You are on page 1of 22

‫الجودة الشاملة في التعليم العالي‬

‫أهمية البحث ‪:‬‬


‫نحن نعيش في عالم معقد شديد التغييرات السريعة ‪ ،‬فكلنا في قلب الحدث ‪ ،‬وال يمكن ألحد أن يكون بمنعزل عن‬
‫هذا التطور الهائل في المعرفة اإلنسانية ‪ ،‬فالمعرفة تتدفق كالشالل ‪ ،‬والتغير سريع ‪ ،‬وغزو الثقافات خطير ‪ ،‬والمعلوماتية=‬
‫اكتسحت كل معتقد= يدعو إلى التخلف الذي كبل البشرية بقيوده قروناً طويلة ‪(.‬الدليمي ‪،2009،‬ص‪ ، )1‬ولم يعد التعليم‬
‫قضية خدمات بل قضية أمن قومي ‪ ,‬واستثمار في البشر ترتبط به تنمية قدرات الشعب اإلنتاجية واالقتصادية والعسكرية ‪,‬‬
‫وأصبحت القضية هي إعداد وتأهيل شباب قادر مسلح بالعلم والمعرفة= والتكنولوجيا‪ ( .‬وزارة التربية والتعليم ‪،1994،‬ص‪) 13‬‬
‫وان أهمية التعليم العالي مسألة لم تعد اليوم محل جدل في أي منطقة من العالم فالتجارب الدولية المعاصرة= أثبتت بما ال يدع‬
‫مجاال للشك أن بداية التقدم الحقيقية بل والوحيدة هي التعليم ‪ ،‬وأن جوهر الصراع العالمي هو سباق في تطوير وتحسين جودة‬
‫التعليم ‪ (.‬البربري‪،2007،‬ص‪) 1‬‬
‫وبالتالي فإن عصر ما بعد الحداثة التي نعيشها اآلن يتسم بالعديد من الخصائص ‪ ,‬منها ثورة المعلومات واالنفجار‬
‫المعرفي واإليقاع السريع ‪ ,‬والتحول من االستثمار المادي الي االستثمار الفكري وغيرها من التحوالت ‪ ،‬كل ذلك صاحبه‬
‫ذ أصبحت طرق التعليم التقليدية في حاجة الى مراجعة بما يتناسـب مع‬ ‫تغيرات هائلة ومتواصلة في مطالب المجتمعات ‪ ,‬ا‬
‫متطلبات الحداثة ‪ ,‬ومن هنا تأتي أهمية تطوير وتحسين الجامعة ‪ ،‬وزيادة فعاليتها بصفة عامة ‪ ,‬وتحقيق جودة العملية التعليمية‬
‫بها بصفة خاصة ‪ ,‬حتى يكون لدينا جيال قادر على المنافسة الشرسة ‪ ,‬وتحقيق طموحات هذا المجتمع ‪(.‬الحجازي ‪،2005،‬‬
‫انترنت )‬
‫‪ ‬يعد مفهوم= إدارة الجودة الشاملة=‪ )TQM(  ‬فلسفة إدارة عصرية ترتكز على عدد من المفاهيم اإلدارية الحديثة الموجهة= التي‬
‫يستند إليها في المزج بين الوسائل اإلدارية األساسية والجهود االبتكارية وبين المهارات الفنية المتخصصة من أجل االرتقاء‬
‫بمستوى األداء والتحسين والتطوير المستمرين (الخطيب‪، 1999 ،‬ص ) ‪.‬‬
‫و الجودة الشاملة( ‪ )Total Quality‬من المفاهيم الحديثة التي ظهرت نتيجة للمنافسة العالمية الشديدة بين المؤسسات‬
‫اإلنتاجية اليابانية من جهة واألمريكية واألوروبية من جهة أخرى ‪ ،‬وذلك على يد العالم ديمنج (‪)Edward Deming‬‬
‫والذي لقب بأبي الجودة الشاملة ‪ ،‬ونظرا للنجاح الذي حققه= هذا المفهوم في التنظيمات االقتصادية الصناعية والتجارية‬
‫والتكنولوجية في الدول المتقدمة ‪ ،‬ظهر اهتمام المؤسسات التربوية في تطبيق منهج الجودة الشاملة في مجال التعليم العام‬
‫للحصول على نوعية أفضل من التعلم ويخرج طلبة قادرين على ممارسة دورهم بصورة أفضل في خدمة= المجتمع ‪ ،‬وأصبح‬
‫عدد المؤسسات التي تتبع نظام الجودة الشاملة في تزايد مستمر سواء في أمريكا والدول األوروبية واليابان والعديد من الدول‬
‫النامية وبعض الدول العربية مثل السعودية= والكويت ومصر والتي بدأت بممارسة هذا النهج في بعض مؤسساتها التعليمية‪.‬‬
‫(نشوان ‪،2004،‬انترنت ) ‪.‬‬
‫والجودة الشاملة من بين المفاهيم األكثر انتشاراً اآلن ‪ ،‬لتطوير أساليب العمل في مختلف المجاالت ‪ ،‬ويشير مفهوم الجودة‬
‫الشاملة بشكل مجمل= إلى مجموعة= المعايير واإلجراءات التي يهدف تبنيها وتنفيذها إلى تحقيق أقصى درجة من األهداف‬
‫المتوخاه للمؤسسة= والتحسين المتواصل في األداء والمنتج وفقا ً لإلغراض المطلوبة والمواصفات المنشودة بأفضل طرق واقل‬
‫جهد و تكلفة= ممكنين ‪ ،‬و يتبلور مفهوم ادارة الجودة الشاملة فيما يتبعه المسئولون عن سير المؤسسة من أساليب إدارية و‬
‫أنشطة و ممارسات في اطار عمليات التخطيط وتنظيم وتنفيذ وتنسيق و المتابعة ‪،‬وذلك وفقا ًانظم تقود الى التحسين الدائم‬
‫لألداء والمحافظة باضطراد مستوى الجودة ‪(.‬البيالوي و آخرون ‪،2008،‬ص‪)12‬‬
‫ولما كانت الجودة مطلباً في كل المهن والخدمات والمنتجات فالحاجة اليها تكون اكثر الحاحاً في العملية التعليمية بوصفها= ام‬
‫المهن وتصب مخرجاتها= في مدخالت= انظمة المهن كلها ولما كان المنهج هو محور العملية التعليمية فان جودته تكون اساساً‬
‫للعملية التعليمية والنظام التعليمي باكمله ‪ (.‬عطية ‪،2007،‬ص‪)17‬‬
‫إن تحسين أداء المنظمات أو المؤسسات= الحديثة بما فيها الجامعات يشكل اهتماماً عالمياً في جميع دول العالم‪ .‬يضاف إلى‬
‫ذلك أن قدرة أي مجتمع على إدارة مؤسساته وبرامجه الحيوية ليس فقط بفاعلية وكفاءة‪ ،‬وإنما بعدالة وابتكار‪ ،‬تعتبر من أهم‬
‫الخصائص التي تميز أي مجتمع عن غيره من المجتمعات= (الخطيب‪2001 ،‬ص ) ‪ ،‬وتكمن اهمية البحث الحالي في ‪:‬‬
‫‪ -1‬اقتراح تصور لتحسين النظام التعليمي الجامعي ليتالءم مع مفهوم إدارة الجودة الشاملة وذلك في ظل الثورة المعلوماتية=‬
‫والتكنولوجية ‪.‬‬
‫‪ -2‬إفادة صانعي القرارات على كيفية تحسين العملية التعليمية في الجامعات والكليات وتطبيق إدارة الجودة الشاملة ‪.‬‬
‫‪ -3‬أتساع قاعدة المستفيدين من البحث( الطلبة‪ -‬التدريسيون – مطوري المناهج – المخططون لتطوير التعليم العالي‬
‫– صانعي القرار )‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫وعلى الرغم من أهمية الجامعات= في دفع مسيرة التنمية االقتصادية و االجتماعية ودورها في تحديث المجتمعات وتطويرها ‪ ،‬آال‬
‫أن التعليم العالي لم يصل إلى المستوى المطلوب الذي يكون فيه مؤثراً و متفاعال ً مع التطلعات= التنموية في المجاالت كافة ‪،‬‬
‫اذ يشير واقع الحال إلى أن التعليم العالي فشل في إنتاج نوع الخريجين المطلوبين لتحديات عالم العمل ‪ ،‬وان السمعة‬
‫والجودة التعليمية اليوم تتحدد دائما ً على أساس المخرجات ‪ ،‬ويميل ترتيب المؤسسات الممتازة على وفق انخفاض معدالت‬
‫الرسوب ‪ ،‬والمستويات العالية لنجاح الخريجين والتحاقهم ببرنامج الدراسات العليا ونجاحهم الوظيفي ‪(.‬مجيد‪،2008،‬ص‬
‫‪.)111‬‬
‫ولم يزل التعليم في الدول العربية يعاني من غلبة الكم على الكيف ومن عجز فادح عن مواجهة متطلبات عصر جديد‪ -‬أخص‬
‫خصائصه ثورة المعلومات التي غيرت أساليب اإلنتاج وأنماطه ‪ (،‬البربري‪،2007،‬ص‪ ، ) 2‬فيصعب التكهن بعدد الجامعات‬
‫التي تطبق مبادئ الجودة الشاملة‪ ،‬مع العلم بأن هناك عدداً ال يُستهان به من الجامعات= العربية بدأت تأخذ على عاتقها االلتزام‬
‫‪.‬‬ ‫بتطبيق مفاهيم الجودة الشاملة في برامجها وسياساتها وأهدافها التعليمية (العلوي‪،1998 =،‬ص‪)16‬‬
‫‪ ‬ونظرا ألن عالمنا المعاصر يموج بألوان وأنواع عديدة ومعقدة من التحديات لتحسين نوعية التعليم ‪ ،‬لذلك كان لزاما علينا‬
‫وضع فلسفة جديدة لتطوير التعليم تهدف إلي إدخال مفهوم= الجودة الشاملة وإعادة النظر في النظام التعليمي برمته وتكييفه‬
‫ليتوافق مع عصر المعلومات= وذلك لعدة أسباب لعل من أهمها (التحديات العلمية والتكنولوجية واالقتصادية والطلب‬
‫االجتماعي المتزايد على التعليم ‪ ،‬والحاجة إلى توظيف الموارد المتاحة وتحقيق التنمية المستدامة والتغير في نمط الحياة ‪،‬و‬
‫أصبح تطبيق الجودة الشاملة في التعليم العالي أمراً ملحا ً من اجل التفاعل= والتعامل= بكفاءة مع متغيرات عصر يتسم بالتسارع‬
‫المعرفي و التكنلوجي ‪ ،‬وتتزايد فيه حمى الصراع والمنافسة بين اإلفراد و الجماعات والمؤسسات‪(،‬البيالوي واخرون ‪،‬‬
‫‪،2008‬ص‪ ، )14‬ومن هنا بات الهدف األكبر للنظم التعليمية ليس تقديم تعليم لكل مواطن بل التأكد على أن التعليم يجب أن‬
‫يقدم بجودة عالية (البربري‪،2007،‬ص‪ )2‬لذلك جاء هذا البحث ليجيب على األسئلة التالية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ما االتجاهات الحديثة في إدارة الجودة الشاملة في مجال التعليم العالي ؟‬
‫‪ -2‬ما متطلبات تطبيق الجودة الشاملة في النظام التعليمي الجامعي ؟‬
‫‪ - 3‬ما معايير الجودة في الجامعات= ؟‬
‫‪ – 4‬ما التصور المقترح لتطوير وتحسين مكونات العملية التعليمية في الجامعات= على ضوء إدارة الجودة الشاملة وثورة‬
‫المعلومات= والتكنولوجيا ؟‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يسعى البحث لتحقيق األهداف التالية ‪-:‬‬
‫‪ّ -1‬تعرف االتجاهات الحديثة في إدارة الجودة الشاملة في مجال التعليم العالي ‪.‬‬
‫‪ّ -2‬تعرف متطلبات تطبيق الجودة الشاملة في النظام التعليمي الجامعي ‪.‬‬
‫‪ّ -3‬تعرف معايير الجودة في التعليم العالي (الجامعات والكليات )‪.‬‬
‫‪ -4‬وضع تصور مقترح لتطوير وتحسين جميع مكونات= العملية التعليمية في الجامعات على ضوء إدارة الجودة الشاملة وثورة‬
‫المعلومات= والتكنولوجيا ‪.‬‬
‫حدود البحث ‪:‬‬
‫يقتصر البحث على الجامعات= ومؤسسات التعليم العالي ‪.‬‬
‫تعريف المصطلحات ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬الجودة ‪ :‬لغة ً ‪ :‬من أجاد أي أتى بالجيد من قول او عمل و أجاد الش يء ص يره جي دا ً (المعجم الوس يط ‪،‬‬
‫ص‪ )145‬والجيد نقيض الرديء ‪ ،‬وجاد الشيء جو ّده بمعنى صار جيدا ً‪(.‬ابن منظور ‪،1992،‬ص‪. )411‬‬
‫اصطالحا ً‪ :‬اما المعنى االصطالحي للجودة فقد تعددت أشكاله و ال ي زال يكتنف ه بعض الغم وض‪ ،‬يق ول (‪)Ellis‬‬
‫"الجودة بحد ذاتها تعبير غامض إلى حد ما ‪،‬ألنها تتضمن دالالت تشير إلى المعايير والتمييز على حد سواء "‬
‫وعرفها (مجيد ‪ : )2008،‬ان تعريف الجودة الذي يتبناه معظم المحللين وصانعوا القرار في التعليم العالي هو‬
‫المالئمة للغرض ( ‪ )Fitness For The Purpose‬ودفاعهم عن هذا التعريف يسند إلى ان الجودة ال معنى لها اال‬
‫بالنسبة للغرض او الغاية من المنتج او الخدمة ‪ ( ،‬مجيد ‪ ،2008،‬ص‪)113‬‬
‫ثانيا ً ‪:‬إدارة الجودة الشاملة ‪ :‬يعرّفها معهد اإلدارة الفيدرالي على أنها تأدية العمل الصحيح على نحو ص حيح‬
‫من الوهل ة األولى لتحقي ق الج ودة المرج وة بش كل أفض ل وفعالي ة أك بر في أقص ر وقت م ع االعتم اد على تق ويم‬
‫المستفيد من معرفة مدى تحسن األداء (القحطاني‪. ) 1993 ،‬‬
‫ثاثا ً‪:‬التعليم العالي ‪ :‬هو أعال مرحلة في التعليم وهو الجهود والبرامج التعليمية المتطورة التي تتم على مس توى‬
‫الجامعات والكليات والمعاهد والمراكز المرتبطة بها‪(.‬طرابلسية ‪ ،2011،‬ص‪)33‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬الجودة في التعليم العالي ‪ :‬وهي من المتطلبات الرئيسة ال تي تح رص الجامع ات على تحقيقه ا للحص ول‬
‫على مراكز متقدم ة ض من الجامع ات العالمي ة المتم يزة ‪ ،‬متض منة اع داد الطلب ة للعم ل على مختل ف المع ارف‬
‫والمهارات واالتجاهات في حقل العمل ‪.‬‬

‫دراسات سابقة ‪ :‬يستعرض البحث بعض الدراسات السابقة كما يلي ‪-:‬‬

‫تضمنت الكثير من الدراسات مفهوم وتطبيق إدارة الجودة الشاملة في دول مختلفة من العالم‪ ،‬وقد قامت الباحثة‬
‫بمراجعة الدراسات والبحوث السابقة ذات الصلة بموضوع البحث بهدف التعرّف على أهم النتائج والمؤشرات‬
‫العامة التي أسفرت عنها تلك البحوث والدراسات‪ ،‬وفيما يلي استعراض لبعض هذه‪ ‬الدراسات‪-:‬‬
‫‪ ‬تعتبر دراسة (الزامل‪ )1993 ،‬من أول الدراسات التي تناولت مفهوم إدارة الجودة الشاملة في البيئة العربية‪ ،‬فقد‬
‫بحثت المفهوم بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬وقد كان هدفها الرئيسي تقديم إطار عام لمفهوم إدارة الجودة الشاملة‪،‬‬
‫ومن ثم فحص مدى إلمام المنظمات السعودية به‪ .‬كما بحثت الدراسة المعوقات الرئيسية لضعف التطبيق‪ ،‬وسبل‬
‫نشر الوعي بمفهوم إدارة الجودة الشاملة‪ .‬ولتحقيق هذه األهداف‪ ،‬استعانت الدراسة بالتصميم المسحي‪ ،‬واستخدمت‬
‫االستبانة في جمع المعلومات‪ .‬دلت نتائج الدراسة أن (‪ )٪42‬من المنظمات التي استجابت للدراسة‪ ،‬تطبق مفهوم‬
‫إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬و(‪ )٪21.5‬تخطط لتطبيق المفهوم‪ .‬علما ً بأن العدد الكلي هو (‪ )1000‬منظمة التي شملتها‬
‫الدراسة‪ ،‬وقد أعطت الدراسة فكرة أن المنظمات غير المستجيبة والبالغ عددها (‪ )839‬منظمة لم تطبق أو تفكر‬
‫بمفهوم إدارة الجودة الشاملة‪ .‬من جهة أخرى وجدت الدراسة عالقة طردية بين حجم المنظمة ومدى وضوح‬
‫المفهوم‪ ،‬وكذلك محاولة تطبيقه‪ ،‬كما بيّنت الدراسة وعي المنظمات التي طبقت أو تحاول تطبيق المفهوم بأهمية‬
‫التدريب بكل أنواعه في نجاح التطبيق‪.‬‬
‫وأجرى العلي (‪ )1996‬دراسة حول تطبيق التعليم الجامعي باستخدام نظام إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬وقد خلصت‬
‫الدراسة إلى أن كل من استراتيجيات إدارة الجودة الشاملة في الجامعات تعتمد على الجهود المشتركة التي من‬
‫خاللها باإلمكان مشاركة جميع األفراد العاملين والتحسينات المستمرة التي تم ّكن الجامعة من استخدامها في تحقيق‬
‫الرضا والطموحات لدى المستفيدين‪ .‬هذا باإلضافة إلى أن تطبيق هذا النظام في مؤسسات التعليم العالي يتطلب‬
‫ضرورة الحصول على الدعم من منظمات األعمال والتجارة المختلفة‪.‬‬
‫قامت‪ ‬ناجي (‪(1998‬بدراسة تهدف إلى التعرّف على مفاهيم وأساليب إدارة الجودة الشاملة وإمكانية تطبيقها في‬
‫مؤسسات التعليم العالي في األردن‪ .‬وقامت بتطبيقها على جامعة ع ّمان األهلية‪ ،‬تم فيها استقراء آراء عمداء الكليات‬
‫ورؤساء األقسام ومدراء الدوائر والطلبة حول تطبيق إدارة الجودة الشاملة في الجامعة‪ .‬ودلت نتائج هذه الدراسة‬
‫أن مستوى رضا طلبة جامعة ع ّمان األهلية كان مرتفعا ً فيما يخص تجهيزات الجامعة ومنخفضا ً بالنسبة للخطط‬
‫الدراسية والكادر األكاديمي واألنظمة والتعليمات الداخلية‪ .‬كما تتوافر لدى الجامعة القناعة والرغبة في تطبيق‬
‫مبادئ إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬كما أن الجامعة تقوم بالتطبيق الفعلي لبعض مبادئ إدارة الجودة الشاملة مثل تقديم‬
‫الحوافز للموظفين والعمل على تلبية احتياجات الطلبة‪.‬‬
‫وفي دراسة قام بها‪ ‬كوت (‪ )Coate, 1990‬كان الهدف منها تحقيق سياسة الجودة الشاملة في جميع أنحاء جامعة‬
‫أوريجون بحلول عام ‪ ،1994‬حيث تم االتصال بخمس وعشرين جامعة ومؤسسة تعليمية ومن ضمنها جامعة‬
‫أوريجون‪ .‬وكان من نتائجها أن (‪ )17‬مؤسسة تعليمية منها تعمل على إنجاز سياسة الجودة الشاملة في جزء من‬
‫مناهج الطالب الخريجين و َمن هم على أبواب التخرج‪ .‬كما أن نصف المؤسسات التعليمية التي خضعت‬
‫لالستطالع قد نفذت سياسة الجودة الشاملة إلى حد بعيد من خالل تشكيل فرق دراسية‪ .‬وقد جرى استخدام سياسة‬
‫الجودة الشاملة في (خمس) منها لغرضي التعليم واألبحاث فقط‪ ،‬وأن خمسة عشر من هذه المؤسسات قد بذلت‬
‫جهوداً ملحوظا ً من الناحية الخدماتية‪ .‬في حين أن العشرة األخرى قد كرّست جهودها للجانب األكاديمي وتعتبر‬
‫األعمال األكاديمية أكثر األعمال أهمية في الكليات‪.‬‬

‫دراسة‪ )Longenker & Scazzero, 1996( ‬حول التحديات المستمرة إلدارة الجودة الشاملة‪ ،‬هدفت الدراسة‬
‫إلى فحص مدى إدراك مجموعة من المدراء لمفاهيم إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬وممارسة هؤالء المدراء لمفهوم إدارة‬
‫الجودة الشاملة‪ .‬كما هدفت إلى تحديد المشاكل والمعوقات التي تواجه تطبيق إدارة الجودة الشاملة من وجهة نظر‬
‫هؤالء المدراء‪ ،‬وقد أُجريت الدراسة على عينة شملت (‪ )137‬من المدراء المتمرسين في إدارة الجودة الشاملة‬
‫يعملون في (‪ )10‬مؤسسات صناعية وخدمية مختلفة في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى‬
‫النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أجمع المديرون بقوة على أن إدارة الجودة الشاملة تؤدي إلى تحسين جودة المنتجات والخدمات‪ ،‬ولكن‬
‫مؤسساتهم لم تطبق بعد المبادئ‪.‬‬

‫‪ -2‬على الرغم من إدراك المديرين ألهمية إدارة الجودة الشاملة كأداة فعالة لتحسين النوعية‪ ،‬إال أن دعمهم‬
‫لنشاطات إدارة الجودة الشاملة يتناقص عبر الوقت‪.‬‬

‫‪ -3‬وفي ظل إدراك معظم المديرين لوجود مجموعة من المشاكل التي تواجه تطبيق إدارة الجودة الشاملة‬
‫في مؤسساتهم‪ ،‬إال أن تركيزهم على معالجة هذه المشاكل ما زال محدوداً‪.‬‬

‫‪ -4‬كان من بين أبرز المشاكل التي تواجه إدارة الجودة الشاملة هي مشاكل إدارية وبشرية مثل اإلشراف‬
‫غير الفعال‪ ،‬قلة التدريب للعاملين‪ ،‬وعدم فعالية إجراءات التصحيح‪.‬‬
‫قام‪ ‬درباس (‪ ) 1994‬بدراسة حول إدارة الجودة الشاملة وإمكانية اإلفادة منها في قطاع التعليم السعودي‬
‫والمعوقات التي تواجه ذلك‪ ،‬وخلصت الدراسة إلى أنه من الضروري تطبيق مفاهيم إدارة الجودة الشاملة‬
‫في المؤسسات المختلفة‪ ،‬وأن الظروف مهيأة للبدء بتطبيق مفاهيم وأساليب إدارة الجودة الشاملة في النظام‬
‫التربوي السعودي‪ .‬كما وجدت الدراسة أن المسئولين التربويين السعوديين أمامهم نماذج وأساليب عديدة‬
‫إلدارة الجودة الشاملة يمكنهم اختيار المناسب منها للتطبيق في المدارس السعودية بعد إجراء التعديل‬
‫الالزم وبما يتناسب مع البيئة السعودية‪ ،‬مع إمكانية تذليل الصعاب التي قد تعوق تطبيق هذه المفاهيم في‬
‫هذا القطاع الحيوي‪.‬‬
‫منهجية البحث وإجراءاته ‪:‬‬

‫منهجية البحث ‪-:‬‬


‫اعتمد الباحثان المنهج الوصفي= الذي يعتمد على تحليل مفهوم= الجودة الشاملة في التعليم العالي ومبادئ إدارة الجودة‬
‫الشاملة ومتطلبات ومعايير استعمالها في التعليم العالي ووضع تصور مقترح لتحسين وتطوير مدخالت النظام التعليمي الجامعي‬
‫وذلك من أجل الحصول على أهم مخرج للنظام التعليمي الجامعي وهم الطلبة ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬مفهوم إدارة الجودة الشاملة في مجال التعليم العالي ‪:‬‬


‫يُعد مفهوم= الجودة الشاملة فلسفة تعتمد على مفهوم= النظم والتي تنظر إلى المؤسسة بشكل شامل إلحداث تغييرات‬
‫إيجابية مرغوبة= فيها وذلك بتن = ==اول كل ج = ==زء داخل المؤسسة وتط = ==ويره للوص = ==ول= إلى ج = ==ودة أفضل ‪ ،‬ومص = ==طلح الج = ==ودة هو‬
‫باألس==اس مص==طلح اقتص==ادي ظهر بن==اء على التن==افس الص==ناعي والتكنول==وجي بين ال==دول الص==ناعية المتقدمة= به==دف مراقبة ج==ودة‬
‫اإلنتاج وكسب ثقة السوق والمشتري ‪ ،‬وبالتالي تتركز الجودة على التفوق واالمتياز لنوعية المنتج في أي مجال ‪ ،‬ويرى البعض‬
‫أن الج = ==ودة الش = ==املة أس = ==لوب جديد للتفك = ==ير والنظر إلى المؤسسة وكيفية التعامل والعمل داخلها للوص = ==ول= إلى ج = ==ودة المنتج‬
‫( البربري‪،2007،‬ص‪ ، )3‬فالجودة معيار للكمال يتم الحكم عليها بمعرفة= ما إذا أدينا ما عزمنا على توفيره في الوقت المحدد ‪،‬‬
‫والكيفية التي قررنا انها تالئم احتياجات عمالئنا أم ال ‪ ،‬اذا كان العمالء ‪ ،‬او المستفيدين س==عداء بما ق==دمنا من منتج ‪ ،‬او خدمة= ‪،‬‬
‫او عمل ‪ ،‬او الطريقة ال ==تي ق ==دمنا بها تلك الخدمة ‪ ،‬او العمل ‪ ،‬فيكمن الق ==ول إننا حققنا أه ==داف الج ==ودة ‪(.‬عطية ‪ ،2007،‬ص‬
‫‪ ، = )20‬بينما ي= ==رى البعض أن الج= ==ودة الش= ==املة هي م= ==دخل اس= ==تراتيجي إلنت= ==اج أفضل منتج أو خدمة= من خالل اإلنت= ==اج المب= ==دع‬
‫ولقد عرفها المعهد الوط ==ني األم ==ريكي= للمق ==اييس والجمعية األمريكية لمراقبة‬ ‫( ال ==بربري‪،2007،‬ص‪)3‬‬
‫الج==ودة بأنه==ا‪":‬مجموعة= من الس==مات والخص==ائص للس==لع والخ==دمات الق==ادرة على تلبية احتياج==ات مح==ددة" ‪ ،‬ينما عرفها معهد‬
‫الج==ودة الفي==درالي األم==ريكي أنه==ا‪" :‬أداء العمل الص==حيح بش==كل ص==حيح من الم==رة األولى مع االعتم==اد على تق==ييم المس==تفيد في‬
‫معرفة= مدى تحسن األداء" ‪.‬‬
‫والجودة (طبقا لتعريف منظمة االيزو العالمية) تعني "الوفاء بجميع المتطلبات المتفق عليها بحيث تنال رضاء العميل‪،‬ويكون‬
‫المنتج ذو جودة عالية وتكلفة= اقتصادية معتدلة" ‪ ،‬ومن منظور العملية التعليمية فالجودة تعني‪ :‬الوصول الى مستوى األداء‬
‫الجيد‪ .‬وهي تمثل عبارات سلوكية تصف أداء المتعلم عقب مروره بخبرات منهج معين‪،‬ويتوقع أن يستوف مستوي تمكن‬
‫محدد مسبقاً ‪ ،‬ويعرف مفهوم= الجودة الشاملة بأنه " أسلوب متكامل يطبق في جميع فروع ومستويات المنطقة التعليمية ليوفر‬
‫للعاملين وفرق العمل الفرصة= إلشباع حاجات الطالب والمستفيدين من عملية التعلم ‪ ،‬أو هي فعالية تحقيق أفضل خدمات‬
‫تعليمية بحثية واستشارية بأكفأ أساليب وأقل تكاليف وأعلى جودة ممكنة= ‪.‬‬
‫كما يمكن تعريف مفهوم الجودة في التعليم على أنه مجموعة من الشروط والمواصفات التي يجب أن تتوافر في العملية‬
‫التعليمية لتلبية حاج= = ==ات المس= = ==تفيدين منها وإع= = ==داد مخرج= = ==ات تتصف بالكف= = ==اءة لتلبية متطلب= = ==ات المجتمع ‪ ،‬وانطالقا من ه= = ==ذه‬
‫التعريفات= فإن الجودة الشاملة في إطار المؤسسة التعليمية تضم مجموعة من المضامين أهمها ‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتماد أسلوب العمل الجماعي التعاوني ‪ ،‬ومقدار ما يمتلكه العنصر البشري في المؤسسة من قدرات ومواهب وخبرات ‪0‬‬
‫الحرص على استمرار التحسين والتطوير لتحسين الجودة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تقليل األخط= = ==اء من منطلق أداء العمل الص = = ==حيح من أول م= = ==رة ‪ ،‬األمر ال = = ==ذي ي= = ==ؤدي إلى تقليل التكلفة= في الحد األدنى مع‬ ‫‪-3‬‬
‫الحصول على رضى المستفيدين من العملية التعليمية ‪.‬‬
‫‪ -4‬الحرص على حساب تكلفة الجودة داخل المؤسسة لتشمل كافة األعمال المتعلقة= بالخدمة المقدمة ‪.‬‬
‫‪ -5‬النهج الش = ==مولي لكافة المج = ==االت في النظ = ==ام التعليمي كاأله = ==داف والهيكل التنظيمي وأس = ==اليب العمل والدافعية والتحف = ==يز‬
‫واإلجراءات ‪.‬‬
‫ومهما كانت التعريفات= التي تعرضت الى مفهوم الجودة الشاملة إال أنها تشترك في العديد من المسلمات أهمها ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن التركيز على تحسين المنتج هو المخرج النهائي ألي نظام ‪.‬‬
‫أن الجودة الشاملة تعد فلسفة وإستراتيجية طويلة األمد تحتاج الى مجه==ود= كب=ير وم==دة للحكم على م==دى‬ ‫‪-2‬‬
‫نجاحها في تحقيق األهداف ‪.‬‬
‫تحتاج الجودة الشاملة إلى توفر قيادات فعالية قادرة على االبتكار والتطبيق الفعال بثقة ودون تردد ‪0‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تحتاج إلى استعمال أساليب ابتكاريه وتوليد أفكار والتخطيط المثل للوصول للحل األمثل ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -5‬تحتاج إلى تدريب مستمر لحل المشكالت بأسلوب علمي ‪0‬‬
‫‪ -6‬تحت==اج إلى المزيد من الجهد والمنافسة الش==ديدة بين المنظم==ات للوص==ول= الى أفضل منتج بأقل التك==اليف للحص==ول على‬
‫رضا المستهلك ‪.‬‬
‫تحت= = = ==اج إلى ت= = = ==وفر هيكلية ومن= = = ==اهج مالئمة لعملية التط= = = ==بيق والتنفيذ ‪ ( .‬ال= = = ==بربري‪،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫‪،2007‬ص‪) 4‬‬
‫وقد أكد بيرنبوم (‪ )1989‬على وجود ثالثة أبعاد للجودة في التعليم العالي يجب عدم التفريط بأي منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬البعد األكاديمي ‪ :‬وهو تمسك المؤسسة بالمعايير والمستويات المهنية والبحثية و األكاديمية ‪.‬‬
‫‪ -2‬البعد االجتم==اعي ‪ :‬وهو تمسك المؤسسة بإرض==اء حاج==ات القطاع==ات الهامة المكونة للمجتمع ال==ذي توجد فيه‬
‫وتخدمه ‪.‬‬
‫‪ -3‬البعد الف= = ==ردي ‪:‬وهو تمسك مؤسسة= التعليم الع = ==الي ب = ==النمو الشخصي للطلبة من خالل الترك = ==يز على حاج= = ==اتهم‬
‫المتنوعة ‪ ( .‬مجيد ‪ ،2008،‬ص‪)115‬‬

‫ثانياً‪ :‬مبادئ ادارة الجودة الشاملة ) ‪) Total Quality Management‬‬


‫وهي عملية ممت دة التنتهي ‪ ،‬وتش مل كل مك ون وكل ف رد في المؤسسة ‪،‬اذ ته دف الدخ الهم في منظومة تحس ين‬
‫الجودة المستمر ‪ ،‬وتركز على تالفي حدوث االخطاء بالتأكد من ان االعمال قد أديت بالصورة الصحيحة ‪ ،‬من اول‬
‫مرة ‪ ،‬لضمان جودة المنتج واالرتقاء به بشكل مستمر‪ ،‬وتشمل ادارة الجودة الشاملة ‪ ،‬في مضمونها المبائ االتية ‪:‬‬
‫المبدأ االول ‪ :‬التركيز على العميل ‪:‬‬
‫يجب ان تتفهم المؤسس ات االحتياج ات والتوقع ات الحالية والمس تقبلية لعمالئها ‪ ،‬وتك افح لتحقيق كل التوقع ات ‪،‬‬
‫ويقصد بالعميل هنا ‪ :‬الطالب ‪،‬والمجتمع ‪ ،‬وسوق العمل الذي يستوعب الخريجين‪.‬‬
‫المبدأ الثاني ‪ :‬القيادة ‪:‬‬
‫تهتم قي ادات التعليم بتوحيد الرؤية وااله داف واالس تراتيجيات داخل منظومة التعليم وتهيئة المن اخ التعليمي لتحقيق‬
‫هذه االهداف وبأقل تكلفة ‪.‬‬
‫المبدأ الثالث ‪ :‬مشاركة العاملين ‪:‬‬
‫التأكيد على المش اركة الفعالة والمنص فة لجميع الع املين المش اركين ب التعليم من القاع دة الى القمة ب دون تفرقة ‪ ،‬كل‬
‫حسب موقعه ‪ ،‬وبنفس االهمية ‪ ،‬مما س يؤدي الى ان دماجهم الكامل في العمل وبالت الي يس مح باس تعمال كل ق دراتهم‬
‫وطاقاتهم الكامنة لمصلحة المؤسسة التتعليمية ‪.‬‬
‫المبدأ الرابع ‪:‬التركيز على الوسيلة ‪:‬‬
‫وهو الف رق الج وهري بين مف اهيم ادارة الج ودة الش املة ومف اهيم ض مان الج ودة ال تي تركز فقط على المنتج وحل‬
‫المشاكل التي تظهر ‪،‬اوال ً باول ‪.‬‬
‫المبدأ الخامس ‪ :‬اتخاذ القرارات على اساس من الحقائق ‪:‬‬
‫ان القرارات الفعالة تركز ليس فقط على جمع البيانات بل تحليلها ووضع االستنتاجات في خدمة متخذي القرار ‪.‬‬
‫المبدأ السادس ‪ :‬التحسين المستمر‪: ,‬يجب ان يكون التحسين المستمر هدفا ً دائما ً للمؤسسات التعليمية ‪.‬‬
‫المبدأ السابع ‪ :‬االستقاللية ‪ :‬تعتمد ادارة الجودة الشاملة على االستقاللية ‪.‬‬

‫‪ :‬أهمية تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي‬


‫تواجه المنظمات ومنها الجامعات ومراكز المعلومات ومؤسسات التعليم العالي المختلفة موجة من التحديات‬
‫متمثلة في انخفاض اإلنتاجية‪ ،‬وزيادة التكاليف‪ ،‬ونقص الموارد المالية‪ ،‬وتبني أساليب غير فعالة لتحقيق األهداف‬
‫المنشودة ‪ ،‬وكذلك تدني مستوى الرضا الوظيفي لدى العاملين‬
‫ومواجهة هذه التحديات والتغلب عليها أمر في غاية األهمية‪ ،‬ال لتتمكن هذه المنظمات ومنها المكتبات من المنافسة‪،‬‬
‫بل لتتمكن من البقاء‪ ،‬لذلك كان ال بد من التطبيق السليم والشامل لمفهوم إدارة الجودة لتحسين مستويات الجودة‬
‫وتمكين المنظمة من التميز‪ ،‬وذلك عن طريق تحقيق عدد من الفوائد أهمها زيادة اإلنتاجية وتخفيض تكلفة األداء‬
‫وتحسين مستوى جودة المنتج أو الخدمة التي تقدمها للمستفيد‪ ،‬إال أن النظرة التقليدية المتمثلة في وجهة النظر‬
‫القائلة بأن تحسين الجودة يتعارض مع زيادة اإلنتاجية ويساهم في زيادة تكاليف األداء‪ ،‬تجعل كثيراً من المنظمات‬
‫اإلدارية ومنها المكتبات تتردد في االستثمار في تطبيق مفهوم إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬والذي انعكس بدوره على تفاقم‬
‫المشكالت اإلدارية‪ ،‬وسواء الخدمات المقدمة وبالتالي عدم تحقيق رضا المستفيد عما يقدم له من منتجات أو‬
‫(العباس‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪) 6‬‬ ‫‪ .‬خدمات‬
‫إن مفهوم إدارة الجودة الشاملة وتطبيقه لم يعد يقتصر على المؤسسات والمنظمات التي تهدف للربح المادي فقط‪،‬‬
‫بل إن رغبة المؤسسات والمرافق العامة لتحقيق جودة مخرجاتها ال تقل عن رغبة تلك المؤسسات الهادفة للربح‪،‬‬
‫خاصة المعاهد والجامعات؛ إذ أن تحقيق األهداف بصورة جيدة ومرضية هو في حد ذاته نجاح ومفخرة لمن قام به‬
‫بغض النظر عن الربح أو عدمه ‪ ،‬كما تسعى الجامعات حاليا ً في جميع بالد العالم إلى التجديد والتطوير والتحديث‬
‫‪.‬بسبب تعدد المؤثرات وتنوعها في البيئة المحيطة ‪ ،‬وتأخذ الجامعات بآليات متنوعة ومتعددة لتحقيق هذا التحول‬

‫ثالثا ً‪ :‬متطلبات تطبيق الجودة الشاملة في التعليم العالي ‪:‬‬

‫إن تطبيق الجودة الشاملة بحاجة الى إحداث متطلبات أساسية لدي المؤسسات التعليمية حتى تستطيع تقبل مف=اهيم الج=ودة‬
‫الش==املة بص==ورة س==ليمة قابلة للتط==بيق العملي وليس مج==رد مف==اهيم نظرية بعي==دة عن الواقع ‪ ،‬ولكي ت==ترجم مف==اهيم الج==ودة الش==املة‬
‫في المؤسسات التربوية للوصول إلى رضا المستفيد الداخلي والخارجي للمؤسسة التعليمية ‪ ،‬ومن هذه المتطلبات ‪:‬‬
‫‪ -1‬دعم وتأييد اإلدارة العليا لنظام الجودة الشاملة لتحقيق األهداف المرجوة‪.‬‬
‫تنمية الم ==وارد البش ==رية ‪ :‬كالتدريسي وتط ==وير وتح ==ديث المن ==اهج واس ==تعمال طرائق ت ==دريس حديثة تتالءم مع متغ ==يرات‬ ‫‪-2‬‬
‫العصر الحديث وتبني أساليب التقويم المتطورة وتحديث الهياكل التنظيمية إلحداث التجديد التربوي المطلوب ‪.‬‬
‫مش=اركة الع=املين ‪:‬التأكيد على المش=اركة الفعالة لجميع الع=املين المش=اركين ب=التعليم من القاع=دة إلى القمة ب=دون تفرقة‬ ‫‪-3‬‬
‫كل حسب موقعه وبنفس األهمية لتحسين مستوي األداء ‪.‬‬
‫التعليم والتدريب المستمر لكافة األفراد ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫التع = ==رف على احتياج = ==ات المس = ==تفيدين ال = ==داخليين وهم الطالب والع = ==املين والخ = ==ارجيين هم عناصر المجتمع المحلي ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وإخضاع هذه االحتياجات لمعايير لقياس األداء والجودة ‪.‬‬
‫تعويد المؤسسة التربوية بصورة فاعلة علي ممارسة التقويم الذاتي لألداء ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫تطوير نظام للمعلومات= لجمع الحقائق من أجل اتخاذ قرارات سليمة بشأن أي مشكلة ما ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫تف==ويض الص==الحيات يعد من الج==وانب المهمة في إدارة الج==ودة الش==املة وهو من مض==امين العمل الجم==اعي والتع==اوني‬ ‫‪-8‬‬
‫بعيدا عن المركزية في اتخاذ القرارات ‪.‬‬
‫استعمال أساليب كمية في اتخاذ القرارات وذلك لزيادة الموضوعية وبعيداً عن الذاتية ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫ترس==يخ ثقافة الج==ودة الش==املة بين جميع األف==راد كأحد الخط==وات الرئيسة لتب==ني إدارة الج==ودة الش==املة ‪ ،‬حيث أن تغي==ير‬ ‫‪-10‬‬
‫المب ==ادئ والقيم والمعتق ==دات التنظيمية الس ==ائدة بين أف ==راد المؤسسة الواح ==دة يجعلهم ينتم ==ون إلى ثقافة تنظيمية جدي ==دة‬
‫يلعب دورا بارزا في خدمة= التوجيهات الجديدة في التطوير والتجويد لدي المؤسس=ات التربوية ( ال=بربري‪،2007،‬ص‪5‬‬
‫)‪.‬‬

‫إما أهم أسباب تزايد االهتمام بالجودة في التعليم العالي منذ أوائل التسعينات من القرن الماضي هو ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ح ==دوث زي ==ادة في إع ==داد الطلب ==ة الملتحقين بمؤسس ==ات التعليم الع ==الي في مختل ==ف أنح ==اء الع ==الم وخاص ==ة بال ==دول‬
‫النامي==ة وح==دوث تن==وع كب==ير في أه==داف التعليم الع==الي ومجاالت==ه وبرامج==ه وأنماط==ه في وقت ش==حت في==ه الم==وارد المالي==ة‬
‫لمؤسس==ات المجتمعي==ة واالقتص==ادية المختلف==ة من ح==دوث ت==دهور في المؤسس==ات التعليمي==ة أذا لم يحص==ل ترك==يز ش==ديد‬
‫على كفالة النوعية الجيدة وضبطها ‪.‬‬
‫ثانيا ً‪:‬تزاي=د القناع=ة ل=دى المس=ؤولين في الحكوم=ات= ب=أن النج=اح االقتص=ادي يتطلب ق=وى عامل=ة= جي=دة اإلع=داد ‪،‬وه=ذا ال‬
‫يتأتى إال من خالل برامج تعليمية وتدريبية جيدة النوعية في مؤسسات التعليم العالي ‪.‬‬
‫ثالث===ا ً‪ :‬ازدي===اد المطالب===ات من ج===انب المنظم===ات المهني===ة والثقافي===ة واإلنس ==انية والهيئ ==ات المجتمعي ==ة والدولي===ة بتحس===ين‬
‫الخ==دمات المقدم==ة للمواط==نين بعام =ة= وللمتعلمين في مختل==ف المس==تويات بخاص==ة ‪ ،‬وتج==اوب الحكوم==ات= والمؤسس==ات‬
‫التعليمية مع هذه المطالب ‪ (،‬مجيد ‪ ،2008،‬ص‪)115‬‬

‫المعوقات العامة لتطبيق إدارة الجودة الشاملة ‪:‬‬


‫‪ .1‬عدم التزام اإلدارة العليا‪.‬‬
‫‪ .2‬التركيز على أساليب معينة في إدارة الجودة الشاملة وليس على النظام ككل ‪.‬‬
‫‪ .3‬عدم حصول مشاركة جميع العاملين في تطبيق إدارة الجودة الشاملة ‪.‬‬
‫‪ .4‬عدم انتقال التدريب إلى مرحلة التطبيق ‪.‬‬
‫‪ .5‬تبني طرق وأساليب إلدارة الجودة الشاملة ال تتوافق مع خصوصية المؤسسة ‪.‬‬
‫‪ .6‬توقع نتائج فورية وليست على المدى البعيد ‪.‬‬
‫‪ .7‬مقاومة= التغيير سواء من العاملين أو من اإلدارات وخاصة االتجاهات عند اإلدارات الوسطى ‪ ( .‬البربري‪،2007،‬ص‪)5‬‬
‫الفوائد المرجوة من تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في التعليم العالي ‪:‬‬
‫رؤية ورسالة وأهداف عامة للمؤسسة التعليمية واضحة ومحددة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫رسالة وأهداف جميع الوحدات بالمؤسسة واضحة ومحددة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫خطة إستراتيجية للمؤسسات التعليمية وخطط سنوية للوحدات متوفرة ومبينة على أسس علمية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫هيكلة واضحة ومحددة وشاملة ومتكاملة وعلمية ومستقرة للمؤسسة التعليمية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وصف وظيفي لكل دائرة ولكل موظف متوفرة ومحددة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫معايير جودة محددة لجميع مجاالت العمل في الجامعات (خدمية‪ ،‬إنتاجية‪ ،‬أكاديمية‪ ،‬إدارية‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫مالية‪....‬الخ)‬
‫إجراءات عملية واضحة ومحددة من أجل تحقيق معايير الجودة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫توفر نوعية وتدريب شامل ومالئم لتطبيق إدارة الجودة في المؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫أدوار واضحة ومحددة في النظام اإلداري للمؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫ارتفاع ملحوظ لدافعية وانتماء والتزام ومشاركة العاملين‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫مستوى أداء مرتفع لجميع اإلداريين والمشرفين والعاملين في المؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫توفر جو من التفاهم والتعاون والعالقات اإلنسانية السليمة بين جميع العاملين في المؤسسات‬ ‫‪-12‬‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫ترابط وتكامل عال بين اإلداريين والمشرفين والعاملين في الجامعات والعمل بروح الفريق‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫احترام وتقدير مرض للجامعات محليا ً وعالمياً‪.‬‬ ‫‪-14‬‬
‫جميع العاملين يمتلكون المعارف والمهارات الالزمة لتطبيق ‪.TQM‬‬ ‫‪-15‬‬
‫حل المشاكل متواصل ومستمر والعاملون يمتلكون المهارات الالزمة لحل المشاكل بطريقة علمية‬ ‫‪-16‬‬
‫سليمة‪.‬‬
‫رسالة المؤسسة التعليمية وأهدافها العامة تتحقق بشكل جيد‪.‬‬ ‫‪-17‬‬
‫نوعية جودة عالية للخدمة والمنتجات بنفقات أقل‪.‬‬ ‫‪-18‬‬
‫االستعمال األمثل لالتصال والتواصل‪ ( .‬البربري‪،2007،‬ص‪) 6‬‬ ‫‪-19‬‬

‫وتمر عملية تطبيق ادارة الجودة الشاملة بخمس مراحل اساسية اوردها ( عبد المحسن ‪ )1996،‬وكمايلي ‪:‬‬
‫المرحل ة االولى ‪ :‬مرحل ة اقتن اع وتب ني اإلدارة لفلس فة إدارة الج ودة الش املة‪ :‬وفي ه ذه المرحل ة تق رر إدارة‬
‫المؤسسة رغبتها في تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة ومن هذا المنطلق يبدأ كبار المديرين‪  ‬بالمؤسسة بتلقي برامج‬
‫تدريبية متخصصة عن مفهوم النظام وأهميته ومتطلباته والمبادئ لتي يستند إليها‪ .‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬مرحلة التخطيط ‪ :‬وفيها يتم وضع الخطط التفصيلية للتنفيذ وتحديد الهيكل الدائم والموارد الالزمة‬
‫لتطبيق النظام‪ .‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬مرحلة التقويم ‪ :‬وغالبا م ا تب دأ عملي ة التق ويم ببعض التس اؤالت الهام ة وال تي يمكن في ض وء‬
‫اإلجابة عليها تهيئة األرضية المناسبة للبدء في تطبيق إدارة الجودة الشاملة‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة ‪ :‬مرحلة التنفيذ ‪ :‬في هذه المرحلة يتم اختيار األفراد الذين سيعهد إليهم بعملية التنفيذ ويتم تدريبهم‬
‫على احدث وسائل التدريب المتعلقة بإدارة الجودة الشاملة‪.‬‬
‫المرحلة الخامسة ‪ :‬مرحلة تبادل ونشر الخ برات ‪ :‬وفي ه ذه المرحل ة يتم اس تثمار الخ برات والنجاح ات ال تي يتم‬
‫تحقيقها من تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة‪ .‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬معايير الجودة الشاملة فى النظام التعليمى الجامعي ‪:‬‬
‫من المؤكد أن نجاح أي نظام تعليمي و تدريبي يعتمد بشكل كبير على التزامه= بمعايير جودة متفق عليها عالميا ولقد وضع "‬
‫ديمنج " برنامجا لتحسين وتطبيق الجودة الشاملة يمكن أن يصلح لجميع المنظمات اإلدارية بما فيها النظام التعليمي ‪ ،‬ويتكون‬
‫‪1‬‬
‫هذا البرنامج من (‪ )14‬معيار للجودة الشاملة على النحو التالي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬تحديد األهداف من أجل تحسين اإلنتاج وتطويره‪.‬‬

‫‪-2‬تبنى فلسفة للجودة الشاملة‪،‬ومنهج للقيادة للقدرة على التغيير لألفضل‪.‬‬

‫‪-3‬تحسين األداء والجودة هي المحرك الأساسي‪.‬‬

‫‪-4‬التأكيد على جودة الكيف‪.‬‬

‫‪-5 ‬تحسين وتعديل اإلنتاج ونظام الخدمة مع العمل على نقص التكلفة‪.‬‬

‫‪-6‬تدريب اإلفراد على وظائف الجودة الشاملة‪.‬‬

‫‪-7‬تدريب القيادات ومساعدة اإلفراد على تطوير األداء‪.‬‬

‫‪-8‬إزالة الخوف وتدعيم الثقة لكي يعمل اإلفراد بشكل فعال داخل المؤسسة‪.‬‬

‫‪-9‬التعرف على معوقات العمل و إزالتها بين األقسام داخل المؤسسة ‪.‬‬

‫‪-10‬الحد من استخدام الشعارات والنقد المستمر دون هدف الن ذلك يخلق جو من العداءات بين اإلفراد‪.‬‬

‫‪-11‬وضع معايير العتماد اإلدارة على األهداف وإعداد قادة تتواجد باستمرار‪.‬‬

‫‪-12‬مسؤولية المشرفين يجب إن تهتم بالجودة‪.‬‬

‫‪-13‬وضع برامج تربوية تنشيطية من اجل التحسن الذاتي ورفع المستوى‪.‬‬

‫‪-14‬وضع كل فرد في المؤسسة في المكان المناسب وتمويل اإلفراد بين األقسام المختلفة لتحسين العمل ‪،‬والمالحظ‬
‫على المعايير التي أوردها (ديمنج ) أنها جميعها قابلة للتحقيق والتطبيق في العملية التعليمية( البربري‪،2007،‬ص‪)7‬‬

‫ويتطلب مفهوم جودة التعليم وجود معايير ترتبط‪ ,‬بعناصر العملية التعليمية نذكر منها‬
‫‪ -1‬معايير الجودة المرتبطة باألهداف ‪.‬‬
‫‪ -2‬معايير الجودة الخاصة بالمناهج ‪.‬‬
‫‪ -3‬معايير الجودة الخاصة بالتدريسيين ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -4‬معايير الجودة الخاصة بالطلبة ‪.‬‬
‫‪ -5‬معايير الجودة الخاصة بالوسائل التعليمية‬
‫‪ -6‬معايير الجودة الخاصة بالتمارين والتدريبات‬
‫‪ -7‬معايير الجودة الخاصة باالختبارات واالمتحانات ( البربري‪،2007،‬ص‪)7‬‬
‫ولما كان الهدف النهائي من العملية التعليمية إعداد متعلم يستطيع أن يتعلم في المستقبل ‪ ,‬سنعرض فيما يلي‬
‫بعض معايير جودة التعليم الخاصة بالطلبة ‪:‬‬
‫‪ -1‬هل يجد الطلبة دعم فردي أثناء التعلم ؟‬
‫‪ -2‬هل يتم تشجيع الطلبة على التعلم الذاتي ؟‬
‫هل الحوارات تتفق ومراحل نمو الطلبة؟‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -4‬هل يتم متابعة= الطلبة من خالل التدريسيين وتقديم النصح واإلرشاد لحل مشاكلهم الشخصية والعلمية ؟‬
‫‪ -5‬هل يتم توفير تغذية مرتدة للطلبة عند تقدمهم الدراسي ؟‬
‫‪ -6‬هل يتم تزويد الطلبة بالثقافات الحديثة للتعلم لمتابعة تحصيلهم الدراسي؟‬
‫‪ -7‬هل يتم تشجيع العمل الجماعي ‪ ,‬وروح الفريق بين الطلبة داخل الكلية ؟‬
‫‪ -8‬هل تهتم االختبارات بالمستويات المتباينة للطلبة ؟‬
‫‪ -9‬إن تطبيق معايير الجودة في التعلم وتأهيل وتدريب التدريسيين على تطبيقها أثناء العملية التعليمية يمكن أن يساهم‬
‫في مواجهة المشكالت السابق عرضها ‪ ( .‬البربري‪،2007،‬ص‪) 7‬‬

‫خامسا ً‪ :‬تصور مقترح‪ ,‬لتطوير وتحسين النظام التعليمي في ضوء إدارة الجودة الشاملة وثورة‬
‫المعلومات والتكنولوجيا ‪:‬‬
‫من اجل تحسين جودة التعليم ومخرجاته= التعليمية وتخريج طلبة متعلمين يتمتعون بمواصفات الجودة الشاملة فى‬
‫التعليم العالي ‪ ،‬وفي ضوء التحليل النظري لهذا البحث ‪ ،‬فإن الباحثان حاوال وضعا تصور مقترح لتطوير وتحسين النظام‬
‫التعليمي في ضوء إدارة الجودة الشاملة وثورة المعلومات والتكنولوجيا وللنهوض بالمستوى التعليمي في كافة مكوناته=‬
‫ولمواكبة التطور العلمي الحديث وذلك من خالل األخذ بحزمة من اإلستراتيجيات ‪ ،‬وتتمثل هذه اإلستراتيجيات فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تطبيق أهداف الجودة الشاملة في المجال التعليمي ومنها ‪:‬‬
‫ضبط وتطوير النظام اإلداري نتيجة لتوصيف األدوار والمسؤوليات المحددة لكل فرد في النظام‬ ‫‪-1‬‬
‫التعليمي وحسب قدراته ومستواه ‪.‬‬
‫االرتق= ==اء بمس= ==توي الطالب األك= ==اديمي واالنفع= ==الي واالجتم= ==اعي والنفسي وال= ==تربوي باعتب= ==ارهم أهم‬ ‫‪-2‬‬
‫مخرجات النظام التعليمي ‪.‬‬
‫تحس= = ==ين كفاي= = ==ات المش= = ==رفين األك= = ==اديميين ورفع مس= = ==توي األداء لجميع اإلداريين من خالل الت= = ==دريب‬ ‫‪-3‬‬
‫المستمر ‪.‬‬
‫توفير جو من التفاهم والتعاون والعالقات اإلنسانية بين جميع العاملين في النظام التعليمي‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تطوير الهيكلية اإلدارية للنظام بطريقة تسهل عملية التعلم بعيدا عن البيروقراطية وتسمح بالمشاركة‬ ‫‪-5‬‬
‫في اتخاذ القرارات التعليمية ‪.‬‬
‫رفع مس==توي ال==وعي ل==دى الطالب اتج==اه عملية التعليم وأهدافه مع توف==ير ف==رص مالئمة للتعلم ال==ذاتي‬ ‫‪-6‬‬
‫بصورة أكثر فاعلية‬
‫‪ -7‬النظ ===رة الش ===مولية لعملية التعليم من كافة جوانبها واالبتع ===اد عن التجزئة بين عناصر التعليم الع= ==الي مع األخذ بعين‬
‫االعتب ==ار عملي ==ات الت ==دريب المس ==تمر لكافة المعن ==يين والمش ==اركين من أجل التط ==وير والتحس ==ين للوص ==ول= إلى مخرج ==ات‬
‫تعليمية مالئمة ذات صبغة تنافسية ‪.‬‬
‫‪ -8‬زي = ==ادة االح = ==ترام والتق = ==دير المحلي واالع = ==تراف العلمي بالمؤسس = ==ات التعليمية لما تقدمه= من خدمة= مختلفة للطالب‬
‫والمجتمع من خالل المساهمة في تنمية المجتمع المحلي ‪.‬‬

‫‪-2‬تط ‪,,‬وير دور الطلبة في عملي ‪,,‬ات التعليم والتعلم وتحس ‪,,‬ين مش ‪,,‬اركته في الحي ‪,,‬اة الجامعية ‪-:‬‬
‫فالط==الب هو المس==تفيد األول والفاعل ال==رئيس من كل أنش==طة التعليم‪ ،‬وإكس==ابه مه==ارات التعلم ال==ذاتي والبحث والحص==ول‬
‫على المعرفة= من منابعها المتعددة والتعامل= معها واستخدامها‪ ،‬بما يوفر له القدرة على التعامل والتكيف االيجابي والفع==ال مع‬
‫‪2‬‬
‫بيئته ومجتمعه‪ =،‬وتمكينه من فهم الحضارات والحوار الهادف البناء مع اآلخر أفراداً وجماعات‪.‬‬
‫وبالتالي تسعي الجودة الشاملة إلى إعداد الطالب بسمات معينة تجعلهم قادرين على معايشة= غزارة المعلومات= وعمليات‬
‫التغيير المستمرة والتقدم التكنولوجي الهائل بحيث ال ينحصر دورهم فقط في نقل للمعرفة= واإلصغاء ولكن في عملية التعامل‬
‫مع هذه المعلومات واإلفادة منها بالقدر الكاف لخدمة عملية التعلم ‪ ،‬لذلك فإن هذه المرحلة= تتطلب " إنسانا بمواصفات معينة‬
‫‪3‬‬
‫الستيعاب كل ما هو جديد و متسارع والتعامل= معها بفعالية ‪0‬‬
‫‪ -3‬بناء مناهج جديدة متطورة في جوانبها المعرفية والتقنية‪: ,‬‬
‫بحيث تكون المناهج متكاملة مع الوسائط الفعالة متعددة الفاعلية‪ ،‬ويتم استبدال نظام الكتاب المنهجي القائم إلى مزيج من‬
‫األساليب التي تجمع بين الكتاب والبرمجيات الدراسية والتلفاز التربوي واستعمال الشبكة ألعنكبوتيه بما يحقق ويدعم‬
‫اإلحساس بأهمية العلم والتكنولوجيا وضرورة امتالك مقومات= ومهارات التعامل معهما‪ =،‬واستعمال المبتكرات واألجهزة العلمية‬
‫والتكنولوجية مثل أجهزة الحاسوب وأدوات التحليل الرمزية ‪ ،‬وتتمثل جودة المناهج المدرسية في االهتمام بمحتوياتها‬
‫ووضوح غايتها وإمكانية تحقيقها وواقعيتها في تلبية رغبات المستفيدين (الطالب‪ ،‬أولياء األمور‪ ،‬المجتمع) ‪ ،‬وهو ما يشير إلى‬
‫أهمية وجود تخطيط متقن يستند لمعايير الجودة ويستتبع ذلك تنفيذ التخطيط بشكل دقيق في ظل متابعة= دائمة ومستمرة‬
‫ونؤكد في هذا السياق ضرورة تجنب العشوائية والبعد عن القرارات الفردية‪ =،‬فجودة المنهج في هذا اإلطار تعنى" تعلماً من اجل‬
‫التمكن"‪ .‬ولتحقيق ذلك التمكن ينبغي مراعاة‪:‬‬
‫‪  0 1‬انطالق المنهج من فلسفة المجتمع ومحقق ألهدافه‪.‬‬
‫‪  0 2‬ضمان التجريب الميداني للمنهج قبل الشروع في تعميمه‪.‬‬
‫‪  0 3‬تمكين المعلمين من خالل تدريب للمعلمين على المناهج المطورة‪.‬‬
‫‪  0 4‬وجوب االعتماد على أدوات تقويم موضوعية لقياس مستوى التمكن‪.‬‬
‫ومعنى ذلك أن الجودة في المناهج تعنى "التعلم للتميز"‪.‬وذلك الن مفتاح اإلبداع هو التميز وهذا ما نريد تحقيقه فى عصر‬
‫العولمة والتكنولوجيا‪.‬‬
‫دواعي تطبيق معايير الجودة في المناهج الجامعية ‪:‬‬
‫‪ -1‬التطور التكنولوجي وظهور مجتمع المعرفة= وإنتاج وصناعة المعرفة‪=.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ – 2 ‬مراعاة (احتياجات سوق العمل) التي تتطور فيها المهارة بسرعة كبيرة والتي تحتاج لمهارات معينة تتحقق‬
‫بتطوير المناهج الدراسية من خالل تبنيها لمعايير الجودة‪.‬‬
‫‪ -3  ‬العولمة= وظهور مواصفات االعتماد األكاديمي التي يجب أن يصل إليها المتعلم وذلك لمواصلة= التعليم في أي‬
‫مكان في العالم‪.‬‬
‫‪ -4‬االحتكاك الثقافي بين مختلف الدول الذي نتج عن العولمة‪.‬‬
‫‪ -5  ‬التطور المستمر في علم النفس والصحة النفسية الذي يدفع إلى التغيير الدائم المستمر في مناهج التعليم‪.‬‬
‫‪ - 6‬التطور في استعمال كافة أساليب تكنولوجيا التعليم‪.‬‬
‫خصائص جودة المنهج الجامعي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الشمولية ‪ :‬أي أنها تتناول جميع الجوانب المختلفة في بناء المنهج وتصميمه وتطويره وتنفيذه وتقويمه‪=.‬‬
‫‪ -2‬الموضوعية= ‪ :‬وهي البد إن تتوافر عند الحكم علي مدى ما توافر من أهداف‪.‬‬
‫‪ -3‬المرونة ‪ :‬مراعاة كافة المستويات وكافة البيئات‪.‬‬
‫‪ -4‬المجتمعية ‪ :‬إي أنها ترتقي مع احتياجات المجتمع وظروفه وقضاياه‪.‬‬
‫‪ -5‬االستمرارية والتطوير ‪ :‬أي إمكانية تطبيقها وتعديلها‪.‬‬
‫‪ -6‬تحقيق مبدأ المشاركة في التصميم واتخاذ القرارات ‪،‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلي وثيقتين لمعايير مناهج تحقق الجودة لمخرجات= المنهج والمدرسة وهما ‪:‬‬
‫‪ -1‬وثيقة خاصة بالمنهج ‪ :‬وهى تتضمن مستويات معيارية لكل عنصر من عناصر المنهج‪.‬‬
‫‪ -2‬وثيقة خاصة بالمتعلم ونواتج التعلم‪ :‬وهى تضم المستويات المعيارية التي تحدد ما يجب إن يتصف به المتعلم والمهارات‬
‫التي يجب أن تنمى لديه ‪ ،‬ويمكن تطبيق الوثيقتين على مناهجنا في كافة مراحل المعرفة= ومدى مراعاتها= لمعايير الجودة‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق يجب إعادة النظر في المناهج التعليمية الحالية وفلسفتها وكميتها ونوعياتها وأساليب تخطيطها وتنفيذها‬
‫وتقويمها لتحقيق الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية ‪ 40‬بحيث تتحول من التركيز على اإلجابة عن سؤال ماذا تعلم تلميذ‬
‫اليوم إلى االهتمام بكيفية تعلمه= وإكسابه اتجاهات التفكير العلمي و اإلبتكاري لمسايرة تطور األلفية الثالثة ولتحقيق التنمية في‬
‫القوى البشرية ‪0‬‬
‫‪ -4‬تحديث مهام وأدوار التدريسي‪: ,‬‬
‫بما يمكنه من استعمال التقنية بشكل متميز وان يكون قادرا على القيام بدور المشرف والموجه للطالب‪ ،‬ومنتجا‬
‫للمعرفة ومتعلما مدى الحياة‪ ،‬وذلك باعتبار أن المعلم هو المرتكز الجوهري في العملية التعليمية‪ ،‬وعليه فإن عمليات تطويره‬
‫تمثل المدخل الحقيقي لتطوير التعليم وتحديثه‪ .‬بحيث يتغير دوره تغيرا جذرياً ليقوم بدور الوسيط النشط في العملية التعليمية‬
‫لتحقيق مبدأ الجودة الشاملة ‪ ،‬فنحن نريد معلم له خبرات تربوية ثقافية متنوعة ‪ ،‬قادر على مشاركة أبنائه في استكمال‬
‫استعدادهم للتعامل= مع مستقبل مختلف كلية عن حاضر أو ماض عايشناه ‪ ،‬كل ذلك يقتضي إعداد معلما= مختلفا وغير مسبوق ‪0‬‬
‫‪ -5‬إدخال وتوظيف تقنية المعلومات في الجامعة ‪:‬‬
‫إدخال تقنية المعلومات في التعليم أصبح أمراً البد منه في هذا العصر الذي يشـهد ثورة تقنية هائلة ‪ ،‬وإن أول خطوة‬
‫في هذا االتجاه هي تصميم أنموذج يحتذي لجامعة تستعمل تقنية المعلومات بفاعلية في جميع أوجه نشاطاتها ‪ ،‬ألن التقنية‬
‫‪5‬‬
‫ليست مجرد توفير وتشغيل األجهزة إنما هي تعني التدريب على استعمال هذه التقنية وتوظيفها في العملية التعليمية ‪0‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -6‬إستعمال الطرق الحديثة في التدريس ‪:‬‬
‫إن استعمال الطرق الحديثة في التدريس بناءاً على أسس مدروسة وأبحاث ثبت صحتها بالتجارب هي تكنولوجيا تعليم‬
‫وهي بمعناها الشامل تضم الطرق واألدوات والموارد واألجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي معين بغرض تحقيق‬
‫أهداف تعليمية محددة تتوافق مع مبدأ الجودة الشاملة ‪ 0‬وهي تعني األخذ بأسلوب األنظمة ‪ ،‬بمعنى إتباع منهج وأسلوب‬
‫‪6‬‬
‫وطريقة في العمل تسير في خطوات منظمة ‪،‬وتستخدم كل اإلمكانات= التي تقدمها التكنولوجيا وفق نظريات التعليم والتعلم ‪0‬‬
‫‪7‬‬
‫هنالك ستة أنماط تعليمية أساسية الستعمال الحاسب في التعليم وهي ‪-:‬‬

‫(‪)Tutorial Mode‬‬ ‫أوالً ‪ :‬طريقة التعلم الخصوصي الفردي‬


‫(‪)Drill& practice Mode‬‬ ‫ثانياً‪ :‬طريقة التدريب والممارسة ‪.‬‬
‫(‪)Simulation Mode‬‬ ‫ثالثاً ‪:‬طريقة المحاكاة ‪.‬‬
‫(‪)Instructional Games Mode‬‬ ‫رابعاً ‪ :‬طريقة األلعاب التعليمية ‪.‬‬
‫(‪)Problem Solving Mode‬‬ ‫خامساً ‪:‬طريقة حل المشكالت‬
‫(‪)Inquiry Mode‬‬ ‫سادساً‪ :‬الطريقة االستقصائية ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬طريقة التعلم الخصوصي‪ ,‬الفردي (‪)Tutorial Mode‬‬


‫وتهدف إلى التعلم من خالل برنامج يتم تصميمه مسبقاً على غرار التعليم المبرمج ‪ .‬وفي هذا النوع من االستخدام‬
‫يدرس فعالً فكرة أو موضوعاً= ما ‪ .‬والطريقة السائدة في هذا النوع من االستخدام‬
‫يقوم البرنامج بعملية التدريس أي أن البرنامج ّ‬
‫هي عرض الفكرة وشرحها ‪ ،‬ثم إيراد بعض األمثلة عليها وفي بعض األحيان إيراد أمثلة معاكسة‪ ،‬وكذلك بعض األسئلة‬
‫واألجوبة‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬طريقة التدريب والممارسة ‪) Drill & Practice Mode‬‬
‫يهدف هذا النوع من التعليم بمساعدة الحاسب إلى إعطاء فرصة للمتعلمين للتدرب على إتقان مهارات سبق تدريسه‪.‬‬
‫وفي هذا النوع من االستخدام يقدم الحاسب عدداً من التدريبات أو التمرينات أو المسائل على موضوع معين سبقت دراسته من‬
‫قبل بطريقة ما‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬طريقة المحاكاة (‪) Mode Simulation‬‬
‫تهدف هذه الطريقة الى تقديم نماذج تفيد بناء عملية واقعية من خالل محاكاة ذلك النموذج والتدريب على عمليات‬
‫يصعب القيام بها في مواقف فعلية‪ .‬فالمحاكاة عملية تمثيل أو إنشاء مجموعة= من المواقف تمثيالً أو تقليداً ألحداث من واقع‬
‫الحياة حتى يتيسر عرضها والتعمق فيها الستكشاف أسرارها والتعرف على نتائجها المحتملة عن قرب ‪ .‬وتنشأ الحاجة الى هذا‬
‫النوع من البرامج عندما يصعب تجسيد حدث معين في الحقيقة نظراً لتكلفته= أو لحاجته إلى إجراء العديد من العمليات المعقدة‪.‬‬
‫رابعاً ‪ :‬األلعاب التعليمية ( ‪) Instructional Games Mode‬‬
‫تعالج هذه البرامج الكثير من المواضيع ولكنها تعتمد في تعليمها على المباريات التخيلية التي تحمل التالميذ على التنافس‬
‫ويحددوا نقاطاً على شبكة إحداثيات وقراءة التعليمات‬
‫لكسب العالمات‪ .‬وعلى التالميذ لكي يفوزوا أن يحلوا مسائل رياضية ّ‬
‫وتفسيرها وتحليل المسائل المنطقية‬

‫‪6‬‬
‫‪7‬‬
‫خامساً‪ :‬طريقة حل المشاكل (‪)Problem solving Mode‬‬
‫هي الحالة أو السؤال الذي يحتاج إلى إجابة ليست معروفة= وليست جاهزة بل البد من المرور بعمليات وخطوات تبدأ‬
‫بناء على تلك الخطوات‪.‬‬
‫بتحديد المشكلة وفحصها وتحليلها ومن ثم الوصول إلى نتائج معينة ً‬
‫سادساً‪ :‬الطريقة االستقصائية‪) Inquiry Mode ( ,‬‬
‫تهدف الطريقة االستقصائية الي تشجيع المتعلمين في مجال النشاطات البحثية التي تستخدم في جمع المعلومات‬
‫وتطوير القدرات العقلية= ‪.‬‬
‫‪ -7‬تطوير نظم القبول والتقويم‪ ,‬وااللتحاق بالمراحل التعليمية‪ ،‬وارتكاز التطوير على قدرات الطالب في التعلم‬
‫وتحقيق المستويات المعيارية للمراحل والصفوف في مجاالت التعليم المحددة‪.‬‬
‫‪ -8‬تفعيل المشاركة بين المنزل والمدرسة في عمليات تعليم وتعلم الطالب‪.‬‬
‫‪ -9‬تحقيق وتدعيم المشاركة والمسؤولية المجتمعية في تخطيط التعليم وتمويله وإ دارته‪،‬ومشاركة فئات‬
‫المجتمع المؤهلة في وضع السياسات ومتابعة وتقييم مدى تحقق االهداف‪.‬‬
‫‪ -10‬اقامة الجسور بين مراحل وحلقات التعليم المختلفة من جانب وبينهما وبين برامج التعليم غير النظامي‪.‬‬
‫‪ -11‬اسهام التعليم بشكل فاعل في عمليات التنمية البشرية وتعميق تفاعله مع متطلبات التنمية البشرية‬
‫المستدامة ‪0‬‬
‫‪ -12‬تحديث وظيفة المدرسة وعملياتها بما يزيد من قدرتها على التفاعل الواعي والنشط مع متغيرات البيئة‬
‫القريبة والبعيدة‪ ،‬وبما يوفر للطالب بيئة مدرسية صحية جاذبة وحافزة علي التعلم ‪.‬‬
‫ومن كل مما سبق نستطيع أن نعتبر أساليب التدريس من مكونات المنهج األساسية‪ ،‬ذلك أن األهداف التعليمية ‪ ،‬والمحتوى‬
‫الذى يختاره المختصون في المناهج ‪ ،‬ال يمكن تقويمها اال بواسطة المعلم واألساليب التي يتبعها في تدريسه‪ ،‬لذلك يمكن‬
‫اعتبار التدريس بمثابة همزة الوصل بين التلميذ ومكونات= المنهج ‪ 0‬واألسلوب= بهذا الشكل يتضمن المواقف التعليمية التي تتم‬
‫داخل الفصل والتي ينظمها المعلم‪ ،‬والطريقة التي يتبعها‪ ،‬بحيث يجعل هذه المواقف فعاله ومثمرة في الوقت نفسه للوصول إلى‬
‫أقصى جودة للعملية التعليمية ‪ ،‬ومن األهمية بمكان أن نؤكد على أن المعلم هو األساس فليست الطريقة هي األساس‪ ،‬وإنما هو‬
‫أسلوب يتبعه المعلم لتوصيل معلوماته وما يصاحبها إلى التالميذ وبحيث يجعل بيئة التعلم تمتاز بالديناميكية وتتمحور حول‬
‫‪8‬‬
‫الطالب‬
‫مفهوم االيزو ‪:‬‬
‫ان اصل كلمة االيزو جاء من الكلمة اليونانية (‪ )ISOS‬التي تعني المساواة ونتيجة لتعقد االعمال ذات الصبغة العالمية والزيادة‬
‫المطردة في التاكيد على الجودة في االسواق مما ادى الى احداث نمو متزايد في الطلب على المواصفات القياسية الدولية‬
‫بوصفها خياراً اساسيا ً لتعزيز موقع المنظمة لتحسين الجودة االنتاجية ‪،‬ولقد اصدرت المنظمة الدولية للمواصفات= والمعايير‬
‫‪ ))International Organization Standaraization‬منذ عام ‪ 1987‬م مجموعات من المعايير والمواصفات=‬
‫بدءاً بمجموعة= (‪ )ISO-9000‬لعام ‪ 1987‬م المعنية بادارة الجودة للمنظمات ولتكون االساس عند ابرام العقود التجارية‬
‫وتاكيد الجودة للزبون (البراوي ‪ ،‬ص‪)160‬‬
‫ومن ثم مجموعة= (‪ )ISO-9000‬لعام ‪1994‬م ووصوال الى مجموعة (‪ )ISO-9000‬للعام ‪2000‬م ‪،‬وهذه المجموعات‬
‫تركز على تحقيق ضمان الجودة وتكريسه ‪ ،‬ويؤدي تطبيق هذه المجموعات= الى مزايا متعددة لمؤسسات التعليم العالي ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫األهداف المتوقعة من تطبيق نظام الجودة الشاملة ‪:‬‬
‫يهدف تطبيق نظام االيزو الى تطوير العمل اإلداري في الجامعات والكليات وتطوير العمل اإلداري سينعكس بشكل‬
‫ايجابي على العملية التعليمية في جميع نواحيها كخطوة نحو توكيد الجودة وذلك اعتمادا ً على ضبط العمليات ‪،‬إذ أن تطبيق‬
‫نظام الجودة سيؤدي إلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬إدارياً‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد األهداف ورسالة الجامعات والكليات بشكل واضح ‪.‬‬
‫توثيق العمليات اإلدارية وتثبيتها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحليل وتطوير العملية اإلدارية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توضيح اإلجراءات اإلدارية وتوضيح األدوار المختلفة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحسين عملية االتصال ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفير المعلومات وتسهيل عملية اتخاذ القرار وتحسينها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكاديمياً ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫توفير البيئة المناسبة للتعليم والتعلم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحسين نوعية وكفاءة الخدمات التعليمية المقدمة= ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المراقبة المحكمة= للعمليات التعليمية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة خبرة التدريسيين عن طريق القيام بعملية التدقيق المستمرة ‪( .‬صاحب ‪،‬ص‪)6‬‬ ‫‪-‬‬

‫طرق قياس الجودة الشاملة في التعليم العالي ‪:‬‬


‫قبل كل شيء يجب ان نعرف ان قياس الجودة يقتضي ‪:‬‬
‫اوالً ‪ :‬تحليل المكونات التي تشكل مكوناً= من مكونات= نظام انتاج السلعة او الخدمة= ويدخل فيها جميع الموارد البشرية‬
‫كالمدراء وجميع العاملين في المؤسسة التعليمية ‪ ،‬والموارد غير البشرية كالمباني ‪ ،‬والمعدات ‪ ،‬وكل ما من شأنه التأثير في‬
‫النتائج من افراد ‪ ،‬وسياسات واحداث ‪ ،‬ومواد ومكونات وغيرها ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬تحليل االجراءات او العمليات ‪،‬وهي تضم مجموعة العمليات التشخيصية والفنية واالدارية ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬تحليل النتائج او المخرجات وتضم الخدمة التي يتحصل عليها العميل او المستفيد بما في ذلك المراجعون والمجتمع‬
‫ويتم قياسها عن طريق قياس درجة رضا المنتفعين واستعمال الوسائل المتاحة ‪.‬‬
‫وهناك اكثر من طريقة لقياس الجودة تتأسس كل طريقة على طبيعة نظرة المؤسسة= الى مفهوم= الجودة الشاملة‪ ،‬ومن تلك‬
‫الطرق ‪:‬‬
‫‪ -1‬قياس الجودة بداللة العمليات ‪:‬‬
‫وتتميز مجال التعليم بتعدد عملياتة مما ادى الى لجوء بعض الباحثين الى عنصر من عناصر تلك العمليات ‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال الذين يشددون على اقتصاديات التعليم يشددون على قياس الجودة من خالل عدد المتعلمين ونسبة المعلمين‬
‫الى المتعلمين في المؤسسة التعليمية ومدة العام الدراسي ومجموع ساعات الدراسة في اليوم وغير ذلك من االمور التي‬
‫تقترب من المدخالت في حين يلجأ اخرون الى ربط الجودة بالعمليات الى حد كبير فتؤخذ بنظر االعتبار قدرات‬
‫الطلبة ‪ ،‬وميولهم واالنشطة التربوية والعملية= داخل المؤسسة= التي تتضمن المهارات بانواعها المختلفة العقلية والبدنية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬قياس الجودة بداللة المخرجات ‪:‬‬
‫ان هذه الطريقة تشدد على نواتج التعليم ‪ ،‬ومخرجاته واعتبارها مقياساً جيداً للجودة النه يؤكد اهمية ما يتعلمه= الطالب‬
‫فعالً بدالً من تكلفة= تربيته ‪.‬‬
‫علما ان المخرجات التعليم العالي متعددة ومتباينة ‪ ،‬فهناك مخرجات معرفية ن ومخرجات قريبة ‪ ،‬ومخرجات بعيدة ‪،‬‬
‫ومخرجات مالية واخرى غير مالية ‪ ،‬ومخرجات فردية واخرى اجتماعية وتشير الدالئل الى اعتماد التحصيل الدراسي‬
‫كمقياس للجودة ‪ ،‬ويؤخذ على هذه الطريقة إغفالها اثر التفاعل بين المدخالت ‪ ،‬والعمليات والمخرجات ‪ ،‬كما يؤخذ‬
‫عليها إغفالها المخرجات= المتعلقة بالخريج ‪ ،‬وضعف= الربط بين المخرجات واالهداف وهناك طرق قياس اخرى منها ما‬
‫يتم بداللة المدخالات واخر يتم بموجب اراء الخبراء واخر يتم بموجب الخصائص الموضوعية= ‪ (.‬عطية ‪ ،2007،‬ص‬
‫‪)45‬‬

‫خطوات تطبيق الجودة الشاملة ‪:‬‬


‫ان خطوات تطبيق الجودة الشاملة او ضمان الجودة عديدة ويمكن ايجازها باالتي ‪:‬‬
‫التخطيط لضمان الجودة ويتضمن ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -1‬اعداد خطة تنفيذية ‪،‬ومراجعة= انشطة المؤسسة ‪،‬ومجاالت= العمل ‪،‬وبيان ما يجب عمله ‪،‬ومايجب تفاديه مع كل‬
‫خطوة في النشاط ‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع قواعد العمل االداري (البروتوكوالت= ) وهي عبارة عن خطة مفصلة= دقيقة تصف االجراءات االدارية لعمل‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع المواصفات المطلوبة= ‪،‬ويتضمن وصفاً ‪،‬مفصالً لخصائص المنتج ‪،‬او الخدمة وقياسهما‪.‬‬
‫‪ -4‬وضع معايير االداء وهي عبارة عن تعليمات محددة دقيقة لالداء المتوقع من العاملين في المؤسسة= ‪،‬وفي ضوء هذه‬
‫المعايير يمكن تعرف المدخالت المهمة= وتعرف تسلسل االجراءات الالزمة للوصول الى النتائج المرغوب فيها‬
‫‪،‬وهذه النتائج على ان تتمتع هذه المعايير بالمصداقية ‪،‬ويمكن االعتماد عليها ‪،‬وان تكون واقعية واضحة تتماشى‬
‫مع تقنيات العصر ومتطلباته ‪.‬‬
‫نشر المعايير القياسية ‪ :‬بمعنى وصولها الى الفئة المستهدفة ‪ ،‬والتأكد من انهم فهموها‪ ،‬وتقبلوها‪ ،‬ويقومون= بتنفيذها‬ ‫‪-2‬‬
‫بطريقة صحيحة فليس من المهم وضع المعايير إنما المهم هو معرفة= جميع هذه المعايير وتطبيقها في مجال العمل‬
‫مراقبة الجودة ‪ :‬وهذه الخطوة تتم باالستمرار في جمع البيانات الخاصة بمؤشرات معينة وتحليلها لمعاونة المدراء على‬ ‫‪-3‬‬
‫تحديد مدى تنفيذ االنشطة طبقاً للخطة ‪،‬ومدى تأثير هذه االنشطة في القطاع المستهدف ‪.‬‬
‫تحديد فرص التحسين ‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -1‬اختيار خدمة= او منطقة للتركيز عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬اختيار مشكلة= معينة ‪،‬اوفرص للتحسين في الخدمة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد المشكلة التي تواجه تحقيق الجودة ‪.‬‬
‫‪ -4‬تحليل المشكلة ودراستها لتحديد االسباب الجذرية للمشكلة= وسرعة الوصول الى حلها ‪.‬‬
‫‪ -5‬اختيار الحل المناسب للمشكلة وتصحيحة ويتضمن ادراج جميع الحلول الممكنة ‪ ،‬ووضع معايير اختيار‬
‫افضل الحلول واختيار حل للتنفيذ ‪ ،‬وصياغة الحل بطريقة علمية ممكنة التنفيذ على ان ال يؤثر الحل سلبياً في‬
‫العاملين او االجراءات‪ ،‬وان يكون ممكن التنفيذ ويحظى بتاييد رؤساء العمل ودعمهم له ‪،‬ودعم المجتمع‬
‫ايضاً‪.‬‬
‫‪ -6‬تنفيذ الحل ويتم عبر مراحل منها التخطيط لتنفيذ الحل ثم التنفيذ بخطوات محددة ‪،‬ثم تفحص مواصفات‬
‫النجاح ‪،‬واالجراءات ‪،‬وانواع المقاومة للحل ثم اتخاذ االجراءات الصحيحة ثم مراقبة التنفيذ ‪.‬‬
‫مؤشرات تدني الجودة في المؤسات التعليم العالي ‪:‬‬
‫هناك مؤشرات= كثير يمكن ان يستدل بها على تدني الجودة في المؤسسة االنتاجية او الخدمية منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬التاخير وضياع الفرص ‪،‬والتاجيل ‪.‬‬
‫‪ -2‬الشكاوي التي تثار ‪.‬‬
‫‪ -3‬هدر الموارد واالزدواجية بالعمل والتوجيهات ‪.‬‬
‫‪ -4‬االلغاءات ‪ ،‬واعادة العمل ‪.‬‬
‫‪ -5‬االخطاء في المدخالت او النتائج ‪.‬‬
‫‪ -6‬شيوع اسلوب االدارة باالزمات ‪.‬‬
‫‪ -7‬العمل االضافي ‪،‬ولوم العاملين ‪.‬‬
‫‪ -8‬االختناقات واالزمات ‪.‬‬
‫‪ -9‬الفصل واالستقاالت= والتنقالت ‪.‬‬
‫تباطؤ االنتاج ‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫انخفاض المعنويات‬ ‫‪-11‬‬
‫الغياب ‪ ،‬واضطراب العمل ‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫تعدد جهات الرقابة والمضايقات المركيزية ‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫اعادة تدريب العاملين ‪.‬‬ ‫‪-14‬‬

‫الجودة الشاملة في العراق ‪:‬‬


‫في بداية الثمانينات اسست جامعة= بغداد قسم لتقويم االداء الجامعي= من اجل ضمان الجودة في كلياتها من حيث المدخالت‬
‫والعمليات والمخرجات ‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1992‬م وضعت وزارة التربية والتعليم العالي نظاماً دقيقاً للسيطرة النوعية لقياس االداء الجامعي وتقويمه= وتم بناء‬
‫بناء على تحليل واستقراء للواقع التربوي والخبرات العراقية في ميدان القياس التقويم ‪.‬‬
‫الملف التقويمي الداء الجامعات= ً‬
‫واخذ الملف التقويمي= بنظر االعتبار تقويم كفاءة النظم ( كمدخالت وعمليات ومخرجات ) او ما تسمى ايضاً (مجاالت النظم )‬
‫‪ ،‬وتقويم بناء النظم من خالل محاوره الرئيسة االتية‪( :‬الهيكل التنظيمي ‪ ،‬الخدمات الجامعية= ‪،‬التدريسي ‪،‬الطالب ‪،‬المناهج وطرق‬
‫التدريس ‪ ،‬البحث العلمي ‪ ،‬الخدمات المجتمعية )‪.‬‬
‫وهدف الملف التقويمي الداء الجامعي الى ما ياتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬حصر المؤشرات السلبية على مستوى الجامعة= او الهيئة او الكلية او المعهد ومحاولة معرفة= اسبابها وخلفيتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬حصر المؤشرات االيجابيه وتشجيعها وتحفيزها واعمامها= على المستويات كافة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد المستجدات القادرة على تطوير ورفع الكفاءة النوعية على مستوى الجامعة= والهيئة والكلية والمعهد ‪.‬‬
‫‪ -4‬تأشير التسلسل الرتبي للجامعات وهيئة المعاهد ثم الكليات وكذلك المعاهد ‪.‬‬
‫ان عتبة القطع المعياري التي تم تحديدها بلغت ‪ % 60‬فالذي يحققها= يكون انجازه مقبوالً ودونها يكون انجازه غير‬
‫مرض ِ ‪،‬وان تحديد مستوى االداء في كل مؤسسة جامعية يتم على وفق محورين هما ‪:‬‬
‫المحور االول ‪ :‬يتحدد مستوى اداء الجامعة= نسبة المعايير الوطنية المحددة (عتبة القطع للقبول )‬
‫المحور الثاني ‪ :‬الموقع او التسلسل الرتبي لتلك الجامعة= مقارنة وتفاضالً مع مستويات اداء الجامعات= االخرى العراقية‬
‫سواء على المستوى العام لالداء او على المستويات المتخصصة الفرعية ‪.‬‬
‫وحددت العناصر التقويمية على وفق المجاالت االتية ‪( :‬المدخالت ‪ ،‬العمليات ‪،‬المخرجات)‪ ،‬وحددت معايير التقويم‬
‫لكل عنصر من عناصر الملف واالوزان الخاصة بها ‪.‬‬
‫ولعل من ابرز المؤشرات التقويمية التي تضمنها الملف التقويمي للجامعات العراقية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الهيكل التنظيمي واالداري‪.‬‬
‫‪ -2‬الخدمات الجامعية ‪.‬‬
‫‪ -3‬الطلبة ‪.‬‬
‫‪ -4‬الهيئة التدريسية‪.‬‬
‫‪ -5‬المناهج وطرق التدريس ‪.‬‬
‫‪ -6‬البحث العلمي= والتبادل الثقافي ‪.‬‬
‫‪ -7‬الخدمات المجتمعية ‪.‬‬
‫وبموجب تلك المؤشرات تم التحقق من جودة اداء الجامعات= العراقية بدءاً من عام ‪1992‬م ‪ ،‬وتم عام ‪/ 1998‬‬
‫‪ 1999‬تشكيل الهيئة الوطنية العليا لضبط الجودة وتتكون من الخبراء المختصين في القياس والتقويم واالدارة‬
‫التربوية وثم وضع ملفات= تقويمية شاملة= للجامعات= والكليات واالقسام العلمية ووضع المعايير الوطنية لتحقيق‬
‫الجودة وبموجب تلك المؤشرات تم تصنيف وترتيب الجامعات العراقية وتحديد مؤشرات الضعف والقوة في‬
‫ادائها ‪.‬‬
‫(مجيد ‪،2008،‬ص ‪)82 -80‬‬
‫االستنتاجات والتوصيات ‪:‬‬
‫اوال ً‪ :‬االستنتاجات ‪:‬‬
‫وبناء على كل ما سبق نستطيع أن نستنتج انه البد من مولد نظام تعليمي جديد أكثر جدوى وفاعلية‪ ،‬يكون محوره‬
‫ً‬
‫التلميذ من خالل تفاعله ومشاركته بصورة فاعله ‪ ،‬وتلعب فيه تقنيات الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت المتمثلة‬
‫في الشبكات المحلية وشبكة اإلنترنت العالمية دورا واعدا بناء على مفهوم وفلسفة الجودة الشاملة في التعليم حيث أصبحت‬
‫طبيعة األعمال الحديثة تتطلب من المدارس إعداد الطالب بمجموعة مختلفة= من المهارات غير تلك التي يتبناها نظام التعليم‬
‫‪9‬‬
‫القديم‬
‫وكذلك يمكن القول بأن شكل المؤسسات التعليمية سيكون مختلفاً كثيراً عما هو عليه اآلن وسيختلف شكل الفصل‬
‫الدراسي بحيث يكون هناك جهاز حاسوب لكل طالب كما ستتمكن االقسام في الكليات من االتصال بالمكتبات المختلفة‬
‫للحصول على ما ترغب فيه من مراجع ومواد علمية أو برمجيات تعليمية وسيختلف شكل المقرر الدراسي عن المألوف ‪ ،‬إذ‬
‫يحتمل أن يستبدل بقرص مرن أو ضوئي‪ ،‬وستكون هناك نوعية جديدة من التدريسيين والطلبة ‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬التوصيات ‪:‬‬
‫سواء من خالل الحكومة= أم من خالل التبرعات من األهالي ‪0‬‬
‫زيادة اإلنفاق على قطاع التعليم ً‬ ‫‪-1‬‬
‫تغيير في شكل المباني الجامعية= الجديدة بما يتناسب و استعمال التكنولوجيا الحديثة ‪0‬‬ ‫‪-2‬‬
‫محاولة استعمال جهاز حاسب اآللي في كل فصل من فصول المدرسة ويفضل إرفاقه بجهاز عرض مرئى ‪0‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪9‬‬
‫تكوين جهاز متخصص إلدارة الجودة الشاملة في التعليم العام ‪ ،‬وهذا الجهاز يكون قادر على التطبيق والتنفيذ‬ ‫‪-4‬‬
‫والتقويم للمخرجات= التعليمية المطلوبة وبشكل مستمر ‪ ،‬مع تحديد وظيفة كل فرد في هذا الفريق ‪.‬‬
‫أن يركز قطاع التعليم علي النوعية أكثر من الكمية وجعل التنافس بين المؤسسات التعليمية ال يقتصر على جلب‬ ‫‪-5‬‬
‫أكبر عدد من الطالب ‪ ،‬بل بجودة الطالب ونوعيته وقدرته على إحداث التطور المستقبلي في المجتمع ‪.‬‬
‫اختيار وتدريب كوادر قيادية فاعلة في العمل اإلداري تستخدم أساليب حديثة في االتصال والتواصل وإقامة‬ ‫‪-6‬‬
‫عالقات إنسانية تشجع على العمل وتزيد دافعية جميع األفراد نحو العمل ‪.‬‬
‫التغيير والتحسين في المناهج بما يتالءم ومبدأ الجودة بالتعليم في عصر تسوده الحاسبات ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫استعمال مبادئ ديمنج ( ‪ ) 14‬عند التطبيق باعتبارها مقياس للجودة ‪0‬‬ ‫‪-8‬‬

‫المصادر‬
‫‪ -1‬ابراهيم عبد الوكيل الفار ‪ :‬تربويات الحاسوب ‪ ،‬دار الفكر العربى ‪ ،‬القاهرة ‪ 1998 ،‬م ‪ ،‬ص‪0 188‬‬
‫‪ -2‬ابراهيم محمد ابراهيم‪ :‬ورقة عمل جودة التعليم فى مواجهة= التسرب واالمية‬

‫‪http://www.ecwronline.org/arabic/rep/2005/12.htm‬‬
‫‪ -3‬أبو السعود إبراهيم ‪ :‬التعليم والمعلوماتية ‪ 0‬دور اإلنترنت في إعداد الخريجين وتدريس اللغات مع تقديم رؤية استراتيجية‬
‫‪0‬‬ ‫للتعليم في األقطار العربية‬
‫‪www.ituarabic.org/E-Education/Doc13-AlAhram.doc‬‬
‫‪ -4‬أماني محمد ‪ ،‬محسن فراج ‪ :‬جودة منهج أم منهج من أجل الجودة‬
‫‪http://scienceeducator.jeeran.com/nafeza/archive/2006/9/99862.html‬‬

‫‪ -5‬الدراكة مأمون= وطارق الشبلي ‪ :‬الجودة في المنظمات الحديثة ‪ ،‬عملن ‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع ‪. 2002 ،‬‬
‫‪ - 6‬العقيلي= عمر وصفي ‪ :‬المنهجية المتكاملة= إلدارة الجودة الشاملة ‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار وائل ‪ 2001 ،‬م‬
‫‪ -7‬المشروع الوطنى الستخدام الحاسب االلي فى التعليم – الحاسب والتعليم فى المملكة= العربية السعودية‬
‫‪WWW.moe.gov.Sa /npace‬‬
‫‪ - 8‬النجار فريد راغب ‪ :‬إدارة الجامعات= بالجودة الشاملة ‪ ،‬أميرال للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة‪1999 ،‬م ‪،‬‬
‫ص‪. 73‬‬
‫‪ -9‬أميمة الخميسى ‪ :‬محددات= خطة وزارة التربية والتعليم وإستراتيجياتها العامة‬
‫‪http://www.suhuf.net.sa/2003jaz/nov/5/dt1.htm‬‬
‫‪ -10‬تمام إسماعيل تمام ‪ :‬آفاق جديدة فى تطوير مناهج التعليم – فى ضوء تحديات القرن الحادى والعشرين ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار‬
‫الهدى للنشر والتوزيع ‪2000 ،‬م ‪ ،‬ص ‪0 105‬‬
‫‪ -11‬جميل نشوان ‪ " :‬تطوير كفايات المشرفين االكاديميين في التعليم الجامعي في ضوء مفهوم= إدارة الجودة الشاملة في‬
‫فلسطين " ورقة علمية اعدت لمؤتمر النوعية في التعليم الجامعي الفلسطيني الذي عقده برنامج التربية ودائرة ضبط النوعية في‬
‫جامعة= القدس المفتوحة في مدينة رام اهلل في الفترة الواقعة ‪0 5/7/2004-3‬‬
‫‪http://www.qou.edu/homePage/arabic/qulityDepartment/qulityConfernce/pepars/sessio‬‬
‫‪n4/jamel.htm‬‬
‫‪ -12‬رضا حجازي ‪ :‬ورقة عمل التعليم النشط مدخل لجودة العملية التعليمية‬
‫‪http://www.ecwronline.org/arabic/rep/2005/13.htm‬‬
‫‪ -13‬عبد اهلل الشهرى ‪ :‬تكنولوجيا التعليم ‪ ،‬منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات ‪ ،‬منتدى تقنية المعلومات= ‪ 1427 ،‬هـ‬
‫‪ -14‬عبد اهلل بن عبد العزيز الموسى ‪ :‬استخدام الحاسب االلي فى التعليم ‪ ،‬مكتبة الشقرى ‪ ،‬الرياض ‪ 1421 ،‬هـ ‪0‬‬
‫‪ -15‬عبد الرحمن الراشد‪ :‬جودة التعليم الجامعى ‪ ،‬جريدة الشرق األوسط ‪ ،‬العدد‪ ، 9410‬سبتمبر ‪2004‬م ‪0‬‬
‫‪ -16‬غزال اليمن ‪ :‬ما هو دور المعلم فى التعليم االلكترونى ‪ ،‬منتديات بوابة العرب ‪ ،‬منتديات التربية والتعليم واللغات ‪،‬‬
‫منتدى التربية والتعليم ‪ 1427 ،‬هـ ‪0‬‬
‫‪-17‬فيليب انكستون‪:‬التغيير الثقافي في األساس الصحيح إلدارة الجودة الشاملة ‪ ،‬ترجمة عبد الفتاح السيد النعمان ‪1995 ،‬م‬
‫‪ ،‬ص‪. 38‬‬
‫‪ -18‬مصطفي أحمد ‪ ،‬محمد األنصاري ‪ :‬برنامج إدارة الجودة الشاملة وتطبيقاتها في المجال التربوي ‪ ،‬قطر ‪ ،‬المركز العربي‬
‫للتدريب التربوي لدول الخليج ‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -19‬نشرة حول تطبيق الجودة الشاملة فى التعليم العالي‬
‫‪http://www.higheredu.gov.ly/quality_control/quality_control_3.htm‬‬
‫‪ -20‬وارين شميث وجيروم فانجا ‪ :‬مدير الجودة الشاملة ‪ ،‬ترجمة محمود عبد الحميد مرسي= ‪ ،‬دار آفاق لإلبداع العالمية‬
‫للنشر واإلعالم ‪ ،‬الرياض ‪1997 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 40‬‬
‫‪ -21‬وزارة التربية والتعليم ‪ :‬دور التكنولوجيا فى مشروع مبارك القومى= كتطوير التعليم فى مصر ‪ ،‬مطابع روز اليوسف‬
‫الجديده ‪ ،‬مصر ‪1994 ،‬م ‪ ،‬ص ‪0 13‬‬

You might also like