Professional Documents
Culture Documents
إعداد
رائد .د .حسين عبدالعزيز عبدهللا النجار
مقدمـــــــة
منذ قديـ الزماف والناس يسعوف فيما بينيـ إلى المنافسة بمختمؼ المجاالت ،وحيف
تتعارض المصالح والحاجات تميؿ النفس البشرية إلى عدـ االمتثاؿ لمحؽ ،أو االنصياع
لمدليؿ؛ وليذه األسباب برزت الخالفات بيف البشر والمنازعات ،بؿ إف ىذه النزاعات
يوم ا بعد يوـ ،األمر الذي تطمب حسميا عف طريؽ المجوء إلى جية مختصة
ازدادت ً
لمحصوؿ عمى الحؽ واالنصاؼ؛ ولذلؾ ظير ما يسمى بالجياز القضائي الذي يعتبر
مؤسسة ىامة في كؿ مجتمع وفي الحياة العامة ،وذلؾ عف طريؽ دفع المفاسد والمظالـ،
وقطع النزاعات التي تثور في المجتمعات ،بيدؼ تحقيؽ مقومات العدؿ والعدالة.1
مستمدا ىذه
ً ويعتبر نبي األمة ػ عميو أفضؿ الصالة والسالـ ػ أوؿ قاض في اإلسالـ ،
الصفة مف قولو ػ تعالى ػ ﴿ :فإف تنازعتـ في شيء فردوه إلى ا﵀ والرسوؿ إف كنتـ
تؤمنوف با﵀ واليوـ اآلخر ،ذلؾ خير وأحسف تأويال﴾ ،5فقد تولى ػ عميو الصالة والسالـ ػ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٓ 1ذٔذ ٓذجٞث:٢أعبع٤بد ك ٢اُز٘ظ ْ٤اُوؼبئ ٢أُـشث.٢داس أث ٢سهشام ُِطجبػخ ٝاُ٘شش.اُطجؼخ اُضبٗ٤خ.
.0212ص.11:
0عٞسح ص ا٣٥خ .02
3عٞسح أُبئذح ا٣٥خ .94
9عٞسح اُ٘غبء ا٣٥خ .75
7عٞسح اُ٘غبء ا٣٥خ .75
538
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قاضيا بيا،
ً القضاء بيف المسمميف ،وأرسؿ سيدنا عمًيا ػ رضي ا﵀ عنو ػ إلى اليمف ليكوف
خاصا
ً اىتماما
ً أضؼ إلى ذلؾ كاف سيد المرسميف ػ عميو أفضؿ الصالة والسالـ ػ يولي
باألقواـ حديثي الدخوؿ في اإلسالـ؛ حيث كاف يرسؿ مف يتولى شؤوف الوالية والقضاء
ويعمـ الناس عموـ الديف الجديد.
ومف ىذا المنطمؽ ،حرصت األنظمة القانونية المعاصرة عمى تنظيـ وظيفة القاضي
وثيقا بتحقيؽ العدالة واالنصاؼ،
طا ً نظر الرتباط ىذه المسألة ارتبا ً
فيما يتعمؽ بحياديتوً ،ا
وفي سبيؿ ذلؾ تبنت ىذه األنظمة مجموعة مف القواعد التي تكفؿ استقالؿ القاضي
وضماف حياديتو.
كما أف ىدؼ التشريعات مف تنظيـ نظاـ رد القضاة ليس فقط توفير الحماية لممتقاضييف،
وضماف نزاىة القاضي ،وحياده خالؿ نظر الدعوى المعروضة عميو ،بؿ سعت التشريعات
كذلؾ مف خالؿ ىذا النظاـ إلى حماية القاضي نفسو ،الذي قد يشعر بالحرج عند نظر
بعض القضايا ،مما يجعمو غير قادر عمى موازنة األمور بالشكؿ الصحيح وتمحيص وقائع
الدعوى؛ وذلؾ راجع إما لعممو مف خارج أروقة ساحة القضاء ،أو لكونو يعمـ أف أحد
مظموما ،ولكنو غير قادر عمى إيجاد الوسيمة الكفيمة إلنصافو؛ لذلؾ ػ
ً أطراؼ الخصومة
وحفاظً ا عمى نقاء ضمير القاضي الذي يجب أف يتصؼ بالحيادية عند نظر الخصومة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ػجذ أُ٘ؼْ ججشحٓ :جبدة أُشاكؼبد .داس اُٜ٘ؼخ اُؼشث٤خ.اُوبٛشح.1445.ص.32:
535
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
المطروحة عميو ػ فقد منحتو التشريعات الحديثة الحؽ في التنحي ،حتى واف لـ يرده أحد
أطراؼ الدعوى.
ومف جية أخرى فإف حرص التشريعات عمى حقوؽ األفراد وبث الطمأنينة في نفوسيـ
مف ج ية القضاة الذيف يفصموف في قضاياىـ ،فقد كفمت ليـ ىذه التشريعات الحؽ في رد
القاضي متى توفرت أسباب ىذا الرد.
أما مف الناحية االقتصادية فتتمثؿ ىذه األىمية في انعكاس العدالة القضائية في
المجتمع عمى تعزيز النشاط االقتصادي ،وجذب المستثمريف واالستثمارات الداخمية والخارجية.
أخير تبرز األىمية االجتماعية لنظاـ رد القضاة في كوف الرد يشكؿ ضمانة أساسية
و ًا
لخمؽ الثقة لدى المتقاضيف في صحة وعدالة األحكاـ الصادرة عف الجياز القضائي ،بما
يساىـ في تكريس السمـ االجتماعي والمساواة أماـ القانوف.
يطرح موضوع نظاـ رد القضاة العديد مف اإلشكاالت والتساؤالت ،وىي عمى الشكؿ التالي:
مامدى تأثير مبدأ الحيادية باعتباره أحد أىـ المبادئ األساسية لمتقاضي بنظاـ الرد؟
545
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ىؿ يجوز رد كافة القضاة بمختمؼ الطبقات والدرجات القضائية وفقا لقانوف
اإلجراءات المدنية لدولة اإلمارات العربية المتحدة؟
إف األىداؼ الرئيسة مف البحث في موضوع نظاـ رد القضاة تعود بالضرورة إلى بياف
العديد مف النقاط ،وىي كالتالي:
بياف الجوانب القانونية المنظمة لموضوع الرد في قانوف اإلجراءات المدنية لدولة
اإلمارات العربية المتحدة.
نظر لطبيعة ىذا البحث العممي ،فسيتـ استخداـ منيج البحث النوعي المقارف ،وذلؾ
ًا
مف خالؿ تحميؿ النصوص القانونية المنظمة لرد القاضي في ضوء الباب الثامف المتعمؽ
بعدـ صالحية القضاة وردىـ وتنحيتيـ في المواد مف 114إلى 124مف قانوف اإلجراءات
المدنية لدولة اإلمارات العربية المتحدة ،مع االعتماد عمى المنيج المقارف مع بعض
األنظمة القانونية مثؿ :التشريع المصري ،والفرنسي ،والمغربي ،بيدؼ االستفادة مف ىذه
545
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
األنظمة وبياف أوجو التشابو واالختالؼ بيف ىذه األنظمة القانونية والتشريع اإلماراتي في
نظاـ رد القضاة.
وبناء عمى ما تقدـ ستكوف خطتنا لدراسة ىذا البحث مقسمة إلى فصميف اثنيف:
ً
الفصل األول :األحكام العامة حول رد القضاة.
الفصل األول
بادئ ذي بدأ نود أف نمفت النظر بأف القاضي إنساف يعيش مع غيره مف أفراد
المجتمع ،ولو مصالح خاصة قد تؤثر في قضائو ،فالقاضي بشر بطبيعتو ،وعميو قد
يتعرض لسبب أو آلخر لبعض العوامؿ التي قد تأثر عمى نفسيتو أو عاطفيتو فتظير
عميو عوامؿ المحبة والبغض و المنفعة.1
ومف المعموـ إف ضماف حؽ التقاضي لكؿ فرد مف أفراد المجتمع مف الحقوؽ الجوىرية
التي يكفميا القانوف ،بيدؼ توفير النزاىة الالزمة لمقضاة وابعادىـ عف أي أمر يشكؾ في
حياديتيـ ونزاىتيـ ،وكما البد أف يكوف الحكـ الصادر مف الجياز القضائي مشموًال
ومحال الحتراميـ ،فإذا اعتقد أحد الخصوـ أف الحكـ الذي
ً بالطمأنينة لدى الخصوـ،
نوعا مف التحيز مف قبؿ القاضي ألحد الخصوـ ،فقد
سيصدر في النزاع قد يكوف فيو ً
أجاز القانوف أف يطمبوا امتناع القاضي مف النظر في الدعوى والحكـ فييا؛ لذلؾ فإف
أساس تنحية القاضي أو رده ليس ىو الشؾ في ذمة القاضي نفسو أو في نزاىتو ،بؿ ىو
وضمانا أف ال
ً حماية مظير الحيادية الذي يتطمب توافره أماـ أطراؼ الدعوى والجميور،
يتأثر القاضي بعواطفو الخاصة عند الفضؿ في النزاع.2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1آدّ ٤ٛٝت اُ٘ذا :١ٝأُشاكؼبد أُذٗ٤خ.اُوبٛشح .ص.92:
0أدٔذ ٤٘ٛذ :١أط ٍٞأُذبًٔبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ.اُذاس اُجبٓؼ٤خ ث٤شٝد.1454.ص.34:
545
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعميو ،فقد حددت الغالبية العظمى مف التشريعات اإلطار القانوني لنظاـ رد القضاة
بما يتناسب وحفظ طمأنينة المتقاضي إلى قاضيو بشكؿ خاص ،والى المؤسسة القضائية
المشرع اإلماراتي في المادة 115مف قانوف اإلجراءات
ِّ بشكؿ عاـ؛ وبالتالي فقد حرص
المدنية عمى تحديد األسباب التي يمكف االستناد إلييا لرد القاضي المشكوؾ في حياديتو،
وىي أسباب واردة عمى سبيؿ الحصر ال المثاؿ.
لذا سنحرص في إطار ىذا الفصؿ تحديد ماىية الرد وطبيعتو ونطاقو (المبحث
األوؿ) ،ثـ بعد ذلؾ نتعرض ألسبابو (المبحث الثاني).
المبحث األول
إف الدور األساسي ألي جياز أو مؤسسة قضائية ىو التنظيـ العاـ لممجتمعات
وتحقيؽ العدالة ،وذلؾ مف خالؿ الفصؿ في الخصومات والمنازعات المعروضة ،وايصاؿ
الحقوؽ إلى أصحابيا ،والعمؿ عمى تقميص حجـ االختالؿ االجتماعي الناشئ عف التنازع
وتداخؿ الحقوؽ ،مع تكريس أىمية ىذا الدور في أذىاف المتقاضيف بما يكفؿ احتراـ منزلة
المؤسسة القضائية ،واإلذعاف ألحكاميا وتعزيز الثقة لدييـ إلى عدالتيا وحياديتيا.
وفي ىذا الصدد يتطمب بشكؿ أساسي مف المتقاضي أف يطمئف إلى قاضيو ،وأف
األصؿ في المحكمة الحيادية ،وىذا ما أكدتو المعاىدة األوروبية لحقوؽ اإلنساف التي تـ
التصديؽ عمييا في روما بتاريخ 4نوفمبر 1951ـ ،وبدأ العمؿ بيا بتاريخ 3سبتمبر 1953ـ
في مادتيا 6عمى أف" :لكؿ إنساف عند تقرير حقوقو وواجباتو المدنية أو أي اتياـ جنائي
يوجو ضده الحؽ في محاكمة عادلة وعمنية فترة زمنية معقولة أماـ محكمة مستقمة ومحايدة
أنشئت طبقًا لمقانوف".1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٓ 1ذٔذ ٓذجٞث:٢أعبع٤بد ك ٢اُز٘ظ ْ٤اُوؼبئ ٢أُـشث.٢أُشجغ اُغبثن.ص.37:
543
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
وعميو فإف ىنالؾ مجموعة مف الضمانات التي حرصت الكثير مف التشريعات العربية
واألجنبية عمى تكريسيا في قوانينيا الوطنية ،ومف أىـ ىذه الضمانات نظاـ الرد أو ما
يطمؽ عميو في بعض التشريعات واألنظمة بنظاـ تجريح القاضي.
لذلؾ سوؼ نستعرض في ىذا المبحث كؿ مف ماىية رد القضاة (المطمب األوؿ) ثـ
أىميتو وتحديد نطاقو (المطمب الثاني).
المطمب األول
ماىية رد القضاة
المشرع اإلماراتي عمى تبني نظاـ الرد وتنظيمو في الباب الثامف المتعمؽ بعدـ
ِّ حرص
صالحية القضاة وردىـ وتنحيتيـ في المواد مف 114إلى 124مف قانوف اإلجراءات
المدنية لدولة اإلمارات العربية المتحدة ،وذلؾ باعتباره مف بيف أىـ الضمانات الكفيمة
بتعزيز الثقة لدى المتقاضيف في الجياز القضائي وما تصدره مف ىذا الجياز المؤسسي
مف أحكاـ .غير أف ىناؾ ضمانات أخرى نظمتيا الكثير مف التشريعات المعاصرة ال تقؿ
أىمية عف نظاـ الرد ،والمتمثمة في نظاـ عدـ صالحية القضاة وتنحيتيـ ومخاصمتيـ.
فمف خالؿ ما تقدـ سنحاوؿ تحديد مفيوـ الرد وبياف خصائصو (الفرع األوؿ) ثـ إلى
تمييزه عف األنظمة المشابية لو (الفرع الثاني).
الفرع األول
مفيوم الرد وبيان خصائصو
إف نظاـ الرد قد نصت عميو مختمؼ التشريعات اإلجرائية المعاصرة ،وذلؾ تحت
أسماء ومفاىيـ ومصطمحات تختمؼ صياغتيا مف قانوف إلى آخر ،فما ىو مفيومو (الفقرة
األولى) وما ىي خصائصو (الفقرة الثانية).
544
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجدر اإلشارة أف مصطمح الرد ،كما ىو وارد في قانوف اإلجراءات المدنية لدولة
اإلمارات العربية المتحدة وفي أغمب التشريعات العربية ،1يقابمو مصطمح التجريح في
التشريع اإلجرائي المغربي ،2فيما تقابمو كممة Récusationفي التشريع الفرنسي.
و ًأي ا كاف األمر ،فإف أغمب التشريعات التي تعرضت لتنظيـ اجراءات الرد ،ومنيا
التشريع اإلماراتي ،قد أحجمت عف إعطاء تعريؼ لو؛ األمر الذي جعؿ بعض فقياء
القانوف لمسعي لمحاولة تحديد معناه ،وذلؾ بالرجوع إلى أصؿ الكممة في القاموس المغوي.
وعميو ،يقصد بالرد مف الناحية المغوية" :صرؼ الشيء ورجعو ،والرد :مصدر رددت
الشيء ،ورده عف وجيو يرده ردا ومردا ،وتردادا :صرفو" ،3وجاء في التنزيؿ العزيز﴿ود
كثير مف أىؿ الكتاب لو يردونكـ مف بعد إيمانكـ كفا ار حسدا مف عند أنفسيـ مف بعد ما
تبيف ليـ الحؽ فاعفوا واصفحوا حتى يأتي ا﵀ بأمره إف ا﵀ عمى كؿ شيء قدير﴾.4
أما رد القضاة مف الناحية القانونية :فيقصد بو عدـ قياـ القاضي بنظر لمنزاع والحكـ بو.6
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٗٝ 1خض ثبُزًش ػِ ٠عج َ٤أُضبٍ ال اُذظش اُزشش٣ؼبد اُزبُ٤خٓ:ظشُ ،ج٘بٕ ،األسدٕ ٝ ،اٌُ٣ٞذ.
0اُلظ 047 ٖٓ ٍٞاُ ٖٓ 044 ٠هبٗ ٕٞأُغطش أُذٗ٤خ أُـشث٤خ ٝأُٞاد ٖٓ 053اُ ٖٓ 057 ٠هبٕٗٞ
أُغطشح اُج٘بئ٤خ أُـشث٤خ.
3اُؼالٓخ أث ٞاُلؼَ جٔبٍ اُذٓ ٖ٣ذٔذ ثٖ ٌٓشّ ثٖ ٓ٘ظٞس األكش٣وُ :٢غبٕ اُؼشة.أُجِذ اُغبدط.داس
طبدس.ث٤شٝد .0225 .ص.130:
9عٞسح اُجوشح ا٣٥خ .124:
7اثشآ ْ٤ٛظطل ،٠أدٔذ دغٖ اُض٣بد،دبٓذ ػجذ اُوبدسٓ،ذٔذ ػِ ٢اُ٘جبس:أُؼجْ اُٞع٤ؾ.اُجضء
األ.ٍٝداس اُذػٞح .أٌُزجخ اإلعالٓ٤خ ُِطجبػخ ٝاُ٘شش ٝاُزٞص٣غ.ص.090:
ٓ 2ذدذ أُذٔٞد :ششح هبٗ ٕٞأُشاكؼبد أُذٗ٤خ سهْ ُ 53غ٘خ .1424اُطجؼخ اُشاثؼخ .0221
ثـذاد.ص.175:
545
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
كما أف فقياء الشريعة اإلسالمية قد قاموا بتعريؼ نظاـ رد القضاة بؿ وذكروا حاالتو،
إال أنيـ لـ يقوموا بإعطاء تعريفًا لو ،حيث كاف يختص بالنظر في طمبات الرد قاض
يسمى" صاحب الرد".1
وقد ورد في كتاب قضاة األندلس" :ولمحكاـ الذيف تجري عمى أيدييـ األحكاـ ست خطط،
أوؿ القضاء .وصاحب رد ،ويسمى صاحب رد ،بما رد عميو مف األحكاـ ،وانما كاف يحكـ
صاحب الرد فيما استرابو الحكاـ وردوه عف أنفسيـ".2
ويقصد بنظاـ الرد عند بعض رجاؿ الفقو اإلسالمي بأنو منع القاضي مف نظر
الخصومة المعروضة عميو متى قاـ سبب مف األسباب التي ذكرىا الفقياء في ىذا المجاؿ،
بحيث يصبح حكمو باطالً وقابالً لمفسخ ،3بينما ذىب جانب مف الفقو القانوني إلى تعريؼ
رد القاضي بأنو منع القاضي مف نظر النزاع المعروض عميو متى قاـ سبب يدعو إلى الشؾ
في قضائو فييا دوف ميؿ أو تحيز ،فيجوز لمخصـ صاحب المصمحة التقدـ بطمب لرد القاضي،
فيو حؽ مقرر لمصمحتو فمو التمسؾ بو أو التنازؿ عنو ،والقاضي غير ممزـ باالمتناع عف
الحكـ في الخصومة متى عمـ بوجود سبب مف أسباب الرد المشار إلييا قانونا.4
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ػجذ اُذٌْ ششف :أُجبدة األعبع٤خ ُِز٘ظ ْ٤اُوؼبئ ،٢دساعخ ٓوبسٗخ ث ٖ٤اُلو ٚاإلعالٓٝ ٢اُوبٕٗٞ
. اُٞػؼٓ .٢جِخ األٖٓ ٝاُوبٗ٤ًِ .ٕٞخ ششؽخ دث .٢اُؼذد األ .ٍٝاُغ٘خ اُغبثؼخ .1444.ص:
0كئاد ػجذ أُ٘ؼْ ٝاُذغ ٖ٤ؿ٘ :ْ٤اُٞع٤ؾ ك ٢اُز٘ظ ْ٤اُوؼبئ ٢ك ٢اُلو ٚاإلعالٓ .٢داس اُلٌش اُؼشث.٢
ث٤شٝد .1444 .ص.032:
3كئاد ػجذ أُ٘ؼْ ٝاُذغ ٖ٤ؿ٘ : ْ٤اُٞع٤ؾ ك ٢اُز٘ظ ْ٤اُوؼبئ ٢ك ٢اُلو ٚاإلعالٓ.٢أُشجغ
اُغبثن.ص.091:
9ػبشٞس ٓجشٝى:دساعبد ك ٢هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ ُذُٝخ اإلٓبساد اُؼشث٤خ أُزذذح.اٌُزبة
األ.ٍٝاُطجؼخ اُضبٗ٤خ .0217أًبد٤ٔ٣خ ششؽخ دث.٢ص.127:
7ػجبط اُؼجٞد :١ششح أدٌبّ هبٗ ٕٞأط ٍٞأُذبًٔبد أُذٗ٤خ .داس اُضوبكخ.ػٔبٕ.0224.ص.25:
6
SERGE GUINCHARD :Droit et Pratique de la procédure civile.
Dalloz. .P : .
546
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيض ا بالرد في نظر جانب آخر مف الفقو "طمب منع القاضي مف نظر النزاع
ويقصد ً
كمما قاـ سبب يدعو إلى الشؾ في قضائو بغير ميؿ أو تحيز".1
بينما ذىب جانب مف الفقو ببياف المقصود برد القاضي بأنو :جواز قياـ أحد أطراؼ
ٍ
قاض أو أكثر مف نظر النزاع المعروض عميو الخصومة القضائية بالتقدـ بطمب إلبعاد
لسبب واحد أو لعدة أسباب مشار إلييا قانوناً ،2وبيذا المعنى فإف الرد يشكؿ حسب ىذه
االتجاىات الفقيية ،دعوى يشكو فييا الخصوـ ًأيا كانت صفاتيـ في الدعوى مف إنصاؼ
القاضي لسبب مف األسباب المحددة عمى سبيؿ الحصر في المادة115مف قانوف اإلجراءات
المدنية اإلماراتي ،ويطمبوف فييا إبعاد القاضي مف النظر في النزاع الذي بيف يده .
وفي نفس االتجاه سارت بعض االتجاىات القضائية عندما اعتبرت أف نظاـ الرد ما
ىو إال نظاـ مقرر ييدؼ لتوفير ضمانات معينة لمحافظ عمى ىيئة القضاة ،وحسـ ما قد
يثار حوؿ القاضي مف ادعاءات.3
مما ال شؾ فيو ،أف أغمب ىذه المحاوالت الفقيية والقضائية لتعريؼ نظاـ الرد انطمقت
المشرع مف خالؿ سف إجراءات رد القضاة،
ِّ جميعيا مف الغاية الموضوعية التي قصدىا
والمتمثمة في ضماف حقوؽ المتقاضيف لبث الطمأنينة في نفوسيـ؛ لذلؾ نالحظ أف أغمب
المشرع ألطراؼ دعوى
ِّ التعريفات التي صيغت لمرد ،جاءت لتبيف أنو آلية إجرائية أوجدىا
معينة لمنع القاضي مف نظرىا ،وذلؾ متى توفرت األسباب المبررة لذلؾ ،عمى أف يبقى
ألطراؼ الدعوى ػ أو أحدىما ػ تقرير حقيقة السبب الذي يمكف أف يبني عميو رد القاضي،
فإف شاء سمؾ إجراءات الرد واف لـ يفعؿ ،جاز لمقاضي أف ينظر في النزاع المعروض
عميو والحكـ فيو.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ػجذ اُؼض٣ض رٞك٤ن :اُزؼِ٤ن ػِ ٠هبٗ ٕٞأُغطشح أُذٗ٤خ أُـشث ٢ك ٢ػٞء اُلوٝ ٚاُوؼبء .اُجضء
اُضبٗ.٢اُذاس اُؼشث٤خ ُِٔٞعٞػبد ثبُوبٛشح ثبالشزشاى ٓغ اُششًخ اُجذ٣ذح.داس اُضوبكخ ثبُذاس اُج٤ؼبء.اُطجؼخ
األ.1453 ٠ُٝص.115:
0كزذٝ ٢اُ :٢هبٗ ٕٞاُوؼبء أُذٗ .٢داس اُٜ٘ؼخ اُؼشث٤خ.اُوبٛشح.ص.370:
ٗ 3وغ 1457/21/04سهْ 401ط 92هؼبئ٤خ.أٝسد ٙأدٔذ أث ٞاُٞكبء:اُزؼِ٤ن ػِٗ ٠ظٞص
أُشاكؼبد٘ٓ.شؤح أُؼبسف اإلعٌ٘ذس٣خ.اُطجؼخ اُغبدعخ.0222.ص.295:
545
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
يشكؿ الرد إمكانية خوليا القانوف ألطراؼ النزاع إلبعاد القاضي ومنعو مف نظر
المشرع مف سف نظمـ الرد ىو
ِّ الدعوى المعروضة عميو لمشؾ في حياديتو ،فإف غاية وىدؼ
ضماف عدالة القضاء ونزاىتو ،وبث الطمأنينة في نفوس المتقاضيف ،مما يعني أف ىذا
النظاـ لو مجموعة مف الخصائص يمكف بيانيا فيما يمي:
الرد حؽ اختياري :فمف خالؿ صياغة الفقرة األولى مف المادة 115مف قانوف
اإلجراءات المدنية اإلماراتي التي تقرر ما يمي " يجوز رد القاضي ألحد األسباب اآلتية"،
ومعنى ذلؾ أف أطراؼ الدعوى ليسوا ممزميف باتباع ىذا اإلجراء ،حيث يبقى ليـ الخيار
األخير في التمسؾ بو مف عدمو ،ولعؿ ما يؤكد صواب ىذا الرأي أف أسباب الرد كما ىي
منظم ة في التشريع اإلماراتي ال تنتج أثرىا إال بناء عمى طمب مف الخصوـ في الدعوى
يقضى بمنع القاضي مف سماع الدعوى المعروضة عميو والمضي بيا.1
الرد حؽ شخصي :يعد التشريع اإلماراتي مف بيف التشريعات المقارنة ،التي نصت
عمى شخصية دعوى طمب الرد ،وذلؾ مف خالؿ البند األوؿ مف المادة 117مف قانوف
اإلجراءات المدنية اإلماراتي الذي ينص عمى أنو " إذا قاـ بالقاضي سبب لمرد ولـ يتنح جاز
لمخصـ رده ،ويحصؿ الرد بطمب يقدـ لرئيس المحكمة التي يتبعيا القاضي ويوقعو الطالب
نفسو أو وكيمو المفوض فيو ويرفؽ التوكيؿ بالطمب ،ويجب أف يشتمؿ طمب الرد عمى أسبابو
وأف يرفؽ بو ما يوجد مف األوراؽ المؤيدة لو".
المشرع
ِّ ومف بيف التشريعات الذي نصت كذلؾ عمى شخصية دعوى طمب الرد ،نجد
الفرنسي الذي نص عمى ىذا المقتضى في المادة 343مف قانوف اإلجراءات المدنية،2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أدٔذ ِٓ٤ج:٢اُزؼِ٤ن ػِ ٠هبٗ ٕٞأُشاكؼبد ثآساء اُلوٝ ٚاُظ٤ؾ اُوبٗ٤ٗٞخ ٝأدٌبّ اُ٘وغ.اُجضء
اُضبٌٗٓ.٢زجخ داس اُٜ٘ؼخ اُؼشث٤خ اُوبٛشح.0222.ص.595:
0ر٘ض أُبدح ٖٓ 393هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اُلشٗغ ٢ػِ ٠أٗ:ٚ
« A l'exception des actions portées devant la Cour de cassation, la récusation ou
le renvoi pour cause de suspicion légitime peut être proposé par la partie elle-
même ou par son mandataire.
Le mandataire doit être muni d'un pouvoir spécial.
548
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدـ التنازؿ عف الرد :مف المعموـ أف الدعوى ىي ممؾ لمدولة ،وأف الرد يعتبر جزء
مف إجراءاتيا ،وبالتالي فالتنازؿ عف ىذا الرد يعني أف المحكمة تكوف قد تنازلت وتخمت
عف أحد أىـ اإلجراءات الجوىرية التي ال تستقيـ ىذه الدعوى إال بيا ،ومف ثـ فإف باقي
اإلجراءات الالحقة تكوف معرضة لمبطالف وبقوة القانوف ،وذلؾ نتيجة الضرر الذي يصيب
سير العدالة ،وىذا ما أخذ بو الفقو .3ونحف نأخذ بيذا الرأي؛ ألف الدعوى ميما كانت
طبيعتيا ليست وسيمة إجرائية يتحكـ فييا الخصوـ فقط أو الدولة ،بؿ ىي مؤسسة قانونية
يمجأ إلييا ىؤالء لتأكيد سيادة القانوف ،وليس لتأكيد مصالح األط ارؼ التي ىي في حقيقتيا
مصالح عارضة فقط.
وتطبيقا لذلؾ ،فإنو ال يمكف تحديد الطبيعة القانونية لمرد مف منظور عمتو ،إف كاف
حقًا أو رخصة ،بؿ يمكف تحديد ىذه الطبيعة مف منظور صفتو ،والتي تعرؼ بالصفة
اإلجرائية ،والذي يؤكد ىذا التمييز ىو أف الرد لو كاف حقًا أو رخصة ،فإف األمر سوؼ
يتوقؼ عند تقديمو إلى الجيات المعنية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
La requête est formée par avocat devant les juridictions où celui-ci a seul qualité
» .pour représenter les parties.
1ر٘ض اُلوشح األ ٖٓ ٠ُٝأُبدح ٖٓ 173هبٗ ٕٞأُشاكؼبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ ػِ ٠أٗ٣ " ٚذظَ اُشد
ثزوش٣ش ٌ٣زت ثوِْ ًزبة أُذٌٔخ اُز٣ ٢زجؼٜب اُوبػ ٢أُطِٞة سدٞ٣ ، ٙهؼ ٚاُطبُت ٗلغ ، ٚأِٚ٤ًٝ ٝ
أُلٞع ك ٚ٤ثز َ٤ًٞخبص ٣شكن ثبُزوش٣ش ٣ٝ ،جت إٔ ٣شزَٔ اُشد ػِ ٠أعجبثٝ ٚإٔ ٣شكن ثٓ ٚب هذ ٞ٣جذ ٖٓ
أٝسام أٓ ٝغز٘ذاد ٓئ٣ذ."ُٚ ٙ
0ػِ ٢ػٞع دغٖ:سد ٓٝخبطٔخ أػؼبء اُ٤ٜئبد اُوؼبئ٤خ.داس اُلٌش اُجبٓؼ ٢اإلعٌ٘ذس٣خ.اُطجؼخ
اُضبٗ٤خ .1444.ص.112 :
3ػجذ اُٛٞبة دٔٞد:اُٞع٤ؾ ك ٢اإلجشاءاد اُجضائ٤خ اٌُ٣ٞز٤خ.اُطجؼخ اُضبٗ٤خ.1455.ص.029:
545
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
بيذا الشكؿ يكوف حكميا ناقص التعميؿ ،وىذا ما جعؿ مف التشريع والفقو والقضاء أف
يشترط في ىذه الدفوع التي يدخؿ في نطاقيا الرد أف يكوف األخذ بيا مما يؤثر في الحكـ
نفسو ومنطوقو.1
وحتى إذا قمنا بأف نظاـ الرد يعتبر في حد ذاتو حؽ ،فإف ىذا الحؽ بطبيعة الحاؿ
يدخؿ في نطاقو حقوؽ التقاضي؛ ولذلؾ فإنو يعتبر مف الحقوؽ العامة ،التي ال يجوز
التنازؿ عنيا لمخالفتو النظاـ العاـ ،وىذا ماأكدت عميو المواثيؽ الدولية ،2والدساتير الوطنية.3
الفرع الثاني
تمييز الرد عن األنظمة المشابية لو
حيث لـ يقـ فقياء الشريعة اإلسالمية بالتفرقة بيف أسباب رد القاضي وأسباب عدـ
احدا عمى توافر أحد أسباب
أثر و ً
المشرع اإلماراتي ،بؿ أنيـ رتبوا ًا
ِّ الصالحية ،كما فعؿ
عدـ الصالحية ورد القاضي ،وىو بطالف الحكـ الصادر مف القاضي ،وذلؾ بيدؼ إبعاد
القاضي عف مواطف الشبيات.6
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٓ 1ذٔٞد ػِ ٢دٔٞدح:اُ٘ظش٣خ اُؼبٓخ ك ٢رغج٤ت اُذٌْ اُج٘بئ ٢كٓ ٢شادِ ٚأُخزِلخ .اُطجؼخ
األ.1449.٠ُٝص.902:
0ر٘ض أُبدح اُضبٓ٘خ ٖٓ اإلػالٕ اُؼبُُٔ ٢ذوٞم اإلٗغبٕ ػِ ٠أٗ ٌَُ " ٚشخض اُذن ك ٢إٔ ِ٣جؤ اُ٠
أُذبًْ إلٗظبك ٖٓ ٚأػٔبٍ ك ٚ٤اػزذاء ػِ ٠اُذوٞم األعبع٤خ اُز٘ٔ٣ ٢ذٜب ُ ٚاُوبٗٝ ،"ٕٞهذ ٗظذ أُبدح
اُؼبششح ٖٓ ٛزا إلػالٕ ػِ ٠أٗ ٌَُ" ٚاٗغبٕ اُذن ػِ ٠هذّ أُغبٝاح ٓغ ا٥خش ٖ٣ك ٢إٔ ر٘ظش هؼ٤ز ٚأٓب
ٓذٌٔخ ٓغزوِخ ٗضٜ٣خ ػبدُخ ٝػِ٘٤خ ُِلظَ ك ٢دوٞهٝ ٚاُزضآبر."ٚ
3ر٘ض أُبدح ٖٓ 91دعزٞس اإلٓبساد اُؼشث٤خ أُزذذح ػِ ٠أٗ ٌَُ" ٚاٗغبٕ إٔ ٣زوذّ ثبُشٌ ٟٞاُ ٠اُجٜبد
أُخزظخ ثٔب ك ٢رُي اُجٜبد اُوؼبئ٤خ ٖٓ آزٜبٕ اُذوٞم ٝاُذش٣بد أُ٘ظٞص ػِٜ٤ب كٛ ٢زا اُجبة".
9اُجبة اُضبٖٓ :ػذّ طالد٤خ اُوؼبح ٝسدٝ ْٛر٘ذ٤ز ٖٓ ْٜاٌُزبة األ ٍٝأُزؼِن ثبُزذاػ ٢أٓبّ أُذبًْ
أُٞاد ٖٓ 119اُ ٖٓ 109 ٠هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار.٢
7اُجبة اُضبٗٓ :٢خبطٔخ اُوؼبح ٝأػؼبء اُ٘٤بثخ اُؼبٓخ ٖٓ اٌُزبة اُضبٗ ٢أُزؼِن ثبجشاءاد ٝخظٓٞبد
ٓز٘ٞػخ .أُٞاد ٖٓ 145اُ ٖٓ 020 ٠هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار.٢
2اثٖ ػبثذ:ٖ٣دبش٤خ اثٖ ػبثذ. .ٖ٣اُجضء اُخبٓظ .د ٕٝرًش داس ٗشش.ص.922:
555
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعميو سنقوـ بتمييز رد القاضي عف غيره مف األنظمة المشابية لو وىي عدـ صالحية
القضاة (الفقرة األولى) وتنحيتيـ (الفقرة الثانية) ومخاصمتيـ (الفقرة الثالثة).
إذا كاف الرد ىو تمؾ اآللية التي تسمح ألطراؼ النزاع مف منع القاضي وصرفو عف
المشرع
ِّ نظر الدعوى المطروحة أمامو متى تحققت أسباب ذلؾ ،وىي أسباب أوردىا
اإلماراتي في المادة 115مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي ،فإف عدـ الصالحية
بخالؼ ذلؾ لعدة اعتبارات ،وىي كاآلتي:
ممنوعا مف النظر
ً أوال :إف توافر حالة أو حاالت عدـ الصالحية يجعؿ القاضي أصال
والفصؿ في النزاع المطروح عميو ،فبمجرد قياـ ىذه الحالة يوجب عمى القاضي التنحي
دوف الحاجة إلى طمب يقدمو أحد أطراؼ النزاع.
مطمؽ مما يعني سرياف عدـ الصالحية عمى المصاىرة في عموميا ،سواء أكانت قائمة أـ
انقضت ،كوف أف العبرة في المصاىرة ىي بأبعادىا النفسية واالجتماعية رغـ انقضائيا.1
إذا كاف لو أو لزوجتو خصومة قائمة مع أحد الخصوـ أو مع زوجتو :متى ما رفعت
دعوى أماـ القاضي ،وكانت ىناؾ خصومة أخرى أحد أطرافيا ىو القاضي أو زوجتو،
والطرؼ اآلخر فييا ىو المدعي أو المدعى عميو في الدعوى المرفوعة أماـ القاضي ،أو
زوجة أحدىما ،يعتبر القاضي غير صالح لنظر النزاع ،فسبب عدـ الصالحية ىنا ىو
وجود الخصومة األخرى ،والتي مف المؤكد أف تؤثر عمى حياديتو ونزاىتو ،2ولكف يتطمب
األمر أف تكوف ىذه الخصومة األخرى خصومة بالمعنى الحقيقي المتعارؼ عميو حيث ال
تكفي الشكوى ،كما يشترط أف تكوف ىذه الخصومة قد نشأت قبؿ قياـ الدعوى التي يعتبر
القاضي غير صالح لنظرىا فإذا انقضت قبؿ ذلؾ فال تكوف سببا لعدـ الصالحية ،3واف
كانت الخصومة التي انقضت يمكف أف تعتبر سببا لمرد إذا أدت إلى عداوة.4
وفاة الخصـ ،1ولكف إذا كاف اإلرث قد تـ قبؿ رفع الدعوى ،فال يكوف ىنالؾ مانع مف قياـ
القاضي بسماع ونظر الدعوى.2
إذا كاف لو ،أو لزوجتو ،أو ألحد أقاربو ،أو أصياره عمى عمود النسب ،أو لمف يكوف
وصيا أو قيما عميو ،مصمحة في الدعوى القائمة :فقد يكوف النزاع
ً ىو وكيال عنو أو
مرفوعا عمى أشخاص ال تربطيـ بالقاضي أية صمو قرابة ،ولكف
ً المطروح أماـ القاضي
المشرع
ِّ توجد ألحد أقاربو ،أو زوجتو ،أو لمقاضي مصمحة محققة مف ورائيا ،ىنا احتاط
بإدراج ىذه الحالة درًءا لكؿ مظنة في حيادية القاضي ونزاىتو وابعاده عف الشبيات ،ومثاؿ
ذلؾ أف تكوف الدعوى مقامة مف أحد المساىميف في شركة يساىـ فييا القاضي أو زوجتو
أو أحد أقاربو ،ويكوف مف شأف موضوع الدعوى أف يحقؽ ألحد مف ىؤالء مصمحة وأف
كانت غير ظاىرة ،3ويقصد بالمصمحة ىنا أف يتواجد القاضي ،أو زوجتو ،أو أحد أقاربو
في مركز قانوني يتأثر متى حكـ في الدعوى.4
إذا كاف بينو وبيف أحد قضاة الدائرة صمة ق اربة أو مصاىرة لمدرجة الرابعة ،وفي ىذه
الحالة يتنحى القاضي األحدث :ال يجوز أف يجمس في الدائرة الواحدة قضاة تربطيـ صمة
قرابة أو مصاىرة حتى الدرجة الرابعة ،فإذا وجدت ىذه الصمة بيف عضويف مف أعضاء
معا أقمية ،عمى القاضي األحدث أف يتنحى ،5والحكمة مف عدـ الصالحيةالدائرة ،ولو كانا ً
ىنا ضماف استقالؿ رأيو عند المداولة ،عدـ تأثر القاضي برأي قريبو أو صيره مما يحقؽ
حسف إعماؿ مبدأ تعدد القضاة.6
إذا كاف بينو وبيف ممثؿ النيابة العامة ػ أو المدافع عف أحد الخصوـ ػ صمة قرابة أو
مصاىرة لمدرجة الثانية :إف العمة مف ىذا النص ف ي الحالة األولى كي ال يتأثر القاضي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1سٓض ١ع٤ق:اُٞع٤ؾ ك ٢ششح هبٗ ٕٞأُشاكؼبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ.داس اُٜ٘ؼخ اُؼشث٤خ.اُطجؼخ
اُزبعؼخ.1452.ص.52:
0ػِ ٢ثشًبد:اُٞع٤ؾ ك ٢ششح هبٗ ٕٞأُشاكؼبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ.داس اُٜ٘ؼخ اُؼشث٤خ.اُطجؼخ
األ.0212.٠ُٝص.194:
ٓ 3ذٔذ ًٔبٍ أث ٞاُخ٤ش:هبٗ ٕٞأُشاكؼبد.داس أُؼبسف اُوبٛشح.اُطجؼخ اُخبٓغخ.1423.ص.955:
ٓ 9ذٔٞد ٓذٔذ ٛبشْ:هبٗ ٕٞاُوؼبء أُذٗ.٢أُشجغ اُغبثن.ص.032:
7ػِ ٢ػجذ اُذٔ٤ذ رشً:٢ششح هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ.أُشجغ اُغبثن.ص.52:
2كزذٝ ٢اُ:٢أُجغٞؽ ك ٢هبٗ ٕٞاُوؼبء أُذٗ.٢أُشجغ اُغبثن.ص.915:
553
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
عند سماع الدعوى المنظورة أمامو بآراء قريبو أو صيره مف ممثؿ النيابة العامة ،أو
محامي الدفاع عف أحد الخصوـ ،أما العمة في الحالة الثانية فيي الخوؼ مف حيادية
القاضي عند نظر الدعوى بسبب صمة القرابة القائمة ،وحتى ال يتخذ الخصوـ ىذه الحالة
ذريعة لمتحايؿ عمى قواعد القضاء أو بقصد منع أحد القضاة مف نظر نزاع معيف فيقوموف
بتوكيؿ ٍ
محاـ تقوـ بينو وبيف أحد القضاة ىذه القرابة أو المصاىرة.1
إذا كاف قد أفتى أو ترافع عف أحد الخصوـ في الدعوى أو كتب فييا ػ ولو كاف ذلؾ
قاضيا أو خبي ار ومحكما أو كاف قد أدى
ً قبؿ اشتغالو بالقضاء ػ أو كاف قد سبؽ لو نظرىا
شيادة فييا :إف السبب في عدـ الصالحية في ىذه الحالة ،أف القاضي قد سبؽ ونظر
الدعوى سابقا ،مما يجعؿ لو رأيا فييا أو توجد لو معمومات شخصية تتعارض مع ما
يشترط في القاضي مف صفاء الذىف وخموه عف موضوع الدعوى ليستطيع أف يوازف حجج
الخصوـ وزنا مجردا أخذا بأف إظيار الرأي قد يدعو إلى التزامو بما يتنافى مع حرية
العدوؿ عنو .والمقصود بسبؽ نظر القاضي لمدعوى ىو سبؽ نظرىا في درجة أو في
مرحمة أخرى ،فال يجوز لمف فصؿ في الدعوى ابتدائيا أف ينظرىا في مرحمة االستئناؼ،
ول يس مف نظر الدعوى فصؿ فييا في االستئناؼ أف يشترؾ في نظرىا مرة أخرى أماـ
محكمة النقض .وىذا ما أخذت بو المحكمة االتحادية العميا في جمسة 25مايو2111
عمى أنو "الرأي الذي يؤدي إلى عدـ صالحية القاضي لنظر الدعوى يمزـ أف تكوف ذات
القضية المطروحة ،إال أف ىذا المنع يمتد -وعمى ما ىو مقرر في قضاء ىذه المحكمة –
إلى حالة ما إذا كانت الخصومة في الدعوى الحالية مرددة بيف ذات الخصوـ ويستدعي
الفصؿ فييا اإلدالء بالرأي في نفس الحجج واألسانيد التي أثيرت في الدعوى السابقة بحيث
تعتبر الخصومة الحالية استم ار ار وعودا إلييا ،إال أف شرط ذلؾ أال يكوف الحكـ السابؽ
الذي اشترؾ ذات القاضي في إصداره قد حاز قوة األمر المقضي؛ إذ حيازة ىذا الحكـ
السابؽ قوة األمر المقضي فإنو يكوف ناؿ الحجية التي تعمو عمى كؿ االعتبارات ،وال يممؾ
القاضي في ىذه الحالة أف يخالؼ حجية ىذا القضاء .ومف ثـ ال يمنعو االشت ارؾ في
إصدار حكـ في خصومة سابقة مرددة بيف ذات الخصوـ ناؿ حجية األمر المقضي في
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ػِ ٢ثشًبد:اُٞع٤ؾ ك ٢ششح هبٗ ٕٞأُشاكؼبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ.أُشجغ اُغبثن.ص.173:
554
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
االشتراؾ في نظر واصدار حكـ خصومة تالية مرتبطة مرددة بيف ذات الخصوـ".1ولكف ال
يعتبر سببا لعدـ الصالحية إذا كاف القاضي قد أدلى برأيو في مؤلؼ عممي أو بحث قانوني.
إذا رفع دعوى تعويض عمى طالب الرد أو قدـ ضده بالغا لجية االختصاص:يعتبر
القاضي غير صالح لنظر النزاع متى رفع دعوى تعويض عمى مف طالب برده ،أو إذا قدـ
ضده بالغا لجية االختصاص ،كوف األمر يخرج في ىذه الحالة مف مجاؿ الرد إلى مجاؿ
الخصومة ،إذ يجعؿ القاضي مف نفسو خصما فعميا لطالب الرد.2
ثانيا :يعتبر عمؿ القاضي وقضاؤه باطال متى توافرت حالة أو حاالت عدـ الصالحية،
ولو اتفؽ الخصوـ عمى غير ذلؾ.3
وبناء عمى ما تقدـ ،يتضح لنا جميا أف الفرؽ بيف عدـ الصالحية ونظاـ الرد يكمف
في أف حاالت عدـ الصالحية تنتج أثرىا بصورة مباشرة أي بمجرد قياـ أحد حاالتيا ،سواء
طمب أطراؼ الدعوى منع القاضي مف نظر النزاع أو لـ يقدموا عمى ذلؾ ،بحيث إذا حكـ
القاضي في الدعوى كاف حكمو باطال ولو كاف باتفاؽ الخصوـ ،وجاز الطعف فيو بطرؽ
الطعف المقررة ،أما أسباب الرد فال تنتج أثرىا بشكؿ مباشر أي بقياـ إحدى حاالتيا ،حيث
يتطمب األمر مف الخصوـ تقديـ طمب بيدؼ منع القاضي مف النظر في النزاع ،غير أنو
إذا لـ يطمبوا منعو يكوف القاضي صالحا لنظر الدعوى ويقع حكمو فييا صحيحا.
بالرجوع إلى المادة 116مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي تنص عمى أنو "-1
إذا كاف القاضي غير صالح لنظر الدعوى أو قاـ بو سبب لمرد فعميو أف يخبر رئيس المحكمة
بذلؾ ،وفي حالة قياـ سبب لمرد فمرئيس المحكمة أف يأذف لمقاضي في التنحي ويثبت ىذا كمو
في محضر خاص يحفظ بالمحكمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٓ 1ظطل ٠أُز ٢ُٞه٘ذ:َ٣اُٞج٤ض ك ٢اُوؼبء ٝاُزوبػ.٢أُشجغ اُغبثن.ص.102:
0ػِ ٢ػجذ اُذٔ٤ذ رشً:٢ششح هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ.أُشجغ اُغبثن.ص.40:
3ر٘ض اُلوشح اُضبٗ٤خ ٖٓ أُبدح ٖٓ 119هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار٣ ٝ " ٢وغ ثبؽال ػَٔ اُوبػ٢
أ ٝهؼبإ ٙك ٢األدٞاٍ اُغبثوخ ُٞٝرْ ثبرلبم اُخظ."ّٞ
555
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
-2ويجوز لمقاضي حتى ولو كاف صالحا لنظر الدعوى ،ولو لـ يقـ بو سبب لمرد إذا
استشعر الحرج مف نظر الدعوى ألي سبب أف يعرض أمر تنحيو عمى رئيس المحكمة لمنظر
في إق ارره عمى التنحي.
-3واذا تحققت إحدى الحاالت السابقة في رئيس المحكمة قاـ بعرض األمر عمى مف
يقوـ مقامو".
وعميو يمكف القوؿ أف إجراءات الرد تختمؼ كثي ار عف التنحي ،وذلؾ في جوانب عدة
يمكف بيانيا فيما يمي:
المشرع اإلماراتي عمى ضرورة تقديـ طمب الرد إلى رئيس المحكمة التي
ِّ ثانيا :نص
يتبعيا القاضي مشموال بتوقيع الطالب نفسو أو وكيمو المفوض فيو عمى أف يرفؽ التوكيؿ
بالطمب ،ويجب أف يشتمؿ طمب الرد عمى أسبابو وأف يرفؽ بو ما يوجد مف األوراؽ المؤيدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ػِ ٢ػجذ اُذٔ٤ذ رشً:٢ششح هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ.أُشجغ اُغبثن.ص.133:
556
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو ،1وطمب الرد يتوجب تقديمو قبؿ تقديـ أية دفوع أو دفاع عف القضية واال سقط الحؽ
فيو ،إال أنو يجوز تقديـ طمب الرد متى حدثت أسبابو بعد ذلؾ متى ما أثبت طالب الرد عدـ
العمـ بيا .وفي جميع األحواؿ فإف حؽ الخصـ في طمب الرد قد يسقط في حاؿ عدـ تقديمو
قبؿ إقفاؿ باب المرافعة في أوؿ طمب رد مقدـ في الدعوى متى كاف قد أخطر بالجمسة
المحددة لنظره ،وكانت أسباب الرد قائمة ومعمومة لو حتى إقفاؿ باب المرافعة .2وعمى رئيس
المحكمة ،أو مف يقوـ مقامو في حالة تقديـ طمبات رد قبؿ إقفاؿ باب المرافعة في طمب الرد
األوؿ أف يحيؿ ىذه الطمبات إلى الدائرة ذاتيا المنظور أماميا الطمب لتقضي فييا جميعا
بحكـ واحد ،وينطؽ بالحكـ في طمب الرد في جمسة عمنية و يكوف غير قابؿ لمطعف.3
في حيف أ ف قرار التنحي يعتبر متروكا لضمير القاضي نفسو ،كما أف القرار الصادر
بالتنحي ال يرقى إلى درجة حكـ ،وانما يعتبر مجرد إجراء يتعمؽ بالنظاـ الداخمي وىذا ما
يستشؼ مف المادة 116مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي.
إضافة إلى ما سبؽ ،يمكف القوؿ إف جوىر االختالؼ بيف النظاميف الرد والتنحي ،واف
كانا يستيدفاف نفس النتيجة وىي ضماف حيادية القاضي عند نظر النزاع وضماف نزاىة
اء قضائيا،
األحكاـ الصادرة وصيانة حقوؽ المتقاضيف ،يكمف في أف نظاـ الرد يعتبر إجر ً
اء إداريا.
في حيف أف التنحي ال يتجاوز كونو إجر ً
الفقرة الثالثة :تمييز رد القاضي عن نظام المخاصمة
القضاة يخضعوف لمقواعد العامة في الدعاوى المدنية التي يكونوف طرفا فييا ،إال أف
القانوف قد أحاطيـ بعناية خاصة لحمايتيـ مف دعاوى المسؤولية التي قد ترفع عمييـ بسبب
الخطأ في أداء وظيفتيـ ،وذلؾ خشية مف أف تتعدد مثؿ ىذه الدعاوى سواء بحؽ أو بدوف
حؽ مف الخصوـ أماميـ مما يؤدي إلى زرع القمؽ والخوؼ في نفوس القضاة ،بؿ
وانشغاليـ بالدفاع عف أنفسيـ في الدعاوى المرفوعة عمييـ.4
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1اُلوشح األ ٖٓ ٠ُٝأُبدح ٖٓ 115هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار.٢
0أُبدح ٖٓ 115هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار.٢
3أُبدح ٖٓ 114هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار.٢
ٝ 9جذ ١ساؿتٓ:جبدة اُوؼبء أُذٗ. ٢هبٗ ٕٞأُشاكؼبد.داساُٜ٘ؼخ اُؼشث٤خ اُوبٛشح.اُطجؼخ اُضبُضخ
.0223ص.141:
555
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
لذلؾ نرى أف العديد مف التشريعات الحديثة قد قامت بوضع نظاـ خاص لمسؤولية
القضاة الوظيفية ،بحيث تحمي الخصوـ أنفسيـ مف أخطاء القضاة مف ناحية ،وتضمف
لمقضاة الطمأنينة في أداء عمميـ مف ناحية أخرى ،وقد أطمؽ عميو نظاـ مخاصمة القضاة.
والمخاصمة لغة كممة مأخوذة مف الخصومة ،والخصومة في المغة ىي :الجدؿ فيقاؿ
خاصمو خصاما ،واختصموا تخاصموا ،والجمع خصوـ وقد يكوف لالثنيف والجمع والمؤنث،
والخصيـ :المخاصـ.1
أما بشأف طبيعة دعوى مخاصمة القضاة فإنيا دعوى مدنية ترفع مف خصـ عمى
مطالبا إياه بالتعويض عف
ً قاض بغية مساءلتو عف األخطاء التي ارتكبيا عند نظر النزاع
األضرار الناتجة عف ىذا الخطأ .حيث يترتب عمى الحكـ بصحة دعوى المخاصمة بطالف
الحكـ أو العمؿ أو اإلجراء كنتيجة حتمية لثبوت ما وقع مف القاضي مف إخالؿ بواجبو.3
وعرفيا البعض بأنيا الوسيمة القانونية التي تتيح لمخصـ المطالبة بالتعويض المدني مف
القاضي أو عضو النيابة العامة ،وبإبطاؿ عممو القضائي في الحاالت التي حددىا القانوف.4
فمف خالؿ ما سبؽ يختمؼ نظاـ الرد كآلية أوجدىا القانوف لحماية حقوؽ المتقاضيف
المشرع بمنحيا لمخصوـ لرد القاضي
ِّ عف المخاصمة ،5كوف أف األوؿ يعتبرىا إمكانية قاـ
المشكوؾ في حياديتو عند نظر النزاع ،لمنعو مف السير في الدعوى ،6أما الثانية فإنيا دعوى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1اثٖ ٓ٘ظٞسُ :غبٕ اُؼشة .داس طبدس ُِطجبػخ ٝاُ٘شش ث٤شٝد.1442.
0ػِ ٢ػٞع دغٖ:سد ٓٝخبطٔخ أػؼبء اُ٤ٜئبد اُوؼبئ٤خ.اُطجؼخ األ.1455.٠ُٝص.30:
3أٓ٘٤خ اُ٘ٔش:هٞاٗ ٖ٤أُشاكؼبدٓ.ئعغخ اُضوبكخ اُجبٓؼ٤خ.1450.ص.173:
9عؼ٤ذ خبُذ اُششػج :٢أُٞجض ك ٢أط ٍٞاُوؼبء أُذٗٓ.٢شًض اُظبدم.0227.ص.145:
ٗ 7ظْ أُششع اإلٓبسارٓ ٢خبطٔخ اُوؼبح ٝأػؼبء اُ٘٤بثخ اُؼبٓخ ك ٢اُجبة اُضبٗ ٖٓ ٢اٌُزبة اُضبٗ٢
أُزؼِن ثبجشاءاد ٝخظٓٞبد ٓز٘ٞػخ أُٞاد ٖٓ 145اُ ٖٓ 020 ٠هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار.٢
2ػجذ اُؼض٣ض رٞك٤ن:ششح هبٗ ٕٞأُغطشح أُذٗ٤خ ٝاُز٘ظ ْ٤اُوؼبئ.٢اُجضء اُضبٗ.٢أٌُزجخ
اُوبٗ٤ٗٞخ.1447.ص.03:
558
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يرفعيا الخصـ المتضرر عمى القاضي المسئوؿ لمتعويض عف الضرر ،إذا وقع نتيجة حالة
المشرع في المادة 197مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي.1
ِّ مف الحاالت التي يحددىا
وىكذا ،فإذا كاف الرد يستيدؼ القاضي شخصيا ،وتبنى أسبابو عمى العالقات التي
تربطو بأطراؼ الدعوى أو بموضوعيا ،فإف المخاصمة كدعوى تنصب عمى عمؿ
القاضي ،وقد اعتبرىا بعض الفقو إلى أنيا مرافعة ضد القضاء ،تخوؿ لممتقاضي الذي
يدعي أنو تضرر لمحصوؿ عمى تعويض مف القاضي ،2باإلضافة إلى أف الفقرة الثانية مف
المادة 211مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي نصت عمى أنو:
" واذا قضى بصحة المخاصمة حكـ عمى القاضي أو عضو النيابة بالتضمينات
والمصروفات ،وببطالف تصرفو تكوف الدولة مسؤولة عما يحكـ بو مف التضمينات عمى
القاضي أو عضو النيابة وليا حؽ الرجوع عميو ،ويجوز التنفيذ عمييا مباشرة بالحكـ الصادر
في دعوى المخاصمة".
المشرع اإلماراتي
ِّ وعميو بالرجوع إلى النظاميف ،يالحظ أف الحاالت التي أجازىا
لمخاصمة القضاة وأعضاء النيابة العامة ،تعتبر أشد خطورة مف تمؾ التي أجاز فييا الرد،
حيث تتمحور خطورة حاالت المخاصمة كونيا تحمؿ اتياما مباش ار إلى الييئة القضائية
بارتكاب أفعاؿ شديدة الخطورة ،مثؿ الغش أو التدليس أو الخطأ الميني الجسيـ.
ليذه األسباب إذف تشددت أغمب التشريعات المعاصرة في تنظيـ إجراء المخاصمة،
وجعمت نظرىا يمر بمرحمتيف ،حيث تسمى المرحمة األولى بمرحمة قبوؿ الدعوى والثانية
بمرحمة الفصؿ فييا ،كما تشددت أيضا في حالة عدـ قبوؿ المخاصمة شكال أو رفضيا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ر٘ض أُبدح ٖٓ 145هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار ٢ػِ ٠أٗ " ٚرجٞص ٓخبطٔخ هؼبح أُذبًْ
االثزذائ٤خ ٓٝذبًْ االعزئ٘بف ٝأػؼبء اُ٘٤بثخ اُؼبٓخ ك ٢األدٞاٍ ا٥ر٤خ:
-ارا ٝهغ ٖٓ اُوبػ ٢أ ٝػؼ ٞاُ٘٤بثخ ك ٢ػِٜٔٔب ؿش أ ٝرذُ٤ظ أ ٝخطؤ ٓ ٢ٜ٘جغ.ْ٤
-ك ٢األدٞاٍ األخش٣ ٟوؼ ٠كٜ٤ب اُوبٗ ٕٞثٔغئ٤ُٞخ اُوبػٝ ٢اُذٌْ ػِ ٚ٤ثبُزؼ٣ٞؼبد".
0أدُٝق سُٞ٣ؾ:هبٗ ٕٞأُغطشح أُذٗ٤خ ك ٢ششٝح.رؼش٣ت ادس٣ظ ِٓ٘ٓ:ٖ٤شٞساد جٔؼ٤خ ر٘ٔ٤خ اُجذٞس
ٝاُذساعبد اُوؼبئ٤خٓ.طجؼخ أُؼبسف اُجذ٣ذح.اُشثبؽ.1442.ص.050:
555
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
لذا نعتقد أنو شتاف بيف النظاميف ػ ػ نظاـ الرد ونظاـ المخاصمة ػ ػ بحكـ الغاية مف كؿ
واحد منيما واألبعاد اإلجرائية الكامنة وراءه.
وعميو ،فما يمكف استخالصو بخصوص ىذا التمييز ىو أف نظاـ الرد يمكف أف نعتبره
إجراء وقائيا ،في حيف أف دعوى المخاصمة تعتبر دعوى مساءلة قبؿ أي شيء آخر.
المطمب الثاني
غير أف بياننا ألىـ الفروؽ التي تحسـ االختالؼ بيف ىذه األنظمة ،جعمنا نطرح
التساؤؿ الياـ والذي يتمحور حوؿ أىمية نظاـ الرد ونطاقو.
وعميو سنحاوؿ مف خالؿ ىذا المطمب إلى بياف أىمية نظاـ الرد (الفرع األوؿ) وتحديد
نطاقو (الفرع الثاني).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ر٘ض اُلوشح األ ٖٓ ٠ُٝأُبدح ٖٓ 021هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار ٢ػِ ٠أٗ " ٚارا هؼ ٠ثؼذّ
هج ٍٞأُخبطٔخ شٌال أ ٝسكؼٜب ٓٞػٞػب دٌْ ػِ ٠اُطبُت ثٔظبدسح اُزؤٓٓ ٖ٤غ اُزؼ٣ٞؼبد إٔ ًبٕ ُٜب
ٝج."ٚ
565
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفرع األول
أىمية الرد
لمرد أىمية تشريعية خاصة في قواعد قانوف اإلجراءات المدنية كونو إجراء يضمف
العالقة بيف القضاة وأطراؼ النزاع ،وىذه األىمية يمكف حصرىا في شكميف أحدىما متمثؿ
في حماية القاضي (الفقرة األولى) واآلخر يتعمؽ بحماية الخصوـ (الفقرة الثانية).
المشرع اإلماراتي بالنص عمى نظاـ الرد تحت آلية واجراءات خاصة في قواعد
ِّ قياـ
قانوف اإلجراءات المدنية ،كاف يستيدؼ مف وراء كؿ ذلؾ أال يترؾ القاضي ينظر في أي
نزاع يتـ رفعو إليو بشكؿ مطمؽ ،وانما وضع لو شروطا وحدد لو إجراءات يجب مراعاتيا
في كؿ نزاع عمى حدة .ومف بيف ىذه الشروط أف يحافظ عمى استقالليتو وحياديتو مف
جية ،وبث الطمأنينة والثقة إلى الخصوـ فيما يصدره مف أحكاـ مف جية أخرى.
وعمى ىذا األساس يؤكد بعض الفقو المقارف بأف تنحي القاضي عند قبوؿ طمب الرد
المقدـ ضده ال يقوـ عمى أساس الطعف في استقامتو أو ن ازىتو ،وانما يقوـ عمى أساس
مظنة ،أو احتماؿ أف ما يقضي بو ال يمتزـ فيو جادة الصواب.2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ر٘ض أُبدح ٖٓ 49اُذعزٞس اإلٓبسار ٢ػِ ٠أٗ " ٚاُؼذٍ أعبط أُِيٝ .اُوؼبح ٓغزوِ ٕٞال عِطبٕ ػِْٜ٤
ك ٢أداء ٝاججُ ْٜـ٤ش اُوبٗٝ ٕٞػٔبئش."ْٛ
0آدّ ٤ٛٝت اُ٘ذا :١ٝأُشاكؼبد أُذٗ٤خ .اُطجؼخ األ.0222 ٠ُٝص.72:
565
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
وبعبارة أخرى ،إ ف القانوف إذا كاف يمزـ القاضي بالحكـ في الدعوى ،وفؽ ما يقتنع بو،
مف وسائؿ اإلثبات المطروحة عميو أثناء نظر النزاع ،فإف قياـ إحدى أسباب الرد تجعمو
يتخمى عمى ىذا المبدأ ،لكي ال يحكـ حسب اعتقاده الشخصي أو ميولو ،وىذا ما قد يؤثر
عمى الحكـ الصادر الذي يمكف أف يتعرض إلى الطعف.1
وىذا يعني أف القاضي بإدراكو المسبؽ لما ىو ممقى عمى عاتقو مف توخي الصواب
وتحقيؽ العدالة ،يجب أف يتحرى الدقة في قضائو ،وذلؾ حتى ال يفصؿ فيما ىو معروض
عميو تحث تأثير عاطفة عارضة تتنافى مع إقناعو الذي يجب أف يتناسب عمى ما ىو
منصوص عميو في القانوف.
وبناء عمى ذلؾ ،فإف القاضي ال يمكف لو أف يحمي نفسو مف الخصوـ أثناء قياـ سبب
مف أسباب الرد ،وانما ىو ممزـ بمراعاة حقوؽ ىؤالء الخصوـ التي تضع حدا ليذه السمطة،
المشرع اإلماراتي أف يعتبر حؽ الرد مف الحقوؽ األساسية التي ترتبط بحؽ
ِّ وىذا ما جعؿ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٓ 1ذٔذ صً ٢أث ٞػبٓش :اإلصجبد ك ٢أُٞاد اُج٘بئ٤خٓ.ذبُٝخ كو٤ٜخ ٝػِٔ٤خ إلسعبء ٗظش٣خ ػبٓخ.داس اُجبٓؼخ
اُجذ٣ذح اإلعٌ٘ذس٣خ.0211.ص.052:
0ر٘ض أُبدح ٖٓ 115هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار ٢ػِ ٠أٗ " ٚارا هبّ ثبُوبػ ٢عجت ُِشد ٣ ُْٝز٘خ
جبص ُِخظْ سد٣ٝ ،ٙذظَ اُشد ثطِت ٣وذّ ُشئ٤ظ أُذٌٔخ اُز٣ ٢زجؼٜب اُوبػٞ٣ٝ ٢هؼ ٚاُطبُت ٗلغ ٚأٝ
ِٚ٤ًٝأُلٞع ك٣ٝ ٚ٤شكن اُز َ٤ًٞثبُطِت٣ٝ ،جت إٔ ٣شزَٔ ؽِت اُشد ػِ ٠أعجبثٝ ٚإٔ ٣شكن ثٓ ٚب ٞ٣جذ
ٖٓ األٝسام أُئ٣ذح ُ."....ٚ
3آدّ ٤ٛٝت اُ٘ذا :١ٝأُشاكؼبد أُذٗ٤خ.أُشجغ اُغبثن.ص.95:
565
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التقاضي ذاتو ،بحيث ال يمكف أف يسمـ القاضي مف ممارستيا بأي طريؽ مف الطرؽ إال
إذا تـ التنازؿ عنيا.1
وفي ىذا المعنى إشارة واضحة ،إلى أف أىمية نظاـ الرد بالنسبة لحماية القاضي مف
الخصوـ تكمف في تحقيؽ التوازف التشريعي بيف المحافظة عمى حؽ المتقاضيف ،في
المطالبة بتنحي القضاة الذيف تـ ردىـ عوضا عف السير في الدعاوى ،وبيف تقرير ضوابط
دق يقة يجعؿ ممارسة تقديـ طمب مف قبؿ أطراؼ الدعوى منوطة بتوافر الجدية ،وعدـ
العبث بغية الكيد أو عرقمة لمفصؿ في القضايا واإلساءة إلى القضاة مف جية أخرى.
إف اليدؼ األساسي مف النص عمى نظاـ الرد ،ىو حماية الخصوـ مف القاضي الذي
قد تتأثر حياديتو بشكؿ يؤدي الي ميولو أو االنحياز إلى طرؼ دوف آخر ،وذلؾ مف غير
مبرر سائغ في القانوف ،وىذا اليدؼ يرتبط أساسا بتمؾ السمطة التقديرية لمقاضي المبنية
المشرع المغربي أف يبرر
ِّ عمى قناعتو عند إصدار األحكاـ ،وىذا االقتناع ما يشترط فيو
القاضي م ا انتيى إليو في ق ارره أو حكمو ،ولكف متى تمسؾ باالستقاللية والحيادية ،أما إذا
شاب قضاءه ما يفيد عدـ الحيادية ،فإف اقتناعو عندئذ يكوف غير ذي قيمة قانونية.
المشرع اإلماراتي إلى النص عمى نظاـ الرد؛ وذلؾ لحماية أطراؼ الدعوى
ِّ وليذا سعى
مف أي تحكـ أو ميؿ أو تفضيؿ خصـ عمى آخر مف طرؼ القاضي الذي قد يفقد أحد
عوامؿ الثقة والحيادية في عممو ،نتيجة قياـ سبب مف أسباب الرد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٝ 1هذ أًذ اُوؼبء أُظش ١كٛ ٢زا اُظذد ثؤٕ "سد اُوبػ ٢دن ششع ُٔظِذخ أُزوبػ ٖ٤أٗلغ ْٜكِ ْٜإٔ
٣جبشش ٙٝأ٣ ٝز٘بصُٞا ػ٘ "ٚؽؼٖ سهْ .124ع٘خ 77م.جِغخ ٞٗ 17كٔجش .1455أٝسد ٙعؼ٤ذ أدٔذ
شؼِخ:هؼبء اُ٘وغ ك ٢اإلجشاءاد أُذٗ٤خ.0220.ص.523:
563
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
الحيادية ،ال بحسب ما يطرح عميو مف وقائع ووسائؿ إثبات أثناء سماع ونظر النزاع ،وىذا
ما يمكف أف يؤثر في عنصر التسبيب الذي قد ينعكس عمى منطوؽ الحكـ.1
ومف جانب آخر ،إننا إذا سممنا بأف طمب الرد المقدـ مف أطراؼ النزاع مف الطمبات
التي تتصؿ بحقوؽ الدفاع ،والذي قد يترتب عميو استبداؿ وتغيير القاضي إذا ما قاـ سبب
مف أسباب الرد ،فإف أىمية نظاـ الرد مف ىذا المنظور الفقيي تكمف في غاية ىامة،
تتمثؿ في اإلبقاء عمى التوازف لتحقيؽ العدالة بيف الخصوـ ،إلى جانب الحفاظ عمى ثقتيـ
في سير الدعوى بشكؿ عادؿ وحيادي .
واجماال ،فإنو يمكف حصر أىمية الرد بالنسبة لمخصوـ في نوعيف :أحدىما إجرائي
واآلخر موضوعي .فاألىمية اإلجرائية لمرد بخصوص حماية الخصوـ تكمف أساسا في
أمريف:
األمر األول :يتعمؽ بالشكؿ الذي يتطمبو القانوف عند تقديـ الطمب مف قبؿ أطراؼ
الدعوى،؛ ألنو وبدوف ىذا اإلجراء القانوني ال يمكف أف نعتبره وسيمة تشكؿ ضمانة لحقوقو
المشرع اإلماراتي لـ يعتبر نظاـ الرد مف النظاـ العاـ
ِّ مف القاضي الذي تـ رده ،خاصة وأف
الذي يمكف لممحكمة إثارتو مف تمقاء نفسيا متى عممت بقياـ إحدى أسبابو؛ ومف ثـ فإف
بياف طريقة تقديمو ،والشروط التي يجب أف يتوفر عمييا أثناء ىذا التقديـ تعتبر مف أىـ
الضمانات التي تجعؿ مف نفس الخصـ إخراج الدعوى المتمثمة بموضوع الرد مف يد القاضي
الذي تـ رده إلى يد قاض آخر أو ىيئة أخرى تمكف الخصوـ مف االطمئناف عمى األقؿ إلى
الجياز القضائي الذي كاف محؿ شؾ أو ريبة لدييـ في مرحمة ما قبؿ تقديـ ىذا الطمب.
األمر الثاني :إف الجية المرفوع إلييا طمب الرد تكوف ممزمة بالرد عمى مقدـ الطمب،
وذلؾ انطالقا مف كونو يعتبر مف حقوؽ الدفاع التي ال تصح الدعوى األصمية إال بيذا
الرد ،واال فإنيا تكوف باطمة بقوة القانوف.
أما بالنسبة لألىمية الموضوعية لنظاـ الرد في حماية أطراؼ الدعوى ،فيمكف حصرىا
في كوف التقاضي يعتبر حقا مف حقوؽ اإلنساف؛ ولذلؾ فإنو ال يمكف حمايتو مف تحكـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٓ 1ذٔذ صً ٢أث ٞػبٓش :اإلصجبد ك ٢أُٞاد اُج٘بئ٤خ.أُشجغ اُغبثن.ص.052:
564
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القضاة أو تعسفيـ إال عف طريؽ نظاـ الرد ،والذي أقرت بو مختمؼ التشريعات القانونية
الحديثة ،وذلؾ بيدؼ تدعيـ مبدأ ىاـ وساـ إال وىو مبدأ الحيادية الذي يجب عمى القاضي
أف يتمتع بو عف نظر الدعوى.
ولكف ىذا الحؽ يجب احترامو وعدـ إساءة استعمالو ،فيصبح وسيمة إلطالة أمد
التقاضي وتعطيؿ سير القضايا بدوف مبرر ،وذلؾ لما قد يؤدي إليو األمر مف إيذاء القضاة
في سمعتيـ وايذاء اآلخريف في حقوقيـ.1
الفرع الثاني
تحديد نطاق حق الرد
بالرجوع إلى القواعد القانونية لنظاـ الرد والمنظمة في قانوف اإلجراءات المدنية
اإلماراتي يمكف طمب رد القضاة (الفقرة األولى) و أعضاء النيابة العامة (الفقرة الثانية).
يسري حؽ الرد عمى القضاة ،ويقصد بالقضاة كؿ مف يتولى أعماؿ الوظيفة القضائية،
أي القضاة الذيف يتمحور دور وظيفتيـ في حسـ النزاعات والدعاوى ،وذلؾ بالكشؼ عف
الحؽ واسناده لصاحبو ،وارساء العدالة ،وتوفير الحماية لو ،وذلؾ بتوقيع الجزاء القانوني
عمى مف يتبي ف أنو قد اعتدى عميو وأخؿ بقاعدة القانوف .2فمف خالؿ دراسة المادة 115
مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي يستشؼ منيا ،أنيا شممت جميع القضاة سواء قضاة
المحكمة االبتدائية أو االستئنافية أو قضاة محكمة التمييز ،وبالتالي فالنص عاـ وشامؿ
ولـ يفرؽ بيف قضاة درجة وأخرى ،غير أنو وبدراسة المادة 122مف قانوف اإلجراءات
المدنية اإلماراتي يفيـ منيا أف طمب الرد يمكف أف يرد بخصوص أحد ،أو بعض أعضاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٓ 1ظطلٓ ٠جذٛ ١شجخ:سد ٓٝخبطٔخ اُوؼبح ٝأػؼبء اُ٘٤بثخ اُؼبٓخ ك ٢أُجبُ ٖ٤اُج٘بئ٢
ٝأُذٗ.٢أٌُزجخ اُوبٗ٤ٗٞخ.0227.ص.53:
0أدٔذ أث ٞاُٞكبء:اُزؼِ٤ن ػِٗ ٠ظٞص هبٗ ٕٞأُشاكؼبد٘ٓ.شؤح أُؼبسف اإلعٌ٘ذس٣خ.اُطجؼخ
اُغبدعخ.0222.ص.579-573 :
565
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
المحكمة التي تنظر الدعوى ،أو أف يمتد ليشمؿ جميع أعضاء ىذه المحكمة؛ سواء
المحكمة االبتدائية أو محكمة االستئناؼ.1
عمى أنني كباحث أرى أف قانوف اإلجراءات المدنية قد خال مف أي نص ينظـ مسألة
رد قضاة محكمة النقض ،مما يعني أف النص التشريعي يعتريو نقص ،ويستوجب مف
المشرع التدخؿ إلجراء تعديؿ عمى نص المادة 122مف قانوف اإلجراءات المدنية يسمح
ِّ
برد قضاة محكمة النقض ،وخاصة إذا تحولت ىذه المحكمة مف محكمة قانوف إلى محكمة
موضوع ،ويتطمب منيا الفصؿ في النزاع ،حتى تتماشى مع نص المادة 115مف قانوف
اإلجراءات المدنية اإلماراتي التي تنص عمى أنو " يجوز رد القاضي ألحد األسباب
اآلتية "...أي جميع القضاة بدوف استثناء.
وبالرجوع إلي بعض التشريعات المعاصرة نرى أنيا نصت عمى جواز رد مستشاري
المشرع المغربي مف خالؿ الفصؿ 298مف
ِّ محكمة النقض ػ فعمى سبيؿ المثاؿ ػ نرى أف
قانوف المسطرة المدنية نص عمى أنو يتوجب عمى أي قاض يعمـ بتوافر أحد أسباب
التجريح المعددة في الفصؿ 295أو أي سبب آخر لتنحيو أف يصرح بذلؾ:
" -لمرئيس األوؿ لمحكمة االستئناؼ إذا تعمؽ األمر برئيس محكمة ابتدائية.
-لقضاة الغرفة الذيف يحكموف معو إذا تعمؽ األمر بقاض مف محكمة النقض أو مفاالستئناؼ
-يتعيف عمى القضاة الموجو إلييـ التصريح أف يقرروا ما إذا كاف يتعيف عمى القاضي
المعني باألمر أف يتخمى عف الحكـ في القضية".
وكذلؾ باالطالع عمى التشريع المصري يتضح لنا مف خالؿ المادة 153مف قانوف
المرافعات المدنية والتجارية التي تنص عمى أنو "وتختص بنظر طمب رد أحد قضاة
المحاكـ الجزئية ،أو االبتدائية إحدى دوائر محكمة االستئناؼ التي تقع في دائرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ر٘ض أُبدح ٖٓ 100هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار ٢ػِ ٠أٗ -1" ٚارا ؽِت سد جٔ٤غ هؼبح أُذٌٔخ
االثزذائ٤خ ٝهؼذ ٓذٌٔخ االعزئ٘بف ثوج ٍٞؽِت اُشد أدبُذ اُذػُِ ٟٞذٌْ كٞٓ ٢ػٞػٜب آُ ٠ذٌٔخ
اثزذائ٤خ أخش.ٟ
ٝ -0ارا ؽِت سد جٔ٤غ هؼبح ٓذٌٔخ االعزئ٘بف أ ٝثؼؼ ْٜثذ٤ش ال ٣جو ٖٓ ٠ػذدٓ ْٛب ٌ٣لُِ ٠ذٌْ سكغ
ؽِت اُشد اُ ٠أُذٌٔخ األػِ ٠دسجخ ٜٓ٘ب كبٕ هؼذ ثوج ٍٞؽِت اُشد أدبُذ اُذػُِ ٟٞذٌْ كٞٓ ٢ػٞػٜب
آُ ٠ذٌٔخ اعزئ٘بك٤خ أخش."ٟ
566
خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ٤ٕٗ االجشاءاد أُذٞٗء هبٞ ػ٠ ُشد اُوؼبح ك٠ٗٞٗاُ٘ظبّ اُوب
وتختص بنظر رد.اختصاصيا المحكمة االبتدائية التي يتبعيا القاضي المطموب رده
أو بمحكمة، أو بمحكمة النقض دائرة بمحكمة االستئناؼ،المستشار بمحكمة االستئناؼ
." حسب األحػواؿ غير الدائرة التي يكوف المطموب رده عضواً فيو،النقض
أما بالنسبة إلى التشريع الفرنسي فنالحظ أنو بالرجوع إلى قانوف المرافعات المدنية لـ
ولكف بالرجوع إلى قانوف المرافعات الجنائية،يحدد بدقة جواز رد مستشاري محكمة النقض
وىذا ما،المشرع لـ يقـ باستثناء أي قاض أو مستشار مف نظاـ الرد
ِّ الفرنسي نرى بأف
.1 مف قانوف المرافعات الجنائية668 نصت عميو صراحة المادة
565
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
المدنية اإلماراتي عمى أنو" :تسري القواعد المنصوص عمييا في قانوف المحكمة االتحادية
العميا في شأف رد رئيسيا وقضاتيا" .وبالرجوع إلى القانوف المنظـ لممحكمة االتحادية العميا
رقـ 11لسنة 1973نجد أف المادة 34منو تنص عمى أنو "ال يجوز رد رئيس أو قضاة
المحكمة العميا".
والمالحظ أف مسألة عدـ جواز رد رئيس أو قضاة المحكمة العميا أثارت نقا ًشا
مستفيضا مف طرؼ بعض فقياء القانوف الذيف اعتبروا أف مسألة عدـ استطاعة الخصـ أف
ً
يطعف في الحكـ بالبطالف بسبب وجود سبب مف أسباب الرد فإنو مخالفًا لممبادئ
الدستورية؛ ألنو يمنع احتراـ قاعدة أساسية مف قواعد العدالة الطبيعية ىي قاعدة القاضي
المحايد ،بينما يرى اتجاه آخر أف المادة 34مف القانوف المنظـ لممحكمة االتحادية العميا
رقـ 11لسنة 1973صريحة وواضحة بأنو ال يجوز رد رئيس أو قضاة المحكمة العميا،
ومف المسممات أنو ال اجتياد مع النص ،خاصة وأف المادة 123مف قانوف اإلجراءات
المدنية اإلماراتي قد أكدت أيضا ىذا األمر ،حيث قررت أف تسري القواعد المنصوص
عمييا في قانوف المحكمة االتحادية العميا في شأف رد رئيسيا وقضاتو ،وفي ىذا الصدد
يشير الدكتور عاشور مبروؾ عمى أنو " إذا كاف البعض يرى أف المخرج مف ذلؾ األمر
المشرع بإعماؿ أحكاـ
ِّ ىو الدفع بعدـ الدستورية ،فإننا نعتقد أف الحؿ األمثؿ ىو تدخؿ
العدالة المطمقة وبالتالي تنظيـ خضوعيـ ألحكاـ الرد عمى غرار النظاـ المصري".1
وكباحث أرى أىمية إعادة النظر في مسألة استثناء رئيس وقضاة المحكمة العميا مف
قاصر ليحمي أطراؼ الدعوى مف
ًا نظاـ الرد ،وخاصة أف اليدؼ مف تنظيميا لـ يكف
المشرع اإلماراتي سعى مف خالؿ النص عمى نظاـ
ِّ القاضي المشكوؾ في حياديتو ،بؿ إف
الرد حماية القاضي نفسو ،وذلؾ بإبعاده عف النظر في الدعوى متى توافر سبب مف
أسبابيا بغية الحفاظ عمى حياديتو وعدـ التأثر بعواطفو .فالقضاة ميما اختمفت درجاتيـ
تبقى ليـ وظيفتيـ األساسية وميمتيـ السامية والمتمثمة بالفصؿ في الخصومات ،وبالتالي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ػبشٞس ٓجشٝى:دساعبد ك ٢هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ ُذُٝخ اإلٓبساد اُؼشث٤خ ٝكوب ألدذس اُزؼذ٣الد
اُزشش٣ؼ٤خ ٝاُزطج٤وبد اُوؼبئ٤خ (هٞاٗ ٖ٤أُشاكؼبد) دساعخ ٓوبسٗخ ثبُشش٣ؼخ اإلعالٓ٤خ.اٌُزبة
األ.ٍٝأًبد٤ٔ٣خ ششؽخ دث.٢اُطجؼخ اُضبٗ٤خ .0217ص.152:
568
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتعي ف مف وجة نظري أولوية وأىمية إحاطة رئيس وقضاة المحكمة العميا بكافة ضمانات
نظاـ الرد لمنع التشكيؾ في حياديتيـ وابعادىـ عف مواطف الشبيات.
يطمؽ مصطمح النيابة العامة في النظاـ القضائي عمى فئة مف أعواف القضاء ،ويطمؽ
عميي ـ في بعض األحياف بالقضاء الواقؼ ،حيث ليـ دور أساسي في عمميو التحقيقات،
ومف ثـ إقامة الدعوى عمى مف يكشؼ ضموعو في ارتكاب الجريمة ،سواء كاف فاعال
أصميا أو شريكا أو مساعدا ،لتطبؽ عميو العقوبة المقررة في قانوف العقوبات.1
وقد تولى قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي تحديد تدخؿ النيابة العامة في القضايا
المدنية في المواد مف 61إلى ،69وتبعا لذلؾ فيي قد تكوف طرفا أصميا في النزاع عندما
تكوف مدعية ،كما يمكف أف تتدخؿ كطرؼ منضـ.
وبناء عمى كؿ ما تقدـ ،يجوز طمب رد أعضاء النيابة العامة إذا كانت طرفا منضما
في الدعوى المدنية ،وقاـ سبب مف أسباب الرد المنصوص عمييا في المادتيف 114
و 115مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي في حؽ العضو .2إذ قد يخشى أف يكوف
ألقواؿ النيابة العامة التي تبدييا بيذه الصفة في القضايا التي تبمغ إلييا تأثير في قناعة
ورأي القضاة عند إصدار األحكاـ .ومما ال شؾ فيو أف ىذا القدر يكفي لتبرير رد عضو
النيابة العامة متى قاـ سبب مف أسباب الرد المقررة قانونا ،أما إذا كانت النيابة العامة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ػجذ اُٞادذ اُؼِٔ :٢ششٝح ك ٢اُوبٗ ٕٞاُجذ٣ذ أُزؼِن ثبُٔغطشح اُج٘بئ٤خ.اُجضء األٓ.ٍٝطجؼخ اُ٘جبح
اُجذ٣ذح.اُطجؼخ األ .0222 .٠ُٝص.53:
0ر٘ض أُبدح ٖٓ 109هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار ٢ػِ ٠أٗ " ٚرزجغ اُوٞاػذ ٝاإلجشاءاد أُزوذٓخ
ػ٘ذ سد ػؼ ٞاُ٘٤بثخ اُؼبٓخ ارا ًبٗذ ؽشكب ً ٓ٘ؼٔب ً ثغجت ٖٓ األعجبة أُ٘ظٞص ػِٜ٤ب ك ٢أُبدرٖ٤
(.")117( ٝ )119
565
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
تدخمت في الدعوى باعتبارىا طرفا أصميا فال يجوز ردىا ألنيا تكوف خصما ،1والقاعدة أف
الخصـ ال يممؾ رد خصمو.2
واذا كنا نرى أف ىذا االتجاه غير محموؿ عمى الصواب ،فإننا نعتقد برجحاف وصواب
الرأي السائد في الفقو ،والذي يرى أىمية النص عمى إمكانية رد أعضاء النيابة العامة،
سواء كاف تدخميا أصميا أو منضما؛ وذلؾ ألف النيابة العامة عندما تتدخؿ ال تتصرؼ
بوصفيا خصما موضوعيا ،إنما تتصرؼ باعتبارىا خصما إجرائيا ،وىي في جوىرىا مف
األجيزة القائمة عمى سيادة القانوف حيث يعتبروف مف القضاء الواقؼ ومف أىـ أعواف
تجب مساواتيـ القضاة؛ لذلؾ وجب ضماف حياديتيـ ونزاىتيـ وموضوعيتيـ؛ وليذا
بالقضاة في جواز ردىـ ،أما القوؿ بأف النيابة العامة خصـ الخصـ ال يجوز رده ،فيذا
مردود عميو بأف الرد ال يكوف لمنيابة العامة وانما لممثميا القانوني إذا ثار شؾ في حياديتو
وميولو إلى أحد أطراؼ النزاع ،أما القوؿ بأف رأي النيابة العامة غير ممزـ لممحكمة ،يمكف
الرد عميو بأنو صحيح ولكف قد يكوف لو تأثير بالغ عمى القاضي وعمى قناعتو عند إصدار
الحكـ.3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ر٘ض أُبدح ٖٓ 21هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار ٢ػِ ٠أٗ " ٚكٔ٤ب ػذا اُذػب ٟٝأُغزؼجِخ ٣جت
ػِ ٠اُ٘٤بثخ اُؼبٓخ إٔ رزذخَ ك ٢اُذبالد اُزبُ٤خ ٝاال ًبٕ اُذٌْ ثبؽالً-:
-1اُذػب ٟٝاُز٣ ٢جٞص ُٜب إٔ رشكؼٜب ث٘لغٜب.
-0اُطؼٝ ٕٞاُطِجبد أٓبّ أُذٌٔخ االرذبد٣خ اُؼِ٤ب ثبعزض٘بء ؽؼ ٕٞاُ٘وغ ك ٢أُٞاد أُذٗ٤خ.
-3اُذػب ٟٝاُخبطخ ثؼذ ٢ٔ٣األ٤ِٛخ ٗٝبهظٜ٤ب ٝاُـبئجٝ ٖ٤أُلوٞد.ٖ٣
-9اُذػب ٟٝأُزؼِوخ ثبألٝهبف اُخ٤ش٣خ ٝاُٜجبد ٝاُٞطب٣ب أُشطٞدح ُِجش.
-7دػب ٟٝسد اُوؼبح ٝأػؼبء اُ٘٤بثخ ٓٝخبطٔز.ْٜ
ًَ -2دبُخ أخش٘٣ ٟض اُوبٗ ٕٞػِٝ ٠جٞة رذخِٜب ك."ٚ٤
0ػِ ٢ػجذ اُذٔ٤ذ رشً:٢ششح هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ(ٝكوب ُِوبٗ ٕٞاالرذبد ١سهْ ُ 11غ٘خ 1440
ٝاُوٞاٗ ٖ٤أٌُِٔخ ٝأُؼذُخ ُ.)ٚأُشجغ اُغبثن.ص.111:
3ػِ ٢ػٞع دغٖ:سد ٓٝخبطٔخ أػؼبء اُ٤ٜئبد اُوؼبئ٤خ.أُشجغ اُغبثن.ص.112ٝ124:
575
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الثاني
أسباب رد القضاة
يعتبر القاضي العمود الفقري ألي مؤسسة قضائية ،بؿ ىو جوىر ىذا النظاـ ،إذ عميو
يقع ضماف وعبء تحقيؽ الحماية القضائية وتحقيؽ العدؿ بيف األطراؼ المتخاصميف.1
وعميو ،ضمانا لنزاىة القضاء وابعاده عف مواطف الشبيات والحرج ،وبعثا لمثقة في
المشرع اإلماراتي عمى غرار باقي التشريعات المقارنة إلى تبني
ِّ نفوس المتقاضيف عمد
نظاـ الرد ،الذي يعتبر مف منظور العديد مف الفقياء آلية إجرائية تخوؿ أطراؼ الدعوى
الحؽ في طمب إبعاد القاضي المشكوؾ في حياديتو عف نظر النزاع.
المشرع اإلماراتي
ِّ وبالرجوع إلى المادة 115مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي ،نجد
يحدد األسباب التي يمكف لمخصوـ بناء عمييا رد القاضي ،وىي أسباب تعود إما إلى عالقة
ج
القاضي فعال أو حكما بالدعوى المعروضة عميو أو إلى عالقتو بخصوميا ودا أو عداوة.
" -1إذا كاف لو أو لزوجو دعوى مماثمة لمدعوى التي ينظرىا أو إذا جدت ألحدىما
خصومة مع أحد الخصوـ أو مع زوجو بعد قياـ الدعوى المطروحة عمى القاضي ما لـ
تكف ىذه الدعوى قد أقيمت بقصد رده عف نظر الدعوى المطروحة عميو.
-2إذا كاف لمطمقتو التي لو منيا ولد أو ألحد أقاربو أو أصياره عمى عمود النسب
خصومة قائمة أماـ القضاء مع أحد الخصوـ في الدعوى أو مع زوجو ما لـ تكف ىذه
الخصومة قد أقيمت بعد قياـ الدعوى المطروحة عمى القاضي بقصد رده.
-3إذا كاف أ حد الخصوـ يعمؿ عنده أو كاف قد اعتاد مؤاكمة أحد الخصوـ أو
مساكنتو أو كاف قد تمقى منو ىدية قبؿ رفع الدعوى أو بعده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ػٞع أدٔذ اُضػج:٢اُٞج٤ض ك ٢هبٗ ٕٞأط ٍٞأُذبًٔبد أُذٗ٤خ األسدٗ .٢أُشجغ اُغبثن .ص.71:
555
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
-4إذا كاف بينو وبيف أحد الخصوـ عداوة أو مودة يرجح معيا عدـ استطاعتو الحكـ
بغير ميؿ.
والجدير بالذكر ،أف ىذه األسباب قد وردت عمى سبيؿ الحصر؛ لذا ال يجوز التوسع
في تفسيرىا أو القياس عمييا؛ وذلؾ لخطورة النتائج المترتبة عمى ىذا األمر ،والمتمثمة في
تعطيؿ سير إجراءات التقاضي ،واتاحة الفرصة لسيئي النية لمتحرش بالقضاة والنيؿ مف
سمعتيـ ونزاىتيـ.
وبناء عمى ما سبؽ ،سنحاوؿ التطرؽ إلى أسباب تعود لعالقة القاضي بالدعوى
المعروضة عميو (المطمب األوؿ) و أسباب تعود لعالقة القاضي بأطراؼ الدعوى
المعروضة عميو (المطمب الثاني).
المطمب األول
المادة 115مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي قامت ببياف األسباب التي تؤدي
إلى رد القاضي ،وىي أسباب تقوـ في جانب منيا عمى قياـ مصمحة لمقاضي أو لزوجو
في النزاع الذي يقوـ بنظره(الفرع األوؿ) ،أو عندما يكوف قد سبؽ ألحد الخصوـ أف اختاره
محكما في قضية سابقة(الفرع الثاني).
يقصد بالمصمحة ىنا ،أف يكوف القاضي أو زوجو في مركز قانوني يتأثر بالحكـ
الصادر في الدعوى ،1ويكوف لمقاضي أو لزوجتو مصمحة شخصية مباشرة في النزاع مف
خالؿ الدعوى التي يقوـ برفعيا أحد المساىميف في شركة يساىـ القاضي أو زوجو فييا،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أدٔذ ِٓ٤ج:٢اُزؼِ٤ن ػِ ٠هبٗ ٕٞأُشاكؼبد ثآساء اُلوٝ ٚاُظ٤ؾ اُوبٗ٤ٗٞخ ٝأدٌبّ اُ٘وغ.اُجضء
اُضبٌٗٓ.٢زجخ داس اُٜ٘ؼخ اُؼشث٤خ .0222.ص.573:
575
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما تتحقؽ كذلؾ مصمحة القاضي أو زوجتو في الحالة التي يكوف إنجاز بيع العقار
موضوع النزاع في ممؾ زوجو أو أحد أصولو أو فروعو ،وكاف مف المنتظر أف يعود ىذا
العقار إليو باإلرث ،فينا يسعى القاضي إلى محاولة تضخيـ األمواؿ التي ينتظر أف تؤوؿ
إليو ،أو قد تعمد إلى استرضاء المورث حتى ال يتعرض القاضي لمحرماف مف اإلرث ،وىذا
ما يصطمح عميو بمظنونة اإلرث.
د -إذا كاف لو أو لزوجتو أو ألحد أقاربو أو أصياره عمى عمود النسب أو لمف يكوف
ىو وكيال عنو أو وصياً أو قيماً عميو مصمحة في الدعوى القائمة ".
وباإلضافة إلى ما سبؽ تتحقؽ مصمحة القاضي أو زوجو ،إذا كاف المدعي أو المدعى
عميو في الدعوى قد أوصى لمقاضي أو زوجو بالعقار موضوع النزاع بعينو ،أو أوصى ألي
منيما في مجموع ما يممؾ ،غير أف األمر ال يكوف كذلؾ ،أي أننا ال نكوف بصدد أية
مصمحة لمقاضي في الدعوى أو لزوجو ،إذا ما عرض عميو نزاع يكوف طرفا فيو تنظيـ
نقابي يعتبر زوج القاضي عضوا فيو.1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
Serge Guinchard :Droit et pratique de la procédure civile. Dalloz. .P : .
553
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
والمالحظ أننا يمكف أف نتممس ونستشؼ وجود مصمحة لمقاضي أو لزوجو في النزاع،
المشرع اإلماراتي في البنديف األوؿ والثاني مف المادة 115
ِّ وذلؾ مف خالؿ ما نص عميو
مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي التي تنص عمى أنو " يجوز رد القاضي ألحد
األسباب اآلتية:
-1إذا كاف لو أو لزوجو دعوى مماثمة لمدعوى التي ينظرىا أو إذا جدت ألحدىما
خصومة مع أحد الخصوـ أو مع زوجو بعد قياـ الدعوى المطروحة عمى القاضي ما لـ
تكف ىذه الدعوى قد أقيمت بقصد رده عف نظر الدعوى المطروحة عميو.
-2إذا كاف لمطمقتو التي لو منيا ولد أو ألحد أقاربو أو أصياره عمى عمود النسب
خصومة قائمة أماـ القضاء مع أحد الخصوـ في الدعوى أو مع زوجو ما لـ تكف ىذه
الخصومة قد أقيمت بعد قياـ الدعوى المطروحة عمى القاضي بقصد رده".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٓ 1ذٔذ ٝػجذ اُٛٞبة اُؼشٔب:١ٝهٞاػذ أُشاكؼبد ك ٢اُزشش٣غ أُظشٝ ١أُوبسٕ.اُجضء األٌٓ.ٍٝزجخ
األدة.اُوبٛشح .1475 .ص.324:
0اثشاٗ ْ٤ٛج٤ت عؼذ:اُوبٗ ٕٞاُوؼبئ ٢اُخبص.اُجضء األ٘ٓ.ٍٝشؤح أُؼبسف اإلعٌ٘ذس٣خ.اُطجؼخ
األ.1453.٠ُٝص.050:
574
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخصومة الجديدة :فتفترض ىذه الحالة وجود دعوى مرفوعة بالفعؿ أماـ القضاء
ويكوف أطرافيا القاضي أو زوجو مف جية ،وأحد أطراؼ الدعوى األولى أو زوجتو؛ فيذه
الخصومة الجديدة ىي سبب رد القاضي عف نظر الخصومة األولى والحكـ فييا ،حيث
يشترط لتحقؽ ىذا السبب توافر شرطيف:1
أ) أف تنشأ الخصومة الجديدة بعد قياـ الخصومة األولى ،فإف كانت سابقة ليا اعتبرت
سببا لعدـ الصالحية.
ب) أف ال يكوف اليدؼ مف وراء إنشاء الخصومة التي أقيمت ،سواء مف الخصـ أو
زوجتو ضد القاضي أو زوجتو ،إبعاد القاضي مف نظر النزاع المطروح أمامو؛ وذلؾ حتى
ال يتخذ الخصوـ مف حؽ الرد وسيمة لإلساءة والتالعب والتحايؿ عمى القانوف بغية إقصاء
القاضي بغير مسوغ مشروع عف نظر النزاع.
خصومة مطمقة القاضي أو قريبو مع أحد الخصوم :تفترض ىذه الحالة وجود
دعوى مطروحة بالفعؿ أماـ القاضي ،ووجود دعوى أخرى مقامة في الوقت نفسو أماـ
القضاء أطرافيا ،مطمقة القاضي التي لو منيا ولد أو أحد أقاربو أو أصياره عمى عمود
النسب مف جية ،وأحد أطراؼ الدعوى األولى أو زوجتو مف جية أخرى .فسبب رد
القاضي عف نظر الخصومة المطروحة عميو ،ىو ىذه الخصومة األخرى ،ويشترط لتوافر
ىذا السبب أف تكوف ىذه الخصومة األخرى خصومة حقيقية ،وأف ال تكوف قد أقيمت بقصد
رد القاضي ،ويترؾ تقدير وجود أو عدـ وجود ىذا القصد لممحكمة التي تنظر طمب الرد.
حيث يستوي أف تكوف ىذه الدعوى سابقة أو الحقة عمى الدعوى المطروحة عمى
القاضي .2وحكمة الرد في ىذه الحالة ىي أف الصمة القائمة بيف القاضي ومطمقتو التي لو
منيا ولد ،إنما ىي صمة يخشى فييا الخصـ عدـ حيادية القاضي وعدالتو ،عمما بأف القرابة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٓ 1ذٔذ ًٔبٍ أث ٞاُخ٤ش:هبٗ ٕٞأُشاكؼبد.داس أُؼبسف.اُوبٛشح.اُطجؼخ اُخبٓغخ .1423ص.940
0أٓ٘٤خ اُ٘ٔش:هٞاٗ ٖ٤أُشاكؼبد.اٌُزبة األ٘ٓ.ٍٝشؤح أُؼبسف.اإلعٌ٘ذس٣خ.1450.ص.124:
555
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
مع القاضي قد تكوف مصدر ود وثيؽ أو بغض عميؽ ،وكمتا العاطفتاف مف شأنيما إخراج
القاضي عف الحياد الذي يفترض أف يتمتع بو لتكويف قناعتو واصدار الحكـ بشكؿ عادؿ.1
المشرع اإلماراتي بما يفيد ىذا السبب في البند الخامس مف المادة 115مف
ِّ عبر
قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي عندما نص عمى أنو "إذا كاف أحد الخصوـ قد اختاره
محكماً في قضية سابقة".
وجدير بالتذكير ،أف ىذا البند يتوافؽ مع ما سنتو أغمب التشريعات المقارنة بخصوص
ىذه المسألة ،2حيث يكمف مضموف ىذا السبب إلى أف القاضي قد سبؽ لو أف كاف
محكما في النزاع ،وذلؾ قبؿ انخراطو بالعمؿ في المؤسسة القضائية ،وعند انخراطو بالسمؾ
القضائي عرضت عميو القضية التي سبؽ لو أف كاف محكما فييا؛ فالغاية ىنا مف قياـ سبب
الرد أف القاضي سيميؿ في قضائو إلى جانب مف حاز عمى حكـ التحكيـ ،بؿ وقد يحكـ
بناء عمى معمومات سابقة قد تكونت لديو خالؿ عممو كمحكـ و قبؿ العمؿ في سمؾ القضاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٓ 1ذٔذ ٝػجذ اُٛٞبة اُؼشٔب:١ٝهٞاػذ أُشاكؼبد ك ٢اُزشش٣غ أُظشٝ ١أُوبسٕ.اُجضء اُضبٌٗٓ .٢زجخ
األدة.اُوبٛشح .1475 .ص.133:
0ر٘ض أُبدح ٖٓ 102أط ٍٞأُذبًٔبد أُذٗ٤خ اُِج٘بٗ ٢ػِ ٠أٗ٣" ٚجٞص ُِخظ ّٞأ ٝأدذ ْٛإٔ ٣شد
اُوبػ ،٢ارا ًبٕ هذ عجن ُ ٚإٔ ٗظش اُذػ ٟٞهبػ٤ب أ ٝخج٤شا أٓ ٝذٌٔب أً ٝبٕ هذ أد ٟشٜبدح كٜ٤ب".
٘٣ -ض اُج٘ذ اُخبٓظ ٖٓ اُلظَ ٖٓ 047هبٗ ٕٞأُغطشح أُذٗ٤خ أُـشث ٢ػِ ٠أٗ" ٚارا هذّ اعزشبسح أٝ
ساكغ أً ٝبٕ ؽشكب ك ٢اُ٘ضاع أٗ ٝظش كً ٚ٤ذٌْ أ ٝأدُ ٠ك ٚ٤ثشٜبدح".
ٝ -كٗ ٢لظ االرجب٣ ٙوؼ ٢أُششع اُلشٗغ ٢ك ٢اُلظَ ٖٓ 391هبٗ ٕٞأُشاكؼبد أُذٗ٤خ ثٔب :٢ِ٣
« Sauf disposition particulière, la récusation d'un juge est admise pour les causes
prévues par l'article L. - du code de l'organisation judiciaire ».
-ثبُشجٞع اُ ٠أُبدح ٓ ٖٓ 2-111ذٗٝخ اُز٘ظ ْ٤اُوؼبئ ٢اُلشٗغٗ ٢جذٛب ر٘ض ػِ ٠أٗ:ٚ
« Sous réserve de dispositions particulaires à certaines juridictions , la récusation
d’un juge peut être demandée :
-S’il a précédemment connu de l’affaire comme juge ou comme arbitre ou s’il a
conseillé l’une des parties ; ».
576
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطمب الثاني
باإلضافة إلى األسباب التي تعود لعالقة القاضي بموضوع النزاع المطروح عميو،
حددت المادة 115مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي أسبابا أخرى ،يكوف لمقاضي
صمة قوية بأحد الخصوـ(الفرع األوؿ) أو ارتباطو بعداوة بأطراؼ النزاع أو برابطة
المودة(الفرع الثاني).
ال تكفي أي صمة بيف القاضي وأحد أطراؼ الدعوى لكي يقوـ سبب مف أسباب الرد،
وانما يمزـ أف تتخذ ىذه الصمة مظاىر معينة ىي:1
إذا كان أحد الخصوم خادما لمقاضي :ويقصد بمفظ الخادـ لمف تربطو بالقاضي
رابطة تبعية ،2حيث يتسع ىذا المفظ ليشمؿ كؿ مف يستخدمو القاضي بأجر ،ومثاؿ ذلؾ
الوكيؿ والكاتب والسكرتير والعامؿ والبواب والمحصؿ وناظر الزراعة ،إال أنو ال يمتد إلى
المقاوؿ و المستأجر أو الميندس أو الطبيب.3
إذا كان القاضي قد اعتاد مؤاكمة أحد أطراف الدعوى :أي معاودة وتكرار
المشاركة في الطعاـ وذلؾ عمى مائدة واحدة ،حيث يمكف أف يكوف مف قاـ بالدعوة القاضي
أو الخصـ أو حتى الغير ،كما قد يكوف المكاف الخاص لتناوؿ الطعاـ منزؿ القاضي أو
أحد الخصوـ أوقد يكوف في الخارج.4
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أشبس أُششع اإلٓبسار ٢اُٛ ٠زا اُغجت ك ٢اُج٘ذ اُضبُش ٖٓ أُبدح ٖٓ 117هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ
اإلٓبسار ٢دٔ٘٤ب ٗض ػِ ٠أٗ " ٚارا ًبٕ أدذ اُخظ٣ ّٞؼَٔ ػ٘ذ ٙأً ٝبٕ هذ اػزبد ٓئاًِخ أدذ اُخظ ّٞأٝ
ٓغبً٘ز ٚأً ٝبٕ هذ رِوٛ ٚ٘ٓ ٠ذ٣خ هجَ سكغ اُذػ ٟٞأ ٝثؼذ." ٙ
0ػبشٞس ٓجشٝى:دساعبد ك ٢هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ ُذُٝخ اإلٓبساد اُؼشث٤خ أُزذذح.أُشجغ
اُغبثن.ص.122:
3أدٔذ أث ٞاُٞكب :اُزؼِ٤ن ػِٗ ٠ظٞص هبٗ ٕٞأُشاكؼبد.أُشجغ اُغبثن.ص.293:
9أدٔذ أث ٞاُٞكب :اُزؼِ٤ن ػِٗ ٠ظٞص هبٗ ٕٞأُشاكؼبد.أُشجغ اُغبثن.ص.290:
555
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
إذا كان القاضي قد اعتاد مساكنة أحد الخصوم :ويقصد باعتياد المساكنة اشتراؾ
القاضي في اإلقامة في مسكف واحد لبعض الوقت ،كما يمكف أف تكوف ىذه اإلقامة
مشتركة في مسكف أحدىـ أو حتى لدى شخص آخر أو حتى في فندؽ أو جناح واحد ،وال
مانع أف تكوف السكنى بأجر يقوـ أحد منيـ بدفعيا أو أف يتشاركاف بدفع قيمتيا ،أو حتي
مف الممكف أف يقوـ شخص آخر بدفعيا .إال أنو ال يكوف مبر ار لقياـ الرد سكف القاضي
في نفس الفندؽ أو نفس المبنى أو العمارة الت ي يسكف فييا أحد الخصوـ ماداـ كؿ منيما
يسكف في حجرة أو جناح أو شقة منفصمة ،إضافة إلى ذلؾ فإف قياـ القاضي بالتعامؿ مع
بعض األشخاص لقضاء مصالحو ال يعني أبدا نشوء وقياـ صداقة بينيـ تستدعى أف تكوف
سببا لمرد .إذ يصعب عمى القاضي تجنب مثؿ ىذه المعامالت الضرورية لحياتو الخاصة
ومطالبو الخاصة.1
إذا كان القاضي تمقى ىدية من الخصم قبل رفع الدعوى أو بعده :ويفترض في
ىذه الحالة أف يتـ تقديـ ىدية الي القاضي مف قبؿ الخصـ ،سواء مف تمقاء نفسو ،أو بناء
عمى طمب القاضي ،ويستوي أف يكوف ذلؾ قبؿ رفع الخصومة القضائية أو أثناء النظر
فييا؛ وعميو فإذا ق ِّدمت ىذه اليدية مف الخصـ فيتطمب األمر قبوليا مف الجانب اآلخر ػ
سببا مف أسباب الرد ،حتى ولو لـ تقدـ ىذهضمنا ػ حتى يترتب أثرىا ويكوف ً
ً صراحة أو
اليدية مباشرة إلى القاضي نفسو ،فيكفي أف تقدـ ىذه اليدية إلى زوجتو ،أو أحد أقاربو ،أو
أصياره ليتـ تسميميا إلى القاضي.3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ػِ ٢ػجذ اُذٔ٤ذ رشً :٢ششح هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ(ٝكوب ُِوبٗ ٕٞاالرذبد ١سهْ ُ 11غ٘خ 1440
ٝاُوٞاٗ ٖ٤أٌُِٔخ ٝأُؼذُخ ُ.)ٚأُشجغ اُغبثن.ص.123-120:
ٓ 0ذٔذ ٗٞس ػجذ اُٜبد ١شذبر:ٚأط ٍٞهٞاٗ ٖ٤أُشاكؼبد ك ٢دُٝخ اإلٓبساد اُؼشث٤خ أُزذذح.أًبد٤ٔ٣خ
ششؽخ دث.٢اُطجؼخ األ .1442 ٠ُٝص.127:
3أدٔذ طذهٓ ٢ذٔٞد :هٞاػذ أُشاكؼبد ك ٢دُٝخ اإلٓبساد اُؼشث٤خ أُزذذح.أُشجغ اُغبثن.ص.55:
578
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشرع اإلماراتي عمى ىذه الحالة لتكوف مف ضمف الحاالت التي تستدعي رد
ِّ لذا نص
القاضي عف نظر الدعوى؛ لكي تشمؿ كؿ األحواؿ واالفتراضات التي تثور فييا الشكوؾ
حوؿ قدرة القاضي عمى الفصؿ في الدعوى دوف ميؿ أو تحيز ،وعمى ذلؾ يجوز ألحد
أطراؼ الدعوى طمب رد القاضي لعداوة شخصية ،ولو لـ تكف ىنالؾ دعوى مقامة أماـ
الجيات القضائية ،كما يجوز ألي مف طرفي النزاع طمب رد القاضي نتيجة عالقة مودة
متينة مع الخصـ اآلخر ،وبناء عميو يتضح أف النص بو مؤشر عمى مرونة تحديد أسباب
الرد ،إذ كوف العداوة والمودة مصطمحيف مرنيف قابميف لمتأويؿ وغير قابميف لمتحديد الدقيؽ،
وتقدير العداوة أو المودة مسألة تخضع لتقدير محكمة الرد دوف معقب عمييا مف طرؼ
محكمة أعمى ،1ويشترط لتوافر ىذا السبب ما يمي:2
يجب أف تكوف العداوة أو المودة مف القوة بحيث يستنتج منيا إمكانية قياـ القاضي
بالفصؿ في النزاع بغير ميؿ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أدٔذ أث ٞاُٞكب :اُزؼِ٤ن ػِٗ ٠ظٞص هبٗ ٕٞأُشاكؼبد.أُشجغ اُغبثن.ص.235-232:
-كزذٝ ٢اُ:٢هبٗ ٕٞاُوؼبء أُذٗ.٢اُجضء األ.ٍٝداس اُٜ٘ؼخ اُؼشث٤خ.اُوبٛشح اُطجؼخ
األ.1453.٠ُٝص.320-321:
0أدٔذ طذهٓ ٢ذٔٞد :هٞاػذ أُشاكؼبد ك ٢دُٝخ اإلٓبساد اُؼشث٤خ أُزذذح.أُشجغ اُغبثن.ص.55:
555
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
الفصل الثاني
المشرع اإل ماراتي عمى ضماف استقالؿ القضاة وضماف حيادتيـ ،حيث كفؿ ليـ
ِّ كفؿ
ضماف عدـ تدخؿ رجاؿ الحكومة في أعماليـ ومياميـ ،وتوسع األمر ليتـ ضماف حمايتيـ
مف تدخؿ وعبث المتقاضيف ،بؿ وضماف حمايتيـ مف أنفسيـ .1
وبناء عمى ما تقدـ ليس أساس رد القاضي ىو الشؾ في استقامتو و نزاىتو؛ ألف
القاضي المطعوف في خمقو لف يكوف مف األساس ضمف أجيزة القضاء ،ولكف األمر
يتمحور في مظنة عف الحكـ في قضية معينة بغير ميؿ الى أحد أطراؼ النزاع ،وليذا
وضعت القواعد المنضمة لصاحب المصمحة التقدـ بطمب رد القاضي وفؽ النظاـ اإلجرائي
المشرع في قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي.
ِّ الذي حدده
ويقصد بالنظاـ اإلجرائي لرد القاضي الوسط اإلجرائي المتضمف لكافة االدعاءات
المطروحة مف الخصوـ أماـ القاضي المطموب رده ،مشمولة بكافة االجراءات المحددة
لعرض ىذا االدعاء وفقًا لمنظاـ القانوني ،ومتضمنة لكافة عناصر اإلثبات والتحقيؽ التي
تيدؼ إلى تقرير ىذه االدعاءات والتأكد منيا.2
فمف خالؿ ىذا التقديـ سنحاوؿ أف نبحث النظاـ اإلجرائي لرد القاضي مف خالؿ بياف
شروط طمب الرد ،وآثاره ،واجراءاتو (المبحث األوؿ) ،ثـ البت في طمب الرد وأثر الحكـ
الصادر عنو (المبحث الثاني).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أدٔذ أث ٞاُٞكب :أُشاكؼبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ ثٔوزؼ ٠هبٗ ٕٞأُشاكؼبد سهْ ُ 13غ٘خ ٝ 1425هبٕٗٞ
اإلصجبد سهْ ُ 37غ٘خ ٌٓ .1425زجخ اُٞكبء اُوبٗ٤ٗٞخ.اإلعٌ٘ذس٣خ.0217.ص.125:
ٗ 0ج َ٤اعٔبػ َ٤ػٔش :أط ٍٞأُشاكؼبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ .داس اُجبٓؼخ اُجذ٣ذح.اإلعٌ٘ذس٣خ .اُطجؼخ
األ .1447.٠ُٝص.35 :
585
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث األول
وعميو فإف مجرد توافر أحد ىذه األسباب ال يكفي بذاتو لتنحية القاضي المشكوؾ في
حياده عف نظر النزاع ،بؿ البد مف اتبا ع مجموعة مف اإلجراءات المحددة في المادة 117
مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي ،عمى أف سمؾ ىذه اإلجراءات يتوقؼ عمى توافر
عدة شروط وآثار.
وعميو سنحاوؿ التطرؽ إلى شروط قبوؿ طمب الرد (المطمب األوؿ) ،ثـ إلى آثاره
واجراءاتو (المطمب الثاني).
المطمب األول
تقضي المادة 2مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي عمى أنو " ال يقبؿ أي طمب أو
دفع ال يكوف لصاحبو فيو مصمحة قائمة ومشروعة ،ومع ذلؾ تكفى المصمحة المحتممة إذا
كاف الغرض مف الطمب االحتياط لدفع ضرر محدؽ أو االستيثاؽ لحؽ يخشى زواؿ دليمو
عند النزاع فيو".
وانطالقًا مف ىذا األمر ،يبدو جميا أف الشروط الواجب توافرىا في المدعي ىي الصفة
المشرع لحماية المتقاضي
ِّ والمصمحة ،ونظ ار لما يميز دعوى الرد ،كضمانة أوجدىا
وضماف نزاىة األحكاـ واستقاللية وحيادية المؤسسة القضائية التي تعمؿ عمى إصدارىا،
يمكف إضافة شرط أساسي ػ وعمى قدر كبير مف األىمية ػ يتمثؿ في ضرورة قياـ سبب مف
585
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
تمؾ التي عنيت المادة 115مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي بتحديدىا ،واال كاف
مآلو الرفض ،كما يمزـ مف جية أخرى ضرورة التقيد بتضميف طمب الرد البيانات المتطمبة
والضرورية لرفع الدعاوى أما القضاء.
فمف خالؿ ىذا المطمب سنحاوؿ التطرؽ إلى كؿ مف الشروط الموضوعية المتطمبة في
تقديـ طمب الرد (الفرع األوؿ) و الشروط المتعمقة بطمب الرد (الفرع الثاني).
الفرع األول
الشروط الموضوعية المطموبة عند تقديم طمب الرد
مف أجؿ تقديـ طمب رد القاضي ىناؾ نوعاف مف الشروط الموضوعية الواجب توافرىا
لقبوؿ ىذا ىما :قياـ سبب يدعو إلى الشؾ في حياد القاضي (الفقرة األولى) ،ثـ تقديـ مف
ذي صفة ومصمحة (الفقرة الثانية).
تعتبر دعوى الرد ذات نوع خاص في مضمونيا واجراءاتيا ،كوف موضوعيا ال ييدؼ
لممطالبة بحؽ خاص ،بؿ المطالبة بتنحي القاضي المشكوؾ في حياديتو ،نزوًال عند قاعدة
أف األصؿ في المتقاضي أف يطمئف إلى قاضيو ،واألصؿ في المحكمة ىو الحياد.
ولما كاف الباعث والقصد مف تقديـ طمب الرد ىو استبعاد القاضي عف نظر النزاع
المعروض عميو ،فقد عنيت أغمب التشريعات ػ ومف بينيا التشريع اإلماراتي ػ بتحديد
أسباب الرد ،والتي سبؽ وتـ التطرؽ إلييا سابقًا بشيء مف التفصيؿ ،1حيث يجب أف يبنى
عمييا طمب الرد ،واال كاف مآلو الرفض.
وكما ذكرنا سابقً ا أف أسباب الرد واردة عمى سبيؿ الحصر ،فال يجوز التوسع بيا
والقياس عمييا ،حتى ال يتـ تعطيؿ السير في القضايا والسماح لممتقاضيف مف أصحاب
النوايا السيئة مف النيؿ مف سمعة القضاة .وفي ىذا الصدد نجد محكمة النقض المصرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ُِٔ1ض٣ذ اٗظش أُبدح ٖٓ 117هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار.٢
585
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واذا كنا نتفؽ عمى أف أسباب الرد غير متعمقة بالنظاـ العاـ ،بدليؿ أنو إذا لـ يطمب
الخصوـ رد القاضي يبقى ىذا األخير صالحا لنظر النزاع المعروض عميو ،ويقع حكمو
فييا صحيحا .فإ ف أمعنا النظر في ىذه األسباب سنجد مف بينيا قياـ عالقات لمقاضي
بالنزاع المطروح عميو أو بأحد أطرافيا ،ومثؿ ىذه العالقات مف شأنيا أف تدعو إلى الشؾ
في قضائو بغير ميؿ أو تحيز.2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٗ 1وغ جِغخ 1441/0/5اُطؼٖ سهْ 3290ط 22هؼبئ٤خ .أٝسد ٙأدٔذ ِٓ٤ج :٢اُزؼِ٤ن ػِ ٠هبٕٗٞ
أُشاكؼبد ثآساء اُلوٝ ٚاُظ٤ؾ اُوبٗ٤ٗٞخ ٝأدٌبّ اُ٘وغ.اُجضء اُضبٌٗٓ.٢زجخ داس اُٜ٘ؼخ اُؼشث٤خ.
اُوبٛشح.0222.ص.555:
0ادس٣ظ اُؼِ ١ٞاُؼجذال :١ٝاُوبٗ ٕٞاُوؼبئ ٢اُخبص.اُجضء األ٘ٓ.ٍٝشٞساد ًِ٤خ اُؼِ ّٞاُوبٗ٤ٗٞخ
ٝاالهزظبد٣خ ٝاالجزٔبػٓ.٢شاًش.اُغ٘خ .1457ص.094:
583
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
مف خارج أروقة وساحات القضاء ،واما لكونو يعمـ أف أحد أطراؼ النزاع مظموما ،وال يجد
وسيمة إلنصافو ألنو ال يتوفر عمى أية حجة كافية إلثبات حقو؛ لذلؾ وحفاظا عمى نقاء
ضمير القاضي الذي يجب أف يكوف عند نظر الخصومة القضائية مجردا ومحايدا أف
يتنحى عف القضية التي يتوفر فييا أحد أسباب الرد ،ولو لـ يرده أحد مف الخصوـ .وفي
المشرع في المادة 116مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي عمى أنو
ِّ ىذا الصدد قضى
" -1إذا كاف القاضي غير صالح لنظر الدعوى أو قاـ بو سبب لمرد فعميو أف يخبر رئيس
المحكمة بذلؾ وفي حالة قياـ سبب لمرد فمرئيس المحكمة أف يأذف لمقاضي في التنحي ويثبت
ىذا كمو في محضر خاص يحفظ بالمحكمة."...
يسري عمى طمب الرد ما يمزـ لقبوؿ الدعاوى أماـ القضاء مف شروط عامة ،طبقا
لمقتضيات المادة 2مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي التي تنص عمى أنو " ال يقبؿ
أي طمب أو دفع ال يكوف لصاحبو فيو مصمحة قائمة ومشروعة ومع ذلؾ تكفى المصمحة
المحتممة إذا كاف الغرض مف الطمب االحتياط لدفع ضرر محدؽ أو االستيثاؽ لحؽ يخشى
زواؿ دليمو عند النزاع فيو" وىي شروط تتعمؽ بالسمطة التي تتمتع بيا المحكمة عند نظر
النزاع ،دوف االعتداد بما إذا كاف المدعي محقا في ادعائو أـ غير محؽ ،ودوف االعتداد
بما إذا كانت اإلجراءات التي اتخذت لتقديـ االدعاء صحيحة أو باطمة .1وسنبيف فيما يمي
المقصود بالشروط العامة المتطمبة لقبوؿ طمب الرد وىي الصفة والمصمحة.
أوال :الصفة في طمب الرد :ال تقبؿ دعوى الرد ممف ال صفة لو ،كما ال تكوف مقبولة
إذا أقيمت عمى غير ذي صفة؛ لذا يمزـ أف يكوف لطالب الرد صفة الخصـ في الدعوى
التي يراد منع القاضي عف نظرىا .وبناء عميو ال يحؽ لموكيؿ أف ينوب عف الخصـ في
ممارسة ىذا الحؽ إال بتوكيؿ خاص ىذا ما نصت عميو الفقرة األولى مف المادة 117مف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أٓ٘٤خ اُ٘ٔش:أط ٍٞأُذبًٔبد أُذٗ٤خ.اُذاس اُجبٓؼ٤خ.ص.57:
584
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي والتي تـ اإلشارة إلييا سابقاً ،لذا نكتفي باإلشارة عوضاً
عف التكرار.
وعمى غرار ىذه المادة نصت المادة 153مف قانوف المرافعات المدنية والتجارية
المصري عمى أنو " يحصؿ الرد بتقرير يكتب بقمـ كتاب المحكمة التي يتبعيا القاضي
المطموب رده ،يوقعو الطالب نفسو ،أو وكيمو المفوض فيو بتوكيؿ خاص يرفؽ بالتقرير،
ويجب أف يشتمؿ الرد عمى أ سبابو وأف يرفؽ بو ما قد يوجد مف أوراؽ أو مستندات مؤيده
لو" .ونفس المقتضى أشارت إليو المادة 343مف قانوف اإلجراءات المدنية الفرنسية.2
ثانيا :المصمحة في طمب الرد :مف الشروط اليامة التي تقوـ عمييا الدعوى ىو شرط
المصمحة ،فال دعوى دوف مصمحة ،وقد ذىب بعض الفقو إلى اعتبارىا الشرط الوحيد الذي
بو تستقيـ الدعوى ،فمف كانت حقوقو معرضو لمضرر أو التيديد جاز لو حمايتيا عبر رفع
الدعوى لتوافرىا عمى شروط المصمحة.3
لذلؾ فمف المسمـ بو أف يكوف لمف يرفع الدعوى منفعة قانونية مف رفع الدعوى،
ويستوي أف تكوف ىذه المنفعة مادية أو معنوية ،عظيمة كانت أو بسيطة .ومف البدييي،
أف المصمحة ال يمكف قبوليا إال إذا كانت قانونية وشخصية ومباشرة وقائمة وحالة.
ويكوف لرافع دعوى الرد مصمحة متى كاف ييدؼ إلى تنحي القاضي عف نظر النزاع،
عمى اعتبار أف األصؿ في أطراؼ الخصومة القضائية أف يطمئنوا إلى قاضييـ ،واألصؿ
في المحكمة الحيادية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ُِٔ 1ض٣ذ اٗظش أُبدح ٖٓ 115هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ.
l'exception des actions portées 0 Article « Code de procédure civile français
devant la Cour de cassation, la récusation ou le renvoi pour cause de suspicion
légitime peut être proposé par la partie elle-même ou par son mandataire.
Le mandataire doit être muni d'un pouvoir spécial.
La requête est formée par avocat devant les juridictions où celui-ci a seul qualité
pour représenter les parties ».
ٓ 3ذٔذ ٓ٘وبس ث٘٤ظ :اُوؼبء االعزؼجبُٓ .٢طجؼخ أُؼبسف اُجذ٣ذح .اُشثبؽ.1445.ص.74:
585
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
الفرع الثاني
الشروط المتعمقة بطمب الرد
يجب أف يقدـ طمب الرد قبؿ الكالـ في الموضوع أو تقديـ أي دفاع في الدعوى واال
المشرع في الفقرة األولى مف المادة 118مف قانوف
ِّ سقط الحؽ ،وىذا ما نص عميو
اإلجراءات المدنية اإلماراتي عمى أنو " :يجب تقديـ طمب الرد قبؿ تقديـ أي دفع أو دفاع
في القضية واال سقط الحؽ فيو ومع ذلؾ يجوز طمب الرد إذا حدثت أسبابو بعد ذلؾ أو إذا
أثبت طالب الرد أنو كاف ال يعمـ بيا" .وىو النيج الذي أخذت بو التشريعات الحديثة كذلؾ
مثؿ التشريع المصري ،1والتشريع الفرنسي.2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ر٘ض أُبدح ٖٓ 171هبٗ ٕٞأُشاكؼبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ أُظش ١ػِ ٠أٗ٣ " ٚجت روذ ْ٣ؽِت اُشد هجَ
روذ ْ٣أ ١دكغ أ ٝدكبع ٝاال عوؾ اُذن ك .ٚ٤كبرا ًبٕ اُشد ك ٢دن هبع ٓ٘زذة إلجشاء ٖٓ اجشاءاد اإلصجبد
،ك٤وذّ اُطِت خالٍ صالصخ أ٣بّ ٗذث ٚارا ًبٕ هشاس اُ٘ذة طبدساً ك ٢دؼٞس ؽبُت اُشد ،كبٕ ًبٕ طبدساً ك٢
ؿ٤جز ٚرجذأ اُضالصخ ٖٓ ّٞ٣اػالٗ ٚث٣ٝ . ٚجٞص ؽِت اُشد ارا دذصذ أعجبث ٚثؼذ أُٞاػ٤ذ أُوشسح ،أ ٝارا اصجذ
ؽـبُت اُشد أٗ٣ ُْ ٚؼِْ ثٜب اال ثؼذ ٓؼ ٠رِي أُٞاػ٤ذ".
0روؼ ٢أُبدح ٖٓ 390هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اُلشٗغ ٢كٛ ٢زا اُظذد ثٔب :٢ِ٣
« La partie qui veut récuser un juge ou demander le renvoi pour cause de
suspicion légitime devant une autre juridiction de même nature doit, à peine
d'irrecevabilité, le faire dès qu'elle a connaissance de la cause justifiant la
demande.
En aucun cas la demande ne peut être formée après la clôture des débats ».
586
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومعموـ أف باب المرافعة يقفؿ بعد إبداء األقواؿ ووضوح الحقيقة وتقديـ الطمبات
الختامية مف قبؿ أطراؼ الدعوى ،حيث تحجز القضية لمحكـ بيا ،وقد يكوف قفؿ باب
المرافعة ضمنيا بقياـ المحكمة بالمداولة أو بتحديد جمسة لمنطؽ بالحكـ.1
والجدير بالمالحظة أف تقديـ طمب الرد عمى النحو المشار إليو أعاله يعد شرطا لقبوؿ
طمب الرد مف الخصـ صاحب المصمحة ،ويترتب عمى مخالفتو سقوط حؽ طالب الرد،
كوف السقوط ىو الجزاء المقرر نظير مخالفتو لألجؿ اإلجرائي المحدد في القانوف ،ومع
ذلؾ ال يسقط الحؽ في رد القاضي لمخالفة ميعاد طمب الرد إذا حدثت أسبابو.
عمما أف ميعاد تقديـ طمب الرد وسقوط الحؽ أمراف يتعمقاف بالنظاـ العاـ ،حتى ولو
اعتبرنا أف نظاـ الرد مقرر لمصمحة األفراد ،إ ال أف تعجيؿ الفصؿ في النزاعات وتفادي
تعطيؿ الدعاوى ىي اعتبارات تتعمؽ بالصالح العاـ .وعميو تحكـ المحكمة بعدـ قبوؿ طمب
الرد المقدـ بعد الميعاد ،وسقوط حؽ الرد مف تمقاء نفسو ،ويجوز التمسؾ بيما في أية
مرحمة تكوف عمييا اإلجراءات.2
طبقا لمقتضيات الفقرة األولى مف المادة 117مف القانوف المذكور أعاله يجب أف
يقدـ طمب الرد مف قبؿ الخصـ ،أو مف وكيمو المفوض بتوكيؿ خاص مع إرفاؽ التوكيؿ
بالطمب واال سيتـ رفضو ،حتى ولو كاف الوكيؿ مفوضا فيو بالفعؿ بموجب توكيؿ رسمي
أو مصدؽ عميو في تاريخ سابؽ عمى تقديـ طمب الرد.3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أدٔذ ِٓ٤ج:٢اُزؼِ٤ن ػِ ٠هبٗ ٕٞأُشاكؼبد ثآساء اُلوٝ ٚاُظ٤ؾ اُوبٗ٤ٗٞخ ٝأدٌبّ اُ٘وغ.أُشجغ
اُغبثن.ص.545:
0ػجذ اُذٔ٤ذ اُشٞاسث:٢أُغئ٤ُٝخ اُوؼبئ٤خ ك ٢ػٞء اُلوٝ ٚاُوؼبء٘ٓ.شؤح أُؼبسف ثبإلعٌ٘ذس٣خ
.1445.ص.110:
3ػجذ اُزٞاة ٓجبسى:أط ٍٞاُزوبػ ٢ك ٢دُٝخ اإلٓبساد اُؼشث٤خ أُزذذح.ا٥كبم أُششهخ ٗبشش.ٕٝاُطجؼخ
األ .0212 .٠ُٝص.25:
585
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
وىكذا باإلضافة إلى شروط وشكمية تقديـ طمب الرد المشار إلييا أعاله ،فقد أوجب
المشرع أف يشمؿ ىذا الطمب عمى أسبابو ،وأف يرفؽ بو ما يوجد مف األوراؽ المؤيدة لو مع
ِّ
تقديـ طمب الرد إلى رئيس المحكمة التي يتبعيا القاضي.1
لمتأكد مف جدية طمب الرد والحيمولة دوف االنحراؼ في استعماؿ الحؽ ألسباب غير
المشرع عمى طالب الرد إيداع مبمغ قدره خمسة آالؼ درىـ تأميناً ،عمى أف
ِّ جدية ،فرض
ىذا التأميف يتعدد بتعدد القضاة المراد ردىـ ،حيث ال يقبؿ رئيس المحكمة الطمب إذا لـ
يتـ إثبات إيداع مبمغ التأميف ،كما يكفي إيداع تأميف واحد عف كؿ طمب رد قاض في حالة
تعدد طالبي الرد إذا قدموا طمبيـ في طمب واحد ولو اختمفت أسباب الرد.2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ 1الدظ إٔ ًَ ٖٓ اُزشش٣غ أُظشٝ ١اُلشٗغ ٢ثبإلػبكخ اُ ٠اشزشاؽٜٔب اٌُزبثخ ثظذد ؽِت اُشد ،كوذ
أٝججب إٔ ٣شزَٔ ٛزا اُطِت ًزُي ػِ ٠أعجبة اُشد إٔ ٣شكن ٓب ٞ٣جذ ٖٓ ٓغز٘ذاد ٓئ٣ذح ُٞ٣ٝ .ٚدع ؽِت
اُشد ُذً ٟزبثخ أُذٌٔخ اُز٣ ٢زجؼٜب اُوبػ ٢أُطِٞة سد.ٙ
-كجبُ٘غجخ ُِزشش٣غ أُظش ١ر٘ض اُلوشح األ ٖٓ ٠ُٝأُبدح ٖٓ 173هبٗ ٕٞأُشاكؼبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ
ػِ ٠أٗ٣" ٚذظَ اُشد ثزوش٣ش ٌ٣زت ثوِْ ًزبة أُذٌٔخ اُز٣ ٢زجؼٜب اُوبػ ٢أُطِٞة سدٞ٣ ، ٙهؼ ٚاُطبُت
ٗلغ ، ٚأ ِٚ٤ًٝ ٝأُلٞع ك ٚ٤ثز َ٤ًٞخبص ٣شكن ثبُزوش٣ش ٣ٝ ،جت إٔ ٣شزَٔ اُشد ػِ ٠أعجبثٝ ٚإٔ ٣شكن
ثٓ ٚب هذ ٞ٣جذ ٖٓ أٝسام أٓ ٝغز٘ذاد ٓئ٣ذ."ُٚ ٙ
-أٓب ثبُ٘غجخ ُِزشش٣غ اُلشٗغٗ ٢جذ أُبدح ٖٓ 399هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ روؼ ٢ثٔب :٢ِ٣
« La demande de récusation ou de renvoi pour cause de suspicion légitime est
portée devant le premier président de la cour d'appel. Elle est formée par acte
remis au greffe de la cour d'appel.
Lorsque la cause justifiant la demande est découverte à l'audience, la demande est
formée par déclaration consignée par le greffier dans un procès-verbal, qui est
adressé sans délai au premier président. Une copie en est conservée au dossier.
La demande doit, à peine d'irrecevabilité, indiquer les motifs de récusation ou de
renvoi pour cause de suspicion légitime et être accompagnée des pièces
justificatives.
Il est délivré récépissé de la demande» .
0اُلوشح اُضبٗ٤خ ٖٓ أُبدح ٖٓ 115هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار.٢
588
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطمب الثاني
المشرع اإلماراتي أىمية بالغة لتحديد أسباب الرد في المادة 115مف قانوف
ِّ قد أولى
اإلجراءات المدنية اإلماراتي ،وليذا قد عمد إلى بياف اآلثار التي تترتب عمى تقديـ طمب
الرد (الفرع األوؿ) ثـ خص بالتنظيـ اإلجراءات الواجبة االتباع بعد رفع ىذا الطمب أماـ
المحكمة المختصة (الفرع الثاني).
الفرع األول
آثار تقديم طمب الرد
المشرع اإلماراتي فعال األثر الناجـ عف تقديـ طمب الرد مف خالؿ مقتضيات
ِّ قد حدد
قانوف اإلجراءات المدنية في المادة 121التي تقضي بأنو " يترتب عمى تقديـ طمب الرد
وقؼ الدعوى األصمية إلى أف يحكـ فيو نيائياً ،ومع ذلؾ يجوز في حالة االستعجاؿ-
وبناء عمى طمب الخصـ اآلخر -ندب قاض بدالً ممف طمب رده".
فمف خالؿ المادة المذكورة أعاله يتبيف أف تقديـ طمب الرد يترتب عنو أثراف:
األثر األول :وقؼ السير في الدعوى األصمية بناء عمى طمب الرد ،وذلؾ حتى يحكـ
نيائيا في طمب الرد ،حيث يعتبر ىذا الوقؼ وقفا حتميا بقوة القانوف ،ويرتب أثره مباشرة
حتى ولو لـ تحكـ بو المحكمة أو يطمبو أحد الخصوـ .واعماال لذلؾ يمنع السير في
الدعوى ،واذا استمر القاضي في نظر الخصومة وأصدر حكمو فييا ،رغـ تقديـ طمب رده،
فإف الحكـ الصادر يكوف باطال حتى ولو لـ يخطر القاضي ويعمـ بطمب الرد.1
األثر الثاني :المادة 121مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي ،التي أتاحت
إ مكانية تفادي وقؼ السير في الدعوى األصمية ،كأثر عمى تقديـ طمب الرد ،حيث أجازت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ػِ ٢ػجذ اُذٔ٤ذ رشً:٢ششح هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ(ٝكوب ُِوبٗ ٕٞاالرذبد ١سهْ ُ 11غ٘خ 1440
ٝاُوٞاٗ ٖ٤أٌُِٔخ ٝأُؼذُخ ُ.)ٚأُشجغ اُغبثن.ص.115:
585
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
لرئيس المحكمة التي يتبعيا القاضي المطموب رده بأف يندب قاضيا آخر ليحؿ محؿ
المطموب رده ،ويتطمب لذلؾ وفقا لممادة المذكورة أعاله أمريف ىما:1
توافر حالة االستعجال :إذا ثبت أف ىنالؾ أض ار ار جسيمة قد يتعرض ليا الخصـ
اآلخر مف جراء وقؼ السير في الدعوى األصمية الي أف يحكـ في طمب الرد.
تقديم طمب من الخصم اآلخر بندب قاض بدال ممن طمب رده :طالب الرد ال
يجوز لو طمب ندب قاض آخر عوضا عف القاضي المطموب رده حتى لو توافرت لديو
حالة االستعجاؿ؛ ألف تمبية ىذا الطمب تعني تمكينو مف إبعاد القاضي الذي قاـ بتقديـ
المشرع قد راعى الموازنة بيف مصالح الخصوـ؛ فمف جية
ِّ طمب رد ضده؛ وبيذا يكوف
تتحقؽ مصمحة طالب الرد باستبعاد القاضي المطموب رده؛ فيطمئف الخصـ إلى حيادية
القاضي الذي ينظر خصومتو ،ومف جية أخرى تتحقؽ مصمحة الخصـ اآلخر باستئناؼ
سير الخصومة أماـ قاض جديد دوف االنتظار حتى االنتياء مف إجراءات الرد بالحكـ فييا.
الفرع الثاني
اإلجراءات الواجبة اال تباع بعد رفع طمب الرد
حددت المادة 119مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي اإلجراءات الواجبة االتباع
بعد رفع طمب الرد إلى رئيس المحكمة الذي يطمع القاضي المطموب رده ،وذلؾ عندما
نص في الفقرة األولى مف المادة 119المذكورة أعاله عمى أنو "عمى رئيس المحكمة أف
يطمع القاضي المطموب رده عمى طمب الرد ومرفقاتو في أسرع وقت ممكف".
وعمى القاضي اإلجابة كتابة عمى وقائع الرد وأسبابو ،وذلؾ خالؿ األياـ السبعة التي
تمي اطالعو عمى وقائع الرد ،فإذا لـ يقـ القاضي المطموب رده باإلجابة خالؿ الميعاد
قانونا لرده أصدر رئيس
ً المشار إليو أو اعترؼ في إجابتو بوقائع الرد بأنيا تصمح
أمر بتنحيتو .2وىكذا فقد أعطى القانوف لعدـ إجابة القاضي عمى وقائع الرد خالؿ
المحكمة ًا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ػِ ٢ػجذ اُذٔ٤ذ رشً:٢ششح هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ(ٝكوب ُِوبٗ ٕٞاالرذبد ١سهْ ُ 11غ٘خ 1440
ٝاُوٞاٗ ٖ٤أٌُِٔخ ٝأُؼذُخ ُ.)ٚأُشجغ اُغبثن.ص.115:
0اُلوشح اُضبٗ٤خ ٖٓ أُبدح ٖٓ 114هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار.٢
595
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خالؿ الميعاد المشار إليو سمفا حكـ االعتراؼ الضمني بيذه الوقائع ،وعند تحقيؽ أحد
الفرضيف المتقدميف تنتيي إجراءات الرد في ىذه المرحمة (مرحمة التحضير لخصومة الرد).
ومف المقرر أف طمبات الرد التالية التي يتـ تقديميا قبؿ إقفاؿ باب المرافعة في الطمب
األوؿ ال تمر بمرحمة التحضير المنصوص عمييا في الفقرتيف األولى والثانية مف المادة
119مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي ،وانما يتوجب عمى رئيس المحكمة أو مف
يقوـ مقامو إحالة ىذه الطمبات مباشرة إلى نفس الدائرة المنظور أماميا الطمب األوؿ
لتقضى جميعا بحكـ واحد .1ولتطبيؽ ىذا الحكـ يمزـ أف يكوف طمب الرد األوؿ قد أحيؿ
إلى الدائرة المختصة بنظره ،أي أف تكوف ىناؾ دعوى رد مرفوعة بالفعؿ ،ولكف إذا كاف
طمب الرد األوؿ نتج عنو تنحية القاضي لممارسة رئيس المحكمة لسمطتو في المادة 119
مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي ،فإف طمبات الرد التالية يتبع في شأنيا قواعد
التحضير المقررة.2
أما في حالة إذا قاـ القاضي المعني باإلجابة عمى الطمب المقدـ برده ،ولـ يقبؿ بسبب
قانونا لرده يقوـ مف رفع إليو الطمب بتعييف الدائرة التي تختص بنظر الرد ،ويحدد
ً يصمح
تاريخا لنظره أماميا ويخطر طالب الرد والقاضي بالتاريخ مف قبؿ مكتب إدارة الدعوى ،كما
يتـ إخطار باقي الخصوـ في الدعوى األصمية لكي يتسنى ليـ تقديـ ما قد يكوف ليـ مف
طمبات ،كما تتبع باقي اإلجراءات التي نصت عمييا الفقرة الثالثة مف المادة 119مف
قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي.
وفي األخير البد مف تسجيؿ مالحظة بخصوص اآلجاؿ المتضمنة بالمادة 119مف
المشرع اإلما ارتي خوؿ سبعة أياـ لمقاضي
ِّ قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي ،ذلؾ أف
لإلجابة كتابةً عمى طمب الرد ،والحاؿ أف ىذا اإلجراء في اعتقادنا ال يتطمب كؿ ىذه
المشرع المصري حدد لمقاضي أجؿ أربعة أياـ فقط لإلجابة
ِّ المدة ،وما يعزز اعتقادنا أف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ر٘ض اُلوشح اُشاثؼخ ٖٓ أُبدح ٖٓ 114هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار ٢ػِ ٠أٗٝ" ٚػِ ٠سئ٤ظ
أُذٌٔخ ،أ٣ ٖٓ ٝوٓ ّٞوبٓ ٚدغت األدٞاٍ ك ٢دبُخ روذ ْ٣ؽِجبد سد هجَ اهلبٍ ثبة أُشاكؼخ ك ٢ؽِت اُشد
األ - ٍٝإٔ ٣ذٛ َ٤ز ٙاُطِجبد اُ ٠اُذائشح رارٜب أُ٘ظٞس أٓبٜٓب اُطِت ُزوؼ ٢كٜ٤ب جٔ٤ؼب ً ثذٌْ ٝادذ".
0ػِ ٢ػجذ اُذٔ٤ذ رشً:٢ششح هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ(ٝكوب ُِوبٗ ٕٞاالرذبد ١سهْ ُ 11غ٘خ 1440
ٝاُوٞاٗ ٖ٤أٌُِٔخ ٝأُؼذُخ ُ.)ٚأُشجغ اُغبثن.ص.114:
555
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
عمى أسباب ووسائؿ الرد المثارة1؛ لذلؾ نتمنى أف يحذو مشرعنا حذو نظيره المصري في
ىذا الصدد.
المبحث الثاني
عمى أف الحكـ الصادر لدعوى طمب الرد تفرز العديد مف اآلثار في مواجية القاضي
الذي تـ رده أو طالب الرد ،سواء في حالة قبولو أو رفضو.
وتأسيسا عمى ما سبؽ سنحاوؿ التطرؽ إلى كؿ مف جية االختصاص بالبت والفصؿ ً
في طمب الرد (المطمب األوؿ) ،ثـ إلى آثار الحكـ الصادر فيو (المطمب الثاني).
المطمب األول
سنعمد مف خالؿ ىذا المطمب بدراسة الجية المختصة بالبت في طمب الرد (الفرع
األوؿ) ثـ التحقيؽ في طمب الرد والفصؿ فيو (الفرع الثاني).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ر٘ض أُبدح ٖٓ 172هبٗ ٕٞأُشاكؼبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ أُظش ١ػِ ٠أٗ " ٚػِ ٠اُوبػ ٢أُطِٞة
سد ٙإٔ ٣ج٤ت ثبٌُزبثخ ػِٝ ٠هبئغ اُشد ٝأعجبث ٚخالٍ األسثؼخ األ٣بّ اُزبُ٤خ الؽالػٝ .ٚارا ًبٗذ األعجبة
رظِخ هبًٗٗٞب ٣ ُْٝج٤ت ػِٜ٤ب اُوبػ ٢أُطِٞة سد ٙك ٢أُ٤ؼبد أُذذد ،أ ٝاػزشف ثٜب ك ٢اجبثز ، ٚأطذس
سئ٤ظ أُذٌٔخ أٓشاً ثز٘ذ."ٚ٤
595
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
553
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
الفرع األول
الجية المختصة بالبت في طمب الرد
بالنظر إلى المادتيف 121و 122مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي نالحظ
المشرع وزع االختصاص عمى الشكؿ اآلتي:
ِّ أف
إذا طمب رد جميع قضاة محكمة االستئناؼ أو بعضيـ ،بحيث ال يبقى مف عددىـ
ما يكفي لمحكـ رفع طمب الرد إلى المحكمة األعمى درجة منيا ،فإف قضت بقبوؿ طمب
الرد أحالت الدعوى لمحكـ في موضوعيا إلى محكمة استئنافية أخرى".
المشرع
ِّ المشرع اإلماراتي مسمؾ
ِّ وفي ىذا الصدد أرى كباحث مف األفضؿ أف يسمؾ
المصري في عدـ جواز رد جميع قضاة المحكمة ،بحيث ال يبقى مف عددىـ ما يكفي
لمفصؿ في الدعوى األصمية؛ ألف حؽ الرد المتاح ألطراؼ الدعوى يمكف أف يساء
استعمالو ،أو يتـ اإلفراط فيو ،وبالتالي سيكوف وسيمة لمكيد في الخصومة دوف إدراؾ ما قد
يؤدي إليو األمر مف جرح وايذاء لمكانة القضاة.1
وبالرجوع إلى الفقرة الثالثة مف المادة 119مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي فإف
الجية المختصة في البت بطمبات رد قضاة المحكمة االبتدائية وقضاة محكمة االستئناؼ
ىي غرفة المشورة.
مع العمـ أف غرفة المشورة ال تعتبر محكمة أو جية مستقمة ،بؿ ىي ىيئة مف ىيئات
المحاكمة ،بؿ يمكف أف تكوف نفس المحكمة عندما تعقد جمسة سرية لمنظر في حاالت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ر٘ض أُبدح ٖٓ 129هبٗ ٕٞأُشاكؼبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ أُظش ١ػِ ٠أٗ " ٚال٣جٞص ؽِت سد جٔ٤غ
ٓغزشبس ١أُذٌٔخ أ ٝثؼؼ ،ْٜثذ٤ش ال ٣جو ٖٓ ٠ػذدٌ٣ ٖٓ ْٛلُِ ٢ذٌْ ك ٢اُذػ ٟٞاألطِ٤خ أ ٝؽِت
اُشد".
594
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معينة ،فغرفة المشورة تتميز بطبيعتيا بمجموعة مف المميزات يمكف إجماليا في السرية
والسرعة.
السرية :تعتبر أىـ ما يميز العمؿ في غرفة المشورة ،والغاية مف ذلؾ واضحة،
وىي الحفاظ عمى مصمحة األطراؼ ،وخاصة المطموب رده الذي يتعيف احترامو وصوف
كرامتو.
السرعة :الغاية منيا ،كوف طبيعة القضايا والنزاعات التي تختص بنظرىا غرفة
المشورة تتطمب السرعة في اإلجراءات ،وعدـ السير بيا وفقا لإلجراءات الروتينية لسير
الدعاوى العادية ،فيي بطبيعتيا ال تتحمؿ البطء والتعقيد.
وميما يكف ،فإف اليدؼ المأموؿ مف إناطة االختصاص بالبت في طمب الرد لغرفة
المشورة ،يبقى ىو ضماف نوع مف السرية وتجنب اطالع العموـ عمى مالبسات وظروؼ
النزاع المعروض عمييا.
الفرع الثاني
التحقيق في طمب الرد والفصل فيو
إذا كانت القاعدة العامة أف غرفة المشورة تممؾ الحؽ باتخاذ أي إجراء مف إجراءات
التحقيؽ التي تراىا مفيدة ،كإجراء البحث واالستماع لمشيود ،فإنو استثناء مف ذلؾ ولغايات
حفظ كرامة القاضي ال يجوز استجواب القاضي المطموب رده ،أو حتى توجيو اليميف إليو؛
ليذا ليا أف تستمع لطالب الرد ،وليا أف تتيح لمقاضي المطموب رده إبداء مالحظاتو متى
كانت الحقيقة تتطمب ذلؾ.1
المشرع اإلماراتي
ِّ وبخصوص حالة تقديـ طمبات الرد قبؿ إقفاؿ باب المرافعة ،نرى أف
محمودا ،وحري بالتأييد عندما نص في الفقرة الرابعة مف المادة 119مف
ً اتجاىا
ً سمؾ
قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي عمى أنو " :إذا قدمت طمبات رد قبؿ قفؿ باب المرافعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1كزذٝ ٢اُ :٢أُجغٞؽ ك ٢هبٗ ٕٞاُوؼبء أُذٗ .٢اُجضء األ .ٍٝأُشجغ اُغبثن.ص.990:
555
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
في طمب رد سابؽ فإف عمى رئيس المحكمة ػ أو مف يقوـ مقامو حسب األحواؿ ػ إحالة
ىذه الطمبات الي الدائرة ذاتيا المنظورة أماميا ذلؾ الطمب لتقضي فييا جميعاً بحكـ واحد".
المشرع اإلماراتي تبنى االتجاه الذي يرى عدـ جواز التنازؿ عف
ِّ والجدير بالذكر ،إف
طمب الرد حت ى ولو قاـ القاضي المطموب رده بقبولو؛ وذلؾ صيانة لمقاضي مف الشبيات
فضال أف الحكـ فييا سيزيؿ الشؾ المحاط بالقاضي،1
ً وحرصا عمى دواـ احترامو،
ً والريب،
وبذلؾ نصت الفقرة الخامسة مف المادة 119مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي عمى
أنو " ويتعيف السير في إجراءات طمب الرد والفصؿ فيو ولو قرر رافعو التنازؿ عنو".
أخير بعد االنتياء مف تحقيؽ طمب الرد في غرفة المشورة ،تصدر المحكمة طبقًا
و ًا
لمفقرة السادسة مف المادة 119مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي حكميا في جمسة
قابال لمطعف ،.وفي ىذا الصدد انتيت محكمة تمييز دبي إلى أف
عمنية ،ويكوف غير ً
"النص في الفقرة السادسة مف المادة 119مف قانوف اإلجراءات المدنية يدؿ عمى أف
الحكـ الصادر مف محكمة االستئناؼ في طمب رد أحد قضائيا أو أحد قضاة المحكمة
االبتدائية التابعة ليا يكوف غير قابؿ لمطعف عميو بأي طريؽ مف طرؽ الطعف سواء كاف
ادرا بقبوؿ الطمب أو برفضو ،وبالتالي فإنو يمتنع عمى ذات الخصوـ في دعوى الرد بعدص ً
الفصؿ فييا ،الدفع ببطالف الحكـ الصادر فييا ولو تعمؽ ىذا البطالف بالنظاـ العاـ ،بعد
أف حاز ىذا الحكـ قوة األمر المقضي بو وىي حجية تعمو عمى اعتبارات النظاـ العاـ".2
عمما بأف بعض التشريعات المقارنة قد خالفت ىذا المقتضى المذكور أعاله ،بحيث
ً
المشرع المصري ينص في الفقرة األخيرة مف المادة 157مف قانوف المرافعات
ِّ نجد أف
المدنية والتجارية عمى أنو" :وفى جميع األحواؿ ال يجوز الطعف في الحكـ الصادر برفض
طمب الرد إال مع الطعف في الحكـ الصادر في الدعوى األصمية" ،وأف ىذا الطعف مكفوؿ
المشرع األردني عمى نفس المقتضى مف
ِّ فقط لطالب الرد دوف القاضي المعني ،كما نص
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أدٔذ أث ٞاُٞكب :أُشاكؼبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ ثٔوزؼ ٠هبٗ ٕٞأُشاكؼبد سهْ ُ 13غ٘خ ٝ 1425هبٕٗٞ
اإلصجبد سهْ ُ 37غ٘خ .1425أُشجغ اُغبثن.ص.102:
0دٌٓٞخ دثٓ ،٢ذٌٔخ اُزٔ٤٤ض ،األدٌبّ أُذٗ٤خ ،اُطؼٖ سهْ ُ 0غ٘خ 0225هؼبئ٤خ ثزبس٣خ .0225/3/11
596
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خالؿ مادتو141مف قانوف أصوؿ المحاكمات المدنية عمى أنو " :إذا قررت المحكمة رفض
طمب الرد ،يجوز لطالبو أف يستأنؼ ىذا القرار ويميزه مع الحكـ الذي يصدر في نياية الدعوى"
و ًأيا كاف األمر ،نرى أف ما سمكو مشرعنا ػ وباقي التشريعات المقارنة بخصوص ىذه
المسألة ػ مسمؾ محمود ،عمى اعتبار أف الغاية منو التي تتمثؿ في عدـ إتاحة الفرصة
لممتقاضيف سيئي النية لمغمو في استعماؿ حؽ الرد ،واإلضرار بحقوؽ باقي األطراؼ في
الدعوى األصمية ،واطالة أمد التقاضي،ناىيؾ عما يمحقو ذلؾ مف أذى بالقاضي المطموب رده.
المطمب الثاني
عنيت الفقرة الثانية مف المادة 117مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي ببياف اآلثار
الناجمة عف البت في طمب الرد بالنسبة لطالبو ،وذلؾ بتقرير غرامة مالية عمى مقدـ طمب
الرد بمبمغ ال يقؿ عف خمسة آالؼ درىـ وال يتجاوز عشرة آالؼ درىـ مع مصادرة التأميف
إذا تـ رفض الطمب.
فمف خالؿ ما سبؽ نستشؼ أف الحكـ الصادر في طمب الرد لف يخرج عف إحدى
الفرضيتيف وىي إما رفض طمب الرد (الفرع األوؿ) أو قبولو (الفرع الثاني).
الفرع األول
الحكم برفض طمب رد القاضي
إذا رأت المحكمة عدـ ثبوت الوقائع التي بني عمييا سبب الرد ،إما أنو غير صحيح،
أو غير مقبوؿ قانونيا ،أو قدـ بعد تقديـ الدفوع ،أو قدـ الطمب بعد قفؿ باب المرافعة في
أوؿ طمب رد مقدـ في الدعوى ،و كاف الطرؼ قد تـ إخطاره بالجمسة المحددة لنظره،
وكانت أسباب الرد قائمة ومعمومة لو حتى إقفاؿ باب المرافعة ،ىنا يتعيف عمييا أف
555
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
تقضي برفض طمب الرد وتحكـ عمى طالبو ػ حسب الفقرة الثانية مف المادة 117مف قانوف
اإلجراءات المدنية اإلماراتي ػ بالغرامة التي سبؽ وتـ اإلشارة إلييا سابقًا لذا نكتفي باإلحالة.1
وال شؾ أف ىذا الجزاء يساعد عمى تحقيؽ الغرض المقصود مف حكـ ىذه المادة ،وىو
منع الخصوـ عف إساءة استخداـ حؽ الرد ،كما يحوؿ دوف إسراؼ الخصوـ في التقدـ
بطمبات رد لغير أسباب وجيية بغية تأخير الفصؿ في القضايا ،وحتى ال يتخذ مف ىذا
الطريؽ وسيمة يتيموف القضاة في ذمميـ بما ليس فييـ.2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٗ ٞٛٝ 1لظ االرجب ٙاُز ١عٌِز ٚأؿِت اُزشش٣ؼبد أُوبسٗخ ٖٓ ثٜ٘٤ب:
-اُزشش٣غ أُظش ١اُز٘٣ ١ض كٓ ٢بدر ٖٓ 174 ٚهبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ ػِ ٠أٗ" ٚرذٌْ
أُذٌٔخ ػ٘ذ سكغ ؽِت اُشد ،أ ٝعوٞؽ اُذن ك ، ٚ٤أ ٝػذّ هج ، ُٚٞأ ٝاصجبد اُز٘بصٍ ػ٘ ، ٚػِ ٠ؽبُت
اُشد ثـشآخ ال روَ ػٖ ٓبئز ٢ج٘ٝ ٚ٤ال رض٣ذ ػِ ٠أُل ٢ج٘ٓٝ ٚ٤ظبدسح اٌُلبُخ ٝ ،ك ٠دبُخ ٓب ارا ًبٕ اُشد
ٓج٘٤ب ً ػِ ٠اُٞج ٚاُشاثغ ٖٓ أُبدح (ٛ ٖٓ )195زا اُوبٗ٣ ٕٞجٞص اثالؽ اُـشآخ اُ ٠صالصخ آالف ج٘.ٚ٤
ٝك ٠دبُخ األدٞاٍ رزؼذد اُـشآخ ثزؼذد اُوؼبح أُطِٞة سد٣ٝ ، ْٛؼل ٠ؽبُت اُشد ٖٓ اُـشآخ ك ٢دبُخ
اُز٘بصٍ ػٖ اُطِت ك ٢اُجِغخ األ ٠ُٝأ ٝارا ًبٕ اُز٘بصٍ ثغجت ر٘ذ ٠اُوبػ ٢أُطِٞة سد ٙأٗ ٝوِ ٚأٝ
اٗزٜبء خذٓز."ٚ
-اُزشش٣غ أُـشث ٢د٤ش ٘٣ض اُلظَ ٖٓ 045هبٗ ٕٞأُغطشح اُذٗ٤خ ػِ ٠أٗ٣" ٚذٌْ ػِ ٖٓ ٠خغش
دػ ٟٞاُزجش٣خ ثـشآخ ال رزجبٝص خٔغٔبئخ دس ْٛد ٕٝاخالٍ ثٔطبُجخ اُوبػ ٢ثزؼ٣ٞغ ػٖ األػشاس ػ٘ذ
االهزؼبء .ؿ٤ش أٗ ٚال ُِ ٌٖٔ٣وبػ ٢اُز٣ ١و ْ٤أ ١ٞ٘٣ ٝاهبٓخ دػٞا ٙإٔ ٣شبسى ثؼذ رُي ك ٢اُذٌْ ك ٢اُوؼ٤خ
األطِ٤خ كبٕ عب ْٛك ٢رُي ُْ ٣زؤد ُ ٚإٔ ٣وٛ ْ٤ز ٙاُذػ."ٟٞ
-اُزشش٣غ اُلشٗغ ٢ر٘ض أُبدح ٖٓ 395هبٗ ٕٞأُشاكؼبد أُذٗ٤خ ػِ ٠أٗ: ٚ
« Si la demande de récusation ou de renvoi pour cause de suspicion légitime est
rejetée, son auteur peut être condamné à une amende civile d'un maximum de
€ sans préjudice des dommages-intérêts qui pourraient être réclamés ».
0ػِ ٢ثشًبد:اُٞع٤ؾ ك ٢ششح هبٗ ٕٞأُشاكؼبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ.أُشجغ اُغبثن.ص.129:
598
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفرع الثاني
الحكم بقبول طمب رد القاضي وتنحيتو عن نظر الدعوى
بعد االنتياء مف التحقيقات تفصؿ المحكمة المعنية بنظر طمب الرد ،فإذا تبيف ليا
صحة الوقائع واالدعاءات المقدمة وأنيا مف أسباب الرد الوجيية المشار إلييا في المادة
115مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي ،وىي ثابتة وقائمة ومما يصح قانونا ،حكمت
المحكمة بقبوؿ طمب رد القاضي ،ويترتب عميو ما يمي:1
يصبح القاضي غير صالح لنظر الدعوى ،فإذا استمر في نظر الدعوى وأصدر
حكما فإف ىذا الحكـ يعتبر باطالً.
فييا ً
يقع عمى عاتؽ القاضي الذي قضي برده االلتزاـ بمصاريؼ الدعوى ،التي تقضي
فقييا يدور في ىذه المسألة،
ماال بالقواعد العامة ،إال أف نقا ًشا ً
بيا المحكمة ،وذلؾ إع ً
فيناؾ اتجاه يرى أف يتـ إلزاـ القاضي بالمصاريؼ وفقا لمقواعد العامة؛ كوف األمر يتعمؽ
بخصومة حقيقية ،2واتجاه آخر يذىب بعدـ إلزامية القاضي بالمصاريؼ كوف طمب الرد ال
ينشئ خصومة ،وأف القاضي ال يعتبر خصما3؛ وعميو ،ومع غياب المقتضيات القانونية
الالزمة المتعمقة بإمكانية مطالبة القاضي بالتعويض وبالمصاريؼ طبقًا لمقواعد العامة،
نرى أنو ال يمكف القوؿ بذلؾ؛ لسبب جوىري يتمثؿ في أف الغاية مف سف إجراءات الرد
يكمف باألساس في استبعاد القاضي المشكوؾ في حياده عف نظر الدعوى ،وىي بذلؾ
دعوى متفردة وخاصة ،ال تيدؼ في إلى اقتضاء حؽ معيف أو الذود عنو ،كما ال يمكف
رفعا
مف جية أخرى القوؿ بجعؿ مصاريؼ دعوى الرد في حالة قبوليا عمى كاىؿ القاضي ً
ألي حرج قد يمس ىيبتو ومصداقيتو.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ػِ ٢ػجذ اُذٔ٤ذ رشً:٢ششح هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ(ٝكوب ُِوبٗ ٕٞاالرذبد ١سهْ ُ 11غ٘خ 1440
ٝاُوٞاٗ ٖ٤أٌُِٔخ ٝأُؼذُخ ُ.)ٚأُشجغ اُغبثن.ص.107:
0كزذٝ ٢اُ:٢أُجغٞؽ ك ٢هبٗ ٕٞاُوؼبء أُذٗ .٢اُجضء األ.ٍٝأُشجغ اُغبثن.ص.999:
3أدٔذ أث ٞاُٞكب :أُشاكؼبد أُذٗ٤خ ٝاُزجبس٣خ ثٔوزؼ ٠هبٗ ٕٞأُشاكؼبد سهْ ُ 13غ٘خ ٝ 1425هبٕٗٞ
اإلصجبد سهْ ُ 37غ٘خ .1425أُشجغ اُغبثن.ص.102:
-أدُٝق سُٞ٣ؾ:هبٗ ٕٞأُغطشح أُذٗ٤خ ك ٢ششٝح.رؼش٣ت ادس٣ظ ِٓ٘ٓ:ٖ٤شٞساد جٔؼ٤خ ر٘ٔ٤خ اُجذٞس
ٝاُذساعبد اُوؼبئ٤خ.أُشجغ اُغبثن.ص.145:
555
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
يثبت لطالب الرد الحؽ في استرداد مبمغ التأميف الذي سبؽ لو أف دفعو عند تقديـ
طمب الرد.
إذا طمب رد جميع قضاة المحكمة االبتدائية ،وقضت محكمة االستئناؼ بقبوؿ
طمب الرد ،أحالت الدعوى لمحكـ في موضوعيا إلى محكمة ابتدائية أخرى.1
إذا طمب رد جميع قضاة محكمة االستئناؼ أو بعضيـ بحيث ال يبقى مف عددىـ
ما يكفي لمحكـ رفع طمب الرد إلى المحكمة األعمى درجة منيا ،فإف قضت بقبوؿ طمب
الرد أحالت الدعوى لمحكـ في موضوعيا إلى محكمة استئنافية أخرى.2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1اُلوشح األ ٖٓ ٠ُٝأُبد ٖٓ 100هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار.٢
0اُلوشح اُضبٗ٤خ ٖٓ أُبد ٖٓ 100هبٗ ٕٞاإلجشاءاد أُذٗ٤خ اإلٓبسار.٢
655
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخاتمة
ومف منطمؽ أف الرد يعتبر آلية إجرائية أوجدىا القانوف لحماية المتقاضي ونزاىة
القضاة ،وضماف حيادىـ وابعاد القاضي عف كؿ ما مف شأنو أف يؤدي إلى شبية االتياـ أو
اإلمكاف ػ اإلحاطة بمقتضيات وضوابط نظاـ رد القضاة في التحيز ،فقد حاولنا ػ قدر
ضوء قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي ،وتوقفنا عند أىـ اإلشكاالت المطروحة عمى
مستوى النصوص التي تعرضت بالتنظيـ ليذا النظاـ ،مستنيريف في ىذا الصدد
بالتشريعات المقارنة والنقاشات الفقيية.
ومف بيف المسائؿ التي نرى عرضيا كنتائج لدراستنا ليذا الموضوع ما يمي:
أف أسباب الرد واردة عمى سبيؿ الحصر؛ لذا ال يمكف القياس عمييا أو التوسع في
تفسيرىا لخطورة النتائج المترتبة عمييا ،لما ليا مف أثر عمى تعطيؿ سير القضايا ،واتاحة
الفرصة لممتقاضيف سيئي النية لمتحرش بالقضاة والمس باستقالليتيـ ونزاىتيـ ،األمر الذي
قد ينعكس بالسمب عمى المؤسسة القضائية.
أف أسباب الرد غير متعمقة بالنظاـ العاـ ،ذلؾ أنو إذا لـ يطمب الخصـ رد القاضي
صحيحا ،وذلؾ عمى
ً صالحا لنظر الدعوى المعروضة عميو ،ويقع حكمو
ً يبقى ىذا األخير
عكس حاالت عدـ الصالحية ،التي يمتزـ فييا القاضي بالتنحي بقوة القانوف عف نظر
النزاع المطروح عميو ،تحت طائمة بطالف الحكـ الذي قد يصدره.
يقدر موضوع النزاع حؽ قدره ،إما لعممو بحقيقة النزاع مف مصادر خارج عف ساحة
مظموما وال يجد وسيمة إلنصافو؛ ألنو ال
ً القضاء واما لكونو يعمـ أف أحد أطراؼ النزاع
يتوفر عمى أية حجة كافية إلثبات حقو.
إذا كاف الرد يشكؿ آلية إجرائية أوجدىا القانوف لحماية حقوؽ المتقاضيف ،وضماف
نزاىة القضاة ،وحيادىـ ،إال أننا نرى بعدـ جواز التنازؿ عف طمب الرد؛ ألف تقديـ ىذا
الطمب وما يرتب عمي و مف آثار بالنسبة لمدعوى األصمية ،ومف تشويش عمى القاضي
المعني ،ثـ التنازؿ عنو بعد ذلؾ ال يخمو مف إثارة الشبيات حوؿ نزاىة وتجرد القاضي مف
جية ،باإلضافة إلى ما قد يسفر عنو مف تعطيؿ سير الدعوى األصمية ،وما يترتب عمييا
مف أضرار؛ ولذلؾ فإف الجميع قد أجمع عمى أنو حؽ عاـ ،ال يجوز التنازؿ عنو لمخالفتو
النظاـ العاـ ،وىذا ما أكدت عميو المواثيؽ الدولية ،والدساتير الوطنية.
تعتبر دعوى الرد ذات طبيعة خاصة مف حيث موضوعيا واجراءاتيا ،إذ أف
موضوعيا ليس المطالبة بحؽ خاص ،وانما المطالبة بتنحي قاضي مشكوؾ في حياده،
انطالقً ا مف أف بعث الطمأنينة في نفس المتقاضي يعتبر حمقة مف سمسمة حقوؽ الدفاع،
امتثاال لقاعدة أف األصؿ في المتقاضي أف يطمئف إلى قاضيو ،واألصؿ في المحكمة ىو
ً
الحياد.
بعد استعراضنا ألىـ نتائج دراسة موضوع نظاـ رد القضاة في ضوء قانوف اإلجراءات
المدنية اإلماراتي ،فإننا سنحاوؿ التعرض لبعض التوصيات ،وىي عمى النحو التالي:
المشرع اإلماراتي خوؿ سبعة أياـ لمقاضي لإلجابة كتابة عمى الرد ،والحاؿ أف
ِّ إف
المشرع المصري
ِّ ىذا اإلجراء في اعتقادنا ال يتطمب كؿ ىذه المدة ،وما يعزز اعتقادنا أف
حدد لمقاضي أجؿ أربعة أياـ فقط لإلجابة عمى أسباب ووسائؿ الرد المثارة؛ لذلؾ نتمنى أف
المشرع المصري في ىذا
ِّ المشرع في دولة اإلمارات العربية المتحدة مسمؾ نظيره
ِّ يسمؾ
الصدد.
نصا
ىناؾ نقص تشريعي يعتري قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي الذي لـ يضع ً
يوضح لنا مدى إمكانية رد قضاة محكمة النقض أسوة بباقي التشريعات المقارنة ،والتي
655
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نصت عمى جواز رد مستشاري محكمة النقض ،مثؿ التشريع المغربي مف خالؿ الفصؿ
298مف قانوف المسطرة المدنية ،والتشريع المصري مف خالؿ المادة 153مف قانوف
المرافعات المدنية والتجارية ،خاصة إذا تحولت ىذه المحكمة مف محكمة قانوف إلى محكمة
موضوع؛ ليذا يجب إحاطة قضاتيا بكافة الضمانات الجوىرية التي تكفؿ حياديتيـ وتبعدىـ
عف مواطف الشبيات ،السيما إذا توفرت فييـ سبب مف أسباب الرد المنصوص عمييا في
المادة 115مف قانوف اإلجراءات المدنية اإلماراتي.
نرى إعادة النظر في نص المادة 34مف القانوف المنظـ لممحكمة االتحادية العميا
رقـ 11لسنة 1973بشأف عدـ جواز رد رئيس أو قضاة المحكمة العميا ،كوف اليدؼ مف
تنظيـ قواعد الرد ىي صوف كرامة القاضي نفسو ،وابعاده عف مواطف الشبيات ،والحفاظ
عمى مكانتو وحياديتو ،فمبدأ حيادية القاضي يقوـ عمى قاعدة أصولية قواميا وجوب
اطمئناف المتقاضي إلى قاضيو ،وأف القضاء ال يصدر إال بالحؽ دوف تحيز؛ لذا فاألولى
أف تحاط الضمانات الخاصة بتنظيـ قواعد الرد لرئيس وقضاة المحكمة العميا أسوة بباقي
قضاة المحاكـ عمى مستوى الدولة.
نرى إلى جانب الفقو الراجح ضرورة وقؼ الدعوى األصمية بالحالة التي كانت
عمييا يوـ تقديـ طمب الرد ،وأف يتـ ىذا الوقؼ بقوة القانوف دوف الحاجة إلى الحكـ بو،
603
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
أخيرا ،أرج و ا﵀ القدير أف يكوف قد أليمني الصواب لتقديـ ىذا الجيد المتواضع
و ً
ليحظى بالثقة التي أتوخاىا.
﴿ وما توفيقي إال با﵀ عميو توكمت واليو أنيب﴾ صدؽ ا﵀ العظيـ
654
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة المراجع
ابف عابديف:حاشية ابف عابديف. .الجزء الخامس .دوف ذكر دار نشر.
أحمد أبوالوفا :المرافعات المدنية والتجارية بمقتضى قانوف المرافعات رقـ 13لسنة
1968وقانوف اإلثبات رقـ35لسنة .1968مكتبة الوفاء القانونية.اإلسكندرية .2115
أحمد مميجي:التعميؽ عمى قانوف المرافعات بآراء الفقو والصيغ القانونية وأحكاـ
النقض.الجزء الثاني.مكتبة دار النيضة العربية .2111.
رمزي سيؼ :الوسيط في شرح قانوف المرافعات المدنية والتجارية .دار النيضة
العربية.الطبعة التاسعة.1971.
عبد العزيز توفيؽ :التعميؽ عمى قانوف المسطرة المدنية المغربي في ضوء الفقو
والقضا ء .الجزء الثاني.الدار العربية لمموسوعات بالقاىرة باالشتراؾ مع الشركة الجديدة.
دار الثقافة بالدار البيضاء.الطبعة األولى .1983
656
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمي عبد الحميد تركي:شرح قانوف اإلجراءات المدنية(وفقا لمقانوف االتحادي رقـ
11لسنة 1992والقوانيف المكممة والمعدلة لو).دار النيضة العربية.الطبعة الرابعة.2115
فؤاد عبد المنعـ و الحسيف غنيـ :الوسيط في التنظيـ القضائي في الفقو اإلسالمي.
دار الفكر العربي ،بيروت.1999 .
محمد زكي أبو عامر :اإلثبات في المواد الجنائية.محاولة فقيية وعممية إلرساء
نظرية عامة.دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية.2111.
605
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
محمد نور عبد اليادي شحاتو:أصوؿ قوانيف المرافعات في دولة اإلمارات العربية
المتحدة.أكاديمية شرطة دبي.الطبعة األولى .1991
نبيؿ إسماعيؿ عمر :أصوؿ المرافعات المدنية والتجارية .دار الجامعة الجديدة.
اإلسكندرية .الطبعة األولى.1995.
658
اُ٘ظبّ اُوبُٗ ٠ٗٞشد اُوؼبح ك ٠ػٞء هبٗ ٕٞاالجشاءاد أُذٗ٤خ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفيرس
605
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ.ّ.د/دغ ٖ٤ػجذاُؼض٣ض ػجذهللا اُ٘جبس
615