You are on page 1of 74

‫العدد الرابع ‪2019‬م‬

‫النظام القانونى لرد القضاة‬


‫فى ضوء قانون االجراءات المدنية‬
‫لدولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫إعداد‬
‫رائد ‪.‬د‪ .‬حسين عبدالعزيز عبدهللا النجار‬

‫أستار هساعذ قانوى االجراءات الوذنية‬


‫قسن القانوى الخاص‬
‫أكاديوية الشرطة ـــــ دبى‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫مقدمـــــــة‬

‫منذ قديـ الزماف والناس يسعوف فيما بينيـ إلى المنافسة بمختمؼ المجاالت‪ ،‬وحيف‬
‫تتعارض المصالح والحاجات تميؿ النفس البشرية إلى عدـ االمتثاؿ لمحؽ‪ ،‬أو االنصياع‬
‫لمدليؿ؛ وليذه األسباب برزت الخالفات بيف البشر والمنازعات‪ ،‬بؿ إف ىذه النزاعات‬
‫يوم ا بعد يوـ‪ ،‬األمر الذي تطمب حسميا عف طريؽ المجوء إلى جية مختصة‬
‫ازدادت ً‬
‫لمحصوؿ عمى الحؽ واالنصاؼ؛ ولذلؾ ظير ما يسمى بالجياز القضائي الذي يعتبر‬
‫مؤسسة ىامة في كؿ مجتمع وفي الحياة العامة‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ دفع المفاسد والمظالـ‪،‬‬
‫وقطع النزاعات التي تثور في المجتمعات‪ ،‬بيدؼ تحقيؽ مقومات العدؿ والعدالة‪.1‬‬

‫بارز في بناء األمـ والحضارات والمجتمعات عمى مر‬‫دور ًا‬


‫والحقيقة أف القضاء لعب ًا‬
‫التاريخ ‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ تحقيقو لمجموعة مف المبادئ األساسية لدولة الحؽ والقانوف‪ ،‬كما‬
‫أف الشريعة اإلسالمية ػ والتي تعتبر المصدر الرئيس لمتشريع في لدولة اإلمارات العربية‬
‫المتحدة ػ قد أضفت عمى القضاء مكانة رفيعة‪ ،‬فيو عمؿ أنبياء ا﵀ ورسمو‪ ،‬فيقوؿ الباري ػ‬
‫مخاطبا نبيو داود‪﴿ :‬يا داود إنا جعمناؾ خميفة في األرض‬
‫ً‬ ‫عز وجؿ ػ في كتابو العزيز‬
‫فاحكـ بيف الناس بالحؽ وال تتبع اليوى فيضمؾ عف سبيؿ ا﵀﴾‪ ،2‬كذلؾ يقوؿ رب العزة‬
‫والجاللة‪﴿ :‬وأف احكـ بينيـ بما أنزؿ ا﵀ وال تتبع أىواءىـ﴾‪ ،3‬ويقوؿ ا﵀ ػ سبحانو وتعالى ػ‬
‫‪ ﴿ :‬إف ا﵀ يأمركـ أف تؤدوا األمانات إلى أىميا واذا حكمتـ بيف الناس أف تحكموا بالعدؿ‬
‫إف ا﵀ نعما يعظكـ بو إف ا﵀ كاف سميعا بصي ار ﴾‪.4‬‬

‫مستمدا ىذه‬
‫ً‬ ‫ويعتبر نبي األمة ػ عميو أفضؿ الصالة والسالـ ػ أوؿ قاض في اإلسالـ ‪،‬‬
‫الصفة مف قولو ػ تعالى ػ ‪﴿ :‬فإف تنازعتـ في شيء فردوه إلى ا﵀ والرسوؿ إف كنتـ‬
‫تؤمنوف با﵀ واليوـ اآلخر‪ ،‬ذلؾ خير وأحسف تأويال﴾‪ ،5‬فقد تولى ػ عميو الصالة والسالـ ػ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٓ 1‬ذٔذ ٓذج‪ٞ‬ث‪:٢‬أعبع‪٤‬بد ك‪ ٢‬اُز٘ظ‪ ْ٤‬اُوؼبئ‪ ٢‬أُـشث‪.٢‬داس أث‪ ٢‬سهشام ُِطجبػخ ‪ٝ‬اُ٘شش‪.‬اُطجؼخ اُضبٗ‪٤‬خ‪.‬‬
‫‪ .0212‬ص‪.11:‬‬
‫‪ 0‬ع‪ٞ‬سح ص ا‪٣٥‬خ ‪.02‬‬
‫‪ 3‬ع‪ٞ‬سح أُبئذح ا‪٣٥‬خ ‪.94‬‬
‫‪ 9‬ع‪ٞ‬سح اُ٘غبء ا‪٣٥‬خ ‪.75‬‬
‫‪ 7‬ع‪ٞ‬سح اُ٘غبء ا‪٣٥‬خ ‪.75‬‬
‫‪538‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫قاضيا بيا‪،‬‬
‫ً‬ ‫القضاء بيف المسمميف‪ ،‬وأرسؿ سيدنا عمًيا ػ رضي ا﵀ عنو ػ إلى اليمف ليكوف‬
‫خاصا‬
‫ً‬ ‫اىتماما‬
‫ً‬ ‫أضؼ إلى ذلؾ كاف سيد المرسميف ػ عميو أفضؿ الصالة والسالـ ػ يولي‬
‫باألقواـ حديثي الدخوؿ في اإلسالـ؛ حيث كاف يرسؿ مف يتولى شؤوف الوالية والقضاء‬
‫ويعمـ الناس عموـ الديف الجديد‪.‬‬

‫ومف ىذا المنطمؽ‪ ،‬حرصت األنظمة القانونية المعاصرة عمى تنظيـ وظيفة القاضي‬
‫وثيقا بتحقيؽ العدالة واالنصاؼ‪،‬‬
‫طا ً‬ ‫نظر الرتباط ىذه المسألة ارتبا ً‬
‫فيما يتعمؽ بحياديتو‪ً ،‬ا‬
‫وفي سبيؿ ذلؾ تبنت ىذه األنظمة مجموعة مف القواعد التي تكفؿ استقالؿ القاضي‬
‫وضماف حياديتو‪.‬‬

‫المشرع اإلماراتي ػ ومعظـ التشريعات المقارنة ػ بمبدأ حياديو القاضي‬


‫ِّ‬ ‫وعميو فقد اىتـ‬
‫عمى نحو يؤدي إلى إبعاده عف نظر النزاع متى تحقؽ سبب يؤثر في عدالتو وحياديتو‪ ،‬أو‬
‫يدعو إلى الشؾ في قضائو‪ ،‬وذلؾ إما بناء عمى طمب مف القاضي الذي يخشى أف يشوب‬
‫حكمو مي ٌؿ إلى أحد األطراؼ‪ ،‬وىو ما يعرؼ بنظاـ التنحي‪ ،‬أو بناء عمى طمب أحد‬
‫أطراؼ الخصومة‪ ،‬وىو ما يعرؼ بنظاـ رد القضاة الذي اخترناه أف يكوف موضوع دراستنا؛‬
‫حيث تتجمى أىمية نظاـ الرد في كونو مف أبرز الموضوعات التي تناولتيا التشريعات‬
‫نظاما يكفؿ حيادية القاضي‪ ،‬وتحوؿ بطبيعة الحاؿ دوف تأثره‬
‫ً‬ ‫الحديثة‪ ،‬حيث وضعت لو‬
‫بمصالحو الشخصية أو بعواطفو الخاصة‪.1‬‬

‫كما أف ىدؼ التشريعات مف تنظيـ نظاـ رد القضاة ليس فقط توفير الحماية لممتقاضييف‪،‬‬
‫وضماف نزاىة القاضي‪ ،‬وحياده خالؿ نظر الدعوى المعروضة عميو‪ ،‬بؿ سعت التشريعات‬
‫كذلؾ مف خالؿ ىذا النظاـ إلى حماية القاضي نفسو‪ ،‬الذي قد يشعر بالحرج عند نظر‬
‫بعض القضايا‪ ،‬مما يجعمو غير قادر عمى موازنة األمور بالشكؿ الصحيح وتمحيص وقائع‬
‫الدعوى؛ وذلؾ راجع إما لعممو مف خارج أروقة ساحة القضاء‪ ،‬أو لكونو يعمـ أف أحد‬
‫مظموما‪ ،‬ولكنو غير قادر عمى إيجاد الوسيمة الكفيمة إلنصافو؛ لذلؾ ػ‬
‫ً‬ ‫أطراؼ الخصومة‬
‫وحفاظً ا عمى نقاء ضمير القاضي الذي يجب أف يتصؼ بالحيادية عند نظر الخصومة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ػجذ أُ٘ؼْ ججشح‪ٓ :‬جبدة أُشاكؼبد‪ .‬داس اُ٘‪ٜ‬ؼخ اُؼشث‪٤‬خ‪.‬اُوب‪ٛ‬شح‪.1445.‬ص‪.32:‬‬
‫‪535‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫المطروحة عميو ػ فقد منحتو التشريعات الحديثة الحؽ في التنحي‪ ،‬حتى واف لـ يرده أحد‬
‫أطراؼ الدعوى‪.‬‬

‫ومف جية أخرى فإف حرص التشريعات عمى حقوؽ األفراد وبث الطمأنينة في نفوسيـ‬
‫مف ج ية القضاة الذيف يفصموف في قضاياىـ‪ ،‬فقد كفمت ليـ ىذه التشريعات الحؽ في رد‬
‫القاضي متى توفرت أسباب ىذا الرد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أىمية الموضوع‪:‬‬

‫إف البحث في موضوع رد القاضي لو قدر مف األىمية سواء مف الناحية القانونية‪،‬‬


‫واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ .‬فمف الناحية القانونية تتمثؿ ىذه األىمية في أف التطبيؽ األمثؿ‬
‫لمنصوص التشريعية‪ ،‬التي تحمي حقوؽ األفراد في المجتمع وتضمف سالمة حرياتيـ‪ ،‬فال‬
‫يمكف أف يتـ ذلؾ إال بوجود قضاة يمتمكوف الحد الكافي والمطموب مف الحياد‪ ،‬والنزاىة‪،‬‬
‫والحزـ‪ ،‬الالزميف إلعطاء ىذه النصوص قوتيا ومكانتيا‪.‬‬

‫أما مف الناحية االقتصادية فتتمثؿ ىذه األىمية في انعكاس العدالة القضائية في‬
‫المجتمع عمى تعزيز النشاط االقتصادي‪ ،‬وجذب المستثمريف واالستثمارات الداخمية والخارجية‪.‬‬

‫أخير تبرز األىمية االجتماعية لنظاـ رد القضاة في كوف الرد يشكؿ ضمانة أساسية‬
‫و ًا‬
‫لخمؽ الثقة لدى المتقاضيف في صحة وعدالة األحكاـ الصادرة عف الجياز القضائي‪ ،‬بما‬
‫يساىـ في تكريس السمـ االجتماعي والمساواة أماـ القانوف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إشكاالت الموضوع‪:‬‬

‫يطرح موضوع نظاـ رد القضاة العديد مف اإلشكاالت والتساؤالت‪ ،‬وىي عمى الشكؿ التالي‪:‬‬

‫‪ ‬ما المقصود برد القضاة؟‬

‫‪ ‬ما اليدؼ والغاية مف تنظيـ نظاـ رد القضاة؟‬

‫‪ ‬مامدى تأثير مبدأ الحيادية باعتباره أحد أىـ المبادئ األساسية لمتقاضي بنظاـ الرد؟‬

‫‪545‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬ما ىي أسباب رد القضاة في قانوف اإلجراءات المدنية لدولة اإلمارات العربية‬


‫المتحدة؟ وما األثر المترتب في حاؿ توافر أحدىا في القاضي ؟‬

‫‪ ‬ىؿ يجوز رد كافة القضاة بمختمؼ الطبقات والدرجات القضائية وفقا لقانوف‬
‫اإلجراءات المدنية لدولة اإلمارات العربية المتحدة؟‬

‫‪ ‬ما مدى جواز الطعف في الحكـ الصادر عمى طمب الرد؟‬

‫ثالثا‪ :‬أىداف البحث‪:‬‬

‫إف األىداؼ الرئيسة مف البحث في موضوع نظاـ رد القضاة تعود بالضرورة إلى بياف‬
‫العديد مف النقاط‪ ،‬وىي كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬التعرؼ عمى ماىية الرد‪.‬‬

‫‪ ‬بياف الجوانب القانونية المنظمة لموضوع الرد في قانوف اإلجراءات المدنية لدولة‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫‪ ‬بياف اإلجراءات الواجب اتباعيا لتقديـ طمب الرد‪.‬‬

‫‪ ‬بياف المحكمة المختصة في نظر الرد‪.‬‬

‫‪ ‬بياف األثر المترتب عمى تقديـ طمب الرد‪.‬‬

‫‪ ‬بياف إمكانية الطعف عمى الحكـ الصادر في طمب الرد‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬منيجية البحث‪:‬‬

‫نظر لطبيعة ىذا البحث العممي‪ ،‬فسيتـ استخداـ منيج البحث النوعي المقارف‪ ،‬وذلؾ‬
‫ًا‬
‫مف خالؿ تحميؿ النصوص القانونية المنظمة لرد القاضي في ضوء الباب الثامف المتعمؽ‬
‫بعدـ صالحية القضاة وردىـ وتنحيتيـ في المواد مف ‪ 114‬إلى ‪ 124‬مف قانوف اإلجراءات‬
‫المدنية لدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬مع االعتماد عمى المنيج المقارف مع بعض‬
‫األنظمة القانونية مثؿ‪ :‬التشريع المصري‪ ،‬والفرنسي‪ ،‬والمغربي‪ ،‬بيدؼ االستفادة مف ىذه‬

‫‪545‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫األنظمة وبياف أوجو التشابو واالختالؼ بيف ىذه األنظمة القانونية والتشريع اإلماراتي في‬
‫نظاـ رد القضاة‪.‬‬

‫وبناء عمى ما تقدـ ستكوف خطتنا لدراسة ىذا البحث مقسمة إلى فصميف اثنيف‪:‬‬
‫ً‬
‫الفصل األول‪ :‬األحكام العامة حول رد القضاة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬النظام اإلجرائي لرد القضاة‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫األحكام العامة لرد القضاة‬

‫بادئ ذي بدأ نود أف نمفت النظر بأف القاضي إنساف يعيش مع غيره مف أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬ولو مصالح خاصة قد تؤثر في قضائو‪ ،‬فالقاضي بشر بطبيعتو‪ ،‬وعميو قد‬
‫يتعرض لسبب أو آلخر لبعض العوامؿ التي قد تأثر عمى نفسيتو أو عاطفيتو فتظير‬
‫عميو عوامؿ المحبة والبغض و المنفعة‪.1‬‬

‫ومف المعموـ إف ضماف حؽ التقاضي لكؿ فرد مف أفراد المجتمع مف الحقوؽ الجوىرية‬
‫التي يكفميا القانوف‪ ،‬بيدؼ توفير النزاىة الالزمة لمقضاة وابعادىـ عف أي أمر يشكؾ في‬
‫حياديتيـ ونزاىتيـ‪ ،‬وكما البد أف يكوف الحكـ الصادر مف الجياز القضائي مشموًال‬
‫ومحال الحتراميـ‪ ،‬فإذا اعتقد أحد الخصوـ أف الحكـ الذي‬
‫ً‬ ‫بالطمأنينة لدى الخصوـ‪،‬‬
‫نوعا مف التحيز مف قبؿ القاضي ألحد الخصوـ‪ ،‬فقد‬
‫سيصدر في النزاع قد يكوف فيو ً‬
‫أجاز القانوف أف يطمبوا امتناع القاضي مف النظر في الدعوى والحكـ فييا؛ لذلؾ فإف‬
‫أساس تنحية القاضي أو رده ليس ىو الشؾ في ذمة القاضي نفسو أو في نزاىتو‪ ،‬بؿ ىو‬
‫وضمانا أف ال‬
‫ً‬ ‫حماية مظير الحيادية الذي يتطمب توافره أماـ أطراؼ الدعوى والجميور‪،‬‬
‫يتأثر القاضي بعواطفو الخاصة عند الفضؿ في النزاع‪.2‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬آدّ ‪٤ٛٝ‬ت اُ٘ذا‪ :١ٝ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ‪.‬اُوب‪ٛ‬شح ‪.‬ص‪.92:‬‬
‫‪ 0‬أدٔذ ‪٤٘ٛ‬ذ‪ :١‬أط‪ ٍٞ‬أُذبًٔبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ‪.‬اُذاس اُجبٓؼ‪٤‬خ ث‪٤‬ش‪ٝ‬د‪.1454.‬ص‪.34:‬‬
‫‪545‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وعميو‪ ،‬فقد حددت الغالبية العظمى مف التشريعات اإلطار القانوني لنظاـ رد القضاة‬
‫بما يتناسب وحفظ طمأنينة المتقاضي إلى قاضيو بشكؿ خاص‪ ،‬والى المؤسسة القضائية‬
‫المشرع اإلماراتي في المادة ‪ 115‬مف قانوف اإلجراءات‬
‫ِّ‬ ‫بشكؿ عاـ؛ وبالتالي فقد حرص‬
‫المدنية عمى تحديد األسباب التي يمكف االستناد إلييا لرد القاضي المشكوؾ في حياديتو‪،‬‬
‫وىي أسباب واردة عمى سبيؿ الحصر ال المثاؿ‪.‬‬

‫لذا سنحرص في إطار ىذا الفصؿ تحديد ماىية الرد وطبيعتو ونطاقو (المبحث‬
‫األوؿ)‪ ،‬ثـ بعد ذلؾ نتعرض ألسبابو (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫ماىية الرد وأىميتو ونطاقو‬

‫إف الدور األساسي ألي جياز أو مؤسسة قضائية ىو التنظيـ العاـ لممجتمعات‬
‫وتحقيؽ العدالة‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ الفصؿ في الخصومات والمنازعات المعروضة‪ ،‬وايصاؿ‬
‫الحقوؽ إلى أصحابيا‪ ،‬والعمؿ عمى تقميص حجـ االختالؿ االجتماعي الناشئ عف التنازع‬
‫وتداخؿ الحقوؽ‪ ،‬مع تكريس أىمية ىذا الدور في أذىاف المتقاضيف بما يكفؿ احتراـ منزلة‬
‫المؤسسة القضائية‪ ،‬واإلذعاف ألحكاميا وتعزيز الثقة لدييـ إلى عدالتيا وحياديتيا‪.‬‬

‫وفي ىذا الصدد يتطمب بشكؿ أساسي مف المتقاضي أف يطمئف إلى قاضيو‪ ،‬وأف‬
‫األصؿ في المحكمة الحيادية‪ ،‬وىذا ما أكدتو المعاىدة األوروبية لحقوؽ اإلنساف التي تـ‬
‫التصديؽ عمييا في روما بتاريخ ‪ 4‬نوفمبر ‪1951‬ـ‪ ،‬وبدأ العمؿ بيا بتاريخ ‪ 3‬سبتمبر ‪1953‬ـ‬
‫في مادتيا ‪ 6‬عمى أف‪" :‬لكؿ إنساف عند تقرير حقوقو وواجباتو المدنية أو أي اتياـ جنائي‬
‫يوجو ضده الحؽ في محاكمة عادلة وعمنية فترة زمنية معقولة أماـ محكمة مستقمة ومحايدة‬
‫أنشئت طبقًا لمقانوف"‪.1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٓ 1‬ذٔذ ٓذج‪ٞ‬ث‪:٢‬أعبع‪٤‬بد ك‪ ٢‬اُز٘ظ‪ ْ٤‬اُوؼبئ‪ ٢‬أُـشث‪.٢‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.37:‬‬
‫‪543‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫وعميو فإف ىنالؾ مجموعة مف الضمانات التي حرصت الكثير مف التشريعات العربية‬
‫واألجنبية عمى تكريسيا في قوانينيا الوطنية‪ ،‬ومف أىـ ىذه الضمانات نظاـ الرد أو ما‬
‫يطمؽ عميو في بعض التشريعات واألنظمة بنظاـ تجريح القاضي‪.‬‬

‫لذلؾ سوؼ نستعرض في ىذا المبحث كؿ مف ماىية رد القضاة (المطمب األوؿ) ثـ‬
‫أىميتو وتحديد نطاقو (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول‬

‫ماىية رد القضاة‬

‫المشرع اإلماراتي عمى تبني نظاـ الرد وتنظيمو في الباب الثامف المتعمؽ بعدـ‬
‫ِّ‬ ‫حرص‬
‫صالحية القضاة وردىـ وتنحيتيـ في المواد مف ‪ 114‬إلى ‪ 124‬مف قانوف اإلجراءات‬
‫المدنية لدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وذلؾ باعتباره مف بيف أىـ الضمانات الكفيمة‬
‫بتعزيز الثقة لدى المتقاضيف في الجياز القضائي وما تصدره مف ىذا الجياز المؤسسي‬
‫مف أحكاـ‪ .‬غير أف ىناؾ ضمانات أخرى نظمتيا الكثير مف التشريعات المعاصرة ال تقؿ‬
‫أىمية عف نظاـ الرد‪ ،‬والمتمثمة في نظاـ عدـ صالحية القضاة وتنحيتيـ ومخاصمتيـ‪.‬‬

‫فمف خالؿ ما تقدـ سنحاوؿ تحديد مفيوـ الرد وبياف خصائصو (الفرع األوؿ) ثـ إلى‬
‫تمييزه عف األنظمة المشابية لو (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫مفيوم الرد وبيان خصائصو‬

‫إف نظاـ الرد قد نصت عميو مختمؼ التشريعات اإلجرائية المعاصرة‪ ،‬وذلؾ تحت‬
‫أسماء ومفاىيـ ومصطمحات تختمؼ صياغتيا مف قانوف إلى آخر‪ ،‬فما ىو مفيومو (الفقرة‬
‫األولى) وما ىي خصائصو (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪544‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفيوم الرد‬

‫تجدر اإلشارة أف مصطمح الرد‪ ،‬كما ىو وارد في قانوف اإلجراءات المدنية لدولة‬
‫اإلمارات العربية المتحدة وفي أغمب التشريعات العربية‪ ،1‬يقابمو مصطمح التجريح في‬
‫التشريع اإلجرائي المغربي‪ ،2‬فيما تقابمو كممة ‪ Récusation‬في التشريع الفرنسي‪.‬‬

‫و ًأي ا كاف األمر‪ ،‬فإف أغمب التشريعات التي تعرضت لتنظيـ اجراءات الرد‪ ،‬ومنيا‬
‫التشريع اإلماراتي‪ ،‬قد أحجمت عف إعطاء تعريؼ لو؛ األمر الذي جعؿ بعض فقياء‬
‫القانوف لمسعي لمحاولة تحديد معناه‪ ،‬وذلؾ بالرجوع إلى أصؿ الكممة في القاموس المغوي‪.‬‬

‫وعميو‪ ،‬يقصد بالرد مف الناحية المغوية‪" :‬صرؼ الشيء ورجعو‪ ،‬والرد‪ :‬مصدر رددت‬
‫الشيء‪ ،‬ورده عف وجيو يرده ردا ومردا‪ ،‬وتردادا‪ :‬صرفو"‪ ،3‬وجاء في التنزيؿ العزيز﴿ود‬
‫كثير مف أىؿ الكتاب لو يردونكـ مف بعد إيمانكـ كفا ار حسدا مف عند أنفسيـ مف بعد ما‬
‫تبيف ليـ الحؽ فاعفوا واصفحوا حتى يأتي ا﵀ بأمره إف ا﵀ عمى كؿ شيء قدير﴾‪.4‬‬

‫أيضا رد الباب أي‬


‫أيضا‪ :‬رده إليو أي أعاده‪ ،‬أو رده عمى عقبو‪ ،‬كما يقاؿ ً‬ ‫ويقاؿ ً‬
‫أغمقو‪ ،‬ويقاؿ رد عميو كذا‪ :‬أي لـ يقبمو‪ ،‬ويقاؿ ورد عميو‪ :‬أجابو‪ ،‬و يقاؿ‪ :‬رد عميو السالـ‬
‫ورد عميو قولو‪ :‬راجعو فيو‪ ،‬ويقاؿ ما يرد عميؾ‪ :‬أي ما ينفعؾ‪.5‬‬

‫أما رد القضاة مف الناحية القانونية‪ :‬فيقصد بو عدـ قياـ القاضي بنظر لمنزاع والحكـ بو‪.6‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٗٝ 1‬خض ثبُزًش ػِ‪ ٠‬عج‪ َ٤‬أُضبٍ ال اُذظش اُزشش‪٣‬ؼبد اُزبُ‪٤‬خ‪ٓ:‬ظش‪ُ ،‬ج٘بٕ‪ ،‬األسدٕ ‪ٝ ،‬اٌُ‪٣ٞ‬ذ‪.‬‬
‫‪ 0‬اُلظ‪ 047 ٖٓ ٍٞ‬اُ‪ ٖٓ 044 ٠‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُغطش أُذٗ‪٤‬خ أُـشث‪٤‬خ ‪ٝ‬أُ‪ٞ‬اد ٖٓ ‪ 053‬اُ‪ ٖٓ 057 ٠‬هبٗ‪ٕٞ‬‬
‫أُغطشح اُج٘بئ‪٤‬خ أُـشث‪٤‬خ‪.‬‬
‫‪ 3‬اُؼالٓخ أث‪ ٞ‬اُلؼَ جٔبٍ اُذ‪ٓ ٖ٣‬ذٔذ ثٖ ٌٓشّ ثٖ ٓ٘ظ‪ٞ‬س األكش‪٣‬و‪ُ :٢‬غبٕ اُؼشة‪.‬أُجِذ اُغبدط‪.‬داس‬
‫طبدس‪.‬ث‪٤‬ش‪ٝ‬د‪ .0225 .‬ص‪.130:‬‬
‫‪ 9‬ع‪ٞ‬سح اُجوشح ا‪٣٥‬خ ‪.124:‬‬
‫‪ 7‬اثشا‪ٓ ْ٤ٛ‬ظطل‪ ،٠‬أدٔذ دغٖ اُض‪٣‬بد‪،‬دبٓذ ػجذ اُوبدس‪ٓ،‬ذٔذ ػِ‪ ٢‬اُ٘جبس‪:‬أُؼجْ اُ‪ٞ‬ع‪٤‬ؾ‪.‬اُجضء‬
‫األ‪.ٍٝ‬داس اُذػ‪ٞ‬ح‪ .‬أٌُزجخ اإلعالٓ‪٤‬خ ُِطجبػخ ‪ٝ‬اُ٘شش ‪ٝ‬اُز‪ٞ‬ص‪٣‬غ‪.‬ص‪.090:‬‬
‫‪ٓ 2‬ذدذ أُذٔ‪ٞ‬د‪ :‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ سهْ ‪ُ 53‬غ٘خ ‪.1424‬اُطجؼخ اُشاثؼخ ‪.0221‬‬
‫ثـذاد‪.‬ص‪.175:‬‬
‫‪545‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫كما أف فقياء الشريعة اإلسالمية قد قاموا بتعريؼ نظاـ رد القضاة بؿ وذكروا حاالتو‪،‬‬
‫إال أنيـ لـ يقوموا بإعطاء تعريفًا لو‪ ،‬حيث كاف يختص بالنظر في طمبات الرد قاض‬
‫يسمى" صاحب الرد"‪.1‬‬

‫وقد ورد في كتاب قضاة األندلس‪" :‬ولمحكاـ الذيف تجري عمى أيدييـ األحكاـ ست خطط‪،‬‬
‫أوؿ القضاء ‪ .‬وصاحب رد‪ ،‬ويسمى صاحب رد‪ ،‬بما رد عميو مف األحكاـ‪ ،‬وانما كاف يحكـ‬
‫صاحب الرد فيما استرابو الحكاـ وردوه عف أنفسيـ"‪.2‬‬

‫ويقصد بنظاـ الرد عند بعض رجاؿ الفقو اإلسالمي بأنو منع القاضي مف نظر‬
‫الخصومة المعروضة عميو متى قاـ سبب مف األسباب التي ذكرىا الفقياء في ىذا المجاؿ‪،‬‬
‫بحيث يصبح حكمو باطالً وقابالً لمفسخ‪ ،3‬بينما ذىب جانب مف الفقو القانوني إلى تعريؼ‬
‫رد القاضي بأنو منع القاضي مف نظر النزاع المعروض عميو متى قاـ سبب يدعو إلى الشؾ‬
‫في قضائو فييا دوف ميؿ أو تحيز‪ ،‬فيجوز لمخصـ صاحب المصمحة التقدـ بطمب لرد القاضي‪،‬‬
‫فيو حؽ مقرر لمصمحتو فمو التمسؾ بو أو التنازؿ عنو‪ ،‬والقاضي غير ممزـ باالمتناع عف‬
‫الحكـ في الخصومة متى عمـ بوجود سبب مف أسباب الرد المشار إلييا قانونا‪.4‬‬

‫المشرع ألطراؼ الدعوى لمتقدـ‬


‫ِّ‬ ‫فيما ذىب جانب مف الفقو إلى اعتباره إجازة أوجدىا‬
‫بطمب منع القاضي مف نظر النزاع المعروض عميو‪ ،‬وذلؾ في حاالت معينة حددىا‬
‫القانوف‪ ،5‬ويعتقد جانب آخر مف الفقو أف الرد ىو تمؾ اآللية التي تتيح ألطراؼ النزاع مف‬
‫منع القاضي‪ ،‬وصرفو عف متابعة نظر الدعوى المنظورة أمامو متى تحققت أسباب ذلؾ‪.6‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ػجذ اُذٌْ ششف‪ :‬أُجبدة األعبع‪٤‬خ ُِز٘ظ‪ ْ٤‬اُوؼبئ‪ ،٢‬دساعخ ٓوبسٗخ ث‪ ٖ٤‬اُلو‪ ٚ‬اإلعالٓ‪ٝ ٢‬اُوبٗ‪ٕٞ‬‬
‫‪.‬‬ ‫اُ‪ٞ‬ػؼ‪ٓ .٢‬جِخ األٖٓ ‪ٝ‬اُوبٗ‪٤ًِ .ٕٞ‬خ ششؽخ دث‪ .٢‬اُؼذد األ‪ .ٍٝ‬اُغ٘خ اُغبثؼخ‪ .1444.‬ص‪:‬‬
‫‪ 0‬كئاد ػجذ أُ٘ؼْ ‪ ٝ‬اُذغ‪ ٖ٤‬ؿ٘‪ :ْ٤‬اُ‪ٞ‬ع‪٤‬ؾ ك‪ ٢‬اُز٘ظ‪ ْ٤‬اُوؼبئ‪ ٢‬ك‪ ٢‬اُلو‪ ٚ‬اإلعالٓ‪ .٢‬داس اُلٌش اُؼشث‪.٢‬‬
‫ث‪٤‬ش‪ٝ‬د‪ .1444 .‬ص‪.032:‬‬
‫‪ 3‬كئاد ػجذ أُ٘ؼْ ‪ ٝ‬اُذغ‪ ٖ٤‬ؿ٘‪ : ْ٤‬اُ‪ٞ‬ع‪٤‬ؾ ك‪ ٢‬اُز٘ظ‪ ْ٤‬اُوؼبئ‪ ٢‬ك‪ ٢‬اُلو‪ ٚ‬اإلعالٓ‪.٢‬أُشجغ‬
‫اُغبثن‪.‬ص‪.091:‬‬
‫‪ 9‬ػبش‪ٞ‬س ٓجش‪ٝ‬ى‪:‬دساعبد ك‪ ٢‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ُذ‪ُٝ‬خ اإلٓبساد اُؼشث‪٤‬خ أُزذذح‪.‬اٌُزبة‬
‫األ‪.ٍٝ‬اُطجؼخ اُضبٗ‪٤‬خ ‪.0217‬أًبد‪٤ٔ٣‬خ ششؽخ دث‪.٢‬ص‪.127:‬‬
‫‪ 7‬ػجبط اُؼج‪ٞ‬د‪ :١‬ششح أدٌبّ هبٗ‪ ٕٞ‬أط‪ ٍٞ‬أُذبًٔبد أُذٗ‪٤‬خ‪ .‬داس اُضوبكخ‪.‬ػٔبٕ‪.0224.‬ص‪.25:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪SERGE GUINCHARD :Droit et Pratique de la procédure civile.‬‬
‫‪Dalloz.‬‬ ‫‪.P : .‬‬
‫‪546‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أيض ا بالرد في نظر جانب آخر مف الفقو "طمب منع القاضي مف نظر النزاع‬
‫ويقصد ً‬
‫كمما قاـ سبب يدعو إلى الشؾ في قضائو بغير ميؿ أو تحيز"‪.1‬‬

‫بينما ذىب جانب مف الفقو ببياف المقصود برد القاضي بأنو‪ :‬جواز قياـ أحد أطراؼ‬
‫ٍ‬
‫قاض أو أكثر مف نظر النزاع المعروض عميو‬ ‫الخصومة القضائية بالتقدـ بطمب إلبعاد‬
‫لسبب واحد أو لعدة أسباب مشار إلييا قانوناً‪ ،2‬وبيذا المعنى فإف الرد يشكؿ حسب ىذه‬
‫االتجاىات الفقيية‪ ،‬دعوى يشكو فييا الخصوـ ًأيا كانت صفاتيـ في الدعوى مف إنصاؼ‬
‫القاضي لسبب مف األسباب المحددة عمى سبيؿ الحصر في المادة‪115‬مف قانوف اإلجراءات‬
‫المدنية اإلماراتي‪ ،‬ويطمبوف فييا إبعاد القاضي مف النظر في النزاع الذي بيف يده ‪.‬‬

‫وفي نفس االتجاه سارت بعض االتجاىات القضائية عندما اعتبرت أف نظاـ الرد ما‬
‫ىو إال نظاـ مقرر ييدؼ لتوفير ضمانات معينة لمحافظ عمى ىيئة القضاة‪ ،‬وحسـ ما قد‬
‫يثار حوؿ القاضي مف ادعاءات‪.3‬‬

‫مما ال شؾ فيو‪ ،‬أف أغمب ىذه المحاوالت الفقيية والقضائية لتعريؼ نظاـ الرد انطمقت‬
‫المشرع مف خالؿ سف إجراءات رد القضاة‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫جميعيا مف الغاية الموضوعية التي قصدىا‬
‫والمتمثمة في ضماف حقوؽ المتقاضيف لبث الطمأنينة في نفوسيـ؛ لذلؾ نالحظ أف أغمب‬
‫المشرع ألطراؼ دعوى‬
‫ِّ‬ ‫التعريفات التي صيغت لمرد‪ ،‬جاءت لتبيف أنو آلية إجرائية أوجدىا‬
‫معينة لمنع القاضي مف نظرىا‪ ،‬وذلؾ متى توفرت األسباب المبررة لذلؾ‪ ،‬عمى أف يبقى‬
‫ألطراؼ الدعوى ػ أو أحدىما ػ تقرير حقيقة السبب الذي يمكف أف يبني عميو رد القاضي‪،‬‬
‫فإف شاء سمؾ إجراءات الرد واف لـ يفعؿ‪ ،‬جاز لمقاضي أف ينظر في النزاع المعروض‬
‫عميو والحكـ فيو‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ػجذ اُؼض‪٣‬ض ر‪ٞ‬ك‪٤‬ن‪ :‬اُزؼِ‪٤‬ن ػِ‪ ٠‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُغطشح أُذٗ‪٤‬خ أُـشث‪ ٢‬ك‪ ٢‬ػ‪ٞ‬ء اُلو‪ٝ ٚ‬اُوؼبء‪ .‬اُجضء‬
‫اُضبٗ‪.٢‬اُذاس اُؼشث‪٤‬خ ُِٔ‪ٞ‬ع‪ٞ‬ػبد ثبُوب‪ٛ‬شح ثبالشزشاى ٓغ اُششًخ اُجذ‪٣‬ذح‪.‬داس اُضوبكخ ثبُذاس اُج‪٤‬ؼبء‪.‬اُطجؼخ‬
‫األ‪.1453 ٠ُٝ‬ص‪.115:‬‬
‫‪ 0‬كزذ‪ٝ ٢‬اُ‪ :٢‬هبٗ‪ ٕٞ‬اُوؼبء أُذٗ‪ .٢‬داس اُ٘‪ٜ‬ؼخ اُؼشث‪٤‬خ‪.‬اُوب‪ٛ‬شح‪.‬ص‪.370:‬‬
‫‪ٗ 3‬وغ ‪ 1457/21/04‬سهْ ‪ 401‬ط‪ 92‬هؼبئ‪٤‬خ‪.‬أ‪ٝ‬سد‪ ٙ‬أدٔذ أث‪ ٞ‬اُ‪ٞ‬كبء‪:‬اُزؼِ‪٤‬ن ػِ‪ٗ ٠‬ظ‪ٞ‬ص‬
‫أُشاكؼبد‪٘ٓ.‬شؤح أُؼبسف اإلعٌ٘ذس‪٣‬خ‪.‬اُطجؼخ اُغبدعخ‪.0222.‬ص‪.295:‬‬
‫‪545‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص الرد‬

‫يشكؿ الرد إمكانية خوليا القانوف ألطراؼ النزاع إلبعاد القاضي ومنعو مف نظر‬
‫المشرع مف سف نظمـ الرد ىو‬
‫ِّ‬ ‫الدعوى المعروضة عميو لمشؾ في حياديتو‪ ،‬فإف غاية وىدؼ‬
‫ضماف عدالة القضاء ونزاىتو‪ ،‬وبث الطمأنينة في نفوس المتقاضيف‪ ،‬مما يعني أف ىذا‬
‫النظاـ لو مجموعة مف الخصائص يمكف بيانيا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬الرد حؽ اختياري‪ :‬فمف خالؿ صياغة الفقرة األولى مف المادة ‪ 115‬مف قانوف‬
‫اإلجراءات المدنية اإلماراتي التي تقرر ما يمي " يجوز رد القاضي ألحد األسباب اآلتية"‪،‬‬
‫ومعنى ذلؾ أف أطراؼ الدعوى ليسوا ممزميف باتباع ىذا اإلجراء‪ ،‬حيث يبقى ليـ الخيار‬
‫األخير في التمسؾ بو مف عدمو‪ ،‬ولعؿ ما يؤكد صواب ىذا الرأي أف أسباب الرد كما ىي‬
‫منظم ة في التشريع اإلماراتي ال تنتج أثرىا إال بناء عمى طمب مف الخصوـ في الدعوى‬
‫يقضى بمنع القاضي مف سماع الدعوى المعروضة عميو والمضي بيا‪.1‬‬

‫‪ ‬الرد حؽ شخصي‪ :‬يعد التشريع اإلماراتي مف بيف التشريعات المقارنة‪ ،‬التي نصت‬
‫عمى شخصية دعوى طمب الرد‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ البند األوؿ مف المادة ‪ 117‬مف قانوف‬
‫اإلجراءات المدنية اإلماراتي الذي ينص عمى أنو " إذا قاـ بالقاضي سبب لمرد ولـ يتنح جاز‬
‫لمخصـ رده‪ ،‬ويحصؿ الرد بطمب يقدـ لرئيس المحكمة التي يتبعيا القاضي ويوقعو الطالب‬
‫نفسو أو وكيمو المفوض فيو ويرفؽ التوكيؿ بالطمب‪ ،‬ويجب أف يشتمؿ طمب الرد عمى أسبابو‬
‫وأف يرفؽ بو ما يوجد مف األوراؽ المؤيدة لو"‪.‬‬

‫المشرع‬
‫ِّ‬ ‫ومف بيف التشريعات الذي نصت كذلؾ عمى شخصية دعوى طمب الرد‪ ،‬نجد‬
‫الفرنسي الذي نص عمى ىذا المقتضى في المادة ‪ 343‬مف قانوف اإلجراءات المدنية‪،2‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أدٔذ ِٓ‪٤‬ج‪:٢‬اُزؼِ‪٤‬ن ػِ‪ ٠‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد ثآساء اُلو‪ٝ ٚ‬اُظ‪٤‬ؾ اُوبٗ‪٤ٗٞ‬خ ‪ٝ‬أدٌبّ اُ٘وغ‪.‬اُجضء‬
‫اُضبٗ‪ٌٓ.٢‬زجخ داس اُ٘‪ٜ‬ؼخ اُؼشث‪٤‬خ اُوب‪ٛ‬شح‪.0222.‬ص‪.595:‬‬
‫‪ 0‬ر٘ض أُبدح ‪ ٖٓ 393‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اُلشٗغ‪ ٢‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪:ٚ‬‬
‫‪« A l'exception des actions portées devant la Cour de cassation, la récusation ou‬‬
‫‪le renvoi pour cause de suspicion légitime peut être proposé par la partie elle-‬‬
‫‪même ou par son mandataire.‬‬
‫‪Le mandataire doit être muni d'un pouvoir spécial.‬‬
‫‪548‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المشرع المصري مف خالؿ المادة ‪ 153‬مف قانوف المرافعات المدنية والتجارية‪،1‬‬


‫ِّ‬ ‫وكذلؾ‬
‫وىو االتجاه ذاتو الذي أخذت بو محكمة النقض المصرية في العديد مف ق ارراتيا‪ ،‬والتي‬
‫انتيت مف خالليا إلى أف "رد القاضي عف الحكـ ىو بطبيعتو حؽ شخصي لمخصـ نفسو‪،‬‬
‫وليس لمحاميو أف ينوب عنو فيو إال بتوكيؿ خاص"‪.2‬‬

‫‪ ‬عدـ التنازؿ عف الرد‪ :‬مف المعموـ أف الدعوى ىي ممؾ لمدولة‪ ،‬وأف الرد يعتبر جزء‬
‫مف إجراءاتيا‪ ،‬وبالتالي فالتنازؿ عف ىذا الرد يعني أف المحكمة تكوف قد تنازلت وتخمت‬
‫عف أحد أىـ اإلجراءات الجوىرية التي ال تستقيـ ىذه الدعوى إال بيا‪ ،‬ومف ثـ فإف باقي‬
‫اإلجراءات الالحقة تكوف معرضة لمبطالف وبقوة القانوف‪ ،‬وذلؾ نتيجة الضرر الذي يصيب‬
‫سير العدالة‪ ،‬وىذا ما أخذ بو الفقو‪ .3‬ونحف نأخذ بيذا الرأي؛ ألف الدعوى ميما كانت‬
‫طبيعتيا ليست وسيمة إجرائية يتحكـ فييا الخصوـ فقط أو الدولة‪ ،‬بؿ ىي مؤسسة قانونية‬
‫يمجأ إلييا ىؤالء لتأكيد سيادة القانوف‪ ،‬وليس لتأكيد مصالح األط ارؼ التي ىي في حقيقتيا‬
‫مصالح عارضة فقط‪.‬‬

‫وتطبيقا لذلؾ‪ ،‬فإنو ال يمكف تحديد الطبيعة القانونية لمرد مف منظور عمتو‪ ،‬إف كاف‬
‫حقًا أو رخصة‪ ،‬بؿ يمكف تحديد ىذه الطبيعة مف منظور صفتو‪ ،‬والتي تعرؼ بالصفة‬
‫اإلجرائية‪ ،‬والذي يؤكد ىذا التمييز ىو أف الرد لو كاف حقًا أو رخصة‪ ،‬فإف األمر سوؼ‬
‫يتوقؼ عند تقديمو إلى الجيات المعنية ‪.‬‬

‫المشرع عندما أشار إلى أىمية تقديمو مف قبؿ أطراؼ الدعوى‬


‫ِّ‬ ‫باإلضافة إلى ذلؾ‪ ،‬فإف‬
‫إلى الجيات القضائية‪ ،‬إنما اعتبر ىذا األمر مف الدفوع األساسية التي ال يمكف لممحكمة‬
‫أف تأخذ فييا بالموقؼ الشخصي لمخصـ فقط؛ ألف مثؿ ىذه الدفوع إذا أخذت بيا المحكمة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪La requête est formée par avocat devant les juridictions où celui-ci a seul qualité‬‬
‫» ‪.pour représenter les parties.‬‬
‫‪ 1‬ر٘ض اُلوشح األ‪ ٖٓ ٠ُٝ‬أُبدح ‪ ٖٓ 173‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ ػِ‪ ٠‬أٗ‪٣ " ٚ‬ذظَ اُشد‬
‫ثزوش‪٣‬ش ‪ٌ٣‬زت ثوِْ ًزبة أُذٌٔخ اُز‪٣ ٢‬زجؼ‪ٜ‬ب اُوبػ‪ ٢‬أُطِ‪ٞ‬ة سد‪ٞ٣ ، ٙ‬هؼ‪ ٚ‬اُطبُت ٗلغ‪ ، ٚ‬أ‪ِٚ٤ًٝ ٝ‬‬
‫أُل‪ٞ‬ع ك‪ ٚ٤‬ثز‪ َ٤ًٞ‬خبص ‪٣‬شكن ثبُزوش‪٣‬ش ‪٣ٝ ،‬جت إٔ ‪٣‬شزَٔ اُشد ػِ‪ ٠‬أعجبث‪ٝ ٚ‬إٔ ‪٣‬شكن ث‪ٓ ٚ‬ب هذ ‪ٞ٣‬جذ ٖٓ‬
‫أ‪ٝ‬سام أ‪ٓ ٝ‬غز٘ذاد ٓئ‪٣‬ذ‪."ُٚ ٙ‬‬
‫‪ 0‬ػِ‪ ٢‬ػ‪ٞ‬ع دغٖ‪:‬سد ‪ٓٝ‬خبطٔخ أػؼبء اُ‪٤ٜ‬ئبد اُوؼبئ‪٤‬خ‪.‬داس اُلٌش اُجبٓؼ‪ ٢‬اإلعٌ٘ذس‪٣‬خ‪.‬اُطجؼخ‬
‫اُضبٗ‪٤‬خ‪ .1444.‬ص‪.112 :‬‬
‫‪ 3‬ػجذ اُ‪ٛٞ‬بة دٔ‪ٞ‬د‪:‬اُ‪ٞ‬ع‪٤‬ؾ ك‪ ٢‬اإلجشاءاد اُجضائ‪٤‬خ اٌُ‪٣ٞ‬ز‪٤‬خ‪.‬اُطجؼخ اُضبٗ‪٤‬خ‪.1455.‬ص‪.029:‬‬
‫‪545‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫بيذا الشكؿ يكوف حكميا ناقص التعميؿ‪ ،‬وىذا ما جعؿ مف التشريع والفقو والقضاء أف‬
‫يشترط في ىذه الدفوع التي يدخؿ في نطاقيا الرد أف يكوف األخذ بيا مما يؤثر في الحكـ‬
‫نفسو ومنطوقو‪.1‬‬

‫وحتى إذا قمنا بأف نظاـ الرد يعتبر في حد ذاتو حؽ‪ ،‬فإف ىذا الحؽ بطبيعة الحاؿ‬
‫يدخؿ في نطاقو حقوؽ التقاضي؛ ولذلؾ فإنو يعتبر مف الحقوؽ العامة‪ ،‬التي ال يجوز‬
‫التنازؿ عنيا لمخالفتو النظاـ العاـ‪ ،‬وىذا ماأكدت عميو المواثيؽ الدولية‪ ،2‬والدساتير الوطنية‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫تمييز الرد عن األنظمة المشابية لو‬

‫المشرع اإلماراتي بتنظيميا بغية تحقيؽ الحيادية‪ ،‬والنزاىة‪،‬‬


‫ِّ‬ ‫مف الموضوعات التي اىتـ‬
‫والعدالة القاضية‪ ،‬ما يسمى بنظاـ رد القاضي وعدـ الصالحية وتنحييـ‪ ،4‬وىناؾ أيضا نظاـ‬
‫يسمى بنظاـ مخاصمة القاضي‪.5‬‬

‫حيث لـ يقـ فقياء الشريعة اإلسالمية بالتفرقة بيف أسباب رد القاضي وأسباب عدـ‬
‫احدا عمى توافر أحد أسباب‬
‫أثر و ً‬
‫المشرع اإلماراتي‪ ،‬بؿ أنيـ رتبوا ًا‬
‫ِّ‬ ‫الصالحية‪ ،‬كما فعؿ‬
‫عدـ الصالحية ورد القاضي‪ ،‬وىو بطالف الحكـ الصادر مف القاضي‪ ،‬وذلؾ بيدؼ إبعاد‬
‫القاضي عف مواطف الشبيات‪.6‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٓ 1‬ذٔ‪ٞ‬د ػِ‪ ٢‬دٔ‪ٞ‬دح‪:‬اُ٘ظش‪٣‬خ اُؼبٓخ ك‪ ٢‬رغج‪٤‬ت اُذٌْ اُج٘بئ‪ ٢‬ك‪ٓ ٢‬شادِ‪ ٚ‬أُخزِلخ‪ .‬اُطجؼخ‬
‫األ‪.1449.٠ُٝ‬ص‪.902:‬‬
‫‪ 0‬ر٘ض أُبدح اُضبٓ٘خ ٖٓ اإلػالٕ اُؼبُٔ‪ُ ٢‬ذو‪ٞ‬م اإلٗغبٕ ػِ‪ ٠‬أٗ‪ ٌَُ " ٚ‬شخض اُذن ك‪ ٢‬إٔ ‪ِ٣‬جؤ اُ‪٠‬‬
‫أُذبًْ إلٗظبك‪ ٖٓ ٚ‬أػٔبٍ ك‪ ٚ٤‬اػزذاء ػِ‪ ٠‬اُذو‪ٞ‬م األعبع‪٤‬خ اُز‪٘ٔ٣ ٢‬ذ‪ٜ‬ب ُ‪ ٚ‬اُوبٗ‪ٝ ،"ٕٞ‬هذ ٗظذ أُبدح‬
‫اُؼبششح ٖٓ ‪ٛ‬زا إلػالٕ ػِ‪ ٠‬أٗ‪ ٌَُ" ٚ‬اٗغبٕ اُذن ػِ‪ ٠‬هذّ أُغب‪ٝ‬اح ٓغ ا‪٥‬خش‪ ٖ٣‬ك‪ ٢‬إٔ ر٘ظش هؼ‪٤‬ز‪ ٚ‬أٓب‬
‫ٓذٌٔخ ٓغزوِخ ٗض‪ٜ٣‬خ ػبدُخ ‪ٝ‬ػِ٘‪٤‬خ ُِلظَ ك‪ ٢‬دو‪ٞ‬ه‪ٝ ٚ‬اُزضآبر‪."ٚ‬‬
‫‪ 3‬ر٘ض أُبدح ‪ ٖٓ 91‬دعز‪ٞ‬س اإلٓبساد اُؼشث‪٤‬خ أُزذذح ػِ‪ ٠‬أٗ‪ ٌَُ" ٚ‬اٗغبٕ إٔ ‪٣‬زوذّ ثبُشٌ‪ ٟٞ‬اُ‪ ٠‬اُج‪ٜ‬بد‬
‫أُخزظخ ثٔب ك‪ ٢‬رُي اُج‪ٜ‬بد اُوؼبئ‪٤‬خ ٖٓ آز‪ٜ‬بٕ اُذو‪ٞ‬م ‪ٝ‬اُذش‪٣‬بد أُ٘ظ‪ٞ‬ص ػِ‪ٜ٤‬ب ك‪ٛ ٢‬زا اُجبة"‪.‬‬
‫‪ 9‬اُجبة اُضبٖٓ‪ :‬ػذّ طالد‪٤‬خ اُوؼبح ‪ٝ‬سد‪ٝ ْٛ‬ر٘ذ‪٤‬ز‪ ٖٓ ْٜ‬اٌُزبة األ‪ ٍٝ‬أُزؼِن ثبُزذاػ‪ ٢‬أٓبّ أُذبًْ‬
‫أُ‪ٞ‬اد ٖٓ ‪ 119‬اُ‪ ٖٓ 109 ٠‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪.٢‬‬
‫‪ 7‬اُجبة اُضبٗ‪ٓ :٢‬خبطٔخ اُوؼبح ‪ٝ‬أػؼبء اُ٘‪٤‬بثخ اُؼبٓخ ٖٓ اٌُزبة اُضبٗ‪ ٢‬أُزؼِن ثبجشاءاد ‪ٝ‬خظ‪ٓٞ‬بد‬
‫ٓز٘‪ٞ‬ػخ‪ .‬أُ‪ٞ‬اد ٖٓ ‪ 145‬اُ‪ ٖٓ 020 ٠‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪.٢‬‬
‫‪ 2‬اثٖ ػبثذ‪:ٖ٣‬دبش‪٤‬خ اثٖ ػبثذ‪. .ٖ٣‬اُجضء اُخبٓظ‪ .‬د‪ ٕٝ‬رًش داس ٗشش‪.‬ص‪.922:‬‬
‫‪555‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وعميو سنقوـ بتمييز رد القاضي عف غيره مف األنظمة المشابية لو وىي عدـ صالحية‬
‫القضاة (الفقرة األولى) وتنحيتيـ (الفقرة الثانية) ومخاصمتيـ (الفقرة الثالثة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪:‬تمييز رد القاضي عن نظام عدم الصالحية‬

‫إذا كاف الرد ىو تمؾ اآللية التي تسمح ألطراؼ النزاع مف منع القاضي وصرفو عف‬
‫المشرع‬
‫ِّ‬ ‫نظر الدعوى المطروحة أمامو متى تحققت أسباب ذلؾ‪ ،‬وىي أسباب أوردىا‬
‫اإلماراتي في المادة ‪ 115‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪ ،‬فإف عدـ الصالحية‬
‫بخالؼ ذلؾ لعدة اعتبارات‪ ،‬وىي كاآلتي‪:‬‬

‫ممنوعا مف النظر‬
‫ً‬ ‫أوال‪ :‬إف توافر حالة أو حاالت عدـ الصالحية يجعؿ القاضي أصال‬
‫والفصؿ في النزاع المطروح عميو‪ ،‬فبمجرد قياـ ىذه الحالة يوجب عمى القاضي التنحي‬
‫دوف الحاجة إلى طمب يقدمو أحد أطراؼ النزاع‪.‬‬

‫المشرع اإلماراتي تطرؽ لحاالت عدـ صالحية القاضي في المادة ‪ 114‬مف‬


‫ِّ‬ ‫كما أف‬
‫قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬وبذلؾ فإنو ال يجوز اإلضافة إلييا‬
‫وممنوعا مف‬
‫ً‬ ‫أو التوسع في تفسيرىا‪ ،1‬وعميو يكوف القاضي غير صالح لنظر الخصومة بؿ‬
‫سماعيا‪ ،‬حتى ولو لـ يتقدـ أحد الخصوـ برده‪ ،‬وذلؾ في األحواؿ اآلتية‪:‬‬

‫صير لو إلى الدرجة الرابعة‪ :‬ويتحقؽ‬


‫ًا‬ ‫زوجا ألحد الخصوـ أو كاف قر ًيبا أو‬
‫‪ ‬إذا كاف ً‬
‫زوجا ألحد أطراؼ الدعوى‪ ،‬سواء أكاف المدعي‬ ‫ذلؾ متى كاف القاضي الذي ينظر النزاع ً‬
‫صير ألحد الخصوـ إلى‬
‫ًا‬ ‫أو المدعى عميو‪ ،‬كما تتوافر ىذه الحالة إذا كاف القاضي قر ًيبا أو‬
‫معا‪ ،‬ولو بنفس درجة القرابة أو المصاىرة‪،‬‬
‫صير لمخصميف ً‬ ‫ًا‬ ‫درجة الرابعة‪ ،‬أو كاف قر ًيبا أو‬
‫وتتوافر حالة عدـ الصالحية‪ ،‬ولو بعد انحالؿ الزواج الذي نتجت عنو المصاىرة‪ ،2‬فال‬
‫يشترط لقياـ عالقة المصاىرة أف تكوف العالقة الزوجية مستمرة‪ ،‬أو أف تكوف الزوجة ما‬
‫زالت عمى قيد الحياة سواء أنجبت أـ لـ تنجب‪ ،‬حيث ورد لفظ المصاىرة في النص بشكؿ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٓ 1‬ظطل‪ ٠‬أُز‪ ٢ُٞ‬ه٘ذ‪:َ٣‬اُ‪ٞ‬ج‪٤‬ض ك‪ ٢‬اُوؼبء ‪ٝ‬اُزوبػ‪ٝ(.٢‬كوب ُوبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ُذ‪ُٝ‬خ اإلٓبساد‬
‫اُؼشث‪٤‬خ أُزذذح أُؼذٍ ثبُوبٗ‪ ٕٞ‬سهْ ‪ُ 12‬غ٘خ ‪ٝ 0219‬اُزشش‪٣‬ؼبد أٌُِٔخ ُ‪ٝ ٚ‬أُشرجطخ ث‪ٝ ٚ‬آساء اُلو‪ٚ‬‬
‫‪ٝ‬أدٌبّ اُوؼبء)‪.‬ا‪٥‬كبم أُششهخ ٗبشش‪.ٕٝ‬اُطجؼخ اُضبُضخ ‪.0215‬ص‪.114:‬‬
‫‪ 0‬كزذ‪ٝ ٢‬اُ‪:٢‬أُجغ‪ٞ‬ؽ ك‪ ٢‬هبٗ‪ ٕٞ‬اُوؼبء أُذٗ‪ .٢‬اُجضء األ‪.ٍٝ‬داس اُ٘‪ٜ‬ؼخ اُؼشث‪٤‬خ ُِ٘شش ‪ٝ‬اُز‪ٞ‬ص‪٣‬غ‪.‬‬
‫‪ .0215‬ص‪.914:‬‬
‫‪555‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫مطمؽ مما يعني سرياف عدـ الصالحية عمى المصاىرة في عموميا‪ ،‬سواء أكانت قائمة أـ‬
‫انقضت‪ ،‬كوف أف العبرة في المصاىرة ىي بأبعادىا النفسية واالجتماعية رغـ انقضائيا‪.1‬‬

‫‪ ‬إذا كاف لو أو لزوجتو خصومة قائمة مع أحد الخصوـ أو مع زوجتو‪ :‬متى ما رفعت‬
‫دعوى أماـ القاضي‪ ،‬وكانت ىناؾ خصومة أخرى أحد أطرافيا ىو القاضي أو زوجتو‪،‬‬
‫والطرؼ اآلخر فييا ىو المدعي أو المدعى عميو في الدعوى المرفوعة أماـ القاضي‪ ،‬أو‬
‫زوجة أحدىما‪ ،‬يعتبر القاضي غير صالح لنظر النزاع‪ ،‬فسبب عدـ الصالحية ىنا ىو‬
‫وجود الخصومة األخرى‪ ،‬والتي مف المؤكد أف تؤثر عمى حياديتو ونزاىتو‪ ،2‬ولكف يتطمب‬
‫األمر أف تكوف ىذه الخصومة األخرى خصومة بالمعنى الحقيقي المتعارؼ عميو حيث ال‬
‫تكفي الشكوى‪ ،‬كما يشترط أف تكوف ىذه الخصومة قد نشأت قبؿ قياـ الدعوى التي يعتبر‬
‫القاضي غير صالح لنظرىا فإذا انقضت قبؿ ذلؾ فال تكوف سببا لعدـ الصالحية‪ ،3‬واف‬
‫كانت الخصومة التي انقضت يمكف أف تعتبر سببا لمرد إذا أدت إلى عداوة‪.4‬‬

‫قيما عميو أو مظنونة‬


‫وصيا أو ً‬
‫وكيال ألحد الخصوـ في أعمالو الخاصة أو ً‬‫‪" ‬إذا كاف ً‬
‫زوجا لوصي أحد الخصوـ أو القيـ عميو أو كانت لو صمة قرابة أو مصاىرة‬
‫وراثتو لو أو كاف ً‬
‫لمدرجة الرابعة بيذا الوصي أو القيـ أو بأحد أعضاء مجمس إدارة الشركة المختصة أو أحد‬
‫مديرييا وكاف ليذا العضو أو المدير مصمحة شخصية في الدعوى"‪ :‬يجب أف تكوف الوكالة‬
‫أو الوصاية قائمة عند النظر في النزاع‪ ،‬فإذا كانت ىذه الوكالة قد انقضت قبؿ ىذا الوقت‬
‫سبب ا لمنع القاضي مف نظر النزاع المعروض عميو‪ ،‬وبالتالي فالوكالة القائمة‬
‫فإنيا ال تكوف ً‬
‫سببا لعدـ صالحية القاضي مف النظر في النزاع‪ ،‬أما إذا انقضت الوكالة‬‫ىي التي تكوف ً‬
‫سببا لعدـ الصالحية‪ ،5‬والمقصود بمظنونة اإلرث‬
‫قبؿ رفع الخصومة القضائية فإنيا التعد ً‬
‫قياـ قرابة بيف القاضي وأحد الخصوـ مف شأنيا أف تجعؿ القاضي وارثًا لمخصـ في حالة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ػِ‪ ٢‬ػجذ اُذٔ‪٤‬ذ رشً‪:٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ(‪ٝ‬كوب ُِوبٗ‪ ٕٞ‬االرذبد‪ ١‬سهْ ‪ُ 11‬غ٘خ ‪1440‬‬
‫‪ٝ‬اُو‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬أٌُِٔخ ‪ٝ‬أُؼذُخ ُ‪.)ٚ‬داس اُ٘‪ٜ‬ؼخ اُؼشث‪٤‬خ‪.‬اُطجؼخ اُشاثؼخ‪.0217.‬ص‪.51:‬‬
‫‪ 0‬ػ‪ٞ‬ع أدٔذ اُضػج‪:٢‬اُ‪ٞ‬ج‪٤‬ض ك‪ ٢‬هبٗ‪ ٕٞ‬أط‪ ٍٞ‬أُذبًٔبد أُذٗ‪٤‬خ األسدٗ‪.٢‬اصشاء ُِ٘شش ‪ٝ‬اُز‪ٞ‬ص‪٣‬غ‪.‬اُطجؼخ‬
‫اُضبُضخ‪ .0213.‬ص‪.23:‬‬
‫‪ٓ 3‬ذٔ‪ٞ‬د ٓذٔذ ‪ٛ‬بشْ‪:‬هبٗ‪ ٕٞ‬اُوؼبء أُذٗ‪.٢‬اُجضء األ‪.ٍٝ‬داس اُلٌش اُؼشث‪.1451.٢‬ص‪.037:‬‬
‫‪ 9‬ػ‪ٞ‬ع أدٔذ اُضػج‪:٢‬اُ‪ٞ‬ج‪٤‬ض ك‪ ٢‬هبٗ‪ ٕٞ‬أط‪ ٍٞ‬أُذبًٔبد أُذٗ‪٤‬خ األسدٗ‪.٢‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.23:‬‬
‫‪ 7‬أدٔذ طذه‪ٓ ٢‬ذٔ‪ٞ‬د ‪:‬ه‪ٞ‬اػذ أُشاكؼبد ك‪ ٢‬د‪ُٝ‬خ اإلٓبساد اُؼشث‪٤‬خ أُزذذح‪ٌٓ.‬زجخ اُجبٓؼخ اُشبسهخ‪.‬اصشاء‬
‫ُِ٘شش ‪ٝ‬اُز‪ٞ‬ص‪٣‬غ األسدٕ‪ .‬اُطجؼخ اُضبٗ‪٤‬خ‪.0225.‬ص‪.52:‬‬
‫‪555‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وفاة الخصـ‪ ،1‬ولكف إذا كاف اإلرث قد تـ قبؿ رفع الدعوى‪ ،‬فال يكوف ىنالؾ مانع مف قياـ‬
‫القاضي بسماع ونظر الدعوى‪.2‬‬

‫‪ ‬إذا كاف لو‪ ،‬أو لزوجتو‪ ،‬أو ألحد أقاربو‪ ،‬أو أصياره عمى عمود النسب‪ ،‬أو لمف يكوف‬
‫وصيا أو قيما عميو‪ ،‬مصمحة في الدعوى القائمة‪ :‬فقد يكوف النزاع‬
‫ً‬ ‫ىو وكيال عنو أو‬
‫مرفوعا عمى أشخاص ال تربطيـ بالقاضي أية صمو قرابة‪ ،‬ولكف‬
‫ً‬ ‫المطروح أماـ القاضي‬
‫المشرع‬
‫ِّ‬ ‫توجد ألحد أقاربو‪ ،‬أو زوجتو‪ ،‬أو لمقاضي مصمحة محققة مف ورائيا‪ ،‬ىنا احتاط‬
‫بإدراج ىذه الحالة درًءا لكؿ مظنة في حيادية القاضي ونزاىتو وابعاده عف الشبيات‪ ،‬ومثاؿ‬
‫ذلؾ أف تكوف الدعوى مقامة مف أحد المساىميف في شركة يساىـ فييا القاضي أو زوجتو‬
‫أو أحد أقاربو‪ ،‬ويكوف مف شأف موضوع الدعوى أف يحقؽ ألحد مف ىؤالء مصمحة وأف‬
‫كانت غير ظاىرة‪ ،3‬ويقصد بالمصمحة ىنا أف يتواجد القاضي‪ ،‬أو زوجتو‪ ،‬أو أحد أقاربو‬
‫في مركز قانوني يتأثر متى حكـ في الدعوى‪.4‬‬

‫‪ ‬إذا كاف بينو وبيف أحد قضاة الدائرة صمة ق اربة أو مصاىرة لمدرجة الرابعة‪ ،‬وفي ىذه‬
‫الحالة يتنحى القاضي األحدث‪ :‬ال يجوز أف يجمس في الدائرة الواحدة قضاة تربطيـ صمة‬
‫قرابة أو مصاىرة حتى الدرجة الرابعة‪ ،‬فإذا وجدت ىذه الصمة بيف عضويف مف أعضاء‬
‫معا أقمية‪ ،‬عمى القاضي األحدث أف يتنحى‪ ،5‬والحكمة مف عدـ الصالحية‬‫الدائرة‪ ،‬ولو كانا ً‬
‫ىنا ضماف استقالؿ رأيو عند المداولة‪ ،‬عدـ تأثر القاضي برأي قريبو أو صيره مما يحقؽ‬
‫حسف إعماؿ مبدأ تعدد القضاة‪.6‬‬

‫‪ ‬إذا كاف بينو وبيف ممثؿ النيابة العامة ػ أو المدافع عف أحد الخصوـ ػ صمة قرابة أو‬
‫مصاىرة لمدرجة الثانية‪ :‬إف العمة مف ىذا النص ف ي الحالة األولى كي ال يتأثر القاضي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬سٓض‪ ١‬ع‪٤‬ق‪:‬اُ‪ٞ‬ع‪٤‬ؾ ك‪ ٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ‪.‬داس اُ٘‪ٜ‬ؼخ اُؼشث‪٤‬خ‪.‬اُطجؼخ‬
‫اُزبعؼخ‪.1452.‬ص‪.52:‬‬
‫‪ 0‬ػِ‪ ٢‬ثشًبد‪:‬اُ‪ٞ‬ع‪٤‬ؾ ك‪ ٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ‪.‬داس اُ٘‪ٜ‬ؼخ اُؼشث‪٤‬خ‪.‬اُطجؼخ‬
‫األ‪.0212.٠ُٝ‬ص‪.194:‬‬
‫‪ٓ 3‬ذٔذ ًٔبٍ أث‪ ٞ‬اُخ‪٤‬ش‪:‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد‪.‬داس أُؼبسف اُوب‪ٛ‬شح‪.‬اُطجؼخ اُخبٓغخ‪.1423.‬ص‪.955:‬‬
‫‪ٓ 9‬ذٔ‪ٞ‬د ٓذٔذ ‪ٛ‬بشْ‪:‬هبٗ‪ ٕٞ‬اُوؼبء أُذٗ‪.٢‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.032:‬‬
‫‪ 7‬ػِ‪ ٢‬ػجذ اُذٔ‪٤‬ذ رشً‪:٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.52:‬‬
‫‪ 2‬كزذ‪ٝ ٢‬اُ‪:٢‬أُجغ‪ٞ‬ؽ ك‪ ٢‬هبٗ‪ ٕٞ‬اُوؼبء أُذٗ‪.٢‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.915:‬‬
‫‪553‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫عند سماع الدعوى المنظورة أمامو بآراء قريبو أو صيره مف ممثؿ النيابة العامة‪ ،‬أو‬
‫محامي الدفاع عف أحد الخصوـ‪ ،‬أما العمة في الحالة الثانية فيي الخوؼ مف حيادية‬
‫القاضي عند نظر الدعوى بسبب صمة القرابة القائمة‪ ،‬وحتى ال يتخذ الخصوـ ىذه الحالة‬
‫ذريعة لمتحايؿ عمى قواعد القضاء أو بقصد منع أحد القضاة مف نظر نزاع معيف فيقوموف‬
‫بتوكيؿ ٍ‬
‫محاـ تقوـ بينو وبيف أحد القضاة ىذه القرابة أو المصاىرة‪.1‬‬

‫‪ ‬إذا كاف قد أفتى أو ترافع عف أحد الخصوـ في الدعوى أو كتب فييا ػ ولو كاف ذلؾ‬
‫قاضيا أو خبي ار ومحكما أو كاف قد أدى‬
‫ً‬ ‫قبؿ اشتغالو بالقضاء ػ أو كاف قد سبؽ لو نظرىا‬
‫شيادة فييا‪ :‬إف السبب في عدـ الصالحية في ىذه الحالة‪ ،‬أف القاضي قد سبؽ ونظر‬
‫الدعوى سابقا‪ ،‬مما يجعؿ لو رأيا فييا أو توجد لو معمومات شخصية تتعارض مع ما‬
‫يشترط في القاضي مف صفاء الذىف وخموه عف موضوع الدعوى ليستطيع أف يوازف حجج‬
‫الخصوـ وزنا مجردا أخذا بأف إظيار الرأي قد يدعو إلى التزامو بما يتنافى مع حرية‬
‫العدوؿ عنو‪ .‬والمقصود بسبؽ نظر القاضي لمدعوى ىو سبؽ نظرىا في درجة أو في‬
‫مرحمة أخرى‪ ،‬فال يجوز لمف فصؿ في الدعوى ابتدائيا أف ينظرىا في مرحمة االستئناؼ‪،‬‬
‫ول يس مف نظر الدعوى فصؿ فييا في االستئناؼ أف يشترؾ في نظرىا مرة أخرى أماـ‬
‫محكمة النقض‪ .‬وىذا ما أخذت بو المحكمة االتحادية العميا في جمسة ‪ 25‬مايو‪2111‬‬
‫عمى أنو "الرأي الذي يؤدي إلى عدـ صالحية القاضي لنظر الدعوى يمزـ أف تكوف ذات‬
‫القضية المطروحة‪ ،‬إال أف ىذا المنع يمتد‪ -‬وعمى ما ىو مقرر في قضاء ىذه المحكمة –‬
‫إلى حالة ما إذا كانت الخصومة في الدعوى الحالية مرددة بيف ذات الخصوـ ويستدعي‬
‫الفصؿ فييا اإلدالء بالرأي في نفس الحجج واألسانيد التي أثيرت في الدعوى السابقة بحيث‬
‫تعتبر الخصومة الحالية استم ار ار وعودا إلييا‪ ،‬إال أف شرط ذلؾ أال يكوف الحكـ السابؽ‬
‫الذي اشترؾ ذات القاضي في إصداره قد حاز قوة األمر المقضي؛ إذ حيازة ىذا الحكـ‬
‫السابؽ قوة األمر المقضي فإنو يكوف ناؿ الحجية التي تعمو عمى كؿ االعتبارات‪ ،‬وال يممؾ‬
‫القاضي في ىذه الحالة أف يخالؼ حجية ىذا القضاء‪ .‬ومف ثـ ال يمنعو االشت ارؾ في‬
‫إصدار حكـ في خصومة سابقة مرددة بيف ذات الخصوـ ناؿ حجية األمر المقضي في‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ػِ‪ ٢‬ثشًبد‪:‬اُ‪ٞ‬ع‪٤‬ؾ ك‪ ٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.173:‬‬
‫‪554‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫االشتراؾ في نظر واصدار حكـ خصومة تالية مرتبطة مرددة بيف ذات الخصوـ"‪.1‬ولكف ال‬
‫يعتبر سببا لعدـ الصالحية إذا كاف القاضي قد أدلى برأيو في مؤلؼ عممي أو بحث قانوني‪.‬‬

‫‪ ‬إذا رفع دعوى تعويض عمى طالب الرد أو قدـ ضده بالغا لجية االختصاص‪:‬يعتبر‬
‫القاضي غير صالح لنظر النزاع متى رفع دعوى تعويض عمى مف طالب برده‪ ،‬أو إذا قدـ‬
‫ضده بالغا لجية االختصاص‪ ،‬كوف األمر يخرج في ىذه الحالة مف مجاؿ الرد إلى مجاؿ‬
‫الخصومة‪ ،‬إذ يجعؿ القاضي مف نفسو خصما فعميا لطالب الرد‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬يعتبر عمؿ القاضي وقضاؤه باطال متى توافرت حالة أو حاالت عدـ الصالحية‪،‬‬
‫ولو اتفؽ الخصوـ عمى غير ذلؾ‪.3‬‬

‫وبناء عمى ما تقدـ ‪ ،‬يتضح لنا جميا أف الفرؽ بيف عدـ الصالحية ونظاـ الرد يكمف‬
‫في أف حاالت عدـ الصالحية تنتج أثرىا بصورة مباشرة أي بمجرد قياـ أحد حاالتيا‪ ،‬سواء‬
‫طمب أطراؼ الدعوى منع القاضي مف نظر النزاع أو لـ يقدموا عمى ذلؾ‪ ،‬بحيث إذا حكـ‬
‫القاضي في الدعوى كاف حكمو باطال ولو كاف باتفاؽ الخصوـ‪ ،‬وجاز الطعف فيو بطرؽ‬
‫الطعف المقررة‪ ،‬أما أسباب الرد فال تنتج أثرىا بشكؿ مباشر أي بقياـ إحدى حاالتيا‪ ،‬حيث‬
‫يتطمب األمر مف الخصوـ تقديـ طمب بيدؼ منع القاضي مف النظر في النزاع ‪ ،‬غير أنو‬
‫إذا لـ يطمبوا منعو يكوف القاضي صالحا لنظر الدعوى ويقع حكمو فييا صحيحا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تمييز رد القاضي عن نظام التنحي‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 116‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي تنص عمى أنو "‪-1‬‬
‫إذا كاف القاضي غير صالح لنظر الدعوى أو قاـ بو سبب لمرد فعميو أف يخبر رئيس المحكمة‬
‫بذلؾ‪ ،‬وفي حالة قياـ سبب لمرد فمرئيس المحكمة أف يأذف لمقاضي في التنحي ويثبت ىذا كمو‬
‫في محضر خاص يحفظ بالمحكمة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٓ 1‬ظطل‪ ٠‬أُز‪ ٢ُٞ‬ه٘ذ‪:َ٣‬اُ‪ٞ‬ج‪٤‬ض ك‪ ٢‬اُوؼبء ‪ٝ‬اُزوبػ‪.٢‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.102:‬‬
‫‪ 0‬ػِ‪ ٢‬ػجذ اُذٔ‪٤‬ذ رشً‪:٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.40:‬‬
‫‪ 3‬ر٘ض اُلوشح اُضبٗ‪٤‬خ ٖٓ أُبدح ‪ ٖٓ 119‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪٣ ٝ " ٢‬وغ ثبؽال ػَٔ اُوبػ‪٢‬‬
‫أ‪ ٝ‬هؼبإ‪ ٙ‬ك‪ ٢‬األد‪ٞ‬اٍ اُغبثوخ ‪ ُٞٝ‬رْ ثبرلبم اُخظ‪."ّٞ‬‬
‫‪555‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫‪ -2‬ويجوز لمقاضي حتى ولو كاف صالحا لنظر الدعوى‪ ،‬ولو لـ يقـ بو سبب لمرد إذا‬
‫استشعر الحرج مف نظر الدعوى ألي سبب أف يعرض أمر تنحيو عمى رئيس المحكمة لمنظر‬
‫في إق ارره عمى التنحي‪.‬‬

‫‪ -3‬واذا تحققت إحدى الحاالت السابقة في رئيس المحكمة قاـ بعرض األمر عمى مف‬
‫يقوـ مقامو"‪.‬‬

‫وعميو يمكف القوؿ أف إجراءات الرد تختمؼ كثي ار عف التنحي‪ ،‬وذلؾ في جوانب عدة‬
‫يمكف بيانيا فيما يمي‪:‬‬

‫اء اختيارًيا خولو القانوف لألطراؼ‪ ،‬لرد القاضي المشكوؾ في‬


‫أوال‪ :‬يعتبر الرد إجر ً‬
‫المشرع مف حاالت في المادة‬
‫ِّ‬ ‫حياديتو في القضية المعروضة عميو‪ ،‬في نطاؽ ما حدده‬
‫‪ 115‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪ ،‬وىي حاالت واردة عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬ال‬
‫المشرع ىنا ضماف جدية طمبات الرد‬
‫ِّ‬ ‫يمكف القياس عمييا أو التوسع في تفسيرىا‪ ،‬وىدؼ‬
‫حتى ال يفتح المجاؿ لألشخاص سيئي النية مف استغالؿ ىذه اآللية‪ ،‬واطالة أمد التقاضي‬
‫المشرع إجراء التنحي كآلية متروكة لمقاضي نفسو‬
‫ِّ‬ ‫بؿ وتعطيؿ السير بيا‪ .‬في حيف جعؿ‬
‫متى استشعر الحرج مف نظر الخصومة المعروضة عميو‪ ،‬أو ألي سبب يراه القاضي‬
‫وجييا وقد يؤثر عمى حياديتو أو نزاىتو عند الفصؿ في النزاع‪ .‬واألسباب التي قد تجعؿ‬
‫القاضي يشعر بحرج مف نظر الدعوى عديدة وكثيرة‪ ،‬منيا ػ عمى سبيؿ المثاؿ ػ أف يكوف‬
‫قد أبدي رأيا عمميا في مؤلؼ أو بحث قانوني يخدـ أحد طرفي النزاع‪ ،‬أو أف يكوف أحد‬
‫الخصوـ صديقا ألحد أقربائو‪ ،‬أو إذا سبؽ لمقاضي اشتراكو في نظر استئناؼ آخر رفع‬
‫عمى محكوـ ليـ آخروف في ذات الدعوى بالتعويض عف وفاة البعض واصابة اآلخر‪.1‬‬

‫المشرع اإلماراتي عمى ضرورة تقديـ طمب الرد إلى رئيس المحكمة التي‬
‫ِّ‬ ‫ثانيا‪ :‬نص‬
‫يتبعيا القاضي مشموال بتوقيع الطالب نفسو أو وكيمو المفوض فيو عمى أف يرفؽ التوكيؿ‬
‫بالطمب‪ ،‬ويجب أف يشتمؿ طمب الرد عمى أسبابو وأف يرفؽ بو ما يوجد مف األوراؽ المؤيدة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ػِ‪ ٢‬ػجذ اُذٔ‪٤‬ذ رشً‪:٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.133:‬‬
‫‪556‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لو‪ ،1‬وطمب الرد يتوجب تقديمو قبؿ تقديـ أية دفوع أو دفاع عف القضية واال سقط الحؽ‬
‫فيو‪ ،‬إال أنو يجوز تقديـ طمب الرد متى حدثت أسبابو بعد ذلؾ متى ما أثبت طالب الرد عدـ‬
‫العمـ بيا‪ .‬وفي جميع األحواؿ فإف حؽ الخصـ في طمب الرد قد يسقط في حاؿ عدـ تقديمو‬
‫قبؿ إقفاؿ باب المرافعة في أوؿ طمب رد مقدـ في الدعوى متى كاف قد أخطر بالجمسة‬
‫المحددة لنظره‪ ،‬وكانت أسباب الرد قائمة ومعمومة لو حتى إقفاؿ باب المرافعة‪ .2‬وعمى رئيس‬
‫المحكمة‪ ،‬أو مف يقوـ مقامو في حالة تقديـ طمبات رد قبؿ إقفاؿ باب المرافعة في طمب الرد‬
‫األوؿ أف يحيؿ ىذه الطمبات إلى الدائرة ذاتيا المنظور أماميا الطمب لتقضي فييا جميعا‬
‫بحكـ واحد‪ ،‬وينطؽ بالحكـ في طمب الرد في جمسة عمنية و يكوف غير قابؿ لمطعف‪.3‬‬

‫في حيف أ ف قرار التنحي يعتبر متروكا لضمير القاضي نفسو‪ ،‬كما أف القرار الصادر‬
‫بالتنحي ال يرقى إلى درجة حكـ‪ ،‬وانما يعتبر مجرد إجراء يتعمؽ بالنظاـ الداخمي وىذا ما‬
‫يستشؼ مف المادة ‪ 116‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪.‬‬

‫إضافة إلى ما سبؽ‪ ،‬يمكف القوؿ إف جوىر االختالؼ بيف النظاميف الرد والتنحي‪ ،‬واف‬
‫كانا يستيدفاف نفس النتيجة وىي ضماف حيادية القاضي عند نظر النزاع وضماف نزاىة‬
‫اء قضائيا‪،‬‬
‫األحكاـ الصادرة وصيانة حقوؽ المتقاضيف‪ ،‬يكمف في أف نظاـ الرد يعتبر إجر ً‬
‫اء إداريا‪.‬‬
‫في حيف أف التنحي ال يتجاوز كونو إجر ً‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬تمييز رد القاضي عن نظام المخاصمة‬

‫القضاة يخضعوف لمقواعد العامة في الدعاوى المدنية التي يكونوف طرفا فييا‪ ،‬إال أف‬
‫القانوف قد أحاطيـ بعناية خاصة لحمايتيـ مف دعاوى المسؤولية التي قد ترفع عمييـ بسبب‬
‫الخطأ في أداء وظيفتيـ‪ ،‬وذلؾ خشية مف أف تتعدد مثؿ ىذه الدعاوى سواء بحؽ أو بدوف‬
‫حؽ مف الخصوـ أماميـ مما يؤدي إلى زرع القمؽ والخوؼ في نفوس القضاة‪ ،‬بؿ‬
‫وانشغاليـ بالدفاع عف أنفسيـ في الدعاوى المرفوعة عمييـ‪.4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اُلوشح األ‪ ٖٓ ٠ُٝ‬أُبدح ‪ ٖٓ 115‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪.٢‬‬
‫‪ 0‬أُبدح ‪ ٖٓ 115‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪.٢‬‬
‫‪ 3‬أُبدح ‪ ٖٓ 114‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪.٢‬‬
‫‪ٝ 9‬جذ‪ ١‬ساؿت‪ٓ:‬جبدة اُوؼبء أُذٗ‪. ٢‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد‪.‬داساُ٘‪ٜ‬ؼخ اُؼشث‪٤‬خ اُوب‪ٛ‬شح‪.‬اُطجؼخ اُضبُضخ‬
‫‪.0223‬ص‪.141:‬‬
‫‪555‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫لذلؾ نرى أف العديد مف التشريعات الحديثة قد قامت بوضع نظاـ خاص لمسؤولية‬
‫القضاة الوظيفية‪ ،‬بحيث تحمي الخصوـ أنفسيـ مف أخطاء القضاة مف ناحية‪ ،‬وتضمف‬
‫لمقضاة الطمأنينة في أداء عمميـ مف ناحية أخرى‪ ،‬وقد أطمؽ عميو نظاـ مخاصمة القضاة‪.‬‬

‫والمخاصمة لغة كممة مأخوذة مف الخصومة‪ ،‬والخصومة في المغة ىي‪ :‬الجدؿ فيقاؿ‬
‫خاصمو خصاما‪ ،‬واختصموا تخاصموا‪ ،‬والجمع خصوـ وقد يكوف لالثنيف والجمع والمؤنث‪،‬‬
‫والخصيـ‪ :‬المخاصـ‪.1‬‬

‫أما مخاصمة القاضي في االصطالح القانوني‪ ،‬تعني مساءلة القاضي أو عضو‬


‫النيابة بيدؼ المطالبة بالتعويض عف الضرر الناشئ مف حكمو أو اإلجراء الذي اتخذه‬
‫متى شاب ىذا األمر غش أو تدليس أو خطأ ميني‪.2‬‬

‫أما بشأف طبيعة دعوى مخاصمة القضاة فإنيا دعوى مدنية ترفع مف خصـ عمى‬
‫مطالبا إياه بالتعويض عف‬
‫ً‬ ‫قاض بغية مساءلتو عف األخطاء التي ارتكبيا عند نظر النزاع‬
‫األضرار الناتجة عف ىذا الخطأ‪ .‬حيث يترتب عمى الحكـ بصحة دعوى المخاصمة بطالف‬
‫الحكـ أو العمؿ أو اإلجراء كنتيجة حتمية لثبوت ما وقع مف القاضي مف إخالؿ بواجبو‪.3‬‬

‫وعرفيا البعض بأنيا الوسيمة القانونية التي تتيح لمخصـ المطالبة بالتعويض المدني مف‬
‫القاضي أو عضو النيابة العامة‪ ،‬وبإبطاؿ عممو القضائي في الحاالت التي حددىا القانوف‪.4‬‬

‫فمف خالؿ ما سبؽ يختمؼ نظاـ الرد كآلية أوجدىا القانوف لحماية حقوؽ المتقاضيف‬
‫المشرع بمنحيا لمخصوـ لرد القاضي‬
‫ِّ‬ ‫عف المخاصمة‪ ،5‬كوف أف األوؿ يعتبرىا إمكانية قاـ‬
‫المشكوؾ في حياديتو عند نظر النزاع‪ ،‬لمنعو مف السير في الدعوى‪ ،6‬أما الثانية فإنيا دعوى‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اثٖ ٓ٘ظ‪ٞ‬س‪ُ :‬غبٕ اُؼشة‪ .‬داس طبدس ُِطجبػخ ‪ٝ‬اُ٘شش ث‪٤‬ش‪ٝ‬د‪.1442.‬‬
‫‪ 0‬ػِ‪ ٢‬ػ‪ٞ‬ع دغٖ‪:‬سد ‪ٓٝ‬خبطٔخ أػؼبء اُ‪٤ٜ‬ئبد اُوؼبئ‪٤‬خ‪.‬اُطجؼخ األ‪.1455.٠ُٝ‬ص‪.30:‬‬
‫‪ 3‬أٓ‪٘٤‬خ اُ٘ٔش‪:‬ه‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬أُشاكؼبد‪ٓ.‬ئعغخ اُضوبكخ اُجبٓؼ‪٤‬خ‪.1450.‬ص‪.173:‬‬
‫‪ 9‬عؼ‪٤‬ذ خبُذ اُششػج‪ :٢‬أُ‪ٞ‬جض ك‪ ٢‬أط‪ ٍٞ‬اُوؼبء أُذٗ‪ٓ.٢‬شًض اُظبدم‪.0227.‬ص‪.145:‬‬
‫‪ٗ 7‬ظْ أُششع اإلٓبسار‪ٓ ٢‬خبطٔخ اُوؼبح ‪ٝ‬أػؼبء اُ٘‪٤‬بثخ اُؼبٓخ ك‪ ٢‬اُجبة اُضبٗ‪ ٖٓ ٢‬اٌُزبة اُضبٗ‪٢‬‬
‫أُزؼِن ثبجشاءاد ‪ٝ‬خظ‪ٓٞ‬بد ٓز٘‪ٞ‬ػخ أُ‪ٞ‬اد ٖٓ ‪ 145‬اُ‪ ٖٓ 020 ٠‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪.٢‬‬
‫‪ 2‬ػجذ اُؼض‪٣‬ض ر‪ٞ‬ك‪٤‬ن‪:‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬أُغطشح أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُز٘ظ‪ ْ٤‬اُوؼبئ‪.٢‬اُجضء اُضبٗ‪.٢‬أٌُزجخ‬
‫اُوبٗ‪٤ٗٞ‬خ‪.1447.‬ص‪.03:‬‬
‫‪558‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫يرفعيا الخصـ المتضرر عمى القاضي المسئوؿ لمتعويض عف الضرر‪ ،‬إذا وقع نتيجة حالة‬
‫المشرع في المادة ‪ 197‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪.1‬‬
‫ِّ‬ ‫مف الحاالت التي يحددىا‬

‫وىكذا‪ ،‬فإذا كاف الرد يستيدؼ القاضي شخصيا‪ ،‬وتبنى أسبابو عمى العالقات التي‬
‫تربطو بأطراؼ الدعوى أو بموضوعيا‪ ،‬فإف المخاصمة كدعوى تنصب عمى عمؿ‬
‫القاضي‪ ،‬وقد اعتبرىا بعض الفقو إلى أنيا مرافعة ضد القضاء‪ ،‬تخوؿ لممتقاضي الذي‬
‫يدعي أنو تضرر لمحصوؿ عمى تعويض مف القاضي‪ ،2‬باإلضافة إلى أف الفقرة الثانية مف‬
‫المادة ‪ 211‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي نصت عمى أنو‪:‬‬

‫" واذا قضى بصحة المخاصمة حكـ عمى القاضي أو عضو النيابة بالتضمينات‬
‫والمصروفات‪ ،‬وببطالف تصرفو تكوف الدولة مسؤولة عما يحكـ بو مف التضمينات عمى‬
‫القاضي أو عضو النيابة وليا حؽ الرجوع عميو‪ ،‬ويجوز التنفيذ عمييا مباشرة بالحكـ الصادر‬
‫في دعوى المخاصمة"‪.‬‬

‫المشرع اإلماراتي‬
‫ِّ‬ ‫وعميو بالرجوع إلى النظاميف‪ ،‬يالحظ أف الحاالت التي أجازىا‬
‫لمخاصمة القضاة وأعضاء النيابة العامة‪ ،‬تعتبر أشد خطورة مف تمؾ التي أجاز فييا الرد‪،‬‬
‫حيث تتمحور خطورة حاالت المخاصمة كونيا تحمؿ اتياما مباش ار إلى الييئة القضائية‬
‫بارتكاب أفعاؿ شديدة الخطورة‪ ،‬مثؿ الغش أو التدليس أو الخطأ الميني الجسيـ‪.‬‬

‫ليذه األسباب إذف تشددت أغمب التشريعات المعاصرة في تنظيـ إجراء المخاصمة‪،‬‬
‫وجعمت نظرىا يمر بمرحمتيف‪ ،‬حيث تسمى المرحمة األولى بمرحمة قبوؿ الدعوى والثانية‬
‫بمرحمة الفصؿ فييا‪ ،‬كما تشددت أيضا في حالة عدـ قبوؿ المخاصمة شكال أو رفضيا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ر٘ض أُبدح ‪ ٖٓ 145‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪ ٢‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪ " ٚ‬رج‪ٞ‬ص ٓخبطٔخ هؼبح أُذبًْ‬
‫االثزذائ‪٤‬خ ‪ٓٝ‬ذبًْ االعزئ٘بف ‪ٝ‬أػؼبء اُ٘‪٤‬بثخ اُؼبٓخ ك‪ ٢‬األد‪ٞ‬اٍ ا‪٥‬ر‪٤‬خ‪:‬‬
‫‪ -‬ارا ‪ٝ‬هغ ٖٓ اُوبػ‪ ٢‬أ‪ ٝ‬ػؼ‪ ٞ‬اُ٘‪٤‬بثخ ك‪ ٢‬ػِٔ‪ٜٔ‬ب ؿش أ‪ ٝ‬رذُ‪٤‬ظ أ‪ ٝ‬خطؤ ٓ‪ ٢ٜ٘‬جغ‪.ْ٤‬‬
‫‪ -‬ك‪ ٢‬األد‪ٞ‬اٍ األخش‪٣ ٟ‬وؼ‪ ٠‬ك‪ٜ٤‬ب اُوبٗ‪ ٕٞ‬ثٔغئ‪٤ُٞ‬خ اُوبػ‪ٝ ٢‬اُذٌْ ػِ‪ ٚ٤‬ثبُزؼ‪٣ٞ‬ؼبد"‪.‬‬
‫‪ 0‬أد‪ُٝ‬ق س‪ُٞ٣‬ؾ‪:‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُغطشح أُذٗ‪٤‬خ ك‪ ٢‬شش‪ٝ‬ح‪.‬رؼش‪٣‬ت ادس‪٣‬ظ ِٓ‪٘ٓ:ٖ٤‬ش‪ٞ‬ساد جٔؼ‪٤‬خ ر٘ٔ‪٤‬خ اُجذ‪ٞ‬س‬
‫‪ٝ‬اُذساعبد اُوؼبئ‪٤‬خ‪ٓ.‬طجؼخ أُؼبسف اُجذ‪٣‬ذح‪.‬اُشثبؽ‪.1442.‬ص‪.050:‬‬
‫‪555‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫المشرع اإلماراتي عمى الطالب بمصادرة مبمغ التأميف والمقدر بألؼ‬


‫ِّ‬ ‫موضوعا‪ ،‬بحيث نص‬
‫درىـ مع التعويضات‪.1‬‬

‫لذا نعتقد أنو شتاف بيف النظاميف ػ ػ نظاـ الرد ونظاـ المخاصمة ػ ػ بحكـ الغاية مف كؿ‬
‫واحد منيما واألبعاد اإلجرائية الكامنة وراءه‪.‬‬

‫وعميو‪ ،‬فما يمكف استخالصو بخصوص ىذا التمييز ىو أف نظاـ الرد يمكف أف نعتبره‬
‫إجراء وقائيا‪ ،‬في حيف أف دعوى المخاصمة تعتبر دعوى مساءلة قبؿ أي شيء آخر‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫أىمية الرد وتحديد نطاقو‬

‫المشرع ألطراؼ الدعوى‪ ،‬بيدؼ إبعاد‬


‫ِّ‬ ‫إذا كاف نظاـ الرد يشكؿ آلية واجراءات منحيا‬
‫القاضي المشكوؾ في حياديتو عف نظر النزاع‪ ،‬فإف انفراده ببعض الخصائص جعمو‬
‫يختمؼ عف غيره مف األنظمة القريبة منو مف قبيؿ المخاصمة وعدـ الصالحية والتنحي‪.‬‬

‫غير أف بياننا ألىـ الفروؽ التي تحسـ االختالؼ بيف ىذه األنظمة‪ ،‬جعمنا نطرح‬
‫التساؤؿ الياـ والذي يتمحور حوؿ أىمية نظاـ الرد ونطاقو‪.‬‬

‫وعميو سنحاوؿ مف خالؿ ىذا المطمب إلى بياف أىمية نظاـ الرد (الفرع األوؿ) وتحديد‬
‫نطاقو (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ر٘ض اُلوشح األ‪ ٖٓ ٠ُٝ‬أُبدح ‪ ٖٓ 021‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪ ٢‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪ " ٚ‬ارا هؼ‪ ٠‬ثؼذّ‬
‫هج‪ ٍٞ‬أُخبطٔخ شٌال أ‪ ٝ‬سكؼ‪ٜ‬ب ٓ‪ٞ‬ػ‪ٞ‬ػب دٌْ ػِ‪ ٠‬اُطبُت ثٔظبدسح اُزؤٓ‪ٓ ٖ٤‬غ اُزؼ‪٣ٞ‬ؼبد إٔ ًبٕ ُ‪ٜ‬ب‬
‫‪ٝ‬ج‪."ٚ‬‬
‫‪565‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفرع األول‬
‫أىمية الرد‬

‫لمرد أىمية تشريعية خاصة في قواعد قانوف اإلجراءات المدنية كونو إجراء يضمف‬
‫العالقة بيف القضاة وأطراؼ النزاع‪ ،‬وىذه األىمية يمكف حصرىا في شكميف أحدىما متمثؿ‬
‫في حماية القاضي (الفقرة األولى) واآلخر يتعمؽ بحماية الخصوـ (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أىمية نظام الرد في حماية القاضي‬

‫المشرع اإلماراتي بالنص عمى نظاـ الرد تحت آلية واجراءات خاصة في قواعد‬
‫ِّ‬ ‫قياـ‬
‫قانوف اإلجراءات المدنية‪ ،‬كاف يستيدؼ مف وراء كؿ ذلؾ أال يترؾ القاضي ينظر في أي‬
‫نزاع يتـ رفعو إليو بشكؿ مطمؽ‪ ،‬وانما وضع لو شروطا وحدد لو إجراءات يجب مراعاتيا‬
‫في كؿ نزاع عمى حدة‪ .‬ومف بيف ىذه الشروط أف يحافظ عمى استقالليتو وحياديتو مف‬
‫جية‪ ،‬وبث الطمأنينة والثقة إلى الخصوـ فيما يصدره مف أحكاـ مف جية أخرى‪.‬‬

‫لمشرع قد سعى مف وراء قواعد الرد أف يحمي‬


‫وانطالقا مف ىذيف االعتباريف‪ ،‬فإف ا ِّ‬
‫القاضي مف نفسو‪ ،‬بؿ ويحميو مف غيره مف أطراؼ النزاع‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ منعو مف‬
‫السير في الدعوى المعروضة عميو متى تـ قبوؿ طمب ىذا الرد‪.‬‬

‫المشرع قد سعى إلى حماية القاضي مف التأثر بعواطفو‪ ،‬حيث أجاز‬


‫ِّ‬ ‫وعميو فإف‬
‫استبعاد القاضي المشكوؾ في حياديتو واستقالليتو عند نظر الدعوى‪ ،‬وذلؾ احتراما لمبدأ‬
‫الحياد واالستقالؿ الالزميف لمتقاضي وفؽ نطاؽ الدستور اإلماراتي‪. 1‬‬

‫وعمى ىذا األساس يؤكد بعض الفقو المقارف بأف تنحي القاضي عند قبوؿ طمب الرد‬
‫المقدـ ضده ال يقوـ عمى أساس الطعف في استقامتو أو ن ازىتو‪ ،‬وانما يقوـ عمى أساس‬
‫مظنة‪ ،‬أو احتماؿ أف ما يقضي بو ال يمتزـ فيو جادة الصواب‪.2‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ر٘ض أُبدح ‪ ٖٓ 49‬اُذعز‪ٞ‬س اإلٓبسار‪ ٢‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪ " ٚ‬اُؼذٍ أعبط أُِي‪ٝ .‬اُوؼبح ٓغزوِ‪ ٕٞ‬ال عِطبٕ ػِ‪ْٜ٤‬‬
‫ك‪ ٢‬أداء ‪ٝ‬اجج‪ُ ْٜ‬ـ‪٤‬ش اُوبٗ‪ٝ ٕٞ‬ػٔبئش‪."ْٛ‬‬
‫‪ 0‬آدّ ‪٤ٛٝ‬ت اُ٘ذا‪ :١ٝ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪.‬اُطجؼخ األ‪.0222 ٠ُٝ‬ص‪.72:‬‬
‫‪565‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫وبعبارة أخرى‪ ،‬إ ف القانوف إذا كاف يمزـ القاضي بالحكـ في الدعوى‪ ،‬وفؽ ما يقتنع بو‪،‬‬
‫مف وسائؿ اإلثبات المطروحة عميو أثناء نظر النزاع‪ ،‬فإف قياـ إحدى أسباب الرد تجعمو‬
‫يتخمى عمى ىذا المبدأ‪ ،‬لكي ال يحكـ حسب اعتقاده الشخصي أو ميولو ‪ ،‬وىذا ما قد يؤثر‬
‫عمى الحكـ الصادر الذي يمكف أف يتعرض إلى الطعف‪.1‬‬

‫المشرع اإلماراتي جعؿ مف الرد األداة التي تجعؿ مف‬


‫ِّ‬ ‫ويبدو لنا مف ىذه األىمية أف‬
‫القاضي عبء مراقبة نفسو قبؿ غيره‪ ،‬وذلؾ حتى ال تتأثر أحكامو بأي عيب مف العيوب‪،‬‬
‫سواء كانت واقعية أو قانونية‪ ،‬وىذا ما جعمو ينص بشكؿ واضح عمى وجوب تقديـ طمبو‬
‫عمى الجية المختصة بالنظر فيو‪.2‬‬

‫المشرع أشار إلى‬


‫ِّ‬ ‫والجدير بالذكر‪ ،‬فإنو باإلضافة إلى حماية القاضي مف نفسو‪ ،‬فإف‬
‫مسألة حماية القاضي مف الخصوـ أطراؼ الدعوى‪ ،‬بحيث يفترض في ىؤالء أف يعتبروا‬
‫دائما بأف العمؿ الذي يقوـ بو ىذا القاضي في الدعوى التي يتوافر فييا أحد أسباب الرد أف‬
‫ال يكوف صحيحا حتى ولو كاف الحكـ الذي صدر عادال‪ ،‬بحيث يجب أف يكوف الحكـ‬
‫مقنعا لمخصـ الذي صدر الحكـ في مصمحتو‪.3‬‬

‫وىذا يعني أف القاضي بإدراكو المسبؽ لما ىو ممقى عمى عاتقو مف توخي الصواب‬
‫وتحقيؽ العدالة‪ ،‬يجب أف يتحرى الدقة في قضائو‪ ،‬وذلؾ حتى ال يفصؿ فيما ىو معروض‬
‫عميو تحث تأثير عاطفة عارضة تتنافى مع إقناعو الذي يجب أف يتناسب عمى ما ىو‬
‫منصوص عميو في القانوف‪.‬‬

‫وبناء عمى ذلؾ‪ ،‬فإف القاضي ال يمكف لو أف يحمي نفسو مف الخصوـ أثناء قياـ سبب‬
‫مف أسباب الرد‪ ،‬وانما ىو ممزـ بمراعاة حقوؽ ىؤالء الخصوـ التي تضع حدا ليذه السمطة‪،‬‬
‫المشرع اإلماراتي أف يعتبر حؽ الرد مف الحقوؽ األساسية التي ترتبط بحؽ‬
‫ِّ‬ ‫وىذا ما جعؿ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٓ 1‬ذٔذ صً‪ ٢‬أث‪ ٞ‬ػبٓش‪ :‬اإلصجبد ك‪ ٢‬أُ‪ٞ‬اد اُج٘بئ‪٤‬خ‪ٓ.‬ذب‪ُٝ‬خ كو‪٤ٜ‬خ ‪ٝ‬ػِٔ‪٤‬خ إلسعبء ٗظش‪٣‬خ ػبٓخ‪.‬داس اُجبٓؼخ‬
‫اُجذ‪٣‬ذح اإلعٌ٘ذس‪٣‬خ‪.0211.‬ص‪.052:‬‬
‫‪ 0‬ر٘ض أُبدح ‪ ٖٓ 115‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪ ٢‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪ " ٚ‬ارا هبّ ثبُوبػ‪ ٢‬عجت ُِشد ‪٣ ُْٝ‬ز٘خ‬
‫جبص ُِخظْ سد‪٣ٝ ،ٙ‬ذظَ اُشد ثطِت ‪٣‬وذّ ُشئ‪٤‬ظ أُذٌٔخ اُز‪٣ ٢‬زجؼ‪ٜ‬ب اُوبػ‪ٞ٣ٝ ٢‬هؼ‪ ٚ‬اُطبُت ٗلغ‪ ٚ‬أ‪ٝ‬‬
‫‪ ِٚ٤ًٝ‬أُل‪ٞ‬ع ك‪٣ٝ ٚ٤‬شكن اُز‪ َ٤ًٞ‬ثبُطِت‪٣ٝ ،‬جت إٔ ‪٣‬شزَٔ ؽِت اُشد ػِ‪ ٠‬أعجبث‪ٝ ٚ‬إٔ ‪٣‬شكن ث‪ٓ ٚ‬ب ‪ٞ٣‬جذ‬
‫ٖٓ األ‪ٝ‬سام أُئ‪٣‬ذح ُ‪."....ٚ‬‬
‫‪ 3‬آدّ ‪٤ٛٝ‬ت اُ٘ذا‪ :١ٝ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.95:‬‬
‫‪565‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫التقاضي ذاتو‪ ،‬بحيث ال يمكف أف يسمـ القاضي مف ممارستيا بأي طريؽ مف الطرؽ إال‬
‫إذا تـ التنازؿ عنيا‪.1‬‬

‫وفي ىذا المعنى إشارة واضحة‪ ،‬إلى أف أىمية نظاـ الرد بالنسبة لحماية القاضي مف‬
‫الخصوـ تكمف في تحقيؽ التوازف التشريعي بيف المحافظة عمى حؽ المتقاضيف‪ ،‬في‬
‫المطالبة بتنحي القضاة الذيف تـ ردىـ عوضا عف السير في الدعاوى‪ ،‬وبيف تقرير ضوابط‬
‫دق يقة يجعؿ ممارسة تقديـ طمب مف قبؿ أطراؼ الدعوى منوطة بتوافر الجدية‪ ،‬وعدـ‬
‫العبث بغية الكيد أو عرقمة لمفصؿ في القضايا واإلساءة إلى القضاة مف جية أخرى‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أىمية الرد في حماية الخصوم‬

‫إف اليدؼ األساسي مف النص عمى نظاـ الرد‪ ،‬ىو حماية الخصوـ مف القاضي الذي‬
‫قد تتأثر حياديتو بشكؿ يؤدي الي ميولو أو االنحياز إلى طرؼ دوف آخر‪ ،‬وذلؾ مف غير‬
‫مبرر سائغ في القانوف‪ ،‬وىذا اليدؼ يرتبط أساسا بتمؾ السمطة التقديرية لمقاضي المبنية‬
‫المشرع المغربي أف يبرر‬
‫ِّ‬ ‫عمى قناعتو عند إصدار األحكاـ‪ ،‬وىذا االقتناع ما يشترط فيو‬
‫القاضي م ا انتيى إليو في ق ارره أو حكمو‪ ،‬ولكف متى تمسؾ باالستقاللية والحيادية‪ ،‬أما إذا‬
‫شاب قضاءه ما يفيد عدـ الحيادية‪ ،‬فإف اقتناعو عندئذ يكوف غير ذي قيمة قانونية‪.‬‬

‫المشرع اإلماراتي إلى النص عمى نظاـ الرد؛ وذلؾ لحماية أطراؼ الدعوى‬
‫ِّ‬ ‫وليذا سعى‬
‫مف أي تحكـ أو ميؿ أو تفضيؿ خصـ عمى آخر مف طرؼ القاضي الذي قد يفقد أحد‬
‫عوامؿ الثقة والحيادية في عممو‪ ،‬نتيجة قياـ سبب مف أسباب الرد‪.‬‬

‫المشرع بالنسبة ألطراؼ الدعوى‬


‫ِّ‬ ‫وبعبارة أدؽ‪ ،‬إف أىمية نظاـ الرد الذي سعى لو‬
‫يكمف في توفير الضمانة القانونية لحماية حقوقيـ مف القاضي الذي تـ رده‪ ،‬والذي قد‬
‫يسعى إلى النظر في الدعوى المعروضة عميو حسب اعتقاده الشخصي‪ ،‬أي بعيدا عف‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٝ 1‬هذ أًذ اُوؼبء أُظش‪ ١‬ك‪ٛ ٢‬زا اُظذد ثؤٕ "سد اُوبػ‪ ٢‬دن ششع ُٔظِذخ أُزوبػ‪ ٖ٤‬أٗلغ‪ ْٜ‬كِ‪ ْٜ‬إٔ‬
‫‪٣‬جبشش‪ ٙٝ‬أ‪٣ ٝ‬ز٘بصُ‪ٞ‬ا ػ٘‪ "ٚ‬ؽؼٖ سهْ ‪.124‬ع٘خ‪ 77‬م‪.‬جِغخ ‪ٞٗ 17‬كٔجش ‪.1455‬أ‪ٝ‬سد‪ ٙ‬عؼ‪٤‬ذ أدٔذ‬
‫شؼِخ‪:‬هؼبء اُ٘وغ ك‪ ٢‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ‪.0220.‬ص‪.523:‬‬
‫‪563‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫الحيادية‪ ،‬ال بحسب ما يطرح عميو مف وقائع ووسائؿ إثبات أثناء سماع ونظر النزاع‪ ،‬وىذا‬
‫ما يمكف أف يؤثر في عنصر التسبيب الذي قد ينعكس عمى منطوؽ الحكـ‪.1‬‬

‫ومف جانب آخر‪ ،‬إننا إذا سممنا بأف طمب الرد المقدـ مف أطراؼ النزاع مف الطمبات‬
‫التي تتصؿ بحقوؽ الدفاع‪ ،‬والذي قد يترتب عميو استبداؿ وتغيير القاضي إذا ما قاـ سبب‬
‫مف أسباب الرد ‪ ،‬فإف أىمية نظاـ الرد مف ىذا المنظور الفقيي تكمف في غاية ىامة‪،‬‬
‫تتمثؿ في اإلبقاء عمى التوازف لتحقيؽ العدالة بيف الخصوـ‪ ،‬إلى جانب الحفاظ عمى ثقتيـ‬
‫في سير الدعوى بشكؿ عادؿ وحيادي ‪.‬‬

‫واجماال‪ ،‬فإنو يمكف حصر أىمية الرد بالنسبة لمخصوـ في نوعيف‪ :‬أحدىما إجرائي‬
‫واآلخر موضوعي‪ .‬فاألىمية اإلجرائية لمرد بخصوص حماية الخصوـ تكمف أساسا في‬
‫أمريف‪:‬‬

‫األمر األول ‪ :‬يتعمؽ بالشكؿ الذي يتطمبو القانوف عند تقديـ الطمب مف قبؿ أطراؼ‬
‫الدعوى‪،‬؛ ألنو وبدوف ىذا اإلجراء القانوني ال يمكف أف نعتبره وسيمة تشكؿ ضمانة لحقوقو‬
‫المشرع اإلماراتي لـ يعتبر نظاـ الرد مف النظاـ العاـ‬
‫ِّ‬ ‫مف القاضي الذي تـ رده‪ ،‬خاصة وأف‬
‫الذي يمكف لممحكمة إثارتو مف تمقاء نفسيا متى عممت بقياـ إحدى أسبابو؛ ومف ثـ فإف‬
‫بياف طريقة تقديمو‪ ،‬والشروط التي يجب أف يتوفر عمييا أثناء ىذا التقديـ تعتبر مف أىـ‬
‫الضمانات التي تجعؿ مف نفس الخصـ إخراج الدعوى المتمثمة بموضوع الرد مف يد القاضي‬
‫الذي تـ رده إلى يد قاض آخر أو ىيئة أخرى تمكف الخصوـ مف االطمئناف عمى األقؿ إلى‬
‫الجياز القضائي الذي كاف محؿ شؾ أو ريبة لدييـ في مرحمة ما قبؿ تقديـ ىذا الطمب‪.‬‬

‫األمر الثاني ‪ :‬إف الجية المرفوع إلييا طمب الرد تكوف ممزمة بالرد عمى مقدـ الطمب‪،‬‬
‫وذلؾ انطالقا مف كونو يعتبر مف حقوؽ الدفاع التي ال تصح الدعوى األصمية إال بيذا‬
‫الرد‪ ،‬واال فإنيا تكوف باطمة بقوة القانوف‪.‬‬

‫أما بالنسبة لألىمية الموضوعية لنظاـ الرد في حماية أطراؼ الدعوى‪ ،‬فيمكف حصرىا‬
‫في كوف التقاضي يعتبر حقا مف حقوؽ اإلنساف؛ ولذلؾ فإنو ال يمكف حمايتو مف تحكـ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٓ 1‬ذٔذ صً‪ ٢‬أث‪ ٞ‬ػبٓش‪ :‬اإلصجبد ك‪ ٢‬أُ‪ٞ‬اد اُج٘بئ‪٤‬خ‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.052:‬‬
‫‪564‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫القضاة أو تعسفيـ إال عف طريؽ نظاـ الرد‪ ،‬والذي أقرت بو مختمؼ التشريعات القانونية‬
‫الحديثة‪ ،‬وذلؾ بيدؼ تدعيـ مبدأ ىاـ وساـ إال وىو مبدأ الحيادية الذي يجب عمى القاضي‬
‫أف يتمتع بو عف نظر الدعوى‪.‬‬

‫ولكف ىذا الحؽ يجب احترامو وعدـ إساءة استعمالو‪ ،‬فيصبح وسيمة إلطالة أمد‬
‫التقاضي وتعطيؿ سير القضايا بدوف مبرر‪ ،‬وذلؾ لما قد يؤدي إليو األمر مف إيذاء القضاة‬
‫في سمعتيـ وايذاء اآلخريف في حقوقيـ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫تحديد نطاق حق الرد‬

‫بالرجوع إلى القواعد القانونية لنظاـ الرد والمنظمة في قانوف اإلجراءات المدنية‬
‫اإلماراتي يمكف طمب رد القضاة (الفقرة األولى) و أعضاء النيابة العامة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬رد القضاة‬

‫يسري حؽ الرد عمى القضاة‪ ،‬ويقصد بالقضاة كؿ مف يتولى أعماؿ الوظيفة القضائية‪،‬‬
‫أي القضاة الذيف يتمحور دور وظيفتيـ في حسـ النزاعات والدعاوى‪ ،‬وذلؾ بالكشؼ عف‬
‫الحؽ واسناده لصاحبو‪ ،‬وارساء العدالة‪ ،‬وتوفير الحماية لو‪ ،‬وذلؾ بتوقيع الجزاء القانوني‬
‫عمى مف يتبي ف أنو قد اعتدى عميو وأخؿ بقاعدة القانوف‪ .2‬فمف خالؿ دراسة المادة ‪115‬‬
‫مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي يستشؼ منيا‪ ،‬أنيا شممت جميع القضاة سواء قضاة‬
‫المحكمة االبتدائية أو االستئنافية أو قضاة محكمة التمييز‪ ،‬وبالتالي فالنص عاـ وشامؿ‬
‫ولـ يفرؽ بيف قضاة درجة وأخرى‪ ،‬غير أنو وبدراسة المادة ‪ 122‬مف قانوف اإلجراءات‬
‫المدنية اإلماراتي يفيـ منيا أف طمب الرد يمكف أف يرد بخصوص أحد‪ ،‬أو بعض أعضاء‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٓ 1‬ظطل‪ٓ ٠‬جذ‪ٛ ١‬شجخ‪:‬سد ‪ٓٝ‬خبطٔخ اُوؼبح ‪ٝ‬أػؼبء اُ٘‪٤‬بثخ اُؼبٓخ ك‪ ٢‬أُجبُ‪ ٖ٤‬اُج٘بئ‪٢‬‬
‫‪ٝ‬أُذٗ‪.٢‬أٌُزجخ اُوبٗ‪٤ٗٞ‬خ‪.0227.‬ص‪.53:‬‬
‫‪ 0‬أدٔذ أث‪ ٞ‬اُ‪ٞ‬كبء‪:‬اُزؼِ‪٤‬ن ػِ‪ٗ ٠‬ظ‪ٞ‬ص هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد‪٘ٓ.‬شؤح أُؼبسف اإلعٌ٘ذس‪٣‬خ‪.‬اُطجؼخ‬
‫اُغبدعخ‪.0222.‬ص‪.579-573 :‬‬
‫‪565‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫المحكمة التي تنظر الدعوى‪ ،‬أو أف يمتد ليشمؿ جميع أعضاء ىذه المحكمة؛ سواء‬
‫المحكمة االبتدائية أو محكمة االستئناؼ‪.1‬‬

‫عمى أنني كباحث أرى أف قانوف اإلجراءات المدنية قد خال مف أي نص ينظـ مسألة‬
‫رد قضاة محكمة النقض‪ ،‬مما يعني أف النص التشريعي يعتريو نقص‪ ،‬ويستوجب مف‬
‫المشرع التدخؿ إلجراء تعديؿ عمى نص المادة ‪ 122‬مف قانوف اإلجراءات المدنية يسمح‬
‫ِّ‬
‫برد قضاة محكمة النقض‪ ،‬وخاصة إذا تحولت ىذه المحكمة مف محكمة قانوف إلى محكمة‬
‫موضوع‪ ،‬ويتطمب منيا الفصؿ في النزاع‪ ،‬حتى تتماشى مع نص المادة ‪ 115‬مف قانوف‬
‫اإلجراءات المدنية اإلماراتي التي تنص عمى أنو " يجوز رد القاضي ألحد األسباب‬
‫اآلتية‪ "...‬أي جميع القضاة بدوف استثناء‪.‬‬

‫وبالرجوع إلي بعض التشريعات المعاصرة نرى أنيا نصت عمى جواز رد مستشاري‬
‫المشرع المغربي مف خالؿ الفصؿ ‪ 298‬مف‬
‫ِّ‬ ‫محكمة النقض ػ فعمى سبيؿ المثاؿ ػ نرى أف‬
‫قانوف المسطرة المدنية نص عمى أنو يتوجب عمى أي قاض يعمـ بتوافر أحد أسباب‬
‫التجريح المعددة في الفصؿ ‪ 295‬أو أي سبب آخر لتنحيو أف يصرح بذلؾ‪:‬‬

‫‪ " -‬لمرئيس األوؿ لمحكمة االستئناؼ إذا تعمؽ األمر برئيس محكمة ابتدائية‪.‬‬

‫‪ -‬لقضاة الغرفة الذيف يحكموف معو إذا تعمؽ األمر بقاض مف محكمة النقض أو مفاالستئناؼ‬

‫‪ -‬يتعيف عمى القضاة الموجو إلييـ التصريح أف يقرروا ما إذا كاف يتعيف عمى القاضي‬
‫المعني باألمر أف يتخمى عف الحكـ في القضية"‪.‬‬

‫وكذلؾ باالطالع عمى التشريع المصري يتضح لنا مف خالؿ المادة ‪ 153‬مف قانوف‬
‫المرافعات المدنية والتجارية التي تنص عمى أنو "وتختص بنظر طمب رد أحد قضاة‬
‫المحاكـ الجزئية‪ ،‬أو االبتدائية إحدى دوائر محكمة االستئناؼ التي تقع في دائرة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ر٘ض أُبدح ‪ ٖٓ 100‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪ ٢‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪ -1" ٚ‬ارا ؽِت سد جٔ‪٤‬غ هؼبح أُذٌٔخ‬
‫االثزذائ‪٤‬خ ‪ٝ‬هؼذ ٓذٌٔخ االعزئ٘بف ثوج‪ ٍٞ‬ؽِت اُشد أدبُذ اُذػ‪ُِ ٟٞ‬ذٌْ ك‪ٞٓ ٢‬ػ‪ٞ‬ػ‪ٜ‬ب اُ‪ٓ ٠‬ذٌٔخ‬
‫اثزذائ‪٤‬خ أخش‪.ٟ‬‬
‫‪ٝ -0‬ارا ؽِت سد جٔ‪٤‬غ هؼبح ٓذٌٔخ االعزئ٘بف أ‪ ٝ‬ثؼؼ‪ ْٜ‬ثذ‪٤‬ش ال ‪٣‬جو‪ ٖٓ ٠‬ػذد‪ٓ ْٛ‬ب ‪ٌ٣‬ل‪ُِ ٠‬ذٌْ سكغ‬
‫ؽِت اُشد اُ‪ ٠‬أُذٌٔخ األػِ‪ ٠‬دسجخ ٓ٘‪ٜ‬ب كبٕ هؼذ ثوج‪ ٍٞ‬ؽِت اُشد أدبُذ اُذػ‪ُِ ٟٞ‬ذٌْ ك‪ٞٓ ٢‬ػ‪ٞ‬ػ‪ٜ‬ب‬
‫اُ‪ٓ ٠‬ذٌٔخ اعزئ٘بك‪٤‬خ أخش‪."ٟ‬‬
‫‪566‬‬
‫خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬٤ٗ‫ٕ االجشاءاد أُذ‬ٞٗ‫ء هب‬ٞ‫ ػ‬٠‫ ُشد اُوؼبح ك‬٠ٗٞٗ‫اُ٘ظبّ اُوب‬

‫ وتختص بنظر رد‬.‫اختصاصيا المحكمة االبتدائية التي يتبعيا القاضي المطموب رده‬
‫ أو بمحكمة‬،‫ أو بمحكمة النقض دائرة بمحكمة االستئناؼ‬،‫المستشار بمحكمة االستئناؼ‬
."‫ حسب األحػواؿ غير الدائرة التي يكوف المطموب رده عضواً فيو‬،‫النقض‬

‫أما بالنسبة إلى التشريع الفرنسي فنالحظ أنو بالرجوع إلى قانوف المرافعات المدنية لـ‬
‫ ولكف بالرجوع إلى قانوف المرافعات الجنائية‬،‫يحدد بدقة جواز رد مستشاري محكمة النقض‬
‫ وىذا ما‬،‫المشرع لـ يقـ باستثناء أي قاض أو مستشار مف نظاـ الرد‬
ِّ ‫الفرنسي نرى بأف‬
.1‫ مف قانوف المرافعات الجنائية‬668 ‫نصت عميو صراحة المادة‬

‫المشرع في دولة اإلمارات العربية المتحدة قد استثنى رئيس‬


ِّ ‫ومما يجب التنويو إليو أف‬
‫ مف قانوف اإلجراءات‬123 ‫وقضاة المحكمة االتحادية مف مسألة الرد بحيث تنص المادة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
1
Article Code de procédure pénale français « Tout juge ou conseiller peut
être récusé pour les causes ci-après :
Si le juge ou son conjoint sont parents ou alliés de l'une des parties ou de son
conjoint jusqu'au degré de cousin issu de germain inclusivement.
La récusation peut être exercée contre le juge, même au cas de divorce ou de
décès de son conjoint, s'il a été allié d'une des parties jusqu'au deuxième degré
inclusivement ;
Si le juge ou son conjoint, si les personnes dont il est tuteur, subrogé tuteur,
curateur ou conseil judiciaire, si les sociétés ou associations à l'administration ou
à la surveillance desquelles il participe ont intérêt dans la contestation ;
Si le juge ou son conjoint est parent ou allié, jusqu'au degré indiqué ci-dessus,
du tuteur, subrogé tuteur, curateur ou conseil judiciaire d'une des parties ou d'un
administrateur, directeur ou gérant d'une société, partie en cause ;
Si le juge ou son conjoint se trouve dans une situation de dépendance vis-à-vis
d'une des parties;
Si le juge a connu du procès comme magistrat, arbitre ou conseil, ou s'il a
déposé comme témoin sur les faits du procès ;
S'il y a eu procès entre le juge, son conjoint, leurs parents ou alliés en ligne
directe, et l'une des parties, son conjoint ou ses parents ou alliés dans la même
ligne ;
Si le juge ou son conjoint ont un procès devant un tribunal où l'une des parties
est juge;
Si le juge ou son conjoint, leurs parents ou alliés en ligne directe ont un
différend sur pareille question que celle débattue entre les parties ;
S'il y a eu entre le juge ou son conjoint et une des parties toutes manifestations
assez graves pour faire suspecter son impartialité».

565
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫المدنية اإلماراتي عمى أنو‪" :‬تسري القواعد المنصوص عمييا في قانوف المحكمة االتحادية‬
‫العميا في شأف رد رئيسيا وقضاتيا"‪ .‬وبالرجوع إلى القانوف المنظـ لممحكمة االتحادية العميا‬
‫رقـ ‪ 11‬لسنة ‪ 1973‬نجد أف المادة ‪ 34‬منو تنص عمى أنو "ال يجوز رد رئيس أو قضاة‬
‫المحكمة العميا"‪.‬‬

‫والمالحظ أف مسألة عدـ جواز رد رئيس أو قضاة المحكمة العميا أثارت نقا ًشا‬
‫مستفيضا مف طرؼ بعض فقياء القانوف الذيف اعتبروا أف مسألة عدـ استطاعة الخصـ أف‬
‫ً‬
‫يطعف في الحكـ بالبطالف بسبب وجود سبب مف أسباب الرد فإنو مخالفًا لممبادئ‬
‫الدستورية؛ ألنو يمنع احتراـ قاعدة أساسية مف قواعد العدالة الطبيعية ىي قاعدة القاضي‬
‫المحايد‪ ،‬بينما يرى اتجاه آخر أف المادة ‪ 34‬مف القانوف المنظـ لممحكمة االتحادية العميا‬
‫رقـ ‪ 11‬لسنة ‪ 1973‬صريحة وواضحة بأنو ال يجوز رد رئيس أو قضاة المحكمة العميا‪،‬‬
‫ومف المسممات أنو ال اجتياد مع النص‪ ،‬خاصة وأف المادة ‪ 123‬مف قانوف اإلجراءات‬
‫المدنية اإلماراتي قد أكدت أيضا ىذا األمر‪ ،‬حيث قررت أف تسري القواعد المنصوص‬
‫عمييا في قانوف المحكمة االتحادية العميا في شأف رد رئيسيا وقضاتو‪ ،‬وفي ىذا الصدد‬
‫يشير الدكتور عاشور مبروؾ عمى أنو " إذا كاف البعض يرى أف المخرج مف ذلؾ األمر‬
‫المشرع بإعماؿ أحكاـ‬
‫ِّ‬ ‫ىو الدفع بعدـ الدستورية‪ ،‬فإننا نعتقد أف الحؿ األمثؿ ىو تدخؿ‬
‫العدالة المطمقة وبالتالي تنظيـ خضوعيـ ألحكاـ الرد عمى غرار النظاـ المصري"‪.1‬‬

‫وكباحث أرى أىمية إعادة النظر في مسألة استثناء رئيس وقضاة المحكمة العميا مف‬
‫قاصر ليحمي أطراؼ الدعوى مف‬
‫ًا‬ ‫نظاـ الرد‪ ،‬وخاصة أف اليدؼ مف تنظيميا لـ يكف‬
‫المشرع اإلماراتي سعى مف خالؿ النص عمى نظاـ‬
‫ِّ‬ ‫القاضي المشكوؾ في حياديتو‪ ،‬بؿ إف‬
‫الرد حماية القاضي نفسو‪ ،‬وذلؾ بإبعاده عف النظر في الدعوى متى توافر سبب مف‬
‫أسبابيا بغية الحفاظ عمى حياديتو وعدـ التأثر بعواطفو‪ .‬فالقضاة ميما اختمفت درجاتيـ‬
‫تبقى ليـ وظيفتيـ األساسية وميمتيـ السامية والمتمثمة بالفصؿ في الخصومات‪ ،‬وبالتالي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ػبش‪ٞ‬س ٓجش‪ٝ‬ى‪:‬دساعبد ك‪ ٢‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ُذ‪ُٝ‬خ اإلٓبساد اُؼشث‪٤‬خ ‪ٝ‬كوب ألدذس اُزؼذ‪٣‬الد‬
‫اُزشش‪٣‬ؼ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزطج‪٤‬وبد اُوؼبئ‪٤‬خ (ه‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬أُشاكؼبد) دساعخ ٓوبسٗخ ثبُشش‪٣‬ؼخ اإلعالٓ‪٤‬خ‪.‬اٌُزبة‬
‫األ‪.ٍٝ‬أًبد‪٤ٔ٣‬خ ششؽخ دث‪.٢‬اُطجؼخ اُضبٗ‪٤‬خ ‪.0217‬ص‪.152:‬‬
‫‪568‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫يتعي ف مف وجة نظري أولوية وأىمية إحاطة رئيس وقضاة المحكمة العميا بكافة ضمانات‬
‫نظاـ الرد لمنع التشكيؾ في حياديتيـ وابعادىـ عف مواطف الشبيات‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬رد أعضاء النيابة العامة‬

‫يطمؽ مصطمح النيابة العامة في النظاـ القضائي عمى فئة مف أعواف القضاء‪ ،‬ويطمؽ‬
‫عميي ـ في بعض األحياف بالقضاء الواقؼ‪ ،‬حيث ليـ دور أساسي في عمميو التحقيقات‪،‬‬
‫ومف ثـ إقامة الدعوى عمى مف يكشؼ ضموعو في ارتكاب الجريمة‪ ،‬سواء كاف فاعال‬
‫أصميا أو شريكا أو مساعدا‪ ،‬لتطبؽ عميو العقوبة المقررة في قانوف العقوبات‪.1‬‬

‫وباإلضافة إلى ما تقوـ بو النيابة العامة مف مياـ في ظؿ قانوف اإلجراءات الجزائية‪،‬‬


‫المشرع اإلماراتي وعمى غرار العديد مف التشريعات المقارنة‪ ،‬جعؿ دورىا يمتد إلى‬
‫ِّ‬ ‫فإف‬
‫بعض النزاعات المدنية التي تكتسي صبغة خاصة يتطمب تدخميا لدى القضاء بيدؼ‬
‫الحفاظ عمى النظاـ العاـ أو تطبيؽ القانوف أو تحقيؽ مصمحة عامة‪.‬‬

‫وقد تولى قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي تحديد تدخؿ النيابة العامة في القضايا‬
‫المدنية في المواد مف ‪ 61‬إلى ‪ ،69‬وتبعا لذلؾ فيي قد تكوف طرفا أصميا في النزاع عندما‬
‫تكوف مدعية‪ ،‬كما يمكف أف تتدخؿ كطرؼ منضـ‪.‬‬

‫وبناء عمى كؿ ما تقدـ‪ ،‬يجوز طمب رد أعضاء النيابة العامة إذا كانت طرفا منضما‬
‫في الدعوى المدنية‪ ،‬وقاـ سبب مف أسباب الرد المنصوص عمييا في المادتيف ‪114‬‬
‫و‪ 115‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي في حؽ العضو ‪ .2‬إذ قد يخشى أف يكوف‬
‫ألقواؿ النيابة العامة التي تبدييا بيذه الصفة في القضايا التي تبمغ إلييا تأثير في قناعة‬
‫ورأي القضاة عند إصدار األحكاـ‪ .‬ومما ال شؾ فيو أف ىذا القدر يكفي لتبرير رد عضو‬
‫النيابة العامة متى قاـ سبب مف أسباب الرد المقررة قانونا‪ ،‬أما إذا كانت النيابة العامة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ػجذ اُ‪ٞ‬ادذ اُؼِٔ‪ :٢‬شش‪ٝ‬ح ك‪ ٢‬اُوبٗ‪ ٕٞ‬اُجذ‪٣‬ذ أُزؼِن ثبُٔغطشح اُج٘بئ‪٤‬خ‪.‬اُجضء األ‪ٓ.ٍٝ‬طجؼخ اُ٘جبح‬
‫اُجذ‪٣‬ذح‪.‬اُطجؼخ األ‪ .0222 .٠ُٝ‬ص‪.53:‬‬
‫‪ 0‬ر٘ض أُبدح ‪ ٖٓ 109‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪ ٢‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪ " ٚ‬رزجغ اُو‪ٞ‬اػذ ‪ٝ‬اإلجشاءاد أُزوذٓخ‬
‫ػ٘ذ سد ػؼ‪ ٞ‬اُ٘‪٤‬بثخ اُؼبٓخ ارا ًبٗذ ؽشكب ً ٓ٘ؼٔب ً ثغجت ٖٓ األعجبة أُ٘ظ‪ٞ‬ص ػِ‪ٜ٤‬ب ك‪ ٢‬أُبدر‪ٖ٤‬‬
‫(‪.")117( ٝ )119‬‬
‫‪565‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫تدخمت في الدعوى باعتبارىا طرفا أصميا فال يجوز ردىا ألنيا تكوف خصما‪ ،1‬والقاعدة أف‬
‫الخصـ ال يممؾ رد خصمو‪.2‬‬

‫واذا كنا نرى أف ىذا االتجاه غير محموؿ عمى الصواب‪ ،‬فإننا نعتقد برجحاف وصواب‬
‫الرأي السائد في الفقو‪ ،‬والذي يرى أىمية النص عمى إمكانية رد أعضاء النيابة العامة‪،‬‬
‫سواء كاف تدخميا أصميا أو منضما؛ وذلؾ ألف النيابة العامة عندما تتدخؿ ال تتصرؼ‬
‫بوصفيا خصما موضوعيا‪ ،‬إنما تتصرؼ باعتبارىا خصما إجرائيا‪ ،‬وىي في جوىرىا مف‬
‫األجيزة القائمة عمى سيادة القانوف حيث يعتبروف مف القضاء الواقؼ ومف أىـ أعواف‬
‫تجب مساواتيـ‬ ‫القضاة؛ لذلؾ وجب ضماف حياديتيـ ونزاىتيـ وموضوعيتيـ؛ وليذا‬
‫بالقضاة في جواز ردىـ‪ ،‬أما القوؿ بأف النيابة العامة خصـ الخصـ ال يجوز رده‪ ،‬فيذا‬
‫مردود عميو بأف الرد ال يكوف لمنيابة العامة وانما لممثميا القانوني إذا ثار شؾ في حياديتو‬
‫وميولو إلى أحد أطراؼ النزاع‪ ،‬أما القوؿ بأف رأي النيابة العامة غير ممزـ لممحكمة ‪ ،‬يمكف‬
‫الرد عميو بأنو صحيح ولكف قد يكوف لو تأثير بالغ عمى القاضي وعمى قناعتو عند إصدار‬
‫الحكـ‪.3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ر٘ض أُبدح ‪ ٖٓ 21‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪ ٢‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪ " ٚ‬ك‪ٔ٤‬ب ػذا اُذػب‪ ٟٝ‬أُغزؼجِخ ‪٣‬جت‬
‫ػِ‪ ٠‬اُ٘‪٤‬بثخ اُؼبٓخ إٔ رزذخَ ك‪ ٢‬اُذبالد اُزبُ‪٤‬خ ‪ٝ‬اال ًبٕ اُذٌْ ثبؽالً‪-:‬‬
‫‪ -1‬اُذػب‪ ٟٝ‬اُز‪٣ ٢‬ج‪ٞ‬ص ُ‪ٜ‬ب إٔ رشكؼ‪ٜ‬ب ث٘لغ‪ٜ‬ب‪.‬‬
‫‪ -0‬اُطؼ‪ٝ ٕٞ‬اُطِجبد أٓبّ أُذٌٔخ االرذبد‪٣‬خ اُؼِ‪٤‬ب ثبعزض٘بء ؽؼ‪ ٕٞ‬اُ٘وغ ك‪ ٢‬أُ‪ٞ‬اد أُذٗ‪٤‬خ‪.‬‬
‫‪ -3‬اُذػب‪ ٟٝ‬اُخبطخ ثؼذ‪ ٢ٔ٣‬األ‪٤ِٛ‬خ ‪ٗٝ‬بهظ‪ٜ٤‬ب ‪ٝ‬اُـبئج‪ٝ ٖ٤‬أُلو‪ٞ‬د‪.ٖ٣‬‬
‫‪ -9‬اُذػب‪ ٟٝ‬أُزؼِوخ ثبأل‪ٝ‬هبف اُخ‪٤‬ش‪٣‬خ ‪ٝ‬اُ‪ٜ‬جبد ‪ٝ‬اُ‪ٞ‬طب‪٣‬ب أُشط‪ٞ‬دح ُِجش‪.‬‬
‫‪ -7‬دػب‪ ٟٝ‬سد اُوؼبح ‪ٝ‬أػؼبء اُ٘‪٤‬بثخ ‪ٓٝ‬خبطٔز‪.ْٜ‬‬
‫‪ ًَ -2‬دبُخ أخش‪٘٣ ٟ‬ض اُوبٗ‪ ٕٞ‬ػِ‪ٝ ٠‬ج‪ٞ‬ة رذخِ‪ٜ‬ب ك‪."ٚ٤‬‬
‫‪ 0‬ػِ‪ ٢‬ػجذ اُذٔ‪٤‬ذ رشً‪:٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ(‪ٝ‬كوب ُِوبٗ‪ ٕٞ‬االرذبد‪ ١‬سهْ ‪ُ 11‬غ٘خ ‪1440‬‬
‫‪ٝ‬اُو‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬أٌُِٔخ ‪ٝ‬أُؼذُخ ُ‪.)ٚ‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.111:‬‬
‫‪ 3‬ػِ‪ ٢‬ػ‪ٞ‬ع دغٖ‪:‬سد ‪ٓٝ‬خبطٔخ أػؼبء اُ‪٤ٜ‬ئبد اُوؼبئ‪٤‬خ‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.112ٝ124:‬‬
‫‪575‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المبحث الثاني‬

‫أسباب رد القضاة‬

‫يعتبر القاضي العمود الفقري ألي مؤسسة قضائية‪ ،‬بؿ ىو جوىر ىذا النظاـ‪ ،‬إذ عميو‬
‫يقع ضماف وعبء تحقيؽ الحماية القضائية وتحقيؽ العدؿ بيف األطراؼ المتخاصميف‪.1‬‬

‫وعميو‪ ،‬ضمانا لنزاىة القضاء وابعاده عف مواطف الشبيات والحرج‪ ،‬وبعثا لمثقة في‬
‫المشرع اإلماراتي عمى غرار باقي التشريعات المقارنة إلى تبني‬
‫ِّ‬ ‫نفوس المتقاضيف عمد‬
‫نظاـ الرد‪ ،‬الذي يعتبر مف منظور العديد مف الفقياء آلية إجرائية تخوؿ أطراؼ الدعوى‬
‫الحؽ في طمب إبعاد القاضي المشكوؾ في حياديتو عف نظر النزاع‪.‬‬

‫المشرع اإلماراتي‬
‫ِّ‬ ‫وبالرجوع إلى المادة ‪115‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪ ،‬نجد‬
‫يحدد األسباب التي يمكف لمخصوـ بناء عمييا رد القاضي‪ ،‬وىي أسباب تعود إما إلى عالقة‬
‫ج‬

‫القاضي فعال أو حكما بالدعوى المعروضة عميو أو إلى عالقتو بخصوميا ودا أو عداوة‪.‬‬

‫المشرع اإلماراتي في المادة المذكورة أعاله‪ ،‬تتمثؿ فيما يمي‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫واألسباب التي نص عمييا‬

‫"‪ -1‬إذا كاف لو أو لزوجو دعوى مماثمة لمدعوى التي ينظرىا أو إذا جدت ألحدىما‬
‫خصومة مع أحد الخصوـ أو مع زوجو بعد قياـ الدعوى المطروحة عمى القاضي ما لـ‬
‫تكف ىذه الدعوى قد أقيمت بقصد رده عف نظر الدعوى المطروحة عميو‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا كاف لمطمقتو التي لو منيا ولد أو ألحد أقاربو أو أصياره عمى عمود النسب‬
‫خصومة قائمة أماـ القضاء مع أحد الخصوـ في الدعوى أو مع زوجو ما لـ تكف ىذه‬
‫الخصومة قد أقيمت بعد قياـ الدعوى المطروحة عمى القاضي بقصد رده‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا كاف أ حد الخصوـ يعمؿ عنده أو كاف قد اعتاد مؤاكمة أحد الخصوـ أو‬
‫مساكنتو أو كاف قد تمقى منو ىدية قبؿ رفع الدعوى أو بعده‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ػ‪ٞ‬ع أدٔذ اُضػج‪:٢‬اُ‪ٞ‬ج‪٤‬ض ك‪ ٢‬هبٗ‪ ٕٞ‬أط‪ ٍٞ‬أُذبًٔبد أُذٗ‪٤‬خ األسدٗ‪ .٢‬أُشجغ اُغبثن‪ .‬ص‪.71:‬‬
‫‪555‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫‪ -4‬إذا كاف بينو وبيف أحد الخصوـ عداوة أو مودة يرجح معيا عدـ استطاعتو الحكـ‬
‫بغير ميؿ‪.‬‬

‫‪ -5‬إذا كاف أحد الخصوـ قد اختاره محكماً في قضية سابقة "‪.‬‬

‫والجدير بالذكر‪ ،‬أف ىذه األسباب قد وردت عمى سبيؿ الحصر؛ لذا ال يجوز التوسع‬
‫في تفسيرىا أو القياس عمييا؛ وذلؾ لخطورة النتائج المترتبة عمى ىذا األمر‪ ،‬والمتمثمة في‬
‫تعطيؿ سير إجراءات التقاضي‪ ،‬واتاحة الفرصة لسيئي النية لمتحرش بالقضاة والنيؿ مف‬
‫سمعتيـ ونزاىتيـ‪.‬‬

‫وبناء عمى ما سبؽ‪ ،‬سنحاوؿ التطرؽ إلى أسباب تعود لعالقة القاضي بالدعوى‬
‫المعروضة عميو (المطمب األوؿ) و أسباب تعود لعالقة القاضي بأطراؼ الدعوى‬
‫المعروضة عميو (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول‬

‫أسباب تعود لعالقة القاضي بالدعوى المعروضة عميو‬

‫المادة ‪ 115‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي قامت ببياف األسباب التي تؤدي‬
‫إلى رد القاضي‪ ،‬وىي أسباب تقوـ في جانب منيا عمى قياـ مصمحة لمقاضي أو لزوجو‬
‫في النزاع الذي يقوـ بنظره(الفرع األوؿ)‪ ،‬أو عندما يكوف قد سبؽ ألحد الخصوـ أف اختاره‬
‫محكما في قضية سابقة(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وجود مصمحة لمقاضي أو لزوجو في النزاع‬

‫يقصد بالمصمحة ىنا‪ ،‬أف يكوف القاضي أو زوجو في مركز قانوني يتأثر بالحكـ‬
‫الصادر في الدعوى‪ ،1‬ويكوف لمقاضي أو لزوجتو مصمحة شخصية مباشرة في النزاع مف‬
‫خالؿ الدعوى التي يقوـ برفعيا أحد المساىميف في شركة يساىـ القاضي أو زوجو فييا‪،‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أدٔذ ِٓ‪٤‬ج‪:٢‬اُزؼِ‪٤‬ن ػِ‪ ٠‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد ثآساء اُلو‪ٝ ٚ‬اُظ‪٤‬ؾ اُوبٗ‪٤ٗٞ‬خ ‪ٝ‬أدٌبّ اُ٘وغ‪.‬اُجضء‬
‫اُضبٗ‪ٌٓ.٢‬زجخ داس اُ٘‪ٜ‬ؼخ اُؼشث‪٤‬خ ‪.0222.‬ص‪.573:‬‬
‫‪575‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كما تتحقؽ كذلؾ مصمحة القاضي أو زوجتو في الحالة التي يكوف إنجاز بيع العقار‬
‫موضوع النزاع في ممؾ زوجو أو أحد أصولو أو فروعو‪ ،‬وكاف مف المنتظر أف يعود ىذا‬
‫العقار إليو باإلرث‪ ،‬فينا يسعى القاضي إلى محاولة تضخيـ األمواؿ التي ينتظر أف تؤوؿ‬
‫إليو‪ ،‬أو قد تعمد إلى استرضاء المورث حتى ال يتعرض القاضي لمحرماف مف اإلرث‪ ،‬وىذا‬
‫ما يصطمح عميو بمظنونة اإلرث‪.‬‬

‫المشرع اإلماراتي يحجـ عف التنصيص عمى‬


‫ِّ‬ ‫وىذا ما يدفعنا إلى السبب الذي جعؿ‬
‫مصمحة األقارب واألصيار التي يقوـ بيا الرد‪ ،‬في معرض تنظيمو ألسباب الرد في المادة‬
‫المشرع في‬
‫ِّ‬ ‫‪ 115‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪ ،‬وذلؾ عمى خالؼ ما نيجو‬
‫ممنوعا مف سماعيا‪ ،‬بحيث نص‬ ‫ً‬ ‫األحواؿ التي يكوف القاضي غير صالح لنظر الدعوى و‬
‫في البنديف ج ود مف المادة ‪ 114‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي عمى أنو "ج‪ -‬إذا‬
‫ال ألحد الخصوـ في أعمالو الخاصة أو وصي ًا أو قيماً عميو أو مظنونة وراثتو لو‬
‫كاف وكي ً‬
‫أو كاف زوجاً لوصي أحد الخصوـ أو القيـ عميو أو كانت لو صمة قرابة أو مصاىرة‬
‫لمدرجة الرابعة بيذا الوصي أو القيـ أو بأحد أعضاء مجمس إدارة الشركة المختصمة أو‬
‫أحد مديرييا وكاف ليذا العضو أو المدير مصمحة شخصية في الدعوى‪.‬‬

‫د‪ -‬إذا كاف لو أو لزوجتو أو ألحد أقاربو أو أصياره عمى عمود النسب أو لمف يكوف‬
‫ىو وكيال عنو أو وصياً أو قيماً عميو مصمحة في الدعوى القائمة "‪.‬‬

‫المشرع ىذا اإلغفاؿ بما يتناسب وتنزيو القضاة عف أي شؾ‬


‫ِّ‬ ‫لذلؾ نتمنى أف يتدارؾ‬
‫في قضائيـ مف جية‪ ،‬وما تتطمبو عدالة األحكاـ التي تصدر عف القضاء مف جية أخرى‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى ما سبؽ تتحقؽ مصمحة القاضي أو زوجو‪ ،‬إذا كاف المدعي أو المدعى‬
‫عميو في الدعوى قد أوصى لمقاضي أو زوجو بالعقار موضوع النزاع بعينو‪ ،‬أو أوصى ألي‬
‫منيما في مجموع ما يممؾ‪ ،‬غير أف األمر ال يكوف كذلؾ‪ ،‬أي أننا ال نكوف بصدد أية‬
‫مصمحة لمقاضي في الدعوى أو لزوجو‪ ،‬إذا ما عرض عميو نزاع يكوف طرفا فيو تنظيـ‬
‫نقابي يعتبر زوج القاضي عضوا فيو‪.1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫‪Serge Guinchard :Droit et pratique de la procédure civile. Dalloz.‬‬ ‫‪.P :‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪553‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫والمالحظ أننا يمكف أف نتممس ونستشؼ وجود مصمحة لمقاضي أو لزوجو في النزاع‪،‬‬
‫المشرع اإلماراتي في البنديف األوؿ والثاني مف المادة ‪115‬‬
‫ِّ‬ ‫وذلؾ مف خالؿ ما نص عميو‬
‫مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي التي تنص عمى أنو " يجوز رد القاضي ألحد‬
‫األسباب اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا كاف لو أو لزوجو دعوى مماثمة لمدعوى التي ينظرىا أو إذا جدت ألحدىما‬
‫خصومة مع أحد الخصوـ أو مع زوجو بعد قياـ الدعوى المطروحة عمى القاضي ما لـ‬
‫تكف ىذه الدعوى قد أقيمت بقصد رده عف نظر الدعوى المطروحة عميو‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا كاف لمطمقتو التي لو منيا ولد أو ألحد أقاربو أو أصياره عمى عمود النسب‬
‫خصومة قائمة أماـ القضاء مع أحد الخصوـ في الدعوى أو مع زوجو ما لـ تكف ىذه‬
‫الخصومة قد أقيمت بعد قياـ الدعوى المطروحة عمى القاضي بقصد رده"‪.‬‬

‫‪ ‬الدعوى المماثمة‪ :‬يقصد بالدعوى المماثمة أف الدعوى المرفوعة مف القاضي أو‬


‫زوجو نفس المسألة القانونية التي تثيرىا الدعوى المطموب رده عنيا‪ ،‬حيث تتطمب العدالة‬
‫القانونية اتخاذ رأي واحد بالنسبة إليو‪ ،‬أو أف تكوف وقائع الدعوييف متشابية‪ ،‬حيث ال‬
‫يتطمب تطابؽ موضوع النزاعيف ووقائعيما بشكؿ كامؿ‪ ،‬بؿ يكفي توافر نقاط قانونية أو‬
‫وقائع مماثمة لمفصؿ فييما‪ .1‬والحكمة مف الرد ىنا أف القاضي وبطبيعتو البشرية سيميؿ‬
‫لحؿ ىذه المسألة بما يتفؽ مع وجية نظره في دعواه أو دعوى زوجتو مدفوعا بمشاعره في‬
‫تحقيؽ مصمحتيما‪ ،‬والرغبة في إنشاء سابقة قضائية يستند إلييا في دعواىما‪ ،‬ويشترط ىنا‬
‫أف تكوف الدعوى المرفوعة مف القاضي أو زوجو قائمة بالفعؿ أماـ القضاء‪ ،‬وأف تكوف ىذه‬
‫الدعوى حقيقة‪ ،‬فال يكفي مجرد الشكوى مف القاضي أو زوجتو وشخص آخر لـ يرفع إلى‬
‫القضاء بعد‪.2‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٓ 1‬ذٔذ ‪ٝ‬ػجذ اُ‪ٛٞ‬بة اُؼشٔب‪:١ٝ‬ه‪ٞ‬اػذ أُشاكؼبد ك‪ ٢‬اُزشش‪٣‬غ أُظش‪ٝ ١‬أُوبسٕ‪.‬اُجضء األ‪ٌٓ.ٍٝ‬زجخ‬
‫األدة‪.‬اُوب‪ٛ‬شح‪ .1475 .‬ص‪.324:‬‬
‫‪ 0‬اثشا‪ٗ ْ٤ٛ‬ج‪٤‬ت عؼذ‪:‬اُوبٗ‪ ٕٞ‬اُوؼبئ‪ ٢‬اُخبص‪.‬اُجضء األ‪٘ٓ.ٍٝ‬شؤح أُؼبسف اإلعٌ٘ذس‪٣‬خ‪.‬اُطجؼخ‬
‫األ‪.1453.٠ُٝ‬ص‪.050:‬‬
‫‪574‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪‬الخصومة الجديدة‪ :‬فتفترض ىذه الحالة وجود دعوى مرفوعة بالفعؿ أماـ القضاء‬
‫ويكوف أطرافيا القاضي أو زوجو مف جية‪ ،‬وأحد أطراؼ الدعوى األولى أو زوجتو؛ فيذه‬
‫الخصومة الجديدة ىي سبب رد القاضي عف نظر الخصومة األولى والحكـ فييا‪ ،‬حيث‬
‫يشترط لتحقؽ ىذا السبب توافر شرطيف‪:1‬‬

‫أ) أف تنشأ الخصومة الجديدة بعد قياـ الخصومة األولى‪ ،‬فإف كانت سابقة ليا اعتبرت‬
‫سببا لعدـ الصالحية‪.‬‬

‫ب) أف ال يكوف اليدؼ مف وراء إنشاء الخصومة التي أقيمت‪ ،‬سواء مف الخصـ أو‬
‫زوجتو ضد القاضي أو زوجتو‪ ،‬إبعاد القاضي مف نظر النزاع المطروح أمامو؛ وذلؾ حتى‬
‫ال يتخذ الخصوـ مف حؽ الرد وسيمة لإلساءة والتالعب والتحايؿ عمى القانوف بغية إقصاء‬
‫القاضي بغير مسوغ مشروع عف نظر النزاع‪.‬‬

‫‪ ‬خصومة مطمقة القاضي أو قريبو مع أحد الخصوم‪ :‬تفترض ىذه الحالة وجود‬
‫دعوى مطروحة بالفعؿ أماـ القاضي‪ ،‬ووجود دعوى أخرى مقامة في الوقت نفسو أماـ‬
‫القضاء أطرافيا‪ ،‬مطمقة القاضي التي لو منيا ولد أو أحد أقاربو أو أصياره عمى عمود‬
‫النسب مف جية‪ ،‬وأحد أطراؼ الدعوى األولى أو زوجتو مف جية أخرى‪ .‬فسبب رد‬
‫القاضي عف نظر الخصومة المطروحة عميو‪ ،‬ىو ىذه الخصومة األخرى‪ ،‬ويشترط لتوافر‬
‫ىذا السبب أف تكوف ىذه الخصومة األخرى خصومة حقيقية‪ ،‬وأف ال تكوف قد أقيمت بقصد‬
‫رد القاضي‪ ،‬ويترؾ تقدير وجود أو عدـ وجود ىذا القصد لممحكمة التي تنظر طمب الرد‪.‬‬
‫حيث يستوي أف تكوف ىذه الدعوى سابقة أو الحقة عمى الدعوى المطروحة عمى‬
‫القاضي‪ .2‬وحكمة الرد في ىذه الحالة ىي أف الصمة القائمة بيف القاضي ومطمقتو التي لو‬
‫منيا ولد‪ ،‬إنما ىي صمة يخشى فييا الخصـ عدـ حيادية القاضي وعدالتو‪ ،‬عمما بأف القرابة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٓ 1‬ذٔذ ًٔبٍ أث‪ ٞ‬اُخ‪٤‬ش‪:‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد‪.‬داس أُؼبسف‪.‬اُوب‪ٛ‬شح‪.‬اُطجؼخ اُخبٓغخ ‪.1423‬ص‪.940‬‬
‫‪ 0‬أٓ‪٘٤‬خ اُ٘ٔش‪:‬ه‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬أُشاكؼبد‪.‬اٌُزبة األ‪٘ٓ.ٍٝ‬شؤح أُؼبسف‪.‬اإلعٌ٘ذس‪٣‬خ‪.1450.‬ص‪.124:‬‬
‫‪555‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫مع القاضي قد تكوف مصدر ود وثيؽ أو بغض عميؽ‪ ،‬وكمتا العاطفتاف مف شأنيما إخراج‬
‫القاضي عف الحياد الذي يفترض أف يتمتع بو لتكويف قناعتو واصدار الحكـ بشكؿ عادؿ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اختيار القاضي محكما في قضية سابقة‬

‫المشرع اإلماراتي بما يفيد ىذا السبب في البند الخامس مف المادة ‪ 115‬مف‬
‫ِّ‬ ‫عبر‬
‫قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي عندما نص عمى أنو "إذا كاف أحد الخصوـ قد اختاره‬
‫محكماً في قضية سابقة"‪.‬‬

‫وجدير بالتذكير‪ ،‬أف ىذا البند يتوافؽ مع ما سنتو أغمب التشريعات المقارنة بخصوص‬
‫ىذه المسألة‪ ،2‬حيث يكمف مضموف ىذا السبب إلى أف القاضي قد سبؽ لو أف كاف‬
‫محكما في النزاع‪ ،‬وذلؾ قبؿ انخراطو بالعمؿ في المؤسسة القضائية‪ ،‬وعند انخراطو بالسمؾ‬
‫القضائي عرضت عميو القضية التي سبؽ لو أف كاف محكما فييا؛ فالغاية ىنا مف قياـ سبب‬
‫الرد أف القاضي سيميؿ في قضائو إلى جانب مف حاز عمى حكـ التحكيـ‪ ،‬بؿ وقد يحكـ‬
‫بناء عمى معمومات سابقة قد تكونت لديو خالؿ عممو كمحكـ و قبؿ العمؿ في سمؾ القضاء‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٓ 1‬ذٔذ ‪ٝ‬ػجذ اُ‪ٛٞ‬بة اُؼشٔب‪:١ٝ‬ه‪ٞ‬اػذ أُشاكؼبد ك‪ ٢‬اُزشش‪٣‬غ أُظش‪ٝ ١‬أُوبسٕ‪.‬اُجضء اُضبٗ‪ٌٓ .٢‬زجخ‬
‫األدة‪.‬اُوب‪ٛ‬شح‪ .1475 .‬ص‪.133:‬‬
‫‪ 0‬ر٘ض أُبدح ‪ ٖٓ 102‬أط‪ ٍٞ‬أُذبًٔبد أُذٗ‪٤‬خ اُِج٘بٗ‪ ٢‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪٣" ٚ‬ج‪ٞ‬ص ُِخظ‪ ّٞ‬أ‪ ٝ‬أدذ‪ ْٛ‬إٔ ‪٣‬شد‬
‫اُوبػ‪ ،٢‬ارا ًبٕ هذ عجن ُ‪ ٚ‬إٔ ٗظش اُذػ‪ ٟٞ‬هبػ‪٤‬ب أ‪ ٝ‬خج‪٤‬شا أ‪ٓ ٝ‬ذٌٔب أ‪ً ٝ‬بٕ هذ أد‪ ٟ‬ش‪ٜ‬بدح ك‪ٜ٤‬ب"‪.‬‬
‫‪٘٣ -‬ض اُج٘ذ اُخبٓظ ٖٓ اُلظَ ‪ ٖٓ 047‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُغطشح أُذٗ‪٤‬خ أُـشث‪ ٢‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪" ٚ‬ارا هذّ اعزشبسح أ‪ٝ‬‬
‫ساكغ أ‪ً ٝ‬بٕ ؽشكب ك‪ ٢‬اُ٘ضاع أ‪ٗ ٝ‬ظش ك‪ً ٚ٤‬ذٌْ أ‪ ٝ‬أدُ‪ ٠‬ك‪ ٚ٤‬ثش‪ٜ‬بدح"‪.‬‬
‫‪ٝ -‬ك‪ٗ ٢‬لظ االرجب‪٣ ٙ‬وؼ‪ ٢‬أُششع اُلشٗغ‪ ٢‬ك‪ ٢‬اُلظَ ‪ ٖٓ 391‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ثٔب ‪:٢ِ٣‬‬
‫‪« Sauf disposition particulière, la récusation d'un juge est admise pour les causes‬‬
‫‪prévues par l'article L.‬‬ ‫‪- du code de l'organisation judiciaire ».‬‬
‫‪ -‬ثبُشج‪ٞ‬ع اُ‪ ٠‬أُبدح ‪ٓ ٖٓ 2-111‬ذ‪ٗٝ‬خ اُز٘ظ‪ ْ٤‬اُوؼبئ‪ ٢‬اُلشٗغ‪ٗ ٢‬جذ‪ٛ‬ب ر٘ض ػِ‪ ٠‬أٗ‪:ٚ‬‬
‫‪« Sous réserve de dispositions particulaires à certaines juridictions , la récusation‬‬
‫‪d’un juge peut être demandée :‬‬
‫‪-S’il a précédemment connu de l’affaire comme juge ou comme arbitre ou s’il a‬‬
‫‪conseillé l’une des parties ; ».‬‬
‫‪576‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المطمب الثاني‬

‫أسباب تعود لعالقة القاضي بأطراف الدعوى المعروضة عميو‬

‫باإلضافة إلى األسباب التي تعود لعالقة القاضي بموضوع النزاع المطروح عميو‪،‬‬
‫حددت المادة ‪ 115‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي أسبابا أخرى ‪ ،‬يكوف لمقاضي‬
‫صمة قوية بأحد الخصوـ(الفرع األوؿ) أو ارتباطو بعداوة بأطراؼ النزاع أو برابطة‬
‫المودة(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬كون القاضي لو صمة قوية بأحد األطراف‬

‫ال تكفي أي صمة بيف القاضي وأحد أطراؼ الدعوى لكي يقوـ سبب مف أسباب الرد‪،‬‬
‫وانما يمزـ أف تتخذ ىذه الصمة مظاىر معينة ىي‪:1‬‬

‫‪ ‬إذا كان أحد الخصوم خادما لمقاضي‪ :‬ويقصد بمفظ الخادـ لمف تربطو بالقاضي‬
‫رابطة تبعية‪ ،2‬حيث يتسع ىذا المفظ ليشمؿ كؿ مف يستخدمو القاضي بأجر‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ‬
‫الوكيؿ والكاتب والسكرتير والعامؿ والبواب والمحصؿ وناظر الزراعة‪ ،‬إال أنو ال يمتد إلى‬
‫المقاوؿ و المستأجر أو الميندس أو الطبيب‪.3‬‬

‫‪ ‬إذا كان القاضي قد اعتاد مؤاكمة أحد أطراف الدعوى‪ :‬أي معاودة وتكرار‬
‫المشاركة في الطعاـ وذلؾ عمى مائدة واحدة‪ ،‬حيث يمكف أف يكوف مف قاـ بالدعوة القاضي‬
‫أو الخصـ أو حتى الغير ‪ ،‬كما قد يكوف المكاف الخاص لتناوؿ الطعاـ منزؿ القاضي أو‬
‫أحد الخصوـ أوقد يكوف في الخارج‪.4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أشبس أُششع اإلٓبسار‪ ٢‬اُ‪ٛ ٠‬زا اُغجت ك‪ ٢‬اُج٘ذ اُضبُش ٖٓ أُبدح ‪ ٖٓ 117‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ‬
‫اإلٓبسار‪ ٢‬د‪ٔ٘٤‬ب ٗض ػِ‪ ٠‬أٗ‪ " ٚ‬ارا ًبٕ أدذ اُخظ‪٣ ّٞ‬ؼَٔ ػ٘ذ‪ ٙ‬أ‪ً ٝ‬بٕ هذ اػزبد ٓئاًِخ أدذ اُخظ‪ ّٞ‬أ‪ٝ‬‬
‫ٓغبً٘ز‪ ٚ‬أ‪ً ٝ‬بٕ هذ رِو‪ٛ ٚ٘ٓ ٠‬ذ‪٣‬خ هجَ سكغ اُذػ‪ ٟٞ‬أ‪ ٝ‬ثؼذ‪." ٙ‬‬
‫‪ 0‬ػبش‪ٞ‬س ٓجش‪ٝ‬ى‪:‬دساعبد ك‪ ٢‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ُذ‪ُٝ‬خ اإلٓبساد اُؼشث‪٤‬خ أُزذذح‪.‬أُشجغ‬
‫اُغبثن‪.‬ص‪.122:‬‬
‫‪ 3‬أدٔذ أث‪ ٞ‬اُ‪ٞ‬كب‪ :‬اُزؼِ‪٤‬ن ػِ‪ٗ ٠‬ظ‪ٞ‬ص هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.293:‬‬
‫‪ 9‬أدٔذ أث‪ ٞ‬اُ‪ٞ‬كب‪ :‬اُزؼِ‪٤‬ن ػِ‪ٗ ٠‬ظ‪ٞ‬ص هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.290:‬‬
‫‪555‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫‪ ‬إذا كان القاضي قد اعتاد مساكنة أحد الخصوم‪ :‬ويقصد باعتياد المساكنة اشتراؾ‬
‫القاضي في اإلقامة في مسكف واحد لبعض الوقت‪ ،‬كما يمكف أف تكوف ىذه اإلقامة‬
‫مشتركة في مسكف أحدىـ أو حتى لدى شخص آخر أو حتى في فندؽ أو جناح واحد‪ ،‬وال‬
‫مانع أف تكوف السكنى بأجر يقوـ أحد منيـ بدفعيا أو أف يتشاركاف بدفع قيمتيا‪ ،‬أو حتي‬
‫مف الممكف أف يقوـ شخص آخر بدفعيا‪ .‬إال أنو ال يكوف مبر ار لقياـ الرد سكف القاضي‬
‫في نفس الفندؽ أو نفس المبنى أو العمارة الت ي يسكف فييا أحد الخصوـ ماداـ كؿ منيما‬
‫يسكف في حجرة أو جناح أو شقة منفصمة‪ ،‬إضافة إلى ذلؾ فإف قياـ القاضي بالتعامؿ مع‬
‫بعض األشخاص لقضاء مصالحو ال يعني أبدا نشوء وقياـ صداقة بينيـ تستدعى أف تكوف‬
‫سببا لمرد‪ .‬إذ يصعب عمى القاضي تجنب مثؿ ىذه المعامالت الضرورية لحياتو الخاصة‬
‫ومطالبو الخاصة‪.1‬‬

‫المشرع عمى تقرير الرد في مثؿ ىذه الحاالت أف العالقة القوية‬


‫ِّ‬ ‫وعميو نرى حرص‬
‫القائمة فيما بينيـ وبيف القاضي ال يضمف معيما أف يقوـ ىذا القاضي بالفصؿ في‬
‫النزاعات المثارة بينيـ وبيف الغير بدوف ميؿ أو تحيز‪.2‬‬

‫‪ ‬إذا كان القاضي تمقى ىدية من الخصم قبل رفع الدعوى أو بعده‪ :‬ويفترض في‬
‫ىذه الحالة أف يتـ تقديـ ىدية الي القاضي مف قبؿ الخصـ‪ ،‬سواء مف تمقاء نفسو‪ ،‬أو بناء‬
‫عمى طمب القاضي‪ ،‬ويستوي أف يكوف ذلؾ قبؿ رفع الخصومة القضائية أو أثناء النظر‬
‫فييا؛ وعميو فإذا ق ِّدمت ىذه اليدية مف الخصـ فيتطمب األمر قبوليا مف الجانب اآلخر ػ‬
‫سببا مف أسباب الرد‪ ،‬حتى ولو لـ تقدـ ىذه‬‫ضمنا ػ حتى يترتب أثرىا ويكوف ً‬
‫ً‬ ‫صراحة أو‬
‫اليدية مباشرة إلى القاضي نفسو‪ ،‬فيكفي أف تقدـ ىذه اليدية إلى زوجتو‪ ،‬أو أحد أقاربو‪ ،‬أو‬
‫أصياره ليتـ تسميميا إلى القاضي‪.3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ػِ‪ ٢‬ػجذ اُذٔ‪٤‬ذ رشً‪ :٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ(‪ٝ‬كوب ُِوبٗ‪ ٕٞ‬االرذبد‪ ١‬سهْ ‪ُ 11‬غ٘خ ‪1440‬‬
‫‪ٝ‬اُو‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬أٌُِٔخ ‪ٝ‬أُؼذُخ ُ‪.)ٚ‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.123-120:‬‬
‫‪ٓ 0‬ذٔذ ٗ‪ٞ‬س ػجذ اُ‪ٜ‬بد‪ ١‬شذبر‪:ٚ‬أط‪ ٍٞ‬ه‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬أُشاكؼبد ك‪ ٢‬د‪ُٝ‬خ اإلٓبساد اُؼشث‪٤‬خ أُزذذح‪.‬أًبد‪٤ٔ٣‬خ‬
‫ششؽخ دث‪.٢‬اُطجؼخ األ‪ .1442 ٠ُٝ‬ص‪.127:‬‬
‫‪ 3‬أدٔذ طذه‪ٓ ٢‬ذٔ‪ٞ‬د ‪:‬ه‪ٞ‬اػذ أُشاكؼبد ك‪ ٢‬د‪ُٝ‬خ اإلٓبساد اُؼشث‪٤‬خ أُزذذح‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.55:‬‬
‫‪578‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ارتباط القاضي بعداوة بأطراف النزاع أو برابطة المودة‬

‫فرد ا مف أفراد المجتمع فمف الطبيعي أف تكوف لو عالقات مع‬


‫نظر العتبار القاضي ً‬ ‫ًا‬
‫صور مختمفة كالعداوة أو المودة‪.‬‬
‫ًا‬ ‫غيره مف األفراد‪ ،‬وقد تأخذ ىذه العالقات‬

‫المشرع اإلماراتي عمى ىذه الحالة لتكوف مف ضمف الحاالت التي تستدعي رد‬
‫ِّ‬ ‫لذا نص‬
‫القاضي عف نظر الدعوى؛ لكي تشمؿ كؿ األحواؿ واالفتراضات التي تثور فييا الشكوؾ‬
‫حوؿ قدرة القاضي عمى الفصؿ في الدعوى دوف ميؿ أو تحيز‪ ،‬وعمى ذلؾ يجوز ألحد‬
‫أطراؼ الدعوى طمب رد القاضي لعداوة شخصية‪ ،‬ولو لـ تكف ىنالؾ دعوى مقامة أماـ‬
‫الجيات القضائية‪ ،‬كما يجوز ألي مف طرفي النزاع طمب رد القاضي نتيجة عالقة مودة‬
‫متينة مع الخصـ اآلخر‪ ،‬وبناء عميو يتضح أف النص بو مؤشر عمى مرونة تحديد أسباب‬
‫الرد‪ ،‬إذ كوف العداوة والمودة مصطمحيف مرنيف قابميف لمتأويؿ وغير قابميف لمتحديد الدقيؽ‪،‬‬
‫وتقدير العداوة أو المودة مسألة تخضع لتقدير محكمة الرد دوف معقب عمييا مف طرؼ‬
‫محكمة أعمى‪ ،1‬ويشترط لتوافر ىذا السبب ما يمي‪:2‬‬

‫كافيا اتفاؽ القاضي أو‬


‫‪ ‬يجب أف تكوف العداوة أو المودة شخصية‪ ،‬فال يعتبر ً‬
‫اختالفو مع الخصـ في آرائو أو أفكاره السياسية‪.‬‬

‫‪ ‬يجب أف تكوف العداوة أو المودة مف القوة بحيث يستنتج منيا إمكانية قياـ القاضي‬
‫بالفصؿ في النزاع بغير ميؿ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أدٔذ أث‪ ٞ‬اُ‪ٞ‬كب‪ :‬اُزؼِ‪٤‬ن ػِ‪ٗ ٠‬ظ‪ٞ‬ص هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.235-232:‬‬
‫‪ -‬كزذ‪ٝ ٢‬اُ‪:٢‬هبٗ‪ ٕٞ‬اُوؼبء أُذٗ‪.٢‬اُجضء األ‪.ٍٝ‬داس اُ٘‪ٜ‬ؼخ اُؼشث‪٤‬خ‪.‬اُوب‪ٛ‬شح اُطجؼخ‬
‫األ‪.1453.٠ُٝ‬ص‪.320-321:‬‬
‫‪ 0‬أدٔذ طذه‪ٓ ٢‬ذٔ‪ٞ‬د ‪:‬ه‪ٞ‬اػذ أُشاكؼبد ك‪ ٢‬د‪ُٝ‬خ اإلٓبساد اُؼشث‪٤‬خ أُزذذح‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.55:‬‬
‫‪555‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫الفصل الثاني‬

‫النظام اإلجرائي لرد القضاة‬

‫المشرع اإل ماراتي عمى ضماف استقالؿ القضاة وضماف حيادتيـ‪ ،‬حيث كفؿ ليـ‬
‫ِّ‬ ‫كفؿ‬
‫ضماف عدـ تدخؿ رجاؿ الحكومة في أعماليـ ومياميـ‪ ،‬وتوسع األمر ليتـ ضماف حمايتيـ‬
‫مف تدخؿ وعبث المتقاضيف‪ ،‬بؿ وضماف حمايتيـ مف أنفسيـ ‪.1‬‬

‫وبناء عمى ما تقدـ ليس أساس رد القاضي ىو الشؾ في استقامتو و نزاىتو؛ ألف‬
‫القاضي المطعوف في خمقو لف يكوف مف األساس ضمف أجيزة القضاء‪ ،‬ولكف األمر‬
‫يتمحور في مظنة عف الحكـ في قضية معينة بغير ميؿ الى أحد أطراؼ النزاع‪ ،‬وليذا‬
‫وضعت القواعد المنضمة لصاحب المصمحة التقدـ بطمب رد القاضي وفؽ النظاـ اإلجرائي‬
‫المشرع في قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الذي حدده‬

‫ويقصد بالنظاـ اإلجرائي لرد القاضي الوسط اإلجرائي المتضمف لكافة االدعاءات‬
‫المطروحة مف الخصوـ أماـ القاضي المطموب رده‪ ،‬مشمولة بكافة االجراءات المحددة‬
‫لعرض ىذا االدعاء وفقًا لمنظاـ القانوني‪ ،‬ومتضمنة لكافة عناصر اإلثبات والتحقيؽ التي‬
‫تيدؼ إلى تقرير ىذه االدعاءات والتأكد منيا‪.2‬‬

‫فمف خالؿ ىذا التقديـ سنحاوؿ أف نبحث النظاـ اإلجرائي لرد القاضي مف خالؿ بياف‬
‫شروط طمب الرد‪ ،‬وآثاره‪ ،‬واجراءاتو (المبحث األوؿ) ‪،‬ثـ البت في طمب الرد وأثر الحكـ‬
‫الصادر عنو (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أدٔذ أث‪ ٞ‬اُ‪ٞ‬كب‪ :‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ ثٔوزؼ‪ ٠‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد سهْ ‪ُ 13‬غ٘خ ‪ٝ 1425‬هبٗ‪ٕٞ‬‬
‫اإلصجبد سهْ ‪ُ 37‬غ٘خ ‪ٌٓ .1425‬زجخ اُ‪ٞ‬كبء اُوبٗ‪٤ٗٞ‬خ‪.‬اإلعٌ٘ذس‪٣‬خ‪.0217.‬ص‪.125:‬‬
‫‪ٗ 0‬ج‪ َ٤‬اعٔبػ‪ َ٤‬ػٔش‪ :‬أط‪ ٍٞ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ‪ .‬داس اُجبٓؼخ اُجذ‪٣‬ذح‪.‬اإلعٌ٘ذس‪٣‬خ‪ .‬اُطجؼخ‬
‫األ‪ .1447.٠ُٝ‬ص‪.35 :‬‬
‫‪585‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المبحث األول‬

‫شروط طمب الرد وآثاره واجراءاتو‬

‫المشرع ألطراؼ دعوى معينة الستبعاد القاضي مف‬


‫ِّ‬ ‫يعتبر الرد آلية إجرائية أوجدىا‬
‫مشرعنا اإلماراتي بتحديدىا عمى‬
‫نظرىا متى توافرت األسباب المبررة لذلؾ‪ ،‬والتي عني ِّ‬
‫سبيؿ الحصر في المادة ‪ 115‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪.‬‬

‫وعميو فإف مجرد توافر أحد ىذه األسباب ال يكفي بذاتو لتنحية القاضي المشكوؾ في‬
‫حياده عف نظر النزاع‪ ،‬بؿ البد مف اتبا ع مجموعة مف اإلجراءات المحددة في المادة ‪117‬‬
‫مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪ ،‬عمى أف سمؾ ىذه اإلجراءات يتوقؼ عمى توافر‬
‫عدة شروط وآثار‪.‬‬

‫وعميو سنحاوؿ التطرؽ إلى شروط قبوؿ طمب الرد (المطمب األوؿ)‪ ،‬ثـ إلى آثاره‬
‫واجراءاتو (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول‬

‫شروط قبول طمب الرد‬

‫تقضي المادة ‪ 2‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي عمى أنو " ال يقبؿ أي طمب أو‬
‫دفع ال يكوف لصاحبو فيو مصمحة قائمة ومشروعة‪ ،‬ومع ذلؾ تكفى المصمحة المحتممة إذا‬
‫كاف الغرض مف الطمب االحتياط لدفع ضرر محدؽ أو االستيثاؽ لحؽ يخشى زواؿ دليمو‬
‫عند النزاع فيو"‪.‬‬

‫وانطالقًا مف ىذا األمر‪ ،‬يبدو جميا أف الشروط الواجب توافرىا في المدعي ىي الصفة‬
‫المشرع لحماية المتقاضي‬
‫ِّ‬ ‫والمصمحة‪ ،‬ونظ ار لما يميز دعوى الرد‪ ،‬كضمانة أوجدىا‬
‫وضماف نزاىة األحكاـ واستقاللية وحيادية المؤسسة القضائية التي تعمؿ عمى إصدارىا‪،‬‬
‫يمكف إضافة شرط أساسي ػ وعمى قدر كبير مف األىمية ػ يتمثؿ في ضرورة قياـ سبب مف‬

‫‪585‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫تمؾ التي عنيت المادة ‪ 115‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي بتحديدىا‪ ،‬واال كاف‬
‫مآلو الرفض‪ ،‬كما يمزـ مف جية أخرى ضرورة التقيد بتضميف طمب الرد البيانات المتطمبة‬
‫والضرورية لرفع الدعاوى أما القضاء‪.‬‬

‫فمف خالؿ ىذا المطمب سنحاوؿ التطرؽ إلى كؿ مف الشروط الموضوعية المتطمبة في‬
‫تقديـ طمب الرد (الفرع األوؿ) و الشروط المتعمقة بطمب الرد (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫الشروط الموضوعية المطموبة عند تقديم طمب الرد‬

‫مف أجؿ تقديـ طمب رد القاضي ىناؾ نوعاف مف الشروط الموضوعية الواجب توافرىا‬
‫لقبوؿ ىذا ىما‪ :‬قياـ سبب يدعو إلى الشؾ في حياد القاضي (الفقرة األولى)‪ ،‬ثـ تقديـ مف‬
‫ذي صفة ومصمحة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬قيام سبب يدعو إلى الشك في حيادية القاضي‬

‫تعتبر دعوى الرد ذات نوع خاص في مضمونيا واجراءاتيا‪ ،‬كوف موضوعيا ال ييدؼ‬
‫لممطالبة بحؽ خاص‪ ،‬بؿ المطالبة بتنحي القاضي المشكوؾ في حياديتو‪ ،‬نزوًال عند قاعدة‬
‫أف األصؿ في المتقاضي أف يطمئف إلى قاضيو‪ ،‬واألصؿ في المحكمة ىو الحياد‪.‬‬

‫ولما كاف الباعث والقصد مف تقديـ طمب الرد ىو استبعاد القاضي عف نظر النزاع‬
‫المعروض عميو‪ ،‬فقد عنيت أغمب التشريعات ػ ومف بينيا التشريع اإلماراتي ػ بتحديد‬
‫أسباب الرد‪ ،‬والتي سبؽ وتـ التطرؽ إلييا سابقًا بشيء مف التفصيؿ‪ ،1‬حيث يجب أف يبنى‬
‫عمييا طمب الرد‪ ،‬واال كاف مآلو الرفض‪.‬‬

‫وكما ذكرنا سابقً ا أف أسباب الرد واردة عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬فال يجوز التوسع بيا‬
‫والقياس عمييا‪ ،‬حتى ال يتـ تعطيؿ السير في القضايا والسماح لممتقاضيف مف أصحاب‬
‫النوايا السيئة مف النيؿ مف سمعة القضاة‪ .‬وفي ىذا الصدد نجد محكمة النقض المصرية‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ُِٔ1‬ض‪٣‬ذ اٗظش أُبدح ‪ ٖٓ 117‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪.٢‬‬
‫‪585‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫"المشرع أورد عمى سبيؿ‬


‫ِّ‬ ‫سارت عمى نفس االتجاه‪ ،‬بحيث قضت في إحدى ق ارراتيا بأف‪:‬‬
‫الحصر في المادة ‪ 148‬مف قانوف المرافعات أسباب رد القاضي‪ ،‬فال يجوز القياس عمييا‪.‬‬
‫لما كاف ذلؾ وكاف البيف مف تقرير الرد أف الطالبة استندت فيو إلى رفض السيد رئيس‬
‫الدائرة المطموب رده مذكرة دفاعيا والمستندات المقدمة بيا وىي تحتوي عمى دفاع جوىري‬
‫مف شأنو التأثير في النتيجة التي انتيى إليو تقرير الخبير المنتدب في الدعوى مما ولد‬
‫لدييا الشؾ في إمكاف صدور حكـ يوازف بيف مراكز الخصوـ في الطعف ويضع في اعتباره‬
‫مقتضيات دفاعيا الذي حجب نفسو عف تحصيمو وكاف ىذا السبب ال يندرج ضمف أسباب‬
‫الرد المنصوص عمييا عمى سبيؿ التحديد والحصر في المادة ‪ 148‬مف قانوف المرافعات‬
‫سالفة البياف فإف طمب الرد يكوف مفتق ار إلى أساسو القانوني السميـ‪ ،‬ويتعيف معو رفضو مع‬
‫تغريـ الطالبة مبمغ مائة جنيو ومصادرة الكفالة طبقا لنص المادة ‪ 154‬فقرة أولى مف قانوف‬
‫المرافعات"‪.1‬‬

‫واذا كنا نتفؽ عمى أف أسباب الرد غير متعمقة بالنظاـ العاـ‪ ،‬بدليؿ أنو إذا لـ يطمب‬
‫الخصوـ رد القاضي يبقى ىذا األخير صالحا لنظر النزاع المعروض عميو‪ ،‬ويقع حكمو‬
‫فييا صحيحا‪ .‬فإ ف أمعنا النظر في ىذه األسباب سنجد مف بينيا قياـ عالقات لمقاضي‬
‫بالنزاع المطروح عميو أو بأحد أطرافيا‪ ،‬ومثؿ ىذه العالقات مف شأنيا أف تدعو إلى الشؾ‬
‫في قضائو بغير ميؿ أو تحيز‪.2‬‬

‫وعمى خالؼ ما قد يعتقد البعض مف أف الغاية مف سف وتحديد أسباب الرد محصورة‬


‫فقط في توفير الحماية لممتقاضيف‪ ،‬وضماف نزاىة القاضي وحياديتو خالؿ نظر النزاع‬
‫المعروض عميو‪ ،‬بؿ المقصود مف الرد كذلؾ ىو حماية القاضي نفسو عندما يستشعر‬
‫الحرج أو عدـ االطمئناف مف النظر في خصومة معينة‪ ،‬تيمو مباشرة أو بالواسطة تجعمو‬
‫غير قادر عمى تمحيص الوقائع والحجج التحميص الدقيؽ والالزـ‪ ،‬إما لعممو بحقيقة النزاع‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٗ 1‬وغ جِغخ ‪ 1441/0/5‬اُطؼٖ سهْ ‪ 3290‬ط ‪ 22‬هؼبئ‪٤‬خ‪ .‬أ‪ٝ‬سد‪ ٙ‬أدٔذ ِٓ‪٤‬ج‪ :٢‬اُزؼِ‪٤‬ن ػِ‪ ٠‬هبٗ‪ٕٞ‬‬
‫أُشاكؼبد ثآساء اُلو‪ٝ ٚ‬اُظ‪٤‬ؾ اُوبٗ‪٤ٗٞ‬خ ‪ٝ‬أدٌبّ اُ٘وغ‪.‬اُجضء اُضبٗ‪ٌٓ.٢‬زجخ داس اُ٘‪ٜ‬ؼخ اُؼشث‪٤‬خ‪.‬‬
‫اُوب‪ٛ‬شح‪.0222.‬ص‪.555:‬‬
‫‪ 0‬ادس‪٣‬ظ اُؼِ‪ ١ٞ‬اُؼجذال‪ :١ٝ‬اُوبٗ‪ ٕٞ‬اُوؼبئ‪ ٢‬اُخبص‪.‬اُجضء األ‪٘ٓ.ٍٝ‬ش‪ٞ‬ساد ًِ‪٤‬خ اُؼِ‪ ّٞ‬اُوبٗ‪٤ٗٞ‬خ‬
‫‪ٝ‬االهزظبد‪٣‬خ ‪ٝ‬االجزٔبػ‪ٓ.٢‬شاًش‪.‬اُغ٘خ ‪.1457‬ص‪.094:‬‬
‫‪583‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫مف خارج أروقة وساحات القضاء‪ ،‬واما لكونو يعمـ أف أحد أطراؼ النزاع مظموما‪ ،‬وال يجد‬
‫وسيمة إلنصافو ألنو ال يتوفر عمى أية حجة كافية إلثبات حقو؛ لذلؾ وحفاظا عمى نقاء‬
‫ضمير القاضي الذي يجب أف يكوف عند نظر الخصومة القضائية مجردا ومحايدا أف‬
‫يتنحى عف القضية التي يتوفر فييا أحد أسباب الرد‪ ،‬ولو لـ يرده أحد مف الخصوـ‪ .‬وفي‬
‫المشرع في المادة ‪ 116‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي عمى أنو‬
‫ِّ‬ ‫ىذا الصدد قضى‬
‫"‪ -1‬إذا كاف القاضي غير صالح لنظر الدعوى أو قاـ بو سبب لمرد فعميو أف يخبر رئيس‬
‫المحكمة بذلؾ وفي حالة قياـ سبب لمرد فمرئيس المحكمة أف يأذف لمقاضي في التنحي ويثبت‬
‫ىذا كمو في محضر خاص يحفظ بالمحكمة‪."...‬‬

‫الفقرة الثانية‪:‬تقديم الطمب من ذي صفة ومصمحة‬

‫يسري عمى طمب الرد ما يمزـ لقبوؿ الدعاوى أماـ القضاء مف شروط عامة‪ ،‬طبقا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 2‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي التي تنص عمى أنو " ال يقبؿ‬
‫أي طمب أو دفع ال يكوف لصاحبو فيو مصمحة قائمة ومشروعة ومع ذلؾ تكفى المصمحة‬
‫المحتممة إذا كاف الغرض مف الطمب االحتياط لدفع ضرر محدؽ أو االستيثاؽ لحؽ يخشى‬
‫زواؿ دليمو عند النزاع فيو" وىي شروط تتعمؽ بالسمطة التي تتمتع بيا المحكمة عند نظر‬
‫النزاع ‪ ،‬دوف االعتداد بما إذا كاف المدعي محقا في ادعائو أـ غير محؽ‪ ،‬ودوف االعتداد‬
‫بما إذا كانت اإلجراءات التي اتخذت لتقديـ االدعاء صحيحة أو باطمة‪ .1‬وسنبيف فيما يمي‬
‫المقصود بالشروط العامة المتطمبة لقبوؿ طمب الرد وىي الصفة والمصمحة‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الصفة في طمب الرد‪ :‬ال تقبؿ دعوى الرد ممف ال صفة لو‪ ،‬كما ال تكوف مقبولة‬
‫إذا أقيمت عمى غير ذي صفة؛ لذا يمزـ أف يكوف لطالب الرد صفة الخصـ في الدعوى‬
‫التي يراد منع القاضي عف نظرىا‪ .‬وبناء عميو ال يحؽ لموكيؿ أف ينوب عف الخصـ في‬
‫ممارسة ىذا الحؽ إال بتوكيؿ خاص ىذا ما نصت عميو الفقرة األولى مف المادة ‪ 117‬مف‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أٓ‪٘٤‬خ اُ٘ٔش‪:‬أط‪ ٍٞ‬أُذبًٔبد أُذٗ‪٤‬خ‪.‬اُذاس اُجبٓؼ‪٤‬خ‪.‬ص‪.57:‬‬
‫‪584‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪1‬‬
‫قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي والتي تـ اإلشارة إلييا سابقاً ‪ ،‬لذا نكتفي باإلشارة عوضاً‬
‫عف التكرار‪.‬‬

‫وعمى غرار ىذه المادة نصت المادة ‪ 153‬مف قانوف المرافعات المدنية والتجارية‬
‫المصري عمى أنو " يحصؿ الرد بتقرير يكتب بقمـ كتاب المحكمة التي يتبعيا القاضي‬
‫المطموب رده‪ ،‬يوقعو الطالب نفسو‪ ،‬أو وكيمو المفوض فيو بتوكيؿ خاص يرفؽ بالتقرير‪،‬‬
‫ويجب أف يشتمؿ الرد عمى أ سبابو وأف يرفؽ بو ما قد يوجد مف أوراؽ أو مستندات مؤيده‬
‫لو"‪ .‬ونفس المقتضى أشارت إليو المادة ‪ 343‬مف قانوف اإلجراءات المدنية الفرنسية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬المصمحة في طمب الرد‪ :‬مف الشروط اليامة التي تقوـ عمييا الدعوى ىو شرط‬
‫المصمحة‪ ،‬فال دعوى دوف مصمحة‪ ،‬وقد ذىب بعض الفقو إلى اعتبارىا الشرط الوحيد الذي‬
‫بو تستقيـ الدعوى‪ ،‬فمف كانت حقوقو معرضو لمضرر أو التيديد جاز لو حمايتيا عبر رفع‬
‫الدعوى لتوافرىا عمى شروط المصمحة‪.3‬‬

‫لذلؾ فمف المسمـ بو أف يكوف لمف يرفع الدعوى منفعة قانونية مف رفع الدعوى‪،‬‬
‫ويستوي أف تكوف ىذه المنفعة مادية أو معنوية‪ ،‬عظيمة كانت أو بسيطة‪ .‬ومف البدييي‪،‬‬
‫أف المصمحة ال يمكف قبوليا إال إذا كانت قانونية وشخصية ومباشرة وقائمة وحالة‪.‬‬

‫ويكوف لرافع دعوى الرد مصمحة متى كاف ييدؼ إلى تنحي القاضي عف نظر النزاع‪،‬‬
‫عمى اعتبار أف األصؿ في أطراؼ الخصومة القضائية أف يطمئنوا إلى قاضييـ‪ ،‬واألصؿ‬
‫في المحكمة الحيادية‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ُِٔ 1‬ض‪٣‬ذ اٗظش أُبدح‪ ٖٓ 115‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ‪.‬‬
‫‪l'exception des actions portées 0 Article‬‬ ‫« ‪Code de procédure civile français‬‬
‫‪devant la Cour de cassation, la récusation ou le renvoi pour cause de suspicion‬‬
‫‪légitime peut être proposé par la partie elle-même ou par son mandataire.‬‬
‫‪Le mandataire doit être muni d'un pouvoir spécial.‬‬
‫‪La requête est formée par avocat devant les juridictions où celui-ci a seul qualité‬‬
‫‪pour représenter les parties ».‬‬
‫‪ٓ 3‬ذٔذ ٓ٘وبس ث٘‪٤‬ظ‪ :‬اُوؼبء االعزؼجبُ‪ٓ .٢‬طجؼخ أُؼبسف اُجذ‪٣‬ذح‪ .‬اُشثبؽ‪.1445.‬ص‪.74:‬‬
‫‪585‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫الفرع الثاني‬
‫الشروط المتعمقة بطمب الرد‬

‫المشرع مجموعة مف الشروط األخرى‬


‫ِّ‬ ‫باإلضافة إلى الشروط السابؽ بحثيا‪ ،‬يستمزـ‬
‫التي يتعيف االلتزاـ بيا أثناء تقديـ طمب الرد‪ ،‬والمتمثمة في ميعاد تقديـ الطمب (الفقرة‬
‫األولى) وبياناتو (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ميعاد تقديم طمب الرد‬

‫يجب أف يقدـ طمب الرد قبؿ الكالـ في الموضوع أو تقديـ أي دفاع في الدعوى واال‬
‫المشرع في الفقرة األولى مف المادة ‪ 118‬مف قانوف‬
‫ِّ‬ ‫سقط الحؽ‪ ،‬وىذا ما نص عميو‬
‫اإلجراءات المدنية اإلماراتي عمى أنو‪ " :‬يجب تقديـ طمب الرد قبؿ تقديـ أي دفع أو دفاع‬
‫في القضية واال سقط الحؽ فيو ومع ذلؾ يجوز طمب الرد إذا حدثت أسبابو بعد ذلؾ أو إذا‬
‫أثبت طالب الرد أنو كاف ال يعمـ بيا"‪ .‬وىو النيج الذي أخذت بو التشريعات الحديثة كذلؾ‬
‫مثؿ التشريع المصري‪ ،1‬والتشريع الفرنسي‪.2‬‬

‫المشرع في الفقرة الثانية مف المادة ‪ 118‬مف قانوف اإلجراءات‬


‫ِّ‬ ‫ومع ذلؾ فقد أشار‬
‫المدنية اإلماراتي عمى أنو‪" :‬وفي جميع األحواؿ يسقط حؽ الخصـ في طمب الرد إذا لـ‬
‫يقدـ الطمب قبؿ إقفاؿ باب المرافعة في أوؿ طمب رد مقدـ في الدعوى متى كاف قد أخطر‬
‫بالجمسة المحددة لنظره‪ ،‬وكانت أسباب الرد قائمة ومعمومة لو حتى إقفاؿ باب المرافعة"‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ر٘ض أُبدح ‪ ٖٓ 171‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ أُظش‪ ١‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪٣ " ٚ‬جت روذ‪ ْ٣‬ؽِت اُشد هجَ‬
‫روذ‪ ْ٣‬أ‪ ١‬دكغ أ‪ ٝ‬دكبع ‪ٝ‬اال عوؾ اُذن ك‪ .ٚ٤‬كبرا ًبٕ اُشد ك‪ ٢‬دن هبع ٓ٘زذة إلجشاء ٖٓ اجشاءاد اإلصجبد‬
‫‪ ،‬ك‪٤‬وذّ اُطِت خالٍ صالصخ أ‪٣‬بّ ٗذث‪ ٚ‬ارا ًبٕ هشاس اُ٘ذة طبدساً ك‪ ٢‬دؼ‪ٞ‬س ؽبُت اُشد ‪ ،‬كبٕ ًبٕ طبدساً ك‪٢‬‬
‫ؿ‪٤‬جز‪ ٚ‬رجذأ اُضالصخ ٖٓ ‪ ّٞ٣‬اػالٗ‪ ٚ‬ث‪٣ٝ . ٚ‬ج‪ٞ‬ص ؽِت اُشد ارا دذصذ أعجبث‪ ٚ‬ثؼذ أُ‪ٞ‬اػ‪٤‬ذ أُوشسح ‪ ،‬أ‪ ٝ‬ارا اصجذ‬
‫ؽـبُت اُشد أٗ‪٣ ُْ ٚ‬ؼِْ ث‪ٜ‬ب اال ثؼذ ٓؼ‪ ٠‬رِي أُ‪ٞ‬اػ‪٤‬ذ"‪.‬‬
‫‪ 0‬روؼ‪ ٢‬أُبدح ‪ ٖٓ 390‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اُلشٗغ‪ ٢‬ك‪ٛ ٢‬زا اُظذد ثٔب ‪:٢ِ٣‬‬
‫‪« La partie qui veut récuser un juge ou demander le renvoi pour cause de‬‬
‫‪suspicion légitime devant une autre juridiction de même nature doit, à peine‬‬
‫‪d'irrecevabilité, le faire dès qu'elle a connaissance de la cause justifiant la‬‬
‫‪demande.‬‬
‫‪En aucun cas la demande ne peut être formée après la clôture des débats ».‬‬
‫‪586‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ومعموـ أف باب المرافعة يقفؿ بعد إبداء األقواؿ ووضوح الحقيقة وتقديـ الطمبات‬
‫الختامية مف قبؿ أطراؼ الدعوى‪ ،‬حيث تحجز القضية لمحكـ بيا‪ ،‬وقد يكوف قفؿ باب‬
‫المرافعة ضمنيا بقياـ المحكمة بالمداولة أو بتحديد جمسة لمنطؽ بالحكـ‪.1‬‬

‫والجدير بالمالحظة أف تقديـ طمب الرد عمى النحو المشار إليو أعاله يعد شرطا لقبوؿ‬
‫طمب الرد مف الخصـ صاحب المصمحة‪ ،‬ويترتب عمى مخالفتو سقوط حؽ طالب الرد‪،‬‬
‫كوف السقوط ىو الجزاء المقرر نظير مخالفتو لألجؿ اإلجرائي المحدد في القانوف‪ ،‬ومع‬
‫ذلؾ ال يسقط الحؽ في رد القاضي لمخالفة ميعاد طمب الرد إذا حدثت أسبابو‪.‬‬

‫عمما أف ميعاد تقديـ طمب الرد وسقوط الحؽ أمراف يتعمقاف بالنظاـ العاـ ‪ ،‬حتى ولو‬
‫اعتبرنا أف نظاـ الرد مقرر لمصمحة األفراد‪ ،‬إ ال أف تعجيؿ الفصؿ في النزاعات وتفادي‬
‫تعطيؿ الدعاوى ىي اعتبارات تتعمؽ بالصالح العاـ‪ .‬وعميو تحكـ المحكمة بعدـ قبوؿ طمب‬
‫الرد المقدـ بعد الميعاد‪ ،‬وسقوط حؽ الرد مف تمقاء نفسو‪ ،‬ويجوز التمسؾ بيما في أية‬
‫مرحمة تكوف عمييا اإلجراءات‪.2‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬بيانات طمب الرد‬

‫طبقا لمقتضيات الفقرة األولى مف المادة ‪ 117‬مف القانوف المذكور أعاله يجب أف‬
‫يقدـ طمب الرد مف قبؿ الخصـ‪ ،‬أو مف وكيمو المفوض بتوكيؿ خاص مع إرفاؽ التوكيؿ‬
‫بالطمب واال سيتـ رفضو‪ ،‬حتى ولو كاف الوكيؿ مفوضا فيو بالفعؿ بموجب توكيؿ رسمي‬
‫أو مصدؽ عميو في تاريخ سابؽ عمى تقديـ طمب الرد‪.3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أدٔذ ِٓ‪٤‬ج‪:٢‬اُزؼِ‪٤‬ن ػِ‪ ٠‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد ثآساء اُلو‪ٝ ٚ‬اُظ‪٤‬ؾ اُوبٗ‪٤ٗٞ‬خ ‪ٝ‬أدٌبّ اُ٘وغ‪.‬أُشجغ‬
‫اُغبثن‪.‬ص‪.545:‬‬
‫‪ 0‬ػجذ اُذٔ‪٤‬ذ اُش‪ٞ‬اسث‪:٢‬أُغئ‪٤ُٝ‬خ اُوؼبئ‪٤‬خ ك‪ ٢‬ػ‪ٞ‬ء اُلو‪ٝ ٚ‬اُوؼبء‪٘ٓ.‬شؤح أُؼبسف ثبإلعٌ٘ذس‪٣‬خ‬
‫‪.1445.‬ص‪.110:‬‬
‫‪ 3‬ػجذ اُز‪ٞ‬اة ٓجبسى‪:‬أط‪ ٍٞ‬اُزوبػ‪ ٢‬ك‪ ٢‬د‪ُٝ‬خ اإلٓبساد اُؼشث‪٤‬خ أُزذذح‪.‬ا‪٥‬كبم أُششهخ ٗبشش‪.ٕٝ‬اُطجؼخ‬
‫األ‪ .0212 .٠ُٝ‬ص‪.25:‬‬
‫‪585‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫وىكذا باإلضافة إلى شروط وشكمية تقديـ طمب الرد المشار إلييا أعاله‪ ،‬فقد أوجب‬
‫المشرع أف يشمؿ ىذا الطمب عمى أسبابو‪ ،‬وأف يرفؽ بو ما يوجد مف األوراؽ المؤيدة لو مع‬
‫ِّ‬
‫تقديـ طمب الرد إلى رئيس المحكمة التي يتبعيا القاضي‪.1‬‬

‫لمتأكد مف جدية طمب الرد والحيمولة دوف االنحراؼ في استعماؿ الحؽ ألسباب غير‬
‫المشرع عمى طالب الرد إيداع مبمغ قدره خمسة آالؼ درىـ تأميناً‪ ،‬عمى أف‬
‫ِّ‬ ‫جدية‪ ،‬فرض‬
‫ىذا التأميف يتعدد بتعدد القضاة المراد ردىـ‪ ،‬حيث ال يقبؿ رئيس المحكمة الطمب إذا لـ‬
‫يتـ إثبات إيداع مبمغ التأميف‪ ،‬كما يكفي إيداع تأميف واحد عف كؿ طمب رد قاض في حالة‬
‫تعدد طالبي الرد إذا قدموا طمبيـ في طمب واحد ولو اختمفت أسباب الرد‪.2‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪٣ 1‬الدظ إٔ ًَ ٖٓ اُزشش‪٣‬غ أُظش‪ٝ ١‬اُلشٗغ‪ ٢‬ثبإلػبكخ اُ‪ ٠‬اشزشاؽ‪ٜٔ‬ب اٌُزبثخ ثظذد ؽِت اُشد‪ ،‬كوذ‬
‫أ‪ٝ‬ججب إٔ ‪٣‬شزَٔ ‪ٛ‬زا اُطِت ًزُي ػِ‪ ٠‬أعجبة اُشد إٔ ‪٣‬شكن ٓب ‪ٞ٣‬جذ ٖٓ ٓغز٘ذاد ٓئ‪٣‬ذح ُ‪ٞ٣ٝ .ٚ‬دع ؽِت‬
‫اُشد ُذ‪ً ٟ‬زبثخ أُذٌٔخ اُز‪٣ ٢‬زجؼ‪ٜ‬ب اُوبػ‪ ٢‬أُطِ‪ٞ‬ة سد‪.ٙ‬‬
‫‪ -‬كجبُ٘غجخ ُِزشش‪٣‬غ أُظش‪ ١‬ر٘ض اُلوشح األ‪ ٖٓ ٠ُٝ‬أُبدح ‪ ٖٓ 173‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ‬
‫ػِ‪ ٠‬أٗ‪٣" ٚ‬ذظَ اُشد ثزوش‪٣‬ش ‪ٌ٣‬زت ثوِْ ًزبة أُذٌٔخ اُز‪٣ ٢‬زجؼ‪ٜ‬ب اُوبػ‪ ٢‬أُطِ‪ٞ‬ة سد‪ٞ٣ ، ٙ‬هؼ‪ ٚ‬اُطبُت‬
‫ٗلغ‪ ، ٚ‬أ‪ ِٚ٤ًٝ ٝ‬أُل‪ٞ‬ع ك‪ ٚ٤‬ثز‪ َ٤ًٞ‬خبص ‪٣‬شكن ثبُزوش‪٣‬ش ‪٣ٝ ،‬جت إٔ ‪٣‬شزَٔ اُشد ػِ‪ ٠‬أعجبث‪ٝ ٚ‬إٔ ‪٣‬شكن‬
‫ث‪ٓ ٚ‬ب هذ ‪ٞ٣‬جذ ٖٓ أ‪ٝ‬سام أ‪ٓ ٝ‬غز٘ذاد ٓئ‪٣‬ذ‪."ُٚ ٙ‬‬
‫‪ -‬أٓب ثبُ٘غجخ ُِزشش‪٣‬غ اُلشٗغ‪ٗ ٢‬جذ أُبدح ‪ ٖٓ 399‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ روؼ‪ ٢‬ثٔب ‪:٢ِ٣‬‬
‫‪« La demande de récusation ou de renvoi pour cause de suspicion légitime est‬‬
‫‪portée devant le premier président de la cour d'appel. Elle est formée par acte‬‬
‫‪remis au greffe de la cour d'appel.‬‬
‫‪Lorsque la cause justifiant la demande est découverte à l'audience, la demande est‬‬
‫‪formée par déclaration consignée par le greffier dans un procès-verbal, qui est‬‬
‫‪adressé sans délai au premier président. Une copie en est conservée au dossier.‬‬
‫‪La demande doit, à peine d'irrecevabilité, indiquer les motifs de récusation ou de‬‬
‫‪renvoi pour cause de suspicion légitime et être accompagnée des pièces‬‬
‫‪justificatives.‬‬
‫‪Il est délivré récépissé de la demande» .‬‬
‫‪ 0‬اُلوشح اُضبٗ‪٤‬خ ٖٓ أُبدح ‪ ٖٓ 115‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪.٢‬‬
‫‪588‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المطمب الثاني‬

‫آثار تقديم طمب الرد واجراءاتو‬

‫المشرع اإلماراتي أىمية بالغة لتحديد أسباب الرد في المادة ‪ 115‬مف قانوف‬
‫ِّ‬ ‫قد أولى‬
‫اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪ ،‬وليذا قد عمد إلى بياف اآلثار التي تترتب عمى تقديـ طمب‬
‫الرد (الفرع األوؿ) ثـ خص بالتنظيـ اإلجراءات الواجبة االتباع بعد رفع ىذا الطمب أماـ‬
‫المحكمة المختصة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫آثار تقديم طمب الرد‬

‫المشرع اإلماراتي فعال األثر الناجـ عف تقديـ طمب الرد مف خالؿ مقتضيات‬
‫ِّ‬ ‫قد حدد‬
‫قانوف اإلجراءات المدنية في المادة ‪ 121‬التي تقضي بأنو " يترتب عمى تقديـ طمب الرد‬
‫وقؼ الدعوى األصمية إلى أف يحكـ فيو نيائياً‪ ،‬ومع ذلؾ يجوز في حالة االستعجاؿ‪-‬‬
‫وبناء عمى طمب الخصـ اآلخر‪ -‬ندب قاض بدالً ممف طمب رده"‪.‬‬

‫فمف خالؿ المادة المذكورة أعاله يتبيف أف تقديـ طمب الرد يترتب عنو أثراف‪:‬‬

‫األثر األول‪ :‬وقؼ السير في الدعوى األصمية بناء عمى طمب الرد‪ ،‬وذلؾ حتى يحكـ‬
‫نيائيا في طمب الرد‪ ،‬حيث يعتبر ىذا الوقؼ وقفا حتميا بقوة القانوف‪ ،‬ويرتب أثره مباشرة‬
‫حتى ولو لـ تحكـ بو المحكمة أو يطمبو أحد الخصوـ‪ .‬واعماال لذلؾ يمنع السير في‬
‫الدعوى‪ ،‬واذا استمر القاضي في نظر الخصومة وأصدر حكمو فييا‪ ،‬رغـ تقديـ طمب رده‪،‬‬
‫فإف الحكـ الصادر يكوف باطال حتى ولو لـ يخطر القاضي ويعمـ بطمب الرد‪.1‬‬

‫األثر الثاني‪ :‬المادة ‪ 121‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪ ،‬التي أتاحت‬
‫إ مكانية تفادي وقؼ السير في الدعوى األصمية‪ ،‬كأثر عمى تقديـ طمب الرد‪ ،‬حيث أجازت‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ػِ‪ ٢‬ػجذ اُذٔ‪٤‬ذ رشً‪:٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ(‪ٝ‬كوب ُِوبٗ‪ ٕٞ‬االرذبد‪ ١‬سهْ ‪ُ 11‬غ٘خ ‪1440‬‬
‫‪ٝ‬اُو‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬أٌُِٔخ ‪ٝ‬أُؼذُخ ُ‪.)ٚ‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.115:‬‬
‫‪585‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫لرئيس المحكمة التي يتبعيا القاضي المطموب رده بأف يندب قاضيا آخر ليحؿ محؿ‬
‫المطموب رده‪ ،‬ويتطمب لذلؾ وفقا لممادة المذكورة أعاله أمريف ىما‪:1‬‬

‫‪ ‬توافر حالة االستعجال‪ :‬إذا ثبت أف ىنالؾ أض ار ار جسيمة قد يتعرض ليا الخصـ‬
‫اآلخر مف جراء وقؼ السير في الدعوى األصمية الي أف يحكـ في طمب الرد‪.‬‬

‫‪ ‬تقديم طمب من الخصم اآلخر بندب قاض بدال ممن طمب رده‪ :‬طالب الرد ال‬
‫يجوز لو طمب ندب قاض آخر عوضا عف القاضي المطموب رده حتى لو توافرت لديو‬
‫حالة االستعجاؿ؛ ألف تمبية ىذا الطمب تعني تمكينو مف إبعاد القاضي الذي قاـ بتقديـ‬
‫المشرع قد راعى الموازنة بيف مصالح الخصوـ؛ فمف جية‬
‫ِّ‬ ‫طمب رد ضده؛ وبيذا يكوف‬
‫تتحقؽ مصمحة طالب الرد باستبعاد القاضي المطموب رده؛ فيطمئف الخصـ إلى حيادية‬
‫القاضي الذي ينظر خصومتو‪ ،‬ومف جية أخرى تتحقؽ مصمحة الخصـ اآلخر باستئناؼ‬
‫سير الخصومة أماـ قاض جديد دوف االنتظار حتى االنتياء مف إجراءات الرد بالحكـ فييا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫اإلجراءات الواجبة اال تباع بعد رفع طمب الرد‬

‫حددت المادة ‪ 119‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي اإلجراءات الواجبة االتباع‬
‫بعد رفع طمب الرد إلى رئيس المحكمة الذي يطمع القاضي المطموب رده‪ ،‬وذلؾ عندما‬
‫نص في الفقرة األولى مف المادة ‪ 119‬المذكورة أعاله عمى أنو "عمى رئيس المحكمة أف‬
‫يطمع القاضي المطموب رده عمى طمب الرد ومرفقاتو في أسرع وقت ممكف"‪.‬‬

‫وعمى القاضي اإلجابة كتابة عمى وقائع الرد وأسبابو‪ ،‬وذلؾ خالؿ األياـ السبعة التي‬
‫تمي اطالعو عمى وقائع الرد‪ ،‬فإذا لـ يقـ القاضي المطموب رده باإلجابة خالؿ الميعاد‬
‫قانونا لرده أصدر رئيس‬
‫ً‬ ‫المشار إليو أو اعترؼ في إجابتو بوقائع الرد بأنيا تصمح‬
‫أمر بتنحيتو‪ .2‬وىكذا فقد أعطى القانوف لعدـ إجابة القاضي عمى وقائع الرد خالؿ‬
‫المحكمة ًا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ػِ‪ ٢‬ػجذ اُذٔ‪٤‬ذ رشً‪:٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ(‪ٝ‬كوب ُِوبٗ‪ ٕٞ‬االرذبد‪ ١‬سهْ ‪ُ 11‬غ٘خ ‪1440‬‬
‫‪ٝ‬اُو‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬أٌُِٔخ ‪ٝ‬أُؼذُخ ُ‪.)ٚ‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.115:‬‬
‫‪ 0‬اُلوشح اُضبٗ‪٤‬خ ٖٓ أُبدح ‪ ٖٓ 114‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪.٢‬‬
‫‪595‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫خالؿ الميعاد المشار إليو سمفا حكـ االعتراؼ الضمني بيذه الوقائع‪ ،‬وعند تحقيؽ أحد‬
‫الفرضيف المتقدميف تنتيي إجراءات الرد في ىذه المرحمة (مرحمة التحضير لخصومة الرد)‪.‬‬

‫ومف المقرر أف طمبات الرد التالية التي يتـ تقديميا قبؿ إقفاؿ باب المرافعة في الطمب‬
‫األوؿ ال تمر بمرحمة التحضير المنصوص عمييا في الفقرتيف األولى والثانية مف المادة‬
‫‪ 119‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪ ،‬وانما يتوجب عمى رئيس المحكمة أو مف‬
‫يقوـ مقامو إحالة ىذه الطمبات مباشرة إلى نفس الدائرة المنظور أماميا الطمب األوؿ‬
‫لتقضى جميعا بحكـ واحد‪ .1‬ولتطبيؽ ىذا الحكـ يمزـ أف يكوف طمب الرد األوؿ قد أحيؿ‬
‫إلى الدائرة المختصة بنظره‪ ،‬أي أف تكوف ىناؾ دعوى رد مرفوعة بالفعؿ‪ ،‬ولكف إذا كاف‬
‫طمب الرد األوؿ نتج عنو تنحية القاضي لممارسة رئيس المحكمة لسمطتو في المادة ‪119‬‬
‫مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪ ،‬فإف طمبات الرد التالية يتبع في شأنيا قواعد‬
‫التحضير المقررة‪.2‬‬

‫أما في حالة إذا قاـ القاضي المعني باإلجابة عمى الطمب المقدـ برده‪ ،‬ولـ يقبؿ بسبب‬
‫قانونا لرده يقوـ مف رفع إليو الطمب بتعييف الدائرة التي تختص بنظر الرد‪ ،‬ويحدد‬
‫ً‬ ‫يصمح‬
‫تاريخا لنظره أماميا ويخطر طالب الرد والقاضي بالتاريخ مف قبؿ مكتب إدارة الدعوى‪ ،‬كما‬
‫يتـ إخطار باقي الخصوـ في الدعوى األصمية لكي يتسنى ليـ تقديـ ما قد يكوف ليـ مف‬
‫طمبات‪ ،‬كما تتبع باقي اإلجراءات التي نصت عمييا الفقرة الثالثة مف المادة ‪ 119‬مف‬
‫قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪.‬‬

‫وفي األخير البد مف تسجيؿ مالحظة بخصوص اآلجاؿ المتضمنة بالمادة ‪ 119‬مف‬
‫المشرع اإلما ارتي خوؿ سبعة أياـ لمقاضي‬
‫ِّ‬ ‫قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪ ،‬ذلؾ أف‬
‫لإلجابة كتابةً عمى طمب الرد‪ ،‬والحاؿ أف ىذا اإلجراء في اعتقادنا ال يتطمب كؿ ىذه‬
‫المشرع المصري حدد لمقاضي أجؿ أربعة أياـ فقط لإلجابة‬
‫ِّ‬ ‫المدة‪ ،‬وما يعزز اعتقادنا أف‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ر٘ض اُلوشح اُشاثؼخ ٖٓ أُبدح ‪ ٖٓ 114‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪ ٢‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪ٝ" ٚ‬ػِ‪ ٠‬سئ‪٤‬ظ‬
‫أُذٌٔخ‪ ،‬أ‪٣ ٖٓ ٝ‬و‪ٓ ّٞ‬وبٓ‪ ٚ‬دغت األد‪ٞ‬اٍ ك‪ ٢‬دبُخ روذ‪ ْ٣‬ؽِجبد سد هجَ اهلبٍ ثبة أُشاكؼخ ك‪ ٢‬ؽِت اُشد‬
‫األ‪ - ٍٝ‬إٔ ‪٣‬ذ‪ٛ َ٤‬ز‪ ٙ‬اُطِجبد اُ‪ ٠‬اُذائشح رار‪ٜ‬ب أُ٘ظ‪ٞ‬س أٓبٓ‪ٜ‬ب اُطِت ُزوؼ‪ ٢‬ك‪ٜ٤‬ب جٔ‪٤‬ؼب ً ثذٌْ ‪ٝ‬ادذ"‪.‬‬
‫‪ 0‬ػِ‪ ٢‬ػجذ اُذٔ‪٤‬ذ رشً‪:٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ(‪ٝ‬كوب ُِوبٗ‪ ٕٞ‬االرذبد‪ ١‬سهْ ‪ُ 11‬غ٘خ ‪1440‬‬
‫‪ٝ‬اُو‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬أٌُِٔخ ‪ٝ‬أُؼذُخ ُ‪.)ٚ‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.114:‬‬
‫‪555‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫عمى أسباب ووسائؿ الرد المثارة‪1‬؛ لذلؾ نتمنى أف يحذو مشرعنا حذو نظيره المصري في‬
‫ىذا الصدد‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫البت في طمب الرد وأثر الحكم الصادر عنو‬

‫المشرع اإلماراتي االختصاص بالبت في طمب الرد لغرفة المشورة؛ لكوف‬


‫ِّ‬ ‫أناط‬
‫اإلجراءات المتبعة أماميا تتسـ بالمرونة الضرورية مف جية‪ ،‬ولضماف نوع مف السرية‬
‫وتجنب اطالع العموـ عمى مالبسات وظروؼ الرد المعروض عميو؛ وذلؾ حماية لمقاضي‬
‫مف كؿ تشيير قد تكوف لو عواقب عمى سمعتو المينية مف جية أخرى‪.‬‬

‫عمى أف الحكـ الصادر لدعوى طمب الرد تفرز العديد مف اآلثار في مواجية القاضي‬
‫الذي تـ رده أو طالب الرد‪ ،‬سواء في حالة قبولو أو رفضو‪.‬‬

‫وتأسيسا عمى ما سبؽ سنحاوؿ التطرؽ إلى كؿ مف جية االختصاص بالبت والفصؿ‬ ‫ً‬
‫في طمب الرد (المطمب األوؿ)‪ ،‬ثـ إلى آثار الحكـ الصادر فيو (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول‬

‫البت في طمب الرد‬

‫سنعمد مف خالؿ ىذا المطمب بدراسة الجية المختصة بالبت في طمب الرد (الفرع‬
‫األوؿ) ثـ التحقيؽ في طمب الرد والفصؿ فيو (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ر٘ض أُبدح ‪ ٖٓ 172‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ أُظش‪ ١‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪ " ٚ‬ػِ‪ ٠‬اُوبػ‪ ٢‬أُطِ‪ٞ‬ة‬
‫سد‪ ٙ‬إٔ ‪٣‬ج‪٤‬ت ثبٌُزبثخ ػِ‪ٝ ٠‬هبئغ اُشد ‪ٝ‬أعجبث‪ ٚ‬خالٍ األسثؼخ األ‪٣‬بّ اُزبُ‪٤‬خ الؽالػ‪ٝ .ٚ‬ارا ًبٗذ األعجبة‬
‫رظِخ هبٗ‪ًٗٞ‬ب ‪٣ ُْٝ‬ج‪٤‬ت ػِ‪ٜ٤‬ب اُوبػ‪ ٢‬أُطِ‪ٞ‬ة سد‪ ٙ‬ك‪ ٢‬أُ‪٤‬ؼبد أُذذد ‪ ،‬أ‪ ٝ‬اػزشف ث‪ٜ‬ب ك‪ ٢‬اجبثز‪ ، ٚ‬أطذس‬
‫سئ‪٤‬ظ أُذٌٔخ أٓشاً ثز٘ذ‪."ٚ٤‬‬
‫‪595‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪553‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫الفرع األول‬
‫الجية المختصة بالبت في طمب الرد‬

‫بالنظر إلى المادتيف ‪ 121‬و‪ 122‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي نالحظ‬
‫المشرع وزع االختصاص عمى الشكؿ اآلتي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫أف‬

‫قاضيا بيا‪ ،‬أو‬


‫ً‬ ‫"‪ ‬تفصؿ محكمة االستئناؼ في طمب الرد متى كاف المطموب رده‬
‫اضيا بالمحكمة االبتدائية التي تتبعيا‪.‬‬
‫ق ً‬
‫‪ ‬إذا طمب رد جميع قضاة المحكمة االبتدائية وقضت محكمة االستئناؼ بقبوؿ‬
‫طمب الرد أحالت الدعوى لمحكـ في موضوعيا إلى محكمة ابتدائية أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬إذا طمب رد جميع قضاة محكمة االستئناؼ أو بعضيـ‪ ،‬بحيث ال يبقى مف عددىـ‬
‫ما يكفي لمحكـ رفع طمب الرد إلى المحكمة األعمى درجة منيا‪ ،‬فإف قضت بقبوؿ طمب‬
‫الرد أحالت الدعوى لمحكـ في موضوعيا إلى محكمة استئنافية أخرى"‪.‬‬

‫المشرع‬
‫ِّ‬ ‫المشرع اإلماراتي مسمؾ‬
‫ِّ‬ ‫وفي ىذا الصدد أرى كباحث مف األفضؿ أف يسمؾ‬
‫المصري في عدـ جواز رد جميع قضاة المحكمة‪ ،‬بحيث ال يبقى مف عددىـ ما يكفي‬
‫لمفصؿ في الدعوى األصمية؛ ألف حؽ الرد المتاح ألطراؼ الدعوى يمكف أف يساء‬
‫استعمالو‪ ،‬أو يتـ اإلفراط فيو‪ ،‬وبالتالي سيكوف وسيمة لمكيد في الخصومة دوف إدراؾ ما قد‬
‫يؤدي إليو األمر مف جرح وايذاء لمكانة القضاة‪.1‬‬

‫وبالرجوع إلى الفقرة الثالثة مف المادة ‪ 119‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي فإف‬
‫الجية المختصة في البت بطمبات رد قضاة المحكمة االبتدائية وقضاة محكمة االستئناؼ‬
‫ىي غرفة المشورة‪.‬‬

‫مع العمـ أف غرفة المشورة ال تعتبر محكمة أو جية مستقمة‪ ،‬بؿ ىي ىيئة مف ىيئات‬
‫المحاكمة‪ ،‬بؿ يمكف أف تكوف نفس المحكمة عندما تعقد جمسة سرية لمنظر في حاالت‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ر٘ض أُبدح ‪ ٖٓ 129‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ أُظش‪ ١‬ػِ‪ ٠‬أٗ‪ " ٚ‬ال‪٣‬ج‪ٞ‬ص ؽِت سد جٔ‪٤‬غ‬
‫ٓغزشبس‪ ١‬أُذٌٔخ أ‪ ٝ‬ثؼؼ‪ ،ْٜ‬ثذ‪٤‬ش ال ‪٣‬جو‪ ٖٓ ٠‬ػذد‪ٌ٣ ٖٓ ْٛ‬ل‪ُِ ٢‬ذٌْ ك‪ ٢‬اُذػ‪ ٟٞ‬األطِ‪٤‬خ أ‪ ٝ‬ؽِت‬
‫اُشد"‪.‬‬
‫‪594‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫معينة‪ ،‬فغرفة المشورة تتميز بطبيعتيا بمجموعة مف المميزات يمكف إجماليا في السرية‬
‫والسرعة‪.‬‬

‫‪ ‬السرية‪ :‬تعتبر أىـ ما يميز العمؿ في غرفة المشورة‪ ،‬والغاية مف ذلؾ واضحة‪،‬‬
‫وىي الحفاظ عمى مصمحة األطراؼ‪ ،‬وخاصة المطموب رده الذي يتعيف احترامو وصوف‬
‫كرامتو‪.‬‬

‫‪ ‬السرعة‪ :‬الغاية منيا‪ ،‬كوف طبيعة القضايا والنزاعات التي تختص بنظرىا غرفة‬
‫المشورة تتطمب السرعة في اإلجراءات‪ ،‬وعدـ السير بيا وفقا لإلجراءات الروتينية لسير‬
‫الدعاوى العادية‪ ،‬فيي بطبيعتيا ال تتحمؿ البطء والتعقيد‪.‬‬

‫وميما يكف‪ ،‬فإف اليدؼ المأموؿ مف إناطة االختصاص بالبت في طمب الرد لغرفة‬
‫المشورة‪ ،‬يبقى ىو ضماف نوع مف السرية وتجنب اطالع العموـ عمى مالبسات وظروؼ‬
‫النزاع المعروض عمييا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫التحقيق في طمب الرد والفصل فيو‬

‫إذا كانت القاعدة العامة أف غرفة المشورة تممؾ الحؽ باتخاذ أي إجراء مف إجراءات‬
‫التحقيؽ التي تراىا مفيدة‪ ،‬كإجراء البحث واالستماع لمشيود‪ ،‬فإنو استثناء مف ذلؾ ولغايات‬
‫حفظ كرامة القاضي ال يجوز استجواب القاضي المطموب رده‪ ،‬أو حتى توجيو اليميف إليو؛‬
‫ليذا ليا أف تستمع لطالب الرد‪ ،‬وليا أف تتيح لمقاضي المطموب رده إبداء مالحظاتو متى‬
‫كانت الحقيقة تتطمب ذلؾ‪.1‬‬

‫المشرع اإلماراتي‬
‫ِّ‬ ‫وبخصوص حالة تقديـ طمبات الرد قبؿ إقفاؿ باب المرافعة‪ ،‬نرى أف‬
‫محمودا‪ ،‬وحري بالتأييد عندما نص في الفقرة الرابعة مف المادة ‪ 119‬مف‬
‫ً‬ ‫اتجاىا‬
‫ً‬ ‫سمؾ‬
‫قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي عمى أنو‪ " :‬إذا قدمت طمبات رد قبؿ قفؿ باب المرافعة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬كزذ‪ٝ ٢‬اُ‪ :٢‬أُجغ‪ٞ‬ؽ ك‪ ٢‬هبٗ‪ ٕٞ‬اُوؼبء أُذٗ‪ .٢‬اُجضء األ‪ .ٍٝ‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.990:‬‬
‫‪555‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫في طمب رد سابؽ فإف عمى رئيس المحكمة ػ أو مف يقوـ مقامو حسب األحواؿ ػ إحالة‬
‫ىذه الطمبات الي الدائرة ذاتيا المنظورة أماميا ذلؾ الطمب لتقضي فييا جميعاً بحكـ واحد"‪.‬‬

‫المشرع اإلماراتي تبنى االتجاه الذي يرى عدـ جواز التنازؿ عف‬
‫ِّ‬ ‫والجدير بالذكر‪ ،‬إف‬
‫طمب الرد حت ى ولو قاـ القاضي المطموب رده بقبولو؛ وذلؾ صيانة لمقاضي مف الشبيات‬
‫فضال أف الحكـ فييا سيزيؿ الشؾ المحاط بالقاضي‪،1‬‬
‫ً‬ ‫وحرصا عمى دواـ احترامو‪،‬‬
‫ً‬ ‫والريب‪،‬‬
‫وبذلؾ نصت الفقرة الخامسة مف المادة ‪ 119‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي عمى‬
‫أنو " ويتعيف السير في إجراءات طمب الرد والفصؿ فيو ولو قرر رافعو التنازؿ عنو"‪.‬‬

‫أخير بعد االنتياء مف تحقيؽ طمب الرد في غرفة المشورة‪ ،‬تصدر المحكمة طبقًا‬
‫و ًا‬
‫لمفقرة السادسة مف المادة ‪ 119‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي حكميا في جمسة‬
‫قابال لمطعف‪ ،.‬وفي ىذا الصدد انتيت محكمة تمييز دبي إلى أف‬
‫عمنية‪ ،‬ويكوف غير ً‬
‫"النص في الفقرة السادسة مف المادة ‪ 119‬مف قانوف اإلجراءات المدنية يدؿ عمى أف‬
‫الحكـ الصادر مف محكمة االستئناؼ في طمب رد أحد قضائيا أو أحد قضاة المحكمة‬
‫االبتدائية التابعة ليا يكوف غير قابؿ لمطعف عميو بأي طريؽ مف طرؽ الطعف سواء كاف‬
‫ادرا بقبوؿ الطمب أو برفضو‪ ،‬وبالتالي فإنو يمتنع عمى ذات الخصوـ في دعوى الرد بعد‬‫ص ً‬
‫الفصؿ فييا‪ ،‬الدفع ببطالف الحكـ الصادر فييا ولو تعمؽ ىذا البطالف بالنظاـ العاـ‪ ،‬بعد‬
‫أف حاز ىذا الحكـ قوة األمر المقضي بو وىي حجية تعمو عمى اعتبارات النظاـ العاـ"‪.2‬‬

‫عمما بأف بعض التشريعات المقارنة قد خالفت ىذا المقتضى المذكور أعاله‪ ،‬بحيث‬
‫ً‬
‫المشرع المصري ينص في الفقرة األخيرة مف المادة ‪ 157‬مف قانوف المرافعات‬
‫ِّ‬ ‫نجد أف‬
‫المدنية والتجارية عمى أنو‪" :‬وفى جميع األحواؿ ال يجوز الطعف في الحكـ الصادر برفض‬
‫طمب الرد إال مع الطعف في الحكـ الصادر في الدعوى األصمية"‪ ،‬وأف ىذا الطعف مكفوؿ‬
‫المشرع األردني عمى نفس المقتضى مف‬
‫ِّ‬ ‫فقط لطالب الرد دوف القاضي المعني‪ ،‬كما نص‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬أدٔذ أث‪ ٞ‬اُ‪ٞ‬كب‪ :‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ ثٔوزؼ‪ ٠‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد سهْ ‪ُ 13‬غ٘خ ‪ٝ 1425‬هبٗ‪ٕٞ‬‬
‫اإلصجبد سهْ ‪ُ 37‬غ٘خ ‪.1425‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.102:‬‬
‫‪ 0‬دٌ‪ٓٞ‬خ دث‪ٓ ،٢‬ذٌٔخ اُزٔ‪٤٤‬ض‪ ،‬األدٌبّ أُذٗ‪٤‬خ‪ ،‬اُطؼٖ سهْ ‪ُ 0‬غ٘خ ‪ 0225‬هؼبئ‪٤‬خ ثزبس‪٣‬خ ‪.0225/3/11‬‬
‫‪596‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫خالؿ مادتو‪141‬مف قانوف أصوؿ المحاكمات المدنية عمى أنو‪ " :‬إذا قررت المحكمة رفض‬
‫طمب الرد‪ ،‬يجوز لطالبو أف يستأنؼ ىذا القرار ويميزه مع الحكـ الذي يصدر في نياية الدعوى"‬

‫و ًأيا كاف األمر‪ ،‬نرى أف ما سمكو مشرعنا ػ وباقي التشريعات المقارنة بخصوص ىذه‬
‫المسألة ػ مسمؾ محمود‪ ،‬عمى اعتبار أف الغاية منو التي تتمثؿ في عدـ إتاحة الفرصة‬
‫لممتقاضيف سيئي النية لمغمو في استعماؿ حؽ الرد‪ ،‬واإلضرار بحقوؽ باقي األطراؼ في‬
‫الدعوى األصمية‪ ،‬واطالة أمد التقاضي‪،‬ناىيؾ عما يمحقو ذلؾ مف أذى بالقاضي المطموب رده‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫آثار الحكم الصادر في طمب الرد‬

‫عنيت الفقرة الثانية مف المادة ‪ 117‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي ببياف اآلثار‬
‫الناجمة عف البت في طمب الرد بالنسبة لطالبو‪ ،‬وذلؾ بتقرير غرامة مالية عمى مقدـ طمب‬
‫الرد بمبمغ ال يقؿ عف خمسة آالؼ درىـ وال يتجاوز عشرة آالؼ درىـ مع مصادرة التأميف‬
‫إذا تـ رفض الطمب‪.‬‬

‫فمف خالؿ ما سبؽ نستشؼ أف الحكـ الصادر في طمب الرد لف يخرج عف إحدى‬
‫الفرضيتيف وىي إما رفض طمب الرد (الفرع األوؿ) أو قبولو (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫الحكم برفض طمب رد القاضي‬

‫إذا رأت المحكمة عدـ ثبوت الوقائع التي بني عمييا سبب الرد‪ ،‬إما أنو غير صحيح‪،‬‬
‫أو غير مقبوؿ قانونيا‪ ،‬أو قدـ بعد تقديـ الدفوع‪ ،‬أو قدـ الطمب بعد قفؿ باب المرافعة في‬
‫أوؿ طمب رد مقدـ في الدعوى‪ ،‬و كاف الطرؼ قد تـ إخطاره بالجمسة المحددة لنظره‪،‬‬
‫وكانت أسباب الرد قائمة ومعمومة لو حتى إقفاؿ باب المرافعة‪ ،‬ىنا يتعيف عمييا أف‬

‫‪555‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫تقضي برفض طمب الرد وتحكـ عمى طالبو ػ حسب الفقرة الثانية مف المادة ‪ 117‬مف قانوف‬
‫اإلجراءات المدنية اإلماراتي ػ بالغرامة التي سبؽ وتـ اإلشارة إلييا سابقًا لذا نكتفي باإلحالة‪.1‬‬

‫المشرع اإلماراتي قبؿ تعديؿ المادة ‪ 117‬مف قانوف اإلجراءات المدنية‬


‫ِّ‬ ‫والمالحظ أف‬
‫محددا‬
‫ً‬ ‫اإلماراتي كاف يقضي بمصادرة التأميف فقط كجزاء عمى رفض طمب الرد الذي كاف‬
‫المشرع في الفقرة الثانية مف ذات المادة‬
‫ِّ‬ ‫حينيا بمبمغ يقدر بألؼ درىـ‪ ،‬فقد استحدث‬
‫المذكورة أعاله ػ وبموجب القانوف رقـ ‪ 31‬لسنة ‪2115‬ـ ػ جزاء يوقع عمى طالب الرد عند‬
‫رفضو طمبو‪ ،‬وذلؾ بالحكـ عميو كما أشرنا سابقًا بغرامة ال تقؿ عف خمسة آالؼ درىـ‪ ،‬وال‬
‫تجاوز عشرة آالؼ درىـ‪.‬‬

‫وال شؾ أف ىذا الجزاء يساعد عمى تحقيؽ الغرض المقصود مف حكـ ىذه المادة‪ ،‬وىو‬
‫منع الخصوـ عف إساءة استخداـ حؽ الرد‪ ،‬كما يحوؿ دوف إسراؼ الخصوـ في التقدـ‬
‫بطمبات رد لغير أسباب وجيية بغية تأخير الفصؿ في القضايا‪ ،‬وحتى ال يتخذ مف ىذا‬
‫الطريؽ وسيمة يتيموف القضاة في ذمميـ بما ليس فييـ‪.2‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ٗ ٞٛٝ 1‬لظ االرجب‪ ٙ‬اُز‪ ١‬عٌِز‪ ٚ‬أؿِت اُزشش‪٣‬ؼبد أُوبسٗخ ٖٓ ث‪ٜ٘٤‬ب‪:‬‬
‫‪ -‬اُزشش‪٣‬غ أُظش‪ ١‬اُز‪٘٣ ١‬ض ك‪ٓ ٢‬بدر‪ ٖٓ 174 ٚ‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ ػِ‪ ٠‬أٗ‪" ٚ‬رذٌْ‬
‫أُذٌٔخ ػ٘ذ سكغ ؽِت اُشد ‪ ،‬أ‪ ٝ‬عو‪ٞ‬ؽ اُذن ك‪ ، ٚ٤‬أ‪ ٝ‬ػذّ هج‪ ، ُٚٞ‬أ‪ ٝ‬اصجبد اُز٘بصٍ ػ٘‪ ، ٚ‬ػِ‪ ٠‬ؽبُت‬
‫اُشد ثـشآخ ال روَ ػٖ ٓبئز‪ ٢‬ج٘‪ٝ ٚ٤‬ال رض‪٣‬ذ ػِ‪ ٠‬أُل‪ ٢‬ج٘‪ٓٝ ٚ٤‬ظبدسح اٌُلبُخ ‪ٝ ،‬ك‪ ٠‬دبُخ ٓب ارا ًبٕ اُشد‬
‫ٓج‪٘٤‬ب ً ػِ‪ ٠‬اُ‪ٞ‬ج‪ ٚ‬اُشاثغ ٖٓ أُبدح (‪ٛ ٖٓ )195‬زا اُوبٗ‪٣ ٕٞ‬ج‪ٞ‬ص اثالؽ اُـشآخ اُ‪ ٠‬صالصخ آالف ج٘‪.ٚ٤‬‬
‫‪ٝ‬ك‪ ٠‬دبُخ األد‪ٞ‬اٍ رزؼذد اُـشآخ ثزؼذد اُوؼبح أُطِ‪ٞ‬ة سد‪٣ٝ ، ْٛ‬ؼل‪ ٠‬ؽبُت اُشد ٖٓ اُـشآخ ك‪ ٢‬دبُخ‬
‫اُز٘بصٍ ػٖ اُطِت ك‪ ٢‬اُجِغخ األ‪ ٠ُٝ‬أ‪ ٝ‬ارا ًبٕ اُز٘بصٍ ثغجت ر٘ذ‪ ٠‬اُوبػ‪ ٢‬أُطِ‪ٞ‬ة سد‪ ٙ‬أ‪ٗ ٝ‬وِ‪ ٚ‬أ‪ٝ‬‬
‫اٗز‪ٜ‬بء خذٓز‪."ٚ‬‬
‫‪ -‬اُزشش‪٣‬غ أُـشث‪ ٢‬د‪٤‬ش ‪٘٣‬ض اُلظَ ‪ ٖٓ 045‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُغطشح اُذٗ‪٤‬خ ػِ‪ ٠‬أٗ‪٣" ٚ‬ذٌْ ػِ‪ ٖٓ ٠‬خغش‬
‫دػ‪ ٟٞ‬اُزجش‪٣‬خ ثـشآخ ال رزجب‪ٝ‬ص خٔغٔبئخ دس‪ ْٛ‬د‪ ٕٝ‬اخالٍ ثٔطبُجخ اُوبػ‪ ٢‬ثزؼ‪٣ٞ‬غ ػٖ األػشاس ػ٘ذ‬
‫االهزؼبء‪ .‬ؿ‪٤‬ش أٗ‪ ٚ‬ال ‪ُِ ٌٖٔ٣‬وبػ‪ ٢‬اُز‪٣ ١‬و‪ ْ٤‬أ‪ ١ٞ٘٣ ٝ‬اهبٓخ دػ‪ٞ‬ا‪ ٙ‬إٔ ‪٣‬شبسى ثؼذ رُي ك‪ ٢‬اُذٌْ ك‪ ٢‬اُوؼ‪٤‬خ‬
‫األطِ‪٤‬خ كبٕ عب‪ ْٛ‬ك‪ ٢‬رُي ُْ ‪٣‬زؤد ُ‪ ٚ‬إٔ ‪٣‬و‪ٛ ْ٤‬ز‪ ٙ‬اُذػ‪."ٟٞ‬‬
‫‪ -‬اُزشش‪٣‬غ اُلشٗغ‪ ٢‬ر٘ض أُبدح ‪ ٖٓ 395‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ػِ‪ ٠‬أٗ‪: ٚ‬‬
‫‪« Si la demande de récusation ou de renvoi pour cause de suspicion légitime est‬‬
‫‪rejetée, son auteur peut être condamné à une amende civile d'un maximum de‬‬
‫‪€ sans préjudice des dommages-intérêts qui pourraient être réclamés ».‬‬
‫‪ 0‬ػِ‪ ٢‬ثشًبد‪:‬اُ‪ٞ‬ع‪٤‬ؾ ك‪ ٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.129:‬‬
‫‪598‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفرع الثاني‬
‫الحكم بقبول طمب رد القاضي وتنحيتو عن نظر الدعوى‬

‫بعد االنتياء مف التحقيقات تفصؿ المحكمة المعنية بنظر طمب الرد‪ ،‬فإذا تبيف ليا‬
‫صحة الوقائع واالدعاءات المقدمة وأنيا مف أسباب الرد الوجيية المشار إلييا في المادة‬
‫‪ 115‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪ ،‬وىي ثابتة وقائمة ومما يصح قانونا‪ ،‬حكمت‬
‫المحكمة بقبوؿ طمب رد القاضي‪ ،‬ويترتب عميو ما يمي‪:1‬‬

‫‪ ‬يصبح القاضي غير صالح لنظر الدعوى‪ ،‬فإذا استمر في نظر الدعوى وأصدر‬
‫حكما فإف ىذا الحكـ يعتبر باطالً‪.‬‬
‫فييا ً‬
‫‪ ‬يقع عمى عاتؽ القاضي الذي قضي برده االلتزاـ بمصاريؼ الدعوى‪ ،‬التي تقضي‬
‫فقييا يدور في ىذه المسألة‪،‬‬
‫ماال بالقواعد العامة‪ ،‬إال أف نقا ًشا ً‬
‫بيا المحكمة‪ ،‬وذلؾ إع ً‬
‫فيناؾ اتجاه يرى أف يتـ إلزاـ القاضي بالمصاريؼ وفقا لمقواعد العامة؛ كوف األمر يتعمؽ‬
‫بخصومة حقيقية‪ ،2‬واتجاه آخر يذىب بعدـ إلزامية القاضي بالمصاريؼ كوف طمب الرد ال‬
‫ينشئ خصومة‪ ،‬وأف القاضي ال يعتبر خصما‪3‬؛ وعميو‪ ،‬ومع غياب المقتضيات القانونية‬
‫الالزمة المتعمقة بإمكانية مطالبة القاضي بالتعويض وبالمصاريؼ طبقًا لمقواعد العامة‪،‬‬
‫نرى أنو ال يمكف القوؿ بذلؾ؛ لسبب جوىري يتمثؿ في أف الغاية مف سف إجراءات الرد‬
‫يكمف باألساس في استبعاد القاضي المشكوؾ في حياده عف نظر الدعوى‪ ،‬وىي بذلؾ‬
‫دعوى متفردة وخاصة‪ ،‬ال تيدؼ في إلى اقتضاء حؽ معيف أو الذود عنو‪ ،‬كما ال يمكف‬
‫رفعا‬
‫مف جية أخرى القوؿ بجعؿ مصاريؼ دعوى الرد في حالة قبوليا عمى كاىؿ القاضي ً‬
‫ألي حرج قد يمس ىيبتو ومصداقيتو‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ػِ‪ ٢‬ػجذ اُذٔ‪٤‬ذ رشً‪:٢‬ششح هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ(‪ٝ‬كوب ُِوبٗ‪ ٕٞ‬االرذبد‪ ١‬سهْ ‪ُ 11‬غ٘خ ‪1440‬‬
‫‪ٝ‬اُو‪ٞ‬اٗ‪ ٖ٤‬أٌُِٔخ ‪ٝ‬أُؼذُخ ُ‪.)ٚ‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.107:‬‬
‫‪ 0‬كزذ‪ٝ ٢‬اُ‪:٢‬أُجغ‪ٞ‬ؽ ك‪ ٢‬هبٗ‪ ٕٞ‬اُوؼبء أُذٗ‪ .٢‬اُجضء األ‪.ٍٝ‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.999:‬‬
‫‪3‬أدٔذ أث‪ ٞ‬اُ‪ٞ‬كب‪ :‬أُشاكؼبد أُذٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬اُزجبس‪٣‬خ ثٔوزؼ‪ ٠‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُشاكؼبد سهْ ‪ُ 13‬غ٘خ ‪ٝ 1425‬هبٗ‪ٕٞ‬‬
‫اإلصجبد سهْ ‪ُ 37‬غ٘خ ‪.1425‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.102:‬‬
‫‪ -‬أد‪ُٝ‬ق س‪ُٞ٣‬ؾ‪:‬هبٗ‪ ٕٞ‬أُغطشح أُذٗ‪٤‬خ ك‪ ٢‬شش‪ٝ‬ح‪.‬رؼش‪٣‬ت ادس‪٣‬ظ ِٓ‪٘ٓ:ٖ٤‬ش‪ٞ‬ساد جٔؼ‪٤‬خ ر٘ٔ‪٤‬خ اُجذ‪ٞ‬س‬
‫‪ٝ‬اُذساعبد اُوؼبئ‪٤‬خ‪.‬أُشجغ اُغبثن‪.‬ص‪.145:‬‬
‫‪555‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫‪ ‬يثبت لطالب الرد الحؽ في استرداد مبمغ التأميف الذي سبؽ لو أف دفعو عند تقديـ‬
‫طمب الرد‪.‬‬

‫‪ ‬إذا طمب رد جميع قضاة المحكمة االبتدائية‪ ،‬وقضت محكمة االستئناؼ بقبوؿ‬
‫طمب الرد‪ ،‬أحالت الدعوى لمحكـ في موضوعيا إلى محكمة ابتدائية أخرى‪.1‬‬

‫‪ ‬إذا طمب رد جميع قضاة محكمة االستئناؼ أو بعضيـ بحيث ال يبقى مف عددىـ‬
‫ما يكفي لمحكـ رفع طمب الرد إلى المحكمة األعمى درجة منيا‪ ،‬فإف قضت بقبوؿ طمب‬
‫الرد أحالت الدعوى لمحكـ في موضوعيا إلى محكمة استئنافية أخرى‪.2‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اُلوشح األ‪ ٖٓ ٠ُٝ‬أُبد ‪ ٖٓ 100‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪.٢‬‬
‫‪ 0‬اُلوشح اُضبٗ‪٤‬خ ٖٓ أُبد ‪ ٖٓ 100‬هبٗ‪ ٕٞ‬اإلجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ اإلٓبسار‪.٢‬‬
‫‪655‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الخاتمة‬

‫موضوعا في غاية في األىمية؛ الرتباطو الوثيؽ في نظرنا‬


‫ً‬ ‫تناولنا في ىذه الدراسة‬
‫بعصب العدالة في المؤسسة القضائية‪ ،‬وىي مسألة الحياد الذي تكمف أىمية القصوى في‬
‫أثره المباشر عمى تحقيؽ ثقة المتقاضيف في ىذه المؤسسة القضائية‪ ،‬وفي ما يصدر عنيا‬
‫مف أحكاـ‪.‬‬

‫ومف منطمؽ أف الرد يعتبر آلية إجرائية أوجدىا القانوف لحماية المتقاضي ونزاىة‬
‫القضاة‪ ،‬وضماف حيادىـ وابعاد القاضي عف كؿ ما مف شأنو أف يؤدي إلى شبية االتياـ أو‬
‫اإلمكاف ػ اإلحاطة بمقتضيات وضوابط نظاـ رد القضاة في‬ ‫التحيز‪ ،‬فقد حاولنا ػ قدر‬
‫ضوء قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪ ،‬وتوقفنا عند أىـ اإلشكاالت المطروحة عمى‬
‫مستوى النصوص التي تعرضت بالتنظيـ ليذا النظاـ‪ ،‬مستنيريف في ىذا الصدد‬
‫بالتشريعات المقارنة والنقاشات الفقيية‪.‬‬

‫ومف بيف المسائؿ التي نرى عرضيا كنتائج لدراستنا ليذا الموضوع ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬أف أسباب الرد واردة عمى سبيؿ الحصر؛ لذا ال يمكف القياس عمييا أو التوسع في‬
‫تفسيرىا لخطورة النتائج المترتبة عمييا‪ ،‬لما ليا مف أثر عمى تعطيؿ سير القضايا‪ ،‬واتاحة‬
‫الفرصة لممتقاضيف سيئي النية لمتحرش بالقضاة والمس باستقالليتيـ ونزاىتيـ‪ ،‬األمر الذي‬
‫قد ينعكس بالسمب عمى المؤسسة القضائية‪.‬‬

‫‪ ‬أف أسباب الرد غير متعمقة بالنظاـ العاـ‪ ،‬ذلؾ أنو إذا لـ يطمب الخصـ رد القاضي‬
‫صحيحا‪ ،‬وذلؾ عمى‬
‫ً‬ ‫صالحا لنظر الدعوى المعروضة عميو‪ ،‬ويقع حكمو‬
‫ً‬ ‫يبقى ىذا األخير‬
‫عكس حاالت عدـ الصالحية‪ ،‬التي يمتزـ فييا القاضي بالتنحي بقوة القانوف عف نظر‬
‫النزاع المطروح عميو‪ ،‬تحت طائمة بطالف الحكـ الذي قد يصدره‪.‬‬

‫‪ ‬عمى خالؼ ما يعتقده البعض مف أف الغاية مف سف وتحديد أسباب الرد محصورة‬


‫فقط في توفير الحماية لممتقاضيف‪ ،‬وضماف نزاىة القاضي وحياده خالؿ نظره لمدعوى‬
‫المعروضة عميو‪ ،‬إال أف المقصود بيذا التحديد كذلؾ ىو حماية القاضي نفسو الذي يجد‬
‫في نفسو الحرج وعدـ االطمئناف عند النظر في قضية تيمو مباشرة أو بالواسطة تجعمو ال‬
‫‪605‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫يقدر موضوع النزاع حؽ قدره‪ ،‬إما لعممو بحقيقة النزاع مف مصادر خارج عف ساحة‬
‫مظموما وال يجد وسيمة إلنصافو؛ ألنو ال‬
‫ً‬ ‫القضاء واما لكونو يعمـ أف أحد أطراؼ النزاع‬
‫يتوفر عمى أية حجة كافية إلثبات حقو‪.‬‬

‫‪ ‬إذا كاف الرد يشكؿ آلية إجرائية أوجدىا القانوف لحماية حقوؽ المتقاضيف‪ ،‬وضماف‬
‫نزاىة القضاة‪ ،‬وحيادىـ‪ ،‬إال أننا نرى بعدـ جواز التنازؿ عف طمب الرد؛ ألف تقديـ ىذا‬
‫الطمب وما يرتب عمي و مف آثار بالنسبة لمدعوى األصمية‪ ،‬ومف تشويش عمى القاضي‬
‫المعني‪ ،‬ثـ التنازؿ عنو بعد ذلؾ ال يخمو مف إثارة الشبيات حوؿ نزاىة وتجرد القاضي مف‬
‫جية‪ ،‬باإلضافة إلى ما قد يسفر عنو مف تعطيؿ سير الدعوى األصمية‪ ،‬وما يترتب عمييا‬
‫مف أضرار؛ ولذلؾ فإف الجميع قد أجمع عمى أنو حؽ عاـ‪ ،‬ال يجوز التنازؿ عنو لمخالفتو‬
‫النظاـ العاـ‪ ،‬وىذا ما أكدت عميو المواثيؽ الدولية‪ ،‬والدساتير الوطنية‪.‬‬

‫‪ ‬تعتبر دعوى الرد ذات طبيعة خاصة مف حيث موضوعيا واجراءاتيا‪ ،‬إذ أف‬
‫موضوعيا ليس المطالبة بحؽ خاص‪ ،‬وانما المطالبة بتنحي قاضي مشكوؾ في حياده‪،‬‬
‫انطالقً ا مف أف بعث الطمأنينة في نفس المتقاضي يعتبر حمقة مف سمسمة حقوؽ الدفاع‪،‬‬
‫امتثاال لقاعدة أف األصؿ في المتقاضي أف يطمئف إلى قاضيو‪ ،‬واألصؿ في المحكمة ىو‬
‫ً‬
‫الحياد‪.‬‬

‫بعد استعراضنا ألىـ نتائج دراسة موضوع نظاـ رد القضاة في ضوء قانوف اإلجراءات‬
‫المدنية اإلماراتي‪ ،‬فإننا سنحاوؿ التعرض لبعض التوصيات‪ ،‬وىي عمى النحو التالي‪:‬‬

‫المشرع اإلماراتي خوؿ سبعة أياـ لمقاضي لإلجابة كتابة عمى الرد‪ ،‬والحاؿ أف‬
‫ِّ‬ ‫‪ ‬إف‬
‫المشرع المصري‬
‫ِّ‬ ‫ىذا اإلجراء في اعتقادنا ال يتطمب كؿ ىذه المدة‪ ،‬وما يعزز اعتقادنا أف‬
‫حدد لمقاضي أجؿ أربعة أياـ فقط لإلجابة عمى أسباب ووسائؿ الرد المثارة؛ لذلؾ نتمنى أف‬
‫المشرع المصري في ىذا‬
‫ِّ‬ ‫المشرع في دولة اإلمارات العربية المتحدة مسمؾ نظيره‬
‫ِّ‬ ‫يسمؾ‬
‫الصدد‪.‬‬

‫نصا‬
‫‪ ‬ىناؾ نقص تشريعي يعتري قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي الذي لـ يضع ً‬
‫يوضح لنا مدى إمكانية رد قضاة محكمة النقض أسوة بباقي التشريعات المقارنة‪ ،‬والتي‬

‫‪655‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫نصت عمى جواز رد مستشاري محكمة النقض‪ ،‬مثؿ التشريع المغربي مف خالؿ الفصؿ‬
‫‪ 298‬مف قانوف المسطرة المدنية‪ ،‬والتشريع المصري مف خالؿ المادة ‪ 153‬مف قانوف‬
‫المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬خاصة إذا تحولت ىذه المحكمة مف محكمة قانوف إلى محكمة‬
‫موضوع؛ ليذا يجب إحاطة قضاتيا بكافة الضمانات الجوىرية التي تكفؿ حياديتيـ وتبعدىـ‬
‫عف مواطف الشبيات‪ ،‬السيما إذا توفرت فييـ سبب مف أسباب الرد المنصوص عمييا في‬
‫المادة ‪ 115‬مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي‪.‬‬

‫‪ ‬نرى إعادة النظر في نص المادة ‪ 34‬مف القانوف المنظـ لممحكمة االتحادية العميا‬
‫رقـ ‪ 11‬لسنة ‪ 1973‬بشأف عدـ جواز رد رئيس أو قضاة المحكمة العميا‪ ،‬كوف اليدؼ مف‬
‫تنظيـ قواعد الرد ىي صوف كرامة القاضي نفسو‪ ،‬وابعاده عف مواطف الشبيات‪ ،‬والحفاظ‬
‫عمى مكانتو وحياديتو‪ ،‬فمبدأ حيادية القاضي يقوـ عمى قاعدة أصولية قواميا وجوب‬
‫اطمئناف المتقاضي إلى قاضيو‪ ،‬وأف القضاء ال يصدر إال بالحؽ دوف تحيز؛ لذا فاألولى‬
‫أف تحاط الضمانات الخاصة بتنظيـ قواعد الرد لرئيس وقضاة المحكمة العميا أسوة بباقي‬
‫قضاة المحاكـ عمى مستوى الدولة‪.‬‬

‫المشرع اإلماراتي نص في المادة ‪ 122‬عمى جواز رد جميع قضاة المحكمة‬


‫ِّ‬ ‫‪‬‬
‫االبتدائية وقضاة محكمة االستئناؼ‪ ،‬ونحف نرى تقنيف عممية رد القضاة؛ لكي ال يساء‬
‫استعماؿ ىذا الحؽ‪ ،‬أو اإلفراط فيو بشكؿ يؤدي إلى جرح القضاة في مكانتيـ‪ ،‬وذلؾ بأال‬
‫يتاح المجاؿ ألطراؼ الخصومة لرد جميع قضاة المحكمة بشكؿ ال يبقى مف عددىـ ما‬
‫يكفي لمفصؿ في الدعوى األصمية‪ ،‬فمف غير المتصور والمستساغ أف تتوافر في جميع‬
‫لمشرع المصري نص في المادة ‪ 164‬مف‬
‫قضاة المحكمة أسباب الرد‪ ،‬وما يعزز رأينا أف ا ِّ‬
‫قانوف المرافعات المدنية والتجارية عمى عدـ جواز رد القضاة أو بعضيـ‪ ،‬بحيث ال يبقى‬
‫المشرع اإلماراتي حذو‬
‫ِّ‬ ‫مف عددىـ ما يكفي لمحكـ في الدعوى األصمية؛ لذا نتمنى أف يحذو‬
‫المشرع المصري في ىذا االتجاه‪.‬‬
‫ِّ‬

‫‪ ‬نرى إلى جانب الفقو الراجح ضرورة وقؼ الدعوى األصمية بالحالة التي كانت‬
‫عمييا يوـ تقديـ طمب الرد‪ ،‬وأف يتـ ىذا الوقؼ بقوة القانوف دوف الحاجة إلى الحكـ بو‪،‬‬

‫‪603‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫بدال ممف طمب رده؛‬


‫وذلؾ إلى غاية الفصؿ في طمب الرد‪ ،‬وأنو ال يمكف أف ندب قاض ً‬
‫حكما مسبقًا بصحة الرد قد يؤدي إلى تجريح القاضي المطموب رده‪.‬‬
‫ألف ىذا الندب يعتبر ً‬
‫وفي الختاـ‪ ،‬لست أدعي أنني قد وصمت ببحثي ىذا إلى كؿ ما أبتغي؛ ألف كؿ عمؿ‬
‫يمكف أف تشوبو بعض اليفوات‪ ،‬وأف كؿ عمؿ بشري يعتريو القصور ال محالة‪ ،‬إذ ما خمى‬
‫عمؿ إنساف مف سيو؛ وليذا فإنو ميما كتب فإف النقص صفة أساسية فيو‪ ،‬وفي ىذا‬
‫الصدد أ قوؿ كما قاؿ عماد الديف األصفياني‪ " :‬إني رأيت أال يكتب إنساف كتاب في يوـ‬
‫إال قاؿ في غده‪ :‬ولو غير ىذا لكاف أحسف‪ ،‬لو زيد كذا لكاف يستحسف‪ ،‬لو قدـ ىذا لكاف‬
‫أفضؿ‪ ،‬ولو ترؾ ىذا لكاف أجمؿ‪ ،‬وىذا مف أعظـ العبر‪ ،‬وىو دليؿ عمى استيالء النقص‬
‫في جممة البشر"‪.‬‬

‫أخيرا‪ ،‬أرج و ا﵀ القدير أف يكوف قد أليمني الصواب لتقديـ ىذا الجيد المتواضع‬
‫و ً‬
‫ليحظى بالثقة التي أتوخاىا‪.‬‬

‫﴿ وما توفيقي إال با﵀ عميو توكمت واليو أنيب﴾ صدؽ ا﵀ العظيـ‬

‫‪654‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪ ‬إبراىيـ مصطفى‪ ،‬أحمد حسف الزيات‪،‬حامد عبد القادر‪،‬محمد عمي النجار‪:‬المعجـ‬


‫الوسيط‪.‬الجزء األوؿ‪.‬دار الدعوة‪ .‬المكتبة اإلسالمية لمطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ ‬إبراىيـ نجيب سعد‪:‬القانوف القضائي الخاص‪.‬الجزء األوؿ‪.‬منشأة المعارؼ اإلسكندرية‬


‫الطبعة األولى‪.1973.‬‬

‫‪ ‬ابف عابديف‪:‬حاشية ابف عابديف‪. .‬الجزء الخامس‪ .‬دوف ذكر دار نشر‪.‬‬

‫‪ ‬أبوالفضؿ جماؿ الديف محمد بف مكرـ بف منظور األفريقي‪ :‬لساف العرب‪.‬المجمد‬


‫السادس‪.‬دار صادر‪.‬بيروت‪.2118 .‬‬

‫‪ ‬أحمد أبوالوفاء‪:‬التعميؽ عمى نصوص المرافعات‪.‬منشأة المعارؼ اإلسكندرية‪.‬‬


‫الطبعة السادسة‪. 2111 .‬‬

‫‪ ‬أحمد أبوالوفا‪ :‬المرافعات المدنية والتجارية بمقتضى قانوف المرافعات رقـ ‪ 13‬لسنة‬
‫‪1968‬وقانوف اإلثبات رقـ‪35‬لسنة ‪.1968‬مكتبة الوفاء القانونية‪.‬اإلسكندرية ‪.2115‬‬

‫‪ ‬أحمد صدقي محمود ‪ :‬قواعد المرافعات في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪.‬مكتبة‬


‫الجامعة الشارقة‪.‬إثراء لمنشر والتوزيع األردف‪ .‬الطبعة الثانية‪.2118.‬‬

‫‪ ‬أحمد مميجي‪:‬التعميؽ عمى قانوف المرافعات بآراء الفقو والصيغ القانونية وأحكاـ‬
‫النقض‪.‬الجزء الثاني‪.‬مكتبة دار النيضة العربية ‪.2111.‬‬

‫‪ ‬أحمد ىنيدي‪ :‬أصوؿ المحاكمات المدنية والتجارية‪.‬الدار الجامعية بيروت‪.1989 .‬‬

‫‪ ‬إدريس العموي العبدالوي‪ :‬القانوف القضائي الخاص‪.‬الجزء األوؿ‪.‬منشورات كمية‬


‫العموـ القانونية واالقتصادية واالجتماعي‪.‬مراكش‪.‬السنة ‪.1985‬‬

‫‪ ‬آدـ وىيب النداوي‪ :‬المرافعات المدنية ‪.‬الطبعة األولى ‪.2116‬‬

‫‪ ‬أدولؼ ريولط‪:‬قانوف المسطرة المدنية في شروح‪.‬تعريب إدريس مميف‪:‬منشورات‬


‫جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية‪.‬مطبعة المعارؼ الجديدة‪ .‬الرباط‪1996.‬‬
‫‪605‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫‪ ‬أمينة النمر‪:‬قوانيف المرافعات‪.‬الكتاب األوؿ‪.‬منشأة المعارؼ‪.‬اإلسكندرية ‪.1982.‬‬

‫‪ ‬أمينة النمر‪:‬أصوؿ المحاكمات المدنية‪.‬الدار الجامعية‪.‬‬

‫‪ ‬خالد حميد سالـ الفالسي‪:‬رد القضاة‪.‬بحث الستكماؿ متطمبات الدراسات العميا‬


‫الدكتوراه في القانوف الخاص‪ .‬مساؽ مناىج البحث‪.‬كمية الدراسات العميا‪.‬أكاديمية شرطة‬
‫دبي‪ .‬القيادة العامة لشرطة دبي‪.‬السنة‪.2118-2117:‬‬

‫‪ ‬رمزي سيؼ‪ :‬الوسيط في شرح قانوف المرافعات المدنية والتجارية‪ .‬دار النيضة‬
‫العربية‪.‬الطبعة التاسعة‪.1971.‬‬

‫‪ ‬سعيد أحمد شعمة‪:‬قضاء النقض في اإلجراءات المدنية‪.2112.‬‬

‫‪ ‬سعيد خالد الشرعبي‪:‬الموجز في أصوؿ القضاء المدني‪.‬مركز الصادؽ‪.2115.‬‬

‫‪ ‬عاشور مبروؾ‪:‬دراسات في قانوف اإلجراءات المدنية لدولة اإلمارات العربية وفقا‬


‫ألحدث التعديالت التشريعية والتطبيقات القضائية (قوانيف المرافعات) دراسة مقارنة‬
‫بالشريعة اإلسالمية‪.‬الكتاب األوؿ‪.‬أكاديمية شرطة دبي‪.‬الطبعة الثانية ‪.2115‬‬

‫‪ ‬عباس العبودي‪:‬شرح أحكاـ قانوف أصوؿ المحاكمات المدنية‪.‬دار الثقافة عماف‪2119‬‬

‫‪ ‬عبد التواب مبارؾ‪:‬أصوؿ التقاضي في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪.‬اآلفاؽ‬


‫المشرقة ناشروف‪.‬الطبعة األولى‪.2111 .‬‬

‫‪ ‬عبدالحكـ شرؼ‪:‬المبادئ األساسية لمتنظيـ القضائي‪،‬دراسة مقارنة بيف الفقو اإلسالمي‬


‫والقانوف الوضعي‪.‬مجمة األمف والقانوف‪ .‬كمية شرطة دبي‪.‬العدد األوؿ‪.‬السنة السابعة‪.1999‬‬

‫‪ ‬عبد الحميد الشواربي‪:‬المسؤولية القضائية في ضوء الفقو والقضاء‪.‬منشأة المعارؼ‬


‫باإلسكندرية‪.1997.‬‬

‫‪ ‬عبد العزيز توفيؽ‪ :‬التعميؽ عمى قانوف المسطرة المدنية المغربي في ضوء الفقو‬
‫والقضا ء‪ .‬الجزء الثاني‪.‬الدار العربية لمموسوعات بالقاىرة باالشتراؾ مع الشركة الجديدة‪.‬‬
‫دار الثقافة بالدار البيضاء‪.‬الطبعة األولى ‪.1983‬‬

‫‪656‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬عبدالعزيز توفيؽ‪:‬شرح قانوف المسطرة المدنية والتنظيـ القضائي‪.‬الجزء الثاني‪.‬‬


‫المكتبية القانونية‪.1995.‬‬

‫‪ ‬عبدالمنعـ جبرة‪ :‬مبادئ الم ارفعات‪ .‬دار النيضة العربية القاىرة‪.1998.‬‬

‫‪ ‬عبدالواحد العممي‪:‬شروح في القانوف الجديد المتعمؽ بالمسطرة الجنائية‪.‬الجزء‬


‫األوؿ‪.‬مطبعة النجاح الجديدة‪.‬الطبعة األولى‪.2116 .‬‬

‫‪ ‬عبدالوىاب حمود‪:‬الوسيط في اإلجراءات الجزائية الكويتية‪.‬الطبعة الثانية‪.1977.‬‬

‫‪ ‬عمي بركات‪:‬الوسيط في شرح قانوف المرافعات المدنية والتجارية‪.‬دار النيضة‬


‫العربية‪ .‬الطبعة األولى‪.2116.‬‬

‫‪ ‬عمي عبد الحميد تركي‪:‬شرح قانوف اإلجراءات المدنية(وفقا لمقانوف االتحادي رقـ‬
‫‪11‬لسنة‪ 1992‬والقوانيف المكممة والمعدلة لو)‪.‬دار النيضة العربية‪.‬الطبعة الرابعة‪.2115‬‬

‫‪ ‬عمي عوض حسف‪:‬رد ومخاصمة أعضاء الييئات القضائية‪.‬دار الفكر الجامعي‬


‫اإلسكندرية‪.‬الطبعة الثانية‪.1999.‬‬

‫‪ ‬عوض أحمد الزعبي‪:‬الوجيز في قانوف أصوؿ المحاكمات المدنية األردني‪.‬إثراء‬


‫لمنشر والتوزيع‪.‬الطبعة الثالثة‪.2113.‬‬

‫‪ ‬فؤاد عبد المنعـ و الحسيف غنيـ‪ :‬الوسيط في التنظيـ القضائي في الفقو اإلسالمي‪.‬‬
‫دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪.1999 .‬‬

‫‪ ‬فتحي والي‪:‬قانوف القضاء المدني‪.‬الجزء األوؿ‪.‬دار النيضة العربية‪.‬القاىرة الطبعة‬


‫األولى‪.1973.‬‬

‫‪ ‬فتحي والي‪:‬المبسوط في قانوف القضاء المدني‪ .‬الجزء األوؿ‪.‬دار النيضة العربية‬


‫لمنشر والتوزيع‪.2117 .‬‬

‫‪ ‬محمد زكي أبو عامر‪ :‬اإلثبات في المواد الجنائية‪.‬محاولة فقيية وعممية إلرساء‬
‫نظرية عامة‪.‬دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية‪.2111.‬‬

‫‪605‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫‪ ‬محمد عبدالوىاب العشماوي‪:‬قواعد المرافعات في التشريع المصري والمقارف‪ .‬الجزء‬


‫األوؿ‪ .‬مكتبة األدب‪.‬القاىرة‪.1957 .‬‬

‫‪ ‬محمد كماؿ أبوالخير‪:‬قانوف المرافعات‪.‬دار المعارؼ القاىرة‪.‬الطبعة الخامسة‪1963‬‬

‫‪ ‬محمد محبوبي‪:‬أساسيات في التنظيـ القضائي المغربي‪.‬دار أبي رقراؽ لمطباعة‬


‫والنشر‪.‬الطبعة الثانية‪.2111 .‬‬

‫‪ ‬محمد منقار بنيس‪:‬القضاء االستعجالي‪.‬مطبعة المعارؼ الجديدة‪ .‬الرباط‪.1998.‬‬

‫‪ ‬محمد نور عبد اليادي شحاتو‪:‬أصوؿ قوانيف المرافعات في دولة اإلمارات العربية‬
‫المتحدة‪.‬أكاديمية شرطة دبي‪.‬الطبعة األولى ‪.1991‬‬

‫‪ ‬محمود عمي حمودة‪:‬النظرية العامة في تسبيب الحكـ الجنائي في مراحمو المختمفة‪.‬‬


‫الطبعة األولى‪.1994.‬‬

‫‪ ‬محمود محمد ىاشـ‪:‬قانوف القضاء المدني‪.‬الجزء األوؿ‪.‬دار الفكر العربي‪.1981.‬‬

‫‪ ‬مدحت المحمود‪:‬شرح قانوف المرافعات المدنية رقـ‪83‬لسنة‪.1969‬الطبعة الرابعة‪2111‬‬

‫‪ ‬مصطفى المتولي قنديؿ‪:‬الوجيز في القضاء والتقاضي‪(.‬وفقا لقانوف اإلجراءات‬


‫المدنية لدولة اإلمارات العربية المتحدة المعدؿ بالقانوف رقـ‪11‬لسنة‪2114‬والتشريعات المكممة‬
‫لو والمرتبطة بو وآراء الفقو وأحكاـ القضاء)‪.‬اآلفاؽ المشرقة ناشروف‪.‬الطبعة الثالثة‪.2117‬‬

‫‪ ‬مصطفى مجدي ىرجة‪:‬رد ومخاصمة القضاة وأعضاء النيابة العامة في المجاليف‬


‫الجنائي والمدني‪.‬المكتبة القانونية‪.2115.‬‬

‫‪ ‬نبيؿ إسماعيؿ عمر‪ :‬أصوؿ المرافعات المدنية والتجارية‪ .‬دار الجامعة الجديدة‪.‬‬
‫اإلسكندرية‪ .‬الطبعة األولى‪.1995.‬‬

‫‪ ‬وجدي راغب‪:‬مبادئ القضاء المدني‪:‬قانوف المرافعات‪.‬دار النيضة العربية‬


‫القاىرة‪.‬الطبعة الثالثة ‪.2113‬‬
‫‪ SERGE GUINCHARD :Droit et Pratique de la procédure‬‬
‫‪civile. Dalloz.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪658‬‬
‫اُ٘ظبّ اُوبٗ‪ُ ٠ٗٞ‬شد اُوؼبح ك‪ ٠‬ػ‪ٞ‬ء هبٗ‪ ٕٞ‬االجشاءاد أُذٗ‪٤‬خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفيرس‬

‫مقذمـــــــت ‪735 ................................................................................................‬‬


‫انفصم األول ‪790 .............................................................................................‬‬
‫األحكاو انعامت نرد انقضاة ‪790 ..........................................................................‬‬
‫انمبحث األول ‪793 .............................................................................................‬‬
‫ٓب‪٤ٛ‬خ اُشد ‪ٝ‬أ‪٤ٔٛ‬ز‪ٗٝ ٚ‬طبه‪793 ............................................................................ ٚ‬‬
‫انمطهب األول ‪799 ...............................................................................................‬‬
‫ٓب‪٤ٛ‬خ سد اُوؼبح ‪799 ...........................................................................................‬‬
‫انمطهب انثاني ‪722 ..............................................................................................‬‬
‫أ‪٤ٔٛ‬خ اُشد ‪ٝ‬رذذ‪٣‬ذ ٗطبه‪722 ................................................................................. ٚ‬‬
‫انمبحث انثاني ‪751 ............................................................................................‬‬
‫أعجبة سد اُوؼبح ‪751 ........................................................................................‬‬
‫انمطهب األول ‪750 ...............................................................................................‬‬
‫أعجبة رؼ‪ٞ‬د ُؼالهخ اُوبػ‪ ٢‬ثبُذػ‪ ٟٞ‬أُؼش‪ٝ‬ػخ ػِ‪750 .............................................. ٚ٤‬‬
‫انمطهب انثاني ‪755 ..............................................................................................‬‬
‫أعجبة رؼ‪ٞ‬د ُؼالهخ اُوبػ‪ ٢‬ثؤؽشاف اُذػ‪ ٟٞ‬أُؼش‪ٝ‬ػخ ػِ‪755 .................................... ٚ٤‬‬
‫انفصم انثاني ‪752 ............................................................................................‬‬
‫اننظاو اإلجرائي نرد انقضاة ‪752 ........................................................................‬‬
‫انمبحث األول ‪751 .............................................................................................‬‬
‫شش‪ٝ‬ؽ ؽِت اُشد ‪ٝ‬آصبس‪ٝ ٙ‬اجشاءار‪751 .................................................................ٚ‬‬
‫انمطهب األول ‪751 ...............................................................................................‬‬
‫شش‪ٝ‬ؽ هج‪ ٍٞ‬ؽِت اُشد ‪751 ...................................................................................‬‬
‫انمطهب انثاني ‪754 ..............................................................................................‬‬
‫آصبس روذ‪ ْ٣‬ؽِت اُشد ‪ٝ‬اجشاءار‪754 ......................................................................... ٚ‬‬
‫انمبحث انثاني ‪740 ............................................................................................‬‬
‫اُجذ ك‪ ٢‬ؽِت اُشد ‪ٝ‬أصش اُذٌْ اُظبدس ػ٘‪740 ...................................................... ٚ‬‬

‫‪605‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪.ّ.‬د‪/‬دغ‪ ٖ٤‬ػجذاُؼض‪٣‬ض ػجذهللا اُ٘جبس‬

‫انمطهب األول ‪740 ...............................................................................................‬‬


‫اُجذ ك‪ ٢‬ؽِت اُشد ‪740 ........................................................................................‬‬
‫انمطهب انثاني ‪745 ..............................................................................................‬‬
‫آصبس اُذٌْ اُظبدس ك‪ ٢‬ؽِت اُشد ‪745 .......................................................................‬‬
‫انخاتمت‪221 .....................................................................................................‬‬
‫قائمت انمراجع ‪227 ...........................................................................................‬‬
‫انفهرس ‪224 ...................................................................................................‬‬

‫‪615‬‬

You might also like