التحكيم تحكيم اً بالص لح فعن دها تُعفى هيئ ة التحكيم – المحكم ون -من التقيي د ب اإلجراءات الموج ودة في ق انون
المرافعات إال ما تعلق منها بالنظام العام إذ يجب عليهم إتباعها (. )12
اذا م ا رفض ت التس وية االداري ة يمكن اللج وء الى التحكيم وق د يج ري التحكيم في مج ال عق د األش غال
العامة الداخلي والدولي داخل العراق وفق اً لإلجراءات المقررة في قانون المرافعات المدنية العراقي رقم 83
لس نة ،1969حيث أق ر المش ّرع الع راقي االتف اق على التحكيم (في ن زاع معين) أو م ا يس مى بش رط التحكيم،
كم ا أج از االتف اق علي ه (في جمي ع المنازع ات ال تي تنش أ من تنفي ذ عق ٍد معين)( ، )1وه و م ا يس مى بمش ارطة
التحكيم.
مثلم ا نص ت الم ادة ( )69من الش روط العام ة لمق اوالت أعم ال الهندس ة المدني ة العراقي ة لس نة
1988نص ت على ج واز اللج وء إلى التحكيم في حال ة رفض رب العم ل أو المق اول لق رار المهن دس خالل (
)30يوماً من اليوم التالي لتاريخ التبليغ بذلك القرار0
() 3( )3ينظر :سمير عبد السميع األودن ،خطابات النوايا في مرحلة التفاوض على العقد ،ط بال ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية،
،2005ص 121وما بعدها.
)(11تنص المادة ( )265من قانون المرافعات المدنية العراقي رقم ( )83لسنة 1969على " -1يجب على المحكمين إتباع
األوضاع واإلجراءات المقررة في قانون المرافعات إال إذا تضمن االتفاق على التحكيم أو أي اتفاق الحق عليه إعفاء المحكمين
منه ا ص راحة أو وض ع إج راءات معين ة يس ير عليه ا المحكم ون -2 ،إذا ك ان المحكم ون مفوض ين بالص لح يعف ون من التقيي د
بإجراءات المرافعات وقواعد القانون إال ما تعلق منها بالنظام العام"
)(12يسري قانون المرافعات المدنية العراقي رقم ( )83لسنة 1969المعدل في إقليم كوردستان ،لذا يسري حكم المادة ( )251
من قانون المرافعات المدنية والتي تشمل جميع المنازعات التي تنشأ عن تنفيذ العقود المدنية والتجارية واإلدارية على حد سواء .
( )1()1القاضي نبيل حياوي ،مبادئ التحكيم ،ط ،3الناشر المكتبة القانونية ،بغداد ،2004 ،ص . 61
8
ومن ثم فليس هنال ك م انع من التحكيم في عق ود األش غال العام ة اإلداري ة الدولي ة العراقي ة ل دى هيئ ات
التحكيم الدولية خارج العراق ،يؤكد ذلك نص تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم ( )1لسنة 2008في المادة
( )11منه ا حيث ورد إمكاني ة اللج وء إلى التحكيم لح ل منازع ات العق ود اإلداري ة باإِل ض افة إلى إمكاني ة لج وء
األطراف إلى التحكيم الدولي وإ حدى الهيئات التحكيمية الدولية المعتمدة لحسم النزاع في حال نص العقد على
أن " آلي ة فض
ذل ك تنص الم ادة ( )11من تعليم ات تنفي ذ العق ود الحكومي ة رقم ( )1لس نة 2008على ّ
المنازعات بعد توقيع العقد .......د – لجهة التعاقد اختيار التحكيم الدولي لفض المنازعات على أن ينص ذلك
في العقد وعندما يكون أحد طرفي العقد أجنبياً مع األخذ بنظر االعتبار األلية اإلجرائية المتفق عليها في العقد
عند تنفيذ هذه الطريقة وأن يتم اختيار إحدى الهيئات التحكيمية المعتمدة لحسم النزاع.) ....
اما في اقليم كوردستان العراق فان تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم ( )1لسنة 2007الصادرة من
الحكوم ة االتحادي ة و تعليم ات تنفي ذ العق ود الحكومي ة رقم ( )1لس نة 2008الص ادرة من الحكوم ة االتحادي ة ,
غ ير ناف ذتين في اإلقليم ب النظر لوج ود تعليم ات ص ادرة في اإلقليم تنظم الموض وع نفس ه وهي تعليم ات تنفي ذ
العق ود الحكومي ة رقم ( )1لس نة 2011الص ادرة من وزارة التخطي ط في اإلقليم والمنش ورة في الجري دة
الرس مية تحت الع دد ( )124لس نة ، 2011وأن ه ذه التعليم ات ق د نص ت في الم ادة ( )23منه ا على إن ه ( :ال
يعمل بأية تعليمات اخرى تتعارض مع احكام هذه التعليمات) .
ومن الج دير بال ذكر إن الم ادة ( )11من التعليم ات الص ادرة في اإلقليم والمش ار اليه ا اعاله وتحت
عنوان (آلية فض المنازع ات بعد توقي ع العق د) قد نصت في الفق رة (ب) من البند (اوالً) منها على إن ه (لجهة
التعاق د اختي ار التحكيم ال دولي لفض المنازع ات على إن ينص ذل ك في العق د وعن دما يك ون اح د ط رفي العق د
أجنبيا مع االخذ بنظر االعتبار اآللية االجرائية المتفق عليها في العقد عند تنفيذ هذه الطريقة وان يتم اختيار
احدى الهيئات التحكيمية الدولية المعتمدة لحسم النزاع).
وق د افتت الهيئ ة العام ة في مجلس ش ورى االقليم بقراره ا ع دد 12/2014وت اريخ 28/4/2014
(......وحيث إن الم ادة ( )11من التعليم ات الص ادرة في اإلقليم والمش ار اليه ا اعاله وتحت عن وان (آلي ة فض
المنازع ات بع د توقي ع العق د) ق د نص ت في الفق رة (ب) من البن د (اوالً) منه ا على إن ه (لجه ة التعاق د اختي ار
التحكيم الدولي لفض المنازعات على إن ينص ذلك في العقد وعندما يكون احد طرفي العقد أجنبيا مع االخذ
بنظ ر االعتب ار اآللي ة االجرائي ة المتف ق عليه ا في العق د عن د تنفي ذ ه ذه الطريق ة وان يتم اختي ار اح دى الهيئ ات
التحكيمي ة الدولي ة المعتم دة لحس م ال نزاع) .بمقتض ى النص اعاله ،ال يوج د م انع ق انوني من احال ة المنازع ات
الناشئة عن العقود الحكومية إلى التحكيم الدولي (والذي يقصد به التحكيم التجاري الدولي) متى ما كان الطرف
المتعاقد مع الحكومة أجنبيا سواء كان شخصا طبيعيا ام معنويا ،وذلك وفق الشروط والضوابط الواردة في
هذه التعليمات او في أية تشريعات اخرى نافذة في اإلقليم ،وهذا الحكم تدل عليه الداللة الصريحة لهذا النص ،
كم ا إن ه يش ير ض منا – في ال وقت ذات ه -إلى امكاني ة وض ع ش رط في العق ود الحكومي ة م ع االط راف األجنبي ة
يتيح لطرفي العقد اللجوء إلى التحكيم لفض المنازعات التي ستنشأ عنه ,وهو ما يسمى بــ(شرط التحكيم).
9
وعليه لما تقدم يرى المجلس:
يمكن اللجوء إلى التحكيم التجاري الدولي ،عبر أية هيئة تحكيمية دولية معتمدة ،لفض المنازعات الناشئة عن .1
العقود الحكومية مع االطراف األجنبية شريطة إن يتضمن العقد بين بنوده بندا يتعلق بـ (شرط التحكيم) .
يجوز إن تتضمن العقود الحكومية مع االطراف األجنبية بنداً يتعلق بشرط التحكيم ويكون هذا الشرط صحيحا .2
و ج زءا ال يتج زأ عن العق د وملزم ا ألطراف ه في ح دود الش روط والض وابط ال واردة في التش ريعات الناف ذة في
اإلقليم ،وصدر الرأي باالتفاق في .).28/4/2014
ومن المهم القول بان فتوى الهيئة العامة في مجلس شورى االقليم كان ينقصها التذكير بانه ال تسري
أحكام تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم ( )1لسنة 2011في إقليم كوردستان وبموجب الفقرة ( )3من الم ادة
( )2منه ا على تنفي ذ عق ود مش اريع النف ط والغ از ال تي تبرمه ا وزارة ال ثروات النفطي ة إذ إنه ا مس تثناة من ه ذه
()13
التعليمات و تسري عليها أحكام قانون النفط والغاز في إقليم كوردستان رقم ( )22لسنة .2007
ومن ثم يشترط لألخذ بالتحكيم كوسيلة بديلة من القضاء في منازعات العقود االدارية في الع راق واقليم
كوردستان ما يلي:
ان ينص في العقد على اختيار التحكيم الدولي لفض المنازعات أ-
ان يكون احد طرفي العقد أجنبيا ب-
ان يتم اتباع اآللية االجرائية المتفق عليها في العقد عند تنفيذ هذه الطريقة ت-
ان يتم اختيار احدى الهيئات التحكيمية الدولية المعتمدة لحسم النزاع ث-
هذا و تنص المادة ( )11من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم ( )1لسنة 2008على َّ
أن ( آلية فض
المنازعات بعد توقيع العقد ...ب – التحكيم :ويكون باختيار كل طرف متنازع حكم اً يمثله من ذوي الخبرة
واالختصاص بموضوع النزاع ويختار المحكمان حكم اً ثالث اً لرئاسة لجن ة التحكيم وفي حال تعذر ذلك تتولى
محكمة الموضوع اختيار المحكم الثالث ،وعند ذل ك تقوم لجنة التحكيم بدراس ة الموضوع المتنازع عليه بكل
حيثيات ه وتص در اللجن ة قراره ا النه ائي لحس م ال نزاع ،ويتحم ل الط رف الخاس ر نفق ات التحكيم ويك ون ملزم اً
()14
بقرار اللجنة بعد تصديقه من محكمة الموضوع وفقاً للقانون .)......
)(13تعليمات تنفيذ العقود الحكومية في بغداد رقم ( )1لسنة 2008تخلو من هذا االستثناء.
)( 14وفي جميع الحاالت ال يمكن تنفيذ تلك األحكام في العراق إال إذا اقترنت بمصادقة المحـاكم العراقية ،خاصة وان جميع تلك
العقود تخضع لوالية القضاء العراقي ،بموجب (م )72 /من الشروط العامة لمقاوالت أعمال الهندسة المدنية العراقية لسنة 1988
بنصها " وتكون لمحاكم العراق الوالية القضائية للنظر والبت في جميع القضايا والدعاوى الناشئة عن عقد المقاولة".
10
المبحث الثالث
اآلثار المترتبة على اللجوء الى الوسائل البديلة في منازعات العقود االدارية
بع د ان ب ات من الممكن اللج وء الى الوس ائل البديل ة لحس م منازع ات العق ود االداري ة ,فان ه اص بح من
الض روري البحث في االث ر الم ترتب على اللج وء الى ه ذه الوس ائل على طبيع ة المب ادئ االساس ية ال تي تق وم
عليها العقود االدارية والتي تم التطرق اليها في المبحث االول:
المطلب االول :اثر اللجوء الى الوسائل البديلة على طبيعة النظام القانوني للنظر في المنازعة
بينا ان عقود االدارة ال تخضع الى نظام قانوني واحد ففي العقود االدارية تظهر فيها اإلدارة بوصفها
سلطة عامة فتختلف عقودها هذه عن العقود االدارة العادية التي تبرمها االدارة بأسلوب تعاقد االفراد وتحكمها
قواع د الق انون الخ اص ,الم دني والتج اري ,إذ إن العق ود اإلداري ة وان اتفقت م ع غيره ا في إنه ا تنش ئ بين
األطراف حقوقا والتزامات متبادلة .فإنها تختلف من حيث إنها ال تسلم بقاعدة المساواة بين المتعاقدين ,فتتمتع
اإلدارة بحق وق وامتي ازات ال يتمت ع بمثله ا المتعاق د ترجيح ا للمص لحة العام ة على مص لحة المتعاق د الخاص ة,
وتتجلى امتيازات اإلدارة هذه في كافة مراحل العقد اإلداري منذ إبرامه حتى اكتمال تنفيذه ,فتملك اإلدارة على
سبيل المثال حق استبعاد بعض األشخاص من المناقصة العامة ألسباب خاصة تقدرها هي ,كذلك تملك استبعاد
بعض العطاءات قبل البت في المناقصة بقرار مسبب تصدره لجنة البت في العطاءات وغير ذلك من امتيازات
أخرى .إال إن المج ال األكثر وضوحا المتي ازات اإلدارة يبرز بع د إبرام العق د إذ يتق رر لإلدارة قبل المتعاقد
حقوق وسلطات خاصة تختلف عن الحقوق التي يقررها القانون الخاص ألي متعاقد قبل الطرف اآلخر ,منها
سلطة اإلشراف والرقابة والتوجيه وتعديل شروط العقد بالزيادة أو النقصان وكذلك سلطة توقيع الجزاءات على
المتعاقد مع اإلدارة وسلطة اإلدارة في إنهاء العقد فضال عن حقوق وسلطات أخرى .ومن جانب آخر ال تغفل
هذه العقود امتيازات وحقوقا مقابلة يتمتع بها المتعاقد في مواجهة الغير أو في مواجهة اإلدارة .
ومن الج دير بال ذكر ان اللج وء الى الوس ائل البديل ة لتس وية س يما التحكيم في منازع ات العق ود
االدارية له اثر مهم في المساس بطبيعة النظام القانوني الذي تخضع له هذا العقود واالمر ال يخرج عن حالتين
:
11
الحالة االولى :اذا تم اللج وء الى الوس ائل البديل ة و اتف ق اط راف المنازع ة على تس ويتها وفق ا ألحك ام
القانون االداري (القانون العام) ,وفي هذه الحالة ال اثر للجوء الى الوسائل البديلة على طبيعة النظام القانوني
الذي تخضع له العقود االدارية .
الحال++ة الثاني++ة :اذا تم اللج وء الى الوس ائل البديل ة و اتف ق اط راف المنازع ة على تس ويتها وفق ا لنظ ام
ق انوني ال يع ترف لإلدارة بامتي ازات قانوني ة في مواجه ة المتعاق د معها ,وفي ه ذه الحال ة ف ان للج وء الى
الوسائل البديلة(التحكيم) يؤثر بشكل مباشر على طبيعة النظام القانوني الذي تخضع له العقود االدارية ,االمر
()15
الذي يؤدي الى تساوي المراكز القانونية بين االدارة والمتعاقد معها مما يعرض المصلحة العامة للخطر.
ازاء ذل ك من الضروري للحف اظ على امتي ازات االدارة في مواجه ة المتعاقد معه ا وتسوية المنازع ات
طبق ا لنظري ة العق ود االداري ة ,ان تتمس ك االدارة عن د اللج وء الى الوس ائل البديل ة باش تراط ان يك ون الق انون
الواجب التطبيق على المنازعة هو القانون االداري ,فمن المعروف ان االمتيازات التي تتمتع بها االدارة في
مواجه ة المتعاق د معه ا تطب ق تلقائي ا ول و لم ينص عليه ا العق د اذا م ا ك ان العق د خاض عا لنظ ام الق انون االداري
وفي ذلك قضت محكمة التمييز على ((إن من المسلم به في القانون اإلداري أن الملتزم يخضع في القيام بإدارة
المرفق العام واستغالله لرقابة الحكومة سواء نص في عقد االلتزام على الرقابة أم لم ينص .فإن هذا العقد قد
نص في مواد متعددة منه على سلطة الحكومة في اإلشراف على تنفيذ صاحب االلتزام لنصوص العقد وأجاز
في المادة الحادية والثالثون أن تلغى المشروع أو تنقله إلى غير صاحب االمتياز إذا عجز عن تنفيذه أو إدارته
بصورة مرضية بمقتضى شروط العقد أو إذا خالف هذه الشروط .وقد خال العقد من نص يوجب على الحكومة
دفع أي تعويض في حالة اإللغاء فالحكومة قد استعملت حقها في هذا اإللغاء صيانة للمصلحة ولم تتعسف فيه
فال ض مان عليه ا ,فق د ج رت م دة طويل ة وعملت جه دها على حم ل أص حاب االمتي از على القي ام ب التزامهم
ووجهت إليهم العديد من الكتب والتحذيرات فلم يجد ذلك نفعا)) (. )16
كذلك فإن العديد من قرارات مجلس الدولة الفرنسي ذهبت إلى أن امتيازات االدارة ومنها سلطة فرض
الجزاءات مستقلة عن نصوص العقد وتوجد حتى ولو لم ينص عليها فيه .أما إذا نص العقد على بعضها فإن
ذلك ال يعني تقييد حرية اإلدارة فيما عدا ما نص عليه .بل تستطيع اإلدارة تحت رقابة القضاء أن توقع على
المتعاقد جميع أنواع الجزاءات المقررة ()17
نقال عن محمد عبد اهلل محمود الدليمي ,سلطة اإلدارة في إنهاء عقود اإلدارية ,رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية القانون جامعة
بغداد - 1983ص . 137
يستثنى من هذه القاعدة في فرنسا عضوية ((إسقاط االلتزام) إذ يجعل مجلس الدولة هذه السلطة للقضاء على خالل المعمول به 17
في مصر إذ أن هذه السلطة تعد ضمن الجزاءات الموكلة لإلدارة في حالة المخالفات الجسمية أو تكرار اإلخالل بالتزام المتعاقد.
-د.سليمان محمد الطماوي ,االسس العامة للعقود االدارية ،ط ،4دار الفكر العربي ،القاهرة ,1984 ،ص. 494
12
حيث ان اغف ال اش تراط حس م المنازع ة باالس تناد نظ ام الق انون الع ام او االداري وع دم تض مين العق د
شروط تنطوي على ما تتمتع به االدارة من امتيازات السلطة العامة ,يضفي براينا على عقود االدارة طبيعة
عقود القانون الخاص ,حيث تفقد هذه العقود الشرط المتعلق باتباع اسلوب السلطة العامة المقرر لإلدارة في
عقوده ا االداري ة وال ذي تتمت ع ب ه في عقوده ا االداري ة بحكم كونه ا س لطة عام ة قائم ة من أج ل حس ن س ير
المرافق العامة .
اما القول بان اللجوء الى التحكيم ال تأثير له على طبيعة العقد بكونه عقد اداريا على اعتبار ان التحكيم
ال ينطوي على اخراج المنازعة من نطاق القانون االداري باعتبار ان خضوعها لهذا القانون يعد من القواعد
اآلم رة ال تي تتعل ق بالنظ ام الع ام وال تي ال يج وز االتف اق على مخالفته ا ( ,)18فه و ام ر ال يمكن االعتم اد علي ه
س يما في العق ود االداري ة الدولي ة ,وال تي تك ون احك ام التحكيم فيه ا واجب ة النف اذ طالم ا انه ا ال تتع ارض م ع
النظام العام الدولي( )19والذي ال يقيم اعتبارا كبيرا ال سناد المنازعة ألحكام القانون االداري اذا ما كان تطبيق
القانون االجنبي امر تفتضيه حماية التضامن الدولي .
المطلب الثاني :اثر اللجوء الى الوسائل البديلة على اختصاص النظر في المنازعة
االص ل ان تع د قواع د االختص اص القض ائي من النظ ام الع ام وال يج وز االتف اق على مخالفته ا ,فال
يستطيع المتعاقدان أن يحددا ما إذا كان العقد المبرم بينهما يخضع للقضاء اإلداري أو القضاء العادي في الدول
التي تعتمد النظام القضائي المزدوج .
وعلى ه ذا األس اس ال يك ون لمث ل ه ذا الش رط قيم ة إذا م ا خ الفت الطبيع ة القانوني ة للعق د ,ف إذا اتف ق
المتعاقدان على إناطة االختصاص في عقد مدني إلى محكمة القضاء اإلداري فإن اتفاقهم هذا ال يكون له أي
أثر في تعديل االختص اص الحقيقي للعقد وهو اختصاص القضاء الع ادي ,وكذلك األمر إذا كان العقد إداريا
واشترط المتعاقدان أن يختص بنظره القضاء العادي ,فال يعدو أن يكون مثل هذا الشرط كاشفا لنية الطرفين
وليس لهذه أثر إال قيامها قرينة في حالة عدم وضوح طبيعة العقد تضاف إلى القرائن األخرى التي تساهم في
تحديد الصفة الحقيقية للعقد .وهذا ما اعتمده مجلس الدولة الفرنسي في حكمه في قضية Stew des voiliere
francaiseفي 19حزيران . )20( 1918
اال ان االمر لم يعد كذلك بعد ان اجاز المشرع في فرنسا ومصر والعراق اللجوء الى الوسائل البديلة
لحسم منازعات العقود االدارية سيما بواسطة التحكيم .
ومن المهم القول ان من المستقر ان التحكيم في العقود االدارية ال يلغي اختصاص القضاء االداري في
نظر المنازعة في الدول التي تأخذ بأسلوب القضاء المزدوج والتي تسند االختصاص بنظر المنازعات المتعلقة
- 18د.يسري محمد العطار ,التحكيم في المنازعات االدارية غير العقدية ,دار النهضة العربية,2001 ,ص .236
- 19ينظر للمزيد في التمييز بين النظام العام والنظام العام الدولي :د .عبدالعزيز عبدالمنعم خليفة ،المصدر السابق ،ص .277
-د .سليمان محمد الطماوي ,األسس العامة للعقود اإلدارية ,المصدر السابق . 89 20
13
بالعقود االدارية فيها بالقضاء االداري( , )21اذا ان شرط التحكيم يمنع فقط من سماع الدعوى وهو ما ال يؤثر
على طبيعة العقد الذي يظل عقدا اداريا مادامت شروطه متوافرة وفي ذلك قضت المحكمة االدارية العليا في
مص ر ب ان االتف اق على التحكيم ليس معن اه ال نزول عن ح ق االلتج اء الى القض اء ,وانم ا يقتص ر على إحالل
المحكم محل المحكمة في نظر النزاع وأنه اذا لم ينفذ عقد التحكيم ألي سبب من االسباب عادت سلطة الحكم
الى المحكمة ,وان اتفاق التحكيم يقتصر على ما اتفق بصدده من منازعات ,وان اتفاق على التحكيم ال يعني
عدم امكانية اللجوء للقضاء المختص ,فهو حق اصيل للجميع ,ولكنه يمنع سماع الدعوى امام القضاء طالما
بقي شرط التحكيم قائما)22( .
ومن ثم وطبقا لنص المادة 13من قانون التحكيم رقم 27لسنة 1994في مصر فانه ( -1يجب على
المحكمة التي يرفع اليها نزاع يوجد بشأنه اتفاق تحكيم ان تحكم بعدم قبول الدعوى اذا دفع المدعى عليه بذلك
قب ل ابدائ ه أي طلب او دف اع في ال دعوى -2وال يح ول رف ع ال دعوى المش ار اليه ا في الفق رة الس ابقة دون
البدء في إجراءات التحكيم او االستمرار فيها إصدار حكم التحكيم ).
مم ا يع ني ان المحكم ة ال تحكم من تلق اء نفس ها بع دم قب ول ال دعوى ,وانم ا يتم ذل ك بن اء على دف ع
المدعى عليه بذلك قبل ابدائه أي طلب او دفاع في الدعوى ,كما ان قرار المحكمة بناء على هذا الدفع يكون
بع دم قب ول ال دعوى ال بع دم اختصاص ها ,ومن ثم فهي غ ير ملزم ة بإحال ة ال دعوى الى الجه ة المختص ة
بنظرها )23( .
وهذا االتجاه يقترب من نص المادة 1458من قانون المرافعات الفرنسي التي ذهبت الى ان المحكمة
ال تحكم من تلقاء نفسها بعدم اختصاصها ,وانما يتم ذلك بناء على دفع المدعى عليه بذلك.
وال تخفى وجاه ة توج ه المش رع المص ري في هذا الخص وص اذ ان المص لحة تقتض ي غالب ا بخضوع
المنازع ة للقض اء المختص كم ا ان ال دفع بع دم قب ول ال دعوى ال يع د من النظ ام الع ام على عكس ال دفع بع دم
االختصاص الذي اخذ به المشرع الفرنسي.
اما في قانون المرافعات المدنية العراقي رقم 83لسنة 1969فقد نصت المادة ( )253منه على عدم
ج واز رف ع ال دعوى أم ام القض اء إال بع د اس تنفاد طري ق التحكيم اذا اتف ق الخص وم على التحكيم دون ان ت بين
طبيعة قرارها هذا عدم قبول او عدم اختصاص ,ومع ذلك إذا لجأ أحد الطرفين إلى رفع الدعوى دون اعتداد
بشرط التحكيم ولم يعترض الطرف اآلخر في الجلسة األولى جاز نظر الدعوى واعتبر شرط التحكيم الغيا ,
أما إذا اعترض الخصم فتقرر المحكمة اعتبار الدعوى مستأخرة حتى يصدر قرار التحكيم.
-العراق من الدول التي تأخذ بنظام القضاء المزدوج اال انه يسند االختصاص بنظر المنازعات المتعلقة بالعقود االدارية الى 21
-د .صبري محمد السنوسي محمد ,اثر شرط التحكيم في العقد االداري على اختصاص مجلس الدولة المصري ,بحث مقدم 23
إلى المؤتمر السنوي الثامن لكلية الحقوق -جامعة المنصورة – ، 2004ص . 7
14
ومن ثم فأن ه يع ود االختص اص للقض اء الوط ني اداري ا ك ان كم ا في مص ر ام ع ادي كم ا في الع راق
وكوردستان في الحاالت التالية:
ينعق د االختص اص للقض اء في نظ ر الطع ون المتعلق ة ب القرارات الص ادرة من هيئ ات التحكيم قب ل الفص ل في -1
موضوع الدعوى ,مثل القرارات المتعلقة باختصاص الهيئات المذكورة.
ينعق د االختص اص للقض اء في نظ ر ال نزاع المتعل ق باختي ار المحكمين او انه اء مهمتهم او ردهم .وفي ذل ك ورد -2
في الم ادة ( )256من ق انون المرافع ات المدني ة الع راقي " -1إذا وق ع ال نزاع ولم يكن الخص وم ق د اتفق وا على
المحكمين أو امتنع واحد أو اكثر من المحكمين المتفق عليهم عن العمل أو اعتزله أو عزل عنه أو قام مانع من
مباشرته ولم يكن هناك اتفاق في هذا الشأن بين الخصوم فألي منهم مراجعة المحكمة المختصة بنظر النزاع
بعريضة لتعيين المحكم أو المحكمين بعد تبليغ باقي الخصوم وسماع أقوالهم -2 .يكون قرار المحكمة بتعيين
المحكم أو المحكمين قطعياً وغير قابل ألي طعن أما قرارها برفض طلب تعيين المحكمين فيكون قابالً للتمييز
طبقا لإلجراءات المبينة في المادة 216من هذا القانون"..
قد يتم تقييد التحكيم بوقت معين وهو يزول بمروره ما لم يتفق الخصوم على تمديد المدة ,وإذا لم تشترط مدة -3
لص دور ق رار المحكمين وجب عليهم طبق ا لق انون المرافع ات المدني ة الع راقي إص داره خالل س تة أش هر من
تاريخ قبولهم للتحكيم( .)24وبخالف ذلك ينعقد االختصاص للقضاء في نظر النزاع في حالة عدم صدور حكم
التحكيم خالل الميعاد المتفق وفي ذلك ورد في المادة ( )263من قانون المرافعات المدنية العراقي " إذا لم يقم
المحكمون بالفصل في النزاع خالل المدة المشروطة في اتفاقهم أو المحددة في القانون أو تعذر على المحكمين
تق ديم تقري رهم لس بب قه ري ج از لك ل خص م مراجع ة المحكم ة المختص ة بنظ ر ال نزاع إلض افة م دة جدي دة أو
للفصل في النزاع أو لتعيين محكمين آخرين للحكم فيه وذلك على حسب األحوال".ونرى انه اذا كان هذا االمر
يص ح في منازع ات االف راد فان ه ك ان على المش رع ان يعق د االختص اص للقض اء في حال ة انته اء الم دة
المذكورة دون ان يسمح للمحكمة بتحديد ميعاد جديد للتحكيم اذا ما تعلق الموضوع بمنازعات العقود اإلدارية
لتعلق االختصاص القضائي فيها بالنظام العام ,مما ينبغي معه تشريع قانون مستقل يتعلق بتسوية المنازعات
االدارية ومنها منازعات العقود االدارية بطريق الوسائل البديلة عن القضاء.
-تنص المادة ( )262من قانون المرافعات المدنية العراقي: 24
-1إذا قيد التحكيم بوقت زال بمروره ما لم يتفق الخصوم على تمديد المدة.
-2إذا لم تشترط مدة لصدور قرار المحكمين وجب عليهم إصداره خالل ستة أشهر من تاريخ قبولهم للتحكيم.
-3في حال ة وف اة أح د الخص وم أو ع زل المحكم أو تق ديم طلب ب رده يمت د الميع اد المح دد إلص دار ق رار التحكيم إلى الم دة ال تي
يزول فيها هذا المانع.
15
ينعقد االختصاص للقضاء في نظر النزاع في حالة الفصل في مسألة اولية تثار امام هيئة التحكيم ,ويختص -4
بنظره ا القض اء ,كم ا في حال ة البحث في مش روعية ق رار اداري معين يتوق ف علي ه الفص ل في منازع ة
ورد في المادة ( )268من قانون المرافعات المدنية الع راقي" إذا عرضت خالل التحكيم مسألة أولية تخرج وفي ذلك التحكيم.
عن والية المحكمين أو طعن بالتزوير في ورقة أو اتخذت إجراءات جزائية عن تزويرها أو عن حادث جزائي
آخر يوقف المحكمون عملهم ويصدرون قرارا للخصوم بتقديم طلباتهم إلى المحكمة المختصة وفي هذه الحالة
يقف سريان المدة المحددة إلى أن يصدر حكم بات في هذه المسألة")25(.
ينعقد االختصاص للقضاء في نظر النزاع في حالة الفصل في مسألة تتعلق بالنظر في دعوى بطالن التحكيم . -5
ينعقد االختصاص للقضاء في تحدد أجور المحكمين حيث تحددها المحكمة المختصة بنظر النزاع في حكمها أو -6
بقرار مستقل يقبل التظلم والطعن تمييزاً اذا لم يتفق عليها الخصوم في عقد التحكيم أو في إتفاق الحق .
ينعق د االختص اص للقض اء في تنفي ذ حكم هيئ ة التحكيم ,حيث ال ينف ذ ق رار المحكمين ل دى دوائ ر التنفي ذ س واء -7
بناء على طلب أحد الطرفين وبعد
قضاء أو اتفاق اً ما لم تصادق عليه المحكمة المختصة بالنزاع ً
ً كان تعيينهم
دفع الرسوم المقررة .كما انه ال ينفذ قرار المحكمين إال في حق الخصوم الذين حكموهم وفي الخصوص الذي
جرى التحكيم من أجله)26( .
16
الخاتمة
في ختام بحثنا هذا البد من القول بان أهمية الوسائل البديلة لحل منازعات العقود اإلدارية ؛ دفعت الدول إلى
االعتم اد على ه ذه الوس ائل؛ لفض نزاع اتهم خ ارج نط اق القض اء ،وت برز ه ذه األهمي ة من الناحي ة القانونية
واالجتماعية واالقتصادية ,سيما في تخفيف العبء على القضاء وشعور الخصوم بان هذه الوسائل أدعى إلى
اإلنصاف ،وأقرب إلي تحقيق العدالة ،وذلك ألن طرفي الخصومة أعلم غالبا من غيرهم بحقيقة استحقاق كل
منهم فيم ا يدعي ه أو فيم ا ي دعى علي ه ،وهم يس عون دائم ا الى تخفي ف العبء الواق ع عليهم؛ لم ا تمت از الوس ائل
البديلة من المرونة والبساطة في اإلجراءات .وقد خلصنا من خالل البحث الى جملة من النتائج والمقترحات:
النتائج:
مما الشك فيه ان انشاء آليات لتسوية المنازعات بالطرق البديلة ,سيؤدي الى الحد من تكلفة الجهاز القضائي -1
على االقتصاد الوطني كما سيساهم في التخفيف عن كاهل القضاء واستثمار الوقت والجهد.
ان االخ ذ بأس لوب الوس ائل البديل ة لتس وية منازع ات العق ود االداري ة ال يخل و من خط ورة المس اس بالمص الح -2
الوطني ة العلي ا ,يؤك د ذل ك ال تردد الكب ير في التش ريع المق ارن في االخ ذ به ا في ه ذا الن وع من المنازع ات ,
واستلزام شروط معينة لالعتراف به.
لقد عرف التشريع العراقي بإمكان اللجوء الى الوسائل البديلة عن القضاء في تسوية منازعات العقود االدارية -3
من خالل االخذ بالتسوية االدارية و التحكيم والتوفيق .
ان اللجوء الى الوسائل البديلة لتسوية منازعات العقود االدارية ال يلغي اختصاص القضاء الوطني كلية وانما -4
يعود االختصاص الى القضاء الوطني في حاالت وشروط معينة.
ان اللجوء الى الوسائل البديلة لتسوية منازعات العقود االدارية سيما التحكيم من حيث االصل له اثر مهم في -5
المساس بطبيعة النظام القانوني الذي تخضع له .
المقترحات:
التشريع العراقي يفتقر الى تنظيم موضوع الوسائل البديلة كطريق لتسوية منازعات العقود االدارية ,واالشارة -1
الى امكان اللجوء اليها ال يغني عن تنظيم احكامها في تشريعات مستقلة مثلما فعلت التشريعات المقارنة سيما
في فرنسا ومصر.
من المهم ان يقص ر المش رع االخ ذ بالوس ائل البديل ة عن القض اء في منازع ات العق ود االداري ة على منازع ات -2
العقود االدارية الدولية دون غيرها حفاضا على قواعد االختصاص القضائي بنظرها من حيث االصل والتي
تعد من النظام العام وال يجوز االتفاق على مخالفتها.
17
ان اغفال اشتراط حسم المنازعة باالستناد نظام القانون العام او االداري وعدم تضمين العقد شروط تنطوي -3
على م ا تتمت ع ب ه االدارة من امتي ازات الس لطة العام ة ,يض في براين ا على عق ود االدارة طبيع ة عق ود الق انون
الخاص ,حيث تفقد هذه العقود الشرط المتعلق باتباع اسلوب السلطة العامة المقرر لإلدارة في عقودها االدارية
والذي تتمتع به في عقودها االدارية بحكم كونها سلطة عامة قائمة من أجل حسن سير المرافق العامة.
من المهم ان للحف اظ على امتي ازات االدارة في مواجه ة المتعاق د معه ا وتس وية المنازع ات طبق ا لنظري ة العقود -4
االداري ة ,ان تتمسك االدارة عند اللجوء الى الوس ائل البديل ة باش تراط ان يكون القانون الواجب التطبيق على
المنازع ة ه و الق انون االداري ,لض مان الحف اظ على االمتي ازات ال تي تتمت ع به ا االدارة في مواجه ة المتعاق د
معها.
18
المصادر
اوال :الكتب
أحمد محم د عبد البديع ش تا ،ش رح ق انون التحكيم – دراس ة مقارن ة ، -الطبع ة الثالث ة ،دار النهض ة -1
العربية ،القاهرة 2005 ،
حفيظ ة الس يد ح داد ،االتف اق على التحكيم في عق ود الدول ة ذات الطبيع ة اإلداري ة وأث ره على الق انون -2
الواجب التطبيق،دار المطبوعات الجامعية ،االسكندرية2001 ،
د .جورجي شفيق ساري ,قواعد واحكام القضاء االداري دراسة مقارنة ألحدث النظريات والمب ادئ في -3
قضاء مجلس الدولة في فرنسا ومصر ,الطبعة السادسة 2006
د .رض ا عب د الس الم اب راهيم ,القض اء من اج ل التنمي ة ,بحث مق دم الى الم ؤتمر الس نوي الث امن لكلي ة -4
الحقوق –جامعة المنصورة ,بعنوان النظام القضائي والمتغيرات المحلية واالقليمية والعالمية2004 ,
د .س امي الط وخي ،الوس ائل البديل ة لفض المنازع ات وأبع اد أزم ة العدال ة ،بحث منش ور في م ؤتمر -5
كويت للتحكيم التجاري الدولي في 6 - 4ديسمبر 2012الكويت
د.سليمان محمد الطماوي ,االسس العام ة للعقود االدارية ،ط ،4دار الفكر الع ربي ،القاهرة,1984 ، -6
سمير عبد السميع األودن ،خطاب ات النواي ا في مرحل ة التف اوض على العقد ،ط بال ،منشأة المع ارف،
اإلسكندرية2005 ،
د .عب د الك ريم زي دان ،نظ ام القض اء في الش ريعة اإلس المية ،ط ، 3مؤسس ة الرس الة للطباع ة والنش ر -7
والتوزيع ،بيروت ،لبنان 2002 ،
د .عبد العزيز عب دالمنعم خليف ة ،التحكيم في المنازع ات اإلداري ة العقدي ة وغ ير العقدي ة ،ط ،1منش أة -8
المعارف ،اإلسكندرية 2011 ،
19
د.عاطف محمد عبداللطيف ،امتيازات اإلدارة في قانون المناقصات والمزايدات – دراسة مقارنة – -9
الطبعة األولى ،دار النهضة العربية ،القاهرة 2009 ،
د .محمد عبدالمجيد اسماعيل ،عقود األشغال الدولية و التحكيم فيها ،منشورات الحلبي الحقوقية ، -10
بيروت 2003 ،
د0محمد حسين منصور ،العقود الدولية ،ط بال ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،بال سنة -11
طبع
-11محم د علي س كيكر ،ش رح وتعلي ق على الق انون رقم ( )7لس نة 2000بش أن لج ان التوفي ق في
المنازعات ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية 2005 ،
نبيل حياوي ،مبادئ التحكيم ،ط ،3الناشر المكتبة القانونية ،بغداد 2004 ، -12
د .نجالء حس ن س يد أحم د خلي ل ،التحكيم في المنازع ات اإلداري ة ،ط ، 2دار النهض ة العربي ة ، -13
القاهرة 2004 ،
د.يسري محمد العطار ,التحكيم في المنازعات االدارية غير العقدية ,دار النهضة العربية2001 , -14
ثانيا :البحوث
أنور محمد رس الن ,التحكيم في منازع ات العق ود اإلداري ة ،دراس ة مقارن ة ،مجل ة األمن والق انون ، -1
السنة 6العدد األول ،يناير 1998
د .آزاد ش كور ص الح ،الوس ائل البديل ة لتس وية المنازع ات وعالقته ا بالقض اء ( تق ييم عم ل القض اء في -2
إقليم كوردس تان نموذج اً) ،مجل ة رس الة القض اء ،مجل ة قانوني ة فص لية يص درها مجلس قض اء إقليم
كوردستان ،ع ،1السنة 2013
باس ود عب د المال ك مش روعية التحكيم في العق ود اإلداري ة الدولي ة في ظ ل التش ريع الجزائ ري ،مجل ة -3
الدراسات القانونية ،العدد ،17مركز البصيرة ،أبريل 2013
د .ش ريف يوس ف خ اطر ،التحكيم في مج ال العق ود اإلداري ة ،دراس ة مقارن ة بين الق انونين الفرنس ي -4
والمص ري ،مجل ة الش ريعة والق انون ،م ؤتمر التحكيم التج اري ال دولي "أهم الحل ول البديل ة لح ل
المنازعات التجارية" ،بحوث المجلد األول .
20
د .صبري محمد السنوسي محمد ,اثر شرط التحكيم في العقد االداري على اختصاص مجلس الدولة -5
المصري ,بحث مقدم إلى المؤتمر السنوي الثامن لكلية الحقوق -جامعة المنصورة – 2004
بريندار حيدر عبد اهلل حمو ،الوساطة كوسيلة بديلة لحل النزاع في اقليم كوردستان –العراق ,رسالة -1
ماجستير مقدمة الى كلية القانون –جامعة دهوك 2014
-2بهار عبداهلل خالد ,الوسائل البديلة لحل منازعات عقود اإلدارة ,رسالة ماجستير مقدمة الى كلية القانون –
جامعة دهوك2013,
-3محمد سليم محمد امين ،عقد األشغال العامة الداخلي والدولي ،رسالة ماجستير مقدمة إلى مجلس كلية
القانون -جامعة السليمانية 2008 ،
-4محمد عبد اهلل محمود الدليمي ,سلطة اإلدارة في إنهاء عقود اإلدارية ,رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية
القانون جامعة بغداد 1983
1- Sinnar, S ,Alternative Dispute Resolution, the Public Sector Group of the
World Bank ,2002.
2- Christopher E. Miller, A Glossary Of Terms And Concepts In Peace And
Conflict Studies, Editor: Mary E. King, Second Edition, University For Peace
Africa Program me, 2005.
21
المرسوم الفرنسي بشأن التحكيم رقم ( )48 - 2011بتاريخ ) ( 13/1/2011والمرسوم رقم (2012 -1
)66 -لس نة 2012بش أن التس وية الودي ة للمنازع ات المدني ة والتجاري ة وال ذي عم ل على تنظيم
الوساطة والتوفيق المرسوم متاح على الموقع اإللكتروني التالي http://legifrance.gouv.fr :
22