Professional Documents
Culture Documents
إعداد المحـامي
بيـرم جمال عبد اللطيف غزال
الرقم النقابي
10053
ماجستير في القانون واالقتصاد – جامعة بيرزيت
عضو لدى لجنة تحرير منشورات نقابة المحامين الفلسطينيين
ُمح ِكم معتمد من قبل المجلس العالمي للقانون والتحكيم والملكية الفكرية ""GCLA
كاتب ضمن فريق اإلبداع العلمي لدى الموسوعة السياسية
فلسطين
2021
المقدمة
يعد قانون التحكيم من المواضيع الحديثة والهامة والتي شغلت بال المشرع في الكثير من الدول لما يمثله
هذا القانون من وسيلة ناجحة في فض وتسوية النزاعات بطريقة بديلة عن اللجوء إلى القضاء وذلك ألنه
يهدف إلى الحفاظ على الصالح العام ومعالجة التشوهات القانونية وتنظيم عمل القطاعات الحيوية بطريقة
تخدم المصلحة الوطنية وتسهم في إرساء قواعد البناء والتطور ,باإلضافة إلى ما يتس ّم به من البساطة
والسرعة والتخصص في فصل المنازعات المختلفة ,وفي سبيل تنظيم التحكيم فقد اهتمت معظم التشريعات
بسن تشريع خاص ينظم أحكام قانون التحكيم وعلى وجه الخصوص المشرع الفلسطيني العربية والمعاصرة ّ
حيث نظم أحكامه في قانون التحكيم رقم ( )3لسنة . 2000
مشكلة البحث
تتمثل إشكالية البحث في تحديد طبيعة التحكيم وما هي المنازعات التي يمكن تسويتها من خالله ,لهذا تسعى
هذه الدراسة إلى اإلجابة على السؤال الرئيسي ,ما مدى قابلية خضوع المنازعات العقارية لوسيلة فض
المنازعات البديلة "التحكيم" ؟ وعلى وجه التحديد تسعى هذه الدراسة إلى اإلجابة على األسئلة الفرعية
التالية:
أهمية البحث
تأتي أهمية هذه الدراسة في ظل تسليط الضوء على أهم األحكام المتعلقة بالتحكيم في المنازعات العقارية,
وذلك بسبب ازدياد حاالت الخالفات حول الشؤون العقارية ,ومن المؤمل أن تستفيد الجهات التالية من
الدراسة :المحامون ,المحكمين ,المهندسين ,طلبة الحقوق ,الباحثين ,العاملين في المجال العقاري.
منهجية البحث
لقد سلك الباحث في موضوع الدراسة المنهج التحليلي الوصفي حيث سيقوم الباحث بتحليل أحكام قانون
التحكيم ومعرفة مدى تسوية المنازعات العقارية بالتحكيم .
محددات البحث
2
ستقوم الدراسة على تحليل أحكام قانون التحكيم الفلسطيني رقم ( (3لسنة 2000وأحكام المواد 1851-
1841من مجلة األحكام العدلية باإلضافة إلى قوانين األراضي موضوع الدراسة و السارية في فلسطين
وهي قانون تسوية األراضي والمياه األردني رقم ( (40لسنة 1952وقانون التصرف باألموال الغير
منقولة رقم ( (49لسنة 1953و قانون األراضي العثماني لعام 1858وقانون ملكية الطوابق والشقق
الفلسطيني رقم ( (1لسنة .1996
أدبيات البحث
أوالا :دراسة محمد مازن أبو رمضان ,واقع التحكيم المالي في فلسطين,الجامعة اإلسالمية-كلية
التجارة,غزة-فلسطين .2015 ,
ثانيا ا :دراسة أالء فاروق عبد حج عبد ,القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع في ظل قانون
التحكيم الفلسطيني,الجامعة العربية األمريكية-كلية الدراسات العليا,جنين-فلسطين.2014,
ثالثا ا :دراسة سائدة أحمد سليمان عجوة ,آلية انتقال الملكية في األراضي غير المسجلة في فلسطين ,
جامعة النجاح الوطنية –كلية القانون,نابلس-فلسطين .2011,
رابعا ا :دراسة مروة قرساس ,دور القاضي اإلداري في المنازعة العقارية,جامعة العربي التبسي-كلية
الحقوق والعلوم السياسية,تبسه-الجزائر .2016 ,
خطة البحث
ألهمية هذا البحث لقد تم تقسيم البحث إلى مبحث أول وهو التحكيم ومنازعات العقود العقارية ,ويتكون من
مطلبين ,المطلب األول وهو ماهية التحكيم ,والمطلب الثاني وهو ماهية المنازعات العقارية والعقود
العقارية ,ومبحث ثاني وهو مدى قابلية خضوع منازعات العقود العقارية لوسيلة تسوية المنازعات البديلة
"التحكيم" ويتكون من مطلبين ,المطلب األول وهو السند القانوني إلمكانية خضوع منازعات العقود
العقارية للتحكيم ,ومطلب ثاني وهو مجاالت التحكيم في منازعات العقود العقارية .
المبحث األول
المطلب األول
ماهية التحكيم
تمهيد وتقسيم:سيتم تقسيم المطلب األول إلى فرعين ,الفرع األول :تعريف التحكيم ,الفرع الثاني :شرط
ومشارطة التحكيم في المنازعات العقارية.
يعرف التحكيم على أنه "اتفاق أطراف عالقة قانونية معينة عقدية أو غير عقدية على أن يتم الفصل في
المنازعة التي ثارت بينهم بالفعل أو التي يحتمل أن تثور وذلك عن طريق اختيار أشخاص محكمين أو يُعهد
إلى هيئة تحكيم أو أحد هيئات التحكيم المؤسسية الدائمة أو غرف التحكيم المحلية والدولية وذلك وفق لقواعد
قانون التحكيم واتفاقيات التحكيم الدولية وقواعد وبرتوكول تلك الهيئات أو الغرف التحكمية المحلية والدولية
" 1كما أنه يعرف التحكيم على أنه "وسيلة رضائية بديلة لفض المنازعات وتقوم فلسفة التحكيم بصورة
واضحة ومحددة على أساس رضا الخصوم واتفاقهم على إحالة حل النزاع إلى محكم معتمد في تخصص
معين" 2كما المحكم في المنازعات العقارية.
ويتجه فريق أخر من الفقه القانوني على تعريف التحكيم على أنه "نظام قضائي خاص يختار فيه األفراد
قضائهم المختص في مجال نزاعهم ويتم من خالل اتفاق مكتوب على بنود التحكيم ويخضع ألحكام القوانين
العاملة بالتحكيم .
ونظرا ً ألهمية التحكيم فقد حرصت معظم التشريعات والقوانين على تعريف التحكيم بموجب مادة خاصة
بــــه ,
.http://www.lawjo.net/ 1
2أالء فاروق عبد حج عبد ,القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع في ظل قانون التحكيم
الفلسطيني,الجامعة العربية األمريكية-كلية الدراسات العليا,جنين-فلسطين ,2014,ص .11
4
فمثالً عرف المشرع الفلسطيني التحكيم على أنه " وسيلة لفض نزاع قائم وذلك بطرح النزاع على هيئة
3
تحكيم مختصة " .
اتخاذ الخاصمين حاكما ً برضاهـــما لفصل كما عرفت مجلة األحكام العدلية التحكيم على أنه "
خصومتهــــــما ودعواهمـــــــا ".
4
أما في النظام القانوني األردني فلم يعرف المشرع األردني التحكيم بل ترك ذلك للقضاء حيث عرفه القضاء
األردني بموجب حكم محكمة التمييز األردنية على أنه "طريق استثنائي يلجأ إليه الخصوم لفض نزاع قائم
بينهم بقصد الخروج عن التقاضي العادي".
أما في النظام القانوني المصري فلم يعرف المشرع التحكيم بشكل مباشر بل عرفته المحكمة الدستورية
العليا المصرية في حكمها على أنه "عرض لنزاع معين بين طرفين أو أكثر على محكم من األغيار يعين
باختيارهما أو بتفويض منهما ويكون اتفاق التحكيم مكتوب وبعدها يفصل هذا المحكم بالنزاع بقرار يكون
نائيا ً عن أي شبهات المماألة ومجردا ً من التحامل وقاطعا ً لداء الخصومة في جوانبها وذلك بعد أن يدلي كل
5
طرف بوجه نظر تفصيلية من خالل ضمانات التقاضي الرئيسية .
ويقسم التحكيم إلى عدة أنواع إما من حيث دور اإلرادة في إنشائه وهنا يقسم إلى قسمين تحكيم اختياري
وتحكيم إجباري ,أو من حيث طريقة اختيار المحكم وهنا يقسم إلى قسمين تحكيم حر "خاص" وتحكيم
نظامي "مؤسسي" ,أو من حيث سلطة المحكم المقيدة أو المطلقة وهنا يقسم إلى قسمين تحكيم مقيد بالقضاء
وتحكيم مطلق بالصلح ,أو من حيث مكان صدور القرار التحكيمي وهنا يقسم إلى قسمين تحكيم محلي
6
وطني وتحكيم دولي وتحكيم أجنبي .
5
شرط التحكيم هو ما يرد في العقد العقاري المبرم بين طرفيه بإحالة النزاع العقاري الذي ينشأ مستقبالً بين
الطرفين إلى التحكيم ،أي إن وقوع النزاع العقاري مسألة محتملة مستقبالً بينما مشارطة التحكيم في
حقيقتها هي اتفاق مستقل بين المتنازعين بعد وقوع النزاع ودون أن يكون منصوصا ً على التحكيم في العقد
األصلي وذلك بإحالة النزاع العقاري إلى التحكيم وبهذا فإن شرط التحكيم هو بند أساسي من بنود العقد
العقاري األصلي ،في حين أن المشارطة تعني عدم ورود اإلتفاق على التحكيم في العقد فيتفق الطرفان
المتنازعان الحقا ً على اختيار التحكيم بدال عن اللجوء إلى القضاء العادي .ففي شرط التحكيم يكون االتفاق
على اللجوء إلى التحكيم مسبقا ً أي قبل نشوء النزاع أصال ،أما في حالة مشارطة التحكيم فيكون
االتفاق بعد وقوع النزاع فعالً مع العلم أن مشارطة التحكيم تتضمن تفاصيل مثل بيان طبيعة النزاع
وأسماء المحكمين مع بيان أتفاق األطراف باإلحالة للتحكيم.7
حيث يعرف شرط التحكيم في المنازعات العقارية على أنه "االتفاق بين المتعاقدين على إحالة كل خالف أو
نزاع عقاري قد ينشأ بينهم من تفسير العقد أو تنفيذه إلى التحكيم مسبقا ً وقبل نشوء النزاع دون مراجعة
8
المحاكم .
كما يعرف شرط التحكيم في المنازعات العقارية أيضا ُ على أنه "ذلك الشرط الذي يرد ضمن بنود تنظيم
عالقة قانونية معينة أو بعبارة ترد ضمن نصوص العقد العقاري ,وبمقتضى هذا الشرط يتفق أطراف
العالقة األصلية -قبل نشوب أي نزاع – على حسم ما قد يثور بينهم من منازعات عقارية بواسطة التحكيم
,وشرط التحكيم هو نص وارد ضمن نصوص عقد عقاري معين -كعقد بيع الشقق السكنية مثالً -وبموجبه
يتم اللجوء إلى التحكيم لفض النزاع القائم وما قد يثور بشأن العقد العقاري مستقبالً.
أما مشارطـة التحكـيم في المنازعات العقارية فهي تكون عندما يتفق األطراف بعد نشوب النزاع على
عرضه على التحكيم طبقا ً إلتفاق مكتوب يُحدد فيه األطراف المتنازعة عقاريا ً وموضوع النزاع العقاري
9
وأسماء المحكمين المختصين في النزاع العقاري ومكان التحكيم العقاري وإجراءات التحكيم.
المطلب الثاني
.https://specialties.bayt.com/ 7
8محمد مازن أبو رمضان ,واقع التحكيم المالي في فلسطين,الجامعة اإلسالمية-كلية التجارة,غزة-فلسطين ,
,2015ص.34
9محمد مازن أبو رمضان ,واقع التحكيم المالي في فلسطين,الجامعة مرجع سابق تم اإلشارة إليه .
6
تمهيد وتقسيم:سيتم تقسيم المطلب األول إلى فرعين ,الفرع األول :تعريف المنازعات العقارية ,الفرع
الثاني :القوانين الناظمة لألراضي والعقارات في فلسطين .
تُعرف المنازعة بوجه عام على أنها "المسألة التي تثير نزاعا ً بين األفراد أو بينهم وبين أحد
السلطات العامة في الدولة والنزاع قد يكون في أي مصلحة من المصالح العامة أو الخاصة ,
وسندا ً لحق التقاضي الدستوري فإن حالة وجود المنازعة تعطي الحق ألطرافها اللجوء الى
وسائل حل المنازعات إما القضاء أو التحكيم .
ويعرف العقار بوجه عام على أنه "ذلك الشيء الثابت المستقر في مكانه والغير قابل للنقل إلى
مكان أخر بدون تلف ",
والعقـارات بوجه عام تقسم إلى عقارات بطبيعتها وهي التي تمثل كل األشياء المادية التي
يكون لها خاصية الثبات واالستقرا ر وعدم قابلية النقل من مكان إلى أخر دون تلف بها,و
عقارات بالتخصيص وهي التي تمثل المنقوالت التي منحت على سبيل المجاز صفة العقار
ألنها خصصت لخدمة العقار أو استغالله بصورة دائمة.
وتعرف المنازعة العقارية على أنها "كل ما يثار من مسائل تثير نزاعا ً حول عقار معين أو
ملكية العقار ونتائج ذلك بين األفراد فيما بينهم أو األفراد مع أحد السلطات العامة وهي عبارة
عن منازعة عينية خاصة ".10
وحسب التعريف اإلجرائي للمنازعة العقارية فهي "مختلف اإلجراءات التي يتطلبها القانون
11
للفصل في المنازعة العقارية إما بواسطة اللجوء إلى التحكيم أو القضاء.
وتعرف العقود العقارية على أنها " طائفة العقود التي تشمل القطاع العقاري في ظل آليات
ّ
االقتصاد الحر وتشمل العقود العقارية ك ٍل من عقود بيع الشقق السكنية وعقود بيع األراضي
10مروة قرساس ,دور القاضي اإلداري في المنازعة العقارية,جامعة العربي التبسي-كلية الحقوق والعلوم
السياسية,تبسه-الجزائر ,2016 ,ص .10
11مروة قرساس ,دور القاضي اإلداري في المنازعة العقارية,جامعة العربي التبسي-كلية الحقوق والعلوم
السياسية,تبسه-الجزائر ,2016 ,ص.9
7
وعقود المقاولة وعقود الصيانة وعقود التشطيب وعقود اإليجار وعقود اإلنشاء وعقود تسليم
المفتاح وعقود اإليجار التمويلي وعقود إدارة العقارات وعقود التمويل العقاري ".12
يسري في األراضي الفلسطينية العديد من القوانين والتشريعات التي تتعلق بقوانين األراضي
وملكيتها وذلك حس ب تعاقب الحقب الزمنية التاريخية التي مرت على فلسطين وفيما يلي
س ّن خاللها من قوانين تتعلق بالعقارات: 13
سنتناول ملخص حول الحقب التاريخية وما ُ
خالل هذه الحقبة أصدرت الحكومة العثمانية التركية مجموعة من القوانين أهما قانون
األراضي لعام 1858والذي تحدث عن أنواع األراضي وهي األراضي الموقوفة والمتروكة
والموات والملك واألميرية ,باإلضافة إلى مجلة األحكام العدلية لعام 1882والتي تعتبر
القانون المدني المطبق في الضفة الغربية حيث تحدثت عن الكثير من األحكام المدنية والتي
تتعلق بمجال المنازعات العقارية أهمها الصلح والوكاالت والقسمة وحق الشفعة والتحكيم
,وقانون الطابو العثماني لعام 1861وغيرها من القوانين والتي أُلغيت الحقا ً .14
أصدرت السلطات البريطانية خالل فترة حكمها لألراضي الفلسطينية العديد من القوانين وذلك
بعد إلغاء اإلدارة العسكرية وإنشاء اإلدارة المدنية بعد عام 1920وأهمها قانون تصحيح
سجالت الطابو لعام 1920الذي جاء لتحديد من هي الجهة صاحبة الصالحية لإلدعاء بملكية
األرض وهم المالك أو الورثة وألغى صالحية المرتهن أو أي مالك ليس بصفة شرعية ,
باإلضافة إلى قانون انتقال األراضي لعام 1920والذي ال يزال ساريا ً في الضفة الغربية
وقطاع غزة وفرض هذا القانون قيود على أنه حتى يدعي شخص بملكية أرض يجب أن يكون
.http://lalf-sa.com/?page_id=1234 12
13ورقة بحثية بعنوان "المراحل االنتقالية لنقل السلطات والصالحيات وتغيير المسميات وأثرها على
التشريعات السارية",وحدة بنك المعلومات القانونية-معهد الحقوق-جامعة بيرزيت.2008,
14سائدة أحمد سليمان عجوة ,آلية انتقال الملكية في األراضي غير المسجلة في فلسطين ,جامعة النجاح
الوطنية –كلية القانون,نابلس-فلسطين ,2011,ص .12,13
8
مقيم في داخل األراضي الفلسطينية وبالتالي فهو جاء بصيغة استيطانية بحتة ,باإلضافة إلى
قانون األراضي المحلولة وقانون محاكم األراضي وقانون نزع الملكية وغيرها من القوانين
15
التي لم يعد معظمها ساري الحقاً.
أصدرت السلطات األردنية خالل فترة حكمها لألراضي الفلسطينية العديد من القوانين والتي
ال تزال سارية المفعول في الضفة الغربية أما قطاع غزة فقد كان تسري القوانين المصرية
لألراضي نتيجة حكم السلطات المصرية للقطاع آنذاك ومن ضمن هذه القوانين وهي محل
الدراسة :
وبدأت حقبة االحتالل اإلسرائيلي منذ 1967/6/5حيث أبقى على القوانين األردنية 16بما ال
يتع ارض مع أحد األوامر العسكرية وصدر خالل هذه الفترة العديد من المنشورات وأبرزها
المنشور رقم 1والذي نص على أنه يتقلد الجيش اإلسرائيلي زمام األمور واألمن واألمان في
األراضي الفلسطينية " بعدها صدر العديد من األوامر العسكرية والتي ال تزال معظمها ساريا ً
حتى اآلن وبلغ عددها 1300أمر عسكري في الضفة الغربية وما يقارب 900أمر عسكري
في قطاع غزة ونظمت األوامر العسكرية معظم الشؤون العسكرية واإلدارية واالقتصادية
والقانونية واالجتماعية ومن أهم هذه األوامر التي صدرت األمر رقم 847والذي نص على
أن مدة الوكالة الدورية في العقارات هي 15سنة واألمر 335والذي عدل أحكام قانون
االستمالك األردني واألمر رقم 47والذي نص على تشكيل لجنة لتحديد رسوم العقارات
والجباية وقانون أمالك الغائبين عام 1950واألمر رقم 42والذي نص على حلول اإلدارة
العسكرية اإلسرائيلية محل أي شخص ترك بالده قبل 1967/6/28م .
بعد توقيع اتفاقية أوسلو لعام 1993ودخول السلطة الوطنية إلى األراضي الفلسطينية واستالم
زمام األمور ومنذ ذلك الحين شك لت السلطة الوطنية الفلسطينية ديوان الفتوى والتشريع
وأصدرت 48قانونا ً وحوالي 200تشريع فرعي أخر وشكلت العديد من الهيئات والسلطات
منها سلطة األراضي ومن ضمن القوانين التي أصدرتها السلطة الوطنية هو قانون ملكية
الطوابق والشقق رقم 1لسنة 1996وحاولت السلطة الوطنية جاهدة إلى تشريع قانون خاص
يضم معظم أحكام قوانين األراضي في قانون واحد وهو مشروع قانون األراضي لعام 2004
لكن لم يقر ولم ينفذ للعديد من المشكالت القانونية والسياسية في هذا المجال. 17
16سائدة أحمد سليمان عجوة ,آلية انتقال الملكية في األراضي غير المسجلة في فلسطين ,جامعة النجاح
الوطنية –كلية القانون,نابلس-فلسطين ,2011,ص .25
17أصدر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية "ياسر عرفات" القرار األول والذي يقضي بسريان جميع القوانين
واألوامر واألنظمة والمراسيم األردنية التي كانت قبل 1967/6/5في األراضي الفلسطينية.
10
المبحث الثانـي
مدى قابلية خضوع منازعات العقود العقارية لوسيلة تسوية المنازعات البديلة
"التحكيم"
المطلب األول :السند القانوني إلمكانية خضوع منازعات العقود العقارية للتحكيم .
المطلب األول
من المقرر قانونا ً و وفقا ً لُحكم المادة ( )4من قانون التحكيم رقم 3لسنه ،2000انه يجوز
التحكيم في كل مسألة يجوز فيها الصلح ،فطالما انه يجوز لطرفي أية عالقة عقدية أو غير
عقدية ،أن يصطلحا بشأن أي نزاع ينشأ عن هذه العالقة ،فيجوز لهما االتفاق على التحكيم
بشأنها ,ويكون النزاع قابال للصلح إذا لم يكن متعلقا بقاعدة آمرة متعلقة بالنظام العام ،إذ أن
الصلح يرد على حقوق تخص طرفيه فقط وال تتعلق بالنظام العام ،أما إذا كانت الحقوق
11
المتنازع عليها تتعلق بالنظام العام فال يجوز لطرفيها التصالح بشأنها ومن ثم ال يجوز لهما
1918
االتفاق على التحكيم للفصل في منازعاتها,
وعلى ذلك فان جواز االتفاق على التحكيم في مسألة معينة يتوقف على جواز الصلح بشأنها
لعدم تعلقها بالنظام العام من الناحية الموضوعية ،فجميع مسائل األحوال الشخصية دون أثارها
المالية ،وكل المسائل الجنائية دون أثارها المالية ،ال يجوز فيها التحكيم ألنها متعلقة بالنظام
العام من الناحية الموضوعية ومن ثم ال يجوز فيها الصلح بطريق التحكيم,
ولكن هناك مسائل ال تتعلق في ذاتها بالنظام العام من الناحية الموضوعية ومن ثم يجوز فيها
الصلح ،ولكنها تتعلق بالنظام العام من الناحية اإلجرائية وذلك فيما يخص اإلجراءات الواجب
إتباعها في رفع الدعاوي المتعلقة بها بحيث يكون رفع دعوي تحكيمية بشأنها فيه مخالفة
لقاعدة إجرائية متعلقة بالنظام العام أو التفاف حول تلك القاعدة وعلى أثر ذلك فإن المشرع
كان متحسبا إلثارة الخالف حول جواز التحكيم في المنازعات العقارية من عدمه فنص عليها
صراحة قطعا لدابر أي خالف فأجاز التحكيم فيها.
ويؤخذ بعين االعتبار أن المنازعات العقارية تنقسم إلى منازعات شخصية عقارية ،ومنازعات
عينية عقارية .وسواء تعلق األمر بمنازعات عينية عقارية أو شخصية عقارية ،فإنه يجوز
الصلح في الحقوق المتنازع عليها محل تلك المنازعات ،ألن تلك الحقوق في ذاتها ال تتعلق
بالنظام العام من الناحية الموضوعية ،إذ أنها تخص مصالح خاصة وال تتعلق بمصلحة عامة،
حتى لو كانت هذه المصالح تتعلق بقاعدة آمرة إذ أن القاعدة اآلمرة في مثل هذه الحالة ال
تتعلق بالنظام العام وتجدر اإلشارة في هذا الخصوص إلى أن هناك اتجاه تشريعي مصري
حديث يمكن االستناد عليه أحدث تطورا ً في فكرة القاعدة اآلمرة حيث نصت المادة 2من
قانون التجارة المصري رقم 17لسنة 1999المصري أن القاعدة اآلمرة ال تكون متعلقة
بالنظام العام إذا تعلقت بمصالح خاصة،أما إذا تعلقت القاعدة اآلمرة باألسس العامة للمجتمع
فإنها تكون متعلقة بالنظام العام ،مثل الجنسية واألحوال الشخصية والمسائل الجنائية ,وبالتالي
18المادة 4من قانون التحكيم الفلسطيني نصت على أنه ال يخضع ألحكام قانون التحكيم المسائل المتعلقة
باألحوال الشخصية والمسائل المتعلقة بالنظام العام والمسائل التي ال يجوز الصلح فيها قانوناً.
19حسب الورقة البحثية بعنوان"التحكيم في الدعاوي العقارية" والمنشورة لدى اإلتحاد األفريقي للتحكيم
الدولي والدعم اللوجستي وأمن المعلومات .2014,
12
فإذا نظرنا إلى المنازعات المتعلقة بالعقارات من زاوية جواز أو عدم جواز الصلح بشأنها،
20
فإننا نقول أنه يجوز الصلح فيها ألنها ال تتعلق بالنظام العام من الناحية الموضوعية.
المطلب الثاني
تتعدد المجاالت التي يتم تسويتها بطريق التحكيم باختالف المنازعات العقارية حيث أن مهام
ال ُمحكم القانوني المختص في منازعات العقود العقارية تختلف بحسب طبيعة المنازعة
المعروضة أمامه على النحـو التالي :
أوالا :اختالف قيمة العقار من تاريخ الشراء عن قيمة العقار في تاريخ النزاع.
ثالثاا :التأخر في تنفيذ البنود واإللتزامات الواردة في العقود العقارية والتي تشمل عقود الشقق
السكنية و األراضي .
رابعاا :عدم تنفيذ كل أو جزء من البنود واإللتزامات الواردة في العقود العقارية والتي تشمل
عقود الشقق السكنية و األراضي .
خامساا :اختالف قيمة أسعار صرف العمالت من تاريخ الشراء عن قيمة أسعار صرف
العمالت في تاريخ النزاع.
سادساا :الخالف حول تفسير أو تنفيذ الشروط الجزائية التي تكون واردة في العقود العقارية.
سابعا ا :الخالف حول ماهية التشطيب أو إعادة التأهيل أو الصيانة في العقارات وذلك بموجب
عقود البناء والتشطيب والمقاولة المضافة إلى العقود العقارية.
ثامناا :الخالف حول التسليم من حيث آلية التسليم أو تاريخ التسليم في العقارات .
20حسب الورقة البحثية بعنوان"التحكيم في الدعاوي العقارية" والمنشورة لدى اإلتحاد األفريقي للتحكيم
الدولي والدعم اللوجستي وأمن المعلومات .2014,
13
تاسعاا :الخالف حول مدة العمل في العقارات بموجب عقود الصيانة المقاولة المضافة إلى
العقود العقارية.
ثاني عشر :الخالف حول التنازل واّلياته لدى الدوائر والجهات الرسمية.
ثالث عشر :الخالف بين لجان اتحاد المالك ولجان العمارات مع مالك العقارات.
رابع عشر :الخالف حول نقل األثاث الموجود في العقارات من حيث نفقات النقل ومدة النقل
حين اتمام العقود العقارية.
خامس عشر :الخالف حول نفقات ورسوم التنازل والوكاالت الدورية في العقود العقارية
البائع والمشتري.
سادس عشر :الخالف حول إجراءات ورسوم براءة الذمة لدى الجهات الرسمية "البلديات
والمجالس المحلية ودوائر الضريبة واألمالك والمالية" في العقود العقارية بين البائع
والمشتري.
سابع عشر :الخالف حول مساحة العقارات من حيث الحصص واألمتار كما هو متفق في
العقود العقارية.
14
الخاتمة
تناولت هذه الدراسة بحث حول التحكيم في منازعات العقود العقارية في ضوء أحكام قانون التحكيم
الفلسطيني وقد توصلت هذه الدراسة في نهايتها إلى عدد من النتائج والتوصيات :
أوالا :النتائج
هناك حاجة للتحكيم في منازعات العقود العقارية في فلسطين من حيث عدم وجود محكمين .1
متخصصين أو مؤسسات متخصصة في هذا المجال .
هناك حاجة ملحة لتطوير القوانين واألنظمة والقواعد العامة التي تعنى بالتحكيم في مواد منازعات .2
العقود العقارية .
هناك ضعف لدى الجهاز القضائي بأهمية التحكيم في مجال منازعات العقود العقارية بمعزل عن .3
إجراءات الدعاوي النظامية في منازعات العقارات والعقود العقارية.
ارتفاع نسبة العمولة التي تحصلها مؤسسات التحكيم في مجال منازعات العقود العقارية باإلضافة .4
إلى ارتفاع أتعاب المحامين في مجال حل القضايا العقارية.
هناك الكثير من العوائق والصعوبات التي يعاني منها المحكم في مجال منازعات العقود العقارية .5
تتمثل بكثرة القوانين الناظمة لألراضي في فلسطين باإلضافة إلى تناقض بعض أحكام هذه القوانين
باإلضافة إلى قدمها.
ثانيا ا :التوصيات
.1وجوب وجود تعاون بين المؤسسات والجهات المعنية بالتحكيم على مستوى الوطن من أجل نشر
الوعي لدى المجتمع حول ثقافة التحكيم في منازعات العقود العقارية.
.2نلتمس من المشرع تطوير أحكام قانون التحكيم الفلسطيني ليتماشى مع مبادئ وأساسيات منازعات
العقود العقارية باإلضافة إلى إلزام المحكمين بالحصول على رخصة تحكيم في مجال منازعات
العقود العقارية.
سن قانون جامع ومانع يشمل كافة أحكام قوانين وأنظمة األراضي .3نلتمس من المشرع الفلسطيني ّ
في منظومة قانونية موحدة تسهل عمل الجهات القضائية والجهات التحكيمية في مجال منازعات
العقود العقارية.
فهرس المحتويات
15
رقم الصفحة الموضوع
2-3 المقدمة
4 المبحث األول :التحكيم ومنازعات العقود العقارية.
4 المطلب األول :ماهية التحكيم.
4-5 الفرع األول :تعريف التحكيم.
6 الفرع الثاني :شرط ومشارطة التحكيم في منازعات العقود
العقارية.
7 المطلب الثاني :ماهية المنازعات العقارية والعقود العقارية.
7-8 الفرع األول :تعريف المنازعات العقارية والعقود العقارية.
8-11 الفرع الثاني :القوانيـن الناظمة لألراضي والعقارات في
فلسطين.
12 المبحث الثاني :مدى قابلية خضوع منازعات العقود
العقارية لوسيلة تسوية المنازعات البديلة "التحكيم".
12-13 المطلب األول :السند القانوني إلمكانيـة خضوع منازعات
العقود العقارية للتحكيم.
14-15 المطلب الثاني :مجاالت التحكيم في منازعات العقود
العقارية.
16 الخاتمة.
17 الفهرس والمحتويات.
18 المصادر والمراجع.
أحكام المحاكم:
.1حكم المحكمة الدستورية العليا المصرية بتاريخ 17ديسمبر لعام . 1994
17