Professional Documents
Culture Documents
كمية الحقوق
لجنة المناقشة
رئيسا جامعة الجزائر 1 أستاذ التعميم العالي أ.د الديب جمال
مقر ار جامعة الجزائر 1 أ.د لمطاعي نور الدين أستاذ التعميم العالي
عضوا جامعة الجزائر 1 أستاذ محاضر (أ) د .زيدان محمد
عضوا جامعة الجزائر 1 أستاذة محاضرة (أ) د .زواني نادية
عضوا جامعة المدية أستاذ محاضر (أ) د .عياشي جمال
عضوا جامعة بومرداس أستاذة محاضرة (أ) د .غناي زكية
محمد ابراىيمي ،الوجيز في اإلجراءات المدنية ،ج ،1ط ،4ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2009 ،ص .5 1
1
عند االلتجاء إلى القضاء ،وىي تشمؿ قواعد التنظيـ القضائي ،وقواعد االختصاص،
وقواعد إجراءات الخصومة.1
تـ اإلخبلؿ
وتنقسـ القواعد القانونية إلى قواعد موضوعية ،وأخرى إجرائية ،واذا ّ
بالقواعد الموضوعية تتدخؿ القواعد اإلجرائية إلعادة الفعالية ليا ،فالقانوف الموضوعي
يبيف كيفية إنشاء الحؽ وانقضائو ،كقانوف األسرة أو القانوف المدني أو القانوف التجاري،
ّ
تعرضت لبلعتداء ،ووسائؿ يبيف لؤلفراد كيفية حماية حقوقيـ إذا َّ
أما القانوف اإلجرائي ف ّ
االلتجاء إلى القضاء مف أجؿ استرجاع حقوقيـ ، 2وتتجسد نصوصو في قانوف اإلجراءات
المدنية أو الجزائية.
طياتو مف قواعد موضوعية ميمة ،فإنو يبقى تضمف قانوف األسرة في ّ ّ ّإنو ميما
ِ
المصاحَبة لو ،فإذا كانت القواعد الموضوعيةالمفعمَة و
ّْ رىيف القواعد الشكمية واإلجراءات
فإف القواعد اإلجرائية
تبيف المراكز القانونية لكؿ فرد مف أفراد األسرةّ ،
في قانوف األسرة ّ
تبيف كيفية المطالبة بيذه الحقوؽ ،والمحافظة عمى المراكز القانونية ،لذا أفرد المشرع
ّ
الجزائري لئلجراءات الخاصة بشؤوف األسرة فصبل كامبل في القانوف رقـ 90-94المؤرخ
في 00فيفري 0994المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الذي ألغى أحكاـ
األمر رقـ 108-77المؤرخ في 94جواف 1077المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية،
ألف قانوف األسرة في حاجة إلى
وذلؾ حتى تتبلءـ ىذه اإلجراءات مع النزاعات األسريةّ ،
الجيد لنصوصو.
قواعد إجرائية توفر لو التفعيؿ ّ
إف القانوف اإلجرائي ىو الوسيمة الضرورية لتطبيؽ القانوف الموضوعي ،ينقمو مف
ّ
حالة السكوف إلى حالة الحركة ،وىو القاطرة المحركة لمقواعد الموضوعية في قانوف
األسرة ،التي تدفعيا إلى تحقيؽ الغاية التشريعية المنشودة مف وضعيا ،حيث تعتبر
اإلجراءات القضائية المحرؾ الرئيسي لقانوف األسرة ،فبدونيا تبقى القواعد الموضوعية
أف تفعيميا
الواردة في قانوف األسرة حبيسة دفتي القانوف ،وال تترجـ إلى أرض الواقع ،إذ ّ
عمر زودة ،اإلجراءات المدنية واإلدارية في ضوء آراء الفقياء وأحكاـ القضاء ،ط ،2انسكموبيديا ،الجزائر،2015 ، 1
ص .8
2المرجع نفسو ،ص .18 ،13
2
وانزاليا لمواقع يتطمب إيجاد قضاء أسري مؤىؿ ،لديو مف القواعد اإلجرائية ما يم ّكنو مف
تطبيؽ القواعد الموضوعية األسرية.
عدة أىداؼ ذات طابع
وييدؼ المشرع مف خبلؿ وضع قانوف األسرة إلى تحقيؽ ّ
اجتماعي وانساني ،ترتبط ارتباطا وثيقا بشريعتنا اإلسبلمية الغراء ،والى إنشاء قضاء
أسري متخصص ،حيث تتجسد ىذه األىداؼ مف خبلؿ تفعيؿ القواعد الموضوعية الواردة
في قانوف األسرة ،والقواعد اإلجرائية التي تحمي الحقوؽ والمراكز القانونية المتعمقة بيذا
ألف قانوف األسرة عاجز لوحده عف تحقيؽ ىذه األىداؼ ،وىو الفرع مف فروع القانوفّ ،
بحاجة إلى قواعد إجرائية متميزة عف تمؾ المقررة في القواعد العامة في قانوف اإلجراءات
ألف االىتماـ
المدنية واإلدارية ،والتي تساير خصوصية المسائؿ المتعمقة بشؤوف األسرةّ ،
بالقواعد الموضوعية في شؤوف األسرة ،واىماؿ الجوانب اإلجرائية ،يؤدي إلى أخطاء
ومخالفات خطيرة تمس النظاـ العاـ.
أف
فعمى سبيؿ المثاؿ :ال يختمؼ اثناف حوؿ القاعدة الموضوعية التي مفادىا ّ
لمزوج حؽ إيقاع الطبلؽ بإرادتو المنفردة ،إف شاء طمّؽ واف شاء أمسؾ ،لكف ىؿ الزوج
مقيد بشكؿ أو بطريقة معينة في إيقاع الطبلؽ؟ وىؿ يجب عميو أف يمارس حقو في
ّ
يعتد بطبلقو؟ مثاؿ آخر :نص المشرع عمى وجوبية
الطبلؽ أماـ الجية القضائية حتى ّ
يبيف كيفية استيفاء إجراء الصمح
أف المشرع لـ ّ
إجراء الصمح في المادة 80مف ؽ.أ ،غير ّ
وأحكامو ،إلى غاية صدور قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،كما يطرح التساؤؿ حوؿ
ؾ الرابطة الزوجية سواء عف طريؽ اإلرادة المنفردة
جواز الطعف في األحكاـ الصادرة بف ّ
لمزوج ،أو بطمب مف الزوجة ،أو عف طريؽ التراضي؟ وما ىي اآلثار المترتبة عمى قبوؿ
الطعف في أحكاـ الطبلؽ ،والتي تنعكس عمى أحكاـ تتعمؽ بالنظاـ العاـ ،كالعدة والرجعة
والميراث ،وبذلؾ يظير االرتباط الوثيؽ بيف ما ىو موضوعي وما ىو إجرائي في قضايا
شؤوف األسرة.
وبالرجوع إلى القانوف رقـ 11-48المؤرخ في 90يونيو سنة ،1048المتضمف
ثـ صدر األمر رقـ
تضمف المسائؿ الموضوعية في شؤوف األسرةّ ،
ّ قانوف األسرة نجده
عدة تعديبلت أدخميا المشرع عمى
تضمف ّ
ّ 90-90المؤرخ في 02فيفري 0990الذي
أف ىذا التحديث في الجانب الموضوعي
األحكاـ الموضوعية في قانوف األسرة ،غير ّ
3
لـ يصاحبو تحديث في الجانب اإلجرائي األسري ،حيث برز بعض التحديث سنة 0994
مع صدور قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الذي أفرد فيو المشرع فصبل كامبل
الخاصة بقسـ شؤوف األسرة ،وأوجد بعض الحموؿ لئلشكاالت اإلجرائية التي
ّ لئلجراءات
كانت مطروحة ،وىذا ش ّكؿ خطوة إيجابية في طريؽ إيجاد قانوف إجرائي أسري مستقؿ،
إال أنيا خطوة غير كافية ،إذ ال زالت العديد مف اإلشكاالت والثغرات اإلجرائية التي ىي
بحاجة لممعالجة وايجاد حؿ ليا ،مع ضرورة إيجاد قواعد إجرائية تراعي خصوصية قضايا
خاصة ما تعمّؽ منيا بمسائؿ الزواج والطبلؽ ،واآلثار المترتبة عمييما.
ّ شؤوف األسرة،
إف تبعثر القواعد اإلجرائية المتعمقة بشؤوف األسرة ،وعدـ قدرتيا أحيانا عمى ّ
التوافؽ واالنسجاـ مع األحكاـ الموضوعية ،واغفاؿ المشرع التطرؽ لبعض المسائؿ
اإلجرائية التي لـ ينص عمييا القانوف ،يش ّكؿ عائقا أماـ المتقاضيف ،يحوؿ دوف الوصوؿ
إلى تحصيؿ حقوقيـ ،ودوف توحيد الحموؿ اإلجرائية المقترحة مف مختمؼ الجيات
القضائية عمى اختبلؼ درجاتيا ،كما قد يؤدي أحيانا إلى مخالفة النظاـ العاـ وأحكاـ
الشرع ،لذا لـ يعد مف المستساغ أف يظؿ ىذا الشغور اإلجرائي في المجاؿ األسري ،وأف
تظؿ ىذه اإلجراءات متناثرة وغير منسجمة مع القواعد الموضوعية في مسائؿ شؤوف
األسرة ،سيما ما تعمّؽ بأحكاـ الزواج والطبلؽ ،فبل يصح أف تبقى المطمقّة معمّقة لسنوات
طويمة ،ويبقى حكـ طبلقيا موقوؼ النفاذ ،معمقا عمى صدور قرار مف المحكمة العميا
يعد مقبوال أف تظؿ الحاضنة واألوالد المحضونيف عاجزيف
برفض الطعف بالنقض ،كما ال ّ
عف الحصوؿ عمى النفقة المقررة ليـ قضاء ،بسبب عجز المديف أو تحايمو أو مماطمتو،
أو عدـ العثور عميو ،وىو ما يؤدي إلى تفكؾ األسرة وضياع أفرادىا.
وسدىا،
فكاف مف الواجب الحرص عمى ت ّتبع الثغرات اإلجرائية في شؤوف األسرة ّ
وايجاد حموؿ لئلشكاالت اإلجرائية التي تحوؿ دوف التطبيؽ السميـ لمقواعد الموضوعية في
شؤوف األسرة وتحقيؽ االستقرار األسري ،وبات مف الضروري جمع شتات األحكاـ
اإلجرائية األسرية في قانوف مستقؿ ،بدؿ تفريقيا بيف عدة قوانيف ،حتى يسيؿ الرجوع
الخاصة بقضايا شؤوف األسرة ،مع تمؾ
ّ إلييا ،مع ضرورة التنسيؽ بيف القواعد اإلجرائية
الواردة في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،باعتبارىا القواعد العامة في إجراءات
التقاضي.
4
مف ذلؾ يظير أف موضوع القواعد اإلجرائية في شؤوف األسرة ذو أىمية بالغة،
سواء مف الناحية النظرية أو مف الناحية العممية ،أما مف الناحية النظرية فتكمف أىميتو
مف خبلؿ جمع شتات المقتضيات القانونية المرتبطة بالموضوع والتنسيؽ بينيا ،ومف
الناحية العممية تتجمى مف خبلؿ التوفيؽ بيف خصوصية القواعد اإلجرائية في المادة
األسرية ،عمى مس توى الممارسة القضائية مف خبلؿ االجتياد القضائي ،أو عمى مستوى
احتراـ المتقاضيف ليذه القواعد الخاصة في ىذا المجاؿ.
يتبيف مف خبلؿ ىذا الموضوع آليات تسيير المشرع لمنزاعات األسرية، كما ّ
واجراءات حمّيا في أقرب اآلجاؿ وأقؿ التكاليؼ والخسائر ،وكيؼ عمد المشرع الج ازئري
إلى تمييز القضاء األسري عف غيره مف األقساـ األخرى بإجراءات خاصة تراعي
خصوصية العبلقات األسرية ،مف أجؿ الحفاظ عمى الرابطة األسرية ،وصونيا مف التفكؾ
واالنحبلؿ ،فمثبل طبيعة قضايا الطبلؽ تأبى أف تُعامؿ معاممة القضايا المدنية ،وأف تطبؽ
عمييا القواعد اإلجرائية الواردة في القواعد العامة مطمقا ،لذا يجب التمييز بيف القواعد
اإلجرائية التي ال تخالؼ القواعد الموضوعية المتعمقة بالطبلؽ ،فبل ضير في تطبيقيا
عمى قضايا الطبلؽ ،بينما يجب استبعاد القواعد اإلجرائية التي تتنافى مع طبيعتيا ،وذلؾ
ألف القاعدة اإلجرائية
خاصة تتبلءـ مع خصوصية الطبلؽّ ، ّ بإيجاد نصوص إجرائية
ما وجدت إال لتخدـ القاعدة الموضوعية ،ال أف تنافييا وتخالفيا وتيدميا.
المعوقات اإلجرائية التي
ّ كما أف دراسة ىذا الموضوع تم ّكف الباحث مف كشؼ
تحوؿ دوف تحقيؽ األىداؼ والغايات المرجوة مف تطبيؽ النصوص الموضوعية ،سواء
تعمّقت تمؾ القواعد اإلجرائية باالختصاص النوعي واإلقميمي لممحكمة ،أو بأطراؼ الدعوى
وسيرىا ،أو بطرؽ الطعف في األحكاـ ،أو بطرؽ تنفيذىا.
وتظير أىمية دراسة القواعد اإلجرائية في شؤوف األسرة كذلؾ مف خبلؿ ترتيب
المشرع الجزاء عمى مخالفتيا -في بعض األحياف -رفض الدعوى شكبل ،وعدـ نظر
القاضي في موضوع الدعوى ،بسبب مخالفة القواعد الشكمية المقررة قانونا في سبيؿ
الوصوؿ إلى تقرير الحؽ قضاء ،وبالتالي فقداف المتقاضي حقو ،لذا فاحتراـ القواعد
اإلجرائية عند التقاضي أمر ضروري وأكيد ،حتى يصؿ الحؽ إلى صاحبو.
5
إ ّف مسألة تنفيذ األحكاـ القضائية المتعمقة بشؤوف األسرة بحاجة إلى االعتناء
ألف مرحمة التنفيذ تعتبر مف أىـ مراحؿ تحصيؿ الحقوؽ، الخاصة بياّ ،
ّ باإلجراءات
فالنصوص القانونية ما وجدت إال لتنفذ عمى أرض الواقع ،ولمقضاء الدور الفاعؿ في
إحيائيا ،حيث تعتري مرحمة تنفيذ األحكاـ القضائية في شؤوف األسرة العديد مف العوائؽ
واإلشكاالت القانونية والمادية ،قد تؤخر إسناد الحؽ لصاحبو وتمكينو منو ،وقد تحوؿ في
بعض األحياف دوف تنفيذ الحكـ القضائي ،وبالتالي دوف حصوؿ صاحب الحؽ عمى حقو،
ب ليا ألؼ حساب ،فقد حس ُ
وي َ
مما يجعؿ مف مرحمة التنفيذ عقبة كبيرة أماـ المتقاضيفُ ،
كثير ما تط أر عمييا عوارض تؤثر فييا ،وأىـ ىذه
منتظما ،بؿ ًا
ً سير
ال تسير إجراءات التنفيذ ًا
العوارض منازعات تدعى بإشكاالت التنفيذ ،والتي ىي مف العوائؽ التي يترتب عمييا
المساس بالحقوؽ المقررة ألصحابيا بموجب سندات تنفيذية حائزة لقوة الشيء المقضي فيو،
وكاف يتعيف تنفيذىا في يسر ودوف عناء.
مف أجؿ ذلؾ تشمؿ الدراسة في ىذا الموضوع ،القواعد العامة لتنفيذ األحكاـ
القضائية المتعمقة بقضايا األسرة ،مف حيث شروط صيرورة الحكـ القضائي حائ از قوة
الشيء المقضي فيو قاببل لمتنفيذ ،مقدمات التنفيذ ،الييئة المكمفة بو ،واإلشكاالت التي
تعترض تنفيذ األحكاـ القضائية المتعمقة بالزواج والطبلؽ.
ونظ ار التّساع موضوع القواعد اإلجرائية في شؤوف األسرة بسبب اتساع المواضيع
التي يعالجيا قانوف األسرة ،فسأقتصر في ىذا الموضوع عمى دراسة قضايا الزواج
والطبلؽ ،واظيار خصوصياتيا اإلجرائية ،واظيار تفاعؿ القضاء مع ىذه الخصوصيات
التي تُميز النزاعات األسرية المتعمقة بالزواج والطبلؽ ،وابراز مدى توفير إجراءات
التقاضي في المادة األسرية حماية أكثر لؤلسرة ولممتقاضيف ،في مقابؿ الحماية التي
ض َم ُنيَا القواعد اإلجرائية العامة ،وذلؾ مف حيث إجراءات إبراـ عقد الزواج واثباتو،
تَ ْ
أقرىا المشرع ،والدعاوى المرتبطة
واجراءات انحبلؿ الرابطة الزوجية بمختمؼ الصور التي ّ
ثـ تنفيذىا
بيا ،مف حيث رفعيا ،سيرىا ،الفصؿ فييا ،الطعف في األحكاـ الصادرة بشأنياّ ،
واإلشكاالت التي تطرحيا ،لذا ال يتـ تناوؿ الجوانب الموضوعية ألحكاـ الزواج والطبلؽ
إالّ بما يتطمبو فيـ الجانب اإلجرائي.
6
يمس الجوانب
وفيما يخص منيج الدراسة ،اعتمدت المنيج التحميمي ،الذي ّ
اإلجرائية بصفة أصمية ،والجوانب الموضوعية بما يخدـ الجانب اإلجرائي فقط ،وذلؾ
بتحميؿ النصوص القانونية المتعمقة بموضوع الدراسة ونقدىا ،واستعراض بعض التشريعات
المقارنة ،وعرض التطبيقات القضائية مف خبلؿ ق اررات المحكمة العميا ،مف أجؿ إحاطة
أكبر بالموضوع.
وتيدؼ ىذه الدراسة إلى:
إبداء المقترحات الكفيمة بتجاوز الفراغ والغموض الذي يميز بعض اإلجراءات
الخاصة في قضايا الزواج والطبلؽ ،وذلؾ باالستئناس باالجتياد القضائي والفقو والقانوف
المقارف ،مف أجؿ تحقيؽ مبادئ اإلنصاؼ والعدالة بيف طرفي العبلقة الزوجية ،وتحقيؽ
ؾ
ثـ تحقيؽ األمف واالستقرار بعد ف ّ
مصمحة األوالد ،أثناء قياـ الرابطة الزوجية أوالّ ،
الرابطة الزوجية ثانيا.
تبياف مدى أىمية وضرورة إحداث قانوف إجرائي أسري مستقؿ يتضمف بوضوح
وتفصيؿ كؿ اإلجراءات المتعمقة بشؤوف األسرة مف أجؿ تدعيـ وتفعيؿ دور القاضي عند
التدخؿ لفض النزاعات األسرية ،ألف القضاء األسري يعمؿ بآليات ومفاىيـ مستقمة عف
تمؾ المعموؿ بيا في القواعد العامة.
ىذا ما يجعؿ مف موضوع القواعد اإلجرائية في شؤوف األسرة -وباألخص في
مسائؿ الزواج والطبلؽ -ذو أىمية بالغة ،حيث تُطرح اإلشكالية حوؿ عن حاجة
المنازعات األسرية إلى إيجاد قواعد إجرائية جديدة أكثر مالءمة مع أحكام الشرع
والنظام العام ،بسبب خصوصية قانون األسرة واألطراف المعنية بو.
تـ تقسيـ ىذا البحث إلى مقدمة وبابيف،
وفي سبيؿ اإلجابة عمى ىذه اإلشكالية ّ
كؿ باب يحتوي عمى فصميف ،وكؿ فصؿ يتضمف مبحثيف ،وكؿ مبحث يتضمف مطمبيف،
وكؿ مطمب يتفرع إلى فرعيف ،عدا إشكاالت التنفيذ فقد تفرعت إلى أربعة فروع ،ثـ انتيى
البحث إلى خاتمة.
تـ التعرض في الباب األوؿ إلى القواعد اإلجرائية المتعمّقة بانعقاد الزواج
حيث ّ
تـ تخصيصو لدراسة إجراءات الطعف والتنفيذ في أحكاـ شؤوف وانحبللو ،أما الباب الثاني ّ
األسرة.
7
تـ التوصؿ إلييا مف خبلؿ تضمنت الخاتمة النتائج التي ّ
ّ وتتويجا ليذا البحث،
تـ نقد بعض نصوص قانوف األسرة وقانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية،األطروحة ،حيث ّ
وبعض ق اررات المحكمة العميا التي أعتقد أنيا جانبت فييا الصواب ،وخالفت بيا أحكاـ
الشرع والقانوف ،كما تضمنت الخاتمة التوصيات واالقتراحات التي أعتقد أنيا تؤدي إلى
تـ اقتراح تعديؿ بعضتطبيؽ سميـ لمقواعد الموضوعية المتعمقة بشؤوف األسرة ،حيث ّ
النصوص القانونية ،واضافة نصوص إجرائية ،دعما لمخصوصية التي تتميز بيا قضايا
وسدا لمفراغ التشريعي الذي تشيده بعض المسائؿ المتعمقة بأحكاـ الزواج
شؤوف األسرةّ ،
والطبلؽ.
عدة مراجع ،أغمبيا كتب ومؤلفات قانونية ،وبعضيا
اعتمدت في بحثي ىذا عمى ّ
يتعمؽ بكتب الفقو اإلسبلمي ،وكذا التشريعات المقارنة ذات الصمة بالموضوع ،باإلضافة
تضمف ىذا البحث الق اررات القضائية التي
ّ إلى الرسائؿ الجامعية ،والمجبلت العممية ،كما
تخدـ موضوع الدراسة ،ومبلحؽ تتضمف بعض األحكاـ القضائية غير المنشورة.
وأرجو مف اهلل أف أكوف قد وفقت في ىذا العمؿ المتواضع ،وكمي أمؿ في أف
ىامة ،واقترحت حموال تثري قانوف األسرة
أكوف قد ساىمت في تسميط الضوء عمى مسائؿ ّ
والقواعد اإلجرائية المتعمقة بو ،وتؤدي إلى تطبيؽ سميـ لمقانوف ،والى احتراـ أحكاـ الشرع
الحنيؼ.
8
الباب األول :القواعد اإلجرائية المتعمقة بانعقاد الزواج وانحاللو
إف دراسة اإلجراءات المتعمقة بانعقاد الزوجية وانحبلليا يستوجب التطرؽ إلى
ثـ معرفة اإلجراءات المتّبعة في إثبات وجوده
إجراءات إبراـ عقد الزواج وتوثيقو وتسجيموّ ،
ثـ التطرؽ إلى
والوسائؿ المعتمدة في ذلؾ ،وموقؼ القانوف والقضاء مف ىذه الوسائؿّ ،
إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة الناشئة بصفة خاصة عف إبراـ عقد زواج أو
ثـ
انحبللو ،وذلؾ مف حيث إجراءات رفع ىذه الدعاوى ،والخصوصية التي تميزىاّ ،
البت فييا.
إجراءات سيرىا و ّ
ومف ىذا المنطمؽ اقتضى األمر تقسيـ ىذا الباب إلى فصميف ،مف أجؿ بياف
ثـ بياف إجراءات ممارسة الدعاوى
إجراءات توثيؽ واثبات عقد الزواج (الفصؿ األوؿ)ّ ،
المتعمقة بانعقاد الزواج وانحبللو (الفصؿ الثاني).
الفصل األول :إجراءات توثيق واثبات عقد الزواج
يعتبر عقد الزواج مف العقود التي اشترط المشرع إبراميا أماـ موظؼ مؤىؿ،
أسند لو ميمة تحرير عقود الزواج وتسجيميا وفقا لنص المادة 18مف ؽ.أ ، ،1حيث جعؿ
الوسيمة المقبولة إلثباتو مستخرج مف سجؿ الحالة المدنية ،وفقا لممادة 22مف ؽ.أ،
وُيحرر عقد الزواج مف قبؿ الموثؽ أو موظؼ مؤىؿ قانونا ،الذي يتحقّؽ مف توافر ركف
الزواج وشروطو الواردة في المادتيف 09و 09مكرر مف ؽ.أ ،فيسمع اإليجاب والقبوؿ
مف العاقديف ،ويتأ ّكد مف أىمية الزوجيف وحضور الولي والشاىديف ،ويذكر الصداؽ،
عدة أجاز في المادة
أف المشرع والعتبارات ّ
ويتأ ّكد مف انعداـ الموانع الشرعية لمزواج ،غير ّ
22مف ؽ.أ إثبات عقود الزواج غير المسجمة بموجب حكـ قضائي إذا حاؿ ظرؼ
أف توثيؽ عقد الزواج ليس ركنايدؿ عمى ّ
ما دوف توثيقيا وتسجيميا في وقتيا ،مما ّ
وال شرطا مف شروط انعقاد الزواج ،بدليؿ أف المشرع نص عمى التوثيؽ في المادة 18مف
قانوف رقـ 11-84المؤرخ في 09رمضاف عاـ 1404الموافؽ لػ 09يونيو سنة ،1984المتضمف قانوف األسرة 1
المتمـ بقانوف رقـ 09-05المؤرخ في 25ربيع األوؿ عاـ 1426الموافؽ لػ 04مايو ،2005يتضمف الموافقة
المعدؿ و ّ
ّ
عمى األمر رقـ ،02-05المؤرخ في 18محرـ عاـ 1924الموافؽ لػ 27فبراير سنة ،2005الجريدة الرسمية ،العدد
،15السنة .2005
9
ؽ.أ وما يمييا ،والتي ال تقع تحت عنواف أركاف الزواج ،وانما تقع ضمف القسـ الثالث (في
يعد وسيمة ىامة إلثبات الرابطة الزوجية،
عقد الزواج واثباتو) ،لكف توثيؽ عقد الزواج ّ
بحيث يجب احتراـ اإلجراءات اإلدارية والتنظيمية التي اشترطيا المشرع في توثيقو.
وقد ّبيف المشرع اإلجراءات المتبعة في توثيؽ عقد الزواج وتسجيمو ،وكيفية إثباتو،
يتـ تسجيمو فيوتـ تسجيمو ،أو لـ ّ
تـ تحريره أماـ الموثؽ أو الموظؼ المؤىؿ لذلؾ ّ سواء ّ
سجبلت الحالة المدنية ،حيث يخضع توثيؽ عقد الزواج وتسجيمو ألحكاـ القانوف رقـ
11-84المؤرخ في 09جواف 1984المتضمف قانوف األسرة المعدؿ والمتمـ باألمر رقـ
02-05المؤرخ في 27فيفري ،2005وأحكاـ األمر 20-70المؤرخ في 19فيفري
1970المتعمؽ بالحالة المدنية ،وأحكاـ األمر رقـ 58-75المؤرخ في 26سبتمبر
يتـ بياف إجراءات توثيؽ عقد الزواج
1975المتضمف القانوف المدني المعدؿ والمتمـ ،و ّ
في المبحث األوؿ ،ثـ كيفية إثبات الزواج في المبحث الثاني.
حث أفراد المجتمع عمى توثيؽ عقود الزواج أماـ الجية حرص المشرع عمى ّ
حددىا ،وتسجيميا في سجبلت الحالة المدنية ،نظ ار لؤلىمية التي تكتسييا
الرسمية التي ّ
عممية توثيؽ ىذه العقود ،واآلثار التي تترتب عمييا ،سواء بالنسبة لمزوجيف أو األوالد أو
المجتمع ،سيما في وقتنا الحالي الذي ضعؼ فيو الوازع الديني لدى الناس ،وأصبح الكثير
أف إخراج عقد الزواج فييدعوف ما ال يممكوف ،ويشيدوف بما ال يعرفوف ،كما ّ مف الناس ّ
يعد وسيمة إثبات قطعية لمرابطة الزوجية ،ال تقبؿ الطعف فييا إال بالتزوير،
شكؿ رسمي ّ
وبالتالي تشكؿ ضمانة حقيقية لؤلزواج وأبنائيـ مف أف تضيع حقوقيـ أو تنكر أنسابيـ.
ثـ اإلجراءات
يتـ تناوؿ إجراءات إبراـ عقد الزواج في المطمب األوؿّ ،
لذلؾ ّ
الخاصة بتسجيؿ عقود الزواج مف خبلؿ المطمب الثاني.
10
المطمب األول :إجراءات توثيق عقد الزواج
أقر المشرع في المادة 18مف ؽ.أ إبراـ عقد الزواج أماـ الموثؽ أو ضابط الحالة
ّ
المدنية ،ولتوثيؽ عقد الزواج إجراءات إدارية وتنظيمية يخضع ليا جميع أفراد المجتمع،
يستوي فييا العاـ والخاص ،غير ّأنو ُيشترط في زواج بعض الفئات الخاصة تراخيص
يجب تقديميا عند إبراـ عقد الزواج ،حيث يتـ بياف اإلجراءات التنظيمية إلبراـ عقد الزواج
ثـ إعداد ممؼ عقد الزواج في الفرع الثاني.
في الفرع األوؿّ ،
مف أجؿ توثيؽ عقد الزواج واخراجو مف العرفية إلى الرسمية ،وجب معرفة الجية
ثـ معرفة البيانات الواجب ذكرىا
التي أسند ليا المشرع اختصاص توثيؽ عقد الزواج أوالّ ،
في العقد ثانيا ،حتى يكوف عقد الزواج صحيحا ،وقاببل لبلحتجاج واالستدالؿ بو عمى قياـ
الرابطة الزوجية.
أوال -الجية المكمفة بتوثيق عقد الزواج
يتـ عقد الزواج أماـ الموثؽ أو أماـ موظؼ
تنص المادة 18مف ؽ.أ عمى أنوّ " :
مؤىؿ قانونا مع مراعاة ما ورد في المادتيف 09و 09مكرر مف ىذا القانوف".
نصت المادة 03مف قانوف الحالة المدنية 1الفقرة 03منيا عمى تكميؼ ضابطو ّ
أما المادة 71مف قانوف الحالة المدنية فجاء فييا:
الحالة المدنية بتحرير عقود الزواجّ ،
"يختص بعقد الزواج ضباط الحالة المدنية ،أو القاضي الذي يقع في نطاؽ دائرتو محؿ
إقامة طالبي الزواج أو أحدىما أو المسكف الذي يقيـ فيو أحدىما باستمرار منذ شير واحد
عمى األقؿ إلى تاريخ الزواج ،وال تطبؽ ىذه الميمة عمى المواطنيف".
كما يستخمص مف نص المواد 96و 97و 103مف قانوف الحالة المدنية
اختصاص األعواف الدبموماسيوف أو قناصؿ الجزائر بتحرير عقود الزواج لمجزائرييف في
الخارج ،بصفتيـ ضباط الحالة المدنية طبقا لممادة األولى مف قانوف الحالة المدنية.
1األمر 20-70المؤرخ في 13ذي الحجة عاـ 1389الموافؽ لػ 19فبراير سنة 1970المتعمؽ بالحالة المدنية
المعدؿ والمتمـ ،الجريدة الرسمية ،العدد ،21سنة .1970
11
أف الجية الرسمية التي أوكؿ ليا المشرع تحرير
ومف خبلؿ ىذه النصوص يتبيف ّ
عقد الزواج ىي :ضباط الحالة المدنية ،األعواف الدبموماسييف أو القنصميف ،الموثؽ.
-1اختصاص ضباط الحالة المدنية بتوثيق عقد الزواج
أسند المشرع الجزائري لضباط الحالة المدنية ميمة تحرير عقود الزواج بموجب
المادة الثالثة الفقرة الثالثة مف قانوف الحالة المدنية ،وضباط الحالة المدنية وفقا لنص
المادة األولى مف قانوف الحالة المدنية ىـ :رئيس المجمس الشعبي البمدي ونوابو ،وفي
الخارج رؤساء البعثات الدبموماسية المشرفوف عمى دائرة قنصمية ،ورؤساء المراكز
القنصمية.
كما أجاز المشرع الجزائري بموجب المادة 02مف قانوف الحالة المدنية لرئيس
المجمس الشعبي البمدي وتحت مسؤوليتو تفويض عوف بمدي أو عدة أعواف قائميف
بوظائؼ دائمة ،وبالغيف 21سنة عمى األقؿ ،لمقياـ بمياـ ضابط الحالة المدنية المتعمقة
بتمقي التصريحات بالوالدات والوفيات ،وتسجيؿ وقيد جميع العقود أو األحكاـ في سجبلت
الحالة المدنية ،وكذلؾ لتحرير جميع العقود المتعمقة بتمؾ التصريحات ،عمى أف ُيرسؿ
القرار المتضمف التفويض إلى الوالي ،والى النائب العاـ بالمجمس القضائي الذي تقع في
دائرة اختصاصو البمدية المعنية.
وغالبا ما يقوـ رئيس المجمس الشعبي البمدي بتفويض صبلحياتو كضابط الحالة
المدنية إلى أحد الموظفيف الدائميف ،نظ ار لميامو المتعددة التي يصعب عميو التوفيؽ
فيخوؿ الموظؼ المفوض بمسؾ سجبلت الحالة المدنية وتحرير
بينيا ،والقياـ بيا بمفردهّ ،
عقود الزواج ،وىو المشاىد في أغمب بمديات الوطف إف لـ نقؿ كميا ،غير ّأنني أعتقد
يتـ
ضرورة اشتراط حد أدنى مف الشروط التي يجب توافرىا في العوف البمدي الذي ّ
تفويضو لمقياـ بمياـ ضابط الحالة المدنية ،نظ ار لخطورة المياـ التي يقوـ بيا في تحرير
عقود الزواج ومختمؼ العقود األخرى ،إذ يجب عمى األقؿ أف تتوفر في ىذا العوف
المستوى العممي الكافي ،بحممو لشيادة عممية عميا ،كشيادة الميسانس في العموـ القانونية
يتـ
أو الشرعية ،وتكوينو التكويف البلزـ لممارسة مياـ ضابط الحالة المدنية ،وذلؾ حتى ّ
تفادي الوقوع في األخطاء التي تمؤل سجبلت الحالة المدنية والشيادات والعقود التي
يحررىا األعواف المفوضوف بممارسة مياـ ضباط الحالة المدنية.
12
يخص االختصاص اإلقميمي في تحرير عقد الزواج ،فينعقد لضابط ّ أما فيما
الحالة المدنية الذي يقع محؿ إقامة أحد الزوجيف أو كبلىما بدائرة اختصاصو اإلقميمي،
أو المسكف الذي يقيـ فيو أحدىما باستمرار منذ شير واحد عمى األقؿ إلى تاريخ الزواج،
غير أف ىذه الميمة ال تطبؽ عمى المواطنيف طبقا لممادة 71مف قانوف الحالة المدنية.
وقد ألزـ المشرع الجزائري ضابط الحالة المدنية في كؿ بمدية بمسؾ ثبلث
وسجؿ عقود الوفيات ،ويتكوف
ّ وسجؿ عقود الزواج،
ّ سجؿ عقود الميبلد،
سجبلت ىيّ :
ّ
كؿ سجؿ مف نسختيف يؤشر عمييا رئيس المحكمة أو القاضي الذي يحؿ محمو ،حيث
يقوـ ضابط الحالة المدنية بتدويف كافة البيانات المتعمقة بعقد الزواج كاسـ ولقب وتاريخ
ومكاف والدة الزوجيف ،لقب واسـ أبوي الزوجيف ،ىوية ولي الزوجة ،أسماء الشيود ،مقدار
ويسجؿ عقد الزواج في السجؿ ّ الصداؽ ،وغيرىا مف البيانات المنصوص عمييا قانونا،
حاؿ إتمامو أمامو ،ويسمّـ الزوجيف دفت ار عائميا مثبتا لمزواج ،وتعتبر ىذه الوثيقة المدونة
السجؿ أصؿ عقد الزواج ،وتعتبر مرجعا يرجع إليو في حاؿ التنازع.
في ّ
ص َر إثبات
ألف المشرع الجزائري قَ َ
وتكتسي الكتابة في عقد الزواج أىمية بالغةّ ،
سج ؿ الحالة المدنية فقط ،وفي حالة عدـ تسجيمو يثبت عقد الزواج عمى مستخرج مف ّ
يتـ تسجيمو في الحالة المدنية بسعي مف النيابة العامة وفقا ألحكاـ
الزواج بحكـ قضائيّ ،
المادة 22مف ؽ.أ.
أف عدـ توثيؽ عقد الزواج أماـ ضابط الحالة المدنية
وتجدر اإلشارة إلى ّ
صحة عقد الزواج ،وذلؾ إذا توفر في العقد ركنو وشروطو
ّ أو الموثؽ ال يحوؿ دوف
ألف الكتابة في عقد الزواج ىي لئلثبات
المحددة في المادة 09و 09مكرر مف ؽ.أّ ،
وليست لبلنعقاد ،فإذا تراضى الزوجاف المذاف تتوفر فييما أىمية الزواج ،وحضر الولي
صح عقد الزواج ،غير ّأنو
ّ وتـ تحديد الصداؽ ،وانعدمت الموانع الشرعية،
والشاىدافّ ،
ثـ تسجيمو
ال يمكف إثبات ىذا العقد إال بالمجوء إلى القضاء الستصدار حكـ بإثباتوّ ،
بسجؿ الحالة المدنية الخاص بعقود الزواج.
-2اختصاص السمك الدبموماسي والقنصمي بتوثيق عقد الزواج
أقرت العديد مف االتفاقيات والمعاىدات الدولية اختصاص السمؾ الدبموماسي
ّ
بإبراـ عقود الزواج في الخارج ،ومنيا اتفاقية الىاي لسنة 1902الخاصة بالزواج،
13
واتفاقية فيينا المبرمة في 24أفريؿ ،1963والتي صادقت عمييا الجزائر بموجب
المرسوـ 85-64 1المؤرخ في 02مارس ،1964ومعاىدة الىاي لسنة 1978الخاصة
بإبراـ الزواج واالعتراؼ بو ،واالتفاقية الجزائرية الفرنسية 2المبرمة بتاريخ 24ماي ،1974
والتي صادقت عمييا الجزائر بموجب األمر رقـ 75-74بتاريخ .1974/07/12
وتعتبر مسألة توثيؽ وتسجيؿ عقود الزواج مف األوضاع الشكمية لعقد الزواج،
حيث يدخؿ ضمف الشروط الشكمية لمزواج كؿ ما يتعمؽ باإلجراءات ومسائؿ االختصاص
والزواج بالوكالة ،واشيار الزواج وتحرير عقده واثباتو ،3حيث تخضع مسألة تمييز
الشروط الشكمية لمزواج عف الشروط الموضوعية لقانوف القاضي ،الذي يقوـ بتكييؼ
ثـ يسندىا لمقانوف الذي يسري
الوقائع والتصرفات إلدراجيا ضمف فكرة مسندة ،ومف ّ
عمييا.4
وتخضع مسألة توثيؽ وتسجيؿ الزواج لمقاعدة الواردة في المادة 97مف قانوف
تبيف القانوف الواجب التطبيؽ ،والسمطة المختصة بإبراـ عقد الزواجالحالة المدنية ،والتي ّ
خير المشرع الجزائرييف المقيميف في الخارج بالنسبة إلبراـ عقود زواجيـ
وتسجيمو ،حيث ّ
وتسجيميا ،إما الخضوع لقانوف محؿ العقد أو لمقانوف الوطني.
وقد اختمؼ الفقياء في مدى تطبيؽ أحكاـ المادة 19مف القانوف المدني عمى
خير
عقود الزواج ،والتي أسند فييا المشرع الشروط الشكمية ألكثر مف ضابط إسناد ،حيث ّ
المتعاقديف بيف أربع خيارات وىي:
تطبيؽ قانوف محؿ إبراـ العقد ،تطبيؽ القانوف الوطني المشترؾ لممتعاقديف وىو
قانوف جنسيتيما إف اتحدت ،تطبيؽ قانوف الموطف المشترؾ لممتعاقديف ،تطبيؽ القانوف
الذي يحكـ الشروط الموضوعية ،حيث يرى البعض بأف ىذه المادة تنطبؽ عمى الشروط
عمي عمي سميماف ،مذكرات في القانوف الدولي الخاص الجزائري ،ط ،3ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر، 3
،2005ص .70
عميوش قربوج كماؿ ،القانوف الدولي الخاص الجزائري ،ج ،1تنازع القوانيف ،دار ىومة ،الجزائر ،2006 ،ص .95 4
14
الشكمية لسائر العقود باستثناء عقد الزواج ،1ويرى البعض اآلخر بأنيا تشمؿ سائر العقود
بما فييا عقد الزواج ،باعتباره نصا عاما.
غير أنو بالرجوع إلى النصوص الخاصة في قانوف الحالة المدنية ،سيما المادة
خير الجزائرييف الذيف يريدوف إبراـ عقود زواجيـ
97 ،96 ،95منيا ،يتضح أف المشرع ّ
في الخارج بيف خياريف :األوؿ األخذ بضابط محؿ اإلبراـ (قاعدة لوكيس ،)LOCUS
والثاني ضابط الجنسية المشتركة أو القانوف الوطني.
أ -خضوع إبرام وتسجيل عقود الزواج لقانون المحل
أف كؿ عقد زواج أُبرـ في الخارج
أقر المشرع مف خبلؿ المواد 95و 97ؽ.ح.ـ ّ
ّ
تـ وفقا لؤلشكاؿ التي يتطمبيا
بيف جزائرييف أو بيف جزائري وأجنبية يعتبر صحيحا إذا ّ
القانوف المحمي لبمد اإلقامة ،وذلؾ بالتوجو لمييئات المحمية المختصة ،وتسجيمو أماميا
وفقا لئلجراءات القانونية واإلدارية المألوفة في البمد الذي انعقد فيو الزواج ،بشرط أالّ
يخالؼ الجزائري الشروط الموضوعية لعقد الزواج التي يتطمبيا القانوف الوطني ،حيث
تخضع الشروط الشكمية لعقد الزواج في القانوف الدولي الخاص لقانوف محؿ اإلبراـ،
وتُعرؼ بقاعدة إسناد شكؿ التصرؼ لقانوف مكاف اإلبراـ -قاعدة لوكس ) ،-(locusوىو
ما تضمنتو المادة 19الفقرة األولى مف القانوف المدني ،2وكذا نص المادتيف
95و 01/97مف قانوف الحالة المدنية ،3بحيث يعتبر تسجيؿ عقد الزواج أماـ ضابط
تـ التسجيؿ عمى الشكؿ المدني، الحالة المدنية وفقا لقانوف مكاف اإلبراـ صحيحا ،إذا ّ
تـ وفقا لمشكؿ الديني ،حيث تعتبر المراسيـ الدينية مف
ويعتبر عديـ األثر كؿ تسجيؿ ّ
تنص المادة 19الفقرة 01مف القانوف المدني عمى أنو " :تخضع التصرفات القانونية في جانبيا الشكمي لقانوف 2
بمد أجنبي يعتبر صحيحا إذا حرر طبؽ األوضاع المألوفة في ىذا البمد" ،وتنص الفقرة األولى المادة 97مف قانوف
تـ
الحالة المدنية عمى " :إف الزواج الذي يعقد في بمد أجنبي بيف جزائرييف أو بيف جزائري وأجنبية يعتبر صحيحا إذا ّ
حسب األوضاع المألوفة في ذلؾ البمد شريطة أال يخالؼ الجزائري الشروط األساسية التي يتطمبيا القانوف الوطني
إلمكاف عقد الزواج".
15
الشروط الشكمية في القانوف الجزائري ،1ويمكف لمجزائرييف إعادة تسجيؿ زواجيـ لدى
األعواف الدبموماسييف التابعيف ليـ في الخارج ،وفقا لنص المادة 103مف قانوف الحالة
المدنية.
وبالنسبة لعقد الزواج المختمط ،فقد اعتمد المشرع قاعدة عامة تقضي بإسناد
الشروط الشكمية إلى قانوف مكاف اإلبراـ ،واستثناء تسند لمقانوف الوطني عف طريؽ أعواف
السمؾ الدبموماسي المعتمديف ،2حيث يعتبر عقد الزواج المبرـ في الخارج بيف جزائرييف،
أو بيف جزائري وأجنبية ،وفقا لقانوف مكاف اإلبراـ صحيحا ،شريطة عدـ مخالفة الشروط
يبيف كيفية استيفاء ىذا
أف المشرع لـ ّ
األساسية لمزواج الواردة في القانوف الوطني ،غير ّ
الشرط أماـ السمطات األجنبية عند إبراـ عقد الزواج ،أي كيؼ ُيثبت الجزائري لمموظؼ
األجنبي المكمؼ بتوثيؽ عقد الزواج وتسجيمو أنو استوفى الشروط الموضوعية لعقد الزواج
المحددة في القانوف الوطني ،لذا أوصي في ىذا المجاؿ بضرورة اشتراط تقديـ الجزائري
المختصة ،حتى
ّ تعدىا وتصدرىا السمطات الدبموماسية أو القنصمية
شيادة األىمية لمزواجّ ،
تأسيا بما
يثبت بأنو استوفي الشروط الموضوعية التي يتطمبيا القانوف الجزائري ،وذلؾ ّ
اشترطو القانوف الفرنسي في المادة 5-171مف القانوف المدني الفرنسي فيما يخص زواج
الفرنسييف الذي يبرـ أماـ سمطات البمد األجنبي.
تـ تكريس اختصاص األعواف الدبموماسييف والقناصؿ في تسجيؿ عقود وقد ّ
الزواج مف خبلؿ االتفاقية القنصمية بيف الجزائر وفرنسا الصادرة في ،1974/05/24
ترخص لمقناصمة عقد زواج بيف رعايا الدولة الباعثة ،3وكذا مف خبلؿ المرسوـ
حيث ّ
الرئاسي رقـ 405-02المؤرخ في 2002-11-26يتعمؽ بالوظيفة القنصمية ،حيث
نصت المادة 29منو عمى اختصاص ضابط الحالة المدنية في حدود أحكاـ القانوف
الجزائري لمقياـ بعقد الزواج بيف الرعايا الجزائرييف ،وكذا تسجيؿ عقود الزواج المتعمقة
بالرعايا الجزائرييف الذيف استقبموا في دولة اإلقامة حسب األصوؿ المعيودة في سجبلت
عمي عمي سميماف ،مذكرات في القانوف الدولي الخاص ،مرجع سابؽ ،ص .72-70 1
زالسي بشرى ،قيد النظاـ العاـ عمى االجتياد القضائي في الزواج المختمط ،مجمة البحوث والدراسات القانونية 2
والسياسية ،العدد األوؿ ،كمية الحقوؽ ،جامعة سعد دحمب ،البميدة ،2011 ،ص .182
عميوش قربوج كماؿ ،مرجع سابؽ ،ص .220 3
16
الحالة المدنية القنصمية ،كم ا يقوـ بتسميـ دفتر عائمي لمزوجيف بعد عقد الزواج
أو تسجيمو.1
ب -خضوع إبرام وتسجيل عقود الزواج لمقانون الوطني (ضابط الجنسية
المشتركة)
أجاز المشرع الجزائري -عمى غرار العديد مف الدوؿ -لمرعايا الجزائرييف في
الخارج إبراـ عقود زواجيـ وفقا لئلجراءات التي يشترطيا القانوف الوطني ،وذلؾ بالتوجو
أقر
إلى القنصميات والييئات الدبموماسية الجزائرية في البمد الذي يقيموف فيو ،حيث ّ
بصحة عقود الزواج المبرمة أماـ األعواف الدبموماسييف والقنصمييف في الخارج
ّ المشرع
ّ
طبقا لمقانوف الجزائري بموجب المادة 96مف قانوف الحالة المدنية التي تنص عمى" :إف
حرره
كؿ عقد خاص بالحالة المدنية لمجزائرييف صادر في بمد أجنبي يعتبر صحيحا إذا ّ
األعواف الدبموماسيوف أو القناصؿ طبقا لمقوانيف الجزائرية".
حيث يتولى رؤساء البعثات الدبموماسية والقنصمية ميمة تحرير عقد الزواج إذا
كاف طالب الزواج مف الرعايا الجزائرييف المقيميف في بمد أجنبي ،فيقوموف بمسؾ وحفظ
سجبلت الحالة المدنية ،حيث أسند المشرع اختصاص تحرير عقود الزواج الخاصة
بالجزائرييف المقيميف في الخارج وتسجيميا لؤلعواف الدبموماسييف أو القناصؿ ،مع احتراـ
الشروط األساسية المنصوص عمييا في القانوف الوطني ،لكف تشريعات بعض الدوؿ
ال تمنح ىذا االختصاص أصبل لسمكيا الدبموماسي ،كما ىو الشأف بالنسبة لبعض دوؿ
أمريكا البلتينية.2
وأجاز المشرع بموجب الفقرة األخيرة مف المادة ،02والمادة 104مف قانوف
الحالة المدنية ،أف ينوب األعواف القنصميوف عف رؤساء البعثات الدبموماسية المشرفيف
عمى دائرة قنصمية ،أو عف رؤساء المراكز القنصمية ،وذلؾ بموجب قرار مف وزير الشؤوف
الخارجية ،وذلؾ لمقياـ باستبلـ التصريحات الخاصة بالوالدات والوفيات ،أو بممارسة
السمطات التامة لضابط الحالة المدنية.
مدوري زايدي ،تسجيؿ عقود الزواج ذات العنصر األجنبي ،المجمة األكاديمية لمبحث القانوني ،كمية الحقوؽ بجاية، 1
17
أف المشرع اشترط بموجب نص المادة 97فقرة 03مف قانوف الحالة غير ّ
المدنية ،عمى الجزائري الذي يريد إبراـ عقد زواجو مف أجنبية وفقا لقانوف مكاف اإلبراـ ،أف
تـ تسجيمو في البمداف
فإنو ال يعتد بيذا العقد إال إذا ّ
تكوف ليا جنسية البمد المضيؼ ،واالّ ّ
فإنو يشترط أف يكوف عقد الزواج الذي يبرـ أماـ األعواف التي ستحدد بمرسوـ ،وعميو ّ
تـ بيف جزائرييف أو جزائري وأجنبية مف جنسية البمد
الدبموماسييف أو قناصؿ الجزائر قد ّ
الذي توجد فيو القنصمية الجزائرية ،أماّ إف كانت األجنبية ال تنتمي لجنسية البمد المضيؼ،
يتـ
فبل يمكف إبرامو أماـ السمؾ الدبموماسي أو القنصمي لمجزائر في البمد المضيؼ ،واّنما ّ
تسجيمو في البمداف التي يحددىا المشرع بموجب مرسوـ ،والذي لـ ير النور إلى يومنا
الحالي.
وتخضع عقود الزواج المبرمة أماـ الييئات الدبموماسية والقنصمية في الخارج
لمقانوف الجزائري ،سواء فيما يخص الشروط الموضوعية لمزواج أو الشروط الشكمية ،وال
تحتاج ىذه العقود لمصادقة الدوؿ المعتمديف فييا ،أو االعتراؼ ليـ بصبلحية إبراـ ىذه
أف ىذه المياـ تمارس غالبا في إطار االتفاقيات واألعراؼ الدولية.
العقود ،غير ّ
يحؽ لمجزائرييف إبراـ عقود زواجيـ في الخارج أماـ األعواف ّ فإنو
وعميو ّ
أف العرؼ الدولي يقضي بإسناد
الدبموماسيوف والقناصؿ في الدولة التي يقيموف فييا ،غير ّ
ىذا االختصاص إلى القناصؿ بالنسبة لعقود الزواج التي يكوف كبل طرفييا رعايا لدولة
القنصؿ.1
أف المشرع لـ ُيبيف في المادة 97مف قانوف الحالة المدنية حالة زواج غير ّ
الجزائرية بأجنبي ،ىؿ يمكف إبرامو وتسجيمو طبقا لقانوف المحؿ لدى الييئات المحمية لمبمد
مرد ذلؾ ىو خشية المشرع مف قياـ الجزائريات
األجنبي الذي تقيـ فيو الجزائرية؟ وربما ّ
بالتوجو إلى الييئات المحمية لمبمد األجنبي مف أجؿ عقد قرانيـ ،مخالفةً لبعض ما تقتضيو
شروط الزواج في الجزائر ،سيما منع زواج المسممة بغير المسمـ ،واف كاف في الشرط
الذي وضعو المشرع في الفقرة األولى مف المادة 97مف ؽ.ح.ـ ،باشتراطو عدـ مخالفة
الجزائري الشروط األساسية التي يتطمبيا القانوف الوطني إلمكاف عقد الزواج ،ما يبدد ىذه
ىشاـ خالد ،القانوف الواجب التطبيؽ عمى شكؿ الزواج ،منشأة المعارؼ ،اإلسكندرية ،2005 ،ص .413-412 1
18
المخاوؼ ،لذا أعتقد أف األمر يحتاج إلى تدخؿ المشرع مف أجؿ رفع المبس والغموض
بأف زواج
بشأف إبراـ وتسجيؿ زواج الجزائرية بأجنبي في الخارج ،وذلؾ بالنص صراحة ّ
الجزائرية مع أجنبي في الخارج ال يجوز إبرامو في الشكؿ المحمي مخالفة لمشروط
الموضوعية لمزواج المقررة في القانوف الجزائري ،وبصفة خاصة شرط أف يكوف الزوج
مسمما ،كما ال يجوز إبرامو وفقا لمشكؿ الديني إذا اشترطو قانوف المحؿ.1
فإنو يمكف التمييز فيما يتعمؽ بمسألة إجراءات إبراـ وتسجيؿ عقد
واجماال لمقوؿّ ،
الزواج في القانوف الدولي الخاص بيف حالتيف اثنتيف:
الحالة األولى :فيما يخص زواج الجزائريين بالخارج
يعتبر الزواج المبرـ مف قبؿ الجزائرييف المقيميف في الخارج صحيحا في نظر
تـ وفقا لمشروط الشكمية المقررة في بمد اإلقامة ،وفقا لنص المادة
القانوف الجزائري ،إذا ّ
19مف القانوف المدني ،بشرط عدـ مخالفة الجزائري لمشروط الموضوعية التي يتطمبيا
القانوف الجزائري في عقد الزواج ،كالرضا والولي والصداؽ والشاىديف واألىمية وانعداـ
الموانع الشرعية ،وفقا لنص الفقرة األولى مف المادة 6مف ؽ.ح.ـ ،وىو حكـ خاص
بزواج الجزائرييف والجزائريات فيما بينيـ ،أو الزواج بيف جزائري وأجنبية ،بحيث يعتبر
الزواج صحيحا إذا أبرـ وفقا لمشروط الشكمية التي يتطمبيا قانوف المكاف الذي أبرمت فيو،
ومراعيا لمشروط الموضوعية لمزواج الخاصة بالقانوف الجزائري.2
وقد أجاز القانوف الفرنسي إبراـ عقود زواج الفرنسييف في الخارج أماـ رجاؿ
السمؾ الدبموماسي والقنصمي وفقا ألحكاـ القانوف الفرنسي ،ولو كاف مخالفا لشكؿ الزواج
في البمد الذي أبرـ فيو عقد الزواج.3
مسعودي يوسؼ ،القانوف الواجب التطبيؽ عمى شكؿ الزواج ،المجمة األكاديمية لمبحث القانوني ،عدد خاص ،2015 2
الممتقى الوطني حوؿ تنازع القوانيف في مجاؿ األحواؿ الشخصية ،المنعقد بتاريخ 23و 24أفريؿ ،2014كمية الحقوؽ
والعموـ السياسية ،جامعة عبد الرحماف ميرة -بجاية ،ص .89
عمي عمي سميماف ،مذكرات في القانوف الدولي الخاص الجزائري ،مرجع سابؽ ،ص .72 3
19
الحالة الثانية :فيما يخص زواج األجانب بالجزائر
أجاز المشرع الجزائري لؤلجانب المقيميف في الجزائر إبراـ عقود زواجيـ أماـ
الييئات الجزائرية المؤىمة ،حيث يخضع زواجيـ مف حيث الشكؿ إلى القانوف الجزائري
باعتباره قانوف محؿ اإلبراـ ،ويشترط المشرع فقط ضرورة استمرار إقامة األجنبييف
أو أحدىما لمدة شير عمى األقؿ إلى تاريخ الزواج ،وذلؾ وفقا لممادة 71مف قانوف الحالة
المدنية.1
كما يجوز لؤلجنبييف إذا اتّحدت جنسيتيما إبراـ عقد الزواج أماـ الييئات
الدبموماسية لبمدىما والمعتمدة في الجزائر ،حيث يختص األعواف الدبموماسييف
أو القنصمييف لمجنسية المشتركة لطالبي الزواج بإبراـ عقود زواجيـ.2
-3اختصاص الموثق بتوثيق عقد الزواج
يعتبر الموثؽ ضابطا عموميا مفوضا مف قبؿ السمطة العمومية ،يتولى تحرير
العقود التي يشترط فييا القانوف الصبغة الرسمية ،وكذا العقود التي يرغب األشخاص
إعطاءىا ىذه الصبغة ،3وقد أسند المشرع لمموثؽ ميمة تحرير عقود الزواج بموجب المادة
"يتـ عقد الزواج أماـ الموثؽ أو أماـ موظؼ مؤىؿ قانونا مع مراعاة
18مف ؽ.أ ونصياّ :
ما ورد في المادتيف 09و 09مكرر مف ىذا القانوف" ،كما نصت المادة 2/72مف
يتـ الزواج أمامو ،ويسمـ إلى المعنييف
ؽ.ح.ـ عمى ما يمي" :يحرر القاضي عقدا عندما ّ
شيادة ،كما يرسؿ ممخصا عف العقد في أجؿ ثبلثة أياـ إلى ضباط الحالة المدنية الذي
يقوـ بنسخو في سجؿ الحالة المدنية خبلؿ ميمة 05أياـ ابتداء مف تاريخ تسميمو إلى
الزوجيف دفت ار عائميا ،ويكتب بياف الزواج في السجبلت عمى ىامش عقد ميبلد كؿ واحد
مف الزوجيف".
تنص المادة 71مف قانوف الحالة المدنية عمى أنو " :يختص بعقد الزواج ضابط الحالة المدنية أو القاضي الذي يقع 1
في نطاؽ دائرتو محؿ إقامة طالبي الزواج أو أحدىما أو المسكف الذي يقيـ فيو أحدىما باستمرار منذ شير واحد عمى
األقؿ إلى تاريخ الزواج .وال تطبؽ ىذه الميمة عمى المواطنيف".
مسعودي يوسؼ ،مرجع سابؽ ،ص .90 2
المادة الثالثة مف قانوف 02-06مؤرخ في 20فيفري 2006يتضمف تنظيـ مينة الموثؽ. 3
20
ويقصد بالقاضي في المادة 72سالفة الذكر الموثؽ ،ألنو قبؿ اعتبار مينة
ُ
التوثيؽ مينة مستقمة تمارس في مكاتب عمومية خارج المحكمة ،كاف القاضي يمارس
ميمة توثيؽ العقود بما فييا عقود الزواج داخؿ المحكمة ،إلى أف استقمت مينة التوثيؽ
عف المحاكـ بصدور قانوف التوثيؽ سنة .11988
والغرض مف إسناد ميمة توثيؽ عقود الزواج لمموثؽ تكمف في إضفاء الرسمية
عمى ىذه العقود ،حتى تكوف حجة قاطعة بما تتضمنو مف إثبات لواقعة الزواج ،والتي
ال يمكف الطعف فييا إال بالتزوير ،كما أف الموثؽ ذو كفاءة مشيود لو بيا ،وينعقد لو
اختصاص أصيؿ بتحرير العقود ،كما يشترط فيو حصولو عمى شيادة ليسانس في العموـ
القانونية ،باإلضافة إلى اجتيازه مسابقة وطنية ،وخضوعو لمتكويف بعد نجاحو في
المسابقة ،وخضوعو لمرقابة القضائية ،ولرقابة الييئات المينية التي يتبعيا فيما يقوـ بو مف
يحصف عقود الزواج مف األخطاء التي يمكف أف
ّ مياـ تدخؿ في إطار عممو ،كؿ ذلؾ
ترتكب عند تحريرىا وتوثيقيا وتسجيميا ،وقد أحسف المشرع بإسناده ميمة تحرير عقود
الزواج لو ،حيث ينعقد االختصاص لمموثؽ بتحرير عقود الزواج فوؽ كامؿ التراب
الوطني ،بغض النظر عف موطف طرفي عقد الزواج أو محؿ إقامتيما.2
ويتأكد الموثؽ عند تحريره عقد الزواج مف توافر ركف الزواج وشروطو المنصوص
عمييا في المادة 09و 09مكرر ؽ.أ ،حيث يتأكد مف رضا الزوجيف وأىميتيما ،وحضور
ولي الزوجة والشيود وذكر الصداؽ ،ويسمّـ لمزوجيف شيادة تثبت واقعة الزواج ،كما يرسؿ
الموثؽ ممخصا عف عقد الزواج إلى ضابط الحالة المدنية خبلؿ ثبلثة أياـ ،والذي يقوـ
بدوره بنسخو في سجؿ الحالة المدنية خبلؿ أجؿ خمسة أياـ مف تاريخ تسميمو لمزوجيف
دفت ار عائميا ،ويكتب بياف الزواج في السجبلت عمى ىامش عقد ميبلد كؿ واحد مف
الزوجيف ،طبقا لنص المادة 2/72ؽ.ح.ـ.
الجريدة الرسمية رقـ 28قانوف رقـ 02-44الصادر في 12يوليو 1988يتضمف تنظيـ التوثيؽ. 1
صارة بف شويخ ،نظـ توثيؽ عقد الزواج في دوؿ المغرب العربي ،مجمة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،العدد 2
األوؿ ،كمية الحقوؽ ،جامعة سعد دحمب البميدة ،2011 ،عدد خاص بالممتقى المغاربي " ،االجتياد القضائي في مجاؿ
األحواؿ الشخصية" المنعقد يومي 03/02مارس ،2011ص .230
21
يستشؼ مما سبؽ ذكره أف تحرير عقد الزواج مف طرؼ الموثؽ ال يكفي إلثبات
عقد الزواج ،بؿ يجب عمى الموثؽ إرساؿ ممخص مف عقد الزواج لضابط الحالة المدنية
مف أجؿ تسجيمو في عقود الزواج حتى يمكف االحتجاج بو ،واذا تقاعس الموثؽ عف القياـ
نما عمى الزوجيف
صحة عقد الزواج ،وا ّ
فإف ذلؾ ال يؤثر عمى ّ
بإجراء تسجيؿ عقد الزواج ّ
أو النيابة العامة أو مف لو مصمحة أف يقوـ برفع دعوى مف أجؿ إثبات الزواج وتسجيمو
يطبؽ اإلجراءات المقررة قانونا بغرامة ال
في الحالة المدنية ،ويتعرض الموثؽ الذي لـ ّ
يمكف أف تتجاوز 200دج بموجب حكـ صادر عف المحكمة الناظرة في المسائؿ المدنية
طبقا لممادة 77مف ؽ.ح.ـ.
ثانيا -البيانات الواجب ذكرىا في عقد الزواج
وحدد البيانات الواجب ذكرىا
أولى المشرع اىتماما خاصا بوثيقة عقد الزواجّ ،
أثناء تحريره بموجب المادة 73مف ؽ ح ـ ،نظ ار لما يرتّبو ىذا العقد مف حقوؽ والتزامات
عمى طرفيو وعمى المجتمع بأسره ،حيث ألزـ المشرع ضباط الحالة المدنية والموثؽ بذكر
محددة في عقد الزواج وىي:
بيانات ّ
تـ ضمف الشروط المنصوص عمييا في القانوف ،خاصة
-اإلشارة صراحة بأف الزواج ّ
المادة 09و 09مكرر مف ؽ.أ.
-لقب واسـ وتاريخ ومكاف الميبلد كؿ واحد مف الزوجيف.
-لقب واسـ أب وأـ كؿ واحد مف الزوجيف.
-لقب واسـ وسف كؿ واحد مف الشيود.
-الترخيص بالزواج لمف يشترط القانوف ترخيصا مسبقا ليـ عند االقتضاء.
سف الزواج الممنوح مف قبؿ الجية القضائية المختصة لمف لـ يبمغ السف
-اإلعفاء مف ّ
القانونية.
-موافقة األولياء بالنسبة لمقاصر والمحجور عميو.
-اإلشارة إلى الشروط التي يشترطيا الزوجاف أو أحدىما بمناسبة عقد الزواج.1
22
بعد بياف الجية المكمفة بإبراـ عقد الزواج وتسجيمو ،والبيانات الواجب ذكرىا فيو ،وجب
معرفة مكونات الممؼ الذي يقدمو الزوجاف لمجية المكمفة بإبراـ عقد الزواج ،وىو ما سيتـ
التطرؽ إليو في الفرع الثاني.
مكوف مف
نظ ار ألىمية عقد الزواج يشترط المشرع عمى طالبي الزواج إعداد ممؼ ّ
صحة البيانات التي يقدميا طرفي
يتـ إبراـ عقد الزواج عمى ّبينة مف ّ
عدة وثائؽ ،حتى ّ ّ
صحة عقد الزواج ،حيث يجب عمى العقد ،تفاديا لؤلخطاء والتبلعبات التي قد تؤثّر عمى ّ
طالبي الزواج تقديـ ىذه الوثائؽ إلى ضابط الحالة المدنية أو الموثؽ عند إبراـ عقد
الزواج ،حتى يكوف كؿ طرؼ في العقد عمى إطّبلع بحاؿ الطرؼ اآلخر وحالتو المدنية،
خاص بفئات معينة،
ّ عامة تشمؿ جميع طالبي الزواج ،وبعضيا
وبعض ىذه الوثائؽ ّ
ويمكف إجماليا فيما يمي:
مكونة لممف الزواج
العامة ال ّ
ّ أوال -الوثائق
تحدد مختمؼ التشريعات -ومف ضمنيا التشريع الجزائري -إجراءات وشكميات
يجب احتراميا عند توثيؽ عقد الزواج ،مف بينيا ضرورة تقديـ طالبي الزواج -ميما
اختمفت صفتيـ أو انتسابيـ الوظيفي -مجموعة وثائؽ ومستندات مف أجؿ حماية حقوؽ
تـ تحديد ىذه الوثائؽ في قانوف الحالة المدنية وقانوف األسرة،
طرفي عقد الزواج ،حيث ّ
وتتمثؿ ىذه الوثائؽ في:
إف أىـ وثيقة يشترط تقديميا شيادة ميبلد طرفي
-1شيادة ميبلد طالبي الزواجّ :
ممخص لتسجيؿ الحكـ الفردي أو الجماعي مدتيا عمى ثبلثة أشير ،أو ّ العقد ،ال تزيد ّ
نصت عميو المادة 74مف قانوف الحالة المدنية ،ويجب أف المثبت لموالدة ،وفقا لما ّ
تتضمف شيادة الميبلد رقـ الوثيقة ،واالسـ الشخصي والمقب العائمي ،وتاريخ الميبلد
ومكانو ،والجنس ،واسـ ولقب الوالديف ،وتاريخ التسميـ ،واسـ ضابط الحالة المدنية الذي
سمّـ الوثيقة وتوقيعو والختـ ،واسـ المصرح بالوالدة.
المشرع كذلؾ في نفس المادة سالفة الذكر تقديـ الدفتر العائمي
ّ -2اشترط
المتعمؽ بزواج سابؽ ،إذا كاف أحد الزوجيف سبؽ لو الزواج.
23
المشرع بنص المادة 75مف ؽ.ح.ـ عمى طالب الزواج تقديـ وثيقة ّ -3اشترط
تثبت وجود سكنو أو محؿ إقامتو ،حتى يتأ ّكد ضابط الحالة المدنية أو الموثؽ مف البمدية
المختصة بتسجيؿ الزواج في سجبلت الحالة المدنية الخاصة بيا.
-4يجب عمى المرأة التي ُح َّؿ زواجيا السابؽ أف ّ
تقدـ ضمف ممؼ الزواج نسخة
مف عقد وفاة الزوج السابؽ ،أو نسخة مف عقد الميبلد يشار فيو إلى وفاتو ،أو الدفتر
قيد فيو عقد الوفاة ،ىذا إذا ُح َّؿ زواجيا بوفاة زوجيا ،أما إذا ُح َّؿ زواجيا
العائمي الذي ّ
ممخصا مف عقد الزواج أو الوالدة أو الدفتر العائمي الذي
تقدـ ّ
بالطبلؽ ،فعمييا أف ّ
تقدـ حكـ الطبلؽ مرفقا بشيادة القاضي أو أميف الضبط يتضمف عبارة الطبلؽ ،أو ّ
بأف الحكـ صار حائ از قوة الشيء المقضي فيو ،وذلؾ وفقا لنص المادة
المختص يشيد ّ
75الفقرة الثانية مف ؽ.ح.ـ ،واف كنت أعتقد أف اشتراط إرفاؽ حكـ الطبلؽ بشيادة
بأف الحكـ صار حائ از قوة الشيء المقضي
القاضي أو أميف الضبط المختص الذي يشيد ّ
ألف أحكاـ الطبلؽ والتطميؽ والخمع والطبلؽ بالتراضي تصدر في
فيو ،أمر غير صائبّ ،
أوؿ وآخر درجة ،وىي غير قابمة لمطعف فييا بأي وجو مف أوجو الطعف العادية في الشؽ
المتعمؽ بالطبلؽ ،وما يؤكد ذلؾ الفقرة األخيرة مف المادة 49مف ؽ.أ ،التي أوجبت
تسجيؿ أحكاـ الطبلؽ في الحالة المدنية بسعي مف النيابة العامة ،وكذا المادة 57مف
ؽ.أ والمواد 433و 452مف ؽ.إ.ـ.إ ،وبالتالي فاستظيار المطمقة نسخة مف حكـ الطبلؽ
تكفي إلثبات ّأنيا مطمقة ،لذا أقترح تعديؿ نص المادة 75الفقرة الثانية مف ؽ.ح.ـ،
وحذؼ شرط إرفاؽ حكـ الطبلؽ بشيادة القاضي أو أميف الضبط المختص الذي يشيد
بأف الحكـ صار حائ از قوة الشيء المقضي فيو.
ّ
-5شرط تقديـ شيادة طبية :استحدث المشرع عند تعديؿ ؽ.أ في سنة 2005
يتعيف عمى طالبي الزواج احترامو واالمتثاؿ
بموجب المادة السابعة مكرر شرطا إضافياّ ،
يقدـ طالبي الزواج وثيقة طبية ال يزيد تاريخيا عف ثبلثة أشير ،تثبت
لو ،وىو ضرورة أف ّ
خموىما مف أي مرض ،أو أي عامؿ قد يش ّكؿ خط ار يتعارض مع الزواج ،وييدؼ ىذاّ
الشرط إلى حماية الشريؾ في العبلقة الزوجية مف األمراض المعدية ،والتي يمكف أف
24
تشكؿ في المستقبؿ سببا ليدـ العبلقة الزوجية ،وىو شرط يؤدي ال محالة إلى التقميؿ مف
نسبة الطبلؽ.1
ويتعيف عمى ضابط الحالة المدنية أو الموثؽ القائـ بتحرير عقد الزواج التأ ّكد مف
خضوع الطرفيف لمفحوصات الطبية ،ومف عمميما بما قد تكشؼ عنو مف أمراض
أو عوامؿ قد تشكؿ خط ار يتعارض مع الزواج ،ويؤشر بذلؾ في عقد الزواج ،حيث يقع
عمى عاتؽ ضابط الحالة المدنية أو الموثؽ القياـ بااللتزامات التالية:2
أ -التأ ّكد مف خضوع الطرفيف لمفحوصات الطبية المحددة قانونا قبؿ تحرير عقد
الزواج طبقا لنص المادة 07مكرر مف ؽ.أ.
ب -عدـ تحرير عقد الزواج إال بتقديـ الطرفيف لمشيادة الطبية ،تطبيقا لنص
يحدد
المادة 06مف المرسوـ التنفيذي رقـ 154-06مؤرخ في 2006/05/11الذي ّ
شروط وكيفيات تطبيؽ أحكاـ المادة 07مكرر مف ؽ.أ.
ج -إعبلـ الطرفيف بما قد تكشؼ عنو الفحوصات الطبية مف أمراض أو عوامؿ
وضحو المرسوـ التنفيذي سالؼ
قد تشكؿ خط ار يتعارض مع الزواج ،ويتـ ذلؾ حسب ما ّ
الذكر في المادة 07منو ،باالستماع لكبل الطرفيف في آف واحد مف عمميما بنتائج
الفحوصات التي خضع ليا كؿ منيما ،وباألمراض أو العوامؿ التي قد تشكؿ خط ار
يتعارض مع الزواج.
د – اشترطت المادة 07مكرر مف ؽ.أ ،والمادة 07مف المرسوـ التنفيذي -06
،154تأشير كؿ مف ضابط الحالة المدنية أو الموثؽ في عقد الزواج بما يد ّؿ عمى عمـ
الزوجيف بما تضمنتو الشيادة الطبية.
ج -عدـ امتناع ضابط الحالة المدنية أو الموثؽ مف إبراـ عقد الزواج ألسباب
طبية مخالفة إلرادة الطرفيف ،وذلؾ تطبيقا لنص المادة 07الفقرة 02مف المرسوـ
التنفيذي .154-06
إدريس الفاخوري ،قانوف األسرة المغربي ،ج ،1أحكاـ الزواج ،ط ،1مطبعة الجسور ،وجدة المغرب ،2005 ،ص 1
.184
معدة لطمبة السنة الرابعة عموـ قانونية وادارية ،كمية الحقوؽ والعموـ
مراد كاممي ،الوجيز في قانوف األسرة ،مذكرة ّ
2
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 357345مؤرخ في ،2006/06/14مجمة المحكمة العميا ،عدد 1
الطيب زروتي ،القانوف الدولي الخاص الجزائري ،مرجع سابؽ ،ص .158 1
عبد العزيز سعد ،قانوف األسرة الجزائري في ثوبو الجديد ،مرجع سابؽ ،ص 62و.63 2
المحكمة العميا ،غرفة شؤوف األسرة والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2016/12/07رقـ ،1028971مجمة المحكمة 3
المحكمة العميا ،غرفة شؤوف األسرة والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2016/07/13رقـ ،1005800مجمة المحكمة 1
عمى موظفي األمف الوطني( ،الجريدة الرسمية عدد 34السنة العشروف) عمى ما يمي " :ال يمكف لموظفي األمف
الوطني عقد الزواج بدوف ترخيص كتابي سابؽ مف السمطة التي ليا صبلحية التعييف .إف طمب الترخيص بالزواج يجب
أف يقدـ ثبلثة أشير قبؿ االحتفاؿ بالزواج ،ويجب أف يستند الطمب عمى استخراج نسخة مف شيادة ميبلد الزوج وشيادة
الجنسية ،وعند االقتضاء يجب ذكر مينة ومشغؿ الزوج وتمزـ اإلدارة بالرد خبلؿ شيريف ابتداء مف تاريخ إيداع الطمب.
وفي حالة ما إذا عقد الموظؼ المعني باألمر الزواج منتيكا أحكاـ الفقرات السابقة ،أو بالرغـ مف الرفض المبرر لطمبو،
فإف السمطة التي ليا صبلحية التأديب أف تتخذ أي إجراء خاص يحمي مصالح الخدمة ،وذلؾ بعد استشارة المجنة
المتساوية األعضاء المختصة".
29
ما نصت عميو المادة 24مف نفس المرسوـ .1ويجب أف يرفؽ الطمب بنسخة عف وثيقة
شيادة ميبلد الزوج ،وشيادة الجنسية ،وعند االقتضاء يذكر مينتيا ،والشخص الذي تعمؿ
بالرد خبلؿ شيريف ابتداء مف تاريخ إيداع طمب
عنده إف كانت عاممة ،وتمزـ الجية اإلدارية ّ
الترخيص.
أف أفراد الجيش الوطني الشعبي ممزموف بالحصوؿ عمى رخصة مسبقة كما ّ
بالزواج صادر عف القيادة العسكرية التابعيف ليا ،سواء كانوا عامميف بصفة دائمة
أو بصفة مؤقتة ،حيث جاء في النصوص المتعمقة بالنظاـ العسكري ،والمنشوريف الصادريف
عف و ازرة العدؿ ،األوؿ صادر بتاريخ 1967 -06-13تحت رقـ ،329والثاني صادر
بتاريخ 1968/06/25تحت رقـ ،364أف زواج أحد أفراد الجيش الوطني الشعبي ال يمكف
إبرامو أو عقده إال بعد تقديـ رخصة تمنحيا لو و ازرة الدفاع ،ويشمؿ ىذا األمر كؿ فئات
المجنديف
ّ العسكرييف الذيف ىـ في الخدمة الفعمية ،سواء كانوا مف رجاؿ الدرؾ الوطني أو
الخاضعيف لمخدمة الوطنية ،2وبالتالي عمى ضابط الحالة المدنية أو الموثؽ أف يطالب
الزوج أو الزوجة المنتميف إلى ىذه الفئة بإحضار الرخصة الصادرة عف مصالح الدفاع
فإنو يمتنع عف تحرير وتسجيؿ عقد الزواج. الوطني ،واال ّ
إف مخالفة ىذه الفئات لمقواعد التنظيمية التي تنص عمى ضرورة حصوليـ عمى
ّ
ترخيص مسبؽ مف الجية الوصية مف أجؿ الزواج ،ال يجعؿ مف زواج ىذه الفئات دوف
ألف المادة 23مف المرسوـ 481-83لـ يرتّب جزاء بطبلف عقد
ترخيص زواجا باطبلّ ،
الزواج عند مخالفة أحكامو ،بؿ يكوف زواجيـ صحيحا متى استوفى ركف الزواج وتوفّرت
أف قاضي شؤوف األسرة ال يحؽ لو أف يمتنع عف تثبيت الزواج العرفي الذي
شروطو ،كما ّ
أبرمو موظؼ األمف أو العسكري ولـ يستوؼ فيو شرط الحصوؿ عمى رخصة الزواج،
وال يحؽ لمقاضي أف يط مب منو إحضار الرخصة مف سمطة التعييف ،واّنما يتأكد القاضي
فقط مف استيفاء ركف الزواج وشروطو المحددة قانونا ،مف أجؿ تطبيؽ نص المادة 22
مف ؽ.أ ،وتثبيت الزواج العرفي واألمر بتسجيمو في سجبلت الحالة المدنية ،أما الجزاء
الذي يتعرض لو المخالؼ لشرط الحصوؿ عمى ترخيص مسبؽ لمزواج ،ىو خضوعو
تنص المادة 24مف نفس المرسوـ عمى " :ال يستطيع موظفو الشرطة مف الجنس النسوي عقد الزواج قبؿ ترسيميف". 1
عبد العزيز سعد ،قانوف األسرة الجزائري في ثوبو الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .66 2
30
إلجراءات تأديبية أماـ المجنة المتساوية األعضاء ،1وقد تصؿ العقوبة إلى الطرد مف
منصبو الوظيفي.
-02التارخيص الصادرة عن جيات قضائية
المشرع عمى بعض الفئات حصوليا عمى ترخيص مف القضاء مف أجؿ
ّ يشترط
القصر ،وعند التعدد ،حيث أسند
ّ إبراـ عقد الزواج الخاص بيـ ،وذلؾ في حالة زواج
المشرع لرئيس المحكمة سمطة منح الترخيص إلبراـ عقد الزواج لمف لـ يبمغ السف
القانونية لمزواج ،أو لمف يريد التعدد.
القصر
ّ أ -الترخيص بزواج
تشترط غالبية التشريعات األسرية توافر األىمية الكاممة في طالبي الزواج نظ ار
لآلثار التي يرتّبيا عقد الزواج ،وما ينتج عنو مف حقوؽ وواجبات تقع عمى عاتؽ
الرشد القانوني المجوء إلى
سف ّأف ىذه التشريعات نفسيا تسمح لمف لـ يبمغ ّ
الزوجيف ،غير ّ
القضاء مف أجؿ استصدار ترخيص بإبراـ عقد زواج القاصر ،مراعاة منيا لمعادات
واألعراؼ التي نشأت عمييا المجتمعات ،خاصة في البمداف العربية واإلسبلمية ،والتي
تسمح بزواج ىذه الفئة.2
سف الرشد 19سنة كاممة،
حيث تكتمؿ أىمية الرجؿ والمرأة في الزواج ببموغيما ّ
السف
ّ أف يجوز لمقاضي أف ُيعفي القاصر مفوفقا لنص المادة 07مف ؽ.أ ،غير ّ
المحددة قانونا ،فيمنح ترخيصا لمقاصر الذي يريد الزواج ،متى رأى في ذلؾ مصمحة لو،
أو ضرورة تقتضيو ،وبعد التأ ّكد مف قدرة القاصر عمى الزواج.
وتتمخص إجراءات طمب الترخيص في تقديـ ولّي القاصر طمبا كتابيا إلى رئيس
مبينا
السف القانونية لمزواجّ ،
ّ المحكمة المختصة محميا ،مف أجؿ إعفاء القاصر مف
األسباب والدواعي التي تستوجب ذلؾ ،حيث يقوـ رئيس المحكمة بدارسة الطمب ،والتحقؽ
صحة المعمومات الواردة في الطمب
وجديتيا ،ومف ّ
مف توافر األسباب المبررة لمترخيص ّ
والوثائؽ المرفقة ،حيث لو أف يستدعي القاصر ووليو ومناقشتيما في الموضوع،
عبد الفتاح تقية ،مباحث في قانوف األسرة الجزائري مف خبلؿ مبادئ وأحكاـ الفقو اإلسبلمي ،ديواف المطبوعات 1
31
كما لو إجراء بحث اجتماعي ،أو طمب فحص طبي ،وبعد استطبلع رأي وكيؿ الجميورية
في الموضوع ،يكوف لرئيس المحكمة السمطة التقديرية في منح الترخيص أو رفض
توصؿ إليو مف قناعة حوؿ توافر الضوابط القانونية المتعمقة
ّ الطمب ،بناء عمى ما
بالمصمحة أو الضرورة والقدرة عمى الزواج ،وبعد صدور األمر بمنح الترخيص واإلعفاء
مف السف القانونية لمزواج ،يسمّـ الترخيص لمطالب مف أجؿ استظياره لضابط الحالة
رخص لو بالزواج المدنية أو الموثؽ عند إبراـ عقد الزواج ،حيث يكتسب القاصر الذي ّ
أىمية التقاضي فيما يتعمؽ بآثار الزواج مف حقوؽ والتزامات ،وفقا لنص المادة 07الفقرة
02مف ؽ.أ.
لكف بالرجوع إلى المادة السابعة مف ؽ.أ ،نجد أنيا تطرح العديد مف التساؤالت،
ومف بينيا :مف ىو القاضي المعني بمنح الترخيص؟ وما ىو السف األدنى الذي ال يجوز
منح الترخيص دونو؟ وىؿ يجوز الطعف في قرار القاضي إذا رفض منح الترخيص؟
أ 1-الجية المختصة بإصدار الترخيص
أف قاضي شؤوف األسرة ىو إف الظاىر مف نص المادة السابعة مف ؽ.أ ّ ّ
المختص بمنح ىذا الترخيص ،كما أ ّكد ذلؾ قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الذي صدر
نصت عمى اختصاص الحقا في سنة 2008مف خبلؿ المادة 423الفقرة األولى ،والتي ّ
قسـ شؤوف األسرة بالنظر في الدعاوى المتعمقة بالخطبة والزواج والرجوع إلى بيت الزوجية
وانحبلؿ الرابطة الزوجية وتوابعيا ،وبالتالي فقاضي شؤوف األسرة ىو المختص بالنظر في
أف الواقع العممي أثبت أف رئيس المحكمة ىو مف
لمقصر ،غير ّ
ّ طمبات الترخيص بالزواج
يستأثر بإصدار مثؿ ىذه التراخيص في بعض محاكـ الوطف ،وذلؾ ربما إعماال لنص
المادة 16مف القانوف العضوي المتعمؽ بالتنظيـ القضائي ،1الذي يخوؿ لرئيس المحكمة
أف يرأس أي قسـ مف أقساـ المحكمة ،لذا فاختبلؼ العمؿ بيف محاكـ الوطف فيما يخص
لمقصر ،بيف مف ُيسندىا
ّ ىذه المسألة المتعمقة بمف يختص بإصدار تراخيص الزواج
القانوف رقـ 11-05المؤرخ في 17يوليو 2005المتعمؽ بالتنظيـ القضائي المنشور بالجريدة الرسمية رقـ 15لسنة 1
.2005
32
لقاضي شؤوف األسرة أو لرئيس المحكمة ،ال تشكؿ خرقا قانونيا ،بؿ ليا وجو محتمؿ،
ما داـ يحؽ لرئيس المحكمة ت أّر ُس أي قسـ مف أقساـ المحكمة.1
فيقدـ طمب الترخيص بالزواج لمقاصر أماـ
أما مف ناحية االختصاص اإلقميمي ّ
المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا اإلقميمي مكاف إقامة طالب الترخيص ،طبقا
لممادة 426الفقرة السابعة مف ؽ.إ.ـ.إ.
أ 2-الوثائق المرفقة بطمب الترخيص
يقدـ طمب الترخيص غالبا مرفقا بعدة وثائؽ منيا :شيادة ميبلد أصمية لمقاصر،
ّ
تبيف محؿ إقامة
شيادة ميبلد أصمية لولي القاصر ،شيادة ميبلد أصمية لمزوج ،وثيقة ّ
طالب الترخيص ،شيادة طبية تثبت القدرة الجسدية والنفسية لمزوج القاصر مف أجؿ
ممارسة الحياة الزوجية ،وثيقة تثبت الرابطة بيف الولي والقاصر لمتأكد مف واليتو لو،2
الوثائؽ المثبتة لمبررات طمب الترخيص بالزواج.
أ 3-الطعن في أمر الرفض
يطرح التساؤؿ حوؿ مدى جواز الطعف في األمر برفض منح الترخيص بالزواج
لمقاصر؟ وىؿ عمؿ القاضي في ىذه المسألة يعد عمبل قضائيا أـ عمبل والئيا؟
لمعرفة مدى جواز الطعف في األمر برفض منح الترخيص بالزواج لمقاصر وجب
تكييؼ األمر بالرفض ،لمعرفة ىؿ يدخؿ ضمف األعماؿ الوالئية لمقاضي أـ ضمف
األعماؿ القضائية؟
يطرح الفقو ا لعديد مف المعايير لمتمييز بيف األعماؿ الوالئية واألعماؿ القضائية،
مف بينيا أف األعماؿ التي يصدرىا القاضي بناء عمى عريضة ،ودوف تكميؼ الخصوـ
أف كؿ عمؿ يصدر عف بالحضور ،تعتبر أعماال والئية ،بينما يرى البعض اآلخر ّ
قرر حقوقا سابقة فيعتبر عمبل
القاضي ينشئ حقوقا مستقبمية يعتبر عمبل قضائيا ،أما لو ّ
والئيا ،3كما يميز البعض بينيما بالنظر إلى طبيعة العقبة التي تواجو القاضي عند الفصؿ
فاسي عبد اهلل ،المركز القانوني لمقاصر في الزواج والطبلؽ ،رسالة لنيؿ شيادة الدكتوراه في القانوف الخاص ،كمية 1
الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة أبو بكر بمقايد ،تممساف الجزائر ،2015/2014 ،ص .89 – 88
المرجع نفسو ،ص .90 2
عمر زودة ،اإلجراءات المدنية عمى ضوء آراء الفقياء وأحكاـ القضاء ،مرجع سابؽ ،ص .199 3
33
في الطمب ،فإذا أصدر القاضي عممو دوف نزاع بيف الطرفيف كاف العمؿ والئيا ،باعتبار
أف تدخؿ القاضي كاف مف أجؿ إزالة عقبة قانونية وضعيا المشرع أماـ إرادة األفراد ،أما
ّ
لو واجو القاضي عقبة مادية نشئت مف تعارض مصالح الخصوـ ،كاف العمؿ قضائيا.1
أف األمر الصادر عف القاضي بالترخيص مف خبلؿ ىذه المعايير يمكف القوؿ ّ
بالزواج لمقاصر يعد أم ار والئيا ،باعتبار عدـ وجود نزاع قائـ بيف األطراؼ ،وأف ىذا
العمؿ يزيؿ عقبة قانونية أقرىا المشرع أماـ إرادة األفراد ،وبالتالي فإف ىذا األمر يعد غير
قابؿ لمطعف فيو بأي طريؽ مف طرؽ الطعف ،غير أنني أعتقد أنو يمكف لصاحب الطمب
استجد في الموضوع ما يجعؿ
ّ مضي مدة مف الزمف ،إذا
ّ أف يتقدـ بطمب جديد بعد
القاضي يمنح الترخيص.
لمسن
ّ أ 4-الحد األدنى
لمسف الذي ال يجوز لمقاضي الترخيص بالزواج
ّ الحد األدنى
ّ يحدد المشرع
لـ ّ
يرخص بالزواج قبؿ ذلؾ "...
دونو ،حيث جاء في المادة 07مف ؽ.أ ... " :لمقاضي أف ّ
فالمشرع ترؾ المجاؿ مفتوحا لمقاضي ،الذي عميو فقط أف يراعي المصمحة أو الضرورة
كنت أعتقد أنو يجب تحديد سف أدنى ال يمكف النزوؿ التي تقتضي زواج القاصر ،واف ّ
تحتو ،مراعاة لمقدرة الجسدية والنفسية لمقاصر ،إذ ال يعقؿ تزويج القاصر عديـ التمييز،
وىو كؿ قاصر لـ يبمغ ثبلثة عشر سنة وفقا لنص المادة 02/42ؽ ـ ،لذا يتعيف عمى
المشرع تحديد الحد األدنى الذي ال يجب النزوؿ عنو في تزويج الصغار.
سف الرشد وكانوا
المشرع لـ ينظّـ زواج األشخاص الذيف بمغوا ّّ أف
وأشير إلى ّ
درؾ ،كالمجنوف أو المعتوه ،فباعتبارىـ فاقديف األىمية
فاقديف قواىـ العقمية أو فاقديف اإل ا
ألف كؿ تصرؼ منيـ يقع باطبل بطبلنا يصح منيـ إبراـ العقود ،ومنيا عقد الزواجّ ،
ّ فبل
2
أف الشريعة اإلسبلمية وقوانيف األسرة المغاربية نظّمت زواج ىذه الفئة وفؽ
مطمقا ،غير ّ
34
شروط مضبوطة واجراءات محددة ،تيدؼ إلى حماية فاقد األىمية ،حيث يتدخؿ القضاء
ليرخص بزواج ىذه الفئة عند توفر الشروط المحددة قانونا.1
بشكؿ أساسي ّ
نصو عمى إمكانية منح الترخيص لمف لـ يبمغ السف أف المشرع بالرغـ مف ّكما ّ
مما يستدعيالقانونية لمزواج ،إالّ أنو لـ ينظـ إجراءات منح ىذا الترخيص بصفة دقيقةّ ،
تدخمو لمفصؿ فيما سبؽ ذكره مف نقائص وفراغات إجرائية شابت تنظيـ ىذه المسألة،
وتنظيـ زواج األشخاص فاقدي األىمية وناقصييا ،وتحديد الشروط واإلجراءات الواجبة
االتّباع في زواج ىذه الفئة.
التعدد
ب -الترخيص ب ّ
التعدد حصوليـ عمى ترخيص مف رئيس المحكمة، ّ ألزـ المشرع الجزائري ُمريدي
التعدد،
ّ ضيؽ مف خبلليا مجاؿ
واشترط شروطا لمف ُيريد الزواج بأكثر مف زوجة واحدة ّ
حيث تنص المادة 08مف ؽ.أ عمى ّأنو"ُ :يسمح بالزواج بأكثر مف زوجة واحدة في حدود
الشريعة اإلسبلمية متى وجد المبرر الشرعي وتوفرت شروط ونية العدؿ .يجب عمى الزوج
يقدـ طمب الترخيص بالزواج
إخبار الزوجة السابقة والمرأة التي يقبؿ عمى الزواج بيا ،وأف ّ
إلى رئيس المحكمة لمكاف مسكف الزوجية .يمكف رئيس المحكمة أف يرخص بالزواج
الجديد إذا تأ ّكد مف موافقتيما وأثبت الزوج المبرر الشرعي وقدرتو عمى توفير العدؿ
نصت المادة 08مكرر 01عمى" :يفسخ الزواج
والشروط الضرورية لمحياة الزوجية" ،كما ّ
الجديد قبؿ الدخوؿ إذا لـ يستصدر الزوج ترخيصا مف القاضي وفقا لمشروط المنصوص
عمييا في المادة 08أعبله".
ب 1-شروط التعدد
التعدد التي يجب عمى طالب
ّ أف شروط
مف خبلؿ المادتيف المذكورتيف يتّضح ّ
الترخيص أف يستوفييا ىي:
تنص المادة 23مف مدونة األسرة المغربية " :يأذف قاضي األسرة المكمؼ بالزواج بزواج الشخص المصاب بإعاقة 1
ذىنية ذك ار كاف أـ أنثى ،بعد تقديـ تقرير حوؿ حالة اإلعاقة مف طرؼ طبيب خبير أو أكثر ،يطمع القاضي الطرؼ
اآلخر عمى التقرير وينص عمى ذلؾ في محضر ،يجب أف يكوف الطرؼ اآلخر راشدا ويرضى صراحة في تعيد رسمي
بعقد الزواج مع المصاب باإلعاقة".
35
أقرتو الشريعة اإلسبلمية مف حيث العدد،
التعدد في حدود ما ّ
ّ -1أف يكوف
مقيد بقيد
فبل يجوز أف يجمع الرجؿ أكثر مف أربع زوجات في آف واحد ،وبالتالي فالرجؿ ّ
العدد ،وىو أربع زوجات.
المبرر الشرعي :جعؿ المشرع مفيوـ المبرر الشرعي ينصرؼ إلى
ّ -2توفر
حدد المنشور الوزاري 1رقـ -84
أمريف اثنيف ،وىما العقـ والمرض المزمف فقط ،حيث ّ
المبرر القانوني في حالتيف ىما:
102الصادر في ّ 1984/12/23
أ -المرض المزمف :فإذا مرضت الزوجة مرضا مزمنا ألزميا الفراش وأقعدىا عف
القياـ بواجباتيا اتجاه زوجيا ،وأثبت الزوج ذلؾ بشيادة طبيب مختص ،اعتبر ذلؾ مبر ار
يسمح لو بالزواج مرة ثانية ،جاء في المنشور المذكور أعبله ":أف عمى الموثؽ أو ضابط
الحالة المدنية التأكد مف وجود الم ّبرر الشرعي وال يكتفي فيو بالمشافية أو اإلقرار ،بؿ
البد مف شيادة طبيب اختصاصي يثبت ذلؾ ،فإف لـ يثبت ىذا ،رفض الموثؽ أو ضابط
الحالة المدنية إبراـ ىذا العقد".
أف
طبيا ّ
قر بيا الزوجيف ،فإذا ثبت ّ
ذرية ي ّ
ب -العقـ :مف مقاصد الزواج إنجاب ّ
مرة
رخص لمزوج بالزواج ّ
فإنو ُي ّ
الزوجة عقيـ وال يمكنيا بحاؿ مف األحواؿ إنجاب األوالدّ ،
ثانية.
أما ما عدا الحالتيف المذكورتيف ،فبل يعتبر مبر ار شرعيا في نظر المشرع ،والّ
يخوؿ الزوج التعدد.
ّ
-3توفر شروط ونية العدؿ :وىو شرط اشترطو المشرع بالرغـ مف صعوبة
النية محمّيا القمب،
التحقّؽ منو ،بؿ قد يستحيؿ لو ذلؾ ،ألّنو يتعمؽ بباطف الشخص ،و ّ
فأنى لمقاضي التحقؽ مف توافره ،حتى لو زعـ الرجؿ ّأنو ينوي العدؿ بيف زوجاتو ،لذا
ّ
أقترح تعديؿ ىذه المادة بحذؼ لفظ " ّنية العدؿ" واالكتفاء بػ" :وتوفرت شروط العدؿ"،
بالتعدد.
ّ والتي تنصرؼ عادة إلى القدرة المادية لطالب الترخيص
-4إعبلـ الزوجة أو الزوجات السابقة ،والمرأة التي ينوي الزواج بيا ،وىو أمر
اشترطو المشرع حتى تكوف كؿ زوجة عمى ّبينة مف أمرىا ،وحتى ال يقع التدليس عمى
المنشور الوزاري رقـ 84/102الصادر في 1984/12/23المتضمف تطبيؽ وتفسير المادة 08مف قانوف األسرة 1
الجزائري.
36
منيف ،كما اشترط المشرع موافقة كؿ واحدة مف الزوجات السابقة ،وكذا موافقة المرأة
ّ أي
التي ينوي الزواج بيا مف جديد.
يمزـ الشخص الذي ُيريد
-5الترخيص بالزواج مف طرؼ رئيس المحكمةُ :
يقدـ طمبا لرئيس المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف إقامة طالب
التعدد أف ّ
الترخيص وفقا لنص المادة 426مف ؽ.إ.ـ.إُ ،ي ّبيف مف خبللو لرئيس المحكمة توفر
الشروط سالفة الذكر ،ويتضمف الطمب غالبا البيانات التالية:1
طمب خطي مف الزوج المعني باألمر ،شيادة إقامة ،شيادة طبية تثبت المبرر الشرعي،
شيادة ميبلد أصمية لكؿ مف الزوج والزوجة والمرأة التي يراد الزواج بيا كزوجة ثانية،
نسخة مف سجبلت عقود الزواج السابؽ ،نسخة مف سجبلت الحالة العائمية لمزواج
السابؽ ،نسخة مف بطاقة التعريؼ الوطنية لكؿ األطراؼ.
المختصة بمنح الترخيص
ّ ب 2-الجية
المختصة بمنح الترخيص بالتعدد ىو
ّ أف الجيةنصت المادة 08مف ؽ.أ عمى ّ
ّ
ثـ عدؿ عف رئيس المحكمة التي يقع ضمف اختصاصيا اإلقميمي مكاف مسكف الزوجيةّ ،
ذلؾ بموجب نص المادة 426مف ؽ.إ.ـ.إ ،وأسند االختصاص بمنح الترخيص لرئيس
ال محكمة التي يقع ضمف اختصاصيا اإلقميمي مكاف إقامة طالب الترخيص ،وليس
بالضرورة أف يكوف مكاف مسكف الزوجية ىو نفس مكاف إقامة طالب الترخيص ،لذا أعتقد
أف نص المادة 07/426سالؼ الذكر ىو الواجب التطبيؽ ،بدال مف نص المادة 02/08
متأخر عف تعديؿ قانوف األسرة،
ا مف ؽ.أ ،نظ ار لصدور قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية
وقد يكوف ذلؾ تعديبل مف المشرع لبلختصاص اإلقميمي عند طمب الترخيص بالزواج،
ألف جعؿ االختصاص اإلقميمي بمكاف مسكف الزوجية ،قد يطرحوحسنا فعؿ المشرع ّ
وتعددت المساكف
العديد مف اإلشكاالت إذا كاف الزوج متزوجا باثنتيف أو ثبلث زوجاتّ ،
الزوجية لمزوج الواحد ،وتباعدت عف بعضيا ،فأي مسكف يعتمد لمعرفة المحكمة المختصة
إقميميا لتقديـ طمب الترخيص بالزواج؟ لذا فاعتماد معيار مكاف إقامة طالب الترخيص
أحسف.
جماؿ عياشي ،قيود تعدد الزوجات بيف الشريعة والقانوف ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف فرع القانوف 1
الخاص ،كمية الحقوؽ والعموـ اإلدارية بف عكنوف ،جامعة الجزائر ،2005-2004 ،ص .110
37
ب 3-إجراءات الحصول عمى الترخيص بالتعدد
يتـ تقديـ طمب الترخيص بالزواج في شكؿ عريضة مف نسختيف ،توجو إلى السيدّ
يبيف فييا الطالب توفر الشروط المحددة قانونا لقبوؿ
رئيس المحكمة المختصة إقميمياّ ،
التعدد ،مع إثبات دفع الرسـ القضائي ،عف طريؽ أمر عمى عريضة يقدـ إلى رئيس
المحكمة ،يفصؿ فيو بموجب أمر غير قابؿ لمطعف.
يقوـ القاضي بسماع الزوجة األولى ،والمرأة المقبمة عمى زواج التعدد ،لمتأكد مف
موافقتيما وعمميما بما ُي ْق ِب ُؿ عميو الزوج ،حيث يحرر أميف الضبط بحضور رئيس
المحكمة محضر سماع لكؿ مف الزوجة األولى ،ومحضر سماع لممرأة المقبمة عمى زواج
يقدـ الممؼ إلى السيد وكيؿ الجميورية مف
التعدد ،لمتأ ّكد مف قبوليما بزواج التعدد ،ثـ ّ
ويقدـ طالب الترخيص ما يثبت توافر أحد حالتي
أجؿ إبداء التماساتو حوؿ الطمبّ ،
المبرر الشرعي المنصوص عميو في المنشور ،102-84وذلؾ بتقديـ شيادة طبية ،كما
عميو أف يثبت قدرتو عمى توفير العدؿ بيف زوجاتو ،وتوفيره شروط الحياة الضرورية،
وذلؾ باستظيار ما يثبت موارده المالية التي تبرز قدرتو المادية عمى اإلنفاؽ عمى أكثر
مف زوجة ،فإذا أثبت ذلؾ ّيرخص لو القاضي بالتعدد.1
ويطرح التساؤؿ فيما إذا رفض رئيس المحكمة المختصة منح الترخيص بالتعدد،
ىؿ يحؽ لطالب الترخيص الطعف في أمر الرفض؟
إ ّف تكييؼ األمر بالرفض عمى أنو أمر والئي ،يجعؿ منو أم ار غير قابؿ لمطعف
أف ذلؾ ال يمنع طالب الترخيص مف إعادة الطمب فيو بأي وجو مف وجوه الطعف ،غير ّ
مف جديد إذا استوفى شروط التعدد.
وما يجدر اإلشارة إليو ،أف المشرع لـ يرتّب ج ازء عف مخالفة شرط الحصوؿ
فإف إبراـ عقد الزواج مف الزوج الذي ُيقبؿ عمى التعدد
عمى ترخيص مف أجؿ التعدد ،لذا ّ
دوف حصولو عمى ترخيص مف رئيس المحكمة ال يؤثر عمى صحة عقد الزواج ،فالعقد
صحيح متى استوفى الركف والشروط المحددة قانونا ،وىو ما فتح المجاؿ أماـ مريدي
التعد د لبللتفاؼ عمى الشروط الصعبة التي اشترطيا المشرع مف أجؿ منح رخصة التعدد،
38
ثـ المجوء إلى القضاء مف أجؿ استصدار حكـ بتثبيت
وابراـ عقود زواج شرعية وعرفيةّ ،
الزواج العرفي ،حيث ال يجوز لقاضي شؤوف األسرة أف يرفض تثبيت ىذا الزواج بحجة
اء عف مخالفة أحكاـ
أف المشرع لـ يرتب جز ً
عدـ حصوؿ الزوج عمى رخصة لمتعدد ،كوف ّ
المادة الثامنة مف ؽ.أ.
لـ يتضمف قانوف األسرة األحكاـ الخاصة بإجراءات تسجيؿ عقد الزواج ،واّنما
اكتفى باإلحالة عمى أحكاـ قانوف الحالة المدنية خاصة األمر 20/70المؤرخ في
1970/02/19المتعمؽ بالحالة المدنية ،والنصوص التطبيقية والتنظيمية لو ،حيث جاء
في المادة 21مف ؽ.أ ما يمي" :تطبؽ أحكاـ قانوف الحالة المدنية في إجراءات تسجيؿ
عقد الزواج" ،ونبيف فيما يمي أىمية تسجيؿ عقود الزواج ودور القضاء فيو (الفرع األوؿ)،
ثـ طرؽ واجراءات تسجيؿ عقد الزواج وآثاره (الفرع الثاني).
أولى المشرع أىمية كبيرة لتسجيؿ عقود الزواج في سجبلت الحالة المدنية
وتنظيميا ،نظ ار لخطورة اآلثار المترتبة عمى عقد الزواج ،كما أسند المشرع لمقضاء دو ار
ميما في قضايا إثبات واقعة الزواج العرفي ،وتسجيؿ األحكاـ التي تُثبت ىذا الزواج في
سجبلت الحالة المدنية ،وبياف ذلؾ مف خبلؿ النقاط التالية:
أوال -تنظيم المشرع لتسجيل عقود الزواج
الناس منذ القدـ عمى إبراـ عقود زواجيـ أماـ رجؿ الديف ،سواء كاف إماما
درج ّ
بالنسبة لممسمميف ،أو راىبا بالنسبة لممسيحييف ،ويراعي المسمموف عند إبرامو األركاف
الناس
والشروط التي تستوجبيا الشريعة اإلسبلمية ،غير ّأنو مع مرور الزمف صار ّ
يقوموف بتسجيؿ ىذه العقود ويوثقونيا لدى جيات رسمية ،ممثمة في مصمحة الحالة
أف عقود زواج الجزائرييف غير
إما قبؿ أو بعد إبراـ العقد الشرعي ،غير ّ المدنية ،وذلؾ ّ
المسجمة لدى مصالح الحالة المدنية عرفت تناميا كبي ار في فترة االستعمار الفرنسي وفي
39
المسجمة في وقتنا الحالي
ّ أعقاب فترة االستقبلؿ ،1واف كانت نسبة عقود الزواج غير
عرفت تناقصا كبي ار ،إال ّأنو الزالت محاكمنا تشيد العديد مف القضايا المرفوعة مف أجؿ
لعدة أسباب ال
إثبات الزواج العرفي ،وطمب تسجميو في سجبلت الحالة المدنية ،وذلؾ ّ
مجاؿ لذكرىا لعدـ تعمؽ موضوع البحث بيا.
ولقد حرص المشرع الجزائري عقب استقبلؿ الجزائر عمى تنظيـ عقود الزواج
بإلزاـ المواطنيف بتسجيؿ عقود زواجيـ في سجبلّت الحالة المدنية ،حيث توالى إصدار
المسجمة في سجبلّت الحالة
ّ النصوص القانونية التي تعالج مسألة عقود الزواج غير
المدنية.
نصت المادة الخامسة مف القانوف رقـ 63-224المؤرخ في 1963/06/29
يدعي أنو زوج وأف
لسف الزواج عمى ّأنو" :ال يجوز ألحد أف ّ
2
حد األدنى ّ
المتعمؽ بتحديد ال ّ
يطالب بما يترتب عمى الزواج مف آثار ،ما لـ يقدـ وثيقة عقد الزواج مسجمة في الحالة
المدنية ،ويجب تسجيؿ عقود الزواج المبرمة قبؿ صدور ىذا القانوف خبلؿ ميمة مدتيا ثبلث
سنوات".
حيث ألزـ المشرع الجزائرييف بتسجيؿ عقود الزواج المغفمة لدى مصمحة الحالة
مدة ثبلث سنوات ،رغبة منو فيالمدنية ،وخاصة المبرمة خبلؿ فترة االستعمار ،وأميميـ ّ
تنظيـ عقود الزواج وترتيبيا ،وجعؿ جزاء عدـ االمتثاؿ لذلؾ عدـ إمكانية االحتجاج بيذه
يمؽ تجاوبا كبي ار مف
أف ىذا القانوف لـ َالعقود والتمسؾ باآلثار المترتبة عمييا ،غير ّ
المواطنيف ،وبقيت عقود الزواج غالبا ما تُبرـ بواسطة اإلماـ بقراءة الفاتحة مستوفية
األركاف والشروط الشرعية.
ثـ حاوؿ المشرع الجزائري تنظيـ عقود الزواج غير المسجمة مف خبلؿ إصدار
ّ
"إف
نصت المادة األولى منوّ :
األمر رقـ 72-69الصادر بتاريخ ،1969/09/16حيث ّ
كؿ عقود الزواج التي جرت وفقا لمشريعة اإلسبلمية قبؿ نشر األمر الحالي ،والتي لـ تحرر
أو تسجؿ في سجؿ الحالة المدنية ،يمكف تسجيميا في سجؿ الحالة المدنية بمجرد االستظيار
بوطيش وىيبة ،الشكمية في عقد الزواج ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف ،كمية الحقوؽ ،جامعة الجزائر بف 1
40
بحكـ" حيث سمح المشرع بتسجيؿ عقود الزواج المبرمة عرفيا والموافقة ألحكاـ الشريعة
اإلسبلمية ،وذلؾ عف طريؽ المجوء إلى القضاء ،واستصدار حكـ يعترؼ بصحتيا،
وينص عمى تاريخ إبراميا.
ثـ أصدر المشرع الجزائري قانوف الحالة المدنية بموجب األمر رقـ 70-20
ّ
المؤرخ في ،1970/02/19والذي حصر مف خبللو الجية المختصة بإبراـ عقد الزواج
في ضابط الحالة المدنية أو الموثؽ.
المشرع الجزائري بتسجيؿ عقود الزواج غير المسجمة في سجبلت
ّ كما سمح
الحالة المدنية بموجب األمر 1رقـ 65-71بتاريخ ،1971/09/22حيث نص في مادتو
األولى عمى" :إف كؿ قراف انعقد قبؿ صدور ىذا األمر ،ونتج عنو أوالد ،ولـ يكف موضوعا
ألي إجراء وال ألي عقد محرر أو منسوخ في سجبلت الحالة المدنية ،يمكف أف يقّيد في
سجبلّت الحالة المدنية".
وقد حاوؿ المشرع مف خبلؿ كؿ ىذه النصوص والقوانيف تكريس الزواج الرسمي
المبرـ أماـ ضابط الحالة المدنية أو الموثؽ ،والمسجؿ في سجبلت الحالة المدنية ،كما
حرص عمى دفع وتحفيز المواطنيف الذيف أبرموا عقود زواجيـ عرفيا إلى تسجيؿ ىذه
وسف اإلجراءات التي
العقود أماـ مصالح الحالة المدنية ،مف خبلؿ اعتراؼ المشرع بياّ ،
تم ّكف المواطف مف تسجيميا في سجبلت الحالة المدنية.
وبعد صدور قانوف األسرة في 09جواف ،1984جاء في المادة 18منو إسناد
حدد قانوف
االختصاص إلى الموثؽ والموظؼ المؤىؿ قانونا في تحرير عقد الزواج ،بينما ّ
الحالة المدنية في المادة 71منو األشخاص المؤىميف لتحرير عقد الزواج ،وىما ضابط
الحالة المدنية أو الموثؽ ،كما أحاؿ المشرع في المادة 21ؽ.أ بالنسبة إلجراءات تسجيؿ
الزواج إلى تطبيؽ أحكاـ قانوف الحالة المدنية ،ىذا األخير الذي ّبيف إجراءات تسجيؿ
العقود المغفمة ولـ يقيدىا بأجؿ محدد.
كما نصت المادة 22مف ؽ.أ قبؿ التعديؿ عمى أنو " :يثبت الزواج بمستخرج مف
سجؿ الحالة المدنية ،وفي حالة عدـ تسجيمو يثبت بحكـ إذا توافرت أركانو وفقا ليذا
41
القانوف ،ويتـ تسجيمو بالحالة المدنية" ،وبالتالي جعؿ المشرع مف مستخرج الحالة المدنية
يسجؿ عقد الزواج لسبب ما في سجبلت الحالة
وسيمة وحيدة إلثبات الزواج ،واذا لـ ّ
المدنية ،يستوجب رفع دعوى قضائية مف أجؿ استصدار حكـ يثبت الزواج غير المسجؿ.
تـ تعديؿ المادة 22مف ؽ.أ إلى صياغة جديدة ،جاء فييا" :يثبت الزواج
وقد ّ
بمستخرج مف سجؿ الحالة المدنية ،وفي حالة عدـ تسجيمو يثبت بحكـ قضائي .يجب
تسجيؿ حكـ تثبيت الزواج في الحالة المدنية بسعي مف النيابة العامة".
أف المشرع الجزائري يعترؼ بالزواج غير المسجؿ ،ويرتب
حيث يتضح مف ذلؾ ّ
تـ تثبيتو بموجب حكـ قضائي ،وال يرتّب أي عقوبة جزائية عف عدـ تسجيؿ
آثاره إذا ما ّ
المشرع قد حرص في مختمؼ القوانيف التي أصدرىا منذ االستقبلؿ إلى
ّ الزواج ،واف كاف
يومنا الحالي عمى إبراـ وتسجيؿ عقود الزواج في سجبلت الحالة المدنية ،غير ّأنو لـ
يحدد في قانوف األسرة ُميمة أو أجؿ لرفع دعوى تثبيت الزواج وتسجيمو ،عمى خبلؼ ما
أقره المشرع المغربي في المادة 16مف مدونة األسرة بتحديده أجؿ خمسة عشر سنة مف ّ
1
تاريخ دخوؿ مدونة األسرة المغربية حيز التنفيذ ،كما اشترط في الفقرة الثانية مف المادة
16مف مدونة األسرة المغربية ضرورة توافر أسباب قاىرة حالت دوف توثيؽ عقد الزواج،2
سف بموجب
وعمى خبلؼ المشرع التونسي أيضا الذي ذىب بعيدا في ىذا المجاؿ ،حيث ّ
القانوف عدد 1لسنة 1964المؤرخ في 21أفريؿ ،1964وفي الفصؿ 18مف مجمة
نص ا زجريا يعاقب بموجبو كؿ مف يبرـ زواجا بصورة غير رسمية
األحواؿ الشخصية ً
المادة 16مف مدونة األسرة المغربية " :تعتبر وثيقة عقد الزواج الوسيمة المقبولة إلثبات الزواج .إذا حالت أسباب 1
قاىرة دوف توثيؽ العقد في وقتو تعتمد المحكمة في سماع دعوى الزوجية سائر وسائؿ اإلثبات وكذا الخبرة .تأخذ
المحكمة بعيف االعتبار وىي تنظر في دعوى الزوجية وجود أطفاؿ أو حمؿ ناتج عف العبلقة الزوجية ،وما إذا رفعت
الدعوى في حياة الزوجيف .يعمؿ بسماع دعوى الزوجية في فترة انتقالية ال تتعدى خمسة عشر سنة ابتداء مف تاريخ
دخوؿ ىذا القانوف حيز التنفيذ" .حيث تـ تمديد األجؿ مف خمس سنوات إلى عشر سنوات ثـ إلى خمسة عشر سنة،
حيث تـ تعديؿ الفقرة الرابعة مف المادة 16بمقتضى المادة الفريدة مف القانوف رقـ 102215الرامي إلى تعديؿ المادة
16مف القانوف رقـ 70203بمثابة مدونة األسرة ،الصادر بتنفيذه الظيير الشريؼ رقـ 121622بتاريخ 12جانفي
،2016الجريدة الرسمية عدد 6433بتاريخ 2016/01/25ص .420
اشترط المشرع المغربي في المادة 16مف مدونة األسرة توافر أسباب قاىرة حالت دوف توثيؽ عقد الزواج في وقتو 2
حتى تسمع دعوى الزوجية ويثبت عقد الزواج ،دوف أف يحدد ما ىو الظرؼ القاىر الذي يعتمده القاضي في المسألة،
مما فتح المجاؿ لمتأويؿ والتفسير كؿ يفسره حسب وجية نظره.
42
مخالفة ألحكاـ الفصؿ 31مف قانوف الحالة المدنية التونسي الصادر في أوؿ أوت
،1957الذي ينص عمى أف عقد الزواج يبرـ لدى عدليف موثقيف ،أو لدى ضابط الحالة
المدنية.1
وحسنا فعؿ المشرع الجزائري عندما لـ ينتيج نفس نيج المشرع المغربي
أو المشرع التونسي ،وذلؾ نظ ار ألىمية وخطورة اآلثار المترتبة عمى الزواج ،ومف بينيا
أف المشرع لـ يشترط أف يكوف المانع مف تسجيؿ عقد إثبات نسب الطفؿ ألبيو ،كما ّ
المشرع الجزائري إجراءات إثبات الزواج في مختمؼ القوانيف
ّ الزواج ظرفا قاىرا ،بؿ سيّؿ
المتعاقبة والرامية إلى تسجيؿ عقود الزواج المغفمة وآخرىا قانوف األسرة ،حيث اشترط
المشرع توافر أركاف الزواج وشروطو مف أجؿ إثباتو وتسجيمو في سجبلّت الحالة المدنية.
تـ بيف يدي الموثؽ لكف لـ يتـ
ويشمؿ نص المادة 22مف ؽ.أ الزواج الذي ّ
تـ
يدي الموثؽ ،بؿ ّتسجيمو بسجبلت الحالة المدنية ،كما يشمؿ الزواج الذي لـ يتـ بيف ّ
يتـ تسجيمو بسعي مف
ثـ ّيتـ تثبيت ىذا الزواج بموجب حكـ قضائيّ ،
بصفة عرفية ،حيث ّ
النيابة العامة.
ثانيا -دور القضاء في تسجيل عقود الزواج
يرتبط دور القضاء في تسجيؿ عقود الزواج المغفمة ارتباطا وثيقا بالنصوص
القانونية التي ُيصدرىا المشرع ،الذي حرص منذ االستقبلؿ عمى تكريس السيادة الوطنية
وفرض تطبيؽ النصوص القانونية السيادية ،مف أجؿ التخمص مف التبعية القانونية
والقضائية لممستعمر ،وقد جعمت الكثير مف النصوص القانونية ميمة تسجيؿ عقود الزواج
تتـ عبر المجوء إلى القضاء ،واستصدار حكـ
المسجمة في سجبلّت الحالة المدنية ّ
ّ غير
قضائي بتثبيت الزواج وتسجيمو ،ولتبياف ذلؾ يتـ عرض بعض النصوص القانونية
1ساسي بف حميمة ،دراسات في األحواؿ الشخصية ،مركز النشر الجامعي ،د ط ،تونس ،2012 ،ص .120
ينص الفصؿ 18مف مجمة األحواؿ الشخصية التونسي عمى " :تعدد الزوجات ممنوع .فكؿ مف تزوج وىو في حالة
لمدة عاـ وبخطية قدرىا مائتاف وأربعوف ألؼ فرنؾ أو بإحدى
الزوجية وقبؿ فؾ عصمة الزواج السابؽ يعاقب بالسجف ّ
أف الزواج الجديد لـ يبرـ طبؽ أحكاـ القانوف.
العقوبتيف ،ولو ّ
ويعاقب بنفس العقوبات كؿ مف كاف متزوجا عمى خبلؼ الصيغ الواردة بالقانوف عدد 3لسنة 1957المؤرخ في 04
محرـ ( 1377أوؿ أوت )1957والمتعمؽ بتنظيـ الحالة المدنية ،ويبرـ عقد زواج ثاف ويستمر عمى معاشرة زوجتو
األولى."...
43
الصادرة عقب استقبلؿ الجزائر إلى يومنا الحالي ،والتي أ ّكدت عمى ضرورة المجوء إلى
القضاء مف أجؿ تسجيؿ عقود الزواج غير المسجمة في سجبلت الحالة المدنية.
ّبيف المرسوـ 1رقـ 62-126الصادر في - 1962/12/13وىو أوؿ مرسوـ صدر
بعد االستقبلؿ -اإلجراءات الخاصة بتسجيؿ عقود الزواج التي تمت خبلؿ الثورة التحريرية
يتـ تسجيميا ،حيث جعؿ ذلؾ يتـ عف طريؽ قرار قضائي ،لكف ىذا النص لـ يمؽ ولـ ّ
استجابة كبيرة كوف الجزائر كانت حديثة عيد باالستقبلؿ.2
كما أ ّكد األمر رقـ 72-69الصادر بتاريخ 1969/09/16نفس المنحى فيما
يخص ضرورة المجوء إلى القضاء لبلعتراؼ بعقود الزواج غير المسجمة ،حيث نصت
يوجو إلى رئيس محكمة دائرة المادة الثانية منو عمى ّأنو" :بإمكاف كؿ ذي مصمحة أف ّ
تـ فييا الزواج بعريضة يطمب فييا االعتراؼ قضائيا بيذا الزواج ابتداء مف
االختصاص التي ّ
حتى مف غير طرفي العبلقة الزوجية
المشرع لكؿ ذي مصمحة ّ ّ تاريخ عقده" ،حيث سمح
تـ فيو عقد القراف المتوفر عمى
أف يمجأ إلى القضاء ،ويوجو طمبا إلى رئيس المحكمة التي ّ
األركاف والشروط الشرعية مف أجؿ االعتراؼ بيذا الزواج وتسجيمو ،كما أ ّكدت المادة
المسجؿ والمعترؼ بو قضاء،
ّ الرابعة مف األمر نفسو عمى األثر الرجعي لمزواج غير
بحيث يسري مفعوؿ ىذا الزواج ويرتّب كافّة آثاره مف اليوـ الذي أُنشأ فيو ،ال مف يوـ
تـ
إف الزواج الذي ّ
الربعة منو عمىّ " : االعتراؼ بو عف طريؽ القضاء ،حيث نصت المادة ا
سجؿ األحواؿ المدنية ُيحدث آثاره ابتداء مف تاريخ اليوـ
المسجؿ في ّ
ّ إثباتو وفقا ليذه الشروط
بأنو تاريخ عقد الزواج".
الذي اعترؼ بو الحكـ ّ
ونفس اإلجراء جاء بو األمر رقـ 65/71المؤرخ في ،1971/09/22حيث سمح
يوجو طمبا إلى رئيس المحكمة مف أجؿ االعتراؼ يسجمو أف ّ لكؿ مف أبرـ عقد زواج ولـ ّ
ص األمر في المادة الثانية منو عمى ّأنو " :يجوز لكؿ مف يعنيو األمر
بيذا الزواج ،حيث ن ّ
يوجو إلى رئيس المحكمة التي انعقد القراف في دائرة اختصاصيا ،طمبا يرمي إلى جعؿ ىذا
أف ّ
أف ىذا الزواج المعترؼ بو يعتبر
القراف معترؼ بو قضائيا ،وكذلؾ التاريخ الذي انعقد فيو" ،و ّ
44
نافذا ابتداء مف اليوـ الذي اعترؼ بو الحكـ كيوـ النعقاده ،طبقا لممادة 08مف األمر
المذكور.
كما تطرؽ قانوف الحالة المدنية 1الصادر بموجب األمر رقـ 20-70المؤرخ في
وبيف المشرع اإلجراءات الواجبة
1970-02-19لكيفية تسجيؿ عقود الزواج المغفمةّ ،
يتـ عف طريؽ رفع عريضة مف المعني إلى وكيؿ الدولة بطمب اإلتباع في ذلؾ ،حيث ّ
مكتوب عمى ورقة عادية ،ثـ يصدر رئيس المحكمة حكما بذلؾ بناء عمى طمب مف وكيؿ
سجؿ
الدولة بموجب عريضة مختصرة مرفقة بالوثائؽ أو اإلثباتات المادية ،وبعد ذلؾ ُي ّ
عقد الزواج لدى ضابط الحالة المدنية ،وذلؾ وفقا لممادة 39و 40مف ؽ.ح.ـ.
والمبلحظ عمى كافة النصوص القانونية السابقةّ ،أنيا تؤ ّكد عمى دور القضاء في
أف المشرع سيّؿ إجراءات تسجيؿ عقود يتـ تسجيميا ،كما ّ
تسجيؿ عقود الزواج التي لـ ّ
الزواج المغفمة ،تشجيعا منو لممواطنيف مف أجؿ التقميؿ مف العقود العرفية.
وبعد صدور قانوف األسرة والتعديؿ الذي ط أر عميو سنة ،2005أصبح ىو
يتحرى
المسجمة ،حيث ّ
ّ المرجع الرئيس الذي يعتمده القاضي في إثبات عقود الزواج غير
القاضي توافر أركاف الزواج وشروطو ،كما تطّمع النيابة العامة عمى الممؼ باعتبارىا طرفا
أصميا في الدعوى ،فإذا ثبت لمقاضي استيفاء الزواج أركانو وشروطو وفؽ ما نص عميو
قانوف األسرة ،حكـ بإثبات عقد الزواج ،وأمر بتسجيمو في سجبلت عقود الزواج لدى
ضابط الحالة المدنية المختص إقميميا.
ويجدر التنبيو إلى ّأنو إذا عرض عمى القاضي قضية إثبات زواج عرفي ،فعميو
تـ إبرامو طبقا ألحكاـ الشريعة اإلسبلمية ،ووفقا
أف ىذا الزواج قد ّ
أوال أف يتأ ّكد مف ّ
ألحكاـ المادة التاسعة والتاسعة مكرر مف ؽ.أ ،و ّأنو قد وقع إغفاؿ أو إىماؿ مف الزوجيف
في إبراـ وتسجيؿ عقد الزواج أماـ الموثؽ أو الموظؼ المؤىؿ خبلؿ الوقت البلزـ لذلؾ،
يحدد القاضي ثانيا القانوف الواجب
و ّأنو زواج معترؼ بو وبصحتو مف الزوجيف ،ثـ ّ
تـ إبرامو قبؿ صدورالتطبيؽ عمى إثبات عقد الزواج العرفي وتسجيمو ،وذلؾ بمعرفة ىؿ ّ
قانوف الحالة المدنية وقانوف األسرة ،أـ بعد صدورىما.
45
أف عقد الزواج العرفي أُبرـ قبؿ صدور قانوف الحالة المدنية
تبيف لمقاضي ّ
فإذا ّ
فإف القانوف الواجب التطبيؽ ىي النصوص القانونية التي نشأ
وقبؿ صدور قانوف األسرةّ ،
عقد الزواج العرفي خبلؿ سريانيا ،وىي نصوص تطبؽ بأثر رجعي عمى ما أبرـ مف
عقود زواج قبؿ صدروىا ،مثؿ القانوف رقـ ،224-63واألمر رقـ ،65-71وما سبقيما
نصت صراحة عمى ّأنيا مف نصوص أخرى تتعمؽ بإثبات عقود الزواج المغفمة ،والتي ّ
تُطبؽ بأثر رجعي عمى عقود الزواج المبرمة قبؿ صدورىا ،حيث تُتََّبعُ اإلجراءات التي
نصت عمييا ىذه النصوص القانونية في إثبات وتسجيؿ عقود الزواج في سجبلت الحالةّ
المدنية.
تـ إبرامو بعد
تبيف لمقاضي أف عقد الزواج المراد إثباتو وتسجيمو قد ّ
أما إذا ّ
فإف القانوف الواجب التطبيؽ ىو
صدور قانوف الحالة المدنية وقبؿ صدور قانوف األسرةّ ،
قانوف الحالة المدنية سيما المادتيف 39و 40منو.
تـ إبراـ عقد الزواج العرفي المراد إثباتو وتسجيمو بعد صدور قانوف األسرة
واذا ّ
فإف القاضي يطبؽ المادة 22منو مف أجؿ الحكـ بإثباتو وتسجيمو ،1ىذا إف كاف الزواج
ّ
عيتو ،أما إذا تنازع الطرفاف حولو ،فيتـ
وصحتو وشر ّ
ّ متّفقا فيو بيف الطرفيف عمى وقوعو
اتّباع ؾ4اإلجراءات المنتيجة في رفع الدعاوى المدنية العادية.
يتـ تسجيؿ عقود الزواج في سجبلّت الحالة المدنية بإحدى الطريقتيف :األولى
ّ
محددة قانونا ،يجب اتّباعيا مف أجؿ
مباشرة والثانية غير مباشرة ،ولكؿ طريقة إجراءات ّ
آثار قانونية
تسجيؿ عقد الزواج في سجبلت الحالة المدنية ،ويترتب عمى عممية التسجيؿ ا
تجاه كؿ طرؼ مف أطراؼ العبلقة الزوجية ،وبياف ذلؾ فيما يمي:
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة أماـ أقساـ المحاكـ االبتدائية ،ط ،2دار ىومة ،الجزائر، 1
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .304 1
47
اآلخر وعنوانو إلى رئيس المحكمة المختصة عف طريؽ وكيؿ الجميورية ،ويرفؽ الطمب
ثـ يقوـ وكيؿ الجميورية بدراسة الطمب ،ويحيمو إلى رئيس المحكمة
بكافة الوثائؽ الثبوتيةّ ،
ويقدر إف كاف
ثـ يقوـ رئيس المحكمة بدراسة الممؼ والطمبّ ، مرفقا بطمباتو ومبلحظاتوّ ،
الطمب شرعيا بأف توفر ركف الزواج وشروطو القانونية ،فيحكـ بتسجيمو في سجبلّت الحالة
أف الزواج اختّؿ فيو ركنو أو شروطو ،فيحكـ
أف الطمب غير شرعي ،و ّ
قدر ّ
المدنية ،واف ّ
برفض الطمب.1
الصورة الثانية :تسجيل عقد الزواج المتنازع فيو
يتـ تسجيؿ عقد الزواج المبرـ بيف الزوجيف ،وحصؿ النزاع بينيما حوؿ إذا لـ ّ
شرعيتو وقانونيتو ،أو كاف النزاع بيف أحد الزوجيف وورثة الزوج اآلخر ،وجب المجوء إلى
ثـ تسجيمو بسجبلت الحالة
القضاء مف أجؿ إثبات قياـ عقد الزواج بموجب حكـ قضائيّ ،
المدنية ،حيث يقوـ أحد الطرفيف المتنازعيف بتحرير عريضة افتتاحية لمدعوى ،وتسجيميا
لدى أمانة ضبط المحكمة المختصة ،ويستدعي الطرؼ الثاني ،ويقدـ حججو واثباتاتو التي
ثـ يقوـ القاضي
تدعـ مزاعمو ،والشيود الذي حضروا المجمس الذي أبرـ فيو عقد الزواجّ ،
ثـ يقرر ما إذا كانت
ويجري التحقيقات البلزمة كسماع الشيودّ ،
بدراسة ممؼ الدعوىُ ،
الدعوى مؤسسة ،فيحكـ بقبوليا ،وبناء عمى ذلؾ يأمر ضابط الحالة المدنية المختص
أف الدعوى غير مؤسسة ،فيحكـ برفض الدعوى
قدر القاضي ّ
بتسجيؿ عقد الزواج ،واذا ما ّ
لعدـ التأسيس.2
ثانيا -إجراءات تسجيل عقد الزواج
تميزىا ،كما
لكؿ طريقة مف طرؽ تسجيؿ عقد الزواج المذكورة سابقا إجراءات ّ
نبيف ذلؾ
نظّـ المشرع إجراءات تسجيؿ عقود الزواج المغفمة في القانوف الدولي الخاص ،و ّ
فيما يمي:
-1إجراءات التسجيل وفقا لمطريقة المباشرة
تتمخص إجراءات التسجيؿ وفقا لمطريقة المباشرة ،في ّأنو إذا ُحرر عقد الزواج
تقدـ كؿ مف الزوجيف أمامو وتصريحيما برغبتيما مف طرؼ ضابط الحالة المدنية ،بعد ّ
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .305 1
48
وتـ ذكر الصداؽ في ولي الزوجة وشاىديفّ ،في إبراـ عقد الزواج ،وكاف ذلؾ بحضور ّ
يسجؿ عقد الزواج في سجبلت الحالة المدنية فور إتماـفإف ضابط الحالة المدنية ّ العقدّ ،
العقد أمامو ،ويسمّـ لمزوجيف دفت ار عائميا يثبت قرانيما وفقا لممادة 112مف قانوف الحالة
المدنية.
فإف ذلؾ ال يكفي إلثباتو
تـ إبراـ وتحرير عقد الزواج أماـ الموثّؽّ ،
أما إذا ّ
ّ
واالحتجاج بو ،بؿ ال بد عمى الموثؽ بعد التأ ّكد مف توافر ركف الزواج والشروط
الموضوعية الواردة في المادة 09و 09مكرر مف ؽ.أ وكتابة عقد الزواج ،أف يقوـ
بإجراءات التسجيؿ ،حيث يقوـ الموثؽ بتسميـ الزوجيف شيادة لئلثبات ،كما يقوـ بتسجيؿ
ويخصص لو رقـ
ّ الخاصة بمكتب التوثيؽ،
ّ سجؿ العقود مف بيف السجبلّت
عقد الزواج في ّ
ويرسميا مع الممؼ
ثـ يقوـ الموثؽ بتحرير شيادة إخبار بالزواجُ ،
ضمف فيرس العقودّ ،
المكوف مف نسخة مف بطاقة التعريؼ ،وشيادة ميبلد الزوجيف ،وبطاقة إقامة الزوج
ّ
أو الزوجة ،والشيادة الطبية لمزوجيف ،إلى ضابط الحالة المدنية الذي يقع ضمف
مقر إقامة الزوج أو الزوجة ،خبلؿ أجؿ ثبلثة أياـ مف تحرير العقد ،أيف يقوـ
اختصاصو ّ
سجؿ الحالة المدنية ،خبلؿ ميمة 05خمسة ّأياـ مف ضابط الحالة المدنية بنسخو في ّ
ويكتب بياف الزواج في السجبلّت
الممخص ،كما يسمّـ لمزوجيف دفت ار عائمياُ ،
ّ تاريخ استبلمو
عمى ىامش عقد ميبلد كؿ واحد مف الزوجيف ،وفقا ألحكاـ المادة 72مف قانوف الحالة
المدنية.
فإنو
أم ا إذا تجاوز الموثؽ أو ضابط الحالة المدنية اآلجاؿ السابقة الذكرّ ،ّ
ال يمكف تسجيؿ عقد الزواج في سجبلّت الحالة المدنية إالّ برفع دعوى قضائية مف أجؿ
ويسجؿ في سجبلّت الحالة المدنية بسعي مف النيابة
استصدار حكـ قضائي ُيثبت الزواجُ ،
العامة وفقا لممادة 22مف ؽ.أ.
وتـ
تـ عقد الزواج في بمد أجنبي بيف جزائرييف ،أو بيف جزائري وأجنبيةّ ،
واذا ّ
فيتـ
تحريره مف طرؼ الموظفيف الدبموماسييف أو القنصمييف طبقا لمقوانيف الجزائريةّ ،
تسجيمو في السجبلّت القنصمية لمسنة الجارية والممسوكة مف طرفيـ ،شريطة أالّ يخالؼ
الجزائري الشروط األساسية التي يتطمبيا القانوف الوطني إلمكانية إبراـ عقد الزواج ،وىو
نصت عميو المادة 76و 97مف ؽ.ح.ـ.
ما ّ
49
يسجؿ العقد بسبب عدـ وجود عقود كتابية في البمد األجنبي ،أو بسبب
واذا لـ ّ
يسجؿ إذا كاف القانوف المحمي يقبؿ التصريحات المتأخرة،
فإما أف ّعدـ التصريح بوّ ،
أو استصدار حكـ مف رئيس محكمة مدينة الجزائر يقضي بتسجيمو في السجبلّت
القنصمية ،حيث يقوـ وكيؿ الجميورية بإرساؿ الحكـ فور إصداره إلى و ازرة الشؤوف
الخارجية لتسجيمو في السجبلت المودعة لدييا ،والتي تحتفظ باألصؿ الثاني مف السجبلت
القنصمية ،وفقا لممواد 103 ،102 ،99 ،98مف ؽ.ح.ـ.
-2إجراءات التسجيل وفقا لمطريقة غير المباشرة
يتـ التمييز في ىذه المسألة بيف حالتيف:
الحالة األولى :حيف ال يوجد نزاع أو خبلؼ بيف الزوجيف ،أو بيف أحد الزوجيف
فإف إجراءات تسجيؿ
وبيف ورثة الزوج اآلخر ،وكبلىما يعترؼ بواقعة الزواج وبشرعيتوّ ،
تتـ عبر تقديـ أحد الطرفيف أو كبلىما ،أو مف لو المصمحة في إثباتو،
عقد الزواج ّ
عريضة إلى السيد وكيؿ الجميورية التابع لممحكمة التي يقع ضمف دائرة اختصاصيا
اإلقميمي مكاف إبراـ عقد الزواج ،ويرفؽ الطمب بالوثائؽ الثبوتية ،كشيادة ميبلد الزوجيف،
وشيادة عدـ تسجيؿ الزواج ،ونسخة مف بطاقة الحالة المدنية لكبل الزوجيف ،باإلضافة
إلى إحضار الشاىديف ،حيث يقوـ وكيؿ الجميورية بعد دراسة الممؼ بسماع الشيود
ضمف محضر يحرره أميف الضبط ،ثـ يبدي مبلحظاتو والتماساتو ،ويقدمو فو ار لرئيس
المحكمة ،والذي بدوره يقوـ بتفحص عريضة المعني ومستنداتو ،ليتأ ّكد إف كاف الزواج قد
ثـ يصدر أم ار أو حكما
تـ وفقا ألحكاـ الشريعة اإلسبلمية وألحكاـ المادة 09مف ؽ.أّ ،
ّ
بتسجيؿ عقد الزواج في سجبلت الحالة المدنية ،وفقا لنص المادتيف 39و 40مف
بأي طريؽ مف طرؽ الطعف
بأنو غير قابؿ لمطعف فيو ّ ؽ.ح.ـ ،ويتميز األمر أو الحكـ ّ
العادية أو غير العادية ،ويتولى السيد وكيؿ الجميورية تنفيذ ذلؾ ،حيث يرسؿ نسخة مف
األمر أو الحكـ لضابط الحالة المدنية لمبمدية التي أبرـ فييا عقد الزواج ،ويأمره بتسجيمو
1
يتـ تسجيمو بأثر رجعي مف تاريخ وقوع الزواج ال مف
في سجبلت الحالة المدنية ،حيث ّ
تاريخ اإلثبات القضائي لو.
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .307 ،306 1
50
الحالة الثانية :حيف يقع الخبلؼ والنزاع بيف الزوجيف ،أو بيف أحدىما وورثة
اآلخر حوؿ واقعة الزواج أو شرعيتو ،حيث قد ينكر أحد الطرفيف إبراـ عقد الزواج،
فإف إج ارءات إثباتو وتسجيمو تتطمب رفع دعوى عادية
أو ينازع في شرعيتو أو قانونيتوّ ،
أماـ المحكمة المختصة نوعيا ومحميا ،بأف تُرفع أماـ قسـ شؤوف األسرة بالمحكمة التي
ويتـ ذلؾ وفقا لمقواعد
يدعي الطرؼ إبراـ عقد الزواج في دائرة اختصاصيا اإلقميميّ ،
ّ
العامة في رفع الدعاوى ،بتسجيؿ عريضة افتتاح الدعوى أماـ أمانة الضبط مف أجؿ
إثبات عقد الزواج مف الطرؼ الذي لو الصفة والمصمحة واألىمية لمباشرة ىذا اإلجراء،
يدوف أميف الضبط عمى العريضة المسجمة رقـ القضية ،ويحدد تاريخ أوؿ جمسة ،ثـ
حيث ّ
المدعي بتكميؼ المدعى عميو بالحضور لمجمسة المحددة عف طريؽ المحضر يقوـ ّ
المدعي حججو واثباتاتو ،والشيود الذيف حضروا إبراـ عقد الزواج ،حيث
قدـ ّالقضائي ،وي ّ
يقوـ قاضي شؤوف األسرة بإجراء تحقيؽ في القضية ،وذلؾ بسماع األطراؼ والشيود وولي
الزوجة ،ويتحقّؽ مف وسائؿ اإلثبات األخرى إف وجدت كاإلقرار ،وقد يوجو اليميف ألحد
الطرفيف أو كبلىما ،واذا اقتنع قاضي شؤوف األسرة بصحة ادعاءات واإلثباتات المقدمة
مف طرؼ المدعي ،ومف شرعية الزواج المبرـ وتوافر ركف الزواج وشروطو المنصوص
بصحة الزواج المبرـ بيفّ عمييا في المادتيف التاسعة والتاسعة مكرر في ؽ.أ ،يحكـ
يتـ تسجيمو في سجؿ عقود الزواج بالحالة المدنية لمبمدية
الزوجيف وشرعيتو وقانونيتو ،و ّ
1
المدعي
صحة ا ّدعاءات ّ
المختصة بسعي مف النيابة العامة ،واذا لـ يقتنع القاضي مف ّ
فإنو يرفض الدعوى لعدـ التأسيس بسبب عدـ كفاية
ومف اإلثباتات المقدمة مف قبموّ ،
األدلة.
ّ
فإنو
ونشير إلى ّأنو بعدما يتأ ّكد القاضي ويتحقّؽ مف قياـ عقد الزواج وص ّحتوّ ،
يحكـ بإثباتو وتسجيمو في سجبلّت الحالة المدنية بأثر رجعي يعود إلى تاريخ انعقاده،
وليس إلى تاريخ صدور الحكـ بإثباتو واألمر بتسجيمو ،وبعد ذلؾ يستطيع الزوجاف
استخراج نسخة مف عقد الزواج الثابت بموجب حكـ قضائي مف مصالح الحالة المدنية،
حجة قاطعة في اإلثبات ،ال تقبؿ الطعف فييا إالّ بالتزوير.
وىو ّ
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .307 1
51
-03إجراءات تسجيل عقود الزواج المغفمة في القانون الدولي الخاص
تمت ُعرفيا
عالج المشرع مف خبلؿ األمر 20-70عقود الحالة المدنية التي ّ
يتـ التصريح بيا في وقتيا ،حيث
وسماىا بالعقود المغفمة ،ومف بينيا عقود الزواج التي لـ ّ
ّ
مسمى تعويض العقود
ّ تطرؽ إلى أحكاميا في القسـ األوؿ مف الفصؿ الثاني تحت
المغفمة أو المتمفة ،وذلؾ في المواد 39إلى ،42وكذا المواد 99 ،98مف ؽ.ح.ـ ،حيث
يتـ التصريح بيا
تعتبر عقود الزواج عقودا مغفمة في القانوف الدولي الخاص إذا لـ ّ
لضابط الحالة المدنية في اآلجاؿ المقررة وتع ّذر قبوليا ،أو عندما ال توجد سجبلت
أو فقدت ألسباب أخرى غير أسباب الكارثة أو العمؿ الحربي ،وبالتالي فعقد الزواج
العرفي ىو عقد مغفؿ لـ يتمكف الزوجيف أو محرر العقد مف تسجيمو في اآلجاؿ المحددة
قانونا.1
وترجع حاالت نشوء عقود الزواج المغفمة وفقا لنص المادة 98و 99و 101مف
إما بسبب عدـ وجود عقود كتابية في البمد األجنبي ،أو بسبب عدـ تصريح ؽ.ح.ـّ ،
الزوجيف بالزواج المبرـ بينيما ،أو بسبب ضياع عقد الزواج أو إتبلفو المبرـ في بمد
أجنبي ،وال يوجد نص في القانوف األجنبي يبيف كيفية إعادة إنشائو.
ويشترط في تسجيؿ عقود الزواج المغفمة شروطا شكمية وأخرى موضوعية ،أما
حددتو المادة 99مف ؽ.ح.ـ ،حيث يختص الشكمية فتتمثؿ في شرط االختصاص ،والذي ّ
رئيس محكمة مدينة الجزائر بإصدار الحكـ القاضي بتثبيت وتسجيؿ عقد الزواج المغفؿ،
بموجب طمب يرفعو صاحب المصمحة ،إذا كاف الزواج غير متنازع فيو ،ويرجع إسناد
االختصاص إلى رئيس محكمة مدينة الجزائر دوف سواىا ،كوف أف الحالة المدنية
صح ُح عمى مستوى مكتب الحالة المدنية بو ازرة الشؤوف
لمجزائرييف المقيميف في الخارج تُ ّ
الخارجية المتواجدة بالجزائر العاصمة ،أما إذا كاف الزواج متنازعا فيو ،فترفع الدعوى مف
صاحب المصمحة أماـ المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصاىا اإلقميمي موطف المدعى
عميو ،طبقا لممادة 426الفقرة 02مف ؽ.إ.ـ.إ.
52
وأما الشروط الموضوعية فتتمثؿ في أف يستوفي الطرؼ الجزائري في عقد الزواج
الشروط الموضوعية لمزواج طبقا لمقانوف الوطني ،وىو ما نصت عميو المادة 97مف
ؽ.ح.ـ ،والمادة 11مف ؽ.ـ ،وتتمثؿ الشروط الموضوعية لعقد الزواج في توفر ركف
رضا الزوجيف المحدد في المادة 09مف ؽ.أ ،وتوفّر الشروط المحددة في المادة 09
مكرر مف ؽ.أ ،وتتمثؿ في أىمية الزواج ،الصداؽ ،الولي ،شاىداف ،وانعداـ الموانع
الشرعية.
يتـ
وبالنسبة لئلجراءات الواجبة االتباع مف أجؿ تثبيت الزواج المغفؿ وتسجيموّ ،
التمييز بيف حالة الزواج غير المتنازع فيو ،وحالة الزواج المتنازع فيو بيف الزوجيف
أو ورثتيما ،حيث تتمثؿ إجراءات التسجيؿ في الحالة األولى في تقديـ طمب مكتوب مف
الزوج أو الزوجة أو مف كمييما أو ممف لو مصمحة ،يوجو الطمب لمسيد وكيؿ الجميورية
لدى محكمة الجزائر ،وىي محكمة سيدي امحمد التابعة لمجمس قضاء الجزائر ،يقدـ
الطمب مرفقا بشيادة ميبلد الزوجيف ،وشيادة شاىديف ممف حض ار إبراـ عقد الزواج ،حيث
عد عريضة يقدميا لمسيد رئيس محكمة
وي ّ
يقوـ السيد وكيؿ الجميورية بالتحقيؽ في الطمبُ ،
الجزائر ،الذي يقرر ويصدر أم ار بتثبيت الزواج وتسجيمو في سجبلت الحالة المدنية
القنصمية ،أو السفارة الجزائرية بالبمد الذي أبرـ فيو عقد الزواج ،ثـ يقوـ السيد وكيؿ
الجميورية بإرساؿ نسخة مف األمر إلى و ازرة الشؤوف الخارجية.
أما في الحالة الثانية أيف تكوف واقعة الزواج متنازعا فييا بيف الزوجيف
تتـ برفع دعوى قضائية وفقا لمقواعد العامة في رفع
أو ورثتيما ،فإف إجراءات التسجيؿ ّ
الدعاوى ،أماـ محكمة موطف المدعى عميو ،مف أجؿ استصدار حكـ قضائي بإثبات
الزواج العرفي وتسجيمو في سجبلت الحالة المدنية المختصة.
ثالثا -آثار تسجيل عقد الزواج
يمكف استخبلص اآلثار المترتبة عمى تسجيؿ عقد الزواج مف مضموف المادة 72
مف ؽ.ح.ـ ،وىي تتمثؿ في وجوب تسميـ الموثؽ لمزوجيف بعد تحريره عقد الزواج شيادة
تثبت انعقاد الزواج ،وأف يسمّـ ضابط الحالة المدنية لمزوجيف دفت ار عائميا مثبتا لمزواج ،بعد
تسجيمو عقد الزواج في سج ّؿ الحالة المدنية ،كما يقع عمى عاتؽ ضابط الحالة المدنية
يبيف
عبء كتابة بياف الزواج في السجبلّت عمى ىامش عقد ميبلد كؿ واحد مف الزوجيفّ ،
53
تزوج بتاريخ كذا مع فبلنة أو فبلف ،واذا كاف مكاف ميبلد أحد الزوجيف بأنو ّ
مف خبللو ّ
خارج اختصاص مقر إبراـ عقد الزواجُ ،يرسؿ ضابط الحالة المدنية الذي أُْب ِرَـ عقد الزواج
أمامو إلى ضابط الحالة المدنية مكاف ميبلد الزوج إخبا ار بالزواج ،ليقوـ بتسجيؿ بياف
الزواج عمى ىامش عقد ميبلد الزوج ،واذا كاف ميبلد أحد الزوجيف في الخارجُ ،يرسؿ
ضابط الحالة المدنية اإلخبار إلى و ازرة الشؤوف الخارجية لمتسجيؿ.
أف كتابة عقد الزواج وتسجيمو مف طرؼ ضابط الحالة المدنية وتجدر اإلشارة إلى ّ
أو الموثؽ ليست شرطا وال ركنا في عقد الزواج ،واّنما ينعقد الزواج بتوافر ركف الرضا وفقا
لممادة 09مف ؽ.أ ،وبتوافر الشروط الواردة في المادة 09مكرر ؽ.أ ،واّنما يقتصر دور
تسجيؿ عقد الزواج عمى اإلثبات فقط ،وفي حالة عدـ تسجيمو يثبت عقد الزواج بحكـ
قضائي.
إ ّف تحقيؽ اليدؼ الذي يسعى إليو المشرع ،وىو جعؿ كؿ عقود الزواج تبرـ أماـ
الجية الرسمية المختصة ،وتسجؿ في سجبلت الحالة المدنية ،يمكف تحقيقو مف خبلؿ
توحيد الجيّة التي ُيبرـ أماميا عقد الزواج الشرعي واإلداري الرسمي ،والغاء االزدواجية
والتفريؽ بيف العقد الشرعي الذي ُيبرـ مف قبؿ اإلماـ ،والعقد الرسمي الذي ُيبرـ مف طرؼ
ألف التعميمة التي صدرت عف و ازرة الشؤوف الدينية
ضابط الحالة المدنية أو الموثؽّ ،
واألوقاؼ ،والتي تقضي بمنع األئمة مف إبراـ عقود الزواج الشرعية حتى يتـ إبراـ عقد
الزواج المدني أماـ الجية المختصة ،ويتـ استظيار نسخة مف العقد المدني ،لـ تنجح في
إنياء عقود الزواج العرفية ،والتي ال تزاؿ تبرـ إلى وقتنا الحالي ،وال زاؿ العديد مف قضايا
كرست ازدواجية العقد الشرعي
إثبات الزواج العرفي تعرض عمى القضاء ،فضبل عف أنيا ّ
والمدني ،فمف شأف توحيد الجية المختصة بإبراـ وتوثيؽ عقود الزواج أف يحقّؽ الغرض
المنشود.
لذا ومف أجؿ تحقيؽ اليدؼ المتوخى مف قبؿ المشرع ،أوصي بإسناد ميمة إبراـ
وتوثيؽ عقود الزواج إلى أئمة المساجد ،باعتبار اإلماـ موظؼ عمومي مؤىؿ شرعا
وقانونا ،وعمى دراية بفقو الزواج وأحكامو أكثر مف غيره ،وتمكيف اإلماـ مف نماذج رسمية
تدوف فيو كؿ
وسجؿ خاص تسمّمو لو مديرية الشؤوف الدينية واألوقاؼّ ، ّ لعقود الزواج،
عقود الزواج المبرمة مف قبؿ اإلماـ ،وتحديد أجؿ مناسب بعد إبراـ عقود الزواج مف أجؿ
54
قياـ اإلماـ بتسجيمو لدى ضابط الحالة المدنية في السجبلت المخصصة لذلؾ ،فيذا
اإلجراء في اعتقادي سيؤدي إلى التقميؿ بشكؿ كبير مف ظاىرة انتشار الزواج العرفي ،لذا
يتـ عقد الزواج أماـ
أقترح تعديؿ نص المادة 18مف ؽ.أ ،وذلؾ عمى النحو التاليّ " :
اإلماـ مع مراعاة ما ورد في المادتيف 09و 09مكرر مف ىذا القانوف.
يجب عمى اإلماـ أف يرسؿ ممخصا عف العقد في أجؿ ثبلثة أياـ إلى ضابط
الحالة المدنية ليقوـ بنسخو في سجؿ الحالة المدنية خبلؿ خمسة أياـ".
55
المطمب األول :إثبات الزواج في إطار قانون األسرة
أقّر المشرع في المادة 18مف ؽ.أ كتابة عقد الزواج أماـ ضابط الحالة المدنية
عد وثيقة عقد الزواج الوثيقة الرسمية إلثبات العبلقة الزوجية ،والتي
أو الموثؽ ،حيث ت ّ
تـ تسجيميا بسجبلت الحالة المدنية ،طبقا لنص المادة 22مف ؽ.أ ،ويكتسب ُح ّررت و ّ
تـ تحريره وفقا ألحكاـ المواد 18و 21مف ؽ.أ ،ووفقا ألحكاـ المواد مف
ىذا العقد الذي ّ
56
حجية إثبات قطعية ال يمكف الطعف
71إلى 77مف ؽ.ح.ـ صفة المحرر الرسمي ،ولو ّ
فييا إال بالتزوير.1
إف وثيقة عقد الزواج الثابتة بموجب مستخرج مف سج ّؿ الحالة المدنية ىي التي
ّ
تثبت العبلقة الزوجية ،وتثبت صفة الزوج والزوجة في حالة النزاع أماـ القضاء ،حيث
يقدـ ىذه
النزاعات بيف الزوجيف التي ترفع إلى القضاء أف ّ المدعي في كؿ ّ
ّ يجب عمى
الوثيقة ،حتى تنظر المحكمة وتناقش موضوع الدعوى ،واالّ َيح ُك ُـ القاضي بعدـ قبوؿ
الدعوى.
النزع أماـ القضاء
إ ّف ىذه الوثيقة المكتوبة تثبت العبلقة الزوجية سواء كاف ا
المدني أو الجزائي ،كما يحتج بيا أماـ مختمؼ اإلدارات العمومية الوطنية أو األجنبية
كالييئات الدبموماسية مف سفارات وقنصميات.2
المشرع مثؿ ىذه اإلجراءات المتعمقة بتوثيؽ عقد الزواج وتسجيمو،
ّ إف فرضّ
واعتماد وثيقة عقد الزواج المستخرجة مف سجبلت الحالة المدنية كوسيمة إثبات لقياـ
العبلقة الزوجية ،واالحتجاج بيا أماـ الييئات القضائية والمدنية ،جاء مف أجؿ الحفاظ
السامية ،ونظ ار لخطورة اآلثار المترتبة عميو،
عمى قدسية عقد الزواج ،واظيا ار لمكانتو ّ
سواء بالنسبة لمزوجيف أو لؤلوالد أو لممجتمع ،ومنعا ألي تبلعب أو تياوف مف أي طرؼ
ألف مف المقاصد التي جاءت الشريعة اإلسبلمية لحمايتيا مقصد حفظ مف األطراؼّ ،
سف المشرع لمثؿ ىذه اإلجراءات اإلدارية والتنظيمية المتعمقة بتوثيؽ عقد
العرض ،وفي ّ
الزواج وتنظيمو تحقيقا ليذا المقصد ،بالرغـ مف عدـ وجود مثؿ ىذه اإلجراءات في الفقو
اإلسبلمي ،وعدـ النص عمييا.
وبذلؾ ال يكفي مجرد التصريح واالعتراؼ مف أحد الزوجيف أو كبلىما بوجود
عبلقة زوجية بينيما إلثبات وجود عقد الزواج ،واالحتجاج بو أماـ الجيات القضائية
أو المدنية ،بؿ ال بد أف يستظي ار وثيقة عقد الزواج المستخرجة مف سجبلت الحالة
المدنية ،حتى ُيثبتا وجود عبلقة زوجية صحيحة بينيما ،وحتى يثبتا صفتيما كزوجيف.
بمحاج العربي ،أحكاـ الزوجية وآثارىا في قانوف األسرة الجزائري ،ط ،1دار ىومة ،الجزائر ،2013 ،ص .461 1
محمد الكشبور ،الواضح في شرح مدونة األسرة ،ج ،1الزواج ،ط ،3مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء، 2
58
تحرير عقد الزواج أماـ الموثؽ أو ضابط الحالة المدنية ،والتي حالت أيضا دوف تسجيمو
في وقتو بسجبلت الحالة المدنية.
المدعي عند رفعو
أف المشرع لـ يحدد الوسائؿ التي يجب أف يستند إلييا ّ كما ّ
دعوى إثبات الزواج العرفي مف أجؿ إثبات مزاعمو أماـ القضاء ،وترؾ المجاؿ مفتوحا في
اعتماد كؿ وسائؿ اإلثبات عند المجوء إلى القضاء إلثبات العبلقة الزوجية.
ونشير ىنا إلى موقؼ المشرع المغربي ،الذي اشترط ضرورة توافر أسباب قاىرة
نص صراحة عمى
حالت دوف توثيؽ عقد الزواج في وقتو حتى تسمع دعوى الزوجية ،كما ّ
اعتماد المحكمة سائر وسائؿ اإلثبات وكذا الخبرة في الفقرة الثانية المادة 16مف مدونة
األسرة.1
أف تعديؿ المشرع لممادة 22مف ؽ.أ ،واسقاطو عبارة "إذا
كما تجدر اإلشارة إلى ّ
أف توافر ركف الزواجتوافرت أركانو وفقا ليذا القانوف" ،يعتبر إسقاطا في غير محمو ،إذ ّ
يتحراىا القاضي عند نظره دعوى إثبات الزواج العرفي،
وشروطو مف أىـ العناصر التي ّ
وال يمكنو إصدار حكـ بإثبات العبلقة الزوجية إذا تخمّؼ ركف الزواج ،وىو رضا الزوجيف،
أو إذا تخمّفت شروط الزواج المحددة في المادة 09مكرر مف ؽ.أ ،كالصداؽ ،الولي،
تميز الزواج الشرعي عف ألنيا ىي التي ّ
الشاىديف ،األىمية ،وانعداـ موانع الزواجّ ،
العبلقات المشبوىة والمحرمة ،لذا أوصي بإعادة النص عمى ىذا الشرط في الفقرة األولى
مف المادة 22مف ؽ.أ عمى النحو التالي" :يثبت الزواج بمستخرج مف سجؿ الحالة
المدنية ،وفي حالة عدـ تسجيمو يثبت بحكـ قضائي إذا توافر ركف الزواج وشروطو
المنصوص عمييا في المادتيف 09و 09مكرر مف ىذا القانوف".
فإف
وبالنسبة لمسألة االختصاص في إثبات وتسجيؿ عقود الزواج العرفيةّ ،
ألف االختصاص ينعقد لمحاكـ الدرجة األولى
االختصاص النوعي ال يطرح أي إشكاؿّ ،
دوف غيرىا ،سواء تعمؽ األمر بإثبات زواج عرفي غير متنازع فيو ،وذلؾ بموجب أمر
نصت المادة 16في فقرتيا األولى والثانية مف مدونة األسرة المغربية عمى " :تعتبر وثيقة الزواج الوسيمة المقبولة 1
إلثبات الزواج .إذا حالت أسباب قاىرة دوف توثيؽ العقد في وقتو تعتمد المحكمة في سماع دعوى الزوجية سائر وسائؿ
اإلثبات وكذا الخبرة".
59
والئي صادر عف رئيس المحكمة ،أو تعمّؽ األمر بإثبات زواج عرفي متنازع فيو ،عف
طريؽ استصدار حكـ قضائي مف طرؼ قاضي شؤوف األسرة.
أما بالنسبة لبلختصاص اإلقميمي في إثبات وتسجيؿ عقود الزواج العرفية ،فيجب
ّ
التمييز فيو بيف دعاوى إثبات وتسجيؿ عقود الزواج العرفية غير المتنازع فييا ،ودعاوى
إثبات وتسجيؿ عقود الزواج العرفية المتنازع فييا ،حيث إذا أبرـ الزواج العرفي غير
المتنازع فيو في الجزائر ،انعقد االختصاص اإلقميمي إلى المحكمة التي يقع في دائرة
اختصاصيا مكاف إبراـ عقد الزواج ،أو إلى المحكمة التي يقع بدائرة اختصاصيا مكاف
حدده المشرع في المادة 39مف ؽ.ح.ـ.1تسجيمو ،وذلؾ وفقا لما ّ
فإف االختصاص
أما إذا أبرـ عقد الزواج العرفي غير المتنازع فيو خارج الوطفّ ،
اإلقميمي في إثباتو وتسجيمو ينعقد لمحكمة الجزائر دوف غيرىا مف المحاكـ األخرى ،وذلؾ
وفقا لما نص عميو المشرع في المادة 99مف ؽ.ح.ـ.2
واذا تعمّؽ األمر بإثبات وتسجيؿ عقد زواج عرفي متنازع فيو ،فإف ذلؾ يتـ عف
طريؽ رفع دعوى قضائية مف الزوج أو الزوجة أو النيابة العامة أو كؿ مف لو مصمحة
أماـ المحكمة التي يقع بدائرة اختصاصيا موطف المدعى عميو 3،وذلؾ طبقا لنص المادة
426فقرة 02مف ؽ.إ.ـ.إ.
أف
تميز دعاوى إثبات الزواج العرفي وتسجيموّ ،ومف بيف الخصوصيات التي ّ
يقيد ىذه الدعوى بميعاد محدد ترفع خبللو ،ولـ يشترط بقاء الزوجيف عمى قيد
المشرع لـ ّ
صرح
تنص المادة 39مف قانوف الحالة المدنية عمى أنو " :باستثناء ما ذكر في المادة 79المقطع الرابع ،عندما ال ُي ّ
1
بالعقد لضابط الحالة المدنية في اآلجاؿ المقررة ،أو تع ّذر قبولو ،أو عندما ال توجد سجبلّت أو فقدت ألسباب أخرى
غير أسباب الكارثة أو العمؿ الحربي ،يصار مباشرة إلى قيد عقود الوالدة والزواج والوفاة بدوف نفقة ،عف طريؽ صدور
سجمت فييا العقود ،أو التي كاف يمكف تسجيميا فييا ،بناء عمى حكـ بسيط مف رئيس محكمة الدائرة القضائية التي ّ
مجرد طمب مف وكيؿ الدولة بيذه المحكمة ،بموجب عريضة مختصرة ،وباالستناد إلى كؿ الوثائؽ واإلثباتات المادية".
إما أف يسجؿ
تنص المادة 99مف قانوف الحالة المدنية عمى أنو " :إذا لـ يسجؿ العقد بسبب عدـ التصريح بو ،فإنو ّ
2
إذا كاف القانوف المحم ي يقبؿ التصريحات المتأخرة ،أو الحصوؿ عمى حكـ مف رئيس محكمة مدينة الجزائر يقضي
بتسجيمو في السجبلت القنصمية".
بمحيرش حسيف ،االجتياد القضائي في مجاؿ إثبات وتسجيؿ الزواج العرفي المتنازع فيو ،مجمة البحوث والدراسات 3
القانونية والسياسية ،العدد األوؿ ،كمية الحقوؽ ،جامعة سعد دحمب ،البميدة ،2011 ،الممتقى المغاربي (االجتياد
القضائي في مجاؿ األحواؿ الشخصية) المنعقد بتاريخ 03-02سنة ،2011ص .140-139
60
الحياة ،حيث ترؾ المجاؿ مفتوحا فيما يخص تاريخ رفع ىذه الدعوى ،فممزوجيف
أو ورثتيما الحؽ في رفعيا ميما طالت المدة بيف إبراـ عقد الزواج العرفي ،وبيف تاريخ
رفع الدعوى ،سواء في حياة الزوجيف أو حتى بعد وفاتيما ،وقد أ ّكد القضاء ىذا المعنى،
حيث جاء في قرار المحكمة العميا الصادر بتاريخ 1991/04/23ما يمي ..." :ولما كاف
مف الثابت – في قضية الحاؿ – أف المطعوف ضدىا رفعت دعواىا إلثبات الزواج بعد
عشريف سنة مف انعقاده وبعد وفاة الزوج ،فإف قضاة الموضوع الذيف أثبتوا ىذا الزواج بناء
عمى شيادة الشيود ،ولتوفر جميع أركاف عقد الزواج وقرائف تسجيؿ الولديف باسـ أبييما
أثناء حياتو دوف أف يعترض عمى ذلؾ ،يكونوا قد طبقوا صحيح القانوف.1"...
تميز قضايا إثبات الزواج العرفي ،وىي
كما تجدر اإلشارة إلى خصوصية أخرى ّ
تتعمؽ بالحكـ الفاصؿ في الدعوى ،والقاضي بإثبات أو عدـ إثبات واقعة الزواج العرفي،
إذ خبلفا لمقواعد العامة التي تشترط مف أجؿ قبوؿ الدعوى شرط عدـ سبؽ الفصؿ فييا،
حجة بما فصمت فيو مف بحيث تكوف األحكاـ التي حازت قوة الشيء المقضي بو ّ
فإف األمر يختمؼ لما يتعمؽ بقضايا
الحقوؽ ،وذلؾ وفقا لنص المادة 338مف ؽ.ـّ ،
الحالة ،كقضايا إثبات الزواج والنسب ،حيث ال تُعمؿ قاعدة حجية الشيء المقضي بو ،بؿ
أف إثبات واقعة الزواج العرفي ليا
حجية مؤقتة فقط ،باعتبار ّ
يكتسي الحكـ الفاصؿ فييا ّ
حجية مؤقتة كذلؾ ،حيث يمكف إثبات ىذه الواقعة متى توفرت األدلّة عمى إثباتيا ،وقد
أشار قرار المحكمة العميا الصادر بتاريخ 1998/12/15إلى ذلؾ ،إذ جاء فيو..." :
حجية الشيء المقضي فيو حسب مفيوـ المادة أف إثبات واقعة الزواج ليست ليا ّحيث ّ
أف إثبات واقعة الزواج العرفي ليا حجية مؤقتة ،إذ يمكف إثبات
338مف ؽ ـ ،باعتبار ّ
لما قضوافإف قضاة الموضوع ّ
ىذه الواقعة متى توافرت األدلّة عمى إثباتيا ،وبالتالي ّ
المسجؿ بالحالة المدنية في
ّ برفض طمب الطاعف الرامي إلى إلغاء عقد الزواج
طبقوا صحيح القانوف
1989/04/19ببمدية خنشمة تحت رقـ 179يكونوف بذلؾ قد ّ
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ ،71732مؤرخ في ،1991/04/23المجمة القضائية ،عدد ،02 1
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 211509مؤرخ في ،1998/12/15مجمة االجتياد القضائي، 1
بدوي عمي ،عقود الزواج العرفية بيف قصور أحكاـ القانوف ومتطمبات المجتمع ،المجمة القضائية ،العدد الثاني، 1
،2002ص .157
بمحيرش حسيف ،مرجع سابؽ ،ص .131 2
العشي نوارة ،دور قاضي شؤوف األسرة في حفظ اآلداب العامة ،مجمة حوليات الجزائر ،1العدد ،31ج ،2جامعة 3
أحمد حماني ،فتاوى :استشارات شرعية ومباحث فقيية ،ج ،1منشورات و ازرة الشؤوف الدينية ،الجزائر ،1992 ،ص 1
.355
بمحيرش حسيف ،مرجع سابؽ ،ص .136-131 2
65
الفرع الثاني :وسائل إثبات الزواج العرفي
يتـ التطرؽ
مف أجؿ معرفة وسائؿ اإلثبات المعتمدة في إثبات الزواج العرفيّ ،
ثـ إلى الوسائؿ المعتمدة
أوال إلى وسائؿ اإلثبات المقررة في القواعد العامة بصفة موجزةّ ،
قضاء في إثبات الزواج العرفي.
أوال -وسائل اإلثبات المقررة في القواعد العامة
حددىا في الباب السادساعتمد المشرع في القانوف المدني خمسة وسائؿ لئلثبات ّ
المعنوف بػ " :إثبات االلتزاـ" مف الكتاب الثاني المعنوف بػ " :االلت ازمات والعقود" وىي:
(اإلثبات بالكتابة ،اإلثبات بالشيود ،القرائف ،اإلقرار ،اليميف) ،وىي وسائؿ إثبات تتّفؽ مع
فالمدعي
ّ المدعى عميو،
المدعي و ّ
مقررة لصالح ّ ما ىو مقرر في الفقو اإلسبلمي ،وىي ّ
يستد ّؿ بأحد ىذه الوسائؿ أو بأكثر مف واحد مف أجؿ إثبات العبلقة الزوجية العرفية،
المد عى عميو لو االعتماد عمى أحد الوسائؿ أو أكثر مف واحد مف أجؿ تفنيد مزاعـو ّ
المدعي ،وبالتالي نفي العبلقة الزوجية المزعومة ،ولممحكمة أف توازف بيف حجج وأدلّة
الطرفيف ،وتصدر حكميا بناء عمى ما اقتنع بو القاضي مف وسائؿ إثبات قوية
ومنضبطة.1
المشرع في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية في الباب الرابع منو
ّ كما اعتمد
المعنوف بػ" :وسائؿ اإلثبات" مف الكتاب األوؿ المعنوف بػ" :األحكاـ المشتركة لجميع
الجيات القضائية" وسائؿ اإلثبات التالية :إببلغ األدلة الكتابية ،إجراءات التحقيؽ ،ومف
بيف إجراءات التحقيؽ حضور الخصوـ واستجوابيـ ،الخبرة ،سماع الشيود ،اليميف.
بينما يعتمد الفقو اإلسبلمي في إثبات الزواج عمى الوسائؿ التالية :اإلقرار ،البينة،
أقر
أمر يتعمؽ بو كالنفقة مثبل ،و ّ
ادعى أحد الزوجيف الزواج ،أو ا
النكوؿ عف اليميف ،فإذا ّ
المدعى عميو أقاـ
ألف اإلقرار ح ّجة عمى المقر ،واف أنكر ّ
المدعى عميو ،ثبت الزواجّ ،
ّ
وجيت اليميف
البينةّ ،
البينة ،وىي شيادة الشيود ،فإف عجز عف إقامة ّ
ّ المدعي
ّ
66
المدعى عميو ،فإف حمؼ رفضت دعوى إثبات الزواج ،واف نكؿ عف أداء اليميف إلى ّ
ار غير مباشر.1
قضي بثبوت الزواج باعتبار النكوؿ إقر ا
وقبؿ التطرؽ لموقؼ القضاء مف وسائؿ اإلثبات في مسألة إثبات الزواج العرفي
يتـ التطرؽ ولو بإيجاز ليذه الوسائؿ الواردة في القواعد العامة.
ّ
-1اإلقرار
المشرع اإلقرار في المادة 341مف ؽ.ـ التي جاء فييا" :اإلقرار
ّ عرؼ
أ -تعريفوّ :
مدعى بيا عميو ،ذلؾ أثناء السير في الدعوى
ىو اعتراؼ الخصـ أماـ القضاء بواقعة قانونية ّ
المتعمقة بيا الواقعة".
بأنو واقعة مادية ،ينطوي عمى تصرؼ قانوني مفادىا
يعرؼ اإلقرار في الفقو ّ
كما ّ
اعتراؼ شخص بحؽ عميو لآلخر ،سواء قصد االعتراؼ بيذا الحؽ أو لـ يقصد.2
ب -أنواع اإلقرار :اإلقرار عمى نوعيف :إقرار قضائي ،واقرار غير قضائي.
يقر الرجؿ
يتـ خارج مجمس القضاء ،بأف ّب 1-اإلقرار غير القضائي :ىو إقرار ّ
أف فبلنة زوجتو خارج مجمس القضاء ،وترجع السمطة التقديرية لمقاضي
كتابة أو شفاىة ّ
في األخذ بيذا اإلقرار مف عدمو ،وذلؾ تبعا لظروؼ الدعوى ومبلبساتيا ،حيث قد يمجأ
الزوجاف إلى الموثّؽ مف أجؿ تحرير عقد اإلقرار بالزواج ،بناء عمى طمب كبل الزوجيف
وبإرادتيما الحرة ،3ويستدلّوف بيذا اإلقرار أماـ القاضي مف أجؿ إثبات الزواج العرفي.
يتـ
مدعى بيا عميوّ ،ب 2-اإلقرار القضائي :ىو اعتراؼ الخصـ بواقعة قانونية ّ
يقر الرجؿ أماـ القاضي بقياـ العبلقة الزوجية بينو وبيف
في مجمس القضاء ،كأف ّ
المدعية ،ويشترط فيو أف يتـ أماـ القضاء ،وأف يصدر مف الخصـ أي المدعى عميو ،وأف
تـ اإلقرار في
يصدر أثناء سير الدعوى المتعمقة بيا الواقعة محؿ اإلقرار ،وعميو فإذا ّ
دعوى سابقة غير الدعوى التي ينظر فييا القاضي ،فبل يعتبر إق ار ار قضائيا وال يعتد بو
67
في الدعوى الجاري النظر فييا ،1وقد أ ّكد ذلؾ قرار المحكمة العميا الصادر بتاريخ
1996/11/13عف الغرفة المدنية.2
ويطرح التساؤؿ حوؿ مدى حجية ىذا اإلقرار ،وقوتو الثبوتية في إثبات الزواج
العرفي؟
ج -حجية اإلقرار:
المقر ال تتعداه إلى
ّ أف اإلقرار حجة قاصرة عمى نفس
يعتبر جميور الفقياء ّ
صدقو الطرؼ الثاني قضي ليما بثبوت الزواج العرفي بينيما ،واف أنكر
غيره ،فإف ّ
الطرؼ الثاني وجب عمى األوؿ إقامة البينة ،فإف عجز وجيّت اليميف لمطرؼ المنكر،
أما إذا
بحجية اإلقرار وكفايتو في إثبات الزواج العرفيّ ،
قر ّ فإف الفقو اإلسبلمي ُي ّ
وعميو ّ
البينة.3
رفض الخصـ اإلقرار يتجو إلى ّ
حجية اإلقرار ،فقد نصت المادة 1/342مف
المشرع مف ّ
ّ أما بالنسبة لموقؼ
المقر" ،وىو نفس المنحى الذي انتيجو
حجة قاطعة عمى ّ
أف" :اإلقرار ّ
القانوف المدني عمى ّ
المقر والخمؼ العاـ ،وىـ ورثتو ،وال تتعدى إلى الغير،
ّ حجة عمىالفقياء ،فاإلقرار ّ
يتعدى إلى الغير.
فاإلقرار بالزواج مف الزوجيف يمزميما وورثتيما ،وال ّ
فإف اإلقرار وحده ال يكفي إلثبات واقعة الزواج
أما بالنسبة لموقؼ القضاء ّ
أف القضاة يرفضوف الحكـ بإثبات
العرفي ،لما لمزواج مف خصوصية عف باقي العقود ،إذ ّ
البينة ،وىي شيادة
الزواج العرفي بناء عمى إقرار كؿ مف الزوج والزوجة ،بؿ يشترطوف ّ
الشيود ،ألنيا شرط صحة في عقد الزواج ،وبالنظر أيضا لخطورة عقد الزواج واآلثار
المترتبة عميو ،فيحترز فيو ما ال يحترز في غيره.
-2اليمين
عرؼ اليميف عمى ّأنو قو ٌؿ َيتّ ِخ ُذ فيو الحالؼ اهلل شاىدا عمى صدؽ ما
أ-تعريفوُ :ي ّ
يقوؿ ،والنكوؿ عف أداءه ىو رفض مف ُو ّْج َيت لو اليميف الحمؼ ،حيث يخسر الدعوى كؿ
1يوسؼ دالندة ،الوجيز في شيادة الشيود ،دار ىومة ،الجزائر ،2005 ،ص .15
المحكمة العميا ،الغرفة المدنية ،قرار رقـ 144503مؤرخ في ،1996/11/13المجمة القضائية ،عدد ،02سنة 2
،1996ص .49
اإلماـ أبو زىرة ،األحواؿ الشخصية ،دار الفكر العربي ،ط ،3سنة ،1957القاىرة ،ص .17 ،15 3
68
مف نكؿ عف أداء اليميف ،تنص المادة 347مف القانوف المدني " :كؿ مف ُو ّجيت إليو
ردىا عمى خصمو ،وكؿ مف ُرّدت عميو اليميف فنكؿ عنيا خسر اليميف فنكؿ عنيا دوف ّ
دعواه".
حجية اليمين :تقتصر حجية اليميف عمى الحالؼ وورثتو وال تتعدى إلى بّ -
الغير ،مثمو مثؿ اإلقرار ،لذا ال يكفي اليميف إلثبات الزواج العرفي أماـ القضاء ،بؿ ال بد
مف إحضار الشيود الذيف شيدوا عقد الزواج ،ويتأكد القاضي مف توافر ركف الزواج
وشروطو المبينة في المادة 09و 09مكرر مف ؽ.أ.
وال يعتبر النكوؿ عف اليميف وسيمة كافية إلثبات الزواج العرفي لدى فقياء
بأنو إذا تع ّذر إثبات الزواج باإلقرار
الشريعة عدا البعض كاإلماـ أبو زىرة ،الذي يرى ّ
البينة توجو اليميف إلى المرأة ،فإف حمفت ُرفضت دعوى الزواج ،واف نكمت عف اليميف
أو ّ
ألف النكوؿ إقرار مفتى بو في الفقو الحنفي.1
قضي عمييا بالزواجّ ،
حجية اليميف في إثبات الزواج العرفي مف خبلؿ
ويتجمى موقؼ القضاء مف ّ
االطبلع عمى ق اررات المحكمة العميا ،حيث استّقر قضاء المحكمة العميا عمى اعتماد
اليميف في إثبات الزواج العرفي في حالة وفاة أحد الزوجيف أو كبلىما مع سماع شيادة
المدعي تدعيما لشيادة الشيود ،وىذا طبقا لقوؿ
يوجو القاضي اليميف إلى ّ الشيود ،حيث ّ
خميؿ في باب أحكاـ الشيادة "ال نكاح بعد الموت".2
جاء في قرار المحكمة العميا الصادر بتاريخ 1985/09/23ما يمي... " :لذلؾ
يستوجب نقض القرار القاضي بإثبات عقد زواج المدعية بشخص متوفي تأسيسا عمى
المدعية اليميف".3
شيادة ثبلثة أشخاص ،ليست كافية ليذا اإلثبات ،ودوف تحميؼ ّ
حيث أجازت المحكمة العميا إثبات الزواج العرفي بشيادة شاىد واحد مع يميف
المدعي في حالة وفاة أحد الزوجيف ،جاء في قرارىا السالؼ الذكر ... " :أما إف مات
ّ
اإلماـ أبو زىرة ،األحواؿ الشخصية ،مرجع سابؽ ،ص .18 1
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ ،204254مؤرخ في ،1998/09/22المجمة القضائية ،العدد 2
المجمس األعمى ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 55706مؤرخ في ،1989/12/11المجمة القضائية ،العدد 1
بف حميمة يمينة ،خصوصية إجراءات التقاضي في دعاوى شؤوف األسرة ،دراسة مقارنة ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير 1
في القانوف ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة ابف خمدوف -تيارت ،-الجزائر ،السنة الجامعية ،2012-2011ص
.138
71
الدرجة األولى فذلؾ يدخؿ في إطار مياميـ متى أروا ذلؾ يفيد اإلجراءات المتخذة مف
الشؽ عمى ىذا األساس فيتعيف رفضو".1
ّ أسس ىذا
قبميـ ،ومتى ّ
ومف بيف الخصوصيات التي تتميز بيا قضايا شؤوف األسرة عف غيرىا مف
القضايا قبوؿ شيادة األقارب ،سواء القرابة أو المصاىرة أو اإلخوة أو األخوات وأبناء
العمومة ،وذلؾ في النزاعات المتعمقة بحالة األشخاص والطبلؽ ،باستثناء الفروع ،وفقا
لممادة 153فقرة 04مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث تمنع شيادة ىؤالء في القواعد العامة ،وتُقبؿ في
ألف األقارب كانوا شيودا في عقد القراف بيف الزوجيف ،وقد
دعوى إثبات الزواج العرفيّ ،
قر القضاء ذلؾ في غير ما قرار صادر عف المحكمة العميا ،ومف ذلؾ القرار الصادر أّ
بتاريخ 1998/03/17الذي جاء فيو ... " :لكف وحيث ّأنو بالرجوع إلى القرار المطعوف
أف القانوف يجيز
خاصة و ّ
ّ ومبرر بما فيو الكفاية،
ا يتبيف و ّأنو مؤسس تأسيسا جيدا
فيوّ ،
االستماع لشيادة األقارب باستثناء األبناء ،عمبل بالمادة 64مف ؽ.إ.ـ ،الشيء الذي
ويرفض كسابقو ،ومتى كاف كذلؾ استوجب
مؤسس ُ
يجعؿ الوجو المثار مف الطاعنة غير ّ
رفض الطعف.2"...
ب -أنواع الشيادة
يتـ تناوؿ أنواع الشيادة مف خبلؿ التطرؽ إلى الشيادة المباشرة ،الشيادة
ّ
السماعية ،الشيادة بالتسامع.
ب 1-الشيادة المباشرة (شيادة الرؤيا)
وىي الصورة الغالبة لمشيادة ،والمقصود بيا أف يشيد الشاىد بما سمعو بأذنو ورآه
بعينو ،فيو يشيد بما عاينو بنفسو مف وقائع عرفيا معرفة شخصية بحضوره تمؾ الوقائع
المشيود عمييا ،فيحضر إلى مجمس القضاء ليشيد بما رآه بعينو وسمعو بأذنو ،وتكوف
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار رقـ 315403مؤرخ في ،2005/02/23مجمة المحكمة 1
المجمس األعمى ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 53272مؤرخ في ،1989/03/27المجمة القضائية ،العدد 2
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار رقـ 693621مؤرخ في ،2012/07/12مجمة المحكمة 2
المجمس األعمى ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 43889مؤرخ في ،1986/12/15المجمة القضائية ،العدد 1
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 58788مؤرخ في ،1990/03/19المجمة القضائية ،العدد ،1 1
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 90683مؤرخ في ،1993/05/25المجمة القضائية ،عدد 01 1
77
السند القانوني والشرعي ،والنعي عمييـ بخبلؼ ذلؾ بالوجو
مف ؽ.أ ،ومعطيف لقرارىـ ّ
المثار مف الطاعنة غير مؤسس ويرفض .1"...
كما صدر قرار عف المحكمة العميا بتاريخ ،2007/02/14جاء فيو ..." :حيث
أف قضاة الموضوع بمجمس قضاء البميدة قد أخطأوا وأساءوا تطبيؽ القانوف لما ألغوا ّ
وليا لمطاعنة ،كما
عـ الطاعنة ال يحؽ لو أف يمثؿ ّأف ّ الحكـ المشار إليو أعبله ،بدعوى ّ
ولي الزوجة ال يشترط أف يكوف أف ّأف ىناؾ شاىدتيف مف أقارب الطاعنة ،لكف حيث ّ
ّ
عميا في حالة وجود مانع لوالدىا أو بتكميؼ منو،
أباىا شخصيا ،بؿ قد يكوف أخوىا أو ّ
حيث أف شيادة شاىد وامرأتيف وىما قريبتيف لمطاعنة (الزوجة) ىي مقبولة شرعا وقانونا
وفؽ أحكاـ المادة 64الفقرة 02مف ؽ.إ.ـ ،األمر الذي يجعؿ القرار المنتقد عرضة لمنقد
واإلبطاؿ".2
عدة شيود ،بعضيـ مف أقارب
أف قضاة الدرجة األولى قاموا بسماع شيادة ّ
حيث ّ
تـ الزواج بحضور
الطاعنة ،وأ ّكدوا وقوع الزواج ودخوؿ المطعوف ضده بالطاعنة ،وقد ّ
بصحة عقد
ّ فأقر قاضي الدرجة األولىوحددوا ليا مي ار متواضعاّ ،
عمياّ ،
ولييا وىو ّّ
لعـ
أف قضاة المجمس ألغوا حكـ الدرجة األولى ،بدعوى ّأنو ال يحؽ ّ
الزواج وثبوتو ،غير ّ
أف
أف ىناؾ شاىدتيف مف أقارب الطاعنة ،غير ّ وليا عنيا ،كما ّ
الطاعنة أف يكوف ّ
وبصحة شيادة رجؿ
ّ صحة عقد الزواج المبرـ،
أقرت ّ المحكمة العميا ألغت قرار المجمس ،و ّ
وامرأتيف مف أقارب الطاعنة في إثبات الزواج العرفي.
أقر القضاء اعتماد شيادة الشيود مع اليميف المتممة في إثبات الزواج
كما ّ
العرفي ،حيث جاء في قرار لممحكمة العميا صادر بتاريخ 2008/02/13ما يمي..." :
أسس ق ارره عمى
لكف خبلفا لمزاعـ الطاعنة وبالرجوع إلى القرار المطعوف فيو ،يتّضح منو ّ
المتممة
ّ وتـ توجيو اليميف
تـ االستماع إلى شيادة الشيود في القرار ّ ،2004/12/10 أّنو ّ
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 188707مؤرخ في ،1998/03/17مجمة االجتياد القضائي، 1
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 424799مؤرخ في ،2008/02/13مجمة المحكمة العميا ،العدد 1
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 204254مؤرخ في ،1998/09/22المجمة القضائية ،العدد 1
الثاني ،2009 ،ص 287وما بعدىا ،الذي جاء فيو .... ( :عف الوجو الثاني :المأخوذ مف الخطأ في تطبيؽ القانوف
والمتفرع إلى فرعيف :الفرع األوؿ :مأخوذ مف مخالفة أحكاـ الشريعة اإلسبلمية والذي جاء فيو أنو بالرجوع إلى أحكاـ
قانوف األسرة التي تحيؿ إلى أحكاـ الشريعة اإلسبلمية أنو في حالة وفاة أحد الزوجيف فإف إثبات الزواج العرفي يكوف
بشيادة الشيود واليميف استنادا إلى قوؿ خميؿ بأف ال نكاح بعد الموت ،وبالرجوع إلى محضر التحقيؽ المؤرخ في
،2006/05/20فإف المطعوف ضدىا لـ تؤد اليميف القانونية.
لكف حيث إف المادة 22مف قانوف األسرة – المطبقة عمى النزاع -تنص بأف الزواج يثبت بمستخرج مف سجؿ الحالة
المدنية وفي حالة عدـ تسجيمو يثبت بحكـ إذا توافرت أركانو وفقا لذلؾ القانوف ،ومادامت المحكمة قامت بإجراء تحقيؽ
وتأكدت مف توافر أركاف الزواج المنصوص عمييا في قانوف األسرة ،فإف قضاة الموضوع غير ممزميف بالرجوع إلى
تطبيؽ أحكاـ الشريعة اإلسبلمية وتوجيو اليميف لممطعوف ضدىا ما داـ النص القانوني موجودا ،وعميو فإف ىذا الفرع
غير مؤسس ويتعيف رفضو".
80
فإف القضاة بقضائيـ ىذا قد
1989الذي تمقّى الشيادات قصد إثبات الزواج المذكورّ ،
عرضوا قرارىـ لمنقض .1"...
ّ
البينة والنكوؿ عف
وخبلصة القوؿّ ،أنو إذا كاف الفقو اإلسبلمي يعتمد اإلقرار و ّ
البينة ،وىي
فإف القضاء الجزائري يعتمد أساسا ّاليميف كوسائؿ إلثبات الزواج العرفيّ ،
أما اليميف فبل يعتمدىا
شيادة الشيود بالشروط المذكورة آنفا في إثبات الزواج العرفيّ ،
مدعـ لشيادة الشيود في حالة وفاة أحد الزوجيف ،أو في حالة عدـ القضاء إالّ كدليؿ ّ
اكتماؿ الشيادة ،أما اإلقرار فبل يأخذ بو القضاء كوسيمة إلثبات لمزواج العرفي.
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 84334مؤرخ في ،1992/09/29مجمة االجتياد القضائي ،عدد 1
تنشأ الخصومة القضائية برفع دعوى أماـ القضاء ،ينتج عنيا صدور حكـ في
يحدد المشرع اإلجراءات الواجبة االتّباع لموصوؿ بيذه الخصومة إلى ّبر
الموضوع ،حيث ّ
األماف ،وذلؾ بصدور حكـ أو أمر أو قرار قضائي قابؿ لمتنفيذ ،وقد تشترؾ الخصومات
ختص بعضا منيا
القضائية عمى اختبلؼ أنواعيا في اإلجراءات الواجبة اإلتّباع ،وقد ي ّ
محددة تختمؼ عف القواعد العامة المقررة في اإلجراءات المتّبعة في رفعّ بإجراءات
الدعاوى ،أو الفصؿ فييا أو تنفيذىا.
وتتعدد دعاوى شؤوف األسرة وتختمؼ تبعا لموضوع الطمب ،الذي قد يتعمؽ
بمسائؿ الزواج وآثاره ،كالنفقة أو الرجوع إلى بيت الزوجية أو النسب ،وقد تتعمؽ بمسائؿ
الطبلؽ وآثاره ،كطمب التطميؽ أو الخمع أو المطالبة بتوابع الطبلؽ ،كالنفقة أو الحضانة
أو النزاع في متاع البيت أو حؽ الزيارة ،وقد تتعمؽ الدعوى بمسائؿ غير الزواج والطبلؽ،
كمسائؿ الوقؼ أو الوصية أو اليبة أو المي ارث أو الكفالة أو غيرىا مف المسائؿ المبسوطة
في قانوف األسرة.
ويعتبر قسـ شؤوف األسرة مف أىـ األقساـ وأخطرىا ،إف لـ يكف أصعبيا عمى
اإلطبلؽ ،نظ ار الرتباط قضايا شؤوف األسرة بمختمؼ القوانيف الموضوعية واإلجرائية،
بحيث يتعيف عمى قاضي شؤوف األسرة اإللماـ بالجانب الموضوعي واإلجرائي لمختمؼ
القوانيف ،سيما قانوف األسرة ،وقانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،وقانوف الحالة المدنية،
فضبل عف وجوب إلمامو بأحكاـ الشريعة اإلسبلمية.
وتخضع الدعاوى المرفوعة أماـ قسـ شؤوف األسرة إلى إجراءات يجب احتراميا
البت فييا،
حتى تُقبؿ الدعوى ،سواء تعمّقت ىذه اإلجراءات برفع الدعوى ،أو سيرىا ،أو ّ
أف قانوف األسرة ىو قانوف موضوعي أساسا ،وال يتضمف نصوصا إجرائية، وبالرغـ مف ّ
أي نص يحيمنا إلى قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية فيما يخص
فإنو ال يوجد فيو ّ
أف المعموؿ بو قضاء ىو تطبيؽ إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،بالرغـ مف ّ
النصوص اإلجرائية الواردة في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،سواء النصوص العامة
82
التي تحكـ جميع الدعاوى ،أو النصوص اإلجرائية الخاصة بالدعاوى المرفوعة أماـ قسـ
شؤوف األسرة ،والواردة في الفصؿ األوؿ "في قسـ شؤوف األسرة" ،مف الباب األوؿ "في
اإلجراءات الخاصة بالمحكمة وفي اإلجراءات الخاصة ببعض األقساـ" ،مف الكتاب الثاني
"في اإلجراءات الخاصة بكؿ جية قضائية" ،وذلؾ مف المادة 423مف ؽ.إ.ـ.إ إلى المادة
499منو.
فإف التطرؽ إلجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة الناشئة عف عقد الزواج
لذا ّ
وانحبللو يقت ضي تناوؿ اإلجراءات المتعمقة برفع ىذه الدعاوى ،سواء مف حيث قواعد
االختصاص وشروط قبوؿ ىذه الدعاوى والخصوصية التي تميزىا ،وذلؾ مف خبلؿ
البت فييا ،وذلؾ
ثـ تناوؿ إجراءات سير دعاوى انعقاد الزواج وانحبللو و ّ
المبحث األوؿّ ،
مف خبلؿ المبحث الثاني.
يمجأ الزوجاف أحيانا إلى القضاء مف أجؿ تحصيؿ حقوقيما أو طمب حمايتيا،
وذلؾ عف طريؽ استصدار حكـ قضائي ،حيث يجب عمييما احتراـ جممة مف الشروط
توج
واإلجراءات عند رفع الدعوى المعروضة عمى القضاء حتى يناؿ الزوجاف طمباتيما ،وتُ ّ
بصدور حكـ قضائي يسند الحؽ لصاحبو.
حددىا المشرع قد تكوف شروطا عامة ،يجب توافرىا في كؿ
ىذه الشروط التي ّ
خاصة ببعض الدعاوى دوف غيرىا
ّ الدعاوى المعروضة عمى القضاء ،وقد تكوف شروطا
ىذا مف جية ،ومف جية أخرى قد تكوف شروطا شكمية أو موضوعية ،الشكمية منيا تتعمؽ
بشكؿ العريضة ومصاريؼ التسجيؿ وقواعد االختصاص ،والموضوعية تتعمؽ بالصفة
والمصمحة واألىمية ،ومف أىـ الشروط الواجب توافرىا في الدعاوى المرفوعة أماـ قسـ
شؤوف األسرة ،شرط االختصاص بنوعيو :النوعي أو اإلقميمي ،والذي نظّمو المشرع
خاصة في المواد 423إلى 426مف ؽ.إ.ـ.إ ،وألحؽ دعاوى الزواج باختصاص
ّ بأحكاـ
خص المشرع دعاوى
ّ يتـ تناولو في المطمب األوؿ ،كما
قضاء شؤوف األسرة ،وىو ما ّ
الزواج المرفوعة أماـ قضاء شؤوف األسرة ببعض الخصوصية بيانيا في المطمب الثاني.
83
المطمب األول :إلحاق دعاوى الزواج باختصاص قضاء شؤون األسرة
تكتسي معرفة قواعد االختصاص أىمية بالغة ،يجب احتراميا مف أجؿ قبوؿ
أف مخالفتيا تؤدي إلى رفض الدعوى ،حيث تعتبر المحكمة
الدعاوى أماـ القضاء ،إذ ّ
عدة أقساـ ،وفؽ ما
صاحبة االختصاص العاـ تفصؿ في جميع القضايا ،وتتشكؿ مف ّ
نص عميو المشرع في المادة 32مف ؽ.إ.ـ.إ ،إذ ُي َمزُـ المتقاضي باحتراـ قواعد
عرض حددىا المشرع عند رفع دعوى أماـ القضاء ،حتى ال ُي ّ
االختصاص القضائي التي ّ
دعواه لعيب في الشكؿ ،فيمنح فرصة لمخصـ لمدفع بعدـ االختصاص ،وابطاؿ اإلجراءات
التي اتّخذىا مف أجؿ الحصوؿ عمى حقو ،واالختصاص القضائي عمى نوعيف :نوعي
يختص بيا قسـ شؤوف األسرة عف غيره مف
ّ حدد المشرع المسائؿ التي
واقميمي ،وقد ّ
وبيف حدود االختصاص القضائي في قضايا الزواج (الفرع األوؿ) ،كما منح األقساـّ ،
تتميز بو
وخصيا بما ّ
ّ المشرع بعض القضايا المتعمقة بشؤوف األسرة صفة االستعجاؿ،
القضايا االستعجالية مف سرعة الفصؿ فييا ،وذلؾ مف أجؿ توفير الحماية ألطراؼ
العبلقة الزوجية ولؤلوالد ،حيث أسند المشرع لرئيس قسـ شؤوف األسرة الصبلحيات
يتـ تناولو في (الفرع الثاني).
المخولة لقاضي االستعجاؿ ،وىو ما ّ
المختص
ّ المختصة ،والقسـ
ّ يحدد الم ّدعي في عريضة الدعوى الجية القضائية
بنظر النزاع المعروض مف قبمو عمى القضاء ،حيث يبحث القاضي أوؿ ما يبحث عند
نظره في الدعاوى المعروضة عميو ،عف مدى اختصاصو أو عدـ اختصاصو بالنظر في
النزاع المعروض عميو ،سواء مف ناحية اختصاصو النوعي أو اإلقميمي ،وذلؾ قبؿ
صحة إجراءات رفع الدعوى ،وقبؿ مناقشة موضوعيا.1
التطرؽ إلى ّ
بأنو والية القضاء بالفصؿ في القضايا المطروحة أمامو وفقا
ؼ االختصاص ّ عر ُ
وي ّ
ُ
لمعايير النوع والموقع اإلقميمي ،2حيث تنص الفقرة األولى مف المادة 32مف ؽ.إ.ـ.إ
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .37 1
بربارة عبد الرحماف ،شرح قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية (قانوف رقـ 09-08مؤرخ في 23فيفري )2008ط ،1 2
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .37 1
محمد إبراىيمي ،الوجيز في اإلجراءات المدنية ،مرجع سابؽ ،ص .165 3
الغوثي بف ممحة ،القانوف القضائي الجزائري ،ط ،2الديواف الوطني لؤلشغاؿ التربوية ،الجزائر ،سنة ،2000ص 4
.180
85
النوعي تتعمؽ بالنظاـ العاـ ،فبل يجوز االتفاؽ عمى مخالفتيا ،ويثيرىا القاضي مف تمقاء
نفسو ،ولو لـ يطمبو الخصوـ.1
ويقصد باالختصاص النوعي لقسـ شؤوف األسرة تحديد المنازعات التي يعود ُ
يختص بيا ىذا
ّ أف األصؿ في تحديد المواضيع والمسائؿ التي
الفصؿ فييا ليذا القسـ ،إذ ّ
المشرع ّبيف كذلؾ
ّ أف
القسـ يكوف مف شأف قانوف األسرة باعتباره قانونا موضوعيا ،إالّ ّ
بعض صبلحيات قسـ شؤوف األسرة في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،وىو قانوف
النزاعات حوليا ،وعميو
إجرائي في األصؿ ،وجاء التأكيد عمييا فيو نظ ار ألىميتيا وكثرة ّ
نصتتضمنيا قانوف األسرة ،وما ّ
ّ فإف قسـ شؤوف األسرة يختص نوعيا بكؿ المسائؿ التي ّ
عميو المادة 423مف ؽ.إ.ـ.إ.2
-2طبيعة االختصاص المسند لقسم شؤون األسرة
إف السؤاؿ الذي يفرض نفسو فيما يتعمؽ بالصبلحيات المسندة لقسـ شؤوف األسرة
ّ
ىو ،ىؿ يعني وجود قسـ خاص لمفصؿ في النزاعات األسرية داخؿ المحكمة وجود
اختصاص نوعي بيف المحكمة والقسـ؟ أـ ّأنو مجرد تقسيـ داخمي لمعمؿ داخؿ المحكمة؟
المشرع في الفقرة السادسة مف المادة 32مف ؽ.إ.ـ.إ في المسألة ،حيث
ّ فصؿ
بأنو ال يعتبر إنشاء األقساـ داخؿ المحكمة تقسيما نوعيا ،واّنما تقسيما إداريا فقط،
نص ّّ
ال توزيعا لبلختصاصات بيف األقساـ ،فالمحكمة ىي الجية القضائية ذات االختصاص
العاـ ،وتفصؿ في جميع القضايا المدنية والتجارية والبحرية واالجتماعية والعقارية وقضايا
شؤوف األسرة ،وعميو ال يمكف ألي قسـ التصريح بعدـ االختصاص النوعي إذا ما وجيت
تخص قسما آخر ،فإذا ُس ّجمت قضية أماـ القسـ المدني أو التجاري أو العقاري
ّ لو قضية
أو أي قسـ مدني آخر ،وكاف اختصاص النظر فييا لقسـ شؤوف األسرة ،فبل يحكـ
القاضي بعدـ اختصاصو النوعي وال يفصؿ فييا ،بؿ يحيميا عف طريؽ أمانة الضبط إلى
يتـ إخطار رئيس المحكمة مسبقا بذلؾ ،الذي يفصؿ في إحالة القضية
القسـ المختص ،و ّ
حمميؿ صالح ،إجراءات التقاضي أماـ قسـ شؤوف األسرة في القانوف الجزائري ،مجمة الفقو والقانوف ،العدد التاسع 2
1تنص الفقرة السادسة مف المادة 32مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى ّأنو " :في حالة جدولة قضية أماـ قسـ غير
القسـ المعني بالنظر فييا ،يحاؿ الممؼ إلى القسـ المعني عف طريؽ أمانة الضبط ،بعد إخبار رئيس المحكمة مسبقا".
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 204999مؤرخ في ،1998/10/20المجمة القضائية ،العدد ،02 2
سنة ،2000ص 177وما بعدىا ،والذي جاء فيو ... " :عف الوجو المأخوذ مف مخالفة القانوف :بدعوى أف القرار عندما
قضى بعدـ االختصاص النوعي ،قد خالؼ نص المادة 01مف قانوف اإلجراءات المدنية التي تنص " :أف المحاكـ ىي
الجيات القضائية الخاصة بالقانوف العاـ وىي تفصؿ في جميع القضايا المدنية والتجارية أو دعاوى الشركات "...وحسب
المادة فإف التقسيـ الداخمي الموجود في كؿ محكمة ىو مجرد تقسيـ لممحؿ وليس تقسيما لبلختصاص النوعي ."...
87
الذكر فقط ،باعتبارىا أىـ الدعاوى التي تُعرض عمى قضاء شؤوف األسرة ،ومف بيف
الدعاوى التي أغفؿ المشرع ذكرىا الدعاوى المتعمقة بالميراث ،والدعاوى المتعمقة بترشيد
القاصر والترخيص بالتصرؼ في بعض أموالو ،الدعاوى المتعمقة باليبات والوصايا
المتعمقة بالمنقوالت.1
ثـ تطرقت المادة 424مف ؽ.إ.ـ.إ إلى ّأنو عمى قاضي شؤوف األسرة عمى
ّ
الخصوص أف يسير عمى حماية مصالح القصر ،خاصة عند وفاة األبويف ،أيف يكوف
القصر بحاجة إلى مف يتولى تسيير شؤونيـ وحماية مصالحيـ ،وىو دور جديد أسند لو
بمقتضى قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية .
كما أوكؿ المشرع مف خبلؿ المادة 425مف ؽ.إ.ـ.إ لرئيس قسـ شؤوف األسرة
أف لو في إطار التحقيؽ
بالمحكمة أف يمارس الصبلحيات المخولة لقاضي االستعجاؿ ،و ّ
مختصة في
ّ القياـ بتعييف مساعدة اجتماعية ،أو طبيب خبير ،أو المجوء إلى أية مصمحة
الموضوع بغرض االستشارة ،وعمى القاضي إطبلع األطراؼ عمى مضموف التقرير،
ويحدد ليـ أجبل لتقديـ طمب إجراء تحقيؽ مضاد ،كما لو المجوء إلى االستشارة في أي
وقت ،وحتى أثناء إجراءات الصمح.
ىذه مجمؿ الصبلحيات التي أسندىا المشرع لقاضي شؤوف األسرة في قانوف
اإلجراءات المدنية واإلدارية.
ومف بيف الدعاوى التي يختص بيا قسـ شؤوف األسرة:
دعاوى التعويض عف الضرر الناجـ عف العدوؿ عف الخطبة واسترداد اليدايا،
منح الترخيص بالزواج لمف لـ يبمغ السف القانونية 19-سنة ،-مع تبياف األسباب المبررة
والمصمحة أو الضرورة عند االقتضاء ،القضايا المتعمقة باإلذف بالزواج لممصاب بإعاقة
ذىنية بعد تقديـ تقرير حوؿ حالة إعاقتو مف طرؼ طبيب ،دعاوى فسخ الزواج الجديد قبؿ
الدخوؿ إذا لـ يستصدر الزوج ترخيصا مف القاضي – عند التعدد ،-دعاوى فسخ عقد
الزواج قبؿ الدخوؿ الختبلؿ شرط مف شروطو ،أو فسخو قبؿ الدخوؿ وبعده عند الزواج
بإحد ى المحرمات ،دعاوى إبطاؿ عقد الزواج الختبلؿ ركف الرضا ،الدعاوى المتعمقة
1بربارة عبد الرحماف ،شرح قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،مرجع سابؽ ،ص .328
88
بالنزاع في الصداؽ ،الدعاوى المتعمقة بالشروط المدرجة في عقد الزواج أو في عقد
رسمي الحؽ ،ومدى مشروعيتيا وتنافييا مع قانوف األسرة ،الدعاوى المتعمقة بالنزاع في
األمواؿ المشتركة بيف الزوجيف خبلؿ الحياة الزوجية ،الدعاوى المتعمقة بإثبات الزواج
العرفي وتسجيمو في سجبلت الحالة المدنية ،الدعاوى المتعمقة بإلزاـ الزوجة بالرجوع إلى
مسكف الزوجية ،الدعاوى الخاصة بطمب النفقة لمزوجة واألوالد ومراجعتيا أو إسقاطيا،
دعاوى إثبات النسب ونفيو ،الدعاوى المتعمقة بنشوز أحد الزوجيف ،الدعاوى المتعمقة بفؾ
الرابطة الزوجية ،سواء بالطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،أو الطبلؽ بالتراضي،
أو التطميؽ ،أو الخمع ،أو الطبلؽ قبؿ الدخوؿ ،الدعاوى المرتبطة بالحقوؽ المادية
المترتبة عمى فؾ الرابطة الزوجية ،دعاوى إثبات الطبلؽ العرفي ،الدعاوى الخاصة بػإسناد
الحضانة وممارستيا واسقاطيا وتوفير مسكف مبلئـ لممارستيا وتسميـ الطفؿ المحضوف
ومنح الوالية عميو ،دعاوى ممارسة حؽ الزيارة ومراجعتيا ،الدعاوى المتعمقة بالنزاع حوؿ
أثاث البيت الزوجي ،الدعاوى المتعمقة بالمطالبة بنفقة الزوجة واألوالد ومراجعتيا ،الدعاوى
المتعمقة باتخاذ التدابير الضرورية لممحافظة عمى التركة ،وقسمة التركات ،أو تعييف
الوصي أو المقدـ ،دعاوى الحجر ،الدعاوى المتعمقة بالمفقود والغائب ،الدعاوى المتعمقة
بالكفالة ،الدعاوى المتعمقة بالوصية اليبة والوقؼ ،الدعاوى المتعمقة بالميراث.
نص في الفقرة الثالثة مف الفصؿ الثاني
أف المشرع المغربي ّوتجدر اإلشارة إلى ّ
مف التنظيـ القضائي بعد تعديمو وتتميمو بالقانوف 1رقـ ،03-70إلى ّأنو" :تنظر أقساـ
قضاء األسرة في قضايا األحواؿ الشخصية والميراث والحالة المدنية وشؤوف التوثيؽ
والقاصريف والكفالة وكؿ ما لو عبلقة برعاية وحماية األسرة" ونصت الفقرة الخامسة مف
نفس الفصؿ عمى أنو " :يمكف لكؿ غرفة أف تبحث وتحكـ في كؿ القضايا المعروضة
عمى المحكمة كيفما كاف نوعيا ،باستثناء ما يتعمؽ بأقساـ قضاء األسرة ،وأقساـ قضاء
تضمف مشروع قانوف رقـ ،38215يتعمؽ بالتنظيـ القضائي ،في الفقرة الثانية
ّ القرب" ،كما
1
ظيير شريؼ بمثابة قانوف رقـ 1.74.338بتاريخ 24جمادى الثانية 15 ( 1394يوليوز )1974يتعمؽ بالتنظيـ
القضائي لممممكة ،الجريدة الرسمية عدد 3220بتاريخ 26جمادى الثانية 17 ( 1394يوليوز .)1974
89
مف المادة 44منو ،1عمى ّأنو ..." :يمكف لكؿ غرفة أف تبحث وتحكـ في كؿ القضايا
المعروضة عمى المحكمة كيفما كاف نوعيا باستثناء ما يتعمؽ بقسـ قضاء األسرة ."...
أف المشرع المغربيحيث مف خبلؿ االطبلع عمى ىذه النصوص يتّضح جمياّ ّ
قر صراحة باالختصاص النوعي االستثنائي الخاص بقسـ قضاء األسرة ،إذ يعتبره مف أّ
أي مرحمة مف مراحؿ التقاضي ،ولممحكمة إثارتو مف تمقاء
النظاـ العاـ ،ويمكف إثارتو في ّ
أف المشرع المغربي لـ ينص عمى ضرورة أف تقوـ الغرؼ األخرى إذا
نفسيا ،غير ّ
ما ُعرضت عمييا قضية مف اختصاص قسـ قضاء األسرة ،أف تقضي بعدـ االختصاص
المشرع المغربي مف خبلؿ ىذا االستثناء المقرر
ّ واحالة القضية إلى ذلؾ القسـ ،وييدؼ
متخصص في قضاياّ يخص االختصاص إلى إيجاد قضاء
ّ لصالح قسـ قضاء األسرة فيما
يفعؿ قواعدىا اإلجرائية والموضوعية.2
شؤوف األسرةّ ،
ثانيا -حدود االختصاص اإلقميمي
حدد المشرع قواعد االختصاص اإلقميمي ووضع ضوابط محمية أو جغرافية يتعيف
ّ
وخص المشرع النزاعات الناشئة عف عقد
ّ عمى المتقاضي احتراميا حتى تُقبؿ دعواه،
الزواج باختصاص إقميمي محدد ،مما يتطمب تناوؿ مفيوـ االختصاص اإلقميمي،
طبيعتو ،أثره وتحديده في قضايا الزواج.
-1مفيوم االختصاص اإلقميمي
يقصد باالختصاص اإلقميمي أحقّية كؿ محكمة مف محاكـ الطبقة الواحدة بنظر
الدعوى في إطار محمي ،3أي االختصاص المقرر بالنظر إلى محؿ المحكمة أو مركزىا،
4
يتـ تحديد النطاؽ الجغرافي لكؿ جية
أو بالنظر إلى مجاليا المكاني أو اإلقميمي ،حيث ّ
قضائية ،واليدؼ مف ذلؾ ىو تقريب المحاكـ بقدر اإلمكاف مف موطف الخصوـ ،فبل
يكفي أف ُيسند النزاع إلى قسـ شؤوف األسرة ،بؿ ال بد مف معرفة المحكمة المختصة مف
صيغة الثبلثاء 07جواف ،2016والذي تمت المصادقة عمييا باألغمبية بالجمسة العامة بمجمس النواب. 1
محمد شتا أبو سعد ،الدفع بعدـ االختصاص في المواد المدنية والتجارية ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية ،مصر، 3
بداوي عمي ،الضوابط اإلجرائية المستحدثة في شروط الدعوى وقواعد االختصاص في قانوف اإلجراءات المدنية 1
واإلدارية الجديد ،نشرة القضاة ،المحكمة العميا ،الديواف الوطني لؤلشغاؿ التربوية ،الجزائر ،العدد ،64ص .312
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص ،43وقد أ ّكد ذلؾ قرار المحكمة العميا 2
رقـ 45651مؤرخ في 1988/03/27الذي جاء فيو ( :حيث أف االختصاص المحمي عموما ال يتعمؽ بالنظاـ العاـ
.)...
91
2007/05/06قضى بتثبيت زواج عرفي وقع سنة 1959بالمغرب ،فاستأنؼ وكيؿ
الجميورية الحكـ ،وطالب بإلغائو لعدـ االختصاص ،فصدر قرار مف مجمس قضاء
وصرح بعدـّ تممساف بتاريخ 2008/06/08قضى بإلغاء الحكـ المستأنؼ فيو،
فأيدت المحكمة العميا ذلؾ كوف المادة 99مف قانوف الحالة المدنية
االختصاص المحميّ ،
تنص عمى استصدار حكـ بتسجيؿ الزواج العرفي المبرـ في الخارج مف رئيس محكمة
الجزائر لتسجيمو في السجبلت القنصمية ،واعتبرت االختصاص اإلقميمي في مسائؿ الحالة
المدنية مف النظاـ العاـ ،يجوز لمقاضي إثارتو مف تمقاء نفسو.
أف المشرع أسند كما أنو بالرجوع إلى نص المادة 40مف ؽ.إ.ـ.إ ،نجد ّ
االختصاص لجيات قضائية محددة دوف سواىا ،حيث أسند في الفقرة الثانية منيا
االختصاص لممحكمة التي يقع فييا موطف المتوفى بالنسبة لقضايا الميراث ،وأسند
االختصاص لممحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا مسكف الزوجية بالنسبة لدعاوى
الطبلؽ أو الرجوع ،وأسند االختصاص لممحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف
ممارسة الحضانة بالنسبة لقضايا الحضانة ،وأسند االختصاص لممحكمة التي يقع في
دائرة اختصاصيا موطف الدائف بالنفقة بالنسبة لقضايا النفقة الغذائية ،وأسند االختصاص
لممحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف وجود السكف بالنسبة لقضايا السكف ،ويعتبر
ىذا االختصاص المنصوص عنو في المادة 40مف ؽ.إ.ـ.إ اختصاصا مانعا ،بحيث إذا
أثير أماـ القاضي وعايف مخالفة ىذه القواعد ،فعميو أف يحكـ بعدـ االختصاص.1
المشرع عف القاعدة العامة في االختصاص اإلقميمي في بعض ىذه
ّ وخروج
خاصة بعد فؾ
ّ مقرر لفائدة الطرؼ الضعيؼ ،وىـ الحاضنة والمحضونيف،
ٌ المسائؿ
الرابطة الزوجية ،أيف يتطمب األمر مزيدا مف الحماية والتسييؿ عمى الحاضنة في
إجراءات طمب النفقة والمسكف المبلئـ لممارسة الحضانة ،وكذا المسائؿ المرتبطة بيا،
تتبع موطف المدعى عميو أحيانا أف يرىؽ الحاضنة ،ويكمفيا ما ال تطيؽ إف
ألف مف شأف ّ
ّ
كاف موطنو يبعد كثي ار عف موطنيا ،أو كاف المدعى عميو مقيما بالخارج ،وىو أمر يعود
أقر المشرع بعض االستثناءات في قواعد
بالسمب عمى حقوؽ األوالد المحضونيف ،لذا ّ
عبد السبلـ ذيب ،قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ،ترجمة لممحاكمة العادلة ،ط ،3موفـ لمنشر ،الجزائر، 1
،2012ص .339
92
االختصاص اإلقميمي في بعض مسائؿ شؤوف األسرة ،بما يتبلءـ وخصوصية ىذه
المسائؿ ،وغرض المشرع مف توفير الحماية لمصمحة المحضونيف.
ويعتبر االختصاص اإلقميمي الوارد في المادة 40مف ؽ.إ.ـ.إ اختصاصا مانعا،
يتعيف عمى القاضي إذا ما تمت مخالفة قواعده وأثير أمامو أف يحكـ بعدـ االختصاص،
بؿ يعتبره جانب مف الفقو اختصاصا إقميميا حصريا ،ال يجوز إقامة الدعوى المتعمقة بيذه
تـ ذكرىا في المادة 40مف ؽ.إ.ـ.إ ،فيي محددة
النزاعات أماـ محكمة أخرى غير التي ّ
أف المشرع حصر االختصاص في ىذه المحاكـ دوف غيرىا ،وجزاء عمى سبيؿ الحصر ،و ّ
مخالفة ذلؾ ىو الحكـ بعدـ االختصاص تمقائيا مف طرؼ القاضي ،أو بناء عمى دفع
الخصوـ.1
-3أثر مخالفة االختصاص اإلقميمي
فإنو يحكـ بعدـ
تـ قبوؿ الدفع بعدـ االختصاص اإلقميمي مف طرؼ القاضي ّ
إذا ّ
االختصاص ،دوف التطرؽ إلى موضوع الدعوى ،وال يحكـ القاضي بعدـ قبوؿ الدعوى
ألف ذلؾ يتطمب تخمؼ شرط مف شروط إقامة الدعوى ،أو اإلخبلؿ بإجراء مف شكبلّ ،
ألف ذلؾ يتطمب أف
إجراءات رفعيا ،كما ال يحكـ القاضي برفض الدعوى لعدـ التأسيسّ ،
المدعي عف تقديـ األدلّة
يكوف القاضي قد اطّمع عمى موضوع الدعوى ،وثبت لو عجز ّ
والحجج التي تؤيد مزاعمو ،وىو أمر غير وارد عند الحكـ بعدـ االختصاص اإلقميمي
أف موضوع النزاع خارج االختصاص
ت لمقاضي ّلممحكمة ،الذي يشترط فيو فقط أف َيثُْب َ
اإلقميمي لممحكمة المعروض عمييا ،والذي يعتبر قسـ شؤوف األسرة الذي عرض أمامو
النزاع قسما مف أقساميا ،وأف يدفع الخصـ صاحب المصمحة بعدـ االختصاص اإلقميمي
قبؿ أي دفع في الموضوع ،أو دفع بعدـ القبوؿ ،مع تحديده الجية المختصة إقميميا،
وبالشكؿ القانوني المطموب.2
عبد العزيز سعد ،أبحاث تحميمية في قانوف اإلجراءات المدنية الجديد ،دار ىومة ،الجزائر ،2013 ،ص .52 1
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .42 ،41 2
93
أف الحكـ الصادر مف قاضي قسـ شؤوف األسرة ،والذي يقضي فيو بعدـغير ّ
المدعي في تصحيح الخطأ اإلجرائي
االختصاص اإلقميمي ،ال يحوؿ أبدا دوف أحقية ّ
الذي ارتكبو ،وذلؾ برفع دعوى جديدة أماـ الجية القضائية المختصة إقميميا.1
المدعي مف إثارة الدفع بعدـ االختصاص اإلقميمي ،بموجب
أف المشرع منع ّكما ّ
2
المدعي ىو مف رفع
ألف ّ
المادة 51الفقرة الثانية مف ؽ.إ.ـ.إ ،وىو أمر منطقي وصائبّ ،
الدعوى ،وخالؼ فييا قواعد االختصاص اإلقميمي ،فبل يحؽ لو االستفادة مف خطئو.
ويمكف لؤلطراؼ مخالفة االختصاص اإلقميمي اختياريا ،وتقديـ تصريح بطمب
التقاضي أماـ الجية غير المختصة إقميميا ،فتكوف ىذه المحكمة مختصة طيمة
الخصومة ،وفي حالة االستئناؼ يكوف المجمس التابعة لو ىذه المحكمة مختصا وفقا
جراء
لممادة 46مف ؽ.إ.ـ.إ ،وذلؾ تخفيفا لئلرىاؽ الذي قد يصيب بعض المتقاضيف ّ
أف مصمحتيـ تتحقؽ برفع
قدر األطراؼ ّ
احتراـ قواعد االختصاص اإلقميمي ،فإذا ما ّ
الدعوى أماـ محكمة غير مختصة إقميميا ،فميـ ذلؾ ،وال يثير القاضي عدـ توفر
االختصاص اإلقميمي لممحكمة مف تمقاء نفسو ،فمثبل قد يكوف مسكف الزوجية يقع في
أف محؿ إقامتيـ الفعمية
والية بعيدة ،كاف يقيـ فييا الزوجاف بسبب ظروؼ العمؿ ،غير ّ
يقع في الجزائر ،ومف شأف التنقؿ إلى ىذه الوالية ورفع دعوى الطبلؽ أو المطالبة بتوابعو
أماـ المحكمة التي يقع فييا مسكف الزوجية ،أمر مرىؽ جدا لكبل الطرفيف ،فمف
المستحسف ليما اختيار محكمة لمتقاضي أماميا تابعة لمجمس قضاء الجزائر ،تخفيفا
عنيـ وتوفير لمشقة وعناء ومصاريؼ التنقؿ ،وحسنا فعؿ المشرع عندما لـ يجعؿ
االختصاص اإلقميمي مف النظاـ العاـ ،وأجاز مخالفة قواعده باختيار األطراؼ.
أف الحكـ بعدـ االختصاص اإلقميمي في دعاوى الطبلؽ ويجدر التنبيو إلى ّ
باإلرادة المنفردة لمزوج ،بعد دفع المدعى عميو بو ،يؤدي إلى نتائج مخالفة ألحكاـ الطبلؽ
ألف الطبلؽ الذي
وأحكاـ العدة ،والتي تتعمؽ بالنظاـ العاـ ،إذا كاف الزوج تمفظ بالطبلؽّ ،
تنص المادة 51مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى أنو " :يجب عمى الخصـ الذي يدفع بعدـ االختصاص 2
اإلقميمي لمجية القضائية أف يسبب طمبو ،ويعيف الجية القضائية التي يستوجب رفع الدعوى أماميا .ال يجوز لممدعي
إثارة ىذا الدفع".
94
يتـ إثباتو وتسجيمو في سجبلت الحالة المدنية ،حتى
أوقعو الزوج بإرادتو المنفردة يجب أف ّ
ُيحتسب ضمف عدد الطمقات التي يممكيا الزوج عمى زوجتو ،ألف إثبات الطبلؽ يتعمؽ
أف الحكـ بعدـ االختصاص اإلقميمي قد يؤدي إلى فوات أجؿ
بالنظاـ العاـ مف جية ،كما ّ
تمكف الزوج مف
وتحوؿ الطبلؽ الرجعي إلى طبلؽ بائف بينونة صغرى ،دوف ّّ العدة،
خصو
استعماؿ حقو في مراجعة زوجتو دوف عقد جديد ،وفي ذلؾ ىدـ لعقد الزواج الذي ّ
وسماه الميثاؽ الغميظ ،وىدـ لؤلسرة والمجتمع التي ُي ُّ
عد ّ الشارع الحكيـ بعناية كبيرة،
أف االختصاص حمايتيا مف المقاصد التي يسعى المشرع والنيابة العامة إلى تحقيقيا ،كما ّ
اإلقميمي ال يتعمؽ بالنظاـ العاـ ،بينما أحكاـ الطبلؽ والعدة والرجعة تتعمؽ بالنظاـ العاـ،
وبالتالي مخالفة أحكاـ االختصاص اإلقميمي وقواعده مف أجؿ تحقيؽ مصمحة أولى
بالحماية وجديرة بالرعاية أمر مطموب وغاية مشروعة.
لذا مف األحسف لو ينص المشرع صراحة عمى عدـ جواز الدفع بعدـ
االختصاص اإلقميمي بالنسبة لدعاوى إثبات الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،والزامو بتثبيتو
يتـ احتساب الطبلؽ الذي أوقعو الزوج مف
واألمر بتسجيمو بسعي مف النيابة العامة ،حتى ّ
عدد الطمقات التي يممكيا.1
لمختصة إقميميا في قضايا انعقاد الزواج وانحاللو
ّ -04تحديد الجية ا
وضع المشرع قاعدة عامة تقضي بإسناد االختصاص اإلقميمي لمجية القضائية
المدعى عميو ،وذلؾ وفقا لنص المادة 37مف
التي يقع في دائرة اختصاصيا موطف ّ
ألف
ؽ.إ.ـ.إ ،غير ّأنو أورد استثناءات عمى ذلؾ في المواد 39و 40مف ؽ.إ.ـ.إّ ،
المدعى عميو ،ويطالبو أماـ القضاء بالوفاء
المدعى إلى موطف ّ
األصؿ أف ينتقؿ ّ
فالمدعي يسعى وراء المدعى عميو ويتبعو،
ّ بالتزاماتو ،أو تعويض الضرر الذي لحؽ بو،
المدعى الدليؿ عمى عكس
يقدـ ّ
المدعى عميو مف أي التزاـ حتى ّ
ألف األصؿ براءة ذمة ّ
ّ
المدعى عميو مطموب ،وعمى الطالب أف يسعى وراء المطموب
فالمدعي طالب و ّ
ّ ذلؾ،
المشرع أورد بعض االستثناءات عمى القاعدة العامة مراعاة
ّ أف
لطمب حقو منو ،غير ّ
لمطاعي نور الديف ،عدة الطبلؽ الرجعي وأثارىا عمى األحكاـ القضائية ،رسالة لنيؿ درجة الدكتوراه في القانوف ،كمية 1
الحقوؽ ،بف عكنوف ،جامعة الجزائر ،الجزائر ،السنة الجامعية ،2006ص .185-183
95
لمصمحة المحضوف ،ومصمحة األسرة ،ومركز الزوجة الضعيؼ ،وىي استثناءات تدعـ
تتميز بيا بعض دعاوى شؤوف األسرة.
الخصوصية التي ّ
كما ّبيف المشرع في المواد 38 ،37 ،36مف القانوف المدني مفيوـ الموطف،
الذي يعتمد عميو في معرفة االختصاص ،حيث اعتبر المحؿ الذي يوجد فيو السكف
الرئيسي لمشخص موطنا لو ،وعند عدـ وجود سكف يعتبر محؿ اإلقامة العادي موطنا
لمشخص ،و ّأنو ال يجوز أف يكوف لمشخص أكثر مف موطف واحد في نفس الوقت ،ويعتبر
موطف القاصر والمحجور عميو والمفقود والغائب ىو موطف مف ينوب عنيـ قانونا ،وعند
ترشيد القاصر يكوف لو موطف خاص بالنسبة لمتصرفات التي يعتبره القانوف أىبل
لمباشرتيا وفقا لممادة 38مف القانوف المدني.
المدعى أماـ المحكمة التي
واذا لـ يكف لممدعى عميو موطنا معروفا ،خاصمو ّ
لممدعى عميو موطنا مختا ار ترفع
يقع في دائرة اختصاصيا آخر موطف لو ،واذا كاف ّ
الدعوى أماـ المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا اإلقميمي الموطف المختار ،ما لـ
ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ ،وفقا لممادة 37مف ؽ.إ.ـ.إ.
المدعى عمييـ يرجع االختصاص اإلقميمي لممحكمة التي يقعتعدد موطف ّ
واذا ّ
المدعى عمييـ ،وفقا لممادة 38مف ؽ.إ.ـ.إ.
في دائرة اختصاصيا موطف أحد ّ
وقد ّبيف المشرع بموجب المادة 426مف ؽ.إ.ـ.إ االختصاص اإلقميمي لممحكمة
في قضايا شؤوف األسرة ،حيث اعتمد المشرع طبيعة النزاع كمعيار لتحديد المحكمة
ومرة مكاف
ومرة مسكف الزوجيةّ ،
المختصة إقميميا ،فأحيانا يعتمد موطف المدعى عميوّ ،
يتـ بيانو فيما يمي:
ممارسة الحضانة ،وىو ما س ّ
أ -المحكمة المختصة إقميميا في موضوع العدول عن الخطبة
وعرفيا بأنيا وعد
نظّـ المشرع أحكاـ الخطبة في المادتيف 05و 06مف ؽ.أّ ،
بالزواج ،وىي مقدمة لو ،غير أنو قد تط أر أسباب تؤدي إلى إنياء الخطبة ،سواء بوفاة
الخاطب أو المخطوبة ،أو العدوؿ مف أحدىما أو كبلىما عف إتماـ الزواج ،مما قد يؤدي
إلى إنشاء حقوؽ ألحدىما عمى اآلخر تتعمؽ باليدايا ،أو المير المقدـ ،أو التعويض عف
وبيف
جراء العدوؿ ،وىي مسائؿ قانونية عالجيا المشرع ّ
الضرر الذي يمحؽ أحدىما ّ
المدعى عميو في كؿ النزاعات
حكميا ،كما أسند االختصاص اإلقميمي لمحكمة موطف ّ
96
التي تثار بشأف القضايا المتعمقة بالعدوؿ عف الخطبة ،وفقا لمبند األوؿ مف المادة 426
مف ؽ.إ.ـ.إ.
ب -المحكمة المختصة إقميميا في موضوع إثبات الزواج
ثـ يجدوف أنفسيـ
لعدة أسبابّ ،
يمجأ بعض األزواج إلى إبراـ عقود زواج عرفية ّ
ممزميف بالمجوء إلى القضاء مف أجؿ طمب إثبات الزواج العرفي ،واألمر بتسجيمو في
سجبلت الحالة المدنية ،وذلؾ حتى ُيعترؼ ليـ بالحقوؽ الناشئة عف عقد الزواج ،وسواء
ث ار نزاع بيف الزوجيف أو ورثتيما بشأف إثبات الزوج العرفي ،أو لـ يثر أي نزاع ،فالمجوء
إلى القضاء مف أجؿ إثبات الزواج أمر حتمي ،ويتطمب تحديد الجية المختصة إقميميا
لمفصؿ في طمب إثباتو ،وىو ما تعرض لو المشرع في البند الثاني مف المادة 426مف
ؽ.إ.ـ.إ ،حيث أسند ذلؾ لممحكمة التي يقع بدائرة اختصاصيا اإلقميمي موطف المدعى
عميو.
غير أنو تجدر اإلشارة في مسألة االختصاص اإلقميمي في إثبات وتسجيؿ عقود
تـ إبراـ عقد الزواج العرفي في الجزائر أو في
الزواج العرفيةّ ،أنو يجب التمييز بيف ما إذا ّ
صحتو أو غير متنازع فيو ،حيث ينعقد
الخارج ،وبيف ما إذا كاف الزواج العرفي متنازع في ّ
االختصاص اإلقميمي إلى المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف إبراـ عقد الزواج،
أو إلى المحكمة التي يقع بدائرة اختصاصيا مكاف تسجيمو ،في حالة ما إذا أبرـ الزواج
حدده المشرع في المادة 39مف العرفي غير المتنازع فيو في الجزائر ،وذلؾ وفقا لما ّ
1
فإف إثباتو وتسجيمو يتـ أماـ
قانوف الحالة المدنية ،واذا كاف الزواج العرفي متنازع فيوّ ،
المحكمة التي يقع بدائرة اختصاصيا اإلقميمي موطف المدعى عميو ،وفقا لنص المادة
صرح
تنص المادة 39مف قانوف الحالة المدنية عمى أنو " :باستثناء ما ذكر في المادة 79المقطع الرابع ،عندما ال ُي ّ
1
بالعقد لضابط الحالة المدنية في اآلجاؿ المقررة ،أو تع ّذر قبولو ،أو عندما ال توجد سجبلّت أو فقدت ألسباب أخرى
غير أسباب الكارثة أو العمؿ الحربي ،يصار مباشرة إلى قيد عقود الوالدة والزواج والوفاة بدوف نفقة ،عف طريؽ صدور
سجمت فييا العقود ،أو التي كاف يمكف تسجيميا فييا ،بناء عمى حكـ بسيط مف رئيس محكمة الدائرة القضائية التي ّ
مجرد طمب مف وكيؿ الدولة بيذه المحكمة ،بموجب عريضة مختصرة ،وباالستناد إلى كؿ الوثائؽ واإلثباتات المادية".
97
426فقرة 02مف ؽ.إ.ـ.إ ،1وذلؾ عف طريؽ رفع دعوى قضائية مف الزوج أو الزوجة
أو النيابة العامة أو كؿ مف لو مصمحة.
فإف محكمة
أما إذا أبرـ عقد الزواج العرفي غير المتنازع فيو خارج الوطفّ ،
الجزائر ىي المختصة إقميميا في إثباتو وتسجيمو ،دوف غيرىا مف المحاكـ األخرى ،وذلؾ
وفقا لما نص عميو المشرع في المادة 99مف قانوف الحالة المدنية.2
المختصة إقميميا في موضوع الطالق أو الرجوع أو الطالق
ّ ت -المحكمة
بالتراضي
تنشأ بيف األزواج أحيانا خبلفات تؤدي إلى مغادرة الزوجة مسكف الزوجية ،سواء
بإرادتيا ،أو بقياـ الزوج بأخذىا إلى مسكف أىميا ،ويمجأ الطرؼ الذي يريد استئناؼ الحياة
الزوجية والرجوع إلى مسكف الزوجية إلى القضاء مف أجؿ إلزاـ الطرؼ الثاني بذلؾ ،أو
حدد
يرفض أحدىما الرجوع واستئناؼ العبلقة الزوجية ،ويطمب فؾ الرابطة الزوجية ،وقد ّ
المشرع المحكمة المختصة إقميميا بيذه المسألة ،وىي المحكمة التي يوجد بدائرة
اختصاصيا اإلقميمي مكاف وجود مسكف الزوجية ،ويرجع ذلؾ لكوف األسرة ليا كيانا
لكنو كياف لو
حد االعتراؼ بالشخصية المعنوية لياّ ،
قانونيا خاصا بيا ،ال يصؿ إلى ّ
ومقره ،الذي ُيستند إليو في منح االختصاص اإلقميمي لمحكمة ما ،مف أجؿ
أىميتو وقيمتو ّ
ح ّؿ النزاعات التي تتعمؽ بالطبلؽ أو الرجوع.
حددت
غير أنو بالرجوع إلى نص الفقرة الثانية مف المادة 40مف ؽ.إ.ـ.إ فقد ّ
االختصاص اإلقميمي وجوبا في قضايا الطبلؽ أو الرجوع إلى المحكمة التي يوجد بدائرة
اختصاصيا اإلقميمي مكاف وجود مسكف الزوجية ،وىو اختصاص مانع وحصري،
وبالتالي ال يجوز مخالفتو ولو باتفاؽ الزوجيف ،واذا أثاره أحد الخصوـ حكـ القاضي بعدـ
االختصاص اإلقميمي.
تنص الفقرة 02مف المادة 426مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى أنو " :تكوف المحكمة مختصة إقميميا 1
المدعى عميو"...
...في موضوع إثبات الزواج بمكاف وجود موطف ّ
إما أف يسجؿ
تنص المادة 99مف قانوف الحالة المدنية عمى أنو " :إذا لـ يسجؿ العقد بسبب عدـ التصريح بو ،فإنو ّ
2
إذا كاف القانوف المحمي يقبؿ التصريحات المتأخرة ،أو الحصوؿ عمى حكـ مف رئيس محكمة مدينة الجزائر يقضي
بتسجيمو في السجبلت القنصمية".
98
أما بالنسبة لمسألة الطبلؽ بالتراضي والذي ىو إجراء يرمي إلى حؿ الرابطة
الزوجية بإرادة الزوجيف المشتركة ،وفقا لنص المادة 427مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث ّبيف المشرع
أحكامو واجراءاتو في المواد 428إلى 435مف ؽ.إ.ـ.إ ،وأسند االختصاص اإلقميمي
لممحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا مقر إقامة أحد الزوجيف وذلؾ حسب اختيارىما،
المشرع الخيار
ّ يقدماف عريضة مشتركة موقعة مف قبميما ،حيث ترؾ باعتبار ّأنيما ّ
لمزوجيف في تحديد المحكمة المختصة إقميميا لتقديـ طمب الطبلؽ بالتراضي ،وذلؾ تخفيفا
عف المت قاضيف مف عبء التنقؿ إلى المحكمة التي يقع ضمف اختصاصيا مسكف
الزوجية ،إذا كاف مقر سكف أحدىما بعيدا عف مقر محكمة مسكف الزوجية ،طالما أف
دعوى الطبلؽ بالتراضي مبنية عمى توافؽ إرادة الزوجيف.
وقد يطرح اإلشكاؿ أحيانا فيما يخص االختصاص اإلقميمي في قضايا شؤوف
يقدـ كؿ
األسرة المتعمقة بالطبلؽ ،حوؿ المعيار المعتمد في تحديد مسكف الزوجية ،حيف ّ
معيف يخالؼ
أف المسكف الزوجي يقع في عنواف ّ
مف الزوج أو الزوجة بطاقة إقامة تثبت ّ
قدمو الطرؼ الثاني ،وذلؾ حسب المكاف الذي يتواجد فيو أحد الزوجيف، العنواف الذي ّ
ادعاء الطرفيف حوؿ مكاف مسكف ويسيؿ عميو مقاضاتو فيو ،لذا عمى القضاة إذا اختمؼ ّ
عدة ،كشيادة اإلقامة التي تمنح مف أجؿ
بدقة ،باعتماد وسائؿ ّ
يتحروا ذلؾ ّ
الزوجية أف ّ
وثائؽ إدارية خاصة فقط ،أو وصوالت الماء أو الكيرباء أو الياتؼ ،أو مكاف تمدرس
األوالد ،واف تع ّذر تقديـ الدليؿ مف كمييما ،اعتبر مسكف الزوجية واقعا في مكاف إبراـ عقد
الزواج.1
وبالنسبة لمجزائييف المقيميف بالخارج ،فإذا كاف الزوجاف جزائرياف مقيماف مؤقتا
فإف االختصاص ينعقد
ببمد أجنبي ،وأراد أحدىما رفع دعوى مف أجؿ فؾ الرابطة الزوجيةّ ،
لمقضاء الجزائري ،واذا ُعرض النزاع عمى القاضي الجزائري فبل يطبؽ قاعدة مقر مسكف
ألف األمر يتعمؽ بسيادة القانوف الوطني وأحكاـ
الزوجية بالنسبة لبلختصاص اإلقميميّ ،
الجنسية وقواعد القانوف الدولي الخاص ،حيث جاء في أحد قرارات لممحكمة العميا" :2مف
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ ،86305مؤرخ في ،1992/10/27المجمة القضائية ،العدد 01 2
قرار المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 402333مؤرخ في ،2008/03/12مجمة المحكمة العميا، 1
101
ح -المحكمة المختصة إقميميا في موضوع متاع بيت الزوجية
قد يشترؾ الزوجاف في تجييز بيت الزوجية وتأثيثو بما يحتاجانو مف أمور الحياة
المعيشية ،مف أثاث وأجيزة كيرومنزلية أو إلكترونية ،أو األغطية واألفرشة وأدوات
عدة نزاعات بيف الزوجيف المطبخ ،وغيرىا مما يحتويو المسكف الزوجي ،وقد تُثار ّ
أو ورثتيما بشأف ممكيتيما لممتاع الموجود ببيت الزوجية ،سواء أثناء قياـ الحياة الزوجية،
أو ب عد انحبلؿ الرابطة الزوجية بالوفاة أو الطبلؽ ،بحيث يمجأ أحد الطرفيف إلى القضاء،
ويرفع دعوى مف أجؿ طمب استرداد المتاع الممموؾ لو والموجود بمسكف الزوجية ،وقد
نظّـ المشرع المسألة موضوعيا في المادة 73مف ؽ.أ ،كما أسند المشرع االختصاص
لممحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا اإلقميمي مكاف وجود المسكف الزوجي ،طبقا لمبند
السادس مف المادة 426مف ؽ.إ.ـ.إ ،باعتبار األصؿ أف يكوف المتاع المتنازع عميو
موجود بمسكف الزوجية.
خ -المحكمة المختصة إقميميا بموضوع الترخيص بالزواج
يشترط المشرع في زواج بعض الفئات حصوليـ عمى تراخيص قضائية ،حتى
يسمح ليـ بإبراـ عقود زواجيـ بصفة رسمية ،ويتعمؽ األمر بزواج القاصر الذي لـ يبمغ
سف الرشد ،وزواج مف يريد التعدد.
سف الرشد تسعة عشر سنة كاممة،
السف القانونية لمزواج ببموغ ّ
حدد المشرع ّ حيث ّ
رخص بالزواج لمف توفرت فيو القدرة عمى الزواج ،وتوفرت المصمحة أو الضرورة
غير ّأنو ّ
ويقدـ طمب
لزواجو ،بموجب ترخيص يصدر عف القضاء ،وفقا لممادة 07مف ؽ.أّ ،
الترخيص بزواج القاصر أماـ المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا اإلقميمي مكاف
إقامة طالب الترخيص ،طبقا لممادة 426الفقرة السابعة مف ؽ.إ.ـ.إ.
كما يشترط المشرع لمف يريد التعدد حصولو عمى ترخيص مف رئيس المحكمة،
المادة الثامنة مف ؽ.أ ،وأسند
ّ يمنحو ّإياه بعد استيفائو جممة مف الشروط المحددة في
المشرع ل رئيس المحكمة التي يقع ضمف اختصاصيا اإلقميمي مكاف مسكف الزوجية منح
أف المادة 7/426مف ؽ.إ.ـ.إ،
الترخيص بالتعدد ،وفقا لنص المادة 08مف ؽ.أ ،غير ّ
أسندت االختصاص بمنح الترخيص لرئيس المحكمة التي يقع ضمف اختصاصيا اإلقميمي
مكاف إقامة طالب الترخيص ،وقد يختمؼ مكاف مسكف الزوجية عف مكاف إقامة طالب
102
الترخيص ،ونظ ار لصدور قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية متأخ ار عف تعديؿ قانوف
ألف
عدؿ االختصاص اإلقميمي في طمب الترخيص بالتعددّ ،
األسرة ،أعتقد أف المشرع قد ّ
تعددت
اعتماد االختصاص اإلقميمي بمكاف مسكف الزوجية يطرح بعض اإلشكاالت إذا ّ
المساكف الزوجية لمزوج الواحد ،وتباعدت عف بعضيا ،إذا كاف الزوج متزوجا باثنتيف
أو ثبلث زوجات ،فأي مسكف يعتمد لمعرفة المحكمة المختصة إقميميا لتقديـ طمب
الترخيص بالزواج؟ لذا فقد أحسف المشرع بعدولو عف مكاف مسكف الزوجية إلى مكاف
إقامة طالب الترخيص.
د -المحكمة المختصة إقميميا بموضوع المنازعة حول الصداق
إما بطمب استرداده في حالة العدوؿ عف
تتعمؽ المنازعات حوؿ الصداؽ غالبا ّ
الخطبة ،أو استرداد أو تحصيؿ نصفو عند الطبلؽ قبؿ الدخوؿ ،أو المطالبة بتحصيؿ
مؤخره أو تأكيده بالدخوؿ أو وفاة الزوج ،وتثار ىذه النزاعات غالبا إما بيف الزوجيف،
أو بيف أحدىما وورثة اآلخر ،مما يدفع أحد الطرفيف لرفع دعوى أماـ القضاء مف أجؿ
استرداد حقو ،حيث تختص المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا اإلقميمي مكاف موطف
المدعى عميو بالنظر في ىذه الدعاوى ،وفقا لمبند الثامف مف المادة 426مف ؽ.إ.ـ.إ.
ّ
ذ -المحكمة المختصة إقميميا في موضوع الوالية
عدة نزاعات
أوجب المشرع إسناد الوالية لمف أسندت لو الحضانة ،غير أنو تُثار ّ
حوؿ مسألة الوالية عمى نفس القاصر أو أموالو ،تتعمؽ بطمب إنياء الوالية عمى القاصر
أو سحبيا مؤقتا كميا أو جزئيا ،أو طمب إلغاء تدابير اإلنياء أو السحب المؤقت لمحقوؽ
المرتبطة بممارسة الوالية عمى القاصر ،أيف ُيقدـ الطمب إما مف أحد الوالديف أو مف
النيابة العامة أو مف قبؿ كؿ مف ييمو األمر ،وذلؾ بموجب دعوى استعجالية ،حيث
تختص المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا اإلقميمي مكاف ممارسة الوالية ،طبقا لمبند
التاسع مف المادة 426مف ؽ.إ.ـ.إ ،والفقرة األولى مف المادة ،458والمادة 462والمادة
464مف ؽ.إ.ـ.إ.
المختصة بمنح الصيغة التنفيذية لألحكام األجنبية
ّ ر -المحكمة
ال يمكف تنفيذ األحكاـ القضائية الصادرة في بمد أجنبي ،إال بعد منحيا الصيغة
الربطة الزوجية ،حيث
ؾ ا التنفيذية مف القضاء الوطني ،ومف ضمنيا األحكاـ القاضية بف ّ
103
يقد ـ طمب منح الصيغة التنفيذية لمسندات التنفيذية األجنبية أماـ محكمة مقر المجمس
ّ
التي يوجد في دائرة اختصاصيا موطف المنفذ عميو أو محؿ التنفيذ وفقا لممادة 607مف
ؽ.إ.ـ.إ.
ىذه مجمؿ الحاالت التي تطرقت إلييا المادة 426مف ؽ.إ.ـ.إ ،باإلضافة إلى
المادة 498مف ؽ.إ.ـ.إ التي أسند المشرع مف خبلليا االختصاص اإلقميمي في قضايا
التركات إلى المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا موطف المتوفي ،حتى واف وجدت لو
بعض األمبلؾ خارج نطاؽ اختصاص المحكمة المذكورة ،ما لـ ينص القانوف عمى
خبلؼ ذلؾ ،بخبلؼ ما كانت تنص عميو المادة 08مف ؽ.إ.ـ الممغى 1التي كانت تسند
االختصاص اإلقميمي في قضايا التركات إلى المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا
مكاف افتتاح التركة.
-05تحديد االختصاص اإلقميمي عند تعدد الطمب
تطرح مسألة االختصاص اإلقميمي أحيانا إشكاالت خاصة عند تعدد موضوعات
الطمب القضائي ،كأف ترفع الزوجة دعوى مف أجؿ طمب الرجوع إلى مسكف الزوجية
وطمب النفقة في نفس الوقت ،فاالختصاص اإلقميمي عند طمب الرجوع ىو لمحكمة مكاف
وجود مسكف الزوجية ،واالختصاص اإلقميمي لطمب النفقة ىو محكمة مقر سكف الدائف
بالنفقة ،فإذا كاف مسكف الزوجية يقع ببمدية حيدرة مثبل ،ومقر سكف الزوجة ببمدية واد
السمار ،فيؿ ترفع الدعوى أماـ محكمة بئر مراد رايس باعتبارىا المحكمة التي يقع في
دائرة اختصاصيا اإلقميمي مسكف الزوجية الكائف ببمدية حيدرة؟ أـ تُرفع الدعوى أماـ
محكمة الحراش باعتبارىا المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا اإلقميمي سكف الدائف
بالنفقة الكائف ببمدية واد السمار؟
ويبيف الحؿ الواجب اإلتباع عند
يفصؿ في ىذه المسألةّ ،المشرع أف ّ
ّ لذا عمى
تعدد موضوع الطمب القضائي في دعوى واحدة ،واختبلؼ االختصاص اإلقميمي تبعا ليذا
لممدعي الختيار أنسب اختصاص إقميمي لو ،مف بيف
التعدد ،وأقترح أف ُيترؾ االختيار ّ
أقرىا المشرع تبعا لتعدد الطمب.
االختصاصات التي ّ
1األمر رقـ 154-66مؤرخ في 18صفر عاـ 1386الموافؽ 08يونيو سنة 1966يتضمف قانوف اإلجراءات
المدنية (الممغى).
104
الفرع الثاني :االختصاص االستعجالي لقضاء شؤون األسرة
راعى المشرع خصوصية النزاعات التي تثار بيف طرفي العبلقة الزوجية وتُعرض
عمى القضاء ،والتي قد تتعمؽ بمسائؿ أسرية مستعجمة ال تحتمؿ التأخير ،كنفقة الزوجة
أو نفقة األوالد ،والتي يجب أف ُيفصؿ فييا بالسرعة البلزمة إليجاد الحموؿ المبلئمة ليا،
وذلؾ مف خبلؿ اتّباع اإلجراءات المقررة في القضايا االستعجالية ،سواء مف حيث
إجراءات رفع الدعاوى المتعمقة بيا وعرضيا عمى القضاء ،أو مف حيث إجراءات سير
ىذه الدعاوى والفصؿ فييا عمى وجو االستعجاؿ ،أو مف حيث تبميغ األحكاـ أو األوامر
الفاصمة فييا واآلجاؿ المقررة لمطعف فييا ،أو مف حيث شموليا بالنفاد المعجؿ واإلجراءات
المتبعة في تنفيذىا.
إما بمسائؿ
وتتعمؽ قضايا شؤوف األسرة التي تتطمب تدخؿ القاضي االستعجالي ّ
أو غير الزواج ،أو الطبلؽ ،أو النفقة ،أو الحضانة ،أو الميراث ،أو حماية القصر،
ذلؾ مف القضايا ،بشرط توافر عنصر االستعجاؿ وعدـ المساس بأصؿ الحؽ ،حيث
يفصؿ فييا القاضي االستعجالي بصفة مؤقتة.1
مبيف في قانوف
تتـ المطالبة القضائية في قضايا شؤوف األسرة -وفؽ ما ىو ّ و ّ
إما برفع دعوى قضائية عادية أو استعجالية،
األسرة وقانوف اإلجراءات المدنية واإلداريةّ -
وا ّما عف طريؽ األوامر الوالئية التي تصدر وفقا لممواد 473 ،471 ،467مف ؽ.إ.ـ.إ
المتعمقة بالوالية عمى أمواؿ القاصر ،أو المادة 481مف ؽ.إ.ـ.إ المتعمقة بافتتاح
أو تعديؿ أو رفع التقديـ ،أو المادة 493مف ؽ.إ.ـ.إ المتعمقة بالفصؿ في طمب الكفالة،
تـ المطالبة القضائية عف طريؽ األوامر عمى عرائض ،وفقا لممادة 57 كما يمكف أف ت ّ
مكرر مف ؽ.أ المتعمقة بالتدابير المؤقتة.
حيث منح المشرع لقاضي شؤوف األسرة سمطة اتخاذ تدابير مؤقتة بموجب أمر
عمى عريضة عمى وجو االستعجاؿ ،وذلؾ مف أجؿ حماية حقوؽ ال تحتمؿ التأخير،
ويضار صاحبيا لو انتيج نيج القضاء العادي ،نظ ار لآلجاؿ التي يتطمبيا ،حيث ّأنو قبؿ
ُّ
تعديؿ قانوف األسرة في ،2005وقبؿ دخوؿ قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية حيز
محمد براىيمي ،القضاء المستعجؿ ،ج ،2ط ،3ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2010 ،ص .119-118 1
105
التنفيذ ،كاف رئيس المحكمة ىو المختص بالفصؿ في القضايا اإلستعجالية الخاصة بقسـ
أف المشرع استحدث مادة جديدة في قانوف األسرة بعد التعديؿ األخير
شؤوف األسرة ،غير ّ
بموجب األمر رقـ 02-05المؤرخ في 27فيفري ،2005وىي المادة 57مكرر منو،
والتي سمح مف خبلليا لممتقاضي في مسألة مف مسائؿ شؤوف األسرة المجوء إلى قاضي
شؤوف األسرة ،مف أجؿ طمب اتخاذ تدابير مؤقتة تتصؼ باالستعجاؿ وال تحتمؿ االنتظار،
حيث يفصؿ فييا قاضي شؤوف األسرة عمى وجو االستعجاؿ بموجب أمر عمى عريضة.
كرس المشرع ىذا النيج مف خبلؿ المادة 425مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيف أسند ثـ ّ
لرئيس قسـ شؤوف األسرة ممارسة الصبلحيات المخولة لقاضي االستعجاؿ ،حيث يجوز لو
باإلضافة لمصبلحيات المخولة لو بموجب قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية أف يأمر في
إطار التحقيؽ بتعييف مساعدة اجتماعية ،أو تعييف طبيب كخبير ،أو المجوء إلى أي
مصمحة مختصة في الموضوع بغرض االستشارة ،مف أجؿ مساعدتو في تكويف قناعة
حوؿ المنازعة المعروضة عميو ،عمى أف يقوـ بعد انتياء التحقيؽ بتحرير تقرير يتضمف
ويطمع القاضي األطراؼ عمى التقرير
المعاينات التي قاـ بيا المحقؽ والحموؿ المقترحةُ ،
ويحدد ليـ أجبل لتقديـ طمب تحقيؽ مضاد ،كما يمكف المجوء إلى االستشارة في أي وقت
وحتى أثناء إجراءات الصمح ،ىذا فيما يخص الصبلحيات المخولة لو بموجب المادة
425مف ؽ.إ.ـ.إ.
أف صياغة المادة 57مكرر ؽ.أ كانت تثير بعض اإلشكاالت في تطبيقيا
غير ّ
ألنيا ذكرت فصؿ القاضي عمى وجو قبؿ صدور ؽ.إ.ـ.إ ودخولو حيز التنفيذّ ،
يتـ بموجب أمر
أف ذلؾ ّ
االستعجاؿ في جميع التدابير المؤقتة ،وفي نفس الوقت ذكرت ّ
عمى عريضة ،واالختصاص في القضايا االستعجالية يكوف لقاضي األمور المستعجمة،
أما األوامر عمى عرائض فيختص رئيس المحكمة بالفصؿ فييا ،وتختمؼ اإلجراءات
المتّبعة في كؿ منيما ،فممف يؤوؿ االختصاص في ذلؾ؟
أجاب المشرع عمى ىذا التساؤؿ بعد صدور ؽ.إ.ـ.إ ودخولو حيز التنفيذ ،وذلؾ
بموجب المادة 425منو ،حيث أسند المشرع لرئيس قسـ شؤوف األسرة الصبلحيات
المخولة لقاضي االستعجاؿ ،وبالتالي أعتقد أف رئيس قسـ شؤوف األسرة ىو المختّص
بالفصؿ في ىذه التدابير المؤقتة بموجب أمر عمى عريضة.
106
وتتطمب مسألة االستعجاؿ في شؤوف األسرة التطرؽ لمتدابير االستعجالية المؤقتة
المتعمقة بالزواج المنصوص عمييا في المادة 57مكرر مف ؽ.أ أوال ،ثـ التطرؽ إلى
يتـ بيانو فيما يمي:
خصوصية االستعجاؿ المتعمؽ بقضايا شؤوف األسرة ،وىو ما ّ
أوال -التدابير االستعجالية المؤقتة المتعمقة بالزواج
حددىا المشرع عمى سبيؿ اشتممت المادة 57مكرر مف ؽ.أ عمى أربع حاالت ّ
الذكر ال الحصر ،حيث يمكف اتخاذ تدابير مؤقتة بشأنيا وىي :النفقة ،الحضانة ،الزيارة،
المسكف ،وذلؾ نظ ار لمطابع االستعجالي الذي تكتسيو ىذه المسائؿ ،وبيانيا فيما يمي:
-1التدابير المؤقتة المتعمقة بالنفقة
ؾ الرابطة
المدة الذي تفصؿ بيف مباشرة إجراءات رفع دعوى ف ّ
نظ ار لطوؿ ّ
الزوجية ،أو دعوى إرجاع الزوجة إلى مسكف الزوجية ،وبيف إصدار حكـ في الموضوع،
وتبميغو واستيفاءه آجاؿ الطعف المقررة قانونا ،وصيرورة الحكـ حائ از قوة الشيء المقضي
الممحة لمزوجة
ّ فيو قاببل لمتنفيذ ،والتي ال تق ّؿ عف ستّة أشير أو أكثر ،وبالنظر لمحاجة
فإف المشرع راعى مصمحة الزوجة واألوالد بعدـ
وتسد رمقيـّ ،
ّ واألوالد لنفقة غذائية تعوليـ
تعريضيـ لخطر الضياع والتشرد واآلفات االجتماعية ،فأقّر لمزوجة أف تمجأ لمقضاء
لممطالبة بالحكـ ليا وألوالدىا بنفقة غذائية مؤقتة ،تسري مف تاريخ صدور األمر إلى غاية
الفصؿ في دعوى الموضوع ،وذلؾ إماّ برفع دعوى استعجالية أو بموجب أمر عمى
ويمزـ
ؾ الرابطة الزوجية تبقى في حكـ الزوجةُ ، ألف الزوجة خبلؿ سير دعوى ف ّ
عريضةّ ،
عدتيا ،فيوفر ليا وألوالدىا الغذاء والكسوة ومستمزمات
الزوج بالنفقة عمييا ما لـ تنقض ّ
الحياة الكريمة إلى غاية صدور حكـ حائز قوة الشيء المقضي فيو في الموضوع.
حيث يحؽ لمزوجة أو وكيميا بموجب المادة 57مكرر مف ؽ.أ أف تقوـ بتسجيؿ
عريضة مرفقة بأمر موقعة مف قبميا أو مف قبؿ محامييا لدى أمانة ضبط المحكمة التي
تبيف مف خبلؿ طمبيا في ألنيا الدائنة بالنفقةّ ،
يقع في دائرة اختصاصيا موطنياّ ،
العريضة وجود دعوى في الموضوع ،وحاجتيا وأوالدىا إلى األمر بإلزاـ الزوج بمنحيـ نفقة
جدية الطمب غذائية مؤقتة حتى الفصؿ في دعوى الموضوع ،وعند تأ ّكد القاضي مف ّ
ومبرراتوُ ،يمزـ الزوج بموجب أمر عمى عريضة بدفع نفقة شيرية مؤقتة لمزوجة وألوالدىا،
ابتداء مف تاريخ صدور األمر إلى غاية الفصؿ في دعوى الموضوع ،ويجوز لمقاضي
107
إعادة النظر في األمر بمراجعة مبمغ النفقة المؤقتة أو إلغاءىا ،بناء عمى طمب مف ييمو
األمر.1
ُّ
ويحؽ لكؿ مف الزوجة التي امتنع زوجيا عف النفقة عمييا وعمى أوالدىا،
أو لممطمقة التي ُحكـ بطبلقيا مف زوجيا ،ولـ يفصؿ الحكـ في توابع الطبلؽ بما فييا
أف
نفقة األوالد ،أو لمبنت التي بمغت سف الرشد ولـ تتزوج ،وامتنع والدىا عف سداد نفقتياّ ،
أقره المشرع مف أجؿ التخفيؼ عف الدائف بالنفقة ،باعتبارىا ذات
تسمؾ ىذا الطريؽ الذي ّ
طابع استعجالي وال تحتمؿ التأخير.
يقدـ لممحكمة الوثائؽ الضرورية
غير ّأنو عمى صاحب الحؽ في النفقة أف ّ
تقدـ
والبلزمة إلثبات توافر شرط الصفة في الطالب ،والصفة المؤقتة لمطمب ،وذلؾ بأف ّ
تقدـ
الزوجة نسخة مف عقد الزواج ،أو الحكـ القاضي بتثبيت الزواج ،وبالنسبة لممطمقة ّ
نسخة مف حكـ الطبلؽ الذي ليا أسند الحضانة ولـ يفصؿ في نفقة األوالد ،أو األمر
المؤقت الذي يسند ليا الحضانة ،سواء أمر عمى عريضة أو أمر استعجالي ،وبالنسبة
سف الرشد ولـ تتزوج ،تقدـ نسخة مف شيادة الميبلد حتى تثبت أنيا ابنة
لمبنت التي بمغت ّ
المدعى عميو ،كما عمى صاحب الطمب أف يثبت وجود دعوى في الموضوع قائمة بيف
المدعي والمدعى عميو ،تيدؼ إلى الحكـ بالرجوع إلى بيت الزوجية ،أو فؾ الرابطة
الزوجية أو طمب الحكـ بالنفقة عمى المدعى عميو ،ويتـ ذلؾ بتقديـ نسخة مف عريضة
ألف القاضي يمنح
المختصةّ ،
ّ الدعوى الخاصة بالموضوع مسجمة بأمانة ضبط المحكمة
حؽ النفقة إلى غاية الفصؿ في دعوى الموضوع القائمة بيف الطرفيف ،حيث غالبا ما
يكوف منطوؽ األمر المؤقت ىو إلزاـ المدعى عميو بأف يدفع لممدعية نفقة غذائية شيرية
مؤقتة إلى حيف الفصؿ في دعوى الموضوع ،مع بياف رقـ القضية ،والجية القضائية
المطروحة أماميا.2
-02التدابير المؤقتة المتعمقة بالحضانة
حرص المشرع في قانوف األسرة وغيره مف القوانيف عمى مصمحة المحضوف
وأوالىا عناية خاصة ،حماية لمطفؿ ورعاية لو مف أي خطر يحدؽ بو ،فنظّـ أحكاـ
عبد العزيز سعد ،قانوف األسرة الجزائري في ثوبو الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .156 1
سبلـ حمزة ،الدعاوى االستعجالية ،ط ،2دار ىومة ،الجزائر ،2014 ،ص .60 ،59 2
108
سد أي فراغ يمكف أف
الحضانة تنظيما دقيقا مف الجانب الموضوعي واإلجرائي ،وحاوؿ ّ
يضر بمصمحة الطفؿ المحضوف وتربيتو ودينو ،وبما ّأنو في أغمب النزاعات التي تنشب
ّ
بيف الزوجيف تقوـ الزوجة بمغادرة بيت الزوجية ،وتمجأ إلى بيت أىميا ،سواء اصطحبت
مدة الخبلؼ والشقاؽ بيف الزوجيف، معيا أوالدىا أو تركتيـ بمسكف الزوجية ،وقد تطوؿ ّ
تـ ذلؾ بصفة ودية بالصمح بينيما ،أو بالمجوء
ويستغرؽ حؿ النزاع بينيـ مدة طويمة سواء ّ
إلى القضاء مف أجؿ إلزاـ الزوجة بالرجوع ،أو برفع دعوى قضائية مف أجؿ فؾ الرابطة
الزوجية بإحدى الطرؽ ،وحتى ال يبقى األوالد بدوف حاضف أو راع ليـ ،ونظ ار لمخطر
المحدؽ باألبناء القصر ،وتعرض شؤونيـ لئلىماؿ ،أوجد المشرع آلية إلسناد الحضانة
مؤقتا في ىذه الفترة ،فأعطى الحؽ لمزوجة أو الزوج طمب إسناد حضانة األوالد مؤقتا،
إلى غاية الفصؿ في الدعوى المرفوعة في الموضوع بصفة نيائية ،سواء عف طريؽ رفع
دعوى استعجالية ،أو بموجب أمر عمى عريضة ،حيث يقوـ الطالب بتحرير عريضة
مذيمة بأمر ،يوقّعيا المعني أو محاميو ،وتسجيميا بأمانة ضبط المحكمة التي يقع في دائرة
اختصاصيا مكاف ممارسة الحضانة ،ويقوـ قاضي االستعجاؿ بالفصؿ في الطمب خبلؿ
ثبلثة أياـ مف تاريخ التسجيؿ بأمر مؤقتُ ،يسند بموجبو الحضانة مؤقتا لؤلـ أو لؤلب
أو لغيرىما مف أصحاب الحؽ في الحضانة ،إلى غاية الفصؿ في دعوى الموضوع.
وتثبت الصفة لكؿ مف الزوج والزوجة ،أو المطمؽ أو المطمقة ،في طمب إسناد
الحضانة مؤقتا ،كما تثبت الصفة كذلؾ لكؿ مف خوليـ القانوف الحؽ في أف تكوف ليـ
صفة الحاضف ،وتختص المحكمة التي يقع بدائرة اختصاصيا مكاف ممارسة الحضانة
بالفصؿ في الطمب ،ويجب عمى الطالب أف ُيثْبِ َ
ت وجود أبناء قصر بحاجة إلى حضانة،
بأنو مف األشخاص
باإلضافة إلى الوثيقة التي تبيف العبلقة التي تربطو بيـ ،وتُبيف ّ
المخوؿ إلييـ قانونا التمتع بصفة الحاضف ،كما عمى الطالب أف ُيثبت لممحكمة وجود
دعوى في الموضوع قائمة بينو وبيف المدعى عميو ،وذلؾ بتقديـ عريضة الدعوى الخاصة
ؾ الرابطة الزوجية،
بالموضوع ،سواء تعمقت بطمب الرجوع إلى بيت الزوجية أو ف ّ
أو تعمقت بطمب إسناد الحضانة لؤلبناء القصر ،ألف القصد مف الدعوى االستعجالية
أو األمر عمى عريضة ىو األمر بإسناد الحضانة مؤقتا إلى حيف الفصؿ في دعوى
الموضوع القائمة بيف الطرفيف ،وليس إلى غاية سقوط الحضانة قانونا ،حيث غالبا
109
القصر (مع ذكر
ّ ما يكوف منطوؽ األمر المؤقت ىو األمر بإسناد حضانة األبناء
المدعي مؤقتا إلى غاية الفصؿ في دعوى الموضوع المطروحة أماـأسماءىـ) إلى ّ
المحكمة تحت رقـ ،مع ذكر الجية القضائية المطروحة أماميا دعوى الموضوع ورقـ
القضية.1
-03التدابير المؤقتة المتعمقة بحق الزيارة
إف اتصاؿ األوالد المحضونيف بالطرؼ الذي لـ تسند لو الحضانة ،سواء كاف
أمر تقتضيو
والدا أو والدة ،أو غيرىـ مف أفراد العائمة الذيف يحؽ ليـ زيارة المحضونيف ،ا
مصمحة المحضوف ،كما تقتضيو مصمحة صاحب حؽ الزيارة ،ألنيـ قد يتعرضوف لضرر
معنوي كبير جراء حرمانيـ مف التواصؿ فيما بينيـ ،مما قد يؤثر عمى حالتيـ النفسية
والمعنوية ،وىو أمر مستعجؿ جدير بالحماية.
ويرتبط حؽ الزيارة ارتباطا وثيقا بحؽ الحضانة ،لذلؾ ألزـ المشرع القاضي عند
الفصؿ بإسناد الحضانة أف يحكـ بحؽ الزيارة ،وذلؾ بموجب المادة 64مف ؽ.أ..." :
وعمى القاضي عندما يحكـ بإسناد الحضانة أف يحكـ بحؽ الزيارة" ،وىو أمر جدير
بالتنويو ،وحسنا فعؿ المشرع ،حتى ال ُيحرـ الطرؼ الذي لـ تسند لو الحضانة مف رؤية
أف إسناد الحضانة مف األمور
األوالد المحضونيف ،وحتى ال تُقطع الصمة بينيـ ،وما داـ ّ
المستعجمة التي ال تحتمؿ التأخير ،ويجوز الفصؿ فييا عمى وجو االستعجاؿ عف طريؽ
رفع دعوى استعجالية ،أو بموجب أمر عمى عريضة بصفة مؤقتة إلى غاية الفصؿ بصفة
فإف ذلؾ يقتضي السماح لمطرؼ الذي لـ تسند لو الحضانة
نيائية في دعوى الموضوعّ ،
بالمجوء إلى القضاء مف أجؿ طمب حؽ زيارة األوالد المحضونيف بصفة مؤقتة كذلؾ،
تتغير المراكز
وذلؾ إلى غاية الفصؿ في دعوى الموضوع بصفة نيائية ،وحينيا قد ّ
القانونية ،ويصبح صاحب حؽ الزيارة حاضنا ،والذي أسندت لو الحضانة مؤقتا لو حؽ
الزيارة ،وقد تبقى الحضانة لمذي ُمنحت لو مؤقتا ،ويبقى لصاحب حؽ الزيارة زيارة األوالد
المحضونيف في األوقات التي يحددىا الحكـ الفاصؿ في موضوع الدعوى.
وتثبت الصفة في طمب حؽ الزيارة مؤقتا لكؿ مف الزوجيف ،أو المطمقيف،
كالجد أو الج ّدة ،في حالة وفاة أحد الزوجيف أو المطمقيف ،أو في
ّ أو ألحد أفراد العائمة
111
المواضيع التي يمكف لصاحبيا المجوء إلى قاضي االستعجاؿ ،وطمب تمكينو منيا ،وذلؾ
ألف المسائؿ المذكورة في ىذه
بموجب أمر عمى عريضة طبقا لممادة 57مكرر مف ؽ.أّ ،
المادة جاءت عمى سبيؿ الذكر ال الحصر ،وىو ما تؤكده صياغة المادة باستعماؿ لفظ
فإف ذكر المسائؿ"...في جميع التدابير المؤقتة وال سيما ما تعمؽ منيا بػ ،"..وعميو ّ
المتعمقة بالنفقة والحضانة والزيارة والمسكف في المادة 57مكرر ليس عمى سبيؿ التقييد،
فمتى توافر عنصر االستعجاؿ في الطمب ،وكاف المطموب اتّخاذ تدبير مؤقت ،جاز
المجوء إلى قاضي االستعجاؿ ،واستصدار أمر عمى عريضة بشأنو ،طبقا لممادة 57
مكرر مف ؽ.أ.
-06التدابير المؤقتة المتعمقة بعدم التعرض لمدخول إلى مسكن الزوجية
يحؽ لممطمقة رجعيا والمتوفى عنيا زوجيا البقاء في مسكف الزوجية حتى انتياء
مدة العدة ،قاؿ تعالى ... " :ال تخرجوىن من بيوتين وال يخرجن إال أن ياتين بفاحشة
ّ
1
نصت المادة 61
مبينة وتمك حدود اهلل ومن يتعد حدود اهلل فقد ظمم نفسو ، "...كما ّ
مف ؽ.أ عمى أف" :ال تخرج الزوجة المطمقة وال المتوفى عنيا زوجيا مف السكف العائمي
ما دامت في عدة طبلقيا أو وفاة زوجيا ،إال في حالة الفاحشة المبينة ،وليا الحؽ في
ويخرجيا مف
عدتياُ ،
يتعدى المطمؽ عمى مطمّقتو في فترة ّ
عدة الطبلؽ" ،لكف قد ّ
النفقة في ّ
المسكف الزوجي ،كما قد يتعدى ورثة الزوج عمى المتوفى عنيا زوجيا ،ويمنعونيا مف
عدتيا بعد وفاة زوجيا ،وىو أمر مخالؼ لمشرع والقانوف،
المكوث في مسكف الزوجية فترة ّ
ي عمى حقيا في البقاء في مسكف الزوجية خبلؿ مدة عدتيا أف ترفع لذا يحؽ لمف تُ ُع ّد َ
إما عف طريؽ القضاء اإلستعجالي ،واستصدار أمر استعجالي معجؿ
أمرىا إلى القضاءّ ،
النفاذ قانونا ،سواء عف طريؽ االستعجاؿ العادي أو االستعجاؿ ساعة مف ساعة ،مف
أجؿ إلزاـ المطمؽ أو ورثة الزوج المتوفى بعدـ التعرض ليا في الدخوؿ إلى مسكف
عدتيا ،مع إمكانية األمر بتنفيذه بموجب النسخة األصمية لؤلمر
الزوجية ،والبقاء فيو فترة ّ
االستعجالي حتى قبؿ تسجيمو ،كما يمكف لممطمقة أو المتوفى عنيا زوجيا االستناد إلى
نص المادة 57مكرر مف ؽ.أ ،وسموؾ مسمؾ األمر عمى عريضة ،مف أجؿ طمب عدـ
112
يميز ىذا المسمؾ مفعدتيا ،نظ ار لما ّ
التعرض ليا في الدخوؿ إلى مسكف الزوجية فترة ّ
مزايا ،كعدـ استدعاء الخصوـ ،وسرعة استصدار األمر ،مع إمكانية األمر بالنفاد
المعجؿ.1
البت فييا عمى وجو االستعجاؿ بموجب
ىذه بعض التدابير المؤقتة التي يمكف ّ
أمر عمى عريضة بناء عمى المادة 57مكرر مف ؽ.أ.
وقد اعتبر المشرع األوامر عمى عرائض سندات تنفيذية بموجب المادة 600مف
ؽ.إ.ـ.إ ،وتعتبر كذلؾ بمجرد صدورىا ،وتكوف قابمة لمتنفيذ ،لكف غالبا ما تصدر األوامر
عمى عرائض مف المحاكـ ،وتسمّـ ألصحابيا دوف تسميـ الصيغة التنفيذية ،حيث يرفض
يتـ تبميغيا ،وىو
بعض أمناء الضبط تسميـ الصيغة التنفيذية لؤلمر عمى عريضة حتى ّ
أمر غير صحيح يخالؼ فحوى المادة 600السالفة الذكر ،لذا يجب عمى المستفيد مف
ألنو سند تنفيذي
األمر عمى العريضة أف يطمب الصيغة التنفيذية لؤلمر بمجرد صدورهّ ،
قابؿ لمتنفيذ مباشرة حتى قبؿ تبميغو ،واالّ انتفى مقصد المشرع مف إسناد اختصاص
الفصؿ فييا إلى القاضي عمى وجو االستعجاؿ بموجب أمر عمى عريضة.
أف كثي ار مف المحضريف القضائييف يباشر إجراءات تنفيذ
كما نمفت االنتباه إلى ّ
عرض وي ّْ
األمر عمى عريضة دوف إرفاقو بالصيغة التنفيذية ،وىو أمر ُمخالؼ لمقانوفُ ،
اإلجراءات التي قاـ بيا المحضر القضائي لمطعف فييا باإلبطاؿ ،فضبل عف إمكانية
الجد.
التنبو ليذا األمر وأخذه مأخذ ّ
متابعتو قضائيا ،لذا وجب ّ
ويطرح تنفيذ األوامر عمى عرائض الصادرة طبقا لنص المادة 57مكرر مف ؽ.أ
إشكاال عمميا يتعمؽ بإجراءات تنفيذىا ،فيؿ يخضع تنفيذىا لآلجاؿ المذكورة في المادة
612مف ؽ.إ.ـ.إ المتعمقة بالقواعد العامة لمتنفيذ ،فيمنح المنفذ عميو أجؿ خمسة عشر
يوما مف أجؿ التنفيذ ،أـ يخضع تنفيذىا لنص المادة 614مف ؽ.إ.ـ.إ ،فيجوز تنفيذىا
بمجرد التبميغ الرسمي لمتكميؼ بالوفاء بما تضمنو السند التنفيذي ،دوف مراعاة اآلجاؿ
المنصوص عمييا في المادة 612السالفة الذكر ،باعتباره يدخؿ ضمف األوامر
االستعجالية؟
نور الديف لمطاعي ،عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ ،ص 280وما يمييا. 1
113
يستند العديد مف المحضريف القضائييف في تنفيذ ىذه األوامر عمى عرائض عمى
المادة 614مف ؽ.إ.ـ.إ ،ويصنفونيا عمى أنيا مف األوامر االستعجالية ،دوف أساس
يصنؼ األوامر عمى عرائضاألصح ّأنو في غياب نص قانوني صريح ّ قانوني واضح ،و ّ
يصح أبدا
ّ الصادرة بناء عمى المادة 57مكرر مف ؽ.أ عمى ّأنيا أوامر استعجالية ،فبل
اعتماد نص المادة 614مف ؽ.إ.ـ.إ ،واّنما تنفذ ىذه األوامر عمى أساس المادة 612مف
وي َمزُـ المنفذ عميو بتنفيذىا خبلؿ أجؿ خمسة عشر يوما مف تاريخ التبميغ ؽ.إ.ـ.إُ ،
الرسمي لمتكميؼ بالوفاء بما تضمنو السند التنفيذي ،واف كاف ىذا األجؿ يتنافى ومقصود
المشرع في منح االمتياز لممسائؿ المشمولة بالمادة 57مكرر مف ؽ.أ ،وسموكو مسمؾ
أف غياب نص صريح باعتماد المادة 614مف ؽ.إ.ـ.إ في االستعجاؿ في إصدارىا ،إال ّ
تنفيذىا ،يجعؿ مف الخطأ إلزاـ المنفذ عميو بتنفيذ مضموف السند التنفيذي بمجرد التبميغ
الرسمي.
توخاىا مف خبلؿ الخصوصيةلذا عمى المشرع إذا أراد أف يحقّؽ المقاصد التي ّ
التي أضفاىا عمى ىذه التدابير المؤقتة والمتعمقة بشؤوف األسرة ،والتي سمؾ بيا مسمؾ
بالنص
ّ االستعجاؿ في إصدارىا ،إالّ أف يضفي عمييا طابع االستعجاؿ في تنفيذىا ،وذلؾ
ويعتمد في تنفيذىا المادة
صراحة عمى تصنيؼ ىذه األوامر ضمف األوامر االستعجاليةُ ،
614مف ؽ.إ.ـ.إ ،حتى يتحقّؽ اليدؼ مف اعتبار المسائؿ المشمولة بنص المادة 57
مكرر مف ؽ.أ مسائؿ استعجالية ال تحتمؿ التأخير.
ويجب عمى المستفيد مف األمر عمى عريضة الذي يتضمف تدابير مؤقتة بشأف
المسائؿ المشمولة بالمادة 57مكرر مف ؽ.أ أف ينفذه خبلؿ أجؿ 03ثبلثة أشير مف
تاريخ صدوره ،واال سقط األمر وأصبح عديـ األثر وفقا لممادة 311مف ؽ.إ.ـ.إ.
كما تجدر اإلشارة إلى ّأنو عند صدور األمر عمى عريضة المتعمؽ بإحدى
فإنو يمكف لمخصوـ
المسائؿ المذكورة في المادة 57مكرر والتي تتضمف تدابير مؤقتةّ ،
الرجوع إلى القاضي الذي أصدرىا لمتراجع عنيا أو تعديميا وفقا لممادة 312مف ؽ.إ.ـ.إ،
تـ إخفاء حقائؽ ميمة عنو،
تـ تغميطو ،أو ّ
يتبيف لمقاضي الذي أصدرىا أنو قد ّ
حيث قد ّ
مف شأنيا لو ُعرضت عميو وعمـ بيا لما أصدر تمؾ األوامر ،أو أصدرىا بشكؿ مختمؼ،
قدـ لو الخصوـ توضيحات وحقائؽ وبيانات لـ يتـ تنويره بيا مف قبؿ
فيجوز لمقاضي إذا ّ
114
طالب األمر ،وأخفيت عنو عمدا أو بغير عمد ،أف يتراجع عف األمر الذي أصدره ،أو
تعديمو بما يتبلءـ مع الحقائؽ التي عرضت عميو بعد إصدار األمر.
المقدـ إلى القاضي باستصدار أمر عمى عريضة في
ّ تـ رفض الطمب واذا ّ
فإنو يجوز لصاحب الطمب االستئناؼ أماـ
المسائؿ المشمولة بالمادة 57مكرر مف ؽ.أّ ،
رئيس المجمس القضائي خبلؿ 15خمسة عشر يوما مف تاريخ أمر الرفض ،وفقا لممادة
312السالفة الذكر.
ويرجع االختصاص إلى قاضي شؤوف األسرة بالفصؿ عمى وجو االستعجاؿ
بموجب أمر عريضة في جميع التدابير المؤقتة ،ال سيما ما تعمؽ منيا بالمسائؿ المحددة
تصدي
ّ سابقا ،وفقا لما نصت عميو المادة 57مكرر مف ؽ.أ ،غير ّأنو ال يوجد مانع مف
رئيس المحكمة لمطمبات الرامية لمحصوؿ عمى ىذه األوامر والموكولة لقاضي شؤوف
األسرة ،ويبقى لرئيس المحكمة اختصاص حصري فقط في إصدار األوامر المتعمقة
بالترخيص بتعدد الزوجات وفقا لنص المادة 08مف ؽ.أ.1
ثانيا -خصوصية االستعجال في قضاء شؤون األسرة
يشترط المشرع في القواعد العامة شروطا محددة حتى ينعقد االختصاص لمقاضي
االستعجالي ،ىي توفر عنصر االستعجاؿ في القضية ،وأف ييدؼ الطمب القضائي إلى
اتخاذ إجراء وقتي دوف المساس بأصؿ الحؽ ،وىي شروط تنطبؽ عمى قضايا االستعجاؿ
في شؤوف األسرة.
أف العمؿ المبلحظ في القضاء ،ومف ضمنيا القضايا المتعمقة بشؤوف
غير ّ
األسرة ،اشتراط العديد مف القضاة ضرورة تسجيؿ دعوى في الموضوع حتى يحكـ القاضي
االستعجالي لمطالب بما يطمبو عمى وجو االستعجاؿ ،وبصفة مؤقتة ،وانقسـ القضاة في
ذلؾ إلى قسميف:2
القسـ األوؿ :يرى ضرورة طرح القضية أماـ قاضي الموضوع حتى ينعقد
االختصاص فييا لمقاضي االستعجالي.
الخاصة ،دار ىومة ،الجزائر ،2015 ،ص .43 ّ 1سبلـ حمزة ،األوامر عمى عرائض في القوانيف
2بعتاش غنية ،القضاء االستعجالي في المواد المدنية ،مذكرة تخرج لنيؿ إجازة المعيد الوطني لمقضاء ،الدفعة السادسة
عشر ،الجزائر ،2008 -2005 ،ص .39
115
القسـ الثاني :ال يرى اشتراط تسجيؿ قضية في الموضوع أماـ القضاء حتى ينعقد
االختصاص لمقاضي االستعجالي بالفصؿ في الدعوى االستعجالية.
أف الرأي الثاني الذي ال يشترط
وأعتقد ّأنو ال وجود لمثؿ ىذا الشرط في القانوف ،و ّ
تسجيؿ دعوى في الموضوع حتى ينعقد االختصاص لمقاضي االستعجالي أصوب ،يؤيد
بأف طرح القضية أماـ قاضي الموضوع
ذلؾ أحد قرارات المحكمة العميا ،الذي قضى ّ
ليست شرطا الختصاص قاضي األمور المستعجمة ،والقضاء بخبلؼ ذلؾ يؤدي إلى
نقض القرار ،وقد استند الطعف بالنقض في القرار إلى وجييف :األوؿ مأخوذ مف انعداـ
األساس القانوني ،والثاني مأخوذ مف القصور في األسباب ،ومما جاء في حيثيات القرار
ما يمي:
"حيث ينعي الطاعف عمى قضاة المجمس عندما أشاروا إلى وجود قضية أماـ
القضاء المدني ،في حيف أف الطاعف يؤكد أنو ال توجد أية قضية أماـ قاضي الموضوع،
أف المجمس تبنى فقط تصريحات الخصـ ،وىذا يشكؿ تسبيبا قاص ار مما يبطؿ قرارىـ.
وّ
صرح أماـ
أف الطاعف نفسو ّ أف ما يعيبو الطاعف ليس في محمو ،ذلؾ ّ وحيث ّ
قاضي األمور المستعجمة أنو يوجد نزاع حوؿ القطعة المتنازع عمييا.
وحيث أنو بصرؼ النظر عف وجود قضية أماـ قاضي الموضوع مف عدمو ،فيي
ليست شرطا الختصاص قاضي األمور المستعجمة ،وتبعا لذلؾ يتعيف معو التصريح
1
أف المشاىد قضاء ىو اشتراط وجود قضية في الموضوع حتىبرفض ىذا الوجو" ،غير ّ
يستجيب القاضي االستعجالي لمطمب المستعجؿ ،وأقترح إدخاؿ نص صريح بعدـ اشتراط
وجود د عوى في الموضوع لبلستجابة لمطمبات االستعجالية المتعمقة بالتدابير المشمولة
بالمادة 57مكرر مف ؽ.أ.
أف المشرع أسند لقاضي
ومف خصوصيات االستعجاؿ في قضايا شؤوف األسرة ّ
شؤوف األسرة الفصؿ عمى وجو االستعجاؿ بموجب أوامر عمى عرائض فيما يخص
التدابير المؤقتة ،ال سيما ما تعمؽ منيا بالنفقة والحضانة والزيارة والمسكف ،وذلؾ وفقا
أف األصؿ في األوامر عمى ع ارئض أنيا تصدر عف رئيس
لممادة 57مكرر مف ؽ.أ ،إذ ّ
قرار المحكمة العميا ،الغرفة المدنية ،قرار رقـ ،327227مؤرخ في ،2004/06/30مجمة المحكمة العميا ،العدد 1
تنص الفقرة الرابعة مف المادة الثالثة مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى أنو " :تفصؿ الجيات القضائية في
ّ
1
تتميز دعاوى انعقاد الزواج وانحبللو أماـ قضاء شؤوف األسرة بميزات خاصة،
ّ
تتميز
تتعمؽ بأطراؼ الدعوى ،كوف النيابة العامة طرفا أصميا فييا (الفرع األوؿ) ،كما ّ
إجراءات ممارسة ىذه الدعاوى ببعض الخصوصية فيما يتعمؽ ببعض الشكميات
واإلجراءات المتّبعة في انحبلؿ الرابطة الزوجية (الفرع الثاني).
نصت الفقرة األولى مف المادة 113مف مدونة األسرة عمى ّأنو " :يبت في دعاوى التطميؽ المؤسسة عمى أحد ّ
1
األسباب المنصوص عمييا في المادة 98أعبله ،بعد القياـ بمحاوالت اإلصبلح ،باستثناء حالة الغيبة ،وفي أجؿ أقصاه
خاصة.
ّ ستة أشير ،ما لـ توجد ظروؼ
تنص المادة 190مف مدونة األسرة عمى أنو " :تعتمد المحكمة في تقدير النفقة عمى تصريحات الطرفيف وحججيما، 2
مراعية أحكاـ المادتيف 85و 189أعبله ،وليا أف تستعيف بالخبراء في ذلؾ .يتعيف البت في القضايا المتعمقة بالنفقة في
أجؿ أقصاه شير واحد".
محمد الكشبور ،مرجع سابؽ ،ص .151 3
118
نص في المادة الثالثة مكرر مف ؽ.أ عمى
أف المشرع ّالدعاوى المدنية في الغالب ،غير ّ
اعتبار النيابة العامة طرفا أصميا في جميع القضايا الرامية إلى تطبيؽ أحكاـ قانوف
مما جعؿ مف تشكيمة قسـ شؤوف األسرة تشكيمة خاصة تتميز عف باقي األقساـ،
األسرةّ ،
حيث تتكوف مف قاض ،وممثؿ النيابة العامة ،وأميف الضبط ،وىي خصوصية يتميز بيا
قضاء شؤوف األسرة.
أف دور النيابة العامة في شؤوف األسرة أسيء فيمو ،1حيث اختمؼ الفقو في
غير ّ
جدوى ىذا التعديؿ ،بيف مف يرى عدـ وجود دور حقيقي ممموس لمنيابة العامة في قضايا
شؤوف األسرة ،وأنو إخراج ليا عف الدور التقميدي الذي كمّفيا بو المشرع المتعمؽ بتحريؾ
ومباشرة الدعوى العمومية ،وشغميا عف مياميا الرئيسية المتعمقة بالجانب الجزائي حماية
2
أف المادة 03لمنظاـ العاـ ولممجتمع ،وأف أحكاـ األسرة ال تتعمؽ كميا بالنظاـ العاـ ،و ّ
3
أف لمنيابة
مكرر مف ؽ.أ مادة غير مفيدة ،وبيف مف يرى صواب وجدوى ىذا التعديؿ ،و ّ
دو ار ميما وفعاال في قضايا شؤوف األسرة ال بد أف تضطمع بو ،فما جدوى ىذا التعديؿ؟
تدخميا
وما يمكف لمنيابة العامة أف تقوـ بو في المسائؿ المتعمقة بشؤوف األسرة؟ وىؿ ّ
ضروري وممزـ؟ وما ىي اإل شكاالت العممية والقانونية التي أفرزىا اعتبار النيابة العامة
طرفا أصميا في قضايا شؤوف األسرة؟ وما ىي آليات تدخميا في ىذه القضايا وطبيعة
الصفة التي تشتغؿ بيا؟ والى أي مدى ُوفّؽ المشرع في تحديد طبيعة تدخؿ النيابة العامة
في القضايا المتعمقة بشؤوف األسرة في ظؿ قانوف األسرة؟
ىذه بعض التساؤالت التي أفرزتيا المادة 03مكرر مف ؽ.أ ،ويقتضي اإلجابة
ثـ التطرؽ إلى آثار
عمييا التطرؽ إلى تدخؿ النيابة العامة في قضايا شؤوف األسرة أوالّ ،
التدخؿ ثانيا.
ّ ىذا
نور الديف لمطاعي ،محاضرات ألقيت عمى طمبة الدكتو اره ،كمية الحقوؽ جامعة الجزائر ،01السنة الجامعية 1
.2016/2015
فيصؿ بمحاج ،التعديبلت األخيرة الواردة في قانوف األسرة الجزائري ومقارنتيا بالفقو اإلسبلمي – دراسة مقارنة -مف 2
المادة 01إلى المادة 31نموذجا ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير ،كمية العموـ اإلسبلمية ،قسـ الشريعة والقانوف ،جامعة
الجزائر ،01السنة الجامعية ،2013-2012ص .07
بف حميمة يمينة ،مرجع سابؽ ،ص .84 3
119
أوال -تدخل النيابة العامة في قضايا األسرة
يختمؼ الدور الذي تقوـ بو النيابة العامة في الدعوى باختبلؼ نوع تدخميا في
القضية ،حيث أ ّكدت المادة 256مف ؽ.إ.ـ.إ أنو يمكف لممثؿ النيابة العامة أف يكوف
مدعيا كطرؼ أصمي ،وقد يتدخؿ كطرؼ منضـ ،ويجب عمى ممثؿ النيابة العامة عندما ّ
يكوف طرفا أصميا في الدعوى حضور الجمسة ،وتقديـ الطمبات الكتابية ،باعتبار أف لو
حؽ اال ّدعاء ،طبقا لنص المادة 258مف ؽ.إ.ـ.إ ،وقد يكوف ممثؿ النيابة العامة طرفا
منضما في القضايا الواجب إببلغو بيا عشرة أياـ قبؿ تاريخ الجمسة ،والمحددة في المادة
260مف ؽ.إ.ـ.إ ،فيكوف لو حينئذ حؽ إبداء الرأي كتابيا حوؿ تطبيؽ القانوف ،عندما
يكوف طرفا منضما انضماما إجباريا ،وفقا لنص المادة 259مف ؽ.إ.ـ.إ ،أما إف كانت
النيابة العامة طرفا منضما انضماما اختياريا في القضية ،فميا حؽ إبداء المبلحظات
فقط ،طبقا لنص المادة 266مف ؽ.إ.ـ.إ.
إف التمييز بيف ىذه األدوار التي أسندىا المشرع لمنيابة العامة والتي تختمؼ
ّ
باختبلؼ نوع تدخميا في القضية ،يكتسي أىمية بالغة ،حتى ال يحصؿ الخمط في الدور
المسند لمنيابة العامة في قضايا شؤوف األسرة ،وحتى ال يكوف دورىا شكميا ال تأثير لو في
المحافظة عمى األسرة والنظاـ العاـ ،فالطرؼ األصمي يقدـ طمبات كتابية ويحضر
الجمسات ،والطرؼ المنضـ إجباريا لو حؽ إبداء الرأي حوؿ تطبيؽ القانوف ،والطرؼ
المنضـ اختياريا لو حؽ إبداء مبلحظات.1
وتعتبر النيابة العامة األداة الفعالة لمسير عمى احتراـ وسيادة القانوف ،وحماية
النظاـ العاـ والحريات العامة ،وتحتؿ مرك از ىاما في النظاـ القضائي ،مما يتطمب تعزيز
ومدىا بالنصوص القانونية
وتقوية دور ىذه المؤسسة القضائية وتوسيع مجاؿ عممياّ ،
البلزمة التي تكفؿ ليا أداء دورىا المنوط بيا في حماية أفراد المجتمع.
إف ضرورة توسيع مجاؿ تدخؿ النيابة العامة ،وعدـ االكتفاء بالمجاؿ التقميدي ّ
الذي كانت تتدخؿ فيو ،أمر استدعاه تعقُّد المعامبلت والعبلقات بيف أفراد المجتمع واتّساع
رقعتيا ،وحدوث العديد مف التطورات في مختمؼ المجاالت ،سواء اإلدارية أو المالية
سابؽ. نور الديف لمطاعي ،محاضرات ألقيت عمى طمبة الدكتوراه ،مرجع 1
120
وتدخؿ جياز النيابة العامة في إدارة
ّ أو التجارية أو األسرية ،مما يجعؿ مف مساىمة
أمر مف األىمية بمكاف.1
وتسيير وحؿ النزاعات المتعمقة بيا اً
تعزز فييا دور النيابة العامة ىو قضاء شؤوف األسرة،
أىـ المجاالت التي ّ
إف مف ّ
ّ
حيث كاف تدخؿ النيابة العامة يقتصر عمى بعض المجاالت فقط ،حددىا المشرع في
المادة 141مف ؽ.إ.ـ الممغى ،وكاف يقتصر ىذا التدخؿ عمى مستوى المجمس القضائي
فقط ،وليس عمى مستوى المحكمة ،حيث أوجب المشرع إطبلع النائب العاـ عمى بعض
القضايا المحددة ومنيا :المتعمقة بحالة األشخاص وعديمي األىمية ،حيث ترسؿ ىذه
القضايا إلى النائب العاـ قبؿ عشرة أياـ مف تاريخ الجمسة بواسطة كتابة الضبط ،وأجاز
المشرع لمنائب العاـ االطبلع عمى القضايا األخرى التي يرى أف تدخمو فييا ضروريا،
تمس بالنظاـ العاـ ،كما يجوز لممجمس القضائي مف تمقاء نفسو األمر ال سيما التي ّ
بإرساؿ القضايا المذكورة إلى النائب العاـ ،ىذا ما كاف معموال بو في ظؿ ؽ.إ.ـ الممغى.
عزز المشرع دور النيابة
لكف بصدور تعديؿ قانوف األسرة في سنة ّ 2005
يمس
العامة ،واعتبرىا طرفا أصميا في قضايا شؤوف األسرة ،باعتبار أف قانوف األسرة ُّ
مختمؼ فئات المجتمع ،وال يقتصر عمى فئة واحدة دوف سواىا ،وباعتبار أف األسرة ىي
الخمية األساسية لممجتمع ،وأف النيابة العامة تسير عمى حماية المجتمع ،وىو ما يبرر
االىتماـ البالغ والجدؿ الواسع الذي حضي بو تعديؿ قانوف األسرة سنة .2005
يتـ التمييز بيف دوريف مف األدوار التي تقوـ بيا النيابة العامة في
وبصفة عامةّ ،
منضـ،
ّ القضاء المدني ،حيث تتدخؿ أحيانا كطرؼ أصمي ،وأحيانا أخرى تتدخؿ كطرؼ
وىو ما سيتـ توضيحو فيما يمي:
-1تد ّخل النيابة العامة باعتبارىا طرفا أصميا
إف الدور الذي يجب أف تقوـ بو النيابة العامة في شؤوف األسرة قد أسيء فيمو،
ّ
حيث يعتقد البعض أف تدخؿ النيابة العامة يجب أف ينحصر في المجاؿ الجزائي مف أجؿ
حماية المجتمع ،أما أف تتدخؿ النيابة العامة في قضايا شؤوف األسرة ،فإف ذلؾ إقحاـ ليا
محمد عبد المحسف البقالي الحسني ،وكيؿ الممؾ لدى المحكمة االبتدائية بالعرائش ،طنجة ،دور النيابة العامة أماـ 1
عبد العزيز سعد ،قانوف األسرة في ثوبو الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .182 1
122
تـ ذكره مف مواد خاصة في قانوف األسرة تطرقت لدور النيابة
األسرة ،وال يقتصر عمى ما ّ
العامة فييا.1
إف مف أىـ التعديبلت التي جاء بيا األمر 02-05المؤرخ في 27فيفري 2005
ّ
المعدؿ لمقانوف رقـ 11-84المؤرخ في 09جواف 1984
ّ (الجريدة الرسمية رقـ )15
المتضمف قانوف األسرة ،اعتبار النيابة العامة طرفا أصميا في جميع القضايا التي ترمي
أف أغمب أحكاـ األسرة تعتبر مف النظاـ العاـ ،حيثإلى تطبيؽ أحكاـ ىذا القانوف ،إذ ّ
تعمؿ النيابة العامة عمى ضماف حماية واحتراـ قواعد النظاـ العاـ ،وييدؼ المشرع مف
خبلؿ ذلؾ إلى حماية حقوؽ كؿ مف النساء والرجاؿ واألطفاؿ ،وذلؾ باستفادة النيابة
العامة مف خصائص وحقوؽ الطرؼ األصمي في الدعوى.
إف اعتبار المشرع النيابة العامة طرفا أصميا في القضايا التي تُعرض عمى قسـ
ّ
يخوليا حضور الجمسات وتقديـ الطمبات واال ّدعاء مدنيا ،لذا فإّنو يجب
شؤوف األسرةّ ،
المدعى تكميؼ ممثؿ النيابة العامة بالحضور لمجمسة ،وتمكينو بنسخة مف العريضة
عمى ّ
إما عف طريؽ التبميغ الرسمي بواسطة محضر قضائي ،وا ّما يبمغ عف االفتتاحية ،وذلؾ ّ
طريؽ أمانة الضبط وفقا لممادة 438مف ؽ.إ.ـ.إ ،وتُبمغ النيابة العامة في أجؿ عشرة أياـ
عمى األقؿ قبؿ تاريخ الجمسة وفقا لممادة 260مف ؽ.إ.ـ.إ ،إذ أ ّف عدـ تبميغيا بذلؾ
يجعؿ الخصومة غير منعقدة وال تقبؿ الدعوى حينئذ ،2واف كاف العمؿ في غالب محاكـ
الوطف تبميغ النيابة عف طريؽ أمانة الضبط ،تسييبل عمى المتقاضيف وتخفيفا لؤلعباء
فإنو ال بد مف حضور ممثؿ النيابة العامة وتقديـ طمباتو في الجمسة ،حتى
عنيـ ،لذا ّ
الخاصة بقسـ شؤوف األسرة صحيحة قانونا.
ّ تكوف جمسات المحاكمة
جاء في قرار المحكمة العميا الصادر بتاريخ " :2006/10/11يجب إطبلع
3
يؤكد موقؼ
النيابة العامة باعتبارىا طرفا أصميا عمى قضايا األحواؿ الشخصية" ،مما ّ
1نور الديف لمطاعي ،محاضرات ألقيت عمى طمبة الدكتوراه ،مرجع سابؽ.
عبد العزيز سعد ،قانوف األسرة في ثوبو الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .183 2
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 401317مؤرخ في ،2006/10/11مجمة المحكمة العميا، 3
2لمطاعي نور الديف ،محاضرات ألقيت عمى طمبة الدكتوراه ،مرجع سابؽ.
124
حؽ الزوج ،وال ىي في حؽ الزوجة ،بؿ ىي في حؽ المجتمع ،وتعمؿ عمى عدـ مخالفة
النظاـ العاـ واآلداب العامة.
منضما
-2تدخل النيابة العامة باعتبارىا طرفا ّ
قد تتدخؿ النيابة العامة باعتبارىا طرفا منضما عندما تنعقد الخصومة بيف
يتـ التمييز بيف
طرفييا دوف أف تنحاز ألي طرؼ ،مف أجؿ ضماف تطبيؽ القانوف ،و ّ
نوعيف مف التدخؿ االنضمامي:
حيث قد يكوف ممثؿ النيابة العامة طرفا منضما إجباريا في القضايا الواجب
إببلغو بيا عشرة أياـ قبؿ تاريخ الجمسة ،وىي المحددة في المادة 260مف ؽ.إ.ـ.إ،
ويحؽ لو إبداء الرأي كتابيا حوؿ تطبيؽ القانوف فييا ،وفقا لنص المادة 259مف ؽ.إ.ـ.إ،
ّ
وال يشترط عميو حضور الجمسة.
وقد تكوف النيابة العامة طرفا منضما انضماما اختياريا في القضية ،ويكوف ليا
حؽ إبداء المبلحظات فقط ،طبقا لنص المادة 266مف ؽ.إ.ـ.إ ،واالنضماـ االختياري
ينقسـ إلى قسميف ،قد يكوف االنضماـ االختياري بطمب مف النيابة العامة في القضايا التي
ترى تدخميا فييا ضروريا ،أو بطمب مف رئيس الجمسة في بعض القضايا ،حيث يأمر
القاضي بإببلغيا بأية قضية ،طبقا لممادة 260الفقرتيف 02و 03مف ؽ.إ.ـ.إ.
وتتدخؿ النيابة العامة كطرؼ منضـ اختياريا في الدعاوى التي تيدؼ إلى حماية
فتقدـ رأييا فيما أبداه الخصوـ مف طمبات ودفوع ،وقد يكوف رأييا لصالح
مصمحة خاصةّ ،
أحد أطراؼ الخصومة ،ويمكف أالّ يتفؽ مع مصمحة أي واحد منيما ،وال تعتبر النيابة
العامة مدعية وال مدعى عمييا ،وليس ليا ما لمخصوـ مف حقوؽ وواجبات ،وليس ليا أف
تقدـ الطمبات أو الدفوع إال ما لو عبلقة بالنظاـ العاـ ،فتبدي المبلحظات بشأنو فقط.
وتتدخؿ النيابة العامة تدخبل اختياريا في القضايا التي ال تتعمؽ بالنظاـ العاـ
واآلداب العامة ،أما إذا تعمّقت القضية بالنظاـ العاـ واآلداب العامة فيكوف تدخميا وجوبيا،
وتعتبر طرفا أصميا ،وليا مف أجؿ ذلؾ حؽ رفع الدعوى.
125
ويرى البعض 1أنو عمى أمانة الضبط أف تبمغ النيابة العامة بكؿ دعوى تسجؿ
في شؤوف األسرة ،وذلؾ حتى تقرر ىؿ يجب عمييا التدخؿ؟ أـ يجوز ليا ذلؾ؟ حتى تقوـ
بواجبيا قبؿ قفؿ باب المرافعة ،وىذا القوؿ غير وارد بالنسبة لقضايا شؤوف األسرة ،ألف
مركز النيابة العامة كطرؼ أصمي في دعاوى شؤوف األسرة ،يجعميا أحد أطراؼ الدعوى
الذيف ال تكتمؿ الخصومة دوف حضورىـ وتقديـ طمباتيـ ،ويجعؿ الحكـ الصادر دوف
فإف المشرع الجزائري فصؿ في
تكميفيـ بالحضور حكما معيبا يستوجب النقض ،وعميو ّ
ىذه القضية ،وال مجاؿ لمحديث في النزاعات المعروضة عمى قاضي شؤوف األسرة عف
تعد طرفا أصميا.
ألف النيابة العامة ّ
تدخؿ اختياري أو تدخؿ إجباريّ ،
ثانيا -آثار اعتبار النيابة العامة طرفا أصميا في قضايا شؤون األسرة
تتحدد بعض األدوار التي تقوـ بيا النيابة العامة في قضايا شؤوف األسرة مف
خبلؿ النصوص الواردة في قانوف األسرة وقانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،كالمادة 03
مكرر مف ؽ.أ التي جعمت النيابة العامة طرفا أصميا في قضايا شؤوف األسرة ،والمادة 22
و 49مف ؽ.أ التي ألزمت النيابة العامة بالسيعي في تسجيؿ حكـ تثبيت الزواج وحكـ
الطبلؽ في الحالة المدنية ،والمادة 438مف ؽ.إ.ـ.إ التي أوجبت تبميغ النيابة العامة
رسميا بنسخة مف عريضة الطبلؽ ،والمواد 463 ،460 ،456 ،454 ،453المتعمقة
بالوالية عمى القاصر ،والمواد ،466 ،465تتعمؽ بالوالية عمى أمواؿ القاصر ،والمادة
484ؽ.إ.ـ.إ التي تنص عمى تمقّي القاضي تصريحات الشخص المعني بإجراء التقديـ
بحضور ممثؿ النيابة العامة ،وغيرىا مف المواد التي يتحدد مف خبلليا مجاؿ تدخؿ النيابة
العامة.
وبذلؾ يظير الدور الرئيسي الذي أسنده المشرع لمنيابة العامة كطرؼ أصمي في
أف الممارسة العممية والميدانية تُثبت غياب تفعيؿ ىذا الدور
قضايا شؤوف األسرة ،غير ّ
عمى أرض الواقع ،حيث تكتفي النيابة العامة في غالب القضايا المعروضة عمييا طمب
التماس تطبيؽ القانوف مف قاضي الحكـ ،دوف أف تقدـ طمبات جدية وقانونية ،أو تستند
إلى دراسة مستفيضة لموضوع الدعوى وحيثياتيا ،وبالتالي انحصر دورىا وتخمت عنو.
نقبل عف أنور العمروسي ،أصوؿ المرافعات الشرعية في مسائؿ األحواؿ الشخصية ،دار الفكر الجامعي ،مصر ،سنة 1
،2003ص .669
126
غير ّأنني أعتقد أف اعتبار النيابة العامة طرفا أصميا يوجب عمييا القياـ بدور
إيجابي في عديد القضايا المتعمقة بشؤوف األسرة ،ال سيما خبلؿ مرحمة إبراـ عقد الزواج،
وخبلؿ مرحمة فؾ الرابطة الزوجية ،ومف بيف األدوار التي يجب أف تقوـ بيا ما يمي:
-1دور النيابة العامة في انعقاد الزواج
مباشر في اإلجراءات المتخذة خبلؿ مرحمة إبراـ عقد
ٌ دور
ليس لمنيابة العامة ٌ
الزواج بيف الزوجيف ،واّنما يظير دورىا بشكؿ أساسي مف خبلؿ إشرافيا عمى سجبلت
الحالة المدنية ،ومف بينيا سج ّؿ عقود الزواج ،حيث يخضع ضابط الحالة المدنية المكمؼ
بالسجبلت لرقابة النيابة العامة ،والتي تقوـ بالتأشير عمييا دوريا ،كما يظير دور النيابة
العامة أيضا عند عدـ تسجيؿ عقد الزواج في سجبلت الحالة المدنية ،وابراـ عقد الزواج
يحؽ لمنيابة العامة أو لؤلطراؼ رفع دعوى مف
تاـ األركاف والشروط ،حيث ّ
بشكؿ عرفيَّ ،
أجؿ إثبات الزواج العرفي ،ثـ تسجيمو في سجؿ الحالة المدنية الخاص بعقود الزواج
بسعي مف النيابة العامة طبقا لنص المادة 22مف ؽ.أ ،وكذا تسجيؿ بياف الزواج عمى
ىامش شيادة ميبلد الزوجيف ،كما يظير دور النيابة العامة مف خبلؿ حقيا في تقديـ
تبيف ليا عدـ استيفاء األركاف
طمباتيا باالعتراض عمى طمبات إثبات الزواج العرفي ،إذا ّ
والشروط المحددة قانونا في إبراـ عقد الزواج ،حماية لقدسية ىذا الميثاؽ الغميظ ،وتنزييا
عما قد يراد مخالطتو بو مف عبلقات مشبوىة وغير شرعية.
لو ّ
كما يجب التأكيد عمى الدور الممقى عمى عاتؽ النيابة العامة في تسجيؿ األحكاـ
أف المشرع أوجب تسجيميا بسعي مف النيابةالتي تقضي بتثبيت عقود الزواج العرفية ،و ّ
العامة بموجب المادة 22الفقرة 02مف ؽ.أ ،وأنو ال يجب عمى ممثؿ النيابة العامة
التراخي في ذلؾ ،أو ترؾ الميمة ألطراؼ الدعوى لمقياـ بتسجيؿ الزواج في الحالة المدنية
ألف المشرع بعد تعديؿ قانوف األسرة كمؼ النيابة العامة بيذا الدور
بعد صدور الحكـّ ،
الميـ ،خبلفا لما كاف معموال بو مف قبؿ ،حيث كاف األطراؼ ىـ مف يسعوف في ذلؾ،
مما جعؿ أغمب أحكاـ تثبيت عقود الزواج العرفي تبقى حبيسة المحاكـ ،وال يتـ تسجيميا
في سجبلت الحالة المدنية.
ار أخرى تقوـ بيا النيابة العامة
وبالرجوع إلى مدونة األسرة المغربية ،نجد أدو ا
خبلؿ مرحمة الزواج ،مف بينيا الحرص عمى تضميف ممخص عقد الزواج برسـ والدة
127
الزوجيف ،بالنسبة لعقود زواج المغاربة المقيميف في الخارج ،الذيف أبرموا عقود زواجيـ
طبقا لمقانوف المحمي لبمد اإلقامة ،إذا لـ يكف لمزوجيف أو ألحدىما محؿ والدة بالمغرب،
وذلؾ طبقا لممادة 15مف المدونة ،كما تتدخؿ النيابة العامة في إجراءات التعدد ،حيث إذا
البت في طمب
تع ّذر حضور الزوجة المراد التزوج عمييا أماـ المحكمة لسماعيا ،مف أجؿ ّ
التعدد ،ف إف النيابة العامة تأمر الضبطية القضائية أو السمطة المحمية بإنجاز بحث عف
مكاف إقامة المطموبة ،طبقا لنص المادة 43مف المدونة ،واذا ثبت ليا تحايؿ الزوج في
تحرؾ الدعوى العمومية بناء عمى طمبفإنيا ّ
تقديـ عنواف غير صحيح وبسوء نيةّ ،
الزوجة المتضررة ،وذلؾ مف أجؿ سبلمة اإلجراءات ،وردعا لممتحايميف.1
كما أوكؿ المشرع المغربي لمنيابة العامة اتخاذ اإلجراءات البلزمة عند إخراج أحد
الزوجيف لمزوج اآلخر مف بيت الزوجية ،حيث تتدخؿ النيابة العامة إلرجاع الزوج
المطرود ،وتتخذ اإلجراءات الكفيمة بحمايتو وأمنو ،وذلؾ طبقا لممادة 53مف المدونة.
كما أسند المشرع المغربي لمنيابة العامة بموجب المادة 121مف المدونة ميمة
التنفيذ الفوري عمى األصؿ لمتدابير المؤقتة التي تراىا المحكمة مناسبة لمزوجة واألطفاؿ،
والتي تتخذ بناء عمى طمب أحد الزوجيف أو مف تمقاء المحكمة نفسيا ،وذلؾ عند تعذر
المساكنة بيف الزوجيف عند حدوث نزاع بينيما ،إلى غاية صدور حكـ في الموضوع،
والمتعمقة باختيارىا السكف مع أحد أقاربيا ،أو أقارب الزوج ،أو تدبير زيارة األوالد
أو حضانتيـ المؤقتة.
-2دور النيابة العامة خالل انحالل الزواج
ؾ الرابطة الزوجية ،حيث ألزـ المشرع
تتدخؿ النيابة العامة خبلؿ إجراءات ف ّ
المدعي في دعاوى الطبلؽ تبميغ النيابة العامة بعريضة الدعوى وجوبا ،إما بموجب
محضر رسمي عف طريؽ المحضر القضائي ،واما تبميغيا عف طريؽ أمانة الضبط طبقا
لنص المادة 438مف ؽ.إ.ـ.إ ،وذلؾ حتى تتمكف النيابة العامة مف االطبلع عمى
موضوع الدعوى ،وتقديـ طمباتيا خبلؿ الجمسة ،باعتبارىا طرفا أصميا في دعوى شؤوف
األسرة.
محمد عبد المحسف البقالي الحسني ،دور النيابة العامة أماـ قضاء شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .06 1
128
كما تضطمع النيابة العامة بدور بالغ األىمية يتمثؿ بالسعي في تسجيؿ أحكاـ
الطبلؽ في سجبلت الحالة المدنية ،إذ أسند ليا المشرع ىذا الدور بموجب الفقرة الثالثة
مف المادة 49مف ؽ.أ ،وكذا تسجيؿ بياف الطبلؽ عمى ىامش شيادة ميبلد الزوجيف.
كما تتدخؿ النيابة العامة في عممية تنفيذ األحكاـ القضائية الخاصة بشؤوف
األسرة ،والمتعمقة بإجراءات تمكيف الحاضف مف استبلـ المحضونيف ،أو تمكيف صاحب
حؽ الزيارة مف ممارسة حقو في زيارة المحضوف ،وذلؾ عند امتناع أحد الزوجيف مف
تقدـ النيابة العامة يد العوف
تمكيف الزوج اآلخر مف حقو بالحضانة أو بالزيارة ،حيث ّ
لمقائـ في التنفيذ عند تعذره ،أو بمتابعة الشخص المرتكب لجريمة عدـ تسميـ الطفؿ ،كما
تتدخؿ النيابة العامة عند امتناع الزوج عف دفع النفقة الواجبة لمطمقتو أو أوالده
المحضونيف ،بمتابعتو بجريمة االمتناع عف تسديد النفقة.
وبمقارنة بيف الدور الذي أسنده المشرع الجزائري لمنيابة العامة ونظيره المغربي،
فإف المشرع المغربي أسند لمنيابة العامة في قضايا شؤوف األسرة دو ار عند إجراء الصمح،
ّ
ويتمثؿ في حرص النيابة العامة عمى التبميغ الشخصي لمزوجيف في قضايا الطبلؽ ،حيث
اشترط العمـ اليقيني لمزوجيف ،وذلؾ بالتوصؿ الشخصي باالستدعاء ،1طبقا لممادة 81مف
مدونة األسرة ،واستعانتيا بكافة الطرؽ لمبحث عف الزوجة إذا لـ تحضر جمسة الصمح،
حؽ متابعة
أف لمنيابة العامة ّ
مف أجؿ إعبلميا بالقضية وضرورة حضورىا الشخصي ،كما ّ
قدـ عنوانا وىميا أو غير صحيحاالزوج المتحايؿ بناء عمى طمب الزوجة المتضررة ،إذا ّ
لمزوجة طبقا لمفصؿ 361مف القانوف الجنائي المغربي ،2وكذا نفس الدور تقوـ بو النيابة
العامة في إجراءات تبميغ الزوج في دعاوى التطميؽ ،وذلؾ بالقياـ بإجراء األبحاث لمتأ ّكد
وصحة ا ّدعاءات الزوجة ،تطبيقا لنص المادة 103مف مدونة األسرة ،ويقصد
ّ مف غيبتو،
المشرع المغربي مف وراء ذلؾ الحفاظ عمى حقوؽ األطراؼ مف خبلؿ التوصؿ بالتبميغ
محمد نعناني ،تدخؿ النيابة العامة في قضايا األسرة :بيف التدخؿ األصمي والتدخؿ االنضمامي .مسطرة الشقاؽ 1
إلييا في الفصؿ السابؽ ،أو حاوؿ ذلؾ ،إما عف طريؽ اإلدالء ببيانات غير صحيحة ،واما عف طريؽ انتحاؿ اسـ
كاذب أو صفة كاذبة ،واما بتقديـ معمومات أو شيادات أو إق اررات غير صحيحة ،يعاقب بالحبس مف ثبلثة أشير إلى
ثبلث سنوات وغرامة مف مائة وعشريف إلى ثبلثمائة درىـ".
129
والعمـ باإلجراءات المتخذة ضده ،ضمانا لمبدأ الوجاىية ،وىي إجراءات جديرة باإلتباع مف
قبؿ المشرع الجزائري ،مف أجؿ حماية حقوؽ األطراؼ ،وردع المتحايميف عمى القانوف.
يحؽ ليا المطالبة بإسقاط
كما تتدخؿ النيابة العامة في إجراءات الحضانة ،حيث ّ
تعرض المحضوف ألضرار ،طبقا
الحضانة مف أجؿ المحافظة عمى حقوؽ المحضوف ،إذا ّ
لنص المادة 177مف مدونة األسرة ،كما تقوـ النيابة العامة استنادا لنص المادة 179مف
المدونة بتبميغ الجيات المختصة مقرر المنع مف السفر بالمحضوف إلى الخارج ،دوف
موافقة نائبو الشرعي ،قصد اتخاذ اإلجراءات البلزمة لضماف تنفيذ ىذا المقرر ،كما تتدخؿ
النيابة العامة في حالة عدـ قبوؿ الحضانة مف طرؼ مستحقييا ،أو لـ تتوفر الشروط
فييـ ،حيث ترفع األمر لممحكمة الختيار مف تراه صالحا مف أقارب المحضوف أو غيرىـ،
أو اختيار إحدى المؤسسات المؤىمة لذلؾ ،طبقا لنص المادة 165مف المدونة.
تقدـ أنو يمكف لمنيابة العامة أف يكوف ليا دور
وبالتالي يظير مف خبلؿ ما ّ
خوليا المشرع مياـ كبيرة
ايجابي في شؤوف األسرة سيما في قضايا الزواج والطبلؽ ،حيث ّ
ومسؤوليات جسيمة حينما اعتبرىا طرفا أصميا في دعاوى شؤوف األسرة ،وذلؾ مف أجؿ
حماية األسرة مف أي خطر قد يحدؽ بيا ،أو ييدد تماسكيا واستقرارىا ،باعتبارىا النواة
األولى لممجتمع ،والتي في حمايتيا حماية المجتمع ،ومف أجؿ أيضا حماية أحكاـ الشرع
عزز المشرع دور النيابة العامة في قضايا شؤوف األسرة
المتعمقة بالنظاـ العاـ ،لذلؾ ّ
لتحقيؽ ىذا المقصد الكبير.
أف النيابة العامة قد تخمّت عف الكثير مف أدوارىا المتعمقة
إف المشاىد في الواقع ّ
ّ
بقضايا شؤوف األسرة ،بسب سوء فيـ المركز الجديد الذي أواله ليا المشرع ،ولعدـ تحديده
مفصمة ،عمى خبلؼ ما فعؿ المشرع المغربي،
ّ المياـ الواجب القياـ بيا مف طرفيا بصفة
واّنما اكتفى المشرع ببعض النصوص المجممة فقط ،خاصة ما تعمّؽ منيا بقضايا الزواج
والطبلؽ وآثارىما ،والتي أعتقد ّأنيا تحتاج إلى مزيد بياف وتفصيؿ مف قبؿ المشرع ،حتى
يظير بوضوح الدور الذي يجب أف تقوـ بو النيابة العامة كطرؼ أصمي في قضايا شؤوف
األسرة.
فعاؿ لمنيابة العامة في قضايا شؤوف األسرة ،وتبؤىا
لذا فمف أجؿ تحقيؽ دور ّ
فإف ذلؾ يستدعي التنبيو عمى ضرورة تدخؿ النيابة
مركز الطرؼ األصمي في الدعوىّ ،
130
العامة خاصة في دعاوى الطبلؽ ،سواء مف ناحية إجراءات الدعوى ،أو مف ناحية
موضوعيا ،1ونسوؽ عمى ذلؾ أمثمة لممسائؿ التي يجب أف يبرز فييا الدور اإليجابي
لمنيابة العامة ،والتي يغفؿ عف أدائِيا ممثمُوا النيابة العامة:
-1ضرورة عدـ اكتفاء ممثؿ النيابة العامة بطمب تطبيؽ القانوف في دعاوى
حد ذاتو ،واخبلؿ بالدور الذي أنيط بيا،
ألف ذلؾ مخالؼ لمقانوف في ّ
شؤوف األسرةّ ،
وسبب ذلؾ ىو الخمط بيف مفيوـ الطرؼ األصمي والطرؼ المنضـ ،فالطرؼ األصمي في
أف لو
الدعوى لو حؽ اال ّدعاء ،ويجب عميو حضور الجمسات وتقديـ طمبات كتابية ،كما ّ
ح ؽ االعتراض كما يعترض األطراؼ ،وأف يظير لو دور إيجابي في سير الدعوى،
والطرؼ المنضـ انضماما إجباريا ىو الذي يبدي رأيو كتابيا حوؿ تطبيؽ القانوف فقط،
وبالتالي ما يقوـ بو ممثؿ النيابة العامة حاليا في محاكمنا عند طمب رئيس الجمسة منو
تقديـ طمباتو ،والتماسو تطبيؽ القانوف ،أعتقد ّأنو مخالؼ لمقانوف ،وتنص ٌؿ منو عف الدور
الذي أناطو المشرع لمنيابة العامة كطرؼ أصمي في الدعوى ،فيو ليس طرفا منضما.
خاصة
ّ -2ضرورة تنبيو النيابة العامة لمدور الميـ الذي يجب أف تقوـ بو بصفة
ظؿ
العدة ،في ّخاصة فيما يتعمؽ بأحكاـ ّ
ّ في دعاوى الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج،
الخمط المبلحظ بيف الطبلؽ الرجعي والطبلؽ البائف ،حيث يجب عمى النيابة العامة أف
المرات التي طمّؽ فييا الزوج زوجتو مف
تتدخؿ في أوؿ جمسة ،وذلؾ باالستفسار عف عدد ّ
مرتيف مف قبؿ ،وثبت ذلؾ بموجب أحكاـ أف الزوج طمّؽ زوجتو ّ
تبيف ليا ّ
فإف ّقبؿْ ،
فإف عمى
أف الدعوى المرفوعة أماـ القضاء تعتبر الطبلؽ المكمؿ لمثبلثّ ،
قضائية ،و ّ
ينبو قاضي الحكـ إلى عدـ جواز إجراء الصمح لمخالفتو النظاـ
ممثؿ النيابة العامة أف ّ
العاـ ،باعتبار ّأنو ال يجوز لممطمؽ مراجعة مطمقتو ولو بعقد جديد ،فيي ال تحؿ لو إالّ
بعد أف ت تزوج زوجا غيره ويطمقيا ،وأف يعترض كتابيا عمى إجراء محاوالت لمصمح بينيما،
تقدـ بيا المطمؽ أو المطمقة.2
أو عمى طمبات الرجوع إف ّ
-3عمى ممثؿ النيابة العامة أف يحرص عمى ضرورة تثبيت الطبلؽ وتسجيمو،
حتى ُيحتسب مف عدد الطمقات التي يممكيا الزوج ،متى ثبت ذلؾ بتأكيد الزوج عميو في
نور الديف لمطاعي ،عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ ،ص .287 1
نور الديف لمطاعي ،عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ ،ص .295 2
131
خاصة في الحاالت التي يعتزـ فييا
ّ عريضتو االفتتاحية ،أو بتأكيد الزوجة مع الشيود،
المدعي ألوؿ
قاضي شؤوف األسرة إصدار حكـ بشطب دعوى الطبلؽ لعدـ حضور ّ
جمسة ،أو الحكـ بالتنازؿ عف الخصومة بناء عمى طمب الزوج ،أو الحكـ بعدـ
االختصاص اإلقميمي ،أو الحكـ بانقضاء الدعوى لوفاة الزوج بعد تصريحو بالطبلؽ ،دوف
يتـ اإلشياد بإثبات الطبلؽ الذي أوقعو الزوج ،وىو المشاىد في الواقع ،حيث عمى
أف ّ
النيابة العامة التدخؿ واالعتراض عمى ذلؾ ،وتقديـ طمبات كتابية مف أجؿ إثبات الطبلؽ
ثبت تصريح الزوج بو ،والعمؿ عمى تسجيمو في سجبلت الحالة المدنية ،حتى إذا َ
لو تقاعس المطمؽ أو المطمقة عف مباشرة إجراءات الدعوى لتثبيت الطبلؽ ،بؿ أكثر مف
حؽ االدعاء باعتبارىا طرفا أصميا في الدعوى ،فميا حؽ
ذلؾ ،حيث ماداـ لمنيابة العامة ّ
رفع دعوى تثبيت الطبلؽ الذي أوقعو الزوج تمقائيا ،متى وصؿ إلى عمميا تصريح الزوج
ثـ السعي لتسجيمو بسجبلت
بالطبلؽ ،سواء بإق ارره ،أو عف طريؽ إجراء تحقيؽ في ذلؾّ ،
عد مف النظاـ العاـ ،وذلؾ حتى ُيحتسب الطبلؽ الذي
أف الطبلؽ ُي ّ
الحالة المدنية ،باعتبار ّ
أوقعو الزوج مف عدد الطمقات التي يممكيا تّجاه زوجتو.
وبالتالي يجب عدـ إعماؿ القواعد العامة المتعمقة بإجراءات الشطب ،أو التنازؿ
عف الخصومة ،أو عدـ االختصاص اإلقميمي ،أو انقضاء الدعوى بسبب وفاة الزوج،
عمى إطبلقيا ،حيف يتعمؽ األمر بدعاوى الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،وذلؾ حتى ال
يترتب عمى ىذه األحكاـ القضائية نتائج مخالفة لمشرع والقانوف والنظاـ العاـ ،حيث يجب
عمى القاضي إصدار حكما باإلشياد عمى الطبلؽ الذي أوقعو الزوج ،مف ذلؾ يبرز الدور
عدى عمى
الياـ الذي يجب أف تقوـ بو النيابة العامة في ىذه المسائؿ اإلجرائية ،حتى ال ُيتَ ّ
حدود اهلل المعمومة مف الديف بالضرورة.
ص صراحة عمى استثناء دعاوى الطبلؽ باإلرادة المنفردة
لذا يجدر بالمشرع الن ّ
لمزوج مف تطبيؽ األحكاـ المتعمقة بشطب الدعاوى أو التنازؿ عف الخصومة أو عدـ
االختصاص اإلقميمي أو انقضاء الدعوى ،والنص عمى عدـ جواز شطب دعاوى الطبلؽ
ألوؿ جمسة ،وضرورة تأجيميا مف أجؿ حضوره ،مثمما
المدعي عف الحضور ّ
إذا تخمّؼ ّ
ىو معموؿ بو عند عدـ حضور المدعي عميو ،باإلضافة إلى النص عمى وجوب اإلشياد
132
المدعي طمبا بترؾ الخصومة ،وكذا النص عمى عدـ
قدـ ّتـ بإرادة الزوج إذا ّ
بالطبلؽ الذي ّ
جواز الحكـ بعدـ االختصاص اإلقميمي أو انقضاء الدعوى في دعاوى إثبات الطبلؽ.1
-4ضرورة تحسيس ممثؿ النيابة العامة بدوره في عممية تنفيذ أحكاـ الطبلؽ
يتـ تسجيميا في سجبلت الحالة المدنية ،بسبب االعتقاد
تكدست بيا محاكمنا دوف أف ّ
التي ّ
بأف طرفي الدعوى ىما المطالبيف بالسعي في تسجيميا ،في حيف أف المادة 49الخاطئ ّ
ونصت عمى وجوب سعي النيابة العامة في تسجيؿ أحكاـ ّ مف ؽ.أ فصمت في ذلؾ،
الطبلؽ في الحالة المدنية بمجرد صدورىا ،باعتبارىا أحكاـ تصدر في أوؿ وآخر درجة،
وىي غير قابمة لمطعف فييا بالمعارضة أو االستئناؼ.
تدخؿ ممثؿ النيابة العامة في قضايا الطبلؽ في الحاالت التي ُيطمب
-5ضرورة ّ
فييا الحكـ بالرجوع دوف عقد جديد ،والزاـ المطمقة بالرجوع إلى مسكف الزوجية ،حيث
تبيف لممثؿ النيابة العامة انقضاء أجؿ
فإف ّ
مدة العدة مف عدمياْ ،
يجب التأكد مف انقضاء ّ
العدة فبلبد مف اعتراضو عف طمب الرجوع دوف عقد جديد ،واّنما يجب التأكيد في الحكـ
ّ
عمى طمب اإلشياد بتثبيت الطبلؽ الذي أوقعو الزوج وتسجيمو بسجبلت الحالة المدنية،
تبيف لمنيابة العامة أف الزوج استنفذ الطمقات الثبلث التي يممكيا عمى زوجتو،
أما إف ّ
فيجب عمييا االعتراض عمى طمب الرجعة المقدـ مف الزوج أو مف الزوجة مطمقا ،ألف
أحكاـ العدة والرجعة تتعمؽ بالنظاـ العاـ ،كما سبؽ ذكره.2
-06كما يجب عمى ممثؿ النيابة العامة التدخؿ في الدعاوى التي تتعمؽ
عدة الطبلؽ الرجعي ،استحؽ
طمؽ الزوج زوجتو ،وتوفي أحدىما في ّ
بالميراث ،حيث إذا ّ
أف الوفاة حدثت بعد
تبيف ّ
الحي منيما اإلرث ،لذا ال بد عمى ممثؿ النيابة العامة إذا ّ
ّ
لمحي منيما ،وذلؾ النعداـ الصفة في
ّ العدة ،أف يعترض عمى الحكـ باإلرث
مدة ّ
انقضاء ّ
المدعي تطبيقا لنص المادة 13مف ؽ.إ.ـ.إ.3
التقاضي في ّ
إف قياـ النيابة العامة بيذه المياـ المسندة إلييا يتطمب تغيير النظرة لمدور الذي
ّ
يجب أف تقوـ بو ،تبعا لممركز الجديد الذي منحيا إياه المشرع بموجب المادة 03مكرر
عدة الطبلؽ الرجعي ،المرجع نفسو ،ص .316-315نور الديف لمطاعيّ ،
2
133
بسنو نصوص قانونية توضح بالتفصيؿ تدخؿ المشرع ّ مف ؽ.أ ،لذا بات مف الضروري ّ
األدوار التي يجب أف تقوـ بيا النيابة العامة ،انطبلقا مف المركز الجديد الذي أسنده إلييا،
باإلضافة إلى ضرورة تكويف قضاة النيابة العامة المكمفيف بأقساـ شؤوف األسرة تكوينا
خاصا ،وتعزيز قدرات جياز النيابة العامة بالموارد البشرية والمادية البلزمة ألداء األدوار
الخاصة بيذه القضايا ،ومثاؿ ذلؾ ،دعميا بمساعديف اجتماعييف متخصصيف ،وضبطية
قضائية متخصصة ،تساعد قضاة النيابة العامة في المياـ المنوطة بيا ،وتخصيص
ومقار مستقمة عف بقية أقساـ محاكـ القضاء العادي،ّ قضاء شؤوف األسرة بمحاكـ خاصة،
ومدىا بكؿ ما تتطمبو مف تجييزات ووسائؿ مادية حديثة ،مف أجؿ تسيير حديث وفعاؿ ّ
لممفات شؤوف األسرة ،مع تطوير وسائؿ التبميغ والتنفيذ.
تخضع الدعاوى المرفوعة أماـ قسـ شؤوف األسرة ابتداء إلى نفس اإلجراءات
والشروط الواردة في القواعد العامة ،والمتعمقة برفع الدعاوى مف حيث اشتراط الصفة
أف بعض الدعاوى المتعمقة بشؤوف األسرة تخضع لشروط
والمصمحة وأىمية التقاضي ،إالّ ّ
المدعى بو،
خاصة مف أجؿ قبوليا ،وتتعمؽ ىذه الشروط بأطراؼ الدعوى ،وبالحؽ ّ
1
ؾ الرابطة
وخاصة الدعاوى الناشئة عف عقد الزواج ،كدعوى إثبات الزوجية ،دعوى ف ّ
الزوجية ،دعوى النفقة ،دعوى الحضانة ،دعوى إثبات النسب وغيرىا ،ومف بيف الشروط
الخاصة في مثؿ ىذه الدعاوى ضرورة تقديـ وثيقة عقد الزواج.
فإف األصؿ العاـ في رفع دعاوى شؤوف األسرة أف تُتّبع اإلجراءات المحددة
وعميو ّ
في القواعد العامة ،ومنيا المادة 13فقرة 01مف ؽ.إ.ـ.إ التي تشترط توافر الصفة
والمصمحة في رافع الدعوى ،2وال تتميز دعاوى شؤوف األسرة بخصوصية ممموسة في
القوي الذي يقتضي تمييزىا عف باقي أنواع الدعاوى
ّ إجراءات رفعيا ،نظ ار لغياب المبرر
المدنية ،فالخصوصية التي تتميز بو قضايا شؤوف األسرة تظير أكثر عند النظر في
تنص المادة 13الفقرة األولى مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى أنو" :ال يجوز ألي شخص التقاضي ما لـ 2
أحمد خميؿ ،خصوصيات التقاضي في مسائؿ األحواؿ الشخصية المتعمقة بالوالية عمى النفس وفقا لمقانوف المصري 1
رقـ 01لسنة ،2000مجمة الدراسات القانونية ،كمية الحقوؽ ،جامعة بيروت العربية ،العدد الخامس ،يوليو ،2000ص
.104-103
135
الحكـ فيو ،وشروط تتعمؽ بالحؽ في إقامة الدعوى ،وتتمثؿ في عدـ تقادـ الدعوى ،احتراـ
أجؿ رفع الدعوى ،وعدـ سبؽ الفصؿ فييا.
أ -شروط أطراف الدعوى
المدعي
ّ اشترط المشرع لقبوؿ الدعوى توافر شرطي الصفة والمصمحة في
والمدعى عميو ،حيث تنص المادة 13الفقرة األولى والثانية مف ؽ.إ.ـ.إ عمى ما يمي:
قرىا
"ال يجوز ألي شخص التقاضي ما لـ تكف لو صفة ،ولو مصمحة قائمة أو محتممة ُي ّ
المدعى عميو" ،ونتناوؿ ىذيف
المدعي أو ّ
القانوف .يثير القاضي تمقائيا انعداـ الصفة في ّ
الشرطيف فيما يمي:
أ 1-شرط الصفة
يترتب عمى عقد الزواج حقوؽ والتزامات لطرفي العبلقة الزوجية ،ومتى أخ ّؿ أحد
أف
ؽ لمطرؼ اآلخر المجوء إلى القضاء مف أجؿ استيفاء حقو ،غير ّ
الطرفيف بالتزاماتو ُح ّ
المشرع اشترط مف أجؿ أف يكوف لمشخص حؽ التقاضي توفر الصفة ،نص عمى ذلؾ
بموجب المادة 13مف ؽ.إ.ـ.إ ،وعقد الزواج باعتباره عبلقة قانونية ينشئ مرك از قانونيا
ت بو شرط الصفة إذا قامت دعوى بينيما ،بحيث ترفع الدعوى
لكؿ مف الزوج والزوجةَ ،يثُْب ُ
ضد اآلخر.
مف أحدىما ّ
بأنيا تمؾ العبلقة المباشرة التي تربط أطراؼ الدعوى بموضوع
وتعرؼ الصفة ّ
ّ
1
بأنيا صبلحية الشخص لبل ّدعاء بالحؽ المعتدى عميو ،سواء تعرؼ ّ
النزاع ،كما ّ
لمصمحتو الشخصية المباشرة ،أو لمصمحة مف يقوـ بمقتضى تمثيؿ قانوني.2
لممدعي فقد يرفع الدعوى أصالة عف نفسو أو ممثبل لغيره ،فإذا كاف
وبالنسبة ّ
المدعى بو،
المدعي ىو صاحب الحؽ محؿ المطالبة القضائية ،ومرتبط مباشرة بالحؽ ّ
ّ
فتجتمع فيو الصفة والمصمحة ،ومثاؿ ذلؾ اشتراط مباشرة دعوى الطبلؽ أو التطميؽ قبؿ
البناء مف قبؿ الزوجة نفسيا ،حيث ال يجوز لولّييا رفعيا أو مباشرة إجراءاتيا بنفسو،
سائح سنقوقة ،شرح قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ج ،1دار اليدى ،الجزائر ،2011 ،ص .45 1
سميماف بارش ،شرح قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ج ،1دار اليدى ،الجزائر ،2006 ،ص .10 2
136
1
المدعي ممثبل لصاحب الحؽ بموجب تمثيؿ
النعداـ صفة التقاضي فيو ،وقد يكوف ّ
قانون ي يخولو مباشرة إجراءات الدعوى الستحالة مباشرة صاحب الحؽ ليا بسبب عذر
مشروع ،ومثاؿ ذلؾ قياـ الولي أو المقدـ برفع دعوى فؾ الرابطة الزوجية باسـ الزوج
ناقص األىمية ،طبقا لممادة 437مف ؽ.إ.ـ.إ.
وتثبت الصفة لصاحب الحؽ نفسو ،أو مف يقوـ مقامو بوكالة أو والية أو نيابة،
المدعى بو مف حقوؽ اهلل، المدعى بو مف حقوؽ العباد ،أما إذا كاف الحؽ ّ
إذا كاف الحؽ ّ
ومرتبطا بالنظاـ العاـ ،فيحؽ لكؿ ذي مصمحة اال ّدعاء بو ،وكذلؾ النيابة العامة باعتبارىا
ممثمة لممجتمع ،ومثاؿ ذلؾ رفع دعوى بطبلف عقد الزواج أو فسخو.2
ويشترط أيضا الصفة في المدعى عميو ،فالدعوى ال ترفع إال مف ذي صفة عمى
ذي صفة ،وانعداميا يؤدي إلى الحكـ بعدـ قبوؿ الدعوى ال رفض الدعوى أو شطبيا،
فالدعوى تُرفع مف المتضرر ضد المعتدي عمى الحؽ ،وىي تثار تمقائيا مف القاضي
أو مف كؿ طرؼ في الدعوى ،3في أي مرحمة مف مراحؿ التقاضي ،واذا غفؿ القاضي
فإنو يجوز الطعف باالستئناؼ واثارتيا أماـ المجمس.4
عف إثارتيا وفصؿ في الدعوىّ ،
وقد أ ّكدت المحكمة العميا في غير ما قرار صدر عنيا عمى شرط الصفة ،ومف
بينيا القرار الصادر بتاريخ 2006/10/11الذي جاء في المبدأ المقدـ لمقرار " :ترفع
دعوى الطبلؽ أو التطميؽ قبؿ البناء مف طرؼ الزوجة ،وليس مف طرؼ الولي" ،5حيث
وبينت أف لمزوجة الصفة في رفع دعوى الطبلؽ
ردت المحكمة العميا عمى مزاعـ الطاعف ّ ّ
لولييا في رفعيا.
قبؿ البناء ،و ّأنو ال صفة ّ
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ ،369494مؤرخ في ،2006/10/11مجمة المحكمة العميا، 1
تنص الفقرة الثانية مف المادة 13مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى أنو " :يثير القاضي تمقائيا انعداـ الصفة 3
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ ،369494مؤرخ في ،2006/10/11مجمة المحكمة العميا، 5
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار رقـ 599850مؤرخ في ،2011/02/10مجمة المحكمة 1
الطيب زروتي ،الكامؿ في العرائض القضائية ،ج ،1ط ،1مطبعة الفسيمة ،الجزائر ،2010 ،ص .06 4
عبد الحكيـ فودة ،الدفع بانتفاء الصفة والمصمحة في المنازعات المدنية ،منشأة المعارؼ ،اإلسكندرية ،1997 ،ص 5
48و.49
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .54 6
138
الضرر ،أو ال يقع االعتداء عمى الحؽ ،بؿ ىناؾ خطر محدؽ ُيتوقع حدوثو ،وضرر
محتمؿ ييدد المدعي ،فيحؽ لو رفع دعوى مف أجؿ طمب الحماية مف الضرر المحتمؿ
المشرع المصمحة
ّ أقر
الوقوع ،باعتبار أف لو مصمحة قائمة وحالة في الوقاية منو ،وقد ّ
المحتممة في نص المادة 13الفقرة األولى مف ؽ.إ.ـ.إ ،ومثاؿ ذلؾ أف يرفع شخص غير
أف
وارث دعوى مف أجؿ إبطاؿ عقد زواج عرفي بيف قريبو المتوفى وزوجتو ،باعتبار ّ
المدعي ليس لو أي مصمحة في رفع الدعوى ،لذا فالمصمحة المحتممة تكفي لتأسيس
ّ
الدعوى ،عمى أف يحدد االجتياد ىذا المفيوـ.1
كما يشترط توفر المصمحة كذلؾ في شخص المدخؿ أو المتدخؿ في الخصاـ،
وفقا لنص المادة 194الفقرة 02مف ؽ.إ.ـ.إ ،ونصيا" :ال ُيقبؿ التدخؿ إال ممف توفرت
فيو الصفة والمصمحة".
إف توف ر شرط المصمحة في الدعوى ليس مف النظاـ العاـ ،وليس لمقاضي إثارتو
ّ
مف تمقاء نفسو ،ما لـ يتمسؾ بو الطرؼ الذي قُّرر لمصمحتو ،ويستشؼ ذلؾ بمفيوـ
أف القاضي يثير مف
نصت عميو المادة 13مف ؽ.إ.ـ.إ ،والتي أشارت إلى ّ
المخالفة لما ّ
تمقاء نفسو انعداـ الصفة أو اإلذف فقط ،ولـ ينص عمى ذلؾ بالنسبة النعداـ شرط
المصمحة ،كأف يرفع والد الزوجة دعوى مف أجؿ تطميؽ ابنتو مف زوجيا ،فممزوج إثارة
انعداـ الصفة والمصمحة في والد زوجتو.
أ 3-شرط األىمية
المدعى عميو أىمية التقاضي ،وىي بمثابة أىمية األداء
المدعي أو ّ
يشترط في ّ
في المجاؿ اإلجرائي ،أي صبلحية الشخص لمباشرة اإلجراءات القضائية بنفسو ،2وقد
حددىا المشرع بموجب المادة 40مف القانوف المدني ،حيث يعتبر الشخص أىبل لمباشرة
ّ
حقوقو المدنية إذا بمغ سف الرشد تسعة عشر سنة كاممة متمتعا بقواه العقمية ،وبالتالي
يكوف أىبل لمتقاضي ،أما األجنبي فيرجع إلى قانوف الدولة التي ينتمي إلييا لمعرفة متى
يكوف أىبل لمتقاضي ،وذلؾ وفقا لنص المادة 10مف القانوف المدني ،ويثير القاضي
عبد السبلـ ذيب ،قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .67 1
بوبشير محند أمقراف ،قانوف اإلجراءات المدنية ،ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط ،2008 ،3ص .76 2
139
انعداـ األىمية في المدعي أو المدعى عميو مف تمقاء نفسو ،أو بناء عمى طمب أحد
الخصوـ أو محامييـ.
لصحة المطالبة القضائية ،أي
ّ أف شرط األىمية شرطا ويعتبر بعض الفقياء ّ
1
ألف لفاقد األىمية وناقصيا الحؽ في
ّ ، النعقاد الخصومة ،وليست شرطا لقبوؿ الدعوى
الدعوى لحماية حقو أو مركزه القانوني ،فالحماية القضائية مرتبطة بصاحب الحؽ
أف الجزاء الذي رتّبو المشرع عف انعداـ األىمية ىو
الموضوعي دوف النظر ألىميتو ،كما ّ
بطبلف اإلجراء ،ولـ يرتّب عدـ القبوؿ ،وذلؾ وفقا لنص المادة 64مف ؽ.إ.ـ.إ ،لذلؾ
ألغى المشرع المادة 459مف ؽ.إ.ـ الممغى ،التي كانت تشترط لرفع الدعوى توافر الصفة
والمصمحة واألىمية ،واستبدليا بالمادة 13مف ؽ.إ.ـ.إ التي اقتصرت عمى اشتراط الصفة
ألف ناقص األىمية أو فاقدىا ال يفقد حقّو في مباشرة اإلجراءات القضائية
والمصمحة فقطّ ،
واّنما ينصرؼ ىذا الحؽ إلى نائبو.2
أف المشرعومف الميزات التي تتميز بيا اإلجراءات في دعاوى شؤوف األسرةّ ،
بموجب المادة 07الفقرة األخيرة أقّر خصوصية لمزوج القاصر ،حيث أكسب القاصر
الذي ت ّـ ترشيده لمزواج أىمية التقاضي فيما يتعمؽ بآثار عقد الزواج مف حقوؽ والتزامات،
سواء كاف القاصر زوجا أو زوجة ،بحيث يحؽ لو مباشرة إجراءات التقاضي بنفسو ودوف
ألف عقد الزواج يرتّب حقوقا لوليو ،وذلؾ في المسائؿ التي حددىا المشرعّ ، حاجة ّ
ومسؤوليات عمى طرفي العبلقة الزوجية ،منيا التزاـ الزوج بالنفقة عمى الزوجة واألوالد،
والتزاـ الزوجة اإلقامة مع زوجيا ،حيث سمح المشرع لمزوج القاصر المجوء إلى القضاء
مف أجؿ المطالبة بحؽ مف الحقوؽ التي نشئت عف عقد الزواج وتُ َع ُّد مف آثاره.
المشرع قد اقتصر في قانوف األسرة عمى ذكر أمور معنوية وأخبلقية، ّ وا ْف كاف
فيما يخص حقوؽ وواجبات الزوجيف ،وذلؾ ضمف الفصؿ الرابع مف الباب األوؿ مف
الكتاب األوؿ مف قانوف األسرة والمعنوف بػ " :حقوؽ وواجبات الزوجيف" ،حيث مف بيف
ما تضمنتو المادة 36مف ؽ.أ المعاشرة بالمعروؼ والتعاوف عمى مصمحة األسرة ،كما
تضمنت المادة 37منو مسألة النظاـ المالي بيف الزوجيف ،وكيفية إدارة األمواؿ المشتركة
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .54-53 1
140
والمكتسبة خبلؿ الحياة الزوجية ،وبالتالي لـ يتطرؽ إلى كؿ الحقوؽ وااللتزامات التي
يرتّبيا عقد الزواج ،وىو أمر وجب تداركو مف طرؼ المشرع ،حتّى تتّضح الحقوؽ
محؽ بيا ما ليس منيا ،وبذلؾ تتضح الدعاوى
والواجبات المترتبة عمى عقد الزواج ،وال ُي ُ
يحؽ لمقاصر المر ّشد لمزواج التقاضي بشأنيا.
التي ّ
وبالنسبة لممشرع المصري فقد أثبت أىمية التقاضي في مسائؿ األحواؿ الشخصية
سف 15خمسة عشر سنة متمتعا بقواه العقمية ،وذلؾ بموجب المادة الثانية
لكؿ مف بمغ ّ
المعدؿ
ّ مف قانوف تنظيـ بعض أوضاع واجراءات التقاضي في مسائؿ األحواؿ الشخصية
بالقانوف 91لسنة ،12000كما اعتبر المشرع السوري القاصر المأذوف لو بالزواج كامؿ
األىمية فيما أُذف لو بو وفي التقاضي فيو ،2أما المشرع المغربي فقد أخذ بنفس موقؼ
المشرع الجزائري في المسألة.3
وبالرجوع إلى االستثناء الوارد في المادة 07الفقرة األخيرة مف ؽ.أ ،فقد قيده
أف
المشرع بأف يتعمؽ التقاضي مف القاصر بآثار عقد الزواج مف حقوؽ والتزامات ،غير ّ
اعتقد البعض
َ البعض حمؿ النص عمى غير محممو ،وصرفو إلى معنى ال يشممو ،حيث
أف المشرع قد منحو أىمية
يحؽ لمقاصر أف يتولى مباشرة دعاوى الطبلؽ ،باعتبار ّ
ّ ّأنو
ألف دعاوى الطبلؽ ال تعتبر مف آثار عقد الزواج،
التقاضي ،وىو أمر مجانب لمصوابّ ،
لما صدر الحقا ،حيث وليست مف حقوقو وال مف التزاماتو ،وقد أ ّكد ىذا المعنى ؽ.إ.ـ.إ ّ
أف ناقص األىمية ال يمكنو مباشرة دعوى الطبلؽ بنفسو ،وأنو أ ّكدت المادة 437منو عمى ّ
ليس أىبل لمتقاضي بشأنيا ،و ّأنو يجب أف ُيقَ َّد َـ الطمب باسـ الزوج ناقص األىمية مف قبؿ
ولي و أو مقدمو ،وبالتالي فالزوج ناقص األىمية يكوف أىبل لمتقاضي فيما يخص آثار عقد ّ
أتـ خمس
تنص المادة الثانية عمى ما يمي " :تثبت أىمية التقاضي في مسائؿ األحواؿ الشخصية لموالية عمى النفس لمف ّ
1
عشرة سنة ميبلدية كاممة متمتعا بقواه العقمية .وينوب عف عديـ األىمية أو ناقصيا ممثمة القانوني ،فإذا لـ يكف لو مف يمثمو
أو كاف ىناؾ وجو لمباشرة إجراءات التقاضي بالمخالفة لرأى ممثمة أو في مواجيتو عينت المحكمة لو وصي خصومة مف
تمقاء نفسيا أو بناء عمى طمب النيابة العامة أو الغير".
تنص المادة 166مف قانوف األحواؿ الشخصية السوري عمى أنو " :يعتبر القاصر المأذوف لو كامؿ األىمية فيما أذف 2
1نور الديف لمطاعي ،محاضرات ألقيت عمى طمبة الدكتوراه ،مرجع سابؽ.
142
ب -شروط الحق المدعى بو
يشترط لقبوؿ الدعوى أيضا شروط تتعمؽ بالحؽ المدعى بو ،كونو ثابتا ومستحؽ
األداء ،مشروعا ،ولـ يسبؽ التصالح بشأنو أو الحكـ فيو بحكـ نيائي.
ب 1-شرط كون الحق ثابتا ومستحق األداء
أي أف يكوف موضوع الدعوى حقا ثابتا موجودا غير موقوؼ عمى شرط واقؼ،
ومستحؽ األداء وقت الطمب بو ،1فإذا كاف الحؽ موقوفا عمى تحقّؽ شرط ،أو معمقا عمى
فإف القاضي يحكـ
أجؿ محدد ،فبل يمكف إقامة دعوى قبؿ تحقّؽ الشرط وبموغ األجؿ ،واالّ ّ
بعدـ قبوؿ الدعوى إذا دفع الخصـ بو.
ب 2-شرط أن يكون الحق المدعى بو مشروعا
أي أف يكوف موضوع الدعوى غير مخالؼ لمنظاـ العاـ واآلداب العامة ،حيث
تبيف لو مخالفة الحؽ المطالب بو
يحكـ القاضي بعدـ القبوؿ الدعوى مف تمقاء نفسو إذا ّ
لمنظاـ العاـ ،كما يحكـ بعدـ قبوؿ الدعوى بناء عمى طمب المدعى عميو أو محاميو متى
كاف موضوع الدعوى مخالفا لآلداب العامة ،2كأف يطمب المطمؽ الحكـ لو بإلزاـ مطمقتو
بالرجوع إلى مسكف الزوجية رغـ استيفاءه الطمقات الثبلث التي يممكيا.
ب 3-شرط عدم سبق التصالح بشأن الحق المتنازع عميو أو الحكم فيو
ومعنى ذلؾ أال يكوف موضوع الدعوى قد سبؽ عرضو عمى القضاء ،وفُص َؿ فيو
بات ونيائي ،بشرط أف تتوفر في الدعوى وحدة األطراؼ ووحدة السبب والموضوع،
بحكـ ّ
أي إذا كاف النزاع الذي سبؽ عرضو عمى القضاء بيف نفس المدعي ونفس المدعى عميو،
وبنفس صفتيـ ،ويتعمؽ بنفس الحؽ ،فبل يجوز حينئذ إعادة رفع نفس الدعوى أماـ القضاء
لسبؽ الفصؿ فييا ،حيث يجوز لممدعى عميو أو محاميو الدفع بعدـ قبوؿ الدعوى لسبؽ
الفصؿ ،حيث يكتسي الحكـ الفاصؿ في الدعوى حجية الشيء المقضي فيو إذا توافرت
وحدة األطراؼ دوف تغير صفاتيـ ،وحدة الموضوع ،وحدة السبب.
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .56 1
143
ج -شروط الحق في رفع الدعوى ذاتيا
حددىا المشرع ،تتعمؽ بحؽ المدعي
يشترط أيضا مف أجؿ قبوؿ الدعوى شروطا ّ
في رفع الدعوى ،ومنيا :شرط احتراـ أجؿ رفع الدعوى ،شرط عدـ التقادـ ،شرط عدـ
سبؽ الفصؿ في الدعوى.
ج 1-شرط احترام أجل رفع الدعوى
يشترط المشرع في بعض القضايا أف تُرفع الدعوى خبلؿ أجؿ ُمعيف ،إذ يجب
احتراـ ىذا األجؿ مف أجؿ قبوؿ الدعوى ،ويجوز لممدعى عميو أو محاميو الدفع بعدـ
قبوؿ الدعوى إذا تجاوز المدعي ىذا األجؿ ،ومثاؿ ذلؾ اشتراط المشرع رفع دعوى الشفعة
خبلؿ أجؿ ثبلثيف يوما إذا تعمّؽ األمر بإيداع ثمف المبيع قبؿ رفع دعوى الشفعة ،طبقا
لنص المادة 802-801القانوف المدني.
ج 2-شرط عدم التقادم
يشترط المشرع في رفع بعض الدعاوى أالّ تكوف الحقوؽ المطالب بيا قد سقطت
المدعي ،ويطالب بحقو قبؿ انتيائو،
بالتقادـ ،حيث ُيحدد المشرع أجبل يجب احترامو مف ّ
يخوؿ لممدعى عميو أو محاميو أف يدفع بعدـ قبوؿ
المسقط ّ
أف عدـ مراعاة ىذا األجؿ ُوّ
الدعوى بسبب سقوط الحؽ في رفعيا ،ومثاؿ ذلؾ تتقادـ الضرائب والرسوـ المستحقة
لمدولة بمرور أربع سنوات مف نياية السنة التي تستحؽ عنيا ،كما يتقادـ الحؽ في
المطالبة برد الضرائب والرسوـ التي دفعت بغير حؽ بمرور أربع سنوات مف تاريخ دفعيا،
وذلؾ طبقا لممادة 311مف القانوف المدني.
ج 3-شرط عدم سبق الفصل في الدعوى أو سبق التصالح أو التحكيم بشأنيا
يشترط المشرع مف أجؿ قبوؿ الدعوى أال يكوف قد صدر بشأنيا حكما قضائيا
حجة بما فصؿ فيو
أف الحكـ الذي حاز قوة الشيء المقضي بو يعتبر ّ
باتّا ونيائيا ،بحيث ّ
مف الحقوؽ ،بشرط أف يكوف بيف نفس األطراؼ ،وبنفس صفاتيـ ،ونفس المحؿ والسبب،
حيث ال يجوز لممدعي إقامة نفس الدعوى مرة ثانية ،واال حؽ لممدعى عميو أو محاميو
الدفع بعدـ قبوؿ الدعوى لسبؽ الفصؿ ،فيحكـ القاضي تبعا لذلؾ بعدـ قبوؿ الدعوى،1
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .61 1
144
الصمح بيف المتخاصميف ،أو كاف ىناؾ اتّفاقا مسبقا بينيما عمى تـ ُ وكذلؾ الحاؿ إذا ّ
تـ الصمح عميو،
فإف رفع الدعوى مخالفة لما ّ
المجوء إلى التحكيـ قبؿ المجوء إلى القضاءّ ،
أو االتفاؽ عمى التحكيـ فيو ،يؤدي إلى الحكـ بعدـ قبوؿ الدعوى.
كما ُي شترط أحيانا في رفع بعض الدعاوى عدـ وجود قيد عمى رفعيا ،فمثبل في
التشريع األردني ،ال تقبؿ دعاوى األحواؿ الشخصية أماـ المحكمة إال بعد عرضيا عمى
لجنة التوجيو األسري ،باستثناء مسائؿ الوصية واإلرث وما في حكميا ،والدعاوى
المستعجمة والوقتية ،واألوامر االستعجالية والوقتية في النفقة والحضانة والوصاية،
والدعاوى التي ال يتصور الصمح بشأنيا ،كدعاوى إثبات الزواج والطبلؽ ،وفقا لممادة 16
مف قانوف األحواؿ الشخصية األردني.1
المدعي أف يحترـ جممة مف الشروط قبؿ رفع
فإنو عمى ّ تـ ذكرهّ ،وخبلصة لما ّ
دعواه ،وىي شروط محددة في المادة 13والمادة 67مف ؽ.إ.ـ.إ ،سواء المتعمقة بشخص
المدعى بو ،أو المتعمقة بالحؽ في رفع
المدعى عميو ،أو المتعمقة بالحؽ ّ المدعي أو ّ
ألف مخالفة ىذه الشروط تسمح لممدعى عميو بإثارة الدفع بعدـ قبوؿ الدعوى ذاتياّ ،
الدعوى بشأنيا ،وىو ما يجعؿ القاضي بعد التأ ّكد مف سبلمة ىذا الدفع ،يحكـ بعدـ قبوؿ
الدعوى شكبل دوف النظر في موضوعيا ،واذا لـ يستجب قاضي الدرجة األولى ليذا الدفع
مع سبلمتو ،يحؽ لممدعى عميو الطعف باالستئناؼ ،واثارة ىذا الدفع أماـ قضاة المجمس
مف أجؿ المطالبة بإلغاء حكـ الدرجة األولى ،بؿ يمكف الطعف بالنقض واثارة ىذا الدفع
أماـ قضاة المحكمة العميا ،إذا لـ يستجب قضاة الموضوع لمدفع المثار مف قبؿ المدعى
عميو.2
-2إجراءات قبول الدعوى
تنشأ الدعوى القضائية بموجب عريضة افتتاحية تسجؿ بأمانة ضبط المحكمة،
وال تختمؼ العريضة التي ترفع بيا الدعوى أماـ قسـ شؤوف األسرة مف حيث المبدأ في
شكميا ،أو مف ناحية إجراءات قيدىا أماـ أمانة ضبط المحكمة ،أو مف ناحية إجراءات
تبميغيا عف ا لقواعد العامة في تحرير العرائض وتسجيميا وتبميغيا في الدعاوى المعروضة
عبده جميؿ غصوب ،الوجيز في قانوف اإلجراءات المدنية ،المؤسسة الجامعية لمنشر ،لبناف ،2010 ،ص .125 1
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .62 2
145
يتـ تناوؿ ىذه القواعد العامة مع اإلشارة إلى
أماـ األقساـ األخرى لممحكمة ،لذا س ّ
تميز قسـ شؤوف األسرة إف وجدت.
الخصوصية التي ّ
أ -بيانات عريضة افتتاح الدعوى
حدد المشرع في المادة 14مف ؽ.إ.ـ.إ الشكؿ الذي يجب أف تكوف عميو عريضة
ّ
افتتاح الدعوى ،حيث اشترط أف ترفع الدعوى بعريضة مكتوبة ،موقعة ومؤرخة ،وأف تودع
بأمانة الضبط مف قبؿ المدعي أو وكيمو أو محاميو ،بعدد مف النسخ يساوي عدد
األطراؼ ،حيث اشترط المشرع الكتابة في العريضة دوف التصريح الشفيي الذي كاف
أف المشرع لـ يحدد الجزاء المترتب عف عدـ
ؽ.إ.ـ الممغى يجيزه في المادة 12منو ،كما ّ
احتراـ الشكؿ الذي يجب أف تكوف عميو العريضة ،والمحدد في المادة 14مف ؽ.إ.ـ.إ،
وذلؾ بإغفاؿ بعض العناصر ،كأف تكوف العريضة غير موقعة أو غير مؤرخة ،وما داـ
أنو ال بطبلف لؤلعماؿ اإلجرائية إال بنص ،مع إثبات الضررف طبقا لنص المادة 60مف
ؽ.إ.ـ.إ ،فبل يمكف القوؿ ببطبلف العريضة التي أغفؿ صاحبيا بعض العناصر التي
نم ا يجوز لمقاضي منح أجؿ لممدعي مف أجؿ تصحيح اإلغفاؿ الذي
اشترطيا المشرع ،وا ّ
وقع فيو.
أما بالنسبة لمضموف العريضة المقدمة أماـ قسـ شؤوف األسرة ،فيي تتضمف
مجموعة مف البيانات وجوبا ،تحت طائمة عدـ قبوليا شكبل ،حددىا المشرع في المادة 15
مف ؽ.إ.ـ.إ ،وىي:
-الجية القضائية التي ترفع أماميا الدعوى :حيث يجب تحديد الجية المرفوع
المختصة إقميميا ،أي يجب ذكر اسـ
ّ أماميا النزاع ،وىو قسـ شؤوف األسرة بالمحكمة
المحكمة ،والقسـ المعروض عميو النزاع ،وىو قسـ شؤوف األسرة ،واليدؼ مف ذكر ىذا
البياف حتى يتمكف المدعى عميو مف معرفة المحكمة والقسـ المذاف يتوجب عميو الحضور
أماميما ،ومعرفة مدى احتراـ االختصاص اإلقميمي لممحكمة المعروض عمييا النزاع.
المدعي ذكر اسمو ولقبو
-البيانات المتعمقة بأطراف النزاع :حيث يتعيف عمى ّ
وموطنو ،وذكر اسـ ولقب وموطف المدعى عميو ،فإف لـ يكف لو موطف معموـ فآخر
موطف لو ،أما بياف اإلشارة إلى تسمية وطبيعة الشخص المعنوي ،ومقره االجتماعي،
146
ألف
وصفة ممثمو القانوني أو االتفاقي ،فبل مجاؿ لذكره في دعاوى شؤوف األسرةّ ،
األطراؼ أشخاص طبيعية.
ففي دعاوى الطبلؽ مثبل ترفع مف أحد الزوجيف ضد الزوج اآلخر ،حيث يذكر
مدعيا ،كما يذكر اسـ ولقب وموطف الزوج اآلخرالزوج اسمو ولقبو وموطنو باعتباره ّ
فيتـ ذكر اسـ الزوج القاصر ولقبو،
مدعى عميو ،إالّ إذا كاف أحد الزوجيف قاصراّ ،
باعتباره ّ
ويذكر اسـ نائبو الذي يباشر الخصاـ نيابة عنو ،ويذكر موطف النائب دوف موطف الزوج
ألف موطف القاصر ىو موطف مف ينوب عنو قانونا ،طبقا لنص المادة 38مف القاصرّ ،
تـ رفع الدعوى باسـ النائب ،فمآؿ الدعوى ىو عدـ القبوؿ.1
القانوف المدني ،فإذا ما ّ
-عرضا موج از لموقائع والطمبات والوسائل التي تؤسس عمييا الدعوى
المدعي قبوؿ دعواه عميو أف يعرض ويوضح في عريضتو ّ حتى يضمف
تمت قبؿ رفع الدعوى ،كأف يحدد تاريخ
االفتتاحية عرضا موج از لموقائع واإلجراءات التي ّ
إبراـ عقد الزواج بيف الزوجيف ،وما نتج عنو مف أوالد ،وما حدث بيف الزوجيف مف
خبلفات ،أو تقصير في الواجبات ،كما يجب عميو أف يشير إلى المستندات والوثائؽ
المؤيدة لمدعوى ،والتي تدعـ صفتو ومزاعمو وادعاءاتو ،كتقديـ نسخة مف عقد الزواج،
أو نسخة مف حكـ إثبات زواج عرفي ،حتى يثبت المدعي صفتو كزوج ،وكذا وثيقة الحالة
العائمية التي يثبت مف خبلليا وجود أوالد ناتجيف عف العبلقة الزوجية.
المدعى أف
أما بالنسبة لجزاء تخمؼ البيانات سالفة الذكر ،فقد ألزـ المشرع ّ
يضمف عريضتو االفتتاحية لمدعوى بالبيانات المذكورة تحت طائمة عدـ قبوؿ الدعوى
ّ
شكبل ،وفقا لنص المادة 15مف ؽ.إ.ـ.إ ،إذ بعد أف تُعرض القضية عمى القاضي ،يتأكد
اءىا عمى البيانات
مف اختصاصو النوعي واإلقميمي ،ويتفحص العريضة مف حيث احتو ُ
فإنو يحكـ بعدـ
تـ إغفاؿ أحد البيانات األساسية ّ
المحددة في المادة 15مف ؽ.إ.ـ.إ ،فإذا ّ
إما مف تمقاء نفسو ،أو بناء
قبوؿ العريضة شكبل ،دوف التطرؽ لموضوع الدعوى ،وذلؾ ّ
عمى طمب المدعى عميو ،واف كاف ذلؾ ال يحوؿ دوف حؽ المدعي في إعادة رفع الدعوى
عبد اهلل فاسي ،المركز القانوني لمقاصر في الزواج والطبلؽ ،مرجع سابؽ ،ص .231 1
147
مف جديد ،واستدراؾ اإلغفاؿ الذي وقع فيو ،ويكمف الغرض مف ذكر ىذه البيانات ىو
تجنب الجيالة بأطراؼ الخصومة ،ومعرفة االختصاص ،وحماية لمنظاـ العاـ.
ب -إجراءات إيداع عريضة االفتتاح بأمانة الضبط
بعد انتياء المدعي أو وكيمو أو محاميو مف تحرير العريضة ،وتضمينيا البيانات
حددىا المشرع ،وفقا لممادتيف 14و 15مف ؽ.إ.ـ.إ ،يقوـ بإيداعيا لدى األساسية التي ّ
أمانة ضبط الجية القضائية المختصة ،حيث يدفع الرسوـ القضائية الواجبة قانونا لتسجيؿ
الدعوى ،ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ ،طبقا لنص المادة 17مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث
تختمؼ الرسوـ باختبلؼ نوع الدعوى ،وقد ُحدد رسـ التسجيؿ بالنسبة لعريضة افتتاح
دعوى متعمقة بشؤوف األسرة عمى مستوى المحكمة بمبمغ 450دج أربعمائة وخمسيف
دينار جزائري ،أما بالنسبة لعريضة االستئناؼ الخاصة بشؤوف األسرة عمى مستوى
المجمس القضائي فحدد رسـ التسجيؿ بمبمغ 750دج سبعمائة وخمسيف دينار جزائري،
أما بالنسبة لعريضة الطعف بالنقض الخاصة بشؤوف األسرة عمى مستوى المحكمة العميا،
فحدد رسـ التسجيؿ بمبمغ 3000دج ثبلثة آالؼ دينار جزائري.
واذا كاف موضوع الدعوى يتعمؽ بعقار و/أو حؽ عيني عقاري مشير طبقا
المدعي أف يقوـ بإشيار عريضة رفع الدعوى لدى المحافظة العقارية
فإنو عمى ّلمقانوفّ ،
ويقدميا في أوؿ جمسة ،تحت طائمة عدـ قبوؿ الدعوى شكبل ،إال إذا أثبت
المختصةّ ،
إيداعيا لئلشيار.
وقد ّبيف المشرع في المادة 16مف ؽ.إ.ـ.إ ّأنو عمى أميف ضبط الجية القضائية
المدعي ،أف يقوـ بقيد العريضة حاال في سجؿ خاص بعد دفع الرسوـ القضائية مف ّ
بتسجيؿ الدعاوى القضائية تبعا لترتيب ورودىا ،مع بياف أسماء وألقاب الخصوـ ،ورقـ
القضية ،وتاريخ أوؿ جمسة ،كما يقوـ أميف الضبط بتسجيؿ رقـ القضية وتاريخ أوؿ جمسة
عمى نسخ العريضة ،ويسمميا لممدعي أو وكيمو أو محاميو مف أجؿ تبميغيا لمخصوـ
بصفة رسمية ،حيث عمى أميف الضبط أف يأخذ بعيف االعتبار أجؿ عشريف يوما عمى
األقؿ بيف تاريخ تسميـ التكميؼ بالحضور ،والتاريخ المحدد ألوؿ جمسة ،والذي يقع عمى
ع اتؽ المدعي احترامو في تبميغ أطراؼ الدعوى ،مما يجعؿ أميف الضبط يحدد تاريخ أوؿ
جمسة عمى األقؿ بعد عشريف يوما مف تاريخ تسجيميا ،وكؿ ذلؾ ما لـ ينص القانوف عمى
148
خبلؼ ىذا األجؿ ،أما إذا كاف الشخص المكمؼ بالحضور يقيـ بالخارج فإف أجؿ عشريف
يوما يمدد إلى ثبلثة أشير أماـ جميع الجيات القضائية ،وذلؾ طبقا لنص المادة 16مف
ؽ.إ.ـ.إ.
أف المشرع لـ يحدد جزاء عدـ احتراـ ىذا األجؿ عند تسميـ التكميؼ غير ّ
بالحضور لممدعى عميو ،مما فتح المجاؿ أماـ العديد مف المتقاضيف بالدفع أماـ القاضي
بعدـ احتراـ ىذا األجؿ ،محاولة إلبطاؿ إجراءات التكميؼ بالحضور ،وبالتالي عدـ قبوؿ
أف غياب نص يرتب بطبلف إجراءات التكميؼ بالحضور عند عدـ الدعوى شكبل ،غير ّ
احتراـ األجؿ المنصوص عميو قانونا ،ال يخوؿ القاضي إبطاؿ إجراء التكميؼ ،خاصة
فإف بطبلف األعماؿ اإلجرائية ال يكوف إال
وأنو بالرجوع إلى نص المادة 60مف ؽ.إ.ـ.إّ ،
في وجود نص يقرر البطبلف مع إثبات الضرر ،لذا ال يأخذ القضاة بيذه الدفوع المتعمقة
أف الغرض مف تسميـ التكميؼ بالحضور يتحقّؽ
بعدـ احتراـ أجؿ عشريف يوما ،ويعتبروف ّ
ألف حضورىـ لمجمسة يغني عف التكميؼبحضور المدعى عميو أو وكيمو أو محاميوّ ،
أساسا.
وتجدر اإلشارة إلى أنو يجب مراعاة خصوصية القضايا المتعمقة بالطبلؽ باإلرادة
المنفردة لمزوج عند تسجيؿ الدعوى ،حيث يجب عمى أميف الضبط مراعاة تاريخ انتياء
أجؿ العدة عند تحديد تاريخ أوؿ جمسة ،وعدـ وجوب تقيده باحتراـ أجؿ عشريف يوما بيف
أف المبلحظ في الواقع ّأنو قد يصؿ برمجة
تاريخ تسجيؿ الدعوى وتاريخ أوؿ جمسة ،حيث ّ
أوؿ جمسة إلى شيريف أو أكثر مف تاريخ قيد الدعوى ،وذلؾ إذا اقتربت العطمة الصيفية،
مدة العدة،
ألف عدـ مراعاة ّ
غير أف ىذه الممارسة تؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيياّ ،
تحوؿ الطبلؽ الرجعي إلى طبلؽ بائف بينونة صغرى عند انقضاء العدة ،حيث
يؤدي إلى ّ
يجب أف تبرمج قضايا الطبلؽ باإلرادة المنفردة في أقرب جمسة تمي تاريخ رفع الدعوى،
مثمما ىو معموؿ بو في إجراءات التمبس ،أو في القضايا االستعجالية ،وذلؾ حتى يجري
القاضي محاوالت الصمح قبؿ انقضاء العدة ،مف أجؿ إقناع الزوج عمى استعماؿ حؽ
الرجعة دوف عقد جديد ،لذا عمى قاضي قسـ شؤوف األسرة أف يطمب مف أميف الضبط
إحضار الممفات ليتفحصيا ،ويبحث عف القضايا التي تكوف آجاؿ انقضاء عدتيا قريبة،
العدة قد انقضى ،فبل بأس
تبيف أف تاريخ انتياء أجؿ ّ
أما إف ّ
ويبرمجيا في أقرب جمسةّ ،
149
باحتراـ أجؿ عشريف يوـ بيف تاريخ تقييد الدعوى وتاريخ أوؿ جمسة ،ألنو حينئذ سيكوف
حث المطمؽ عمى مراجعة مطمقتو بعقد جديد ،ىذا مف
اليدؼ مف إجراء محاوالت الصمح ّ
فإنو فيما يخص سير الجمسات وتأجيميا ،يتعيف أيضا مراعاة
جية ،ومف جية أخرى ّ
خصوصية قضايا الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،حيث يجب أف ال يؤجؿ القاضي
الجمسات إلى خمسة عشر يوما أو أكثر ،بؿ ال بد أف تكوف الجمسات أسبوعيا ،حتى ال
تنقضي آجاؿ العدة ،ويتمكف القاضي مف إجراءات محاوالت الصمح خبلليا.1
فإف تدخؿ المشرع بإضافة نص قانوني يمزـ أمناء الضبط بتسجيؿ دعاوى لذا ّ
الطبلؽ وقيدىا وبرمجتيا في أقرب جمسة تمي تاريخ تسجيميا بأمانة الضبط أمر ضروري،
يتحوؿ
عدة الطبلؽ الرجعي ،وقبؿ أف ّ
مدة ّ
وذلؾ حتى يقوـ القاضي بمياـ الصمح خبلؿ ّ
إلى طبلؽ بائف بينونة صغرى ،فمثؿ ىذه القضايا ليا خصوصيتيا التي تبرر استثناءىا
مف تطبيؽ القواعد العامة في تسجيؿ وقيد الدعاوى.
ج -إجراءات التبميغ الرسمي
تتميز قضايا شؤوف األسرة باعتبار النيابة العامة طرفا أصميا في جميع القضايا
ّ
التي ترمي إلى تطبيؽ أحكاـ قانوف األسرة ،وذلؾ طبقا لنص المادة 03مكرر مف ؽ.أ،
نميز بيف إجراءات التبميغ الرسمي لعريضة الدعوى إلى المدعى عميو، مما يجعمنا ّ
واجراءات تبمغييا إلى النيابة العامة.
ج 1-إجراءات التبميغ الرسمي لممدعى عميو
المشرع النعقاد الخصومة القضائية تبميغ المدعى عميو تبميغا رسميا
ّ يشترط
بعريضة الدعوى وتكميفو بالحضور لمجمسة ،وذلؾ مف أجؿ تمكينو مف إبداء دفوعو في
موضوع الدعوى ،وذلؾ حتى ينعقد االختصاص لمقاضي لمفصؿ فييا.
وال تختمؼ إجراءات التبميغ الرسمي لمعريضة المسجمة أماـ قسـ شؤوف األسرة عف
تبميغ العرائض المسجمة أماـ باقي األقساـ ،فيي تخضع لنص المادة 406وما بعدىا مف
المشرع المقصود بالتبميغ الرسمي في المادة 406مف ؽ.إ.ـ.إ بأنو
ّ عرؼ
ؽ.إ.ـ.إ ،حيث ّ
يعده المحضر القضائي بناء عمى طمب الشخص ذلؾ التبميغ الذي يتـ بموجب محضر ّ
1نور الديف لمطاعي ،عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ ،ص .134
150
المعني أو ممثمو القانوني أو االتفاقي ،والذي يمكف أف يتعمؽ بعقد قضائي أو غير
قضائي أو أمر أو حكـ أو قرار ،ويحرر بشأنو المحضر القضائي محض ار في عدد مف
يتـ تبميغيـ رسميا ،حيث يسمّـ المحضر القضائي إلى النسخ مساو لعدد األشخاص الذيف ّ
المطموب تبميغو نسخة مف العقود القضائية أو غير القضائية أو السندات التنفيذية ،أينما
ُوجد ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ ،واذا كاف المطموب تبميغو يقيـ في الخارج
فَي ِ
ص ُّح تبميغو في الموطف المختار مف قبمو في الجزائر. َ
يتضمنيا التبميغ الرسمي في أصمو
ّ حدد المشرع البيانات التي يجب أف
وقد ّ
ونسخو في المادة 407مف ؽ.إ.ـ.إ ،وىي:
-اسـ ولقب المحضر القضائي وعنوانو الميني وتوقيعو وختمو.
-تاريخ التبميغ بالحروؼ وساعتو.
-اسـ ولقب طالب التبميغ وموطنو.
-إذا كاف طالب التبميغ شخصا معنويا ،تذكر تسميتو وطبيعتو ومقره االجتماعي وصفة
ممثمو القانوني أو االتفاقي.
-اسـ ولقب وموطف الشخص الذي تمقى التبميغ ،واذا تعمؽ األمر بشخص معنوي يشار
إلى طبيعتو وتسميتو ومقره االجتماعي ،واسـ ولقب وصفة الشخص الذي تمقّى التبميغ
الرسمي.
-توقيع الشخص الذي تمقى التبميغ وبياف طبيعة الوثيقة التي تثبت ىويتو ورقميا وتاريخ
إصدارىا ،واذا تعذر عمى المبمغ لو التوقيع عمى المحضر ،يجب عميو وضع بصمتو.
-اإلشارة إلى تسميـ الوثيقة موضوع التبميغ الرسمي إلى المبمغ لو.
حيث يشترط توافر ىذه البيانات في محضر التبميغ الرسمي حتى يكوف التبميغ
عرض المحضر لمبطبلف ،حيث يجوز أف تخمّؼ أحد البيانات ُي ّ
صحيحا وسميما ،إذ ّ
لممطموب تبميغو إثارة الدفع ببطبلف محضر التبميغ قبؿ أي دفع أو دفاع في الموضوع،
وذلؾ طبقا لمفقرة األخيرة مف المادة 407مف ؽ.إ.ـ.إ.
حدد المشرع كيفية التبميغ الرسمي لعريضة الدعوى أو غيرىا مف العقود
كما ّ
وحدد مراحؿ يجب احتراميا حتى يكوف التبميغ صحيحا.
القضائية وغير القضائيةّ ،
151
حيث كمرحمة أولى يعتبر التبميغ صحيحا إذا ُبمّغ لممطموب تبميغو أينما ُوجد،
ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ ،طبقا لمفقرة الثالثة مف المادة 406مف ؽ.إ.ـ.إ ،كما
عيف المعني وكيبل عنو ،طبقا
يعد تبميغا صحيحا إذا ّ
أف التبميغ إلى وكيؿ المطموب تبميغو ّ
ّ
لنص المادة 409مف ؽ.إ.ـ.إ.
فإنو إذا استحاؿ عمى المحضرأما في المرحمة الثانية مف مراحؿ التبميغّ ، ّ
القضائي مقابمة المطموب تبميغو ،يجوز لو أف يقوـ بالتبميغ في موطنو إلى أحد أفراد
عائمتو المقيميف معو ،أو في موطنو المختار ،بشرط أف يكوف ُمتمقّي التبميغ متمتعا
سف الرشد تسعة عشر سنة ،ومتمتعا بقواه العقمية ،واالّ كاف التبميغ
باألىمية ،أي بالغا ّ
أف المشرع أجاز تسميـ الوثيقة
قاببل لئلبطاؿ ،طبقا لنص المادة 410مف ؽ.إ.ـ.إ ،أي ّ
المراد تبميغيا سواء كانت عريضة أو حكما أو أي عقد قضائي أو غير قضائي إلى أحد
أفراد أسرة المطموب تبميغو ،كاألب أو األـ أو الزوجة أو األخ أو االبف أو غيرىـ ،بشرط
أف يقيـ متمقي التبميغ مع المطموب تبميغو في موطنو الحقيقي أو المختار ،ويكوف متمتعا
باألىمية.
أما إذا كاف المطموب تبميغو موجودا في المؤسسة العقابية ،فيعتبر التبميغ صحيحا
تـ تبميغ المعني في المؤسسة العقابية المحبوس بيا ،وذلؾ طبقا لنص المادة 413مف
إذا ّ
ؽ.إ.ـ.إ.
أما المرحمة الثالثة مف مراحؿ التبميغ فتقتضي أنو إذا رفض المطموب تبميغو
ّ
شخصيا استبلـ محضر التبميغ الرسمي والوثيقة المرفقة معو ،أو رفض التوقيع عمى
فإف المحضر القضائي يدوف ذلؾ أسفؿ محضر المحضر ،أو رفض وضع بصمتوّ ،
التبميغ ،ثـ يقوـ بوضع المحضر والعريضة أو الحكـ أو الوثيقة محؿ التبميغ ضمف ظرؼ،
ويرسمو إلى عنواف المطموب تبميغو برسالة مضمنة مع اإلشعار باالستبلـ ،حيث اعتبر
المشرع التبميغ بيذه الطريقة تبميغا شخصيا ،ويحسب األجؿ مف تاريخ ختـ البريد.
فإنو عمى المحضر القضائي أما إذا كاف المطموب تبميغو ال يممؾ موطنا معروفاّ ،
أف يحرر محض ار يتضمف جميع اإلجراءات التي قاـ بيا ،مف تاريخ االنتقاؿ إلى العنواف
المدوف بالعريضة أو الوثيقة محؿ التبميغ ،وارساؿ محضر التبميغ الرسمي عف طريؽ
ثـ يقوـ المحضر القضائي بتعميؽ نسخة مف محضر
رسالة مضمنة مع إشعار باالستبلـّ ،
152
التبميغ الرسمي عمى لوحة اإلعبلنات بمقر البمدية ومقر المحكمة التي كاف لو بيا آخر
موطف ،وىذا طبقا لمفقرة األولى مف المادة 412مف ؽ.إ.ـ.إ.
كما تناوؿ المشرع في الفقرة الثانية مف المادة 412مف ؽ.إ.ـ.إ مرحمة أخرى مف
مراحؿ التبميغ الرسمي ،وىي الحالة التي يرفض فييا األشخاص المؤىميف لتمقّي التبميغ
الرسمي استبلـ محضر التبميغ ،كأحد أفراد العائمة المقيميف مع المطموب تبميغو ،حيث
يقوـ المحضر ا لقضائي فضبل عف اإلجراء المنوه عنو في الفقرة األولى مف المادة 412
مف ؽ.إ.ـ.إ ،وىو إجراء تعميؽ التبميغ بموحة اإلعبلنات بمقر البمدية والمحكمة بموطف
المطموب تبميغو ،زيادة عمى ذلؾ يقوـ المحضر القضائي بإرساؿ رسالة مضمنة مع
إشعار باالستبلـ إلى آخر موطف لو.
حدد المشرع كيفية إثبات استيفاء اإلجراءات المذكورة أعبله ،حيث تثبتوقد ّ
إجراءات إرساؿ الرسالة المضمنة مع اإلشعار باالستبلـ عف طريؽ ختـ إدارة البريد عمى
ت إجراء تعميؽ التبميغ عمى لوحة اإلعبلنات بالبمدية بتأشيرة رئيس
ويثُْب ُ
وصؿ اإلرساؿَ ،
المجمس الشعبي البمدي ،أو موظؼ مؤىؿ لذلؾ ،عمى محضر التبميغ الرسمي عف طريؽ
ويثبت إجراء التعميؽ عمى لوحة اإلعبلنات بالمحكمة عف طريؽ تأشيرة رئيس
ُ التعميؽ،
أكدتو نص الفقرة
أمناء الضبط عمى محضر التبميغ الرسمي عف طريؽ التعميؽ ،وىو ما ّ
الثالثة مف المادة 412مف ؽ.إ.ـ.إ.
فإنو عمى المحضر
واذا كانت قيمة االلتزاـ تتجاوز خمسمائة ألؼ دينار جزائريّ ،
القضائي أف ينشر مضموف عقد التبميغ الرسمي في جريدة يومية وطنية ،بعد استصدار
أمر مف رئيس المحكمة التي يقع فييا مكاف التبميغ يأذف بالنشر ،وتقع تكاليؼ النشر عمى
عاتؽ طالب التبميغ ،وفقا لمفقرة الرابعة مف المادة 412مف ؽ.إ.ـ.إ.
يعد بمثابة تبميغ
تـ بموجب ىذه اإلجراءات ّ
وقد اعتبر المشرع أف التبميغ الذي ّ
تـ بموجب ىذه الطرؽ.
شخصي ،ويسري أجمو مف تاريخ آخر إجراء ّ
واذا كاف المدعى عميو يقيـ خارج الوطف ،ولو موطف معروؼ ىناؾ ،فإف تبميغ
يتـ وفقا لبلتفاقيات القضائية ،وفي حالة عدـ وجود اتفاقيات قضائية بيف
العريضة إليو ّ
فيرسؿ التبميغ بالطرؽ الدبموماسية
الجزائر والبمد الذي يقيـ فيو المدعى عميو في الخارجُ ،
عف طريؽ و ازرة الخارجية ،وفؽ ما نصت عميو المادتيف 415 ،414مف ؽ.إ.ـ.إ.
153
ولكي يكوف التبميغ الرسمي لمعريضة صحيحا ،عمى المحضر القضائي أف يحترـ
يتـ فيو التبميغ ،والمحدد مف قبؿ المشرع في المادة 416مف الوقت الذي يجب أف ّ
ؽ.إ.ـ.إ ،حيث يجب أف يقع التبميغ الرسمي بيف الساعة الثامنة صباحا والثامنة مساء ،في
غير أياـ العطؿ األسبوعية أو الدينية أو الوطنية ،وفي حالة الضرورة يستأذف القاضي
بموجب أمر عمى عريضة ،وينوه في التبميغ بإذف القاضي.
حدد مراحؿ يجب احتراميا أثناء عممية التبميغ
أف المشرع ّ
مما سبؽ يتضح ّ
ّ
الرسمي لعريضة الدعوى ،أو ألي عقد قضائي أو غير قضائي ،بحيث ال يتجاوز
المحضر القضائي مرحمة عمى مرحمة أخرى ،فالمرحمة األولى في التبميغ الرسمي ىي
مرحمة التبميغ الشخصي لممطموب تبميغو أينما ُوجد ،والمرحمة الثانية إذا استحاؿ التبميغ
يتـ تبميغ أفراد العائمة المقيميف مع المطموب تبميغو في موطنو األصمي الشخصي ّ
أو المختار ،أما المرحمة الثالثة تتعمؽ بحالة رفض المطموب تبميغو استبلـ التبميغ الرسمي،
أو رفض التوقيع أو البصمة عمى محضر التبميغ ،حيث يقوـ المحضر القضائي بإرساؿ
التبميغ عف طريؽ رسالة مضمنة مع إشعار باالستبلـ إلى آخر موطف لو ،وفي حالة
رفض مف ليـ صفة تمقي التبميغ استبلـ محضر التبميغ ،أو كاف المطموب تبميغو ليس لو
موطف معروؼ ،حيث يقوـ المحضر القضائي بإرساؿ التبميغ عف طريؽ رسالة مضمنة
ثـ القياـ بتعميؽ التبميغ عمى لوحة اإلعبلنات
مع إشعار باالستبلـ إلى آخر موطف لوّ ،
بالبمدية والمحكمة التي بيا آخر موطف لممطموب تبميغو.
فعمى المحضر القضائي أال ينتقؿ لتبميغ أحد أفراد العائمة إذا كاف التبميغ
يتـ التبميغ الرسمي شخصيا لموجب المادة 408
الشخصي ممكنا ،ألف المشرع أوجب أف ّ
مف ؽ.إ.ـ.إ ،كما ال يجوز لو أف ينتقؿ إلى إرساؿ التبميغ عف طريؽ البريد والتعميؽ
ألف
بالبمدية والمحكمة ،إذا أمكف تبميغ أحد أفراد العائمة في الموطف الحقيقي أو المختارّ ،
يعرض محضر التبميغ إلى الطعف فيو بالبطبلف، حددىا المشرع ّتجاوز المراحؿ التي ّ
ويحمؿ المحضر القضائي المسؤولية عما سببو مف ضرر لممطموب تبميغو.1
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .25-24 1
154
ج 2-إجراءات التبميغ الرسمي لمنيابة العامة
المشرع صراحة في دعاوى الطبلؽ وجوب تبميغ المدعى عميو والنيابة
ّ أوجب
العامة رسميا بنسخة مف عريضة الدعوى المسجمة أماـ قسـ شؤوف األسرة ،وىو ما نصت
عميو المادة 438مف ؽ.إ.ـ.إ في فقرتيا األولى ،وأجاز المشرع في الفقرة الثانية تبميغ
النيابة العامة عف طريؽ أمانة الضبط.
أف اكتفاء المشرع بالنص صراحة عمى تبميغ النيابة العامة بعريضة الدعوى
غير ّ
في دعاوى الطبلؽ فقط ،دوف اإلشارة إلى باقي الدعاوى المعروضة عمى قسـ شؤوف
األسرة ،والتي تعتبر النيابة العامة طرفا أصميا فييا وفقا لنص المادة 03مكرر مف ؽ.أ،
ال يحوؿ دوف قياس األمر عمى باقي قضايا شؤوف األسرة التي تكوف فييا النيابة العامة
طرفا ،وذلؾ مف حيث طريقة تبميغيا بعريضة الدعوى رسميا عف طريؽ المحضر
القضائي ،أو عف طريؽ أمانة الضبط.
وتجدر اإلشارة إلى أّنو عند دخوؿ ؽ.إ.ـ.إ حيز التنفيذ في سنة ،2009اختمؼ
العمؿ بيف المحاكـ فيما يخص تبميغ النيابة العامة ،فبعض المحاكـ كانت تشترط النيابة
العامة فييا تبميغيا بالعريضة بموجب محضر رسمي عف طريؽ المحضر القضائي ،وفي
المدعي في أوؿ جمسة دوف تقديـ محضر التكميؼ بالحضور لجمسة، حالة حضور ّ
فإنو يمنح لو أجؿ الستدراؾ ذلؾ ،أما البعض
ومحضر التسميـ الخاص بالنيابة العامةّ ،
اآلخر كاف يعتمد في تبميغيا أمانة الضبط ،غير ّأنو مع مرور الوقت تَ َّ
وح َد العمؿ لدى
يتـ مباشرة عف طريؽ أمانة الضبط ،وال يطالب المحاكـ وأصبح تبميغ النيابة العامة ّ
أف ذلؾ مف شأنو تخفيؼ األعباء
المدعي تبميغ النيابة عف طريؽ محضر قضائي ،وأعتقد ّ
عمى المتقاضيف ،وذلؾ بتجنيبيـ دفع مصاريؼ التبميغ الخاصة بمحضري التكميؼ
والتسميـ.
المدعي مف إلزامية تبميغ النيابة العامة عف طريؽ المحضر
وبالتالي عمميا أُعفي ّ
القضائي ،وأصبحت أمانة الضبط ىي مف تقوـ بتبميغو ،وذلؾ تخفيفا عمى المتقاضيف،
أف المبلحظ
تـ ذكره في سياؽ الحديث عف دعوى الطبلؽ ،إالّ ّ واف كاف ىذا اإلجراء قد ّ
ّأنو يطبؽ في كؿ قضايا شؤوف األسرة ،باعتبار أف النيابة العامة طرفا أصميا في جميع
نصت المادة 438مف ؽ.إ.ـ.إ عمى" :يجب عمى المدعي في
قضايا شؤوف األسرة ،حيث ّ
155
دعوى الطبلؽ أف يبمغ رسميا المدعى عميو والنيابة العامة بنسخة مف العريضة المشار
إلييا في المادة 436أعبله .ويجوز لو أيضا تبميغ النيابة العامة عف طريؽ كتابة
الضبط" ،غير أف المشرع اكتفى بوجوب تبميغ عريضة الطبلؽ لمنيابة العامة ،لكنو لـ
يرتب أي جزاء عف عدـ تبميغيا بنسخة مف عريضة الطبلؽ.1
د -إجراءات التكميف بالحضور لجمسة
المدعي أو وكيمو أو محاميو إلى مكتب
بعد تسجيؿ عريضة الدعوى ينتقؿ ّ
المحضر القضائي ،ويسمّـ لو العريضة المسجمة سواء كانت عريضة افتتاحية أو عريضة
استئناؼ مف أجؿ تبميغيا لمخصوـ ،حيث يقوـ المحضر القضائي بتحرير محضريف
يسمى األوؿ محضر التكميؼ بالحضور لجمسة طبقا لنص المادة 18مف رسمييفّ ،
ّ
ويسمى الثاني محضر تسميـ تكميؼ بالحضور لجمسة طبقا لنص المادة 19مف
ّ ؽ.إ.ـ.إ،
ؽ.إ.ـ.إ ،وال تختمؼ إجراءات التكميؼ بالحضور الخاصة بقسـ شؤوف األسرة عف مثيبلتيا
يتـ تناوليا فيما
حددىا المشرع ،و ّ
في األقساـ األخرى ،حيث يتضمف المحضريف بيانات ّ
يمي:
د 1-محضر التكميف بالحضور لجمسة
يقصد بالتكميؼ بالحضور دعوة المدعى عميو لممثوؿ أماـ المحكمة المرفوعة
2
حدد المشرع البيانات التي يجب أف يتضمنيا محضر التكميؼ
أماميا الدعوى ،وقد ّ
بالحضور لجمسة في المادة 18مف ؽ.إ.ـ.إ ،وىي:
-اسـ المحضر القضائي ولقبو وعنوانو الميني وختمو وتوقيعو وتاريخ التبميغ الرسمي
وساعتو.
-اسـ ولقب المدعي وموطنو.
-اسـ ولقب الشخص المكمؼ بالحضور وموطنو.
-تسمية وطبيعة الشخص المعنوي ومقره االجتماعي وصفة ممثمو القانوني أو االتفاقي،
وىو بياف ال يتعمؽ بتبميغ العرائض التي ترفع أماـ قسـ شؤوف األسرة.
1عبد العزيز سعد ،أبحاث تحميمية في قانوف اإلجراءات المدنية الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .178
فريحة حسيف ،المبادئ األساسية في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ط ،2ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر، 2
،2013ص .21
156
-تاريخ أوؿ جمسة وساعة انعقادىا.
أف المشرع استعمؿ صيغة الوجوب في المادة 18مف ؽ.إ.ـ.إ ،مما وبالرغـ مف ّ
يحدد جزاء تخمؼ أحد البيانات المذكورة،
يوحي بإلزامية ذكر البيانات المذكورة ،إالّ أنو لـ ّ
أف العبارة التي صيغ
ولـ يذكر أنيا تحت طائمة البطبلف ،ويعتقد األستاذ عبد العزيز سعد ّ
بأف تخمؼ أحد البيانات أو إغفاؿ ذكره يعيب محضر التكميؼ بيا النص ،توحي ّ
ويعرضو لمطعف فيو بالبطبلف مف المعني أو محاميو ،قبؿ إثارة أي دفع في
بالحضورّ ،
صحة ىذا الدفع وبطبلف المحضر ،أف يحكـ
الموضوع ،و ّأنو عمى القاضي إذا تحقّؽ مف ّ
بعدـ قبوؿ الدعوى لعدـ صحة اإلجراءات المتعمقة بالتكميؼ بالحضور إلى جمسة.1
غير أنو بالرجوع إلى نص المادة 60مف ؽ.إ.ـ.إ ،والتي تنص عمى أنو ال يقرر
بطبلف األعماؿ اإلجرائية شكبل إالّ إذا نص القانوف صراحة عمى ذلؾ ،وعمى مف يتمسؾ
أقره المشرع كقاعدة عامة تطبؽ متى توفر
بو أف يثبت الضرر الذي لحقو ،وىو مبدأ ّ
أف تخمّؼ أحد
شرطي إبطاؿ اإلجراء ،وىما وجود نص مع إثبات الضرر ،لذا أعتقد ّ
البيانات المحددة في المادة 18ال يؤدي إلى بطبلف محضر التكميؼ بالحضور ،وذلؾ
لغياب نص صريح يقرر البطبلف ،فضبل عف وجوب إثبات الضرر الذي يمحؽ مف
يتمسؾ بإبطاؿ المحضر.
د 2-محضر تسميم تكميف بالحضور لجمسة
ميز المشرع في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية بيف محضر التكميؼ
ّ
حدد المشرع في المادة 19مف
بالحضور ومحضر تسميـ التكميؼ بالحضور ،حيث ّ
يتـ ذكرىا في محضر التسميـ ،الذي يحرره المحضر القضائي
ؽ.إ.ـ.إ البيانات التي ّ
بمناسبة تسميمو لمتكميؼ بالحضور لجمسة ،حيث يتضمف البيانات اآلتية:
-اسـ ولقب المحضر القضائي ،وعنوانو الميني وختمو وتوقيعو ،وتاريخ التبميغ الرسمي
وساعتو.
-اسـ ولقب المدعي وموطنو.
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .46 1
157
-اسـ ولقب الشخص المبمغ لو وموطنو ،واذا تعمؽ األمر بشخص معنوي يشار إلى
تسميتو وطبيعتو ومقره االجتماعي ،واسـ ولقب وصفة الشخص المبمغ لو.
-توقيع المبمغ لو عمى المحضر ،واإلشارة إلى طبيعة الوثيقة المثبتة ليويتو ،مع بياف
رقميا ،وتاريخ صدورىا.
-تسميـ التكميؼ بالحضور إلى المبمغ لو ،مرفقا بنسخة مف العريضة االفتتاحية ،مؤشر
عمييا مف أميف الضبط.
-اإلشارة في المحضر إلى رفض استبلـ التكميؼ بالحضور ،أو استحالة تسميمو،
أو رفض التوقيع عميو.
-وضع بصمة المبمغ لو في حالة استحالة التوقيع عمى المحضر.
بأن و في حالة عدـ امتثالو لمتكميؼ بالحضور ،سيصدر حكـ ضده،
-تنبيو المدعى عميو ّ
بناء عمى ما قدمو المدعي مف عناصر.
إف أوؿ ما يمفت االنتباه مف خبلؿ ما اشترط المشرع ذكره مف بيانات ،سواء في
ّ
محضر التكميؼ بالحضور أو في محضر التسميـ ،ىو عدـ ذكر بياف المحكمة والقسـ
التي رفعت أماميا الدعوى ،مع أىمية ىذا البياف بالنسبة لممطموب تبميغو حتى يحضر
الجمسة ،لذا أعتقد ضرورة إضافة ىذا البياف في محضر التكميؼ بالحضور ألىميتو،
وذلؾ عند تعديؿ ؽ.إ.ـ.إ ،واف كاف المحضروف القضائيوف يذكرونو في محضر التكميؼ
بالحضور حتى ولو لـ يشترطو المشرع.
كما أوجب المشرع بموجب الفقرة الثالثة مف المادة 16مف ؽ.إ.ـ.إ احتراـ فترة
زمنية بيف تاريخ تسميـ التكميؼ بالحضور وبيف تاريخ أوؿ جمسة ،وىي أجؿ عشريف يوما،
بأف عدـ
ما لـ ينص المشرع عمى خبلؼ ذلؾ ،وجاء النص بصيغة الوجوب ،مما يوحي ّ
احتراـ ىذا األجؿ يخوؿ لممدعى عميو الدفع بعدـ قبوؿ الدعوى شكبل بسبب عدـ احتراـ
ىذا األجؿ ،وعدـ تمكيف المدعى مف الوقت الكافي إلعداد وسائؿ دفاعو ،غير ّأنني أعتقد
بأف عدـ نص المشرع صراحة عمى جواز التمسؾ بعدـ احتراـ ىذا األجؿ كمبرر لمدفع ّ
بإبطاؿ إجراء التكميؼ بالحضور لجمسة ،ال يخوؿ المدعى عميو التمسؾ بو ،والمبلحظ مف
خبلؿ الحياة العممية أف أغمب القضاة إف لـ نقؿ كميـ ال يأخذوف بيذا الدفع مف أجؿ عدـ
أف حضور المدعى عميو أو محاميو لمجمسة يحقؽ
قبوؿ الدعوى ،حيث يعتبر القضاة ّ
158
أف المدعى عميو ليس ممزما بجواب المدعي في
الغرض مف التكميؼ بالحضور ،خاصة و ّ
أوؿ جمسة.
تـ ذكره بخصوص جزاء تخمؼ أو إغفاؿ أحد البيانات أو إغفاليا في أف ما ّ
كما ّ
محضر التكميؼ بالحضورُ ،ي ْذ َك ُر أيضا فيما يخص جزاء تخمؼ أو إغفاؿ أحد البيانات
أف الدفع ببطبلف إجراء تسميـ تكميؼ بالحضور لجمسةالخاصة بمحضر التسميـ ،إذ ّ
لتخمؼ أو إغفاؿ أحد البيانات المحددة في المادة 19مف ؽ.إ.ـ.إ ،والحكـ بعدـ قبوؿ
الدعوى شكبل كجزاء لذلؾ ،يتطمب وجود نص صريح ببطبلف اإلجراء جزاء لتخمؼ أحد
البيانات ،مع إثبات الضرر الذي لحؽ المدعى عميو ،طبقا لنص المادة 60مف ؽ.إ.ـ.إ،
واف كاف بعض الفقياء يرى جواز الحكـ بعدـ قبوؿ الدعوى شكبل ،إذا تخمؼ أو أغفؿ أحد
البيانات المنصوص عمييا في المادة 19مف ؽ.إ.ـ.إ ،إذا دفع بذلؾ المدعى عميو قبؿ
إثارة أي دفع في الموضوع.1
بعد استيفاء اإلجراء المتعمؽ بتبميغ عريضة الدعوى وذلؾ عف طريؽ تبميغ
المدعى عميو التكميؼ بالحضور ،وتسميمو إياه بموجب محضر التسميـ ،يترتب عمى ذلؾ
انعقاد الخصومة ،وحضور األطراؼ أو وكبلئيـ أو محامييـ لمجمسة ،حيث يعتبر الحكـ
الصادر بعد انعقاد الخصومة حكما سميما حتى لو لـ يحضر المدعى عميو الذي ُكمؼ
صح إجراء التكميؼ بالحضور
ّ ألف الخصومة تنعقد متىبالحضور بطريقة صحيحةّ ،
فإف
المدعي عف القياـ بإجراء تبميغ التكميؼ بالحضور ّ
لممطموب تبميغو ،أما إذا تقاعس ّ
القاضي يحكـ بشطب الدعوى.
ىذه ىي أىـ اإلجراءات المتعمقة بتحرير عريضة الدعوى أماـ قسـ شؤوف األسرة،
ثـ مف حيث تبميغيا لممدعى عميو وتكميفو بالحضور
وكيفية قيدىا بالمحكمة المختصةّ ،
إلى الجمسة.
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .49 1
159
ثانيا -الخصوصية المتعمقة بشروط قبول دعاوى شؤون األسرة
كما سبؽ ذكره تخضع دعاوى شؤوف األسرة كغيرىا مف الدعاوى إلى الشروط
خاصة بدعاوى
ّ واإلجراءات المحددة في ؽ.إ.ـ.إ ،إال أف ذلؾ ال يمنع مف وجود شروط
شؤوف األسرة المتعمقة بالزواج ،تتعمؽ بضرورة تقديـ نسخة مف عقد الزواج ،وأىمية خاصة
سرية ،واعفاء قضايا شؤوف األسرة
لمتقاضي ،ونظر بعض قضايا شؤوف األسرة في جمسة ّ
واستثنائيا مف ضرورة التمثيؿ الوجوبي بواسطة محامي في مرحمة االستئناؼ ،والزامية
إدخاؿ النيابة العامة كطرؼ في دعاوى شؤوف األسرة.
-1شرط تقديم نسخة من عقد الزواج
مف أجؿ قبوؿ الدعاوى الناشئة عف عقد الزواج ،البد عمى رافع الدعوى سواء
كاف الزوج أو الزوجة أف يقدـ نسخة مف عقد الزواج ،حيث ُي َح َّرُر عقد الزواج أماـ الموثؽ
أو أماـ موظؼ مؤىؿ قانونا وفقا لممادة 18مف ؽ.أ ،كما نصت المادة 71مف قانوف
الحالة المدنية عمى اختصاص ضباط الحالة المدنية والموثقيف عمى تحرير عقود الزواج،
كما يختص األعواف الدبموماسيوف أو قناصؿ الجزائر بتحرير عقود الزواج الجزائرييف
بالخارج وفقا ألحكاـ المواد 103 ،97 ،96مف قانوف الحالة المدنية.
فالوثيقة الرسمية التي يثبت بيا الزواج ىي تمؾ التي تصدر عف موظؼ مختص
ومؤىؿ قانونا ،وىو ضابط الحالة المدنية أو الموثؽ أو القنصؿ ،وتستخرج مف سجبلت
تـ
الحالة المدنية (نسخة طبؽ األصؿ) ،حيث تحمؿ ىذه الوثيقة الرسمية اسـ البمدية التي ّ
ت سجيميا في سجبلتيا ،وموقعة مف قبؿ ضابط الحالة المدنية ،وتستخرج دوف رسوـ وال
يتـ تسجيؿ
مصاريؼ ،أما غيرىا مف الوثائؽ والمحررات فبل يثبت بيا الزواج ،واذا لـ ّ
فإنو يثبت بحكـ قضائي ،والذي يجب عمى النيابة العامة أف تسعى بعد ذلؾ الزواج ّ
لتسجيمو في سجبلت الحالة المدنية ،وفقا لممادة 22مف ؽ.إ.ـ.إ ،فإف كاف الزواج المبرـ
بيف الزوجيف زواجا عرفيا ،فإنو ال يمكنيما رفع دعوى تتعمؽ بآثار الزوجية ،كالنفقة
أو النسب أو الحضانة أو السكف أو طمب الطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع ،إالّ بعد أف يقوما
ويتـ
برفع دعوى مف أجؿ طمب إثبات الزواج العرفي المبرـ بينيما ،ويصدر الحكـ بذلؾّ ،
تسجيمو في سجبلت الحالة المدنية حتى يتمكنا مف رفع دعوى تتعمؽ بآثار عقد الزواج.
160
أف الزوج أو الزوجة الذي يرفع دعوى أماـ قسـ شؤوف األسرة تتعمؽ بآثار
كما ّ
عقد الزواج ،ولـ يقدـ نسخة طبؽ األصؿ مف عقد الزواج مستخرجة مف سجبلت الحالة
المدنية ،فإف دعواه مآليا عدـ القبوؿ والرفض ،لعدـ ثبوت صفة الزوجية في رافع الدعوى.
إ ّف الزوجة التي ال تممؾ عقد زواج موثؽ ،ليس عمييا أف تثبت أماـ القضاء
الحالة االستثنائية التي منعتيا مف توثيؽ عقد الزواج ،أو القوة القاىرة التي حالت دوف
تحريره لدى الموثؽ أو ضابط الحالة المدنية في وقتو ،حتى تُسمع دعواىا أماـ المحكمة،
بؿ يقبؿ منيا وسائؿ اإلثبات المقررة قضاء في إثبات الزواج العرفي ،وىو تقديـ شاىديف
يشيداف باستيفاء الزواج كافّة األركاف والشروط المحددة في المادة 09و 09مكرر مف
ؽ.أ.
إف نص المادة 194مف القانوف المدني الفرنسي تشترط نفس الشرط مف أجؿ ّ
إثبات صفة الزوج أو المطالبة بما يترتب عمى الزواج مف آثار ،حيث ال يجوز ألحد أف
يقدـ نسخة مف عقد زواج
يدعي أنو زوج أو يطالب بما يترتب عمى الزواج مف آثار ما لـ ّ
ّ
مسجؿ أو مقيد في سجبلت الحالة المدنية ،وىو ما يقابمو المادة الخامسة مف القانوف
63-224الصادر بتاريخ ،1963/06/29التي ما تزاؿ سارية المفعوؿ ،ما داـ قانوف
األسرة لـ يمغييا صراحة أو ضمنا.1
المدعي نسخة مف عقد الزواج
تتـ بتقديـ ّ
فإثبات الصفة في دعاوى شؤوف األسرة ّ
مستخرجة مف سجبلت الحالة المدنية ،وىو أمر ضروري والزـ مف أجؿ قبوؿ الدعوى.
-2شرط أىمية خاصة لمتقاضي
سنا
ربط بعض الفقياء اكتماؿ أىمية الرجؿ والمرأة لمزواج بالبموغ ،ولـ يحددوا ّ
أف جميور الفقياء معينا لو ،بؿ لو عبلمات كاالحتبلـ لمرجؿ والحيض لممرأة ،غير ّ
سف البموغ ىو 15خمسة عشر سنة لمرجؿ والمرأة ،في حيف أف الفقو المالكي
أف ّ
اعتبروا ّ
ذىب إلى أف نياية البموغ ىو سف 18ثمانية عشر عاما لمرجؿ والمرأة.2
عبد العزيز سعد ،قانوف األسرة في ثوبو الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .74 1
الشيخ عبد السميع اآلبي األزىري ،جواىر اإلكميؿ شرح العبلمة خميؿ ،ج ،0ط ،0دار الفكر ،بيروت لبناف،1995 ، 2
ص .79
161
فإف المشرع كاف يحدد اكتماؿ أىمية
وبالرجوع إلى قانوف األسرة قبؿ التعديؿّ ،
الرجؿ لمزواج ببموغو سف 21سنة ،واكتماؿ أىمية المرأة لمزواج ببموغيا سف 19سنة،
السف لمصمحة أو ضرورة ،غير أنو بعد تعديؿّ يرخص بالزواج قبؿ ىذه
ولمقاضي أف ّ
وحد المشرع أىمية الزواج بيف الرجؿ والمرأة ،وربطيا ببموغيما سف
المادة 07مف ؽ.أ ّ
الرشد 19تسعة عشر سنة ،وأعطى السمطة التقديرية لمقاضي في الترخيص بالزواج قبؿ
السف إذا اقتضت مصمحة أو ضرورة ذلؾ ،وتأ ّكد مف قدرة الطرفيف عمى الزواج،
بموغ ىذه ّ
حيث يقدـ ولي الزوج القاصر أو وصيو طمبا إلى رئيس المحكمة المختصة ،مبينا
األسباب التي تدعـ طمبو مف أجؿ الترخيص بالزواج لمقاصر ،بعد التأكد مف توافر شرط
المصمحة أو الضرورة والقدرة عمى الزواج.1
معينا كحد أدنى لمزواج ،والذي ال يجوز لمقاضي الترخيص
سنا ّ
ولـ يحدد المشرع ّ
قبمو ،بؿ ترؾ السمطة التقديرية لمقاضي مفتوحة غير محددة بحد أدنى ،عكس ما فعمو
المشرع المصري الذي جعؿ الحد األدنى لسف الزواج 15خمسة عشر سنة.
سف الزواج ،يقدميا ولي القاصر لضابط وبعد استصدار رخصة اإلعفاء مف ّ
الحالة المدنية أو الموثؽ مف أجؿ تحرير عقد الزواج ،ىذا األخير عميو أف يشير إلى ىذه
يضميا إلى أصؿ العقد المسجؿ في سجؿ
ّ الرخصة في عقد الزواج ،ويحتفظ بنسخة منو
عقود الزواج.2
أقر المشرع بموجب نص الفقرة الثانية مف المادة 07مف ؽ.أ اكتساب الزوج
كما ّ
القاصر أىمية التقاضي فيما يتعمؽ بآثار عقد الزواج مف حقوؽ والتزامات ،ويقصد بأىمية
التقاضي أو األىمية اإلجرائية صبلحية الشخص ألف يكوف طرفا في خصومة ،سواء كاف
مدعيا أو مدعى عميو ،أي صبلحية الشخص ألف يقوـ باألعماؿ اإلجرائية باسمو
أو لمصمحتو أو لمصمحة غيره كرفع الدعوى ومباشرة إجراءات الخصومة كحضور
القيـ
وصيو أو ّ
ّ وليو أو
الجمسات ،واذا لـ تتوفر لدى الشخص أىمية التقاضي ،ناب عنو ّ
عميو في القياـ بيذه األعماؿ اإلجرائية أماـ القضاء.
عبد العزيز سعد ،قانوف األسرة الج ازئري في ثوبو الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .26 1
162
وتتوفر أىمية التقاضي لكؿ مف لديو أىمية األداء ،وىي صبلحية الشخص لمقياـ
باألعماؿ والتصرفات القانونية بنفسو مع سرياف آثارىا في حقو ،حيث يكوف الشخص
سف التمييز 13 عديـ األىمية إذا لـ يبمغ سف التمييز 13سنة ،وناقص األىمية إذا بمغ ّ
سنة ولـ يبمغ 19سنة ،وكامؿ األىمية إذا بمغ سف الرشد 19سنة متمتعا بقواه العقمية
وغير محجور عميو.
وتكمف الخصوصية في ىذا المجاؿ ،في منح المشرع الجزائري لمقاصر الذي
ص لو بالزواج أىمية التقاضي فيما يخص آثار عقد الزواج فقط ،كرفع الزوجة المر ّشدة
ُرّخ َ
دعوى مف أجؿ طمب النفقة أو إثبات النسب ،أو طمب إرجاع الزوجة إلى مسكف الزوجية،
شؽ استحدثوأو طمب الفصؿ في نزاع يتعمؽ باألمواؿ المشتركة بيف الزوجيف ،وىو ّ
أف ىذا االستثناء
المشرع بموجب الفقرة الثانية مف المادة السابعة مف ؽ.أ ،وبالتالي أعتقد ّ
مقيد بقيود وضوابط وجب احتراميا ،ومحدود بحدود ال يجب تجاوزىا،
المشرع ّ أقره
الذي ّ
الزوج القاصر يكتسب أىمية التقاضي فيما يخص القضايا المتعمقة بالحقوؽ
أف
أىميا ّ
وااللتزامات التي تعتبر كآثار لعقد الزواج فقط ،وال تتعدى إلى القضايا األخرى
كالتصرفات المالية لمقاصر ،أو اآلثار المترتبة عمى فؾ الرابطة الزوجية ،أو القضايا
أف عقد الزواج لـ يبرـ بعد ،وال يحتاج القاصر لترخيص مف
المتعمقة بالخطبة باعتبار ّ
القضاء مف أجؿ إبراـ الخطبة.
بأف القاصر الذي ُرّخص لو بالزواج يحؽ لو بموجب الفقرة 02مفإف االعتقاد ّّ
المادة 07سالفة الذكر أف يرفع دعوى مف أجؿ الطبلؽ سواء باإلرادة المنفردة لمزوج ،أو
بعف طريؽ التطميؽ ،أو عف طريؽ الخمع ،أو بالتراضي ،ىو اعتقاد خاطئ وأمر ُمجانِ ٌ
ألف المشرع ر ّشد القاصر المرخص لو بالزواج ومنحو أىمية التقاضي فيما لمصوابّ ،
ؾ الرابطة يخص آثار عقد الزواج مف حقوؽ والتزامات فقط ،ورفعُ دعوى مف أجؿ ف ّ
الزوجية ال تدخؿ في آثار عقد الزواج ،وال ىي مف حقوقو وال مف التزاماتو ،فالطبلؽ
خاصة ،وتترتب عنو آثار
ّ يعد مف آثاره ،وىو منظّـ بأحكاـ
تصرؼ مستقؿ عف الزواج وال ّ
خاصة ،كالعدة والنفقة والتعويض والحضانة.1
163
إف أىمية التقاضي المشار إلييا في الفقرة الثانية مف المادة السابعة مف ؽ.أ
ّ
يحؽ لمقاصر رفع دعوى مف
ال تنصرؼ إلى مباشرة إجراءات طمب الطبلؽ ،وبالتالي ال ّ
ؾ الرابطة الزوجية ،أو أف ترفع دعوى ضده مباشرة مف أجؿ فؾ الرابطة الزوجية،
أجؿ ف ّ
توجو الدعوى ضده الولي أو المقدـ القائـ في حؽ القاصر ،وقد فصؿ بؿ يجب أف ّ
المشرع في المادة 437مف ؽ.إ.ـ.إ في ذلؾ ،حيث ّبيف ّأنو إذا أراد الزوج ناقص األىمية
مقدمو
وليو أو ّ
قدـ باسـ الزوج القاصر مف قبؿ ّ
فإف ىذا الطمب ي ّ
رفع دعوى الطبلؽّ ،
يحؽ لناقص األىمية مباشرة إجراءات
ّ حسب الحالة ،لذا يجب التنبو لذلؾ ،بحيث ال
الطبلؽ باسمو ،بؿ ينوب عنو وليو أو مقدمو.
ويشمؿ نص المادة 437مف ؽ.إ.ـ.إ دعوى الطبلؽ سواء كاف باإلرادة المنفردة
لمزوج أو بالتراضي أو عف طريؽ التطميؽ أو عف طريؽ الخمع ،غير أنني أعتقد أف رفع
وليو ،ىو عبارة عف نيابة شكمية فقط ،وال
دعوى الطبلؽ باسـ الزوج القاصر مف قبؿ ّ
تعني البتّة أف ينوب الولي عف مف ىو تحت واليتو في موضوع الطبلؽ ،وال تشترؾ إرادتو
مع إرادة الزوج القاصر في توقيع الطبلؽ ،فالولي ال تربطو أية عبلقة شرعية أو قانونية
مع زوج مولّيو ،وبالتالي فالقاضي عند نظره دعوى الطبلؽ يتأ ّكد مف إرادة الزوج القاصر
أكده موقؼ الحنفية ،إذ ليس
في طمب الطبلؽ ،وال اعتبار إلرادة الولي في ذلؾ ،وىو ما ّ
موليو.1
لولي الزوج القاصر أف يطمّؽ زوج ّّ
يحؽ ل مزوج القاصر رفع دعوى مف أجؿ المطالبة بالتعويض عف الضرر
كما ال ّ
الناتج عف العدوؿ عف الخطبة ألنيا ال تعتبر مف آثار الزواج ،بؿ ىي مقدمة مف
مقدماتو ،وألف اإلقداـ عمى الخطبة ال يحتاج إلى ترشيد مف القاضي ،وانما يمنح الترشيد
مف أجؿ إبراـ عقد الزواج فقط ،والخطبة مقدمة عمى إبراـ العقد ،فالقاصر ال يتمتع
باألىمية لرفع مثؿ ىذه الدعاوى لعدـ اكتماؿ أىميتو ،التي ىي شرط مف شروط مباشرة
الدعوى ،وما عميو إال أف يتدخؿ الولي ليرفعيا باسمو.2
محمد قدري باشا ،األحكاـ الشرعية في األحواؿ الشخصية ،ط ،1دار ابف حزـ ،بيروت ،2007 ،ص .83 1
مسعودة نعيمة إلياس ،التعويض عف الضرر في بعض مسائؿ الزواج والطبلؽ- ،دراسة مقارنة -رسالة لنيؿ شيادة 2
الدكتوراه في القانوف الخاص ،جامعة أبي بكر بمقايد ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ،2010-2009 ،ص .325
164
أف ثبوت أىمية التقاضي لمقاصر الذي ُرّخص لو في الزواج تبقى منحصرة كما ّ
في المسائؿ المتعمقة بآثار الزواج فيباشر مختمؼ إجراءات الدعوى المتعمقة بآثار الزواج،
أف ذلؾفيرفع الدعوى ،ويحضر الجمسات ،ويستخرج الحكـ ،ويعمؿ عمى تنفيذه ،غير ّ
ال يمتد إلى أمواؿ القاصر ،فالذي لـ يبمغ 19تسعة عشر سنة يعتبر ناقص األىمية
أو عديميا – حسب األحواؿ ،-وليست لو أىمية التقاضي فيما يخص أموالو إال إذا بمغ
سف الرشد متمتعا بكامؿ قواه العقمية ولـ يحجر عميو ،ومقابؿ الخمع يعتبر مف التصرفات
ّ
المالية ،ويخضع لمقواعد العامة لتصرفات القاصر المالية الواردة في المادة 83مف ؽ.أ،
والتي تميز في تصرفات ناقص األىمية بيف التصرفات النافعة لو فتكوف نافذة ،والتصرفات
الضارة بو فتكوف باطمة ،أما التصرفات المترددة بيف النفع والضرر فتكوف متوقفة عمى
وصيو.
ّ وليو أو
إجازة ّ
وقد اُ ِ
نتق َد موقؼ المشرع في ترشيده القاصر بالنسبة آلثار الزواج بموجب المادة
07الفقرة 02مف ؽ.أ مف جية ،ومنعو مف مباشرة دعوى فؾ الرابطة الزوجية بموجب
أف ذلؾ يعد انتكاسا لممشرع
المادة 437مف ؽ.إ.ـ.إ مف جية أخرى ،حيث يرى البعض ّ
قرره في األمر 02-05المتضمف تعديؿ قانوف األسرة ،أيف ر ّشد الزوج القاصر
عما ّ
ّ
أي دعوى ترمي إلى تطبيؽ آثار عقد الزواج مف حقوؽ والتزامات،
ومنحو حؽ مباشرة ّ
وسمبو حؽ طمب الطبلؽ الذي يعتبر حقا ناشئا عف عقد الزواج ،ولو كاف ىذا الطمب
ييدؼ إلى إنياء عقد الزواج نفسو ،1غير ّأنني أعتقد أف طمب الطبلؽ ال يعتبر أث ار مف
المشرع أصاب حيف حرـ الزوج ناقص األىمية مف مباشرة دعوى فؾ ّ أف
آثار الزواج ،و ّ
أف المشرع لـ يحرمو مف الرابطة الزوجية بنفسو ،نظ ار لخطورة اآلثار المترتبة عمييا ،كما ّ
ؾ الرابطةقدـ طمب ف ّ تعيف ذلؾ ،واّنما اشترط فقط أف ُي ّ طمب فؾ الرابطة الزوجية إذا ّ
2
الولي أو
ّ أف
ّ عتقد أ ال
و ، مقدمو حسب الحالة
وليو أو ّ
الزوجية باسـ الزوج القاصر مف قبؿ ّ
أف ىذا
المقّدـ سيتعسؼ في تقديـ الطمب إذا تض ّرر مف ىو تحت واليتو مف الزواج ،إذ ّ
تبصر أو تعقؿ مف الزوج ناقص ّ الشرط يش ّكؿ حماية لمعبلقة الزوجية مف حمّيا دوف
األىمية.
165
ؾ الرابطة الزوجية عف طريؽ الطبلؽ باإلرادة
فإف ف ّ
وخبلصة القوؿ فيما سبؽّ ،
المنفردة أو التطميؽ أو الخمع يشترط فيو توافر األىمية إليقاعو ،والزوج القاصر المرخص
لو بالزواج يحؽ لو مف الناحية الموضوعية طمب الطبلؽ ،غير أنو مف الناحية الشكمية
يشترط رفع الدعوى باسمو مف طرؼ وليو ،ودوف التدخؿ في إرادتو.
أف المشرع نص في المادة 432مف ؽ.إ.ـ.إ عمى عدـ جواز
كما تجدر اإلشارة ّ
تقديـ طمب الطبلؽ بالتراضي إذا كاف أحد الزوجيف تحت وضع التقديـ ،أو ظير عميو
اختبلؿ في قدراتو الذىنية تمنعو مف التعبير عف إرادتو ،بحيث يجب إثبات ىذا االختبلؿ
مختص ،ألف ىذا االختبلؿ يفقده التمييز ،وفاقد األىمية ال يمكف االعتداد
ّ مف قبؿ طبيب
بإرادتو.
كما ُيطرح موضوع ترخيص القاصر بالزواج ومنحو األىمية لمتقاضي فيما يتعمؽ
يخص أثر انحبلؿ الرابطة الزوجية
ّ بآثار عقد الزواج مف حقوؽ والتزامات ،تساؤال فيما
عمى األىمية الخاصة التي منحيا المشرع لمقاصر المرخص لو بالزواج؟ أي ما مدى تأثير
سف الرشد عمى أىمية الزوج القاصر
انحبلؿ الرابطة الزوجية بالطبلؽ أو الوفاة قبؿ بموغو ّ
لمتقاضي؟ سواء فيما يخص بعض آثار الزواج ،كالمطالبة بحقو في مؤخر الصداؽ،
أو المطالبة بنصيبو في األمواؿ المشتركة المكتسبة خبلؿ الحياة الزوجية؟ أو مدى أىميتو
ؾ الرابطة الزوجية ،كدعوى المطالبة
لمتقاضي فيما يخص الدعاوى المتعمقة بآثار ف ّ
بالتعويض عف الطبلؽ التعسفي ،أو نفقة العدة ،أو نفقة األوالد المحضونيف ،أو المطالبة
بسكف لممارسة الحضانة؟
لئلجابة عمى التساؤؿ انقسـ الفقو إلى رأييف:1
بأف األىمية حؽ مكتسب ال يزوؿ بزواؿ ٍ
الرأي األوؿ :يرى جانب مف الفقو ّ
أف المشرع اعتبر القاصر المرخص لو بالزواج يتمتع باألىمية الرابطة الزوجية ،وبما ّ
فإف ىذه األىمية
بمجرد إبراـ الزواج فيما يخص آثار عقد الزواج مف حقوؽ والتزاماتّ ،
تستمر معو فيما يخص ىذه اآلثار إلى ما بعد فؾ الرابطة الزوجية بالطبلؽ أو الوفاة.
ليث الصباغ ،النظاـ القانوني لمصبي المأذوف لو في التجارة ،منشورات الحمبي ،بيروت ،2005 ،ص 45وما بعدىا. 1
166
أف انحبلؿ عقد الزواج يعيد أط ارفو إلى ما كانوا عميو
الرأي الثاني :يرى أصحابو ّ
أف الزوج القاصر يرجع إلى األىمية التي كاف عمييا قبؿ الترخيص لو قبؿ إبرامو ،أي ّ
ألنيا مقررة بنص خاص واستثنائي ،منحت لمقاصر في حدود معينة وبشروطبالزواجّ ،
التقيد بضوابطيا ،وعدـ التوسع في تفسير النصوص االستثنائية،
مخصوصة ،وأنو يجب ّ
المرخص لو بالزواج تزوؿ بزواؿ صفة الزوجية عنو ،ويصبح قاص ار إلى غاية
ّ فأىمية
بموغو سف الرشد مكتمؿ القدرات العقمية.
غير أنني أعتقد ّأنو يجب تحديد موضوع الدعوى لمعرفة ىؿ يحؽ لمزوج
القاصر أف يباشرىا بنفسو ويكوف أىبل لمتقاضي فييا بعد انحبلؿ الرابطة الزوجية بالطبلؽ
أو الوفاة أـ ال؟ فإذا كاف موضوع الدعوى يدخؿ ضمف آثار عقد الزواج مف حقوؽ
والتزامات ،كطمب مؤخر الصداؽ أو طمب نصيب الزوج في األمواؿ المشتركة المكتسبة
فإف الزوج ناقص األىمية يبقى أىبل لمتقاضي فييا حتى لو انحمتخبلؿ الحياة الزوجيةّ ،
ؾ الرابطة الزوجية كالمطالبة صّْن َ
ؼ موضوع الدعوى ضمف آثار ف ّ الرابطة الزوجية ،أما لو ُ
نص الفقرة الثانية مف المادة السابعة ال يشمميا،
فإنني أعتقد أف ّ
بتوابع الطبلؽ مثبلّ ،
وليو أف يباشر
نما عمى ّ وبالتالي ال يكوف الزوج ناقص األىمية أىبل لمتقاضي فييا ،وا ّ
الدعوى باسمو ،وذلؾ ألف النص منح استثناء لمقاصر المرخص لو بالزواج ،وىذا
مقيد بقيود وجب احتراميا وعدـ التوسع فييا.
االستثناء ّ
سرية
-3نظر بعض قضايا شؤون األسرة في جمسة ّ
نص المشرع الجزائري في المادة 162مف الدستور الجزائري 1عمى ما يمي:
"تعمؿ األحكاـ القضائية وينطؽ بيا في جمسات عبلنية" كما نص في المادة 07مف
ؽ.إ.ـ.إ عمى " :الجمسات عمنية ،ما لـ تمس العبلنية بالنظاـ العاـ أو اآلداب العامة
أو حرمة األسرة".
وعميو فقد جعؿ المشرع مبدأ عمنية الجمسات مف القواعد العامة التي تخضع ليا
مختمؼ الدعاوى ،فالنطؽ بالحكـ في جمسة عمنية مبدأً دستورياً ال استثناء عميو ،وعمنية
ألف المادة 07وردت ضمف
الجمسات مبدأً قانونياً يشمؿ جميع الدعاوى إال ما استثنيّ ،
قانوف رقـ 01-16مؤرخ في 2016/03/06يتضمف التعديؿ الدستوري ،الجريدة الرسمية عدد ،14ص .30 1
167
األحكاـ التمييدية في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ويقصد بالعمنية حضور الجميور
إلى قاعة الجمسات التي تشيد إجراءات الدعوى ،وذلؾ في مختمؼ مراحميا ،سواء أثناء
المرافعات أو عند النطؽ بالحكـ ،واليدؼ مف ذلؾ تمكيف الرأي العاـ مف مراقبة عمؿ
القضاء والتزامو بتطبيؽ القانوف.
المشرع الجزائري بعض قضايا شؤوف األسرة بخصوصية النظر في ّ خص
ّ وقد
الدعاوى المتعمقة بيا في جمسات سرية ،مخالفا بذلؾ القواعد العامة التي تنص عمى عمنية
الجمسات ،وذلؾ مف أجؿ الحفاظ عمى مصمحة األوالد وعدـ إفشاء األسرار الخاصة
تمس حرمة األسرة ،وىي مف بيف األسباب التي تُ ّقيد عبلنيةألنيا قضايا ّ
باألسرةّ ،
الجمسات حسب ما ورد في المادة 07سالفة الذكر ،فمتى تعمّؽ األمر بالنظر في قضية
فإف القاضي ينظر فييا في جمسة
تمس بالنظاـ العاـ أو اآلداب العامة أو بحرمة األسرة ّ
ّ
سرية ،بحضور الخصوـ ومحامييـ فقط ،ويمكف أف يكوف ذلؾ في مختمؼ مراحؿ
التقاضي ،إالّ أف النطؽ بالحكـ يكوف عمنيا.1
نص عميو المشرع المصري في المادة الخامسة مف قانوف ونفس الحكـ ّ
،2000/1حيث لممحكمة أف تقرر نظر المسائؿ المتعمقة باألحواؿ الشخصية مراعاة
العتبارات النظاـ العاـ أو اآلداب في غرفة المشورة ،وبحضور أحد أعضاء النيابة العامة
ممثمة في الدعوى ،وتنطؽ باألحكاـ والق اررات في جمسة عمنية.
سرية "جمسات الصمح" ،وذلؾ حرصا
ومف بيف القضايا التي ينظر فييا بجمسات ّ
نصت المادة 439مف ؽ.إ.ـ.إ عمى:
عمى عدـ إفشاء أسرار بيت الزوجية لمعامة ،بحيث ّ
وتتـ في جمسة سرية" ،ومف بيف القضايا كذلؾ "دعاوى النسب"
"محاوالت الصمح وجوبيةّ ،
المتعمقة باالعتراؼ بالنسب بالبنوة أو باألبوة أو باألمومة لشخص مجيوؿ النسب أو إنكار
األبوة ،فيي دعاوى ينظر فييا بحضور ممثؿ النيابة العامة ،وفي جمسة سرية ،وذلؾ
بموجب المادة 491 ،490مف ؽ.إ.ـ.إ ،ومف بيف القضايا كذلؾ "مسألة الكفالة" حيث
نص المشرع في المادة 494مف ؽ.إ.ـ.إ عمى أنو ينظر في طمب الكفالة في غرفة
168
المشورة بعد أخذ رأي ممثؿ النيابة العامة ،وفي المادة 496مف ؽ.إ.ـ.إ عمى أف دعاوى
إلغاء الكفالة أو التخمي عنيا ينظر فييا في جمسة سرية بعد سماع ممثؿ النيابة العامة.
-04إعفاء قضايا شؤون األسرة واستثنائيا من ضرورة التمثيل الوجوبي
بواسطة محامي في مرحمة االستئناف
أقر المشرع في الفقرة األولى مف المادة 538مف ؽ.إ.ـ.إ أصبل عاما ىو وجوب
ّ
أف
تمثيؿ الخصوـ مف طرؼ محاـ عمى مستوى جية االستئناؼ بالمجمس القضائي ،إذ ّ
ألف اإلجراءات أماـ المجمس القضائي
عدـ احتراـ ىذا الشرط يرتب عدـ قبوؿ االستئناؼّ ،
أمر يتطمب أف يكوف الخصـ
تتـ أساسا بالكتابة وفقا لنص المادة 537مف ؽ.إ.ـ.إ ،وىو ُ
ّ
عامة الناس،
عمى عمـ ودراية بأساسيات الكتابة القانونية وأسموبيا ،وىو أمر ال يتوفر في ّ
يحمؿ
أف ىذا الوجوب ّ
لذا أسند المشرع ذلؾ لممحامي الذي تمقى تكوينا بذلؾ ،بالرغـ مف ّ
جدية األسباب التي تبنى
الخصوـ مصاريؼ وأتعاب إضافية ،وذلؾ حتى يضمف المشرع ّ
عمييا العرائض المقدمة أماـ المجمس القضائي ،فيسيؿ أداء القضاة المرفوع أماميـ
النزاع.
أف المشرع وبموجب الفقرة الثانية مف المادة 538مف ؽ.إ.ـ.إ استثنى غير ّ
قضايا شؤوف األسرة والقضايا االجتماعية بالنسبة لمعماؿ ،مف وجوبية تمثيؿ األطراؼ
بمحاـ عمى مستوى المجمس القضائي ،نظ ار لخصوصية ىذه القضايا ،وحتى ال يشكؿ ىذا
الشرط عبئا إضافيا أو عائقا يحوؿ دوف لجوء األطراؼ إلى المطالبة بحقيـ عمى مستوى
خص بيا قضايا شؤوف األسرة والقضايا االجتماعية بالنسبةّ الدرجة الثانية ،وىي ميزة
لمعماؿ ،وقد أحسف المشرع في ذلؾ ،نظ ار لكوف الفئات المعنية بيذه القضايا قد تكوف
ضعيفة أو متوسطة الدخؿ ،وحتى ال تُحرـ مف إمكانية التقاضي والحصوؿ عمى حقيا،
فسمح المشرع لمخصوـ في دعاوى شؤوف األسرة بتحرير العرائض بأنفسيـ وتوقيعيا
وتقديميا لمقضاء سواء عمى مستوى الدرجة األولى أو الدرجة الثانية.
أف حماية ىذه الفئات الي ّشة المعنية باالستثناء مف التمثيؿ
غير ّأنني أعتقد ّ
الوجوبي بمحاـ أماـ المجمس القضائي ،يتحقّؽ كذلؾ مف خبلؿ تفعيؿ آلية المساعدة
ألف الكثير مف القضايا التي ال يصؿ األطراؼ مف خبلليا
القضائية وتسييؿ إجراءاتياّ ،
إلى تحصيؿ حقوقيـ سببيا عدـ اطّبلعيـ عمى اإلجراءات القانونية الصحيحة في طمب
169
حقوقيـ ،وجيميـ بالدفوع القانونية التي كاف يتوجب عمييـ إثارتيا أماـ القضاء لمحكـ
لصالحيـ ،وبتوكيميـ لمحاـ يتحقؽ الغرض المنشود مف خبلؿ المجوء إلى القضاء ،وىو
أقره المشرع في قضايا
يعد االستثناء الذي ّ
تحصيؿ الحقوؽ وحماية المراكز القانونية ،لذا ّ
شؤوف األسرة والخاص بعدـ وجوبية التمثيؿ بمحاـ أماـ المجمس القضائي أم ار إيجابيا،
وتدعيما لو أ وصي بتفعيؿ آلية المساعدة القضائية وتسييؿ إجراءاتيا بالنسبة لمخصوـ في
قضايا شؤوف األسرة.
عفي بعض دعاوى شؤوف األسرة مف وتجدر اإلشارة إلى أف التشريع المصري ي ِ
ُ ّ
نصت المادة الثالثة مف
دفع الرسوـ القضائية عند تسجيميا لدى الجية القضائية ،حيث ّ
القانوف 2000/1عمى ّأنو" :تعفى دعاوى النفقات وما في حكميا مف األجور
والمصروفات بجميع أنواعيا مف كافة الرسوـ القضائية في كؿ مراحؿ التقاضي" ،والغاية
أف رافع دعوى النفقة غالبا ما تكوف الزوجة أو المطمقة أو األوالد ،وىي
مف ذلؾ تكمف في ّ
ماسة لقوت يوميا ،وعاجزة عف دفع تكاليؼ أطراؼ غالبا ما تكوف معسرة ،وفي حاجة ّ
قدر المشرع المصريجديدة مف أجؿ المجوء إلى القضاء وطمب حقيا في النفقة ،لذا ّ
ضرورة إعفاءىا مف أية تكاليؼ قد تصرفيا عف المطالبة بحقيا أماـ القضاء ،وىو إعفاء
يستفيد منو الدائف بالنفقة ،سواء كاف زوجة أو مطمقة أو ولدا أو الوالديف عمى مستوى
مختمؼ الجيات القضائية ،متى تعمّؽ األمر بموضوع النفقة فقط ،أما ما يخرج عف مفيوـ
النفقة فبل يدخؿ ضمف ىذا اإلعفاء ،كما ال يستفيد المديف بالنفقة مف ىذا اإلعفاء إذا
ما رفع دعوى مف أجؿ إسقاط النفقة أو المطالبة بتخفيض مبالغيا.1
وأعتقد أف ىذا االستثناء المتعمؽ بإعفاء دعاوى النفقة مف دفع الرسوـ القضائية،
تميز ىذا النوع
استثناء في محمو ،وجدير األخذ بو والنص عميو ،نظ ار لمخصوصية التي ّ
مف الدعاوى المتعمقة بشؤوف األسرة.
-05إلزامية إدخال النيابة كطرف في دعاوى شؤون األسرة
أضاؼ المشرع الجزائري بموجب المادة 03مكرر مف ؽ.أ شرطا جديدا مف
شروط قبوؿ دعاوى شؤوف األسرة ،يتمثؿ في ضرورة أف تكوف النيابة العامة طرفا أصميا
أحمد خميؿ ،خصوصيات التقاضي في مسائؿ األحواؿ الشخصية المتعمقة بالوالية عمى النفس ،مرجع سابؽ ،ص 1
.106
170
في القضايا التي ترمي إلى تطبيؽ أحكاـ قانوف األسرة ،وىو ما يستنتج منو شرطا جديدا
المدعي
مف شروط إجراءات التقاضي في مجاؿ دعاوى شؤوف األسرة ،بحيث يجب عمى ّ
في قضايا شؤوف األسرة أف ي ِ
دخ َؿ النيابة العامة كطرؼ في الدعوى التي يرفعيا أماـ ُ
فإف مصير دعواه عدـ القبوؿ. القضاء ،واال ّ
ثالثا -التمييز بين دعاوى الطال ق إجرائيا
ميز ؽ.إ.ـ.إ فيما
المشرع بتنظيـ إجراءات الطبلؽ حسب نوعو ،حيث ّ ّ اىتـ
ّ
يخص إجراءات الطبلؽ بيف نوعيف مف أنواع الطبلؽ ،المتعمقة باإلجراءات المتّبعة في
خص الطبلؽ بالتراضي بإجراءات محددة ،باعتبار أف رفع الدعوى والفصؿ فييا ،حيث ّ
وخص الطبلؽ بطمبّ ؾ الرابطة الزوجية واآلثار المترتبة عمى ذلؾ،
الزوجيف اتّفقا عمى ف ّ
سيتـ توضيحو فيما يمي:
مف أحد الزوجيف بإجراءات أخرى ،وىو ما ّ
-1إجراءات الطالق بالتراضي
عرفت المادة 427مف ؽ.إ.ـ.إ الطبلؽ بالتراضي عمى أّنو إجراء يرمي إلى حؿ
ّ
يتـ الطبلؽ بالتراضي باتفاؽ الزوجيف
الرابطة الزوجية بإرادة الزوجيف المشتركة ،حيث ّ
عمى ح ّؿ الرابطة الزوجية ،ويجري التوافؽ بينيما في المسائؿ المتعمقة بآثار الطبلؽ،
كنفقة األبناء وتوفير مسكف لممارسة الحضانة ،أو غيرىا مف المسائؿ األخرى ،كما ّبيف
المشرع اإلجراءات الواجبة اإلتباع في حالة الطبلؽ بالتراضي في المواد 428إلى 435
ّ
خاصة خبلفا لما ىو معموؿ بو في رفع الدعاوى
ّ ميزه المشرع بإجراءات
مف ؽ.إ.ـ.إ ،وقد ّ
يقدـ بموجب عريضة وحيدة موقعة
العادية ،حيث تُرفع الدعوى في شكؿ طمب مشترؾّ ،
مف الزوجيف ،تودع بأمانة ضبط المحكمة التي يقع بدائرة اختصاصيا اإلقميمي مكاف
إق امة أحد الزوجيف حسب اختيارىما ،وبعد دفع رسـ التسجيؿ وقيدىا في سجؿ المحكمة،
يخطر أميف الضبط الطرفيف بتاريخ حضورىما أماـ القاضي ،ويسمّـ ليما استدعاء ليذا
الغرض.
ويجب أف تتضمف العريضة المشتركة المقدمة مف الطرفيف البيانات اآلتية:
الجية القضائية المرفوع أماميا الطمب.
-بياف ّ
-اسـ ولقب وجنسية كبل الزوجيف وموطف وتاريخ ومكاف ميبلدىما.
القصر.
ّ -تاريخ ومكاف زواجيما ،وعند االقتضاء عدد األوالد
171
-عرض موجز يتضمف شروط االتفاؽ الحاصؿ بيف الزوجيف حوؿ توابع الطبلؽ.
يقدـ الطرفيف مع العريضة المسجمة بأمانة الضبط شيادة عائمية ومستخرج
كما يشترط أف ّ
مف عقد زواج المعنييف.
واذا كاف المشرع قد أقّر لمولي أو المقدـ إمكانية تقديـ طمب الطبلؽ باسـ الزوج
أف المشرع منع
ناقص األىمية عموما ،وذلؾ بموجب المادة 437مف ؽ.إ.ـ.إ ،غير ّ
بموجب المادة 432مف ؽ.إ.ـ.إ تقديـ طمب الطبلؽ بالتراضي إذا كاف أحد الزوجيف
موضوعا تحت نظاـ التقديـ ،أو ظير عميو اختبلؿ في قدراتو الذىنية تمنعو مف التعبير
أف الولي والوصي ُيسمح ليما بتقديـ
عف إرادتو ،وىو ما يستنتج منو بمفيوـ المخالفة ّ
طمب الطبلؽ بالتراضي باسـ الزوج القاصر ،غير أنو إذا ظير عمى القاصر اختبلالت
ذىنية تمنعو مف التعبير عف إرادتو ،فيمنع تقديـ طمب الطبلؽ بالتراضي حتى مف طرؼ
الولي أو الوصي.1
وتختص دعاوى الطبلؽ بالتراضي كوف الطرفيف معفييف مف تبميغ العريضة
المقدمة مشتركة بينيما ،واّنما
ّ أف العريضة
وتكميؼ بعضيما بالحضور لمجمسة ،باعتبار ّ
تبمغ النيابة العامة فقط باعتبارىا طرفا في الدعوى مف قبؿ أمانة الضبط ،حيث ال تُطبؽ
المواد المتعمقة بتبميغ عريضة افتتاح الدعوى والمستندات لمخصوـ المنصوص عمييا في
المادتيف 16و 21مف ؽ.إ.ـ.إ ،وال تكميؼ الخصـ بالحضور.
جميا في الطبلؽ بالتراضي عند مثوؿ الطرفيف أمامو ،حيث ويظير دور القاضي ّ
يقوـ أوال بمراقبة عريضة الدعوى واحتواءىا عمى كافة البيانات المطموبة قانونا ،وتوقيعيا
مف الطرفيف ،كما عميو أف يتأ ّكد مف إرادة الزوجيف الفعمية في الطبلؽ ،ورضاىما بو،
ثـ مجتمعيف ،كما يحاوؿ الصمح بينيما إذا كاف ذلؾ ممكنا، وذلؾ بسماعيما عمى انفراد ّ
ويقوـ بمراقبة فحوى االتفاؽ المبرـ بينيما ،ومدى شرعية بنود االتفاؽ وتوافقيا مع القانوف
تضمف اتفاقيما ما يخالؼ النظاـ العاـ أو مصمحة األبناء المحضونيف
ّ والنظاـ العاـ ،فإذا
يعدؿ ما يرى فيو ضرورة لتعديمو ،ثـ ُيصدر
فممقاضي أف يحذؼ البنود المخالفة لذلؾ ،أو ّ
172
ويصرح بالطبلؽ بالتراضي بيف الطرفيف ،ويصادؽ عمى بنودّ حكمو بإثبات إرادة الزوجيف،
االتفاؽ النيائي التي ال تخالؼ مصمحة األوالد والنظاـ العاـ.
كما تختص أحكاـ الطبلؽ بالتراضي بكونيا تصدر في أوؿ وآخر درجة ،أي أنيا
غير قابمة لبلستئناؼ ،وفقا لنص المادة 433مف ؽ.إ.ـ.إ ،لكنيا تقبؿ الطعف بالنقض
فييا مف طرؼ أحد الزوجيف أو مف طرؼ النيابة العامة ،وىو ما يفيـ مف نص المادتيف
434و 435مف ؽ.إ.ـ.إ ،ويسري أجؿ الطعف بالنقض خبلؿ شيريف ابتداء مف تاريخ
النطؽ بالحكـ ،ال مف تاريخ تبميغ الحكـ ،خبلفا لمقواعد العامة التي يبدأ سرياف آجاؿ
الطعف بالن قض فييا مف تاريخ التبميغ الرسمي لمحكـ المطعوف فيو ،1وقد أ ّكد أحد ق اررات
أف أحكاـ
أف االجتياد القضائي -في ظؿ ؽ.إ.ـ الممغى -في المسألة عمى ّ المحكمة العميا ّ
الطبلؽ بالتراضي ال توصؼ ال باالبتدائية وال النيائية وال تقبؿ الطعف فييا إال بالتزوير،2
حيث جاء فيو "مف المقرر قانونا أف الطبلؽ بالتراضي ىو مجرد إشياد مف المحكمة عمى
رغبة الطرفيف في الطبلؽ ،وال يوصؼ باالبتدائية أو النيائية ،وال يحؽ ألي مف الزوجيف
أقر جواز الطعف
الطعف فيو إال عف طريؽ دعوى التزوير" ،غير أنو بصدور ؽ.إ.ـ.إ فقد ّ
بالنقض في أحكاـ الطبلؽ بالتراضي.
إف الغاية مف قابمية حكـ الطبلؽ بالتراضي لمطعف بالنقض ىو السماح لممحكمة
ّ
تـ بيف الزوجيف وعدـ
العميا مراقبة التطبيؽ الصحيح لمقانوف بخصوص االتفاؽ الذي ّ
أف الطعف بالنقض ال يوقؼ مخالفتو لمنظاـ العاـ ،ومبلءمتو مع مصمحة األوالد ،غير ّ
تنفيذ حكـ الطبلؽ بالتراضي ،احتراما لمبدأ حرية اإلرادة ،3طبقا لممادة 435مف ؽ.إ.ـ.إ،
وذلؾ خبلفا لمقاعدة التي تقضي بإيقاؼ تنفيذ الحكـ المتعمؽ بحالة األشخاص عند الطعف
بالنقض ،وبذلؾ يمكف تسجيؿ أحكاـ الطبلؽ بالتراضي في سجبلت الحالة المدنية بالرغـ
تنص المادة 354مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى أنو " :يرفع الطعف بالنقض في أجؿ شيريف يبدأ مف 1
تـ التبميغ
تـ شخصيا .ويمدد أجؿ الطعف بالنقض إلى ثبلثة أشير ،إذا ّ
تاريخ التبميغ الرسمي لمحكـ المطعوف فيو إذا ّ
الرسمي في موطنو الحقيقي أو المختار".
قرار المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 243943المؤرخ في ،2000/05/23مجمة االجتياد 2
173
مف الطعف فييا بالنقض ،حيث ح ّؿ المشرع المشكؿ الذي كاف سائدا قبؿ صدور ؽ.إ.ـ.إ،
والذي كاف يقضي بعدـ تسجيؿ أحكاـ الطبلؽ في حالة وجود طعف بالنقض.
-2إجراءات الطالق بطمب من أحد الزوجين
المشرع في المواد 436إلى 438مف ؽ.إ.ـ.إ اإلجراءات الواجبة اإلتباع في
ّ ّبيف
دعاوى الطبلؽ ،عندما يكوف الطمب مف أحد الزوجيف ،سواء كاف طمب الطبلؽ مف الزوج
باإلرادة المنفردة ،أو كاف طبلقا قبؿ الدخوؿ ،أو بطمب مف الزوجة عف طريؽ التطميؽ أو
فرؽ مف حيث اإلجراءات بيف
الخمع ،وأخضع طمبيما لنفس المراحؿ اإلجرائية ،حيث لـ ُي ّ
طمب الزوج أو طمب الزوجة.1
يتـ بموجب عريضة افتتاحية تستوفي
أي نزاع أماـ القضاء ّ
أف طرح ّوباعتبار ّ
تتـ بتقديـ
فإف رفع دعوى الطبلؽ بطمب مف أحد الزوجيف ّالشروط المذكورة سالفاّ ،
وم َؤَّر َخة أماـ قسـ شؤوف األسرة بالمحكمة المختصة ،وفقا
موقَعة ُ
عريضة مكتوبةَّ ،
لؤلشكاؿ المقررة لرفع الدعاوى ،تطبيقا لنص المادة 436مف ؽ.إ.ـ.إ ،يرفعيا أحد
يبيف فييا األسباب التي تدعوه إلى
الزوجيف ضد الزوج اآلخر بحضور النيابة العامةّ ،
المختصة ،يقوـ المدعي
ّ طمب الطبلؽ ،حيث بعد تسجيؿ العريضة بأمانة ضبط المحكمة
بتبميغيا رسميا إلى المدعى عميو والى النيابة العامة وتكميفيما بالحضور لمجمسة ،كما
يجوز أف تُبمغ النيابة العامة عف طريؽ أمانة الضبط ،وفقا لنص المادة 438مف
فيقد ُـ الطمب باسمو مف قبؿ
قدـ طمب الطبلؽ ناقص األىميةّ ،
ؽ.إ.ـ.إ ،واذا كاف الزوج ُم ّ
وليو أو مقدمو ،حسب الحالة ،وفقا لنص المادة 437مف ؽ.إ.ـ.إ.
وتتميز إجراءات فؾ الرابطة الزوجية بوجوبية إجراء الصمح ،ىذا األخير الذي ّ
ؾ ىذا النقص عند صدور يبيف المشرع إجراءاتو وأحكامو في قانوف األسرة ،لكف تَ َد َار َ
لـ ّ
وبيف بعض التفاصيؿ المتعمقة بو ،في المواد 439إلى المادة 449منو ،2حيث ؽ.إ.ـ.إّ ،
في أوؿ جمسة يحدد القاضي تاريخ إجراء الصمح بيف الزوجيف ،وبعد إجراء عدة محاوالت
لمصمح بينيما طبقا لنص المادة 49مف ؽ.إ.ـ.إ ،قد تنجح محاوالت الصمح ،ويوفؽ
تنص المادة 439مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى ما يمي " :محاوالت الصمح وجوبية وتتـ في جمسة
ّ
2
سرية".
ّ
174
صرح بالطبلؽ ،أو يقنع الزوجة
القاضي في إقناع الزوج باستعماؿ حؽ الرجعة إف كاف قد ّ
بالعدوؿ عف طمبيا في التطميؽ أو الخمع ،وقد تفشؿ ىذه المحاوالت ،فيشرع القاضي في
المدعى عميو مف عريضة الدعوى وممؼ الموضوع،
مناقشة موضوع الدعوى ،وبعد تمكيف ّ
رد كتابي في
المدعي وحججو المبسوطة في العريضة ،وذلؾ بموجب ّ
فإنو يناقش طمبات ّ
ّ
المدعي
يبيف فييا موقفو مف طمبات ّ
المدعيّ ،
يقدمو إلى القاضي و ّ الرد ،والذي ّ
مقاؿ ّ
المدعي والمدعى عميو بموجب
وردوده ،كما يوضح طمباتو لممحكمة ،وبعد أخذ ورّد بيف ّ
مذكرات كتابية وتدعيمية ،وبعد أف تأخذ الدعوى كفايتيا مف تبادؿ العرائض والمناقشة بيف
الطرفيف ،يقرر القاضي إقفاؿ باب المناقشة ،ويحيؿ القضية لممداولة ،وبعدىا ينطؽ
بالحكـ الفاصؿ في الدعوى.
وتكوف أحكاـ الطبلؽ صادرة في أوؿ وآخر درجة ماعدا جوانبيا المادية ،وفقا
لنص المادة 57مف ؽ.أ ،أي ّأنو ال يجوز استئناؼ األحكاـ الفاصمة في الطبلؽ
والتطميؽ والخمع إال فيما يتعمؽ بتوابع الطبلؽ المادية ،فيجوز استئناؼ الحكـ فييا،
ومثاليا المسائؿ المتعمقة بالتعويض عف الطبلؽ أو النفقة أو توفير مسكف لمحضانة
أو فيما يخص متاع البيت أو غيرىا مف األمور المادية المتعمقة بالطبلؽ ،كما أجاز
المشرع الطعف في األحكاـ الفاصمة في الطبلؽ عف طريؽ النقض أماـ المحكمة العميا،
والتي تراقب مدى احتراـ قضاة الموضوع لمقانوف ،وال تعيد طرح الوقائع مف جديد.
رابعا -مضمون الحكم الفاصل في دعوى فك الرابطة الزوجية
يصدر الحكـ الفاصؿ في دعوى الطبلؽ إماّ برفض دعوى الطبلؽ لسبب مف
األسباب الموجبة لذلؾ ،وا ّما باالستجابة لطمب فؾ الرابطة الزوجية ،عف طريؽ التطميؽ،
أو الخمع ،أو بالطبلؽ بالتراضي بيف الزوجيف ،ومف بيف ما يتضمنو حكـ فؾ الرابطة
الزوجية التسبيب ،1وذلؾ ببياف ما أقنع القاضي وجعمو يتّجو االتجاه الذي قضى فيو
بالطبلؽ بيف الزوجيف ،فدعوى الطبلؽ مف الخطورة بمكاف ،حيث تؤدي إلى ىدـ الميثاؽ
الغميظ الذي يربط طرفييا ،بؿ وتتعدى آثارىا السمبية إلى األوالد والمجتمع بأسره ،لذا البد
فييا مف تسبيب حكـ الطبلؽ تسبيبا دقيقاُ ،ي ّبيف فيو القاضي ما توصؿ إليو مف وقائع
الغوثي بف ممحة ،قانوف األسرة عمى ضوء الفقو والقضاء ،ط ،3ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2015 ،ص 1
.120
175
وأدلّة ومبررات ونتائج ،باستثناء الدعاوى التي ترمي إلى إثبات الطبلؽ باإلرادة المنفردة
ألف العصمة بيده ،وىو الذي
أف القاضي ممزـ باالستجابة لطمب الزوجّ ، لمزوج ،فأعتقد ّ
يوقع الطبلؽ بمجرد التصريح بو ،والحكـ القضائي ما ىو إال كاشؼ لمركز قانوني أوقعو
الزوج.
ومف أىـ ما يجب أف يتضمنو حكـ الطبلؽ ،اإلشارة إلى إجراء محاوالت الصمح
توصؿ إلييا
ّ مف طرؼ القاضي ،تحقيقا لمضموف المادة 49مف ؽ.أ ،والنتائج التي
القاضي مف خبلؿ محاوالتو اإلصبلح بيف الزوجيف ،وذلؾ حتى ال يعرض حكمو لمطعف
توصؿ إليو الحكماف مف
تـ المجوء إليو ،وما ّ
فيو بالنقض ،كما يشير إلى إجراء التحكيـ إف ّ
نتائج ،تطبيقا لنص المادة 56مف ؽ.أ.
وأوؿ ما يتضمنو منطوؽ حكـ الطبلؽ ىو فؾ الرابطة الزوجية بيف طرفي الدعوى
إما باإلرادة المنفردة لمزوج ،أو بالتطميؽ ،أو الخمع ،أو بالتراضي ،مع أمر ضابط
بالطبلؽ ّ
تـ إبراـ عقد الزواج فييا بتسجيؿ حكـ الطبلؽ في سجبلت الحالة المدنية بالبمدية التي ّ
المختصة وعقد
ّ الحالة المدنية ،والتأشير بو عمى ىامش عقدي ميبلد كبل الزوجيف بالبمدية
الشؽ مف
ّ زواجيما ،تطبيقا لنص المادتيف 59و 60مف قانوف الحالة المدنية ،ويكوف ىذا
الحكـ صادر في أوؿ وآخر درجة.
كما يتضمف حكـ الطبلؽ غالبا الفصؿ في المسائؿ المتعمقة بآثار الطبلؽ في
أوؿ درجة ،ومف ضمنيا إلزاـ المطمؽ بدفع مبمغ تعويض لممطمقة في حالة الطبلؽ
التعسفي أو التطميؽ ،أو إلزاـ المختمعة دفع مبمغ مقابؿ الخمع ،باإلضافة إلى منح المطمقة
العدة ،وكذا نفقة إىماؿ تسري مف تاريخ رفع الدعوى إلى غاية صدور حكـ الطبلؽ،نفقة ّ
وقد يحكـ بيا أحيانا ابتداء مف سنة قبؿ رفع الدعوى كأقصى حد ،إذا أثبتت المطمقة عدـ
إنفاؽ الزوج عمييا خبلؿ ىذه الفترة.
كما يتضمف حكـ الطبلؽ إسناد حضانة األوالد القاصريف لممطمقة غالبا ،مع
منحيا حؽ الوالية عمييـ ،والزاـ المطمؽ بدفع نفقة غذائية شيرية لكؿ واحد مف األوالد
المحضونيف ،تسري غالبا مف تاريخ رفع الدعوى وتستمر إلى غاية سقوطيا شرعا وقانونا،
مع إلزاـ المطمؽ بتوفير لممطمقة مسكنا مبلئما لممارسة الحضانة ،واف تع ّذر عميو ذلؾ
176
إلزامو بدفع ليا بدؿ إيجار شيري ،يسري غالبا ابتداء مف تاريخ تحرير محضر بعدـ توفير
مسكف لمحضانة ،ويستمر إلى غاية سقوط الحصانة.
كما يتضمف حكـ الطبلؽ منح حؽ الزيارة لمزوج الذي لـ تسند لو الحضانة ،وىي
تتعمؽ ِ
بس ّْف األوالد المحضونيف ،لكف غالبا ما يحكـ بحؽ الزيارة لؤلب أسبوعيا يومي
الجمعة والسبت مف الساعة التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء ،وفي األعياد والمناسبات
الوطنية والدينية والعطؿ المدرسية مناصفة بيف الطرفيف عمى أف يكوف النصؼ األوؿ
لؤلب.
ومف بيف ما يتضمنو حكـ الطبلؽ كذلؾ الفصؿ في النزاع المتعمؽ بالمتاع،
برد المتاع الخاص بالمطمقة وفقا لمقائمة المؤشر عمييا مف طرؼ
وغالبا ما ُيمزـ المطمؽ ّ
المحكمة ،كما يتضمف حكـ الطبلؽ الفصؿ فيمف يتحمؿ المصاريؼ القضائية ،حيث
يتحمميا قانونا خاسر الدعوى ،وغالبا ما ُيحمميا القاضي لمطرؼ الذي وقع الطبلؽ بظمـ
منو.
177
المطمب األول :إجراءات الصمح والتحكيم في قضايا ف ّك الرابطة الزوجية
178
1
ثـ
يتـ التطرؽ إلجراء الصمح مف خبلؿ دراسة أحكامو أوالّ ،
النزاع وفض الخصومة ،و ّ
آثاره ثانيا.
أوال -أحكام الصمح في قضايا ف ّك الرابطة الزوجية
عدة نقاط ىي:
ؾ الرابطة الزوجية مف خبلؿ ّ
يتـ تناوؿ أحكاـ الصمح في قضايا ف ّ
ّ
مفيوـ إجراء الصمح ،طبيعتو ،قيمتو اإلجرائية عمى مستوى جية االستئناؼ ،إجراءات
سير جمسة الصمح ،قواعد الحضور والغياب عف جمسة الصمح ،عدد محاوالت الصمح،
مدى قبوؿ الوكالة في الصمح.
-1مفيوم إجراء الصمح
لـ َي ِرْد تعريؼ جامع مانع لمحاولة الصمح التي يجرييا القاضي مف طرؼ
أف فقياء الشريعة والقانوف يتّفقوف عمى اعتبار الصمح عقد كسائر العقود،
المشرع ،غير ّ
2
وعرفو
شرعا عبارة عف عقد وضع لرفع المنازعة" ّ ،
بأف" :الصمح ً عرفو ابف عابديف ّ حيث ّ
3
عرفو
بأنو" :الصمح معاقدة يتوصؿ بيا إلى اإلصبلح بيف المتخاصميف" ،كما ّ ابف قدامة ّ
فض النزاعات الناشبة بينيـ وديا"،4
األستاذ ابراىيـ نجار بأنو " :اتفاؽ المتنازعيف عمى ّ
المشرع الجزائري بيذا المعنى في القانوف المدني بصدد تعريفو لمصمح في المادة
ّ وقد أخذ
ونص يا " :الصمح عقد ينيي بو الطرفاف نزاعا قائما أو يتوقياف بو نزاعا
ّ 459منو،
محتمبل ،وذلؾ بأف يتنازؿ كؿ منيما عمى وجو التبادؿ عف حقو".
عرؼ األستاذ عمر
أف تعريؼ الصمح في شؤوف األسرة لو خصوصيتو ،فقد ّ
غير ّ
بأف محاولة الصمح بيف الزوجيف ىي أف يقوـ القاضي بجمع الزوجيف أمامو
زودةّ " :
عبد العزيز سعد ،قانوف األسرة وعبلقتو بقانوف اإلجراءات المدنية ،مجمة نشرة القضاة ،و ازرة العدؿ ،العدد ،1الجزائر، 1
سنة ،1047ص.07
ابف عابديف حاشية ،رد المحتار عمى الدر المختار شرح تنوير األبصار ،ج ،0دار الفكر ،دوف بمد النشر 2
،1979ص .628
ابف قدامة المقدسي ،موفؽ الديف محمد عبد اهلل بف احمد بف محمد ،المغني والشرح الكبير ،ج ،8دار الكتاب 3
زودة عمر ،طبيعة األحكاـ بإنياء ال اربطة الزوجية وأثر الطعف فييا ،انسكموبيديا ،الجزائر ،2003 ،ص .108 1
لمطاعي نور الديف ،عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ ،ص 141و.180 2
180
راجع زوجتو أثناء محاولة الصمح ال يحتاج إلى عقد جديد ،ومف راجعيا بعد صدور الحكـ
العدة عمى النحو
بالطبلؽ يحتاج إلى عقد جديد" ،وذلؾ باستبداؿ محاولة الصمح بمفظ ّ
العدة ال يحتاج إلى عقد جديد ،ومف راجعيا بعد انتياء
التالي" :مف راجع زوجتو أثناء فترة ّ
فترة العدة يحتاج إلى عقد جديد".
اء وقائياً ،1يقوـ بو القاضي وجوبا مف
ويمكف اعتبار الصمح في شؤوف األسرة إجر ً
ودي لمنزاع القائـ
أجؿ تقريب وجيات النظر بيف الزوجيف المتخاصميف ،وايجاد حؿ ّ
بينيما ،مف أجؿ استئناؼ الحياة الزوجية مف جديد إذا كاف ذلؾ ممكنا.
-02طبيعة إجراء الصمح
اء
ميـ يتعمؽ بإجراء الصمح في شؤوف األسرة ،ومدى اعتباره إجر ًُيطرح تساؤ ٌؿ ٌ
ثـ ما
جوىرًيا يتعمؽ بالنظاـ العاـ؟ أـ ىو إجراء غير جوىري وال عبلقة لو بالنظاـ العاـ؟ ّ
ىو أثر تخمّؼ إجراء الصمح عمى الحكـ القضائي بالطبلؽ بيف الزوجيف ،ىؿ يعتبر ىذا
الحكـ باطبل أـ ىو حكـ صحيح؟
تنص المادة 49في فقرتيا األولى مف ؽ.أ عمى ّأنو" :ال يثبت الطبلؽ إال بحكـ
بعد عدة محاوالت يجرييا القاضي ،دوف أف تتجاوز مدتو ثبلثة أشير ابتداء مف تاريخ رفع
تتـ في
الدعوى" ،كما تنص المادة 439مف ؽ.إ.ـ.إ عمى " :محاوالت الصمح وجوبية و ّ
جمسة سرية" ،وبالتالي يستنتج أنو يجب عمى القاضي في دعاوى الطبلؽ أف يقوـ بجمسة
الصمح قبؿ الفصؿ في موضوع الطمب ،حيث يحاوؿ القاضي تقريب وجيات النظر بيف
الزوج والزوجة مف أجؿ استئناؼ الحياة الزوجية ،والمحافظة عمى الروابط األسرية ،ورعاية
أف قاضي شؤوف األسرة غير ُمخير
لمصمحة األوالد ،ويقصد بوجوبية محاوالت الصمح ّ
في إجراءىا ،بؿ ىو ممزـ بيا ،كما ّأنو ال خيار لممتخاصميف في قبوؿ محاولة الصمح،
أف المحكمة استوفت ىذا
وال يكتفي القاضي بإجرائو فقط ،بؿ عميو أف ُيبيف في الحكـ ّ
اإلجراء ،وىي ميزة تخص دعاوى الطبلؽ تدعـ الخصوصية التي تتميز بيا دعاوى شؤوف
األسرة.
بف حميمة يمينة ،خصوصية إجراءات التقاضي ،مرجع سابؽ ،ص .115 1
181
لكف ىؿ وجوبية الصمح تعني جوىرية ىذا اإلجراء في دعاوى الطبلؽ؟ وىؿ عدـ
معرضا لمنقض أـ ال؟
إجراء الصمح في ىذه الدعاوى يجعؿ الحكـ القضائي ّ
اختمؼ الفقياء في ىذه المسألة إلى اتجاىيف ،األوؿ يرى جوىرية إجراء الصمح،
ومنيـ األستاذ العربي بمحاج ،واألستاذ عمر زودة ،واألستاذ طاىري حسيف ،واألستاذ
لحسيف بف الشيخ آث ممويا ،واألستاذ تقية عبد الفتاح ،واألستاذة تشوار حميدو زكية،
لصحة
ّ أف إجراء الصمح يتعمّؽ بالنظاـ العاـ ،وىو إجراء جوىري ال بد منو
حيث يعتبروف ّ
1
عدة ق اررات لممحكمة العميا ،ومنيا القرار الصادر
العمؿ القانوني ،وىو اتجاه تدعمو ّ
....فإف القضاء بالطبلؽ بيف الزوجيف دوف
ّ بتاريخ ،2012/06/14الذي جاء فيو" :
يعد مخالفا لمقتضيات المادة 49مف قانوف األسرة .2"....
إجراء محاولة صمح ّ
ونشير ىنا إلى موقؼ المشرع المغربي الذي اعتبر محاولة اإلصبلح بيف
الزوجيف قبؿ اإلذف باإلشياد عمى الطبلؽ مف قبيؿ النظاـ العاـ ،3وىو ما يستشؼ مف
الصيغة اآلمرة التي جاءت بيا نص الفقرة األولى مف المادة 81مف مدونة األسرة
المغربية ،ونصيا " :تستدعي المحكمة الزوجيف لمحاولة اإلصبلح".
بمحاج العربي ،الوجيز في شرح قانوف األسرة الجزائري ،ج ،1ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر 2002 ،ص 1
.357
زودة عمر ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية وأثر الطعف فييا ،مرجع سابؽ ،ص .35
طاىري حسيف ،األوسط في شرح قانوف األسرة الجزائري ،ط ،1دار الخمدونية ،الجزائر ،2009 ،ص .249
بف الشيخ آث ممويا لحسيف ،المنتقى في قضاء األحواؿ الشخصية ،ط ،3دار ىومة ،الجزائر ،2011 ،ص .197
تقية عبد الفتاح ،قضايا شؤوف األسرة مف منظور الفقو والتشريع والقضاء ،منشورات ثالة ،الجزائر ،2011 ،ص .153
حميدو تشوار زكية ،مدى حماية األسرة عبر أحكاـ التطميؽ ،عدالة القانوف أـ عدالة القاضي ،مجمة العموـ القانونية
واإلدارية والسياسية ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة أبو بكر بمقايد ،تممساف ،عدد ،2010 ،10ص .121
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ ،687997مؤرخ في ،2012/06/14غير منشور ،نقبل عف 2
عبد الحكيـ بف ىبري ،أحكاـ الصمح في قضاء شؤوف األسرة ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف ،كمية الحقوؽ
سعيد حمديف ،جامعة الجزائر ،01السنة الجامعية ،2015/2014ص .48
محمد الكشبور ،الواضح في شرح مدونة األسرة ،ج ،2انحبلؿ ميثاؽ الزوجية ،ط ،3مطبعة النجاح الجديدة ،الدار 3
زيداف عبد النور ،الصمح في الطبلؽ ،دراسة لمنصوص القانونية والفقيية وفي االجتياد القضائي ،مذكرة لنيؿ شيادة 1
الماجستير في القانوف ،كمية الحقوؽ بف عكنوف ،الجزائر ،السنة الجامعية ،2007/2006 ،ص .118
لمطاعي نور الديف ،عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ ،ص 137وما يمييا. 2
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ ،356657مؤرخ في ،2007/06/13غير منشور ،نقبل عف 3
1مف بيف القائميف بأف حكـ الطبلؽ ىو حكـ منشئ األستاذ بف الشويخ ،أنظر في ذلؾ :بف شويخ الرشيد ،شرح قانوف
األسرة الجزائري المعدؿ ،دراسة مقارنة لبعض التشريعات العربية ،ط ،1دار الخمدونية ،الجزائر ،2008 ،ص ،180
وكذلؾ األستاذ العربي بمحاج يرى أف الطبلؽ في الجزائر ال يقع إال لدى المحكمة ،أنظر في ذلؾ :العربي بمحاج،
الوجيز في شرح قانوف األسرة الج ازئري ،مرجع سابؽ ،ص ،239وكذا األستاذ عمر زودة الذي يرى بأنو ال يمكف إنشاء
الطبلؽ إال بموجب محرر رسمي ،إذ ال يقع الطبلؽ إالّ ابتداء مف صدور ىذا اإلعبلف مف القاضي ،أنظر في ذلؾ:
عمر زودة ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية ،مرجع سابؽ ،ص .34-33
2نور الديف لمطاعي ،عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ ،ص .60
185
تعد
أف محاوالت الصمح في بعض األحياف ال ّ جديد ،وحتى دوف رضاىا ،مما يد ّؿ عمى ّ
صمحا بمعنى الصمح ،إذ لو كانت كذلؾ لكاف إلرادة الزوجة اعتبار عند استعماؿ الزوج
العدة ،ولكف ال اعتبار إلرادتيا في الرجعة ،والقاضي يحكـ بإلزاميا
حؽ الرجعة خبلؿ فترة ّ
العدة حتى لو رفضت الزوجة الرجوع ،وبالتالي ال مجاؿ لمحديث عف الصمح بالرجوع أثناء ّ
صحة الحكـ القضائي.
بمعناه المغوي واالصطبلحي المعيود حينئذ ،وال أثر لو عمى ّ
إف مقارنة المادة 49ؽ.أ المتعمقة بإثبات الطبلؽ ،بالمادة 22مف ؽ.أ
وّ -
المتعمقة بإثبات الزواج ،يظير التقارب الموجود بيف كبل الحالتيف ،فالزواج العرفي الذي
ينعقد خارج مجمس القضاء ودوف تسجيمو في سجبلت الحالة المدنية ،يثبت بحكـ قضائي
ويتـ إثباتو بأثر رجعي مف تاريخ انعقاده ،وليس مف تاريخ صدور الحكـ بتثبيتو،
كاشؼّ ،
وىو األمر المسمّـ بو لدى الجميع ،ونفس الشيء بالنسبة إلثبات الطبلؽ الذي أوقعو الزوج
فيتـ إثباتو بموجب حكـ قضائي كاشؼ عف مركز قانوني موجود، خارج مجمس القضاءّ ،
حث الزوج عمى مراجعة زوجتو دوف عقد جديد خبلؿ فترة العدة،
وما الغاية مف الصمح إال ّ
أو مراجعتيا بعقد جديد إذا انقضت فترة العدة.
عدة استنتاجات
إف لفظ اإلثبات الوارد في المادة 49مف ؽ.أ يقودنا إلى ّ
ؿّ -
أف المادة 49مف ؽ.أ ال تعني سوى نوع واحد مف الطبلؽ،
يمكف أف نستشفيا منو ،ومنيا ّ
ألف التطميؽ والخمع ال يقع
أال وىو الطبلؽ باإلرادة المنفردة ،وال تعني التطميؽ وال الخمعّ ،
إال بيف يدي القاضي ،وىو الذي ينشئو بموجب حكـ قضائي ،بناء عمى طمب الزوجة،
وبالتالي ال يمكننا الحديث عف إثبات شيء غير موجود أساسا ،ويدعـ ذلؾ الترتيب
المنيجي الذي اعتمده المشرع عند تناولو الطبلؽ ،ويتجمّى ذلؾ مف خبلؿ المواد 48إلى
وقسمو إلى
54مف ؽ.أ ،حيث تناوؿ المشرع في المادة 48مف ؽ.أ أنواع الطبلؽّ ،
يتـ بإرادة الزوج ،وطبلؽ بتراضي الزوجيف ،وطبلؽ بطمب مف الزوجة في حدود
طبلؽ ّ
ثـ تناوؿ المشرع في المواد 51 ،50 ،49و 52أحكاـ
المادتيف 53و 54مف ؽ.أّ ،
ثـ تناوؿ في المادتيف 53و 53مكرر أحكاـ
الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،ومف ّ
ثـ تناوؿ في المادة 54مف ؽ.أ أحكاـ الخمع.
التطميؽّ ،
لذلؾ مف الخطأ تعميـ تطبيؽ أحكاـ المواد 52 ،51 ،50 ،49مف ؽ.أ عمى
يتـ بإرادة الزوج فقط ،وىو الخطأ
تخص الطبلؽ الذي ّ
ّ كؿ أنواع الطبلؽ ،في حيف أنيا
186
الذي وقع فيو الكثير مف األساتذة والقضاة ،كما ّأنو يحؽ لمزوجة أف ترفع دعوى مف أجؿ
إثبات طبلؽ زوجيا ليا بإرادتو المنفردة بناء عمى المادة 49مف ؽ.أ ،وبعد إجراء التحقيؽ
مف قبؿ القاضي ،وسماع الشيود الذيف تقدميـ الزوجة ،يصدر حكـ بالطبلؽ بإرادة الزوج
أف الطبلؽ يتعمؽ بالنظاـ
المنفردة ،بؿ يحؽ حتى لمنيابة العامة أف تفعؿ ذلؾ ،طالما ّ
العاـ ،لذلؾ لـ يشترط المشرع أف ترفع دعوى الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج مف طرؼ
فإف تعميؽ وجود الطبلؽ بصدور حكـ قضائي بعد إجراء محاوالتالزوج فقط ،وبالتالي ّ
بصحة العمؿ القضائي بناء عمى ذلؾ ،ىدـ لمقتضيات الشرع والقانوف،
ّ صمح ،والحكـ
حد ذاتو.
ومخالفة لمنظاـ العاـ في ّ
ـ -قد يوجد المركز القانوني -الذي ىو الطبلؽ -قبؿ رفع دعوى الطبلؽ ،وقد
يوجد أثناء رفع الدعوى ،وقد يوجد بعد رفع الدعوى ،لذلؾ فميس كؿ دعوى طبلؽ ىي
طبلؽ ،والمشرع تناوؿ في المادة 49مف ؽ.أ األصؿ ،أال وىو الطبلؽ الذي وقع بتاريخ
رفع الدعوى ،أو وقع بتاريخ سابؽ عمى رفع الدعوى ،لكف تع ّذر عمى القاضي معرفة ذلؾ
التاريخ ،فيأخذ بتاريخ رفع الدعوى ،أما االستثناء فيو ذلؾ الطبلؽ الذي وقع قبؿ تاريخ
رفع الدعوى ولـ ينكره أحد ،وكذا الطبلؽ الذي يقع بعد رفع الدعوى ،والمشرع الجزائري
تناوؿ الحالة األولى فقط وىي األصؿ ،واعترؼ المشرع بوجوده ،وحدد أجؿ ثبلثة أشير
ابتداء مف تاريخ رفع الدعوى مف أجؿ إجراء محاوالت الصمح ،وفي ذلؾ إشارة قوية مف
عدة الطبلؽ الرجعي المقدرة في الغالب بثبلثة
أف قصده اتّجو إلى احتراـ مدة ّ
المشرع إلى ّ
فإف لفظ الصمح في المادة 49مف ؽ.أ أشير مف تاريخ تصريح الزوج بالطبلؽ ،لذا ّ
ينصرؼ إلى العدة ،لذلؾ ربطو المشرع بأجؿ ثبلثة أشير.1
إف نقض المحكمة العميا ألحكاـ الطبلؽ بعد عدة سنوات مف صدور حكـفّ -
الطبلؽ ،بسبب مخالفة أحكاـ المادة 49مف ؽ.أ الموجبة لمصمح ،يؤدي إلى انتياؾ
أف ق اررات المحكمة
أحكاـ العدة ،فكيؼ يجرى الصمح بعد انقضاء فترة العدة؟ خاصة و ّ
العميا نفسيا تعتبر العدة مف النظاـ العاـ ،إذ ال يجوز الزيادة فييا أو اإلنقاص منيا.
1نور الديف لمطاعي ،عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ ،ص .106
187
صحة القوؿ
ّ ال شؾ أف ىذه األسباب والمبررات تؤكد بما ال يدع مجاال لمشؾ
الذي يرى وجوبية إجراء الصمح فقط ،و ّأنو ال يترتب عف مخالفة أحكامو بطبلف الحكـ
القضائي ونقضو ،لعدـ تعمّقو بالنظاـ العاـ.
-3القيمة اإلجرائية لمصمح عمى مستوى جية االستئناف
إذا حكـ قاضي الدرجة األولى برفض دعوى فؾ الرابطة الزوجية ألي سبب مف
األسباب التي تخولو ذلؾ ،كمخالفة قواعد االختصاص مثبل ،أو الحكـ بالرجوع إلى بيت
فإف ىذا الحكـ يكوف قاببل لبلستئناؼ ،كونو ليس حكما
الزوجية ورفض طمب الطبلؽّ ،
بالطبلؽ ،وىو غير مشموؿ بنص المادة 57مف ؽ.أ التي تنص عمى عدـ جواز
االستئناؼ في األحكاـ الفاصمة في دعاوى الطبلؽ والتطميؽ والخمع فيما عدا جوانبيا
المادية ،وبالتالي يجوز لرافع الدعوى أف ُيعيد رفع دعوى ثانية أماـ الجية المختصة ،كما
ألف الحكـ القاضي برفضلو الحؽ في استئناؼ الحكـ الذي قضى برفض الدعوىّ ،
الدعوى ال يعتبر حكما فاصبل في دعوى فؾ الرابطة الزوجية ،كونو لـ يناقش موضوع
الدعوى أصبل.1
المدعي الحكـ القاضي برفض دعوى فؾ
لذا يطرح التساؤؿ حوؿ ما إذا استأنؼ ّ
الرابطة الزوجية أماـ غرفة شؤوف األسرة بالمجمس القضائي ،ىؿ ُيمزـ قضاة المجمس
يتـ استيفائو مف قاضي شؤوف األسرة لدى
بإجراء الصمح باعتبار أنو إجراء وجوبي ،ولـ ّ
محكمة أوؿ درجة؟
لـ ُيبيف المشرع ىؿ إجراء محاوالت الصمح وجوبية عمى مستوى جية االستئناؼ،
أـ ُيكتفى بمحاوالت الصمح التي يجرييا قاضي الدرجة األولى ،حيث عرفت ىذه المسألة
اختبلؼ وجيات النظر في وجوب إجراء الصمح عندما تُعرض القضية عمى قضاة
المجمس ،وأماـ سكوت المشرع عف التطرؽ ليذه المسألة ،اختمؼ الفقو والقضاء بشأنيا
إلى اتجاىيف:
اال تجاه األول :يرى وجوب إجراء الصمح أماـ المحكمة وأماـ المجمس القضائي،
يميز بيف الجية االبتدائية وجية
ألف النص عمى وجوبية إجراء الصمح جاء عاما ،ولـ ّ
ّ
188
االستئناؼ ،فالقاضي الذي يحكـ بالطبلؽ سواء عمى مستوى المحكمة أو عمى مستوى
المجمس القضائي ممزـ بإجراء محاوالت الصمح قبؿ إصدار الحكـ بالطبلؽ ،واالّ كاف
حكمو بالطبلؽ معيبا.1
ويدعـ ىذا االتجاه قرار المحكمة العميا الصادر بتاريخ ،1989/12/25والذي
نقض قرار صادر عف مجمس قضاء الجزائر بتاريخ - 1986/10/26الذي قضى بدوره
بإلغاء حكـ محكمة بئر مراد رايس الصادر بتاريخ 1986/03/10فيما يخص الرجوع
الذي حكـ بو ،وقضى بالطبلؽ طمبا مف الزوج -بسبب عدـ مراعاتو أحكاـ المادة 49مف
ؽ.أ المتعمقة بالصمح ،والمادة 55المتعمقة بالطبلؽ بسبب النشوز ،والمادة 56المتعمقة
بالتحكيـ ،حيث جاء فيو " :مف المقرر قانونا أنو ال يثبت الطبلؽ إال بحكـ بعد محاولة
الصمح مف طرؼ القاضي ،وعند نشوز الزوجيف يحكـ القاضي بالطبلؽ ،واذا اشتد
الخصاـ بيف الزوجيف وعجزت الزوجة عف إثبات الضرر وجب تعييف حكميف لمتوفيؽ
ولما كاف
يعد خطأ في تطبيؽ القانوفّ ،
ثـ فإف القضاء بخبلؼ ىذا المبدأ ّ
بينيما ،ومف ّ
أف المجمس القضائي لما قضى بالطبلؽ دوف مراعاة أحكاـ
ثابتا – في قضية الحاؿّ -
المواد التالية 56 ،55 ،49 :مف ؽ.أ يكوف بقضائو كما فعؿ خالؼ القانوف وتجاوز
اختصاصو ،ومتى كاف كذلؾ استوجب نقض القرار المطعوف فيو".2
بأف ىيئة قضاة غرفة شؤوف األسرة في المجمس القضائي االتجاه الثاني :يرى ّ
ؾ الرابطة الزوجية المرفوعة إلييا
غير ممزمة بإجراء الصمح بمناسبة فصميا في دعوى ف ّ
تـ استيفائو مف
ألف إجراء الصمح قد ّ
بعد استئناؼ الحكـ القضائي الصادر في أوؿ درجةّ ،
طرؼ قاضي الدرجة األولى ،وال فائدة مف إجراء محاوالت صمح جديدة مف طرؼ ىيئة
قضاة المجمس ،كما أف ؽ.إ.ـ.إ لـ يمزـ بإجراء محاوالت الصمح في كؿ المراحؿ التي تمر
بيا دعوى الطبلؽ.
بف الشيخ آث ممويا لحسيف ،رسالة في طبلؽ الخمع دراسة فقيية قانونية وقضائية مقارنة ،دار ىومة ،الجزائر، 1
،2013ص .189
المجمس األعمى ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 57812مؤرخ في ،1989/12/25المجمة القضائية،1991 ، 2
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 210451مؤرخ في ،1998/11/17مجمة االجتياد القضائي 1
2نور الديف لمطاعي ،محاضرات ألقيت عمى طمبة الدكتوراه ،مرجع سابؽ.
عبد السبلـ ديب ،قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .344 3
192
يستفسر القاضي في جمسة الصمح مف المدعي عف أسباب رفعو دعوى الطبلؽ،
يبيف لو قداسة الرابطة الزوجية ومضار الطبلؽ التي تمحقو وتمحؽ زوجو وأوالده ،حيث
و ّ
يحرر أميف الضبط تصريحات الزوج في محضر ،ويوقّع عميو كؿ مف القاضي وأميف
الضبط ،كما يوقع ويبصـ عميو مف قبؿ الزوج.
ثـ يقوـ القاضي بسماع الطرؼ الثاني عمى انفراد ،ويبحث معو حوؿ السبب الذي
دفع الطرؼ األوؿ لرفع دعوى الطبلؽ ،ومناقشة ىذه األسباب ،وىؿ الطرؼ الثاني يريد
الطبلؽ أـ استمرار الحياة الزوجية ،ويسمع تصريحاتو وطمباتو وتدوف عمى محضر يوقّعو
ويبصـ عميو الطرؼ الثاني ،كما يوقع مف طرؼ أميف الضبط والقاضي.
ثـ يقوـ القاضي بجمع الطرفيف معا ،ويبحث معيما أوجو الخبلؼ وتقريب ّ
حدة الخبلؼ،
وجيات النظر ،دوف القياـ بمواجية بينيما بالمتناقضات ،ألف ذلؾ يزيد مف ّ
ويحاوؿ اإلصبلح بينيما ،ألنو بعد تمقّي القاضي تصريحات الطرفيف وفيمو أصؿ المشكؿ
سببيا ىذا اإلشكاؿ والشقاؽ،
القائـ بينيما ،يمكنو القياـ باإلصبلح وتضييؽ الفجوة التي ّ
مف أجؿ استئناؼ الحياة الزوجية وتغميب مصمحة األوالد إف وجدوا.1
ويجب أالّ تتجاوز محاوالت الصمح ثبلثة أشير ابتداء مف تاريخ رفع دعوى
الطبلؽ ،حيث أ ّكد المشرع ذلؾ بموجب نص المادة 49مف ؽ.أ ،ونص المادة 442مف
َج ْؿ محاولة الصمح بتاريخ رفع ِِ
ورْبطو أ َ
ؽ.إ.ـ.إ ،غير ىذا التقييد الذي جاء بو المشرعَ ،
ألف مفيوـ الصمح في القانوف المدني الذي يعني تنازؿ كؿ الدعوى أمر غير صائبّ ،
طرؼ عف جزء مف حقوقو ،يختمؼ عف مفيومو في قانوف األسرة الذي لو خصوصيتو
وميزتو ،فالصمح في قانوف األسرة ،وبالتحديد في قضايا الطبلؽ باإلرادة المنفردة ،يجب أف
يرتبط أجمو بتاريخ ابتداء سرياف فترة العدة وانتيائيا ،ال بتاريخ رفع الدعوى ،لذا أقترح أف
العدة ،ىذا مف
يعدؿ ىذا النص ،وجعؿ بداية سرياف أجؿ الصمح متعمقا ببداية سرياف أجؿ ّ
ّ
جية.
أف تقييد إجراء محاوالت الصمح بأجؿ ثبلثة أشير ىو أمر
ومف جية أخرى أعتقد ّ
العدة ،حينما تكوف المرأة حامبل مثبل ،كما
ألف ىناؾ حاالت تطوؿ فييا فترة ّ
غير كاؼّ ،
بوشيباف خديجة ،صبلحيات قاضي شؤوف األسرة في ظؿ قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،مذكرة التخرج لنيؿ إجازة 1
المعيد الوطني لمقضاء ،الدفعة الثامنة عشر ،الجزائر ،السنة الدراسية ،2010-2007ص .10
193
أف في دعاوى التطميؽ والخمع ال تسري فترة العدة إال بعد صدور حكـ القاضي بالتطميؽ
ّ
أو الخمع ،ألف الحكـ القضائي بالتطميؽ أو الخمع ىو الذي ينشئ المركز القانوني،
يتـ تقييد القاضي بأجؿ
وبالتالي ال خوؼ مف انقضاء فترة العدة بعد رفع الدعوى ،فمماذا ّ
ثبلثة أشير فقط إلجراء محاوالت الصمح والمجوء إلى تعييف حكميف لئلصبلح بيف
الزوجيف ،لذلؾ فمف المستحسف تخصيص دعاوى التطميؽ والخمع ،ودعاوى الطبلؽ
باإلرادة المنفردة التي تطوؿ فييا فترة العدة ،أو التي لـ يتمفظ فييا الزوج بالطبلؽ ،بآجاؿ
واسعة مف أجؿ إجراء محاوالت الصمح ،حتى يتسنى لمقاضي المجوء إلى مختمؼ الوسائؿ
التي أقرىا القانوف مف أجؿ إنجاح مساعي الصمح بيف الزوجيف.
أف لممحكمة العميا نظرة مختمفة لمدة الصمح ،حيث اعتبرت مدة ثبلثة أشير
غير ّ
مدة تنظيمية ،وال إشكاؿ في مخالفتيا بالزيادة أو
المحددة إلجراء الصمح ما ىي إال ّ
أف المدة المحددة إلجراء محاولة
النقصاف ،حيث جاء في أحد ق ارراتيا ما يمي" :لكف حيث ّ
الصمح ىي مدة تنظيمية ،وال يترتب عف إنقاصيا أو الزيادة فييا أية مخالفة لمقانوف،
فإف ىذا الفرع غير مؤسس ،ويتعيف رفضو".1
وبالتالي ال يترتب عمييا أي بطبلف ،وعميو ّ
أف ىذا الرأي صحيح في كؿ حاالت الطبلؽ ،باستثناء حالة الطبلؽوأعتقد ّ
صرح الزوج بالطبلؽ قبؿ رفع
باإلرادة المنفردة لمزوج إذا أوقع الزوج الطبلؽ ،سواء ّ
الدعوى ،أو بتاريخ رفع الدعوى ،أو حتى بعد رفع الدعوى ،ففي ىذه الحاالت يجب أف
العدة وذلؾ بإجراء الصمح قبؿ انقضائيا ،حتى ال يتحوؿ الطبلؽ
تراعى مدة انقضاء ّ
الرجعي إلى طبلؽ بائف بينونة صغرى ،وال يصمح إجراء الصمح بعد ذلؾ إال مف أجؿ
إرجاع المطمقة بعقد جديد ومير جديد وبرضاىا.
كما سمح المشرع لمقاضي المجوء إلى طمب االستشارة مف أي جية متخصصة،
وفي أي وقت شاء حتى أثناء إجراءات الصمح ،وذلؾ بموجب نص الفقرة األخيرة مف
المادة 425مف ؽ.إ.ـ.إ ،وىدؼ ذلؾ ىو حصوؿ القاضي عمى استشارة فيما يخص
الحالة المعروضة عميو مف جية متخصصة وذات خبرة ،حتى يسترشد برأييا أثناء
المحكمة العميا ،غرفة شؤوف األسرة والمواريث ،قرار رقـ ،0982921مؤرخ في ،2014/07/10غير منشور ،نقبل 1
ليمى جمعي ،مدى فعالية آليات المصالحة التي تبناىا قانوف األسرة الجزائري لحماية العبلقة الزوجية ،جامعة وىراف، 1
نصت الفقرة الرابعة مف المادة 03مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى ما يمي " :تفصؿ الجيات القضائية
ّ
3
1نور الديف لمطاعي ،عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ ،ص .65 ،64 ،63
2المرجع نفسو ،ص .72
196
ميز المشرع في المادة 441مف ؽ.إ.ـ.إ المتعمقة بقواعد حضور وغياب الزوجيف
ّ
أو أحدىما عف جمسة الصمح بيف حالتيف اثنتيف:
الحالة األولى :غياب أحد الزوجين عن جمسة الصمح لعذر أو مانع حدث لو
إذا غاب أحد الزوجيف عف جمسة الصمح لعذر قاىر جاز لمقاضي تحديد تاريخ
الحؽ لجمسة الصمح ،أو ندب قاض آخر لسماع الزوج المتغّيب بموجب إنابة قضائية
وفقا لنص المادة 441فقرة 01مف ؽ.إ.ـ.إ ،واف كاف العذر الذي منع أحد الزوجيف عف
تـ تأجيؿ جمسة الصمح لوقت الحؽ ،كاف عمى القاضي تأجيؿ
الحضور مؤقتا ويزوؿ إذا ّ
أف لمقاضي أف يجري عدة محاوالت صمح ،1وذلؾجمسة الصمح لتاريخ الحؽ ،ما داـ ّ
أفضؿ مف إتباع إجراءات اإلنابة القضائية التي تتطمب وقتا طويبل لتنفيذىا.
الحالة الثانية :غياب أحد الزوجين عن جمسة الصمح دون عذر
تغيب أحد الزوجيف عف جمسة الصمح دوف عذر مع تكرر ىذا الغياب ،يعتبر إذا ّ
رفضا ضمنيا مف قبمو إلجراء الصمح بيف الزوجيف ،وبما أف القاضي مقيد بآجاؿ قانونية
فإف ذلؾ يجعؿ
محددة بأال تتجاوز محاوالت الصمح ثبلثة أشير مف تاريخ رفع الدعوىّ ،
بالبت في
ّ القاضي بعد تأجيمو جمسات الصمح مف أجؿ حضور الطرؼ المتغيب ،ممزما
القضية المطروحة عميو في آجاؿ معقولة بعد انقضاء آجاؿ الصمح ،وعميو يقوـ القاضي
بتحرير محضر ُيثبت فيو تخمّؼ أحد الزوجيف عف الحضور لجمسة الصمح ،رغـ تبميغو
وتأجيؿ جمسة الصمح مف أجؿ منحو فرصة لمحضور ،فيسمع القاضي الطرؼ الذي
ثبت غياب الطرؼ الثاني وفقا لممادة 441
وي ُحضر جمسة الصمح لوحده عمى المحضرُ ،
ثـ يشرع في مناقشة موضوع الدعوى لعدـ نجاح محاولة الصمح، الفقرة 02مف ؽ.إ.ـ.إّ ،
عمى أف ال يصدر حكـ الطبلؽ إالّ بعد انقضاء آجاؿ الصمح.
ب -موقف القضاء من غياب أحد الزوجين عن جمسة الصمح
لـ تستقر المحكمة العميا عمى موقؼ واحد بشأف ىذه المسألة ،وبيانيا فيما يمي:
الموقف األول :جاء في قرار المحكمة العميا الصادر في 1999/03/16
ما يمي " :لكف حيث أف الحكـ المطعوف فيو القاضي األوؿ لـ يغفؿ محاولة إجراء
197
أجمت القضية
وحدد جمسة لمقياـ باإلجراء المذكور ،و ّ
الصمح ،بؿ استدعى المدعى عميو ّ
عمدا عف جمسةتغيب ً
أف المدعي ّ وحددت جمسة خاصة إلصبلح ذات البيف ،غير ّ ّ
الصمح ،وبذلؾ تكوف المحكمة قد قامت بمحاولة إجراء الصمح ،وغياب المدعى عميو
1
فسرت المحكمة العميا عدـ
ّ حيث ، جمسة المصالحة مما يفيد عدـ رغبتو في الصمح"
حضور أحد الزوجيف أو كبلىما جمسة الصمح رغـ تأجيميا دوف عذر منيما ورغـ عمميما
رفضا منيما لمصمح ،وعمى القاضي حينئذ تحرير محضر يثبت غياب أحدىما أو كبلىما
ويشرع في مناقشة الموضوع ،ألف الصمح مجرد إجراء فقط عمى القاضي أف يستوفيو قبؿ
الفصؿ في دعوى الطبلؽ.
تميز في مسألة الغياب عف جمسة
الموقف الثاني :أصبحت المحكمة العميا ّ
الصمح بيف غياب المدعي رافع دعوى الطبلؽ ،وبيف غياب المدعى عميو ،ولكؿ حالة
حكميا ،وبياف ذلؾ فيما يمي:
المدعي
الحالة األولى :غياب ّ
المدعي رافع دعوى الطبلؽ أف يحضر جمسة الصمح شخصيا ،واالإ ّف عمى ّ
رفضت دعواه ،حيث جاء في قرار لممحكمة العميا صادر بتاريخ " :2009/01/14يجب
ؾ الرابطة الزوجية حضور جمسات الصمح شخصيا تحت طائمة رفض
عمى الزوج طالب ف ّ
استقر عمى
ّ دعواه" ومما جاء في ىذا القرار ... " :لكف حيث أف اجتياد المحكمة العميا قد
وجوب حضور الزوج شخصيا الذي طالب بفؾ الرابطة الزوجية جمسة الصمح ،وابداء
طمباتو ،وفي حالة غيابو ترفض دعواه".2
واف كاف لفظ تُرفض دعواه في غير محمو ،واألصح ّأنو تُشطب دعواه عمى
المدعي لـ يحضر الجمسة.
ألف ّأساس المادة 216مف ؽ.إ.ـ.إّ ،
ويؤكد ما جاء في ىذا القرار قرار آخر لممحكمة العميا بتاريخ 2012/04/12
جاء فيو " :وحيث أنو يتبيف بالرجوع إلى الحكـ محؿ الطعف أف المطعوف ضده طالب
المحكمة العميا ،غرفة شؤوف األسرة والمواريث ،قرار رقـ 217179مؤرخ في ،1996/03/16مجمة المحكمة العميا، 1
المحكمة العميا ،غرفة شؤوف األسرة والمواريث ،قرار رقـ ،683727مؤرخ في ،2012/04/12غير منشور ،نقبل 1
المحكمة العميا ،غرفة شؤوف األسرة والمواريث ،قرار رقـ ،0851107مؤرخ في 2013/05/09غير منشور ،نقبل عف 1
201
1
قيدىا
المشرع لفظ "عدة محاوالت صمح" بصيغة الجمع ،ولـ يحدد المشرع عددىا ،واّنما ّ
فقط بأف ال تتجاوز مدة ثبلثة أشير مف تاريخ رفع دعوى الطبلؽ ،طبقا لنص المادة 442
مف ؽ.إ.ـ.إ ،وعميو فالمشرع أعطى السمطة التقديرية لمقاضي في عدد محاوالت الصمح
قدر القاضي ّأنو بإمكانو الوصوؿ إلى اإلصبلح بيف الزوجيف مف
التي يقوـ بيا ،فإذا ّ
قدر أف يمنح ميمة لمزوجيف مف أجؿ التفكير ثـ إجراء
خبلؿ محاولتيف قاـ بذلؾ ،واف ّ
محاولة ثالثة لمصمح ،أجرى ذلؾ.
عدة جمسات
إف ظاىر نص المادة 49مف ؽ.أ يوحي بضرورة إجراء القاضي ّ ّ
أف اكتفاء القاضي بجمسة صمح واحدة ال يجعؿ مف
صمح قبؿ الحكـ بالطبلؽ ،غير ّ
أقرت المحكمة العميا في أحد ق ارراتيا
الحكـ بالطبلؽ بعده أم ار معيبا ،أو خطأ إجرائيا ،فقد ّ
يتـ مف خبلؿ إجراء محاولة صمح واحدة ،وعميو بأف استنفاذ اإلجراء المقرر في المادة ّ 49
ّ
يعد أم ار
ثـ إصدار الحكـ بالتطميؽ ،ال ّ
فإف اكتفاء القاضي بإجراء جمسة صمح واحدةّ ،
ّ
معيبا يطعف في حكـ الطبلؽ ،متى اقتنع القاضي بعدـ جدوى تكرار جمسات الصمح،
حيث جاء في قرار المحكمة العميا " :بالرجوع إلى الحكـ المطعوف فيو يتبيف أف قاضي
الموضوع أجرى محاولة صمح بيف الزوجيف ،وعقد لذلؾ جمسة بتاريخ ،2008/11/30
تـ
فإف اإلجراء المقرر في المادة 49مف ؽ.أ ّ
تمسؾ فييا الزوجاف بمطالبيما ،وبالتالي ّ
ّ
أف القاضي اقتنع بعدـ جدوى
استنفاده ،وال يعيب الحكـ اكتفاؤه بجمسة صمح واحدة ،طالما ّ
عقد جمسات صمح أخرى".2
أف نص المادة 49واضح وصريح في إلزاـ القاضي بإجراء عدة ولكنني أعتقد ّ
ّ
محاوالت صمح قبؿ الحكـ بالطبلؽ ،و ّأنو ال تعتبر محاولة صمح واحدة كافية لتقريب
وجيات النظر بيف الزوجيف وتضييؽ نطاؽ الخبلؼ بينيما ،لذا فإف استنفاد اإلجراء
المنصوص عميو في المادة 49ال يكوف إال مف خبلؿ جمستي صمح عمى األقؿ.
العشي نوارة ،الصمح في قضاء شؤوف األسرة وأثره في حماية العبلقة الزوجية ،مداخمة ألقيت ضمف الممتقى الوطني 1
الثامف حوؿ حماية األسرة في التشريع الجزائري ،بجامعة الدكتور يحي فارس بالمدية ،كمية الحقوؽ ،المنعقد بتاريخ 04
و 05نوفمبر ،2015غير منشور ،ص .10
المحكمة العميا ،غرفة شؤوف األسرة والمواريث ،قرار رقـ 620084مؤرخ في ،2011/04/14مجمة المحكمة العميا، 2
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ ،417622مؤرخ في ،2008/01/16مجمة المحكمة العميا، 1
203
الزوجيف الحضور لجمسة الصمح أو حصؿ لو مانع ،أو ندب قاض آخر لسماعو بموجب
إنابة قضائية.
ثانيا -آثار محاوالت الصمح
يتـ التطرؽ إلى النتائج التي تترتب عمى إجراء الصمح ،والى القيمة القانونية
ّ
ثـ إلى جواز الطعف في محضر الصمح. لمحضر الصمحّ ،
-1نتائج إجراء الصمح
إما
ال تخرج نتائج محاوالت الصمح التي يقوـ بيا القاضي عف إحدى فرضيتيفّ ،
ؾ الرابطة الزوجية أو لغياب المدعى عميو،
الفشؿ إلصرار أحد الزوجيف أو كبلىما عمى ف ّ
آثار عمى دعوى الطبلؽ المرفوعة أماـ
وا ّما تتوج بالنجاح في الصمح بينيما ،ولكؿ حالة ا
القضاء.
أ -حالة نجاح إجراء الصمح
إف اليدؼ األساسي مف تشريع إجراء الصمح بيف الزوجيف قبؿ إثبات حكـ ّ
الطبلؽ ،ىو محاولة اإلصبلح بيف الزوجيف ،ونزع فتيؿ الشقاؽ بينيما ،وحثيما عمى
استئناؼ الحياة الزوجية ،وقد يوفّؽ القاضي في تقريب وجيات نظر الزوجيف
توصؿ إليو
ّ فيتـ إثبات الصمح الذي
المتخاصميف ،وينجح في محاوالت الصمح بينيماّ ،
ثـ يوقع مف طرؼ
يحرر أميف الضبط محضر الصمح تحت إشراؼ القاضيّ ، الطرفاف ،و ّ
أميف الضبط والقاضي والزوجيف ،ويودع بأمانة الضبط ،ويعتبر محضر الصمح سندا
تنفيذيا وفقا لممادة 433الفقرة 02مف ؽ.إ.ـ.إ.
أف
تـ تحت إشراؼ القاضي صمحا قضائيا ،باعتبار ّ ويعتبر ىذا الصمح الذي ّ
1
أف دعوى
النزاع طرح عمى القضاء ،وصادقت عميو المحكمة ،لكف يجب التنبيو إلى ّ
ت
الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ال تنقضي بالصمح ،فإذا نجحت مساعي الصمح وتُّْو َج ْ
مدة عدة الطبلؽ الرجعي ،فيجب بإقناع الزوج باستعماؿ حقو في مراجعة زوجتو خبلؿ ّ
عمى القاضي أف يصدر حكما يتضمف شقّيف اثنيف:
عبد الرزاؽ السنيوري ،الوسيط في شرح القانوف المدني ،ج ،5المجمد الثاني ،مرجع سابؽ ،ص .508 1
204
تـ بإرادة الزوج المنفردة مع األمر بتسجيمو
األوؿ :إثبات الطبلؽ الرجعي الذي ّ
في سجبلت الحالة المدنية ،والتأشير بو عمى ىامش عقد الزواج وعقود ميبلد الزوجيف،
وذلؾ بسعي مف النيابة العامة وفقا لنص المادة 49مف ؽ.أ ،حتى يحتسب الطبلؽ الذي
أوقعو الزوج مف عدد الطمقات التي يممكيا عمى زوجتو.
الثاني :اإلشياد عمى مراجعة الزوج لزوجتو خبلؿ مدة عدة الطبلؽ الرجعي ،دوف
1
العدة،
تـ الصمح بعد انقضاء مدة ّأما إذا ّ
عقد جديد ،وفقا لنص المادة 50مف ؽ.أ ّ ،
وصار الطبلؽ بائنا بينونة صغرى ،فيجب التأكيد عمى وجوب إبراـ عقد جديد مف أجؿ
جواز إرجاع المطمؽ لمطمقتو.
ب -حالة فشل إجراء الصمح
ال ُي َوفّؽ القاضي أحيانا في محاوالت الصمح التي يجرييا بيف الزوجيف ،فيحرر
يبيف فيو المساعي التي قاـ بيا
أميف الضبط محضر عدـ الصمح تحت إشراؼ القاضيّ ،
المتوصؿ إلييا ،وفقا لنص الفقرة الثانية مف المادة 49مف ؽ.أ،
ّ مف أجؿ الصمح ،والنتائج
يتـ توقيعو مف طرؼ القاضي وأميف الضبط والزوجيف ،ويقوـ القاضي بتحديد جمسة ثـ ّّ
ثـ الفصؿ في دعوى الطبلؽ وتوابعو. لمشروع في مناقشة موضوع الدعوى ،ومف ّ
خوؿ المشرع قاضي شؤوف األسرة القائـ بالصمح سمطة اتخاذ ما يراه مناسبا
كما ّ
مف تدابير مؤقتة ،بموجب أمر والئي غير قابؿ لمطعف ،طبقا لمفقرة األولى مف المادة
442مف ؽ.إ.ـ.إ ،ولو أف يأخذ بعيف االعتبار ما اتّفؽ عميو الزوجيف عند األمر بيذه
يتمـ التدابير المؤقتة
التدابير ،طبقا لممادة 444مف ؽ.إ.ـ.إ ،ولو أف يمغي أو يعدؿ أو ّ
يتـ الفصؿ في الموضوع ،إذا ظيرت واقعة جديدة تستدعي ذلؾ، التي أمر بيا ما لـ ّ
بموجب أمر غير قابؿ لمطعف ،طبقا لممادة 445مف ؽ.إ.ـ.إ ،ومف بيف التدابير المؤقتة
التي يمكف لمقاضي أف يأمر بيا إسناد الحضانة مؤقتا لمزوجة ،ومنح حؽ الزيارة مؤقتا
لمزوج ،األمر بنفقة غذائية مؤقتة لمزوجة واألبناء ،األمر بتوفير مسكف لممارسة الحضانة
المؤقتة أو مقابؿ بدؿ اإليجار مؤقتا ،األمر بتعييف محضر قضائي لبلنتقاؿ إلى مسكف
الزوجية لمعاينة وجود الزوجة بو أو تركيا لو.2
1نور الديف لمطاعي ،عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ ،ص .142
بربارة عبد الرحماف ،مرجع سابؽ ،ص .340 2
205
مدة الصمح ثبلثة أشير ،وعدـ
وتجدر اإلشارة إلى ضرورة استنفاد القاضي ّ
مدة الصمح ،حتى ال تترتب عمى ذلؾ إشكاالت
إصدار الحكـ بإثبات الطبلؽ قبؿ انتياء ّ
ومخالفات شرعية وقانونية.
-02القيمة القانونية لمحضر الصمح
يعتبر محضر الصمح الذي يحرره أميف الضبط تحت إشراؼ القاضي ويوقعو كؿ
مف أميف الضبط والقاضي والزوجيف سندا تنفيذيا بعد إيداعو لدى أمانة الضبط ،وذلؾ
نصت المادة 600مف نفس القانوف عمى
طبقا لممادة 443الفقرة 03مف ؽ.إ.ـ.إ ،كما ّ
اعتبار محاضر الصمح أو االتفاؽ المؤشر عمييا مف طرؼ القضاة والمودعة بأمانة
الضبط سندات تنفيذية ،وبالتالي ىي قابمة لمتنفيذ مثميا مثؿ األحكاـ القضائية النيائية
المميورة بالصيغة التنفيذية ،لكف ُيطرح التساؤؿ حوؿ مصير الدعوى التي رفعت فما
مآليا؟ ىؿ يكفي تحرير محضر الصمح وايداعو ويعتبر ذلؾ إنياء لمخصومة وفصبل فييا؟
أـ ال بد عمى القاضي أف يصدر حكما يشيد فيو عمى إتماـ الصمح؟
يخوؿ أحد الزوجيف السعي إلى تنفيذىا
إف اعتبار محاضر الصمح سندات تنفيذية ّ ّ
ثـ تقديميا لممحضر القضائي مف باستخراجيا مف أمانة الضبط مرفقة بالصيغة التنفيذيةّ ،
أجؿ حمؿ الزوج اآلخر عمى تنفيذ مضمونيا اختياريا خبلؿ أجؿ 15خمسة عشر يوما،
ثـ جبريا إذا امتنع عف تنفيذىا خبلؿ ىذا األجؿ ،وبالتالي ال حاجة إلى إصدار حكـ
ّ
توصؿ إليو القاضي ،واف كاف العمؿ الذي عميو القضاء حاليا
باإلشياد عمى الصمح الذي ّ
ىو إصدار حكـ باإل شياد عمى الصمح ،كما يصدر القاضي حكما بانقضاء دعوى الطبلؽ
بسبب الصمح ،طبقا لممادة 220مف ؽ.إ.ـ.إ ،التي جاء فييا ... " :تنقضي الخصومة
تبعا النقضاء الدعوى بالصمح ،"...ونؤ ّكد في ىذا الصدد عمى ضرورة اإلشياد عمى
يتـ احتسابو مف عدد الطمقات التي يممكيا
صرح بو الزوج ،حتى ّ إثبات الطبلؽ الذي ّ
حبذا لو ينص المشرع ص ارحة عمى ذلؾ ،وعدـ الزوج ،لتعمّؽ ذلؾ بالنظاـ العاـ ،ويا ّ
صرح الزوج بالطبلؽ.
الحكـ بانقضاء الخصومة بالصمح إذا ّ
لكف ىؿ الحكـ الصادر باإلشياد عمى الصمح قابؿ لمتنفيذ؟ وىؿ يقبؿ الطعف فيو
باالستئناؼ؟ يطرح ىذا الموضوع إشكاليف:
206
ألف
تنفيذ الحكـ الصادر باإلشياد عمى الصمح يثير عدة إشكاالتّ ، أف
األولّ :
تـ االتفاؽ عمييا بيف الزوجيف ،والتي تعتبر شروطا
المسائؿ التي ّ يحدد
مضمونو ال ّ
أف الطرفيف اتفقا عمى استئناؼ الحياة
الستئناؼ الحياة الزوجية ،وانما ُيكتفى فيو بالقوؿ ّ
الزوجية ،بينما محاضر الصمح تتضمف كؿ المسائؿ والشروط التي بموجبيا حصؿ الصمح
واتّفؽ الطرفيف عمييا.
إف رفع أي دعوى أماـ القضاء يستمزـ إصدار حكـ بشأنيا ،وتبياف
الثانيّ :
مصيرىا ،لذا فالقاضي ممزـ بإصدار حكـ في موضوع الدعوى ،لذا جرى العمؿ بإصدار
حكـ باإلشياد عمى الصمح بيف الزوجيف.
حدد القاضي في الحكـلذا عمى المشرع أف ُيزيؿ ىذا اإلشكاؿ ،وأقترح أف ي ّ
الصادر باإلشياد عمى الصمح جميع الشروط التي اتفؽ عمييا الزوجاف ،والتي بموجبيا
حصؿ الصمح بينيما ،حتى يكوف الحكـ واضحا وقاببل لمتنفيذ.
-03الطعن في محضر الصمح
لـ ينص المشرع عمى إمكانية الطعف في محاضر الصمح المحررة مف القاضي
مف عدمو ،عكس ما أقره في محاضر الصمح المحررة مف طرؼ الحكميف والمصادؽ
نص المشرع صراحة عمى عدـ جواز الطعف فييا بموجب المادة عمييا مف القاضي ،والتي ّ
448مف ؽ.إ.ـ.إ ،لكف اعتبار المشرع محضر الصمح سندا تنفيذيا بموجب الفقرة الثالثة
مف المادة 443مف ؽ.إ.ـ.إ ،ىو دليؿ يمكف أف ُيستنتج منو عدـ إمكانية الطعف فيو
أف المحكمة العميا اعتبرت أنو ال يمكف استئناؼ الحكـ المثبت
بأوجو الطعف المتاحة ،كما ّ
ألف االستئناؼ ال يرفع إال ضد األحكاـ التي فصمت في
لمصمح الذي وقع بيف الخصوـّ ،
موضوع النزاع المرفوع أماـ القضاء ،بينما الحكـ المصادؽ والمثبت لمصمح ال يقبؿ
االستئناؼ ،كونو تضمف صمحا بيف األطراؼ ال غير ،ويتعيف نقض القرار الذي قبؿ
أف" :االستئناؼ ال ُيرفع إال ضد األحكاـ
االستئناؼ في ىذا الحكـ ،ومما جاء في القرار ّ
التي صدرت إثر نزاع بيف األطراؼ ،بخبلؼ الصمح الذي يبرـ بيف األطراؼ الذيف جعموا
حدا لمنزاع ،واف دور المحكمة ينحصر في مراقبة صحة وسبلمة ىذا الصمح".1
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ ،103637مؤرخ في ،1008/98/10المجمة القضائية ،عدد 1
العشي نوارة ،الصمح في قضاء شؤوف األسرة مرجع سابؽ ،ص .15 1
208
إما بسبب صغر القضاة إلجراء الصمح ،والذيف يسند إلييـ قضاء قسـ شؤوف األسرةّ ،
سنيـ ونقص تجربتيـ في حؿ الخبلفات الزوجية التي تتطمب كفاءة وحنكة قد ال تتوفر
ّ
أف كثرة ممفات الطبلؽ المعروضة عمى قضاة شؤوف األسرة المطالبيف بالفصؿ
لدييـ ،كما ّ
فييا خبلؿ آجاؿ معقولة ،يعرقؿ مياميـ ويزيد الضغط عمييـ ،بحيث يجعميـ يعقدوف
جمسة صمح واحدة أو اثنيف عمى األكثر مف أجؿ استيفاء شرط وجوبية إجراء الصمح
المنصوص الوارد في المادة 49مف ؽ.أ والمادة 439مف ؽ.إ.ـ.إ ال غير ،ىذا مف
فإف تحقيؽ الصمح بيف الزوجيف يتطمب تضافر جيود عدة كفاءات جية ،ومف جية أخرى ّ
ؽ في فض النزاع ودرء الشقاؽ الحاصؿ بيف اىا تُوفّ ُ
مف مختمؼ التخصصاتَ ،ع َس َ
فإف تفعيؿ إجراء الصمح يتطمب أف تقوـ بو جية متخصصة تؤمف بحاجة
الزوجيف ،لذلؾ ّ
األسرة والمجتمع إليو ،وضرورة بذؿ أقصى عناية مف أجؿ الوصوؿ إليو ،وال ترى فيو
إجراء شكميا يجب استيفائو مف أجؿ تفادي الطعف في الحكـ بالطبلؽ بوجو مف أوجو
فإنيا تخفؼ
المتخصصة باضطبلعيا بمياـ الصمح ّ
ّ أف ىذه الجية
الطعف المتاحة ،كما ّ
العبء الممقى عمى عاتؽ قضاة شؤوف األسرة مف كثرة الدعاوى المعروضة عمييـ ،وىي
صورة مف صور المجالس العرفية التي تعرفيا بعض مناطؽ الوطف ،ويرجع إلييا عند
النزاع بيف أفراد المجتمع.1
ور اإلصبلح واإلرشاد وقد أسندت العديد مف الدوؿ العربية ميمة اإلصبلح إلى ُد ْ
األسري ،ومف بينيا مصر التي أنشئت مكاتب لتسوية المنازعات األسرية التابعة لو ازرة
العدؿ ،بموجب القانوف رقـ 10لسنة ،2004مكونة مف أخصائييف قانونييف واجتماعييف
ونفسانييف ،حيث تنشأ في كؿ محكمة جزئية مكتب أو أكثر ،ميمتيا فض النزاعات
األسرية قبؿ عرضيا عمى محكمة األسرة ،وتسعى ىذه المكاتب إلى التسوية الودية قبؿ
المجوء إلى التقاضي ،حيث ال تقبؿ الدعوى المرفوعة أماـ محاكـ األسرة في المسائؿ التي
يجوز فييا الصمح إال بعد تقديـ طمب التسوية إلى المكتب المختص ،واذا ما رفعت
فإف
ابتداء إلى محكمة األسرة دوف تقديـ طمب التسوية إلى المكتب المختصّ ،
ً الدعوى
العشي نوارة ،الصمح في قضاء شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .16 1
209
المحكمة تأمر بإحالة الدعوى إلى المكتب المختص لمقياـ بميمة التسوية ،1وفقا لممادة 09
مف قانوف إنشاء محاكـ األسرة رقـ 10لسنة .2004
-3مف األمور التي يجب مراعاتيا والعناية بيا والتنبو إلييا جيدا عند إجراء
الصمح بيف الزوجيف ،سواء مف طرؼ القاضي أو مف قبؿ الحكميف ،ىو معرفة إف كاف
تـ تثبيت ىذه الطمقات؟ وىؿ ىذه الطمقة ىي الطمقة
الزوج طمؽ زوجتو مف قبؿ ،وىؿ ّ
أف
أف الزوج طمّؽ زوجتو مرتيف مف قبؿ ،و ّ
فإف ثبت لمقاضي ّ
األولى أـ الثانية أـ الثالثة؟ ْ
فإنو يجب عمى
صرح بيا الزوج ىي الطمقة الثالثةّ ،
دعوى الطبلؽ المعروضة عميو والتي ّ
القاضي أف يمتنع عف إجراء الصمح ألنو مخالؼ لمنظاـ العاـ ،فالمطمقة ثبلثا ال تحؿ
لزوجيا األوؿ حتى تنكح زوجا غيره ويطمقيا وتبيف منو ،لذا أوصي فيما يخص ىذه
النقطة بأف يدرج المشرع تعديبل في نص المادة 49مف ؽ.أ ،ويضيؼ فقرة تنص عمى
استثناء حالة المطمقة ثبلثا مف قاعدة وجوبية إجراء الصمح في دعاوى الطبلؽ.
-4مف المسائؿ التي يجب التنبو إلييا كذلؾ مف طرؼ القاضي عند إج ارئو
تـ التصريح بالطبلؽ مف طرؼ
الصمح في قضايا الطبلؽ باإلرادة المنفردة ،معرفة ىؿ ّ
يتـ
تـ التصريح بالطبلؽ قبؿ رفع الدعوى؟ أـ عند رفعيا؟ أـ لـ ّ الزوج أـ ال؟ وىؿ ّ
التصريح بو بعد؟ وما عبلقة مدة الصمح بمدة عدة الطبلؽ الرجعي؟
إف معرفة تاريخ تصريح الزوج بالطبلؽ أو عدـ تصريحو لو عبلقة وثيقة ببداية
ّ
سرياف آجاؿ العدة وانتياءىا ،بحيث يجب مراعاة ذلؾ لتعمقيا بالنظاـ العاـ ،فإف ثبت
حث الزوج عمى يتغير مف ّ فإف المقصد مف إجراء الصمح ّ العدةّ ،
لمقاضي انتياء آجاؿ ّ
العدة دوف عقد جديد ،وحتى دوف رضاىا ،قبؿ انتياء فترة العدة ،إلى
مراجعة زوجتو خبلؿ ّ
حث الزوج عمى مراجعة زوجتو بعقد جديد وبرضا زوجتو إذا انتيت فترة العدة ،وبالتالي
ّ
فإف إجراء الصمح يبقى عمى وجوبيتو ،واّنما يتغير المقصد منو فقط ،عمى خبلؼ مف يرى
ّ
ألف الزوجة تبيف مف زوجيا بينونة
فإف الصمح ال فائدة منوّ ،
بأنو إذا انتيت فترة العدة ّ
صغرى.
محمد عبد النبي السيد غانـ ،إجراءات التقاضي أماـ محاكـ األسرة ،دار النيضة العربية ،مصر ،2016 ،ص .15 1
210
إف عمى القاضي أف ينتبو في حالة نجاح محاوالت الصمح بيف الطرفيف ّ -5
لتاريخ التصريح بالطبلؽ ،فإف توافؽ تاريخ التصريح بو مع تاريخ رفع الدعوى فبل إشكاؿ
في الحكـ بمراجعة الزوج لزوجتو دوف عقد جديد وحتى دوف رضاىا ،بشرط أف يكوف ذلؾ
العدة ،لكف إف خالؼ تاريخ التصريح بالطبلؽ تاريخ
مدة الصمح المطابقة لمدة ّ
قبؿ انتياء ّ
لعدة إذا حدث صمح بيف الدعوى بأف كاف سابقا لو ،فعمى القاضي أف يراعي مدة ا ّ
الزوجيف وحكـ بالرجعة أو تنازؿ الزوج عف دعواه ،حتى ال يقع في نتائج خطيرة مخالفة
لمشرع والقانوف وتمس بالنظاـ العاـ ،لذا عمى قاضي شؤوف األسرة أف يتفطّف لمحاالت
التي تتطابؽ فييا مدة الصمح مع مدة عدة الطبلؽ الرجعي ،وذلؾ في حالة أوقع الزوج
الطبلؽ بتاريخ رفع الدعوى أو بتاريخ سابؽ عمييا وتع ّذر معرفة ذلؾ التاريخ ،حيث تسري
مدة الصمح ومدة العدة مف تاريخ رفع دعوى الطبلؽ ،والحاالت التي تختمؼ فييا مدة
يصرح الزوج بالطبلؽ بتاريخ سابؽ عف
الصمح عف مدة عدة الطبلؽ الرجعي ،وذلؾ حيف ّ
تاريخ رفع الدعوى ،أو بتاريخ الحؽ عف تاريخ رفعيا ،حيث ال يبدأ سرياف مدة الصمح
العدة ،وتتقدـ إحداىما عمى األخرى ،ووجب حينئذ عمى بنفس تاريخ بداية سرياف مدة ّ
القاضي مراعاة مدة عدة الطبلؽ لتعمّقيا بحؽ مف حقوؽ اهلل ،وباعتبارىا مف النظاـ العاـ،
ألف كؿ األحكاـ تدور عمييا ،كالرجعة والنسب والميراث.1
و ّ
إف تقييد مدة إجراء الصمح بأجؿ ثبلثة أشير مف تاريخ رفع الدعوى ،أمر فيو
ّ -6
تضييؽ عمى القاضي في ميمة الصمح التي يسعى لتحقيقيا ،إذ يجب التمييز بيف دعاوى
الطبلؽ باإلرادة المنفردة والتي يمكف أف يكوف المشرع قد راعى فييا فترة العدة ،وبيف
يصرح فييا الزوج
ّ دعاوى التطميؽ أو الخمع أو دعاوى الطبلؽ باإلرادة المنفردة التي لـ
العدة بسبب حمؿ الزوجة مثبل،
بالطبلؽ خارج مجمس القضاء ،أو التي قد تطوؿ فييا فترة ّ
أو بسبب تصريح الزوج بالطبلؽ بتاريخ الحؽ عمى تاريخ رفع الدعوى ،حيث أعتقد
يتسنى لمقاضي المجوء إلى
بضرورة منح آجاؿ واسعة مف أجؿ إجراء الصمح ،وذلؾ حتى ّ
عدة جيات قد تعينو في ذلؾ ،كتعييف حكميف أو استشارة جيات متخصصة ،مما يزيد مف
فإنو ليس مف الحكمة تضييؽ آجاؿ الصمح بميمة ثبلثة
فرص نجاح مساعي الصمح ،لذا ّ
211
أشير مف تاريخ رفع الدعوى ،واّنما يجب التمييز بيف أنواع الطبلؽ ،وأخذ بعيف االعتبار
انتياء فترة العدة مف عدمو.1
ومف أمثمة التشريعات التي منحت أجبل أطوؿ مف أجؿ إجراء محاوالت الصمح
التشريع المغربي الذي منح أجؿ ستة أشير لمفصؿ في دعوى الشقاؽ مف أجؿ اإلصبلح
تقدـ أحدىما بطمب التطميؽ بسبب الشقاؽ ،وفقا لنص المادة 97
بيف الزوجيف ،وذلؾ إذا ّ
حدد أجؿ ستة أشير كذلؾ لمفصؿ في دعاوى التطميؽ مف مدونة األسرة المغربية ،كما ّ
باستثناء حالة الغيبة وفقا لنص المادة 113مف مدونة األسرة المغربية ،لذا مف المستحسف
يتـ
لو يحذو المشرع الجزائري حذو ما أخذ بو المشرع المغربي في ىذه المسألة ،بحيث ّ
من ْح
وي َ
تعديؿ آجاؿ الصمح في دعاوى التطميؽ والخمع والطبلؽ بسبب نشوز أحد الزوجيفُ ،
لمقاضي آجاال واسعة ال تقؿ عف ستة أشير ،مف أجؿ تفعيؿ إجراء الصمح عبر مختمؼ
طرقو ،وانجاحو كبديؿ لتسوية النزاعات األسرية حفاظا عمى استقرار األسرة والمجتمع.
ألف المشرع تناوؿ
-7يجب التمييز في إجراء الصمح بيف أنواع دعاوى الطبلؽّ ،
إجراء الصمح في دعوى الطبلؽ باإلرادة المنفردة في المادة 49مف ؽ.أ ،بينما سكت عف
تنظيـ ىذا اإلجراء بالنسبة لباقي أنواع الطبلؽ األخرى ،وىي الطبلؽ بالتراضي
أو التطميؽ أو الخمع ،حيث مف الخطأ االستناد عمى المادة 49مف ؽ.إ.ـ.إ في غير
الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،لذا يحسف بالمشرع لو يتدخؿ بوضع نص قانوني جديد
ينظّـ بو إجراء الصمح في الطبلؽ بالتراضي والتطميؽ والخمع ،واقرار مدة أطوؿ مف أجؿ
إجراء محاوالت الصمح ،نظ ار ألف الحكـ القضائي ىو الذي ينشئ الطبلؽ بالتراضي
العدة ال تسري إالّ ابتداء مف تاريخ صدور الحكـ بالطبلؽ.
أو التطميؽ أو الخمع ،وأف ّ
حدد المشرع المدة األقصى التي يجب عمى القاضي أال يتجاوزىا عند إجراء
ّ -8
يبيف الحد األدنى
الصمح وجعميا ثبلثة أشير مف تاريخ رفع الدعوى ،غير أف المشرع لـ ّ
ثـ إصدار الحكـ بإثبات
لممدة التي يجب أال يقؿ عنيا إجراء محاوالت الصمح ،ومف ّ
ّ
تـ بإرادة الزوج المنفردة قبؿ
ألف إصدار الحكـ القضائي بتثبيت الطبلؽ الذي ّ
الطبلؽّ ،
يؤدي إلى إشكاالت كبيرة ،ونتائج خاطئة تناقض الشرع والقانوف ،حيث
مدة الصمح ّ
انتياء ّ
العشي نوارة ،الصمح في قضاء شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .17 1
212
يتحوؿ الطبلؽ الرجعي إلى طبلؽ بائف ،وما يصحب ذلؾ مف آثار تتعمؽ بمنع الزوج مف
مراجعة زوجتو إال بعقد جديد ،وحرماف أحدىما مف الميراث إذا توفي الزوج اآلخر ،وغير
سببيا استعجاؿ القاضي بإصدار حكـ إثبات
ذلؾ مف النتائج غير الصحيحة ،التي ّ
العدة.
الطبلؽ قبؿ انتياء مدة الصمح الموافقة لمدة ّ
فإف تدخؿ المشرع أضحى الزما بالنص صراحة عمى منع القاضي مف لذا ّ
إصدار حكـ بإثبات الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج إال بعد انقضاء مدة الصمح الموافقة
العدة.
لمدة ّ
-9نظ ار ألف كؿ األحكاـ الشرعية المتعمقة بالرجعة والنسب والميراث ترتبط
العدة ،حيث عمييا مدار األحكاـ وجودا وعدما ،فمف
ارتباط وثيقا ببداية ونياية سرياف مدة ّ
ينص المشرع عمى ربط مدة الصمح بمدة عدة الطبلؽ الرجعي ،والتي ّ المستحسف أف
ترتبط بدورىا بتاريخ تصريح الزوج بالطبلؽ ،وذلؾ حتى نتجنب كؿ اإلشكاالت التي تنتج
عف اختبلؼ مدة الصمح عف مدة العدة ،لذا أقترح النص عمى ما يمي " :يجب عمى
العدة ،ابتداء مف تاريخ تصريح الزوج
عدة محاوالت لمصمح خبلؿ فترة ّ القاضي إجراء ّ
بالطبلؽ" ،ىذا بالنسبة لمطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،أما بالنسبة لمطبلؽ بالتراضي
مدة الصمح ال تقؿ عف ستة أشير مف تاريخ رفع
أو التطميؽ أو الخمع ،فأقترح أف تكوف ّ
الدعوى.
يش ّك ؿ الحفاظ عمى األسرة واستقرارىا ىدفا مقصودا وغاية منشودة ،يسعى
سف مختمؼ اإلجراءات التي تحافظ عمى العبلقة الزوجية مف
مف خبلؿ ّ المشرع
ّ لتحقيقيا
المشرع في المادة 56مف ؽ.أ طريقا أخرى غير طريؽ محاولة الصمح سف
التفكؾ ،لذا ّ
التي يجرييا القاضي ،عمّيا تحقّؽ التوافؽ بيف الزوجيف وتعيد المياه إلى مجارييا ،وىي
يعينيما القاضي مف أىؿ الزوج وأىؿ الزوجة،
إجراء التحكيـ بيف الزوجيف مف قبؿ حكميف ّ
اشتد الخصاـ بيف الزوجيف ولـ يثبت
ّ نصت المادة 56مف ؽ.أ عمى ّأنو " :إذا
حيث ّ
يعيف القاضي الحكميف حكما مف أىؿ الزوج
الضرر وجب تعييف حكميف لمتوفيؽ بينيماّ .
وحكما مف أىؿ الزوجة ،وعمى ىذيف الحكميف أف يقدما تقري ار عف ميمتيما في أجؿ
213
شيريف" ،كما تنص المادة 446مف ؽ.إ.ـ.إ عمى" :إذا لـ يثبت أي ضرر أثناء الخصومة
يعيف حكميف اثنيف لمحاولة الصمح بينيما ،حسب مقتضيات قانوف
جاز لمقاضي أف ّ
األسرة".
أقره المشرع أعبله عف الصمح المقرر في المادة 439مف
ويختمؼ التحكيـ الذي ّ
ؽ.إ.ـ.إ ،وعف التحكيـ في المواد المدنية والتجارية المقرر بموجب المادة 1006مف
يتـ تبياف أحكامو وخصائصو فيما يمي:
ؽ.إ.ـ.إ ،و ّ
أوال -مفيوم إجراء التحكيم
عدة نقاط :تعريؼ التحكيـ ،طبيعتو،
يتـ التطرؽ إلى ّ
لبياف مفيوـ إجراء التحكيـ ّ
تعييف الحكميف ،الشروط الواجب توافرىا في الحكميف ،اإلشكاالت التي تواجييما ،والدور
الذي يقوـ بو الحكميف.
-1تعريف التحكيم
تناوؿ المشرع موضوع التحكيـ بيف الزوجيف في المادتيف 56ؽ.أ و 446ؽ.إ.ـ.إ
ألف المشرع ال ُيعطي عادة تعريفات ،بؿ
سالفتي الذكر دوف أف يعطي تعريفا خاصا بوّ ،
ذلؾ مف مياـ الفقو ،وبالرجوع إلى التعريفات الفقيية لمتحكيـ بصفة عامة ،فجمّيا يتّفؽ
أما
عمى ّأنو تولية شخص أو أكثر لمفصؿ في خصومة بيف متخاصميف اثنيف عمى األقؿّ ،
التحكيـ الخاص الوارد في قانوف األسرة فينصرؼ مفيومو إلى تعييف القاضي لحكميف
اثنيف عند حدوث الشقاؽ بيف الزوجيف ولـ يثبت أي ضرر أثناء الخصومة ،ميمتيما
اإلصبلح بيف الزوجيف ،ودرء الخبلؼ الحاصؿ بينيما بأي وجو أمكف.1
بأنو " :إجراء مف إجراءات التحقيؽ التي
وعرؼ األستاذ تقية عبد الفتّاح التحكيـ ّ
ّ
تقوـ بيا المحكمة في حاؿ -حدوث الشقاؽ بيف الزوجيف ،وعدـ إثبات الضرر ،وذلؾ
أف الطبيعة القانونية لمتحكيـ ىي عمؿ إجرائي تقوـ
لمفصؿ في النزاع بحكـ عادؿ ،ذلؾ ّ
بيا المحكمة مف تمقاء نفسيا عف طريؽ التعييف" ،2ومف خبلؿ ىذا التعريؼ يتّضح أف
التحكيـ في شؤوف األسرة لو مدلوؿ خاص ،يختمؼ عف التعريؼ االصطبلحي لمتحكيـ
نوري عم ر ،النظاـ القانوني لمصمح بيف الزوجيف في تشريع األسرة الجزائري ،مجمة آفاؽ العموـ ،العدد الثالث ،ص 1
.291
تقية عبد الفتاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .163 2
214
بت النزاع عف طريؽ ىيئة دوف المجوء إلى
الذي ينصرؼ إلى اتّفاؽ شخصيف عمى ّ
القضاء ،وبالتالي فيو يعتبر التحكيـ ذو طابع عقدي ،1بينما طبيعة التحكيـ في شؤوف
األسرة ذو طابع إجرائي.
مف حيث موضوع التحكيـ ف ّإنو يختّص بح ّؿ الخبلؼ بيف الزوجيف ودرء الشقاؽ
ؾ الرابطة الزوجية ،وذلؾ
والخصاـ الذي دفع أحدىما لمجوء إلى القضاء مف أجؿ طمب ف ّ
بتقريب وجيات نظر الزوجيف ،وحثّيما عمى استئناؼ الحياة الزوجية عمى أساس مف
التفاىـ والمحافظة عمى استقرار األسرة.
نص المادتيف 56مف ؽ.أ و 446مف أف ّأوؿ ما يمكف مبلحظتو مف خبلؿ ّغير ّ
أف المشرع أحاؿ القاضي مف القانوف اإلجرائي الذي ىو قانوف اإلجراءات ؽ.إ.ـ.إّ ،
المدنية واإلدارية ،إلى القانوف الموضوعي وىو قانوف األسرة ،مف أجؿ معرفة اإلج ارءات
ألف اإلجراءات يوضحيا القانوف اإلجرائي
المتّبعة في التحكيـ ،وىو أمر غير منطقيّ ،
أف المشرع لـ يحدد بدقة إجراءات تعييف الحكميف
ال القانوف الموضوعي ،ويبلحظ أيضا ّ
يحدد
والشروط الواجبة التوفر فييما ،والمياـ المسندة إلييـ في المادة 56مف ؽ.أ ،كما لـ ّ
ألف الضرر
المشرع بدقّة معنى الضرر الذي َيثبت حتى ال يمجأ القاضي لمحكميفّ ،
ال محالة ثابت في كؿ الخصومات بيف الزوجيف ،سواء لمزوج أو لمزوجة ،فيؿ تُوجد
خصومة ببل ضرر؟ وعميو فمعيار الضرر الذي حدده المشرع مف الصعوبة بمكاف عمى
أف ىناؾ ضرر بسيط وضرر جسيـ ،فيؿ يستوياف في ذلؾ؟ القاضي تقديره ،كما ّ
-2طبيعة إجراء التحكيم
إف المبلحظ ىو تضارب موقؼ المشرع حوؿ مسألة وجوب المجوء إلى إجراءّ
التحكيـ ،حيث يظير التذبذب وعدـ وضوح موقفو ،حيث استعمؿ في المادة 56مف ؽ.أ
ويفيـ مف ذلؾ إل ازمية تعييف الحكميف مف
عبارة " ...وجب تعييف حكميف لمتوفيؽ بينيما"ُ ،
طرؼ القاضي قبؿ فصمو في موضوع الدعوى المعروضة عميو ،فيو إلزاـ موجو أساسا
لمقاضي ،2يتحقؽ بشرطيف اثنيف ،ىما شرط اشتداد الخصاـ بيف الزوجيف وثبوت الشقاؽ
بينيما ،وشرط عدـ ثبوت الضرر مف ىذا الخصاـ ،بينما بالرجوع إلى نص المادة 446
أحمد نصر الجندي ،محكمة األسرة واختصاصاتيا ،د ط ،دار الكتب القانونية ،مصر ،2005 ،ص .336 2
215
عي َف حكميف اثنيف
أف المشرع استعمؿ عبارة .... " :جاز لمقاضي أف ُي ّ
مف ؽ.إ.ـ.إ نجد ّ
لمحاولة الصمح بينيما ،".....فيؿ يجب عمى القاضي تعييف حكميف لمحاولة الصمح إذا
لـ يثبت الضرر؟ أـ يجوز لو ذلؾ؟ والفرؽ ّبيف بيف المفظيف ،وىؿ يعتبر نص ؽ.إ.ـ.إ
الصادر الحقا عمى نص قانوف األسرة ناسخا لو ،وناقبل لو مف الوجوب إلى الجواز؟
النصيف بما يوافؽ التوجو
يحتاج ىذا التساؤؿ إلى إجابة مف المشرع ،وتعديؿ أحد ّ
الذي قصده المشرع مف خبلؿ إق ارره إجراء التحكيـ بيف الزوجيف ،واف كاف إقرار إلزامية
التحكيـ أولى ،عسى يتحقؽ اليدؼ المنشود ،وىو الحفاظ عمى استقرار األسرة ،وحماية
عقد الزواج مف الح ّؿ ،كما اعتبر األستاذ عبد الفتاح تقية في معرض حديثو عف طبيعة
أف ىذا اإلجراء وجوبي والزامي في مسائؿ األحواؿ الشخصية ،وال سيما إذا تعمّؽ
التحكيـ ّ
اشتد الخصاـ بيف الزوجيف دوف ثبوت الضرر ،و ّأنو يجب
األمر بدعوى الطبلؽ ،في حاؿ ّ
عمى القاضي قبؿ معالجة موضوع النزاع والفصؿ في دعوى الطبلؽ أف يحاوؿ اإلصبلح
بيف الزوجيف عف طريؽ تعييف حكميف.1
-3تعيين الحكمين
بالرجوع إلى نص المادة 446سالفة الذكر أجاز المشرع المجوء إلى تعييف
حكميف مف أجؿ محاولة الصمح بيف الزوجيف ،حيث يطمب القاضي مف كؿ زوج تسمية
الحكـ الذي يرضاه مف جيتو في الجمسة التالية ،فإف تخمّؼ أحدىما عف حضور الجمسة
عيف القاضي حكما عنو ،إذ األصؿ أف يختار كؿ زوج حكما ،واف تع ّذروتسمية َح َك ِم ِو ّ
األمر عينيما القاضي مف تمقاء نفسو.
وحسنا فعؿ المشرع عند اشتراطو أف يكوف الحكميف أحدىما مف أىؿ الزوج
ألف القصد مف
والثاني مف أىؿ الزوجة ،أي أنيما أشخاص مف ذوي قرابة الزوج والزوجةّ ،
ذلؾ عمميما بحاؿ الزوجيف وخمفيات النزاع بينيما وظروؼ كؿ واحد منيما ،وىو أمر مف
شأنو تمكينيما مف تيدئة األوضاع والنفوس وتقريب ُوجيات النظر ،وبعث الحياة الزوجية
مف جديد عمى أساس التفاىـ واالحتراـ المتبادؿ بيف الزوجيف.
تقية عبد الفتاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .79 1
216
يعينيما
أف المشرع لـ ُي ّبيف اإلجراءات المتّبعة في تعييف الحكميف ،فيؿ ّ
غير ّ
القاضي بموجب أمر والئي؟ أـ ُيعينيما شفاىة في الجمسة؟ واف كاف المعقوؿ في عمؿ
يتـ تعيينيما بموجب أمر والئي ،يحدد فيو اسميما وموطنيما والمياـ المسندة
القضاء أف ّ
إلييما ،والمدة المحددة ليما إليداع تقريرىما لدى كتابة الضبط ،واإلشارة إلى ضرورة
الرجوع إلى القاضي عند وجود إشكاؿ ،ومف المعقوؿ أنو يجب عمى القاضي عرض
تعييف الحكميف عمى الزوجيف وقبوليما بذلؾ ،وقبوليما بالشخصيف المعينيف حتى يتمكنا
مف إجراء الصمح بيف الزوجيف ،1ولقاضي الموضوع مراقبة مدى التزاـ الحكميف بالمياـ
المسندة إلييما.
المشرع لـ ينص عمى أداء الحكميف لميميف القانونية ،بالرغـ مف أىمية
ّ كما أف
فإنيما يحرراف محض ار بذلؾ، العمؿ الذي يقوماف بو ،ألنيما إذا توصبل إلى الصمح ّ
ويصادؽ عميو القاضي بموجب أمر غير قابؿ ألي طعف ،وىو أمر مف األىمية بمكاف،
أفبل يستدعي ذلؾ تأدية اليميف؟
-4شروط الحكمين
عدة شروط يمكف تصنيفيا إلى شروط
يشترط مف أجؿ تعييف الحكميف توافر ّ
تتعمؽ بالعبلقة الزوجية ،وشروط تتعمؽ بالحكميف.
أما الشروط المتعمقة بالعبلقة الزوجية فتتمثؿ في:
ّ
ميددة باالنحبلؿ بفعؿ
-وجود عبلقة زوجية قائمة بيف الطرفيف المتخاصميفّ ،
يتمسؾ كؿ
الخصاـ القائـ بيف الزوجيف ،الناتج عف خبلؼ بينيما حوؿ موضوع ما ،بحيث ّ
ويدعي كؿ منيما حؽ لدى الطرؼ اآلخر ،أو عدـ قيامو بالتزاماتو ،فتنشأ
طرؼ بموقفوّ ،
خصومة بشأنو.
-عدـ ثبوت ضرر يمحؽ بأحد الزوجيف أو بأوالدىما ،واف كاف ىذا الشرط يثير
عدة إشكاالت بشأف طبيعة الضرر الذي قصده المشرع ،والذي يجب إثباتو لعدـ المجوء
إلى التحكيـ ،وىؿ المقصود بو عدـ وجود ضرر أصبل؟ أـ عدـ إمكانية إثبات ىذا
217
الضرر؟ واف كاف مف غير المعقوؿ أف نتصور وجود خبلؼ وخصاـ بيف الزوجيف،
ووصوؿ ىذا النزاع إلى أروقة العدالة دوف وجود ضرر يمحؽ أحد الطرفيف أو كبلىما.
فإف المشرع لـ ينص صراحة عمى شروط معينةأما الشروط المتعمقة بالحكميفّ ،
أف الحكميف يقوماف بدور القاضي في الصمح بيف الزوجيف،
يجب توافرىا فييما ،لكف بما ّ
فيشترط فييما ما يشترط في القاضي عموما مف وجوب كونيما مسمميف ،مكمفيف ،أي
بالغيف عاقميف ،عالميف بأحكاـ النشوز والجمع والتفريؽ بيف الزوجيف ،عدليف ،أي
مستقيميف ذوي سمعة طيبة ،ذكريف ،وىي شروط عامة ،1فضبل عف الشرط الخاص الذي
نص عميو المشرع صراحة في المادة 56مف ؽ.أ ،وىو أف يكوف الحكماف أحدىما مف ّ
أقارب الزوج ،واآلخر مف أقارب الزوجة ،والغاية مف ذلؾ كونيما أقرب لمزوجيف وأعمـ
بحاليما ،وبباطف العبلقة بينيما ،وبإمكانيما معرفة ما ال قد يطمع عميو سوى المقربيف إلى
الزوجيف ،وىو ما قد يساعد عمى فيـ جوىر النزاع ويساىـ في إيجاد حؿ يرضي الطرفيف.
-5اإلشكاالت التي تواجو الحكمين
نصت المادة 447مف ؽ.إ.ـ.إ عمى ّأنوُ " :يطمعُ الحكماف القاضي بما يعترضيما
مف إشكاالت أثناء تنفيذ الميمة" ،كما نصت المادة 449مف ؽ.إ.ـ.إ عمى" :يجور
لمقاضي إنياء مياـ الحكميف تمقائيا ،إذا تبينت لو صعوبة الميمة ،وفي ىذه الحالة يعيد
القضية إلى الجمسة ،وتستمر الخصومة".
ميسرة ،بؿ
ال شؾ أف مياـ الحكميف في اإلصبلح بيف الزوجيف لف تكوف سيمة ّ
البد مف أف تواجييما عدة صعوبات وعراقيؿ واشكاالت قد يستعصى عمييما إيجاد حؿ
ليا ،فألزـ المشرع الحكميف بإطبلع القاضي بيذه اإلشكاالت ،ومف أمثمة ذلؾ أف يرفض
أحد الزوجيف التواصؿ معيما ،أو يرفض حضور الجمسة التي حددت ليما مع الحكميف،
أو سفر أحد الزوجيف وعدـ تمبية االستدعاء الموجو لو لمقاء الحكميف ،أو غيرىا مف
اإلشكاالت التي تعيؽ أداء مياـ التحكيـ بيف الزوجيف ،فيرفع الحكماف األمر إلى القاضي
تبيف لو صعوبة الميمة ،وتعذر الوصوؿ إلى
الذي يجوز لو أف يقرر إنياء مياميما إذا ّ
الصمح بواسطتيما ،وذلؾ بموجب أمر والئي.
218
-6دور الحكمين
يتـ تعييف الحكميف وتكميفيما مف قبؿ القاضي بالمياـ المسندة ليما،
بعدما ّ
والمتمثمة أساسا في ميمة اإلصبلح والتوفيؽ بيف الزوجيف ،ودرء الخبلؼ بينيما ،يباشر
الحكماف المياـ المسندة ليما ،وذلؾ ببحث أسباب الخبلؼ بيف الزوجيف ومبلبسات
أف فيـ أسباب الشقاؽ يم ّكنيما مف تحديد
لب النزاع وجوىره ،إذ ّ
الخصاـ ،مف أجؿ معرفة ّ
مسؤولية كؿ طرؼ في الوصوؿ إلى ما آلت إليو العبلقة الزوجية بينيما ،ويتأتّى ذلؾ
بسماع كؿ مف الزوج والزوجة ،وأقاربيما ،وكؿ شخص تفيد شيادتو في فيـ جوىر النزاع،
وتحديد المسؤوليات ،وايجاد الحموؿ البلزمة لرأب الصدع الذي أصاب العبلقة الزوجية،
يبيناف لكؿ مف واحد مف الزوجيف الخطأ الذي ىو عميو ،ويرشدانو إلى الصواب
حيث ّ
الذي يجب الرجوع إ ليو مف أجؿ إزالة الضرر عف الطرؼ اآلخر ،وذلؾ بتنازؿ كؿ طرؼ
عف جزء مف موقفو الذي أخطأ فيو ،حيث يسعى الحكماف في إصبلح ذات البيف ،وتقريب
وجيات النظر ،وابداء النصح واإلرشاد مف أجؿ المعاشرة بالمعروؼ بيف الزوجيف،
وتذكيرىما بمضار الفرقة واآلثار الخطيرة المترتبة عمييا ،ويقترحاف عمى الزوجيف الحؿ
المناسب إلنياء الخصاـ ،بالنصح والموعظة الحسنة.
بعد ذلؾ يقوـ الحكماف بتقديـ تقريرىما إلى القاضي خبلؿ شيريف مف تاريخ
يضمناف فيو إجراءات التحكيـ التي قاما بيا ،والمساعي التي بذالىا مف أجؿ
ّ تعيينيما،
تـ
اإلصبلح بيف الزوجيف ،وا ّدعاءات كؿ واحد مف الزوجيف ودفوعو ،وتصريحات كؿ مف ّ
فض النزاع،
تـ اقتراحيا مف أجؿ ّ
سماعو مف أقارب الزوجيف ،وما ىي الحموؿ التي ّ
يتوصؿ القاضي إلى معرفة األسباب
ّ وموقؼ الزوجيف منيا ،وكؿ ذلؾ مف أجؿ أف
أدت إلى نشوبو ،ومعرفة نصيب كؿ واحد مف الزوجيف مف
الحقيقية لمخبلؼ والوقائع التي ّ
خاصة إذا لـ يوفّؽ الحكماف في مساعييما لمصمح
ّ المسؤولية في إذكاء النزاع أو إخماده،
بيف الزوجيف ،وبعد ذلؾ يقوماف بإيداع تقريرىما لدى أمانة ضبط المحكمة ،ولمقاضي أف
يأخذ بما توصؿ إليو أحدىما أو كبلىما ،أو بغير ذلؾ مما يستشفو مف أوراؽ الدعوى.1
219
ويعد تقديـ تقرير الحكميف إلى ىيئة المحكمة أم ار وجوبيا وفؽ نص المادة 56
مف ؽ.أ ،بينما نص المادة 446مف ؽ.إ.ـ.إ وما بعدىا لـ يشر إلى وجوبية تقديـ التقرير
إال في حالة نجاح مساعي الصمح التي قاـ بيا الحكماف ،وفقا لنص المادة 446مف
أمر ميما ،سواء في حالة نجاح ميمة
يعد ا
ؽ.إ.ـ.إ ،وفي اعتقادي فإ ّف تقديـ التقرير ّ
ألف ذلؾ يفيد القاضي مف أجؿ فيـ جذور النزاع ،ونقاط
أو في حالة فشمياّ ، الصمح
الخبلؼ بيف الزوجيف ،ومسؤولية كؿ واحد مف الزوجيف في إيقاع الطبلؽ إف ثبت ،لذا
فإنو مف المستحسف لو يشير المشرع في المادة 446مف ؽ.إ.ـ.إ إلى وجوب تقديـ
الحكماف تقريرىما عند نياية مياميما.
ثانيا -اآلثار المترتبة عمى إجراء التحكيم
ثـ إلى انقضاء التحكيـيترتب عمى إجراء التحكيـ نتائج يتـ التطرؽ إلييا أوالّ ،
ثانيا ،ومنو إلى القيمة القانونية لمحضر الصمح المحرر مف الحكميف ثالثا.
-1نتائج إجراء التحكيم
ال تخرج النتائج المتوصؿ إلييا مف قبؿ الحكميف عف فرضيف اثنيف ىما:
أ -حالة نجاح إجراء التحكيم
قد يتوصؿ الحكماف إلى اإلصبلح بيف الزوجيف ،فيحرراف محضر الصمح ويوقعو
ويتـ إيداعو لدى أمانة الضبط ،لكي يصادؽ عميو القاضي
كؿ واحد منيما والزوجيفّ ،
بموجب أمر غير قابؿ ألي طعف ،طبقا لممادة 448مف ؽ.إ.ـ.إ ،واف كاف المشرع لـ
ُيبيف كيفية تحرير محضر الصمح ،وال إيداعو بأمانة الضبط ،وال توقيع الحكميف والزوجيف
فإنو عمى القاضي أف
المرجوة منوّ ،
ّ أف إجراء التحكيـ قد حقّؽ النتيجة
عميو ،لكف ما داـ ّ
تـ بيف الزوجيف ،وفقا لما ورد في تقرير الحكميف ،وذلؾ بالمصادقة
يثبت ىذا الصمح الذي ّ
ّ
عميو ،ويفصؿ القاضي في دعوى الطبلؽ المعروضة عميو ،ويصدر حكما قضائيا
بانقضاء الخصومة القضائية بيف الزوجيف لتحقّؽ الصمح بينيما ،ويوصؼ الحكـ الذي
يصدر بمقتضى عقد الصمح بأنو صادر في أوؿ وآخر درجة ،ويعتبر ىذا الحكـ كاشفا
وليس منشأ ،ألف القاضي صادؽ عمى ما اتفؽ عميو األطراؼ فقط ،1غير أنو إذا تعمّؽ
تقية عبد الفتاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .159 ،157 1
220
األمر بالطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج فيجب التأكيد عمى ضرورة اإلشياد بالطبلؽ إذا
أوقعو الزوج ،حتى ُيحتسب مف عدد الطمقات التي يممكيا ،مراعاة ألحكاـ الشرع ،وموافقة
لمنظاـ العاـ.
ب -حالة فشل إجراء التحكيم
التوصؿ إلى الصمح بيف الزوجيف ،وقد يتعذر عمييما القياـ
ّ قد يفشؿ الحكماف في
بالمياـ المسندة إلييما لعدة أسباب واشكاالت تواجييما أثناء إجراء التحكيـ وتعرقؿ
الصمح ،ومثاليا رفض أحد الزوجيف أو كبلىما إجراء التحكيـ ،أو التجاوب مع الحكميف،
ويتمسؾ برغبتو في إنياء العبلقة الزوجية ،أو بسبب اختبلؼ الحكميف في تظميـ أحد
ّ
الزوجيف ،وتحميمو مسؤولية الخبلؼ الحاصؿ بيف الزوجيف ،أو بسبب تقصير الحكميف
في أداء المياـ المسندة إلييما ،وتجاوز المدة المحددة ليما مف القاضي ،فيقرر القاضي
إنياء مياميما تمقائيا ،وذلؾ بموجب أمر والئي ،ويعيد القضية إلى الجمسة ،وتستمر
الخصومة القضائية ،ويشرع القاضي النظر في موضوع الدعوى.
وقد يرفع الحكماف تقريرىما إلى القاضي بالرغـ مف فشؿ ميمة التوصؿ إلى
ّْناف مف خبللو المتسبب في الخصومة ،والضرر الذي لحؽ ويبي ِ
صمح بيف الزوجيفُ ،
الزوجيف أو أحدىما ،ومسؤولية كؿ واحد منيما في النزاع ،والضرر البلحؽ بالزوج اآلخر،
واقتراحاتيما بشأف موضوع الشقاؽ ،ويكوف لتقرير الحكميف نفس حجية إجراءات التحقيؽ
أو األدلة عموما ،حيث يمزـ القاضي بما ورد فيو مف وقائع ،وال يحؽ لو استبعادىا إال إذا
ثـ يقوـ القاضي
ثبت عدـ صحتيا ،وذلؾ حتى ال يكوف القاضي محرفا لموقائعّ ،
باستخبلص األدلة مف الوقائع الواردة في تقرير الحكميف ،والوصوؿ إلى نتائج محددة مف
أجؿ الفصؿ في النزاع المطروح أمامو ،1ويستعيف القاضي بتقرير الحكميف فيما يخص
ؾ الرابطة الزوجية ،وتقدير التعويض
معرفة المخطئ مف الزوجيف ،وتحميمو مسؤولية ف ّ
المناسب.
ويطرح التساؤؿ حوؿ مدى جواز تعييف حكميف جديديف بعد فشؿ ميمة التحكيـ
ُ
األولى؟
تقية عبد الفتاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .160 1
221
أف السمطة التقديرية تبقى
لـ ينص المشرع عمى جواز أو منع ذلؾ ،وأعتقد ّ
أف فشؿ إجراء التحكيـ األوؿ كاف بسبب أحد الحكميف قدر ّ
لمقاضي ،بحيث إذا ّ
رجى فييما التوفيؽ في
أو كبلىما ،فمو أف ُينيي ميمتيما ويستبدليما بحكميف آخريفُ ،ي َ
تمسؾ أحد
أف عدـ نجاح إجراء التحكيـ سببو ّ قدر القاضي ّ الصمح بيف الزوجيف ،أما إذا ّ
ؾ الرابطة الزوجية ،و ّأنو ال فائدة تُرجى مف
الزوجيف أو كبلىما بموقفو ،واص ارره عمى ف ّ
تعييف حكميف جديديف ،فإنو ينظر في دعوى الطبلؽ ،ويفصؿ فييا.
-2انقضاء إجراء التحكيم
ينقضي التحكيـ لعدة أسباب يمكف إجماليا فيما يمي:
-إتماـ الحكميف الميمة التي أسندت ليما ،واكماؿ عمميما المتعمؽ بمحاولة
الصمح بيف الزوجيف ،سواء توصبل إلى الغاية المرجوة مف ميمة التحكيـ ،وىي اإلصبلح
بيف الزوجيف والحفاظ عمى استمرار العبلقة الزوجية بينيما ،أـ لـ يتوصبل لذلؾ وأودعا
تقريرىما بأمانة ضبط المحكمة.
-انقضاء مدة التحكيـ المحددة لمحكميف دوف القياـ بالمياـ المسندة ليما ،حيث
منح المشرع لمحكميف أجؿ شيريف لمقياـ بميمة الصمح بيف الزوجيف ،فإذا انتيت ىذه
المدة دوف قياميما بميمتيما انقضى إجراء التحكيـ ،ويرجع النزاع إلى القاضي مف أجؿ
الفصؿ في موضوع دعوى الطبلؽ.
-تصالح الزوجيف بمحض إرادتيما سواء قبؿ اتصاؿ الحكميف بيما ،أو بعد
ذلؾ ،ألف الغرض مف التحكيـ تحقّؽ ،وبالتالي ال فائدة مف مباشرة الحكميف لميمتيما
أو االستمرار في مساعييما.
-تنقضي ميمة الحكمي ف بإنياء مياميما مف قبؿ القاضي الذي قاـ بتعيينيما،
تبيف لو صعوبة الميمة الموكمة ليما ،وذلؾ طبقا لنص المادة 449مف
وذلؾ إذا ّ
ؽ.إ.ـ.إ.
-ينقضي إجراء التحكيـ بوفاة أحد الزوجيف ،بؿ ينحؿ بذلؾ عقد الزواج بالوفاة
العدة ،وبالتالي يصبح إجراء التحكيـ بيف الزوجيف ببل معنى.
إذا لـ تنتو ّ
222
-وفاة أحد المحكميف أو تنحيو ،أو حصوؿ مانع لو يحوؿ دوف قيامو بمياـ
التحكيـ.1
-3القيمة القانونية لمحضر الحكمين
ُيطرح التساؤؿ حوؿ مدى رقابة المحكمة العميا عمى عمؿ القاضي فيما يتعمؽ
بالتحكيـ ،وتقتضي اإلجابة عميو تحديد الطبيعة القانونية إلجراء التحكيـ ،فيؿ يعتبر مف
فإف لممحكمة
مسائؿ القانوف أـ مف مسائؿ الواقع؟ فإف اعتبر التحكيـ مف مسائؿ القانوف ّ
العميا الحؽ في مراقبة مدى خضوع القاضي لمسائؿ القانوف ،واف اعتبر مف مسائؿ الواقع
فإف لمقاضي السمطة التقديرية فييا ،وال رقابة لممحكمة العميا عميو في ذلؾ.
ّ
اء مف إجراءات التحقيؽ ،ودليبل مف األدلة التي تستند إليياإف اعتبار التحكيـ إجر ً
ّ
يتميز بأف لو جانب موضوعي وآخر إجرائي ،الجانب
المحكمة عند فصميا في النزاعّ ،
الموضوعي يتعمؽ بقواعد موضوعية تخص التحكيـ ،كوجوب تعييف الحكميف عند عدـ
تخص ممارسة
ّ ثبوت الضرر ،أو تكرار الدعوى ،والجانب اإلجرائي يتعمؽ بقواعد إجرائية
ىذا اإلجراء ،كاشتراط أف يكوف الحكميف مف أقارب الزوجيف ،أو تحديد أجؿ لميمة
الحكميف.2
وبيذا االعتبار فإف خالؼ قاضي الموضوع قاعدة موضوعية أو إجرائية في
التحكيـ ،كمخالفة مبدأ وجوب تعييف الحكميف عند عدـ ثبوت الضرر ،أو مخالفة عدـ
تأدية الحكميف اليميف القانونية ،أو تعييف حكميف مف غير أقارب الزوجيف ،أو عدـ تحديد
يعد مف قبيؿ مخالفة قاعدة جوىرية في
فإف ذلؾ ّمياـ الحكميف أو أجؿ القياـ بميمتيماّ ،
اإلجراءات ،أو إغفاؿ أشكاؿ جوىرية في اإلجراءات ،والتي يجوز االستناد عمييا عند
الطعف بالنقض ،مف أجؿ بسط المحكمة العميا رقابتيا عمييا ،باعتبارىا مف بيف األوجو
التي أجاز المشرع إثارتيا في الطعف بالنقض ،بموجب الفقرتيف 1و 2المادة 358مف
ؽ.إ.ـ.إ.
بوبشير محند أمقراف ،قانوف اإلجراءات المدنية ،نظرية الدعوى – نظرية الخصومة – اإلجراءات االستثنائية ،ط ،3 1
223
أما إذا استند قاضي الموضوع عمى تقرير الحكميف في التوصؿ إلى التفريؽ بيف
ّ
الزوجيف لمضرر ،أو إلى تحميؿ مسؤولية الطبلؽ ألحد الزوجيف ،وتقدير التعويض بناء
فإف ذلؾ يعتبر مف المسائؿ الواقعية التي تخضع لمسمطة التقديرية لمقاضي، عميوّ ،
وال رقابة لممحكمة العميا فييا.1
حرره
فإف محضر الصمح الذي ّأما بالنسبة لمقيمة القانونية لمحضر الصمحّ ،
الحكماف وأودعاه أمانة الضبط ،وصادؽ عميو القاضي بموجب أمر غير قابؿ لمطعف،
ويمير بالصيغة التنفيذية ،وذلؾ وفقا لنص الفقرة الثامنة مف المادة
يعتبر سندا تنفيذيا ُ
600مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث يندرج ضمف االتفاقات التي يؤشر عمييا القاضي والمودعة
يتـ بيف الزوجيف ممزـ ليما ،وال يجوز الطعف فيو أو الرجوع
بأمانة الضبط ،فالصمح الذي ّ
عنو ،ويعتبر الحكـ الصادر بشأنو حكما في أوؿ وآخر درجة ،2ويمير بالصيغة التنفيذية
مف أجؿ تنفيذه ،غير ّأنو يختمؼ عف محضر الصمح الذي يحرره أميف الضبط وفقا لممادة
أف محضر الصمح الذي حرره الحكماف ال يصبح سندا تنفيذيا 443مف ؽ.إ.ـ.إ في ّ
إال بعد أف يودع لدى أمانة الضبط ،ويصادؽ عميو القاضي بموجب أمر والئي ،بينما
ال يحتاج محضر الصمح الذي حرره أميف الضبط إلى ّأية مصادقة مف القاضي ليصبح
سندا تنفيذيا.3
وفي ختاـ بياف إجراء التحكيـ أوصي بضرورة رفع اإلشكاالت التي يثيرىا نص
المادة 56مف ؽ.إ.ـ.إ ،والمتعمقة بشرط اشتداد الخصاـ بيف الزوجيف ،وشرط ثبوت
ألف المقصد مف تشريع ىذا اإلجراء ىو
الضرر مف أجؿ وجوب تعييف الحكميفّ ،
المحافظة عمى الرابطة الزوجية مف الح ّؿ ،وىو مقصد جدير بتبسيط اإلجراءات الخاصة
بتحقيقو ،والغاء الشروط المتعمقة بانتياج طريقو ،لذلؾ يتجمى ضرورة تعديؿ نص الفقرة
األولى مف المادة 56سالفة الذكر إلى الصياغة التالية " :إذا ظير الخصاـ بيف الزوجيف
ألنو ثابت في كؿ
وجب تعييف حكميف لمتوفيؽ بينيما" ،وبذلؾ ُيمغى شرط ثبوت الضررّ ،
تقية عبد الفتّاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .157 2
224
نزاع أو خصاـ يحدث بيف الزوجيف ،حتى لو اقتصر عمى الضرر المعنوي فقط ،واشتراط
عدـ ثبوتو مف األمور التي يصعب تحقّقيا.
أف تنظيـ إجراء التحكيـ مف قبؿ المشرع يعتريو بعض القصور ،إذ ال زاؿ
كما ّ
يتـ تعييف الحكميف مف
ىذا اإلجراء بحاجة لئلجابة عمى بعض األسئمة ،مف بينيا :ىؿ ّ
يتـ إجراء التحكيـ قبؿ إجراء الصمح مف القاضي،القاضي شفاىة أو كتابة ؟ وىؿ ّ
أو أثنائو ،أو بعد فشمو؟ وىؿ يخضع تعييف الحكميف لموافقة الزوجيف أـ ال اعتبار
1
إلرادتيما في ذلؾ؟
ألف
إف إجراء التحكيـ بحاجة إلى تفعيؿ تطبيؽ المادة 56مف ؽ.أ بشكؿ أكبرّ ،
ّ
الواقع العممي أثبت عزوؼ القضاة عف إجراء تعييف الحكميف ،والتزاميـ فقط بإجراء
الصمح مف طرؼ القاضي ،حيث لـ يثبت وجود سابقة لمعمؿ بو قضاء ،مما جعمو حب ار
عمى ورؽ ،أل ّف في تفعيؿ ىذا اإلجراء ما قد يجنب تفكؾ بعض األسر ،وقد يصؿ
الحكما ف إلى تحقيؽ الصمح بصفتيما مقربيف مف الزوجيف ،وعمى عمـ بخبايا الخبلؼ
الناشئ بينيما ،لذا مف المستحسف عدـ تفويت فرصة إجراء الصمح عف طريؽ الحكميف
المذيف قد ينجحاف فيما قد يصعب عمى القاضي تحقيقوَ ،ع َسى أف ُينقص ذلؾ مف نسب
الطبلؽ التي بمغت أرقاما قياسية ،فضبل عف أف الشريعة اإلسبلمية حثت عميو وأمرت بو.
ؾ
وفي ختاـ ىذا المطمب الذي تناولت فيو إجراءات الصمح والتحكيـ في قضايا ف ّ
ميماف وضرورياف كآلية لح ّؿ
الرابطة الزوجية ،أشير إلى أنو واف كاف ىذاف اإلجراءاف ّ
النزاعات بيف الزوجيف ،إالّ ّأنيا إجراءات لـ تعد كافية وحدىا لتحقيؽ الغرض المرجو
منيا ،في ظؿ االرتفاع الكبير في نِ َس ِب الطبلؽ ،مما يستدعي البحث عف الخمؿ والنقص
الذي يعتري إجراء الصمح بواسطة القاضي أو بواسطة الحكميف مف جية ،ومف جية
مختصة ومؤىمة لئلصبلح
ّ أخرى البحث عف آليات جديدة أكثر فعالية ،كاستحداث جيات
بيف الزوجيف ،تُسند ليا مباشرة ميمة إجراء الصمح بيف الزوجيف ،سواء قبؿ رفع دعوى
الطبلؽ وبمجرد حدوث الشقاؽ والخبلؼ بينيما ،أو بعد رفع دعوى الطبلؽ أماـ الجيات
المختصة.
ّ القضائية
تقية عبد الفتاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .80 1
225
المطمب الثاني :قواعد اإلثبات في الزواج والطالق
يتـ إبراـ عقد الزواج بصفة رسمية في كؿ األحواؿ ،كما قد يقوـ الزوج بطبلؽ
ال ّ
تتـ بمحض إرادة
زوجتو طبلقا عرفيا خارج مجمس القضاء ،وىي تصرفات إرادية ّ
أف المشرع يشترط إلثبات ىذه التصرفات وترتيبصاحبيا ،وترتب آثا ار شرعية ،غير ّ
حدده المشرع ،وىو إثباتيا بحكـ قضائي،
آثارىا القانونية أف تخضع لمشكؿ القانوني الذي ّ
حيث يخضع إثبات الزواج العرفي واثبات الطبلؽ العرفي لشروط وأحكاـ واجراءات
يتـ التطرؽ إلييا مف خبلؿ الفرعيف اآلتيف.
مخصوصةّ ،
226
ٍ
مستوؼ عرؼ الزواج العرفي بأنو زواج بيف رجؿ وامرأة عمى الوجو الشرعي، وي ّ
ُ
جميع أركاف وشروط عقد الزواج ،غير ّأنو لـ يتـ تسجيمو في سجبلت الحالة المدنية.
ويطرح التساؤؿ حوؿ اعتراؼ المشرع بيذا الزواج؟ وكيؼ يمكف إثباتو؟
إذا استوفى عقد الزواج المبرـ بيف الزوجيف ركف الرضا الوارد في المادة 09مف
ؽ.أ ،والشروط المبينة في المادة 09مكرر منو ،كاف عقد الزواج صحيحا ،غير أنو
ت قانونا إال بمستخرج مف سجؿ الحالة المدنية ،وفي حالة عدـ تسجيمو يثبت بحكـ
ال َي ُثب ُ
آثار ميمة ،وينتج عنو حقوقا والتزامات لكؿ مف الزوج
ألف عقد الزواج يرتب ا
قضائيّ ،
والزوجة.
ويرجع بالنسبة لوسائؿ إثبات الزواج العرفي بالنسبة لمفقو اإلسبلمي ،والقواعد
ُ
العامة ،وموقؼ القضاء مف ىذه الوسائؿ ،إلى المبحث الثاني المعنوف بكيفية إثبات
الزواج مف الفصؿ األوؿ المعنوف بػ :إجراءات توثيؽ واثبات الزواج.
ثانيا -إجراءات إثبات الزواج العرفي
يمكف لمزوج أو الزوجة أف ينتيجا طريقيف مف أجؿ طمب إثبات الزواج العرفي:
أوال :يقدـ الزوج أو الزوجة أو كبلىما طمبا لوكيؿ الجميورية لدى المحكمة التي
أبرـ في دائرة اختصاصيا عقد الزواج العرفي ،ويرفؽ طمبو بشيادة الميبلد وأسماء الشيود
الذيف حضروا إبراـ عقد الزواج ،وبعد إطبلع وكيؿ الجميورية عمى الطمب يحيؿ الطمب
إلى السيد رئيس المحكمة مرفقا بالتماساتو ،وبعد دراسة الممؼ مف قبمو يقوـ باستدعاء
الشاىديف وسماعيما بعد تأديتيما اليميف القانونية ،وبعد تحقّقو مف توافر ركف الزواج
وشروطو ،يأمر بتثبيت الزواج العرفي المبرـ بيف الزوجيف ،وتسجيمو في سجبلت الحالة
المدنية ،ويسمّـ نسخة منو لمزوجيف ،وذلؾ وفقا لما نصت عميو المادة 39مف قانوف
الحالة المدنية.
ثانيا :يقوـ الزوج أو الزوجة أو كبلىما برفع دعوى بموجب عريضة افتتاحية أماـ
قسـ شؤوف األسرة بالمحكمة التي يقع بدائرة اختصاصيا مكاف إبراـ عقد الزواج العرفي،
وذلؾ بحضور النيابة العامة باعتبارىا طرفا أصميا ،حيث يقوـ القاضي بسماع الطرفيف
مف أجؿ التأ ّكد مف توفر ركف الرضا ،وشروط الزواج -الولي والصداؽ والشاىديف ،-كما
يصرح القاضي بتثبيت عقد
ّ ثـ
يسمع شيادة الشيود الذيف حضروا إبراـ عقد الزواجّ ،
227
الزواج العرفي ،ويأمر بتسجيمو بسجبلت الحالة المدنية ،ويؤشر بيذا الزواج عمى ىامش
شيادة ميبلد الزوجيف.
ال يكفي في نظر المشرع التصريح بالطبلؽ مف الزوج حتى ُيثبت فؾ الرابطة
الزوجية قانونا ،بؿ يتطمب إثبات الطبلؽ واالعتراؼ بآثاره اتّباع إجراءات قانونية
أقرىا المشرع بموجب نص المادة 49مف ؽ.أ، مخصوصة أماـ قسـ شؤوف األسرةّ ،
حماية لمصمحة األسرة عموما ،وحماية لحقوؽ المطمّقة واألوالد خصوصا ،حيث جعؿ
المشرع الجزائري صدور حكـ الطبلؽ الوسيمة الوحيدة إلثباتو ،وكؿ طبلؽ يقع خارج
يحتج بو تجاه الغير ،1وال يمكف
ّ يعتد بو قانونا ،وال
ويصرح بو الزوج ال ّ
ّ مجمس القضاء
إثباتو إال بالتوجو إلى المحكمة ،واستصدار حكـ يثبتو ويكشؼ عنو.
يتـ تناوؿ أحكاـ إثبات الطبلؽ العرفي واجراءاتو مف خبلؿ التطرؽ لمعناصر
و ّ
التالية:
أوال -اإلشكاالت المتعمقة باألساس القانوني إلثبات الطالق العرفي
يجد إثبات الطبلؽ العرفي أساسو القانوني في الفقرة األولى مف المادة 49مف
ؽ.أ ،والتي تنص عمى ما يمي" :ال يثبت الطبلؽ إال بحكـ بعد عدة محاوالت لمصمح
يجرييا القاضي ،دوف أف تتجاوز مدتو ثبلثة أشير ابتداء مف تاريخ رفع الدعوى" ،ىذا
صحة صياغتوالنص الذي أساؿ الكثير مف الحبر ،وثار بشأنو الكثير مف الجدؿ ،حوؿ ّ
وتفسيره ،وتوافقو مع أحكاـ الشرع ،وانسجامو مع عدة مواد في قانوف األسرة كالمادة ،48
أف الفيـ الصحيح لمنص القانوني يؤثر في تطبيقو واستنباط
52 ،50و 58مف ؽ.أ ،إذ ّ
األحكاـ منو ،فأيف يكمف الخمؿ؟ وما ىي أىـ اإلشكاالت التي يثيرىا نص المادة 49مف
يتـ التطرؽ لذلؾ مف خبلؿ النقاط التالية:
ؽ.أ؟ ّ
-1أثار نص المادة 49مف ؽ.أ خبلفا بشأف طبيعة حكـ الطبلؽ ،ىؿ ىو حكـ
كاشؼ أـ ىو حكـ منشئ لمطبلؽ؟ وآثار ذلؾ مف األىمية بمكاف ،وليا تأثير خطير عمى
العدة.
مسائؿ تتعمؽ بالنظاـ العاـ ،كأحكاـ الرجعة وأحكاـ ّ
عبد العزيز سعد ،قانوف األسرة الجزائري في ثوبو الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .119 1
228
بأف الطبلؽ ال يقع إالّ
حيث انقسـ الفقياء إلى اتجاىيف اثنيف ،االتجاه األوؿ يرى ّ
1
بحكـ ،وبالتالي فحكـ الطبلؽ ىو حكـ منشئ ،وىو رأي قاؿ بو األستاذ العربي بمحاج
2
بأف الطبلؽ يقع بإرادة الزوج وتصريحو ،ال
واألستاذ عمر زودة ،واالتجاه الثاني يرى ّ
بتصريح القاضي بو ،وبالتالي فحكـ الطبلؽ ىو حكـ كاشؼ ،يكشؼ إرادة الزوج ،وقاؿ
بيذا الرأي األستاذ نور الديف لمطاعي ،3واألستاذ عبد الفتاح تقية.4
أف نص المادة 49صريح في اعتبار حكـ الطبلؽ حكما كاشفا ال منشئا، وأعتقد ّ
ألف المشرع استعمؿ عبارة " ال يثبت " وليس عبارة " ال يقع " ،وبالتالي فالمشرع يتحدث
ّ
عف إثبات الطبلؽ ال إنشائو ،كما يؤيد ىذا الرأي المادتاف 450و 451مف ؽ.إ.ـ.إ،
المتاف تحدداف دور القاضي في كؿ صورة مف صور الطبلؽ ،حيث تتحدث المادة 450
عف تأ ّك د القاضي مف إرادة الزوج في طمب الطبلؽ ،وذلؾ بالنسبة لمطبلؽ باإلرادة
المنفردة لمزوج ،بينما تتحدث المادة 451عف معاينة القاضي وتكييفو لموقائع المعتمد
عمييا في طمب التطميؽ أو الخمع ،فدور القاضي في الحالة األولى دور سمبي ،يكتفي
بالتأ ّك د مف إرادة الزوج في الطبلؽ ،مما يجعؿ الحكـ بالطبلؽ باإلرادة المنفردة حكما
دور إيجابيا ،ينصرؼ إلى المعاينة والتكييؼ،
كاشفا ،بينما دور القاضي في الحالة الثانية ا
ثـ يفصؿ في مدى تأسيس طمب التطميؽ أو الخمع ،مما يجعؿ مف حكـ التطميؽ أو الخمعّ
حكما منشئا.
يخص تاريخ وقوع الطبلؽ ،ىؿ
ّ -2يثير نص المادة 49مف ؽ.أ إشكاال فيما
ألف معرفة تاريخ وقوع الطبلؽ
ىو تاريخ تمفظ الزوج بو؟ أـ تاريخ صدور حكـ الطبلؽ؟ ّ
يرتبط بعدة مسائؿ ميمة كالعدة والميراث والنسب والنفقة.
أف مفيوـ المادة 58مف ؽ.أ يشير إلى
لـ تتطرؽ المادة 49ليذه المسألة ،غير ّ
أف المقصود بو تصريح الزوج
أف المطمقة تعتد ابتداء مف تاريخ التصريح بالطبلؽ ،وأعتقد ّ
ّ
بمحاج العربي ،طرؽ الطبلؽ في قانوف األسرة الجزائري ،المجمة الجزائرية لمعموـ القانونية االقتصادية والسياسية ،بف 1
لمطاعي نور الديف ،عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ ،ص 110و .111 3
4تقية عبد الفتّاح ،الطبلؽ بيف أحكاـ تشريع األسرة واالجتياد القضائي ،أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه ،كمية الحقوؽ
بف عكنوف ،جامعة الجزائر ،2007/2006 ،ص .231
229
أف مف صور فؾأف نص المادة 48مف ؽ.أ تشير إلى ّ بالطبلؽ ال تصريح القاضي ،كما ّ
فإف تاريخ وقوع الطبلؽ ىو تاريخ
يتـ بإرادة الزوج ،وبالتالي ّ
الرابطة الزوجية الطبلؽ الذي ّ
أف المقصودتمفظ الزوج بو ،ال تاريخ صدور الحكـ ،خبلفا لما يعتقده جانب مف الفقو مف ّ
1
ألف القوؿ
ّ ، بذلؾ ىو تصريح القاضي بالطبلؽ ،أي النطؽ بالحكـ مف طرؼ القاضي
وتمس بالنظاـ العاـ ،كمخالفة أحكاـ
بغير ذلؾ يرتب نتائج وخيمة تخالؼ الشرع والقانوفّ ،
أف المشرع كاف بإمكانو النص في المادة 58
العدة ،باإلضافة إلى ّ
الرجعة ،ومخالفة أحكاـ ّ
مف ؽ.أ صراحة عمى بداية سرياف العدة مف تاريخ صدور الحكـ أو النطؽ بالحكـ،
أف مقصده اتّجو إلى تاريخ تصريح الزوج بالطبلؽ ،لذا
لو اتجو قصده إلى ذلؾ ،غير ّ
استعمؿ عبارة التصريح بالطبلؽ.
أف األصؿ إثبات التصرفات القانونية بأثر رجعي مف يوـ إنشائيا ال مف يوـ
كما ّ
الحكـ بإثباتيا ،فمماذا القوؿ بإثبات الطبلؽ مف تاريخ الحكـ بو وليس بأثر رجعي مف يوـ
تمفظ الزوج بو؟ ففي ذلؾ مخالفة لما ىو معموؿ بو في إثبات التصرفات القانونية.
كما أف مقارنة بسيطة بيف نص المادة 22والمادة 49مف ؽ.أ ،تظير التناقض
ألف المادة 22
في تفسير لفظ واحد "يثبت" في حالة إثبات الزواج وحالة إثبات الطبلؽّ ،
تحدث فييا المشرع عف إثبات الزواج العرفي بحكـ قضائي في حالة عدـ مف ؽ.أ ّ
بأف حكـ إثبات الزواج العرفي ىو حكـ منشئ لعقد الزواج ،بؿ
تسجيمو ،ولـ نجد أحدا قاؿ ّ
المعموؿ بو قضاء ّأنو يثبت بأثر رجعي مف تاريخ إبرامو ،فمماذا ُيحمؿ ىذا المفظ في
ويحمؿ نفس المفظ في إثبات الزواج العرفي عمى إثباتو بأثر رجعي مف تاريخ إبرامو؟ ُ
أف إثبات الطبلؽ يكوف مف تاريخ صدور الحكـ؟.2
المادة 49مف ؽ.أ عمى ّ
يحؽ لكؿ مف الزوج والزوجة رفع دعوى إثبات الطبلؽ
-3مف الثابت قانونا ّأنو ّ
أف الطبلؽ ال يقع إال بحكـ مف القضاء ،ومف تاريخ صدور الحكـ، العرفي ،واذا فرضنا ّ
فسوؼ نمنع الزوجة مف المجوء إلى القضاء مف أجؿ إثبات الطبلؽ الذي تمفّظ بو زوجيا،
باديس ديابي ،صور وآثار فؾ الرابطة الزوجية في قانوف األسرة ،دار اليدى ،عيف مميمة الجزائر ،2012 ،ص 1
.121
طحطاح عبلؿ ،دراسة نقدية تقويمية لنص المادة 49مف قانوف األسرة ،مجمة صوت القانوف ،العدد الثامف،2017 ، 2
ص 270و.273
230
حتى لو امتمكت الدليؿ عمى ذلؾ ،وبالتالي خالفنا أحكاـ الشرع المعمومة مف الديف
بالضرورة ،وبالتالي نمزميا بالبقاء تحت عصمتو حتى ولو طمّقيا شرعا ،أما لو قمنا بجواز
أف حكـ
رفع الزوجة دعوى إثبات الطبلؽ العرفي الذي تمفظ بو زوجيا ،فمعنى ذلؾ ّ
الطبلؽ ما ىو إال حكما كاشفا.1
بأف المشرع يعترؼ بطبلؽ الزوج
أضؼ إلى ذلؾ دليبل آخر يؤيد قوؿ مف يرى ّ
أف نص المادة 50مف ؽ.أ
بأف حكـ الطبلؽ حكما منشئا ،حيث ّ
بإرادتو المنفردة ،وال يرى ّ
يتحدث عمف يراجع زوجتو أثناء محاوالت الصمح فبل يحتاج إلى عقد جديد ،والسؤاؿ الذي
لممشرع أف يتحدث عف
ّ ُيطرح عمى مف يرى بأف الطبلؽ ال يقع إال بحكـ ،ىؿ يمكف
أف المشرع
مراجعة الزوج زوجتو خبلؿ محاوالت الصمح وقبؿ صدور الحكـ بالطبلؽ ،لو ّ
ال يعترؼ بطبلؽ الزوج زوجتو؟ فعف أي مراجعة يتحدث المشرع إذا لـ يوجد طبلؽ
أصبل؟
عدة ق اررات صادرة عف القضاء تؤيد ىذا الرأي ،مف بينيا قرار المجمس
إف ّ
األعمى الصادر بتاريخ ،1984/12/03الذي جاء فيو " :مف المقرر شرعا أف الطبلؽ
ىو حؽ لمرجؿ صاحب العصمة ،وأنو ال يجوز لمقاضي أف يح ّؿ محمو في إصداره"،2
وىذا القرار صريح في أف الطبلؽ يقع بإرادة الزوج وبتصريح منو ،وأنو ال يجوز لمقاضي
مخالفة إرادة الزوج أو الحموؿ محمو في إيقاعو ،وكذا قرار آخر لممحكمة العميا جاء فيو:
ثمة فإف النعي عمى
"مف المقرر قانونا أنو يحؽ لمزوج إيقاع الطبلؽ بإرادتو المنفردة ،ومف ّ
القرار المطعوف فيو بالقصور في التسبيب ليس في محمو .....وعميو فإف قضاة الموضوع
لما قضوا بالطبلؽ بإرادة الزوج المنفردة دوف تبرير طبقوا صحيح القانوف".3
الشراح
ّ إف معظـ اإلشكاالت التي أثارتيا المادة 49مف ؽ.أ في نظر ّ -4
أف أكثرىـ اعتبرىا تشمؿ جميع أنواع الطبلؽ ،أي ّأنيـ صرفوا مصطمح
والفقياء منطمقيا ّ
طحطاح عبلؿ ،دراسة نقدية تقويمية لنص المادة 49مف قانوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .265 1
المجمس األعمى ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 35026مؤرخ في ،1984/12/03المجمة القضائية،1989 ، 2
نور الديف لمطاعي ،محاضرات ألقيت مف طرؼ األستاذ عمى طمبة الدكتوراه ،مرجع سابؽ. 1
232
القاضي ،وبتدخؿ مباشر منو ،لذلؾ ال يوجد تطميؽ عرفي أو خمع عرفي إال بعد صدور
حكـ قضائي.
وبالرجوع إلى نص المادة 49مف ؽ.أ ،نجد المشرع استعمؿ عبارة ال يثبت
ثـ إلثباتو بصفة
أف الطبلؽ يقع مف الزوج خارج ساحة القضاءّ ،
الطبلؽ ،ومعنى ذلؾ ّ
رسمية البد مف المجوء إلى القاضي ،أي أف الزوج ىو الذي ينشئ الطبلؽ ويوقعو ،وليس
القاضي ،وأف دور القاضي يقتصر فقط عمى إصدار حكـ يثبت وقوع الطبلؽ بإرادة الزوج
ال بإرادة القاضي ،فدور القاضي في الطبلؽ باإلرادة المنفردة ىو دور سمبي ،ويؤ ّكد ذلؾ
يتـ بإرادة ُّ
أف عقد الزواج ُي َحؿ بالطبلؽ الذي ّما جاء في نص المادة 48مف ؽ.أ ،مف ّ
الزوج.
ويفسروف
ّ أف الطبلؽ ال يقع إال بحكـ،
الشراح في اعتبار ّ
ويخطئ العديد مف ّ
المادة 49تفسي ار خاطئا ،ويحممونيا عمى غير محمميا ،وقد سبؽ بياف خطأ ما ذىب إليو
أصحاب ىذا الرأي.
وما يؤكد ذلؾ موقؼ القضاء في غير ما قرار صدر عف المحكمة العميا ،مف
بينيا قرار المحكمة العميا الذي جاء فيو " :ليس الطبلؽ إال عبارة عمى اإلرادة المنفردة
لمزوج في جعؿ حد لمحياة الزوجية ،وليس لقضاة الموضوع عند ثبوتو إال اإلشياد بو
والتصريح بو ،1"....كما جاء في القرار الصادر بتاريخ 1984/12/17ما يمي " :مف
أف تمفظ الزوج بالطبلؽ يمزمو
المقرر شرعا وعمى ما جرى بو قضاء المجمس األعمى ّ
،2"...حيث اعترؼ القضاء بالطبلؽ الذي تمفّظ بو الزوج ،وألزـ قضاة الموضوع
باالعتراؼ بو واإلشياد عميو ،كما جاء في قرار المجمس األعمى الصادر بتاريخ
أف الطبلؽ ىو حؽ لمرجؿ صاحب العصمة، 1984/1/03ما يمي " :مف المقرر شرعا ّ
وأنو ال يجوز لمقاضي أف يحؿ محمو في إصداره ،أما التطميؽ فيو حؽ لممرأة المتضررة
المحكمة العميا ،الغرفة المدنية ،1968/03/27 ،النشرة السنوية ،1968 ،ص ،106نقبل عف :بمحاج العربي ،قانوف 1
األسرة ،مبادئ االجتياد القضائي وفقا لق اررات المحكمة العميا ،ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ص .58
المجمس األعمى ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 35322مؤرخ في ،1984/12/17المجمة القضائية،1989 ، 2
المجمس األعمى ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 35026مؤرخ في ،1984/12/03المجمة القضائية،1989 ، 1
العدد ،04ص.86
2الحديث مروي عن عبد الرحماف بف حبيب عف عطاء بف أبي رباح عف ابف ماىؾ عف أبي ىريرة ،رواه أبو داود
( ،)2194والترمذي ( )1186وقاؿ حديث حسف غريب والعمؿ عميو عند أىؿ العمـ مف الصحابة وغيرىـ ،وابف ماجو
( ،)2039والدار قطني ( ،)3593والحاكـ ( )2854وصححو وتعقبو الذىبي وضعفو ،والطحاوي في معاني اآلثار
( ،)11/275وابف الجوزي في التحقيؽ وضعفو ( ح ،)1877-وحسنو الشيخ األلباني في اإلرواء (.)6/224
234
أصر الزوج عمى عدـ استعماؿ حؽ الرجعة ،خضع القاضيفي مساعي اإلصبلح ،و ّ
وصرح بو ،وأثبتو بموجب حكـ قضائي.
ّ إلرادة الزوج الذي أوقع الطبلؽ
مف ىذا يتبيف أف دور القاضي في دعاوى إثبات الطبلؽ العرفي الواقع باإلرادة
صرح بو،
المنفردة لمزوج ىو دور سمبي ،فبل يتدخؿ في إيقاع الطبلؽ وال ينشئو وال ُي ّ
وبالتالي فإف الحكـ الصادر عنو ىو حكـ كاشؼ ،يكشؼ مف خبللو عف إرادة الزوج فقط،
وليس حكما منشئا ،ألنو ال ينشئ الطبلؽ ،وانما الزوج ىو الذي أنشئو.
وعميو فإف اعتبار الحكـ الصادر عف القاضي المثبت لمطبلؽ حكما منشئا ،وبأف
الحكـ ىو الذي ينيي العبلقة الزوجية بيف الزوجيف مف تاريخ تصريح القاضي بو ،1ىو
اعتبار غير صحيح ،بؿ الطبلؽ يقع شرعا وقانونا مف تاريخ إيقاع الزوج لو ،ويرتب آثاره
منذ ذلؾ الحيف ،ال مف تاريخ صدور الحكـ المثبت لمطبلؽ.
وتصدر أحكاـ الطبلؽ في أوؿ وآخر درجة ،وىي غير قابمة لبلستئناؼ فيما عدا
جوانبيا المادية المتعمقة بالتعويض عف الطبلؽ والنفقات الواجبة لممطمقة ،واألبناء
المحضونيف فإنيا تصدر في أوؿ درجة ،ويمكف استئنافيا مف الطرفيف.
أف أغمب األحكاـ القضائية الصادرة عف أقساـ شؤوف
ىذا ويجدر اإلشارة إلى ّ
األسرة المتعمقة بإثبات الطبلؽ ،يغفؿ القضاة فييا عف ذكر عدد الطمقات التي أوقعيا
الزوج ،فيي تقتصر عمى إثبات الطبلؽ دوف ذكر عدد الطمقات ،وىو أمر مف األىمية
بمكاف ،ألف الشرع والقانوف يحضر عمى الزوج الذي أوقع ثبلث طمقات أف يرجع المطمقة
ثـ يطمقيا وتبيف منو ،وبالتالي فإف عدـ ذكر
إلى عصمتو إال بعد أف تتزوج بزوج آخرّ ،
عدد الطمقات في الحكـ المثبت لمطبلؽ أمر معيب ،يتعيف استدراكو مف المشرع بإلزاـ
القاضي ذكر عدد الطمقات في الحكـ.2
بأف المشرع ال يعترؼ بالطبلؽ الذي وقع خارج مجمس القضاء،3
أف القوؿ ّ
كما ّ
الصحة ،وما عمى صاحب المصمحة في إثبات الطبلؽ إالّ المجوء إلى
ّ ىو قوؿ عار عف
GHAOUTI BEN MELHA. Le droit algérien de la famille. office des publication 1
universitaires 1993. P 204
2بف حميمة يمينة ،مرجع سابؽ ،ص .156
أنظر :معامير حسيبة ،إثبات الطبلؽ بيف القانوف والقضاء ،مجمة الحقيقة ،جامعة أدرار ،الجزائر ،العدد ،27ص 3
.136
235
يحؽ لمنيابة العامة نفسيا
القضاء مف أجؿ إثبات الطبلؽ العرفي بحكـ قضائي ،كما أنو ّ
رفع دعوى مف أجؿ إثباتو.
ج -إثبات الطالق العرفي بأثر رجعي
عالج المشرع الجزائري مسألة إثبات الزواج العرفي وسمح بتسجيمو بموجب نص
أف المشرع أغفؿ معالجة قضية الطبلؽ العرفي وكيفيةالمادة 22مف ؽ.أ ،ويعتقد البعض ّ
إثباتو ،1وىو قوؿ تفنده المادة 49مف نفس القانوف التي تنص" :ال يثبت الطبلؽ إال بحكـ
بعد عدة محاوالت صمح يجرييا القاضي دوف أف تتجاوز مدتو ثبلثة أشير ابتداء مف
تاريخ رفع الدعوى .يتعيف عمى القاضي تحرير محضر يبيف مساعي ونتائج محاوالت
الصمح ،يوقعو مع أميف الضبط والطرفيف .تسجؿ أحكاـ الطبلؽ وجوبا في الحالة المدنية
بسعي مف النيابة العامة" ،فيذه المادة تطبؽ عمى كؿ طبلؽ عرفي أوقعو الزوج خارج
يتـ إثباتو بحكـ قضائي ،ويسجؿ في سجبلت الحالة المدنية بسعي مف
المحكمة ،بحيث ّ
النيابة العامة.
فإف المشرع لـ يتطرؽ إلى
أما فيما يخص األثر الرجعي إلثبات الطبلؽ العرفيّ ،
ىذه النقطة بصفة صريحة ،إال ّأنو باالعتماد عمى نص المادة 222مف ؽ.أ ،وبالرجوع
يتـ إثبات الطبلؽ العرفي مف طرؼ إلى أحكاـ الشريعة اإلسبلمية فإف األمر يستمزـ أف ّ
القضاء بأثر رجعي ،أي إثبات وقوع الطبلؽ بالتاريخ الذي أوقعو الزوج بتصريحو وارادتو،
ال بتاريخ صدور الحكـ القضائي الذي يثبت الطبلؽ ،تطبيقا لما جاء في نص المادة 48
مف ؽ.أُ ... " :يحؿ عقد الزواج بالطبلؽ الذي يتـ بإرادة الزوج ،"...وىي مسألة مف
األىمية بمكاف ،وتترتب عمييا الكثير مف األحكاـ الخطيرة إذا لـ يتـ احتراميا.
وبالنظر إلى األحكاـ القضائية التي تُثبت الطبلؽ الواقع باإلرادة المنفردة لمزوج،
صرح فيو الزوج بالطبلؽ ،وىو ما مف شأنو إثارة أف أغمبيا ال تُحدد التاريخ الذي ّنجد ّ
العديد مف اإلشكاالت ،نذكر مف بينيا:
-بداية احتساب العدة :إذا لـ يحدد الحكـ القضائي المثبت لمطبلؽ تاريخ تصريح
العدة،
الزوج بالطبلؽ ،فإف ذلؾ سيؤدي ال محالة إلى عدـ معرفة بداية تاريخ احتساب ّ
معامير حسيبة ،إثبات الطبلؽ بيف القانوف والقضاء ،مرجع سابؽ ،ص ،142وكذا :بف حميمة يمينة ،مرجع سابؽ، 1
ص .170
236
فيؿ يتـ احتسابيا مف تاريخ وقوع الطبلؽ العرفي؟ أـ مف تاريخ رفع الدعوى؟ أـ مف تاريخ
العدة مف النظاـ
ألف ّإثباتو بحكـ قضائي؟ وبالتالي تضار المطمقة والمطمؽ مف ذلؾّ ،
العاـ ،وتتعمؽ بيا عديد األحكاـ اليامة ،كالنفقة والميراث واثبات النسب وغيرىا مف
العدة مف
وحدد بداية احتساب ّأف المشرع قد فصؿ في المسألةّ ،
كنت أعتقد ّ
األحكاـ ،واف ّ
تاريخ التصريح بالطبلؽ ،بموجب المادة 58مف ؽ.أ التي جاء فييا" :تعتد المطمقة
المدخوؿ بيا غير الحامؿ بثبلثة قروء ،واليائس مف المحيض بثبلثة أشير مف تاريخ
التصريح بالطبلؽ" ،والتصريح بالطبلؽ باإلرادة المنفردة يكوف مف الزوج وليس مف
1
يحدد القاضي في
القاضي ،عمى عكس ما يعتقده البعض ،وبالتالي ما بقي سوى أف ّ
حكـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة تاريخ تصريح الزوج بالطبلؽ ،والذي ُيرجع إليو مف أجؿ
ؾ الرابطة الزوجية عف طريؽ التطميؽ
أما أحكاـ ف ّ
معرفة تاريخ بداية احتساب أجؿ العدةّ ،
العدة ،باعتبارىا أحكاـ منشئة
فإنيا ال تطرح أي إشكاؿ في تاريخ بداية احتساب ّ
أو الخمعّ ،
لمطبلؽ ،وتاريخ صدور حكـ التطميؽ أو الخمع ىو المرجع في بداية احتساب العدة.
-حق الرجعة :يرتبط حؽ الرجعة الذي يممكو الزوج عمى زوجتو ارتباطا وثيقا
بالعدة ،فإذا استعمؿ الزوج حقّو في الرجعة أثناء فترة العدة ألزمت الزوجة بالرجوع دوف
ّ
النظر إلى موافقتيا مف عدميا ،ودوف عقد جديد وال مير جديد ،ألف الطبلؽ رجعي وتبقى
يحؽ ألحد
ّ المطمقة خبلؿ فترة العدة في حكـ الزوجة ،وال تخرج مف بيت الزوجية ،وال
إخراجيا منو ،أما إذا انتيت فترة العدة صار الطبلؽ بائنا بينونة صغرى ،وليس لممطمؽ
الحؽ في إرجاع المطمقة إلى عصمتو إال برضاىا وبعقد ومير جديديف ،وكؿ ىذه األحكاـ
ترتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ تصريح الزوج بالطبلؽ ،وليس بتاريخ إصدار الحكـ المثبت
لمطبلؽ.
-حالة إعادة الزوجة الزواج :إذا انتيت فترة العدة يصبح الطبلؽ بائنا بينونة
صغرى أو كبرى حسب الحالة ،وتممؾ المطمقة نفسيا ،ويحؽ ليا الزواج مرة ثانية بأي
صرح بو الزوج ،وأُسند
زوج آخر ترضاه لنفسيا ،واذا لـ ُينسب الطبلؽ إلى التاريخ الذي ّ
ويحمميا ما لـُ يحمميا بو الشرع
فإف ذلؾ َيعضؿ المطمقة ُ إلى تاريخ صدور الحكـ ّ
237
عدتيا اعتبا ار مف تاريخ التصريح
والقانوف ،وقد تتزوج المطمقة مرة ثانية بعد انتياء ّ
تـ بينيا وبيف
بالطبلؽ مف الزوج ،دوف صدور حكـ مف القضاء بإثبات الطبلؽ الذي ّ
مما يعرضيا إلى إمكانية متابعتيا جزائيا مف طرؼ ُمطمقيا بجريمة الزنا ،باعتبار
الزوجّ ،
ّأنيا الزالت في عصمتو وأعادت الزواج ،إال أنني أؤكد ّأنو عمى القضاة أالّ يفصموا في
أف ُيميموا المطمقة حتى ترفع دعوى أماـ قسـ شؤوف األسرة مف أجؿ الدعوى الجزائية ،و ْ
إثبات الطبلؽ العرفي الواقع بينيا وبيف مطمقيا ،واسناد تاريخ وقوعو إلى تاريخ تصريح
الزوج بو ،حتى تنفي عنيا تيمة جريمة الزنا.
-حالة إعادة الزوج الزواج :يعتد الزوج أحيانا مثمو مثؿ المطمقة ،بحيث
ال يمكنو الزواج مف جديد إال بعد انتياء عدة المطمقة منو ،وبياف ذلؾ في حالتيف :الحالة
األ ولى :أف الزوج ال يمكنو أف يجمع بيف المرأة وأختيا أو خالتيا أو عمتيا ،وما داـ أف
المطمقة رجعيا أثناء فترة العدة ال تزاؿ في حكـ الزوجة ،وأف الزوجية ال ترفع عنيا حتى
عمتيا إال بعد
انتياء عدتيا ،فإف ذلؾ يمزـ الزوج بعدـ الزواج بأخت زوجتو أو خالتيا أو ّ
أف تبيف منو زوجتو بانتياء فترة العدة ،والحالة الثانية :أف الزوج الذي يممؾ أربع زوجات،
وطمّؽ أحد زوجاتو طبلقا رجعيا ،فإنو ال يمكنو إعادة الزواج بزوجة أخرى حتى تكتمؿ
عدة مطمقتو وتبيف منو بينونة صغرى ،حتى يحؿ لو الزواج مف امرأة أخرى.
وبالتالي كؿ ىذه األحكاـ مرتبطة ارتباطا وثيقا بتاريخ تصريح الزوج بالطبلؽ،
صرح فيو الزوج بو ،وأُسند إلى
فإذا لـ يسند تاريخ وقوع الطبلؽ العرفي إلى التاريخ الذي ّ
فإف ذلؾ ينتج عنو إشكاالت ونتائج غير صحيحة ال شرعا تاريخ صدور الحكـّ ،
وال قانونا.
ىذا وتجدر اإلشارة إلى أنو ال يمكف إثبات الطبلؽ العرفي مف أحد الزوجيف إذا
يتـ إثبات الزواج العرفي بحكـ قضائي
تـ بينيما عرفيا ،إالّ بعد أف ّ
كاف الزواج الذي ّ
ثـ ترفع دعوى ثانية مستقمة مف أجؿ
ثـ يتـ تسجيمو في سجبلت الحالة المدنيةّ ،
نيائيّ ،
إثبات الطبلؽ العرفي ،ومف بيف أسباب عدـ إمكانية رفع الدعوييف معا بعريضة واحدة،
أف حكـ إثبات الزواج العرفي يصدر ابتدائيا في أوؿ درجة ،ويكوف قاببل لمطعف فيو
ّ
باالستئناؼ ،وقد يتـ إلغائو مف طرؼ قضاة المجمس ،بينما حكـ إثبات الطبلؽ العرفي
يصدر نيائيا في آخر درجة ،وال يجوز الطعف فيو إال بالنقض ،وعميو فبل يمكف أف تصدر
238
المحكمة حكما بإثبات الزواج العرفي واثبات الطبلؽ العرفي في آف واحد ،الحتماؿ أف
يتعرض حكـ إثبات الزواج العرفي لئللغاء إذا طعف فيو باالستئناؼ ،فنكوف أماـ إثبات
ثـ ال يمكف الجمع بيف دعوى إثبات الزواج العرفي ودعوى
طبلؽ دوف وجود زواج ،ومف ّ
إثبات الطبلؽ العرفي الختبلؼ طبيعة الحكـ الصادر بشأنيما.1
ثالثا -وسائل إثبات الطالق العرفي
يحؽ لكؿ مف الزوجة أو الزوج أو ورثتيما المجوء إلى القضاء مف أجؿ رفعّ
المدعي تقديـ وسيمة مف وسائؿ اإلثبات
دعوى إلثبات الطبلؽ الذي تمفّظ بو الزوج ،وعمى ّ
المقررة لذلؾ ،كاإلقرار أو شيادة الشيود أو اليميف ،حتى تُقبؿ دعواه ،مما يستدعي
التطرؽ إلى وسائؿ اإلثبات المقررة في ىذا الشأف ،وموقؼ الفقو والقانوف والقضاء مف ىذه
الوسائؿ.
عرفو الشيخ وىبة الزحيمي بأنو إخبار بثبوت حؽ لمغير عمى نفس
-1اإلقرارّ :
المقر ولو في المستقبؿ بالمفظ وما في حكمو ،2واإلقرار حجة قاصرة عمى نفس المقر
أقر الزوج بذلؾ ثبت الطبلؽ
ادعت الزوجة أف زوجيا طمّقيا و ّ
وال تتعدى إلى الغير ،فإذا ّ
نص المشرع عمى اإلقرار في المادة 341مف القانوف المدني وعرفوولزمو اإلقرار .وقد ّ
بأنو " :اعتراؼ الخصـ أماـ القضاء بواقعة قانونية مدعى بيا عميو ذلؾ أثناء السير في
حجة قاطعة عمى المقر في الفقرة
الدعوى المتعمقة بيا الواقعة" .كما اعتبر المشرع اإلقرار ّ
األولى مف المادة 342مف القانوف المدني ،ويشترط المشرع في اعتبار اإلقرار كدليؿ
أف المشرع يأخذ باإلقرار القضائي
قاطع ُيغني عف بقية األدلة أف يصدر أماـ القضاء ،أي ّ
ولـ يتطرؽ لئلقرار غير القضائي.
-2البينة :ويقصد بالبينة شيادة رجميف ،أو رج ٌؿ وامر ِ
أتاف ،بحيث يثبت الطبلؽ
متعدية ال تقتصر عمى المدعى عميو
البينة عمى خبلؼ اإلقرار حجة ّ
بشيادة مف ُذكر ،و ّ
بؿ تشمؿ الكافة.
-3اليمين :يعتبر أداء اليميف مف الوسائؿ التي ُيمكف اعتمادىا إلثبات الطبلؽ،
إشياد اهلل تعالى عمى صدؽ ما يقولو الحالؼ ،وغالبا ما ُيمتجأ إليو
ُ بأنو
عرؼ اليميف ّ
وي ّ
ُ
وىبة الزحيمي ،الفقو اإلسبلمي وأدلتو ،ج ،2األحواؿ الشخصية ،دار الفكر ،دمشؽ سوريا ،1992 ،ص .460 2
239
لتكممة ما يعتري األدلة المقدمة إلى القضاء مف َن ٍ
قص ،بحيث يمكف أف يوجو أحد
الخصميف إلى خصمو يمينا حاسمة ،أو يوجو القاضي يمينا متممة ألحد الخصميف ،فإذا
رفعت الزوجة دعوى مف أجؿ إثبات الطبلؽ العرفي الواقع بينيا وبيف زوجيا ،وأنكر
أداىا حكـ
زوجيا ذلؾ ،ولـ يكف ليا ّبينة ،يمكنيا أف توجو يمينا حاسمة إلى الزوج ،فإف ّ
القاضي برفض الدعوى ،واف نكؿ الزوج عف أداء اليميف اعتبر نكولو إق ار ار منو بصحة
ادعاءات الزوجة ،وحكـ القاضي بإثبات الطبلؽ العرفي.
يخص قانوف األسرة أو قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية مسألة إثبات
ّ ولـ
أف المسألة تخضع لمقواعد العامة في بأية خصوصية ،مما ُيفيـ معو ّالطبلؽ العرفي ّ
أف قضاتيا اعتمدوا في غير مااإلثبات ،وأما بالرجوع إلى ق اررات المحكمة العميا ،نجد ّ
أف القضاة ال يكتفوف بإقرار
مناسبة عمى شيادة الشيود في إثبات الطبلؽ العرفي ،كما ّ
الزوج وتصديؽ الزوجة لو ،بؿ يقوموف بإجراء تحقيؽ بسماع الشيود الذيف شيدوا واقعة
الطبلؽ العرفي ،ومف أمثمة ذلؾ ما يمي:
قرار المحكمة العميا الصادر بتاريخ 1984/12/03الذي جاء فيو ... " :ولما
تخوؿ إثبات تصريح الزوج بالطبلؽ بواسطة سماع شيود
كانت الشريعة اإلسبلمية ّ
فإنو يجب عمى
حضروا وسمعوا بذلؾ مف نفس الزوج ،أو بواسطة شيادة مستفيضةّ ،
القضاة أف يجروا تحقيقا لسماع الشيود الذي عمموا بالطبلؽ ،وليس ليـ بعد ذلؾ إال أف
بأف الطبلؽ
فإف القرار الذي قضى ّ صحة طبلؽ أثبت أماميـ ،وكذلؾ ّ ّ يوافقوا عمى
ال يثبت إال بتصريح الزوج أماـ القاضي يعد مخالفا لمشريعة اإلسبلمية ،1"...كما ورد في
قرار المجمس األعمى الصادر بتاريخ 1985/11/04ما يمي " :يستوجب نقض القرار
الذي اعتمد في إثبات وقوع الطبلؽ بإ اردة الزوج عمى شيادة شيود لـ تحدد تاريخ ومكاف
صحتو،
ىذا الطبلؽ ،ولـ تذكر أسماء األشخاص الذيف حضروا بمجمس الطبلؽ لتأكيد ّ
أف ىذه الشيادة يكتنفيا الغموض والنقص في محتواىا" ،2كما ورد في المبدأ الذي
ذلؾ ّ
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 35026مؤرخ في ،1984/12/03المجمة القضائية،1989 ، 1
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ 315403مؤرخ في ،2005/02/23مجمة المحكمة العميا، 1
242
حالة وفاة أحد الزوجين أو كالىما :قد يقع الطبلؽ العرفي بيف الزوجيف،
فيحؽ لمزوج الذي بقي
ّ ويتراخياف في إثباتو بحكـ قضائي حتى يتوفى أحدىما أو كبلىما،
عمى قيد الحياة أف يرفع دعوى ضد ورثة الزوج المتوفى ،أو العكس ،فيرفع ورثة الزوج
يحؽ لورثة
ّ المتوفي دعوى ضد الزوج الباقي عمى قيد الحياة ،واذا توفى كبل الزوجيف،
أحدىما رفع دعوى إثبات الطبلؽ العرفي ضد ورثة الطرؼ الثاني ،وتكتسي ىذه الدعوى
ألف إثبات الطبلؽ العرفي قد
أىمية كبيرة لتعمّقيا في غالب األحياف بمسألة الميراثّ ،
التحري جيدا حوؿ واقعة
ّ يؤدي إلى حرماف الطرؼ الحي مف الميراث ،فعمى القاضي
الطبلؽ ىؿ ثبتت أـ ال؟ حتى ال ُيحرـ أي طرؼ مف حقّو في الميراث.
خامسا :تسجيل الحكم المثبت لمطالق العرفي
نصت الفقرة األخيرة مف المادة 49مف ؽ.أ عمى وجوب تسجيؿ أحكاـ الطبلؽ
في سجبلت الحالة المدنية بسعي مف النيابة العامة ،وىو نص ميـ جدا يحمؿ في طياتو
عدة معاني أىميا:
ّ
أف أحكاـ الطبلؽ بمجرد ا لنطؽ بيا مف القاضي تعتبر أحكاما نيائية ال تقبؿ
ّ -
الطعف فييا بطرؽ الطعف العادية كالمعارضة واالستئناؼ ،ويستمزـ ذلؾ تنفيذىا بمجرد
صدورىا ،ومف أىـ معاني تنفيذ أحكاـ الطبلؽ تسجيميا في سجبلت الحالة المدنية.
-إسناد ميمة تنفيذ أحكاـ الطبلؽ المتعمقة بتسجيميا في سجبلت الحالة المدنية
إلى ىيئة النيابة العامة ،لما ُيعرؼ عنيا مف التزاميا وسعييا الجاد وحرصيا الحثيث في
تطبيؽ القانوف وحماية المجتمع والنظاـ العاـ ،حيث كاف واجب تسجيؿ حكـ الطبلؽ في
سجبلت الحالة المدنية سابقا يقع عمى عاتؽ الزوج والزوجة ،وبسعي مف رئيس أمناء
الضبط لدى المحكمة التي صدر عنيا حكـ الطبلؽ ،بناء عمى طمب المحكوـ لو ،وقد
وسبب مشاكؿ عديدة لؤلشخاص.
عرؼ تسجيؿ أحكاـ الطبلؽ تأخ ار كبي ار بسبب ذلؾّ ،
ىذا ما دفع المشرع إلى إسناد ميمة تسجيؿ أحكاـ الطبلؽ إلى جية قضائية
وجديتيا في التنفيذ ،حيث يقوـ السيد وكيؿ الجميورية لدى المحكمة
معروفة بصرامتيا ّ
التي صدر عنيا حكـ الطبلؽ بإجراءات تسجيؿ الحكـ في سجبلت الحالة المدنية ،وذلؾ
تـ إبراـ وتسجيؿ عقد الزواج فييا،
عف طريؽ توجيو طمب إلى ضابط الحالة المدنية التي ّ
243
مف أجؿ قيد حكـ الطبلؽ في سجؿ عقود الزواج ،حيث يوجو إليو الطمب مرفقا بنسخة
مف حكـ الطبلؽ.
أف ما قاؿ بو األستاذ عبد العزيز سعد مف أف حكـ الطبلؽ ما داـ ال يقبؿ
وأعتقد ّ
فإف ممثؿ النيابة العامة ال يجوز لو أف يطمب
الطعف باالستئناؼ ويقبؿ الطعف بالنقضّ ،
مف ضابط الحالة المدنية تسجيؿ حكـ الطبلؽ عمى ىامش عقد الزواج وعقد الميبلد لكؿ
وا حد مف الزوجيف المطمقيف ،إال بعد أف تفصؿ المحكمة العميا في الطعف بالنقض ،وبعد
1
بأنو قوؿ يخالؼ مقتضى نص الفقرة األخيرة مف
أف يصبح حكـ الطبلؽ نيائيا ،أعتقد ّ
ألف المشرع أوجب عمى النيابة العامة السعي في تسجيؿ أحكاـ
المادة 49مف ؽ.أّ ،
يصح فعمو إال إذا اعتبرنا أف أحكاـ الطبلؽ ّ الطبلؽ في الحالة المدنية ،وىو أمر ال
يصح إال إذا كاف الحكـ نيائيا ،وبالتالي فممثؿ
ّ نيائية ،ألنو يحمؿ معنى التنفيذ ،والذي ال
النيابة العامة بمجرد صدور حكـ الطبلؽ يجب عميو السعي لتسجيؿ ىذا الحكـ في
سجبلت الحالة المدنية ،وتسجيمو عمى ىامش عقد الزواج وعقد ميبلد كؿ واحد مف
تقيد آجاؿ الطعف بالنقض وال ممارستو مباشرة إجراءات التنفيذ،
الزوجيف المطمقيف ،وال ّ
ألف حكـ الطبلؽ يصدر في أوؿ وآخر درجة ،والقوؿ بغير ذلؾ يؤدي إلى نتائج غير ّ
منطقية ،ومخالفة لنص المادة 49مف ؽ.أ.
أف ما حمؿ األستاذ عبد العزيز سعد عمى ذلؾ الرأي ،ىو نص المادة
وأعتقد ّ
361مف ؽ.إ.ـ.إ التي تنص عمى أف الطعف بالنقض ال يوقؼ التنفيذ إال في المواد
المتعمقة بحالة األشخاص وأىميتيـ وفي دعوى التزوير ،حيث اعتبر المركز القانوني
أف سرياف األثر الموقؼ لمطعف
لمشخص تجاه الزواج يدخؿ ضمف حالة األشخاص ،و ّ
ب النقض يكوف ابتداء مف تاريخ النطؽ بالحكـ أو القرار ،وينتيي بانتياء آجاؿ الطعف
بالنقض إذا لـ تتـ ممارستو ،أو بصدور قرار مف المحكمة العميا برفض الطعف ،2غير
نص الفقرة األخيرة مف المادة 49مف ؽ.أ يعتبر قيداً عمى نص المادة
أف ّ
أنني أعتقد ّ
361مف ؽ.إ.ـ.إ ،ألنو أوجب تنفيذ حكـ الطبلؽ بمجرد صدوره ،وبسعي مف النيابة
العامة ،وبالتالي فيو استثناء عمى ما تضمنتو المادة 361مف ؽ.إ.ـ.إ.
عبد العزيز سعد ،قانوف األسرة الجزائري في ثوبو الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .121 1
عبد السبلـ ذيب ،الطعف بالنقض في المواد المدنية قانونا وقضاء ،ط ،1دار ىومة ،الجزائر ،2015 ،ص .216 2
244
يتـ أماـ ضابط الحالة المدنية الذي يقوـ بتسجيمو في
إف إبراـ عقد الزواج ّ
سجمت
سجبلت الحالة المدنية ،كما أف انحبلؿ عقد الزواج يجب تسجيمو مف الجية التي ّ
عقد الزواج ،حيث كاف تنفيذ أحكاـ الطبلؽ في شقّيا المتعمؽ بإجراءات تسجيؿ حكـ
الطبلؽ في سجبلت الحالة المدنية ،والتأشير بو عمى ىامش شيادة ميبلد كؿ واحد مف
المطَمَّقَة ،حيث بعد صدور حكـ الزوجيف ،كاف يتـ بسعي مف أحد الطرفيف ،الم َّْ
طم ْؽ أو ُ ُ ّ
الطبلؽ يت ّـ تبميغو مف أحد الطرفيف لآلخر ،وبعد استنفاذ آجاؿ الطعف بالنقض ،يتقدـ
قدـ ألميف الضبط محضروي ّ
صاحب المصمحة أماـ المحكمة التي أصدرت حكـ الطبلؽُ ،
يتـ إرساؿ إخبار بالطبلؽ إلى ضابط الحالة
التبميغ وشيادة عدـ الطعف بالنقض ،حيث ّ
تـ تسجيؿ عقد الزواج بسجبلتيا ،مف أجؿ تسجيؿ الطبلؽ بسجؿ المدنية بالبمدية التي ّ
سجؿ عقود الميبلد لممطمّؽ والمطمّقة ،إف كاف ميبلدىما يقع ضمف
عقود الزواج ،وكذا ّ
تـ إبراـ عقد
االختصاص اإلقميمي ليذه البمدية ،واف ُولدا في بمدية أخرى غير البمدية التي ّ
فإف ضابط الحالة المدنية ُيرسؿ إشعا ار بالطبلؽ إلى بمدية ميبلد المطمقيف الزواج فيياّ ،
مف أجؿ تسجيمو في سجؿ عقود الميبلد.1
يخص إجراءات تسجيؿ الطبلؽ،
ّ والواقع العممي أفرز اختبلفا بيف المحاكـ فيما
فبعض المحاكـ تشترط تبميغ حكـ الطبلؽ واستنفاذ آجاؿ الطعف بالنقض ،مف أجؿ إرساؿ
إخبار بالطبلؽ إلى ضابط الحالة المدنية لتسجيؿ الطبلؽ في سجؿ عقود الزواج ،بينما
تميز بيف أحكاـ الطبلؽ بالتراضي وأحكاـ الطبلؽ األخرى ،حيث ترسؿ
نجد محاكـ أخرى ّ
اإلخبار بالطبلؽ بمجرد صدور حكـ الطبلؽ بالتراضي ،بينما تشترط استنفاذ آجاؿ الطعف
أما العمؿ في بعض المحاكـ األخرى -فيما
بالنقض بالنسبة ألحكاـ الطبلؽ األخرى ،و ّ
موحد في جميع صور الطبلؽ ،إذ بمجرد صدور
ٌ يخص إجراءات تسجيؿ الطبلؽ -نجده
حكـ الطبلؽ تُرسؿ المحكمة إخبا ار بالطبلؽ إلى ضابط الحالة المدنية المختص،
وال تنتظر فوات آجاؿ الطعف بالنقض.2
أف الرأي الصحيح في ذلؾ ،ىو ما تقوـ بو المحاكـ التي تعمؿ عمىوأعتقد ّ
تسجيؿ أحكاـ الطبلؽ بمجرد صدورىا ،وال تنتظر ال تبميغ الحكـ ،وال انقضاء آجاؿ
تقية عبد الفتّاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .170 1
245
ألف الفقرة الثالثة مف المادة 49مف ؽ.أ أوجبت تسجيؿ أحكاـ الطبلؽ
الطعف بالنقضّ ،
في الحالة المدنية بسعي مف النيابة العامة ،دوف اشتراط انقضاء آجاؿ الطعف بالنقض،
أف الطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة والتطميؽ والخمع ال يوقؼ
كما ّ
أف الطعف بالنقض في أحكاـالتنفيذ ،وىو ما يؤكده نص المادة 452مف ؽ.إ.ـ.إ ،كما ّ
الطبلؽ بالتراضي ال يوقؼ التنفيذ طبقا لنص المادة 435مف ؽ.إ.ـ.إ ،لذا كاف مف
الضروري توحيد العمؿ بيف المحاكـ في ىذا الشأف ،حتى ال تتعطؿ مصالح الناس،
وتتكدس أحكاـ الطبلؽ غير المسجمة في سجبلت الحالة المدنية ،وما يمحؽ الناس مف
ّ
جراء التأخير في تسجيميا ،ألف أحكاـ الطبلؽ تصدر نيائية في أوؿ وآخر درجة،
ضرر ّ
ولـ يكف لممشرع أف يأمر النيابة العامة بالسعي في تسجيميا لو لـ تكف كذلؾ.
246
الباب الثاني :إجراءات الطعن والتنفيذ في أحكام شؤون األسرة
تخضع قضايا شؤوف األسرة فيما يخص إجراءات الطعف أو التنفيذ إلى القواعد
العامة التي تخضع ليا األحكاـ والق اررات الصادرة عف مختمؼ األقساـ التي تتشكؿ منيا
المحكمة ،م ف حيث المبادئ العامة التي تحكـ نظاـ الطعوف ،أو مف حيث تنفيذ األحكاـ
ؾ الرابطة
ميز األحكاـ المتعمقة بف ّ
أف المشرع ّ
الحائزة قوة الشيء المقضي فيو ،غير ّ
ميز
الزوجية بأحكاـ خاصة مف حيث إجراءات الطعف فييا ،واجراءات تنفيذىا ،كما ّ
إجراءات التنفيذ في قضايا األسرة المتعمقة بالزواج والطبلؽ واآلثار المترتبة عمييما ببعض
ثـ
الخصوصية ،لذا يتـ تناوؿ قواعد الطعف في أحكاـ شؤوف األسرة في الفصؿ األوؿّ ،
إجراءات تنفيذ أحكاـ شؤوف األسرة المتعمقة بالزواج والطبلؽ في الفصؿ الثاني.
تكوف األحكاـ والق اررات الصادرة عف القضاء عرضة لمتطبيؽ غير السميـ
إما
يتـ مراجعتيا ّ
لمقانوف ،لذا منح المشرع فرصة لممتقاضيف مف أجؿ الطعف فييا ،حتى ّ
أماـ نفس الجية التي أصدرتيا ،أو أماـ الجية القضائية التي تعموىا ،فطرؽ الطعف ىي
وسيمة تمنح الخصوـ والغير فرصة عرض الحكـ إلعادة النظر فيو ،تسمح بالطعف في
صحة ما قضىصحتو مف حيث الشكؿ أو اإلجراءات المتّبعة في إصداره ،أو مف حيث ّ
ّ
1
أف المشرع منع الطعف في بعض الحاالت استثناء عمىبو مف حيث الموضوع ،غير ّ
القاعدة العامة ،تفاديا إلطالة الخصومة أو مراعاة لموضوع الدعوى.
وأشير تصنيؼ لطرؽ الطعف ،تقسيميا إلى طرؽ طعف عادية وغير عادية،
الطرؽ العادية تشمؿ المعارضة واالستئناؼ ،وىي متاحة لممتقاضيف في عموـ القضايا
المعروضة عمى القضاء ،تمارس وفؽ شروط محددة ،وتوقؼ التنفيذ كأصؿ عاـ ،والطرؽ
غير العادية تشمؿ الطعف بالنقض ،اعتراض الغير الخارج عف الخصومة ،والتماس إعادة
النظر ،وال تُمارس إال في حاالت معينة حددىا المشرع ،وال توقؼ التنفيذ إال في حاالت
معينة نص عمييا القانوف.
عبد السبلـ ذيب ،قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .247 1
247
ويطرح التساؤؿ حوؿ مدى فعالية طرؽ الطعف في تصحيح األخطاء التي تقع في
األحكاـ والق اررات الصادرة في شؤوف األسرة؟ وىؿ تيدؼ ىذه الطرؽ إلى تجنب الوقوع في
األخطاء؟ أـ ىي مجرد وسيمة إلطالة أمد التقاضي وعرقمة تنفيذ األحكاـ القضائية،
ووضع حد لمخصومة بيف المتقاضيف؟ وىؿ يصمح تطبيؽ القواعد اإلجرائية العامة
المتعمقة بالطعف عمى جميع األحكاـ الصادرة في شؤوف األسرة؟
لئف كانت األحكاـ الصادرة عف قسـ شؤوف األسرة عمى مستوى المحكمة،
والق اررات الصادرة عف غرفة شؤوف األسرة عمى مستوى المجمس ،تخضع في عموميا
تميزت
ؾ الرابطة الزوجية ّ
فإف أحكاـ ف ّ
لمقواعد العامة لمطعف في األحكاـ والق ارراتّ ،
تميز أحكاـ
وانفردت عف باقي األحكاـ الصادرة في شؤوف األسرة ،نظ ار لمخصوصية التي ّ
الطبلؽ مف حيث موضوعيا ،وضرورة مراعاة األحكاـ الشرعية المتعمقة بيا ،سيما أحكاـ
أف تطبيؽ القواعد اإلجرائية المقررة في القواعد العامة عمى أحكاـ
العدة والرجعة ،إذ ّ
ّ
الطبلؽ ،دوف مراعاة لخصوصية أحكامو يؤدي إلى مخالفات شرعية وقانونية.
يتـ تناوؿ القواعد العامة لمطعوف بصفة مختصرة ،باعتبار أف
مف أجؿ ذلؾ ّ
يتـ
األحكاـ القضائية الصادرة عف أقساـ شؤوف األسرة تخضع في عموميا ليذه القواعد ،و ّ
لتميزىا
ؾ الرابطة الزوجية بدراسة تفصيمية مف حيث أحكاـ الطعف فيياّ ،
التعرض أحكاـ ف ّ
واستثناءىا مف تطبيؽ العديد مف أحكاـ طرؽ الطعف ،مراعاة لخصوصيتيا.
يتـ تقسيـ الفصؿ
صنؼ إلى طرؽ عادية وغير عاديةّ ،
وما دامت طرؽ الطعف تُ ّ
األوؿ إلى مبحثيف اثنيف ،يختص المبحث األوؿ بطرؽ الطعف العادية في األحكاـ
يتـ التعرض في المبحث الثاني لمطعف بالنقض في األحكاـ
الصادرة في شؤوف األسرة ،و ّ
الصادرة في شؤوف األ سرة ،باعتباره أىـ الطرؽ غير العادية لمطعف ،وأوسعيا ممارسة
وانتشارا.
248
المبحث األول :طرق الطعن العادية في أحكام شؤون األسرة
تشمؿ طرؽ الطعف العادية -كما سبؽ بيانو -المعارضة واالستئناؼ ،ولكؿ منيما
أحكامو وخصائصو ،التي تخضع ليا جميع القضايا المدنية ،ومنيا قضايا شؤوف األسرة،
ؾ الرابطة
أف أحكاـ ف ّ
يقرىا المشرع أحيانا ،غير ّ
مع مراعاة بعض االستثناءات التي ّ
خاصة مف حيث قابمية الطعف فييا بأحد طرؽ الطعف
ّ تميزت عف غيرىا بأحكاـ
الزوجية ّ
يتـ التطرؽ في المطمب األوؿ لمطعف بالمعارضة في أحكاـ شؤوف األسرة، العادية ،لذا ّ
عنى المطمب الثاني بالطعف باالستئناؼ في أحكاـ شؤوف األسرة.
وُي َ
المطمب األول :الطعن بالمعارضة في أحكام شؤون األسرة
تخضع األحكاـ والق اررات الغيابية الصادرة في شؤوف األسرة لمقواعد العامة لمطعف
أف
بالمعارضة في األحكاـ والق اررات الغيابية الصادرة عف باقي األقساـ والغرؼ ،غير ّ
أحكاـ الطبلؽ الغيابية تنفرد عف غيرىا لطبيعتيا الخاصة ،لذا يتـ بياف أحكاـ الطعف
ؾ
عنى الفرع الثاني بقابمية األحكاـ الغيابية الصادرة بف ّ
وي َ
بالمعارضة في الفرع األوؿُ ،
الرابطة الزوجية لمطعف فييا بالمعارضة.
نظّـ المشرع أحكاـ الطعف بالمعارضة مف حيث إجراءاتيا وشروطيا ،واآلثار المترتبة
عمييا ،حيث تخضع األحكاـ القضائية الصادرة عف قسـ شؤوف األسرة -في عموميا-
سيتـ بيانيا فيما يمي:
ليذه القواعد العامة التي ّ
أوال -مفيوم الطعن بالمعارضة
أقره المشرع لمطعف في األحكاـ الغيابية،
يعتبر الطعف بالمعارضة طريقا عاديا ّ
يتـ التطرؽ فيما يمي لبياف ماىية ىذا الطريؽ مف طرؽ الطعف مف خبلؿ التطرؽ إلى
و ّ
مفيومو ،خصائصو وشروطو.
249
-1تعريف الطعن بالمعارضة
تناوؿ المشرع الطعف بالمعارضة في األحكاـ المدنية في المواد مف 327إلى
331مف ؽ.إ.ـ.إ دوف أف يعطي تعريفا ليا ،وبالرجوع إلى تعريفات الفقياء ،نجد تعريؼ
األستاذ عبد العزيز سعد بأنيا " :إجراء ييدؼ إلى إعادة النظر في حكـ غيابي مف حيث
الوقائع والقانوف ،واصدار حكـ ثاني في نفس الموضوع وبيف نفس األطراؼ ،مع إمكانية
1
بأنيا " :ىي طريؽ طعف
عرفيا األستاذ عبد السبلـ ذيب ّ
تغيير وسائؿ اإلثبات" ،كما ّ
عادية فتحيا المشرع لممطالبة بمراجعة الحكـ الذي صدر في غياب الخصـ الذي
يستعمميا ،ويرجع الحكـ أماـ الجية القضائية التي فصمت في أوؿ مرة .المعارضة طريؽ
تغيب منو إال بنص
طعف عادي يعني أنو مفتوح بقوة القانوف وال يمكف حرماف مف ّ
2
عرفيا األستاذ عبد الحميد فودة بأنيا " :الطمب المرفوع مف المحكوـ عميو
ّ كما ، صريح"
وتعدؿ
ّ غيابيا في خصومة ،إلى المحكمة نفسيا مصدرة الحكـ ،لكي تسمع دفاعو،
أو تمغي الحكـ المطعوف فيو".3
أف المعارضة ىي طريؽ مف طرؽ الطعف العاديةمف خبلؿ ىذه التعريفات يتبيف ّ
في األحكاـ والق اررات الغيابية ،يرفعو الطرؼ الذي صدر الحكـ غيابيا في حقّو أماـ نفس
الجية ُمصدرة الحكـ أو القرار الغيابي ،مف أجؿ مراجعة الحكـ أو القرار المطعوف فيو
بإلغائو أو تعديمو.
-2خصائص الطعن بالمعارضة
أف المشرع لـ يحصر األوجو التي مف خصائصيا أنيا طريؽ عادي لمطعف ،و ّ
تتـ أماـ نفس الجية مصدرة الحكـ أو القرار الغيابي،
تُبنى عمييا المعارضة ،كما ّأنيا ّ
المدعى عميو
حيث يكوف الحكـ غيابيا في حؽ المعارض ،بمعنى ّأنو صدر في غياب ّ
صحة التكميؼ بالحضور لمجمسة ،وفقا لممادة 292والمادة 294
أو وكيمو أو محاميو رغـ ّ
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة أماـ أقساـ المحاكـ االبتدائية ،مرجع سابؽ ،ص ،259 1
.260
عبد السبلـ ذيب ،قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .257 2
عبد الحميد فودة ،المعارضة في المواد المدنية والجنائية والشرعية ،دار الفكر العربي ،القاىرة مصر ،1992 ،ص 3
.201
250
مف ؽ.إ.ـ.إ ،و ينظر القاضي في القضية مف جديد مف حيث الواقع والقانوف ،حيث يعتبر
الحكـ أو القرار الغيابي المعارض فيو كأف لـ يكف ،ما لـ يكف مشموال بالنفاذ المعجؿ وفقا
لممادة 327مف ؽ.إ.ـ.إ.
وييدؼ إجراء المعارضة إلى تطبيؽ مبدأ الوجاىية وذلؾ حتى يتمكف كؿ طرؼ
مف أطراؼ القضية مف حضور جمسات المحاكمة وعرض دفوعو وحججو المتعمقة
بموضوع الدعوى.
نص المشرع صراحة عمى عدـ جواز المعارضة عمى المعارضة بنص المادةكما ّ
331مف ؽ.إ.ـ.إ ،بمعنى أف الحكـ الصادر في المعارضة ال يجوز المعارضة فيو مف
جديد ،بحيث يصدر الحكـ حضوريا في مواجية جميع الخصوـ.
نص
بأنو غيابي أو حضوري بما ّ
العبرة في وصؼ الحكـ ّ أف
وتجدر اإلشارة إلى ّ
القاضي ،فإف أصاب القاضي في وصفو لحكـ ما بأنو قرره
عميو القانوف ،وليس بما ّ
بأنو حضوري ،في
غيابي فإنو يقبؿ المعارضة ،واف أخطأ القاضي في وصؼ حكـ ما ّ
ألف العبرة بالوصؼ الذي
فتصح فيو المعارضة قانونا ،والعكس كذلؾّ ،
ّ حيف ّأنو غيابي،
نص عميو القانوف ،وذلؾ تطبيقا لنص المادة 315مف ؽ.إ.ـ.إ ،التي جاء فييا أفّ
التكييؼ الخاطئ لمحكـ ال يؤثر عمى حؽ ممارسة الطعف.
وترفع المعارضة وفؽ األشكاؿ التي تُرفع بيا عريضة افتتاح الدعوى ،وتُبمغ
العريضة إلى كؿ أطراؼ الدعوى ،وفؽ ما نص عميو المشرع في المادة 330مف
ؽ.إ.ـ.إ.
-3شروط قبول الطعن بالمعارضة
يشترط لقبوؿ الطعف بالمعارضة ما يشترط في رفع الدعاوى القضائية مف صفة
ومصمحة وفقا لنص المادة 13مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث يجب أف يرفع الطعف بالمعارضة مف
المدعى عميو ،ضد المدعي أو المدعييف األصمييف ،وتبقى الصفة التي كانت في
قبؿ ّ
المدعي لممعارض ضده ،كما
الدعوى األصمية لممدعى عميو لممعارض ،وتبقى صفة ّ
يشترط في الطعف بالمعارضة شروطا خاصة ،نجمميا فيما يمي:
251
أ -أن تكون المعارضة ضد حكم أو قرار غيابي
أف المعارضة ال تكوف إال ضد حكـ أو قرار لو وصؼ الغيابي ،وفؽ سبؽ بياف ّ
نص عميو القانوف ،وىو أوؿ شرط لقبوؿ المعارضة ،ويعتبر الحكـ أو القرار غيابيا إذا
ما ّ
صحة تكميفو بالحضور ،وفقا صدر دوف حضور المدعى عميو أو وكيمو أو محاميو رغـ ّ
أف مستمـ التكميؼ بالحضور ىو أحد األشخاص المؤىميف لممادة 292مف ؽ.إ.ـ.إ ،أي ّ
لبلستبلـ غير المدعى عميو ،غير أنو إذا ُسمّـ التكميؼ بالحضور لممدعى عميو شخصيا،
فإف الحكـ أو القرار يصدر اعتباريا حضوريا ،ولو لـ يحضر المدعى عميو أو وكيمو ّ
أو محاميو لمجمسة وفقا لممادة 293مف ؽ.إ.ـ.إ ،وحينئذ ال تجوز المعارضة بالرغـ مف
عدـ حضوره الجمسة.
غير أنو ال يؤخذ بعيف االعتبار خطأ القاضي في تغيير الوصؼ القانوني الذي
يجب أف يصدر عميو الحكـ أو القرار ،فما اعتبره القانوف غيابي تجوز فيو المعارضة،
ولو وصفو القاضي في الحكـ بأنو حضوري ،وما اعتبره القانوف حضوري ال تجوز فيو
المعارضة.
أف األوامر االستعجالية الصادرة غيابيا في أوؿ درجة ليست
وتجدر اإلشارة إلى ّ
قابمة لممعارضة ،ولو صدرت في غياب المدعى عميو ،طبقا لنص المادة 303مف
أف األوامر االستعجالية الغيابية
ؽ.إ.ـ.إ ،وال تقبؿ سوى الطعف فييا باالستئناؼ ،غير ّ
الصادرة في آخر درجة تكوف قابمة لممعارضة ،حيث يرفع االستئناؼ والمعارضة خبلؿ
أجؿ خمسة عشر يوما مف تاريخ التبميغ الرسمي لؤلمر ويفصؿ فييا في أقرب اآلجاؿ وفقا
لممادة 304مف ؽ.إ.ـ.إ.
ألنيا أوامر
كما ال يجوز رفع الطعف بالمعارضة بالنسبة لؤلوامر عمى عرائضّ ،
مؤقتة تصدر دوف حضور الخصوـ أصبل ،وتكوف قابمة لمتنفيذ بناء عمى النسخة
أف المشرع أجاز لمخصوـ في حالة االستجابة لمطمب أف يرجعوا إلى األصمية ،غير ّ
القاضي الذي أصدر األمر مف أجؿ طمب التراجع عنو أو تعديمو وفقا لممادة 312مف
ؽ.إ.ـ.إ .كما أف المعارضة ال تقبؿ في ق اررات المحكمة العميا بنص المادة 379مف
ؽ.إ.ـ.إ.
252
ب -احترام األجل الذي ترفع فيو المعارضة
يجب أف ُيرفع الطعف بالمعارضة خبلؿ أجؿ شير واحد ابتداء مف تاريخ التبميغ
المشرع
ّ مدد
الرسمي لمحكـ أو القرار الغيابي ،وفقا لنص المادة 329مف ؽ.إ.ـ.إ ،وقد ّ
أجؿ المعارضة مقارنة بما كاف عميو في ؽ.إ.ـ الممغى ،حيث كانت المادة 98منو تنص
أف أجؿ المعارضة ىو عشرة أياـ ،ويترتب عف عدـ مراعاة أجؿ شير واحد سقوطعمى ّ
الحؽ في الطعف بالمعارضة ،حيث يعتبر ىذا السقوط مف النظاـ العاـ ،حيث إذا رفع
فإف الجية القضائية المرفوعة أماميا،
الطاعف المعارضة بعد فوات األجؿ القانوني لياّ ،
تحكـ تمقائيا بعدـ قبوؿ الطعف بالمعارضة شكبل لوروده بعد انقضاء األجؿ القانوني ،حتى
يتمسؾ بو.
لو لـ يثيره الخصـ ولـ ّ
ويقصد بالتبميغ الرسمي التبميغ الذي يقوـ بو المحضر القضائي بموجب محضر
رسمي ،بناء عمى طمب المعني أو وكيمو ،وفؽ ما نصت عميو المواد مف 406إلى 416
مف ؽ.إ.ـ.إ ،متضمنا كافة البيانات المحددة بموجب المادة 407مف ؽ.إ.ـ.إ ،وتحسب
المواعيد كاممة بحيث ال ُيحسب يوـ التبميغ الرسمي وال يوـ انقضاء األجؿ ،واذا كاف اليوـ
يمدد األجؿ إلى يوـ العمؿ الموالي ،وفقا لممادة
األخير مف أجؿ المعارضة يوـ ُعطمة ّ
405مف ؽ.إ.ـ.إ.
أف أجؿ المعارضة في األوامر االستعجالية الصادرة غيابيا في آخر درجة،
غير ّ
ويفصؿ فييا في
يرفع خبلؿ أجؿ خمسة عشر يوما مف تاريخ التبميغ الرسمي لؤلمرُ ،
أقرب اآلجاؿ وفقا لممادة 304مف ؽ.إ.ـ.إ.
وقد اُْنتُِق َد موقؼ المشرع بإجازتو المعارضة في األوامر االستعجالية الصادرة مف
ألف
جية االستئناؼ ،بينما منع ذلؾ في األوامر االستعجالية الصادرة في أوؿ درجةّ ،
الحكمة مف المنع تتوافر في الحالتيف ،وىي اإلسراع في استقرار الحقوؽ المترتبة عف
أف
األحكاـ االستعجالية ،وزجر الخصوـ عف الغياب في القضايا االستعجالية ،كما ّ
المعارضة ال تتبلءـ طبيعتيا مع إجراءات االستعجاؿ ،مما يقتضي تعديؿ نص المادة
253
304الفقرة 02مف ؽ.إ.ـ.إ ،ومنع المعارضة في األوامر االستعجالية الصادرة غيابيا في
آخر درجة.1
واستثنى المشرع حالة القوة القاىرة أو وقوع أحداث مف شأنيا التأثير في السير
أف
المدعى عميو الذي صدر الحكـ غيابيا في حقو ّ
العادي لمرفؽ العدالة ،بحيث إذا أثبت ّ
فوات أجؿ المعارضة عميو كاف بسبب قوة قاىرة منعتو مف ذلؾ ،أو ط أر عمى مرفؽ
فإنو يجوز لو أف يقدـ طمبا
العدالة أحداث طارئة حالت دوف السير العادي ليذا المرفؽّ ،
بموجب أمر عمى عريضة إلى رئيس الجية القضائية التي عرض عمييا النزاع مف أجؿ
طمب رفع سقوط األجؿ ،وذلؾ بحضور الخصوـ أو بعد تكميفيـ بالحضور تكميفا
صحيحا ،حيث يفصؿ رئيس الجية القضائية في طمب رفع السقوط بموجب أمر عمى
عريضة غير قابؿ ألي طعف ،وذلؾ بموجب المادة 322مف ؽ.إ.ـ.إ.
ج -إرفاق عريضة الطعن بالمعارضة بنسخة من الحكم أو القرار الغيابي
المطعون فيو
ؽ المعارض العريضة بنسخة مف الحكـ أو القرار يشترط لقبوؿ المعارضة أف ُيرِف َ
الغيابي واال ُرفضت المعارضة شكبل ،وىو ما نصت عميو الفقرة الثالثة مف المادة 330
ألف جواز المعارضة مرتبط بوجود حكـ أو قرار غيابي صدر في حؽ مف ؽ.إ.ـ.إّ ،
المعارض ،لذا وجب إثبات لمقاضي وجود ىذا الحكـ أو القرار الغيابي بتمكينو مف نسخة
منو.
كما يجب أف ترفع المعارضة حسب األشكاؿ المقررة في عريضة افتتاح الدعوى،
يتـ تسجيميا لدى أمانة ضبط الجية
وفقا لمفقرة األولى مف المادة 330مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث ّ
المختصة ،وىي الجية التي أصدرت الحكـ أو القرار المطعوف فيو بالمعارضة،
ّ القضائية
يتـ تبميغيا رسميا إلى الخصوـ وتكميفيـ بالحضور إلى الجمسة.
ثـ ّّ
فإف الجية القضائية التي تنظر في المعارضة
إذا احترـ الطاعف ىذه الشروط ّ
تحكـ بقبوؿ المعارضة شكبل ،وتنتقؿ لمنظر في موضوع الدعوى مف جديد مف حيث
حمدي باشا عمر ،مبادئ القضاء في ظؿ قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ،ط ،1دار ىومة ،الجزائر، 1
،2015ص .225
254
فإف الجية القضائية تحكـ بعدـ
الوقائع والقانوف ،واف خالؼ الطاعف أحد ىذه الشروط ّ
قبوؿ المعارضة شكبل ،وال مجاؿ لمتطرؽ لموضوع الدعوى.
ثانيا -آثار الطعن بالمعارضة
يختص الطعف بالمعارضة بآثار قانونية ميمة ،حيث يؤدي الطعف بالمعارضة
ّ
إلى وقؼ تنفيذ الحكـ المطعوف فيو ،باإلضافة إلى إعادة عرض النزاع عمى نفس الجية
القضائية التي أصدرتو ،واعتبار الحكـ المعارض فيو كأف لـ يكف ،كما أنو ال يجوز
المعارضة عمى الحكـ الفاصؿ في الطعف بالمعارضة ،حتى لو صدر غيابيا ،وىي آثار
يتـ شرحيا فيما يمي:
ّ
-1وقف تنفيذ الحكم أو القرار الغيابي المعارض فيو
مف أىـ اآلثار التي تترتب عمى المعارضة وقؼ تنفيذ الحكـ أو القرار الغيابي
المدة التي يمارس فييا
ثـ خبلؿ ّ المطعوف فيو بالمعارضة خبلؿ أجؿ المعارضة كامبلّ ،
الحؽ في الطعف بالمعارضة كذلؾ ،باستثناء األحكاـ الواجبة التنفيذ بقوة القانوف ،وكذا
الحاالت التي يأمر فييا القاضي بالنفاذ المعجؿ ،بناء عمى ثبوت االلتزاـ بعقد رسمي،
مادة النفقة ،أو منح
أو وعد معترؼ بو ،أو حكـ حائز لقوة الشيء المقضي بو ،أو في ّ
ألف األصؿ
مسكف الزوجية لمف أسندت لو الحضانة ،طبقا لنص المادة 323ؽ.إ.ـ.إّ ،
أف األحكاـ القضائية ال تُنفّذ إال بعد أف تصبح نيائية حائزة قوة الشيء المقضي فيو،
ّ
وذلؾ بعد استنفاذ طرؽ الطعف العادية ،أو بعد فوات أجؿ ممارستيا ،ما لـ ينص الحكـ
أو القرار الغيابي عمى خبلؼ ذلؾ.
ويجوز االعتراض عمى النفاذ المعجؿ أماـ رئيس الجية القضائية التي ُيعرض
أماميا المعارضة ،ويمكف الحكـ بوقؼ النفاد المعجؿ عف طريؽ االستعجاؿ إذا كاف يؤدي
إلى نتائج بالغة وآثار ال يمكف تداركيا ،حيث يفصؿ فييا في أقرب جمسة ،وفقا لممادة
أف الحكـ الذي أمر بو قد طعف فيو بالمعارضة ،وفقا
324مف ؽ.إ.ـ.إ ،بشرط أف ُيثبت ّ
لممادة 325مف ؽ.إ.ـ.إ ،ويكوف الحكـ الفاصؿ في االعتراض عمى النفاد المعجؿ غير
قابؿ ألي طعف ،وفقا لممادة 326مف ؽ.إ.ـ.إ.
255
-2إعادة عرض النزاع عمى نفس الجية القضائية التي أصدرت الحكم
المطعون فيو بالمعارضة
حدد المشرع بموجب نص المادة 328مف ؽ.إ.ـ.إ الجية المختصة بالفصؿ في ّ
الطعف بالمعارضة ،وىي الجية القضائية التي أصدرت الحكـ أو القرار الغيابي المعارض
فيو ،لكف ذلؾ ال يعني ضرورة عرض النزاع عمى نفس التشكيمة التي فصمت فيو ّأوؿ
مرة ،وبالتالي إذا ُرفعت المعارضة أماـ محكمة أخرى غير المحكمة ُمصدرة الحكـ
ّ
يقدموا
أف ألطراؼ الدعوى أف ّفإنيا تقضي بعدـ االختصاص ،كما ّض فيوّ ، المعار ْ
َ
ما شاءوا مف الطمبات والدفوع ،ولمجية القضائية المرفوع أماميا المعارضة أف ترفض
فتعدؿ الحكـ أو القرار المعارض
المعارضة لعدـ التأسيس ،وليا أف تقضي بخبلؼ ذلؾّ ،
فيو ،أو تنطؽ بحكـ جديد فصبل في المعارضة.
-3اعتبار الحكم أو القرار المعارض فيو كأن لم يكن
ُيصبح الحكـ أو القرار الغيابي المعارض فيو كأف لـ يكف ،وذلؾ بمجرد تسجيؿ
1
ويفصؿ
حجية ما لـ يكف مشموال بالنفاد المعجؿ َ ،
الطعف بالمعارضة ،ولـ تعد لو أية ّ
القاضي في النزاع مف جديد مف حيث الوقائع والقانوف ،وفؽ نص المادة 327مف
ؽ.إ.ـ.إ ،وعميو يترتب عمى ممارسة الطعف بالمعارضة بطبلف الحكـ الغيابي ،واعادة
األطراؼ إلى الحالة التي كانوا عمييا قبؿ صدور الحكـ الغيابي المعارض فيو ،وبالتالي ال
يجوز لمقاضي إذا قبؿ المعارضة أف يكوف منطوؽ حكمو "تأييد أو إلغاء الحكـ المعارض
فيو" ،واّنما عميو إذا قبؿ المعارضة شكبل ،أف يحكـ في الموضوع إما برفض المعارضة
لعدـ التأسيس ،وا ّما النطؽ بحكـ جديد فصبل في موضوع المعارضة.2
أف المعارضة تُمغي الحكـ
وقد انتقد ىذا الموقؼ الذي انتيجو المشرع مف اعتبار ّ
أف الحكـ الغيابي
الصحة ،و ّ
ّ ألف األصؿ العاـ في اإلجراءات ىو
الغيابي المعارض فيوّ ،
يدعي خبلؼ ذلؾ إثبات بطبلنو حتى ُيقضى لو
ىو عمؿ إجرائي صحيح ،ومف ّ
عبد العزيز سعد ،أبحاث تحميمية في قانوف اإلجراءات المدنية الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .162 1
عبد العزيز سعد ،طرؽ واجراءات الطعف في األحكاـ والق اررات القضائية ،دار ىومة ،الجزائر ،2018 ،ص ،21 2
أنظر كذلؾ :بموط محمد ،طرؽ الطعف العادية في األحكاـ المدنية عمى ضوء قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،مذكرة
التخرج لنيؿ إجازة المدرسة العميا لمقضاء ،الدفعة الثامنة عشر ،2010-2007 ،ص .21
256
ويحكـ لو مف جديد في موضوع الدعوى ،واّنما ىذا الموقؼ ُن ِق َؿ مف قانوف
بالبطبلفُ ،
أف فمسفة قانوف اإلجراءات اإلجراءات الجزائية في حالة الحكـ الغيابي ،بالرغـ مف ّ
الجزائية تختمؼ عف فمسفة ؽ.إ.ـ.إ ،بحيث يقتضي األمر في قانوف اإلجراءات الجزائية
يتجرد القاضي بعد حضور المتيـ مف أي أحكاـ مسبقة ،بينما األصؿ العاـ في
ّ أف
إثبات ذلؾ.1
ُ يدعي العكسصحة األعماؿ اإلجرائية ،وعمى مف ّ
ؽ.إ.ـ.إ ىو ّ
-4عدم قبول الحكم الصادر في المعارضة لمطعن فيو بالمعارضة من جديد
نصت عميو المادة 331مف
مف اآلثار غير المباشرة لمطعف بالمعارضة ما ّ
أف الحكـ الذي يفصؿ في المعارضة يكوف حكما حضوريا في مواجية جميع
ؽ.إ.ـ.إ ،مف ّ
الخصوـ ،سواء حضروا الجمسة أو تغيبوا عنيا ،وبالتالي فيو ال يقبؿ الطعف فيو
بالمعارضة مف جديد ،حتى لو تخمّؼ أحد الخصوـ عف الحضور ،أو تخمّؼ عف تقديـ
طمباتو ودفوعو ،حيث ال َيقبؿ الحكـ الفاصؿ في المعارضة سوى الطعف فيو باالستئناؼ
كطريؽ عادي مف طرؽ الطعف ،والغاية مف تكريس المشرع مبدأ عدـ جواز المعارضة
عمى المعارضة ،ىو تفاديا إلطالة أمد النزاع.
عمر زودة ،اإلجراءات المدنية واإلدارية في ضوء آراء الفقياء وأحكاـ القضاء ،مرجع سابؽ ،ص .606 1
257
فيؿ تكوف ىذه األحكاـ كغيرىا قابمة لمطعف فييا بالمعارضة؟ وبالتالي ممارسة الطعف
بالمعارضة فييا يجعؿ الحكـ بالطبلؽ كأف لـ يكف؟ أـ ّأنو ال يجوز المعارضة فييا نظ ار
لخصوصية األحكاـ الفاصمة في الطبلؽ؟
مف أجؿ اإلجابة عمى ىذا التساؤؿ وجب تحديد طبيعة األحكاـ المتعمقة بفؾ
ثـ التمييز بيف صور الطبلؽ المختمفة مف
تميزىا أوالّ ،
الرابطة الزوجية والخصوصية التي ّ
حيث قابميتيا لمطعف فييا بالمعارضة.
أوال -طبيعة األحكام القضائية بف ّك الرابطة الزوجية
ؾ الرابطة الزوجية لمطعف فييا بطرؽ الطعف العادية تتطمب معرفة قابمية أحكاـ ف ّ
تميزىا عف باقي
وغير العادية التطرؽ إلى طبيعة ىذه األحكاـ ،والخصوصية التي ّ
ألف تطبيؽ
األحكاـ القضائية الصادرة عف قسـ شؤوف األسرة ،أو عف غيرىا مف األقساـّ ،
ؾ الرابطة الزوجية عمى إطبلقيا يؤدي
القواعد العامة المقررة في الطعوف عمى أحكاـ ف ّ
يتعيف التطرؽ إلى طبيعة العمؿ الذي
إلى إشكاالت شرعية وقانونية ال يمكف تجاوزىا ،لذا ّ
ؾ
ثـ تحديد طبيعة الحكـ بف ّ
ؾ الرابطة الزوجيةّ ،
يقوـ بو القاضي عند إصداره أحكاـ ف ّ
الرابطة الزوجية بمختمؼ صوره.
تصنؼ أحيانا عمى ّأنيا أعماؿ قضائية،
ّ حيث ُيصدر القاضي أعماال قانونية
ألف األشخاص قد يمجؤوف إلى القضاء بموجب وأحيانا أخرى عمى ّأنيا أعماال والئيةّ ،
دعوى قضائية مف أجؿ الفصؿ في نزاع ما ،وقد يمجؤوف إلى القضاء بموجب عريضة مف
أقرىا المشرع أماـ إرادة األفراد ،وبالتالي تختمؼ الوسيمة المعتمدة
أجؿ إزالة عقبة قانونية ّ
في كؿ منيما ،كما يختمؼ مضمونيا.1
عدة معايير ،2منيا المعيار
ولمتمييز بيف العمؿ القضائي والعمؿ الوالئي اعتمدت ّ
أف العمؿ الوالئي يتميز بأف القاضي يصدره بناء عمى عريضة الشكمي الذي يعتمد عمى ّ
دوف تكميؼ الخصـ بالحضور أمامو ،وانتقد ىذا المعيار كونو غير جامع وال مانع ،فيناؾ
أعماال قضائية تصدر عمى شكؿ أمر عمى عريضة ودوف تكميؼ الخصوـ كأمر األداء،
وىناؾ أعماؿ والئية يشترط فييا تكميؼ الخصوـ بالحضور ،بالرغـ مف صدورىا عمى
عمر زودة ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية وأثر الطعف فييا ،مرجع سابؽ ،ص .76 1
258
شكؿ أمر ،كحالة طمب الحصوؿ عمى نسخة تنفيذية ثانية في حالة ضياع األولى ،حيث
يشترط است دعاء الخصـ لمحضور أماـ رئيس الجية القضائية التي يطمب منيا استصدار
النسخة التنفيذية الثانية.
أف األعماؿ الوالئية يتمتع فييا القاضي
أما معيار سمطة القاضي فيعتمد عمى ّ
بسمطة تقديرية واسعة في إصدارىا ،ويقرر فييا حقوقا مستقبمية ،بينما سمطتو محدودة في
إصدار العمؿ القضائي ويقرر فييا حقوقا سابقة ،وقد انتقد ىذا المعيار كذلؾ كونو غير
منضبط ،فقد يتمتع القاضي بسمطات واسعة في العمؿ القضائي كدعوى التطميؽ ،وتكوف
مقيدة في أعماؿ والئية ،كحالة األمر بتسجيؿ عقد الزواج أو تسجيؿ الوفاة.
سمطتو ّ
أف العمؿ الوالئي ىو عمؿ منشئ، أما معيار العمؿ المنشئ ،فيرى أصحابو ّ
ألف إرادة األفراد ال تكفي أحيانا إلنشاء المراكز القانونية،
ينشئ مراكز قانونية جديدةّ ،
تدخؿ موظؼ الدولة لمتحقّؽ مف توافر بعض الشروط إلحداث حيث يشترط المشرع أحيانا ّ
المركز القانوني أو مف أجؿ تمقّي إعبلف اإلرادة ،ويكوف عمؿ موظؼ الدولة عمبل والئيا،
بينما العمؿ القضائي فيو عمؿ تقريري غير منشئ ،وىو معيار منتقد كذلؾ ،ألف القاضي
يصدر أعماال قضائية منشئة كالحكـ بالتطميؽ ،كما قد يصدر أعماال والئية غير منشئة
كاألمر بتسجيؿ عقد الزواج.
وأماـ عجز ىذه المعايير في تمييز العمؿ القضائي عف العمؿ الوالئي ،اعتمد
تدخؿ إلزالة عقبة قانونية
أف القاضي إذا ّ جانب مف الفقو معيار طبيعة العقبة ،ومفاده ّ
تدخؿ إلزالة عقبة مادية أنشأىا األطراؼ ،كاف
وضعيا المشرع يكوف عممو والئيا ،أما إذا ّ
عممو قضائيا ،فالعمؿ الصادر عف القاضي يكوف عمبل والئيا إذا أصدره دوف وجود نزاع
أقرىا المشرع أماـ إرادة األطراؼ،
بيف الطرفيف ،فيو يتدخؿ مف أجؿ إزالة عقبة قانونية ّ
وجعمتيا غير قادرة لوحدىا عمى إنتاج األثر القانوني دوف استيفاء الشكؿ الذي فرضو
المشرع ،فيو ال يفصؿ في نزاع بيف األطراؼ ،أما العمؿ القضائي فيصدر عف القاضي
تسبب في وجودىا أحد أطراؼ النزاع ،كاالعتداء عمى حؽ مف أجؿ إزالة عقبة مادية ّ
الممكية ،أو عدـ الوفاء بالتزاـ مف أحد طرفي العقد مثبل ،حيث يتدخؿ القاضي إلزالة ىذه
259
العقبة التي تحوؿ دوف التطبيؽ التمقائي لمقاعدة القانونية ،ويكوف عممو حينئذ عمبل
قضائيا.1
ؾ الرابطة الزوجية بمختمؼ
وباعتماد معيار العقبة في تحديد طبيعة الحكـ بف ّ
صورىا يتضح تكييؼ عمؿ القاضي ،ىؿ ىو عمؿ قضائي أـ عمؿ والئي؟
يخضع كؿ عمؿ يقوـ بو القاضي إلى نظاـ قانوني يختمؼ باختبلؼ طبيعة
العمؿ ،فالعمؿ القضائي لو نظامو القانوني الخاص بو ،حيث يجوز الطعف فيو بمختمؼ
أوجو الطعف ا لعادية وغير العادية المقررة لؤلحكاـ القضائية ،كما ينتج أثره مف تاريخ
ويغير المركز القانوني ،بينما العمؿ الوالئي لو نظاـ قانوني خاص بو أيضا ،حيث
صدوره ّ
التظمـ فيو أماـ الجية
ّ يتـ
ال يجوز الطعف فيو بطرؽ الطعف العادية أو غير العادية ،واّنما ّ
مصدرة العمؿ الوالئي.2
أقر الفقو والقضاء تقسيميا
أما بالنسبة لتصنيؼ األحكاـ القضائية وتقسيميا ،فقد ّ
خاصة ،فالحكـ
ّ إلى أحكاـ تقريرية ،وأحكاـ منشئة ،وأحكاـ إلزاـ ،وكؿ حكـ تقابمو دعوى
التقريري تقابمو الدعوى التقريرية ،والحكـ المنشئ تقابمو دعوى منشئة ،وحكـ اإللزاـ تقابمو
دعوى اإللزاـ ،3فكؿ حكـ ىو انعكاس لمدعوى التي تقابمو.4
بأنو ذلؾ الحكـ الذي يؤ ّكد ويقرر وجود
ويمكف تعريؼ الحكـ التقريري أو الكاشؼ ّ
المدعى عميو بأداء معيف أو إحداثأو عدـ وجود الحؽ أو المركز القانوني ،دوف إلزاـ ّ
تغيير في ىذا الحؽ أو المركز القانوني ،فدور الحكـ ىو إظيار وكشؼ ما كاف مختفيا
مف حؽ أو مركز قانوني ،سبؽ وجوده وجود الدعوى نفسيا ،حيث تسري آثاره مف تاريخ
عمر زودة ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية ،مرجع سابؽ ،ص .91-90 1
260
نشوء الحؽ أو المركز ،ال مف تاريخ صدور الحكـ ،فالحكـ الكاشؼ يؤكد ما كاف موجودا
وال ينشئ شيئا جديدا ،واألصؿ في األحكاـ القضائية أنيا تقريرية كاشفة.1
أما الحكـ المنشئ فيو ذلؾ الحكـ الذي يتضمف إنشاء أو إنياء أو تعديؿ حؽ
أو مركز قانوني ،حيث بصدور الحكـ المنشئ يظير إلى الوجود حؽ أو مركز قانوني
جديد لـ يكف موجودا مف قبؿ ،وتسري آثاره مف تاريخ صدور الحكـ ،ويؤدي إلى انقضاء
حؽ أو مركز قانوني قديـ ،ويكوف لمقاضي دو ار إيجابيا في إنشاء ىذا الحؽ أو المركز
القانوني الجديد.2
المدعى عميو بأداء معيف قابؿ لمتنفيذ الجبري ،فحؽ
أما حكـ اإللزاـ فيتضمف إلزاـ ّ
المدعي يقابمو التزاـ المدعى عميو باألداء.3
ونظ ار الختبلؼ طبيعة األحكاـ القضائية وفؽ ما ذكر مف تقسيمات ،وجب معرفة
ؾ الرابطة الزوجية ،والتمييز بيف صور الطبلؽ المختمفة مف حيث تكييؼ
طبيعة حكـ ف ّ
وتحديد طبيعة الحكـ الذي يقضي بيا ،ودور القاضي فييا ،فيؿ تعتبر أحكاـ فؾ الرابطة
الزوجية أحكاما منشئة؟ وال وجود لمطبلؽ إال إذا حكـ بو القاضي؟ أـ ىي أحكاـ كاشفة؟
ويقتصر دور القاضي فييا عمى إثبات إرادة الزوج أو الزوجة؟
-1طبيعة حكم الطالق باإلرادة المنفردة لمزوج
اختمفت اآلراء الفقيية حوؿ طبيعة الحكـ الصادر بالطبلؽ باإلرادة المنفردة
لمزوج ،بيف مف يعتبره حكما منشئا أو حكما كاشفا ،ولكؿ منيما تصوره ورؤيتو.
بأف حكـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج حكما منشئا،
اال تّجاه األول :مف القائميف ّ
فإف الحكـ
تمسكنا بالقانوف الوضعيّ ، بأنو إذا ّاألستاذ الغوثي بف ممحة ،حيث يرى ّ
الصادر في دعوى الطبلؽ والذي قضى بإيقاع الطبلؽ ،ىو ذو طابع إنشائي ،يح ّؿ
الرابطة الزوجية بيف الزوجيف.4
بف ىبري عبد الحكيـ ،أحكاـ الصمح في شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .82 1
الغوثي بف ممحة ،قانوف األسرة عمى ضوء الفقو والقضاء ،مرجع سابؽ ،ص .121 4
261
أف القاضي يتأكد مف إرادة الزوج في طمب كما يرى األستاذ فريجة حسيف ّ
تبيف لو استحالة مواصمة الحياة الزوجية بيف الزوجيف يحكـ بالطبلؽ ،وىو
الطبلؽ ،واذا ّ
فإف الحكـ بالطبلؽ
أف تمفظ الزوج بالطبلؽ قبؿ صدور حكـ القاضيّ ، حكـ منشأ لو ،و ّ
يعتد بو.1
وح ْك ُـ القاضي ىو الذي ّ
يأتي تثبيتا ألمر حصؿ مف قبؿُ ،
أف إرادة الزوج أصبحت عاجزة عف ترتيب األثر
ويرى األستاذ زودة عمر ّ
حدده المشرع في المادة 49مف ؽ.أ ،حيثالقانوني إال باستيفاء الشكؿ القانوني الذي ّ
ال يثبت الطبلؽ إال بحكـ ،وبالتالي ال تكفي إرادة الزوج وحدىا إليقاع الطبلؽ ،بؿ ىي
يتـ العمؿ القانوني أماـ القاضي،
قاصرة عف ذلؾ حتى يستوفي الشكؿ القانوني ،وىو أف ّ
مرده إرادة المشرع ،وليس ضعفا في قوى الزوج العقمية ،2وبذلؾ يرى األستاذ
وىذا العجز ّ
عمر زودة أف حكـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ىو عبارة عف قرار والئي صدر عف
القاضي في شكؿ العمؿ القضائي ،فيو يخضع لمنظاـ القانوني الذي تخضع لو األعماؿ
أف القضاء الصادر بإنياء العبلقة الزوجية
خاصة مف حيث طرؽ الطعف فييا ،و ّ
ّ الوالئية،
سواء بالطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع وغيرىا مف فرؽ الطبلؽ ،ىو قضاء منشئ ،يترتب
عميو إنياء المركز القانوني الناشئ عف عقد الزواج.3
أف المشرع جعؿ العصمة ّبيد الزوج ،لكف فرض
كما يرى األستاذ فاضمي ادريس ّ
قيودا عميو ،تتمثؿ في وجوب إجراء محاولة الصمح مف طرؼ القاضي قبؿ النطؽ
أف الطبلؽ ال تكوف لو أية قيمة قانونية
بالطبلؽ ،طبقا لنص المادة 49مف ؽ.أ ،كما ّ
إالّ إذا وقع بيف يدي القاضي ،وعدـ االعتداد بالطبلؽ الذي يقع خارج جية القضاء.4
أف الطبلؽأف الطبلؽ ال يقع إالّ بحكـ ،و ّ وبذلؾ ينتيي أصحاب ىذا الموقؼ إلى ّ
ال يقع خارج أسوار القضاء ،وما يتمفظ بو الزوج يعتبر لغواً ال ُيمتفت إليو ،فالعبرة بإنشاء
الطبلؽ ىو تاريخ صدور الحكـ بو مف القضاء.
فريجة حسيف ،المبادئ األساسية في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،مرجع سابؽ ،ص .174 1
زودة عمر ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية ،مرجع سابؽ ،ص .112 -111 2
1أخرجو ابف ماجة ،672/1كتاب الطبلؽ :باب طبلؽ العبد ،2081 ،ورواه البييقي ،360/7كتاب الخمع والطبلؽ:
حسنو األلباني في صحيح الجامع .3958
باب طبلؽ العبد بغير إذف سيده ،والدار قطني ،37/4كتاب الطبلؽ ّ ،102
2الياشمي ىويدي ،االجتياد القضائي لغرفة األحواؿ الشخصية ،عدد خاص ،سنة ،2001ص ،21نقبل عف األستاذ
لحسيف بف الشيخ آث ممويا ،المنتقى في قضاء األحواؿ الشخصية ،مرجع سابؽ ،ص .235
مدعما باجتياد المجمس األعمى والمحكمة العميا ،ط ،3دار
لحسيف بف الشيخ آث ممويا ،المرشد في قانوف األسرة ّ
3
المجمس األعمى ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في ،1989/12/23رقـ ،35026المجمة القضائية ،عدد 1
لنيؿ شيادة الدكتوراه في القانوف الخاص ،جامعة أبي بكر بمقايد تممساف ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية،
،2014/2013ص .252
تقية عبد الفتاح ،الطبلؽ بيف أحكاـ تشريع األسرة واالجتياد القضائي ،مرجع سابؽ ،ص .240 3
4تقية عبد الفتاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .146
تقية عبد الفتاح ،الطبلؽ بيف أحكاـ تشريع األسرة واالجتياد القضائي ،مرجع سابؽ ،ص .54 5
264
بأف حكـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ىو
وأعتقد صواب الموقؼ الذي يرى ّ
لعدة
بأف الطبلؽ ال يقع إال لدى المحكمة ىو قوؿ مرجوح ،وذلؾ ّ
أف القوؿ ّحكـ كاشؼ ،و ّ
أقر حؽ الزوج في إيقاع الطبلؽ دوف قيد عمى إرادتو،
أف الفقو اإلسبلمي ّ
أسباب ،منيا ّ
يمسيا فيو ،ومع ذلؾ
يتـ في طُير لـ ّ
إال فيما يتعمؽ ضرورة أف يكوف طبلقو ُسّنياً ،بأف ّ
اعتبروا أف الطبلؽ يقع حتى لو خالؼ الزوج ذلؾ ،حيث يقع الطبلؽ بمجرد تعبير الزوج
عف إرادتو ،وبأي وسيمة كانت ،1وال يتوقؼ وقوعو عمى صدور حكـ مف القاضي.
أف ح ّؿ عقد الزواج يكوف بالطبلؽ الذيأف نص المادة 48مف ؽ.أ يؤكد ّكما ّ
أف نص المادة 49 يتـ بإرادة الزوج ،ولـ تعمّؽ إنشائو عمى صدور حكـ مف القضاء ،كما ّ
ّ
مف ؽ.أ ،ينص عمى اإلثبات ال عمى الوقوع ،فبل يثبت الطبلؽ إالّ بحكـ ،واّنما يقع
يتـ إثباتو لدى المحكمة ،وبالتالي ال دخؿ إلرادة ثـ ّالطبلؽ مف تاريخ إيقاع الزوج لوّ ،
القاضي في إيقاع الطبلؽ ،فيو ُيثبت واقعة الطبلؽ بحكـ كاشؼ ،وال َي ِح ُّؿ القاضي َم َح َّؿ
الزوج في إصداره ،2وتتقمّص السمطة التقديرية لمقاضي في إصدار الحكـ ،ويشبو دوره دور
الموثؽ الذي يوثّؽ إرادة الزوج ويكشؼ عنيا ،3كما أف القاضي ال يسبب حكمو إالّ بسبب
واحد فقط ،وىو طمب الزوج واص ارره عمى الطبلؽ.4
التوجو ،حيث جاء فيو" :مف المقرر شرعا
ّ ويؤكد أحد ق اررات المجمس األعمى ىذا
أف الطبلؽ ىو حؽ لمرجؿ صاحب العصمة ،وأنو ال يجوز لمقاضي أف يح ّؿ محمّو في
إصداره ،أما التطميؽ فيو حؽ لممرأة المتضررة ،وترفع أمرىا لمقاضي الذي يطمقيا ،ومف
فإف
فإف القضاء بما يخالؼ ىذا المبدأ يعد خرقا ألحكاـ الشريعة اإلسبلمية ....وبذلؾ ّ
ثـ ّّ
محمد أبو زىرة ،موسوعة الفقو اإلسبلمي ،جمعية الدراسات اإلسبلمية ،القاىرة ،1967 ،ص 334وما بعدىا. 1
لمقاضي أف يح ّؿ محمّو في إصداره ،"...أنظر :المجمس األعمى ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ ،35026مؤرخ
في ،1984/12/03المجمة القضائية ،عدد ،1989 ،04ص .86
بف ىبري عبد الحكيـ ،مرجع سابؽ ،ص .92 3
منصوري نورة ،التطميؽ والخمع وفؽ القانوف والشريعة اإلسبلمية ،دار اليدى ،عيف مميمة ،الجزائر ،2012 ،ص .79 4
265
يعد مخالفا
بأف الطبلؽ ال يثبت إالّ بتصريح الزوج أماـ القاضي ّ
القرار الذي قضى ّ
ألحكاـ الشريعة اإلسبلمية".1
نص المادة 48مف ؽ.أ ،توحي بمعاف دقيقة تؤيد إف الصياغة التي جاء بيا ّ ّ
وقوع الطبلؽ بإرادة الزوج ،ومف تاريخ التمفظ بو ،وليس مف تاريخ صدور الحكـ بإثباتو،
يتـ بإرادة الزوج،
ميز في المادة 48مف ؽ.أ بيف َح ّؿ عقد الزواج بالطبلؽ الذي ّ
فالمشرع ّ
وبيف َح ّْؿ عقد الزواج بطمب مف الزوجة ،فالصورة األولى استعمؿ فييا المشرع عبارة " ّ
يتـ
قوية
بإرادة الزوج" بينما الصورة الثانية استعمؿ عبارة "بطمب مف الزوجة" ،وفي ذلؾ إشارة ّ
أف الحكـ بالطبلؽ بإرادة الزوج المنفردة ما ىو إالّ حكـ كاشؼ ُيثْبِ ُ
ت إرادة الزوج، عمى ّ
بينما الصورة الثانية ال يقع ح ّْؿ عقد الزواج فييا إالّ بعد صدور الحكـ القضائي بالتطميؽ
تقدـ طمبا لمقاضي مف أجؿ ح ّؿ عقد الزواج ،ولو
أو الخمع ،فالزوج يطمّؽ بإرادتو ،والزوجة ّ
سوى المشرع بيف الصورتيف الختمفت صياغة النص إلى صياغة أخرى مفادىاُ " :يح ّؿ ّ
عقد الزواج بطمب مف الزوج ،أو بطمب مف الزوجة ،أو بتراضي الزوجيف".
إف الدور الذي يقوـ بو القاضي عند الحكـ بالطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ىو
ّ
دور محدود ،حصره المشرع في التأ ّكد مف إرادة الزوج في طمب الطبلؽ ،وفقا لنص المادة
450مف ؽ.إ.ـ.إ ،عمى خبلؼ الدور الذي يقوـ بو عند الحكـ بالتطميؽ أو الخمع ،حيث
المدعمة لطمب التطميؽ ،ويفصؿ
ّ يعايف ويكيؼ الوقائع المعتمد عمييا في تأسيس األسباب
في مدى تأسيس الطمب ،طبقا لنص المادة 451مف ؽ.إ.ـ.إ ،وبالتالي دور القاضي
سمبي في الحكـ بالطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،2ويقتصر دوره عمى إثبات الطبلؽ الذي
ويسنده إلى تاريخ وقوعو.
وقع بإرادة الزوج ،فيصدر حكما تقريريا كاشفا بإثبات الطبلؽُ ،
المجمس األعمى ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في ،1984/12/03رقـ ،35026المجمة القضائية ،سنة 1
أف
تبيف في قضية الحاؿ ّ والمواريث ،مجمة االجتياد القضائي ،عدد خاص ،2001 ،ص ،103حيث جاء فيو " :متى ّ
بأف الزوج
أف المجمس أجرى تحقيقا وسمع الشيود الذيف أ ّكدوا ّ
الطبلؽ وقع بيف الطرفيف أماـ جماعة مف المسمميف ،و ّ
فإف القضاة
طمّؽ فعبل المطعوف ضدىا أماـ جماعة مف المسمميف ،وبالتالي فبل يحؽ أف يتراجع عف ىذا الطبلؽ ،وعميو ّ
طبقوا تطبيقا صحيح لمقانوف".
بقضائيـ بإثبات الطبلؽ العرفي ّ
266
ؾ الرابطة الزوجية بإرادتو المنفردة ،حتى دوف
يحؽ لمزوج في الشريعة اإلسبلمية ف ّ
ّ
موافقة الزوجة ،حيث يمارس حقا إراديا غير مقيد بقبوؿ الطرؼ الثاني في العقد ،ويعتبر
ألف الزوج صاحب ؾ الرابطة الزوجية باإلرادة المنفردة لمزوج حكما كاشفاّ ،
الحكـ بف ّ
العصمة ،ولو حؽ إرادي في إنشاء مركز قانوني جديد وىو الطبلؽ ،بعد إنشائو مرك از
قانونيا قديما وىو عقد الزواج ،ويستعمؿ الزوج حقّو بمجرد اإلعبلف عف إرادتو ،ويترتب
األثر القانوني مف تاريخ ىذا اإلعبلف ،وىو انقضاء المركز القانوني الناشئ عف عقد
ت بو الطبلؽ -الوارد في المادة 49مف
الزواج ،حيث ال يعتبر الشكؿ القانوني الذي َيثُْب ُ
ؽ.أ -حائبل دوف ترتيب األثر القانوني لحؽ الزوج في إيقاع الطبلؽ ،ودور القاضي عند
إصدار الحكـ المثبت لمطبلؽ ىو دور سمبي ،وال يتدخؿ في األسباب التي دعت الزوج
لمطبلؽ ،واّنما ينحصر دوره فقط في التأ ّكد مف إرادة الزوج في طمب الطبلؽ.
بأف إرادة الزوج صارت عاجزة لوحدىا عف ترتيب األثر القانوني، إف القوؿ ّ ّ
1
ألف المشرع
إالّ باستيفاء الشكؿ القانوني المقرر في المادة 49مف ؽ.أ ،ىو قوؿ منتقدّ ،
نما يتحدث المشرع عف اإلثبات فقط ،فنص
لـ ينص عمى عدـ وقوع الطبلؽ إال بحكـ ،وا ّ
المادة 49مف ؽ.أ جاء فيو عبارة " ال يثبت الطبلؽ إال بحكـ" ،وليس عبارة " ال يقع
الطبلؽ إال بحكـ" ،والتي أخذ بيا المشرع التونسي ،وبالتالي تبقى إرادة الزوج ىي التي
عتد بتاريخ إيقاع الزوج لمطبلؽ ،وليس بتاريخ
وي ّتوقع الطبلؽ وليس الحكـ القضائيُ ،
عد ة المطمقة مف تاريخ تصريح الزوج بالطبلؽ ،وليس
صدور الحكـ الذي ُيثبتو ،وتسري ّ
مف تاريخ صدور الحكـ.
انطبلقا مف ىذه الطبيعة التي يكتسييا حكـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة ،كونو حكما
أف دور القاضي فيوكاشفا ،و ّأنو أقرب إلى العمؿ الوالئي منو إلى العمؿ القضائي ،و ّ
سمبي ،وجب عدـ إتاحة المجاؿ لمطعف فيو بأي طريؽ مف طرؽ الطعف العادية أو غير
العادية ،التي يخضع ليا العمؿ القضائي ،والمقررة لمطعف في األحكاـ القضائية ،وذلؾ
حتى نراعي خصوصية أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج.
عمر زودة ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية ،مرجع سابؽ ،ص .107 1
267
-2طبيعة الحكم القضائي الصادر بالتطميق
يكاد ُيجمع الفقياء عمى اعتبار الحكـ الصادر بالتطميؽ حكما منشئا ،حيث يرى
قدمت الزوجة طمبا
أف التطميؽ ال يكوف لو أي أثر ،إال إذا ّ
األستاذ لمطاعي نور الديف ّ
إلى القاضي ألجؿ ذلؾ ،وبالتالي ال وجود لمتطميؽ إال ابتداء مف تاريخ صدور الحكـ
الذي يقضي بالتطميؽ ،فالحكـ ىو الذي ينشأ المركز القانوني الجديد لكبل الزوجيف ،مما
يجعؿ الحكـ الصادر بالتطميؽ حكما منشئا.1
أف الزوجة عندما ترفع طمب التطميؽ إلى القاضي ،فيي ويرى األستاذ عمر زودة ّ
تستند إلى دخوؿ القاعدة القانونية في أزمة ،تنشأ عف إخبلؿ الزوج بالتزاماتو القانونية ،لذا
فالحكـ الصادر بالتطميؽ ىو حكـ قضائي ،وليس أم ار والئيا أو إداريا ،وىو يخضع لمنظاـ
2
أف القضاء بإنياء العبلقة الزوجية،
القانوني لؤلعماؿ القضائية ،كما استخمص األستاذ ّ
سواء تعمّؽ األمر بالطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع أو غيرىا مف فرؽ الطبلؽ ،ىو قضاء
منشئ ،يترتّب عنو إنياء المركز القانوني الناشئ عف عقد الزواج.3
كما يرى األستاذ تقية عبد الفتاح أف طمب الطبلؽ المنفردة لمزوجة " التطميؽ" ىي
أف الحاالت المحددة في المادة 53و 53مكرر مف ؽ.أ
تتـ إال بحكـ قضائي ،و ّ
مسألة ال ّ
أف طبيعة الحكـ الصادر بالتطميؽ ىو
ىي حاالت مستعصية تتطمب الح ّؿ القضائي ،و ّ
وينشئ مرك از قانونيا
حكـ منشئ ،حيث ُينيي مرك از قانونيا قديما ناشئا عف عقد الزواجُ ،
جديدا.4
ألف الحكـ بالتطميؽ
أف طبيعة الحكـ الصادر بالتطميؽ ىو حكـ منشئّ ، وأعتقد ّ
ؾ الرابطة الزوجيةيتـ إال بتقديـ الزوجة طمبا إلى القضاء ،فالزوجة ال تستطيع ف ّ
ال ّ
وتبيف توافر إحدى الحاالت المنصوصبإرادتيا المنفردة ،وىي ترفع أمرىا إلى القاضيّ ،
صحة مزاعميا ،حتى يحكـ
ّ عنيا في المادة 53مف ؽ.أ ،حيث يتأ ّكد القاضي مف
يتـ الكشؼ عنو
فإف الزوجة ال تنشئ التطميؽ حتى ّ
ثـ ّ
بالتطميؽ بينيا وبيف زوجيا ،ومف ّ
عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ ،ص .73 لمطاعي نور الديفّ ،
1
زودة عمر ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية وأثر الطعف فييا ،مرجع سابؽ ،ص .138 2
تقية عبد الفتّاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .49-48 4
268
مف القاضي ،واّنما لمقاضي سمطة تقديرية في االستجابة لطمب الزوجة مف عدمو ،وقد
أف القاضي ىو الذي ُينشأ المركز
جميا ّ
يقبؿ دعواىا أو يرفضيا لعدـ التأسيس ،مما يظير ّ
القانوني الجديد لمزوجيف ،وليس الزوجة.
كما يؤكد المشرع مف خبلؿ نص المادة 451مف ؽ.إ.ـ.إ الدور االيجابي الذي
يقوـ بو القاضي عند فصمو في دعوى التطميؽ ،حيث جاء في نص المادة" :يعايف
ويكيؼ الوقائع المعتمد عمييا في تأسيس األسباب المدعمة لطمب التطميؽ طبقا
القاضي ّ
ألحكاـ قانوف األسرة .ويفصؿ في مدى تأسيس الطمب ،آخذا بعيف االعتبار الظروؼ التي
قدـ فييا .يمكف لمقاضي أف يتخ ّذ كؿ التدابير التي يراىا مبلئمة ،ال سيما األمر بالتحقيؽ
ّ
يتعيف عمى القاضي تسبيب اإلجراء المأمور بو إذا أو بخبرة طبية أو االنتقاؿ لممعاينةّ .
يحؽ لمقاضي أف يطمّؽ زوجة مف زوجيا جبرا ،إالّ إذا توافرت
تعمّؽ بخبرة طبية" ،حيث ال ّ
إحدى الحاالت العشر المذكورة في المادة 53مف ؽ.أ ،وال يكفي عدـ رغبة الزوجة في
البقاء مع زوجيا كسبب لتطميقيا منو.
فالقاضي ال يكتفي بالتأ ّكد مف إرادة الزوجة في طمب التطميؽ ،واّنما يبحث في
المقدـ مف قبميا ،وتوافر حالة مف الحاالت المحددة في المادة 53مف
مدى تأسيس الطمب ّ
ؽ.أ التي تبرر طمب ا لتطميؽ ،مف خبلؿ معاينتو وتكييفو لموقائع التي اعتمدت عمييا
الزوجة في طمب التطميؽ ،ولو في سبيؿ ذلؾ اتخاذ ما يراه مناسبا مف التدابير التي يراىا
مبلئمة ،كإجراء التحقيؽ أو األمر بخبرة طبية أو االنتقاؿ لممعاينة ،فالفصؿ في طمب
جديا ومطابقة الوقائع بالنص ،والموازنة بيف طمبات
التطميؽ يتطمب مف القاضي تحقيقا ّ
1
ثـ بعد ذلؾ إف ظير لو إخبلؿ الزوجالزوجة ودفوع الزوج ،وتسبيب الحكـ تسبيبا كافيا ّ ،
بأحد التزاماتو الناشئة عف عقد الزواج ،والذي يؤدي ال محالة إلى االعتداء عمى مصمحة
وي ّبرر توافر حالة مف حاالت التطميؽ ،فيكوف طمبيا مؤسسا ،ويحكـ القاضي ليا الزوجةُ ،
بالتطميؽ ،وىو في ذلؾ يستعمؿ سمطتو التقديرية في تكييفو وتقديره لموقائع واألسباب التي
تقد ميا الزوجة ،لذا فحكـ التطميؽ ىو حكـ منشئ لمركز قانوني جديد ،يؤدي إلى انقضاء
ّ
مركز قانوني قديـ ،وىو عمؿ قضائي محض ،حيث ال يكوف لمتطميؽ أي وجود أو أثر إالّ
269
مف تاريخ صدور الحكـ بو ،بعد تقديـ طمب التطميؽ مف الزوجة ،لذا وجب إتاحة المجاؿ
لطرفيو لمطعف فيو بطرؽ الطعف العادية وغير العادية.
-3طبيعة حكم الخمع
عرؼ الخمع لدى فقياء الشريعة عمى ّأنو طبلؽ عمى ماؿ ،تفتدي بو الزوجة ُي ّ
وتقدمو لزوجيا ،سواء كاف بمفظ الخمع ،أو ما في معناه كالمبارأة ،أو كاف بمفظ
نفسيا ّ
الطبلؽ ، 1أما الفقو الحديث فقد اختمؼ في تكييؼ الخمع بيف مف يعتبره عقدا رضائيا بيف
رجؿ وامرأة عمى إنياء الحياة الزوجية مقابؿ بدؿ تدفعو الزوجة لزوجيا ،ويعتبره البعض
إنياء لمحياة الزوجية بالت ارضي بيف الزوجيف أو بحكـ القاضي ،عمى أف تدفع
ً اآلخر
يتعدى مبمغ المير المدفوع ليا.2
الزوجة لزوجيا مبمغا ماليا ال ّ
يتـ
أف ىناؾ اختبلفا بيف مف يعتبر الخمع عقدا رضائيا ،يجب أف ّ
وبالتالي يظير ّ
أف لمزوجة أف ترفع
يتـ بحكـ مف القاضي ،و ّ
باتفاؽ الزوجيف ورضاىما ،وبيف مف يرى أنو ّ
أمرىا إلى القاضي ليحكـ بطبلقيا مف زوجيا عف طريؽ الخمع مقابؿ مبمغ مالي تدفعو
حؽ ليا تطالب بو حتى لو رفض الزوج ذلؾ ،وليس لمقاضي أف يرفض لمزوج ،فيو ٌ
بأي سمطة تقديرية في االستجابة لطمبيا ،وىي في ذلؾ تساوي الرجؿ في
طمبيا ،وال يتمتّع ّ
الحؽ الممنوح لو بإنياء العبلقة الزوجية بإرادتو المنفردة ،حتى لو رفضت الزوجة ذلؾ.
حد ذاتو ،بؿ انتقؿ
إف االختبلؼ بيف الفقياء لـ يقتصر حوؿ تكييؼ الخمع في ّ
ّ
ؾ الرابطة الزوجية عف طريؽإلى االختبلؼ حوؿ الطبيعة القانونية لمحكـ الصادر بف ّ
الخمع ،ىؿ ىو حكـ منشئ أو كاشؼ؟
أف المشرع في المادة 54
الرأي األوؿ :يرى األستاذ لحسيف بف الشيخ آث ممويا ّ
مف ؽ.أ جعؿ إنشاء الخمع مف صبلحيات القاضي ،3و ّأنو سواء اتّفؽ الزوجاف عمى الخمع
فإنو ال بد لنفاذ الخمع أف ينطؽ بو القاضي بموجب حكـ قضائي ،واعتبر حكـ
أـ لـ يتّفقاّ ،
اإلماـ أبو زىرة ،األحواؿ الشخصية ،مرجع سابؽ ،ص .329 1
عمر زودة ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية ،مرجع سابؽ ،ص .115 2
لحسيف بف الشيخ آث ممويا ،رسالة في طبلؽ الخمع ،مرجع سابؽ ،ص .194 3
270
القاضي في حالة االتّفاؽ حكما كاشفا لو باإلشياد لمزوجيف عمى الطبلؽ بالتراضي
بواسطة الخمع ،بينما يعتبر الحكـ منشئا في حالة عدـ اتّفاؽ الزوجيف عمى الخمع.1
يكوف بإرادة أف ح ّؿ الرابطة الزوجية قد ٍ
ُ الرأي الثاني :يعتبر األستاذ عمرو خميؿ ّ
أف ىذا الحؽ الذي ُمنح لممرأة ،قد جعميا عمى قدـ المساواة مع
الزوجة عف طريؽ الخمع ،و ّ
الرجؿ فيما يتعمؽ بإنياء العبلقة الزوجية ،حيث أصبح لكؿ واحد منيما الحؽ في إنياء
الرابطة الزوجية ،وذلؾ وفقا لنص المادة 54مف ؽ.أ.2
أف الحكـ الصادر بالتطميؽ خمعا ال يأتي إال تثبيتا
يعتبر األستاذ فضيؿ سعد ّ
ُ كما
ألمر حصؿ بيف الزوجيف مف قبؿ ،وال يكوف دور الحكـ إال كاشفا لمطبلؽ فقط.3
أف
الرأي الثالث :األستاذ لمطاعي نور الديف فيو يرى خبلؼ ذلؾ ،حيث يعتبر ّ
قدمت الزوجة طمبا إلى القاضي مف أجؿ تطميقيا خمعا،
الخمع ال يكوف لو أي أثر إال إذا ّ
وبالتالي ال وجود لمخمع إال ابتداء مف تاريخ صدور الحكـ الذي يقضي بالخمع ،فالحكـ ىو
الذي ينشأ المركز القانوني الجديد لكبل الزوجيف ،مما يجعؿ الحكـ الذي يقضي بالتطميؽ
خمعا حكما منشئا.4
ؾ الرابطة الزوجية عف طريؽ الخمع حكمابأف طبيعة الحكـ الصادر بف ّوأعتقد ّ
منشئا ،وذلؾ لنفس األسباب التي ّبررنا بيا اعتبار حكـ التطميؽ حكما منشئا ،فالمركز
ظيَ ْر إلى الوجود إال مف تاريخ صدور الحكـ القانوني الجديد لمزوجيف ال َينش ْأ وال َي ْ
أف عمى الزوجة تقديـ طمب الخمع إلى القاضي ،الذي يبحث في مدى بالتطميؽ خمعا ،و ّ
تأسيس الطمب ،وقد يستجيب لطمبيا وقد يرفضو ،وال يعتبر التطميؽ بالخمع طبلقا بائنا إالّ
ؾ الرابطة الزوجية عف طريؽ الخمع ،وال تجوز فيو الرجعة بعد صدور
بصدور الحكـ بف ّ
العدة ،عمى خبلؼ الطبلؽ بإرادة الزوج يعتبر
الحكـ إال بعقد جديد ،حتى ولو لـ ينتو أجؿ ّ
العدة ،ما لـ يكمؿ الثبلث ،وعمى قوؿ مف يعتبر أف حكـ القاضي بالخمع
رجعيا إذا لـ تنتو ّ
عمرو خميؿ ،الطعف في األحكاـ القضائية الصادرة بالطبلؽ ،مجمة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،مجمة كمية 2
.340-339
عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ ،ص .73
لمطاعي نور الديفّ ،
4
271
حكما كاش فا ،فيؿ يمكف القوؿ أنو بمجرد اتفاؽ الزوجيف عمى الخمع بينيما – في حالة
االتفاؽ -تبيف الزوجة مف زوجيا؟ أـ عمييما التوجو إلى القضاء مف أجؿ إصدار حكـ
أف أحدا مف القائميف بأف حكـ الخمع كاشفا يقوؿ بأف الزوجة تبيف
يقضي بالخمع؟ ال أعتقد ّ
مف زوجيا بمجرد اتفاؽ الزوجيف عمى الخمع ،بؿ البد مف صدور حكـ يقضي بالخمع،
فالحكـ إذا ىو الذي ينشئ الخمع ،وىو الذي يرتب مراكز قانونية جديدة لكبل الزوجيف.
كما أنو بالنظر إلى الدور الذي يقوـ بو القاضي عند نظره دعوى الخمع ،يتعيف
الرجوع إلى نص المادة 48مف ؽ.أ التي تحدث فييا المشرع عف ح ّؿ عقد الزواج بطمب
مف الزوجة في حدود المادة 54مف نفس القانوف ،وكذا الفقرة األخيرة مف المادة 451مف
ويكيؼ الوقائع المعتمد عمييا في طمب
ؽ.إ.ـ.إ ،التي جاء فييا " :يعايف القاضي أيضا ّ
أف الزوجة ال تممؾ حؽ
النصيف ّ
ّ الخمع طبقا ألحكاـ قانوف األسرة" ،حيث يظير مف ىذيف
الطبلؽ بالخمع بإرادتيا المنفردة ،عمى خبلؼ مف قاؿ أف الخمع ىو طبلؽ الزوجة بإرادتيا
المنفردة ،واّنما يجب عمييا تقديـ طمب إلى القاضي الذي يفصؿ في مدى تأسيس طمبيا
بعد دراستو ،وقد يستجيب لطمبيا وقد يرفضو ،ومف أسباب الرفض مثبل كوف العبلقة
الزوجية قد ُحمَّ ْ
ت ق بؿ طمب الخمع ،وذلؾ إذا بانت الزوجة مف زوجيا بطبلؽ رجعي بعد
عدتيا ،فبل يصح منيا الخمع بعد ذلؾ.1انتياء ّ
وبالتالي دور القاضي في الحكـ بالخمع دور إيجابي ،فعميو البحث في الطمب
ويكيؼ الوقائع التي استندت عمييا الزوجة
المقدـ مف قبؿ الزوجة بغرض الخمع ،ويعايف ّ
ّ
في طمبيا ،واف كانت الزوجة غير ممزمة ببياف األسباب التي دعتيا لطمب الخمع ،كما
ال يشترط موافقة الزوج عمى فراقيا خمعا ،2واّنما عمى القاضي التدخؿ عند عدـ االتفاؽ
بيف الزوجيف عمى مقابؿ الخمع ،بتحديده بما ال يتجاوز صداؽ المثؿ وقت صدور الحكـ،
طبقا لنص المادة 54مف ؽ.أ ،لذلؾ يعتبر الحكـ الصادر بالخمع حكما منشئا ،حيث
تبقى العبلقة الزوجية قائمة إلى حيف صدور حكـ الخمع ،وال وجود لمركز قانوني جديد،
وال أثر لو إالّ مف تاريخ صدور الحكـ بالخمع ،بعد تقديـ الزوجة طمبا بذلؾ.
وىو الموقؼ الذي تبناه المشرع الجزائري في المادة 54مف قانوف األسرة. 2
272
ّإنو انطبلقا مف الدور اإليجابي الذي يقوـ بو القاضي في دعوى الخمع ،وكذا مما
أف الزوجة ال تنشئ الطبلؽ بإرادتيا المنفردة ،واّنما ترفع أمرىا
ىو مقرر شرعا مف كوف ّ
فإف الحكـ الذي يقضي بفؾ الرابطة الزوجية عف طريؽ الخمع
إلى القاضي الذي يطمّقياّ ،
ىو حكـ منشئ لمركز قانوني جديد ،ويمكف تصنيفو عمى أنو عمؿ قضائي يجوز الطعف
فيو بطرؽ الطعف العادية وغير العادية.
نص الفقرة األخيرة مف المادة 451مف ؽ.إ.ـ.إ ،يوحي
أف ّ وتجدر اإلشارة إلى ّ
يتقيد -عند فصمو في النزاع -بالتكييؼ الذي
بمعنى جدير بالذكر ،حيث عمى القاضي أالّ ّ
جاء في عريضة دعوى الخمع ،فقد تستند الزوجة عمى الوقائع المعروضة مف قبميا مف
أف ىذه الوقائع قد تُ ّبرر طمب التطميؽ ال الخمع ،وبالتالي
أجؿ تبرير طمب الخمع ،في حيف ّ
يتقيد بتكييؼ الزوجة
وجب عمى القاضي أف يعتمد عمى معاينتو وتكييفو لموقائع ،وال ّ
أو وكيميا أو محامييا الذي جاء في عريضة الدعوى ،باعتبار أف مسألة التكييؼ مسألة
1
أف
قانونية ،وىي تدخؿ في مياـ القاضي ال المتقاضي ،ودوره إيجابي فييا ،في حيف ّ
عرض الوقائع ىي مف اختصاص المتقاضي ،وال يجوز لمقاضي الزيادة فييا أو اإلنقاص
مقيد بما يقدمو الخصوـ مف وقائع ،ودوره سمبي في مجاؿ الوقائع ،وبالتالي إذا
منيا ،وىو ّ
أسست دعواىا عمى أحد األسباب المحددة في المادة 53مف ؽ.أ، طمبت الزوجة الخمع و ّ
فإف القاضي بما لو مف دور إيجابي في التكييؼ ،ليس
ادعاءاتياّ ،
صحة ّ
وقدمت ما ُيثبت ّ
ّ
توصؿ
ّ يتقيد بالتكييؼ الوارد في عريضة الدعوى ،بؿ يفصؿ في الدعوى وفؽ ما
لو أف ّ
نص عميو المشرع في الفقرة األولى مف المادة
إليو ىو مف تكييؼ قانوني صحيح ،وىو ما ّ
29مف ؽ.إ.ـ.إ ،2وبناء عمى ذلؾ لو أف يحكـ بالتطميؽ بدال عف الخمع ،وال يعتبر ذلؾ
خروجا عمى مبدأ حياد القاضي.3
نور الديف لمطاعي ،سمطة قاضي شؤوف األسرة في التكييؼ القانوني لموقائع ،دورة تكوينية حوؿ موضوع قاضي قسـ 1
والتصرفات محؿ النزاع التكييؼ القانوني الصحيح ،دوف التقيد بتكييؼ الخصوـ"
نور الديف لمطاعي ،سمطة قاضي شؤوف األسرة في التكييؼ القانوني لموقائع ،مرجع سابؽ. 3
273
-4طبيعة حكم الطالق بالتراضي
المشرع صور الطبلؽ في المادة 48مف ؽ.أ ،وذكر مف بينيا الطبلؽ الذي ّ عدد
ّ
ؾ الرابطة الزوجية وفؽيتـ بتراضي الزوجيف ،حيث يتراضى الزوجاف ويتّفقاف عمى ف ّ ّ
فيتـ الطبلؽ باإلرادة المشتركة لكبل الزوجيف ،وعميو يجب أف تتوافؽ إرادة
شروط معينةّ ،
أما إذا لـ تتفؽ إرادتيما
الزوج مع إرادة الزوجة حتى نكوف أماـ صورة الطبلؽ بالتراضيّ ،
ؾ الرابطة الزوجية ،وخالؼ اآلخر ىذه اإلرادة ،فنكوفعمى الطبلؽ ،بأف أراد أحدىما ف ّ
أماـ صورة أخرى مف صور الطبلؽ ،كالطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،أو التطميؽ
أو الخمع بطمب مف الزوجة.
واختمفت آراء الفقياء حوؿ طبيعة الحكـ بالطبلؽ بالتراضي بيف الزوجيف ،بيف
مف يعتبره حكما كاشفا أو منشئا.
أف حكـ الطبلؽ بالتراضي
الرأي األوؿ :يرى األستاذ لحسيف بف الشيخ آث ممويا ّ
أف
يتضمف إشيادا لمطرفيف عمى طبلقيما بالتراضي ،وأف القاضي لـ ينشئ الطبلؽ ،و ّ
الزوجيف مف أوجداه إلى حيز الوجود ،وأف دور القاضي سمبي يكتفي باإلشياد ليما بذلؾ،
أف حكـ القاضي ىو حكـ مقرر لمطبلؽ ،وليس حكما منشئا لو ،وأف الحكـ ُيثبت الطبلؽ وّ
الذي يقع بائنا.1
أف الحكـ الذي يؤكد الطبلؽ الناشئ مف قبؿ نتيجة
كما يرى األستاذ فضيؿ سعد ّ
اتّفاؽ الزوجيف عميو ،يأتي تثبيتا ألمر حصؿ مف قبؿ ،فالحكـ لـ يقـ إال بدور كاشؼ
لمطبلؽ ،ومف أمثمة الحكـ الكاشؼ اتفاؽ الزوجاف عمى الطبلؽ ،طبقا ألحكاـ المادة 48
مف ؽ.أ.2
الرأي الثاني :بينما يرى األستاذ عمر زودة أنو ال وجود لمطبلؽ بالتراضي في
أف االتفاؽ الوحيد الذي يمكف أف يقع بيف الزوجيف إلنياء العبلقة
الشريعة اإلسبلمية ،و ّ
الزوجية ،ىو االتفاؽ الذي يقع في إطار أحكاـ الخمع ،وأنو ال وجود لتوافؽ إرادتيف عمى
الطبلؽ بالتراضي ،واّنما الزوج ىو مف يممؾ العصمة وبيده الطبلؽ ،وال يحتاج لموافقة
الزوجة ،أو توافؽ إرادتو مع إراداتيا ،واّنما التوافؽ يمكف أف يحدث بعد ذلؾ عمى توابع
لحسيف بف الشيخ آث ممويا ،المنتقى في قضاء األحواؿ الشخصية ،مرجع سابؽ ،ص .257 1
فضيؿ سعد ،شرح قانوف األسرة الجزائري في الزواج والطبلؽ ،مرجع سابؽ ،ص .240 2
274
يتـ بموجب قرار والئي وليس بحكـ
أف الطبلؽ ّؾ العصمة ،كالنفقة أو الحضانة ،و ّ
فّ
قضائي ،لعدـ وجود نزاع بيف الزوجيف ،أما توابع العصمة فيفصؿ فييا بموجب حكـ
قضائي.1
أف حكـ
الرأي الثالث :أما األستاذ لمطاعي نور الديف فيرى عمى خبلؼ ذلؾّ ،
الطبلؽ بالتراضي ىو حكـ منشئ ،و ّأنو ال وجود لمطبلؽ إال إذا صدر حكـ بذلؾ ،فبل
يكفي اتفاؽ الزوجيف عمى الطبلؽ بالتراضي حتى ينشأ مركز قانوني جديد ،بؿ ال بد عمى
الزوجيف تقديـ طمب مشترؾ إلى المحكمة ،التي تُصدر حكما بالطبلؽ بالتراضي ،فينشأ
الطبلؽ مف تاريخ صدور الحكـ ،ال مف تاريخ اتفاؽ الزوجيف عمى الطبلؽ.2
ألف الحكـ
وأعتقد بأف الحكـ بالطبلؽ بالتراضي بيف الزوجيف ،ىو حكـ منشئّ ،
وينشئ المركز القانوني الجديد لمزوجيف،
القضائي ىو الذي ُيظير الطبلؽ إلى الوجودُ ،
أف القاضي ىو مف ُينشأ الطبلؽ ،ويكتفي الزوجاف بتقديـ عريضة مشتركة مف أجؿ طمب وّ
ينصب عمى
ّ ألف اتّفاؽ الزوجيف ال
إصدار حكـ بح ّؿ الرابطة الزوجية بينيما بالتراضيّ ،
ثـ عمى اآلثار المترتبة عميو ،فيو طبلؽ
ينصب عمى الطبلؽ أوالّ ،
ّ توابع الطبلؽ فقط ،بؿ
بإرادة مشتركة لكبل الزوجيف ،يوقعو القاضي بحكـ منشئ.
إف الدور الذي يقوـ بو القاضي في الحكـ بالطبلؽ بالتراضي ،واف كاف محددا ّ
ضيؽ ،إال ّأنو ال يمكف أف ُننكر الدور اإليجابي الذي يقوـ بو عند الحكـ
قانونا وفي نطاؽ ّ
بالطبلؽ بالتراضي ،حيث ّأنو بالرغـ مف اتفاؽ الزوجيف عمى الطبلؽ بالتراضي وتفاىميما
عمى شروطو ،إالّ أنو عمى القاضي أف يتأ ّكد مف إرادة الزوجيف الفعمية في الطبلؽ ،وذلؾ
ثـ معا ،ويحاوؿ الصمح بينيما ،ويراقب الشروط المتّفؽبسماع كؿ واحد منيما عمى انف ارد ّ
عمييا بيف الزوجيف مف حيث عدـ مخالفتيا لمنظاـ العاـ ،وعدـ إضرارىا بمصمحة األوالد،
ثـ يصادؽ في النياية عمى إرادة الطرفيف في الطبلؽويحذؼ كؿ شرط يخالؼ ذلؾّ ،
بالتراضي بينيما ،وعمى االتفاؽ المبرـ بينيما بعد تعديؿ شروطو إف استدعى األمر ذلؾ،
ويعتبر الحكـ الصادر بالطبلؽ بالتراضي بيف الزوجيف حكما منشئا ،إذ ينشأ مرك از قانونيا
جديدا لمزوجيف ،حيث ال وجود وال أثر لمطبلؽ إال مف يوـ صدور الحكـ.
زودة عمر ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية ،مرجع سابؽ ،ص .114-113 1
لمطاعي نور الديف ،محاضرات ألقيت عمى طمبة الدكتوراه ،مرجع سابؽ. 2
275
وبالنظر إلى الدور الذي يقوـ بو القاضي عند إصداره حكـ الطبلؽ بالتراضي،
حيث ي قتصر دوره عمى اإلشياد بالمصادقة عمى االتفاؽ المبرـ بيف الزوجيف بفؾ الرابطة
فإف طبيعة ىذا الحكـ تكوف أقرب لمعمؿ الوالئي
الزوجية ،وبالشروط المتفؽ عمييا بينيماّ ،
منو إلى العمؿ القضائي ،لذا فالمفترض عدـ قبوؿ الطعف فيو بطرؽ الطعف العادية وغير
العادية.
ثانيا -تمييز صور الطالق من حيث الطعن بالمعارضة
ؾ الرابطة الزوجية
يتطرؽ المشرع صراحة لموضوع قابمية األحكاـ الصادرة بف ّ
لـ ّ
لمطعف فييا بالمعارضة ،فيؿ معنى ذلؾ تطبيؽ القواعد العامة؟ وبالتالي القوؿ بجواز
المعارضة في األحكاـ الغيابية المتعمقة بالطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع لعدـ وجود نص
أف ىناؾ اعتبارات أخرى يجب مراعاتيا لتحديد مدى جواز
صريح يمنع المعارضة ،أـ ّ
المعارضة مف عدمو.
لئلجابة عمى ىذا التساؤؿ يتـ التمييز بيف صور الطبلؽ المختمفة مف حيث
قابميتيا لمطعف فييا بالمعارضة ،وذلؾ عمى النحو التالي:
-1الطعن بالمعارضة في أحكام الطالق باإلرادة المنفردة
اختمؼ الفقياء في مسألة قابمية األحكاـ الغيابية التي تقضي بالطبلؽ باإلرادة
المنفردة لمزوج لمطعف فييا بالمعارضة إلى رأييف اثنيف ،األوؿ يرى جواز الطعف
بالمعارضة ،والثاني يرى عدـ جوازىا ،ولكؿ منيما حججو ومبرراتو ،يتـ استعراضيا فيما
يمي:
الرأي األول :يرى أصحابو جواز المعارضة في أحكاـ الطبلؽ الغيابية ،ويستدلوف
بنص المادة 57مف ؽ.أ التي جاء فييا " :تكوف األحكاـ الصادرة في دعاوى الطبلؽ
والتطميؽ والخمع غير قابمة لبلستئناؼ فيما عدا جوانبيا المادية .تكوف األحكاـ المتعمقة
أف المشرع اقتصر عمى ذكر بالحضانة قابمة لبلستئناؼ" ،حيث اعتبر أصحاب ىذا الرأي ّ
عدـ جواز استئناؼ أحكاـ الطبلؽ الحضورية فقط ،ولـ يتطرؽ إلى األحكاـ الغيابية التي
ألف المشرع لـ ينص عمى عدـ جواز المعارضة،
تبقى قابمة لمطعف فييا لممعارضةّ ،
276
وبالتالي فيي مقبولة وجائزة طبقا لمقاعدة العامة ،1ولو أراد المشرع منع المعارضة في
نص عمى منع االستئناؼ بنص
لنص عمى ذلؾ صراحة ،كما ّ أحكاـ الطبلؽ الغيابيةّ ،
ألف الخروج عمى القواعد العامة ال يكوف إال بنص خاص ،وال وجود لمثؿ ىذا
خاصّ ،
النص.
أف القواعد العامة في مثؿ ىذا الشأف تجيز الطعف بالمعارضة في األحكاـ وبما ّ
الغيابية ،طبقا لممادة 328مف ؽ.إ.ـ.إ التي تنص عمى أف األحكاـ والق اررات الغيابية تقبؿ
المعارضة فييا أماـ نفس الجية التي أصدرتيا ،ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ ،وال
يوجد نص يستثني أحكاـ الطبلؽ الغيابية مف جواز الطعف فييا بالمعارضة ،وبالتالي فيي
ألف نص المادة 57مف ؽ.أ استثنى الطعف باالستئناؼ فقط.2
مقبولة وجائزةّ ،
ويدعـ ىذا الرأي قرار المحكمة العميا الصادر بتاريخ 2009/02/11الذي جاء
أف ( تكوف األحكاـ الصادرة في
تنص صراحة عمى ّأف المادة 57مف ؽ.أ ّ فيو " :حيث ّ
فإف المشرع يكوف قد
ثـ ّدعاوى الطبلؽ والتطميؽ والخمع غير قابمة لبلستئناؼ )...ومف ّ
حصر عدـ القابمية لبلستئناؼ في األحكاـ الحضورية فقط ،مستثنيا بذلؾ األحكاـ الغيابية
فإف قضاة المجمس بقضائيـ
التي تبقى دائما خاضعة لمطعف فييا بالمعارضة ،وبالتالي ّ
بالمصادقة عمى الحكـ المستأنؼ ،القاضي بعدـ قبوؿ المعارضة المرفوعة ضد الحكـ
الغيابي الصادر بتاريخ ، 2004/02/01القاضي بفؾ الرابطة الزوجية عف طريؽ الخمع،
استنادا إلى أحكاـ المادة 57مف ؽ.أ القاصرة فقط عمى األحكاـ الحضورية ،يكونوف قد
فإف
أخطأوا في تطبيؽ المادة المذكورة ،ولـ يبنوا قرارىـ عمى أساس قانوني سميـ ،وعميو ّ
الوجو المثار مف قبؿ الطاعف في ىذا الشأف مؤسس ،ويتعيف استنادا إليو لوحده ودوف
التطرؽ لبقية األوجو ،القضاء بنقض وابطاؿ القرار المطعوف فيو ،واحالة القضية والطرفيف
إلى نفس المجمس مشكمة مف ىيئة أخرى لمفصؿ فييا مف جديد طبقا لمقانوف" ،3حيث
عمر زودة ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية ،مرجع سابؽ ،ص .139 1
بف داود عبد القادر ،الوجيز في شرح قانوف األسرة الجديد ،دار اليبلؿ لمخدمات اإلعبلمية ،الجزائر ،سنة ،2004 2
ص .124
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في ،2009/02/11رقـ ،09/00134غير منشور نقبل عف 3
لحسيف بف شيخ آث ممويا ،رسالة في طبلؽ الخمع ،مرجع سابؽ ،ص .256
277
ؾ الرابطة الزوجية،
أف المحكمة العميا ترى جواز المعارضة في أحكاـ ف ّ
جميا ّ
يظير ّ
ؾ
أف نص المادة 57مف ؽ.أ القاصرة عمى منع االستئناؼ في أحكاـ ف ّ استنادا إلى ّ
الرابطة الزوجية الحضورية ،وتبقى األحكاـ الغيابية تخضع لمقواعد العامة التي تجيز
المعارضة فييا.
الرأي الثاني :يرى األستاذ نور الديف لمطاعي عدـ جواز المعارضة في أحكاـ
ألف نص المادة 57مف ؽ.أ يشمؿ حالة واحدة فقط ،وىي األحكاـ الطبلؽ الغيابية ،وذلؾ ّ
يتحدث عف حكـ الطبلؽ الذي ّ الحضورية ،وال يشمؿ األحكاـ الغيابية البتّة ،فالمشرع
فصؿ القاضي في شقّيو ،األوؿ المتعمؽ بالطبلؽ ،والثاني المتعمؽ بالجانب المادي ،أي
التوابع المالية لمطبلؽ ،وذلؾ بحضور كبل الزوجيف ،ألنو ال ُيتصور أف يفصؿ القاضي
الشؽ المادي لمطبلؽ في غياب المطمقة ،بحيث لو لـ تحضر المدعى عمييا الجمسة ّ في
الشؽ المتعمؽ بالطبلؽ فقط ،دوف الجوانب
ّ ص َؿ القاضي في
شخصيا أو بواسطة وكيميا لَفَ َ
ا لمادية لو ،لعدـ حضور المدعى عمييا وعدـ تقديـ طمباتيا في الدعوى ،لذا فالحكـ
المقصود بنص المادة 57مف ؽ.أ ىو الحكـ الحضوري ،وبالتالي ال يمكف لممشرع أف
تحدث عف المعارضة في المادة 57مف
يتحدث عف المعارضة في حكـ حضوري ،ولو ّ
فإف
ؽ.أ الرتكب خطأ فادحا ،إذ ال تتصور المعارضة البتّة في حكـ حضوري ،لذا ّ
استدالؿ مف قاؿ بجواز المعارضة في أحكاـ الطبلؽ بنص المادة 57مف ؽ.أ ،عمى
أف المشرع اقتصر عمى منع االستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ ،دوف منع المعارضة،
أساس ّ
يتحدث عف المعارضة وىو بصدد
يحؽ لممشرع أف ّ
ىو استدالؿ في غير محمّو ،ألنو ال ُ
الشؽ المتعمؽ بتوابعو
الشؽ المتعمؽ بالطبلؽ ،و ّ
ّ الحديث عف أحكاـ حضورية فصمت في
المادية بحضور المدعى عمييا ،ىذا مف جية.1
بأف
أقر صراحة بموجب المادة 452مف ؽ.إ.ـ.إ ّ فالمشرع ّ
ّ ومف جية أخرى
الطعف بالنقض ال يوقؼ تنفيذ أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة والتطميؽ والخمع ،كما أوجب
عمى النيابة العامة السعي في تسجيؿ أحكاـ الطبلؽ في الحالة المدنية بموجب الفقرة
ألف تسجيؿ أحكاـ الطبلؽ في الحالة المدنية يتعمّؽ
األخيرة مف نص المادة 49مف ؽ.أّ ،
نور الديف لمطاعي ،محاضرات ألقيت عمى طمبة الدكتوراه .مرجع سابؽ. 1
278
بالنظاـ العاـ ،وىو مف مقتضيات تنفيذ حكـ الطبلؽ ،وال ُيتصور أف يأمر المشرع النيابة
العامة بالسعي في تنفيذ أحكاـ الطبلؽ بتسجيميا في الحالة المدنية ،لو لـ يعتبرىا أحكاما
نيائية تصدر في أوؿ وآخر درجة ،وما دامت كذلؾ فيي ال تقبؿ الطعف فييا بأي وجو
مف أوجو الطعف العادية ،ولو كانت المعارضة مقبولة في أحكاـ الطبلؽ الغيابية لما
أوجب المشرع تنفيذىا حتى تستنفذ آجاؿ الطعف بالمعارضة ،أو بعد ممارستيا ،حتى
ال تكوف عرضة لئللغاء بعد تنفيذىا ،وىو ما لـ يوجبو المشرع.
أف القوؿ بجواز المعارضة في أحكاـ الطبلؽ الغيابية ،مف أجؿ تمكيف كما ّ
المطمقة مف المطالبة بحقوقيا المادية المترتبة عمى الطبلؽ ،والتي لـ تتمكف مف المطالبة
بيا قبؿ صدور حكـ الطبلؽ ،بسبب غيابيا عف حضور الجمسات ،يؤدي إلى نتائج
تـ قبوؿ المعارضة في حكـ الطبلؽ ،مف أجؿ تمكيف المطمقة مف توابع
متناقضة إذا ّ
ويصبح حكـ الطبلؽ كأف لـ ألف ذلؾ يؤدي إلى ىدـ حكـ الطبلؽ بكامموُ ،
الطبلؽّ ،
يكف ،1فعمى أي أساس َي ْح ُك ُـ القاضي بالجوانب المادية لممطمقة وىو قد ىدـ حكـ الطبلؽ
وف الطعف
صرح بقبوؿ المعارضة؟ وىو أمر ال يتفطف إليو القضاة الذيف َي ْقَبمُ َ عندما ّ
يد ُموف حكـ الطبلؽ ،ومف جية بالمعارضة في أحكاـ الطبلؽ الغيابية ،فيـ مف جية ي ِ
ّ َ
أخرى يحكموف بتوابع الطبلؽ المادية لممطمقة ،وىو أمر غير منطقي وغير مقبوؿ.
ومما يدعـ ىذا الرأي كذلؾ طبيعة حكـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة ودور القاضي
ّ
ألف الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ىو مركز قانوني أوجده الزوج ،ودعوى إثبات
فيوّ ،
الطبلؽ ال تعتبر نزاعا بيف الزوجيف ،ودور القاضي في دعوى الطبلؽ ىو دور سمبي،
يقتصر عمى كشؼ إرادة الزوج في الطبلؽ فقط ،فحكـ الطبلؽ ىو حكـ كاشؼ ،وعمؿ
القاضي يعتبر عمبل والئيا أكثر منو عمبل قضائيا ،لذلؾ حتى لو حضرت المطمقة في
ألف الزوج استعمؿ حقّو في
تغير في األمر شيءّ ، دعوى الطبلؽ أماـ القاضي فمف ّ
الطبلؽ ،والقاضي ُممزـ بإصدار حكـ بتثبيت الطبلؽ بإرادة الزوج ،وىذا الجزء مف الحكـ
يتبدؿ حتى لو طعنت المطمقة بالمعارضة فيو أماـ الجيّة
يتغير وال ّ
المتعمؽ بالطبلؽ ال ّ
تنص المادة 327مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى ما يمي " :تيدؼ المعارضة المرفوعة مف قبؿ الخصـ 1
المتغيب إلى مراجعة الحكـ أو القرار الغيابي .يفصؿ في القضية مف جديد مف حيث الوقائع والقانوف ،ويصبح الحكم أو
المعجؿ".
ّ القرار المعارض فيو كأن لم يكن ،ما لـ يكف ىذا الحكـ أو القرار مشموال بالنفاذ
279
التي أصدرتو ،1فحؽ الزوج في الطبلؽ بإرادتو المنفردة ال يتأثر بحضور أو غياب
ويتحمؿ مسؤوليتو إذا أوقع
ّ ألف العصمة بيد الزوج،
الزوجة ،وال يتأثر بالطعف بالمعارضةّ ،
أف الطعف بالمعارضة في أحكاـ الطبلؽ غير جائز قانونا، الطبلؽ ،مما يستنتج منو ّ
وتميزىا عف الدعاوى في القواعد العامة.
بسبب خصوصية دعاوى الطبلؽّ ،
لذا يجب عمى القاضي الذي ُيعرض أمامو طعف بالمعارضة في حكـ الطبلؽ
الغيابي ،أف يحكـ بعدـ قبوؿ المعارضة لعدـ جوازىا قانونا ،وما عمى المطمقة إالّ رفع
دعوى مستقمة مف أجؿ المطالبة بحقوقيا المترتبة عمى الطبلؽُ ،مرفقةً دعواىا بنسخة مف
حكـ الطبلؽ.
وأقترح أف ينص المشرع صراحة عمى عدـ جواز الطعف بالمعارضة قانونا في
يتـ إلغاء أحكاـ نيائية بالطبلؽ ،عندما يكوف القاضي
أحكاـ الطبلؽ الغيابية ،حتى ال ّ
ألف الطبلؽ باإلرادة المنفردة
بصدد الفصؿ في حقوؽ المطمقة المادية أو غير الماديةّ ،
صرح الزوج بالطبلؽ لتعمّؽ ذلؾ بالنظاـ
يوقعو الزوج ،وال مجاؿ إللغاء الحكـ بإثباتو إذا ّ
العاـ.
-2الطعن بالمعارضة في أحكام ف ّك الرابطة الزوجية بطمب من الزوجة
نص المشرع صراحة عمى عدـ جواز االستئناؼ في أحكاـ التطميؽ والخمع في ّ
لكنو لـ ينص صراحة عمى جواز أو عدـ جواز المعارضة ،مما يطرحالمادة 57مف ؽ.أّ ،
التساؤؿ حوؿ مدى جواز الطعف بالمعارضة في أحكاـ التطميؽ والخمع؟
يتـ التمييز بيف موقؼ المشرع "أوال" ،وموقؼ القضاء
لئلجابة عمى ىذا التساؤؿ ّ
"ثانيا".
أ -موقف المشرع من قابمية أحكام التطميق والخمع لمطعن بالمعارضة
يختمؼ الطعف بالمعارضة في أحكاـ التطميؽ والخمع عنو في أحكاـ الطبلؽ
ألف أحكاـ التطميؽ والخمع ىي أحكاـ منشئة لمطبلؽ ،وتخضع لمنظاـ
باإلرادة المنفردةّ ،
ؾ الرابطة
القانوني الذي تخضع لو األعماؿ القضائية ،ودور القاضي إيجابي في ف ّ
الزوجية ،كما ّأنو ُيتصور صدور أحكاـ تطميؽ أو خمع غيابية ،تفصؿ في الجانب المتعمؽ
نور الديف لمطاعي ،محاضرات ألقيت عمى طمبة الدكتوراه مرجع سابؽ. 1
280
ؾ الرابطة الزوجية ،وفي نفس الوقت تفصؿ في الجوانب المادية ليا ،كالحكـ بالتعويض
بف ّ
لممطمقة عندما يقضي القاضي بالتطميؽ ،أو الحكـ بمقابؿ الخمع عندما يقضي القاضي
ؾ الرابطة الزوجية عف طريؽ الخمع ،وىي أحكاـ قد تصدر في غياب الزوج ،وبالتالي
بف ّ
األمر يختمؼ عف أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة ،فيؿ يحؽ لمزوج الطعف بالمعارضة في
أحكاـ التطميؽ والخمع؟
إ ّف إلزاـ المشرع النيابة العامة السعي في تسجيؿ أحكاـ التطميؽ والخمع ،واعتباره
أف الطعف بالنقض ال يوقؼ تنفيذ أحكاـ التطميؽ والخمع ،وفقا لنص المادة 452مف ّ
أف أحكاـ التطميؽ والخمع ىي أحكاـ تصدر في أوؿ وآخر درجة ؽ.إ.ـ.إ ،يستنتج منو ّ
وواجبة التنفيذ ،وما دامت قابمة لمتنفيذ فيي غير قابمة لمطعف فييا بالمعارضة.
أف الطعف بالنقض
لذلؾ نستنتج مف نص المادة 452مف ؽ.إ.ـ.إ التي تعتبر ّ
ال يوقؼ تنفيذ أحكاـ التطميؽ والخمع ،وتسجيميا في الحالة المدنية بسعي مف النيابة
أف أحكاـ التطميؽ والخمع نيائية غير قابمة لمطعف فييا بأي وجو مف أوجو
العامة ،نستنتج ّ
أف تدخؿ
الطعف العادية ،وبالتالي فالمعارضة غير جائزة في أحكاـ التطميؽ والخمع ،غير ّ
المشرع صار ضروريا مف أجؿ رفع المبس ودرء الشؾ في المسألة ،وذلؾ بإضافة نص
يتضح
خاص وصريح ُيبيف فيو عدـ جواز المعارضة في أحكاـ التطميؽ والخمع ،حتى ّ
موقفو.
أف ما ذىب إليو المشرع مف عدـ جواز المعارضة في أحكاـ التطميؽ
لكنني أعتقد ّ
أصح منو بعدأف نص المادة 57مف ؽ.أ قبؿ التعديؿ ّ والخمع أمر غير صائب ،و ّ
1
سوى بيف أحكاـ التطميؽ والخمع مف جية ،وأحكاـ
ألف المشرع أخطأ عندما ّ
التعديؿ ّ ،
الطبلؽ باإلرادة المنفردة مف جية أخرى ،وذلؾ فيما يتعمؽ بعدـ جواز استئناؼ أحكاـ
التطميؽ والخمع فيما عدا جوانبيا المادية ،وكاف مف األفضؿ لو ترؾ المشرع المجاؿ
ألنو ُيتصور أف توجد أخطاء في
مفتوحا لمطعف بالمعارضة في أحكاـ التطميؽ والخمعّ ،
وسائؿ اإلثبات التي تق ّدميا الزوجة في دعوى التطميؽ مثبل ،وتمكيف الزوج مف حؽ
الطعف بالمعارضة في حكـ التطميؽ يسمح بتدارؾ ما قد يقع مف خطأ أو إغفاؿ في إثبات
نصت المادة 57مف قانوف األسرة قبؿ التعديؿ عمى ما يمي " :األحكاـ بالطبلؽ غير قابمة لبلستئناؼ ما عدا في 1
جوانبيا المادية".
281
يقدـ الزوج مف األدلة ما يدحض بو األدلة التي
توفر حالة مف حاالت التطميؽ ،وقد ّ
قدمتيا الزوجة ،واعتمدىا القاضي في إصدار حكـ التطميؽ ،كأف يثبت الزوج أنو كاف
ّ
مغى
ادعتو بعدـ اإلنفاؽ ىو أمر غير صحيح ،وبذلؾ ُي َ أف ما ُّينفؽ عمى زوجتو وأوالده ،و ّ
حكـ التطميؽ الذي اعتمد عدـ إنفاؽ الزوج سببا لمحكـ بو ،أما إذا لـ يستطع الزوج إبطاؿ
ادعتو الزوجة ،فبل مشكؿ حينئذ في تثبيت حكـ التطميؽ مف القاضي بعد الفصؿ في
ما ّ
المعارضة.
كما ُيتصور أف يقع القاضي في أخطاء عند قضائو بالخمع ،كأف يحكـ غيابيا
بالخمع دوف حضور الزوجة شخصيا جمسة الصمح ،حيث تكتفي بإنابة وكيميا أو محامييا
ؾ الرابطة
لحضور الجمسة ،ويحكـ القاضي بالخمع دوف التأ ّكد مف إرادتيا ورضاىا بطمب ف ّ
الزوجية خمعا ،لذلؾ مف الضروري النص عمى جواز المعارضة في أحكاـ التطميؽ
ؾ
صحة حكـ ف ّ
والخمع ،لتدارؾ ما قد يشوب ىذه األحكاـ مف مخالفات قانونية تؤثر عمى ّ
الرابطة الزوجية.
أف األمر بتسجيؿ أحكاـ التطميؽ والخمع بمجرد صدورىا ،واعتبارىا أحكاما
كما ّ
يتـ تسجيميا
تصدر في أوؿ وآخر درجة ،أعتقد بأنو أمر غير صائب ،بؿ المفترض أالّ ّ
حتى تستوفي آجاؿ المعارضة واالستئناؼ ،وتقديـ شيادة عدـ المعارضة وعدـ
وسوى بينيا وبيف أحكاـ الطبلؽ باإلرادة
االستئناؼ ،لكف المشرع لـ ينتيج ىذا النيجّ ،
المنفردة ،واعتبرىا أحكاما غير قابمة لبلستئناؼ أو المعارضة ،وبالتالي لـ يبؽ أماـ الزوج
سوى الطعف بالنقض لدى المحكمة العميا في أحكاـ التطميؽ والخمع مف أجؿ المطالبة
صحتو.
ببطبلف الحكـ ،وىو أمر أعتقد عدـ ّ
ب -موقف المحكمة العميا من قابمية أحكام التطميق والخمع لمطعن بالمعارضة
أقرت المحكمة العميا جواز الطعف بالمعارضة في األحكاـ الغيابية التي تقضي ّ
ؾ الرابطة الزوجية ،ومثاؿ ذلؾ القرار الصادر بتاريخ
الشؽ المتعمؽ بف ّ
ّ بالتطميؽ والخمع في
أف المادة 57مف ؽ.أ تنص صراحة عمى أف تكوف 2009/02/11الذي جاء فيو" :حيث ّ
ثـ
األحكاـ الصادرة في دعاوى الطبلؽ والتطميؽ والخمع غير قابمة لبلستئناؼ .....ومف ّ
فإف المشرع يكوف قد حصر عدـ القابمية لبلستئناؼ في األحكاـ الحضورية فقط ،مستثنيا
ّ
فإف
بذلؾ األحكاـ الغيابية التي تبقى دائما خاضعة لمطعف فييا بالمعارضة ،وبالتالي ّ
282
قضاة المجمس بقضائيـ بالمصادقة عمى الحكـ المستأنؼ القاضي بعدـ قبوؿ المعارضة
ؾ الرابطة
المرفوعة ضد الحكـ الغيابي الصادر بتاريخ ،2004/02/01القاضي بف ّ
الزوجية عف طريؽ الخمع ،استنادا إلى أحكاـ المادة 57مف ؽ.أ القاصرة فقط عمى
األحكاـ الحضورية ،يكونوف قد أخطأوا في تطبيؽ المادة المذكورة ،ولـ يبنوا قرارىـ عمى
فإف الوجو المثار مف قبؿ الطاعف في ىذا الشأف مؤسس،
أساس قانوني سميـ ،وعميو ّ
ويتعيف استنادا إليو لوحده ودوف التطرؽ لبقية األوجو القضاء بنقض وابطاؿ القرار
المطعوف فيو ،واحالة القضية والطرفيف إلى نفس المجمس مشكبل مف ىيئة أخرى لمفصؿ
فييا مف جديد طبقا لمقانوف.1"...
يستشؼ مف ىذا القرار أف المحكمة العميا تجيز الطعف بالمعارضة في األحكاـ
الشؽ المتعمؽ بفؾ الرابطة الزوجية،
ّ الغيابية التي تقضي بالطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع في
أف استناد قضاة المجمس عمى المادة 57مف ؽ.أ لمقوؿ بعدـ جواز المعارضة في الحكـ وّ
ألف المادة 57مف ؽ.أ تقتصر
القاضي بالخمع ،ىو استدالؿ خاطئ وفي غير موضعوّ ،
أف الطعف بالمعارضة في
عمى عدـ جواز االستئناؼ في األحكاـ الحضورية فقط ،و ّ
األحكاـ الغيابية يبقى عمى جوازه وال تشممو المادة 57مف ؽ.أ.
أف موقؼ المحكمة العميا قد جانب الصواب ،حيث أغفمت غير أنني أعتقد ّ
المحكمة العميا نص المادة 49مف ؽ.أ التي أوجبت عمى النيابة العامة تسجيؿ أحكاـ
الطبلؽ في الحالة المدنية بمجرد صدروىا ،وىو ما يعني أف ىذه األحكاـ نيائية وقابمة
لمتنفيذ بمجرد صدروىا ،ويترتب عمى ذلؾ عدـ قابميتيا لمطعف فييا بطرؽ الطعف العادية،
وىي الطعف بالمعارضة أو الطعف باالستئناؼ ،سواء كانت أحكاـ الطبلؽ حضورية أو
أف الطعف فييا
أف المشرع اعتبر بموجب نص المادة 452مف ؽ.إ.ـ.إ ّ غيابية ،كما ّ
بالنقض ال يوقؼ تنفيذىا ،بالرغـ مف ّأنيا مف القضايا التي تتعمؽ بحالة األشخاص
ؼ تنفيذىا حتى الفصؿ في الطعف
المشمولة بنص المادة 361مف ؽ.إ.ـ.إ ،التي ُيوقَ ُ
بالنقض أو بعد انقضاء آجاؿ ممارستو.
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في 2009/02/11ممؼ رقـ ،09/00134قرار 1
غير منشور ،نقبل عف لحسيف بف شيخ آث ممويا ،رسالة في طبلؽ الخمع ،مرجع سابؽ ،ص .256
283
أف المشرع لـ ُيجز الطعف بالمعارضة في أحكاـ التطميؽ والخمع،لذا أعتقد ّ
أف موقؼ المحكمة العميا
استنادا لنص الفقرة األخيرة مف المادة 452مف ؽ.إ.ـ.إ ،و ّ
المجيز لمطعف بالمعارضة ُمخالؼ لنص ىذه المادة ،واف كاف فتح المجاؿ لمطعف
ألف ىذا الطريؽ مف طرؽ الطعف
أمر مطموباّ ،
بالمعارضة في أحكاـ التطميؽ الغيابية ا
األدلة
يم ّكف الزوج مف تقديـ حججو وأدلّتو لممحكمة التي قضت بالتطميؽ ،وقد تكوف ىذه ّ
قضى لمزوج مف جديد بإلغاء الحكـ الذي ُبني عمى أدلّة
في َ
قدمتو الزوجةُ ،معاكسة لما ّ
قدمتيا الزوجة لتبرير توافر حالة مف الحاالت التي توجب التطميؽ ،وبالتالي
مرجوحةّ ،
يجب النص عمى جواز المعارضة في أحكاـ التطميؽ والخمع ،مع وقؼ تنفيذ ىذه األحكاـ
إلى غاية استنفاد طرؽ الطعف العادية ،بانقضاء آجاليا أو بممارستيا.
أف القوؿ بجواز المعارضة في أحكاـ التطميؽ والخمع يحتاج إلى نص
كما أعتقد ّ
أف األحكاـ
جديد ُي جيز ذلؾ صراحة ،وال يجوز االستناد إلى نص المادة 57مف ؽ.أ ،و ّ
الصادرة في دعاوى التطميؽ والخمع ،والتي أفضت إلى صدور حكـ برفض الدعوى لعدـ
التأسيس ،ولـ تقض بالتطميؽ أو الخمع ،تبقى خاضعة لمقواعد العامة لمطعف فييا ،وبالتالي
تكوف قابمة لمطعف بالمعارضة واالستئناؼ ،وال يجب أف يشمميا نص المادة 57مف ؽ.أ،
أقره المشرع في المادة المذكورة ،وأنو يجب تعديؿ نص
النتفاء القصد مف االستثناء الذي ّ
المادة 57مف ؽ.أ ،واألخذ بعيف االعتبار ىذا الموضوع.
-3الطعن بالمعارضة في أحكام الطالق بالتراضي
ألنو
ال يطرح موضوع الطعف بالمعارضة بالنسبة ألحكاـ الطبلؽ بالتراضيّ ،
ال ُيتصور صدور أحكاـ الطبلؽ بالتراضي بصفة غيابية ،فيي ال تصدر إال حضورية،
يقدـ الطمب المشترؾ
ألف المشرع اشترط في إجراءات رفع دعوى الطبلؽ بالتراضي ،أف ّ
ّ
في شكؿ عريضة وحيدة موقعة مف الزوجيف ،تودع بأمانة الضبط ،كما يتأ ّكد القاضي مف
ثـ يثبت
ثـ مجتمعيف ،ويحاوؿ الصمح بينيماّ ، رضائيما ،ويستمع إلييما عمى انفراد ّ
ويصرح
ّ القاضي إرادة الزوجيف ،ويصدر حكما يتضمف المصادقة عمى االتفاؽ النيائي
بالطبلؽ بينيما ،وىي كميا إجراءات تتطمب حضور كؿ مف الزوج والزوجة أماـ القاضي،
أف غياب أحدىما يحوؿ دوف صدور حكـ الطبلؽ بالتراضي.
إذ ّ
284
يتّضح مف ذلؾ أف أحكاـ الطبلؽ بالتراضي كميا حضورية ،وال تطرح مسألة
بالنص عمى
يفسر عدـ تطرؽ المشرع ليا ،واكتفائو ّ
الطعف فييا بالمعارضة البتّة ،وىو ما ّ
عدـ قابمية أحكاـ الطبلؽ بالتراضي لبلستئناؼ في المادة 433مف ؽ.إ.ـ.إ.
غير أنو بالرجوع إلى التطبيقات القضائية ،فقد صدر حكـ قضائي عف محكمة
فرع امشدالة بتاريخ 2009/11/11تحت رقـ 09/451قضى باإلشياد بفؾ الرابطة
الزوجية بالتراضي مع أمر ضابط الحالة المدنية لبمدية آت منصور بتسجيمو والتأشير بو
عمى ىامش عقدي ميبلد الطرفيف ،وذلؾ رغـ غياب الزوجة عف جمسة الصمح ،حيث
أجرى القاضي جمسة صمح واحدة دوف حضور الزوجة ،ودوف التأكد مف موافقتيا أو
رضاىا ،ودوف سماعيا ،وىي إجراءات منصوص عمييا بموجب المادة 431مف ؽ.إ.ـ.إ،
مما أدى إلى نقض ىذا الحكـ مف قبؿ المحكمة العميا ،حيث جاء في قرار المحكمة العميا
ّ
يتبيف بالرجوع إلى الحكـ محؿ الطعف بالنقض ،إف المحكمة لـما يمي ... " :وحيث إنو ّ
تتأكد مف كؿ ذلؾ ،وأشارت إلى ّأنيا سعت إلصبلح ذات البيف بيف الطرفيف في جمسة
ضده بفؾ الرابطة
تمسؾ المطعوف ّ
أف محاوالتيا باءت بالفشؿ بسبب ّ
،2009/10/21إال ّ
الزوجية بالتراضي الستحالة العشرة الزوجية ،وغياب الطاعنة عف جمسة الصمح ،ومع ذلؾ
قضت المحكمة باإلشياد بفؾ الرابطة الزوجية بالتراضي بيف المطعوف ضده وبيف
خاصة في
ّ الطاعنة ،مخالفة بذلؾ نص المادة 431المذكورة ،والتي جاءت بأحكاـ
الدعوى الرامية إلى الطبلؽ بالتراضي في المواد 427إلى 435ؽ.إ.ـ.إ ،والتي رفعت في
ظمو الدعوى كالتي أسفرت عف الحكـ محؿ الطعف بالنقض" ،1وبالتالي مثؿ ىذه األخطاء
تمس جوىر موضوع الطبلؽ بالتراضي،التي قد ترد في أحكاـ الطبلؽ بالتراضي ،وىي ّ
أف غياب أحد الزوجيف عف جمسة الصمح التي
وتجعمو مخالفا ألحكاـ القانوف ،باعتبار ّ
يتأ ّكد فييا القاضي مف اإلرادة الصحيحة لمزوجيف في إيقاع الطبلؽ بالتراضي ،أمر
صحة الطبلؽ وبطبلنو ،وجب إتاحة المجاؿ لمطعف فييا عف طريؽ ّ جوىري يرتبط بو
المعارضة حتى نضمف التطبيؽ السميـ لمقانوف.
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2011/12/08ممؼ رقـ ،676898مجمة 1
يعتبر الطعف باالستئناؼ طريقا مف طرؽ الطعف العادية ،مثمو مثؿ الطعف
أقر المشرع مبدأ عاما يقضي بالتقاضي عمى درجتيف ،ما لـ ينص بالمعارضة ،حيث ّ
القانوف عمى خبلؼ ذلؾ ،وفقا لنص المادة 06مف ؽ.إ.ـ.إ ،ويتـ التطرؽ في ىذا الفرع
تميز
ثـ إلى الخصوصية التي ّ
إلى مفيوـ الطعف باالستئناؼ والمبادئ التي تحكموّ ،
الطعف باالستئناؼ في قضايا شؤوف األسرة.
أوال -مفيوم الطعن باالستئناف
مف أجؿ بياف مفيوـ الطريؽ الثاني مف الطرؽ العادية لمطعف ،ال بد مف التطرؽ
إلى تعريؼ االستئناؼ ،شروط قبولو ،واآلثار المترتبة عميو.
-1تعريف الطعن باالستئناف وشروطو
عرؼ المشرع الطعف باالستئناؼ كما ىو نيجو في أغمب األحواؿ ،فيو لـ ُي ّ
عرفو األستاذ عبد
ال يختص بإعطاء تعاريؼ غالبا ،وبالرجوع إلى تعريفات الفقياء ،فقد ّ
يتقدـ بموجبيا إلى
العزيز سعد بأنو " :ىي طريقة يستطيع أي طرؼ مف أطراؼ الحكـ أف ّ
جية قضائية تمثّؿ الجية األعمى درجة مف درجة الجيات القضائية التي أصدرت الحكـ
مبينا عدـ رضاه بما حكمت بو المحكمة ،وطالبا إعادة النظر
المطعوف فيو باالستئناؼّ ،
ثـ يطمب بعد ذلؾ تعديمو أو إلغاؤه ،عمى
فيو مف جميع جوانبو الموضوعية والقانونيةّ ،
286
1
عرفو األستاذ عبد السبلـ ذيب عمى أنو " :طريؽ طعف
النحو الذي يرغب فيو" ،كما ّ
عادي ييدؼ إلى مراجعة أو إلغاء الحكـ الصادر عف المحكمة".2
يجسد مبدأ
ّ بأنو طريؽ مف طرؽ الطعف العادية، ويمكف تعريؼ االستئناؼ ّ
التقاضي عمى درجتيف ،3ييدؼ إلى مراجعة أو إلغاء الحكـ القضائي الصادر في أوؿ
أف الحكـ
قدر ّ
المدعى عميو ،إذا ّ
المدعي أو ّ
درجة عف المحكمة ،وىو حؽ لكؿ مف ّ
القضائي لـ يستجب لطمباتو وأجحؼ في حقو ،حيث يسمح لقضاة المجمس القضائي
بإعادة النظر في القضية مف حيث الواقع والقانوف ،مف أجؿ تدارؾ ما قد يغفؿ عنو أو
ُيخطأ فيو قاضي الدرجة األولى ،باعتبار أف ىيئة االستئناؼ ىيئة جماعية ،واصدار قرار
نيائي في موضوع النزاع بتأييد الحكـ ،أو إلغائو جزئيا أو كميا.
ولقبوؿ الطعف باالستئناؼ البد مف توافر الشروط العامة لقبوؿ الدعاوى أماـ
يتـ التطرؽ
القضاء ،المحددة بالمادة 13مف ؽ.إ.ـ.إ والمتعمقة بالصفة والمصمحة ،ولف ّ
ليذه الشروط كونيا مف الشروط العامة لرفع الدعاوى ،والتي يرجع فييا إلى القواعد
العامة.
يتـ استخبلصيا مف
أف لمطعف باالستئناؼ شروطا خاصة مف أجؿ قبولوّ ،
غير ّ
قسـ إلى شروط موضوعية ،وأخرى شكمية،
المواد 332إلى 347مف ؽ.إ.ـ.إ ،وىي تُ ّ
بيانيا فيما يمي:
أ -الشروط الموضوعية لالستئناف
تتعمؽ الشروط الموضوعية لبلستئناؼ بتبياف األحكاـ القابمة لبلستئناؼ،
والخصوـ الذيف ليـ حؽ الطعف باالستئناؼ.
عبد العزيز سعد ،طرؽ واجراءات الطعف في األحكاـ والق اررات القضائية ،مرجع سابؽ ،ص .25 1
عبد السبلـ ذيب ،قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .261 2
تبنتو أغمب األنظمة القضائية المعاصرة ،يقوـ عمى عرض النزاع أماـ محكمة الدرجة األولى ،ولممحكوـ وىو مبدأ ّ
3
عميو حؽ الطعف والتظمـ في الحكـ أماـ جية االستئناؼ في الدرجة الثانية ،وأخذ المشرع الجزائري بيذا المبدأ في المادة
06مف ؽ.إ.ـ.إ.
287
أ 1-األحكام القابمة لالستئناف
أقّر المشرع حقا دستوريا يتمثؿ في مبدأ التقاضي عمى درجتيف ،وىو مف النظاـ
أف التقاضي يقوـ عمى درجتيف،
العاـ ،حيث تنص المادة 06مف ؽ.إ.ـ.إ عمى" :المبدأ ّ
فإف األصؿ العاـ ىو عرض النزاع عمى ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ" ،لذا ّ
أف
ثـ بعد صدور الحكـ يجوز استئنافو لدى جية االستئناؼ ،أي ّ
قاضي الدرجة األولىّ ،
األحكاـ الصادرة عف محاكـ الدرجة األولى تقبؿ الطعف فييا باالستئناؼ أماـ المجالس
القضائية ،وفقا لنص المادة 333مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث تكوف جميع األحكاـ الصادرة في
جميع المواد قابمة لبلستئناؼ ،متى فصمت في موضوع الدعوى أو في دفع شكمي أو في
دفع بعدـ القبوؿ أو أي دفع عارض آخر ُينيي الخصومة ،ما لـ ينص القانوف عمى
خبلؼ ذلؾ.
أف ليذا المبدأ استثناءات تتمثؿ في:
غير ّ
-األحكام الصادرة في أول وآخر درجة
قد يصدر الحكـ عف المحاكـ االبتدائية في أوؿ وآخر درجة ،وال يقبؿ الطعف فيو
إما بسبب طبيعتو أو موضوعو أو القيمة الضئيمة لمنزاع ،مثؿ الدعاوى التي
باالستئناؼ ّ
ال تتجاوز قيمتيا مائتي ألؼ دينار جزائري تصدر فييا المحكمة حكما في أوؿ وآخر
درجة ،1أو األحكاـ الفاصمة في قضايا العماؿ ،أو أحكاـ الطبلؽ في شقّيا المتعمؽ بفؾ
الرابطة الزوجية.
-األحكام الغيابية
ال تقبؿ األحكاـ الغيابية الطعف فييا باالستئناؼ إال بعد فوات أجؿ المعارضة،
ألنو مف الممكف أف يحصؿ الطاعف الذي لو حؽ المعارضة عمى ما يرجوه مف القضاء ّ
باستعماؿ ىذا الحؽ ،دوف المجوء إلى جية الدرجة الثانية مف درجات التقاضي.
-األحكام الصادرة قبل الفصل في الموضوع
أوقؼ المشرع ممارسة حؽ الطعف باالستئناؼ في بعض الدعاوى إلى غاية
الفصؿ في أصؿ الدعوى ،ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ ،وفقا لنص المادة 334
288
مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث ال يجوز استئناؼ األحكاـ الصادرة قبؿ الفصؿ في الموضوع ،والتي
تفصؿ في جزء مف موضوع الدعوى ،أو تأمر بإجراء التحقيؽ ،أو باتخاذ تدبير مؤقت،
يتـ استئناؼ الحكـ الصادر قبؿ الفصؿ في
إلى غاية صدور حكـ قطعي بشأنيا ،حيث ّ
الموضوع والحكـ الفاصؿ في موضوع الدعوى ،بموجب عريضة استئناؼ واحدة ،لذا
يشترط أف يكوف الحكـ قطعيا حتى يقبؿ االستئناؼ.
تـ الطعف في ىذه األحكاـ المستثناة مف جواز الطعف فييا باالستئناؼ،
واذا ما ّ
فإف المجمس القضائي يقضي بعدـ قابمية الحكـ لمطعف فيو باالستئناؼ ،وال يقضي برفض
ّ
الطعف لعدـ التأسيس أو عدـ قبوؿ االستئناؼ شكبل.1
أ 2-األطراف الذين يحق ليم االستئناف
يحؽ الطعف باالستئناؼ لكؿ طرؼ في الخصومة التي صدر فييا الحكـ ،سواء
ّ
مدعيا ،أو مدعى عميو ،أو ُمدخبل في الخصاـ ،أو متدخبل أصميا ،مع توافر شرط
كاف ّ
المصمحة في رافع االستئناؼ ،وىو ما جاء في نص المادة 335مف ؽ.إ.ـ.إ ،وعميو فبل
يحؽ لممدعي الذي استجاب لو قاضي الدرجة األولى لكؿ طمباتو أف يستأنؼ الحكـ ،وكذا ّ
بالنسبة لممدعى عميو ،ال يحؽ لو أف يستأنؼ الحكـ إذا لـ ُي ْح َك ْـ عميو بشيء ،فبل مصمحة
ليـ حينئذ برفع طعف باالستئناؼ ،كما أف حؽ االستئناؼ يؤوؿ إلى الورثة في حاؿ وفاة
صاحب الحؽ فيو.
ويحؽ الطعف باالستئناؼ لكؿ شخص كاف خصما عمى مستوى محكمة الدرجة
ّ
األولى ،أو ذوي حقوقو ،وكذا كؿ شخص كاف ممثبل عمى مستوى الدرجة األولى لنقص
ثـ أصبح راشدا وأىبل لمتقاضي بنفسو ،كما يحؽ الطعف باالستئناؼ لكؿ متدخؿ
أىميتو ّ
أصمي أو مدخؿ في الخصاـ أماـ محكمة الدرجة األولى ،ويشترط في جميع األحواؿ
توافر المصمحة في المستأنؼ حتى يقبؿ استئنافو ،طبقا لنص المادة 335مف ؽ.إ.ـ.إ.
تبيف لقضاة المجمس أف رفع االستئناؼ كاف تعسفيا أو مف أجؿ اإلضرار
واذا ّ
بالمستأنؼ عميو ،جاز ليـ أف يحكموا عمى المستأنؼ بغرامة مدنية مف 102000دج إلى
عبد العزيز سعد ،طرؽ واجراءات الطعف في األحكاـ والق اررات القضائية ،مرجع سابؽ ،ص .27 1
289
جراء ىذا
202000دج ،مع الحكـ بالتعويض لممستأنؼ عميو عف الضرر الذي لحقو ّ
االستئناؼ ،وفقا لنص المادة 347مف ؽ.إ.ـ.إ.
يحؽ لمنيابة العامة الطعف باالستئناؼ في األحكاـ الصادرة عف محاكـ أوؿ
كما ّ
درجة ،والمتعمّقة بقضايا شؤوف األسرة ،باعتبارىا طرفا أصميا في جميع الدعاوى التي
نصت عميو المادة 3مكرر مف ؽ.أ،
ترمي إلى تطبيؽ أحكاـ قانوف األسرة ،وفؽ ما ّ
وعميو يكوف لمنيابة العامة ما ألطراؼ الدعوى األصمييف مف حقوؽ ،ومف ضمنيا حؽ
الطعف بأي وجو مف األوجو التي ُيجيزىا القانوف.
أ 3-وجوب تمثيل الخصوم بمحام أمام جية االستئناف
أقر المشرع بموجب نص المادة 10مف ؽ.إ.ـ.إ إلزامية تمثيؿ الخصوـ بمحاـ
ّ
أماـ جية االستئناؼ والنقض ،ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ ،وىو أمر مستحدث
بموجب ؽ.إ.ـ.إ رقـ 09-08المؤرخ في 25فيفري ،2008وييدؼ المشرع مف وراء ذلؾ
أف الخصوـ ذويأف ىذا األمر منتقد ،مف حيث ّ إلى رفع مستوى األداء القضائي ،غير ّ
الدخؿ المتوسط والضعيؼ قد يعجزوف عف توفير األتعاب البلزمة لتوكيؿ محاـ يمثميـ
عمى مستوى المجمس ،ويؤدي إلى إثقاؿ كاىميـ بأعباء مالية ،مما َي ُحو ُؿ بينيـ وبيف
المطالبة بحقوقيـ عمى مستوى الدرجة الثانية ،مما دفع بعض األساتذة إلى اقتراح إلغاء
1
أف عقبة إثقاؿ كاىؿالتمثيؿ الوجوبي أماـ المجالس القضائية ،غير أنني أعتقد ّ
تحمميا ،يمكف تجاوزىا
المتقاضيف ذوي الدخؿ الضعيؼ بأعباء مالية قد ال يستطيعوف ّ
فإف المصاريؼ
عف طريؽ المجوء إلى المساعدة القضائية مف جية ،ومف جية أخرى ّ
القضائية يتحمميا خاسر الدعوى ،وبالتالي فإذا ُحكـ لصالح المستأنؼ عمى مستوى
فإف بإمكانو طمب تصفية المصاريؼ القضائية ،ابتداء مف مصاريؼ المجمس القضائيّ ،
يسترد كؿ ما أنفقو منذ بداية
ّ تسجيؿ الدعوى إلى غاية تنفيذ السند التنفيذي ،وبالتالي
أف توكيؿ محاـ عمى مستوى جية االستئناؼ عرض النزاع عمى القضاء إلى نيايتو ،كما ّ
جدية األوجو المثارة أماـ القضاء ،واحتراـ الشروط الشكمية الواجب توافرىا،
يضمف ّ
حمدي باشا عمر ،مبادئ القضاء في ظؿ قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ،مرجع سابؽ ،ص .412 1
290
أف المحامي ذو مستوى عممي ،وخضع لمتكويف في ىذا المجاؿ ،مما يشكؿ باعتبار ّ
ضمانة لممستأنؼ في تحصيؿ حقوقو ،وعدـ ضياعيا.
ب -الشروط الشكمية لالستئناف
حدده المشرع لرفعو ،حيث
يشترط لقبوؿ االستئناؼ احتراـ الميعاد القانوني الذي ّ
يعد ذلؾ مف النظاـ العاـُ ،يثيره القاضي ولو لـ يتمسؾ بو الخصوـ ،ويجب رفع الطعف
حدده المشرع ،كما يجب احتراـ إجراءات رفع االستئناؼباالستئناؼ خبلؿ األجؿ الذي ّ
مف حيث شكؿ العريضة ،وبياناتيا ،وتبميغيا إلى المستأنؼ عميو.
التقيد بأجل االستئناف
بّ 1-
ميز بيف التبميغ
ّبيف المشرع أجؿ االستئناؼ في المادة 336مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث ّ
أف مستمـ التبميغ ىو الشخص نفسو المعني بالتبميغ،
تـ شخصيا ،أي ّ الرسمي لمحكـ إذا ّ
وبيف أف يكوف ُمستمـ التبميغ غير الشخص المعني ،أي يكوف ُمستمـ محضر تبميغ الحكـ
ىو أحد األشخاص المؤىميف قانونا الستبلمو في الموطف الحقيقي أو المختار ،حيث جعؿ
المشرع أجؿ االستئناؼ في الحالة األولى شي ار واحدا ابتداء مف تاريخ التبميغ الرسمي
لمحكـ إلى الشخص ذاتو ،بينما يكوف أجؿ االستئناؼ شيريف إذا ُبمغ الحكـ إلى أحد
األشخاص المؤىميف غير الشخص المعني في الموطف الحقيقي أو المختار.
أف أجؿ الطعف باالستئناؼ ال يسري في األحكاـ الغيابية إال بعد انتياء أجؿ غير ّ
المعارضة ،والمقدر بشير واحد ابتداء مف تاريخ التبميغ الرسمي لمحكـ الغيابي ،وفقا لمفقرة
الثالثة مف المادة 336مف ؽ.إ.ـ.إ.
حدده المشرع بخمسة عشر يوما ابتداءأف أجؿ استئناؼ األوامر االستعجالية ّ
كما ّ
مف تاريخ التبميغ الرسمي لؤلمر ،وىو ما نصت عميو المادة 304مف ؽ.إ.ـ.إ.
ويسري أجؿ اال ستئناؼ في حؽ مف قاـ بالتبميغ الرسمي ،وال يقتصر عمى المبمغ
لو فقط ،وىو ما نص عميو المشرع في الفقرة الرابعة مف المادة 313مف ؽ.إ.ـ.إ.
نص عميو المشرع في
أف ميعاد الطعف باالستئناؼ مرتبطٌ أيضا بأجؿ آخرّ ،
كما ّ
المادة 314مف ؽ.إ.ـ.إ ،بحيث ال يكوف الحكـ الحضوري القطعي قاببل ألي طعف إذا
يتـ تبميغو رسميا ،وعميو ال يكوف الحكـ
مرت سنتيف مف تاريخ النطؽ بو ،حتى ولو لـ ّ
ّ
يتـ تبميغو.
قاببل لبلستئناؼ مف جميع األطراؼ إذا مضى عمى النطؽ بو سنتيف دوف أف ّ
291
واذا خالؼ الطاعف األجؿ المحدد لبلستئناؼ ،ورفع طعنو بعد انقضاء األجؿ،
ويثيره القاضي مف تمقاء نفسو.
فإف المجمس القضائي يقضي بعدـ قبوؿ الطعف شكبلُ ،
ّ
ب 2-احترام إجراءات ممارسة الطعن باالستئناف
ّبيف المشرع اإلجراءات التي ُيرفع بيا الطعف باالستئناؼ إلى المجمس القضائي
وأحكامو في المواد 539إلى 542مف ؽ.إ.ـ.إ.
حيث ُيرفع الطعف باالستئناؼ إلى المجمس القضائي الذي يقع في دائرة
اختصاصو المحكمة التي أصدرت الحكـ المستأنؼ ،وذلؾ بموجب عريضة استئناؼ،
التي تسجؿ لدى أمانة ضبط المجمس القضائي المختص ،ويجوز تسجيميا لدى أمانة
ضبط المحكمة التي أصدرت الحكـ المستأنؼ في سجؿ خاص ،مرقـ ومؤشر عميو مف
قبؿ رئيس المجمس القضائي ،تبعا لترتيب ورودىا مع بياف أسماء وألقاب الخصوـ ورقـ
القضية وتاريخ أوؿ جمسة.
يقوـ أميف الضبط بتسجيؿ رقـ القضية وتاريخ أوؿ جمسة عمى نسخ عريضة
االستئناؼ ،ويسمّميا لممستأنؼ مف أجؿ تبميغيا ألطراؼ الدعوى وتكميفيـ بالحضور
لمجمسة ،مع احتراـ أجؿ عشريف يوما بيف تاريخ تسميـ التكميؼ بالحضور وبيف تاريخ أوؿ
جمسة.
ويجب أف تتضمف عريضة االستئناؼ البيانات المحددة في المادة 540مف
ؽ.إ.ـ.إ تحت طائمة عدـ قبوليا شكبل ،وىي:
الجية القضائية التي أصدرت الحكـ المستأنؼ ،اسـ ولقب وموطف المستأنؼ،
اسـ ولقب وموطف المستأنؼ عميو ،واف لـ يكف لو موطف معروؼ فآخر موطف لو،
أسس عمييا االستئناؼ ،اإلشارة إلى طبيعة
عرض موجز لموقائع والطمبات واألوجو التي ّ
وتسمية الشخص المعنوي ومقره االجتماعي ،وصفة ممثمو القانوني أو االتفاقي ،ختـ
وتوقيع المحامي وعنوانو الميني ،ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ.
ومف بيف األمور الشكمية التي يجب احتراميا عند رفع االستئناؼ ،ىو ضرورة
إرفاؽ عريضة االستئناؼ بنسخة مطابقة ألصؿ الحكـ المستأنؼ ،تحت طائمة عدـ قبوؿ
االستئناؼ شكبل وفؽ نص المادة 541مف ؽ.إ.ـ.إ.
292
وألزـ المشرع المستأنؼ بموجب المادة 542مف ؽ.إ.ـ.إ بعد قيامو بتسجيؿ
عريضة االستئناؼ لدى أمانة الضبط ،أف يقوـ بتبميغ العريضة لممستأنؼ عميو تبميغا
رسميا ،طبقا لممواد مف 404إلى 416مف ؽ.إ.ـ.إ ،وتكميفو بالحضور إلى الجمسة ،عمى
المدعمة لبلستئناؼ في أوؿ جمسة ،واذا لـ يفعؿ
ّ يقدـ محضر التبميغ الرسمي والوثائؽ
أف ّ
ذلؾ ُيمنح لو أجؿ مف أجؿ نفس الغرض ،واذا تخمّؼ عف القياـ بذلؾ بعد فوات ىذا
األجؿ دوف مبرر مقبوؿ ،تُشطب القضية بأمر غير قابؿ لمطعف ،ويزوؿ األثر الموقؼ
لبلستئناؼ ،ما لـ ُي َع ْد تسجيؿ القضية مرة أخرى خبلؿ آجاؿ االستئناؼ المتبقية.
-2آثار الطعن االستئناف
تتمثؿ آثار الطعف باالستئناؼ في إعادة عرض القضية عمى جية االستئناؼ
ويعبر عنو باألثر الناقؿ ،كما يترتب عمى الطعف
ّ المتمثمة في المجمس القضائي،
عبر عنو باألثر الموقؼ ،كما تقوـ جية
وي ّ
باالستئناؼ وقؼ تنفيذ الحكـ المستأنؼُ ،
بالتصدي لممسائؿ غير المفصوؿ فييا في الحكـ المستأنؼ
ّ االستئناؼ في بعض الحاالت
يتـ التطرؽ إلييا فيما يمي:
الذي قضى برفض الدعوى لدفع إجرائي ،وىي آثار ّ
أ -األثر الناقل
أف االستئناؼ ينقؿ النزاع الذي طُرح أماـ محكمة الدرجة األولى إلى ُيقصد بو ّ
برمتو بكؿ وقائعو ومسائمو
المجمس القضائي كدرجة ثانية لمتقاضي ،فيو َي ْن ُق ُؿ النزاع ّ
ويسمح بإعادة النظر في النزاع مف حيث الوقائع
ُ القانونية إلى قضاة المجمس القضائي،
والقانوف في حدود ما طُعف فيو ،مف أجؿ تدارؾ ما قد يقع فيو قاضي الدرجة األولى مف
يتـ تأييده مف طرؼ
أخطاء ،فبل يكتسب الحكـ القضائي حجية الشيء المقضي فيو حتى ّ
قضاة المجمس.
المستأنؼ ،وقد ينحصر
َ وقد يشم ُؿ االستئناؼ جميع مقتضيات الحكـ القضائي
في بعض مقتضياتو فقط إذا كاف قاببل لمتجزئة ،حيث يقوـ المجمس القضائي بمناقشة
موضوع النزاع مف جديد مف خبلؿ الطمبات والدفوع ووسائؿ اإلثبات ،ومراجعة الحكـ
القضائي لمعاينة وجود أية نقائص أو عيوب شابتو مف أجؿ تداركيا وتعديميا.
يتـ تناوليا فيما يمي:
عدة ضوابط ّ
األثر الناقؿ لبلستئناؼ ّ
ويحكـ ُ
293
التقيد بما رفع االستئناف بشأنو
أّ 1-
ال ينقؿ االستئناؼ إلى المجمس القضائي -باعتباره درجة ثانية لمتقاضي-
عما صدر عف محكمة الدرجة األولى مف قضاء ،أي ال يحؽ إالّ ما ُرفع عنو االستئناؼ ّ
يتـ استئنافيا وطرحيا عمييا مف المستأنؼ ،حتى ولو
لجية االستئناؼ النظر في مسألة لـ ّ
تـ طرحيا أماـ محكمة أوؿ درجة ،أي يقتصر عمى ما رفع االستئناؼ بشأنو فقط.
ّ
لذا عمى المجمس القضائي أف يتقيد بما رفعو المستأنؼ مف طمبات في عريضة
يتـ استئنافيا ،ومثاؿ ذلؾ أف يفصؿ
االستئناؼ ،وال ينظر في باقي حيثيات الحكـ التي لـ ّ
الحكـ القضائي الصادر عف قسـ شؤوف األسرة في النفقة والحضانة ومتاع بيت الزوجية،
ويتـ استئناؼ ىذا الحكـ في شقّو المتعمؽ بمتاع بيت الزوجية ،فبل يجوز لجية االستئناؼ
ّ
ويستثنى مف ذلؾ
أف تتطرؽ سوى لمجزئية المتعمقة بالمتاع ،وال تتطرؽ لمنفقة والحضانةُ ،
إذا ُرفع استئناؼ فرعي يتطرؽ ليذه الجزئيات التي لـ يشمميا االستئناؼ األصمي ،فينا
يكوف لممجمس القضائي اختصاص شامؿ لمتطرؽ لكؿ حيثيات الحكـ المستأنؼ.
كما يرفع ىذا القيد عمى جية االستئناؼ في حالتيف :إذا لـ ُيحدد المستأنؼ جزء
معينا مف جزئيات الحكـ المستأنؼ ،فتفسر إرادتو إلى شموؿ االستئناؼ كؿ مقتضيات
الحكـ القضائي ،واذا كاف الحكـ المستأنؼ غير قابؿ لمتجزئة ،بحيث ال يمكف لممجمس
القضائي النظر في جزء دوف اآلخر لترابط أجزائو وتكامميا.1
أ 2-عدم قبول الطمبات الجديدة
يجب أف ينحصر االستئناؼ عمى األوجو المعروضة عمى المحكمة وفصمت
ألف االستئناؼ ال ينقؿ إلى المجمس القضائي إالّ ما فصؿ فيو قاضي الدرجةفيياّ ،
األولى ،فجية االستئناؼ ال تنظر إال في المسائؿ التي سبؽ طرحيا أماـ قاضي الدرجة
يتـ طرحيا أمامو ،فالقاعدة العامة عدـ
األولى ،وال تنظر في المسائؿ الجديدة التي لـ ّ
بموط محمد ،طرؽ الطعف العادية في األحكاـ المدنية ،مرجع سابؽ ،ص .38 1
294
جواز إبداء طمبات جديدة في االستئناؼ ،طبقا لنص المادة 341مف ؽ.إ.ـ.إ ،1وتجسيدا
لمبدأ آخر ىو مبدأ التقاضي عمى درجتيف.
ويعتبر الطمب المقدـ أماـ جية االستئناؼ جديدا إذا اختمؼ عف الطمب األصمي
ومسو التغيير في أحد عناصره الثبلثة( :الشخص ،المحؿ،
ّ المقدـ في الدرجة األولى،
السبب) ،فإذا ط أر أي تغيير عمى أحد عناصر الطمب القضائي ،اعتبر ذلؾ طمبا جديدا،
2
يفوت عمىسواء تعمّؽ ىذا التغيير بعنصر المحؿ أو السبب أو عنصر األشخاص ،وس ّ
الخصـ درجة مف درجات التقاضي ،لذا يجب أف ينحصر االستئناؼ عمى أوجو النزاع
وتـ الفصؿ فييا ،تطبيقا لؤلثر الناقؿ لبلستئناؼ،
التي عرضت عمى قاضي الدرجة األولى ّ
قدـ المستأنؼ طمبا جديدا عمى مستوى جية االستئناؼ رفض طمبو.
فإذا ّ
أف المشرع أورد استثناءات عمى مبدأ عدـ جواز تقديـ طمبات جديدة عمى
غير ّ
مستوى جية االستئناؼ ،يتـ استنتاجيا مف خبلؿ المواد 343 ،342 ،341مف ؽ.إ.ـ.إ،
ونجمميا فيما يمي:
الدفع بالمقاصة ،طمبات استبعاد االدعاءات المقابمة ،الفصؿ في المسائؿ الناتجة
عف تدخؿ الغير ،حدوث أو اكتشاؼ واقعة جديدة بعد صدور الحكـ محؿ الطعف
باالستئناؼ ،طمب الفوائد القانونية ،طمب ما تأخر مف الديوف ،طمب بدؿ اإليجار ،طمب
المستحقات األخرى المستحقة بعد صدور الحكـ المستأنؼ ،طمب التعويضات الناتجة عف
األضرار البلحقة منذ صدور الحكـ.
كما ال تعتبر طمبات جديدة الطمبات المرتبطة مباشرة بالطمب األصمي ،والتي
ترمي إلى نفس الغرض حتى ولو كاف أساسيا القانوني مغاي ار ،عمبل بأحكاـ المادة 343
ؽ.إ.ـ.إ ،ومثاؿ ذلؾ توابع الطبلؽ كالمتاع والمصوغ واألثاث ،فيي مرتبطة مباشرة بواقعة
الطبلؽ ،ويجوز المطالبة بيا عمى مستوى المحكمة أو عمى مستوى المجمس ،وال تعتبر
أف توابع العصمة
طمبا جديدا ،جاء في أحد ق اررات المحكمة العميا ما يمي " :حيث ّ
تنص المادة 341مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى " :ال تقبؿ الطمبات الجديدة في االستئناؼ ،ما عدا 1
الدفع بالمقاصة وطمبات استبعاد االدعاءات المقابمة أو الفصؿ في المسائؿ الناتجة عف تدخؿ الغير أو حدوث أو
اكتشاؼ واقعة".
عمر زودة ،اإلجراءات المدنية واإلدارية ،مرجع سابؽ ،ص .314 2
295
الخاصة بالزوجيف أو بأخذىما بمناسبة الطبلؽ ،يجوز طمبيا حتى في مرحمة
ّ واألشياء
االستئناؼ تبعا لمظروؼ ،ألنيا مرتبطة مباشرة بواقعة الطبلؽ ،وال تعتبر طمبا جديدا،
فإف ىذا الوجو كسابقيو يتعيف رفضو .1"...
وعميو ّ
كما أجاز المشرع لمخصوـ التمسؾ بوسائؿ قانونية جديدة وتقديـ مستندات وأدلة
مرة عمى مستوى المجمس تدعيما لطمباتيـ ،وال يعد ذلؾ طمبا جديدا طبقا
جديدة ألوؿ ّ
لممادة 344مف ؽ.إ.ـ.إ ،وحسنا فعؿ المشرع حيث أتاح لممستأنؼ استدراؾ ما فاتو عمى
أف ذلؾ يعتبر تعزي از
مستوى الدرجة األولى ،مف تقديـ وسائؿ قانونية ودفوع وأدلّة ،إذ ّ
لحقوؽ الدفاع ،وضماف لمسير الحسف لمعدالة ،فأوجو الدفاع تقبؿ ولو ألوؿ مرة أماـ جية
االستئناؼ ،وال يعد ذلؾ طمبا جديدا.
أف الدفع بعدـ قبوؿ الطمبات الجديدة عمى مستوى جية وتجدر اإلشارة إلى ّ
االستئناؼ ليس مف النظاـ العاـ ،وال َيحكـ بو القاضي مف تمقاء نفسو ،فعمى الخصوـ
التمسؾ بو حتى تحكـ بو جية االستئناؼ.
أ 3-عدم إضرار المستأنف باستئنافو
يضر المستأنؼ ّ كـ بما لـ يطمبو الخصوـ ،وال بما
الح ُ
ال يجوز لجية االستئناؼ ُ
جدية دفوعو وطمباتو ،و ّأنياإذا استأنؼ وحده الحكـ المطعوف فيو ،فإذا رأى المجمس ّ
جديتياَ ،ح َك َـ
عدؿ الحكـ المستأنؼ ،واذا رأى عدـ ّ
مؤسسة قانوناُ ،حكـ لو بياُ ،فيمغي أو ُي ّ
المجمس برفض االستئناؼ ،لكف ال يجوز لو اإلضرار بالمستأنؼ مقارنة بما ُحكـ عميو في
الحكـ المطعوف فيو ،إال إذا كاف ىناؾ استئناؼ فرعي مف المستأنؼ عميو ،تطبيقا لقاعدة
2
أقرىا القضاء أال يتضرر
أف مف المبادئ التي ّ ضار المستأنؼ باستئنافو ،إذ ّ
ال ُي ّ
أف عمى قضاة المجمس أف
المستأنؼ مف الطعف باالستئناؼ الذي يرفعو أماـ المجمس ،و ّ
البت فييا
يقدميا المستأنؼ ،و ّ
ينظروا في الدعوى المرفوعة إلييـ في حدود الطمبات التي ّ
إما تأييدا أو تحسينا ليا ،وال يجوز اإلضرار بالمستأنؼ عند الفصؿ في دعوى االستئناؼ،
ّ
عدة ق اررات لممحكمة العميا ،حيث جاء في أحد ق ارراتيا ما يمي " :مف المقرر
ويؤيد ذلؾ ّ
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في 1990/03/19ممؼ رقـ ،59140المجمة القضائية ،سنة 1
296
يعد راضيا بو ،فإف استأنؼ خصمو ىذا الحكـ وجب أف أف مف لـ يستأنؼ الحكـ ّ
قانونا ّ
ثـ فإف القضاء
ينظر في الدعوى في حدود مطالب ىذا األخير تحسينا أو تأييدا ليا ،ومف ّ
ولما كاف ثابتا – في قضية
يعد خرقا إلجراءات جوىرية في القانوفّ .
بما يخالؼ ىذا المبدأ ّ
بعدة طمبات وبقيت دوف جواب ،وأف الزوجة لـ تستأنؼ الحكـتقدـ ّ
الحاؿ -أف المستأنؼ ّ
وح ِك َـ عمى المستأنؼ ّ
بردىا أو دفع الحميُ ،
ومع ذلؾ جعؿ عمييا اليميف في األمتعة و ّ
قيمتيا ليا ،فإف قضاة االستئناؼ بقضائيـ كما فعموا أخطأوا في تطبيؽ القاعدة المذكورة
أعبله ،ولـ يجيبوا عمى مطالب المستأنؼ ،ومتى كاف ذلؾ استوجب نقض القرار المطعوف
فيو" ،1وبالتالي فاإلجراء الذي يقوـ بو المستأنؼ يقصد مف ورائو االنتفاع بو ،وليس لينتفع
يضر االستئناؼ بمف يرفعو.
بو خصمو ،فبل يجوز أف ّ
أف
وجاء في قرار آخر لممحكمة العميا ما يمي" :مف المستقر عميو قضاء ّ
ثـ فإف القضاء بما يخالؼ ىذا المبدأ يعد
ضار مف استئنافو ،ومف ّ
المستأنؼ وحده ال ُي ُ
مخالفا لمقانوف .ولما كاف ثابتا – في قضية الحاؿ -أف االستئناؼ كاف مف طرؼ
فإف المجمس بتعديمو لمحكـ القاضي بمنح السكف لمزوجة الحاضنة
المستأنؼ وحده ّ
وعرض ق ارره
أضر بمصمحة المستأنؼّ ،
ّ واستبدالو بسكف آخر ،يكوف بقضائو كما فعؿ
لعدـ التأسيس القانوني ،ومتى كاف كذلؾ استوجب نقض القرار المطعوف فيو" ،2وىو قرار
قرر عدـ جواز اإلضرار بمصمحة المستأنؼ الذي استأنؼ يؤ ّكد المبدأ القضائي الذي ُي ّ
يقدـ الخصـ اآلخر استئنافا مقاببل أو فرعيا.
الحكـ وحده ،ولـ ّ
ب -األثر الموقف
نصت الفقرة األولى مف المادة 323مف ؽ.إ.ـ.إ عمى أنو " :يوقؼ تنفيذ الحكـ
أف الحكـ
ويستشؼ مف ذلؾ ّ
ّ خبلؿ أجؿ الطعف العادي كما يوقؼ بسبب ممارستو"،
القضائي الصادر عف محكمة أوؿ درجة ال ُيمكف تنفيذه ،وال يكتسب قوة الشيء المقضي
فيو ،وال ُيمير بالصيغة التنفيذية إال بعد انتياء أجؿ االستئناؼ دوف الطعف فيو ،أو بعد
المجمس األعمى ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في ،1987/06/29رقـ ،46111المجمة القضائية ،سنة 1
299
ىذا االستثناء أخذ بو المشرع التونسي في الفصؿ 41الفقرة األخيرة مف قانوف
الحالة المدنية ،1فيما يخص ترسيـ األحكاـ التي تصدر بالطبلؽ أو تُعمف بطبلف الزواج،
ويقدـ طمب الطعف إلى كتابة المحكمة التي أصدرت الحكـ أو القرار"،
حيث جاء فيياّ " :
بؿ ج عؿ المشرع التونسي طريقا واحدا لرفع الطعف باالستئناؼ أماـ كتابة المحكمة ،وليس
تبني المشرع التونسي ىذاأماـ كتابة جية االستئناؼ ،خبلفا لؤلصؿ العاـ ،ويرجع سبب ّ
أف كتابة المحكمة االبتدائية ممزمة بترسيـ أحكاـ الطبلؽ بدفاتر الحالة المدنية
النيج ،كوف ّ
بطرة عقد الزواج ورسـ والدة كؿ مف الزوجيف ،طبقا لنص المادة 40مف قانوف الحالة
ّ
ويتـ الترسيـ بسعي مف طرؼ أميف المحكمة التي صدر عنيا الحكـ بعد استنفاد
المدنيةّ ،
طرؽ الطعف ،وذلؾ بتوجيو نص الحكـ أو القرار إلى ضابط الحالة المدنية المختص
خبلؿ أجؿ عشرة أياـ مف اتصاؿ القضاء بيا ،لذا مف شأف رفع االستئناؼ لدى المحكمة
التي صدر عنيا حكـ الطبلؽ تمكيف كتابة المحكمة مف إعبلميا باالستئناؼ ،وعدـ
تـ رفع االستئناؼ أماـ محكمة االستئناؼ ،فقد ُيشعر
حصوؿ أي ذبذبة في ذلؾ إذا ما ّ
تـ استئنافو
أميف المحكمة ضابط الحالة المدنية بحكـ الطبلؽ ،في حيف يكوف الحكـ قد ّ
لدى محكمة االستئناؼ ،فمتفادي مثؿ ىذا االختبلؿ في تسجيؿ حكـ الطبلؽ ،جعؿ
يتـ أماـ المحكمة التي أصدرت حكـ الطبلؽ.
المشرع التونسي رفع االستئناؼ ّ
يتـ دراسةبعد رفع االستئناؼ إلى المجمس القضائي ،وفقا لئلجراءات المذكورةّ ،
القضية وتبادؿ المقاالت والدفوع بيف الخصوـ ،ثـ يفصؿ المجمس في النزاع ،ويصدر ق ار ار
إما بتأييد الحكـ أو إلغائو ،أو تأييده وتعديمو في جزء منو ،ويبقى لمطرؼ الذي يعتقد بأف
ّ
صفُوهُ أف يطعف بالنقض في القرار الصادر عف المجمس القضائي، قضاة الموضوع لـ ي ْن ِ
ُ
دوف أف يكوف لذلؾ أثر في وقؼ تنفيذ القرار.
-2فيما يتعمق بأجل الطعن باالستئناف
يخص المشرع الجزائري الطعف باالستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ في جوانبيا
ّ لـ
المادية أو الحضانة بأحكاـ خاصة مف حيث أجؿ الطعف ،أو مف حيث بداية سرياف ىذا
األجؿ ،بؿ تخضع لآلجاؿ المحددة في القواعد العامة ،عكس ما أخذ بو المشرع التونسي
القانوف عدد 3لسنة 1957المؤرخ في أوؿ أوت 1957والمتعمؽ بتنظيـ الحالة المدنية ،المنشور بالرائد الرسمي 1
حساف التيامي ،اليادي الحاج سالـ ،الطبلؽ بإرادة منفردة ،الييئة الوطنية لممحاميف الفرع الجيوي بتونس ،محاضرة 1
باستثناء أحكاـ الطبلؽ بالتراضي التي منع المشرع الطعف فييا باالستئناؼ في كؿ جوانبيا. 3
301
-3فيما يتعمق بآثار الطعن باالستئناف
إف الطعف باالستئناؼ في قضايا شؤوف األسرة لو أثر ناقؿ ،أي ّأنو ينقؿ الدعوى
ّ
عمى حالتيا إلى المجمس القضائي ،حيث يكوف لقاضي الدرجة الثانية نفس الصبلحيات
التي كانت لقاضي الدرجة األولى ،مف حيث تقدير الوقائع وقبوؿ دفوعات الخصوـ
برمتو إلى المجمس القضائي.
ووسائؿ اإلثبات المقدمة مف قبميـ ،وبالتالي ُي َنق ْؿ النزاع ّ
وال يجوز لمخصوـ تقديـ طمبات جديدة أماـ المجمس القضائي ،حتى ال ُيحرـ
الطرؼ الثاني درجة مف درجات التقاضي ،فإذا أغفؿ أحد الخصوـ المطالبة بحؽ مف
مرة أماـ المجمس القضائي ،بؿ عميو رفع دعوى حقوقو ،فبل يجوز لو المطالبة بو أوؿ ّ
أف المطالبة
تـ إغفالو مف حقوؽ ،غير ّ
المختصة لممطالبة بما ّ
ّ جديدة مستقمة أماـ المحكمة
بتوابع الطبلؽ ال تعتبر طمبات جديدة ألنيا مرتبطة مباشرة بالطمب األصمي ،وترمي إلى
نفس الغرض ،حتى ولو كاف أساسيا القانوني مغاي ار ،طبقا لنص المادة 343ؽ.إ.ـ.إ،
فالمطالبة بالمتاع أو المصوغ واألثاث مرتبطة مباشرة بواقعة الطبلؽ ،ويجوز المطالبة بيا
عمى مستوى المحكمة ،أو عمى مستوى المجمس ،وال تعتبر طمبا جديدا ،وىو األمر الذي
أ ّكدتو المحكمة العميا في قرارىا الصادر بتاريخ .11990/03/19
فإف المشرع استثنى أحكاـ الطبلؽ مف وقؼ
أما بالنسبة لؤلثر الموقؼ لمتنفيذّ ،
التنفيذ ،حيث ال يحوؿ الطعف باالستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ في شقّيا المادي دوف
ؾ الرابطة الزوجية ،وذلؾ الشؽ المتعمؽ بف ّ
ّ تنفيذىا ،ويقصد بو تنفيذ حكـ الطبلؽ في
تـ إبراـ عقد
بتسجيمو في سجبلت الحالة المدنية ،أي بسجؿ عقود الزواج بالبمدية التي ّ
تـ تسجيؿ ميبلد الزوجيف فييا ،حيث
الزواج فييا ،وكذا سجؿ عقود الميبلد بالبمدية التي ّ
المختص.
ّ يتـ التأشير بيا مف طرؼ ضابط الحالة المدنية
ّ
حيث كاف العمؿ في ظؿ قانوف األسرة قبؿ تعديؿ ،2005وفي ظؿ ؽ.إ.ـ
يتـ تسجيؿ أحكاـ الطبلؽ في سجبلت الحالة المدنية حتى تنقضي آجاؿ
الممغىّ ،أنو ال ّ
الطعف بالنقض ،أو بعد صدور قرار المحكمة العميا برفض الطعف بالنقض ،لذلؾ كاف
عمى أحد الزوجيف أف يبادر إلى تبميغ حكـ الطبلؽ إلى الطرؼ الثاني ،وبعد فوات أجؿ
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في 1990/03/19ممؼ رقـ ،59140المجمة القضائية ،سنة 1
حدة ،إثبات الطبلؽ بيف النصوص التشريعية وتطبيقاتيا القضائية ،مذكرة تخرج لنيؿ إجازة المعيد الوطني
قسنطيني ّ
1
304
الفرع الثاني :الطعن باالستئناف في أحكام ف ّك الرابطة الزوجية
تصدر أحكاـ الطبلؽ -بشتّى صوره -بحضور المدعى عميو أو في غيابو ،سواء
ويطرح التساؤؿ حوؿ قابمية ىذه األحكاـ لمطعف فييا باالستئناؼ؟
كاف زوجا أو زوجةُ ،
نص المشرع في الفقػرة األولى مف المادة 57مف ؽ.أ عمى أنػّو" :تكوف األحكاـ
ّ
الصادرة في دعاوى الطبلؽ والتطميؽ والخمع غير قابمة لبلستئناؼ فيما عدا جوانبيا
المادية" ،ولدراسة قابمية أحكاـ الطبلؽ لمطعف فييا باالستئناؼ يجب التمييز بيف جانبيف
لشؽ المتعمّؽ بالجوانب المادية ،ىذا مف
ؾ الرابطة الزوجية ،وا ّ
الشؽ المتعمّؽ بف ّ
ّ اثنيف،
جية ،ومف جية أخرى بيف صور الطبلؽ مف حيث جواز الطعف فييا باالستئناؼ.
أوال -التمييز بين شقّي الحكم بف ّك الرابطة الزوجية من حيث الطعن باالستئناف
أقر المشرع مبدأً عاما يقضي بالتقاضي عمى درجتيف ما لـ ينص القانوف عمى ّ
يتـ رفع الدعوى بعريضة افتتاحية
خبلؼ ذلؾ ،طبقا لنص المادة 06مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث ّ
ويتـ الطعف باالستئناؼ في الحكـ الصادر عنيا أماـ قضاة
أماـ محكمة الدرجة األولىّ ،
الدرجة الثانية بالمجمس القضائي المختص ،وتكوف األحكاـ الصادرة في جميع المواد قابمة
لبلستئناؼ ،ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ ،طبقا لنص المادة 333مف ؽ.إ.ـ.إ،
فإف الخروج عمى المبدأ العاـ واقرار التقاضي عمى درجة واحدة يحتاج إلى نص
وبالتالي ّ
خاص ،يقرر أف الحكـ الصادر عف المحكمة يكوف في أوؿ وآخر درجة ،وال يقبؿ الطعف
فيو باالستئناؼ.
وبالرجوع إلى نص المواد 57 ،3/49مف ؽ.أ ،والمادة 433مف ؽ.إ.ـ.إ ،نجد
يخص جواز استئناؼ أحكاـ الطبلؽ بمختمؼ صوره بيف أمريف،ّ ميز فيماالمشرع ّ
ّ أف
ّ
يتـ
الشؽ المتعمؽ بالجوانب المادية لمطبلؽ ،لذا ّ
ؾ الرابطة الزوجية ،و ّالشؽ المتعمّؽ بف ّ
ّ
ؾ الرابطة
لمشؽ المتعمّؽ بف ّ
ّ التطرؽ أوال لمطعف باالستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ بالنسبة
لمشؽ المتعمؽ بالجوانب المادية لمطبلؽ.
ّ ثـ نتطرؽ لمطعف باالستئناؼ بالنسبة
الزوجيةّ ،
الشق المتعمق بف ّك الرابطة الزوجية
ّ -1الطعن باالستئناف في
تـ ذكره -مف جانبيف ،جانب
ؾ الرابطة الزوجية -كما ّ يتكوف الحكـ القاضي بف ّ
المادية ،واختمفت ُوجيات النظر
يتعمّؽ بحؿ العبلقة الزوجية ،وجانب يتعمؽ بتوابع الطبلؽ ّ
305
بشأف قابمية الجانب المتعمؽ بح ّؿ العبلقة الزوجية لمطعف فيو باالستئناؼ ،بيف قائؿ
مما يستدعي تناوؿ موقؼ كؿ مف الفقو والمشرع والمحكمة العميا
بالجواز ،وآخر بالمنعّ ،
مف ذلؾ.
أ -موقف الفقو
ان قسـ الفقو إلى قسميف فيما يتعمؽ بجواز الطعف باالستئناؼ في األحكاـ الصادرة
ؾ الرابطة الزوجية ،حيث يرى االتجاه األوؿ ضرورة غمؽ باب الطعف باالستئناؼ في
بف ّ
ؾ الرابطة الزوجية ،بينما يرى أصحاب االتجاه الثاني ضرورة فتح المجاؿ الطعف
أحكاـ ف ّ
ؾ الرابطة الزوجية.
باالستئناؼ في أحكاـ ف ّ
يتوجب عمى المشرع غمؽ باب ّ االتجاه األول :يعتبر العديد مف الفقياء ّأنو
ؾ الرابطة الزوجية ،سواء تعمّؽ األمر بأحكاـ الطبلؽ
الطعف بمختمؼ أشكالو في أحكاـ ف ّ
باإلرادة المنفردة لمزوج ،أو الطبلؽ بالتراضي ،أو بطمب مف الزوجة ،وذلؾ نظ ار
ؾ
ألف إلغاء ونقض أحكاـ ف ّ تميز أحكاـ الطبلؽ واآلثار المترتبة عميوّ ،
لمخصوصية التي ّ
العدة وبعد صيرورة الطبلؽ بائنا ،وارجاع المطمَ َق ْي ِف إلى
الرابطة الزوجية بعد انتياء أجؿ ّ
الحالة التي كانا عمييا قبؿ صدور الحكـ ،واحياء العبلقة الزوجية مف جديد دوف احتراـ
القيود الشرعية التي تحكـ مسألة الرجعة أمر مخالؼ ألحكاـ الشرع ومخالؼ لمنظاـ العاـ.
ؾ الرابطة
يرى األستاذ لحسيف بف الشيخ آث ممويا ّأنو " إذا حكمت المحكمة بف ّ
فإف حكـ القاضي ذو طابعالزوجية بواسطة طبلؽ الخمع أو غير ذلؾ مف أنواع الطبلؽّ ،
نيائي ،والطبلؽ المنطوؽ بو بائف ،مما يجعؿ الزوجة أجنبية عف الزوج ،وعمى ذلؾ
ال يمكف لمقاضي أف ييدـ الطبلؽ الذي نطؽ بو ،واال وقعنا في اإلثـ ،فمو رجعت الزوجة
فإف
إلى زوجيا دوف عقد زواج جديد ،بعد أف ُيمغي القاضي الحكـ الغيابي بالطبلؽّ ،
1
ؾ
الرجؿ والمرأة يصبحاف في حكـ الزانياف ،ويقعاف في اإلثـ" ،لذلؾ يرى األستاذ أف ف ّ
الرابطة الزوجية بحكـ لو طابع خاص ،وعمى القاضي مراعاة ىذه الخصوصية عند تطبيؽ
القواعد اإلجرائية المتعمقة بطرؽ الطعف العادية وغير العادية ،و ّأنو يجب أف تكوف أحكاـ
لحسيف بف شيخ آث ممويا ،رسالة في طبلؽ الخمع ،مرجع سابؽ ،ص .258 1
306
ؾ الرابطة الزوجية غير قابمة ألي طعف قضائي عادي أو غير عادي ،باستثناء جوانبيا
فّ
المادية.
أف الحكـ الصادر بالطبلؽ ال يعتبر عمبل قضائيا، ويرى األستاذ عمر زودة ّ
وال يمكف الطعف فيو بطرؽ الطعف المقررة لؤلحكاـ القضائية ،وبالتالي ال يجوز الطعف فيو
بطرؽ الطعف العادية أو غير العادية.1
ويرى األستاذ عمرو خميؿ ّأنو مف أجؿ استقرار مبدأ الطبلؽ باعتباره يتعمؽ بحالة
األشخاص ،وجب عمى المشرع النص عمى عدـ الطعف في األحكاـ بالطبلؽ بأي طريؽ
مف طرؽ الطعف ،حتى يتوافؽ مع مفيوـ الطبلؽ وآثاره في الفقو اإلسبلمي ،وذلؾ فور
صدور حكـ الطبلؽ ،وليس إلى أف يصير الحكـ حائ از لقوة الشيء المقضي فيو أو باتا.2
االتجاه الثاني :يرى أصحاب ىذا االتجاه ّأنو يتوجب فتح باب الطعف في
ألف
ؾ الرابطة الزوجية بمختمؼ أشكاؿ الطعف المقررة ،العادية وغير العاديةّ ،
أحكاـ ف ّ
يطبؽ خبللو قواعد قانونية ،قد ُيصيب وقد ُيخطأ في القاضي يمارس عمبل قضائيا ّ
تطبيقيا ،كما قد ُيسيء تكييؼ الوقائع المعروضة عميو ،لذا يجب أف يخضع لرقابة الجيّة
القضائية األعمى منو درجة ،حتى نتأ ّكد مف سبلمة العمؿ القضائي الذي قاـ بو القاضي،
تتـ إال بإقرار
وعدـ مخالفتو لمقواعد الموضوعية واإلجرائية المقررة قانونا ،وىذه الرقابة ال ّ
مبدأ التقاضي عمى درجتيف ،واتاحة المجاؿ لمطعف باالستئناؼ في األحكاـ الصادرة عف
محاكـ أوؿ درجة.
أف الحكمة مف جعؿ أحكاـ الطبلؽ غير قابمة
يرى األستاذ عمي عمي سميماف ّ
حد إلثارة أسرار
لبلستئناؼ ىي منح فرصة لمزوجيف إلعادة الزواج مف جديد ،ووضع ّ
أف إمكانية حصوؿ خطأ في تطبيؽالخبلفات العائمية أماـ محكمة الدرجة الثانية ،غير ّ
القانوف أو تفسيره مف قاضي الموضوع ،يجعؿ مف األحسف إتاحة الفرصة لمطعف فيو
بطرؽ الطعف العادية وغير العادية في مختمؼ نواحيو.3
زودة عمر ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية ،مرجع سابؽ ،ص .132-131 1
عمي عمي سميماف ،حوؿ قانوف األسرة ،المجمة الجزائرية لمعموـ القانونية االقتصادية والسياسية ،كمية الحقوؽ ،جامعة 3
1تقية عبد الفتّاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .166-165
2فاضمي ادريس ،مرجع سابؽ ،ص .627
3منصوري نورة ،مرجع سابق ،ص .79
4المرجع نفسه ،ص .149
309
ؾ الرابطة الزوجية المحددة في المادة 48مف ؽ.أ ،ال سيما التطميؽ
غيره مف طرؽ ف ّ
والخمع ،ولما في ذلؾ مف حكمة وأسباب قانونية وشرعية".1
ؾ المشرع المجاؿ مفتوحا
ويرى األستاذ لمطاعي نور الديف ّأنو مف األفضؿ لو تََر َ
ألنو ُيتصور أف توجد أخطاء لمطعف بالمعارضة أو االستئناؼ في أحكاـ التطميؽ والخمعّ ،
حؽ
تقدميا الزوجة مثبل في دعوى التطميؽ ،وتمكيف الزوج مف ّ
في وسائؿ اإلثبات التي ّ
الطعف في حكـ التطميؽ ،يسمح بتدارؾ ما قد يقع مف خطأ أو إغفاؿ في إثبات توافر
قدمتيا
يقدـ الزوج مف األدلّة ما يبطؿ بو األدلة التي ّ
شرط مف شروط التطميؽ ،وقد ّ
الزوجة ،واعتمدىا القاضي في إصدار حكـ التطميؽ ،كأف ُيثبت الزوج أنو كاف ُينفؽ عمى
مغى حكـ
ادعتو بعدـ اإلنفاؽ ىو أمر غير صحيح ،وبذلؾ ُي َ أف ما ّ
زوجتو وأوالده ،و ّ
التطميؽ الذي اعتمد عدـ إنفاؽ الزوج سببا لمحكـ بو ،أما إذا لـ يستطع الزوج إبطاؿ
ادعتو الزوجة ،فبل مشكؿ حينئذ في تثبيت حكـ التطميؽ مف القاضي بعد الفصؿ في
ما ّ
الطعف باالستئناؼ.2
كما ُيتصور أف يقع القاضي في أخطاء عند قضائو بالخمع ،كأف يحكـ بالخمع
دوف حضور الزوجة شخصيا جمسة الصمح ،حيث تكتفي بإنابة وكيميا أو محامييا
ؾ الرابطة
لحضور الجمسة ،ويحكـ القاضي بالخمع دوف التأ ّكد مف إرادتيا ورضاىا بطمب ف ّ
ويتـ إلغاء ىذا الحكـ إذا طُعف فيو باالستئناؼ لعدـ تأ ّكد قاضي الدرجة األولى
الزوجيةّ ،
مف إرادة الزوجة في طمب الخمع.
أف المشرع أصاب بغمقو مجاؿ الطعف باالستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ وأعتقد ّ
ألف الطبلؽ حؽ لمزوج،
ؾ الرابطة الزوجية ،وذلؾ ّ
باإلرادة المنفردة في الجانب المتعمؽ بف ّ
أف الطعف باالستئناؼ
ولو أف يستعممو بإرادتو المنفردة في أي وقت شاء ،ودوف تعسؼ ،و ّ
تمسؾ الزوج بالطبلؽ ،واّنما السماح بالطعف
يغير في األمر شيئا إذا ّفي الحكـ ال ّ
باالستئناؼ في حكـ الطبلؽ ما ىو إال مضيعة لموقت ،وتطويؿ إلجراءات التقاضي دونما
أف الغرض مف غمؽ مجاؿ الطعف باالستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ فائدة مرجوة ،كما ّ
باإلرادة المنفردة مف شأنو تحقيؽ استقرار العبلقات األسرية في أقرب اآلجاؿ ،بالنسبة
لمطاعي نور الديف ،محاضرات ألقيت عمى طمبة الدكتوراه ،مرجع سابؽ. 2
310
يتمسؾ الزوج بالطبلؽ ،ومع ذلؾ ُيسمح لمزوجة
ّ لآلباء ولؤلبناء ،إذ مف غير المعقوؿ أف
استئناؼ الحكـ.1
أف فتح مجاؿ الطعف باالستئناؼ في أحكاـ التطميؽ والخمع أولى
غير ّأنني أعتقد ّ
نص المادة 57مف ؽ.أ في أف إضافة المشرع أحكاـ التطميؽ والخمع إلى ّ وأصوب ،و ّ
تعديؿ ،2005وجعميا غير قابمة لبلستئناؼ كاف في غير محمّو ،الختبلؼ طبيعة الحكـ
ألف دور القاضي
الصادر بالطبلؽ باإلرادة المنفردة عف طبيعة حكـ التطميؽ أو الخمع ،و ّ
ال يقتص ر عمى المصادقة عمى إرادة الزوج ،بؿ لو دور إيجابي عند فصمو في الدعوى،
مما يستدعي فتح مجاؿ الطعف باالستئناؼ ،وضرورة النص عمى جوازه في أحكاـ التطميؽ
ّ
ؾ
صحة ف ّ
ّ والخمع ،لتدارؾ ما قد يشوب ىذه األحكاـ مف اختبلالت قانونية تؤثر عمى
يؤدي إلى
ألف غمؽ مجاؿ الطعف في ىذه األحكاـ ّ
الرابطة الزوجية بالتطميؽ أو الخمعّ ،
بشر غير معصوميف ،يعتري عمميـ
تنزيو القضاة عف الوقوع في الخطأ ،بالرغـ مف ّأنيـ ٌ
ص والخطأ ،فبل بد مف خضوع أحكاميـ لرقابة محكمة أعمى ،2حيث مف المتصور أف َّ
الن ْق ُ
قدمتيا الزوجة ،أو تستعمؿ الزوجة الغش عند
مزورة ّ
ُي ْبَنى حكـ التطميؽ عمى وثائؽ ّ
تقدمييا عنواف الزوج ،بغرض عدـ تبميغو تبميغا قانونيا صحيحا ،حتى ُيحرـ مف حقّو في
تصور أف يكوف حكـ القاضي بالتطميؽ أو الخمع خاؿ مف أي تسبيب ،وىوالدفاع ،كما ُي ّ
ما يبطؿ الحكـ أو القرار مف الناحية اإلجرائية.3
أف فتح مجاؿ ال طعف باالستئناؼ في أحكاـ التطميؽ أو الخمع ،يجب أف غير ّ
يصاحبو وقؼ تنفيذ ىذه األحكاـ حتى تصير نيائية غير قابمة لمطعف فييا بطرؽ الطعف
العادية أو غير العادية ،مع ضرورة خفض آجاؿ الطعوف حتى تستقر الحالة الشخصية
لؤلسرة في أقرب اآلجاؿ.
1تقية عبد الفتّاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .164
2عطا محمد المحتسب ،دعاوى إثبات الطبلؽ وتطبيقاتيا في المحاكـ الشرعية ،ط ،1دار الثقافة لمنشر والتوزيع،
األردف ،2016 ،ص .286
محمد الكشبور ،الواضح في شرح مدونة األسرة ،ج ،2مرجع سابؽ ،ص .246 3
311
ب -موقف المشرع
منع المشرع صراحة استئناؼ أحكاـ الطبلؽ والتطميؽ والخمع ما عدا جوانبيا
المادية بموجب المادة 57مف ؽ.أ ،واعتبرىا أحكاما تصدر في أوؿ وآخر درجة في شقّيا
ؾ الرابطة الزوجية ،وال تقبؿ سوى الطعف بالنقض ،كما منع صراحة الطعف المتعمؽ بف ّ
الشؽ
ؾ الرابطة الزوجية ،و ّ
بشقييا المتعمّؽ بف ّ
ّ باالستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ بالتراضي
تـ الطعف
المتعمؽ بالجوانب المادية ،طبقا لنص المادة 433مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث إذا ّ
ؾ الرابطة الزوجية سيوا أو جيبل ،فإنو يتوجب عمىالشؽ المتعمّؽ بف ّ
ّ باالستئناؼ في
قضاة االستئناؼ أف يصدروا ق ارراىـ بعدـ قابمية الحكـ لمطعف فيو باالستئناؼ ،وليس
أف
ألف ذلؾ يتطمب أف يكوف الحكـ قاببل لبلستئناؼ ،و ّ
الحكـ بعدـ قبوؿ االستئناؼ شكبلّ ،
المستأنؼ خالؼ أشكاؿ أو إجراءات قانونية محددة.1
لكف التساؤؿ الذي ُيطرح يتعمؽ بمدى جواز استئناؼ األحكاـ الصادرة برفض
دعوى الطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع لعدـ التأسيس؟ فيؿ تعتبر ىذه األحكاـ مشمولة بنص
المادة 57مف ؽ.أ؟ أـ ىي أحكاـ عادية تخضع لطرؽ الطعف المقررة لؤلحكاـ القضائية؟
لئلجابة عمى ىذا التساؤؿ ظير اتجاىيف اثنيف ،األوؿ يرى عدـ جواز الطعف
باالستئناؼ فييا ،والثاني يرى جوازه.
أف األحكاـ الصادرة عف محاكـ أوؿ درجة ،والتي تفصؿ في
االتجاه األول :يرى ّ
ؾ الرابطة الزوجية تصدر في أوؿ وآخر درجة ،وال يجوز استئنافيا ،وال تقبؿ
دعاوى ف ّ
سوى الطعف بالنقض أماـ المحكمة العميا ،سواء قضت بقبوؿ دعوى الطبلؽ أـ برفضيا،
ؾ الرابطة الزوجية عمى درجة واحدة فقط ،واذا طُعف
حيث يكوف التقاضي في دعاوى ف ّ
فييا باالستئناؼ وجب القضاء بعدـ القبوؿ ،واذا أخطأ قضاة المجمس وقبموا االستئناؼ
وتـ الطعف بالنقض في قرار
وفصموا بتأييد الحكـ ،أو حكموا بالطبلؽ بيف الزوجيفّ ،
المجمس ،وجب عمى المحكمة العميا أف تقضي ببطبلف القرار المطعوف فيو دوف إحالة،
أف المحكمة العميا
ألف المجمس القضائي ال والية لو في الفصؿ في دعاوى الطبلؽ ،و ّ
ّ
2
تختص بنظر الطعوف ضد أحكاـ الطبلؽ الصادرة عف محاكـ أوؿ درجة فقط .
ّ
عبد العزيز سعد ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .266 1
عمر زودة ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية ،مرجع سابؽ ،ص .135-134 2
312
أف الدعاوى التي
ومف الداعميف ليذا االتجاه األستاذ حمدي باشا عمر ،الذي يرى ّ
تصدر في حدود النصاب النيائي لممحكمة كدعاوى التطميؽ في مادة شؤوف األسرة ،يكوف
التقاضي فييا عمى درجة واحدة ،ويصدر الحكـ بصفة ابتدائية ونيائية ،سواء آلت الدعوى
إلى نتيجة إيجابية باالستجابة لطمب التطميؽ ،أو إلى نتيجة سمبية برفض دعوى التطميؽ،
أف المنطؽ اإلجرائي يقتضي أنو في حالة التقاضي عمى درجة واحدة ،يكوف الحكـ إذ ّ
الصادر في الدعوى نيائيا ميما كانت النتيجة التي أسفر عنيا ،وتكوف الجية االستئنافية
أف عمى المجمس
مختصة نوعيا بالنظر في األحكاـ الصادرة عف ىذه الدعاوى ،و ّ
ّ غير
يصرح بعدـ االختصاص أو بعدـ
ّ تـ استئناؼ ىذه األحكاـ أمامو أف
القضائي إذا ما ّ
القبوؿ.1
االتجاه الثاني :يرى جواز استئناؼ األحكاـ القضائية التي تقضي برفض دعوى
ألف السبب الذي دفع المشرع إلى النص عمى عدـ قابمية أحكاـ الطبلؽ لمطعف
الطبلؽّ ،
ؾ الرابطة الزوجية ،يرجع إلى خصوصية الطبلؽ فييا باالستئناؼ في شقّيا المتعمّؽ بف ّ
ألف صدور الحكـ بالطبلؽ يجعمو طبلقا بائنا ،وال يجوز مراجعة الزوجة بعده
وأحكاموّ ،
يتـ تسجيمو في سجبلتإال بموجب عقد جديد وبرضاىا ،طبقا لممادة 50مف ؽ.أ ،كما ّ
الحالة المدنية بسعي مف النيابة العامة بمجرد صدوره ،طبقا الفقرة األخيرة مف المادة 49
مف ؽ.أ ،وبالتالي فيو ذو طابع نيائي ،لكف بالرجوع إلى األحكاـ القضائية التي قضت
ؾ الرابطة الزوجية ،مما ينتفي معو الغرض الذي
برفض دعوى الطبلؽ ،فيي لـ تحكـ بف ّ
يستوجب استثنائيا مف القاعدة العامة التي تُجيز الطعف فييا باالستئناؼ ،وبالتالي تبقى
ىذه األحكاـ قابمة لبلستئناؼ ،وىي غير مشمولة بنص المادة 57مف ؽ.أ ،حيث تعتبر
ىذه األحكاـ عادية وتصدر في أوؿ درجة ،وتخضع لمبدأ التقاضي عمى درجتيف ،ويجوز
استئنافيا أماـ المجمس القضائي المختص ،مف أجؿ مراقبة مدى ارتكاب قاضي الدرجة
طبؽ صحيح القانوف ،حيث تنظر جية االستئناؼ األولى أخطاء تستحؽ التصويب ،أـ ّ
ؾ الرابطة الزوجية،
في طمب الطبلؽ مف جديد ،وقد تؤيد الحكـ القضائي فترفض طمب ف ّ
إما بإرادة الزوج
أو تمغي الحكـ المستأنؼ ،وتحكـ مف جديد بالطبلؽ بيف الزوجيفّ ،
حمدي باشا عمر ،مبادئ القضاء ،مرجع سابؽ ،ص .41 1
313
بأنو ال يجوز المنفردة أو عف طريؽ التطميؽ أو الخمع ،وال َي ِح ُ
ؽ الدفع في ىذه الحالة ّ
ألف
استئناؼ أحكاـ الطبلؽ إال في جوانبيا المادية ،استنادا إلى نص المادة 57مف ؽ.أّ ،
ثـ يجوز استئنافو.
قاضي الدرجة األولى لـ يحكـ بالطبلؽ ،ومف ّ
ويؤيد ىذا االتجاه موقؼ المحكمة العميا ،حيث جاء في أحد ق ارراتيا ما يمي:
أف أركاف
ؾ العصمة ،ولما ثبت لقضاة المجمس ّ
"لكف وحيث أنو ثبت أف المستأنؼ طمب ف ّ
وتـ الدخوؿ ،قضوا
الفسخ غير متوفرة ،وأف العصمة ارتبطت بزواج صحيح األركافّ ،
ؾ
فإف القاضي مخوؿ النظر في مسألة ف ّبالطبلؽ ،ىذا مف جية ،ومف جية أخرى ّ
أف الطرفيف
ولما ثبت ّ
العصمة ،سواء أماـ الدرجة األولى أو الدرجة الثانية بصفة نيائيةّ ،
يعد
فإف اإلجراء بمحاولة الصمح ّ
تغيب عنياّ ،
أف المستأنؼ ّ استدعيا لجمسة الصمح و ّ
صحيحا طبقا لممادة 49مف ؽ.أ ،وىو ما يجعؿ الوجو مف غير أساس".1
وأ عتقد صواب االتجاه الثاني الذي يرى جواز استئناؼ األحكاـ الصادرة في أوؿ
ألف قضاة االستئناؼ ىـ قضاة موضوع مثميـ
درجة التي قضت برفض دعوى الطبلؽّ ،
مثؿ قاضي الدرجة األولى ،ومف اختصاصيـ النظر في طمب الطبلؽ في مختمؼ صوره،
وبإمكانيـ تصويب ما قد يقع فيو قاضي الدرجة األولى مف أخطاء حيف رفض طمب فؾ
الرابطة الزوجية ،باعتبار أف تشكيمة المجمس جماعية ،وال يؤثر ذلؾ عمى الخصوصية
تميز أحكاـ الطبلؽ ،المتعمقة برجعية الطبلؽ أو بينونيتو ،وال تؤثر عمى أحكاـ العدة
التي ّ
أو الرجعة.
إف تعديؿ المشرع لممادة 57مف ؽ.أ مف صياغتيا القديمة التي كانت تنص عمىّ
أف " :األحكاـ بالطبلؽ غير قابمة لبلستئناؼ ما عدا في جوانبيا المادية" إلى الصياغة
ّ
الجديدة التي جاء فييا" :تكوف األحكاـ الصادرة في دعاوى الطبلؽ والتطميؽ والخمع غير
أف دعوى الطبلؽ
قابمة لبلستئناؼ فيما عدا جوانبيا المادية"ُ ،يحدث إشكاالت عديدة منيا ّ
أو التطميؽ أو الخمع قد َينتج عنيا حكما برفض الدعوى لسبب مف األسباب الموجبة
لذلؾ ،فتقضي المحكمة بالرجوع إلى البيت الزوجي أو ترفض دعوى الطبلؽ ،وقد
المدعي ،فينتج عنيا حكما بالطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع ،ويجب
يستجيب القاضي لطمب ّ
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2002/05/08رقـ ،289545مجمة المحكمة 1
حمدي باشا عمر ،مبادئ القضاء ،مرجع سابؽ ،ص .41 2
316
1
أف األحكاـ بالطبلؽ غير
وال بإلغائو" ،كما جاء في قرار آخر " :متى كاف مقر ار قانوناّ ،
فإف قضاة المجمس – في قضية الحاؿ- قابمة لبلستئناؼ ما عدا في جوانبيا الماديةّ .
بإلغائيـ لمحكـ المستأنؼ لدييـ القاضي بالطبلؽ بيف الطرفيف ،خالفوا القواعد الجوىرية
في اإلجراءات ،ومتى كاف كذلؾ استوجب نقض القرار المطعوف فيو دوف إحالة" ،2كما
أف الحكـ بالتطميؽ ال يقبؿ االستئناؼ إال في
جاء في قرار آخر أنو " :مف المقرر قانونا ّ
أف القاضي األوؿ قضى بالتطميؽ جانبو المادي ،...ومف الثابت -في قضية الحاؿّ -
لمضرر الحاصؿ لمطاعنة بسبب الضرب ،الذي يجعميا متضررة فعبل وال يمكف معو
فإف قضاة المجمس بقضائيـ بإلغاء الحكـ المستأنؼ،
اعتباره في حالة نشوز ،وعميو ّ
والقضاء مف جديد بالطبلؽ لنشوز الطاعنة ،مع إلزاميا بأف تدفع لممطعوف ضده تعويضا
قدره ثبلث مائة ألؼ دينار جزائري عف األضرار التي تحمميا مف مصاريؼ الزواج السابقة
والبلحقة ،خالفوا القانوف خاصة أحكاـ المادتيف 57و 55مف ؽ.أ ،مما يستوجب نقض
القرار المطعوف فيو" ،3ويظير مف خبلؿ ىذه الق اررات موافقة اجتياد المحكمة العميا
ؾ الرابطة الزوجية لمطعف فييا
لموقؼ المشرع مف عدـ قابمية األحكاـ الصادرة بف ّ
باالستئناؼ.
أما بالنسبة لمطعف باالستئناؼ في األحكاـ الصادرة في دعاوى الطبلؽ والتي ّ
تبنت المحكمة العميا االتّجاه الذي يرى جواز الطعف
لـ تحكـ بفؾ الرابطة الزوجية ،فقد ّ
باالستئناؼ في األحكاـ التي رفضت دعوى الطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع ،حيث قبمت
الطعوف بالنقض المرفوعة إلييا ضد أحكاـ صادرة في أوؿ درجة قضت بالطبلؽ ،كما
قبمت طعوف بالنقض ضد ق اررات صادرة عف المجالس القضائية قضت بالطبلؽ ،وأ ّكدت
المحكمة العميا جواز استئناؼ األحكاـ الصادرة في أوؿ درجة التي رفضت طمب الطبلؽ،
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار صادر بتاريخ ،1989/12/11ممؼ ،56703غير منشور ،نقبل عف 1
بمحاج العربي ،قانوف األسرة وفقا ألحدث التعديبلت ومعمقا عميو بق اررات المحكمة العميا المشيورة ،ديواف المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،ط ،2012 ،4ص .301
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في ،1991/11/26رقـ ،79858المجمة القضائية،1993 ، 2
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في ،1999/02/16ممؼ رقـ ،216850مجمة االجتياد 1
عمر زودة ،المرجع نفسو ،ص ،136حيث جاء فيو ... " :مما يشكؿ ذلؾ موقفا مزدوجا لممحكمة العميا تجاه مسألة 1
واحدة ،مما جعؿ المتقاضي في حيرة مف أمره ،حيث تختمط عميو السبؿ ،فيؿ يسمؾ سبيؿ الطعف في الحكـ
باالستئناؼ ،ثـ الطعف فيو بالنقض ،أـ يمجأ إلى الطعف فيو بالنقض مباشرة ،دوف المرور بالمجمس القضائي ،كما يبدو
فإف الخيار متروؾ لممتقاضي فتستقبمو المحكمة العميا مف حيث جاءىا دوف تمييز".
319
الصياغة الحالية ،وذلؾ بحذؼ عبارة "تكوف األحكاـ الصادرة في دعاوى الطبلؽ ،"...
ألف األحكاـ الصادرة في دعاوى
إلى صياغة جديدة ،مفادىا" :تكوف أحكاـ الطبلؽ"ّ ،
الطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع ،قد تُتوج بقبوؿ الدعوى وصدور حكـ الطبلؽ ،وقد تُرفض
ىذه الدعوى فيصدر حكـ بعدـ قبوليا ،لذا أعتقد أف الصياغة الجديدة تُزيؿ ىذا اإلشكاؿ،
وتتّفؽ مع موقؼ المحكمة العميا في الموضوع.
-2الطعن باالستئناف في الجوانب المادية ألحكام ف ّك الرابطة الزوجية
ال يثير مفيوـ الجوانب المادية لمطبلؽ أي إشكاؿ إذا ما تعمّؽ األمر بالتعويض
العدة أو نفقة اإلىماؿ ،أو متاع البيت ،غير ّأنو يطرح
عف الطبلؽ التعسفي أو نفقة ّ
التساؤؿ حوؿ مدى شمولو لؤلمور المتعمقة بالحضانة ،كسكنى المحضوف أو نفقتو أو حؽ
ألف ظاىر الحضانة غير مادي ،وىي مف توابع الطبلؽ ،بينما األمور المتعمقة
الزيارةّ ،
بيا مادية ،كنفقة المحضوف وسكناه ،ىذا ما دفع بعض األساتذة إلى اقتراح تعديؿ عبارة
أدؽ وأشمؿ.1
الجوانب المادية لؤلحكاـ فؾ الرابطة الزوجية ،بعبارة بجوانب الطبلؽ ،ألنيا ّ
ومف أجؿ تفادي ىذه التأويبلت قاـ المشرع بإضافة فقرة في نص المادة 57مف
النص عمى قابمية األحكاـ المتعمقة بالحضانة
ّ ؽ.أ عند تعديمو في ،2005تتضمف
لبلستئناؼ ،حتى ال ُيثار بشأنيا الجدؿ ،لعدـ تعمّقيا بجانب مادي محض.
ؾ الرابطة
يتـ التمييز فيما يتعمؽ بجواز االستئناؼ في الجوانب المادية ألحكاـ ف ّ
و ّ
الزوجية بيف أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،أو التطميؽ ،أو الخمع مف جية ،وبيف
يتـ تناوؿ الطعف باالستئناؼ في األوامر
أحكاـ الطبلؽ بالتراضي مف جية أخرى ،كما ّ
عمى عرائض الصادرة طبقا لنص المادة 57مكرر مف ؽ.أ ،باعتبارىا تتضمف جوانب
مادية تتعمؽ بتوابع الطبلؽ.
ّ
أ -الطعن باالستئناف في الجوانب المادية لمطالق باإلرادة المنفردة أو التطميق
أو الخمع
أجاز المشرع الطعف باالستئناؼ في الجوانب المادية لمطبلؽ بالنسبة ألحكاـ
فإف األحكاـ الصادرة عف
الطبلؽ والتطميؽ والخمع صراحة في المادة 57مف ؽ.أ ،وعميو ّ
تقية عبد الفتّاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .84 1
320
محا كـ الدرجة األولى والمتعمقة بتوابع الطبلؽ ،تصدر في أوؿ درجة ،ويجوز الطعف فييا
باالستئناؼ ،سواء فصمت ىذه األحكاـ في دعوى الطبلؽ وفصمت بالتبعية في توابعو
المادية ،أو فصمت ىذه األحكاـ في دعاوى تتعمؽ مباشرة بتوابع الطبلؽ ،ومف بيف
الجوانب المادية المسائؿ المتعمقة بالتعويض عف الطبلؽ ،أو النفقة ،أو توفير مسكف
لممارسة الحضانة ،أو دفع مقابؿ إيجار مسكف.
مادي بحث،ألف األحكاـ التي تفصؿ في موضوع الحضانة ال تتعمؽ بجانب ّ و ّ
فإف المشرع أ ّكد عمى قابمية األحكاـ
بالرغـ مف ّأنيا مف توابع الطبلؽ- ،كما سبؽ ذكرهّ -
المتعمقة بالحضان ة لمطعف فييا باالستئناؼ بموجب نص خاص ،أحدثو المشرع عند تعديؿ
قانوف األسرة في سنة ،2005حيث تنص الفقرة الثانية مف المادة 57مف ؽ.أ عمى:
"تكوف األحكاـ المتعمقة بالحضانة قابمة لبلستئناؼ" ،وذلؾ حتى ال يحدث التأويؿ
والخبلؼ بشأنيا ،باعتبارىا ال تدخؿ في الجوانب المادية لمطبلؽ.
أف قابمية ىذه األحكاـ لمطعف فييا باالستئناؼ فيما يتعمؽ
ويجدر التنبيو إلى ّ
بجوانبيا المادية ،يحكمو ضابط خاص يجب احترامو ،مفاده عدـ قابمية األحكاـ
ألي طعف بعد انقضاء سنتيف مف تاريخ النطؽ بالحكـ،
الحضورية الفاصمة في النزاع ّ
تعد ىذه القاعدة
يتـ تبميغو رسميا ،وفقا لنص المادة 314مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث ّ
حتى ولو لـ ّ
يتمسؾ بيا الخصوـ ،1لذلؾ يجب التنبو
ّ مف النظاـ العاـ ،يثيرىا القاضي تمقائيا ولو لـ
يقيد حؽ الطعف باالستئناؼ وغيره مف الطعوف ،بحيث يجب رفع إلى ىذا القيد الذي ّ
الطعف قبؿ فوات أجؿ سنتيف مف تاريخ صدور الحكـ الحضوري ،تحت طائمة عدـ قبوؿ
الطعف الذي تثيره المحكمة مف تمقاء نفسيا.
ب -الطعن باالستئناف في الجوانب المادية لمطالق بالتراضي
لـ ُيجز المشرع الطعف باالستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ بالتراضي فيما يتعمؽ
ألف نص المادة 433مف ؽ.إ.ـ.إ جاء عاما ،يشمؿ عدـ قابمية
بالجوانب المادية لمطبلؽّ ،
ؾ الرابطة الزوجية،
الشؽ المتعمؽ بف ّ
ّ أحكاـ الطبلؽ بالتراضي لمطعف فييا باالستئناؼ في
الشؽ المتعمؽ بالجوانب المادية لمطبلؽ ،ولع ّؿ الباعث عمى ذلؾ ىو طبيعة
ّ وكذلؾ في
أنظر :المحكمة العميا ،الغرفة العقارية ،قرار مؤرخ في ،2014/09/11ممؼ رقـ ،0864184مجمة المحكمة العميا، 1
فريجو حسيف ،المبادئ األساسية في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،مرجع سابؽ ،ص .126 1
322
يتـ إال عف طريؽ التظمـ أماـ الجية
أف الطعف في األمر عمى عريضة ال ّ
اعتبرت ّ
القضائية التي أصدرتو.1
تغير موقؼ المشرع مف إمكانية الطعف باالستئناؼ
غير ّأنو بعد صدور ؽ.إ.ـ.إّ ،
في األمر عمى عريضة ،وحيث أنو بالنظر إلى طبيعة األوامر الصادرة بموجب المادة 57
مادية ،وبالنظر إلى إجراءات استصدارىا
مكرر ،كونيا تتضمف تدابير مؤقتة تتعمؽ بأمور ّ
أقره المشرع بالنسبة لؤلمر
فإنيا تخضع لمنظاـ القانوني الذي ّ
بموجب أمر عمى عريضةّ ،
عمى عريضة ،حيث يسري مفعوليا مف تاريخ صدورىا إلى غاية صدور حكـ نيائي في
معجمة النفاد طبقا لنص المادة 311الفقرة الثانية مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث
الموضوع ،وتكوف ّ
أما بالنسبة
يجب تنفيذىا خبلؿ أجؿ ثبلثة أشير مف تاريخ صدورىا تحت طائمة السقوطّ ،
ميز بيف حالتيف
فإف المشرع ّ
لمطعف فييا ،فإنو وفقا لنص المادة 312مف ؽ.إ.ـ.إّ ،
اثنتيف ،حالة رفض الطمب ،حالة االستجابة لمطمب.
الحالة األولى :التظمم من األمر عمى عريضة
في حالة االستجابة لمطمب ،وصدور أمر عمى عريضة مف القاضي المختص
فإنو يحؽ لمخصـ الذي صدر األمر في مواجيتو ،أف يرجع إلى القاضي الذي بقبولوّ ،
أصدر األمر مف أجؿ المطالبة بالتراجع عنو أو تعديمو جزئيا ،طبقا لمفقرة األولى مف نص
المادة 312مف ؽ.إ.ـ.إ ،فالمشرع لـ ُيجز الطعف بالمعارضة أو االستئناؼ في األمر
الذي يستجيب لمطمب ،ولـ يمنع التظمـ فيو ،بؿ أجاز الرجوع إلى القاضي ُمصدر األمر
عمى عريضة ،مف أجؿ طمب تعديؿ األمر أو التراجع عنو ،بعد تقديـ الحجج واألدلّة التي
ألف طالب األمر قد ُيخفي عف القاضي
تبرر ذلؾ ،دوف أف يحدد أجبل لرفع ىذا التظمـّ ،
بعض الحقائؽ أو الوقائع التي ال تخدـ طمبو ،والتي لو اطّمع عمييا القاضي قد يرفض
أنظر :المحكمة العميا ،الغرفة المدنية ،قرار مؤرخ في ،1996/03/06ممؼ رقـ ،131776المجمة القضائية ،العدد 1
األوؿ ،1996 ،ص ،95-92جاء فيو " :مف األصوؿ العامة في اإلجراءات أنو ال يجوز استئناؼ إال في األحكاـ
الفاصمة في منازعة قضائية ،أما الطعف في األمر عمى عريضة فبل يتـ إال بالتظمـ منو ،وأماـ نفس الجية القضائية
التي صدر عنيا ،باعتباره مف ضمف األعماؿ الوالئية .ولما ثبت – مف قضية الحاؿ -أف قضاة الموضوع صرحوا
بقبوؿ استئناؼ األمر عمى عريضة ،القاضي :برفض توقيع حجز ما لممديف لدى الغير فإنيـ يكونوا قد خرقوا األصوؿ
العامة في اإلجراءات ،ال سيما وأف صاحبة الطمب تحوز عمى سند تنفيذي يمكنيا مف المجوء إلى التنفيذ الجبري
مباشرة ،وعميو يتعيف نقض القرار – المنتقد -دوف إحالة".
323
طمب إصدار األمر عمى عريضة ،أو ألصدره بشكؿ مغاير مف حيث المضموف ،وبالتالي
ترؾ المشرع فُ ْس َحة لمف يصدر األمر عمى عريضة في مواجيتو كي يتظمـ لدى نفس
الجية القضائية التي أصدرت األمر ،مف أجؿ مراجعة ىذا األمر وتعديمو أو إلغائو ،نظ ار
ألف األمر عمى عريضة يصدر دوف حضور الخصوـ ،طبقا لنص المادة 310مف
ّ
ؽ.إ.ـ.إ.
أف المشرع لـ ينص عمى جواز الطعف باالستئناؼ في األمر الذي يقضي
غير ّ
برفض التراجع أو تعديؿ األمر عمى عريضة بعد ممارسة التظمـ ضده ،حيث اعتبر
فإف الطعف باالستئناؼ جائز بالنسبة
البعض ّأنو إعماال لمبدأ المساواة بيف الخصوـّ ،
لؤلمر الذي ترفض بموجبو الجية القضائية التراجع عف األمر عمى عريضة أو تعديمو بعد
ممارسة التظمـ ضده.1
الحالة الثانية :استئناف األمر عمى عريضة
المقدـ مف أحد الخصوـ بشأف اتخاذ تدبير
ّ في حالة عدـ االستجابة إلى الطمب
فإف المشرع أجاز
مؤقت مف ضمف التدابير المشمولة بنص المادة 57مكرر مف ؽ.أّ ،
صراحة الطعف باالستئناؼ في أمر الرفض ،بموجب الفقرة الثانية مف المادة 312مف
ويتـ ذلؾ برفع االستئناؼ أماـ السيد رئيس المجمس القضائي ،خبلؿ أجؿ خمسة
ؽ.إ.ـ.إّ ،
يقيد المشرع رئيس المجمس القضائي بأجؿ
عشر يوما مف تاريخ صدور أمر الرفض ،ولـ ّ
محدد مف أجؿ الفصؿ في االستئناؼ ،إال أنو ألزمو بالفصؿ فيو في أقرب اآلجاؿ ،وفقا
أقره بالنسبة لرئيس الجية
لمفقرة الرابعة مف المادة 312مف ؽ.إ.ـ.إ ،عمى خبلؼ ما ّ
القضائية الذي يجب عميو الفصؿ في طمب األمر عمى عريضة خبلؿ أجؿ ثبلثة أياـ مف
تاريخ إيداع الطمب ،وفقا لمفقرة الثانية مف المادة 310مف ؽ.إ.ـ.إ ،وكاف مف األفضؿ لو
حدد الم شرع أجبل معينا مف أجؿ الفصؿ في االستئناؼ ،نظ ار ألف أغمب األوامر تتعمؽّ
بقضايا استعجالية ال تحتمؿ االنتظار.
324
كما أعفى المشرع المستأنؼ مف ضرورة التمثيؿ الوجوبي بمحاـ ،خروجا عمى
األصؿ العاـ المقرر في الفقرة األولى مف المادة 538مف ؽ.إ.ـ.إ ،لذا يستطيع المستأنؼ
مباشرة إجراء االستئناؼ بنفسو ،وتقديـ عريضة االستئناؼ محررة وموقعة مف قبمو.
ثانيا -التمييز بين صور ف ّك الرابطة الزوجية من حيث جواز الطعن فييا
باالستئناف
تختمؼ صور الطبلؽ فيما بينيا مف حيث دور الزوج أو الزوجة في إيقاعو
والحكـ بو ،ومف حيث دور القاضي في كؿ صورة مف صور الطبلؽ ،مما يقتضي التمييز
بينيا مف حيث أحكاـ الطعف فييا باالستئناؼ.
-1الطعن باالستئناف في أحكام الطالق باإلرادة المنفردة
قد يشمؿ الطعف في حكـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة كؿ جزئيات الحكـ أو بعضيا،
كالطعف في قيمة مبمغ التعويض عف الطبلؽ التعسفي الممنوح لممطمقة ،أو قيمة النفقة
الغذائية الممنوحة لممحضونيف ،وقد يتعمّؽ بحؽ الحضانة أو حؽ الزيارة ،غير ّأنو يجب
ؾ الرابطة
يمس حؽ الطعف باالستئناؼ بأي وجو مف األوجو حؽ الزوج في ف ّ أف ال ّ
ألف ىذه الصورة مف صور الطبلؽ ليا خصوصيتيا وأحكاميا، الزوجية بإرادتو المنفردةّ ،
وال سمطة تقديرية لمقاضي في البحث عف أحقية الزوج في الطبلؽ مف عدمو ،وال يممؾ أف
ؾ الرابطة الزوجية ،أو يطمب منو توضيح األسباب التي دعتو لفؾ
يعارض رغبتو في ف ّ
يتـ بإرادة الزوج
أقرىا الشرع والقانوف ،والطبلؽ ّ
الرابطة الزوجية ،فالعصمة بيد الزوجّ ،
أقرت المحكمة العميا عدـ جواز استئناؼ
وبتصريحو ،وفقا لنص المادة 48مف ؽ.أ ،وقد ّ
أف األحكاـ بالطبلؽ
أحكاـ الطبلؽ ،حيث جاء في أحد ق ارراتيا ما يمي " :متى كاف مقر ار ّ
غير قابمة لبلستئناؼ ما عدا في جوانبيا المادية ،فإف قضاة المجمس – في قضية الحاؿ-
بإلغائيـ لمحكـ المستأنؼ لدييـ القاضي بالطبلؽ بيف الطرفيف خالفوا القواعد الجوىرية
لئلجراءات".1
أف األحكاـ الصادرة في دعاوى
وتنص الفقرة األولى مف المادة 57مف ؽ.أ عمى ّ
أف
الطبلؽ والتطميؽ والخمع غير قابمة لبلستئناؼ فيما عدا جوانبيا المادية ،وقد سبؽ بياف ّ
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في ،1991/11/26رقـ ،79858المجمة القضائية،1993 ، 1
327
عدة ق اررات صادرة عف المحكمة العميا ،التي قبمت طعوناويدعـ ىذا االتجاه ّ
أف المحكمة العميا
يدؿ عمى ّبالنقض مباشرة ضد أحكاـ صادرة بالتطميؽ أو الخمع ،مما ّ
ضد
ألف الطعف بالنقض ال يكوف إال ّ تعتبر أحكاـ التطميؽ والخمع أحكاما ابتدائية نيائيةّ ،
أحكاـ ابتدائية نيائية ،أما األحكاـ االبتدائية فبل يجوز الطعف فييا مباشرة بالنقض ،ألنيا
حجة تدعـ القوؿ بعدـ قابمية أحكاـ التطميؽ والخمع لمطعف فييا
تقبؿ االستئناؼ ،وىي ّ
باالستئناؼ ،ومف بيف ىذه الق اررات القرار الصادر بتاريخ 1995/05/02الذي جاء فيو:
أف الحكـ المطعوف فيو أورد حيثية جاء فييا (حيث أنو مف الثابت مف خبلؿ " ...حيث ّ
المدعية كانت ضحية إلىماؿ عائمي ،مما يستدعي االستجابة إلى طمبيا في أف ّ
الممؼ ّ
فإف القاضي االبتدائي يكوف قد اعتمد اإلىماؿ العائمي لمحكـ بالتطميؽ.
التطميؽ) وبذلؾ ّ
غير أنو وبالرجوع إلى أحكاـ الفقرة األولى مف المادة 53مف ؽ.أ نجدىا قد أجازت
لمزوجة طمب التطميؽ في حالة عدـ اإلنفاؽ عمييا مف طرؼ الزوج بشرط أف يصدر حكـ
بوجوب النفقة ،وأف تقيـ الزوجة التدليؿ عمى امتناع الزوج غير المعسر عف دفع ىذه
النفقة رغـ الحكـ عميو بيا ،وليس الشأف كذلؾ في قضية الحاؿ ،فالحكـ المطعوف فيو
بقضائو كما فعؿ لـ يوفر أسباب شرعية كافية ولـ يتأسس قانونا ،إذ خرؽ أحكاـ المادة
أف القاضي االبتدائي
يتبيف مف الوقائع واإلجراءات المتّخذة بالممؼ ّ
53مف ؽ.أ ،ىذا ولـ ّ
يعد
قاـ بإجراءات محاولة الصمح المطموبة قانونا في المادة 49مف نفس القانوف مما ّ
خرقا ليا أيضا ،الشيء الذي يستوجب نقض الحكـ المطعوف فيو".1
طبؽ
أف القاضي قد ّكما جاء في أحد ق اررات المحكمة العميا ما يمي ..." :حيث ّ
المادة 54مف ؽ.أ التي أجازت لمزوجة أف تخالع دوف اشتراط رضاء الزوج بذلؾ ،وعند
اال ختبلؼ في المبمغ الخاص بالخمع ،يحكـ القاضي بما ال يتجاوز قيمة صداؽ المثؿ
بأف أحكاـ الطبلؽ غير قابمة
أف المادة 57مف ؽ.أ تقضي ّ وقت الحكـ ،إضافة إلى ّ
أف الخمع ىو طبلؽ يقضى فيو بصفة
لبلستئناؼ ما عدا في جوانبو المادية ،مع العمـ ّ
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في 1995/05/02رقـ ،118475نشرة القضاة،1996 ، 1
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في ،1994/04/19رقـ ،103793نشرة القضاة،1997 ، 1
329
أف التطميؽ ىو عمؿ قضائي بحت يختمؼ تقديره مف قاض آلخر ،لذا يجبكما ّ
تبنى ىذا االتجاه األستاذ تقية عبد
مراقبتو مف طرؼ قضاة االستئناؼ ،ومف بيف مف ّ
الفتّاح ،1واألستاذ زودة عمر ،2واألستاذة منصوري نورة.3
عدة ق اررات صادرة عف المحكمة العميا ،قبمت بموجبيا
يؤيد ىذا االتجاه أيضا ّ
كما ّ
الطعف بالنقض ضد ق اررات صادرة عف المجالس القضائية الفاصمة في االستئناؼ المرفوع
ضد أحكاـ التطميؽ أو الخمع ،والتي قضى مف خبلليا قضاة االستئناؼ أحيانا بتأييد حكـ
التطميؽ أو الخمع ،وأحيانا أخرى بإلغاء حكـ الدرجة األولى والقضاء مف جديد بالتطميؽ
أف المحكمة العميا أجازت الطعف باالستئناؼ في األحكاـ
أو الخمع ،مما ُيفيـ معو ّ
الصادرة في التطميؽ أو الخمع ،واالّ لقررت نقض قرار المجمس المطعوف فيو دوف
إحالتو.4
عدة
أقرت المحكمة العميا اختصاص قضاة االستئناؼ الحكـ بالتطميؽ في ّ
حيث ّ
ولما
ق اررات صدرت عنيا ،ومنيا القرار الصادر بتاريخ 1992/12/22الذي جاء فيوّ " :
أسس قضاة الموضوع (قضاة المجمس) ق ارراىـ القاضي بالتطميؽ عمى عدـ إمكانية إنجاب ّ
فإنيـ قد وفّروا
الطبية التي خمصت إلى عقـ الزوجّ ، ّ األوالد استنادا إلى نتائج الخبرة
لقضائيـ األسباب الشرعية الكافية ،ما عدا فيما يتعمّؽ بإلزاـ الزوج بالتعويض ،مما يتوجب
التعسؼ".5
ّ نقضو جزئيا في ىذا الجانب النعداـ حالة
كما جاء في قرار آخر لممحكمة العميا ما يمي " :حيث أف المادة 54مف ؽ.أ
ال تشترط قبوؿ الزوج لمبدأ الخمع ،وال لممبمغ الذي يطمبو ،منعا لبلبتزاز واالستغبلؿ ،وعمى
أف رفضو
ىذا فالقرار المنتقد بتأييده لمحكـ المستأنؼ القاضي برفض دعوى التطميؽ ،كما ّ
لطمب الخمع الذي تقدمت بو الطاعنة في طور االستئناؼ ،عمى أساس ّأنيا لـ تعرض
مبمغا معينا ،لـ يقـ عمى أي أساس قانوني أو شرعي ،وعميو فالوجو مؤسس ،األمر الذي
1تقية عبد الفتّاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .83
2زودة عمر ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية ،مرجع سابؽ ،ص .161-160
منصوري نورة ،مرجع سابؽ ،ص .75 3
عمر زودة ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية ،مرجع سابؽ ،ص .161 4
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في ،1999/12/22رقـ ،87301المجمة القضائية ،سنة 5
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في 2000/11/21رقـ ،252994المجمة القضائية،2001 ، 1
بشير سياـ ،الطعف بالنقض أماـ المحكمة العميا ،رسالة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف الخاص ،كمية الحقوؽ بف 4
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في ،1992/07/21ممؼ رقـ ،83603مجمة االجتياد 1
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في ،1991/03/20رقـ ،72858المجمة القضائية، 1
333
ويحتج بو في مواجية
تضمنوُ ،
ّ حجية الشيء المقضي فيو ،ولو قوة ثبوتية بما
الخمع يحوز ّ
الكافة ،وبالتالي أنو ال مجاؿ لمطعف فييا باالستئناؼ.
أف التعديؿ الذي أدخمو المشرع عمى المادة 57مف ؽ.أ منتقد ،حيث جمع
وأعتقد ّ
أف
وسوى بينيا مف حيث عدـ قابميتيا لبلستئناؼ ،بالرغـ مف ّ
بيف صور الطبلؽ المذكورةّ ،
طبيعة حكـ التطميؽ والخمع تختمؼ عف طبيعة حكـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج،
فاألوؿ حكـ منشئ ينشئ مركز قانونيا جديدا ،يبرز فيو دور إيجابي لمقاضي في إق ارره
والحكـ بو ،حيث يعايف القاضي ويكيؼ الوقائع المعتمد عمييا في تأسيس األسباب
المدعمة لطمب التطميؽ طبقا ألحكاـ قانوف األسرة ،ويفصؿ في مدى تأسيس طمب
ويكيؼ الوقائع
قدـ فييا ،كما يعايف أيضا ّالتطميؽ آخذا بعيف االعتبار الظروؼ التي ّ
نصت عميو المادة 451
المعتمد عمييا في طمب الخمع طبقا ألحكاـ قانوف األسرة ،وىو ما ّ
مف ؽ.إ.ـ.إ ،1وبذلؾ يظير الدور اإليجابي الذي يقوـ بو القاضي عند إصدار أحكاـ
التطميؽ والخمع ،أما حكـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة فيو حكـ كاشؼ فقط ،يكشؼ عف
مركز قانوني موجود ،أوجده الزوج بإرادتو المنفردة ،ودور القاضي فيو سمبي ،حيث
يقتصر عمى التأكد مف إرادة الزوج في طمب الطبلؽ فقط ،وال سمطة لو عميو ،فيو ُيثبت
الطبلؽ الذي أوقعو الزوج ،وىو ما يؤكده نص المادة 450مف ؽ.إ.ـ.إ الذي جاء فيو:
"يتأ ّكد القاضي مف إرادة الزوج في طمب الطبلؽ ،ويأمر باتخاذ كؿ التدابير التي يراىا
الزمة في ذلؾ".
فالحكـ القضائي ىو الذي ينشئ المركز القانوني المتعمؽ بالتطميؽ أو الخمع،
عكس الطبلؽ باإلرادة المنفردة التي ينشئ فييا الزوج المركز القانوني المتعمؽ بالطبلؽ،
أما الحكـ فيو كاشؼ فقط.
تنص المادة 451مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى ما يمي " :يعايف القاضي ويكيؼ الوقائع المعتمد عمييا 1
في تأسيس األسباب المدعمة لطمب التطميؽ طبقا ألحكاـ قانوف األسرة .ويفصؿ في مدى تأسيس الطمب ،آخذا بعيف
االعتبار الظروؼ التي قدـ فييا .يمكف لمقاضي أف يتّخذ كؿ التدابير التي يراىا مبلئمة ال سيما األمر بالتحقيؽ
أو بخبرة طبية أو االنتقاؿ لممعاينة .يتعيف عمى القاضي تسبيب اإلجراء المأمور بو إذا تعمؽ بخبرة طبية.
يعايف القاضي أيضا ويكيؼ الوقائع المعتمد عمييا في طمب الخمع طبقا ألحكاـ قانوف األسرة".
334
الحكميف ،ودور القاضي في كؿ مف انطبلقا مف ىذا االختبلؼ بيف طبيعة ُ
بأف المساواة بينيما في المادة 57
الطبلؽ باإلرادة المنفردة ودوره في التطميؽ والخمع ،نرى ّ
ألف
مف ؽ.أ ،والقوؿ بعدـ قابمية أحكاـ التطميؽ والخمع لمطعف فييا باالستئناؼ أمر منتقدّ ،
تقدمو الزوجة مف وسائؿ إثبات وأدلّة حوؿ
أحكاـ التطميؽ يعتمد فييا القاضي عمى ما ّ
توفّر سبب مف األسباب المحددة في المادة 53مف ؽ.أ ،وىي أسباب تخضع لتقدير
مضادة ،كما
ّ يقدـ عكسيا ويدحضيا بأدلّة
قاضي الموضوع وتكييفو ،والتي يمكف لمزوج أف ّ
أف صدور أحكاـ تقضي بالطبلؽ خمعا دوف ذكر العوض أو المقابؿ المالي لمخمع مثبل، ّ
يجعؿ الحكـ معيبا وغير منشئ لمخمع ،وتبقى الزوجية قائمة ،1كما ُيتصور وقوع القاضي
صحة الحكـ بالخمع ،كمخالفة نص قانوني ،ومثاؿ ذلؾ حكـ ّ في أخطاء تؤثر عمى
القاضي بفؾ الرابطة الزوجية خمعا دوف حضور الزوجة ،والتأ ّكد مف إرادتيا في طمب
الخمع ،وفقا لنص الفقرة األخيرة مف المادة 451مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث جاء في أحد ق اررات
المحكمة العميا ما يمي ... " :وبالتالي ال يمكف بأي حاؿ إيقاع الطبلؽ ميما كاف وصفو
في غياب الزوج طالب حؿ عقد الزواج وعدـ حضوره جمسة الصمح واالستماع إليو ،كما
خاصة ،رسمية
ّ ال يمكف أف ينيبو أحد في جمسات الصمح ميما كاف نوع الوكالة عامة أـ
ألف الغاية مف حضور جمسات الصمح فضبل عف محاولة إصبلح ذات أـ غير رسميةّ ،
البيف ،ىو تأ ّكد المحكمة مف إرادة الزوج في طمب حؿ عقد الزواج وفقا لنص المادة 450
وخاصة
ّ أف ىذه اإلرادة صحيحة خالية مف عيوب اإلرادة
وخاصة التأ ّكد مف ّ
ّ مف ؽ.إ.ـ.إ،
ضدىا ،واكتفائيا
المدعية المطعوف ّ
أف المحكمة بقضائيا بالخمع دوف حضور ّ اإلكراه ،و ّ
بإنابة محامييا الوكيؿ عنيا بوكالة رسمية ،قد خالفت قاعدة جوىرية في اإلجراءات فعبل
وعرضت بذلؾ حكميا لمنقض" ،2ووجو االستدالؿ في ىذا القرار ،الخطأ الذي ارتكبو ّ
قاضي الدرجة األولى عند حكمو ب الخمع دوف التأكد مف إرادة الزوجة ،وخمو ىذه اإلرادة
صحتيا ،بالرغـ مف
ؾ الرابطة الزوجية وتؤثر في ّ
مف اإلكراه ،وىي أخطاء تعيب أحكاـ ف ّ
لحسيف بف شيخ آث ممويا ،رسالة في طبلؽ الخمع ،مرجع سابؽ ،ص .300 1
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2014/07/10ممؼ رقـ ،0950026مجمة 2
تقية عبد الفتّاح ،قضايا شؤوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .81 1
336
الثانية مف درجات التقاضي ،وبالتالي يفوتوف عمى الخصـ درجة مف درجات التقاضي،
ألف الجوانب المادية يحكـ القاضي فييا بحكـ صادر في أوؿ درجة ،وىي تقبؿ االستئناؼ
ّ
فييا ،وىو ما دفع المحكمة العميا إلى التأكيد عمى وجوب احتراـ مبدأ التقاضي عمى
ؾ الرابطة
درجتيف في ىذه المسائؿ ،وأنو يجوز استئناؼ الجوانب المادية لمحكـ الفاصؿ بف ّ
تطرقت ليذا األمر ،قرارىا الذي جاء فيو:
الزوجية ،ومف بيف ق اررات المحكمة العميا التي ّ
أف النزاع حوؿ بدؿ الخمع عند االتفاؽ عمى ما مقداره ،مف المسائؿ القابمة
" ...لكف حيث ّ
لبلستئناؼ وليس لمطعف بالنقض ،مما يتعيف رفض الوجو المثار لعدـ التأسيس ،1"...
أف المحكمة العميا كاف عمييا أف ترفض الطعف بالنقض شكبل ،ودوف التطرؽ غير ّ
ألف الطعف بالنقض ال يجوز أصبل في األحكاـ الصادرة في أوؿ درجة،
لموضوع النزاعّ ،
ثـ القرار الصادر عف المجمس
بؿ تقبؿ الطعف باالستئناؼ فييا أماـ المجمس القضائيّ ،
بشأنيا ىو الذي يقبؿ الطعف بالنقض فيو.2
ويجب التنبيو إلى ّأنو إذا رفعت الزوجة دعوى التطميؽ أو الخمع أماـ المحكمة
يحؽ ليا الطعف باالستئناؼ في الحكـ كمو،
فإنو ّ
المختصة ،وصدر حكـ برفض الدعوىّ ،
يحؽ لو الفصؿ في دعوى حيث يختّص المجمس القضائي بالنظر في موضوع الدعوى ،و ّ
التطميؽ أو الخمع ،حيث قد يمغي الحكـ المستأنؼ ويقضي بالتطميؽ أو الخمع ،وال يعتبر
ذلؾ مخالفة ألحكاـ المادة 57مف ؽ.أ التي تمنع االستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ
ألف الحكـ الصادر عف قاضي الدرجة
أو التطميؽ أو الخمع ما عدا في جوانبيا الماديةّ ،
ثـ يحؽ لقضاة
األولى لـ يقض بالطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع ،بؿ رفض الدعوى ،ومف ّ
االستئناؼ إلغاء الحكـ المستأنؼ ،والقضاء مف جديد بالتطميؽ أو الخمع ،وىو يدخؿ في
اختصاصو ،وقد أ ّكدت المحكمة العميا ذلؾ في غير ما قرار صدر عنيا ،ونذكر عمى
سبيؿ المثاؿ القرار المؤرخ في 1993/04/27الذي جاء فيو ... " :كما أف االستئناؼ
يرفع النزاع برمتو أماـ المجمس ،وقد طالبت المطعوف ضدىا في دعوى خاصة بالتطميؽ،
فضمت إلى دعوى الطاعف الذي أصدرت المحكمة بشأنيما الحكـ المستأنؼ ،فالقضاء
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2009/09/19رقـ ،09/01009قرار غير 1
منشور.
لحسيف بف شيخ آث ممويا ،رسالة في طبلؽ الخمع ،مرجع سابؽ ،ص .260 2
337
بالتطميؽ مف طرؼ المجمس مندرج في اختصاصو شرعا وقانونا ،وذلؾ أف المادة 57مف
ؽ.أ إذا كانت ال تجيز االستئناؼ في األحكاـ بالطبلؽ إال فيما تعمّؽ منيا بالجوانب
ويرد
ّ المادية ،فبل تنطبؽ في قضية الحاؿ لكوف الحكـ المستأنؼ لـ يقض بالطبلؽ،
الوجياف بذلؾ ،وبالتالي رفض الطعف".1
كما تجدر اإلشارة إلى موقؼ المشرع المصري المتعمؽ بالتفرقة بيف أحكاـ
الطبلؽ مف حيث قابمية الطعف فييا بطرؽ الطعف العادية وغير العادية ،وأثر ذلؾ عمى
نصت الفقرة األخيرة مف المادة 20مف القانوف رقـ 01لسنة 2000
تنفيذييا ،حيث ّ
المتضمف تنظيـ بعض أوضاع واجراءات التقاضي في مسائؿ األحواؿ الشخصية المعدؿ
بالقانوف رقـ 91لسنة 2000ما يمي " :ويقع الخمع في جميع األحواؿ طبلؽ بائف،
ويكوف الحكـ – في جميع األحواؿ -غير قابؿ لمطعف عميو بأي طريؽ مف طرؽ الطعف"،
بينما نصت المادة 63مف نفس القانوف عمى ما يمي " :ال تُنفذ األحكاـ الصادرة بفسخ
عقود الزواج أو بطبلنيا أو بالطبلؽ أو بالتطميؽ إال بانقضاء مواعيد الطعف عمييا بطريؽ
النقض ،فإذا طعف عمييا في الميعاد القانوني ،استمر عدـ تنفيذىا لحيف الفصؿ في
الطعف ،وعمى رئيس المحكمة أو مف ينيبو تحديد جمسة لنظر الطعف مباشرة أماـ المحكمة
في موعد ال يجاوز ستيف يوما مف تاريخ إيداع صحيفة الطعف لقمـ كتاب المحكمة
أو وصوليا إليو ،وعمى النيابة العامة تقديـ مذكرة برأييا خبلؿ ثبلثيف يوما عمى األكثر
قبؿ الجمسة المحددة لنظر الطعف ،واذا نقضت المحكمة الحكـ كاف عمييا أف تفصؿ في
فرؽ بيف حكـ الطبلؽ خمعا،
الموضوع" ،وبالتالي يظير موقؼ المشرع المصري الذي ّ
وجعمو غير قابؿ ألي طريؽ مف طرؽ الطعف ،وبالتالي ُينفذ بمجرد صدروه ،وبيف حكـ
أقر وقؼ تنفيذىا إلى غاية انقضاء ميعاد
الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج أو التطميؽ ،و ّ
تـ ذلؾ ،وىو
الطعف بالنقض إذا لـ يطعف فييا ،والى غاية الفصؿ في الطعف بالنقض إذا ّ
خاصة فيما يتعمؽ بوقؼ تنفيذ أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة إلى غاية
ّ موقؼ منتقد
ألف ىذه الصورة مف صور الطبلؽ ليا انقضاء أجؿ الطعف بالنقض أو الفصؿ فيو ،نظ ار ّ
صرح بالطبلؽ فبل يمكف الحيمولة دوف
خصوصيتيا مف حيث أف العصمة بيد الزوج ،واذا ّ
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في ،1993/04/27ممؼ رقـ ،89635المجمة القضائية ،سنة 1
لحسيف بف شيخ آث ممويا ،رسالة في طبلؽ الخمع ،مرجع سابؽ ،ص .279 1
339
مجمة األحواؿ الشخصية التونسية عمى ما يمي " :وتقضي المحكمة ابتدائيا في الطبلؽ،
بعد فترة تأمؿ تدوـ شيريف قبؿ طور المرافعة ،كما تقضي في جميع ما يتعمؽ بآثاره،
وتبت في الوسائؿ المتأ ّكدة
ّ العدة،
وتحدد مبمغ الجراية التي تستحقيا المفارقة بعد انقضاء ّ
ّ
موضوع الق اررات الفورية الصادرة عف قاضي األسرة" ،وبالتالي يستنتج ّأنو يوقؼ تنفيذ
حكـ الطبل ؽ حتى استنفاد طرؽ الطعف المتاحة ،بما فييا االستئناؼ والتعقيب ،ما عدا
الجزء المتعمؽ بالحضانة والنفقة والجراية والسكنى وحؽ الزيارة فقد استثناىا المشرع
التونسي مف وقؼ التنفيذ صراحة ،حيث تكوف مشمولة بالنفاد المعجؿ بالرغـ مف
االستئناؼ أو التعقيب ،طبقا لمفقرة األخيرة مف الفصؿ 32مف المجمة ،والذي جاء فيو:
"وتنفذ رغما عف االستئناؼ أو التعقيب أجزاء الحكـ المتعمقة بالحضانة والنفقة والجراية
والسكنى وحؽ الزيارة".
-3الطعن باالستئناف في أحكام الطالق بالتراضي
نص المشرع صراحة عمى عدـ جواز الطعف باالستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ ّ
الشؽ المتعمؽ بالجوانب
ّ ؾ الرابطة الزوجية ،أو في
الشؽ المتعمؽ بف ّ
ّ بالتراضي ،سواء في
المادية ،وذلؾ ما أ ّكده نص المادة 433مف ؽ.إ.ـ.إ ،الذي جاء فيو " :أحكاـ الطبلؽ
بالتراضي غير قابمة لبلستئناؼ" ،ولع ّؿ ذلؾ يرجع إلى طبيعة أحكاـ الطبلؽ بالتراضي
ؾ الرابطة الزوجية بإرادتيما المشتركة ،واتّفقا
ألف الزوجيف اتّفقا عمى ف ّ
ودور القاضي فيياّ ،
عمى توابع الطبلؽ ،ويقتصر دور القاضي في ىذه الدعاوى عمى التأ ّكد مف رضائيما،
ومحاولة الصمح بينيما إف كاف ذلؾ ممكنا ،ثـ ينظر في شروط االتفاؽ المبرـ بينيما،
ثـ ُيثبت القاضي إرادة
ومدى توافقو مع مصمحة األوالد وعدـ مخالفتو النظاـ العاـّ ،
ويصرح
ّ الزوجيف في الطبلؽ ،بإصدار حكـ يتضمف المصادقة عمى االتفاؽ النيائي
بالطبلؽ.
أف الزوجيف ىما
وبذلؾ يتّضح أف القاضي صادؽ عمى إرادة واتفاؽ الزوجيف ،و ّ
الفاعميف األساسيف في ىندسة وصناعة الحكـ القضائي القاضي بالطبلؽ بالتراضي
بينيما ،ومف الطبيعي أف ال ُي سمح ليما الطعف فيو باالستئناؼ ،ألنو يتضمف ما توصبل
إليو مف شروط بمحض إرادتيما.
340
ؾ الرابطة الزوجية عف طريؽ الطبلؽعدة أحكاـ قضائية تتعمؽ بف ّ ُّ
شيدت ّ وقد
بالتراضي ،ومع ذلؾ تصدر نيائيا فيما عدا جوانبيا المادية ،1وىو أمر مجانب لمصواب،
شقييا المتعمؽ بفؾ الرابطة
إذ الصحيح أنيا أحكاـ تصدر نيائيا في أوؿ وآخر درجة في ّ
الزوجية والجوانب المادية.
وقد أ ّكدت المحكمة العميا عدـ جواز الطعف باالستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ
أف المادة
بالتراضي في جميع جوانبيا ،حيث جاء في أحد ق ارراتيا ما يمي " :لكف حيث ّ
أف( :أحكاـ الطبلؽ بالتراضي غير قابمة 433مف ؽ.إ.ـ.إ تنص صراحة عمى ّ
أف جميع مقتضيات تمؾ األحكاـ غير قابمة لبلستئناؼ بما فييا
لبلستئناؼ) ،مما يعني ّ
ثـ فإف
تمؾ الفاصمة في الجوانب المادية ،وتبقى خاضعة فقط لمطعف بالنقض ،ومف ّ
القضاء مف قبؿ قضاة المجمس بعدـ قبوؿ االستئناؼ المرفوع مف طرؼ الطاعف ضد
الحكـ الصادر عف محكمة متميمي بتاريخ 2009/05/11القاضي بالطبلؽ بالتراضي بيف
الطرفيف ،وبالحضانة والنفقة وبالسكف أو بدؿ اإليجار ،استنادا إلى أحكاـ المادة المذكورة،
يعد مف جانبيـ تطبيقا سميما لمقانوف ،األمر الذي يجعؿ األوجو المثارة غير مؤسسة،
ّ
ويتعيف عدـ االعتداد بيا ،والقضاء نتيجة لذلؾ برفض الطعف ،2"...وبذلؾ يكوف موقؼ
ّ
المحكمة العميا القاضي عدـ جواز االستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ بالتراضي موافؽ لما نص
المشرع في المادة 433مف ؽ.إ.ـ.إ.
ّ عميو
أف المحكمة العميا أجازت الطعف باالستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ بالتراضي
غير ّ
إذا خالؼ قاضي الدرجة األولى االتفاؽ الحاصؿ بيف الزوجيف ،وقضى بخبلؼ ما اتّفؽ
يعدؿ قاضي الدرجة الثانية حكـ الطبلؽ بالتراضي فيما يتعمؽ
عميو الزوجاف ،حيث ّ
بتعديؿ الشروط التي اتفؽ عمييا الزوجاف عند الطبلؽ ،حيث جاء في قرار المحكمة العميا
أف الطرفاف اتّفقا رضائيا (الصمح) عمى الطبلؽ،
تبيف في دعوى الحاؿ ّ
ما يمي " :ومتى ّ
محكمة سيدي امحمد ،قسـ شؤوف األسرة ،حكـ مؤرخ في ،2013/12/23فيرس رقـ ،13/08645جدوؿ رقـ 1
،13/07203غير منشور ،الممحؽ رقـ ،01وكذا حكـ محكمة الحراش ،قسـ شؤوف األسرة صادر بتاريخ
،2013/04/18فيرس رقـ ،13/03874جدوؿ رقـ ،13/02012غير منشور ،الممحؽ رقـ .02
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2012/06/14رقـ ،692661مجمة المحكمة 2
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2007/02/14رقـ ،381468مجمة المحكمة 1
يعتبر الطعف بالنقض طريقا غير عادي مف طرؽ الطعف ،والذي ال يمجأ إليو إالّ
نصومبينة عمى سبيؿ الحصر ،وليس لو أثر موقؼ إال إذا ّ
في حاالت محددة قانوناّ ،
القانوف صراحة عمى ذلؾ ،وتقتصر ىذه الدراسة عمى التطرؽ لمطعف بالنقض دوف غيره
مف طرؽ الطعف غير العادية ،وىي التماس إعادة النظر ،واعتراض الغير الخارج عف
الخصومة ،نظ ار ألىميتو وكثرة ممارستو كطريؽ غير عادي لمطعف في األحكاـ والق اررات
تميزه عف طرؽ الطعف العاديةالنيائية الصادرة في شؤوف األسرة ،باإلضافة إلى ّ
ؾ
المعارضة واالستئناؼ ،مف حيث خصائصو واجراءاتو ،وألحكامو الخاصة بقضايا ف ّ
الرابطة الزوجية ،لذا يت ّـ تناوؿ في المطمب األوؿ المبادئ العامة لمطعف بالنقض في
ؾ الرابطة
ص المطمب الثاني لمطعف بالنقض في أحكاـ ف ّ
خص ُ
أحكاـ شؤوف األسرة ،وُي ّ
الزوجية.
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2013/07/11ممؼ رقـ ،0900166مجمة 1
تسير المحكمة العميا عمى توحيد االجتياد القضائي ،وتعمؿ عمى تصحيح أعماؿ
المحاكـ والمجالس القضائية حتى تكوف موافقة لمقانوف ،والوسيمة القانونية التي تسمح
بالمجوء إلى المحكمة العميا ىي الطعف بالنقض.
إف المحكمة العميا باعتبارىا جية لمطعف بالنقض ليست درجة ثالثة لمتقاضي،
ّ
فيي ال تقوـ بإعادة النظر في الدعوى مف حيث الموضوع ،وتدارؾ األخطاء التي قد يقع
فييا قضاة الدرجة األولى والثانية ،واّنما ينحصر دورىا في نقض األحكاـ المخالفة لمقانوف
أو التي لـ تطبقو تطبيقا سميما ،وتحيؿ القضية إلى الجية القضائية المختصة بنفس
تقوـ أعماؿ القضاء،
التشكيمة أو بتشكيمة أخرى ،لمفصؿ فيو مف جديد ،فيي جية رقابة ّ
وتعمؿ عمى توحيد االجتياد القضائي ،ألنيا محكمة قانوف.
ويقتضي بياف المبادئ العامة لمطعف بالنقض في أحكاـ شؤوف األسرة التطرؽ
ثـ بياف إجراءاتو وآثاره في الفرع الثاني.
إلى مفيوـ الطعف بالنقض في الفرع األوؿّ ،
عبد السبلـ ذيب ،الطعف بالنقض في المواد المدنية قانونا وقضاء ،مرجع سابؽ ،ص .45 1
344
آخر درجة ،كما أتاح ذلؾ لمنيابة العامة في بعض الحاالت كذلؾ ،مف أجؿ بسط المحكمة
العميا رقابتيا عمى الحموؿ التي أعطاىا قضاة الموضوع لمنزاع ومدى مطابقتيا لمقانوف،
وذلؾ عمى ضوء أوجو الطعف التي أثارىا الطاعف أو أثارتيا المحكمة العميا تمقائيا.
-2األحكام والق اررات التي يجوز الطعن فييا بالنقض
ال يجوز الطعف بالنقض إالّ في األحكاـ النيائية التي ال تقبؿ طريقا آخر لمطعف،
فاألحكاـ التي تصدر في أوؿ وآخر درجة عف المحاكـ والفاصمة في موضوع الدعوى،
أو الق اررات التي تصدر في آخر درجة عف المجالس القضائية ىي التي تقبؿ الطعف فييا
بالنقض ،وفقا لنص المادة 349مف ؽ.إ.ـ.إ ،كما ّأنو ال يجوز سموؾ مسمؾ الطعف
أف األحكاـ الصادرة قبؿ الفصؿ في
بالنقض إذا كاف الطعف باالستئناؼ متاحا ،وما داـ ّ
الموضوع ال تقبؿ الطعف باالستئناؼ إال مع الحكـ الفاصؿ في الموضوع ،فيي مف باب
أولى غير قابمة لمطعف فييا بالنقض ،وفقا لنص المادة 351مف ؽ.إ.ـ.إ.
أف األحكاـ والق اررات الصادرة في آخر درجة والتي تُنيي الخصومة ،سواء
كما ّ
بالفصؿ في دفع شكمي ،أو بعدـ القبوؿ ،أو أي دفع عارض آخر ،تكوف قابمة لمطعف فييا
بالنقض وفقا لنص المادة 350مف ؽ.إ.ـ.إ.
أ ّما األحكاـ والق اررات الغيابية فبل تقبؿ الطعف فييا بالنقض إال بعد تبميغيا تبميغا
قانونيا ،وفوات آجاؿ المعارضة ،طبقا لنص المادة 355مف ؽ.إ.ـ.إ ،تفاديا لتداخؿ طرؽ
المدعي بالنقض في القرار الغيابي ،بينما يطعف المدعى عميو فيو
الطعف ،فقد يطعف ّ
المدعي تبميغ القرار
بالمعارضة ،وىو ما يؤدي إلى تداخؿ الطعوف ،لذا يجب عمى ّ
حؽ لو الطعف
الغيابي ،فإذا ما انقضت آجاؿ المعارضة دوف معارضة المدعى عميوّ ،
مرتيف ،كأف يرفع الطعف بالنقض ويرفض
بالنقض فيو ،كما ال يمكف الطعف بالنقض ّ
مرة ثانية لتدارؾ الخطأ الشكمي الذي وقع فيو.
شكبل ،ثـ ُيرفع ّ
نص المشرع في المادة 352مف ؽ.إ.ـ.إ عمى عدـ جواز الجمع بيف الطعف و ّ
بالنقض والتماس إعادة النظر في وقت واحد ،وذلؾ تفاديا لصدور أحكاـ متناقضة.
-3األطراف التي يحق ليا رفع الطعن بالنقض
يحؽ ألطراؼ الحكـ أو القرار المطعوف فيو رفع الطعف بالنقض ،سواء مف
ّ
يحؽ
طرفيـ شخصيا أو مف طرؼ وكبلئيـ ،أو مف طرؼ ذوي الحقوؽ بعد وفاتيـ ،حيث ّ
345
لممدعي والمدعى عميو ،والمدخؿ والمتدخؿ في الخصاـ ،والغير إذا مارس اعتراض الغير
يحؽ لمنيابة
ّ الخارج عف الخصومة ،بشرط أف يثبت أىميتو ومصمحتو في الطعف ،كما
العامة عندما تكوف طرفا أصميا في الدعوى الطعف بالنقض مثميا مثؿ الخصوـ.
يحؽ لمنائب العاـ لدى المحكمة العميا الطعف بالنقض في حكـ أو قرار صدر
كما ّ
ٍ
مخالؼ لمقانوف ،ولـ يطعف فيو في آخر درجة إذا وصؿ إلى عممو صدور حكـ أو قرار
أحد مف الخصوـ ،حي ث يعرض النائب العاـ األمر عمى المحكمة العميا بعريضة بسيطة
ٌ
التي تفصؿ في الطعف ،وال يحؽ لمخصوـ إذا ما نقضت المحكمة العميا الحكـ أو القرار
تـ نقضو ،وىذا وفقا
مما قضى بو الحكـ أو القرار الذي ّ
المطعوف فيو التمسؾ بو لمتخمص ّ
لنص المادة 353مف ؽ.إ.ـ.إ.
-4أجل رفع الطعن بالنقض
ّبيف المشرع أجؿ الطعف بالنقض في المادة 354مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث ُيرفع الطعف
بالنقض خبلؿ أجؿ شيريف مف تاريخ التبميغ الرسمي لمحكـ أو القرار الحضوري المطعوف
فإف أجؿ
أما إذا كاف التبميغ في الموطف الحقيقي أو المختارّ ،
تـ التبميغ شخصياّ ،
فيو إذا ّ
الطعف بالنقض ىو ثبلثة أشير مف تاريخ التبميغ الرسمي.
فإف أجؿ الطعف بالنقض ال يسري إال بعد
أما بالنسبة لؤلحكاـ والق اررات الغيابية ّ
انقضاء أجؿ المعارضة ،طبقا لنص المادة 355مف ؽ.إ.ـ.إ.
تـ
أف سرياف أجؿ الطعف بالنقض أو أجؿ إيداع المذكرة الجوابية يتوقؼ إذا ّ
غير ّ
تقديـ طمب المساعدة القضائية مف طرؼ الطاعف ،ويستأنؼ األجؿ ابتداء مف تاريخ تبميغ
المعني بقرار المساعدة القضائية بواسطة رسالة مضمنة مع إشعار باالستبلـ ،وذلؾ وفقا
لنص المادة 356و 357مف ؽ.إ.ـ.إ.
ثانيا -خصائص الطعن بالنقض
يتـ التطرؽ إلييا فيما يمي:
بعدة خصائص ّيتميز الطعف بالنقض ّ
-1منع الطمبات واألوجو الجديدة
أف دور المحكمة العمياأف المحكمة العميا ليست جية ثالثة لمتقاضي ،وبما ّ
بما ّ
يقتصر عمى مراقبة ما إذا كاف قضاة الموضوع طبقوا القانوف تطبيقا سميما ،فإف تقديـ
مرة أماـ المحكمة العميا أم ار غير
ألوؿ ّ
الطمبات الجديدة أو الوسائؿ واألوجو الجديدة ّ
346
مقبوؿ ،إذ ال يمكف التمسؾ إال بما سبؽ عرضو أماـ المحكمة أو المجمس القضائي مف
وسائؿ وطمبات.
أف األوجو والوسائؿ المتعمقة بالنظاـ العاـ يجوز إثارتيا أماـ المحكمة العميا،
غير ّ
ألنو كاف عمى القضاة إثارتيا مف تمقاءيتـ إثارتيا مف قبؿ أماـ قضاة الموضوعّ ، ولو لـ ّ
أنفسيـ ،ومثاؿ ذلؾ :االختصاص النوعي ،تجاوز السمطة ،انقضاء ميعاد االستئناؼ.
-2عدم جواز المعارضة في ق اررات المحكمة العميا الصادرة غيابيا
تـ تبميغ مذكرة الطعف بالنقض لمخصـ
يعتبر قرار المحكمة العميا حضوريا إذا ّ
الرد وتوقيعيا مف طرؼ محاـ معتمد لدى المحكمة
تبميغا رسميا صحيحا ،بإيداع مذكرة ّ
يتـ ىذا التبميغ الرسمي فيصدر القرار غيابيا ،ولـ يكف المشرع يمنع
العميا ،أما إذا لـ ّ
أف المشرع منع المعارضة صراحةالمعارضة في الق اررات الغيابية في ؽ.إ.ـ الممغى ،إال ّ
في الق اررات الصادرة عف المحكمة العميا بموجب المادة 379مف ؽ.إ.ـ.إ .
-3وجوب استناد الطعن بالنقض عمى أوجو قانونية
تنصب رقابتيا عمى األوجو
ّ ال تخضع الوقائع لرقابة المحكمة العميا ،واّنما
القانونية فقط ،كالتكييؼ الذي أعطاه القاضي لموقائع المعروضة عميو ،وعمى النتائج
القانونية التي توصؿ إلييا.
حدد المشرع في المادة 358مف ؽ.إ.ـ.إ األوجو التي يجب أف ُيبنى عمييا
وقد ّ
الطعف بالنقض بثماني عشرة وجياُ ،ذكرت عمى سبيؿ الحصر ،حيث ال يجوز الطعف
بالنقض في األحكاـ والق اررات إال بناء عمى واحد مف ىذه األوجو أو أكثر.
347
الفرع الثاني :إجراءات الطعن بالنقض وآثاره
يفرض المشرع احتراـ جممة مف اإلجراءات عند ممارسة الطعف بالنقض ضد
األحكاـ والق اررات ،وتتميز اإلجراءات المتبعة أماـ المحكمة العميا عف اإلجراءات المتّبعة
أماـ المحاكـ أو المجالس القضائية (أوال) ،كما يترتب عف الطعف بالنقض آثا ار تختمؼ
عف اآلثار التي تترتب عف الطعف بالمعارضة أو االستئناؼ (ثانيا).
أوال -إجراءات رفع الطعن بالنقض
تطرؽ المشرع إلى إجراءات الطعف بالنقض في المادة 560مف ؽ.إ.ـ.إ
ّ
إما بتصريح الطاعف أو محاميو أو بعريضة
يتـ رفع الطعف بالنقض ّ
وما بعدىا ،حيث ّ
مكتوبة ،ويجب أف تتضمف عريضة الطعف بالنقض توقيع المحامي وختمو وعنوانو
1
ويتـ
ّ ، الميني ،تحت طائمة عدـ قبوليا شكبل تمقائيا ،طبقا لنص المادة 567مف ؽ.إ.ـ.إ
إما بتصريح أو عريضة أماـ أمانة ضبط المحكمة رفع الطعف بالنقض وفؽ طريقتيفّ ،
العميا ،وا ّما أماـ أمانة ضبط المجمس القضائي الذي صدر في دائرة اختصاصو الحكـ
تقيد التصريحات وعرائض
موضوع الطعف ،طبقا لنص المادة 560مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث ّ
سجؿ قيد الطعوف بالنقض،
سجؿ خاص يسمى ّ الطعوف حسب تاريخ وصوليا ضمف ّ
موضوع تحت مسؤولية أميف الضبط الرئيسي ،ويكوف مرقما وموقعا مف طرؼ رئيس
المحكمة العميا أو رئيس المجمس حسب الحالة ،والذي يراقب مسكو دوريا ،طبقا لنص
المادة 561مف ؽ.إ.ـ.إ.
وفيما يخص التصريح بالطعف بالنقض ،فقد ّبيف المشرع في المادة 562مف
يعده أميف الضبط الرئيسي
يتـ مف طرؼ الطاعف أو محاميو في محضر ّ ؽ.إ.ـ.إّ ،أنو ّ
يفوض أميف ضبط لمقياـ بذلؾ ،حيث لدى المحكمة العميا أو المجمس القضائي ،أو ّ
ثـ يوقع المحضر مف
يتضمف التصريح البيانات المحددة بموجب المادة 562المذكورةّ ،
ضده.
محرره والقائـ بالتصريح ،الذي يتسمّـ نسخة منو مف أجؿ تبميغو لممطعوف ّ
باستثناء الدولة والبمدية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية فيي معفاة مف التمثيؿ الوجوبي بمحاـ أماـ 1
المحكمة العميا ،طبقا لمفقرة الثانية مف المادة 558مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية.
348
ضده رسميا نسخة مف محضر التصريح ويجب عمى الطاعف أف يبمّغ المطعوف ّ
بالطعف بالنقض خبلؿ أجؿ شير واحد مف تاريخ التصريح بالطعف بالنقض ،ويجب التنبيو
أف عميو تأسيس محاـ مقبوؿ لدى المحكمة العميا إذا رغب في الدفاع
في محضر التبميغ ّ
عف نفسو ،كما يمتزـ الطاعف أف يودع بأمانة ضبط المحكمة العميا أو المجمس القضائي
عريضة الطعف بالنقض خبلؿ أجؿ شيريف مف تاريخ التصريح بالطعف بالنقض ،تحت
طائمة عدـ قبوؿ الطعف بالنقض شكبل ،طبقا لنص المادة 563مف ؽ.إ.ـ.إ.
فإف الطاعف ممزـ بالتبميغ
تـ رفع الطعف بالنقض بموجب عريضةّ ، أما إذا ّ
ّ
الرسمي بنسخة مف عريضة الطعف بالنقض مؤشر عمييا مف طرؼ أميف الضبط الرئيسي
ضده خبلؿ أجؿ شير واحد مف
لدى المحكمة العميا أو المجمس القضائي ،إلى المطعوف ّ
تاريخ إيداع العريضة بأمانة ضبط المحكمة العميا أو المجمس القضائي ،طبقا لنص المادة
564مف ؽ.إ.ـ.إ.
ويشترط لقبوؿ عريضة الطعف بالنقض أف تتضمف البيانات المحددة في المادة
565مف ؽ.إ.ـ.إ ،تحت طائمة عدـ قبوليا شكبل ،والذي تثيره المحكمة العميا تمقائيا ،مف
ضمف ىذه البيانات عرض موجز لموقائع واإلجراءات المتّبعة ،مع عرض أوجو الطعف
المتمسؾ بو أو الفرع منو إال حالة
ّ المؤسس عمييا الطعف بالنقض ،عمى أال يتضمف الوجو
واحدة مف حاالت الطعف بالنقض مع تحديدىا ،واال ُرفض الوجو المثار مف قبؿ الطاعف.
ؽ عريضة الطعف بالنقض بنسخة مطابقة ألصؿ القرار أو الحكـ ويجب أف تُرفَ َ
محؿ الطعف ،وكذا محاضر التبميغ الرسمي إف وجدت ،باإلضافة إلى نسخة مف الحكـ
المؤيد أو الممغى بالقرار محؿ الطعف ،باإلضافة إلى الوثائؽ المشار إلييا في عريضة
الطعف ،ووصؿ دفع الرسـ القضائي ،ومحاضر التبميغ الرسمي لمتصريح و/أو عريضة
فإف المحكمة
الطعف بالنقض إلى المطعوف ضده ،بحيث إذا تخمّفت وثيقة مف ىذه الوثائؽ ّ
العميا تقضي تمقائيا بعدـ قبوؿ الطعف شكبل ،طبقا لنص المادة 566مف ؽ.إ.ـ.إ.
يقدـ مذكرة جواب عمى عريضة الطعف بالنقض ويجب عمى المطعوف ضده أف ّ
موقعة مف قبؿ محامي معتمد لدى المحكمة العميا إلى أميف الضبط الرئيسي لممحكمة
العميا أو المجمس القضائي ،خبلؿ أجؿ شيريف مف تاريخ التبميغ الرسمي لعريضة الطعف
349
بالنقض ،كما عميو أف يبمّغيا إلى محامي الطاعف خبلؿ نفس األجؿ ،تحت طائمة عدـ
القبوؿ التمقائي ،طبقا لنص المادة 568مف ؽ.إ.ـ.إ.
وبعد انتياء اآلجاؿ المحددة قانونا لؤلطراؼ مف أجؿ إيداع مذكراتيـ ،يقوـ أميف
الضبط الرئيسي لممجمس القضائي بإرساؿ الممؼ مشكبل ومرفقا بممؼ القضية إلى أميف
المختصة ،طبقا لنص
ّ الضبط الرئيسي بالمحكمة العميا ،والذي يحيمو إلى رئيس الغرفة
المادة 569مف ؽ.إ.ـ.إ.
وينص فييا عمى
تصدر ق اررات المحكمة العميا في جمسة عمنية ،وتكوف معمّمة ُ
النصوص القانونية المطبقة ،ويجب أف تتضمف البيانات التي حددتيا المادة 582مف
ؽ.إ.ـ.إ ومنيا:
-1اسـ ولقب وصفة وموطف كؿ الخصوـ ،وأسماء وألقاب محامييـ وعناوينيـ المينية.
-2المذكرات المقدمة واألوجو المثارة.
-3أسماء وألقاب وصفات القضاة الذيف أصدروه مع صفة المستشار المقرر.
-4اسـ ولقب ممثؿ النيابة العامة.
-5سماع محامي الخصوـ في الجمسة عند االقتضاء
-6النطؽ بالقرار في جمسة عمنية
ومف البيانات التي استحدثيا المشرع في التعديؿ األخير لقانوف اإلجراءات المدنية
واإلدارية ما يمي:
-1اسـ و لقب أميف الضبط الذي ساعد التشكيمة
-2تبلوة التقرير خبلؿ الجمسة والمداولة
-3في حالة وجود مانع وقت إمضاء القرار ،يعيف الرئيس األوؿ لممحكمة العميا بموجب
مستشار آخر ،أو أميف ضبط آخر لمتوقيع عمى أصؿ القرار حسب الحالة.
ا أمر رئيسا أو
يتـ إرساؿ نسخة مف قرار المحكمة العميا إلى الجية القضائية التي أصدرت
حيث ّ
الحكـ أو القرار المطعوف فيو ،وذلؾ عف طريؽ أمانة ضبط المحكمة العميا ،طبقا لممادة
لمفقرة األولى 583مف ؽ.إ.ـ.إ ،حتى يتمكف المواطنوف مف سحب ق اررات المحكمة العميا
يتـ التأشير عمى ىامش أصؿ الحكـ أو القرار بمنطوؽ القرار الصادر مف
بسيولة ،كما ّ
350
المحكمة العميا ،وذلؾ مف طرؼ أمانة ضبط الجية القضائية المرسؿ إلييا طبقا لنص
المادة 583الفقرة الثانية مف ؽ.إ.ـ.إ.
ثانيا -آثار الطعن بالنقض
ألف المحكمة العميا تبسط رقابتيا عمى الحكـ
ليس لمطعف بالنقض أي أثر ناقؿّ ،
تـ
أو القرار مف ناحية التطبيؽ السميـ لمقانوف ،وال تفصؿ في موضوع النزاع ،واذا ما ّ
فإنيا تحيؿ النزاع إلى قضاة الموضوع لمفصؿ فيو مف جديد ،أينقض الحكـ أو القرار ّ
النقض مع اإلحالة ،وقد تكتفي بالنقض دوف إحالة إذا كاف حكـ المحكمة العميا بما فصؿ
فيو مف نقاط قانونية ال يترؾ مف النزاع ما يتطمب الحكـ فيو ،طبقا لنص المادة 365مف
ؽ.إ.ـ.إ.
تـ َرفعُ الطعف بالنقض مف أحد الخصوـ ،وكاف موضوع الدعوى ال يقبؿ
إذا ّ
يمتد ليشمؿ باقي الخصوـ حتى ولو لـ يطعنوا
فإف أثر رفع الطعف بالنقض ّ
التجزئةّ ،
أف الطعف بالنقض في مثؿ ىذه الدعاوى غير قابمة لمتجزئة يجب فيو
بالنقض ،كما ّ
استدعاء جميع الخصوـ حتى يكوف مقبوال شكبل ،وفقا لممادة 362مف ؽ.إ.ـ.إ.
نصت المادة 361مف ؽ.إ.ـ.إ عمى أّنو ليس
أما بالنسبة لؤلثر الموقؼ ،فقد ّ
أثر موقؼ ،ما عدا إذا تعمّؽ األمر بحالة األشخاص وأىميتيـ ،أو في
لمطعف بالنقض ٌ
أف المحكوـ لفائدتو بموجب السند
مما ُيستنتج منو ّحالة وجود دعوى تزوير فرعيةّ ،
ثـ الجبري إذا امتنع المنفذ عميو
يحؽ لو مباشرة إجراءات التنفيذ االختياريّ ،
ّ التنفيذي
االمتثاؿ لمضموف السند ،وال يحوؿ عدـ فوات آجاؿ الطعف بالنقض وال ممارستو دوف
وتمد النيابة العامة العوف لمقائـ
تنفيذ الحكـ القضائي الذي استوفى طرؽ الطعف العاديةّ ،
بالتنفيذ إذا طمب منيا ذلؾ ،وفقا لما يقتضيو القانوف.
أف الحاالت المستثناة مف المشرع بموجب المادة 361مف وتجدر اإلشارة إلى ّ
الخاصة بوقؼ تنفيذ األحكاـ والق اررات المتعمقة بحالة األشخاص أو أىميتيـ
ّ ؽ.إ.ـ.إ ،و
وفي دعوى التزوير ،ال تشمؿ أحكاـ إثبات الزواج المنصوص عمييا بموجب نص المادة
ؾ الرابطة الزوجية ،طبقا لنص المادة 49مف ؽ.أ ،والمادتيف
22مف ؽ.أ ،وكذا أحكاـ ف ّ
خصيا المشرع بوجوب تنفيذييا بمجرد صدور األحكاـ 435و 452مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث ّ
المتعمقة بيا ،وذلؾ بتسجيميا في الحالة المدنية بسعي مف النيابة العامة وجوبا ،بالرغـ مف
351
أنيا تتعمؽ بحالة األشخاص ،عمى خبلؼ مف يرى بأف الطعف بالنقض في األحكاـ
والق اررات المتعمقة بقضايا الزواج والطبلؽ يوقؼ تنفيذىا إلى غاية فصؿ المحكمة العميا
في الطعف بالنقض.1
ومف بيف آثار الطعف بالنقض تمكيف المحكمة العميا مف بسط رقابتيا عمى
صحة ما جاء فييا وتطبيقيا القانوف تطبيقا
األحكاـ والق اررات المطعوف فييا ،والتأ ّكد مف ّ
صحيحا ،حيث تقوـ المحكمة العميا بفحص ومراجعة األحكاـ المطعوف فييا مف حيث
ألنو مف
جانبيا القانوني ،باعتبارىا محكمة قانوف ،دوف مناقشة موضوع الدعوى ّ
اختصاص قضاة الموضوع ،واّنما تبعا ألحد األوجو القانونية المحددة في المادة 358مف
تبيف لممحكمة العميا توافر أحد ىذه األوجو نقضت الحكـ أو القرار المطعوف
ؽ.إ.ـ.إ ،فإذا ّ
فيو ،مع إحالة القضية إلى نفس الجية ا لقضائية أو لغيرىا ،أو دوف إحالة القضية إذا لـ
أما إذا لـ يتوافر أي وجو مف األوجو المحددة
يتبؽ في القضية ما يستوجب الفصؿ فيوّ ،
ّ
فإف المحكمة العميا تقضي برفض الطعف بالنقض ،وبذلؾ في المادة 358المذكورةّ ،
يتحصف الحكـ أو القرار نيائيا ،ما لـ يطعف فيو بالتماس إعادة النظر.
ّ
تميزه
بعدة مميزات ّ
ؾ الرابطة الزوجية ّ
خص المشرع الطعف بالنقض في أحكاـ ف ّ
ّ
عف الطعف بالنقض في القواعد العامة ،فكيؼ نظّـ المشرع آجاؿ الطعف بالنقض في
أحكاـ الطبلؽ؟ وما ىي خصوصيتو مقارنة بما ىو مقرر في باقي قضايا شؤوف األسرة
والقضايا المدنية؟
352
أوال -أجل رفع الطعن بالنقض في حكم ف ّك الرابطة الزوجية
ّبيف المشرع أجؿ رفع الطعف بالنقض في القضايا المدنية في المادة 354مف
ؽ.إ.ـ.إ ،حيث ُيرفع الطعف بالنقض خبلؿ أجؿ شيريف مف تاريخ التبميغ الرسمي لمحكـ
تـ التبميغ شخصيا ،أما إذا كاف التبميغ في الموطف الحقيقي أو المختار
المطعوف فيو إذا ّ
أف أجؿ الطعف
فإف أجؿ الطعف بالنقض ىو ثبلثة أشير مف تاريخ التبميغ الرسمي ،غير ّ ّ
بالنقض في األحكاـ والق اررات الغيابية ال يسري إال بعد انقضاء أجؿ المعارضة.
تـ تقديـ
ويتوقؼ سرياف أجؿ الطعف بالنقض أو أجؿ إيداع المذكرة الجوابية إذا ّ
طمب لممساعدة القضائية مف طرؼ أحد الخصوـ ،ويستأنؼ األجؿ ابتداء مف تاريخ تبميغ
المعني بقرار المساعدة القضائية بواسطة رسالة مضمنة مع إشعار باالستبلـ ،وذلؾ وفقا
لنص المادة 356و 357مف ؽ.إ.ـ.إ.
وتخضع األحكاـ الصادرة بالطبلؽ والتطميؽ والخمع ،وكذا الق اررات التي تفصؿ
ؾ الرابطة الزوجية لنفس األجؿ المقرر في القضايا
في استئناؼ الجوانب المادية لف ّ
تـ
المدنية ،وىو أجؿ شيريف مف تاريخ التبميغ الرسمي لمحكـ أو القرار المطعوف فيو إذا ّ
التبميغ شخصيا ،وثبلثة أشير مف تاريخ التبميغ الرسمي ،إذا كاف التبميغ في الموطف
وخص المشرع أحكاـ الطبلؽ بالتراضي فقط بحكـ خاص يتعمّؽ
ّ الحقيقي أو المختار،
ببداية سرياف أجؿ الطعف بالنقض ،حيث يسري األجؿ مف تاريخ النطؽ بالحكـ ،وليس
مف تاريخ التبميغ الرسمي لمحكـ المطعوف فيو ،وذلؾ وفقا لنص المادة 434مف ؽ.إ.ـ.إ.1
وأقترح في ىذا المجاؿ أف تسري آجاؿ الطعف بالنقض في األحكاـ الحضورية مف
أف الطرفيف حض ار َّ
تاريخ صدور الحكـ أو القرار ،وال تُعم ْؽ بتاريخ التبميغ الرسمي ،باعتبار ّ
كافة أطوار المحاكمة ،أو عمى األقؿ أحد جمساتيا ،إما شخصيا أو بواسطة وكيميـ
مما يدؿ عمى عمميـ بالنزاع المطروح عمى العدالة ،وبمآلو ،والغرض مف
أو محامييـّ ،
ذلؾ ىو تحقيؽ االستقرار في حالة األشخاص في أقصر اآلجاؿ ،وحتى ال تبقى ىذه
اآلجاؿ مفتوحة ومعمّقة عمى قياـ أحد الطرفيف بالتبميغ الرسمي لمحكـ أو القرار.
تنص المادة 434مف ؽ.إ.ـ.إ عمى " :يسري أجؿ الطعف بالنقض مف تاريخ النطؽ بالحكـ". 1
353
خص أحكاـ الطبلؽ بحكـ
ّ وتجدر اإلشارة إلى موقؼ المشرع التونسي الذي
أف أجؿ الطعف بالتعقيب ىو شير مف تاريخ
خاص مف حيث أجؿ الطعف فييا ،واعتبر ّ
صدور الحكـ أو القرار ،وفقا لنص الفقرة الثانية مف الفصؿ 41مف القانوف المتعمؽ
1
أف أجؿ
ّ حيث المدنية، القضايا في مقرر ىو ا م خبلؼ عمى ، بتنظيـ الحالة المدنية
الطعف بالتعقيب فييا عشريف يوما مف تاريخ اإلعبلـ بالحكـ بصفة قانونية ،وفقا لنص
الفصؿ 195مف مجمة المرافعات المدنية والتجارية التونسية ،2وقصد المشرع التونسي مف
ىذا االستثناء اإلجرائي المقرر في آجاؿ الطعف بالتعقيب الحرص عمى استقرار الحالة
المدنية لمطرفيف في أقرب وقت ممكف ،حتى ال يتقاعس أحد الطرفيف عف القياـ بإجراءات
ما تضمف حكـ الطبلؽ التزامات مثقمة لكاىمو.3 التبميغ ،إذا
أقر عدـ قابمية األحكاـ
كما تجدر اإلشارة إلى موقؼ المشرع المصري الذي ّ
الصادرة عف الدوائر االستئنافية لمحاكـ األسرة لمطعف بالنقض ،حيث نصت المادة 14
مف قانوف إنشاء محاكـ األسرة رقـ 10لسنة 2004عمى ما يمي " :مع عدـ اإلخبلؿ
بأحكاـ المادة 250مف قانوف المرافعات المدنية والتجارية ،تكوف األحكاـ والق اررات
الصادرة مف الدوائر االستئنافية غير قابمة لمطعف فييا بطريؽ النقض" ،وىذا الحكـ
ؾ الرابطة الزوجية فقط ،بؿ يشمؿ القضايا المتعمقة باألحواؿ الشخصية،
ال يشمؿ أحكاـ ف ّ
والغاية التي جعمت المشرع المصري إقرار ىذا الموقؼ ىو الحرص عمى تحقيؽ استقرار
البت في النزاعات المتعمقة بيا ،والبعد
األسرة والحفاظ عمى مصمحتيا ،مف خبلؿ سرعة ّ
عف كؿ ما يطيؿ الشقاؽ بيف أفرادىا ،خاصة وأف تشكيؿ محاكـ األسرة في مصر يتكوف
مف ثبلثة قضاة أحدىـ عمى األقؿ بدرجة رئيس محكمة ،وتستأنؼ أحكاميا لدى دائرة مف
تنص الفقرة الثانية مف الفصؿ 41مف قانوف تنظيـ الحالة المدنية التونسي عمى ما يمي " :وتجري آجاؿ الطعف في 1
األحكاـ والق اررات الصادرة في مادة الطبلؽ أو بطبلف الزواج في ظرؼ شير مف تاريخ الحكـ أو القرار وذلؾ بالنسبة
إلى جميع ما اشتمؿ عميو بما فيو الغرامة.
ينص الفصؿ 195مف مجمة المرافعات المدنية والتجارية التونسية عمى ما يمي " :يجب عمى مف يريد الطعف 2
بالتعقيب أف يرفع طعنو في أجؿ ال يتجاوز العشريف يوما مف تاريخ إعبلمو بالحكـ بصفة قانونية ما لـ ينص القانوف
عمى أجؿ آخر ويسقط الطعف بمضي األجؿ المذكور .واذا كاف اليوـ األخير يوـ عطمة رسمية امتد األجؿ إلى اليوـ
الموالي النتياء العطمة وال يتقيد وكيؿ الدولة العاـ بأي أجؿ".
حساف التيامي ،اليادي الحاج سالـ ،مرجع سابؽ ،ص .13 3
354
دوائر محكمة االستئناؼ العالي المؤلفة مف ثبلثة مستشاريف أحدىـ عمى األقؿ بدرجة
رئيس محكمة استئناؼ.1
أف المشرع المصري استثنى النائب العاـ مف تطبيؽ أحكاـ المادة 14مف
غير ّ
قانوف إنشاء محاكـ األسرة رقـ 10لسنة ،2004حيث م ّكف النائب العاـ في الطعف في
األحكاـ والق اررات الصادرة عف الدوائر االستئنافية لمحكمة األسرة ،تطبيقا لنص المادة
250مف قانوف المرافعات المدنية والتجارية المصري ،التي سمحت لمنائب العاـ لمطعف
بالنقض لمصمحة القانوف ،أو لخطأ في تطبيقو أو في تأويمو ،وذلؾ في حالة األحكاـ التي
فوت الخصوـ ميعاد
ال يجيز القانوف لمخصوـ الطعف فييا ،وفي حالة األحكاـ التي ّ
الطعف فييا ،أو نزلوا فييا عف الطعف.2
ثانيا -إجراءات الطعن بالنقض في حكم فك الرابطة الزوجية
ؾ الرابطة الزوجية بموجب تصريح أو بعريضة
ُيرفع الطعف بالنقض في حكـ ف ّ
أماـ أمانة ضبط المحكمة العميا ،كما يجوز أيضا رفعو أماـ أمانة ضبط المجمس
ؾ الرابطة الزوجية ،وفقا لنص المادة
القضائي الذي صدر في دائرة اختصاصو حكـ ف ّ
560مف ؽ.إ.ـ.إ ،وحسنا فعؿ المشرع بإتاحة إمكانية تسجيؿ عريضة الطعف بالنقض
أو التصريح بالطعف لدى المجمس القضائي ،تسييبل عمى المتقاضيف وتخفيفا لؤلعباء التي
يتحممونيا جراء االنتقاؿ إلى مقر المحكمة العميا بالعاصمة ،حيث يقيد الطعف بالنقض في
سجؿ خاص يسمى "سجؿ قيد الطعوف بالنقض" ،سواء عمى مستوى المجمس القضائي
أو المحكمة العميا ،وفقا لنص المادة 561مف ؽ.إ.ـ.إ ،وأقترح مف أجؿ أكثر فعالية في
تحقيؽ ىذا اليدؼ إتاحة إمكانية قيد الطعف بالنقض في أحكاـ فؾ الرابطة الزوجية لدى
ؾ
الشؽ المتعمّؽ بف ّ
ّ المحكمة التي صدر عنيا حكـ الطبلؽ ،باعتبارىا أحكاما نيائية في
الرابطة الزوجية ،وذلؾ بمسؾ سجبلت خاصة بالطعف بالنقض في أحكاـ فؾ الرابطة
الزوجية عمى مستوى المحاكـ ،وتكوف تحت رقابة رئيس المحكمة.
محمد عبد النبي السيد غانـ ،إجراءات التقاضي أماـ محاكـ األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .132 1
355
ثالثا -آثار الطعن بالنقض في حكم ف ّك الرابطة الزوجية
ؾ الرابطة الزوجية مف خبلؿ التطرؽ لؤلثرتتجمى آثار الطعف بالنقض في حكـ ف ّ
الموقؼ ،واألثر الناقؿ.
-1من حيث األثر الموقف
تكوف األحكاـ والق اررات الصادرة في أوؿ وآخر درجة قابمة لمتنفيذ كقاعدة عامة،
أف
حيث ال يحوؿ الطعف بالنقض دوف تنفيذىا باعتباره وجيا غير عادي لمطعف ،غير ّ
المشرع يخرج عف ىذه القاعدة أحيانا ويقرر استثناءات عمييا ،مثؿ ما ىو وارد في نص
المادة 361مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث استثنى القضايا المتعمقة بحالة األشخاص أو أىميتيـ مف
قاعدة عدـ وقؼ تنفيذ الحكـ أو القرار عند الطعف بالنقض فيو.
يتـ التمييز بالنسبة لؤلثر الموقؼ لمطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽ بيف
و ّ
مرحمتيف اثنتيف ،المرحمة األولى في ظؿ ؽ.إ.ـ الممغى ،والمرحمة الثانية بعد صدور
ؽ.إ.ـ.إ.
المرحمة األولى :في ظل قانون اإلجراءات المدنية الممغى
كاف نص المادة 238مف ؽ.إ.ـ الممغى ينص عمى أنو" :ليس لمطعف بالنقض
أماـ المحكمة العميا أثر موقؼ إالّ في الحاالت اآلتية - :إذا تعمّؽ األمر بحالة األشخاص
أو أىميتيـ – .في حالة وجود دعوى تزوير فرعية" ،وىو ما يفيـ منو وقؼ تنفيذ أحكاـ
الطبلؽ خبلؿ أجؿ الطعف بالنقض ،وخبلؿ ممارسة الطعف بالنقض إلى غاية صدور قرار
ويتـ تنفيذه
تـ رفض الطعف بالنقض صار حكـ الطبلؽ نيائياّ ، المحكمة العميا ،فإذا ّ
تـ نقض حكـ الطبلؽ فبل ينفّذ.
بتسجيمو في الحالة المدنية ،واذا ّ
يتـ تسجيميا في الحالة
تتكدس لدى المحاكـ ،وال ّىذا األمر جعؿ أحكاـ الطبلؽ ّ
المدنية ،إ ْذ كاف المطمّؽ أو المطمّقة مطالبيف بإحضار شيادة إخبار بالطبلؽ ،وىذه
يتـ منحيا لممطمقَ ْي ِف حتى ُيحضروا شيادة عدـ الطعف بالنقض ،أو قرار
األخيرة ال ّ
المحكمة العميا الذي يقضي برفض الطعف بالنقض في حكـ الطبلؽ ،حتى ي ِ
ؤش َر ليـُ
ضابط الحالة المدنية بالطبلؽ عمى ىامش عقد الزواج وشيادة ميبلد الزوجيف ،وما داـ
الفصؿ في الطعوف بالنقض أماـ المحكمة العميا يستغرؽ سنوات ،فتظؿ المرأة عالقة
فص َؿ في الطعف بالنقض ،فإف قُبِ َؿ
مرة ثانية حتى ُي َ
بسبب ذلؾ ،وال يمكنيا أف تعيد الزواج ّ
356
الطعف وألغي حكـ الطبلؽ رجعت إلى الحالة التي كانت عمييا قبؿ الطبلؽ ،وتعود زوجة
ؾ سراحيا ،لذا كاف بعض لمشخص بانت منو وصارت أجنبية عنو ،واف رفض الطعف فُ َّ
ُ
ؾ قيد عصمتيا عف طريؽ التطميؽ النية يتعمدوف اإلضرار بالزوجة التي فُ َّ
األزواج سيئي ّ
أو الخمع ،فيطعنوف بالنقض حتى تظؿ معمّقة لسنيف معدودة ،وقد ُيمغى حكـ طبلقيا
فترجع إليو مف جديد.
نصو المتعمّؽ بوقؼ
ىذا الوضع غير الطبيعي استدعى تعديؿ ؽ.إ.ـ الممغى في ّ
تنفيذ أحكاـ الطبلؽ لتعمّقيا بحالة األشخاص ،وىو ما يتـ توضيحو فيما يمي.
المرحمة الثانية :بعد صدور قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية
نظ ار لئلشكاالت التي أفرزىا تطبيؽ نص المادة 238مف ؽ.إ.ـ الممغى ،أدخؿ
أقر المشرع
المشرع تعديبل عمى األثر الموقؼ لمطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽ ،حيث ّ
بأف الطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽ ال يوقؼ تنفيذ حكـ الطبلؽ وتسجيمو في
صراحة ّ
الحالة المدنية ،وذلؾ بسعي مف النيابة العامة ،فبمجرد صدور حكـ الطبلؽ تمزـ النيابة
ويفيـ ذلؾ مف خبلؿ
العامة بتنفيذه ،وال يتأثر ذلؾ بأجؿ الطعف بالنقض وال بممارستوُ ،
نص المادة 49مف ؽ.أ ،والمادتيف 435و 452مف ؽ.إ.ـ.إ ،عمى خبلؼ الحكـ الذي
أقره المشرع في المادة 361مف ؽ.إ.ـ.إ ،الذي يستثني القضايا المتعمقة بحالة األشخاص
ّ
أو القرار، أف الطعف بالنقض ال يترتب عميو وقؼ تنفيذ الحكـ أو أىميتيـ مف قاعدة ّ
تقيد نص
لذلؾ أعتقد أف المواد 435و 452مف ؽ.إ.ـ.إ عبارة عف نصوص خاصة ّ
المادة 361مف ؽ.إ.ـ.إ.
فإف المركز القانوني الجديد المتعمّؽ بانقضاء الرابطة الزوجية وحمّيا ينشأ
لذلؾ ّ
بمجرد استعماؿ الزوج حقو في الطبلؽ بإرادتو المنفردة ،طبقا لممادة 48مف ؽ.أ ،وينشأ
ىذا المركز القانوني في حالة التطميؽ أو الخمع أو الطبلؽ بالتراضي بمجرد صدور
الحكـ ،طبقا ألحكاـ المواد 53و 54مف ؽ.أ ،وال يحوؿ عدـ فوات أجؿ الطعف بالنقض
ؽ عمى طعف أحد األطراؼ بالنقض فيدوف انقضاء المركز القانوني لمزوجيف ،كما ال ُيعمَّ ُ
الحكـ مف عدمو ،وال عمى صدور قرار مف المحكمة العميا برفض الطعف بالنقض ،حيث
ويسجؿ في الحالة المدنية
ّ ُينفّ ُذ حكـ الطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع ،أو الطبلؽ بالتراضي،
بمجرد صدوره ،وينقضي بذلؾ المركز القانوني لمزوجيف ،وبذلؾ يكوف المشرع قد خطا
357
خطوة إيجابية ،وقضى عمى اإلشكاؿ الذي كاف قائما بإقرار وقؼ تنفيذ حكـ الطبلؽ خبلؿ
أجؿ الطعف بالنقض ،وخبلؿ ممارستو حتى يصدر قرار المحكمة العميا برفض الطعف.
أف المشرع أغفؿ إعطاء الحموؿ لئلشكاالت األخرى المترتبة عمى فتح مجاؿ
غير ّ
ألف صدور قرار مف المحكمة العميا يقضي بإلغاءالطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽّ ،
حكـ أو قرار قضى بالطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع ،واعادة الطرفيف إلى الحالة التي كانا
عمييا قبؿ صدور الحكـ المطعوف فيو ،يرتّب مف اإلشكاالت القانونية والشرعية
ما يستوجب مراجعة موقؼ المشرع مف قابمية ىذه األحكاـ لمطعف فييا بالنقض ،منيا
ما يتعمؽ بحؽ الرجعة وبأحكاـ العدة ،وحؽ التوارث بيف الزوجيف ،وحؽ النفقة ،ألنو
وي ُّ
حؿ عقد الزواج حبل نيائيا بانقضاء أجؿ العدة في الطبلؽ الرجعي ُيصبح الطبلؽ بائناُ ،
ويحؽ لممطمقة
ّ ثـ ال توارث وال نفقة بيف الطميقيف،
ال رجعة بعده إالّ بعقد جديد ،ومف ّ
الزواج مف جديد ،أما بالنسبة لمتطميؽ والخمع فيعتبر الطبلؽ بائنا مف تاريخ صدور
عدتيا مف ىذا التاريخ ،وال يحؽ لمزوج مراجعة طميقتو خبلؿ العدة
الحكـ ،وتعتد المطمقة ّ
مما
عدتياّ ،
ويحؽ لممطمقة إعادة الزواج بعد انتياء ّ
ّ أو بعدىا إال بعقد جديد وبرضاىا،
تـ نقض
يستحيؿ معو إرجاع الحالة إلى ما كانت عميو قبؿ إصدار حكـ الطبلؽ ،إذا ّ
العدة.
الحكـ أو القرار الذي قضى بالطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع بعد انقضاء أجؿ ّ
ىذا ما دفع العديد مف الفقياء إلى القوؿ بوجوب اعتبار أحكاـ الطبلؽ والتطميؽ
والخمع أحكاما نيائية غير قابمة لمطعف فييا بأي وجو مف أوجو الطعف العادية أو غير
تميز الطبلؽ
ؾ الرابطة الزوجية ،نظ ار لمخصوصية التي ّ
العادية ،في جانبيا المتعمّؽ بف ّ
وأحكامو ،وذلؾ حتى ال يؤدي نقض ىذه األحكاـ والغائيا إلى وضعيات متناقضة،
يصعب بؿ يستحيؿ التعامؿ معيا ،باعتبارىا تخالؼ الشرع والقانوف.
غير أنني أقترح غمؽ مجاؿ الطعف في أحكاـ الطبلؽ باإل اردة المنفردة لمزوج
ألف إرادة الزوج ىي التي تنشأ الطبلؽ ،وال تأثير ألي
بأي وجو مف أوجو الطعف ،نظ ار ّ
طعف عمى تغيير المراكز القانونية التي أنشأىا الزوج ،وألف دور القاضي سمبي يقتصر
عمى التأ ّكد مف إرادة الزوج في الطبلؽ ،كما أقترح أيضا غمؽ مجاؿ الطعف في األحكاـ
ألف إرادة الزوجيف ىي الفاعمة في إنشاء
الصادرة بالطبلؽ بالتراضي بيف الزوجيفّ ،
358
ؾ العصمة ،ودور القاضي في إصدار الحكـ محدود،
الطبلؽ ،واالتفاؽ عمى توابع ف ّ
يقتصر عمى مراقبة شروط االتفاؽ المبرـ بيف الزوجيف وعدـ مخالفتيا لمنظاـ العاـ.
أما األحكاـ الصادرة بالتطميؽ والخمع فأقترح بشأنيا فتح مجاؿ الطعف فييا بطرؽ
ّ
الطعف العادية وغير العادية ،نظ ار لمدور اإليجابي الذي يقوـ بو القاضي عند إصدارىا،
وذلؾ حتى يخضع العمؿ القضائي الذي يقوـ بو القاضي لرقابة الجية األعمى منو درجة،
النص عمى وقؼ تنفيذ أحكاـ التطميؽ
ّ يتـ
لمتأكد مف سبلمة تطبيؽ القانوف ،بشرط أف ّ
يتـ الفصؿ في الطعف بالنقض ،وأف تكوف
والخمع حتى تستنفذ آجاؿ الطعف بالنقض ،أو ّ
تستقر الحالة الشخصية لؤلشخاص في أقرب اآلجاؿ ،كما أقترح
ّ آجاؿ الطعف قصيرة حتى
أف تتصدى المحكمة العميا في حالة نقضيا حكـ التطميؽ أو الخمع لمفصؿ في موضوع
دعوى التطميؽ أو الخمع ،دوف أف تحيمو لمجية القضائية التي أصدرتو مف أجؿ إعادة
بالعدة والرجعة
ّ الفصؿ فيو ،ربحا لموقت ،وت ّقيدا باألحكاـ الواجب احتراميا المتعمقة
والميراث ،وتحقيقا الستقرار المراكز القانونية لؤلطراؼ في أسرع وقت ،لذا أقترح تعديؿ
نص المادة 57مف ؽ.أ ،وصياغتو عمى النحو اآلتي" :أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة
لمزوج والطبلؽ بالتراضي غير قابمة لمطعف فييا بأي وجو مف أوجو الطعف العادية أو غير
العادية ،باستثناء جوانبيا المادية والحضانة.
أحكاـ التطميؽ والخمع قابمة لمطعف فييا بأوجو الطعف العادية وغير العادية".
أف المقررات القضائية الصادرة
وبالرجوع إلى موقؼ المشرع المغربي ،فقد اعتبر ّ
بالتطميؽ أو الخمع أو بالفسخ غير قابمة ألي طعف في جزئيا القاضي بإنياء العبلقة
أف المشرع
الزوجية ،وفقا لنص الفقرة األولى المادة 128مف مدونة األسرة المغربية ،غير ّ
تبنى موقف ا آخر فيما يخص األثر الموقؼ لمطعف بالنقض ،حيث ينص الفصؿ التونسي ّ
194في فقرتو األولى مف مجمة المرافعات المدنية والتجارية التونسية عمى ما يمي:
"ال يوقؼ رفع الطعف بالتعقيب تنفيذ الحكـ المطعوف فيو إال إذا كاف صاد ار بإعداـ ورقة
مرمية بالزور أو محو آثارىا أو صاد ار بالطبلؽ أو بفساد عقد الزواج أو كاف صاد ار عمى
الدولة بأداء ماؿ أو برفع عقمة أجرتيا الدولة الستخبلص أمواليا" ،فالطعف بالتعقيب
ال يوقؼ التنفيذ باستثناء بعض الحاالت ومنيا أحكاـ الطبلؽ ،حيث يوقؼ تنفيذىا حتى
359
يتـ تسجيؿ حكـ الطبلؽ وال يؤشر بو عمى رسـ
تنقضي آجاؿ الطعف فييا بالتعقيب ،وال ّ
البت في الطعف بالتعقيب.
بطرة عقد زواجيما ،إالّ بعد ّ
والدة الزوجيف وكذا ّ
كما أ ّكد المشرع التونسي ذلؾ صراحة في الفصؿ 41مف القانوف المتعمؽ
بتنظيـ الحالة المدنية ،حيث ألزـ أميف المحكمة التي صدر عنيا حكـ الطبلؽ بالسعي في
ترسيـ األحك اـ الصادرة بالطبلؽ أو ببطبلف الزواج بدفاتر الحالة المدنية بالمكاف الذي
رسـ فيو عقد الزواج ،بعد استنفاذ طرؽ الطعف ،1غير أف وقؼ التنفيذ ال يعني سوى ّ
ؾ الرابطة الزوجية ،وال يتعمؽ بالجوانب المادية لحكـ الطبلؽ ،والتي
الجانب المتعمؽ بف ّ
يمكف تنفيذىا رغـ االستئناؼ أو التعقيب ،وفقا لنص الفصؿ 32مف مجمة األحواؿ
الشخصية التونسية في فقرتو األخيرة الذي جاء فيو ":وتنفذ رغما عف االستئناؼ أو التعقيب
أجزاء الحكـ المتعمقة بالحضانة والنفقة و الج ارية والسكنى وحؽ الزيارة".
-2من حيث انعدام األثر الناقل
باعتبار أف المحكمة العميا ىي محكمة قانوف أساسا ،وليست درجة ثالثة مف
البت في موضوع الدعوى
درجات لمتقاضي ،فبل تنظر في الوقائع ،وال صبلحية ليا في ّ
مف جديد ،لذا ال يحؽ لمخصوـ تقديـ طمبات جديدة أغفموا المطالبة بيا أماـ قضاة
الموضوع ،كما ال يحؽ لممحكمة العميا الحكـ بمراجعة المطمؽ لمطمقتو إذا طمب الطرفيف
ألف المحكمة العميا ال تفصؿ في موضوع
ذلؾ ،وتوافقا عمى الرجوع بعد الطعف بالنقضّ ،
الدعوى ،وال تنظر في الطمبات الجديدة لمخصوـ ،عمى خبلؼ ما أقرتو محكمة التعقيب
التونسية التي أجازت لممدعي الرجوع في طمب إيقاع الطبلؽ إنشاء منو ،حتى لو قدـ
طمبو ألوؿ مرة عمى مستوى محكمة التعقيب ،بشرط موافقة الزوجة ،ويد ّؿ عمى ذلؾ أحد
ق اررات التعقيب الذي جاء فيو " :طالما ثبت أف الزوجيف قد اتفقا عمى مواصمة الحياة
الزوجية وحر ار كتب صمح بينيما ،وبما أف األحكاـ الصادرة في مادة الطبلؽ تنشأ وضعيات
ينص الفصؿ 41في فقرتو األولى مف القانوف المتضمف تنظيـ الحالة المدنية عمى ما يمي" :يتـ الترسيـ المشار إليو 1
بالفصؿ السابؽ بسعي مف كاتب المحكمة التي أصدرت الحكـ األخير في النزاع بعد استنفاد طرؽ الطعف .وليذا
يوجو كاتب المحكمة نص الحكـ أو القرار إلى ضابط الحالة المدنية المعني باألمر في ظرؼ عشرة أياـ مف
الغرض ّ
تاريخ اّتصاؿ القضاء بيا واالّ يعاقب الكاتب بخطية قدرىا عشرة دنانير ويبعث لو ضابط الحالة المدنية وصبل في
ذلؾ".
360
أف األمر
قانونية جديدة ،وال يكوف ذلؾ إال بعد استنفاذ كؿ الطعوف أو انقضاء آجاليا ،وبما ّ
حؽ لمطرؼ الذي رفع الدعوى أف يتراجع في ذلؾ لدى التعقيب وقبؿ
يتعمّؽ بالطبلؽ ،فإّنو ي ّ
صدور قرار في ذلؾ".1
ؾ الرابطة الزوجية
غير ّأنو مف النادر أف يتوافؽ الزوجاف ويتراجعا عف دعوى ف ّ
إذا وصمت القضية إلى المحكمة العميا ،فوصوؿ دعوى الطبلؽ ىذه المرحمة المتقدمة مف
حد ذاتو عمى صعوبة واستحالة تقريب وجيات النظر بيف
مراحؿ التقاضي دليؿ في ّ
الزوجيف والجمع بينيما مف جديد.
رابعا -قابمية أحكام ف ّك الرابطة الزوجية لمطعن بالنقض فييا
ؾ الرابطة الزوجية ،أو بوجو مف
عرؼ موضوع الطعف بالنقض في أحكاـ ف ّ
األوجو المقررة لمطعف في األحكاـ القضائية اختبلفا فقييا ،نظ ار لئلشكاالت التي يثيرىا
مما يستدعي التطرؽ
ؾ الرابطة الزوجية بعد سنوات مف صدورهّ ، إلغاء الحكـ الصادر بف ّ
ثـ بياف
ؾ الرابطة الزوجية لمطعف بالنقضّ ،
أوال إلى موقؼ الفقو مف قابمية أحكاـ ف ّ
ؾ الرابطة الزوجية بعد ممارسة الطعف بالنقض.
اإلشكاالت التي يثيرىا إلغاء الحكـ بف ّ
-1موقف الفقو من قابمية أحكام ف ّك الرابطة الزوجية لمطعن بالنقض فييا
اختمؼ فقياء القانوف حوؿ موضوع قابمية أحكاـ الطبلؽ -بشتى صوره -لمطعف
ؾ
فييا بالنقض إلى اتجاىيف ،االتجاه األوؿ يؤيد فكرة جواز الطعف بالنقض في أحكاـ ف ّ
يتـ تناوؿ آراء أصحاب االتجاه
الرابطة الزوجية ،واالتجاه الثاني يعارض الطعف فييا ،لذا ّ
المؤيد ومبرراتو ،ثـ آراء أصحاب االتجاه المعارض ومبرراتو.
أ -الموقف المؤيد لجواز الطعن بالنقض في أحكام ف ّك الرابطة الزوجية
ؾ الرابطة
يؤيد جانب مف فقياء القانوف فكرة جواز الطعف بالنقض في أحكاـ ف ّ
ألف القاضي عند إصداره أحكاـ الطبلؽ يطبؽ قواعد قانونية ،وال بد مف
الزوجية ،نظ ار ّ
احتراـ اإلجراءات المقررة قانونا ،لذا وجب خضوع عمؿ الجية القضائية الدنيا لرقابة
الجية القضائية األعمى منيا ،لمتأ ّكد مف مدى احتراميا لمقواعد اإلجرائية والموضوعية التي
قرار تعقيبي مدني عدد 67388بتاريخ 5فيفري 1999ف 1999ؽ ـ ،ج 2ص 343نقبل عف حساف التيامي، 1
عمي عمي سميماف ،حوؿ قانوف األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .441 1
بداوي عمي ،اإلجراءات الجديدة الخاصة بقاضي شؤوف األسرة ،مف أعماؿ الممتقى الوطني حوؿ شرح أحكاـ الكتاب 2
الثاني مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،نشرة القضاة ،ج ،1عدد ، 64و ازرة العدؿ ،الجزائر ،2009 ،ص .356
أوزياف محمد ،األثر السمبي لؤلحكاـ الصادرة في مادة التطميؽ عمى االجتياد القضائي ،قراءة في الفقرة األولى مف 3
لمطاعي نور الديف ،عدة الطبلؽ الرجعي ،مرجع سابؽ.153 ،152 ، 1
لحسيف بف الشيخ آث ممويا ،قانوف األسرة نصا وشرحا ،دار اليدى ،الجزائر ،2014 ،ص .72 2
363
بأف المشرع ىنا يتجاىؿ خصوصية األحكاـ الناطقة بالطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع" ،1لذلؾ
ّ
يرى األستاذ بأف تكوف أحكاـ فؾ الرابطة الزوجية غير قابمة ألي طعف قضائي عادي
أو غير عادي ،باستثناء جوانبيا المادية.
أف الحكـ الصادر بالطبلؽ ال يعد عمبل قضائيا، كما يرى األستاذ عمر زودة ّ
وال يمكف الطعف فيو بطرؽ الطعف المقررة لؤلحكاـ القضائية ،وبالتالي ال يجوز الطعف فيو
بطرؽ الطعف العادية أو غير العادية.2
ويرى األستاذ عمرو خميؿ أنو مف أجؿ استقرار مبدأ الطبلؽ باعتباره يتعمؽ بحالة
األشخاص ،وجب عمى المشرع النص عمى عدـ الطعف في األحكاـ بالطبلؽ بأي طريؽ
مف طرؽ الطعف ،حتى يتوافؽ مع مفيوـ الطبلؽ وآثاره في الفقو اإلسبلمي ،وذلؾ فور
صدور حكـ الطبلؽ ،وليس إلى أف يصير الحكـ حائ از لقوة الشيء المقضي فيو أو باتا.3
ؾ
إف ما دفع أصحاب الموقؼ القائؿ بعدـ جواز الطعف بالنقض بالنسبة ألحكاـ ف ّ
ّ
سنبينو
الرابطة الزوجية ،ىو اإلشكاالت المترتبة عف نقض والغاء ىذه األحكاـ ،وىو ما ّ
فيما يمي:
-2اإلشكاالت المترتبة عمى جواز الطعن بالنقض في أحكام ف ّك الرابطة
الزوجية
إما إلى
ينتيي الطعف بالنقض في األحكاـ ميما كاف نوعو إلى إحدى النتيجتيفّ ،
رفض الطعف بالنقض شكبل أو موضوعا ،وتأييد الحكـ المطعوف فيو ،وا ّما إلى قبوؿ
ؾ
الطعف بالنقض ،والغاء الحكـ المطعوف فيو أو تعديمو ،وبالنسبة لمطعف في أحكاـ ف ّ
الرابطة الزوجية فبل تثير حالة رفض الطعف شكبل أو موضوعا ّأية إشكاؿ بالنسبة لمجانب
المتعمؽ بإنياء العبلقة الزوجية ،وال تأثير لمحكـ أو القرار الصادر بعد الطعف عمى
المراكز الجديدة لممطمقَ ْي ِف ،التي أوجدىا الزوج -بالنسبة لمطبلؽ باإلرادة المنفردة،-
ألف رفضأو التي أوجدىا الحكـ القاضي بالتطميؽ أو الخمع أو الطبلؽ بالتراضيّ ،
ؾ الرابطة الزوجية ،وال يؤثر عمى انقضاء المراكز القانونية
يؤكد الحكـ القاضي بف ّ
الطعف ّ
لحسيف بف الشيخ آث ممويا ،رسالة في طبلؽ الخمع ،مرجع سابؽ ،ص .299 1
زودة عمر ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية ،مرجع سابؽ ،ص .132-131 2
364
الناشئة عف عقد الزواج ،خاصة وأف رفض الطعف بالنقض مف قبؿ المحكمة العميا
ُيحصّْف الحكـ المطعوف فيو مف أي طعف أو إلغاء.
لكف الحالة الثانية التي يمكف أف ُيفضي إلييا الطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽ،
والتي ينتج عنيا قبوؿ الطعف والغاء حكـ الطبلؽ – بمختمؼ صوره -ىي التي تُفرز عديد
ألف إلغاء الحكـ ُيعيد األطراؼ إلى الحالة التي كانوا عمييا قبؿ صدور
اإلشكاالت ،نظ ار ّ
حكـ الطبلؽ -وفقا لمقواعد العامة ،-مما يؤدي إلى اىتزاز المراكز القانونية المترتبة عف
الطبلؽ ،1فيؿ تُصبح المطمقة زوجة لمطمقيا مف جديد؟ أـ تظؿ امرأة أجنبية عنو؟ وىؿ
الميت؟
الحي منيما ّ
ّ ُيمزـ المطمؽ بالنفقة عمييا؟ وىؿ إذا توفي أحدىما يرث
إشكاالت وتساؤالت عديدة تفرض نفسيا بقوة ،أفرزتيا حالة إلغاء حكـ الطبلؽ
يتـ التطرؽ إلييا فيما يمي:
بعد الطعف فيو ،وىي تحتاج إلى إجابات وحموؿّ ،
العدة ،واحياء العالقة الزوجية من جديد
أ -اإلشكال المتعمّق بمخالفة أحكام ّ
العدة وانقضائيا -وفؽ ما ىو مقرر شرعا -باختبلؼ صور يختمؼ بداية سرياف ّ
تعتد المطمقة رجعيا في الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ثبلثة
الطبلؽ وحاؿ المطمقة ،حيث ّ
عدتيا ابتداء
قروء إذا كانت مف ذوات الحيض ،وبوضع حمميا إف كانت حامبل ،وتسري ّ
العدة ،دوف عقد
مف تاريخ تصريح الزوج بالطبلؽ ،ويجوز لزوجيا مراجعتيا خبلؿ أجؿ ّ
أف
الميت ،باعتبار ّ
الحي منيما ّ
ّ جديد ودوف رضاىا ،واذا توفي أحدىما خبلؿ العدة ورث
عدتيا بانتياء أجميا صار الطبلؽ بائنا
أما إذا انقضت ّ
الزوجية ال زالت قائمة حكماّ ،
حؽ لممطمؽ في الرجعة ،وتصبح المطمقة أجنبية عنو ،ال يجوز لوبينونة صغرى ،وال ّ
مراجعتيا إال بعقد جديد وبرضاىا ،وال توارث بينيما في الطبلؽ البائف.
أف صور الفُرقة فييا
أما بالنسبة لمتطميؽ والخمع والطبلؽ بالتراضي ،فباعتبار ّ
فإف الطبلؽ يقع بائنا بينونة صغرىتتـ إال بحكـ القاضي ،الذي يعتبر حكما منشئاّ ،
ال ّ
عدتيا
ألف كؿ طبلؽ يوقعو القاضي يقع بائنا ،وتعتد المرأة بعدىا ّ
بمجرد صدور الحكـّ ،
العدة
المقررة شرعا ،وال حؽ لمزوج مراجعة الزوجة إال بعقد جديد وبرضاىا ،سواء أثناء ّ
أو بعدىا ،وال توارث بينيما إف توفي أحدىما.
365
ىذه ىي باختصار األحكاـ التي تضبط التفرقة بيف الطبلؽ الرجعي والطبلؽ
ألي كاف
العدة والرجعة ،وىي أحكاـ تتعمؽ بالنظاـ العاـ ،ال يجوز ّ
البائف ،وأحكاـ ّ
التعدي عمى أحكاميا.
مخالفتيا أو ّ
وبالنظر إلى مآؿ الطعف بالنقض الذي أفضى إلى إلغاء حكـ الطبلؽ أو التطميؽ
أو الخمع أو الطبلؽ بالتراضي ،وىو ما يقتضي إعادة األطراؼ إلى الحالة التي كانا
ؾ الرابطة الزوجية ،أي إعادة إحياء العبلقة الزوجية مف جديد،
عمييا قبؿ صدور الحكـ بف ّ
أف األجؿ الذي يتطمبو صدور قرار
وبالتالي تصبح الحقوؽ المترتبة عمييا قائمة ،والمعموـ ّ
مف المحكمة العميا التي تنظر في الطعف بالنقض ىو أجؿ طويؿ ،قد يستغرؽ سنوات
العدة قد انقضى ،وتكوف الزوجة قد بانت مف زوجيا،
لمفصؿ فيو ،وبالتالي يكوف أجؿ ّ
وذىب كؿ واحد منيما إلى حالو ،وقد تُبرـ الزوجة عقد زواج جديد مف رجؿ آخر ،وتُصبح
تحت عصمتو ،فكيؼ ليا أف تعود إلى الحالة التي كانت عمييا قبؿ صدور حكـ الطبلؽ؟
وكيؼ نيتـ إحياء العبلقة الزوجية مف جديد؟ فيؿ تصبح المرأة تحت عصمة رجميف؟ أـ
ىؿ يعتبر زواجيا الثاني الذي أبرمتو وفقا ألحكاـ الشرع والقانوف باطبل؟ وحتى إذا لـ
عدتيا ،وال مجاؿ لمحديث
تتزوج المطمقة مف جديد ،فقد صارت أجنبية عف مطمقيا بانتياء ّ
عف مراجعتيا إال بعقد جديد وبرضاىا.
ؾ
أف ىذا اإلشكاؿ ناتج عف عدـ مراعاة خصوصية األحكاـ الفاصمة بف ّ أعتقد ّ
الرابطة الزوجية ،إذ يستحيؿ إعادة األطراؼ إلى الحالة التي كانوا عمييا بعد صدور حكـ
مما دفع جانب مف الفقو الدعوة إلى منع الطعف بالنقض في
الطبلؽ وانتياء عدة المطمقةّ ،
ؾ الرابطة الزوجية ،والمطالبة بالنص عمى عدـ جواز الطعف في أحكاـ الطبلؽ أحكاـ ف ّ
بأي وجو مف أوجو الطعف.
ب -اإلشكال المتعمق بالنفقة
ببينة طبقا لنص
تجب النفقة لمزوجة عمى زوجيا بالدخوؿ بيا أو دعوتيا إليو ّ
المادة 74مف ؽ.أ ،وتشمؿ الغذاء والكسوة والعبلج ،والسكف أو أجرتو ،وما يعتبر مف
الضروريات في العرؼ والعادة ،طبقا لنص المادة 78مف ؽ.أ ،ويسقط حقيا في النفقة إذا
366
العدة وصيرورة الطبلؽ بائنا ،حيث
ثبت نشوزىا ،أو ح ّؿ عقد زواجيا نيائيا ،بعد انقضاء ّ
ؽ ليا في النفقة.1
تصبح المرأة أجنبية ،وال ح ّ
إف إلغاء حكـ الطبلؽ واعادة الطرفيف إلى الحالة التي كانا عمييا قبؿ صدور
ّ
وكأف شيئا
ّ الحكـ ،يؤدي –كما سبؽ ذكره -إلى إحياء العبلقة الزوجية مف جديد،
لـ يحدث ،وبالتالي تستطيع المطمقة أف تطالب المطمؽ بحقيا في النفقة عف الفترة التي
تمت ص دور حكـ فؾ الرابطة الزوجية ،إلى غاية إلغاء حكـ الطبلؽ بعد الطعف بالنقض
أف عقد زواجيا منو الزاؿ قائما بعد إلغاء حكـ الطبلؽ ،بؿ وتطالبو فيو ،باعتبار ّ
عدتيا
بإرجاعيا إلى مسكف الزوجية والنفقة عمييا ،في حيف ّأنيا امرأة أجنبية عنو ،وانتيت ّ
وبانت مف زوجيا ،وىي نتيجة َسَب ُبيَا إلغاء حكـ الطبلؽ بعد الطعف فيو ،وىي نتيجة
ؾ عصمتيا ،لذا
عدتيا وف ّ
حؽ ليا في النفقة بعد انتياء ّ
مخالفة ألحكاـ الشرع ،حيث ال ّ
يجب النص عمى عدـ قابمية أحكاـ الطبلؽ لمطعف فييا مطمقا.
ج -اإلشكال المتعمق بالميراث
سبؽ بياف أف الحالة التي يجوز فييا التوارث بيف المطمؽ والمطمقة في الطبلؽ
الميت ،كما أضاؼ
العدة ورث الحي منيما ّ
الرجعي ،حيث إذا توفي أحد الزوجيف خبلؿ ّ
الفار مف الميراث ،حيث إذا طمّؽ الزوج زوجتو في
خاصة تتعمؽ بطبلؽ ّ
ّ الشرع حالة
عدة الطبلؽ ،ورثت المطمقة منو ،معاممة لو بنقيض
ثـ توفي في ّ
مرض موتو طبلقا بائناّ ،
العدة
قصده ،كما ّأنو ال توارث بيف الزوجيف في الطبلؽ البائف ،سواء حصمت الوفاة أثناء ّ
أـ بعد انقضاء أجميا.
لكف إلغاء حكـ الطبلؽ بعد الطعف فيو ،وارجاع الطرفيف إلى الحالة التي كانا
عمييا قبؿ صدوره ،يؤدي إلى إحياء العبلقة الزوجية مف جديد ،وبقاء عقد الزواج قائما،
يورثو
أف الشرع ال ّ
الحي الحؽ في اإلرث مف زوجو المتوفى ،في حيف ّ
ّ مما يجعؿ لمزوج
النقضاء العدة وصيرورة الطبلؽ بائنا بيف الزوجيف ،وفي ذلؾ مخالفة صريحة ألحكاـ
الميراث المتعمقة بالنظاـ العاـ.
بف ىبري عبد الحكيـ ،أحكاـ الصمح في شؤوف األسرة ،وفقا لمتشريع والقضاء الجزائري ،ط ،1دار ىومة ،الجزائر، 1
،2018ص .303
367
كما أف اإلشكاؿ يطرح حتى لو حصمت الوفاة قبؿ صدور حكـ الجية القضائية
التي تنظر في الطعف ،فإذا توفي أحد الزوجيف خبلؿ الفترة التي تنظر فييا الجية
تقسـ التركة بيف ورثة المتوفي دوف إدخاؿ الزوج
القضائية الطعف في حكـ الطبلؽ ،فيؿ ّ
المطمؽ ،أـ يتوقؼ تقسيـ التركة حتى يفصؿ في الطعف في حكـ الطبلؽ ،فإف قضى
برفض الطعف قسمت التركة بيف ورثة المتوفي دوف الزوج المطمؽ ،واذا قبؿ الطعف وألغي
حكـ الطبلؽ ،أ ُّْد ِخ َؿ الزوج المطمؽ ضمف ورثة المتوفى ،وأعطي نصيبو مف التركة.
يورث إشكاال
جميا مما سبؽ أف فتح مجاؿ الطعف في أحكاـ الطبلؽ ّ يتضح ّ
كبيرا ،يؤدي إلى توريث المطمقيف فيما بينيما إذا توفي أحدىما ،ودوف وجو حؽ ،بعد
ألف العبلقة
العدة وصيرورة الطبلؽ بائنا ،وفي ذلؾ مخالفة صريحة ألحكاـ الشرعّ ،
انتياء ّ
الزوجية التي ىي سبب الميراث قد انقضت.
د -اإلشكال المتعمق ببقاء الزوجة معمّقة
إف صدور حكـ بالطبلؽ بيف الزوجيف في أي صورة مف صور الطبلؽ ،وجعمو ّ
قا ببل لمطعف فيو بأي وجو مف أوجو الطعف ،يجعمو ميددا باإللغاء أو النقض في أي
لحظة ،وبذلؾ ال تستقر المراكز القانونية لؤلشخاص ،بحيث أف إلغاء حكـ الطبلؽ يعيدىـ
ويرتب عمييـ التزامات يوجبيا عقد الزواج الذي
إلى الحالة التي كانوا عمييا قبؿ صدورهّ ،
تـ إحيائو مف جديد.
ّ
واف كاف لمزوج بعد صدور حكـ الطبلؽ -أو حتى قبمو -إعادة الزواج مف جديد،
أف الزوجة
دوف انتظار انقضاء آجاؿ الطعف أو نتيجة الطعف في حكـ الطبلؽ ،إالّ ّ
أف طبلقيا صار بائنا ،وانقضت
تتضرر كثي ار مف فتح المجاؿ لمطعف فيو ،فبالرغـ مف ّ
عدتيا ،و ّأنيا صارت أجنبية عف مطمقيا ،إال ّأنو ما داـ حكـ الطبلؽ ميددا باإللغاء في
ّ
أي لحظة ،يجعميا في حيرة مف أمرىا ،فيؿ ليا الحؽ في أف تستأنؼ حياتيا مف جديد،
عدتيا؟ أـ عمييا االنتظار إلى غاية انقضاء
وتبرـ عقد زواج مف رجؿ آخر بعد انقضاء ّ
تـ
يتـ ممارستو ،أو إلى غاية الفصؿ في الطعف في حكـ الطبلؽ إذا ّ
آجاؿ الطعف إذا لـ ّ
ممارسة وجو مف أوجو الطعف ،والذي قد يطوؿ لسنوات إذا تعمّؽ األمر بالطعف بالنقض،
وحرة في
وبالتالي تصبح المرأة معمّقة ،ال ىي متزوجة تحت عصمة رجؿ ،وال ىي مطمّقة ّ
إعادة الزواج مف جديد ،ىذه الوضعية الجاىمية خمّفيا ترؾ المجاؿ مفتوحا لمطعف في
368
مما يستدعي تصحيح األوضاع ،وجعؿ حكـ الطبلؽ غير قابؿ ألي وجو أحكاـ الطبلؽّ ،
مف أوجو الطعف العادية أو غير العادية.
ىـ -اإلشكال الذي تواجيو المطمقة التي أعادت الزواج
عدتيا ،أف تعقد قرانيا مع زوج
يجيز الشرع لممطمقة التي بانت مف زوجيا وانتيت ّ
آخر بموجب عقد زواج مستوفي األركاف والشروط ،حيث يعتبر زواجيا صحيحا ،لكف
إلغاء حكـ الطبلؽ الذي َح َّؿ عقد زواجيا األوؿ ،يرجعيا إلى نقطة الصفر ،فيؿ تصبح
تحت عصمة زوجيف اثنيف؟ وأي عقدي الزواج صحيحا؟ األوؿ أـ الثاني؟ وىؿ ارتكبت
الزوجة جريمة الزنا بعد إعادتيا الزواج مرة ثانية ،بعدما بانت مف مطمقيا وانقضت
عدتيا؟
ّ
ىذه اإلشكاالت أفرزتيا الوضعية التي آؿ إلييا األطراؼ بعد إلغاء ونقض حكـ
الطبلؽ بعد الطعف فيو ،وا ّف كنت أعتقد بأف عقد الزواج الثاني الذي أبرمتو الزوجة بعد
عدتيا ،ىو الزواج الصحيح ،وأنيا في عصمة رجؿ واحد أف صار طبلقيا بائنا وانقضت ّ
يحؽ لمطمقيا متابعتيا بجريمة
فقط ،وىو الذي ربطيا بو عقد الزواج الثاني ،كما ّأنو ال ّ
ألف العبلقة الزوجية بينيما انقضت وقت إبراميا عقد الزواج الثاني ،وال وجود ألي
الزناّ ،
جريمة زنا.
وفي ظؿ الوضع الحالي ،بعد تعديؿ قانوف األسرة في ،2005وبعد صدور
ؽ.إ.ـ.إ ،يتضح أف المشرع منع صراحة الطعف باالستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ والتطميؽ
والخمع ،والطبلؽ بالتراضي ،باستثناء جوانبيا المادية والحضانة ،بينما أبقى عمى جواز
الطعف بالنقض فييا ،حيث لـ يراع المشرع القواعد الموضوعية لطبيعة الطبلؽ الذي
ال يمكف نقضو إذا وقع ،والقوؿ بإرجاع الزوجة لزوجيا بعد أف صار الطبلؽ بائنا يوقع
الزوجيف في مخالفة لؤلحكاـ الشرعية ،ىذه اإلشكاالت الشرعية والقانونية خمّفيا فتح مجاؿ
الطعف في أحكاـ الطبلؽ ،حيث يؤدي إلى نتائج غير منطقية ،وغير مشروعة ،وأماـ ىذا
الوضع غير السميـ ،وجب عمى المحكمة العميا أف تنتبو لذلؾ ،وأالّ تقض بنقض أحكاـ
الطبلؽ ،بؿ تكتفي بالتصريح بوجود مخالفة في حكـ الطبلؽ فقط –إف وجدت ،-وىو
369
نفس الرأي الذي قاؿ بو األستاذ لحسيف بف الشيخ آث ممويا ،1واألستاذ بف ىبري عبد
2
ألف الطبلؽ البائف ال يجوز نقضو ،وال يمكف إرجاع الحالة إلى ما كانت
الحكيـ ،وذلؾ ّ
عميو قبؿ صدور الحكـ.
إف طبيعة أحكاـ الطبلؽ تأبى أف تُعامؿ معاممة األحكاـ المدنية ،وأف تطبؽ ّ
عمييا القواعد اإلجرائية الواردة في القواعد العامة مطمقا ،لذا يجب التمييز بيف القواعد
اإلجرائية التي ال تخالؼ القواعد الموضوعية المتعمقة بالطبلؽ ،فبل ضير في تطبيقيا
عمى أحكاـ الطبلؽ ،بينما يجب استبعاد القواعد اإلجرائية التي تتنافى مع طبيعة أحكاـ
خاصة تتبلءـ مع خصوصية الطبلؽ ،ألف القاعدة ّ الطبلؽ ،وذلؾ بإيجاد نصوص إجرائية
اإلجرائية ما وجدت إال لتخدـ القاعدة الموضوعية ،ال أف تنافييا وتخالفيا وتيدميا.
يتعيف عمى
لذا أعتقد صواب الموقؼ المعارض لمطعف في أحكاـ الطبلؽ ،وأنو ّ
المشرع تعديؿ نص المادة 57مف ؽ.أ ،والنص عمى عدـ جواز الطعف في أحكاـ الطبلؽ
باإلرادة المنفردة لمزوج وأحكاـ الطبلؽ بالتراضي بأي وجو مف أوجو الطعف العادية
أو غير العادية ،أما أحكاـ التطميؽ والخمع فأعتقد جواز فتح مجاؿ الطعف فييا بقيود،
وىي أف يوقؼ تنفيذىا حتى استيفاء طرؽ الطعف فييا أو مضي آجاليا ،وأف تكوف آجاؿ
الطعف قصيرة حتى تستقر الحالة الشخصية لؤلطراؼ في أقرب اآلجاؿ ،أي يجب
معاممتيا معاممة القضايا االستعجالية مف حيث آجاؿ الطعف فييا ،أو آجاؿ الفصؿ فييا.
1لحسيف بف شيخ آث ممويا ،رسالة في طبلؽ الخمع ،مرجع سابؽ ،ص .144
بف ىبري عبد الحكيـ ،مرجع سابؽ ،ص .314 2
370
و 451أعبله" ،وتتعمؽ المادة 450مف ؽ.إ.ـ.إ بالطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،لذا
نص المادة 452بمفيوـ المخالفة أنو ما داـ الطعف بالنقض في حكـ الطبلؽ
ُيستنتج مف ّ
باإلرادة المنفردة ال يوقؼ التنفيذ ،فالطعف بالنقض جائز إذف في ىذا الحكـ.
أف قابمية أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمطعف بالنقض ال يوقؼ تنفيذ ىذه
غير ّ
األحكاـ ،عمى خبلؼ ما كاف مقر ار في ؽ.إ.ـ الممغى في المادة 238منو ،وما ىو مقرر
كذلؾ في المادة 361مف ؽ.إ.ـ.إ ،بحيث ليس لمطعف بالنقض أثر موقؼ عمى أحكاـ
يقيد النص العاـ الذي
الطبلؽ ،طبقا لنص المادة 452مف ؽ.إ.ـ.إ ،وىو نص خاص ّ
تـ
يستثني القضايا المتعمقة بحالة األشخاص أو أىميتيـ مف أثر عدـ وقؼ التنفيذ إذا ّ
الطعف فييا بالنقض ،حيث جاء في المادة 361مف ؽ.إ.ـ.إ ما يمي " :ال يترتب عمى
الطعف بالنقض وقؼ تنفيذ الحكـ أو القرار ،ما عدا في المواد المتعمقة بحالة األشخاص
أو أىميتيـ وفي دعوى التزوير" ،وىي تنقؿ نفس مضموف المادة 238مف ؽ.إ.ـ الممغى
أقر فييا المشرع األثر الموقؼ لمطعف بالنقض في القضايا المتعمقة بحالة األشخاص
التي ّ
أو أىميتيـ ،حيث جاء في المادة 238مف ؽ.إ.ـ الممغى " :ليس لمطعف بالنقض أماـ
المحكمة العميا أثر موقؼ إال في الحاالت اآلتية -1 :إذا تعمؽ األمر بحالة األشخاص أو
أىميتيـ -2 .في حالة وجود دعوى تزوير فرعية".
فالمشرع ما داـ لـ ُي ْم ِغ مضموف المادة 238مف ؽ.إ.ـ الممغى ،وأعاد النص
فإف الحكـ المتضمف في المادة يبقى ساري المفعوؿ،
عميو في المادة 361مف ؽ.إ.ـ.إ ّ ،
لذلؾ أضاؼ المشرع نصا جديدا يعتبر قيدا عمى نص المادة 361المذكورة ،وىو نص
المادة 452مف ؽ.إ.ـ.إ ،والذي استثنى بموجبو أحكاـ الطبلؽ مف األثر الموقؼ لمطعف
بالنقض ،حيث ال ُيوقؼ الطعف بالنقض تنفيذ ىذه األحكاـ ،لذلؾ ألزـ المشرع تنفيذىا دوف
انتظار فوات آجاؿ الطعف بالنقض ،ودوف انتظار الفصؿ فيو ،كما تؤ ّكد الفقرة األخيرة مف
المادة 49مف ؽ.أ وجوب تسجيؿ أحكاـ الطبلؽ بسعي مف النيابة العامة ،وىو ما يفيـ
أف الطعف بالنقض ال يوقؼ تنفيذ أحكاـ الطبلؽ ،وىي حالة مف الحاالت التي تدعـ
منو ّ
ؾ الرابطة
تتميز بيا قضايا شؤوف األسرة ،وبصفة خاصة قضايا ف ّ الخصوصية التي ّ
الزوجية.
371
غير أنو يطرح التساؤؿ حوؿ جدوى إقرار قابمية أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة
تميز الطبلؽ باإلرادة المنفردة عف باقي
لمطعف فييا بالنقض ،حيث نظ ار لمخصوصية التي ّ
صور الطبلؽ ،وطبيعة الحكـ الصادر بشأنو ،كونو حكما كاشفا لمركز قانوني أوجده
الزوج ،ودور القاضي فيو سمبي ،بحيث ال يتدخؿ في إيقاع الطبلؽ ،واّنما ُيثبت إرادة
ؾ الرابطة الزوجية ،وال يمكف ألي طرؼ وال حتى القاضي الزوج الذي استعمؿ حقو في ف ّ
فإف إتاحة الطعف بالنقض في حكـ
ثـ ّ
معارضة إرادة الزوج في إيقاع الطبلؽ ،ومف َّ
الطبلؽ باإلرادة المنفردة ،وصدور ق اررات مف المحكمة العميا تقضي بإبطاؿ ونقض حكـ
التعدي عمى حؽ مف حقوؽ الزوج التي كفميا لو
الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،مف شأنو ّ
ألف الحكـ المثبت لمطبلؽ ال يمكف بأي الشرع والقانوف ،وتُ ُّ
عد خرقا لمقانوف ولمنظاـ العاـّ ،
ألنو مف المفترض أف ال أثر ألي وجو مف أوجو الطعف في حاؿ مف األحواؿ نقضو ،و ّ
تغيير المركز القانوني الذي أوجده الزوج بإرادتو المنفردة ،واّنما تُتاح أوجو الطعف عمى
اختبلؼ صورىا مف أجؿ التخاصـ والتنازع حوؿ توابع الطبلؽ المادية فقط.
لذا أعتقد ّأنو يجب عمى المشرع أف ينص عمى عدـ قابمية أحكاـ الطبلؽ
باإلرادة المنفردة لمطعف بالنقض أماـ المحكمة العميا ،ما عدا فيما يخص الجوانب المادية
لمطبلؽ ،وباستثناء بعض الحاالت القميمة جدا التي يمكف إتاحة الطعف بالنقض
بخصوصيا ،1كحالة رفع دعوى الطبلؽ باسـ الزوج مف طرؼ محاميو أو شخص آخر
ودوف عممو ،ويحكـ القاضي بالطبلؽ دوف التأكد مف إرادة الزوج في الطبلؽ ،أو كأف
ترفع دعوى الطبلؽ باسـ شخص محجور عميو ،ويحكـ القاضي بالطبلؽ ،في حيف ال
ؾ الرابطة الزوجية باعتباره عديـ
يحؽ لممحجور عميو أف ترفع دعوى باسمو مف أجؿ ف ّ
األىمية ،لذا يجب التضييؽ مف حاالت قابمية أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمطعف
بالنقض وتحديدىا وحصرىا بدقّة ،حتى ال تُنقض أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج.
كما يجب عمى قضاة الموضوع إذا ألغت المحكمة العميا حكـ الطبلؽ بسبب عدـ
إجراء الصمح مثبل ،وأحالت القضية إلى المحكمة لمفصؿ فييا مف جديد ،أف يقتصر
تـ نقض حكـ الطبلؽ مف أجمو ،دوف
قاضي الموضوع عمى استيفاء اإلجراء الذي ّ
1نور الديف لمطاعي ،محاضرات ألقيت عمى طمبة الدكتوراه ،مرجع سابؽ.
372
أف
بأف إجراء الصمح كاف دوف جدوى ،باعتبار ّ أف يمغي حكـ الطبلؽ ،وذلؾ بالتصريح ّ
عدة المطمقة ،وعميو تثبيت حكـ الطبلؽ ،وبالتالي البد
الطبلؽ قد أوقعو الزوج وانقضت ّ
أف يقتصر النقض عمى الجزء الذي ت ّـ مخالفة القانوف بشأنو ،دوف المساس بالمركز
ألف الطعف بالنقض ال ينصرؼ إلى الحكـ كمو ،بؿ يقتصر القانوني الذي أوجده الزوجّ ،
تجنب اإلشكاالت
عمى المسألة القانونية التي أثارتيا المحكمة العميا فقط ،وذلؾ مف أجؿ ّ
الشرعية والقانونية التي يثيرىا قرار المحكمة العميا بإلغاء حكـ الطبلؽ ،والتي تتعمؽ
العدة والرجعة.1
بالنظاـ العاـ ،كمخالفة أحكاـ ّ
ثانيا -الطعن بالنقض في أحكام ف ّك الرابطة الزوجية بطمب من الزوجة
ويستنتج ذلؾ مف نص
أقر المشرع قابمية أحكاـ التطميؽ والخمع لمطعف بالنقضُ ،
ّ
بأف الطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽ المنصوص
المادة 452مف ؽ.إ.ـ.إ ،والتي تقضي ّ
عمييا في المادة 451مف ؽ.إ.ـ.إ ال يوقؼ التنفيذ ،والمقصود بيا أحكاـ التطميؽ والخمع،
حيث ُيعتبر الحكـ القاضي بالتفريؽ بيف الزوجيف تطميقا أو خمعا ذو طابع نيائي ،في شقّو
ؾ الرابطة الزوجية ،وال يجوز الطعف فيو بطرؽ الطعف العادية ،لكف أجاز الخاص بف ّ
أف الطعف بالنقض ال يوقؼ تنفيذ
المشرع الطعف فيو بالنقض أماـ المحكمة العميا ،غير ّ
يتـ تسجيمو في الحالة المدنية لمزوجيف بسعي مف النيابة
حكـ التطميؽ أو الخمع ،حيث ّ
العامة وجوبا.
قضاء نقض المحكمة العميا ألحكاـ قضائية قضت بالتطميؽ أو الخمع
ً وقد ثبت
وتـ الطعف فييا بالنقض ،وذلؾ ألسباب مختمفة ،منيا عدـ جواز تقديـ طمب التطميؽ
ّ
ألف دعوى التطميؽ أو دعوى الخمع ال تكوف إال بدعوى مستقمة،
أو الخمع كطمب مقابؿّ ،
ما لـ يوافؽ الزوج عمى ذلؾ دوف قيد أو شرط ،حيث جاء في قرار لممحكمة العميا ما يمي:
إف المحكمة العميا سارت عمى اجتياد مفاده عدـ إضرار أي شخص مف دعواه ،واذا
" ...ف ّ
تدعي ضرار أو تروـ إلى طمب الخمع ،أف تتخذ ما تراه مناسبا.
كانت المطعوف ضدىا ّ
ثـ يكوف القاضي األوؿ لما استجاب لطمب المطعوف ضدىا الخمع بمجرد طمب
ومف ّ
373
مما يجعؿ ىذيف الوجييف مؤسسيف ،مما يتعيف
أضر بالطاعف وخالؼ القانوفّ ،
مقابؿ قد ّ
معو نقض الحكـ المطعوف فيو".1
كما عدلت المحكمة العميا عف موقفيا القديـ المتعمؽ بجواز حفظ حؽ الزوج في
مقابؿ الخمع عند الحكـ بالتطميؽ خمعا ،2إلى موقؼ آخر يشترط تحديد القاضي لمقابؿ
الخمع عند حكمو بالتطميؽ خمعا ،وعدـ جواز حفظ حؽ الزوج في مقابؿ الخمع ،باعتباره
عنص ار أساسيا في الخمع وال يقوـ إال بو ،ونقضت الحكـ بالخمع الذي لـ يحدد القاضي
فيو مقابؿ الخمع.
كما نقض قرار آخر صادر عف المحكمة العميا حكما قضى بالتطميؽ خمعا ،لِ َما
اعتبرتو المحكمة العميا مخالفة لمقانوف واساءة في تطبيقو ،حيث جاء في القرار ما يمي:
ألف طمب الخمع
أف الحكـ محؿ الطعف قد خالؼ القانوف وأساء تطبيقو ،وذلؾ ّ "حيث ّ
ال يمكف لمزوجة أف تطالب بو قبؿ الدخوؿ ،بؿ يمكف ليا المطالبة بو فقط بعد الدخوؿ،
وعند بموغ حياتيا الزوجية مع زوجيا حالة مف الكراىية والنفور يتعذر معو مواصمة العشرة
أف مف
الزوجية ،األمر الذي يجعؿ الحكـ محؿ الطعف عرضة لمنقض واإلبطاؿ ،وحيث ّ
خسر طعنو يحمؿ المصاريؼ القضائية عمبل بأحكاـ المادة 270مف قانوف اإلجراءات
المدنية" .3واف كاف جانب مف الفقو انتقد قرار المحكمة العميا في موقفو مف جيتيف
اثنتيف:4
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2006/07/12ممؼ رقـ ،353851مجمة 1
المحكمة العميا ،سنة ،2006العدد ،2ص ،427أنظر كذلؾ :المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ
في 2011/09/15ممؼ رقـ ،647108مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2012العدد ،1ص .309
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في ،1996/07/30رقـ ،141262المجمة القضائية ،سنة 2
،1998عدد ،1ص ، 122ومما جاء فيو ... " :وأنو لـ يفصؿ في حؽ التعويض المترتب عف الطبلؽ خمعا ،لكوف
المدعية المطعوف ضدىا تمسكت بحؽ الخمع ،فحفظ لممدعي عميو الطاعف حقو المدعى عميو الطاعف تمسؾ بالرجوع و ّ
في التعويض ،وكاف عمى ىذا األخير في ىذه الحالة ما داـ حقو قد انحصر في الجانب المادي أف يستأنؼ الحكـ ما
داـ المجمس القضائي المختص طبقا لما تقضي بو أحكاـ المادة 57مف قانوف األسرة ."...
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2006/06/14ممؼ رقـ ،258613مجمة 3
374
الجية األولى :الموقؼ القانوني مف مسألة المطالبة بالخمع قبؿ الدخوؿ ،والتي لـ
يشترط المشرع صراحة في نص المادة 54مف ؽ.أ سواء قبؿ التعديؿ أو بعده وجوب أف
تكوف المطالبة بالخمع بعد الدخوؿ ،فضبل أف الرجوع إلى أحكاـ الشريعة اإلسبلمية والفقو
أف المشرع لـ يتطرؽ ليا ،تطبيقا
اإلسبلمي لمعرفة الحكـ الشرعي في المسألة ،باعتبار ّ
1
أف
أف فقياء المالكية يجيزوف الخمع قبؿ الدخوؿ ،كما ّ
يتبيف ّ
لنص المادة 222مف ؽ.أّ ،
البغض والكراىية التي تدفع الزوجة لممطالبة بالخمعُ ،يتصور أف تحدث قبؿ الدخوؿ
وبعده ،وبالتالي أعتقد عدـ صواب ما قضى بو قضاة المحكمة العميا في القرار المذكور.
الجية الثانية :المتعمقة بنقض وابطاؿ الحكـ المطعوف فيو ،ألف قاضي الدرجة
األولى قضى بالتطميؽ خمعا ،وطبلؽ القاضي بائف شرعا وقانونا ،ال يجوز مراجعة الزوجة
بعده إال بعقد جديد وبرضاىا ،ونقض ىذا الحكـ ال يمكف معو الرجوع إلى الحالة التي
كاف عمييا الزوجيف قبؿ الخمع ،نظ ار لخصوصية األحكاـ الشرعية المتعمقة بالزواج
جراء نقض الحكـ الذي قضى
والطبلؽ ،مما يؤدي ال محالة إلى إشكاالت قانونية وشرعية ّ
بالخمع.
أف الزوج غير مجبر
فإنو يتجاذبو رأياف ،األوؿ يرى ّ
وبالرجوع إلى طبيعة الخمع ّ
أف الخمع ىو عقد
عمى إجابة الزوجة في طمبيا الخمع ،ولو الحؽ في رفض الخمع ،و ّ
رضائي ينيي العبلقة الزوجية بالتراضي بيف الزوجيف ،فيو عبلقة تعاقدية تمتزـ الزوجة
ويتـ باإليجاب والقبوؿ
فييا بدفع عوض لمزوج مقابؿ أف يمتزـ الزوج بحؿ العبلقة الزوجيةّ ،
بينيما ،2وىو الموقؼ الذي يتبناه جانب مف الفقو اإلسبلمي ،ووفقا لذلؾ فحكـ الخمع غير
قابؿ لمطعف فيو بأي وجو مف أوجو الطعف.
أف الزوج ُممزـ بتمبية طمب
أف الخمع ليس عقدا رضائيا ،و ّ
أما الرأي الثاني فيرى ّ
ّ
الزوجة لمخمع ،واذا لـ يستجب لطمب المخالعة ترفع أمرىا لمقاضي حتى ُيفرؽ بينيما،
أف القاضي ممزـ
وبالتالي يعتبر الخمع حقا إراديا لمزوجة مف أجؿ إنياء العبلقة الزوجية ،و ّ
أجاز اإلماـ مالؾ الخمع قبؿ الدخوؿ ،حيث جاء في المدونة الكبرى " :إني سمعت مالكا سئؿ عف رجؿ تزوج امرأة 1
بمير مسمى ،فافتدت منو بعشرة دنانير إليو قبؿ أف يدخؿ بيا عمى أف يخمي سبيميا ،ففعؿ ثـ أرادت أف تتبعو بنصؼ
المير ،فقاؿ :ليس ليا ذلؾ "...أنظر :لحسيف بف شيخ آث ممويا ،رسالة في الخمع ،مرجع سابؽ ،ص .139-138
عمر زودة ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية ،مرجع سابؽ ،ص .157 2
375
المشرع في المادة 54مف ؽ.أّ تبناه
باالستجابة لطمبيا المتعمؽ بالخمع ،وىو االتجاه الذي ّ
التي جاء فييا" :يجوز لمزوجة دوف موافقة الزوج أف تُخالع نفسيا بمقابؿ مالي .إذا لـ يتّفؽ
ال زوجاف عمى المقابؿ المالي لمخمع ،يحكـ القاضي بما ال يتجاوز قيمة صداؽ المثؿ وقت
صدور الحكـ" ،وىو نفس الموقؼ الذي تبنتو المحكمة العميا في أحد ق ارراتيا التي اعتبرت
ؾ الرابطة الزوجية عند االقتضاء،
فيو الخمع حقا إراديا خولتو الشريعة اإلسبلمية لمزوجة لف ّ
وليس عقدا رضائيا بيف الزوجيف.1
وبالتالي فممزوجة الحؽ في مخالعة نفسيا مف زوجيا مقابؿ عوض يتّفقاف عميو،
فإف لـ يتّفقا حكـ القاضي بما ال يتجاوز قيمة صداؽ المثؿ وقت صدور الحكـ ،مما
يجعؿ الخمع حقا إراديا لمزوجة في إنياء العبلقة الزوجية ،ال يتوقؼ عمى موافقة الزوج
المقدـ مف الزوجة ،مما
ّ أو موافقة القاضي ،فيما ُمجبراف عمى االستجابة لطمب الخمع
يجعؿ حكـ الخمع يقترب في طبيعتو مف طبيعة حكـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة ،مع الفارؽ
ويعتد بتاريخ تصريح الزوج بو ،ال تاريخ صدور
بأف إرادة الزوج ىي التي توقع الطبلؽُ ،
فإف الزوجة ترفع أمرىا إلى القاضي الذي يطمقيا
الحكـ بتثبيت الطبلؽ ،بينما في الخمع ّ
خمعا مقابؿ عوض تدفعو لمزوج ،فالعبرة في انقضاء العبلقة الزوجية بتاريخ صدور حكـ
العدة ابتداء منو.
الخمع ،والذي تحتسب ّ
وكونو حقّا إراديا لمزوجة تمجأ إليو
ّ تميز الخمع،
وبالنظر إلى ىذه الطبيعة التي ّ
أف ال اعتبار لقبوؿ الزوج أو رفضو لمخمع ،وال سمطة تقديرية لمقاضي في
عند االقتضاء ،و ّ
فإف الطعف بالنقض في أحكاـ الخمع تبنتو المحكمة العمياّ ،
االستجابة لطمبيا ،وفؽ ما ّ
ألف عمؿ القاضي أقرب لمعمؿ الوالئي منو لمعمؿ القضائي،
سوؼ يكوف غير ذي فائدةّ ،
وال سمطة لو إال عند عدـ االتفاؽ عمى مقابؿ الخمع ،فيتدخؿ مف أجؿ الحكـ بما
ال يتجاوز مير المثؿ وقت صدور الحكـ.
مف أجؿ ذلؾ -وفي ظؿ النصوص القانونية القائمة -يجب األخذ بعيف االعتبار
تميز التطميؽ والخمع مف طرؼ قضاة المحكمة العميا ،في ظؿ
ىذه الخصوصية التي ّ
قابمية األحكاـ الصادرة بشأنيما لمطعف بالنقض ،حيث يجب عمى القضاة عند ثبوت وجود
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار مؤرخ في ،1996/07/30رقـ ،141262المجمة القضائية،1998 ، 1
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2001/10/17ممؼ رقـ ،275497مجمة 1
378
يتعيف معو عدـ قبوؿ الطعف شكبل" .1فالقرار استبعد األحكاـ الصادرة باإلشياد عمى
الذي ّ
وقوع اتفاؽ بيف طرفيف مف مجاؿ الطعف فييا بأي وجو مف أوجو الطعف سوى الطعف
بالتزوير ،لكف ما قضت بو المحكمة العميا في ىذا القرار ال يمكف االحتجاج بو بعد تعديؿ
ؽ.إ.ـ.إ.
المشرع صراحة قابمية أحكاـ الطبلؽ
ّ أقر
المرحمة الثانية :بعد صدور ؽ.إ.ـ.إ ّ
بالتراضي لمطعف بالنقض ،ويستنتج ذلؾ مف نص المادة 434مف ؽ.إ.ـ.إ التي جاء
فييا" :يسري أجؿ الطعف بالنقض مف تاريخ النطؽ بالحكـ" ،وكذا نص المادة 435مف
ؽ.إ.ـ.إ التي جاء فييا" :ال يوقؼ الطعف بالنقض تنفيذ الحكـ" ،وىما مادتّاف وردتا ضمف
النصيف الخصوصية التي
ّ فرع بعنواف "في الطبلؽ بالتراضي" ،ويظير مف خبلؿ ىذيف
تتميز بيا أحكاـ الطبلؽ بالتراضي مف حيث خروجيا عف القواعد العامة المتعمقة ببداية
ّ
تميزىا
تاريخ سرياف اآلجاؿ ،والتي تبدأ مف تاريخ التبميغ الرسمي لمحكـ أو القرار ،وكذا ّ
بأف الطعف بالنقض فييا ال يوقؼ التنفيذ ،خروجا عف االستثناء الوارد في المادة 361مف
يتـ الفصؿ في
ؽ.إ.ـ.إ الذي يقضي بوقؼ تنفيذ األحكاـ المتعمقة بحالة األشخاص حتى ّ
تميز وخصوصية تبررىا طبيعة دعاوى الطبلؽ بالتراضي ،واألحكاـ
الطعف بالنقض ،وىو ّ
ؾ الرابطة الزوجية بينيما واتّفقا عمى توابع
الصادرة بشأنيا ،كوف الزوجيف تراضيا عمى ف ّ
الطبلؽ ،لذا فدور القاضي يقتصر عمى التأكد مف إرادتيما ويصدر حكما يتضمف
المصادقة عمى االتفاؽ النيائي بينيما.
أف أحكاـ الطبلؽ بالتراضي ال تقبؿ سوى الطعفكما أ ّكدت المحكمة العميا عمى ّ
بالنقض ،سواء في جانبيا المتعمؽ بفؾ الرابطة الزوجية ،أو جوانبيا المادية ،حيث جاء
أف
أف المادة 433مف ؽ.إ.ـ.إ تنص صراحة عمى ّ
في أحد ق ارراتيا ما يمي " :لكف حيث ّ
أف جميع مقتضيات تمؾ
(أحكاـ الطبلؽ بالتراضي غير قابمة لبلستئناؼ) مما يعني ّ
األحكاـ غير قابمة لبلستئناؼ ،بما فييا تمؾ الفاصمة في الجوانب المادية ،وتبقى خاضعة
ثـ فإف القضاء مف قبؿ قضاة المجمس بعدـ قبوؿ االستئناؼ
فقط لمطعف بالنقض ،ومف ّ
المرفوع مف طرؼ الطاعف ضد الحكـ الصادر عف محكمة متميمي بتاريخ 2009/05/11
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2000/05/23رقـ ،243943مجمة االجتياد 1
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية والمواريث ،قرار مؤرخ في ،2012/06/14ممؼ رقـ ،692661مجمة 1
محمد عبد النبي السيد غانـ ،إجراءات التقاضي أماـ محاكـ األسرة ،مرجع سابؽ ،ص .131 1
381
لذا أقترح النص عمى عدـ جواز الطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽ باإلرادة
المنفردة لمزوج والطبلؽ بالتراضي ،بالنظر لدور القاضي في كؿ منيما ،وتفاديا
أف تحقيؽ استقرار
لئلشكاالت التي تثار في حالة نقض حكـ فؾ الرابطة الزوجية ،كما ّ
األسرة والحرص عمى مصالحيا يقتضي اإلسراع في إجراءات التقاضي في شؤوف األسرة،
والتقميؿ مف طرؽ الطعف في األحكاـ الصادرة بشأنيا ،وحسـ النزاع في أقرب اآلجاؿ،
ألف بطء اإلجراءات واطالتيا،
وذلؾ حتى ال تطوؿ الخصومة فيزيد الشقاؽ بيف أفرادىا ،و ّ
وكثرة الطعوف في األحكاـ الصادرة بشأنيا ،ليس في مصمحة األزواج وال األوالد
وال المجتمع ،وذلؾ نظ ار لمطبيعة الخاصة لؤلحكاـ التي تقضي بفؾ الرابطة الزوجية بإرادة
الزوج المنفردة ،والتي تتطمب أف تستقر المراكز القانونية ألفراد األسرة ،وتبعد عف
ألف إبقاء أحكاـ الطبلؽ ميددة بالنقض مف المحكمة العميا لمدة زمنية طويمة
االضطرابّ ،
قد تصؿ إلى ثبلث أو أربع سنوات ،مف شأنو خمؽ االضطراب وزعزعة مراكز األشخاص.
أف وقؼ تنفيذ أحكاـ الطبلؽ إلى غاية الفصؿ نيائيا في الطعف بالنقض مف
كما ّ
خاصة الزوجة ،كما قد يؤدي ذلؾ إلى مطالبة
ّ شأنو تجميد وضعية الزوجيف ،وبصفة
الزوجة بحقوقيا تجاه الزوج طيمة الفترة بعد صدور حكـ الطبلؽ إلى غاية نقضو مف
طرؼ المحكمة العميا ،ومف بينيا حقيا في النفقة ،وبالتالي ال يمكف ألحدىما أف يستقر
يتبيف لو مركزه بعد صدور الحكـ بفؾ الرابطة الزوجية ،إلى أف تنتيي آجاؿ
وضعو ،وأف ّ
الطعف بالنقض ،أو بعد الفصؿ فيو ،وىي وضعية سمبية وغير طبيعية ،تنتج عف عدـ
أف غمؽ باب الطعف في أحكاـ
تميز أحكاـ الطبلؽ ،لذا أعتقد ّ مراعاة الخصوصية التي ّ
يتبيف
يسرع باستقرار المراكز القانونية لؤلفراد ،ويسمح لكؿ زوج أف ّ
الطبلؽ مف شأنو أف ّ
مركزه القانوني تجاه العبلقة الزوجية ،دوف خوؼ مف أف ُييدـ ىذا المركز في يوـ مف
األياـ ،فيرجع إلى الحالة التي كاف فييا قبؿ صدور الحكـ بفؾ الرابطة الزوجية.
كما ّأن و في حالة الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،ال تممؾ المحكمة العميا إلغاء
أف العصمة بيده ،وبالتالي ال جدوىحؽ الزوج في إيقاع الطبلؽ بإرادتو المنفردة ،باعتبار ّ
مف فتح مجاؿ الطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المفردة ،فالمحكمة العميا ال تممؾ
ينجر عف غمؽ مجاؿّ يتـ بإرادة الزوج ،وال
لمشؽ المتعمؽ بالطبلؽ الذي ّ
ّ حؽ النقض
إف فتحو يسمح لمزوج سيء النية
الطعف بالنقض فيو أي ضرر لمزوج أو الزوجة ،بؿ ّ
382
إطالة إجراءات التقاضي ،وحائبل دوف استقرار الحالة المدنية لؤلشخاص في أقرب
اآلجاؿ.
ؾ
غير ّأنو إذا كاف وال بد مف مراقبة مدى التطبيؽ السميـ لمقانوف في أحكاـ ف ّ
الرابطة الزوجية ،فإنو يمكف لممشرع فتح المجاؿ لمنيابة العامة لمطعف بالنقض في أحكاـ
الطبلؽ لصالح القانوف ،ودوف استفادة أطراؼ الدعوى منو ،حيث تبسط المحكمة العميا
تـ تطبيؽ القانوف بطريقة سميمة
ؾ الرابطة الزوجية ،لتقرر ما إذا ّ
رقابتيا عمى أحكاـ ف ّ
أـ ال ،وفي حالة ثبوت وجود مخالفة لمقانوف تكتفي المحكمة العميا بالتصريح بيا دوف
نقض حكـ الطبلؽ لخصوصيتو.1
يتـ فتح مجاؿ الطعف فييا
أما فيما يخص أحكاـ التطميؽ والخمع ،فأقترح أف ّ
يتـ الفصؿ فييا في آجاؿ معقولة ،وفقا
بقيود ،وذلؾ بأف تكوف آجاؿ الطعف قصيرة ،وأف ّ
لئلجراءات المقررة في القضايا االستعجالية ،حتى تستقر الحالة الشخصية والمراكز
القانونية لؤلطراؼ في أسرع وقت ،مع قيد وقؼ تنفيذ أحكاـ التطميؽ والخمع حتى تستنفذ
آجاؿ الطعف المقررة ،حتى يتـ تفادي اإلشكاالت المترتبة عف إعادة الزواج ،وذلؾ حتى
يكوف ىناؾ مجاؿ لتدارؾ ما قد يغفؿ عنو قاضي الدرجة األولى عند حكمو بالتطميؽ
أو الخمع ،أو ما يرتكب مف أخطاء مخالفة لمتطبيؽ السميـ لمقانوف ،كما أقترح أف يقتصر
نقض حكـ التطميؽ أو الخمع عمى الجزئية التي خالؼ فييا قاضي الموضوع التطبيؽ
ؾ الرابطة
برمتو ما أمكف ذلؾ ،حتى ال ييدـ حكـ ف ّ
السميـ لمقانوف ،وتفادي نقض الحكـ ّ
الزوجية.
383
الفصل الثاني :تنفيذ أحكام شؤون األسرة
نظ ار لؤلىمية التي يكتسييا موضوع التنفيذ بصفة عامة ،وتنفيذ سندات شؤوف
األسرة المتعمقة بالزواج والطبلؽ بصفة خاصة في تحصيؿ الحقوؽ واستيفاء الديوف،
مما يستمزـ تناوؿ المقتضيات العامة لتنفيذ السندات
واستقرار الحالة الشخصية لؤلفرادّ ،
التنفيذية الخاصة بالزواج والطبلؽ في المطمب األوؿ ،وذلؾ ببياف مقدمات التنفيذ
ثـ تسميط الضوء عمى صندوؽ النفقة وخصوصيتو في السندات المتعمقة بالزواج والطبلؽّ ،
باعتباره آلية مستحدثة لتنفيذ األحكاـ القضائية المتعمقة بالنفقة في المطمب الثاني.
384
المطمب األول :إجراءات تنفيذ السندات الخاصة بالزواج والطالق
يقتضي اإللماـ بالمقتضيات العامة لمتنفيذ التطرؽ لماىية التنفيذ ،ببياف تعريفو،
ثـ بياف تنفيذ األحكاـ
يتـ تناولو في الفرع األوؿّ ،
أنواعو ،والجية المكمفة بو ،وىو ما ّ
المتعمقة بالزواج والطبلؽ في الفرع الثاني.
تبيف
تعتبر قواعد التنفيذ مف أىـ القواعد القانونية التي تناوليا ؽ.إ.ـ.إ ،ألنيا ّ
توصؿ الدائف الستيفاء حقو مف المديف بعد حصولو عمى سند تنفيذي ،ويقتضي ّ كيفية
معرفة إجراءات التنفيذ بياف مفيومو ،وذلؾ مف خبلؿ تعريؼ التنفيذ أوال ،ثـ بياف صوره
ثانيا ،وتحديد أطرافو ثالثا.
أوال -تعريف التنفيذ
لـ يتطرؽ المشرع الجزائري إلى تعريؼ التنفيذ ،وىو المنحى الذي تنتيجو أغمب
أف المشرع غالبا ال يعطي تعريفات لغوية وال اصطبلحية لممفاىيـ التي التشريعات ،كوف ّ
ألف ذلؾ مف مياـ الفقو الذي ُي ّبي ُف ذلؾ ويشرحو.
يتناوليا بالبياف والدراسةّ ،
بأنو تحقيؽ الشيء واخراجو مف حيز الفكر والتصور إلى مجاؿ عرؼ التنفيذ لغة ّ وي ّ
ُ
1
طمؽ بمعنى اإلرساؿ ،فيقاؿ نفذ الشيء إلى
الواقع ،فيقاؿ نفذ المأمور األمر أجراه وقضاه ،وُي ْ
فبلف أرسمو ،وبمعنى الوفاء ،فيقاؿ أنفذ عيده أي أمضاه ووفّى بو.2
بأنو" :ربط القاعدة القانونية
عرؼ األستاذ نسيـ يخمؼ التنفيذ ّ
أما اصطبلحا فقد ّ
مجرـ،
ّ إما طواعية كاالمتناع عف فعؿ بالواقع عمى الوجو الذي يتطمبو القانوفّ ،
أو االحتكاـ إلى اإلجراءات القانونية أثناء البيع ،وا ّما إجباريا عف طريؽ السمطة القضائية،
محمد حسنيف ،طرؽ التنفيذ في قانوف اإلجراءات المدنية الجزائري ،ط ،2ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر، 1
،1990ص .5
أحمد مميجي ،إشكاالت التنفيذ ومنازعات التنفيذ الموضوعية في المواد المدنية والتجارية وفقا لقانوف المرافعات وآراء 2
الفقو وأحكاـ النقض ،دار الكتب القومية ،القاىرة مصر ،دوف تاريخ النشر ،ص .9
385
ويكوف اليدؼ في النياية ىو الوفاء بااللتزاـ بغية استرجاع الطرؼ المتضرر لحقو الثابت
في السند التنفيذي".1
بأنو حمقة الوصؿ بيف القاعدة القانونية
وعرؼ األستاذ عمارة بمغيث التنفيذ ّ ّ
يتـ بيا تسيير الواقع حسب ما يتطمبو القانوف ،وذلؾ بجبر
والواقع ،وىو الوسيمة التي ّ
المديف عمى تنفيذ التزامو بالقوة.2
عرؼ األستاذ بربارة عبد الرحماف التنفيذ بأنو استعادة الطرؼ المتضرر
كما ّ
لحقوقو الثابتة بموجب سند ،وأنو تصرؼ إجرائي يتميز عف الوفاء االختياري.3
ثانيا -صور التنفيذ
ُيقَ ّْس ُـ الفقياء التنفيذ إلى قسميف :تنفيذ اختياري أو رضائي وتنفيذ جبري أو قيري.
-1التنفيذ االختياري أو الرضائي
تضمنو السند التنفيذي بصفة
ّ يتـ التنفيذ االختياري بامتثاؿ المنفذ ضده لما
ّ
اختيارية دوف تدخؿ مف السمطة العامة إلجباره عمى ذلؾ ،بحيث يقوـ بالوفاء المطالب بو،
سواء بدفع المبالغ المالية التي ألزمو السند التنفيذي بدفعيا ،أو القياـ بالعمؿ الذي أُلزـ بو،
كتسميـ الطفؿ المحضوف لمحاضنة ،أو االمتناع عف القياـ بعمؿ ما ،كاالمتناع عف
التعرض لمزوجة في الولوج إلى مسكف الزوجية ،سواء كاف ىذا االمتثاؿ بمجرد صدور
السند التنفيذي ،أو خبلؿ أجؿ خمسة عشر يوما مف تاريخ التبميغ الرسمي لمسند التنفيذي
والزامو بالوفاء بما تضمنو ،حيث ينقضي االلتزاـ الممقى عمى عاتؽ المنفذ ضده بمجرد
امتثالو لمضموف السند التنفيذي ،دوف المجوء إلى إجراءات التنفيذ الجبري وال تقوـ
خصومة التنفيذ.4
نسيـ يخمؼ ،الوافي في طرؽ التنفيذ ،ط ،1دار جسور ،الجزائر ،2014 ،ص .16 1
عمارة بمغيث ،التنفيذ الجبري واشكاالتو ،ط ،1دار العموـ ،عنابة ،الجزائر ،2004 ،ص .7 2
بربارة عبد الرحماف ،طرؽ التنفيذ مف الناحيتيف اإلجرائية والجزائية ،ط ،1منشورات بغدادي ،الجزائر ،2009 ،ص 3
.09
حمدي باشا عمر ،طرؽ التنفيذ وفقا لمقانوف رقـ 09-08المؤرخ في 25فيفري 2008المتضمف قانوف اإلجراءات 4
الطيب برادة ،التنفيذ الجبري في التشريع المغربي بيف النظرية والتطبيؽ ،شركة بابؿ ،المغرب ،1988 ،ص .269 1
جيبللي محمد ،صبلحيات المحضر القضائي في الجزائر ،دراسة نظرية تطبيقية مقارنة ،ط ،1دار اليدى ،الجزائر، 2
،2016ص .83
محمد يحي ولد أحمد ناه ،إجراءات التبميغ والتنفيذ في العمؿ القضائي ،دراسة مقارنة ،رسالة لنيؿ دبموـ الماستر في 3
القانوف الخاص ،كمية العموـ القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة ،جامعة عبد المالؾ السعدي ،المغرب-2009 ،
،2010ص .59
387
-2التنفيذ الجبري
ؼ األستاذ أحمد أبو الوفاء التنفيذ الجبري بأنو ذلؾ الذي تقوـ بو السمطة
عر ُ
ُي ّ
العامة تحت إشراؼ القضاء ورقابتو ،بناء عمى طمب دائف بيده سند تنفيذي مستوؼ
لشروط خاصة ،بقصد استيفاء حقو الثابت في السند مف المديف قي ار عنو ،وذلؾ عف
طريؽ منع المديف مف التصرؼ في مالو المحجوز ،ثـ بيعو جب ار عنو أو عف طريؽ قير
المديف عمى التنفيذ المباشر ،1وىو نفس التعريؼ تقريبا الذي قاؿ بو األستاذ حمدي باشا
عمر.2
ويسمى التنفيذ الجبري بالتنفيذ اإلجرائي أو التنفيذ القضائي ،كونو يتضمف اتباع
ّ
ويتـ تحت إشراؼ القضاء ،وتقوـ بو السمطة العامة ممثمة
إجراءات خاصة محددة قانوناّ ،
بالمحضر القضائي ،بموجب سند تنفيذي مستوفي الشروط ،بناء عمى طمب المنفذ لو مف
أجؿ استيفاء حقو ،وذلؾ عف طريؽ حجز مالو أو قير المديف عمى التنفيذ المباشر.3
والتنفيذ الجبري لو صورتاف ،أحيانا يكوف مباش ار ،وأحيانا أخرى غير مباشر،
وبياف ذلؾ فيما يمي:
أ -التنفيذ الجبري المباشر أو التنفيذ العيني
ىو الصورة األصمية لمتنفيذ ،وال ُيمجأ لغيره إال عند عدـ إمكانيتو ،حيث يتولى
القياـ بو المحضر القضائي ،بعد استنفاد إجراءات التنفيذ االختياري ،مف تبميغ لمسند
التنفيذي لممنفذ ضده وتكميفو بالوفاء ،ومنحو أجؿ خمسة عشر يوما لذلؾ ،فإذا انقضى
األجؿ دوف امتثاؿ المنفذ ضده اختيارا ،ينتقؿ المحضر القضائي إلى إجراءات التنفيذ
الجبري ،وذلؾ بتقديـ طمب إلى السيد وكيؿ الجميورية المختص مف أجؿ تسخير القوة
العمومية مف أجؿ إجبار المنفذ ضده بإخبلء عقار المنفذ لو وطرده منو ،أو تسميـ منقوؿ
معيف بذاتو ،أو غمؽ نافذة مطمة عمى المنفذ لو.
أحمد أبو الوفاء ،إجراءات التنفيذ في المواد المدنية والتجارية ،ط ،10منشأة المعارؼ ،اإلسكندرية مصر،1990 ، 1
ص 11وما بعدىا.
حمدي باشا عمر ،طرؽ التنفيذ وفقا لمقانوف رقـ 09-08المؤرخ في 25فيفري 2008المتضمف قانوف اإلجراءات 2
388
ويتـ التنفيذ الجبري المباشر بتحقيؽ ذات األداء المحدد في السند التنفيذي،
ّ
كتسميـ الطفؿ المحضوف ،أو تسميـ األمتعة المحددة في القائمة المؤشر عمييا مف
المحكمة ،أو تسميـ المنقوؿ أو العقار أو غمؽ نافذة أو ىدـ جدار.
ب -التنفيذ الجبري غير المباشر أو عن طريق الحجز
يتـ التنفيذ الجبري غير المباشر عمى أمواؿ المنفذ ضده سواء كانت منقوال
ّ
أو عقارا ،وذلؾ بالحجز عمييا ووضعيا تحت يد القضاء ،وغ ّؿ يد المديف المحجوز عميو
يتـ بيعيا واستيفاء الدائف حقو مف
مف التصرؼ فييا تصرفا يضر مصمحة الدائنيف ،حتى ّ
ثمنيا ،فالدائف ال يحصؿ عمى حقّو مباشرة ،بؿ عف طريؽ حجز أمواؿ المديف.
حدد المشرع في ؽ.إ.ـ.إ الضوابط والخطوات التي يجب إتباعيا في مباشرة
وقد ّ
الحجوز المختمفة ،وذلؾ مف المادة 636إلى المادة 639مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث منع المشرع
وقيد وحصر الحجز عمى بعض األمواؿ األخرى ،وذلؾ الحجز عمى بعض األمواؿّ ،
مراعاة لمجانب اإلنساني في التنفيذ ،كما ضبط المشرع إجراءات بيع األمواؿ المحجوزة مف
ضار المديف عند بيع األمواؿ المحجوزة.
أجؿ الوصوؿ إلى أعمى سعر ليا ،حتى ال ُي ّ
والحجز عمى أنواع منيا الحجز التحفظي ،وىو إجراء مفاجئ ووقتي مف أجؿ
تضر مصالح الدائنيف ،إلى غاية صدور حكـ
منع المديف مف التصرؼ في أموالو بصفة ّ
في الموضوع ،وقد تناوؿ المشرع الجزائري الحجز التحفظي في المواد 646إلى 666مف
ؽ.إ.ـ.إ ،باإلضافة إلى الحجز التنفيذي ،وىو إجراء يقوـ بو الدائف الذي بيده سند تنفيذي
وذلؾ بالحجز عمى أمواؿ مدينو حج از تنفيذيا ،أو حج از تنفيذيا عمى المنقوؿ وفقا لممواد
687إلى 720ؽ.أ ،أو حج از تنفيذيا عقاريا وفقا لممواد 720إلى 765ؽ.إ.ـ.إ ،وقد
يكوف حج از تنفيذيا عمى ما لممديف لدى الغير وفقا لممواد 667إلى 686ؽ.إ.ـ.إ.
ثالثا -أطراف التنفيذ
يتـ التنفيذ لمصمحتو،
عدة أشخاص ،مف بينيـ الدائف الذي ّ
تشمؿ عممية التنفيذ ّ
ضده ،ويدعى المنفذ عميو ،والسمطة
ويسمى طالب التنفيذ ،والمديف الذي يجري التنفيذ ّ
العامة ممثمة بالمحضر القضائي بصفتو قائما بالتنفيذ ،وقد يتدخؿ أحيانا الغير في التنفيذ
يتـ إدخالو دوف أف يكوف طرفا في الخصومة.
أو ّ
389
-1طالب التنفيذ
ىو الدائف صاحب الحؽ الثابت في السند التنفيذي ،ويشترط فيو توافر الصفة
ألف طالب التنفيذ قد يكوف كامؿ األىمية عند رفع الدعوى والمصمحة واألىمية وقت التنفيذّ ،
فقد أىميتو ،فينوب عنو وليو
ص أو ُي ُ ِ
ثـ يط أر عميو ما ُي ْنق ُ
وصدور الحكـ أو عند التعاقدّ ،
أو مقدمو ،كما قد ينوب عف طالب التنفيذ وكيمو ،أو ورثتو عند وفاتو.
-2المنفذ عميو
يتـ التنفيذ ضده ،سواء المحكوـ عميو أو كفيمو ،أو المسؤوؿ وىو الشخص الذي ّ
يتـ ذكره في السند التنفيذي ،وأف تتوفر فيو األىمية ،ألف توجيو التنفيذ
المدني ،ويجب أف ّ
ضد ناقص األىمية أو ع ديميا يجعؿ اإلجراءات المتخذة باطمة لمخالفتو القواعد القانونية
العامة ،ولعدـ تمكيف الولي مف اتخاذ اإلجراءات المناسبة لحماية أمواؿ مف ولي عميو.1
-3السمطة المكمفة بالتنفيذ
السمطة المكمفة بالتنفيذ مستقمة عف كؿ مف الدائف والمديف ،حيث تتولى الدولة
ميمة التنفي ذ عف طريؽ أشخاص تكمفيـ بالقياـ بإجراءات التنفيذ ،وتتبنى األنظمة القانونية
الدولية فيما يخص التنفيذ في المجاؿ المدني نظاميف اثنيف :األوؿ يسند فيو التنفيذ لقضاة
تعرضيتـ ال ّ
التنفيذ ،أما النظاـ الثاني فيسند فيو التنفيذ لممحضريف القضائييف ،وفيما يمي ّ
ثـ النظاـ المتبنى مف قبؿ المشرع الجزائري في التنفيذ
بتعريؼ وجيز لنظاـ قاضي التنفيذّ ،
أال وىو التنفيذ بواسطة المحضر القضائي.
أ -نظام قاضي التنفيذ
بموجب ىذا النظاـ تستحدث في كؿ محكمة مصمحة خاصة بالتنفيذ ،يشرؼ
عمييا قاض مختص يسمى قاضي التنفيذ ،ويتولى أعواف التنفيذ -وىـ موظفوف بكتابة
المحكمة -تسيير ممفات التنفيذ فييا ،حيث يستمموف ممفات التنفيذ مف ذوي الشأف،
ويقوموف بتبميغيا وتنفيذىا بأمر وتوجيو مف قاضي التنفيذ.
يقدـ طالب التنفيذ طمب
وتوحد بعض األنظمة جية اإلشراؼ عمى التنفيذ ،حيث ّ
ّ
التنفيذ مرفقا بالسند التنفيذي إلى المصمحة المختصة بالتنفيذ عمى مستوى المحكمة
390
المختصة مف أجؿ الحصوؿ عمى حقّو الثابت بالسند ،حيث تمنح لقاضي التنفيذ الوالية
صحة السند ومف اختصاص المحكمة ّ الكاممة في فحص مستندات التنفيذ ،ويتأ ّكد مف
بالتنفيذ محميا ونوعيا ،ثـ مباشرة إجراءات التبميغ والتنفيذ في مواجية المنفذ عميو ،بواسطة
الموظفيف الذي يعمموف تحت رئاستو ،كما ُيرجع إلى قاضي التنفيذ مف أجؿ الفصؿ في
إشكاالت التنفيذ الموضوعية بصفتو قاضي الموضوع ،أو في اإلشكاالت الوقتية بصفتو
قاضي االستعجاؿ ،1كما يمجأ إليو في تسخير القوة العمومية ،وتأخذ بعض األنظمة
باالزدواجية في اإلشراؼ عمى التنفيذ ،حيث تخضع عممية التنفيذ لجية النيابة وجيّة
الحكـ.
وقد تبنى المشرع الجزائري نظاـ معاوني التنفيذ قبؿ صدور القانوف رقـ 02/91
المؤرخ في 1991/01/08المتضمف مينة المحضر القضائي ،وىو نظاـ ُيشبو نظاـ
المحضريف القضائييف ،حيث أسند المشرع عممية التنفيذ لكاتب الجية القضائية التي
أصدرت الحكـ ،أو عند االقتضاء كاتب المحكمة التي يدخؿ في دائرة اختصاصيا مكاف
مباشرة التنفيذ ،وذلؾ وفقا لنص المادة 329مف ؽ.إ.ـ الممغى الصادر باألمر 154-66
أف أعواف التنفيذ ىـ موظفيف بالمحاكـ يفوضيـ القانوف
المؤرخ في ،1966/06/08غير ّ
بمباشرة إجراءات التنفيذ دوف أف يكونوا وكبلء عف طالبي التنفيذ ،ويخضع الزدواجية في
اإلشراؼ عمى التنفيذ ،جية النيابة فيما يتعمؽ بمباشرة التنفيذ وتسخير القوة العمومية،
وجية الحكـ فيما يتعمؽ بالفصؿ في إشكاالت التنفيذ ،حيث يفصؿ قاضي االستعجاؿ في
اإلشكاالت الوقتية ،ويختص قاضي الموضوع بالفصؿ في إشكاالت الموضوعية.
ب -نظام المحضرين القضائيين
أثبت نظاـ معاوني التنفيذ المتبنى مف قبؿ المشرع قبؿ 1991عجزه وقصوره عف
مواكبة الحجـ الكبير لممفات التنفيذ التي تراكمت في المحاكـ ،ولـ يستطع أعواف التنفيذ
تنفيذىا ،نظ ار ألف عممية التنفيذ تتطمب توفير الوسائؿ المادية لبلنتقاؿ إلى موطف التنفيذ،
وىو ما لـ يتـ توفيره ألعواف التنفيذ ،مما اضطرىـ لبلنتقاؿ برفقة طالبي التنفيذ ،والطمب
سبب حرجا ليـ تجاه المنفذ
منيـ توفير الوسائؿ البلزمة مف أجؿ أداء مياميـ ،وىو ما ُي ّ
حمدي باشا عمر ،طرؽ التنفيذ ،مرجع سابؽ ،ص .82 1
391
عمييـ ،باإل ضافة إلى أف كثرة النزاعات في بعض المحاكـ جعؿ مف المستحيؿ عمى
يضـ كاتبا واحدا أو كاتبيف أف ُينفّذوا جميع السندات التنفيذية
مكتب التنفيذ بالمحكمة الذي ّ
التي تصؿ إلييـ.1
كؿ ذلؾ جعؿ المشرع َي ْع ِدؿ عف ىذا النظاـ إلى نظاـ آخر ىو نظاـ المحضريف
القضائييف ،وذلؾ بموجب القانوف رقـ 02-91المؤرخ في 1991/01/08المتضمف
المعدؿ بموجب القانوف رقـ 03-06المؤرخ في
ّ تنظيـ مينة المحضر القضائي،
،2006/02/20وكذا المرسوـ التنفيذي رقـ 185/91المؤرخ في 1991/06/01المحدد
لشروط االلتحاؽ بميف المحضر القضائي وممارستيا ونظاميا االنضباطي وقواعد تنظيـ
المينة.
حيث أوجد المشرع جيات مختصة تقوـ بعممية تنفيذ السندات التنفيذية المحددة
وتتـ عممية التنفيذ بناء عمى طمب الدائف الذي بيده سند
في المادة 600مف ؽ.إ.ـ.إّ ،
يقدمو لممحضر القضائي ،حيث أوكؿ الم ّشرع لممحضر القضائي ميمة تنفيذ
تنفيذي الذي ّ
األحكاـ القضائية ،وتحصيؿ حقوؽ الدائنيف مف المدينيف ،ويؤدي ميامو تحت إشراؼ
القضاء.
عيف مف قبؿ وزير العدؿ في دائرة
والمحضر القضائي ىو ضابط عمومي ُي ّ
اختصاص محكمة معينة ،يحوز عمى ختـ الدولة ،ويمارس مينة حرة ويعمؿ لحسابو
الخاص ،ويتولى القياـ بخدمة عمومية ،فيو ممثؿ لمسمطة العامة ووكيبل عف طالب
التنفيذ ،حيث يقوـ بمياـ التبميغ والتنفيذ بناء عمى طمب ذوي الشأف في مجاؿ اختصاص
المجمس القضائي المعيف فيو ،ويتقاضى أتعابا محددة قانونا مف ذوي الشأف ،ويشرع في
أداء ميامو بعد تأدية اليميف القانونية أماـ المجمس القضائي التابعة لو المحكمة التي ُعّيف
بيا ،في جمسة عمنية بحضور النائب العاـ.
يخضع المحضر القضائي عند أداء ميامو لرقابة وكيؿ الجميورية ،وال يتمتع
باستقبللية تامة في تسيير مكتبو ،حيث يقوـ وكبلء الجميورية بالتفتيش الدوري لمكاتب
المحضريف ،كما يمجأ المحضر القضائي إلى وكيؿ الجميورية مف أجؿ طمب تسخير القوة
حمدي باشا عمر ،طرؽ التنفيذ ،مرجع سابؽ ،ص .82 1
392
العمومية في تنفيذ السندات التنفيذية عند االقتضاء ،فالمحضر القضائي يعمؿ تحت
سمطة واشراؼ وكيؿ الجميورية المختص ،ويمجأ إليو عند مواجيتو صعوبات مادية في
التنفيذ ويطمب تسخير القوة العمومية ،مف أجؿ االستعانة بيا في تخطي العقبات المادية
وتنفيذ السند التنفيذي ،لذا تحتؿ النيابة العامة مرك از ميما في عممية التنفيذ وتولي لو
أىمية بالغة ،إذ ىي المسؤولة األولى عف عممية التنفيذ ،وترفع بشأف ذلؾ تقارير
واحصائيات لمجيات الوصية.
-4الغير كطرف في التنفيذ
يقتضي األثر النسبي لؤلحكاـ القضائية عدـ سريانيا في مواجية الغير ،وبذلؾ
ليس لمغير أف يتدخؿ في مرحمة التنفيذ ،ألنو امتداد ومرحمة عممية الستعادة الحؽ الثابت
بموجب السند ،لكف استثناء مف ىذه القاعدة يجوز إشراؾ الغير في التنفيذ أو اإلذف ليـ
بالتدخؿ.1
ويقصد بالغير كؿ مف يمزمو القانوف باالشتراؾ في إجراءات التنفيذ دوف أف يكوف
مف طرفي التنفيذ ،وذلؾ لصفتو أو وظيفتو أو عبلقتو بالخصوـ ،وليس لو مصمحة في
ضر مف إجراء التنفيذ ،2ويعتبر مف الغير المحجوز
الحؽ المراد اقتضاؤه ،وال ينتفع أو ُي ّ
تـ تكميفو بحراسة األشياء
لديو عند حجز ما لممديف لدى الغير ،الحارس القضائي الذي ّ
المح جوزة ،ضابط الحالة المدنية عندما يمزـ بقيد الميبلد أو الزواج أو الوفاة في سجبلت
الحالة المدنية بالبمدية ،وذلؾ بموجب حكـ قضائي.
كما يعتبر مف الغير الدائنيف اآلخريف الذيف يحوزوف سندات تنفيذية ،حيث يجوز
ليـ التدخؿ واالنضماـ إلى الحاجز مف أجؿ استيفاء ديونيـ مف الشيء المحجوز.
حمدي باشا عمر ،طرؽ التنفيذ ،مرجع سابؽ ،ص .88 2
393
الفرع الثاني :مراحل التنفيذ ومميزاتو
تخضع األحكاـ الصادرة في شؤوف األسرة والمتعمقة بانعقاد الزواج أو انحبللو مف
خاصة فيما يتعمؽ بوجوب اتّباع مقدمات ّ حيث تنفيذىا إلى القواعد العامة في التنفيذ،
التنفيذ (أوال) ،غير أنو تبرز بعض الخصوصية في تنفيذ ىذه األحكاـ (ثانيا) ،كما تبرز
المعجؿ في قضايا الزواج والطبلؽ (ثالثا) ،وىو ما سيتـ التطرؽ
ّ أيضا مف ناحية التنفيذ
إليو فيما يمي.
أوال -مقدمات التنفيذ
ال يكفي لطالب التنفيذ حيازتو لسند تنفيذي مف أجؿ استيفاء حقو المقضي لو،
بؿ البد مف اتّباع إجراءات أولية نص عمييا القانوف ،وأوجب مراعاتيا مف أجؿ تنفيذ
السندات التنفيذية ،والتي تُدعى بمقدمات التنفيذ.
ويقصد بمقدمات التنفيذ اإلجراءات التي يتّخذىا المستفيد مف السند في مواجية
ُ
المنفذ عميو ،قبؿ اتخاذ التدابير الجبرية لحمؿ المديف عمى التنفيذ عف طريؽ الحجز،
أو الغرامة التيديدية ،أو عف طريؽ القوة العمومية ،فمقدمات التنفيذ ىي إجراءات ابتدائية،
ُيبدي مف خبلليا المستفيد مف السند رغبتو في استعادة حقو الثابت بموجب السند ،وذلؾ
عف طريؽ تبميغ السند إلى المنفذ عميو وتكميفو بالوفاء بما تضمنو عف طريؽ محضر
قضائي.1
أف ىذه المقدمات ال تدخؿ ضمف إجراءات التنفيذ وليست
ويعتبر بعض الفقياء ّ
جزًء منو ،ألف التنفيذ يبدأ باتخاذ إجراءات الحجز عمى الماؿ ،وليس بالشروع في
مقدماتو.2
ثـ
وتشمؿ مقدمات التنفيذ طمب التنفيذ مف طرؼ المستفيد مف السند التنفيذيّ ،
تبميغ المنفذ عميو السند التنفيذي وتكميفو بالوفاء بواسطة المحضر القضائي ،ثـ تحرير
محضر التنفيذ أو االمتناع عف التنفيذ طبقا لنص المادة 625مف ؽ.إ.ـ.إ.
حمدي باشا عمر ،طرؽ التنفيذ ،مرجع سابؽ ،ص .136 1
394
-1تبميغ المنفذ عميو بالسند التنفيذي وتكميفو بالوفاء
إف ّأوؿ عمؿ يقوـ بو المحضر القضائي عندما يستمـ السند التنفيذي مف الدائف
ّ
ىو تحرير محاضر التنفيذ ،وتتمثؿ في محضر تبميغ السند التنفيذي ،محضر تكميؼ
بالوفاء ومحضر تبميغ تكميؼ بالوفاء ،وفؽ الشكميات والبيانات التي يحددىا القانوف ،وىي
محاضر رسمية ،وحجة قاطعة بما تتضمنو مف وقائع وبيانات ،وال يمكف الطعف فييا إال
حدد المشرع البيانات الواجب ذكرىا في المادة 613مف ؽ.إ.ـ.إ ،وذلؾ
بالتزوير ،حيث ّ
تحت طائمة قابمية محضر التكميؼ بالوفاء لئلبطاؿ ،ومف بيف ىذه البيانات اسـ ولقب
طالب التنفيذ وصفتو ،موطنو الحقيقي ،موطف مختار لو في دائرة اختصاص محكمة
التنفيذ ،اسـ ولقب المنفذ عميو ،تكميؼ المنفذ عميو بالوفاء ،بياف المصاريؼ التي يمزـ بيا
المنفذ عميو ،بياف مصاريؼ التنفيذ واألتعاب المستحقة لممحضريف القضائييف ،اسـ ولقب
وموطف المحضر القضائي وتوقيعو وختمو.
يقوـ المحضر القضائي بعد ذلؾ بتبميغ المحاضر الثبلثة بصفة رسمية إلى المنفذ
عميو بموطنو األصمي المذكور في السند ،ويسمّمو نسخة مف السند التنفيذي المميور
بالصيغة التنفيذية ،ويتضمف ىذا التبميغ تكميؼ المنفذ ضده بالوفاء المطالب بو والمتضمف
في السند ،ومنحو أجؿ خمسة عشر يوما مف أجؿ االمتثاؿ لمضموف السند التنفيذي ،طبقا
لنص المادة 612مف ؽ.إ.ـ.إ ،أما إذا كاف السند التنفيذي أم ار استعجاليا أو حكما مشموال
بالنفاد المعجؿ ،فبل يمنح أجؿ خمسة عشر يوما ،وانما يجوز مطالبتو بالتنفيذ فو ار طبقا
لنص المادة 614مف ؽ.إ.ـ.إ ،وذلؾ نظ ار لمطابع االستعجالي ليذيف االستثنائيف ،الذي
يستوجب السرعة في التنفيذ تجنبا لمضرر الكبير الذي قد يمحؽ المستفيد مف السند.
يتـ مف خبلؿ ىذا التبميغ إعبلـ المنفذ عميو باإلجراء المتّخذ ضده ،واشعاره
حيث ّ
أف عميو الوفاء بو،
أف ىناؾ التزاما ترتّب في ذمتو ،و ّ
بالموضوع الذي يتعمؽ بو التبميغ ،و ّ
تجنب مفاجأة المنفذ عميو ومواجيتو بااللتزاـ الذي يقع
ويكمف اليدؼ مف ىذا اإلعبلف ىو ّ
أف إعبلمو
عمى عاتقو ،حتى ال يتحجج بجيمو بموضوع التنفيذ ،واقامة الحجة عميو ،كما ّ
وديا لما يقع عميو مف التزاـ ،دوف المجوء إلى التنفيذ
بالسند قد يدفعو إلى االستجابة ّ
الجبري ،وما يتطمبو مف إجراءات ومصاريؼ ووقت.
395
وال يشترط في ىذا التبميغ أف يكوف تبميغا شخصيا لممنفذ عميو ،واّنما يكفي التبميغ
القانوني في موطنو ،حيث يخضع التبميغ في ىذا الشأف لؤلحكاـ العامة لمتبميغ الرسمي
المنصوص عمييا في المواد 406إلى 416مف ؽ.إ.ـ.إ.
وتعتبر ىذه اإلجراءات ضرورية لمتنفيذ حتى ينتقؿ المنفذ إلى إجراءات التنفيذ
الجبري ،إذ بدونيا ال يمكف الحجز عمى المنقوؿ أو العقار أو غيرىا مف إجراءات التنفيذ
الجبري.
ويجوز طمب إبطاؿ محضر التكميؼ بالوفاء مف صاحب المصمحة -وغالبا
ما يكوف المنفذ عميو -أماـ القاضي االستعجالي خبلؿ أجؿ خمسة عشر يوـ مف تاريخ
التبميغ الرسمي ،وذلؾ إذا تخمّؼ بياف مف البيانات المحددة بالمادة 613مف ؽ.إ.ـ.إ،
حيث يفصؿ في دعوى اإلبطاؿ خبلؿ أجؿ خمسة عشر يوما مف تاريخ تسجيؿ الدعوى،
ويتـ االستجابة لطمب اإلبطاؿ إذا توافر شرطاف ،النص عمى اإلبطاؿ في حالة تخمؼ ّ
البياف ،مع إثبات الضرر الذي لحؽ الطرؼ المتمسؾ باإلبطاؿ ،وذلؾ طبقا لنص المادة
60مف ؽ.إ.ـ.إ ،وعميو فإف تَ َخمُّ ْ
ؼ أحد البيانات واغفالو ال يترتب عميو مباشرة إبطاؿ
التكميؼ بالوفاء ،بؿ ال بد مف وجود نص يقرر اإلبطاؿ مع إثبات الضرر الذي لحؽ
طالب اإلبطاؿ.
أف الحقوؽ الثابتة بموجب السندات التنفيذية تتقادـ بمرور وتجدر اإلشارة إلى ّ
خمسة عشر سنة ( )15كاممة ابتداء مف تاريخ قابميتيا لمتنفيذ ،طبقا لنص المادة 630مف
ؽ.إ.ـ.إ ،فإذا لـ يقـ المستفيد مف السند بمباشرة إجراءات التنفيذ ،وعمى رأسيا إعبلف السند
فإف الحؽ الثابت بموجبو يتقادـ بمرور أجؿ
تضمنوّ ،
ّ إلى المنفذ عميو وتكميفو بالوفاء بما
خمسة عشر سنة ابتداء مف تاريخ قابميتيا لمتنفيذ ،أي مف تاريخ حصوؿ المستفيد عمى
الصيغة التنفيذية ،وليس مف تاريخ صدور السند.
-2تحرير محضر التنفيذ أو امتناع عن التنفيذ
إذا انتيى أجؿ خمسة عشر يوما الممنوحة لممنفذ عميو دوف أف يمتثؿ لمتكميؼ
تضمنو السند التنفيذي ،سواء كاف االلتزاـ القياـ بعمؿ أو االمتناع عف القياـ
ّ بالوفاء بما
بعمؿُ ،يحرر المحضر القضائي محضر امتناع عف التنفيذ طبقا لممادة 625مف
ؽ.إ.ـ.إ ،ويحيؿ صاحب المصمحة إلى الجية القضائية المختصة مف أجؿ مواصمة
396
إجراءات التنفيذ الجبري ،حيث ينتقؿ مف مرحمة التنفيذ االختياري إلى مرحمة التنفيذ
الحجز عمى ممتمكات المنفذ ضده، إما عف طريؽ الجبري ،ويكوف التنفيذ جبريا ّ
أو باإلكراه البدني ،أو التنفيذ باستعماؿ القوة العمومية ،أو القياـ بالعمؿ موضوع االلتزاـ
عمى نفقة المنفذ عميو ،أو عف طريؽ الرجوع لممحكمة والمطالبة بالتعويض عف عدـ تنفيذ
االلتزاـ الذي تضمنو السند ،أو المطالبة بالغرامة التيديدية ،وذلؾ حسب طبيعة موضوع
تدخؿ المنفذ عميو
أقره الحكـ القضائي ،وحسب ما إذا كاف التنفيذ يتطمب ّ
التنفيذ الذي ّ
شخصيا أو ال ،أما إذا امتثؿ المنفذ عميو خبلؿ األجؿ الممنوح لو فيحرر المحضر
القضائي محضر تنفيذ.
ثانيا -خصوصية تنفيذ األحكام القضائية المتعمقة بالزواج والطالق
تميز تنفيذ األحكاـ القضائية المتعمقة بالزواج ،مف حيث تنفيذ
يتـ إبراز فيما يمي ّ
الجانب المتعمؽ بإثبات الزواج أو ح ّؿ الرابطة الزوجية ،أو مف حيث التنفيذ المتعمّؽ
بالجوانب المادية لؤلحكاـ القضائية الخاصة بالزواج أو الطبلؽ.
-1من حيث تنفيذ الجانب المتعمق بإثبات الزواج وف ّك الرابطة الزوجية
ؾ الرابطة الزوجية في جانبيا تتميز األحكاـ المتعمقة بإثبات الزواج وأحكاـ ف ّ
المتعمّؽ بح ّؿ عقد الزواج مف حيث تنفيذىا عف تنفيذ األحكاـ في القواعد العامة ،ألف
ألنيا ال تتضمف تقرير أو تأكيد حؽ ألحد طبيعتيا تقتضي ذلؾ ،فيي ليست أحكاـ إلزاـّ ،
الخصوـ والزاـ الخصـ اآلخر بأدائو ،كإقرار حؽ الزوجة في النفقة والزاـ الزوج بأدائيا
ليا ،كما ال تعتبر أحكاـ إثبات الزواج واثبات الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج أحكاما
منشئة ،ألنيا ال تنشئ مرك از قانونيا لـ يكف موجودا ،ولكنيا تعتبر أحكاما تقريرية كاشفة،
تقرر وجود الحؽ أو المركز القانوني أو الواقعة القانونية الموجودة مف قبؿ ،دوف إلزاـ
المدعى عميو بأداء معيف ،فيي تزيؿ الشؾ حوؿ وجوده وتكشؼ عنو.
ؾ الرابطة الزوجية في شقّيا
انطبلقا مف طبيعة أحكاـ إثبات الزواج وأحكاـ ف ّ
فإف تنفيذىا لو طابع خاص ،إذ ال يخضع لمقدمات التنفيذ مفالمتعمّؽ بح ّؿ عقد الزواج ّ
إعبلف لمسند التنفيذي لممنفذ عميو وتكميفو بالوفاء ،ثـ تحرير محضر التنفيذ أو االمتناع
إف تنفيذىا يتطمب تدخؿ النيابة العامة التي تسعى وجوبا في تنفيذ أحكاـعف التنفيذ ،بؿ ّ
إثبات الزواج أو الطبلؽ في الحالة المدنية ،حيث كمّفيا المشرع وأناطيا بيذا الدور الياـ،
397
بموجب نص الفقرة الثانية مف المادة 22مف ؽ.أ ،والفقرة مف المادة الثالثة مف المادة 49
مف ؽ.أ ،وذلؾ باعتبار النيابة العامة طرفا أصميا في دعاوى شؤوف األسرة ،حيث تسعى
النيابة العامة وجوبا في التنفيذ بمجرد صدور الحكـ ،دوف انتظار فوات آجاؿ الطعف،
تمت ممارستيا ،حيث يقوـ السيد وكيؿ ودوف انتظار مآؿ الفصؿ في الطعوف إذا ّ
الجميورية لدى المحكمة التي أصدرت حكـ إثبات الزواج أو حكـ الطبلؽ بإرساؿ نسخة
تـ إبراـ عقد الزواج أماميا ،مف أجؿ
مف الحكـ مع أمر ضابط الحالة المدنية بالبمدية التي ّ
تسجيؿ الزواج أو الطبلؽ عمى ىامش سجؿ عقود الزواج ،والتأشير بو كذلؾ عمى ىامش
تـ ميبلدىما في نفس البمدية ،أو إرساؿ إشعار بذلؾ إلى
سجؿ عقود ميبلد الزوجيف إف ّ
تـ إبراـ عقد الزواج في الخارج أو كاف ميبلد أحد الزوجيف في
بمدية ميبلد الزوجيف ،واذا ّ
الخارج يرسؿ إشعار إلى و ازرة الخارجية مف أجؿ تسجيؿ ذلؾ عمى سجبلت الحالة المدنية
عمى مستوى الو ازرة.
ؾ الرابطة الزوجية وتسجيميا في سجبلت إف تنفيذ أحكاـ إثبات الزواج وأحكاـ ف ّ
ّ
الحالة المدنية عرؼ عرقمة كبيرة قبؿ تعديؿ قانوف األسرة ،وقبؿ إسناد عممية التنفيذ لمنيابة
العامة ،حيث كاف تسجيؿ ىذه األحكاـ في سجبلت الحالة المدنية متروكا ألطراؼ
مما أدى إلى عدـ تنفيذ العديد مف أحكاـ إثبات الزواج
ويتـ بسعي منيـّ ،
الخصومة ّ
ؾ الرابطة الزوجية ،وبقاءىا حب ار عمى ورؽ ،بسبب عدـ سعي األطراؼ إلىوأحكاـ ف ّ
تنفيذىا ،ىذا ما دفع المشرع إلى تكميؼ النيابة العامة بعممية التنفيذ نظ ار لتعمؽ حالة
األشخاص بالنظاـ العاـ.
-2من حيث تنفيذ أحكام الزواج والطالق المتضمنة جوانب مادية
المبدأ العاـ في التنفيذ ىو توحيد إجراءات التنفيذ في مختمؼ فروع القانوف ،لكف
المشرع مف إظيار بعض الخصوصية في التنفيذ في المسائؿ المتعمقة بشؤوف
ّ ىذا لـ يمنع
ألف التنفيذ في قضايا
األسرة عامة ،والمسائؿ المتعمقة بالزواج والطبلؽ بوجو خاصّ ،
األسرة يكتسي أىمية بالغة ،نظ ار لمطابع االجتماعي الذي تتّصؼ بو قضايا شؤوف األسرة،
والحساسية التي تتميز بيا ىذه القضايا ،وإلبراز ىذه الخصوصية في التنفيذ في بعض
أقر المشرع منح وصؼ النفاد المعجؿ لؤلحكاـ الصادرة في قضايا قضايا شؤوف األسرةّ ،
النفقة ،مع فرض عقوبات جزائية عند االمتناع عف تنفيذ بعض األحكاـ المتعمقة بالنفقة،
398
كجريمة عدـ تسديد النفقة المحكوـ بيا قضاء ،وجريمة عدـ تسميـ الطفؿ المحضوف ،وىي
تعد ضمانات فعالة لتنفيذ أحكاـ شؤوف األسرة.
ّ
كما تتضمف األحكاـ الصادرة في شؤوف األسرة المتعمقة بالزواج أو الطبلؽ
جوانب مادية تتعمؽ بالتعويض ،أو النفقات ،أو تسميـ األمتعة ،أو تسميـ المحضوف،
أو حؽ الزيارة ،وىي تخضع لئلجراءات العامة في التنفيذ ،وذلؾ باتّباع مقدمات التنفيذ
بإعبلف السند التنفيذي لممنفذ عميو وتكميفو بالوفاء بااللتزاـ الذي قضى بو السند في أجؿ
خمسة عشر يوما ،أو فو ار إذا تعمّؽ التنفيذ بأمر استعجالي أو سند مشموؿ بالنفاذ
ثـ تحرير محضر التنفيذ إذا امتثؿ المنفذ عميو ،أو تحرير محضر االمتناع عف المعجؿّ ،
ّ
التنفيذ إذا فات األجؿ المحدد دوف امتثاؿ المنفذ عميو ،واالنتقاؿ إلى مرحمة التنفيذ الجبري
لمسند ،باتخاذ إجراءات الحجز عمى أمواؿ المنفذ عميو المنقولة أو العقارية ،أو الموجودة
لدى الغير ،أو المطالبة بالحكـ بغ ارمة تيديدية لحممو عمى التنفيذ ،أو غير ذلؾ مف
إجراءات التنفيذ الجبري.
خاصة ،وذلؾ بتجريـ
ّ خص المشرع تنفيذ األحكاـ المتعمقة بالنفقة بحماية
ّ كما
فعؿ امتناع المديف عف أداء النفقة ،واعتبار ىذا الفعؿ جنحة معاقب عمييا بموجب قانوف
العقوبات ،وكذا فعؿ المشرع بالنسبة لبلمتناع عف تنفيذ األحكاـ المتعمقة بتسميـ المحضوف
لحاضنو أو لممارسة حؽ الزيارة ،واعتبر المشرع ىذا االمتناع يشكؿ جنحة عدـ تسميـ
قاصر ،يعاقب مقترفيا بموجب نص المادة 328مف قانوف العقوبات.
فإف امتناع المنفذ عميو عف تسميميا
أما بالنسبة لؤلحكاـ المتعمّقة بتسميـ األمتعة ّ
إما بتوقيع غرامة
يخوؿ المنفذ لو المجوء ثانية إلى القضاء مف أجؿ المطالبة ّلصاحبياّ ،
تيديدية عمى المنفذ عميو لحممو عمى تسميـ األمتعة ،أو المطالبة بالتعويض عف عدـ
امتثاؿ المنفذ عميو لئللزاـ الذي يقع عميو بموجب السند التنفيذي.
ثالثا -التنفيذ المعجل في قضايا الزواج والطالق
بأف األحكاـ القضائية ال تكوف قابمة لمتنفيذ
القاعدة العامة في التنفيذ تقضي ّ
إال عند حيازتيا قوة األمر المقضي بو ،أي بعد أف تصبح ليا قوة تنفيذية ،والتي تحوزىا
أف تأخير التنفيذ في بعض
عند انقضاء آجاؿ طرؽ الطعف العادية أو بعد ممارستيا ،غير ّ
الحاالت إلى ما بعد استنفاذ طرؽ الطعف العادية وحيازة الحكـ القضائي قوة األمر
399
أقر المشرع في بعض الحاالت
المقضي بو ،قد يمحؽ ضر ار كبي ار بالمحكوـ لصالحو ،لذا ّ
األمر بالنفاد المعجؿ رغـ عدـ استنفاد طرؽ الطعف العادية ،حيث ينفذ الحكـ المشموؿ
تـ تأييد الحكـ المنفذ أصبح
بالنفاد المعجؿ رغـ الطعف فيو بالمعارضة أو االستئناؼ ،فإذا ّ
يتـ إرجاع الحالة إلى ما كانت عميو
فإنو ّ
تـ تعديموّ ،
التنفيذ ثابتا ،أما إذا ألغي الحكـ أو ّ
قبؿ التنفيذ.
ومف بيف قضايا شؤوف األسرة التي قد يحكـ فييا بالنفاد المعجؿ األحكاـ
القضائية المتعمقة بالنفقة ،فقد يفصؿ فييا بإجراء وقتي بموجب أمر عمى عريضة ،وقد
يفصؿ فييا بموجب أمر استعجالي ،وقد يفصؿ في مسائؿ النفقة بحكـ قضائي عادي
مشموؿ بالنفاد المعجؿ.
خص المشرع في المادة 323مف ؽ.إ.ـ.إ بالذكر مسألتيف اثنتيف مف مسائؿ
وقد ّ
شؤوف األسرة بجواز األمر بالنفاذ المعجؿ رغـ المعارضة أو االستئناؼ عند طمبو مف
صاحب المصمحة ،وذلؾ في مادة النفقة أو منح مسكف الزوجية لمف أسندت لو الحضانة،
يتـ توفير ليما
نظ ار لمخطر المحدؽ بصاحب الحؽ في النفقة ومسكف الحضانة إذا لـ ّ
النفقة والمسكف ،حتى ال يكوف عرضة لمتشرد ولآلفات االجتماعية ،ونظ ار لعنصر
يميز ىذيف المسألتيف.
االستعجاؿ الذي ّ
الخاصة باألوامر االستعجالية أو األحكاـ المشمولة بالنفاذ
ّ وتتميز إجراءات التنفيذ
المعجؿ مف حيث جواز إجراء التنفيذ الجبري بمجرد التبميغ الرسمي لمتكميؼ بالوفاء
ّ
بما تضمنو السند التنفيذي ،دوف منح المنفذ عميو أجؿ خمسة عشر يوما المنصوص
عمييا في المادة 612مف ؽ.إ.ـ.إ ،حيث ُيمزـ المنفذ عميو بتنفيذ السند التنفيذي فور
تضمنو ،فالمنفذ عميو مطالب طبقا لنص المادة 614 ّ إعبلنو وتبميغو ،وتكميفو بالوفاء بما
مف ؽ.إ.ـ.إ المبادرة باالمتثاؿ لبللتزاـ الذي تضمنو السند فور تبميغو مف طرؼ المحضر
القضائي بنسخة تنفيذية مف السند وتكميفو بالوفاء بما تضمنو ،واذا امتنع يحرر المحضر
محضر امتناع عف التنفيذ دوف انتظار فوات أجؿ خمسة عشر يوما المقرر في القواعد
العامة لمتنفيذ ،فإذا كمّؼ مثبل المنفذ عميو بدفع النفقة أو توفير مسكف لممارسة الحضانة
المعجؿ ،فيجوز
ّ بموجب أمر استعجالي ،أو كانت النفقة أو المسكف مشمولة بالنفاذ
لممحضر القضائي تحرير محضر االمتناع عف التنفيذ غداة يوـ التبميغ إذا لـ يدفع المنفذ
400
عميو مبالغ النفقة ،أو لـ يوفر مسكف لممارسة الحضانة ،واالنتقاؿ إلى مرحمة التنفيذ
الجبري.
المطمب الثاني :صندوق النفقة كآلية لتنفيذ األحكام المتعمقة بآثار الزواج
والطالق
عد التزاـ الزوج بالنفقة عمى أوالده وزوجتو مف بيف أىـ االلتزامات التي تقع عمى
ُي ّ
ويولِ ي القانوف والقضاء ليذا االلتزاـ عناية خاصة لـ يعيدىا لباقي المسائؿ األخرى
عاتقوُ ،
التي تتعمؽ باآلثار المترتبة عمى الزواج أو الطبلؽ ،وذلؾ مف أجؿ الحفاظ عمى كرامة
جرـ المشرع فعؿ االمتناع عف تسديد النفقةالزوجة واألوالد وحمايتيـ مف الضياع ،لذا ّ
المحكوـ بيا قضاء بموجب المادة 331مف قانوف العقوبات ،وتزيد أىمية ىذا اإللزاـ
المتعمؽ بدفع النفقة لؤلوال د المحضونيف خاصة بعد الطبلؽ ،أيف يتممص العديد مف
المطمقيف مف التزاماتيـ بعد فؾ الرابطة الزوجية.
أف الواقع أثبت عجزلكف رغـ الحماية التشريعية والقضائية ليذا الحؽ ،إال ّ
ومحدودية الحموؿ التي أوجدىا المشرع في تحصيؿ النفقة مف المديف بيا ،بدليؿ وجود
العديد مف ا لقضايا المعروضة عمى القضاء المتعمقة بعدـ تسديد النفقة ،والتي عجزت فييا
إما بسبب عجز المطمقة والمحضونيف عف الحصوؿ عمى مستحقاتيـ مف المديف بالنفقةّ ،
المديف ،أو تعمده التيرب مف دفع ما عميو ،أو لعدـ معرفة محؿ إقامة المديف بالنفقة،
ثـ إطبلؽ سراحو ،وتبقى المطمقة
مدة مف الزمف ّ
وال ينفع حينئذ سجف المديف بالنفقة ّ
والمحضونيف ُيتابعوف المديف بالنفقة كمما دخؿ وخرج مف السجف ،ألف ضروريات العيش
ومستمزماتو مف مأكؿ ومشرب وممبس ومأوى ال تحتمؿ االنتظار والتأخير ،فيي ذات
طابع استعجالي.
أقرىا المشرع لممطمقة والمحضونيف،
وأماـ ىذا الوضع وعدـ كفاية الحماية التي ّ
وجد المشرع نفسو ممزما بالتدخؿ مف جديد مف خبلؿ المادة 124مف قانوف 10/14
نصت عمى
المؤرخ في 30ديسمبر 2014المتضمف قانوف المالية لسنة 2015والتي ّ
فتح في كتابات الخزينة حساب تخصيص خاص رقمو 302-142وعنوانو "صندوؽ
ثـ صدر القانوف رقـ 01-15المؤرخ في 04جانفي 2015المتضمف إنشاء
النفقة"ّ ،
401
صندوؽ النفقة ، 1مف أجؿ محاولة التخفيؼ مف العناء الذي تعيشو الكثير مف المطمقات
والمحضونيف ،ومشقّة السعي الحثيث مف أجؿ تحصيؿ مبالغ النفقة المحكوـ بيا ،حيث
يعتبر الصندوؽ آلية جديدة لتنفيذ األحكاـ القضائية في شقّيا المتعمؽ بتسديد النفقة ،مف
أجؿ رفع االحتياج والمشقّة عف المطمقة والمحضونيف ،دوف المساس بحؽ الدولة في
تـ دفعيا لمدائنيف
الرجوع عمى المديف بالنفقة السترجاع المبالغ المستحقة لمصندوؽ ،والتي ّ
بيا ،فصندوؽ النفقة ليس لو صفة المديف بالنفقة وال الدائف بيا ،وانما لو صفة الوسيط بيف
الدائف والمديف بالنفقة ،2وىو صندوؽ سبؽ إنشاؤه في بعض التشريعات العربية ،كالتشريع
التونسي ،والمغربي ،والمصري ،واف اختمفت تسمياتو.3
سنو إجراء فريدا
إف المشرع المغربي أنشأ صندوقا لمتكافؿ االجتماعي بالرغـ مف ّ
ّ
مف نوعو في مدونة األسرة المغربية الصادرة سنة ،2004حيث يشترط لقبوؿ دعوى
الطبلؽ وتسجيميا قياـ الزوج بدفع المبالغ المستحقة لمزوجة في ذمتو ،إضافة إلى حصوؿ
يجنب المطمقة عناء السعي
ذمة األب ،وىذا حتى ّ األوالد عمى حقوقيـ المالية التي في ّ
والجري وراء المطمؽ مف أجؿ دفع النفقة المستحقة ليا ولؤلوالد المحضونيف.
وقد لقي اعتماد صندوؽ النفقة مف قبؿ الدولة معارضة بعض الفئات السياسية
شجع الزوجات عمى طمب الطبلؽ ،طالما أنو يوفر ليـ العيش واالجتماعية ،بحجة أنو ُي ّ
الرغيد بضماف أجرة شيرية يستغنوف بيا عف سمطة الزوج وقوامتو.4
القانوف 01-15مؤرخ في 2015/01/04يتضمف إنشاء صندوؽ النفقة ،الجريدة الرسمية العدد 01سنة 2015ص 1
.7
مباركة عمامرة ،الحماية الجزائية لحؽ النفقة لمطفؿ في القانوف الجزائري ،مجمة البحوث والدراسات ،جامعة الشييد 2
الطبلؽ ،وفي مصر صدر القانوف رقـ 11لسنة 2004المتعمؽ بإنشاء صندوؽ نظاـ تأميف األسرة ،وفي المغرب أنشأ
صندوؽ التكافؿ العائمي بموجب ظيير شريؼ رقـ ؾ 12102191صادر في 2010/12/13بتنفيذ القانوف رقـ 41-10
المتعمؽ بشروط ومساطر االستفادة مف صندوؽ التكافؿ العائمي ،الصادر بموجب الجريدة الرسمية عدد 5904بتاريخ
.2010/12/30
مقاؿ صحفي بجريدة العرب نشر في ،2014/04/01مقاؿ صحفي نشر بجريدة النيار بتاريخ ،2014/05/27 4
مقاؿ صحفي نشر بموقع جواىر الشروؽ بتاريخ ،2014/09/07مف بيف المؤيديف لفكرة إنشاء صندوؽ النفقة السيدة
مونية مسمـ سي عامر وزيرة التضامف الوطني واألسرة وقضايا المرأة ،والسيدة شائعة جعفر رئيسة لجنة المرأة بالمجمس
402
فعالة لفئة
ومف أجؿ معرفة إلى أي مدى ُوفّؽ المشرع في توفير حماية قانونية ّ
الحد مف معاناتيـ ،وذلؾ مف خبلؿ استحداث صندوؽ المطمقات واألطفاؿ المحضونيف ،و ّ
النفقة ،سنرّكز في ىذا المطمب عمى األحكاـ التي تناوليا القانوف 01-15المنشئ
ثـ بياف
لصندوؽ النفقة ،بالتطرؽ بإيجاز لمنظاـ القانوني لصندوؽ النفقة في الفرع األوؿّ ،
إجراءات االستفادة ،وطرؽ تحصيؿ المبالغ المستحقة مف الصندوؽ في الفرع الثاني.
يتـ التركيز مف خبلؿ ىذا الفرع عمى الفئات المعنية باالستفادة مف الصندوؽ،
ّ
ثـ التطرؽ إلى مسألة ُمسقطات الحؽ في االستفادة مف والشروط الواجب توافرىا فيياّ ،
المستحقات المالية لمصندوؽ.
أوال -الفئات المعنية باالستفادة من صندوق النفقة
المشرع في القانوف 01-15الفئات التي ليا حؽ االستفادة مف صندوؽ ّ حدد
ّ
النفقة ،والشروط التي يجب توافرىا فييا ،بيانيا فيما يمي:
-1تحديد الفئات المستفيدة
حصر المشرع الفئات التي يمكنيا االستفادة مف المخصصات المالية لمصندوؽ
في فئتيف اثنتيف ىما:
أ -الطفؿ أو األطفاؿ المحضونيف ممثميف مف قبؿ المرأة الحاضنة في مفيوـ
ؽ.أ ،نظ ار لكوف األطفاؿ المحضونيف عاجزيف عف المطالبة بأنفسيـ بحقيـ في النفقة،
ومباشرة اإلجراءات الواجبة االتباع ،فيـ في حاجة لمف يمثميـ ويقوـ مقاميـ ،وتعتبر المرأة
جدة ألب أو خالة
جدة ألـ أو ّ
أما أو ّ
الحاضنة خير ممثؿ لممحضوف ،سواء كانت ّ
عمة.
أو ّ
الوطني لؤلسرة التابع لو ازرة التضامف ،والسيد فاروؽ قسنطيني رئيس المجنة الوطنية االستشارية لترقية وحماية حقوؽ
اإلنساف ،ومف بيف المنتقديف إلنشاء صندوؽ النفقة السيد عبد الفتاح زراوي مسؤوؿ حزب جبية الصحوة الحرة السمفية
بالجزائر ،قيد التأسيس ،والسيد محمد حديبي مسؤوؿ اإلعبلـ ( آنذاؾ) في حزب حركة النيضة ،كما طالبوا بتوسيع حؽ
االستفادة منو إلى النساء الماكثات بالبيت ،واألرامؿ والعوانس.
403
ب -المرأة المطمقة المحكوـ ليا بالنفقة ،فالمرأة التي لـ يصدر حكـ طبلقيا بعد،
ؽ لمفحؽ ليا في االستفادة مف الصندوؽ ،كما ال َي ِح ُّ
أو لـ يقض ليا القضاء بالنفقة ،ال ّ
ُح ِك َـ ليا بالنفقة بموجب أمر مؤقت إلى غاية الفصؿ في دعوى الموضوع ،أف تستفيد مف
صندوؽ النفقة ،فالزوجة التي رفع زوجيا دعوى الطبلؽ باإلرادة المنفردة ،أو رفعت دعوى
يتـ الفصؿ فييا ،واستصدرت أم ار مؤقتا يقضي ليا بالنفقة المؤقتة
التطميؽ أو الخمع ،ولـ ّ
ؾ الرابطة الزوجية ،طبقا لنص المادة 57مكرر مف ؽ.أ، إلى غاية الفصؿ في دعوى ف ّ
وتع ّذر عمييا تنفيذ األمر كميا أو جزئيا المحدد لمبمغ النفقة ،بسبب امتناع المديف بيا عف
الدفع أو عجزه أو عدـ معرفة محؿ إقامتو ،فبل حؽ ليا في االستفادة مف صندوؽ النفقة
ألنو لـ يثبت طبلقيا بحكـ ،وال تدخؿ في لفظ المرأة المطمقة المنصوص عمييا بموجب
ّ
نص المادة الثانية مف القانوف .01-15
كما يخرج مف الفئات المستفيدة مف الصندوؽ الزوجة التي ُحكـ ليا وألوالدىا
بالنفقة تجاه زوجي ا الذي أىمميا وأوالدىا ،وذلؾ خبلؿ قياـ العبلقة الزوجية ،أو التي حكـ
ليا وألوالدىا بالنفقة مؤقتا بموجب أمر عمى عريضة في الفترة التي تسبؽ الفصؿ في
ؾ الرابطة
دعوى الموضوع المتعمقة بالرجوع إلى بيت الزوجية أو الفصؿ في دعوى ف ّ
ألف إجراءات التقاضي مف أجؿ الفصؿ في دعوى الموضوع قد تطوؿ ،والزوجة
الزوجيةّ ،
نص المشرع عمى شموؿ ىذه الفئات
ماسة لمنفقة ،فكاف مف األحسف لو ّ
واألوالد بحاجة ّ
لحؽ االستفادة مف صندوؽ النفقة.
وسعت مف الفئات المستفيدة مف وبالنظر لبعض التشريعات المقارنة نجدىا ّ
الصندوؽ ،عمى غرار المشرع البحريني ،حيث منحت المادة األولى مف القانوف رقـ 34
لسنة 2005المتعمّؽ بإنشاء صندوؽ النفقة حؽ االستفادة مف الصندوؽ لكؿ مف الزوجة
أو المطمقة أو الوالديف أو األوالد ،أو كؿ مف تجب ليـ النفقة أو مف ينوب عنيـ قانونا،
وىو أمر مستحسف يحسب لممشرع البحريني ،وىو نيج سمكو أيضا المشرع المصري مف
خبلؿ المادة 71مف القانوف 01لسنة 2000المتعمؽ بتنظيـ بعض أوضاع واجراءات
404
1
وسع مف دائرة الفئات المعنية باالستفادة
التقاضي في مسائؿ األحواؿ الشخصية ،حيث ّ
مف صندوؽ نظاـ تأميف األسرة حيث شمؿ كؿ مف المطمقة والزوجة واألبناء واألقارب،
ضيؽ المشرع الجزائري عمى غرار المشرع التونسي 2والمشرع المغربي مف الفئاتبينما ّ
المستفيدة وحصرىا في المطمقات وأوالدىف الذيف يحوزوف أحكاما نيائية بالنفقة ،وتعذر
عمييـ تنفيذىا.
وِا ْف كاف ليذا التضييؽ الذي انتيجو المشرع الجزائري ما يبرره حاليا ،مف أجؿ
تفادي فشؿ الصندوؽ في تحقيؽ أىدافو ،بالنظر لحداثة التجربة و ُش ُّح الموارد التي تدعمو،
فبل ضير بعد مضي مدة محددة مف دخوؿ الصندوؽ حيز التجربة ،وظيور نجاحو
ورسوخو في دعـ الفئات اليشة التي حددىا القانوف ،والتي ليا الحؽ في االستفادة منو،
ال ضير أف يشمؿ فئات أخرى في المستقبؿ كالزوجة واألبناء أثناء قياـ العبلقة الزوجية،
أو يشمؿ األصوؿ ،أو األرامؿ واليتامى.
-2شروط االستفادة من المخصصات المالية لصندوق النفقة
مف خبلؿ استقراء مواد القانوف 01-15سيما المادة الثانية منو يمكف استنتاج
يتـ
الشروط الواجب توافرىا مف أجؿ االستفادة مف المستحقات المالية لصندوؽ النفقةّ ،
إجماليا فيما يمي:
أ -شرط مفيوم النفقة
إف النفقة المشمولة بالقانوف رقـ 01-15عمى ثبلثة أنواع :النفقة المحكوـ بيا
ّ
لؤلطفاؿ المحضونيف بعد طبلؽ الوالديف ،والنفقة المحكوـ بيا مؤقتا لصالحيـ في حالة
رفع دعوى الطبلؽ ،كما تشمؿ النفقة المحكوـ بيا لصالح المرأة المطمقة ،وذلؾ وفقا لنص
المادة الثانية مف نفس القانوف ،وبالتالي يخرج مف مفيوـ النفقة في ىذا القانوف مبالغ
التعويض عف الطبلؽ التعسفي المحكوـ بيا لممطمقة ،أو مبالغ النفقة المحكوـ بيا لصالح
نص المادة 71مف قانوف رقـ 01لسنة " : 2000ينشأ نظاـ لتأميف األسرة مف بيف أىدافو ضماف تنفيذ األحكاـ 1
الصادرة بتقرير نفقة لمزوجة أو المطمقة أو األوالد أو األقارب يتولى اإلشراؼ عمى تنفيذه بنؾ ناصر االجتماعي ويصدر
بقواعد ىذا النظاـ واجراءاتو وطرؽ تمويمو قرار مف وزير العدؿ بعد موافقة وزيرة التأمينات".
أقر المشرع التونسي مف خبلؿ الفصؿ الثاني مف قانوف 05يوليو 1993المتعمؽ بصندوؽ النفؽ وجراية الطبلؽ ّ
2
حؽ االستفادة مف خدمات الصندوؽ لممطمقات وأوالدىف فقط الصادرة لفائدتيـ أحكاـ باتة تتعمؽ بالنفقة وجراية الطبلؽ
وتعذر تنفيذىا المتناع المديف.
405
الزوجة واألوالد خبلؿ قياـ العبلقة الزوجية ،أو مبمغ الصداؽ إذا لـ تقبضو الزوجة قبؿ
الزواج.
أف المقصود وأغفؿ المشرع بياف مشتمبلت النفقة ،مما يبعث عمى االعتقاد ّ
أف المقصود بيا ما اشتممتو المادة
أف الصواب ّ
بالنفقة ىي النفقة الغذائية فقط ،في حيف ّ
78مف ؽ.أ ،حيث تشمؿ النفقة الغذاء والكسوة والعبلج والسكف أو أجرتو ،وما يعتبر مف
الضروريات في العرؼ والعادة ،لذا يجب عمى المشرع التأكيد عمى مفيوـ النفقة المقصودة
فسرت بو في نص المادة 331مف قانوف
تفسر خطأ بما ّبقانوف صندوؽ النفقة ،حتى ال ّ
ضيؽ
العقوبات عمى أنيا تشمؿ النفقة الغذائية فقط ،دوف مقابؿ بدؿ اإليجار ،وفؽ تفسير ّ
أف النفقة المعنية بصندوؽ النفقة
يتـ النص صراحة عمى ّلـ يقصده المشرع ،لذا أقترح أف ّ
يحد مف أحقية المستفيديف
حددتو المادة 78مف ؽ أ ،تفاديا لكؿ تأويؿ أو تفسير ّ
تشمؿ ما ّ
مف الصندوؽ مف تحصيؿ مبالغ النفقة المقررة قضاء.
ب -شرط أن تكون المرأة مطمقة أو طفال محضونا في مفيوم قانون األسرة
حيث اشترط المشرع في المادة 02مف قانوف 01-15في المستفيد أف تكوف
امرأة مطمقة محكوـ ليا بالنفقة ،وبالتالي تخرج مف ذلؾ الزوجة المحكوـ ليا بالنفقة أثناء
ؾ
قياـ العبلقة الزوجية ،وتعتبر المرأة مطمقة متى صدر في حقيا حكـ قضائي نيائي بف ّ
الرابطة الزوجية بينيا وبيف زوجيا ،سواء كاف الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج،
أو بالتطميؽ ،أو بالخمع ،أو بالطبلؽ بالتراضي ،طبقا ألحكاـ قانوف األسرة.
أما ،بحيث ال يحؽ لممطمقةاشترطو أف تكوف المطمقة ّ
وانفرد المشرع المغربي ب ا
االستفادة مف الصندوؽ إذا لـ يكف ليا أوالد ،1وىو ما لـ يشترطو المشرع الجزائري وحسنا
فعؿ ،ألف النفقات التي تستحقيا المرأة المطمقة ال تخرج عف نفقة العدة ونفقة اإلىماؿ،
ونفقة مصاريؼ الوضع والعبلج ،وىي نفقات ليست كبيرة وغير دائمة ،بؿ تدفع مرة واحدة
وينقضي أثرىا ،وليست مف شأنيا أف تثقؿ كاىؿ صندوؽ النفقة.
نصت المادة الثانية مف قانوف رقـ 41210المندرجة تحت الباب األوؿ :الفئات المستفيدة مف الصندوؽ عمى ما يمي: 1
" يستفيد مف المخصصات المالية لمصندوؽ ،إذا تأخر تنفيذ المقرر القضائي المحدد لمنفقة أو تعذر لعسر المحكوـ عميو
أو غيابو أو عدـ العثور عميو ،وبعد ثبوت عوز األـ :األـ المعوزة المطمقة ،مستحقو النفقة مف األطفاؿ بعد انحبلؿ
ميثاؽ الزوجية".
406
أف المشرع جعؿ المرأة المطمقة المحكوـ ليا بالنفقة مف
وتجدر اإلشارة أيضا إلى ّ
الفئات التي ليا الحؽ في االستفادة مف المستحقات المالية لمصندوؽ دوف أف يشترط فييا
ِ
الع َوْز ،وبالتالي حتى ولو كانت المرأة المطمقة موسرة ،وليا دخؿ مالي محترـ يكفؿ ليا
فإف ذلؾ ال يحوؿ دوف حقيا في االستفادة مف صندوؽ النفقة ،وىو أمر العيش الرغيدّ ،
ألف مف بيف األىداؼ التي أُنشأ مف أجميا صندوؽ
أعتقد أف المشرع جانب فيو الصوابّ ،
النفقة ىي مساعدة الفئات الي ّشة ،وحمايتيا مف التشرد واالنحراؼ ،وحصر االستفادة مف
الصندوؽ في ىذه الفئات المعوزة مف شأنو توفير الموارد المخصصة ليذا الصندوؽ،
صص ليا دوف غيرىا.وصرفيا في وجييا الذي ُخ ّ
وقد أشار المشرع المغربي ليذا المعنى في المادة الثانية مف قانوف 41210
المتعمؽ بتحديد شروط ومساطر االستفادة مف صندوؽ التكافؿ العائمي ،حيث اشترط ثبوت
يحؽ ليا االستفادة مف المخصصات المالية لمصندوؽ ،1وىو
حالة عوز األـ المطمقة حتى ّ
شرط أعتقد بعقبلنيتو وموضوعيتو.
كما يشترط في األوالد المشموليف باالستفادة مف المستحقات المالية لصندوؽ
النفقة أف يكوف أوالدا محضونيف ،أي يقتصر حقّيـ خبلؿ فترة الحضانة فقط ،وقد حددت
الفقرة الثالثة مف المادة الثانية مف القانوف 01-15شرط الحضانة كشرط أساسي
لبلستفادة مف المستحقات المالية لمصندوؽ ،حيث يستفيد مف المخصصات المالية
لمصندوؽ الطفؿ أو األطفاؿ المحضونيف ممثميف بالمرأة الحاضنة في مفيوـ قانوف األسرة،
سف 10عشر فإف حضانة الطفؿ الذكر تنقضي إذا بمغ ّ
ووفؽ مفيوـ قانوف األسرة ّ
أما لـ تتزوج
سنوات ،ولمقاضي أف ُيمدد إلى سف 16ستة عشر سنة إذا كانت الحاضنة ّ
ثانية ،وبالنسبة لمبنت تنقضي حضانتيا ببموغيا سف الزواج المحدد بػ 19تسعة عشر سنة
كاممة ،2وفقا لنص المادة 65مف ؽ.أ ،وعميو حتى ولو كاف األوالد بعد ىذا السف معوزيف
وغير قادريف عمى الكسب ،فبل يحؽ ليـ االستفادة مف الصندوؽ.
تنص المادة 07مف قانوف األسرة عمى " :تكتمؿ أىمية الرجؿ والمرأة في الزواج بتماـ 19تسعة عسر سنة ".... 2
407
وأعتقد أنو كاف مف األنسب عمى األقؿ اإلشارة والنص عمى استمرار استفادة
األوالد المحضونيف المعاقيف العاجزيف عف الكسب مف المستحقات المالية لصندوؽ النفقة
سنا معينة.1
سنيـ ،ألف حاجتيـ وعوزىـ مستمر ال ينقضي ببموغيـ ِّ
دوف النظر إلى ّ
ج -شرط صدور أمر أو حكم قضائي يقضي بالنفقة
ال يكفي لبلستفادة مف المستحقات المالية لصندوؽ النفقة كوف الشخص طفبل
محضونا أو امرأة مطمقة ،بؿ يجب صدور أمر أو حكـ قضائي يقضي بالنفقة ،فقد ترفع
دعوى الطبلؽ ،وقبؿ الفصؿ في موضوعيا تمجأ الزوجة إلى سموؾ طريؽ االستعجاؿ مف
أجؿ طمب الحكـ ليا وألوالدىا بنفقة مؤقتة إلى غاية الفصؿ في دعوى الطبلؽ ،فيصدر
أم ار قضائيا بذلؾ ،أو تنتظر الزوجة إلى غاية الفصؿ في موضوع دعوى الطبلؽ ،فيصدر
حكما يقضي بطبلقيا مف زوجيا ،ويحكـ بتوابع ىذا الطبلؽ مف إسناد لمحضانة ليا عمى
أوالدىا ،ويحكـ بإلزاـ المطمؽ بدفع النفقات الواجبة عميو ،كنفقة العدة ،ونفقة اإلىماؿ،
والنفقة الغذائية لممحضونيف ،ونفقة بدؿ إيجار مسكف لممارسة الحضانة.
إف ىذا األمر أو الحكـ القضائي الذي يحكـ بالنفقة لصالح المطمقة والمحضونيف
يعد شرطا أساسيا مف شروط االستفادة مف المستحقات المالية
بعد رفع دعوى الطبلؽّ ،
لصندوؽ النفقة ،وال يمكف لممرأة المطمقة الذي صدر الحكـ بطبلقيا دوف أف يفصؿ في
يحدد مبالغ النفقة التي ُيمزـ المطمؽ بدفعيا أف تدخؿ ضمف
توابع الطبلؽ ،ودوف أف ّ
األشخاص المستفيديف مف الصندوؽ ،بؿ عمييا أف ترفع دعوى جديدة تطمب مف خبلليا
إسناد حضانة األوالد ليا ،وتطالب بنفقة العدة ونفقة اإلىماؿ والنفقة الغذائية لممحضونيف
ونفقة بدؿ إيجار مسكف لممارسة الحضانة أو غيرىا مف النفقات ،حتى يمكف ليا أف تمجأ
إلى طمب االستفادة مف صندوؽ النفقة.
لذا يعتبر تقديـ المطمقة أو الحاضنة حكما قضائيا نيائيا ،أو غير نيائي مشموؿ
بالنفاذ المعجؿ رغـ المعارضة أو االستئناؼ ،مميو ار بالصيغة التنفيذية ،شرطا أساسيا مف
شروط االستفادة مف مخصصات صندوؽ النفقة.
محمد لشقار ،صندوؽ التكافؿ العائمي ،مقاؿ منشور بمجمة الفقو والقانوف بتاريخ ،2013/01/01العدد الثالث ،يناير 1
عثماف حويدؽ ،ومحمد لميف مجرالي ،صندوؽ النفقة كآلية لحماية حقوؽ الطفؿ المحضوف بيف المكاسب والنقائص، 1
مجمة الشياب ،معيد العموـ اإلسبلمية ،جامعة الوادي ،الجزائر ،عدد ،05ديسمبر ،2016ص .206
409
-1سقوط الحق في الحضانة أو انقضاؤىا
أف
بالرجوع إلى قانوف األسرة سيما المواد 69 ،68 ،67،66و 70منو يتضح ّ
الحضانة تسقط عف الحاضنة إما بسبب زواج األـ الحاضنة بغير قريب محرـ،
أو بالتنازؿ عنيا ،أو بسبب فساد الحاضنة وعدـ أىميتيا لمقياـ بواجبات الحضانة،
أو بالسكوت عف طمب الحضانة لمدة سنة مف تاريخ العمـ باستحقاقيا بدوف عذر ،كما
سف 10عشر سنوات ما لـ يمددىا القاضي إلى سف 16 تنقضي الحضانة ببموغ الذكر ّ
سف الزواج ،فإذا تحققت إحدى ىذه
أما لـ تتزوج ،وببموغ األنثى ّ
سنة إذا كانت الحضانة ّ
الحاالت سقطت الحضانة أو انقضت ،مما يستتبع معيا لزوما سقوط الحؽ في االستفادة
مف الصندوؽ.
-2ثبوت دفع النفقة من قبل المدين بيا
قد يتعذر عمى األب دفع النفقة عند إلزامو بيا مف طرؼ المحضر القضائي
لعسره ،فتمجأ المطمقة وأوالدىا المحضونيف التّباع اإلجراءات البلزمة مف أجؿ االستفادة
مف المستحقات المالية لصندوؽ النفقة ،وال يعتبر ذلؾ بالنسبة لممديف بالنفقة تخمصا مف
ألف الدولة ترجع عمى المديف بالنفقة مف أجؿ استيفاء المبالغ التي دفعتيا لمدائف
التزاماتوّ ،
فإنو متى قاـ المديف بالنفقة بدفعبالنفقة ،وقد تتابعو جزائيا بجرـ عدـ تسديد النفقة ،لذا ّ
فإف حقيـ في االستفادة مف الصندوؽ يسقط، المبالغ المستحقة لممطمقة والمحضونيفّ ،
ويجب إما عمى المديف بالنفقة أو الدائف بيا إعبلـ الجية المختصة بدفعو لمنفقة حتى يقوـ
الصندوؽ بإسقاطيا عف المستفيديف ،كما ألزـ المشرع المستفيديف مف الصندوؽ و/أو
الدائف بالنفقة بموجب المادة السابعة مف القانوف 01-15بإعبلـ القاضي المختص بأي
تغيير يط أر عمى حالتيما االجتماعية أو القانونية مف شأنو أف يؤثر عمى استحقاؽ النفقة،
نص في المادة
أف المشرع ّ
وذلؾ خبلؿ أجؿ 10عشرة أياـ مف تاريخ حدوث التغيير ،كما ّ
14مف القانوف 01-15عمى إمكانية متابعة المستفيد مف الصندوؽ جزائيا بجريمة
التصريح الكاذب ،إذا أدلى بتصريحات غير صحيحة مف أجؿ االستفادة مف المستحقات
المالية لصندوؽ النفقة ،كما ألزمو في الفقرة الثانية مف المادة 14بإرجاع المستحقات
المالية التي تسمّميا دوف وجو حؽ.
410
لما أقره المشرع مف سقوط حؽ المحضوف في االستفادة مف إف إلقاء نظرة تحميمية ّ
ّ
المستحقات المالية لصندوؽ النفقة ،وبإجراء مقارنة بيف ما أٌقره المشرع في الفقرة السادسة
مف المادة الثانية مف القانوف ،01-15وبيف ما أقره المشرع في المادة 75مف ؽ.أ التي
تُِق ُّر واجبا أساسيا يقع عمى عاتؽ األب تجاه أوالده باإلنفاؽ عمييـ ما لـ يكف ليـ ماؿ،
سف الرشد ،واإلناث إلى الدخوؿ ،واستمرار النفقة إذا كاف الولد عاج از
بالنسبة لمذكور إلى ّ
آلفة عقمية أو بدنية أو م ازوال لمدراسة ،وتسقط باالستغناء عنيا بالكسب ،يظير مف خبلليا
أف األوالد سيحرموف مف حؽ االستفادة مف الصندوؽ بمجرد انقضاء الحضانة أو سقوطيا
ّ
أف واجب النفقة الذي يقع عمى عاتؽ أبييـ ال زاؿ قائما ،فقد تسقط الحضانة
بالرغـ مف ّ
عف األـ وقد تنتقؿ إلى الجدة ألـ ،ويتوقؼ حقيـ في المستحقات المالية لمصندوؽ إلى
غاية حصوؿ الحاضنة الجديدة عمى سند تنفيذي يقضي ليـ بالنفقة ،ثـ اتّباع إجراءات
التنفيذ والحصوؿ عمى محضر تعذر التنفيذ الجزئي أو الكمي ،وقد يطوؿ ذلؾ فيمحؽ
سف
باألوالد ضر ار جسيما ،بالرغـ مف أف واجب النفقة عمى عاتؽ أبييـ ال زاؿ قائما إلى ّ
الرشد 19عشر سنة بالنسبة لمذكر ،ولمدخوؿ بالنسبة لمبنت ،وذلؾ بموجب المادة 75مف
ؽ.أ.
إف ربط سقوط حؽ االستفادة مف الصندوؽ بسقوط حؽ الحضانة أو انقضائيا ّ
أقر حؽ النفقة لمذكر إلى سف الرشد ،والبنت
أمر يتنافى مع نص المادة 75مف ؽ.أ الذي ّ
إلى الدخوؿ ،لذا كاف مف الضروري تعديؿ الفقرة السادسة مف المادة 02مف القانوف -15
ألف الحضانة رعاية نفسية والنفقة
،01وتكييفيا بما يتبلءـ مع نص المادة 75مف ؽ.أّ ،
رعاية مادية ،واستغناء الطفؿ عف الرعاية النفسية عند انقضاء الحضانة ال يتبعو
يعد إض ار ار بو
بالضرورة استغناؤه عف النفقة ،واسقاط حقو في مخصصات صندوؽ النفقة ّ
وانتياكا لحقوقو.
411
الفرع الثاني :إجراءات االستفادة من المخصصات المالية لصندوق النفقة
بعد حصوؿ المطمقة الحاضنة عمى أمر أو حكـ قضائي يحدد مقدار النفقة،
واتّباعيا إجراءات التنفيذ المقررة في القواعد العامة ،وحصوليا عمى محضر تعذر التنفيذ
يتعيف عمييا اتباع إجراءات محددة
الكمي أو الجزئي المحرر مف قبؿ المحضر القضائيّ ،
قانونا مف أجؿ االستفادة مف المستحقات المالية لصندوؽ النفقة ،يمكف إجماليا فيما يمي:
أوال -تقديم طمب االستفادة مرفق بالممف المحدد قانونا إلى القاضي المختص
تقدمو المطمقة الحاضنة – أصالة عف نفسيا و /أو نيابة عف
يتكوف الممؼ الذي ّ
الطفؿ أو األطفاؿ المحضونيف -مف طمب االستفادة مف المستحقات المالية لصندوؽ
النفقة ،وفقا لمنموذج الممحؽ بالقرار الوزاري المشترؾ بيف وزير العدؿ حافظ األختاـ ووزير
المالية ووزيرة التضامف الوطني واألسرة وقضايا المرأة المؤرخ في 18جواف ،2015ومف
أعد المشرع نموذجا موحدا لطمبأجؿ التسييؿ عمى طالبة االستفادة مف الصندوؽّ ،
االستفادة ،يحصؿ عميو حتى دوف االنتقاؿ إلى المحكمة ،مف خبلؿ موقع و ازرة العدؿ،
وبذلؾ أعفى الطالبة مف كتابة الطمب.
توجو طالبة االستفادة الطمب والممؼ إلى القاضي المختص ،وىو رئيس قسـ
شؤوف األسرة المختص إقميميا طبقا لممادة 02مف قانوف ،01/15ويرجع االختصاص
اإلقميمي في مادة النفقة إلى موطف الدائف بيا ،وفقا لممادة 05/426مف ؽ.إ.ـ.إ،
وبالتالي ترفع المطمقة الحاضنة طمبيا إلى رئيس قسـ شؤوف األسرة بالمحكمة التي يقع
ضمف اختصاصيا اإلقميمي مقر سكناىا ،وفي ذلؾ تخفيؼ وتسييؿ عمى الدائنة بالنفقة
مف عناء التنقؿ إلى موطف المديف بيا.
حددىا القرار الوزاري المشترؾ بيف وزير
يرفؽ الطمب بممؼ يتضمف الوثائؽ التي ّ
العدؿ حافظ األختاـ ووزير المالية ووزير التضامف الوطني واألسرة وقضايا المرأة ،وفقا لما
نصت عميو المادة 04مف قانوف ،01/15وقد صدر ىذا القرار الوزاري المشترؾ بتاريخ
412
1
، 2015/06/18حيث نصت المادة الثانية منو عمى الوثائؽ التي يتشكؿ منيا الممؼ
وىي:
-طمب االستفادة وفقا النموذج الممحؽ بالقرار الوزاري المشترؾ ،يتضمف اسـ ولقب
وعنواف المستفيد ،اسـ ولقب المديف بالنفقة وعنوانو ،وفي حالة عدـ معرفة محؿ إقامتو
يذكر آخر موطف معروؼ لو ،مينتو ،وتحديد طريقة الدفع عف طريؽ التحويؿ البنكي
أو البريدي أو غيره.
-نسخة مف الحكـ القضائي المتضمف الحكـ بالطبلؽ ،ونسخة مف األمر أو الحكـ الذي
أسند الحضانة ومنح النفقة إذا لـ يتضمف حكـ الطبلؽ ذلؾ.
-محضر إثبات تعذر التنفيذ الكمي أو الجزئي لؤلمر أو الحكـ القضائي المحدد لمبمغ
النفقة ،بسبب امتناع المديف بيا عف الدفع ،أو عجزه عف ذلؾ ،أو لعدـ معرفة محؿ
إقامتو.
-صؾ بريدي أو بنكي لممستفيد مشطبا عميو إذا اختار المستفيد ىذه الطريقة لمدفع.
ولمتخفيؼ عمى الدائف بالنفقة والتيسير عميو مف حيث الوثائؽ المطموب تقديميا،
أف خمو الممؼ المقدـ مف طرؼ أشارت المادة الثالثة مف القرار الوزاري المشترؾ عمى ّ
الطالب مف نسخة مف الحكـ القضائي بالطبلؽ ،أو نسخة مف األمر أو الحكـ الذي أسند
الحضانة ومنح النفقة ،ال يترتب عميو رفض طمب االستفادة ،واّنما عمى القاضي أف
يطمب ىذه الوثائؽ مف الجية القضائية التي أصدرتيا بكؿ الطرؽ ،سيما بواسطة الطريؽ
االلكتروني وفقا لمتشريع المعموؿ بو ،ألنو وفي إطار عصرنة العدالة يمكف لمقاضي
الحصوؿ عمى الحكـ تمقائيا عبر الشبكة االلكترونية الخاصة بو ازرة العدؿ.
ومف أجؿ التخفيؼ والتيسير عمى المطمقة الحاضنة واألوالد المحضونيف أشار
القرار الوزاري المشترؾ إلى أنو يكفي تقديـ طمبا واحدا يشمؿ نفقة المرأة المطمقة ونفقة
المحضونيف مف طرفيا ،وممفا واحدا لكمييما مف أجؿ االستفادة مف المستحقات المالية
لصندوؽ النفقة وفقا لنص المادة 04مف القرار الوزاري المشترؾ.
القرار الوزاري المشترؾ المؤرخ في 18جواف 2015يحدد الوثائؽ التي يتشكؿ منيا ممؼ طمب االستفادة مف 1
المستحقات المالية لصندوؽ النفقة الجريدة الرسمية عدد 35الصادرة بتاريخ .2015/06/28
413
بعد إيداع الطمب مرفقا بالممؼ المطموب لدى رئيس قسـ شؤوف األسرة بالمحكمة
بالبت في الطمب بموجب أمر والئي غير قابؿ لمطعف خبلؿ أجؿ
ّ المختصة ،يقوـ القاضي
05خمسة أياـ مف تاريخ إيداع الطمب ،وبعد فصؿ القاضي في الطمب ،يتـ تبميغ األمر
عف طريؽ أمانة الضبط إلى كؿ مف الدائف والمديف والمصالح المختصة – ممثمة في
المصالح الوالئية لمديرية النشاط االجتماعي -في أجؿ أقصاه 48ثمانية وأربعوف ساعة
مف تاريخ صدوره ،وفقا لنص المادة 05فقرة 02مف قانوف .01/15
واذا اعترض تنفيذ األمر الوالئي القاضي باالستفادة مف صندوؽ النفقة أي
إشكاؿُ ،يعرض ذلؾ عمى قاضي شؤوف األسرة ،الذي يفصؿ فييا بموجب أمر والئي في
أجؿ أقصاه ثبلثة أياـ مف تاريخ إخطاره باإلشكاؿ ،وفقا لمفقرة الثالثة مف المادة الخامسة
مف قانوف .01-15
أقرىا المشرع مف أجؿ طمب االستفادة مف صندوؽ
ويبلحظ عمى اإلجراءات التي ّ
يسر وخفّؼ عمى المستفيد مف حيث الوثائؽ المطموبة ومف حيث إجراءات طمب
النفقة ّأنو ّ
االستفادة ،حيث أنو عمى المستفيد أف يوجو طمبو مرفقا بالممؼ إلى القاضي المختص
بالبت في ىذا الطمب خبلؿ أجؿ قصير
ّ وىو رئيس قسـ شؤوف األسرة ،الذي ألزمو المشرع
نوعا ما ،وىو خمسة أياـ مف تاريخ إيداع الطمب ،ثـ أعفى المستفيد مف إجراءات سحب
األمر وتبميغو لممصمحة المختصة بصرؼ المستحقات المالية ،وجعؿ ذلؾ عمى عاتؽ
أمانة الضبط بالمحكمة ،تقوـ بذلؾ خبلؿ أجؿ 48ساعة مف تاريخ صدور األمر الوالئي
باالستفادة مف صندوؽ النفقة ،وىو أمر ُيحسب لممشرع الجزائري في ىذا المجاؿ ،حيث
أقره المشرع المغربي مثبل في ىذا الشأف ،نبلحظ بونا شاسعا سواء
أنو بمقارنة ذلؾ مع ما ّ
مف ناحية كثرة الوثائؽ المطموبة إلصدار المقرر القضائي المحدد لمنفقة ،أو مف ناحية
إلزاـ المستفيد مف الصندوؽ بعد توصمو بالمقرر القضائي بالقياـ بإجراءات أخرى أماـ
صندوؽ التكافؿ العائمي مف أجؿ صرؼ المخصص المالي المحدد في المقرر القضائي،1
414
كما ألزـ المشرع المغربي المستفيد كؿ سنتيف مف تاريخ صدور مقرر االستفادة بإعادة
تقديـ الوثائؽ المحددة قانونا لبلستفادة مف الصندوؽ لرئيس المحكمة المختصة.1
ثانيا -الجية المختصة بصرف المستحقات المالية
ّبينت المادة الثانية مف المرسوـ التنفيذي رقـ 107/15المؤرخ في
حدد كيفيات تسيير حساب التخصيص الخاص رقـ 302-142
2015/04/21الذي ّ
المعنوف "صندوؽ النفقة" ،الجية المكمفة بصرؼ المستحقات المالية لممستفيديف منيا،
حيث أسند ميمة اآلمر بالصرؼ الرئيسي ليذا الحساب لموزير المكمؼ بالتضامف
الوطني ،ويكوف مدير النشاط االجتماعي والتضامف لموالية آم ار ثانويا.
حدد ىذا المرسوـ في مادتو الثالثة مداخيؿ وموارد صندوؽ النفقة ،والتي
وقد ّ
يتـ تحصيميا مف المدينيف بيا،
تتمثؿ في مخصصات ميزانية الدولة ،ومبالغ النفقة التي ّ
ومف الرسوـ الجبائية أو شبو الجبائية والتي تنشأ بموجب القانوف ،باإلضافة إلى اليبات
أو الوصايا ،ثـ مف كؿ الموارد األخرى.
عددتيا المادة الثالثة ىو مخصصات ميزانية
أف أىـ مورد مف الموارد التي ّ وأعتقد ّ
الدولة ،إذ ىي المعوؿ عمييا أماـ ُش ّح الموارد األخرى المذكورة ،نظ ار الرتفاع عدد قضايا
إما امتناع المديف عف تسديدىا أو عجزه
النفقة المعروضة عمى القضاء التي ثبت فييا ّ
عنيا ،وبالنظر الرتفاع مستوى المعيشة الذي يتطمب معو ارتفاع مبالغ النفقة ،فضبل عف
إمكانية مراجعتيا سنويا والمطالبة برفعيا وفؽ ما يقره قانوف األسرة في المادة 79منو.
وتجدر اإلشارة إلى مورد ميـ وجدير باإلتباع اعتمده المشرع المصري في ىذا
أقر بموجب المادة الثانية مف القانوف 11لسنة 2004المتعمؽ بإنشاء
الصدد ،حيث ّ
المادة الثانية عشر مف القانوف ،41210حيث ألزـ المشرع المغربي طالب االستفادة مف صندوؽ التكافؿ العائمي 1
بموجب المادة السادسة مف القانوف 41210أف يرفؽ طمبو بالوثائؽ التي حددتيا المادة الثانية مف المرسوـ رقـ
: 22112195بالنسبة لؤلـ المعوزة في :نسخة مف المقرر القضائي المحدد لمنفقة ،المحضر المحرر مف طرؼ المكمؼ
بالتنفيذ الذي يثبت تعذر أو تأخر التنفيذ كميا أو جزئيا ،عقود والدة األطفاؿ إلثبات األمومة ،شيادة إثبات العوز ،نسخة
مف رسـ الطبلؽ أو الحكـ بالتطميؽ ،شيادة الحياة ،وبالنسبة لمستحقي النفقة مف األطفاؿ بعد انحبلؿ ميثاؽ الزوجية،
حددت الوثائؽ الواجب إرفاقيا مع الطمب بنفس المادة السابقة في :نسخة مف المقرر القضائي المحدد لمنفقة ،المحضر
المحرر مف طرؼ المكمؼ بالتنفيذ الذي يثبت تعذر أو تأخر التنفيذ كميا أو جزئيا ،عقود والدة األطفاؿ المحكوـ ليـ
بالنفقة ،شيادة الحياة لؤلطفاؿ المذكوريف أعبله ،شيادة وفاة األـ أو ما يفيد عوزىا.
415
صندوؽ نظاـ تأميف األسرة التزاـ األسرة باالشتراؾ في نظاـ التأميف المنصوص عميو في
المادة 71مف قانوف تنظيـ بعض أوضاع واجراءات التقاضي في مسائؿ األحواؿ
الشخصية الصادر بالقانوف رقـ 01لسنة 2000بالفئات اآلتية:
-خمسيف جنييا عف كؿ واقعة زواج ،يدفعيا الزوج.
-خمسيف جنييا عف كؿ واقعة مف واقعات الطبلؽ أو المراجعة ،يدفعيا المطمؽ
الم ار ِجع.
أو ُ
-عشريف جنييا عف كؿ واقعة ميبلد ،يدفعيا المبمغ عف الميبلد مرة واحدة عند حصولو
عمى شيادة الميبلد.
حيث يمكف دعـ موارد صندوؽ النفقة بمثؿ ىذه الرسوـ التي تساىـ بيا األسر
جميعيا ،كنوع مف التأميف يستفيد منو أصحاب الحاجة ،عمى غرار التأمينات التي يشترؾ
فييا الموظفوف لدى صندوؽ التأمينات االجتماعية ،أو إلزاـ أصحاب السيارات بالتأميف
عمى سياراتيـ لدى شركات التأميف ،وبيذا الشكؿ يمكف التخفيؼ عف ميزانية الدولة ،والتي
تتأثر بالتغيرات واألزمات االقتصادية الدولية.
بعد إصدار رئيس قسـ شؤوف األسرة المختص األمر بقبوؿ طمب المستفيد،
فإف ىذا
وتبميغو لمدير النشاط االجتماعي والتضامف لموالية بصفتو اآلمر بالصرؼّ ،
األخير ممزـ خبلؿ أجؿ 25خمسة وعشريف يوما مف تاريخ تبميغ األمر الوالئي الذي
أصدره القاضي المختص بصرؼ المستحقات المالية لممستفيد ،طبقا لممادة 06مف
أف أجؿ 25خمسة وعشريف يوما الممنوحة لآلمر كنت أعتقد ّ
القانوف ،01/15واف ّ
بالصرؼ مدة طويمة جدا ،واّنما يكفي خمسة أياـ عمى األكثر لمقياـ بعممية دفع
أف
المستحقات ،خاصة في عصر التحويبلت االلكترونية والبطاقات الذكية ،وخاصة و ّ
اآلمر بالصرؼ ال يدرس الممؼ مف جديد ،واّنما ينفّذ أمر القاضي المختص فقط.
بعد إتماـ كؿ اإلجراءات القانونية وتسوية جميع اإلشكاالت -إف وجدت -التي قد
تعترض تنفيذ األمر الوالئي بحؽ المطمقة الحاضنة والمحضونيف في االستفادة مف
صندوؽ النفقة ،تقوـ مديرية النشاط االجتماعي والتضامف عمى مستوى الوالية بصرؼ
المبالغ المستحقة شيريا وتحويميا في حساب المستفيد ،واالستمرار في ذلؾ إلى غاية
سقوط الحؽ في االستفادة مف الصندوؽ.
416
وتقوـ مديرية النشاط االجتماعي والتضامف بصرؼ المستحقات المالية لصندوؽ
النفقة شيريا إلى حيف سقوط حؽ االستفادة منو ،حيث يسقط حؽ االستفادة مف الصندوؽ
في حالة أي تغيير اجتماعي أو قانوني لممستفيد و /أو المديف بالنفقة مف شأنو التأثير
عمى حؽ االستفادة مف الصندوؽ ،كوفاة أحد األطفاؿ المحضونيف ،أو قياـ المديف بدفع
ما عميو مف نفقة ،أو انقضاء مدة الحضانة ،أو سقوط الحؽ فييا طبقا ألحكاـ قانوف
األسرة ،حيث يتوجب عمييما – الدائف والمديف -إببلغ القاضي المختص في أجؿ 10
يبت القاضي المختص في ىذا التغيير ومدى عشرة أياـ مف تاريخ حدوث التغيير ،ثـ ّ
ويبمّغ إلى الدائف والمديف والمصالح المختصة عف
تأثيره عمى استحقاؽ النفقة بأمر والئيُ ،
طريؽ أمانة الضبط في أجؿ أقصاه 48ساعة مف تاريخ صدور األمر ،وفقا لممادة 07
مف قانوف .01-15
ويمكف لممستفيد االتصاؿ بمديرية النشاط االجتماعي والتضامف لموالية التابعة ليا
المحكمة التي أودع فييا طمب االستفادة مف صندوؽ النفقة ،لبلستعبلـ عف التحويؿ
المالي لمنفقة ،عبر اليواتؼ الموضوعة تحت تصرفو في الموقع االلكتروني لكؿ مف و ازرة
العدؿ وو ازرة التضامف الوطني.
وتجدر اإلشارة إلى أف بعض التجارب العربية أسندت تسيير الصندوؽ إلى
مجمس إدارة ،1كما أف المشرع المصري منح الصندوؽ الشخصية االعتبارية العامة،
وبالتالي يوجو طمب االستفادة مباشرة لمجية القائمة عمى الصندوؽ مرفقا بالممؼ
تبت وتصرؼ المستحقات
المطموب ،وفي ذلؾ اختصا ار لموقت وتوحيدا لمجية التي ّ
البلزمة.
وأسند المشرع ميمة تحصيؿ المستحقات المالية لصالح صندوؽ النفقة مف
المدينيف بيا ألميف خزينة الوالية ،يقوـ بيذه الميمة بناء عمى أمر باإليراد تصدره مديرية
النشاط االجتماعي والتضامف بالوالية ،وذلؾ وفقا ألحكاـ المادة 09مف قانوف ،01-15
أف استيفاء الدائنة بالنفقة حقيا مف الصندوؽ ال يسقط حقّيا في متابعة المديف بالنفقة
كما ّ
جراء امتناع
جزائيا ،بجرـ عدـ تسديد النفقة ،وطمب التعويض عف الضرر الذي لحؽ بيا ّ
القانوف التونسي يتبع صندوؽ النفقة الصندوؽ القومي لمضماف االجتماعي ،والقانوف المصري يتبع الصندوؽ بنؾ 1
ناصر االجتماعي.
417
المديف عف تسديد مستحقات الدائف بالنفقة ،وقد أشارت المادة 13مف القانوف 15/01
إلى ذلؾ.
وفي ختاـ ىذا المطمب ،ال يمكف ألحد إنكار اإليجابيات التي جاء بيا القانوف
،01-15خاصة مف ناحية التكفؿ بالمطمقة والمحضونيف ماديا ،والحفاظ عمييـ مف
التشرد والحيمولة دوف الدفع بيـ إلى اآلفات االجتماعية ،بالرغـ مف أف الجزائر لـ تكف
السباقة في ىذا المجاؿ ،فقد سبقنا إلى ذلؾ مصر وتونس والمغرب والكويت ،إال أف
ّ
القانوف الذي يتضمف إنشاء صندوؽ النفقة بو العديد مف المبلحظات التي يمكف إبداءىا
تضمنيا ىذا القانوف.
ّ بشأنو ،وذلؾ فيما يخص االيجابيات والسمبيات التي
مف بيف االيجابيات التي حقّقيا إنشاء صندوؽ النفقة والتي تُحسب لممشرع
ما يمي:
-01حرص المشرع مف جية عمى التخفيؼ مف إجراءات االستفادة مف صندوؽ
النفقة ،وذلؾ بخفض بعض اآلجاؿ المقررة في القانوف ،01-15حماية لحؽ المطمقة
ومحضون ييا في النفقة ،كاألجؿ المقرر لتبميغ األمر الوالئي الذي يصدره القاضي ،نظ ار
ألف اتباع إجراءات المتابعة الجزائية
لما لمنفقة مف طابع استعجالي ال يحتمؿ التأخيرّ ،
لممديف بالنفقة أثبتت في الكثير مف األحياف ضعؼ فعاليتيا في تحصيؿ المطمقة واألطفاؿ
المحضونيف حقيـ في النفقة ،كما أعفى المشرع طالب االستفادة مف عبء تبميغ األمر
الوالئي والتكاليؼ الواجبة لذلؾ ،وأسند الميمة ألمانة ضبط المحكمة ،كما حرص المشرع
سنو إجراءات تضمفمف جية أخرى عمى أف تُصرؼ المستحقات ألصحابيا مف خبلؿ ّ
عدـ ضياع المخصصات المالية لصندوؽ النفقة ،مف خبلؿ الشروط الواجب توافرىا
لبلستفادة مف المستحقات المالية لمصندوؽ.
توخاه المشرع مف إنشاء ىذا الصندوؽ أساسا ىو حماية
-02إ ّف اليدؼ الذي ّ
ألف
األطفاؿ المحضونيف ،وليس تشجيع المطمقة عمى طمب الطبلؽ كما يعتقده البعضّ ،
عدتيا ،بينما حؽ النفقة لؤلطفاؿ المحضونيف
حؽ المطمقة في نفقة العدة ينقضي بانقضاء ّ
يستمر حتى انقضاء مدة الحضانة أو سقوطيا ،وبالتالي تعتبر المطمقة الحاضنة واسطة
يشجعيا عمى طمب
ّ فقط لتحصيؿ النفقة المستحقة لممحضونيف ،وليس في ذلؾ ما
الطبلؽ ،ألنيا لف تغتني مف نفقة أوالدىا.
418
وتسيره الدولة ،عكس ما ىو معموؿ
ّ -03إف صندوؽ النفقة بالجزائر تتكفؿ بو
بو في بعض التشريعات المقارنة ،عمى غرار صندوؽ التكافؿ العائمي في المغرب،
وصندوؽ نظاـ تأميف األسرة في مصر ،الذي يشبو نظامو نظاـ صناديؽ التأميف ،وفي
تكفؿ الدولة بيذا الصندوؽ ضمانة لحمايتو مف العجز ،وتمويمو أساسا بمخصصات
أف
ميزانية الدولة التي تقررىا الحكومة بموجب قانوف المالية لصالح صندوؽ النفقة ،كما ّ
يتميز بخضوعو لمقانوف 12/90المعدؿ والمتمـ المتعمؽ بالمحاسبةّ صندوؽ النفقة
العمومية.
أما بالنسبة لمسمبيات التي تُحسب عمى المشرع عند إنشاء صندوؽ النفقة ما يمي:
ص ْر المشرع الفئات التي ليا حؽ االستفادة مف صندوؽ النفقة في فئة
َ -1ح َ
أف ىناؾ فئات أخرى المطمقات ،واألطفاؿ المحضونيف بعد طبلؽ الزوجيف ،في حيف ّ
أىمميا المشرع وىي بنفس المنزلة مع الفئتيف المذكورتيف ،كالزوجة واألبناء الذيف أىمميـ
األب ،واألرممة الحاضنة التي لـ تجد مف يعوليا وأبنائيا ،والزوجة واألوالد الذيف حكـ ليـ
يتعيف شمميا حؽ
بنفقة مؤقتة إلى حيف الفصؿ في دعوى فؾ الرابطة الزوجية ،وىي فئات ّ
االستفادة ،واف كاف لممشرع ما يبرر بو ىذا التضييؽ مف المستفيديف صندوؽ النفقة
يتـ توسيعيا لمفئات األخرى التي ذكرناىا مع رسوخ التجربة
بحداثة التجربة ،فبل بد أف ّ
ونجاحيا.
-2إ ّف تكميؼ أمانة ضبط المحكمة بإجراءات التبميغ في المادة الخامسة الفقرة
02والمادة السابعة الفقرة 02والمادة الثامنة مف قانوف ،01-15ومنحيا أجؿ 48ساعة
مف أجؿ تبميغ المديف والدائف بالنفقة والمصالح المختصة ،أمر يصعب تنفيذه عمى أرض
الواقع ،كوف أف موظفي أمانة الضبط ليس ليـ اإلمكانيات المادية المسخرة تحت تصرفيـ
لبلنتقاؿ إلى كؿ مف المديف والدائف بالنفقة والمصالح المختصة ،كما ال يسعيـ الوقت
أف الجية التي كاف يجب إسناد
لمتوفيؽ بيف عمميـ داخؿ المحكمة وخارجيا ،حيث أعتقد ّ
التبميغ إلييا ىي المحضر القضائي باعتباره عونا مف أعواف القضاء يقدـ خدمة عمومية
مف جية ،وباعتباره المختص والمؤتمف عمى إجراءات التبميغ والتنفيذ في كؿ أطوار
الدعوى القضائية ،منذ تحريكيا ومرو ار بصدور الحكـ فييا ثـ إلى غاية تنفيذىا ،كما أف
المحضر القضائي لو مف اإلمكانيات المادية والبشرية التي تمكنو مف التنقؿ وايجاد
419
األشخاص المطموب تبميغيـ ،كونو عمى دراية بالعناويف مف خبلؿ عممو اليومي ،وباعتبار
التبميغ جزًء ىاما مف االختصاصات الممنوحة لو قانونا.
أدؿ عمى صحة ما نقوؿ مف صعوبة الميمة المنوطة بأمانة الضبط المتعمقة وال ّ
بالتبميغ سوى اضطرار أمناء الضبط -في الواقع العممي -إلى االكتفاء بإرساؿ البرقيات
إلى األطراؼ الواجب تبميغيا ،دوف االنتقاؿ والقياـ بالتبميغ بموجب محضر رسمي،
وىو أمر يحوؿ في كثير مف األحياف دوف وصوؿ البرقية إلى الطرؼ المرسمة إليو،
خاصة إذا كانت العناويف ناقصة وغير واضحة.
ّ
-3بعض اآلج اؿ المنصوص عمييا في ىذا القانوف طويمة يستحسف تقميصيا،
كأجؿ خمسة أياـ -المذكور في المادة -05الممنوح لمقاضي مف أجؿ الفصؿ في طمب
االستفادة مف صندوؽ النفقة ،يستحسف تقميصو إلى ثبلثة أياـ ،وكذا أجؿ خمسة وعشروف
يوما مف تاريخ تبميغ األمر الصادر مف القاضي -المذكور في المادة -06والممنوح
لممصالح المختصة لؤلمر بصرؼ المستحقات المالية لممستفيد ىو أجؿ طويؿ يستحسف
ألف المصالح المختصة ستقوـ بتنفيذ األمر الوالئي لمقاضي
تقميصو إلى ثبلثة أياـّ ،
المختص ،وال تدرس الطمب مف جديد ىذا مف جية ،ومف جية أخرى أعتقد أف أجؿ 48
ساعة -المذكور في المادة -05الممنوح ألمانة الضبط لتبميغ أمر القاضي الفاصؿ في
طمب االستفادة مف الصندوؽ لكؿ مف الدائف والمديف والمصالح المختصة ىو أجؿ غير
منطقي وغير كافي ،خاصة إذا كاف موطف أحدىـ خارج اختصاص المحكمة التي صدر
وبعد عناويف ومقر سكف األطراؼ المراد تبميغيا،
منيا األمر ،فالتبميغ مرتبط بمدى قرب ُ
وأجؿ 48ساعة غير كاؼ البتة ،ىذا فضبل عما أشرنا إليو سابقا حوؿ الجية القائمة
بإجراءات التبميغ.
-4بالنسبة لممادة الخامسة عشر مف القانوف 01-15تنص عمى عدـ تطبيؽ
أحكاـ ىذا القانوف عمى مبالغ النفقة المحكوـ بيا قبؿ صدوره ،أعتقد أنو أمر غير صائب،
ألف ىذا القانوف جاء لحماية المطمقة واألطفاؿ المحضونيف ،وا ّف حصر االستفادة مف
الصندوؽ عمى القضايا التي استحدثت بعد صدور ىذا القانوف ،أي بعد 04جانفي
ألف ىناؾ العديد مف المطمقات والمحضونيف الذيف
،2015ىو أمر يحتاج إلى مراجعةّ ،
جراء عدـ حصوليـ عمى مستحقاتيـ المالية ،ومف العيب أف ندعيـ يعانوف واليعانوف ّ
420
تشمميـ أحكاـ ىذا القانوف بحجة عدـ رجعية القوانيف ،فالرجعية ىنا محمودة ،ألف اليدؼ
منيا حماية المطمقات والمحضونيف مف الضياع والتشرد.
سنو
-5مف بيف المآخذ التي تؤخذ عمى المشرع في صندوؽ النفقة ،عدـ ّ
جزاءات عند عدـ احتراـ اآلجاؿ المحددة في القانوف 01-15المتعمؽ بإنشاء صندوؽ
لمبت في طمب االستفادة ،وأجؿ خمسة
ّ النفقة ،كأجؿ خمسة أياـ الممنوحة لمقاضي
وعشروف يوما الممنوحة لمديرية النشاط االجتماعي مف أجؿ صرؼ المستحقات المالية
قوتو،
لممستفيد ،ألف عدـ ترتيب أي ج ازء أو مسؤولية عف تجاوز اآلجاؿ يفقد اإللزاـ ّ
وبالتالي يبقى احتراـ ىذه اآلجاؿ مجرد التزاـ أخبلقي وليس التزاـ قانوني ،مما ُيفقد النص
فعاليتو في تحقيؽ الغرض مف إنشاء صندوؽ النفقة ،وىو تحقيؽ الحماية لممطمقة
ومحضونييا بتحصيميـ النفقة المقررة ليـ قضاء في آجاؿ معقولة.
-6بالنسبة لممادة الثانية كذلؾ أعتقد أنو مف الضروري أف يحدد المشرع بدقة
مشتمبلت النفقة حتى ال يحصؿ التضارب والتخاصـ بشأف ذلؾ ،حيث يجب أف يشمؿ
نصت عميو المادة 78مف ؽ.أ ،نفقة العدة ونفقة اإلىماؿ ونفقة
مفيوـ النفقة كؿ ما ّ
تفسر عمى أنيا تنصرؼ إلىمصاريؼ العبلج والوضع ونفقة بدؿ اإليجار ،وذلؾ حتى ال ّ
النفقة الغذائية فقط.
-7بالنسبة لممادة السادسة أعتقد أف الغموض يكتنؼ المقصود بمحضر
المعاينة الذي يحرره المحضر القضائي ،وذلؾ في حالة توقؼ المديف بالنفقة عف تنفيذ
األمر أو الحكـ القاضي بالنفقة بعد شروعو فيو ،ألف اإلجراء الصحيح في مثؿ ىذه
الحاالت ىو قياـ المحضر بتكميؼ المديف بالنفقة بالوفاء بدينو -مف جديد -خبلؿ أجؿ
خمسة عشر يوما ،بموجب محضر تكميؼ بالوفاء طبقا لمقواعد العامة في تنفيذ السندات
التنفيذية ،فإذا فات األجؿ دوف أف يمتثؿ المديف حرر المحضر القضائي محضر امتناع
عف التنفيذ ،ويسمّـ الممؼ لمدائف بالنفقة حتى يقدـ طمبو لبلستفادة مف الصندوؽ أماـ رئيس
قسـ شؤوف األسرة ،وال يوجد محضر معاينة في ىذا المجاؿ.
421
المبحث الثاني :إشكاالت تنفيذ األحكام القضائية المتعمقة بانعقاد
الزواج وانحاللو
الدكتور لجمط فواز ،مداخمة بعنواف "إشكاليات تنفيذ األحكاـ القضائية في مادة شؤوف األسرة" ،ضمف الممتقى الوطني 1
الثامف حوؿ" :حماية األسرة في التشريع الجزائري" ،المنعقد يومي 04و 05نوفمبر ،2015كمية الحقوؽ ،جامعة
الدكتور يحي فارس ،المدية ،غير منشور ،ص .01
محمد أمزياف ،القضاء المستعجؿ في القضايا األسرية – الحضانة والنفقة نموذجا ،-رسالة لنيؿ دبموـ الدراسات العميا 2
المعمقة في القانوف الخاص ،جامعة محمد األوؿ ،كمية العموـ القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،المغرب،
،2009-2008ص .119
423
جديا ،وليس وسيمة لممماطمة في تنفيذ
بعدـ االختصاص ،كما يجب أف يكوف اإلشكاؿ ّ
السند التنفيذي ،حتى يستجيب قاضي االستعجاؿ لطمب وقؼ التنفيذ.
يتـ الفصؿ في دعوى اإلشكاؿ أو دعوى طمب وقؼ التنفيذ مف قبؿ رئيسّ
المحكمة خبلؿ أجؿ خمسة عشر يوما مف تاريخ رفع الدعوى ،وذلؾ بأمر مسبب غير
قابؿ ألي طعف ،حيث يأمر بمواصمة التنفيذ في حاؿ رفض الدعوى ،أو يأمر بوقؼ
التنفيذ لمدة محددة ال تتجاوز ستة أشير ابتداء مف تاريخ رفع الدعوى في حاؿ قبوؿ
دعوى اإلشكاؿ أو طمب وقؼ التنفيذ ،طبقا لنص المادتيف 633و 634مف ؽ.إ.ـ.إ.
وأماـ كثرة دعاوى اإلشكاؿ أو طمبات وقؼ التنفيذ المسجمة أماـ المحاكـ ،أعتقد
أف إسناد الفصؿ فييا لرئيس المحكمة إشغاال لو عف ميامو الكثيرة ،اإلدارية منيا
ّ
تبني مؤسسة قاضي التنفيذ كمؤسسة قائمة بذاتيا أولى وأفضؿ،
أف ّ
والقضائية ،في حيف ّ
تتبع قضايا التنفيذ ،ابتداء مف تاريخ صيرورة الحكـ القضائي نيائيا مميو ار
تُسند ليا ميمة ّ
بالصيغة التنفيذية ،إلى غاية انتياء التنفيذ ،وح ّؿ اإلشكاالت والعقبات التي تعترضو،
واإلشراؼ عمى القائميف بالتنفيذ في كؿ اإلجراءات التي يقوموف بيا ،وتذليؿ الصعوبات
التي ترفع إلييـ بشأنو ،مف أجؿ إعطاء فعالية أكبر لمتنفيذ ،وتخفيؼ العبء عمى رئيس
يختص قاضي التنفيذ بالفصؿ عمى وجو ّ المحكمة وعمى القضاء االستعجالي ،حيث
االستعجاؿ في كؿ اإلشكاالت المثارة بشأف تنفيذ السندات التنفيذية ،القانونية منيا
السرعة في تنفيذ األحكاـ
والمادية ،وبذلؾ ينشأ قضاء متخصص في التنفيذ ،يضمف ُ
القضائية عمى الوجو القانوني المشروع ،الذي ينسجـ والمنطوؽ الذي جاءت بو ىذه
األحكاـ.
أف إسناد
غير ّأنو بالنسبة إلشكاالت التنفيذ المتعمقة بقضايا شؤوف األسرة أعتقد ّ
الفصؿ فييا لرئيس قسـ شؤوف األسرة أنسب وأفضؿ مف إسنادىا لرئيس المحكمة ،باعتبار
أف المشرع أسند لو صبلحيات قاضي االستعجاؿ ،فأقترح أف ُيسند لو كذلؾ الفصؿ عمى ّ
وجو االست عجاؿ في إشكاالت التنفيذ المتعمقة بقضايا شؤوف األسرة ،مف أجؿ إنشاء قضاء
أسري متخصص.
ويمكف تقسيـ العقبات أو اإلشكاالت التي يمكف أف تُثار بشأف تنفيذ األحكاـ
القضائية المتعمقة بشؤوف األسرة ،والتي تدخؿ ضمف موضوع ىذا البحث ،إلى قسميف:
424
القسم األول :اإلشكاالت المثارة بشأف تنفيذ األحكاـ القضائية أثناء قياـ العبلقة
الزوجية ،ومثاليا األحكاـ القاضية بإلزاـ الزوجة بالرجوع إلى مسكف الزوجية ،أو القاضية
بتوفير مسكف مستقؿ أثاثا ومعاشا عف أىؿ الزوج ،أو القاضية بإلزاـ الزوج بدفع النفقة
لزوجتو وأوالده ،أو المتعمقة بتنفيذ األوامر المؤقتة الصادرة طبقا لنص المادة 57مكرر
مف ؽ.أ.
القسم الثاني :اإلشكاالت التي تُثار بشأف تنفيذ األحكاـ القضائية بعد فؾ الرابطة
الزوجية أو أثناء مباشرة إجراءات ف ّكيا ،كمسألة تسميـ المحضوف أو ممارسة حؽ زيارتو،
أو مسألة الدفع الجزئي لممبالغ المالية المحكوـ بيا لصالح المطمقة والمحضونيف،
أو اإلشكاالت التي تثار بشأف تنفيذ تسميـ األمتعة الخاصة بالزوجيف ،أو مسألة توفير
مسكف مناسب ومبلئـ لممارسة الحضانة.
كؿ ىذه اإلشكاالت تحتاج إلى تحميؿ وتدقيؽ ،ومحاولة إيجاد الحموؿ ليا ،حتى
ضار ال المنفذ لو وال المنفذ عميو ،وحتى ال تبقى األحكاـ القضائية حب ار عمى ورؽ،
ال ُي َّ
يتـ تبيانيا فيما يمي:
وتجد طريقيا إلى التنفيذ ،و ّ
تثير األحكاـ القضائية في شؤوف األسرة الصادرة أثناء قياـ الرابطة الزوجية
إشكاالت عديدة عند تنفيذىا ،وذلؾ بسبب غياب النصوص القانونية أو نقصيا أحيانا،
أو عدـ مبلئمة النصوص اإلجرائية مع إجراءات تنفيذ سندات شؤوف األسرة أحيانا أخرى،
ومثاؿ ذلؾ اإلشكاالت المثارة أثناء تنفيذ أحكاـ الرجوع إلى بيت الزوجية ،أو المتعمقة
بتوفير مسكف مستقؿ أثاثا ومعاشا ،أو المتعمقة بإلزاـ الزوج بالنفقة عمى زوجتو وأوالده،
أو المتعمقة بتنفيذ األوامر المؤقتة وفقا لنص المادة 57مكرر مف ؽ.أ.
الفرع األول :تنفيذ األحكام القاضية برجوع الزوجة إلى بيت الزوجية
تُغادر الزوجة أحيانا مسكف الزوجية بمفردىا ،أو مصطحبة معيا أوالدىا إلى بيت
أ ىميا عند حدوث خبلفات بينيا وبيف زوجيا ،وترفض الرجوع إليو ما لـ يحقؽ ليا زوجيا
شروطا تشترطيا عميو ،وقد يحصؿ النزاع حوؿ ىذه الشروط وعدـ االتفاؽ عمييا بيف
425
الطرفيف ،فيمجأ الزوج إلى القضاء طالبا الحكـ لو بإلزاـ الزوجة بالرجوع إلى مسكف
الزوجية المعتاد دوف قيد أو شرط ،أو تمجأ الزوجة إلى القضاء وتطالب بإلزاـ الزوج
بتوفير مسكف مستقؿ أثاثا ومعاشا عف أىؿ الزوج ،فيصدر القاضي حكما يقضي في
منطوقو بإلزاـ الزوج بإرجاع الزوجة إلى مسكف الزوجية أو إلى مسكف مستقؿ ومنفصؿ
أثاثا ومعاشا عف بيت أىؿ الزوج ،درء لممشاكؿ التي يمكف أف تحدث بيف الزوجة وأىؿ
الزوج.
ونظ ار لغياب نص قانوني خاص ينظـ أحكاـ الرجوع أو إجراءاتو ،باإلضافة إلى
العموـ الذي يميز منطوؽ الحكـ القضائي المتعمؽ بالرجوع ،يصطدـ القائـ بالتنفيذ بعدة
ويتـ تناوؿ ىذه المسألة مف خبلؿ تبياف
عقبات وصعوبات تثار أثناء تنفيذه ىذه األحكاـّ ،
النقاط التالية:
أوال -مفيوم الرجوع إلى بيت الزوجية
َّ
إف تحديد مفيوـ الرجوع إلى بيت الزوجية بدقة مف طرؼ المشرع يحوؿ دوف
كثير مف المشاكؿ والصعوبات التي تصاحب تنفيذ األحكاـ المتعمقة بيذا الشأف ،ىذه
الثغرات التي يستغميا الخصوـ لمتممص مف االلتزامات التي تقع عمى عاتقيـ بموجب
السند التنفيذي القاضي بالرجوع إلى بيت الزوجية.
ويمكف تعريؼ مفيوـ الرجوع إلى بيت الزوجية بأنو :عودة الزوجة إلى بيت
الزوجية ،أي البيت الذي كانت تسكنو رفقة زوجيا قبؿ مغادرتو ،واإلقامة فيو ،مع ممارسة
كافة حقوقيا وواجباتيا المعتادة.1
عد بحاؿ مف األحواؿ رجوع الزوجة إلى بيت الزوجية المعتاد في
وبالتالي ال ُي ّ
الصباح ،ثـ خروجيا منو ورجوعيا إلى بيت أىميا في المساء تنفيذا لمضموف السند
التنفيذي الذي قضى بالرجوع عمييا ،كما ال يعتبر تنفيذا ليذا السند رجوعيا إلى بيت آخر
فإف تبياف مفيوـ الرجوع مف قبؿ المشرع أو عمى األقؿ مف
يممكو الزوج وال يقيـ فيو ،لذا ّ
قبؿ القضاء ،وتحديده بدقّة مف شأنو أف ُيجنبنا الوقوع في إشكاالت وتحايبلت مف قبؿ
426
طرفي التنفيذ ،ومف شأنو أف يسيّؿ عمؿ القائـ بالتنفيذ ويختصر الوقت الذي تستغرقو
عممية التنفيذ.
ثانيا -إجراءات تنفيذ األحكام المتعمقة برجوع الزوجة إلى بيت الزوجية
بعد صدور الحكـ القضائي القاضي بإلزاـ الزوجة بالرجوع إلى بيت الزوجية،
قدـ
والقياـ بإجراءات تبميغو ،وبعد انقضاء آجاؿ الطعف فيو وامياره بالصيغة التنفيذيةُ ،ي ّ
الزوج السند التنفيذي لممحضر القضائي مف أجؿ مباشرة إجراءات التنفيذ ،حيث يقوـ
المحضر القضائي طبقا ألحكاـ المواد 613 ،612مف ؽ.إ.ـ.إ بتحرير محضر تبميغ
مضمنا محاضره
ّ السند التنفيذي ومحضر التكميؼ بالوفاء ومحضر تبميغ التكميؼ بالوفاء،
ثـ ينتقؿ إلى عنواف إقامة
كافة البيانات القانونية المحددة في المادة 613مف ؽ.إ.ـ.إّ ،
الزوجة ويبمّغيا بنسخة مف السند ،ويكمفيا بتنفيذ مضمونو بالرجوع إلى مسكف الزوجية
خبلؿ أجؿ خمسة عشر يوما ،حيث يخضع تبميغ محاضر التنفيذ المذكورة ألحكاـ التبميغ
الرسمي المحددة في المواد مف 406إلى 416مف ؽ.إ.ـ.إ ،وبعد انتياء األجؿ الممنوح
لمزوجة ،نكوف أماـ فرضيف:
األول :أف ينتيي أجؿ خمسة عشر يوما الممنوحة لمزوجة مف أجؿ الرجوع إلى
بيت الزوجية ،دوف أف تمتثؿ لمضموف السند الذي يمزميا بذلؾ ،فيقوـ المحضر القضائي
باالنتقاؿ إلى مقر مسكف الزوجية المحدد في الحكـ القضائي مف أجؿ إجراء معاينة مادية
يثبت مف خبلليا عدـ وجود الزوجة بمسكف الزوجية وعدـ رجوعيا إليو ،ىذا إف كاف
مسكف الزوجية يقع ضمف دائرة اختصاصو اإلقميمي ،واف لـ يكف ،فيطمب المحضر
القضائي مف الزوج السعي مف أجؿ طمب انتقاؿ المحضر القضائي المختص إقميميا إلى
مسكف الزوجية ،واثبات عدـ وجود الزوجة بمسكف الزوجية وعدـ رجوعيا إليو ،وتحرير
محضر معاينة ُيثبت ذلؾ ،وبناء عمى محضر المعاينة يحرر المحضر القضائي القائـ
بالتنفيذ محضر امتناع عف التنفيذ ،وال يمكف لممحضر القضائي االكتفاء بتصريح الزوج
بعدـ رجوع الزوجة إلى مسكف الزوجية لتحرير محضر امتناع عف التنفيذ ،بؿ ال بد مف
إجراء المعاينة لمتأكد مف ذلؾ.
الثاني :أف تقوـ الزوجة بالرجوع إلى بيت الزوجية خبلؿ األجؿ الممنوح ليا،
تـ ذلؾ بمحض إرادتيا أو بسعي مف الزوج ،وعمى المحضر القضائي عند إعبلمو
سواء ّ
427
بأف الزوجة نفّذت مضموف السند ورجعت إلى مسكف الزوجية ،أف ينتقؿ إلى مسكف ّ
الزوجية إذا كاف ىذا األخير يقع ضمف اختصاصو اإلقميمي ،ويقوـ بإجراء معاينة مادية
حرر
وي ّ
ُيثبت مف خبلليا رجوع الزوجة إلى مسكف الزوجية ،ويتأ ّكد مف واقعة الرجوعُ ،
حدد مكاف
وي ّ
محضر إثبات حالة يؤكد مف خبللو وجود الزوجة في مسكف الزوجيةُ ،
يتـ التوقيع أو البصمة عمى محضر المعاينة مف طرؼ كؿ
االنتقاؿ وساعتو ،ويجب أف ّ
وتدوف أسماؤىـ عمى
ّ مف الزوجة والزوج ،أو بإحضار شيود يشيدوف واقعة الرجوع،
نتجنب إنكار واقعة
محضر المعاينة ،ويوقعوف أو يبصموف عمى المحضر ،وذلؾ حتى ّ
تـ معاينتيا مف طرؼ المحضر
الرجوع مستقببل مف طرؼ الزوج أو الزوجة ،والتي ّ
القضائي.
واف كاف مسكف الزوجية يقع خارج دائرة االختصاص اإلقميمي لممحضر القضائي
القائـ بالتنفيذ ،فيقوـ الزوج أو الزوجة بطمب إجراء معاينة مادية بوجود الزوجة ببيت
إما بمعاينة مادية بسيطة،
ويتـ ذلؾ ّ
الزوجية مف المحضر القضائي المختص إقميمياّ ،
أو بموجب أمر قضائي يستصدره طالب التنفيذ مف المحكمة المختصة.
بعد ذلؾ يقوـ المحضر القضائي بتحرير محضر التنفيذ ،الذي يعتبر خاتمة
ؽ بيا ممؼ التنفيذ ،ونشير في تنفيذ مثؿ ىذه القضايا المتعمقة بالرجوع
اإلجراءات التي ُيغمَ ُ
أو اإلرجاع ،إلى أىمية وضرورة انتقاؿ المحضر القضائي القائـ بالتنفيذ إلى مسكف
الزوجية لمعاينة واقعة الرجوع ،أو طمب إحضار محضر معاينة مف الزوج أو الزوجة
تثبت ذلؾ ،إذا كاف مسكف الزوجية يقع خارج اختصاصو اإلقميمي ،وعدـ االكتفاء
ألف
بأف الزوجة رجعت إلى مسكف الزوجية ،أو ّأنيا لـ ترجعّ ،
بتصريحات أطراؼ التنفيذ ّ
االكتفاء بتصريحات الطرفيف أو بتصريحات أحدىما برجوع الزوجة إلى مسكف الزوجية
أو بعدـ رجوعيا ،وعدـ التحقّؽ مف ذلؾ بإجراء المعاينة ،وتحرير محضر التنفيذ أو امتناع
تنجر عنو مشاكؿ عديدة ال ُيحمد عقباىا ،قد تقود المحضر عف التنفيذ وفقا لذلؾ ،قد ّ
القضائي إلى شكاوى ومتابعات جزائية ىو في غنى عنيا.
وقد أثبتت التجربة ّأنو في بعض القضايا ترجع الزوجة إلى مسكف الزوجية
ثـ تغادره بعد يوـ أو يوميف مف ذلؾ
امتثاال وتنفيذا لمحكـ القضائي الذي يمزميا بذلؾّ ،
لتجدد النزاع والخبلؼ بيف الزوجيف ،والمحضر القضائي إذا أثبت رجوعيا بموجب
ّ
428
وتـ توقيعو أو البصمة عميو مف طرؼ الزوجيف ،وقاـ بتحرير محضر محضر معاينةّ ،
التنفيذ تبعا لذلؾ ،يعتبر حينئذ قد أفرع السند التنفيذي ونفّذ مقتضاه ،وال يمكف بحاؿ مف
األحواؿ أف يطمب منو الزوج تحرير محضر امتناع عف التنفيذ مف أجؿ إثبات نشوز
الزوجة ،أو يطمب منو إعادة التنفيذ بنفس السند التنفيذي.
وتظير كذلؾ أىمية إجراء محضر المعاينة برجوع الزوجة إلى مسكف الزوجية،
موجو إلى الزوج ،وذلؾ بإلزامو بإرجاع زوجتو إلى إذا كاف اإللزاـ في السند التنفيذي ّ
مسكف الزوجية وبسعي منو ،حيث تُتُّبعُ نفس إجراءات التنفيذ المذكورة آنفا ولكف بطمب
مف الزوجة ،وقد يمتثؿ الزوج بإرجاعيا إلى مسكف الزوجية ،ويعايف المحضر القضائي
واقعة الرجوع ،ويحرر محضر المعاينة الذي يوقعو أو يبصـ عميو كبل الزوجيف ،ويحرر
محضر التنفيذ مف طرؼ المحضر ،ثـ بعد يوـ أو يوميف مف الرجوع تتجدد الخبلفات
والشقاؽ بيف الزوجيف ،فيطردىا الزوج أو تغادر المسكف مف تمقاء نفسيا ،وقد تمجأ الزوجة
إلى المحضر القضائي مف أجؿ مطالبتو بمحضر امتناع عف التنفيذ مف أجؿ إثبات نشوز
الزوج ،أو تطالبو بإعادة تنفيذ نفس الحكـ القضائي القاضي بإلزاـ الزوج بإرجاعيا إلى
استجد مف خبلؼ
ّ تـ تنفيذه ،وما
مسكف الزوجية ،وىو أمر مخالؼ لمقانوف ،ألف السند قد ّ
يعد واقعة جديدة تتطمب حكما جديدا.بيف الزوجيف بعد إثبات واقعة الرجوع ّ
ثالثا -اإلشكاالت المتعمقة بتنفيذ أحكام رجوع الزوجة إلى بيت الزوجية
تعترض تنفيذ األحكاـ القضائية المتعمقة برجوع الزوجة إلى بيت الزوجية بعض
مدة
العقبات واإلشكاالت التي قد تحوؿ دوف تنفيذ السند التنفيذي ،أو تؤخر تنفيذه إلى ّ
طويمة ،ويمكف عرض بعض العقبات التي تعترض المحضريف القضائييف إزاء تنفيذ مثؿ
ىذه األحكاـ ،وىي:
-01عدم تحديد الحكم القضائي لمقر بيت الزوجية الذي تمزم الزوجة بالرجوع
إليو
أىـ البيانات
يعتبر تحديد مقر بيت الزوجية الذي تُ َمزُـ الزوجة بالرجوع إليو مف ّ
التي يجب أف يتضمنيا الحكـ القضائي المتعمؽ بيذا الشأف ،ويش ّكؿ إغفاؿ ذكر عنواف
ىذا المقر في الحكـ القضائي عقبة حقيقية يواجييا المحضروف القضائيوف القائموف
ألف مف اإلجراءات التي يقوـ بيا المحضر القضائي أثناء التنفيذ ىو إجراء
بالتنفيذّ ،
429
معاينة مادية ببيت الزوجية ،ليؤكد أو ينفي وجود الزوجة ورجوعيا إليو ،كما ال يكفي
النص في منطوؽ السند التنفيذي عمى رجوع الزوجة إلى بيت الزوجية "المعتاد" ،دوف ذكر
عنواف ىذا البيت ،ألف لفظ " بيت الزوجية المعتاد" يثير كذلؾ صعوبات في التنفيذ إذا لـ
يبيف الحكـ القضائي عنوانو ،حيث يمكف لمزوجة عند إلزاميا بالرجوع أف تواجو المحضر
يدعي الزوج
القضائي وتطرح مشكؿ يتعمؽ بمقر بيت الزوجية الذي يجب الرجوع إليو ،فقد ّ
أف بيت الزوجية
وتدعي ّ بأف بيت أىمو ىو بيت الزوجية المعتاد ،وترفض الزوجة ذلؾ ّ
ّ
يختمؼ عف بيت أىؿ الزوج ،وأنو مستقؿ عنو ويقع في مكاف آخر.
البت فيو ،أيف يجب الرجوع
فيواجو المحضر القضائي إشكاال حقيقيا ال يمكنو ّ
إلى القاضي المختص مف أجؿ طرح اإلشكاؿ والفصؿ فيو ،وقد َيحكـ قاضي األمور
يمس أصؿ الحؽ،
المستعجمة بعدـ االختصاص إذا رفع األمر إليو باعتبار الموضوع ّ
فيرفع الزوج أو الزوجة دعوى أماـ قاضي الموضوع مف أجؿ تفسير مقصود القاضي مف
بيت الزوجية وتحديد مقره بدقة ،وىو أمر يتطمب مصاريؼ جديدة ،ويستغرؽ وقتا طويبل.
وعميو نؤكد ضرورة تنبو القضاة لمثؿ ىذا األمر ،وعدـ االكتفاء بالنص في
منطوؽ الحكـ القضائي عمى إلزاـ الزوجة بالرجوع إلى بيت الزوجية ،أو إلزاـ الزوج
بإرجاع الزوجة إلى بيت الزوجية فقط ،أو التصريح بإلزاـ الزوجة بالرجوع إلى بيت
بدقة ،والذي تمزـ الزوجة بالرجوعالزوجية المعتاد ،واّنما يجب تحديد عنواف بيت الزوجية ّ
إليو ،حتى نتجنب تأويبلت األطراؼ وتحايبلتيـ مف أجؿ عرقمة عممية التنفيذ ،واطالة أمد
النزاع.
-02عدم النص عمى أن يكون الرجوع بسعي من الزوج
تصدر بعض األحكاـ القاضية برجوع الزوجة إلى بيت الزوجية دوف ذكر أف
يكوف الرجوع بسعي مف الزوج ،ويؤدي ذلؾ إلى مشاكؿ في التنفيذ ،بحيث يطمب الزوج
ويَبمّْ ْغ الزوجة ِ
الم ْحض ْر اإلجراءات ُ
مف المحضر القضائي تنفيذ حكـ الرجوع ،ويباشر ُ
بمضموف السند ،وتبدي الزوجة استعدادىا لمرجوع لكف وفؽ العادة والعرؼ الساري في
مثؿ ىذه األمور ،وىو تق ّدـ الزوج مف أجؿ اصطحابيا إلى بيت الزوجية ،حتى تحفظ
التقدـ إلى بيت أىؿ
وعزتيا أماـ أىميا وجيرانيا ،لكف قد يبدي الزوج رفضو التاـ ّ
كرامتيا ّ
بأف عمييا الرجوع إليو وحدىا
الزوجة مف أجؿ اصطحابيا إلى بيت الزوجية ،ويرى ّ
430
أو برفقة أحد محارميا ،باعتبارىا غادرتو لوحدىا أو رفقة أىميا ،ويقعُ المحضر القضائي
بيف تفسير ىؤالء وتفسير أولئؾ في إشكاؿ يحوؿ بينو وبيف تنفيذ الحكـ القضائي.
وقد يطالب الزوج بتحرير محضر امتناع عف التنفيذ عند انتياء اآلجاؿ القانونية
(ميمة خمسة عشر يوما) ،مف أجؿ إثبات نشوز الزوجة واسقاط حقوقيا ،بحكـ ّأنيا
بأنيا تمتثؿ لمضموف السند التنفيذي ،و ّأنيا
وتصرح الزوجة ّ
ّ لـ ترجع إلى بيت الزوجية،
عمى استعداد لمرجوع ،وتنتظر فقط قدوـ زوجيا ليأخذىا إلى المسكف الزوجي وفؽ ما
ُيمميو العرؼ والعادة.
النص
التنبو ليذا األمر ،و ّ
تجنب مثؿ ىذه العقبات يجب عمى القضاة ّلذا مف أجؿ ّ
صراحة في منطوؽ الحكـ القضائي بأف يكوف الرجوع بسعي مف الزوج ،وبالتالي يقع عمى
تقد ـ إلى مكاف إقامة الزوجة واصطحابيا إلى بيت الزوجية ،تنفيذاعاتؽ الزوج ضرورة ال ّ
لمحكـ الذي ألزـ الزوجة بالرجوع ،واال اعتبر الزوج مقص ار ومتخمفا عف التنفيذ ،وال يمكف
لممحضر القضائي حينئذ تحرير محضر امتناع الزوجة عف التنفيذ ،بؿ في المقابؿ يمكف
لمزوجة نفسيا أف تقدـ السند التنفيذي لممحضر القضائي وتطمب منو إلزاـ الزوج بتنفيذ
حكـ الرجوع ،واذا تخمّؼ الزوج عف السعي إلرجاع زوجتو لبيت الزوجية ،يحرر المحضر
القضائي محضر امتناع الزوج عف التنفيذ ،وتثبت بو الزوجة نشوز الزوج عف طريؽ
القضاء.
-03تحايل الزوج أو الزوجة في تنفيذ اإللزام بالرجوع
تميز المسائؿ التي
نظ ار لخصوصية العبلقة بيف الزوجيف والخصوصية التي ّ
فإف تنفيذ القضايا المتعمقة بالرجوع يمكف فييا لمزوجيف إذا ساءت
تتعمؽ بشؤوف األسرةّ ،
ّنيتيما أف يتحايبل في تنفيذ مثؿ ىذه األحكاـ.
حيث يمكف لمزوج إف كاف كارىا لزوجتو وغير راغب في االستمرار في الحياة
الزوجية معيا ،أف يتحايؿ في تنفيذ أحكاـ الرجوع ،بحيث يمجأ إلى المحضر القضائي مف
ثـ
أجؿ طمب تنفيذ حكـ الرجوع ضد زوجتو ،ويسعى إلى إرجاعيا إلى بيت الزوجيةّ ،
بمجرد إثبات واقعة الرجوع واختتاـ إجراءات التنفيذ ،يسمؾ الزوج مع زوجتو سموكا منافيا
لما تقتضيو العشرة الزوجية بالمعروؼ ،فتحمؿ الزوجة نفسيا مف جديد وترجع إلى بيت
أىميا ،ويستمر الشقاؽ والنزاع ،وما كاف قصد الزوج مف وراء تنفيذ حكـ الرجوع إالّ دفع
431
تيمة النشوز عف نفسو ،واظيار خطأ الزوجة في مغادرة بيت الزوجية مف جديد ،ودفعيا
إلى طمب الطبلؽ وتظميميا بو ،وتحميميا المسؤولية عنو ،واسقاط بعض حقوقيا مف توابع
الطبلؽ.
كما يمكف لمزوجة كذلؾ أف تتحايؿ في قضايا الرجوع ،بحيث إذا كانت كارىة
لمعيش مع زوجيا ،وغير راغبة في استئناؼ الحياة الزوجية معو ،أف تمتثؿ لئللزاـ الذي
تضمنو الحكـ القضائي بالرجوع إلى بيت الزوجية ،وبمجرد إثبات واقعة الرجوع مف طرؼ
ّ
المحضر القضائي وتحرير محضر التنفيذ ،تغادر بيت الزوجية مف جديد بمحض إرادتيا،
أو تدفع الزوج إلى طردىا بالقياـ بسموكات منافية لمعشرة الزوجية الطيبة ،فيتجدد النزاع،
تـ تنفيذه في خبر كاف ،وما كاف قصدىا مف وراء
ويصبح الحكـ القضائي بالرجوع الذي ّ
تنفيذ حكـ الرجوع إالّ دفع تيمة النشوز عف نفسيا ،ودفع الزوج إلى طبلقيا باإلرادة
المنفردة وتظميمو ،وتحميمو المسؤولية عنو ،وبذلؾ تضمف بعض المبالغ المالية الناتجة
عف توابع الطبلؽ.
أف تنفيذ بعض قضايا شؤوف األسرة لو خصوصيتو، لذا يجب التأكيد عمى ّ
أدى ذلؾ إلى التحايؿ والغش في التنفيذ ،وال يضمف
بحيث إذا ساءت نية بعض األطراؼ ّ
االستقرار األسري سوى توعية الزوجيف وتكوينيما وغرس المفاىيـ السامية لمعبلقة الزوجية
بينيما ،واستشعار ثقؿ المسؤولية الممقاة عمى عاتقيما.
الفرع الثاني :تنفيذ األحكام المتعمقة بتوفير مسكن مستقل أثاثا ومعاشا
تمجأ الزوجة التي تقيـ مع أىؿ الزوج في مسكف واحد إلى القضاء أحيانا مف أجؿ
مطالبة الزوج بتوفير مسكف مستقؿ عف أىؿ الزوج أثاثا ومعاشا ،فيحكـ القاضي ليا بذلؾ
مف أجؿ تفادي النزاعات والمشاكؿ بينيا وبيف أىؿ الزوج ،أمبل في المحافظة عمى
استقرار األسرة واستمرار الحياة الزوجية ،فيمزـ الزوج بإرجاع زوجتو إلى مسكف مستقؿ
أثاثا ومعاشا عف أىمو ،فما مفيوـ المسكف المستقؿ أثاثا ومعاشا؟ وما ىي إجراءات تنفيذ
مثؿ ىذا الحكـ؟ وما ىي اإلشكاالت التي تصاحب تنفيذه؟
432
أوال -مفيوم البيت المستقل أثاثا ومعاشا
لـ يتعرض المشرع لتعريؼ البيت المستقؿ أثاثا ومعاشا ،كما لـ أجد فيما اطمعت
عميو مف كتب الفقو مف يعطي تعريفا ليذا المفيوـ ،سوى ما كتبو الدكتور لجمط فواز في
بأنو البيت الذي ال تربطو صمة مع بيت آخر ال مف حيث
عرفو ّ
ىذا المجاؿ ،بحيث ّ
المدخؿ ،وال مف حيث وسائؿ العيش.1
كما لـ أجد فيما اطّمعت عميو مف ق اررات المحكمة العميا ما يحدد معنى المسكف
المنفرد أثاثا ومعاشا ،أو خصائصو وشروطو.
ويمكف القوؿ أف المسكف المستقؿ أثاثا ومعاشا مف تسميتو يظير أنو مسكف
منفصؿ عف أي مسكف آخر ،لو معالـ محدودة تميزه وتفصمو عما سواه ،وال يشترؾ في
أ ي جزء مف مكوناتو األساسية مع مسكف آخر ،كالغرؼ والمطبخ وبيت الخبلء ،ويتوفر
عمى مستمزمات العيش مف أثاث ومؤونة.
ثانيا -إجراءات تنفيذ الحكم المتضمن توفير مسكن مستقل أثاثا ومعاشا
غالبا ما يصاحب صدور الحكـ القاضي بإلزاـ الزوج بإرجاع زوجتو النص عمى
أف يكوف ذ لؾ إلى مسكف منفرد ومستقؿ أثاثا ومعاشا ،وعميو فإف إجراءات التنفيذ
ال تختمؼ كثي ار عما ذكر سابقا فيما يخص إجراءات تنفيذ حكـ الرجوع إلى مسكف
الزوجية ،حيث يقوـ المحضر القضائي المكمؼ بالتنفيذ بتبميغ الزوج بنسخة مف السند
التنفيذي ،وتكميفو بتنفيذ مضموف السند الذي يمزمو بإرجاع الزوجة إلى مسكف الزوجية
المستقؿ أثاثا ومعاشا ،ويميمو أجؿ 15خمسة عشر يوما المحددة قانونا ،فإذا وفّر الزوج
يقدـ لممحضر القضائي السند الذي بموجبو وفّر ىذا المسكف،
المسكف المطموب ،عميو أف ّ
سواء كاف عقد إيجار أو عقد ممكية ،حتى ينتقؿ المحضر القضائي رفقة الزوج إلى ىذا
المسكف لمعاينتو ،والتأ ّكد مف انفراده واستقبللو عف أي مسكف آخر ،وتوافره عمى
مستمزمات الحياة والمعيشة ،ىذا إف كاف مقر المسكف يقع ضمف دائرة االختصاص
اإلقميمي لممحضر القضائي القائـ بالتنفيذ ،أما إف كاف خارج اختصاصو اإلقميمي فيقوـ
433
الزوج بطمب مف المحضر القضائي المختص إقميميا تحرير محضر معاينة لممسكف الذي
وفره ،والتأكيد عمى كونو مستقبل أثاثا ومعاشا.
وقدـ لو الزوج السند الذي
تأكد المحضر القضائي القائـ بالتنفيذ مف ذلؾّ ، فإذا ّ
وفر بو المسكف ،يقوـ المحضر بعرض ىذا المسكف عمى الزوجة طالبة التنفيذ مف أجؿ ّ
االنتقاؿ إليو ،واستئناؼ الحياة الزوجية فيو ،وبعد انتقاليا إلى ىذا المسكف ُيجري المحضر
القضائي معاينة برجوع الزوجة إلى بيت الزوجية المستقؿ أثاثا ومعاشا ،ويطمب مف الزوج
والزوجة التوقيع أو البصمة عمى محضر المعاينة الذي ُيثبت واقعة الرجوع ،ثـ يحرر
محضر تنفيذ يختـ بو إجراءات تنفيذ الحكـ الممزـ لمزوج بإرجاع زوجتو إلى مسكف مستقؿ
أثاثا ومعاشا.
ثالثا -اإلشكاالت المتعمقة بالمسكن المنفصل أثاثا ومعاشا
غالبا ما يصدر الحكـ القضائي الممزـ لمزوج بإرجاع زوجتو إلى مسكف مستقؿ
أف قانوف األسرة لـ ُيشر
أثاثا ومعاشا دوف تحديد خصائص ىذا المسكف وشروطو ،كما ّ
إلى ذلؾ ،مما يجعؿ مف تنفيذ مثؿ ىذه األحكاـ يطرح إشكاالت عممية مف بينيا عمى
سبيؿ المثاؿ:
-01أف ُيوفر الزوج مسكنا ،ويعايف المحضر القضائي ىذا المسكف ويعرضو
أف المسكف ليس مستقبل ،ويخالفيا الزوج في
عمى الزوجة ،فترفضو ألسباب ترى فييا ّ
الرأي ويؤكد عمى انفراد المسكف واستقبلليتو ،كأف يقوـ الزوج بتوفير مسكف بالطابؽ األوؿ
مف البناية التي يقيـ أىمو بيا بالطابؽ األرضي ،أو يقوـ الزوج بقسمة البيت العائمي بجدار
مف الخشب أو األلمنيوـ ،ويستحدث لو مدخبل خاصاً بو ،ويخصصو لتنفيذ اإلل ازـ الممقى
عمى عاتقو ،ويعرضو عمى الزوجة فترفضو ،وترى بأف المسكف الذي وفّره الزوج ليس
يغير في األمر شيئا ،ما دامت مبلصقة ألىؿ الزوج ،وأف المشاكؿ
مستقبل ،وأنو ال ّ
ستتجدد ولف تزوؿ ،وتطالب المحضر القضائي بتحرير محضر امتناع الزوج عف التنفيذ
وعدـ توفير المسكف المستقؿ ،بينما ُيمّ ُح الزوج عمى المحضر القضائي بأنو نفّذ مضموف
الحكـ القضائي بتوفير مسكف مستقؿ ومبلئـ ،ويطالب المحضر القضائي بتحرير محضر
توفير مسكف مستقؿ ،وبالنتيجة تحرير محضر امتناع الزوجة عف التنفيذ رغـ توفير
المسكف المستقؿ أثاثا ومعاشا.
434
مرده عدـ تحديد مفيوـ
ويجد المحضر القضائي نفسو في إشكاؿ حقيقيّ ،
المسكف المستقؿ أثاثا ومعاشا مف قبؿ المشرع في قانوف األسرة ،ومف قبؿ القاضي في
منطوؽ الحكـ ،وعدـ تحديد المواصفات والشروط الواجب توافرىا في المسكف المستقؿ أثاثا
ومعاشا ،كما ال يمكف لممحضر القضائي أف يجتيد مف تمقاء نفسو في تحديد مواصفات
وشروط المسكف المستقؿ ،واال فإنو سيصبح خصما ألحد طرفي التنفيذ ،ويدخؿ في دوامة
الشكاوى الكيدية.
والحؿ الذي يعتمده المحضر القضائي في مثؿ ىذه الحاالت ىو تحرير محضر
يبيف فيو مواصفات المسكف الذي وفّره الزوج ،وسبب رفض الزوجة ليذا المسكف ّ
وتحفظاتيا عميو ،ويسمّـ نسخة منو لكؿ مف الزوج والزوجة ،ويحيميما إلى القضاء مف أجؿ
الفصؿ في ىذه المسألة.
ُ -02يثار إشكاؿ في تنفيذ األحكاـ المتعمقة بتوفير المسكف المستقؿ أثاثا ومعاشا
أحيانا عندما يوفّر الزوج مسكنا ال تتوفر فيو بعض المستمزمات التي يرى الزوج ّأنيا
كمالية ،وترى الزوجة ّأن يا مف األمور الضرورية لمعيش ،كأف يوفر الزوج مسكنا مكونا مف
غرفة واحدة ومرحاض فقط ،ويطالب الزوجة بالطبخ في ىذه الغرفة ،واالغتساؿ في
المرحاض ،وترفض الزوجة المسكف لعدـ احتوائو عمى مطبخ وحماـ وتعتبرىما مف
ضروريات الحياة ،أو يوفر الزوج مسكنا مستقبل أثاثا ومعاشا ويحتوي عمى ضروريات
الحياة ،لكف المسكف يقع في والية أخرى تبعد بكثير عف الوالية التي كاف يقيـ بيا الزوجيف
عند زواجيما.
وأماـ عدـ تحديد مواصفات المسكف المبلئـ والبلئؽ ،والمعايير التي يتبعيا
المحضر القضائي في تمييز المسكف الواجب توفيره مف الزوج ،يجد المحضر القضائي
تـ توفيره مف قبؿ الزوج،
نفسو ممزما بتحرير محضر يبيف فيو مواصفات المسكف الذي ّ
والتحفظات التي أبدتيا الزوجة عميو ،ويحيميما إلى القضاء مجددا لمفصؿ في مدى
مبلئمة المسكف الموفر مف قبؿ الزوج مف عدمو ،وفي ذلؾ عرقمة لعممية التنفيذ واطالة
ألمد النزاع بيف الزوجيف.
فإف تحديد معايير ومواصفات المسكف المبلئـ والمستقؿ أثاثا ومعاشا مف قبؿ
لذا ّ
ويجنبنا الكثير مف الخبلفات والتحايبلت مف أطراؼ ّ المشرع ،سيسيؿ عممية التنفيذ،
435
التنفيذ ،والتي تطيؿ أمد النزاع ،وتحوؿ دوف تنفيذ السندات التنفيذية المتعمقة بالرجوع إلى
مسكف مستقؿ أثاثا ومعاشا.
غالبا ما يصاحب صدور الحكـ بإلزاـ الزوج بإرجاع الزوجة إلى مسكف مستقؿ
أثاثا ومعاشا ،إلزامو بالنفقة عمى زوجتو وأوالده بنفقة شيرية ابتداء مف تاريخ مغادرة
الزوجة مسكف الزوجية ،أو مف تاريخ رفع الدعوى ،أو مف تاريخ صدور الحكـ ،إلى غاية
تنفيذ الحكـ الذي يقضي بالرجوع ،باعتبار الزوج المكمؼ شرعا وقانونا بالنفقة عمى زوجتو
يتـ التطرؽ إلييا بعد بياف مفيوـ
وأوالده ،وتثار بشأف تنفيذ ىذه األحكاـ بعض العقباتّ ،
النفقة ،واجراءات تنفيذ أحكاميا.
أوال -مفيوم النفقة المحكوم بيا لمزوجة واألوالد
تعتبر الزوجة التي غادرت مسكف الزوجية إلى بيت أىميا بسبب خبلؼ مع
زوجيا زوجة كاممة الحقوؽ ،وال يمكف لمزوج إسقاط حقّيا في النفقة إالّ باستصدار حكـ
مدة مكوثيا في بيت أىميا يبقى
مف القضاء باعتبارىا زوجة ناشزا ،وبالتالي ميما طالت ّ
الزوج مدينا ليا بالنفقة باعتبارىا زوجتو ،لذا يحكـ القضاء بنفقة إجمالية شيرية لمزوجة
واألوالد عمى عاتؽ الزوج يدفعيا حتى ترجع الزوجة إلى بيت الزوجية ،وتشمؿ ىذه النفقة
المأكؿ والمشرب والممبس وغيرىا مف مستمزمات المعيشة ،ويخضع تقدير قيمتيا لمسمطة
التقديرية لقاضي الموضوع ،التي غالبا ما تتراوح بيف مبمغ 3000دج إلى 7000دج
شيريا لكؿ واحد مف الزوجة واألوالد ،ويطالب الزوج بدفعيا إلى غاية تنفيذ حكـ رجوع
الزوجة إلى مسكف مستقؿ أثاثا ومعاشا ،وتسري عمى الزوج المتخمّؼ عف دفع ىذه النفقة
أحكاـ المادة 331مف قانوف العقوبات ،التي تجرـ فعؿ عدـ تسديد النفقة ،وتعتبره جنحة
تستوجب حبس الزوج وتغريمو.
ثانيا -إجراءات تنفيذ أحكام النفقة
يتـ تنفيذ األحكاـ المتعمقة بالنفقة المحكوـ بيا لصالح الزوجة واألوالد ضمف نفس
ّ
اإلجراءات التي ُيمزـ فييا الزوج بإرجاع الزوجة إلى مسكف الزوجية ،عمى أف يكوف مستقبل
فإف المحضر القضائي بعد أف يتمقى طمبا مف الزوجة بمباشرة
أثاثا ومعاشا ،وعميو ّ
436
إجراءات التنفيذ ،يبمّغ الزوج نسخة مف السند التنفيذي ويكمفو بالوفاء بما تضمنو مف إلزاـ
بإرجاع الزوجة إلى مسكف مستقؿ ،ويمزمو بدفع النفقة المحكوـ بيا لصالح الزوجة
واألوالد ،مف التاريخ الذي حدده القاضي في السند ،إلى غاية رجوع الزوجة إلى مسكف
الزوجية ،حيث يقوـ المحضر القضائي ببياف ما ترتّب عمى عاتؽ الزوج مف نفقات في
بالتقيد بتاريخ بداية حسابيا المحدد في الحكـ ،والذي
ّ محضر التكميؼ بالوفاء ،وذلؾ
ال يخرج غالبا عف ثبلث حاالت ،إما تاريخ مغادرة الزوجة مسكف الزوجية ،أو تاريخ رفع
التقيد كذلؾ بتاريخ انتياء اإللزاـ بالنفقة ،والذي غالبا
ثـ ّ الدعوى ،أو تاريخ صدور الحكـّ ،
ما ينتيي برجوع الزوجة إلى بيت الزوجية.
ويحدد المحضر القضائي في محضر التكميؼ بالوفاء األجؿ القانوني الممنوح
لمزوج مف أجؿ دفع النفقة ،وىو أجؿ 15خمسة عشر يوما طبقا لممادة 612مف
ص عمى ذلؾ صراحة في ون ّ
ؽ.إ.ـ.إ ،ماعدا إف كانت النفقة مشمولة بالنفاد المعجؿُ ،
الحكـ محؿ التنفيذ ،فيجوز تكمي ؼ الزوج بالوفاء بالنفقة فو ار بمجرد التبميغ الرسمي لمتكميؼ
بالوفاء بما تضمنو السند التنفيذي ،ودوف مراعاة اآلجاؿ المنصوص عمييا في المادة 612
مف ؽ.إ.ـ.إ ،وذلؾ طبقا لما نصت عميو المادة 614مف ؽ.إ.ـ.إ.
بعد انتياء األجؿ القانوني الممنوح لمزوج مف أجؿ دفع النفقة ،نكوف أماـ حالتيف:
يتقدـ الزوج أماـ المحضر القضائي ويوفّي بما عميو مف مبالغ نفقة ،وبدوره يقوـ
إما أف ّ
المحضر بدفعيا إلى الزوجة طالبة التنفيذ بموجب صؾ ،ويحرر محضر تنفيذ ،وا ّما
يتخمّؼ الزوج عف دفعيا ويمتنع بعد انتياء األجؿ ،فيحرر المحضر القضائي محضر
امتناع عف التنفيذ ،الذي ينص فيو عمى أف اإللزاـ المشار إليو في السند التنفيذي بقي
دوف جدوى ،إذ لـ يقـ المطموب بالوفاء المطالب بو ،رغـ فوات أجؿ خمسة عشر يوما
الممنوحة لو ،وعميػو وتطبػيقا لنػص المػادة 625مف ؽ.إ.ـ.إ يحرر محضر االمتناع،
ويقدمو لطالبة التنفيذ التخاذ اإلجراءات التي تراىا مناسبة.
ثالثا -اإلشكاالت المتعمقة بتنفيذ أحكام النفقة
تُثار بشأف تنفيذ األحكاـ القضائية المتعمقة بإلزاـ الزوج بإرجاع الزوجة إلى مسكف
الزوجية عمى أف يكوف مسكنا مستقبل أثاثا ومعاشا ،والمتضمنة كذلؾ إلزامو بتسديد نفقة
437
شيرية إلى زوجتو وأوالده إلى غاية تنفيذ حكـ الرجوع ،بعض العقبات والصعوبات التي
تواجو المحضر القضائي ،ويمكف عرض بعضا منيا فيما يمي:
-01إغفاؿ بعض األحكاـ القضائية تحديد تاريخ بداية سرياف النفقة ،أو تاريخ
انتياء اإللزاـ بدفعيا ،حيث يسيو بعض القضاة أحيانا عف ذكر ىذا البياف األساسي
والضروري ،والذي يعتمد عميو المحضر القضائي في حساب النفقة المترتبة عمى الزوج،
إذ ال يمكف لممحضر القضائي أف يجتيد مف تمقاء نفسو في تحديد تاريخ بداية أو نياية
سرياف النفقة ،كما ال يحؽ لو أف يقيس حالة معاينة بحالة أخرى مشابية ،أو يعتمد الغالب
ألف األمر يخص القاضي الذي فصؿ في الموضوع ،وىو مف
في مثؿ ىذه القضاياّ ،
صبلحيتو فقط وسمطتو التقديرية.
كما يمكف أف يعتري السند التنفيذي إغفاالت أخرى تعرقؿ تنفيذه ،ومثاليا:
تمسؾ الزوج بحرفية النص
-إغفاؿ النص عمى أف تكوف النفقة شيرية ،وبالتالي إذا ّ
الوارد في منطوؽ السند فإنو يدفع النفقة مرة واحدة ويتوقؼ ،ويعتبر نفسو منفذا لمسند
التنفيذي.
إغفاؿ ذكر أف تكوف النفقة مثبل 5000دج لكؿ واحد مف الزوجة واألوالد ،فيتمسؾ -
الزوج بدفع مبمغ 5000دج إجماليا لكؿ مف الزوجة واألوالد جميعا ،متمسكا بحرفية
النص.
أف الحؿ ليذه اإلشكاالت التي تثار في مثؿ ىذه القضايا ،أف يقوـ المحضر -وأعتقد ّ
يقدـ إليو السند التنفيذي ويكتشؼ ىذا اإلشكاؿ ،إما أف يطمب مف الزوجة
القضائي عندما ّ
طالبة التنفيذ أف ترفع دعوى أماـ القاضي المختص مف أجؿ تدارؾ اإلغفاؿ الحاصؿ في
السند التنفيذي ،وتصحيح الخطأ المادي الوارد فيو ،واما إذا باشر إجراءات التنفيذ واكتشؼ
ىذا اإلشكاؿ أثناء ذلؾ ،أف يحرر محضر إشكاؿ في التنفيذ ،ويسمّمو لمطرفيف مف أجؿ
الرجوع إلى القاضي المختص لمفصؿ فيو ،وتدارؾ النقص الذي يعتريو.
-02مف بيف العقبات التي تواجو المحضر القضائي أثناء تنفيذ األحكاـ المتعمقة
تمسؾ الزوجة بضرورة تسديد الزوج النفقة المطالب بيا
بالرجوع والمتضمنة تسديد النفقةّ ،
يتمسؾ الزوج بضرورة رجوع الزوجة إلى مسكف ّ حتى ترجع إلى بيت الزوجية ،في حيف
يسدد ما عميو مف نفقات ،حيث يطالب كؿ طرؼ بتحقيؽ شرطو حتى ينفذ
الزوجية حتى ّ
438
ما عميو مف إلزاـ ،واف كاف ىذا االشتراط منيما غير قانوني ،وال ينص القانوف وال الحكـ
القضائي عميو.
إف المحضر القضائي يجد نفسو مضط ار إلى تحرير محضر امتناع عف التنفيذ ضد
لذا ف ّ
كؿ مف يشترط شرطا لـ ينص عميو القانوف وال القضاء ،وبالتالي إذا ألزـ المحضر
القضائي الزوجة بالرجوع ،واشترطت عميو أف يدفع الزوج النفقة المطالب بيا حتى ترجع،
فإف المحضر القضائي يحرر محضر امتناع عف التنفيذ ،كما ّأنو إذا ألزـ الزوج بدفع ّ
النفقة المطالب بيا بموجب السند التنفيذي ،واشترط الزوج رجوع الزوجة إلى بيت الزوجية
فإف المحضر يحرر محضر امتناع عف التنفيذ فيما يخص عدـ تسديدحتى يدفع النفقةّ ،
الزوج النفقة المطالب بيا ،وذلؾ ألف كؿ إلزاـ منفصؿ عف اآلخر ،وتنفيذ أحدىما غير
سدد النفقة التي
متعمّؽ باآلخر ،فممزوجة أف ترجع لمسكف الزوجية الذي وفره الزوج ولـ ُي ّ
عمى عاتقو ،ويسمميا المحضر القضائي محض ار بامتناع عف التنفيذ جزئي ،وتتّخذ
أف لمزوج تسديد ما عميو مف نفقات ومطالبة
اإلجراءات البلزمة مف أجؿ تحصيميا ،كما ّ
الزوجة بالرجوع ،والحصوؿ عمى محضر امتناع الزوجة عف الرجوع إف رفضت ذلؾ،
وبالتالي ال حؽ ألحدىما اشتراط ما لـ ينص عميو القانوف وال الحكـ القضائي.
الفرع الرابع :تنفيذ األوامر المؤقتة الصادرة وفقا لممادة 57مكرر من قانون
األسرة
442
المطمب الثاني :اإلشكاالت المثارة بعد ف ّك الرابطة الزوجية
الفرع األول :اإلشكاالت المتعمقة بتحصيل المبالغ المالية المحكوم بيا قضاء
443
-1مبمغ التعويض عن الطالق التعسفي
تعسؼ الزوج في
تبيف لو ّ أقر المشرع بموجب المادة 52مف ؽ.أ لمقاضي إذا ّ
ّ
الطبلؽ أف يحكـ لممطمقة بالتعويض عف الضرر الذي لحقيا جراء ىذا التعسؼ ،وعميو
فإف لمزوجة إذا طمقيا زوجيا بظمـ منو ،ودوف سبب جدي ،أف تحصؿ عمى مبمغ مالي ّ
جب ار لمضرر الذي أصابيا مف ظمـ الزوج ليا ،ويخضع تقدير قيمتو إلى السمطة التقديرية
لمقاضي بالنظر إلى أسباب الطبلؽ ومدة استمرار العبلقة الزوجية ،ووجود األوالد مف
عدمو ،ويسار الزوج أو إعساره ،وتتراوح غالبا قيمة التعويض عف الطبلؽ التعسفي
المحكوـ بو قضاء حاليا بيف 802000دج إلى 2002000دج.
-2نفقة العدة
تنص المادة 61مف ؽ.أ عمى حؽ الزوجة المطمقة في النفقة في عدة الطبلؽ،
عدة الطبلؽ فتجب نفقتيا عمى زوجيا ،سواء كاف ألف المطمقة في حكـ الزوجة خبلؿ ّ ّ
الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج أو عف طريؽ التطميؽ أو الخمع أو بالتراضي ،وغالبا ما
تحدد قيمتيا في األحكاـ القضائية بمبمغ 302000دج عف كامؿ فترة العدة ،وىو أمر
العدة تختمؼ باختبلؼ األجؿ
ألف مبمغ نفقة العدة يحدد شيريا ،ومدة ّ
صحتو ّ
أعتقد عدـ ّ
الذي حدده الشارع ليا ،وىي تطوؿ وتقصر ،وقد تصؿ إلى تسعة أشير ،لذا وجب مراعاة
ذلؾ ،ال أف يحدد مبمغ 302000دج أو 402000دج لكؿ المطمقات دوف اعتبار طوؿ
أو قصر مدة العدة.
-3نفقة اإلىمال
د رج القضاء عمى الحكـ لممطمقة التي مكثت في بيت أىميا قبؿ طبلقيا مدة
مف الزمف ،بنفقة إىماؿ شيرية عف المدة التي قضتيا دوف نفقة مف زوجيا ،وغالبا ما يتـ
تحديد بداية سريانيا مف تاريخ رفع الدعوى إلى غاية تاريخ صدور الحكـ بالطبلؽ ،إال إذا
أثبتت الزوجة استحقاقيا ليا لما قبؿ تاريخ رفع الدعوى ،عمى أف ال تتجاوز سنة قبؿ رفع
الدعوى ،وغالبا ما تتراوح قيمتيا بيف 3000دج إلى 5000دج شيريا.
-4المقابل المالي لمخمع
أجاز المشرع لمزوجة أف تخالع نفسيا مف زوجيا بمقابؿ مالي ،وفي حالة عدـ
االتفاؽ عمى المقابؿ المالي لمخمع ،يحكـ القاضي بما ال يتجاوز مير المثؿ وقت صدور
444
الحكـ ،وفقا لنص المادة 54مف ؽ.أ ،وتتراوح قيمتو غالبا بيف 602000دج إلى
2002000دج.
-5النفقة الغذائية لمطفل المحضون
ُيمزـ األب بدفع نفقة غذائية شيريا لكؿ واحد مف األوالد المحضونيف خبلؿ فترة
يتـ تحديدىا بموجب الحكـ الصادر بالطبلؽ ،أو في حكـ الحؽ ،ويمكف الحضانةّ ،
إما بطمب رفعيا إذا ارتفع مستوى المعيشة
مراجعتيا بعد مرور سنة مف تقديرىا قضاءّ ،
تغيرت ظروؼ المديف بيا، وزادت حاجات الولد المحضوف ،واما بطمب خفضيا إذا ّ
ونقصت مداخيمو ومعاشو ،طبقا لنص المادة 79مف ؽ.أ.
-6نفقة بدل إيجار مسكن لممارسة الحضانة
ُيمزـ األب الذي تع ّذر عميو توفير مسكف لممارسة الحضانة دفع مقابؿ بدؿ
يتـ تحديده مف طرؼ القاضيُ ،يدفع شيريا ابتداء مف تاريخ صدور الحكـ،
اإليجارّ ،
أو مف تاريخ تحرير محضر عدـ توفير مسكف ،إلى غاية انقضاء الحضانة أو صدور
حكـ مخالؼ.
-7مصاريف الوالدة والعالج
مف بيف المبالغ المالية التي قد ُيحكـ بيا القاضي لصالح الزوجة أو المطمقة
المصاريؼ التي أنفقتيا عند الوالدة ،ومصاريؼ النفاس ،والمبالغ التي أنفقتيا لعبلجيا
ب بيا األب،
أو لعبلج ولدىا المحضوف ،وتعتبر ىذه المصاريؼ مف النفقات التي ُيطالَ ُ
ألنيا تدخؿ في مشتمبلت النفقة المحددة بموجب المادة 78مف ؽ.أ.
ثانيا -إشكاالت تحصيل المبالغ المالية المحكوم بيا بعد ف ّك الرابطة الزوجية
ؾ الرابطة الزوجية تحديد اآلثار المالية يتضمف الحكـ القضائي الفاصؿ بف ّ
لمطبلؽ ،وبعد استيفاء إجراءات التبميغ والحصوؿ عمى الصيغة التنفيذية ،يمجأ المطمؽ
أقرىا الحكـأو المطمّقة إلى المحضر القضائي مف تحصيؿ الحقوؽ المالية التي ّ
تـ ذكره سابقا ،بتبميغ
القضائي ،حيث يباشر المحضر القضائي إجراءات التنفيذ وفؽ ما ّ
تضمنو خبلؿ أجؿ خمسة عشر ّ المنفذ عميو نسخة مف السند التنفيذي وتكميفو بالوفاء بما
يوما ،ما لـ تكف النفقة مشمولة بالنفاد المعجؿ ،فيجوز تكميفو بالتنفيذ فو ار بمجرد التبميغ
الرسمي لمتكميؼ بالوفاء ،وتثار بمناسبة تنفيذ ىذه األحكاـ المتعمقة بالمبالغ المالية
445
يتـ
عدة عقبات ّ
المحكوـ بيا لصالح المطمقة واألوالد ،أو المحكوـ بيا لصالح المطمؽّ ،
التطرؽ إلى بعضيا فيما يمي:
-1التنفيذ الجزئي لمضمون السند التنفيذي
بعد قياـ المحضر القضائي بإجراءات التبميغ الرسمي لمتكميؼ بالوفاء إلى الزوج
حددىا السند التنفيذي ،والتي تشمؿ غالبا :مبمغ مف أجؿ إلزامو بالمبالغ المالية التي ّ
التعويض عف الطبلؽ التعسفي ،نفقة العدة ،نفقة اإلىماؿ ،النفقة الغذائية لؤلوالد ،توفير
مسكف مبلئـ لممارسة الحضانة واف تع ّذر دفع بدؿ إيجار مسكف لمحضانة ،كثي ار ما يتقدـ
المنفذ عميو أماـ مكتب المحضر القضائي ،ويعرض التنفيذ الجزئي لمضموف السند
التنفيذيُ ،مبديا استعداده دفع مبمغ مالي إجمالي يمثؿ مبالغ النفقة المحكوـ بيا عميو
أف مبمغ التعويض عف الطبلؽ باستثناء مبمغ التعويض عف الطبلؽ التعسفي ،وسبب ذلؾ ّ
التعسفي ىو ديف مدني ،وال تشممو الحماية الجزائية التي تشمؿ مبالغ النفقة األخرى ،والتي
إذا لـ يتـ دفعيا يتابع المديف بيا بجرـ عدـ تسديد النفقة المنصوص عميو بموجب المادة
331مف قانوف العقوبات ،ويطمب المنفذ عميو مف المحضر القضائي تسمّـ ىذه المبالغ
المالية ،واعتبار المبمغ المدفوع مقاببل لمنفقة التي عمى عاتقو ،وتحرير وصؿ بذلؾ،
بأف ىذا المبمغ يمثؿ مجموع نفقات العدة
والتنويو في وصؿ االستبلـ وفي محضر التسميـ ّ
يتجنب
واإلىماؿ وبدؿ اإليجار ،دوف مبمغ التعويض عف الطبلؽ التعسفي ،وذلؾ حتى ّ
المتابعة الجزائية بعدـ تسديد النفقة ،ويبقى مبمغ التعويض دوف سداد ،تُتَّبعُ في شأنو
إجراءات التنفيذ الجبري كالحجز عمى منقوالت المديف أو عقاراتو ،كما يطالب المنفذ عميو
المحضر القضائي بتسميمو محضر التنفيذ الجزئي المثبت لسداده مبالغ النفقة حتى يتجنب
متابعتو جزائيا.
في حيف قد ترفض المطمقة التنفيذ الجزئي الذي يعرضو الزوج إذا ما تضمف عدـ
المسدد مف قبؿ
ّ تسديد مبمغ التعويض عف الطبلؽ التعسفي ،وترفض استبلـ المبمغ
المطمؽ لممحضر القضائي ،ويقع المحضر القضائي في حيرة مف أمره بيف عرض
المطمّؽ السداد الجزئي ،ورفض المطمقة استبلـ جزء مف حقوقيا.
446
ويمزـ بو
فيؿ عمى المحضر القضائي قبوؿ التنفيذ الجزئي الذي يعرضو المطمؽ ُ
المطمقة؟ أـ يحؽ لممحضر القضائي مطالبة المنفذ عميو بالتنفيذ الكمي لمضموف السند
التنفيذي ويرفض عرض التسديد الجزئي؟
يقوـ المحضر القضائي في محضر التكميؼ بالوفاء بحساب جميع المبالغ التي
ثـ يجمعيا ويحدد المبمغ اإلجمالي الواجب الدفع ،فيؿ
يقع عمى المنفذ عميو سدادىاّ ،
سدده المنفذ عميو ،وصرفو عمى أنو نفقة عدة
يجوز لو تخصيص المبمغ الجزئي الذي ّ
ونفق ة إىماؿ ونفقة مقابؿ بدؿ اإليجار ،واستثناء مبمغ التعويض عف الطبلؽ التعسفي؟
أف عميو أف ُيجمؿ في بياف المبمغ المسدد مف قبؿ المنفذ عميو ويطرحو مف المبمغ
أـ ّ
اإلجمالي دوف تخصيص النفقة بالذكر؟
وىؿ عمى المحضر القضائي تحرير محضر امتناع عف التنفيذ جزئي ويحدد فيو
طبيعة المبمغ المسدد مف قبؿ المنفذ عميو دوف المبمغ المتبقي؟ أـ يكتفي بذكر تسديد جزء
يتـ الوفاء بو؟
مف المبمغ المطالب بو وبقاء جزء لـ ّ
يمجأ العديد مف المحضريف القضائييف في مثؿ ىذه الحاالت وأماـ غياب نص
يوضح الح ّؿ الواجب اإلتباع ،إلى رفض السداد الجزئي لممبالغ المطالب بيا المنفذ عميو،
خاصة إذا أبدت المطمقة رفضيا استبلـ ىذه المبالغ المعروضة مف قبؿ المطمؽ ،وذلؾ
حتى ال تبقى ىذه المبالغ كوديعة تثقؿ حساب المحضر القضائي ،ويصعب عميو
التصرؼ فييا بتسميميا إلى المطمقة أو إرجاعيا إلى المديف بيا.
كما يوجو العديد مف المحضريف القضائييف المنفذ عميو في حالة التسديد الجزئي
ورفض المطمقة استبلـ المبمغ الجزئي إلى دفع ىذه المبالغ عف طريؽ حوالة بريدية
صبيا في الحساب البريدي لممطمقة ،أو عرضيا عمى المطمقة بواسطة محضر قضائي
أو ّ
آخر عف طريؽ عرض حقيقي ُيبمّغ رسميا إلى المطمقة ،وذلؾ حتى يتفادى المحضر
القضائي المشاكؿ والشكاوى مف المطمؽ أو المطمقة ،األوؿ يزعـ أف المحضر القضائي
رفض استبلـ المبالغ التي ىو عمى استعداد لدفعيا امتثاال لجزء مف اإللزاـ الواقع عمى
عاتقو ،وأف المحضر رفض تحرير محضر تنفيذ جزئي يتضمف مبالغ النفقة ،والثانية تزعـ
أف المحضر القضائي رفض تحرير محضر امتناع عف التنفيذ بالرغـ مف أنيا رفضت
السداد الجزئي لمبمغ النفقة الذي عرضو الزوج عمييا ،واف كاف ىذا التوجيو الذي يقوـ بو
447
المحضر القضائي ال سند لو ،إال ّأنو ّّ
حؿ ترقيعي يتّبعو المحضروف مف أجؿ تفادي
الشكاوى الكيدية ،في انتظار إيجاد حؿ قانوني ليذا اإلشكاؿ.
إف إثارة مثؿ ىذه اإلشكاالت يرجع أساسا إلى غياب قواعد إجرائية في تنفيذ ىذه
ّ
المسائؿ الخاصة في شؤوف األسرة ،والتي تتطمب مف المشرع التدخؿ ببياف الحؿ الواجب
بحدة وبكثرة في الواقع العممي ،وغياب النصوص المنظمة لمثؿ
اإلتباع فييا ،ألنيا تثار ّ
ىذه الحاالت أسيـ بشكؿ كبير في تفاقميا وتكررىا في أغمب قضايا التنفيذ المتعمقة
ؾ الرابطة الزوجية.
بتحصيؿ المبالغ المالية المترتبة عف ف ّ
-2تحصيل المقابل المالي لمخمع
ُيحكـ عمى المرأة المختمعة بدفع المقابؿ المالي الذي فدت بو نفسيا ،ويصاحب
تنفيذ ىذا اإللزاـ عقبات تثيرىا المرأة المختمعة باشتراطيا أحيانا تنفيذ الزوج المخموع اإللزاـ
الممقى عمى عاتقو مف نفقات واجبة حتى تُ َس ّْد َد المقابؿ المالي لمخمع ،ورفضيا أحيانا
أخرى تسديده بتاتا ،لعمميا بعدـ ترتيب أي متابعة جزائية في حقّيا عند امتناعيا عف
بأف ذمتيا
التنفيذ ،و ّأنو ديف مدني ُيتًّبعُ في شأنو إجراءات التنفيذ الجبري فقط ،وعمميا ّ
المالية معسرة ،وال يوجد ما يمكف حجزه واستيفاء الديف منو.
كما يشترط المطمؽ أحيانا تسديد المختمعة حقّو في المقابؿ المالي لمخمع حتى
ذمتو بموجب الحكـ القضائي القاضييقوـ بتنفيذ ما عميو مف إلزاـ بدفع النفقة المترتبة في ّ
بالخمع.
واف كاف اشتراط كؿ منيما ال أساس قانوني لو ،فكؿ إلزاـ مستقؿ ومنفصؿ عف
اإللزاـ اآلخر ،فكؿ واحد منيما مطالب بتسديد ما عميو مف ديف ،ومطالبة الطرؼ اآلخر
بسداد ما عميو مف َد ْي ْف ،وفؽ ما أقره المشرع مف إجراءات في ىذا المجاؿ ،فالزوج يسدد
ويتَّبعُ إجراءات التنفيذ المخولة لو مف أجؿ تحصيؿ
مبمغ النفقة الذي حكـ عميو بياَ ،
المقابؿ المالي لمخمع ،حتى واف اقتضى األمر الحجز عمى ما أمكنو حجزه مف ممتمكات
أف لممختمعة أف تُنفذ اإللزاـ الذي يقع عمى عاتقيا بدفع المقابؿ المالي
المنفذ عمييا ،كما ّ
لمخمع ،وتَتَّبِعُ اإلجراءات القانونية المخولة ليا مف أجؿ تحصيؿ مبالغ نفقة العدة ونفقة
ألف امتناع كؿ واحد مف اإلىماؿ والنفقة الغذائية لؤلوالد عف طريؽ المحضر القضائيّ ،
الزوجيف عف تنفيذ الجزء المتعمؽ بو ،واشتراطيما تنفيذ الطرؼ اآلخر لئللزاـ الذي يقع
448
عمى عاتقو مقابؿ تنفيذ ىذا الطرؼ ما يقع عميو مف إلزاـ ،يؤدي إلى تحرير محضر
امتناع عف التنفيذ ضد الطرؼ الممتنع مف قبؿ المحضر القضائي القائـ بالتنفيذ.
كما يمكف اإلشارة كذلؾ في ىذا المجاؿ عند قياـ المحضر القضائي بإجراءات
تنفيذ أحكاـ الخمع مف أجؿ تحصيؿ مبالغ النفقة المحكوـ بيا لممختمعة ،إلى طمب المنفذ
عميو ( الزوج المخموع) مف المحضر القضائي إجراء مقاصة بيف المقابؿ المالي لمخمع وبيف
مبالغ النفقة المقررة لممرأة المختمعة وأوالدىا المحضونيف ،ونشير أماـ عدـ وجود نص
يجيز أو يمنع إجراء المقاصة بيف الدينيف ،إلى أنو إف كاف جائ از إجراء ىذه المقاصة فيما
يخص نفقة العدة أو نفقة اإلىماؿ المحكوـ بيا لصالح المختمعة مع المقابؿ المالي لمخمع،
فإنني أجزـ بعدـ جواز إجراء المقاصة بيف مجموع النفقات المحكوـ بيا لصالح األوالد
ألف ىذه النفقات حؽ خالص لؤلوالد ال يحؽ المحضونيف وبيف المقابؿ المالي لمخمعّ ،
لممختمعة أف تتصرؼ فيو أو تقبؿ المقاصة فيو ،لذا كاف تدخؿ المشرع في ىذه المسألة
واجب ،وذلؾ بالنص عمى عدـ جواز إجراء المقاصة بيف المقابؿ المالي لمخمع والنفقات
جراء ذلؾ باعتبار
المحكوـ بيا قضاء لصالح المحضونيف ،حتى ال ُيضار المحضوف ّ
مصمحة المحضوف مصمحة معتبرة مف قبؿ المشرع.
ىذا ونأمؿ أف يرفض المحضروف القضائيوف إجراء ىذه المقاصة بيف المبمغيف
حتى لو وافؽ عمييا الطرفاف إذا شممت نفقة األوالد ،لما في ذلؾ مف ضرر يمحؽ
بالمحضونيف ،وما عمييما إف اتّفقا عمى إجراء المقاصة إال أف يجرياىا خارج مكاتب
المحضريف القضائييف ،ويتحمبل مسؤولية ذلؾ.
-3تحرير محضر الحساب من قبل المحضر القضائي
بالرغـ مف ّأنو ال يوجد أي نص قانوني يمنح المحضر القضائي اختصاص
أف ُج ّؿ القضاة
أف الواقع العممي أظير ّ
تحرير محضر حساب فردي أو مشترؾ ،إال ّ
يطمبوف مف الخصوـ عند رفع دعوى عدـ تسديد النفقة الذىاب إلى المحضر القضائي مف
سدده المديف بالنفقة وما بقي في
أجؿ تحرير محضر حساب مشترؾ ،مف أجؿ بياف ما ّ
ذمتو مف ديف ،ومف أبرز اإلشكاالت التي يواجييا المحضر القضائي أثناء تحرير
ّ
محضر الحساب ،وبعد تقديـ المديف بالنفقة الحواالت البريدية التي أرسميا لممطمقة عبر
البريد ،وتقديـ الدائنة بالنفقة الحواالت البريدية التي قامت بسحبيا عبر البريد ،ىو ا ّدعاء
449
المقدمة مف قبؿ المديف بالنفقة ،و ّأنيا
ّ صحة الحواالت البريدية
ّ الدائنة بالنفقة عدـ
قدميا لممحضر القضائي ،بينما يتمسؾ المديف لـ تَسحب كؿ ىذه الحواالت البريدية التي ّ
بالنفقة بأنو أرسؿ ليا كؿ المبالغ التي ىي مبينة في الحواالت البريدية المقدمة مف قبمو،
ويجد المحضر القضائي نفسو حائ ار بيف ا ّدعاءات الدائنة بالنفقة ،ومزاعـ المديف واثباتاتو،
وىؿ يعتمد كؿ الحواالت المقدمة مف قبؿ المديف ،أـ يعتمد الحواالت المشتركة بينيما
فقط ،وأماـ غياب أي نص ينظّـ عممية الحساب ،وما يجب اعتماده في الحساب مف
حواالت وما يجب استبعاده ،يجد المحضر القضائي نفسو مضط ار لبلجتياد ،فيطمب مف
تـ سحبيا مف قبؿ
بأف الحواالت التي أرسميا قد ّ
المديف إثباتات كتابية مف مصمحة البريد ّ
الدائنة ،ويطمب أحيانا مف الدائنة إثباتات كتابية مف مصمحة البريد تُثبت أنيا لـ تسحب
المبالغ المرسمة إلييا ،و ّأنيا رجعت إلى المديف ،وىو ما قد يتعسر الحصوؿ عميو مف
مصالح البريد ،وقد يستغرؽ وقتا طويبل يتجاوز التاريخ المحدد لمجمسة التي يجب تقديـ
محضر الحساب فييا.
وأماـ ىذا اإلشكاؿ يضطر المحضر القضائي إذا تع ّذر الحصوؿ عمى اإلثبات
الذي يؤكد تسمـ الدائنة بالنفقة المبالغ المرسمة إلييا مف المديف ،تحرير محضر الحساب
ثـ
مع ذكر الحواالت البريدية المقدمة مف الدائنة بالنفقة واجراء الحساب وفقا لما قدمتوّ ،
بياف الحواالت البريدية المقدمة مف قبؿ المديف بالنفقة واجراء الحساب وفقا لما قدمو،
وجمعيا في محضر حساب مشترؾ واحد ،وتقديمو لمطرفيف.
فإف تدخؿ المشرع بات الزما مف أجؿ تنظيـ ىذه المسألة ،وبياف الحؿ لذا ّ
الواجب اإلتباع عندما تختمؼ الحواالت البريدية المقدمة مف كؿ طرؼ ،وىؿ يكفي إرساؿ
المديف بالنفقة المبالغ ا لمطالب بيا عبر حواالت بريدية لتبرئة ذمتو؟ أـ يجب أف تستمـ
الدائنة بالنفقة ىذه المبالغ لكي تب أر ذمتو؟
450
الفرع الثاني :اإلشكاالت المتعمقة بتسميم األثاث واألمتعة
ُي َمزُـ المطمِؽ في كثير مف األحكاـ القضائية الصادرة بالطبلؽ بتسميـ األثاث
واألمتعة الخاصة بالمطمقة ،وفؽ ما ىو وارد في القائمة المؤشر عمييا مف قبؿ المحكمة،
كما قد تُمزـ المطمقة بتمكيف المطمؽ مف األثاث واألمتعة الخاصة بو إف كانا يقيماف معا
ويعرؼ تنفيذ ىذا الجزء مف األحكاـ مشاكؿ وصعوبات في بيت أىميا أو بيت ممموؾ لياَ ،
قانونية ومادية يمكف عرضيا فيما يمي:
أوال -اإلشكال المتعمق بمكان تسميم األمتعة
ويمزمو بتسميـ األثاث واألمتعة إلى طالبة
ؼ المحضر القضائي المنفذ عميو ُ ُيكمِ ُ
التنفيذ وفؽ ما ىو محدد في القائمة المؤشر عمييا مف المحكمة والمرفقة بالسند التنفيذي،
ويمنحو أجؿ خمسة عشر يوما مف أجؿ ذلؾ ،ومف بيف العقبات التي يواجييا المحضر
في تنفيذ مثؿ ىذه األحكاـ مثبل استعداد المطمّؽ تسميـ األمتعة المذكورة ،ورفضو حضور
إما إلى مكتبو ،أو
المطمقة إلى منزلو ،وانما يعرض عمى المحضر إحضار األمتعة ّ
إحضارىا مباشرة إلى منزؿ المطمقة ،وىو ما ترفضو المطمقة عمى اعتبار أّنيا تركت
أف قياـ المطمؽ بجمعيا وحمميا إلييا
أمتعتيا وأثاثيا مرتبا في خزانتيا وفؽ طريقة معينة ،و ّ
مف شأنو أف يؤدي إلى إتبلؼ بعض األمتعة واألثاث ،كما يرفض المحضر القضائي
عد الستقباؿ األثاث
يعد مكتبا عموميا ،ولـ ُي ّ
ألف مكتبو ّ
حمؿ األمتعة وجمبيا إلى مكتبوّ ،
واألمتعة ،كما أف القياـ بمثؿ ىذه العمميات بمكتب المحضر القضائي مف شأنو أف يسبب
لو المشاكؿ ،وينقؿ الفوضى إلى مكاتب المحضريف ،خاصة مع المشاحنات التي تصاحب
أف عممية تسميـ األمتعة ىي مسرح لكؿ عممية تسميـ األمتعة ،والتجارب أثبتت ّ
المشاحانات وتصفية الحسابات بيف الطرفيف وأىميما إال ناذرا.
ومف جية أخرى ترفض المطمقة أحيانا االنتقاؿ إلى مسكف المطمؽ الستبلـ
األمتعة واألثاث الخاص بيا ،وتعتبر ذلؾ ضربا مف المستحيؿ ،وتطالب المطمؽ بجمب
أثاثيا وأمتعتيا إلى بيت أىميا أو إلى مكتب المحضر الستبلمو ىناؾ ،ويرفض الزوج
تحمؿ تكاليؼ ذلؾ ويطالبيا بالحضور لمسكنو الستبلمو.
451
ويحتار المحضر القضائي في كيفية التسوية والتقريب بيف الطرفيف مف أجؿ
ويتودد إلى ىذا وذاؾ مف أجؿ التوصؿ إلى ح ّؿ ُيرضي
ّ إنياء عممية تسميـ األمتعة،
الطرفيف ،وينيي بو النزاع بينيما.
ومرد ىذه العقبات كميا غياب نص إجرائي يحدد مكاف تسميـ األمتعة وواجباتّ
تميز القضايا المتعمقة بشؤوف
كؿ طرؼ وحقوقو في عممية التنفيذ ،نظ ار لمخصوصية التي ّ
األسرة ،مما يحوؿ دوف تنفيذ العديد مف السندات التنفيذية المتعمقة بشؤوف األسرة.
ثانيا -اإلشكال المتعمق بمطابقة األمتعة المسمّمة مع المذكورة في القائمة
المؤشر عمييا
مف الصعوبات التي يواجييا المحضروف القضائيوف أثناء تنفيذ السندات التنفيذية
تدعيفي الشطر المتعمؽ بتسميـ األمتعة واألثاثّ ،أنو أثناء عممية تسميـ ىذه األخيرة ّ
أف بعض األثاث أو األمتعة المقدمة مف قبؿ المطمؽ ال تتطابؽ مع ما تركتو في المطمقة ّ
بيت الزوجية ،بالرغـ مف تطابقيا اسما ووصفا مع ما ىو مذكور في القائمة المؤشر عمييا
تخصيا وترفض استبلميا ،بينما
ّ مف المحكمة ،وتنفي كؿ النفي أف تكوف ىذه األغراض
يدعى المطمؽ ّأنو أحضر األمتعة واألثاث الخاص بالمطمقة ،و ّأنو ال أساس الدعاءات
ّ
أف األثاث واألمتعة المسمّمة مف قبمو مطابقة اسما ووصفا مع ما تضمنتو قائمة
المطمقة ،و ّ
األمتعة المؤشر عمييا مف المحكمة.
أف جزء مف األمتعة واألثاث مخالؼ
طالب المطمقة المحضر القضائي بإثبات ّ
وتُ ُ
محضر بامتناع المطمؽ عف تسميميا جزًء مف أمتعتيا،
ا لما تضمنتو القائمة ،وتسميميا
بينما ُيطالب المطمؽ مف المحضر القضائي إثبات ّأنو سمّميا كؿ األمتعة المذكورة في
القائمة ،و ّأنيا ىي مف رفضت استبلـ جزء مف أمتعتيا ،ويطمب تحرير محضر التنفيذ
وتسميمو إياه حتى تب أر ذمتو.
كما قد يثار إشكاؿ ِق َد ْـ األثاث أو ما لحقو مف ضرر أثناء فترة التقاضي بتغير
لونو أو اتساخو ،وترفض المطمقة استبلمو عمى ىذه الحاؿ التي عمييا ،حيث أنو أثناء
تفقد المطمقة ألمتعتيا قد تجد بعض األمتعة متّسخة أو لحؽ ببعضيا تمؼ جزئي بسيط،
أو تجد أحد األجيزة اإللكترونية أو الكيرومنزلية معطّمة فترفض استبلميا ،وتطمب مف
المحضر القضائي إثبات ذلؾ في محضر ،بينما يؤكد المطمؽ أنيا ىي مف تركتيا عمى
452
الحاؿ الذي وجدتيا عميو ،وىو ما يحوؿ دوف إتماـ عممية تسميـ األمتعة بشكؿ كامؿ،
ويعيد النزاع إلى القضاء مف جديد ليفصؿ فيو ،مما يطيؿ أمد النزاع ويحوؿ دوف إتماـ
عممية التنفيذ الكمي لمسند التنفيذي.
وأماـ غياب النصوص القانونية التي تضبط عممية تسميـ األمتعة واألثاث ،يجد
المحضر القضائي نفسو مضط ار إلى تحرير محضر معاينة حوؿ اإلشكاؿ الذي حصؿ
أثناء عممية تسميـ األمتعة وينقؿ تصريحات الطرفيف ،ويحيميما إلى القضاء مف جديد
ليفصؿ بينيما.
ثالثا -اإلشكال المتعمق بالمقابل المالي لألمتعة
مف العقبات التي يواجييا المحضروف القضائيوف أثناء عممية تسميـ األمتعة،
ما تتضمنو القوائـ المؤشر عمييا مف المحكمة ،حيث ُيذكر كؿ متاع في القائمة بجانب
حدده صاحب القائمة ،وأثناء التنفيذ إذا تخمّؼ المنفذ ضده عف الثمف الذي يقابمو والذي ّ
ب المنفذ لو المحضر القضائي بالقياـ بإجراءات التنفيذ ِ
تسميـ بعض األمتعة أو كمّياُ ،يطال ُ
الجبري عف طريؽ الحجز عمى أمواؿ أو منقوالت أو عقارات المنفذ ضده ،في حدود
أف السندؼ عف تسميميا لطالب التنفيذ ،في حيف ّ المتَ َخمَّ ْ
المبمغ الذي يقابؿ األمتعة ُ
التنفيذي ال يتضمف سوى النص عمى تسميـ األمتعة وفقا لمقائمة المؤشر عمييا مف قبؿ
أف المنفذ ضده مطالب بالتسميـ العيني ليذه األمتعة وليس المقابؿ المالي
المحكمة ،كما ّ
ليا.
ضده عف تسميـ األمتعة أو جزء منيا ،عمى
لذا أعتقد أنو في حالة تخمّؼ المنفذ ّ
المحضر القضائي أف يحرر محضر امتناع عف التنفيذ -كمي أو جزئي حسب الحالة-
ويحيؿ طالب التنفيذ إلى القضاء مف أجؿ
عند انتياء األجؿ القانوني الممنوح لممنفذ ضدهُ ،
حث والزاـ المنفذ ضده عمى تسميـ األمتعة ،أو طمب
رفع دعوى الغرامة التيديدية مف أجؿ ّ
جراء امتناع المنفذ ضده عف تسميمو األمتعة ،و ّأنو ال يحؽ لممحضر
التعويض المالي ّ
القضائي القياـ بإجراءات الحجز عمى أمواؿ أو منقوالت أو عقارات المنفذ ضده ،واعتماد
ص في المقابؿ المالي الذي حددتو قائمة األمتعة المؤشر عمييا مف المحكمة ،إالّ إذا ُن ّ
منطوؽ السند التنفيذي صراحة عمى تسميـ األمتعة أو ما يقابميا نقدا ،ومثاليا الحكـ
الصادر عف محكمة بئر مراد رايس بتاريخ 2015/03/02الذي جاء فيو ..." :إلزاـ
453
المدعى عميو بتمكيف المدعية الوارد في القائمة المقدمة مف طرفيا والمؤشر عمييا مف
طرؼ المحكمة بتاريخ 2015/02/16عينا أو ما يقابمو نقدا ،1"...واف كنت أعتقد أف
النص في منطوؽ الحكـ بتسميـ األمتعة أو ما يقابميا نقدا أمر غير صائب ،لعدـ وجود
حددتيا صاحبة
ألف أغمب المبالغ التي تقابؿ األمتعة والتي ّ
نص قانوني يتيح ذلؾ ،وكذا ّ
المتاع مبالغ فييا بشكؿ خيالي ،وال تمثّؿ السعر الحقيقي لممتاع المقابؿ ،وىو ما يثقؿ
كاىؿ المديف ،ويبخسو حقّو في تعويض عادؿ عف المتاع المطالب بتسميمو.
رابعا -اإلشكال المتعمق بتياون صاحب األمتعة في استالميا
يثور إشكاؿ آخر يتعمؽ بتياوف المطمقة أحيانا في استبلـ أمتعتيا بسوء نية،
حيث تتركيا بمسكف الزوجية ،وتُماطؿ في أخذىا ،بالرغـ مف حرص المطمّؽ عمى ذلؾ،
رغبة منيا في عرقمتو إلعادة الزواج مف جديد ،وذلؾ بشغؿ مسكنو بأمتعتيا ،وعدـ إخبلئو
منيا ،فماذا يفعؿ بيا المطمؽ؟ ىؿ يبقى في انتظار مطالبة المطمقة بيا؟ أـ يسعى إلى
التخمص منيا إذا لـ تتقدـ المطمقة ألخذىا؟ حيث ال تستجيب المطمقة لمنداءات المتكررة،
واإلعذارات التي يوجييا ليا المطمؽ مف أجؿ التقدـ وأخذ أمتعتيا ،وأماـ عدـ تنظيـ
المسألة مف قبؿ المشرع ،يجد المطمؽ نفسو حائ ار ىؿ يقوـ بإتبلؼ األمتعة الخاصة
بالمطمقة ،والتخمص منيا بأي طريقة ،بالرغـ مف تضمف السند التنفيذي إلزامو بتسميميا
إلى المطمقة ،وقد تفاجئو المطمقة يوما ما بعد طوؿ زمف ،وبعد تخمصو مف األمتعة،
وتطالبو بتسميميا ،أـ يحفظ ىذه األمتعة ببيتو أو بمكاف آخر يستأجره مف أجؿ ىذا
الغرض؟ لذا يحتاج ىذا اإلشكاؿ إلى تدخؿ المشرع وتبياف اإلجراء الواجب االتباع الذي
تُمزـ بو المطمقة باستبلـ أمتعتيا خبلؿ أجؿ معيف ،وبعد تجاوزه تُرفع المسؤولية عمى
المطمؽ تجاه المطمقة في تسميميا أمتعتيا التي تياونت في المطالبة بيا.
نص فييا القاضي عمى تحديد أجؿ وقد وقفت عمى بعض األحكاـ القضائية التي ّ
ؾ
محدد لمزوجة أو مف يقوـ مقاميا مف أجؿ استبلـ متاعيا الموجود ببيت الزوجية قبؿ ف ّ
ّ
المدعى عمييا أو كؿ
الرابطة الزوجية ،حيث جاء في منطوؽ الحكـ ما يمي ... " :إلزاـ ّ
المدعي بتاريخ
المقدمة مف طرؼ ّ
ّ المحدد بالقائمة
ّ قائـ مقاميا بأخذ جميع المتاع واألثاث
محكمة بئر مراد رايس ،قسـ شؤوف األسرة ،حكـ مؤرخ في ،2015/03/02فيرس رقـ ،15/01860جدوؿ رقـ 1
محكمة بجاية ،قسـ شؤوف األسرة ،حكـ مؤرخ في ،2019/01/02فيرس ،19/00018جدوؿ ،18/04543غير 1
يتضمف الحكـ القضائي الفاصؿ في الطبلؽ عادة إسناد الحضانة ألحد األبويف،
والحكـ بحؽ الزيارة لمطرؼ الذي لـ يحكـ لو بحؽ الحضانة ،طبقا لممادة 64مف ؽ.أ،
ويصاحب تسميـ المحضوف في حالة إسناد الحضانة أو في حالة ممارسة حؽ الزيارة
صعوبات تعرقؿ التنفيذ ،يمكف اإلشارة لبعض منيا فيما يمي:
التمسك بعدم النص عمى اإللزام بتسميم المحضون
ّ أوال-
تكتفي األحكاـ القضائية التي تفصؿ في مسألة الحضانة غالبا بالنص عمى إسناد
حضانة األوالد لؤلـ أو لؤلب فقط ،دوف النص عمى تسميـ األوالد المحضونيف في حاؿ ما
كاف ىؤالء لدى الطرؼ الذي لـ تسند لو الحضانة ،ويواجو المحضروف القضائيوف
جمة في تنفيذ ىذا الشؽ مف الحكـ القضائي ،إذ يتحايؿ أحيانا الطرؼ الذي لـ
صعوبات ّ
تسند لو الحضانة ،ويرفض تسميـ األوالد المحضونيف ،ويتمسؾ بحرفية منطوؽ الحكـ
القضائي الذي لـ ُيذكر فيو إلزامو تسميـ األوالد المحضونيف لمحاضنة ،ويرفع إشكاالت
456
أماـ القسـ االستعجالي مف أجؿ وقؼ التنفيذ ،فيؿ يكفي النص في منطوؽ الحكـ
القضائي عمى إسناد الحضانة ألحد الطرفيف مف أجؿ إلزاـ الطرؼ اآلخر عمى تسميـ
األوالد المحضونيف لمف أسندت لو الحضانة؟ أـ يجب النص حرفيا عمى اإللزاـ بتسميـ
األوالد لمف أسندت لو الحضانة؟
أ عتقد أف النص في منطوؽ الحكـ القضائي عمى إسناد الحضانة لؤلـ أو لؤلب
يستمزـ بالضرورة تسميـ األوالد المحضونيف لمف أسندت لو الحضانة ،وذلؾ حتى يمارس
بأف منطوؽ الحكـ
تمسؾ الطرؼ الذي لـ تسند لو الحضانة ّ المياـ التي تقتضييا ،واّنما ّ
القضائي لـ يمزمو بتسميـ األوالد المحضونيف ما ىو إالّ تحايبل واختبلقا منو إلشكاالت
وىمية ربحا لموقت ،ومحاولة لعرقمة عممية التنفيذ.
لذا وتفاديا لمثؿ ىذه اإلشكاالت الوىمية التي تطيؿ أمد تنفيذ السندات التنفيذية،
مف المستحسف أف يتضمف منطوؽ الحكـ القضائي الذي يسند الحضانة لؤلـ أو لؤلب
إلزاـ الطرؼ الذي لـ تسند لو الحضانة تسميـ األوالد المحضونيف لمحاضنة ،حتى نتفادى
التأويبلت والتفسيرات التي ال طائؿ منيا ،والتحايؿ مف ىذا الطرؼ أو ذاؾ ،تسييبل لعممية
التنفيذ واختصا ار لموقت.
ثانيا -رفض المحضون االلتحاق بالحاضن
إما بصفة مؤقتة بموجب أمر عمى ُيح َك ُـ غالبا بإسناد حؽ الحضانة لؤلـ ّ
عريضة ،بناء عمى طمبيا أثناء سير دعوى الموضوع والى غاية الفصؿ فييا ،كما
قد يحكـ بإسناد الحضا نة إلييا بشكؿ نيائي عند الفصؿ في دعوى الطبلؽ ،ومف بيف
الصعوبات التي تواجو عممية تسميـ المحضوف رفض األوالد المحضونيف الذىاب رفقة
والدتيـ ورغبتيـ البقاء رفقة والدىـ ،حيث يثيروف حالة مف الصراخ والبكاء تحوؿ دوف
تسميميـ لوالدتيـ ،كما ال يمكف االستعانة بالقوة العمومية في عممية التسميـ ،وال استعماؿ
تـ جمبيـ
القوة مف أجؿ جمب األوالد المحضونيف ،نظ ار لمخطر الذي يحدؽ بيـ إذا ما ّ
عنوة ،ونظ ار لخصوصية العممية وارتباطيا بجانب إنساني وعاطفي يستحيؿ معيا تطبيؽ
القواعد العامة لمتنفيذ في مثؿ ىذه القضايا المتعمقة بشؤوف األسرة.
كما أنو ال يوجد نص قانوني ينظـ ىذه الحالة ويبيف اإلجراء الذي يقوـ بو
مرات عديدة،
المحضر القضائي لمواجية ىذا العائؽ ،وكثي ار ما يحاوؿ المحضر القضائي ّ
457
أف محاوالتو تبوء بالفشؿ ،ويقع
وينتقؿ رفقة الوالدة مف أجؿ جمب الولد المحضوف ،غير ّ
ألف األب وعائمتو
بيف المطرقة والسنداف ،حيث تطالب الوالدة بمحضر امتناع عف التنفيذ ّ
قاموا بتحريض الولد المحضوف عمى عدـ الذىاب رفقة والدتو الحاضنة ،بينما يطالب
الوالد المحضر القضائي بتحرير محضر التنفيذ ،ألنو لـ يمتنع عف تنفيذ الحكـ القضائي،
أف الولد ىو مف امتنع عف الذىاب رفقة والدتو.
وّ
وأماـ غياب النص القانوني الذي يوضح ما ىو اإلجراء الذي يقوـ بو المحضر
القضائي في مثؿ ىذه الحاالت ،غالبا ما يجتيد المحضروف القضائيوف فيقوموف بتحرير
محضر معاينة أو محضر تعذر التنفيذ ،يصفوف مف خبللو الواقعة التي جرت بحضوره
ويبينوف امتناع الولد المحضوف عف الذىاب رفقة مف أسندت لو أثناء عممية التسميـّ ،
الحضانة ،ويسممونو لكبل الطرفيف مف أجؿ اتخاذ اإلجراء القانوني الذي يرونو مناسبا.
أف امتناع المحضوف عف االلتحاؽ بحاضنو يحوؿ دوف قياـ جريمة عدـ
وأعتقد ّ
يقيـ معو المحضوف ،وأماـ غياب
تسميـ الطفؿ ،لغياب القصد الجنائي لدى الطرؼ الذي ُ
تعرض لمثؿ ىذهفإف القضاء ّ
يقرر حبل لمثؿ ىذا اإلشكاؿّ ، النص القانوني الذي ّ
الحاالت ،وحكـ ببراءة األـ المتابعة بجنحة عدـ تسميـ الطفؿ ،حيث ثبت عدـ امتناعيا
عف تسميـ األوالد ألبييـ بعدما ُمنحت لو الحضانة ،واّنما رفض األوالد االلتحاؽ بوالدىـ،
فحكمت المحكمة ببراءتيا.1
تجرـ السموؾ
كما أنو بالرجوع إلى نص المادة 328مف قانوف العقوبات التي ّ
السمبي بعدـ تسميـ القاصر لمف ُحكـ لو بحضانتو ،ومنعو مف ممارسة ىذا الحؽ ،وقد
أثبتت الممارسة القضائية ترؾ السمطة التقديرية لمقاضي في تقدير األسباب التي تحوؿ
جدية تبرر عدـ التسميـ أـ ال؟
دوف تسميـ الولد المحضوف ،فيما إذا كانت أسباب قانونية ّ
أف الولد المحضوف مريض مف أجؿ منعو حؽ فقياـ الحاضنة بإيياـ األب كذبا ّ
الزيارة ،تكوف مرتكبة جريمة عدـ تسميـ الطفؿ ،ما لـ تثبت مرضو بشيادة طبية ،كما
ال حؽ ليا أف تتذرع بغيابيا عف مسكنيا وعدـ عمميا بقدوـ األب لممارسة حؽ الزيارة ،إذا
حكـ صادر عف محكمة سيدي عيش بتاريخ ،2002/01/07غير منشور ،نقبل عف حسينة شروف ،جريمة االمتناع 1
عف تسميـ طفؿ إلى حاضنو ،مجمة االجتياد القضائي ،العدد السابع ،مخبر أثر االجتياد القضائي عمى حركة التشريع،
جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر ،ص .27
458
أف القضاء الجنائيُبمغت سمفا بالسند التنفيذي المتضمف حؽ الزيارة وأوقاتيا ،كما ّ
الفرنسي درج عمى عدـ اعتبار عناد الطفؿ المحضوف ومقاومتو سببا غير كافيا أو عذ ار
ألف لمحاضف سمطة عمى الطفؿ المحضوف قانونيا لنفي الجرـ عف الممتزـ بالتسميـّ ،
كسف
ّ يتوجب عميو استعماليا إلقناعو بالذىاب مع والده ،ماعدا في حاالت استثنائية
القاصر القريب مف البموغ ،أو سوء معاممة القاصر سابقا مف قبؿ صاحب الحؽ
في الزيارة ،كما أف زيارات األب غير المنتظمة ال تشكؿ عذ ار يبرر لمحاضنة منعو حؽ
الزيارة.1
أف قضاة
وبالرجوع إلى ق اررات المحكمة العميا ذات الصمّة عمى قمّتيا ،نجد ّ
تحصؿ عمى أمر ببقاء المحضوف لديو مدة خمسة
ّ أف األب الذي
المحكمة العميا اعتبروا ّ
عشر يوما إضافية مف أجؿ ختانو ،يشكؿ سببا وعذ ار قانونيا يبرر انتفاء جرـ عدـ تسميـ
الطفؿ عنو ،حيث جاء في القرار ما يمي ... ":متى كاف مؤدى نص المادة 328مف
قانوف العقوبات ،ىو أنو يعاقب بالحبس والغرامة األب أو األـ أو أي شخص آخر ال يقوـ
بتسميـ قاصر قضي في شأف حضانتو بموجب حكـ ،إلى مف لو الحؽ في المطالبة بو،
تحصؿ بطمب منو عمى أمر رئيس المحكمة ،يسمح لو ّ فإف أب القاصر ،الذي
ثـ ّومف ّ
أف القضاء بما
يعد مرتكبا ليذه الجريمة ،و ّ
بمقتضاه أف يحتفظ بابنو لمدة 15يوما ال ّ
يخالؼ ىذا المبدأ يعد خرقا لمقانوف".2
أف عدـ مناقشة قضاة الموضوع محضر كما جاء في قرار آخر لممحكمة العميا ّ
المتمسؾ بو مف قبؿ األب ،المتضمف رفض األبناء الذىاب رفقة
ّ اإلشكاؿ في التنفيذ
ثـ إدانة األب بجرـ عدـ تسميـ قاصر ،ىو قضاء معيب يتعيف نقضو، والدتيـ وىروبيـّ ،
سف
ألف مناقشة محضر اإلشكاؿ مف شأنو التأ ّكد مف واقعة امتناع األب ،وما إذا كاف ّ
ّ
األوالد يقارب البموغ ،وبالتالي يتع ّذر بسط سمطة األب عمييـ والزاميـ بالذىاب رفقة
سنيـ تم ّكف الوالد مف التأثير عمييـ ،والزاميـ بالذىاب رفقة والدتيـ ،حيث
أف ّ
والدتيـ ،أـ ّ
عبد الرحماف بف نصيب ،األسرة والقانوف الجنائي ،أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية، 1
المحكمة العميا ،غرفة الجنح والمخالفات ،قرار مؤرخ في ،2006/04/26مجمة المحكمة العميا ،2007 ،عدد ،02 1
ص .563
460
صر
وأتعاب المحضر القضائي مف أجؿ تحرير محضر المعاينة ،فتجد األب في البداية ُي ّ
ثـ ال يمبث أف يصيبو التعب والنصب مرة ومرتيف وثبلث ،ويقوـ بيذه الخطوات أسبوعياّ ،
ّ
مف الجري وراء األوامر والمحضريف القضائييف مف أجؿ مرافقتو أثناء عممية الزيارة،
جرء ذلؾ ،ىذا كمو يؤدي بو إلى ترؾ حؽ الزيارة
باإلضافة إلى التكاليؼ التي ترىقو ّا
والتسميـ بأمر الواقع ،فيفقد ولده رغما عنو.
وأماـ عدـ وجود نص قانوني يوضح الحؿ الواجب اإلتباع مف أجؿ مواجية مثؿ
الحاالت ،فإنني أعتقد بأنو يجب أف يسمح لممحضر القضائي بموجب األمر الذي يخولو
االنتقاؿ رفقة صاحب حؽ الزيارة ،أف ال يظير أماـ صاحب حؽ الحضانة الذي يتحايؿ
تقدـ
في تسميـ الولد المحضوف ،واّنما يراقب العممية عف بعد ويحرر محض ار بما رآه أثناء ّ
يحؽ
فإنو ّ
تكرر تحايؿ األـ في ذلؾّ ،
األب إلى مسكف األـ مف أجؿ جمب المحضوف ،واذا ّ
لؤلب رفع دعوى جزائية بجرـ عدـ تسميـ الطفؿ ،ث ّـ دعوى مدنية أماـ قسـ شؤوف األسرة
مف أجؿ إسقاط الحضانة عف األـ بسبب التحايؿ ،وىذا حتى يرتدع الطرؼ المتحايؿ،
ويتجن ب األب عناء استصدار األوامر ومرافقة المحضر القضائي أسبوعيا ،وتحمؿ ّ
المصاريؼ الكبيرة التي ترىقو.
كما أوصي بضرورة النص عمى قابمية األمر عمى عريضة الذي يصدره رئيس
المحكمة لئلذف لممحضر القضائي باالنتقاؿ إلجراء معاينة مدى تسميـ الولد المحضوف
مدة
مف عدمو ،إلعادة التنفيذ بموجب نفس األمر عمى األقؿ لمدة ثبلثة أشير ،وىي ّ
سقوط األمر عمى عريضة ،مف أجؿ تجنيب صاحب حؽ الزيارة مشقة استصدار األمر
كؿ أسبوع.
جمة أثناء تنفيذ الحكـ القضائي المتعمؽ
كما يواجو المحضر القضائي صعوبات ّ
بحؽ الزيارة عندما يكوف الولد المحضوف رضيعا لـ يبمغ السنة أو السنتيف ،حيث غالبا ما
يكوف حؽ الزيارة مخوال لؤلب بيف الساعة العاشرة والساعة الثانية عشر صباحا فقط،
مدة طويمة مف الزمف،
لسف الرضيع المحضوف الذي ال يستطيع مفارقة والدتو ّ
مراعاة ّ
ومثاؿ ذلؾ حكـ محكمة بئر مراد رايس الصادر بتاريخ 2015/07/06الذي جاء فيو" :
...وتقرير حؽ الزيارة لممدعي األب كؿ يومي جمعة وسبت ،وفي األعياد الوطنية
والدينية لمدة ساعتيف في اليوـ ،مف الساعة العاشرة صباحا إلى الثانية عشرة منتصؼ
461
النيار ،إلى غاية بموغيا سنتيف مف العمر ،عمى أف تصبح بعد ذلؾ باألخذ والرد في
الوقت المحدد مف الساعة التاسعة صباحا إلى غاية الساعة الخامسة مساء ،وعند بموغ
سف الدراسة مع األخذ والرد والمبيت وفي العطؿ المدرسية مناصفة بينيما عمى أف يكوف
النصؼ األوؿ مخصصا لؤلب .1"...
ويواجو تنفيذ مثؿ ىذه السندات عدة إشكاالت ،حيث تطمب األـ مف األب
ممارسة حؽ الزيارة في منزليا أو أمامو ،وأف ال يأخذ األب الولد المحضوف معو ،كونو
أف السند التنفيذي ال ينص عمى أخذ
وتدعي ّ
ال زاؿ رضيعا وال يمكنو االستغناء عنياّ ،
أف حؽ الزيارة يمكف لؤلب أف يمارسو
الولد المحضوف واّنما عمى حؽ زيارة المحضوف ،و ّ
تحمؿ المحضر القضائي وتدعي أنيا ّ
أماـ مسكف الحاضنة دوف أخذ الولد المحضوفّ ،
واألب المسؤولية عف أي خطر أو ضرر يصيب المحضوف جراء أخذه بعيدا عنيا ،بينما
ويرجعو في الوقت الذي
يرفض األب ذلؾ ،ويطالب بحقو في أف يأخذ المحضوف معوُ ،
حدده السند التنفيذي.
وبالرغـ مف أف العمؿ في مثؿ ىذه القضايا ىو أخذ الولد المحضوف مف قبؿ
األب وارجاعو في الوقت المحدد ،إالّ أنو حبذا لو يتدخؿ المشرع بنص واضح ُي ّبيف ىؿ
يتـ أماـ مسكف الحاضنة؟ أـ يجوز لؤلب أخذ الولد حؽ زيارة المحضوف الرضيع ّ
المحضوف بعيدا عف مسكف الحاضنة ،ولو كاف رضيعا لـ يبمغ السنتيف؟ أو يترؾ السمطة
تتـ ممارسة
التقديرية لمقاضي ،الذي يجب عميو التوضيح في منطوؽ السند التنفيذي ،ىؿ ّ
تتـ الزيارة بمسكف المرأة الحاضنة
حؽ الزيارة بأخذ الولد المحضوف إلى مسكف األب ،أـ ّ
تجنب اإلشكاالت والمزاعـ التي ُيدلي بيا كؿ واحد مف الطرفيف
يتـ ّ
أو أمامو ،وذلؾ حتى ّ
في مثؿ ىذه القضايا ،وحتى يكوف المحضر القضائي عمى ّبينة مف أمره فيما يخص
اإلجراء الواجب القياـ بو أثناء تنفيذ األحكاـ التي تنص عمى حؽ الزيارة ،واف كنت أعتقد
أنو يجب مراعاة مصمحة المحضوف أثناء ممارسة حؽ الزيارة ،قياسا عمى مراعاتيا عند
ينص المشرع صراحة عمى وجوب مراعاة مصمحة
ّ الحكـ بالحضانة ،لذا أقترح أف
محكمة بئر مراد رايس ،قسـ شؤوف األسرة ،حكـ مؤرخ في ،2015/07/06فيرس رقـ ،15/05920جدوؿ قـ 1
ألزـ المشرع األب بأف يوفر لمحاضنة سكنا مبلئما لممارسة الحضانة ،واف تع ّذر
عميو ذلؾ يدفع بدؿ اإليجار ،وذلؾ بموجب الفقرة األولى مف المادة 72مف ؽ.أ ،حيث
يعتبر السكف أو أجرتو مف مشتمبلت النفقة التي يجب عمى األب توفيرىا ألوالده وفقا
فإنو غالبا ما تتضمف أحكاـ الطبلؽ إلزاـ المطمؽ بتوفير
لنص المادة 78مف ؽ.أ ،لذا ّ
مسكف مبلئـ لممطمقة الحاضنة مف أجؿ ممارسة الحضانة ،واف تع ّذر عميو ذلؾ يمزـ بدفع
بدؿ إيجار مسكف شيريا يقدره القاضي.
وقد أبانت عممية تنفيذ أحكاـ شؤوف األسرة المتضمنة إلزاـ األب توفير مسكف
ومرد كؿ
ّ عدة في تنفيذ ىذا الشطر مف السند التنفيذي،
مبلئـ لممارسة الحضانة مشاكؿ ّ
يتـ اعتمادىا في تحديد
اإلشكاالت والصعوبات إلى عدـ تحديد المشرع معايير دقيقة ّ
مواصفات المسكف المبلئـ لممارسة الحضانة ،والشروط الواجب توافرىا في ىذا المسكف،
حيث اكتفى نص المادة 72فقرة 01مف ؽ.أ بذكر توفير سكنا مبلئما لممارسة
الحضانة ،ويكتفي القاضي في حكمو بتكرار نفس المفظ ،لكف أثناء التنفيذ يجد المحضر
يعد سكنا
القضائي نفسو أماـ عديد العقبات التي تصدر مف ىذا الطرؼ أو ذاؾ ،فما ّ
463
يعد كذلؾ في وجية نظر الحاضنة ،ويجد المحضر مبلئما في وجية نظر األب قد ال ّ
القضائي نفسو بينيما حائ ار حوؿ النص القانوني الذي يعتمده ،أو اإلجراء الواجب القياـ
بو لتنفيذ مضموف السند التنفيذي ،ويمكف اإلشارة في ىذا الصدد إلى بعض اإلشكاالت
التي تعترض تنفيذ ىذا الجزء المتعمؽ بتوفير سكف مبلئـ لمحضانة.
أوال -غياب معيار محدد لتعذر توفير مسكن مالئم لمحاضنة
يحدد المشرع المقصود مف عبارة تعذر عمى األب توفير سكف مبلئـ لمحاضنة
لـ ّ
تبيف وجود عذر مقبوؿ لؤلب حتى
لممارسة الحضانة ،وما ىي المعايير الموضوعية التي ّ
ينتقؿ لدفع بدؿ اإليجار ،فقد ال يتعذر عمى األب توفير واستئجار مسكف مبلئـ لممارسة
الحضانة ،ومع ذلؾ يختار دفع بدؿ اإليجار لممطمقة الحاضنة ،فيؿ يحؽ لو االختيار بيف
توفير مسكف مبلئـ وبيف دفع بدؿ إيجار مسكف؟ وكيؼ يمكننا إثبات تعذر تنفيذ األب
الشؽ المتعمؽ بتوفير مسكف مبلئـ لممارسة الحضانة؟ فقد ال تقبؿ المطمقة الحاضنة
ّ
استبلـ مبمغ نفقة بدؿ اإليجار عمى أساس أف األب والد المحضونيف قادر عمى توفير
يمكنيا مف استئجار مسكفّ أف بدؿ اإليجار المحكوـ بو ال مسكف مبلئـ لمحضانة ،و ّ
لمحضانة ،لذا تبقى عبارة " ...واف تع ّذر ذلؾ فعميو دفع بدؿ اإليجار" تثير العديد مف
ادعاء األب ّأنو تع ّذر عميو توفير مسكف لممارسة الحضانة،
اإلشكاالت ،فيؿ يكفي ّ
لبلنتقاؿ لمشطر الثاني الذي يمزمو دفع بدؿ اإليجار ،أـ ىناؾ معايير موضوعية يجب
مراعاتيا في ذلؾ لمقوؿ بتحقّؽ التعذر مف عدمو؟
ثانيا -عدم تحديد مواصفات السكن المالئم لمحاضنة
الشؽ المتعمؽ بتوفير مسكف مبلئـ
ّ مف بيف اإلشكاالت التي تثار عند تنفيذ
لمحاضنة ،المواصفات التي يجب توافرىا في المسكف ،وفي ىذا الصدد تثار نقطتيف
أساسيتيف ىما:
-1عدم توفر بعض الشروط في المسكن المخصص من قبل األب لمحاضنة
غالبا ما يبحث األب عند إلزامو بتوفير مسكف مبلئـ لممارسة الحضانة عف
أف بدؿ إيجار ىذا المسكفمسكف منخفض التكمفة ،وال ييمو موقعو وال محتوياتو ،الميـ ّ
غير مرتفع ،وقد يحتوي عمى غرفة وحماـ ومرحاض فقط ،ويتوفر عمى الماء والكيرباء،
ثـ ال ييـ بعد ذلؾ إف كانت أرضيتو
ومؤمف مف حيث احتوائو عمى جدراف وأبواب ونوافذّ ،
ّ
464
ثـ يقوـ باستئجاره وعرضو عمى المحضر القضائي
مبمطة أو جدرانو مطمية بطبلء جديدّ ،
يقدـ األب محضر معاينة مف المحضر القضائيالقائـ بالتنفيذ الذي يقوـ بمعاينتو ،أو ّ
المختص إقميميا ،إف كاف المسكف خارج عف دائرة االختصاص اإلقميمي لممحضر
ألف المحضر القضائي طرؼ حيادي ،وأماـ غياب نص قانوني القضائي القائـ بالتنفيذ ،و ّ
يبيف مواصفات المسكف المبلئـ ،يقوـ بعرض المسكف عمى الحاضنة ،التي قد ترى فيو ّ
أف المسكف
مسكنا غير مبلئـ لعدـ وجود مطبخ مستقؿ مثبل ،أو لعدـ وجود الببلط ،أو ّ
الموفر غير مؤثث بكؿ األثاث الذي ترى الحاضنة أنو ضروري لممعيشة ،أو ما إلى ذلؾ
مف األمور التي ترى فييا الحاضنة شروطا ضرورية لممعيشة.
وعمى أساس ذلؾ تطمب الحاضنة مف المحضر القضائي تحرير محضر عدـ
توفير مسكف مبلئـ ،ويطمب األب منو تحرير محضر توفير مسكف مبلئـ لممارسة
الحضانة ،وأ عتقد أنو حتى لو التجأ المحضر القضائي لتحكيـ العرؼ والعادة في تحديد
مواصفات ما يجب أف يكوف عميو المسكف المبلئـ ،فإف ذلؾ لف يعصمو مف منازعة أحد
َّ
الحؿ الذي فإف
وسيجره إلى عديد الشكاوي والمتابعات القضائية الكيدية ،لذا ّ الطرفيف،
ّ
يعتمده المحضروف القضائيوف في مثؿ ىذه اإلشكاالت ىو تحرير محضر معاينة لممسكف
يحدد مف خبللو ما يحتويو المسكف مف غرؼ
الذي وفّره األب ووصؼ وصفا دقيقاّ ،
وممحقات وأثاث ،ويمتقط صو ار فوتوغرافية لو ،وينقؿ التحفظات التي جعمت الحاضنة
ترفض ىذا المسكف ،ويسمّـ لكبل الطرفيف نسخة مف المحضر مف أجؿ الرجوع إلى القضاء
لمفصؿ بينيما ،والقوؿ ىؿ المسكف الذي وفّره األب مبلئما ،فتمزـ الحاضنة بقبوؿ عرضو،
حدده القاضي.
أـ أنو غير مبلئـ فيمزـ األب بدفع بدؿ اإليجار الذي ّ
-02كون المسكن المخصص من قبل األب بعيدا عن أىل الحاضنة
إما بسببيوفر األب أحيانا مسكنا يكوف بعيدا عف أىؿ الحاضنة ،وذلؾ ّ
انخفاض ثمف بدؿ اإليجار ىذا المسكف ،واما تحايبل مف األب ونكاية في المطمقة
الحاضنة حتى تتغرب وتزيد متاعبيا بعد الطبلؽ ،ومف أجؿ التضييؽ عمييا حتى تتخمى
عف حقّيا في الحضانة ،أو عف حقيا في توفير مسكف ليا لممارسة الحضانة ،فيسقط
حقيا في بدؿ اإليجار ،وغالبا ما ترفض المطمقة ىذا المسكف البعيد عف أىميا ،فيسقط
حقّيا فيو وفي بدؿ اإليجار.
465
وألنو ال سمطة لممحضر القضائي في رفض ىذا المسكف البعيد ،وال يمكنو إلزاـ
األب توفير مسكف آخر قريب مف أىؿ الحاضنة ،وذلؾ بسبب غياب نص قانوني صريح
ُيمزـ األب بتوفير مسكف لممارسة الحضانة غير بعيد عف أىؿ الحاضنة ،وال يمكف
لممحضر القضائي مف تمقاء نفسو تحرير محضر عدـ توفير مسكف مبلئـ لممارسة
الحضانة كوف المسكف بعيد ،لذا الحؿ الوحيد لمحاضنة ىو المجوء إلى القضاء مف جديد
مف أجؿ اإلقرار بأف المسكف الموفر مف قبؿ األب غير مبلئـ ،حتى يستطيع المحضر
القضائي إلزاـ األب مف جديد بتوفير مسكف آخر يكوف قريبا مف أىؿ الحاضنة.
تدخؿ المشرع
فإف ّ
واف كاف ىذا الحؿ الذي تمجأ إليو الحاضنة حبلّ ترقيعيا فقطّ ،
وقيامو بتحديد المواصفات والشروط الواجب توفرىا في المسكف المبلئـ لممارسة الحضانة
بموجب نص قانوني واضح ،مف شأنو أف يخفؼ عف الحاضنة عناء المجوء في كؿ مرة
إلى القضاء ،فضبل عف التخفيؼ عنيا مف تكمفة المصاريؼ القضائية التي تدفعيا في كؿ
ألف حماية الحاضنة حماية لممحضوف ،وراحتيا مف راحتو.
مرةّ ،
يبيف مواصفات المسكف
وتجدر اإلشارة إلى ّأنو في غياب نص قانوني صريح ّ
حددت معياريف لممبلئمة مف حيث مكاف
المبلئـ لممارسة الحضانة ،فإف المحكمة العميا ّ
تواجد السكف ،حيث اشترطت المحكمة العميا ضرورة تواجد المسكف الموفر مف قبؿ األب
إما بمكاف تواجد بيت الزوجية ،أو مكاف تواجد أىؿ الحاضنة ،حيث جاء في قرار
ّ
المحكمة العميا رقـ 581700المؤرخ في 2010/11/11ما يمي ... " :ويبقى مكاف
توفير السكف مرتبطا بمكاف ممارسة الحضانة الذي يتحدد إما بمكاف بيت الزوجية قبؿ
ثـ فطالما أف الحاضف وفّر المسكف في الطبلؽ ،أو بمكاف تواجد أىؿ الحاضنة ،ومف ّ
المكاف الذي يقيـ فيو ،وىو مكاف بيت الزوجية قبؿ الطبلؽ ،فإنو ال يمكف إلزامو بتوفير
أف المكاف األوؿ يحقؽ مصمحة خاصة و ّ
ّ السكف في مكاف آخر تختاره الحاضنة،
المحضوف مف باب رعاية األب وتفقد أحوالو ،األمر الذي يجعؿ القرار المطعوف فيو
1
مشوبا بالقصور ويتعيف نقض القرار"...
المحكمة العميا ،غرفة األحواؿ الشخصية ،قرار رقـ ،581700مؤرخ في ،2010/11/11مجمة المحكمة العميا، 1
467
خاتمة:
جميا أىمية تنظيـ القواعد
تقدـ ذكره في ىذه األطروحة ،يظير ّمف خبلؿ ما ّ
خاصة عندما يتعمؽ األمر بأحكاـ الزواج والطبلؽ ،نظ ار
ّ اإلجرائية في شؤوف األسرة،
ألثرىا البميغ في التطبيؽ السميـ لمقواعد الموضوعية في قانوف األسرة ،واحتراـ أحكاـ
الشرع ،وعدـ مخالفة النظاـ العاـ ،وقد خمص ىذا البحث إلى النتائج التالية:
أوال :فيما يخص ممؼ الزواج ،أوجب المشرع عمى المرأة التي ُح َّؿ زواجيا
ممخصا مف عقد الزواج ،أو الوالدة ،أو الدفتر
تقدـ ضمف ممؼ الزواج ّ بالطبلؽ ،أف ّ
قد ُـ حكـ الطبلؽ مرفقا بشيادة القاضي أو أميف
العائمي الذي يتضمف عبارة الطبلؽ ،أو تُ ّ
بأف الحكـ صار حائ از قوة الشيء المقضي فيو ،وذلؾ وفقا لنص الضبط المختص يشيد ّ
المادة 75الفقرة الثانية مف قانوف الحالة المدنية ،غير أنني أعتقد أف ىذا االشتراط الذي
ألف أحكاـ الطبلؽ تصدر في أوؿ وآخر درجة،
جاء بو النص أمر غير صائب حالياّ ،
فيي أحكاـ حائزة قوة الشيء المقضي فيو ،وغير قابمة لمطعف فييا بأي وجو مف أوجو
الشؽ المتعمؽ بالطبلؽ ،وبالتالي فاستظيار المطمقة نسخة مف حكـ
ّ الطعف العادية في
الطبلؽ تكفي إلثبات ّأنيا مطمقة.
سنا أدنى ال يمكف النزوؿ تحتو عند الترخيص بزواج يحدد المشرع ّثانيا :لـ ّ
القاصر ،وىو أمر منتقد ،إذ ال يعقؿ تزويج القاصر عديـ التمييز الذي لـ يبمغ ثبلثة عشر
سنة وفقا لنص المادة 02/42القانوف المدني ،حيث يجب مراعاة القدرة الجسدية والنفسية
الحد األدنى الذي ال يجب
يتعيف عمى المشرع تحديد ّ لمقاصر لمترخيص لو بالزواج ،لذا ّ
أف المشرع لـ ينظـ إجراءات منح الترخيص بالزواج
النزوؿ عنو في تزويج الصغار ،كما ّ
مما يستدعي تدخمو لتدارؾ النقائص والفراغات اإلجرائية التي شابت منح
بصفة دقيقةّ ،
الترخيص ،وتنظيـ زواج األشخاص فاقدي األىمية وناقصييا ،وتحديد الشروط واإلجراءات
الواجبة االتّباع في زواج ىذه الفئة.
مس نص المادة 22مف ؽ.أ ،وذلؾ بإسقاط شرط "إذا
إف التعديؿ الذي ّ ثالثاّ :
ألف توافر ركف الزواج وشروطو أمر
توافرت أركانو وفقا ليذا القانوف" يعتبر إسقاطا معيباّ ،
يتميز الزواج الشرعي عف العبلقات المشبوىة
ضروري إلثبات الزواج العرفي ،إذ بيا ّ
468
والمحرمة ،حيث ال يمكف إصدار حكـ بإثبات العبلقة الزوجية إذا تخمّؼ ركف الزواج وىو
رضا الزوجيف ،أو إذا تخمّفت شروط الزواج المحددة في المادة 09مكرر ،كالصداؽ
والولي والشاىديف واألىمية وانعداـ موانع الزواج.
رابعا :جاءت المادة 22مف ؽ.أ مختصرة وقاصرة عف بياف أحكاـ إثبات الزواج
صحتو ،مما يتطمب تدخؿ المشرع مف أجؿ تنظيـ أحكاـ
ّ العرفي واجراءاتو ،وشروط
يتميز الزواج العرفي الشرعي عف غيره مف
واجراءات ووسائؿ إثبات الزواج العرفي ،حتى ّ
العبلقات غير الشرعية ،حماية لمنظاـ العاـ واآلداب العامة.
خامسا :إ ّف الحكـ بعدـ االختصاص اإلقميمي في دعاوى الطبلؽ باإلرادة المنفردة
لمزوج يؤدي إلى نتائج تتعارض مع النظاـ العاـ ،وتخالؼ أحكاـ الطبلؽ وأحكاـ العدة
صرح بو الزوج وأوقعو بإرادتو المنفردة ،يجب إثباتو وتسجيمو
ألف الطبلؽ الذي ّ
والرجعةّ ،
في سجبلت الحالة المدنية ،حتى ُيحتسب ضمف عدد الطمقات التي يممكيا الزوج عمى
وتحوؿ
ّ العدة،
أف الحكـ بعدـ االختصاص اإلقميمي قد يؤدي إلى فوات أجؿ ّ
زوجتو ،كما ّ
يتـ تفويت الفرصة عمى الزوج في
الطبلؽ الرجعي إلى طبلؽ بائف بينونة صغرى ،وبذلؾ ّ
أف مخالفة أحكاـ االختصاص استعماؿ حقو في مراجعة زوجتو دوف عقد جديد ،كما ّ
اإلقميمي أولى مف مخالفة أحكاـ الطبلؽ والعدة والرجعة المتعمقة بالنظاـ العاـ.
سادسا :يجب األخذ بعيف االعتبار عدـ إمكانية إعماؿ القواعد اإلجرائية بصفة
وخاصة المتعمقة منيا
ّ ؾ الرابطة الزوجية باإلرادة المنفردة لمزوج،
مطمقة عمى قضايا ف ّ
بإجراءات شطب الدعوى وفقا لممادة 216مف ؽ.إ.ـ.إ ،أو التنازؿ عف الخصومة وفقا
لممادة 221مف ؽ.إ.ـ.إ ،أو عدـ االختصاص اإلقميمي ،أو انقضاء الدعوى بسبب وفاة
ألف عدـ مراعاة خصوصية ىذه الدعاوى يؤدي إلى نتائج مخالفة لمشرع والقانوف
الزوجّ ،
والنظاـ العاـ ،حيث يجب إصدار حكـ باإلشياد عمى الطبلؽ الذي أوقعو الزوج ،حتى
عدى حدود اهلل المعمومة مف الديف بالضرورة.
ال تُتَ ّ
سابعا :يجب عمى ممثؿ النيابة العامة أف يكوف لو دور إيجابي في الحرص عمى
تثبيت الطبلؽ وتسجيمو ،حتى ُيحتسب ضمف عدد الطمقات التي يممكيا الزوج ،متى ثبت
ذلؾ بتأكيد ا لزوج عميو في عريضتو االفتتاحية ،أو بتأكيد الزوجة مع الشيود ،وأف يعترض
المدعي ألوؿ جمسة ،أو الحكـ بالتنازؿ
عمى شطب دعوى الطبلؽ إذا لـ يحضر ّ
469
عف الخصومة بناء عمى طمب الزوج ،أو الحكـ بعدـ االختصاص اإلقميمي ،أو الحكـ
يتـ اإلشياد بإثبات
بانقضاء الدعوى لوفاة الزوج بعد تصريحو بالطبلؽ ،وذلؾ إذا لـ ّ
الطبلؽ الذي أوقعو الزوج ،حيث عميو تقديـ طمبات كتابية مف أجؿ إثبات الطبلؽ إذا ثبت
تصريح الزوج بو ،والعمؿ عمى تسجيمو في سجبلت الحالة المدنية ،حتى لو تقاعس
المطمؽ أو المطمقة عف مباشرة إجراءات الدعوى لتثبيت الطبلؽ.
بؿ أ كثر مف ذلؾ يجب عمى ممثؿ النيابة العامة متى وصؿ إلى عممو تصريح
حؽ اال ّدعاء ،أف يبادر إلى رفع دعوى تثبيت الطبلؽ الذي
أف لو ّ
الزوج بالطبلؽ ،باعتبار ّ
ثـ السعي
أوقعو الزوج تمقائيا ،سواء بإقرار أحد الزوجيف ،أو عف طريؽ إجراء تحقيؽّ ،
يعد مف النظاـ العاـ ،وذلؾ حتى يحتسب
ألف الطبلؽ ّ
لتسجيمو بسجبلت الحالة المدنيةّ ،
الطبلؽ الذي أوقعو الزوج مف عدد الطمقات التي يممكيا عمى زوجتو.
إف اشتراط العديد مف قضاة االستعجاؿ وجود قضية في الموضوع ،حتى
ثامناّ :
يستجيبوا لمطمب المستعجؿ ،ىو اشتراط ببل أساس قانوني وغير صحيح ،حيث أعتقد أنو
ألف
ال يشترط تسجيؿ دعوى في الموضوع ،حتى ينعقد االختصاص لمقاضي االستعجاليّ ،
طرح القضية أماـ قاضي الموضوع ليست شرطا الختصاص قاضي األمور المستعجمة،
تبنتو المحكمة العميا ،ومع ذلؾ ال زاؿ العديد مف قضاة االستعجاؿ
وىو الموقؼ الذي ّ
يشترطوف وجود دعوى في الموضوع حتى يستجيبوا لطمب المدعى في الدعوى
االستعجالية.
تميز قضايا شؤوف األسرة تفرض تمييز بعض إف الخصوصية التي ّ
تاسعاّ :
الدعاوى بإجراءات خاصة مف حيث آجاؿ الفصؿ فييا ،وتقييد قاضي الموضوع بآجاؿ
بالمدعي عند الفصؿ فييا في آجاؿ
ّ البت فييا ،نظ ار لمضرر الذي قد يمحؽ
قصيرة عند ّ
معقولة كما تقتضيو القواعد العامة ،1ومف أمثمة ذلؾ قضايا المطالبة بالنفقة لمزوجة
البت في مثؿ
ألف سرعة ّ أو األوالد ،وقضايا التطميؽ التي يمحؽ الزوجة فييا ضرار بميغاّ ،
ىذه القضايا مف شأنو رفع الضرر عف الزوجة واألوالد بالنسبة لطمب النفقة ،أو بالنسبة
لمزوجة التي تضررت مف زوجيا بسبب مف األسباب المحددة في المادة 53مف ؽ.أ.
تنص الفقرة الرابعة مف المادة الثالثة مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى أنو " :تفصؿ الجيات القضائية في
ّ
1
478
جوازىا قانونا ،وعمى المطمقة التي صدر حكـ الطبلؽ غيابيا في حقّيا ،أف ترفع دعوى
مستقمة لممطالبة بحقوقيا المادية أو غير المادية المترتبة عمى الطبلؽ.
السادس والثالثين :بالنسبة ألحكاـ التطميؽ والخمع ال يجوز الطعف فييا
ألف المشرع اعتبرىا أحكاما تصدر في أوؿ وآخر درجة ،وىي واجبة التنفيذ،
بالمعارضةّ ،
وفقا لنص المادة 452مف ؽ.إ.ـ.إ ،وبالتالي فيي غير قابمة لمطعف فييا بأي وجو مف
أوجو الطعف العادية ،واف كنت أعتقد أنو مف الضروري إضافة نص صريح بعدـ جواز
المعارضة في أحكاـ التطميؽ والخمع ،تماشيا مع موقؼ المشرع ،ورفعا ألي لبس أو خمط.
أقرت جواز الطعف بالمعارضة في األحكاـ الغيابية التيغير أف المحكمة العميا ّ
ؾ الرابطة الزوجية ،استنادا إلى نص المادة
الشؽ المتعمؽ بف ّ
ّ تقضي بالتطميؽ والخمع في
57مف ؽ.أ ،الذي يقتصر – في اعتقادىا -عمى عدـ جواز االستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ
أف الطعف بالمعارضة في األحكاـ الغيابية يبقى عمى جوازه
والتطميؽ والخمع فقط ،و ّ
ألف المشرع اعتبرىا
وال تشممو المادة 57مف ؽ.أ ،وىو موقؼ غير صائب في اعتقاديّ ،
أحكاما تصدر في أوؿ وآخر درجة وىي واجبة التنفيذ ،بموجب نص المادة 452مف
ؽ.إ.ـ.إ ،وبالتالي لـ يجز الطعف فييا بالمعارضة.
وأعتقد ّأنو كاف مف األفضؿ لو ترؾ المشرع المجاؿ مفتوحا لمطعف بالمعارضة
في أحكاـ التطميؽ والخمع ،مف أجؿ تدارؾ ما قد يقع مف أخطاء في وسائؿ اإلثبات التي
تق ّدميا الزوجة في دعوى التطميؽ مثبل ،أو إغفاؿ في إثبات توافر حالة مف حاالت
قدمتيا الزوجة ،واعتمدىا
يقدـ مف األدلة ما ُيبطؿ بو األدلة التي ّ
التطميؽ ،فالزوج قد ّ
أف
القاضي في إصدار حكـ التطميؽ ،كأف ُيثبت الزوج أنو كاف ُينفؽ عمى زوجتو وأوالده ،و ّ
ادعتو بعدـ اإلنفاؽ ىو أمر غير صحيح ،كما ُيمكف أف يقع القاضي في أخطاء عند ما ّ
قضائو بالخمع ،كأف يحكـ غيابيا بالخمع دوف حضور الزوجة شخصيا جمسة الصمح،
حيث تكتفي بإنابة وكيميا أو محامييا لحضور الجمسة ،ويحكـ القاضي بالخمع دوف التأكد
ؾ الرابطة الزوجية خمعا ،لذلؾ كاف مف الضروري النص عمى
مف إرادتيا ورضاىا بطمب ف ّ
جواز المعارضة في أحكاـ التطميؽ والخمع ،لتدارؾ ما قد يشوب ىذه األحكاـ مف أخطاء
ؾ الرابطة الزوجية ،مع وقؼ تنفيذ ىذه األحكاـ إلى غاية صحة حكـ ف ّّ قد تؤثر عمى
استنفاد طرؽ الطعف العادية ،بانقضاء آجاليا أو بممارستيا.
479
السابع والثالثين :ال يجوز الطعف بالمعارضة في أحكاـ الطبلؽ بالتراضي ألنيا
تصدر حضورية ،وال ُيتصور صدور أحكاـ الطبلؽ بالتراضي بصفة غيابية ،لذلؾ
بالنص عمى عدـ قابمية أحكاـ الطبلؽ
لـ يتطرؽ المشرع لمطعف فييا بالمعارضة ،واكتفى ّ
ؾ الرابطة الزوجية ،وفقا لنص المادة
بالتراضي لبلستئناؼ في شقّييا المادي والمتعمؽ بف ّ
433مف ؽ.إ.ـ.إ.
الثامن والثالثين :ال يحوؿ الطعف باالستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ في شقّيا
الشؽ المتعمؽ بفؾ الرابطة الزوجية ،وذلؾ بتسجيمو في سجبلت الحالة
ّ المادي دوف تنفيذ
تـ إبراـ عقد الزواج فييا ،وكذا سجؿ
المدنية ،وتشمؿ سجؿ عقود الزواج بالبمدية التي ّ
يتـ التأشير بيا مف طرؼ
تـ تسجيؿ ميبلد الزوجيف فييا ،حيث ّ عقود الميبلد بالبمدية التي ّ
المختص.
ّ ضابط الحالة المدنية
ؾ الرابطة الزوجية ،حيث تسعى
كما ال يحوؿ الطعف بالنقض دوف تنفيذ أحكاـ ف ّ
النيابة العامة في تسجيميا في سجبلت الحالة المدنية بمجرد صدور الحكـ ،وال يحوؿ أجؿ
الطعف بالنقض أو ممارستو دوف تنفيذىا.
التاسع والثالثين :أغمؽ المشرع مجاؿ الطعف باالستئناؼ في أحكاـ الطبلؽ
يغير في
ألف االستئناؼ لف ّ ؾ الرابطة الزوجيةّ ،باإلرادة المنفردة في الجانب المتعمؽ بف ّ
ألف العصمة
حؽ لو يستعممو بإرادتو المنفردةّ ،
تمسؾ الزوج بالطبلؽ ،فيو ّاألمر شيئا إذا ّ
بيد الزوج ،وبذلؾ يتحقؽ استقرار العبلقات األسرية في أقرب اآلجاؿ ،وما إجازة االستئناؼ
إال مضيعة لموقت ،واطالة إلجراءات التقاضي دوف فائدة مرجوة ،إذ مف غير الممكف أف
ويسمح لمزوجة استئناؼ الحكـ في شقّو المتعمؽ بفؾ الرابطة
يتمسؾ الزوج بالطبلؽُ ،
ّ
الزوجية.
األربعين :منع المشرع الطعف باالستئناؼ في أحكاـ التطميؽ والخمع ما عدا
جوانبيا المادية ،طبقا لنص المادة 57مف ؽ.أ ،كما منع المشرع الطعف باالستئناؼ في
أحكاـ الطبلؽ بالتراضي في جانبيا المتعمؽ بفؾ الرابطة الزوجية وجانبيا المادي ،طبقا
تـ خطأً الطعف باالستئناؼ فييا ،يحكـ القاضي بعدـ
لنص المادة 433مف ؽ.إ.ـ.إ ،واذا ّ
قابمية الحكـ لمطعف فيو باالستئناؼ.
480
الواحد واألربعين :بالنسبة لؤلحكاـ الصادرة في أوؿ درجة ،والتي قضت برفض
ؾ الرابطة الزوجية ،أو بالرجوع إلى بيت الزوجية ،أعتقد صواب االتجاه الذي يرى
طمب ف ّ
ألف قضاة المجمس قضاة موضوع ،ومف اختصاصيـ جواز الطعف باالستئناؼ فيياّ ،
أف ذلؾ ال يؤثر عمى خصوصية أحكاـ الطبلؽ،
ؾ الرابطة الزوجية ،و ّ
النظر في طمب ف ّ
أف إلغاء الحكـ المطعوف فيو ،والقضاء
ألف قاضي الدرجة األولى لـ يقض بالطبلؽ ،كما ّ
يفوت عمى المتقاضيف درجة مف درجات مف جديد بالطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع ،لف ّ
التقاضي ،ألف األصؿ في دعاوى فؾ الرابطة الزوجية أف يكوف التقاضي فييا عمى درجة
واحدة ،وىو نفس االتجاه الذي سارت عميو المحكمة العميا في العديد مف ق ارراتيا ،حيث
قبمت الطعوف بالنقض المرفوعة ضد أحكاـ صادرة في أوؿ درجة قضت بالطبلؽ ،كما
قبمت طعوف بالنقض ضد ق اررات صادرة عف المجالس القضائية قضت بالطبلؽ ،كما
أ ّكدت المحكمة العميا عدـ جواز استئناؼ أحكاـ الطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع ،وعدـ
اختصاص المجمس القضائي بالنظر فييا ،وضرورة الحكـ بعدـ قبوؿ االستئناؼ إذا
ما استأنؼ حكـ الطبلؽ أماـ المجمس ،تطبيقا لنص المادة 57مف ؽ.أ.
الثاني واألربعين :بالنسبة ألحكاـ إثبات الطبلؽ العرفي ،والتي ترفع غالبا مف
طرؼ ورثة أحد الزوجيف ،حيث يقوـ القاضي بإجراء تحقيؽ ،بسماع الشيود الذي شيدوا
واقعة الطبلؽ وتصريح الزوج بو ،لمتأكد مف ثبوت الواقعة ،وقد يحكـ بإثباتو إذا اقتنع
بوقوعو ،واال يرفض دعوى إثبات الطبلؽ العرفي ،أعتقد أف ىذه األحكاـ تصدر في أوؿ
ألف القاضي يقوـ بدور
درجة ،ويجوز الطعف فييا بطرؽ الطعف العادية وغير العاديةّ ،
إيجابي عند فصمو في ىذه الدعاوى ،بخبلؼ الدور السمبي الذي يقوـ بو في دعاوى
الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج.
الثالث واألربعين :يجوز رفع تظمـ في األوامر المؤقتة الصادرة طبقا لنص المادة
57مكرر مف ؽ.أ ،أماـ نفس الجية مصدرة األمر ،مف أجؿ التراجع عنو أو تعديمو،
طبقا لنص المادة 312مف ؽ.إ.ـ.إ ،وذلؾ في حالة االستجابة لمطمب ،لكف لـ يبيف
المشرع ىؿ يجوز الطعف باالستئناؼ في األمر الذي يقضي برفض التراجع أو تعديؿ
األمر عمى عريضة بعد ممارسة التظمـ ضده ،وندعو المشرع إلى الفصؿ في ذلؾ تجنبا
ألي جدؿ فقيي.
481
أما في حالة رفض الطمب فقد أجاز المشرع صراحة الطعف باالستئناؼ في أمر
الرفض ،بموجب الفقرة الثانية مف المادة 312مف ؽ.إ.ـ.إ ،ويتـ رفع االستئناؼ أماـ
رئيس المجمس القضائي خبلؿ أجؿ خمسة عشر يوما مف تاريخ صدور أمر الرفض.
أف العديد مف األحكاـ القضائية التي تقضي
الرابع واألربعين :يجب التنبيو عمى ّ
ؾ الرابطة الزوجية عف طريؽ الطبلؽ بالتراضي ،تصدر في أوؿ وآخر درجة فيما عدابف ّ
ألف المشرع اعتبرىا أحكاـ تصدر في أوؿ جوانبيا المادية ،وىو أمر مجانب لمصوابّ ،
ؾ الرابطة الزوجية والجوانب المادية ،لذا وجب التنبو
شقييا المتعمّؽ بف ّ
وآخر درجة في ّ
لذلؾ ،ألف أحكاـ الطبلؽ بالتراضي ال تقبؿ االستئناؼ في جميع جوانبيا.
أف المحكمة العميا أجازت الطعف باالستئناؼ في أحكاـ
وتجدر اإلشارة إلى ّ
الطبلؽ بالتراضي إذا خالؼ قاضي الدرجة األولى االتفاؽ الحاصؿ بيف الزوجيف ،وقضى
يعدؿ قاضي
بخبلؼ ما اتّفقا عميو ،حيث يجوز استئناؼ حكـ الطبلؽ بالتراضي حتى ّ
الدرجة الثانية الحكـ فيما يتعمؽ بالشروط التي اتفؽ عمييا الزوجاف عند الطبلؽ ،وىو أمر
أعتقد وجوب النص عميو قانونا.
إف العبرة في وصؼ األحكاـ القضائية بالوصؼ القانوني
الخامس واألربعينّ :
ؾ الرابطة الزوجية،
ال بالوصؼ القضائي ،حيث إذا أخطأ القاضي في وصؼ حكـ ف ّ
المدعي ىو طمب بالطبلؽ قدمو ّ أف الطمب الذي ّوح َك َـ بالطبلؽ بالتراضي ،في حيف ّ
َ
فإف ذلؾ ال يمنع الطعف باالستئناؼ في ىذا الحكـ فيما يتعمؽ بالجوانب
باإلرادة المنفردةّ ،
المادية ،وال يحوؿ خطأ القاضي في تكييؼ الوقائع المعروضة عميو ،دوف اعتماد الوصؼ
القانوني الصحيح لمحكـ ،وذلؾ تطبيقا لنص المادة 315مف ؽ.إ.ـ.إ التي جاء فييا:
"ال يؤثر التكييؼ الخاطئ لمحكـ عمى حؽ ممارسة الطعف".
السادس واألربعين :تتميز أحكاـ الطبلؽ بالتراضي عف أحكاـ فؾ الرابطة
الزوجية بالطبلؽ باإل اردة المنفردة لمزوج أو التطميؽ أو الخمع مف حيث بداية سرياف أجؿ
الطعف بالنقض فييا ،حيث يسري أجؿ الطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽ بالتراضي مف
تاريخ النطؽ بالحكـ ،وفقا لنص المادة 434مف ؽ.إ.ـ.إ ،عمى خبلؼ أحكاـ الطبلؽ
والتطميؽ والخمع تسري مف تاريخ التبميغ الرسمي لمحكـ المطعوف فيو.
482
بأف الطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽ أقر المشرع صراحة ّ السابع واألربعينّ :
ال يوقؼ تنفيذ حكـ الطبلؽ وتسجيمو في الحالة المدنية ،وذلؾ بسعي مف النيابة العامة،
فبمجرد صدور حكـ الطبلؽ تمزـ النيابة العامة بتنفيذ الحكـ ،وال يحوؿ أجؿ الطعف
بالنقض وال ممارستو دوف تنفيذ حكـ فؾ الرابطة الزوجية ،حيث تعتبر المادتيف 435
تقيد نص المادة 361مف ؽ.إ.ـ.إ ،أيف أدخؿ
و 452مف ؽ.إ.ـ.إ نصوص خاصة ّ
المشرع بموجبيا تعديبل عمى األثر الموقؼ لمطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽ ،نظ ار
لئلشكاالت التي أفرزىا تطبيؽ نص المادة 238مف ؽ.إ.ـ الممغى ،الذي يقابؿ نص
عدة إشكاالت كانت قائمة
أف ىذا األخير قضى عمى ّ
المادة 361مف ؽ.إ.ـ.إ ،وأعتقد ّ
بسبب وقؼ تنفيذ حكـ الطبلؽ خبلؿ أجؿ الطعف بالنقض ،وخبلؿ ممارستو ،حتى يصدر
قرار المحكمة العميا برفض الطعف.
ؾ
الثامن واألربعين :ال يؤثر قرار المحكمة العميا رفض الطعف بالنقض في حكـ ف ّ
الرابطة الزوجية عمى المراكز الجديدة لممطمقَ ْي ِف التي أنشأىا الزوج بالنسبة لمطبلؽ باإلرادة
المنفردة لمزوج ،والتي أنشأىا الحكـ بالنسبة لباقي صور الطبلؽ ،وال يثير قرار الرفض أي
حصف الحكـ المطعوف فيو مف أي طعف أو إلغاء.
إشكاؿ ،بؿ ُي ّْ
لكف قبوؿ الطعف بالنقض مف المحكمة العميا ،والغاء حكـ الطبلؽ ،واعادة
األطراؼ إلى الحالة التي كانا عمييا قبؿ صدور الحكـ المطعوف فيو ،ينتج عنو عدة
إشكاالت ،سواء تعمقت بحؽ الرجعة ،أو أحكاـ العدة ،أو حؽ التوارث بيف الزوجيف،
أو حؽ النفقة ،وىو ما يؤدي إلى اىتزاز المراكز القانونية المترتبة عف الطبلؽ ،ويرتّب
تمس بالنظاـ العاـ ،مما دفع العديد مف الفقياء إلى المناداة بوجوب
آثا ار غير مشروعة ّ
اعتبار أحكاـ الطبلؽ والتطميؽ والخمع أحكاما نيائية غير قابمة لمطعف فييا بأي وجو مف
ؾ الرابطة الزوجية ،نظ ار
أوجو الطعف العادية أو غير العادية ،في جانبيا المتعمّؽ بف ّ
تميز الطبلؽ واألحكاـ المتعمقة بو.
لمخصوصية التي ّ
لذا يجب عمى المحكمة العميا أالّ تقض بنقض أحكاـ الطبلؽ ،بؿ تكتفي
ألف الطبلؽ البائف ال يجوز نقضو ،وال يمكف
بالتصريح بوجود مخالفة قانونية في الحكـّ ،
إرجاع الحالة إلى ما كانت عميو قبؿ صدور الحكـ.
483
التاسع واألربعين :يجب النص عمى عدـ قابمية أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة
لمزوج لمطعف بالنقض أماـ المحكمة العميا ،ما عدا فيما يخص الجوانب المادية لمطبلؽ،
باستثناء بعض الحاالت القميمة جدا التي يمكف إتاحة الطعف بالنقض بخصوصيا ،والتي
يجب التضييؽ فييا ما أمكف وتحديدىا وحصرىا بدقّة ،كالحالة التي ُيقضى فييا بالطبلؽ
دوف التأكد مف إرادة الزوج ،أو تُرفع دعوى الطبلؽ باسـ شخص محجور عميو ،ويحكـ
ؾ
القاضي بالطبلؽ ،في حيف ال يحؽ لممحجور عميو أف ترفع دعوى باسمو مف أجؿ ف ّ
الرابطة الزوجية باعتباره عديـ األىمية.
الخمسين :أجاز المشرع الطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽ بالتراضي بموجب
أف أحكاـ الطبلؽ
نص المادة ،434و 435مف ؽ.إ.ـ.إ ،كما أ ّكدت المحكمة العميا عمى ّ
بالتراضي ال تقبؿ سوى الطعف بالنقض ،بعدما كانت تعتبر أحكاـ الطبلؽ بالتراضي غير
قابمة لمطعف فييا بأي وجو مف أوجو الطعف العادية أو غير العادية ،باستثناء الطعف فييا
بالتزوير ،وأف حكـ الطبلؽ بالتراضي ىو مجرد إشياد مف المحكمة ،ال يوصؼ ال بالحكـ
الصادر في أوؿ درجة وال في آخر درجة ،وذلؾ في ظؿ ؽ.إ.ـ الممغى.
الواحد والخمسين :يقتضي تحقيؽ استقرار المراكز القانونية ألفراد األسرة اإلسراع
في إجراءات التقاضي في قضايا الطبلؽ ،والتقميؿ مف طرؽ الطعف في األحكاـ الصادرة
ألف إطالة أمد
البت فييا ،حتى ينتيي النزاع في أقصر اآلجاؿّ ،
بشأنيا ،واإلسراع في ّ
أف بطء اإلجراءات وكثرة الطعوف في الخصومة يزيد الشقاؽ بيف أفراد األسرة ،كما ّ
األحكاـ الصادرة بشأنيا ،وابقاء أحكاـ الطبلؽ ميددة بالنقض مف المحكمة العميا لمدة
طويمة ،يزيد مف االضطراب وزعزعة مراكز األفراد ،وليس في مصمحة األزواج وال األوالد
وال المجتمع ،نظ ار لمطبيعة الخاصة لؤلحكاـ التي تقضي بفؾ الرابطة الزوجية بإرادة الزوج
المنفردة.
ألف المحكمة
ممحاًّ ،
إف غمؽ مجاؿ الطعف بالنقض في أحكاـ الطبلؽ بات أم ار ّ ّ
ينجر عف غمؽ
ّ العميا ال تممؾ إلغاء حؽ الزوج في إيقاع الطبلؽ بإرادتو المنفردة ،وال
إف فتحو يسمح لمزوج سيءمجاؿ الطعف بالنقض فيو أي ضرر لمزوج أو الزوجة ،بؿ ّ
النية إطالة إجراءات التقاضي ،وحائبل دوف استقرار الحالة الشخصية لمزوج والزوجة.
484
الثاني والخمسين :بالنسبة لصندوؽ النفقة ،أعتقد أنو في حالة توقؼ المديف
بالنفقة عف تنفيذ األمر أو الحكـ القاضي بالنفقة بعد شروعو فيو ،يجب عمى المحضر
القضائي إعادة تكميؼ المديف بالنفقة بالوفاء بدينو خبلؿ أجؿ خمسة عشر يوما ،واذا فات
حرر المحضر القضائي محضر امتناع عف التنفيذ ،ويسمّـ
األجؿ دوف أف يمتثؿ المديفّ ،
الممؼ لمدائف بالنفقة حتى يقدـ طمبو لبلستفادة مف الصندوؽ أماـ رئيس قسـ شؤوف
نصت عميو المادة السادسة مف القانوف 01-15مف وجوب تحرير محضر
األسرة ،أما ما ّ
معاينة يحرره المحضر القضائي في حاؿ توقؼ المديف بالنفقة عف التنفيذ بعد شروعو
فيو ،أعتقد أنو يكتنفو الغموض وال سبيؿ لمقياـ بو.
أف بعض اإلغفاالت التي تعتري منطوؽ الثالث والخمسين :يجب التنبيو إلى ّ
الحكـ الصادر في شؤوف األسرة تثير العديد مف اإلشكاالت عند التنفيذ ،ومثاؿ ذلؾ إغفاؿ
تحديد تاريخ بداية سرياف النفقة ،أو تاريخ انتياء اإللزاـ بدفعيا ،أو إغفاؿ النص أف تكوف
النفقة شيرية ،أو عدـ ذكر أف تكوف النفقة لكؿ واحد مف الزوجة واألوالد ،لذا يجب عمى
ألف إغفاليا
قاضي شؤوف األسرة تفادي الوقوع في ىذه الثغرات التي تطيؿ أمد النزاعّ ،
يوجب الرجوع إلى القاضي مف أجؿ تفسير منطوؽ الحكـ ،وتدارؾ اإلغفاؿ الذي ط أر
عميو ،وىو ما يطيؿ أمد النزاع وما يترتب عمى ذلؾ مف مصاريؼ إضافية.
الرابع والخمسين :يرفض بعض رؤساء أمناء الضبط منح الصيغة التنفيذية
لؤلوامر المؤقتة الصادرة طبقا لنص المادة 57مكرر مف ؽ.أ ،العتقادىـ أنيا تنفذ
بموجب النسخ العادية ،في حيف أنيا سندات تنفيذية بموجب نص المادة 600مف
ويتعيف ميرىا بالصيغة التنفيذية حتى تكوف قابمة لمتنفيذ.
ّ ؽ.إ.ـ.إ،
فإنيا تخضع في تنفيذىا
أف ىذه األوامر ال تعتبر أوامر استعجالية ،لذا ّ كما ّ
لؤلجؿ المحدد في المادة 612مف ؽ.إ.ـ.إ ،وال يشمميا نص المادة 614مف نفس
القانوف.
الخامس والخمسين :مف بيف اإلشكاالت التي تواجو القائـ بالتنفيذ ،وىو بصدد
ضده التنفيذ
تحصيؿ المبالغ المالية المحكوـ بيا لممطمقة والمحضونيف ،عرض المنفذ ّ
الجزئي لمسند التنفيذي ،كعرض تسديد مبالغ النفقة دوف مبمغ التعويض عف الطبلؽ
التعسفي ،وفي غياب نص قانوني يوضح مدى جواز مثؿ ىذا العرض ،خاصة في
485
الحاالت التي ترفض فييا المطمقة التسديد الجزئي ،مما يستدعي تدخؿ المشرع ببياف
الحموؿ لمثؿ ىذه اإلشكاالت ،حتى ال تبقى محؿ اجتيادات فردية مف المحضريف
القضائييف.
السادس والخمسين :يثير تنفيذ األحكاـ القضائية المتعمقة بتسميـ األمتعة ،سواء
عدة إشكاالت فيما يتعمؽ بمكاف تسميـ األمتعة،
مف المطمؽ إلى المطمقة أو العكسّ ،
أو مطابقة األمتعة المسمّمة مع المحددة في القائمة المؤشر عمييا مف المحكمة ،أو مف
حيث المبمغ المالي المقابؿ لؤلمتعة ،أو مف ناحية تياوف صاحب األمتعة في المطالبة
مردىا
بتسميميا ،أو اإلشكاالت التي يطرحيا تسميـ المصوغات ،وىي كمّيا إشكاالت ّ
غياب نصوص قانونية تبيف حقوؽ والتزامات كؿ طرؼ في عممية تسميـ األمتعة ،مما
يجعؿ مف تدخؿ المشرع أم ار ضروريا لمعالجة ىذه اإلشكاالت.
السابع والخمسين :مف بيف اإلشكاالت التي تثار عند تنفيذ األحكاـ القضائية
المتعمقة بإسناد الحضانة ،عدـ النص عمى اإللزاـ بتسميـ المحضوف ،أو رفض الولد
المحضوف االلتحاؽ بالطرؼ الذي أسندت لو الحضانة ،أو تحايؿ الحاضف في تسميـ
المحضوف عند ممارسة حؽ الزيارة ،أو الخبلؼ المتعمؽ بمكاف ممارسة حؽ الزيارة،
حبذا لو يتدخؿ المشرع لمعالجة ىذه اإلشكاالت واعطاء حموؿ ليا ،وذلؾ بالنص عمىويا ّ
وجوب تسميـ الولد المحضوف لحاضنو عند إسناد الحضانة ،وبياف متى يحوؿ امتناع الولد
عف االلتحاؽ بالطرؼ الذي أسندت لو الحضانة دوف قياـ مسؤولية الطرؼ الذي يقيـ معو
حمؿ المسؤولية؟ باإلضافة إلى ضرورة إيجاد حموؿ لمتحايبلت
الولد المحضوف؟ ومتى ُي ّ
التي تمارسيا الحاضنة لمنع األب مف ممارسة حؽ الزيارة ،وكذا تحديد مكاف ممارسة حؽ
الزيارة.
الثامن والخمسين :يثير تنفيذ األحكاـ القضائية المتعمقة بتوفير مسكف مبلئـ
عدة اإلشكاالت ،منيا ما تعمّؽ بغياب معيار محدد لتعذر توفير
لممارسة الحضانة ّ
يتـ االنتقاؿ إلى دفع بدؿ إيجار ،وىؿ االختيار متروؾ
المسكف المبلئـ لمحضانة حتى ّ
لممطمّؽ بيف توفير المسكف أو دفع بدؿ اإليجار؟ باإلضافة إلى عدـ تحديد مواصفات
ألف المشرع اكتفى في
السكف المبلئـ لمحضانة ،مف حيث مكاف تواجده أو محتوياتوّ ،
نص المادة 72فقرة 01مف ؽ.أ بذكر توفير سكنا مبلئما لممارسة الحضانة فقط.
486
فإف تدخؿ المشرع بات ضروريا ،حتى نخفّؼ عمى الحاضنة عناء الرجوع إلى
لذا ّ
القضاء مف أجؿ ح ّؿ اإلشكاالت المطروحة ،ربحا لموقت والماؿ ،وذلؾ بتحديد معيار
تعذر التنفيذ ،حتى ينتقؿ الزوج إلى دفع مقابؿ اإليجار ،وكذا تحديد المواصفات والشروط
الواجب توافرىا في المسكف المبلئـ لممارسة الحضانة ،وال بأس باعتماد ما أقرتو المحكمة
العميا مف مكاف تواجد السكف حتى يكوف مبلئما ،وذلؾ إذا تواجد بمكاف بيت الزوجية
أو مكاف تواجد أىؿ الحاضنة.
تـ التوصؿ إلييا مف خبلؿ ىذا البحث ،نورد بعض بعد استعراض النتائج التي ّ
االقتراحات والتوصيات التي أعتقد أنيا تساىـ في تحقيؽ االنسجاـ بيف قواعد القانوف
الموضوعي المتمثؿ في قانوف األسرة ،وقواعد القانوف اإلجرائي ،وتؤدي إلى تفادي
فض النزاعات األسرية وتنفيذ األحكاـ القضائية ،سيما فيما يتعمؽ بأحكاـ
اإلشكاالت عند ّ
الزواج وانحبللو ،ويمكف إجماؿ ىذه التوصيات فيما يمي:
فإف
أوال :نظ ار لخطورة ميمة تحرير عقود الزواج ومسؾ سجبلت الحالة المدنيةّ ،
تفويض رئيس المجمس الشعبي البمدي صبلحيتو كضابط لمحالة المدنية إلى أحد
يتعيف معو
الموظفيف الدائميف ،وتكميفو بتحرير عقود الزواج ،تفويض ميـ وخطير ،مما ّ
يتـ
حد أدنى مف الشروط التي يجب توافرىا في الموظؼ البمدي الذي ّضرورة اشتراط ّ
تفويضو لمقياـ بمياـ ضابط الحالة المدنية ،حتى نتفادى كثرة األخطاء في العقود
والشيادات وسجبلت الحالة المدنية ،لذا أوصي باشتراط توافر المستوى العممي الكافي في
المفوض ،وحممو لشيادة عممية جامعية ،كشيادة الميسانس في العموـ القانونية ّ الموظؼ
أو الشرعية ،وتكوينو التكويف البلزـ لممارسة مياـ ضابط الحالة المدنية.
ثانيا :أوصي بتعديؿ نص المادة 75الفقرة الثانية مف قانوف الحالة المدنية،
وحذؼ شرط إرفاؽ حكـ الطبلؽ بشيادة القاضي أو أميف الضبط المختص الذي يشيد
ألف أحكاـ الطبلؽ تصدر في أوؿ وآخر
بأف الحكـ صار حائ از قوة الشيء المقضي فيوّ ،
ّ
لشؽ المتعمؽ
درجة ،وىي غير قابمة لمطعف فييا بأي وجو مف أوجو الطعف العادية في ا ّ
بالطبلؽ.
ثالثا :أوصي بتوحيد الجيّة التي ُيبرـ أماميا عقد الزواج الشرعي واإلداري ،مف
أجؿ إلغاء االزدواجية والتفريؽ بيف العقد الشرعي الذي ُيبرـ مف قبؿ اإلماـ ،والعقد الرسمي
487
الحد مف ظاىرة انتشار الزواج
الذي ُيبرـ مف طرؼ ضابط الحالة المدنية أو الموثؽ ،و ّ
العرفي ،وذلؾ بإسناد ميمة إبراـ وتوثيؽ عقد الزواج إلى أئمة المساجد الحامميف لشيادات
عممية ،باعتبار اإلماـ موظؼ عمومي مؤىؿ ،وعمى دراية بفقو الزواج وأحكامو أكثر مف
وسجؿ خاص تسمّمو لو مديريةّ غيره ،وتمكيف اإلماـ مف نماذج رسمية لعقود الزواج،
تدوف فيو كؿ عقود الزواج المبرمة مف قبؿ اإلماـ ،وتحديد أجؿ
الشؤوف الدينية واألوقاؼّ ،
مناسب بعد إبراـ عقود الزواج مف أجؿ قياـ اإلماـ بتسجيمو لدى ضابط الحالة المدنية في
السجبلت المخصصة لذلؾ ،لذا أقترح تعديؿ نص المادة 18مف ؽ.أ ،وذلؾ عمى النحو
يتـ عقد الزواج أماـ اإلماـ مع مراعاة ما ورد في المادتيف 09و 09مكرر مف
التاليّ " :
ىذا القانوف .يجب عمى اإلماـ أف يرسؿ ممخصا عف العقد في أجؿ ثبلثة أياـ إلى ضابط
الحالة المدنية ليقوـ بنسخو في سجؿ الحالة المدنية خبلؿ خمسة أياـ".
رابعا :أوصي بتعديؿ نص الفقرة األولى مف المادة 22مف ؽ.أ عمى النحو
التالي" :يثبت الزواج بمستخرج مف سجؿ الحالة المدنية ،وفي حالة عدـ تسجيمو يثبت
بحكـ قضائي إذا توافر ركف الزواج وشروطو المحددة في المادتيف 09و 09مكرر مف
ىذا القانوف" ،وذلؾ بإعادة النص عمى شرط توافر ركف الزواج وشروطو.
خامسا :فيما يتعمّؽ بالصبلحيات الممنوحة لقضاء شؤوف األسرة أوصي جعؿ
االختصاص الممنوح لقسـ شؤوف األسرة اختصاصا نوعيا استثنائيا ،واعتباره مف النظاـ
أي مرحمة مف مراحؿ التقاضي ،ولممحكمة إثارتو مف تمقاء
العاـ ،مع إمكانية إثارتو في ّ
ّْؿ
متخصص ومؤىؿ في قضايا شؤوف األسرةُ ،يفع ّْ نفسيا ،وذلؾ مف أجؿ إيجاد قضاء
قواعدىا اإلجرائية والموضوعية.
النص عمى عدـ جواز الدفع بعدـ االختصاص اإلقميمي سادسا :أوصي بضرورة ّ
بالنسبة لدعاوى إثبات الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،والزاـ القاضي بتثبيت الطبلؽ الذي
صرح بو الزوج ،واألمر بتسجيمو في سجبلت الحالة المدنية بسعي مف النيابة العامة، ّ
حتى ُيحتسب الطبلؽ الذي أوقعو الزوج مف عدد الطمقات التي يممكيا.
سابعا :أوصي فيما يتعمؽ بتحديد االختصاص اإلقميمي عند تعدد الطمب
القضائي في دعوى واحدة ،واختبلؼ االختصاص اإلقميمي تبعا ليذا التعدد ،أف ُيترؾ
488
أقرىا
لممدعي الختيار أنسب اختصاص إقميمي لو ،مف بيف االختصاصات التي ّ االختيار ّ
المشرع تبعاً لتعدد الطمب.
ثامنا :أوصي فيما يتعمؽ باألوامر عمى عرائض التي َيتّ ِخ ُذ بموجبيا القاضي
تدابير المؤقتة سيما في مسائؿ النفقة والحضانة والزيارة والمسكف ،والمشمولة بنص المادة
57مكرر مف ؽ.أ ،أف يضفي المشرع عمى ىذه األوامر طابع االستعجاؿ في تنفيذىا،
كما أضفى عمييا طابع االستعجاؿ عند الفصؿ فييا ،وذلؾ بتصنيفيا ضمف األوامر
االستعجالية التي ُيعتَ َم ُد في تنفيذىا نص المادة 614مف ؽ.إ.ـ.إ ،وبالتالي يجوز تنفيذىا
بمجرد التبميغ الرسمي لمتكميؼ بالوفاء بما تضمنو األمر ،دوف مراعاة أجؿ خمسة عشر
يوما المحددة في المادة 612مف ؽ.إ.ـ.إ.
تاسعا :أوصي بإضافة نص قانوني صريح بعدـ اشتراط وجود دعوى في
الموضوع لبلستجابة لمطمبات االستعجالية المتعمقة بالنفقة أو الحضانة أو الزيارة
أو المسكف ،وىو الموقؼ المتبنى مف المحكمة العميا.
بالنص عمى تحديد أجؿ مناسب عند فصؿ
ّ تدخؿ المشرع
عاش ار :أوصي بضرورة ّ
البت فييا ،رفعا لمضيؽ
قاضي الموضوع في قضايا شؤوف األسرة التي تتطمب سرعة ّ
ألف الفصؿ في ىذهوالضرر عف الزوجة واألوالد ،كقضايا التطميؽ أو دعاوى النفقةّ ،
يحمؿ الزوجة والدائف
الدعاوى في آجاؿ معقولة وفقا لنص المادة الثالثة مف ؽ.إ.ـ.إ ّ
تحممو ،وأقترح أجؿ عشرة أياـ لمفصؿ في دعاوى النفقة ،وأجؿ شير
يشؽ ّبالنفقة ضر ار ّ
لمفصؿ في دعاوى التطميؽ التي تضار الزوجة ببقائيا في عصمة زوجيا.
الحادي عشر :أوصي بإضافة نص قانوني يستثني دعاوى الطبلؽ باإلرادة
المنفردة لمزوج مف تطبيؽ األحكاـ اإلجرائية المتعمقة بشطب الدعاوى ،أو التنازؿ عف
الخصومة ،أو عدـ االختصاص اإلقميمي ،أو انقضاء الدعوى ،والنص عمى ّأنو في حالة
المدعي عف
فإنو ال يجوز شطب الدعوى إذا تخمّؼ ّ ثبت تصريح الزوج بالطبلؽّ ،
ألوؿ جمسة ،وضرورة تأجيميا مف أجؿ حضوره ،باإلضافة إلى النص عمى الحضور ّ
المدعي طمبا بالتنازؿ عف
قدـ ّ
تـ بإرادة الزوج إذا ّ
وجوب اإلشياد بالطبلؽ الذي ّ
الخصومة ،وكذا النص عمى عدـ جواز الحكـ بعدـ االختصاص اإلقميمي حتى ال نفوت
الفرصة عمى الزوجيف في استعماؿ حؽ الرجعة دوف عقد جديد خبلؿ عدة الطبلؽ
489
الرجعي ،والنص عمى عدـ جواز الحكـ بانقضاء الدعوى في دعاوى إثبات الطبلؽ،
إذا ثبت تصريح الزوج بو ،واّنما يجب إثباتو وتسجيمو.
إف قياـ النيابة العامة بالمياـ المسندة إلييا في قضايا شؤوف
الثاني عشرّ :
األسرة ،يتطمب تغيير النظرة لمدور التقميدي الذي يجب أف تقوـ بو ،تبعا لممركز الجديد
الذي منحيا إياه المشرع بموجب المادة 03مكرر مف ؽ.أ ،باعتبارىا طرفا أصميا في
دعاوى شؤوف األسرة ،لذا أوصي بضرورة تكويف قضاة النيابة العامة المكمفيف بأقساـ
شؤوف األسرة تكوينا خاصا ،وتعزيز قدرات جياز النيابة العامة بالموارد البشرية والمادية
ألداء األدوار الخاصة بيذه القضايا ،كتعييف مساعديف اجتماعييف متخصصيف ،وضبطية
قضائية متخصصة ،تساعد قضاة النيابة العامة في المياـ المنوطة بيا ،باإلضافة إلى
تخصيص قضاء شؤوف األسرة بمحاكـ خاصة ،ومقار مستقمة عف بقية أقساـ محاكـ
ومدىا بكؿ ما تتطمبو مف تجييزات ووسائؿ مادية حديثة ،مف أجؿ تسيير القضاء العاديّ ،
حديث وفعاؿ لممفات شؤوف األسرة ،مع تطوير وسائؿ التبميغ والتنفيذ.
تـ ترشيده لمزواج فيما
أقر المشرع أىمية التقاضي لمقاصر الذي ّ
الثالث عشرّ :
تطرقو لحقوؽ
أف المشرع اقتصر عند ّيتعمؽ بآثار عقد الزواج مف حقوؽ والتزامات ،غير ّ
وواجبات الزوجيف عمى ذكر أمور معنوية وأخبلقية في المادة 36مف ؽ.أ ،وأغفؿ ذكر
الحقوؽ وااللتزامات المادية التي يرتّبيا عقد الزواج ،لذا أوصي بضرورة تحديد الحقوؽ
وااللتزامات التي تقع عمى عاتؽ الزوجيف بموجب عقد الزواج ،حتى تتضح الدعاوى التي
تـ ترشيده لمزواج التقاضي بشأنيا.
يحؽ لمقاصر الذي ّ
ّ
الرابع عشر :أوصي بضرورة مراعاة انتياء مدة العدة ،عند تسجيؿ دعاوى
الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج ،وعند سير الجمسات ،وذلؾ ببرمجة القضية في أقرب
التقيد
جمسة تمي تاريخ رفع الدعوى ،مثمما ىو األمر بالنسبة لمقضايا االستعجالية ،وعدـ ّ
بأجؿ عشريف يوما بيف تاريخ تسجيؿ الدعوى وتاريخ أوؿ جمسة ،حتى يتمكف القاضي مف
وتحوؿ الطبلؽ الرجعي إلى بائف ،وذلؾ مف
ّ إجراء محاوالت الصمح قبؿ انقضاء العدة،
أجؿ محاولة إقناع الزوج عمى استعماؿ حؽ الرجعة دوف عقد جديد ،وعمى قاضي قسـ
عدتيا شارؼ
يتفحص الممفات المسجمة ،ويبرمج القضايا التي يكوف أجؿ ّ
شؤوف األسرة أف ّ
عمى االنقضاء في أقرب جمسة ،ونفس األمر بالنسبة لسير الجمسات ،حيث أوصي أف
490
يكوف تأجيؿ قاضي شؤوف األسرة لمجمسات لمدة قصيرة ال تتجاوز أسبوع عمى األكثر،
وليس مثمما ىو معموؿ بو في القضايا العادية تؤجؿ لمدة خمسة عشر يوما أو أكثر،
العدة.
وذلؾ حتى ال تنقضي آجاؿ ّ
لذلؾ أوصي بإضافة نص قانوني ُيمزـ أميف الضبط بتسجيؿ دعاوى الطبلؽ
وقيدىا وبرمجتيا في أقرب جمسة تمي تاريخ تسجيميا بأمانة الضبط ،نظ ار لمخصوصية
تميز قضايا الطبلؽ ،والتي تبرر استثناءىا مف تطبيؽ القواعد العامة في تسجيؿ
التي ّ
وقيد الدعاوى.
أقره المشرع في قضايا شؤوف األسرة بموجب
إف االستثناء الذي ّ
الخامس عشرّ :
الفقرة الثانية مف المادة 538مف ؽ.إ.ـ.إ ،والخاص بعدـ وجوبية التمثيؿ بمحاـ أماـ
أف حماية الفئات الي ّشة
المجمس القضائي ،استثناء جدير التنويو بو ،غير ّأنني أعتقد ّ
تـ تفعيؿ آلية المساعدة القضائية وتسييؿ
المعنية بيذا االستثناء يتحقّؽ بشكؿ أحسف إذا ّ
ألف توكيؿ محاـ
البت في الطمبّ ،
وتبسيط إجراءاتيا في قضايا شؤوف األسرة ،وسرعة ّ
لمدفاع عف حقوؽ المتقاضيف يش ّكؿ ضمانة أساسية لتحصيؿ الحقوؽ المنشودة ،وحماية
المراكز القانونية الموجودة ،لذا أوصي بتفعيؿ آلية المساعدة القضائية وتسييؿ إجراءاتيا
في قضايا شؤوف األسرة.
النية إلى التحايؿ في ذكر
السادس عشرَ :ي ْع َم ُد أحيانا الزوج أو الزوجة سيئي ّ
عنواف وىمي لممدعى عميو في عريضة الدعوى ،بغية عدـ توصؿ الزوج اآلخر بالتكميؼ
بالحضور لمجمسة ،وا ستصدار حكما في غيابو بفؾ الرابطة الزوجية ،قصد الحيمولة دوف
تقديـ المدعى عميو لطمباتو ودفوعاتو ،لذا أقترح إضافة نص ُيعاقب عمى التحايؿ المرتكب
مف أحد الزوجيف إض ار ار بالزوج اآلخر ،عند ذكر عنواف وىمي في دعاوى شؤوف األسرة
خاصة ،وذلؾ بتسميط عقوبة جزائية
ّ ؾ الرابطة الزوجية بصفة
بصفة عامة ،وفي دعاوى ف ّ
عميو بالحبس والغرامة ،بناء عمى شكوى مف الزوج المتضرر مف التحايؿ ،حتى تكوف ىذه
العقوبة ردعا لممتحايؿ ،وضمانة لؤلطراؼ ،تكفؿ عمميـ بموضوع الدعوى ،وعدـ التحايؿ
عمى بعضيـ بذكر عناويف وىمية ،ويستعاف في ذلؾ بالنيابة العامة مف أجؿ البحث
والتحري لموصوؿ إلى عنواف الزوج المتحايؿ عميو.
491
السابع عشر :مراعاةً لحاؿ الدائف بالنفقة ،سواء كانت زوجة أو مطمقة أو ولدا
أو والديف ،حيث يغمب عمييـ الحاجة والعسر ،ويعجزوف عف أداء المصاريؼ القضائية
البلزمة لممطالبة بحقّيـ في النفقة أماـ القضاء ،أوصي بضرورة إعفاء دعاوى النفقة مف
دفع الرسوـ القضائية ،متى كاف رافع الدعوى الدائف بالنفقة ،كاستثناء عف القواعد العامة،
أما المديف بالنفقة فبل يستفيد مف ىذا اإلعفاء إذا ما رفع دعوى مف أجؿ إسقاط النفقة،
أو المطالبة بتخفيض مبالغيا.
الثامن عشر :في ظؿ غياب نص قانوني ُيمزـ أو ُيعفي جية االستئناؼ لمقياـ
بمحاوالت الصمح ،أوصي بضرورة النص عمى منح السمطة التقديرية لقضاة المجمس في
إعادة إجراء الصمح ،إذا قاـ قاضي الدرجة األولى بمحاوالت الصمح بمناسبة فصمو في
النزاع المطروح عميو ،متى أرى قضاة المجمس جدوى لذلؾ ،أما إذا لـ ُيجر قاضي الدرجة
األولى محاوالت لمصمح بيف الزوجيفُ ،في َمزُـ قاضي الدرجة الثانية بإجرائو ،عمى خبلؼ
ما تبنتو المحكمة العميا مف عدـ إلزاـ جية االستئناؼ بالقياـ بإجراء الصمح قبؿ النطؽ
أف اإللزاـ المذكور في المادة 49مف ؽ.أ ،والمادة 439مف ؽ.إ.ـ.إ ،موجو
بالطبلؽ ،و ّ
لقاضي شؤوف األسرة عمى مستوى المحكمة فقط ،وليس عمى مستوى جية االستئناؼ.
إف السماح لممدعى عميو أو محاميو بتقديـ مقاؿ الرد عمى عريضة
التاسع عشرّ :
ؾ الرابطة الزوجية ،قد يؤدي إلى فشؿ مساعي الصمح بيف الزوجيف المدعي في دعاوى ف ّ
ّ
قبؿ أف تبدأ جمسات الصمح ،نظ ار لما قد تتضمنو مقاالت الرد مف كشؼ ألسرار بيت
يصر عمى فؾ الرابطةّ المدعي
الصحة ،تجعؿ ّ
ّ الزوجية ،أو افتراءات ال أساس ليا مف
الزوجية ،وال تنفع معو محاوالت الصمح ،لذا أوصي بالنص عمى تأجيؿ تقديـ مقاؿ الرد
أف عمى القاضي أال يسمح بتبادؿ المقاالت بيف طرفي
إلى ما بعد فشؿ جمسة الصمح ،و ّ
الدعوى إلى ما بعد إجراء محاوالت الصمح ،فإذا فشمت ىذه المحاوالت سمح لمطرفيف
بذلؾ.
كما أ وصي السادة المحاميف بضرورة تفادي كؿ ما مف شأنو التجريح أو تظميـ
ؾ الرابطة الزوجية ،حتى ال تفشؿ مساعي
الطرؼ اآلخر في العريضة االفتتاحية لدعوى ف ّ
الصمح ،وتأجيؿ بياف ما يستمزـ بيانو مف ظمـ أحد الطرفيف أو خطأه ،إلى ما بعد فشؿ
محاوالت الصمح.
492
العشرين :جعؿ المشرع بداية أجؿ الصمح مرتبط بتاريخ رفع الدعوى ،وينقضي
ألف الصمح يرتبط أجمو بأجؿ
صحتوّ ،
ّ أجمو بمضي ثبلثة أشير ،وىو أمر أعتقد عدـ
العدة في
العدة ،اتساعا وضيقا ،لذا أوصي بجعؿ بداية ميمة الصمح مرتبط ببداية سرياف ّ
ّ
صرح فييا الزوج بالطبلؽ ،ونياية ميمة الصمحدعاوى الطبلؽ باإلرادة المنفردة التي ّ
العدة ،وبذلؾ تطوؿ ميمة الصمح عندما يطوؿ أجؿ العدة ،كعدة المرأة
مرتبط بانتياء أجؿ ّ
أما في دعاوى التطميؽ والخمع والطبلؽ بالتراضي ،أيف ُي ْعتََب ُر الحكـ منشئا ،وال
الحامؿّ ،
العد ة إال مف تاريخ صدور الحكـ ،وكذا في دعاوى الطبلؽ باإلرادة المنفردة تبدأ سرياف ّ
لمزوج التي لـ يتمفظ فييا الزوج بالطبلؽ ،أقترح إطالة ميمة الصمح إلى ستة أشير مف
أجؿ السماح لمقاضي بالمجوء إلى مختمؼ التدابير التي أقرىا المشرع مف أجؿ إنجاح
محاوالت الصمح ،كتعييف حكميف أو استشارة جيات متخصصة ،مما يزيد فرص نجاح
مساعي الصمح.
الواحد والعشرين :أوصي بتعديؿ نص المادة 49مف ؽ.أ ،أو إضافة نص جديد
مدة الصمح الموافقة لمدة العدة
يمنع القاضي مف إصدار حكـ إثبات الطبلؽ قبؿ انقضاء ّ
المقدرة بثبلثة أشير ،وذلؾ حتى تجنب الوقوع في حاالت شا ّذة مخالفة لمنظاـ العاـ ،تؤدي
عدة الطبلؽ الرجعي ،أو تحرـ أحد الزوجيف مف
إلى حرماف الزوج مف مراجعة زوجتو في ّ
عدة الطبلؽ الرجعي.
الميراث في ّ
الثاني والعشرين :أقترح إلزاـ القاضي عند إصداره حكما باإلشياد عمى الصمح
أف يذكر في منطوؽ الحكـ جميع الشروط التي اتّفؽ عمييا الزوجاف ،والتي بموجبيا
ألف االكتفاء بالنص عمى
حصؿ الصمح بينيما ،حتى يكوف الحكـ واضحا وقاببل لمتنفيذّ ،
اتفاؽ األطراؼ باستئناؼ الحياة الزوجية ،دوف بياف الشروط التي حصؿ االتفاؽ بشأنيا
بيف الطرفيف ،يؤدي إلى عديد اإلشكاالت في تنفيذ الحكـ الصادر باإلشياد عمى الصمح.
الثالث والعشرين :بالنظر ألىمية إجراء الصمح في الحفاظ عمى استقرار األسرة
تظـ كفاءات في
ووحدتيا ،كاف مف األنسب إسناد ميمة الصمح إلى جية متخصصة ّ
القانوف ،وعمـ االجتماع ،وعمـ النفس ،والشريعة اإلسبلمية ،عمى غرار مكاتب تسوية
ألف حؿ الخبلفات الزوجية تتطمب كفاءة وخبرة قد ال تتوفر
المنازعات األسرية في مصرّ ،
لدى قاضي شؤوف األسرة ،المثقؿ أصبل بعديد الممفات المطالب بالفصؿ فييا في آجاؿ
493
معقولة ،مما يعرقؿ مياـ الصمح ،ويجعمو مجرد إجراء شكمي وجب استيفائو تطبيقا لنص
المادة 49مف ؽ.أ ،والمادة 439مف ؽ.إ.ـ.إ.
جدي مف خبلؿ تكميؼ جية جماعية إف إجراء الصمح يحتاج إلى تفعيؿ ّ ّ
متخصصة تؤمف بو وبحاجة المجتمع إليو ،وتؤمف بضرورة بذؿ الجيد والوقت والعناية
يجب استيفائو مف أجؿ تفادي الطعف في
البلزمة لتحقيقو ،وال ترى فيو مجرد إجراء شكمي ُ
الحكـ بالطبلؽ بوجو مف أوجو الطعف المتاحة ،وبذلؾ ُيخفؼ العبء الممقى عمى عاتؽ
قاضي شؤوف األسرة ،وتزيد فرص نجاح محاوالت الصمح.
مختصة ومؤىمة إلجراء الصمح ،مكونة مف أخصائييف
ّ لذا أدعو إلى إنشاء جية
في القانوف والشريعة وعمـ االجتماع وعمـ النفس ،تُسند ليا مباشرة ميمة إجراء الصمح،
بمجرد حدوث الشقاؽ والخبلؼ بينيما وقبؿ رفع دعوى الطبلؽ ،أو حتى بعد رفع دعوى
المختصة ،وذلؾ في ظؿ عدـ كفاية الدور الذي يقوـ بو
ّ الطبلؽ أماـ الجيات القضائية
قاضي شؤوف األسرة والحكميف في إنجاح محاوالت الصمح.
الرابع والعشرين :أوصي بإضافة نص تستثنى بموجبو المطمقة ثبلثا مف وجوبية
أف أوؿ ما عمى القاضي معرفتو عند نظره دعوى إجراء الصمح في دعاوى الطبلؽ ،حيث ّ
الطبلؽ ،كـ عدد الطمقات التي أوقعيا الزوج عمى زوجتو؟ فإف ثبت أنو طمقيا لممرة الثالثة
وجب االمتناع عف إجراء الصمح لمخالفتو النظاـ العاـ.
الخامس والعشرين :تجنبا لكؿ اإلشكاالت التي تترتب عمى اختبلؼ أجؿ الصمح
العدة ،أوصي بضرورة اقتراف مدة الصمح وارتباطيا بمدة عدة الطبلؽ الرجعي، عف أجؿ ّ
ألف األحكاـ الشرعية المتعمقة بالرجعة والنسب والميراث ترتبط ارتباط وثيقا ببداية ونياية
العدة ،التي ترتبط بدورىا بتاريخ تصريح الزوج بالطبلؽ ،لذا أقترح النص عمى
سرياف مدة ّ
العدة ،ابتداء مف
عدة محاوالت لمصمح خبلؿ فترة ّ ما يمي" :يجب عمى القاضي إجراء ّ
تاريخ تصريح الزوج بالطبلؽ" ،أما بالنسبة لمطبلؽ بالتراضي أو التطميؽ أو الخمع ،فأقترح
مدة الصمح ال تقؿ عف ستة أشير مف تاريخ رفع الدعوى.
أف تكوف ّ
السادس والعشرين :أوصي بإلغاء الشرطيف الوارديف في المادة 56مف ؽ.أ ،مف
أجؿ وجوب تعييف الحكميف ،والمتعمقيف بشرط اشتداد الخصاـ بيف الزوجيف ،وشرط عدـ
ألف اليدؼ مف تشريع إجراء التحكيـ ىو الحفاظ عمى العبلقة الزوجية،
ثبوت الضررّ ،
494
وحماية عقد الزواج مف الح ّؿ ،لذلؾ أقترح تعديؿ نص الفقرة األولى مف المادة 56مف ؽ.أ
كما يمي " :إذا ظير الخصاـ بيف الزوجيف وجب تعييف حكميف لمتوفيؽ بينيما".
السابع والعشرين :أوصي بتعديؿ نص المادة 446مف ؽ.إ.ـ.إ ،واإلشارة إلى
وجوب تقديـ الحكميف تقريرىما عند نياية مياميما ،حتى لو أفضت مساعي الصمح إلى
ألف ذلؾ يساعد قاضي شؤوف األسرة في فيـ موضوع الخبلؼ بيف الزوجيف، الفشؿّ ،
وتحديد مسؤولية كؿ واحد مف الزوجيف في إيقاع الطبلؽ ،وتقدير التعويض المناسب
لمطرؼ المتضرر.
الثامن والعشرين :أقترح لتفادي اإلشكاالت المثارة بشأف المادة 49مف ؽ.أ،
تعديميا واستبداؿ عبارة "ال يثبت الطبلؽ" بعبارة "ال يثبت الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج"،
يعمـ تطبيؽ نص المادة 49عمى باقي صور الطبلؽ األخرى ،والزاـ القاضي حتى ال ّ
بتحديد تاريخ إيقاع الطبلؽ بأثر رجعي إلى تاريخ تمفظ الزوج بو.
التاسع والعشرين :أوصي بإلزاـ قاضي شؤوف األسرة بذكر في حكـ الطبلؽ عدد
ألنو يحضر عمى الزوج
الطمقات التي أوقعيا الزوج ،وأال يقتصر عمى إثبات الطبلؽ فقطّ ،
ثـ
الذي أوقع ثبلث طمقات أف ُيرجع المطمقة إلى عصمتو ،إال بعد أف تتزوج زوجا آخرّ ،
فإف ذكر عدد الطمقات في الحكـ المثبت لمطبلؽ أمر ميـ
يطمقيا وتبيف منو ،وبالتالي ّ
يتعيف إلزاـ القاضي بذكره.
جداّ ،
الثالثين :أوصي بتوحيد العمؿ في جميع المحاكـ بتسجيؿ أحكاـ الطبلؽ في
ألنيا أحكاـ تصدر في أوؿ وآخر درجة ،وال تقبؿ
سجبلت الحالة المدنية بمجرد صدورىاّ ،
أف الطعف بالنقض ال يوقؼ تنفيذىا ،طبقا لنصالطعف فييا بطرؽ الطعف العادية ،كما ّ
المادة 49مف ؽ.أ ،والمواد ،452و 435مف ؽ.إ.ـ.إ ،لذا عمى ممثؿ النيابة العامة
السعي وجوبا في تسجيؿ أحكاـ الطبلؽ ،دوف انتظار آجاؿ الطعف بالنقض أو الفصؿ
فيو.
الواحد والثالثين :أقترح إضافة مادة جديدة ُينص فييا ص ارحة عمى عدـ جواز
ألف إلغاء أحكاـ الطبلؽ باإلرادة
الطعف بالمعارضة قانونا في أحكاـ الطبلؽ الغيابيةّ ،
المنفردة لمزوج التي صدرت في غياب الزوجة ،وذلؾ بمناسبة الفصؿ في حقوؽ المطمقة
أف الطبلؽ باإلرادة
برمتو ،كما ّ
المادية أو غير المادية ،يؤدي إلى إلغاء حكـ الطبلؽ ّ
495
صرح الزوج بو ،لتعمّؽ ذلؾ
المنفردة يوقعو الزوج ،وال مجاؿ إللغاء الحكـ بإثباتو إذا ّ
بالنظاـ العاـ.
أما بالنسبة ألحكاـ التطميؽ والخمع ،وتماشيا مع موقؼ المشرع الذي لـ ُيجز
الطعف بالمعارضة في أحكاـ التطميؽ والخمع باعتبارىا أحكاما تصدر في أوؿ وآخر
درجة ،فأقترح إضافة نص خاص وصريح ُيبيف عدـ جواز المعارضة في أحكاـ التطميؽ
والخمع ،رفعا ألي لبس أو غموض.
أف ما ذىب إليو المشرع مف عدـ جواز الطعف الثاني والثالثين :أعتقد ّ
بالمعارضة واالستئناؼ في أحكاـ التطميؽ والخمع ما عدا الجوانب المادية ،والتسوية بيف
حكـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج مف جية ،وحكـ التطميؽ والخمع مف جية أخرى أمر
منتقد ،الختبلؼ طبيعة كؿ منيما ،ودور القاضي فييما ،لذا أوصي فتح مجاؿ الطعف
بالمعارضة واالستئناؼ في أحكاـ التطميؽ والخمع ،مف أجؿ تدارؾ ما قد يقع في ىذه
ؾ الرابطة الزوجية ،باعتبار
صحة حكـ ف ّ
األحكاـ مف أخطاء ومخالفات قانونية تؤثر عمى ّ
منزىيف عف الخطأ ،وال بد مف خضوع عمميـ لمرقابة ،غير أنو يجب وقؼ القضاة غير ّ
تنفيذ أحكاـ التطميؽ والخمع حتى تصير نيائية غير قابمة لمطعف فييا بطرؽ الطعف
العادية ،كما أوصي بتخفيض آجاؿ الطعف فييا حتى تستقر الحالة الشخصية لؤلسرة في
أقرب اآلجاؿ ،وذلؾ باعتماد إجراءات االستعجاؿ مف حيث أجؿ الطعف أو أجؿ الفصؿ
فييا.
أقره المشرع المتعمّؽ بتمكيف األطراؼ رفع
إف االستثناء الذي ّ
الثالث والثالثينّ :
الطعف باالستئناؼ أماـ أمانة ضبط المحكمة التي أصدرت الحكـ المطعوف فيو ،أمر
إيجابي مف شأنو التسييؿ عمى المتقاضيف ،وتجنيبيـ عناء التنقؿ إلى مسافات كبيرة
لموصوؿ إلى مقرات المجالس القضائية مف أجؿ تسجيؿ عريضة الطعف باالستئناؼ ،غير
أنني أ دعو إلى تفعيؿ ىذا االستثناء وتوسعيو ليشمؿ تسجيؿ عريضة الطعف بالنقض في
أحكاـ فؾ الرابطة الزوجية أماـ أمانة ضبط المحكمة التي أصدرت الحكـ ،وذلؾ بمسؾ
ؾ الرابطة الزوجية عمى مستوى المحاكـ،
سجبلت خاصة بالطعف بالنقض في أحكاـ ف ّ
تكوف تحت رقابة رئيس المحكمة ،تسييبل عمى المتقاضيف ،بالنظر إلى المشقّة التي
496
جراء التنقؿ إلى مقرات المجالس القضائية أو إلى مقر المحكمة العميا لقيد عريضة
تمحقيـ ّ
الطعف بالنقض.
ؾ
الرابع والثالثين :بالنسبة ألجؿ الطعف باالستئناؼ في الجوانب المادية لحكـ ف ّ
الرابطة الزوجية ،أقترح جعؿ بداية سرياف أجؿ الطعف باالستئناؼ في األحكاـ الحضورية
مف تاريخ صدور الحكـ ،وعدـ تقييده بتاريخ تبميغ الحكـ ،حتى ال يتقاعس األطراؼ عف
يتـ تحقيؽ االستقرار لمحالة الشخصيةؾ الرابطة الزوجية ،وبذلؾ ّ
متابعة مآؿ دعوى ف ّ
لمطميقيف في أسرع وقت ممكف ،وىو ما ينعكس عمى استقرار المجتمع ،وبالتالي الحفاظ
عمى النظاـ العاـ.
الخامس والثالثين :أوصي بوجوب التفرقة بيف األحكاـ التي تقضي برفض
دعوى فؾ الرابطة الزوجية ،التي يجب فتح مجاؿ الطعف فييا باالستئناؼ ،وبيف األحكاـ
التي تقضي بالطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع ،والتي ال يجيز المشرع الطعف فييا
أف األحكاـ الصادرة في دعاوى فؾ
باالستئناؼ ،حيث مف الضروري النص صراحة عمى ّ
الرابطة الزوجية والتي ُيحكـ فييا برفض الدعوى تكوف صادرة في أوؿ درجة ،وقابمة
لمطعف فييا باالستئناؼ ،كما أدعو إلى تعديؿ نص المادة 57مف ؽ.أ ،مف الصياغة
الحالية ،وذلؾ بحذؼ عبارة "الصادرة في دعاوى" ،إلى الصياغة القديمة " :تكوف أحكاـ
ألف األحكاـ الصادرة في دعاوى الطبلؽ أو التطميؽ أو الخمع ،قد
فؾ الرابطة الزوجية"ّ ،
تُتوج بقبوؿ الدعوى وصدور حكـ الطبلؽ ،وقد تُرفض الدعوى فيصدر حكـ بعدـ قبوليا،
وبذلؾ يتّفؽ ىذا االتجاه مع موقؼ المحكمة العميا في المسألة.
أف أحكاـ تصحيح الخطأ المادي،
إف المشاىد في الواقع ّالسادس والثالثينّ :
ؾ الرابطة الزوجية ،تصدر في أوؿ درجة ،وبذلؾ
أو األحكاـ التفسيرية المتعمّقة بقضايا ف ّ
تكوف قابمة لمطعف فييا بطرؽ الطعف العادية ،وىو أمر غير منطقي ومخالؼ لمفيوـ
المادة 57مف ؽ.أ ،ويحوؿ دوف استقرار العبلقات األسرية ،ويطيؿ أمد التقاضي بيف
المتخاصميف ،في حيف أنو مف المفترض أف تصدر ىذه األحكاـ في أوؿ وآخر درجة،
باعتبارىا تأخذ وصؼ الحكـ األصمي ،لذا أوصي بإضافة نص يشير إلى اعتبار أحكاـ
تصحيح الخطأ المادي ،واألحكاـ التفسيرية المتعمقة بفؾ الرابطة الزوجية ،أحكاما تصدر
في أوؿ وآخر درجة.
497
السابع والثالثين :تصدر األحكاـ الحضورية التي ترمي إلى إضفاء الصيغة
التنفيذية أل حكاـ الطبلؽ الصادرة عف جيات قضائية أجنبية في أوؿ درجة ،وتقبؿ الطعف
أف األولى واألصوب
يخصيا بنص خاص ،وأعتقد ّ ّ باالستئناؼ فييا ،أل ّف المشرع لـ
ألف
اعتبارىا تصدر في أوؿ وآخر درجة ،واستثنائيا وتمييزىا بعدـ جواز الطعف فيياّ ،
ؾ الرابطة الزوجية استنفذ طرؽ الطعف في البمد األجنبي الذي
الحكـ األجنبي الصادر بف ّ
يتـ ميره بالصيغة التنفيذية إالّ بعد أف صار نيائيا ،وما دور قاضي شؤوف
صدر فيو ،ولـ ّ
األسرة إال التحقّؽ ّأنو حكـ نيائي غير مخالؼ لمنظاـ العاـ ،وبالتالي مف غير المعقوؿ
فتح مجاؿ الطعف في الحكـ الذي يضفي عمييا الصيغة التنفيذية ،لذا أوصي بإضافة نص
يوجب الفصؿ بحكـ صادر في أوؿ وآخر درجة في دعاوى إضفاء الصيغة التنفيذية عمى
ؾ الرابطة الزوجية.
الحكـ األجنبي المتعمؽ بف ّ
يخص أجؿ الطعف بالنقض في األحكاـ الحضورية
ّ الثامن والثالثين :أوصي فيما
ؾ الرابطة الزوجية عف طريؽ التطميؽ أو الخمع أف يبدأ سرياف أجؿ الطعف بالنقض مف
بف ّ
تاريخ صدور الحكـ أو القرار ،وأالّ يرتبط بتاريخ التبميغ الرسمي لمحكـ أو القرار ،باعتبار
أف الطرفيف حض ار جمسات المحاكمة ،وىما عمى عمـ بالنزاع ومآلو ،وذلؾ تحقيقا الستقرار
ّ
الحالة الشخصية لمزوجيف في أقرب وقت ،وحتى ال تبقى اآلجاؿ مفتوحة ومعمّقة عمى قياـ
أحد الطرفيف بالتبميغ الرسمي لمحكـ أو القرار.
التاسع والثالثين :أقترح التمييز بيف فئتيف مف صور الطبلؽ ،فيما يخص الطعف
فييا بأوجو الطعف العادية وغير العادية ،وذلؾ عمى النحو اآلتي:
الفئة األولى :أوصي بغمؽ مجاؿ الطعف فييا بأي وجو مف أوجو الطعف العادية
ألف إرادة الزوج ىي
أو غير العادية ،وذلؾ بالنسبة ألحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوجّ ،
التي تنشأ الطبلؽ باإلرادة المنفردة ،وال تأثير ألي طعف عمى تغيير المراكز القانونية التي
أف دور القاضي سمبي ،يقتصر عمى التأ ّكد مف إرادة الزوج فيأنشأىا الزوج ،كما ّ
ألف إرادة الزوجيف ليا اعتبار في
الطبلؽ ،وكذا بالنسبة ألحكاـ الطبلؽ بالتراضيّ ،
ؾ العصمة ،ودور القاضي في إصدار الحكـ
حصوؿ الطبلؽ ،واالتفاؽ عمى توابع ف ّ
محدود ،يقتصر عمى مراقبة شروط االتفاؽ المبرـ بيف الزوجيف ،وعدـ مخالفتيا لمنظاـ
العاـ.
498
الفئة الثانية :األحكاـ الصادرة بالتطميؽ والخمع أقترح فتح مجاؿ الطعف فييا
بطرؽ الطعف العادية وغير العادية ،نظ ار لمدور اإليجابي الذي يقوـ بو القاضي عند
إصدارىا ،حتى يخضع العمؿ القضائي لرقابة الجية األعمى منو درجة ،لمتأكد مف سبلمة
تطبيؽ القانوف ،كما أقترح أف يوقؼ تنفيذ أحكاـ التطميؽ والخمع حتى تستنفذ آجاؿ الطعف
تـ ممارستو ،وأف تكوف آجاؿ الطعف
يتـ الفصؿ في الطعف بالنقض إذا ّ بالنقض ،أو ّ
تستقر الحالة الشخصية
ّ قصيرة مثمما ىو الشأف بالنسبة لمقضايا االستعجالية ،حتى
لؤلشخاص في أقرب اآلجاؿ ،لذا أقترح تعديؿ نص المادة 57مف ؽ.أ ،وصياغتو عمى
النحو اآلتي" :أحكاـ الطبلؽ باإلرادة المنفردة لمزوج والطبلؽ بالتراضي غير قابمة لمطعف
فييا بأي وجو مف أوجو الطعف العادية أو غير العادية ،باستثناء جوانبيا المادية
والحضانة.
أحكاـ التطميؽ والخمع قابمة لمطعف فييا بأوجو الطعف العادية وغير العادية".
كما أ قترح أف تتولى المحكمة العميا في حالة نقضيا حكـ التطميؽ أو الخمع
الفصؿ في موضوع دعوى التطميؽ أو الخمع ،دوف أف تحيمو إلى الجية القضائية التي
أصدرتو مف أجؿ إعادة الفصؿ فيو ،ربحا لموقت ،وتحقيقا الستقرار المراكز القانونية
لؤلطراؼ في أسرع وقت.
كما يمكف مف جية أخرى إذا كاف ال بد مف مراقبة مدى التطبيؽ السميـ لمقانوف
في أحكاـ فؾ الرابطة الزوجية ،فإنو يمكف لممشرع فتح المجاؿ لمنيابة العامة لمطعف
بالنقض في أحكاـ الطبلؽ لصالح القانوف ،دوف أف يستفيد أطراؼ الدعوى مف ذلؾ ،حيث
تـ تطبيؽؾ الرابطة الزوجية ،لتقرر ما إذا ّتبسط المحكمة العميا رقابتيا عمى أحكاـ ف ّ
القانوف بطريقة سميمة أـ ال ،وفي حالة ثبوت وجود مخالفة لمقانوف تكتفي المحكمة العميا
بالتصريح بيا دوف نقض حكـ الطبلؽ لخصوصيتو.
ؾ الرابطة الزوجية،
األربعين :في ظؿ إجازة المشرع الطعف بالنقض في أحكاـ ف ّ
وفي حال ة نقضت المحكمة العميا حكـ الطبلؽ بسبب ما ،وأحالت القضية إلى المحكمة
تـ مخالفة القانوف
لمفصؿ فييا مف جديد ،يجب أف يقتصر النقض عمى الجزء الذي ّ
ألف الطعف بالنقض يجب أف بشأنو ،دوف إلغاء المركز القانوني الذي أوجده الزوجّ ،
ال ينصرؼ إلى الحكـ كمو ،بؿ يقتصر عمى المسألة القانونية التي أثارتيا المحكمة العميا
499
تـ نقض حكـ الطبلؽفقط ،لذا أوصي بأف يقوـ قاضي الموضوع باستيفاء اإلجراء الذي ّ
ض حكـ الطبلؽ لعدـ إجراء الصمح ،فعمى ِ
مف أجمو ،دوف أف يمغي حكـ الطبلؽ ،فإذا ُنق َ
أف الطبلؽ قد
بأف إجراء الصمح كاف دوف جدوى ،باعتبار ّ
قضاة الموضوع التصريح ّ
نتجنب
ّ عدة المطمقة ،ومف ثََّـ تثبيت حكـ الطبلؽ ،وبذلؾ
أوقعو الزوج وانقضت ّ
اإلشكاالت الشرعية والقانونية التي يثيرىا قرار المحكمة العميا القاضي بنقض حكـ
الطبلؽ.
بالنظر إلى اإلشكاالت التي تترتب عمى إلغاء حكـ الطبلؽ واعادة األطراؼ إلى
الحالة التي كانوا عمييا قبؿ إصدار الحكـ المطعوف فيو ،يجب عمى المحكمة العميا أالّ
خاصة إذا تعمّؽ األمر بمخالفة قاعدة إجرائية ،حيث
ّ تتوسع في نقض أحكاـ الطبلؽ،
يمكف تجاوز الكثير مف ىذه المخالفات اإلجرائية بتطبيؽ نص المادة 60مف ؽ.إ.ـ.إ،
وذلؾ بإعماؿ شروط البطبلف اإلجرائي ،إذ ال بطبلف إال بنص مع إثبات الضرر.
الواحد واألربعين :بالنسبة لصندوؽ النفقةِ أوصي أف تشمؿ الفئات المستفيدة مف
المستحقات المالية لمصندوؽ فئات أخرى ال تقؿ حاجة عف الفئات التي حددىا المشرع،
كالزوجة واألبناء الذيف أىمميـ األب أثناء قياـ العبلقة الزوجية ،واألرممة الحاضنة التي
لـ تجد مف يعوليا وأبنائيا ،والزوجة واألوالد الذيف حكـ ليـ بنفقة مؤقتة إلى حيف الفصؿ
في دعوى فؾ الرابطة الزوجية ،أو نفقة األصوؿ ،واف كاف تضييؽ المشرع مف الفئات
مدة مف دخوؿ القانوفوشح الموارد ،إال أنو بعد مضي ّ
ّ المستفيدة مبر ار لحداثة التجربة
01-15حيز التطبيؽ ،وظيور نجاح التجربة ورسوخيا ،يجب توسعة الفئات المستفيدة
أشد الحاجة لمتكفؿ بيا
مف المستحقات المالية لصندوؽ النفقة لتشمؿ فئات أخرى ىي في ّ
وباحتياجاتيا ،كالنص عمى استمرار استفادة األوالد المحضونيف المعاقيف العاجزيف عف
ألف حاجتيـ وعوزىـ مستمر ال ينقضي
الكسب مف المستحقات المالية لصندوؽ النفقةّ ،
ببموغيـ ِّ
سنا معينة.
الثاني واألربعين :لـ يبيف المشرع مشتمبلت النفقة في القانوف ،01-15مما قد
يثير الخبلؼ بشأنيا ،كما ثار بالنسبة لمشتمبلتيا في المادة 331مف قانوف العقوبات،
فسرت خطأ أ نيا تشمؿ النفقة الغذائية فقط ،لذا وتفاديا ألي تأويؿ أو خبلؼ ،أوصي
حيث ّ
حددتو المادة 78مف
بالنص صراحة عمى شموؿ النفقة المعنية بصندوؽ النفقة كؿ ما ّ
500
ؽ.أ ،مف نفقة الغذاء والكسوة والعبلج والسكف أو أجرتو ،وما يعتبر مف الضروريات في
العرؼ والعادة.
الثالث واألربعين :لـ يشترط المشرع لبلستفادة مف المخصصات المالية لصندوؽ
مما قد يجعؿ لبعض النفقة في المرأة المطمقة أف تكوف معسرة وال مورد مالي لياّ ،
الحؽ في االستفادة مف الصندوؽ ،وىو
ّ ليف دخؿ مالي كبير
المطمقات الموسرات والبلتي ّ
أمر منتقد ،حيث كاف مف األفضؿ لو اشترط المشرع ِ
الع َوْز في الفئات المستفيدة مف
يتـ توفير موارد الصندوؽ لمساعدة الفئات الي ّشة فقط ،وتوجيو الفئات
الصندوؽ ،حتى ّ
المقررة في القواعد العامة لتحصيؿ حقوقيـ مف المديف
الموسرة التّباع مختمؼ اإلجراءات ّ
بالنفقة ،لذا أوصي بإقرار شرط العوز في كؿ الفئات التي ليا حؽ االستفادة مف
المخصصات المالية لصندوؽ النفقة.
أقر المشرع في المادة 75مف ؽ.أ حؽ ال َذ َك ْر في النفقة إلى
الرابع واألربعينّ :
سف الرشد ،والبنت إلى الدخوؿ ،وتستمر في حالة عجز الولد آلفة عقمية أو بدنية
فإف إقرار المشرع سقوط حؽ
أو م ازوال لمدراسة ،وتسقط باالستغناء عنيا بالكسب ،لذا ّ
االستفادة مف صندوؽ النفقة بسقوط حؽ الحضانة أو انقضائيا أمر غير صائب ،ويتنافى
مع نص المادة 75مف ؽ.أ ،لذا أوصي بتعديؿ الفقرة السادسة مف المادة 02مف القانوف
،01-15ومبلئمتيا مع نص المادة 75مف ؽ.أ ،ألف الحضانة رعاية نفسية ،والنفقة
رعاية مادية ،واستغناء الولد عف الرعاية النفسية عند انقضاء الحضانة ،ال يتبعو بالضرورة
استغناؤه عف الرعاية المادية.
الخامس واألربعين :أسند المشرع ألمانة ضبط المحكمة بموجب المادة الخامسة
مف القانوف 01-15ميمة تبميغ المديف والدائف بالنفقة والمصالح المختصة ،ومنحيا أجؿ
48ساعة لمتبميغ ،وىو أمر أعتقد صعوبتو بالنظر لقصر األجؿ الممنوح ليا ،وعدـ توافر
اإلمكانيات المادية لمقياـ بميمة التبميغ ،وبالنظر لعدـ اختصاصيا بإجراءات التبميغ
المسندة أساسا لممحضريف القضائييف ،مما دفع أمناء الضبط حاليا إلى االكتفاء بإرساؿ
البرقيات إلى األطراؼ الواجب تبميغيا ،دوف االنتقاؿ إلى موطف إقامتيـ وتبميغيـ بموجب
محضر رسمي ،وىو أمر يحوؿ في كثير مف األحياف دوف وصوؿ البرقية إلى الطرؼ
خاصة إذا كانت العناويف ناقصة وغير واضحة ،لذا أوصي بإسناد إجراء
ّ المرسؿ إليو،
501
التبميغات المذكورة في القانوف 01-15إلى المحضريف القضائييف ،لمقياـ بو بموجب
محضر رسمي ،وتتحمؿ الدولة مصاريؼ التبميغ عمى غرار تحمميا مصاريؼ التبميغ في
المجاؿ الجزائي.
أف بعض اآلجاؿ المحددة في القانوف 01-15غير
السادس واألربعين :أعتقد ّ
مناسبة ،مثؿ أجؿ خمسة أياـ لمقاضي مف أجؿ الفصؿ في طمب االستفادة مف صندوؽ
النفقة ،المحدد في المادة 05مف القانوف ،01-15يستحسف تقميصو إلى ثبلثة أياـ ،ألف
أف أجؿ خمسة وعشروفالقاضي يتحقّؽ مف توافر الشروط في طالب االستفادة فقط ،كما ّ
يوما مف تاريخ تبميغ األمر الصادر مف القاضي ،الممنوح لممصالح المختصة لؤلمر
بصرؼ المستحقات المالية لممستفيد ،والمحدد في المادة 06مف القانوف ،01-15ىو
ألف دور المصالح المختصة تنفيذ األمر
أجؿ طويؿ مف األفضؿ تقميصو إلى ثبلثة أياـّ ،
أما أجؿ 48ساعة الممنوحالوالئي لمقاضي المختص ،وال تفصؿ في طمب االستفادةّ ،
ألمانة الضبط لتبميغ أمر القاضي الفاصؿ في طمب االستفادة مف الصندوؽ لكؿ مف
الدائف والمديف والمصالح المختصة المحدد في المادة 05مف قانوف ،01-15فيو أجؿ
غير كاؼ في اعتقادي ،ألف التبميغات مرتبطة بقرب وبعد موطف المبمغ لو ،وقد يكوف
موطف أحدىـ خارج دائرة اختصاص المحكمة مصدرة األمر ،مما يتطمب أجؿ أطوؿ
لمتبميغ.
السابع واألربعين :مف أجؿ ضماف احتراـ اآلجاؿ المحددة في قانوف 01-15
بسف الجزاء في حاؿ تجاوزىا ،حتى تكوف ليذه اآلجاؿ قوة ممزمة ،واال فإف أوصي ّ
وي ُحو ُؿ دوف تحقيؽ الحماية
احتراميا يبقى مجرد التزاـ أخبلقي ،ويفقد النص فعاليتوَ ،
لممطمقة ومحضونييا بتحصيميـ النفقة المقررة ليـ قضاء في آجاؿ معقولة.
المخولة
ّ الثامن واألربعين :أسند المشرع لرئيس قسـ شؤوف األسرة الصبلحيات
لقاضي االستعجاؿ ،طبقا لنص المادة 425مف ؽ.إ.ـ.إ ،وىو أمر إيجابي جدير التنويو
بو ،غير ّأنو بالنسبة لمفصؿ في إشكاالت التنفيذ المتعمقة بقضايا شؤوف األسرة ،أوصي
مخوال بصبلحيات
بإسناد اختصاص الفصؿ فييا لرئيس قسـ شؤوف األسرة ،باعتباره ّ
قاضي االستعجاؿ ،وذلؾ مف أجؿ إنشاء قضاء أسري متخصص.
502
تجنبا إلشكاالت التنفيذ التي تُثار بشأف القضايا التي تُ َمزُـ فييا
التاسع واألربعينّ :
الزوجة بالرجوع إلى مسكف الزوجية ،أوصي بضرورة تحديد عنواف مقر بيت الزوجية في
أف
يحدد في منطوؽ الحكـ ّ
منطوؽ الحكـ القضائي ،والذي تمزـ الزوجة بالرجوع إليو ،وأف ّ
الرجوع يكوف بسعي مف الزوج ،تفاديا ألي غموض قد يعرقؿ التنفيذ.
إف عدـ تحديد مواصفات المسكف المستقؿ أثاثا ومعاشا ،والذي يقع
الخمسينّ :
ع مى عاتؽ الزوج توفيره لمزوجة مف أجؿ الرجوع ،يؤدي إلى الكثير مف اإلشكاالت التي
يثيرىا طرفي النزاع ،لذا أضحى مف الواجب أف يتدخؿ المشرع ليضع مواصفات المسكف
المستقؿ أثاثا ومعاشا ،ربحا لموقت ،وتجنبا لتحايؿ الزوج في التنفيذ أحيانا ،واشتراط
الزوجة شروطا تعجيزية في المسكف الواجب توفيره أحيانا أخرى.
الواحد والخمسينَ :ي ْع ِر ُ
ض المنفذ عميو عند تنفيذ األحكاـ الصادرة بالخمع أحيانا
مقاصة بيف مبالغ النفقة المستحقّة لممطمقة واألوالد المحضونيف ،وبيف مقابؿ الخمع
ّ إجراء
خاصة فيما يخص المبالغ المستحقة
ّ المستحؽ لصالحو ،وىو أمر أعتقد عدـ جوازه،
يحؽ ليا أف تتصرؼ فيما ال تستحؽ ،لذا أوصي بإضافة
ألف الحاضنة ال ّ
لممحضونيفّ ،
مقاصة بيف مبالغ النفقة المستحقة لؤلوالد المحضونيف ،وبيف مبمغ
ّ نص خاص يمنع ّأية
مقابؿ الخمع المستحؽ لمزوج.
الثاني والخمسين :أدعو إلى تنظيـ إجراءات تحرير محاضر حساب النفقة التي
تصدر عف المحضريف القضائييف بطمب مف أطراؼ دعوى عدـ تسديد النفقة ،باإلضافة
إلى النص صراحة عمى اختصاص المحضر القضائي بتحرير محضر الحساب ،وبياف
ادعاء
المقدمة مف األطراؼ ،و ّ
ّ الحؿ الواجب االتباع عند اختبلؼ الحواالت البريدية
المطمقة أنيا لـ تتمقى المبالغ المحددة في الحواالت البريدية المرسمة إلييا مف المطمؽ.
الثالث والخمسين :تفاديا لئلشكاالت التي يطرحيا تنفيذ األحكاـ المتعمقة بتسميـ
األمتعة ،أوصي بضرورة تنظيـ إجراءاتيا بنصوص قانونية تضبط حقوؽ وواجبات كؿ
طرؼ في عممية التسميـ ،وذلؾ ببياف مكاف تسميـ األمتعة ،الجزاء المترتب عمى تياوف
صاحب األمتعة في استبلميا ،وكيفية تسميـ المصوغات والتأكد مف مواصفاتيا ،باإلضافة
لمدى جواز اعتماد المبالغ المقابمة لؤلمتعة الواردة في القائمة المؤشر عمييا مف المحكمة،
503
وذلؾ عند االمتناع عف تسميـ األمتعة ،مف أجؿ الحجز عمى أمواؿ المديف وفقا لما يقابميا
مف مبالغ.
الرابع والخمسين :مف أجؿ تفادي اإلشكاالت المتعمقة بممارسة حؽ الزيارة ،أقترح
التمييز بيف ما إذا كاف الولد المحضوف أقؿ مف سنتيف ،أيف يجب تقميص مدة الزيارة إلى
سف السنتيف فبل إشكاؿ في
ساعتيف أسبوعيا ،لتعمّؽ المحضوف باألـ الحاضنة ،واذا تجاوز ّ
تحديد وقت الزيارة مف التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء ،مع إلزاـ الحاضنة تمكيف
صاحب حؽ الزيارة مف أخذ الولد المحضوف ،ومنع اشتراطيا ممارسة حؽ الزيارة بمسكف
يحؽ لمف ُمنِ َح لو حؽ الزيارة أخذ الولد المحضوف معو خبلؿ الفترة
ّ الحاضنة ،حيث
المحددة لمزيارة ،ميما طالت أو قصرت.
إف المتتّبع إلجراءات التقاضي في دعاوى شؤوف األسرة الخامس والخمسينّ :
عدة قوانيف كقانوف األسرة ،وقانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،وقانوف
مفرقة بيف ّ
يجدىا ّ
تـ جمعيا في قانوف إجرائي مستقؿ ،مما يسيـ في الحالة المدنية ،وكاف مف األفضؿ لو ّ
توحيد اإلجراءات الخاصة بدعاوى شؤوف األسرة وتبسيطيا ،عمى غرار ما فعؿ المشرع
المصري الذي نظّـ ىذه اإلجراءات بموجب القانوف رقـ 01لسنة 2000الخاص بتنظيـ
بعض أوضاع واجراءات التقاضي في مسائؿ األحواؿ الشخصية ،لذا أضحى الزما إيجاد
قانوف إجرائي أسري مستقؿ بذاتو ،يجمع كؿ اإلجراءات القانونية المتعمقة باالختصاص،
أو سير الدعوى ،أو الفصؿ فييا ،أو تنفيذ األحكاـ القضائية األسرية ،نظ ار لمطابع
الخاص المميز لمنزاعات األسرية التي تتطمب –أحيانا -استثنائيا مف تطبيؽ القواعد
اإلجرائية المقررة في القواعد العامة ،وايجاد قانوف إجرائي خاص بقضايا شؤوف األسرة،
حتى ينسجـ القانوف اإلجرائي مع القانوف الموضوعي.
السادس والخمسين :أوصي ببرمجة دورات تكوينية لقضاة شؤوف األسرة ،وممثمي
تميز قضايا شؤوف األسرة سيما الزواج
النيابة العامة تركز عمى إبراز الخصوصية التي ّ
وانحبللو ،وضرورة عدـ تطبيؽ القواعد اإلجرائية الواردة في القواعد العامة بصفة مطمقة
خاصة ،مع إظيار الفروؽ الواجب أخذىا بعيف
ّ عمى النزاعات األسرية التي تتميز بأحكاـ
االعتبار عند الفصؿ في دعاوى الزواج والطبلؽ.
504
إف إنشاء محاكـ أسرية مستقمة تختص بالفصؿ في دعاوى السابع والخمسينّ :
شؤوف األسرة ،وتي سير إجراءات التقاضي أماميا ،مف شأنو تذليؿ الكثير مف الصعوبات
واإلشكاالت التي تعترض المتقاضي في مجاؿ شؤوف األسرة ،ومف شأنو جمع شتات
ما يثار بيف أفراد األسرة الواحدة مف نزاعات أماـ محكمة واحدة متخصصة ،دوف تفرقتيا
عمى عدة جيات قضائية ،مما يسيـ في قدرة المحكمة عمى الفصؿ فيما يعرض عمييا مف
قضايا ،نظ ار لطبيعة نزاعات شؤوف األسرة ،وصفة المتقاضيف فييا ،مما يستدعي إيجاد
محاكـ أسرية مستقمة ،يقوـ عمييا قضاة حكـ مؤىموف ،ونيابة عامة متخصصة في شؤوف
األسرة ،تخفيفا عمى أفراد األسرة ،وتيسي ار لئلجراءات ،وتحقيقا لمبدأ التخصص.
ىذه بعض النتائج والتوصيات التي توصمت إلى جمعيا مف خبلؿ مختمؼ
بأنو موضوع
المحاور التي تناولتيا في ىذا الموضوع ،والذي ال يمكنني إال أف أعترؼ ّ
واسع ودقيؽ ،ولـ أستطع أف أوفّيو حقّو مف الدراسة والبحث ،إالّ أنني حاولت التطرؽ
ولو لقدر يسير مف اإلشكاالت التي ُيثيرىا ،واقتراح الحموؿ التي أراىا مناسبة ،نسأؿ اهلل
أف أكوف ُوفقت في اإلسياـ ولو بشيء يسير في تسميط الضوء عمى بعض مكنونات
مني مف عجز أو تقصير أو خطأ. عما كاف ّ
البحث ،وأسأؿ اهلل العفو ّ
وأوجو في الختاـ شكري وتقديري الخالص ألستاذ التعميـ العالي فضيمة الدكتور
نور الديف لمطاعي لقبولو اإلشراؼ عمى ىذه األطروحة ،وصبره عمى ما بدا مني مف
تأخر أو خطأ ،وتصحيحو لعممي ىذا وتصويبو ،رغـ عظـ مسؤولياتو وكثرة واجباتو ،فمو
خصص لي جزًء مف وقتو الثميف لتتبع أخطائي ،وتنقيح
مني كؿ التقدير واالمتناف ،أف ّ
ىذا البحث ،وأستسمحو عمى ما كاف مني مف تقصير أو تأخر أو عجز ،وجزاه اهلل عني
ثـ الشكر ألستاذي الفاضؿ عمى أدبو وحممو، وعف زمبلئي خير الجزاء ،فالحمد هلل أوالّ ،
ثـ وأنا بصدد إنجاز ىذه األطروحة.
الذي غرفت منو وأنا عمى مقاعد الدراسةّ ،
كما أتوجو بالشكر واالمتناف ألعضاء لجنة المناقشة الموقريف ،عمى تقويميـ
وتصويبيـ ما بدا ليـ مف أخطاء في ىذا البحث ،وصبرىـ عمى قراءتو وتتبع زالتّو ،فقد
ضحوا بوقتيـ الثميف ،وخصصوا لي جزًء منو لدراسة ومناقشة ىذه األطروحة ،فميـ مني
ّ
كؿ التقدير واالحتراـ وجزيؿ الشكر ،ومف خبلليـ أوجو تحية عرفاف واجبلؿ لكؿ أساتذتي
بكمية الحقوؽ جامعة الجزائر ،-1-وعمى رأسيـ أستاذة التعميـ العالي الدكتورة فركوس
505
دليمة ،وأسأؿ اهلل لكؿ مف عمّمني وصبر عمى تقصيري وضعفي أف يجزؿ لو العطاء،
ويمد لو في عممو وعمره ،ويبارؾ لو فيو ،والحمد هلل أوال وآخرا.
ّ
506
المـالحــق
507
الممحق األول
508
509
510
الممحق الثاني
511
512
513
الممحق الثالث
514
515
516
517
518
الممحق
الرابع
519
520
521
522
523
الممحق الخامس
524
525
526
قائمة المصادر والمراجع
أوال -المصادر بالمغة العربية
.Iفي الشريعة والفقو اإلسالمي
-1اإلماـ أبو زىرة ،األحواؿ الشخصية ،الطبعة الثالثة ،دار الفكر العربي ،القاىرة ،سنة
.1957
-2أبو زىرة محمد ،موسوعة الفقو اإلسبلمي ،جمعية الدراسات اإلسبلمية ،القاىرة،
.1967
-3ابف عابديف ،حاشية رد المحتار عمى الدر المختار شرح تنوير األبصار ،الجزء
الخامس ،دار الفكر ،دوف بمد النشر.1979 ،
-4ابف قدامة المقدسي ،موفؽ الديف محمد عبد اهلل بف احمد بف محمد ،المغني والشرح
الكبير ،الجزء الرابع ،دار الكتاب العربي ،دوف بمد النشر.1983 ،
-5حماني أحمد ،فتاوى :استشارات شرعية ومباحث فقيية ،الجزء األوؿ ،منشورات و ازرة
الشؤوف الدينية ،الجزائر.1992 ،
-6الزحيمي وىبة ،الفقو اإلسبلمي وأدلتو ،الجزء السابع ،األحواؿ الشخصية ،دار الفكر،
دمشؽ سوريا.1992 ،
-7الشيخ عبد السميع اآلبي األزىري ،جواىر اإلكميؿ شرح العبلمة خميؿ ،الجزء الثاني،
الطبعة الثانية ،دار الفكر ،بيروت لبناف.5771 ،
.IIفي القانون الوضعي
–1الكتب القانونية
-1أبو الوفاء أحمد ،إجراءات التنفيذ في المواد المدنية والتجارية ،الطبعة العاشرة ،منشأة
المعارؼ ،اإلسكندرية مصر.1990 ،
-2البداريف محمد إبراىيـ ،الدعوى بيف الفقو والقانوف ،الطبعة الثانية ،دار الثقافة ،عماف
األردف.2010 ،
-3برادة الطيب ،التنفيذ الجبري في التشريع المغربي بيف النظرية والتطبيؽ ،شركة بابؿ،
المغرب.1988 ،
527
-4براىيمي محمد ،القضاء المستعجؿ ،الجزء الثاني ،الطبعة الثالثة ،ديواف المطبوعات
الجامعية ،الجزائر.2010 ،
-5براىيمي محمد ،الوجيز في اإلجراءات المدنية ،الجزء األوؿ ،الطبعة الرابعة ،ديواف
المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2009 ،
-6بربارة عبد الرحماف ،شرح قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية (قانوف رقـ 09-08
مؤرخ في 23فيفري ،)2008الطبعة األولى ،منشورات بغدادي ،الجزائر.2009 ،
-7بربارة عبد الرحماف ،طرؽ التنفيذ مف الناحيتيف اإلجرائية والجزائية ،الطبعة األولى،
منشورات بغدادي ،الجزائر.2009 ،
-8بمحاج العربي ،أحكاـ الزوجية وآثارىا في قانوف األسرة الجزائري ،الطبعة األولى،
دار ىومة ،الجزائر.2013 ،
-9بمحاج العربي ،الوجيز في شرح قانوف األسرة الجزائري ،الجزء األوؿ ،ديواف
المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2002 ،
-10بمحاج العربي ،قانوف األسرة ،مبادئ االجتياد القضائي وفقا لق اررات المحكمة العميا،
ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر.
-11بمغيث عمارة ،التنفيذ الجبري واشكاالتو ،الطبعة األولى ،دار العموـ ،عنابة الجزائر،
.2004
مدعما باجتياد المجمس
ّ -12بف الشيخ آث ممويا لحسيف ،المرشد في قانوف األسرة
األعمى والمحكمة العميا ،الطبعة الثالثة ،دار ىومة ،الجزائر.2016-2015 ،
-13بف الشيخ آث ممويا لحسيف ،المنتقى في قضاء األحواؿ الشخصية ،الطبعة الثالثة،
دار ىومة ،الجزائر.2011 ،
-14بف الشيخ آث ممويا لحسيف ،رسالة في الخمع دراسة فقيية قانونية وقضائية مقارنة،
دار ىومة ،الجزائر.2013 ،
-15بف حميمة ساسي ،دراسات في األحواؿ الشخصية ،د ط ،مركز النشر الجامعي،
تونس.2012 ،
-16بف داود عبد القادر ،الوجيز في شرح قانوف األسرة الجديد ،دار اليبلؿ لمخدمات
اإلعبلمية ،الجزائر ،سنة .2004
528
-17بف شويخ الرشيد ،شرح قانوف األسرة الجزائري المعدؿ ،دراسة مقارنة لبعض
التشريعات العربية ،الطبعة األولى ،دار الخمدونية ،الجزائر.2008 ،
-18بف ممحة الغوثي ،القانوف القضائي الجزائري ،الطبعة الثانية ،الديواف الوطني
لؤلشغاؿ التربوية ،الجزائر.2000 ،
-19بف ممحة الغوثي ،قانوف األسرة عمى ضوء الفقو والقضاء ،الطبعة الثالثة ،ديواف
المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2015 ،
-20بف ىبري عبد الحكيـ ،أحكاـ الصمح في شؤوف األسرة ،وفقا لمتشريع والقضاء
الجزائري ،الطبعة األولى ،دار ىومة ،الجزائر.2018 ،
-21بوبشير محند أمقراف ،قانوف اإلجراءات المدنية ،نظرية الدعوى – نظرية الخصومة
– اإلجراءات االستثنائية ،الطبعة الثالثة ،ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2008 ،
-22تقية عبد الفتاح ،قضايا شؤوف األسرة مف منظور الفقو والتشريع والقضاء ،منشورات
ثالة ،الجزائر.2011 ،
-23تقية عبد الفتاح ،مباحث في قانوف األسرة الجزائري مف خبلؿ مبادئ وأحكاـ الفقو
اإلسبلمي ،ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر.
-24الجندي أحمد نصر ،محكمة األسرة واختصاصاتيا ،د ط ،دار الكتب القانونية،
مصر.2005 ،
-25جيبللي محمد ،صبلحيات المحضر القضائي في الجزائر ،دراسة نظرية تطبيقية
مقارنة ،الطبعة األولى ،دار اليدى ،الجزائر.2016 ،
-26حسنيف محمد ،طرؽ التنفيذ في قانوف اإلجراءات المدنية الجزائري ،الطبعة الثانية،
ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر.1990 ،
-27حمدي باشا عمر ،طرؽ التنفيذ وفقا لمقانوف رقـ 09-08المؤرخ في 25فيفري
2008المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،دار ىومة ،الجزائر.2013 ،
-28حمدي باشا عمر ،مبادئ االجتياد القضائي في مادة اإلجراءات المدنية ،الطبعة
الثامنة ،دار ىومة ،الجزائر.2009 ،
-29حمدي باشا عمر ،مبادئ القضاء في ظؿ قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية
الجديد ،الطبعة األولى ،دار ىومة ،الجزائر.2015 ،
529
-30دالندة يوسؼ ،الوجيز في شيادة الشيود ،دار ىومة ،الجزائر.2005 ،
-31ديابي باديس ،صور وآثار فؾ الرابطة الزوجية في قانوف األسرة ،دار اليدى ،عيف
مميمة الجزائر.2012 ،
-32ذيب عبد السبلـ ،الطعف بالنقض في المواد المدنية قانونا وقضاء ،الطبعة األولى،
دار ىومة ،الجزائر.2015 ،
-33ذيب عبد السبلـ ،قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ،ترجمة لممحاكمة
العادلة ،الطبعة الثالثة ،موفـ لمنشر ،الجزائر.2012 ،
-34زروتي الطيب ،القانوف الدولي الخاص الجزائري ،الجزء األوؿ تنازع القوانيف،
الطبعة الثانية ،مطبعة فسيمة ،الجزائر.2008 ،
-35زروتي الطيب ،الكامؿ في العرائض القضائية ،الجزء األوؿ ،الطبعة األولى ،مطبعة
الفسيمة ،الجزائر.2010 ،
-36زودة عمر ،اإلجراءات المدنية واإلدارية في ضوء آراء الفقياء وأحكاـ القضاء،
الطبعة الثانية ،انسكموبيديا ،الجزائر.2015 ،
-37زودة عمر ،طبيعة األحكاـ بإنياء الرابطة الزوجية وأثر الطعف فييا ،انسكموبيديا،
الجزائر.2003 ،
-38ساسي بف حميمة ،دراسات في األحواؿ الشخصية ،مركز النشر الجامعي ،تونس،
.2012
-39سعد عبد العزيز ،أبحاث تحميمية في قانوف اإلجراءات المدنية الجديد ،دار ىومة،
الجزائر.2013 ،
-40سعد عبد العزيز ،إجراءات ممارسة دعاوى شؤوف األسرة أماـ أقساـ المحاكـ
االبتدائية ،الطبعة الثانية ،دار ىومة ،الجزائر ،سنة .2014
-41سعد عبد العزيز ،طرؽ واجراءات الطعف في األحكاـ والق اررات القضائية ،دار
ىومة ،الجزائر.2018 ،
-42سعد عبد العزيز ،قانوف األسرة الجزائري في ثوبو الجديد ،أحكاـ الزواج والطبلؽ بعد
التعديؿ ،الطبعة الثالثة ،دار ىومة ،الجزائر.2011 ،
530
الخاصة ،دار ىومة ،الجزائر،
ّ -43سبلـ حمزة ،األوامر عمى عرائض في القوانيف
.2015
-44سبلـ حمزة ،الدعاوى االستعجالية ،الطبعة الثانية ،دار ىومة ،الجزائر.2014 ،
-45سميماف بارش ،شرح قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجزء األوؿ ،دار اليدى،
الجزائر.2006 ،
-46سميماف عمي عمي ،مذكرات في القانوف الدولي الخاص الجزائري ،الطبعة الثالثة،
ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2005 ،
-47سنقوقة سائح ،شرح قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجزء األوؿ ،دار اليدى،
الجزائر.2011 ،
-48السنيوري عبد الرزاؽ أحمد ،الوسيط في شرح القانوف المدني ،الجزء الثاني ،المجمد
األوؿ ،دار النيضة العربية ،القاىرة مصر.1982 ،
-49السيد غانـ محمد عبد النبي ،إجراءات التقاضي أماـ محاكـ األسرة ،دار النيضة
العربية ،مصر.2016 ،
-50شتا أبو سعد محمد ،الدفع بعدـ االختصاص في المواد المدنية والتجارية ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر ،دوف ذكر السنة والطبعة.
-51الصباغ ليث ،النظاـ القانوني لمصبي المأذوف لو في التجارة ،منشورات الحمبي،
بيروت.2005 ،
-52طاىري حسيف ،األوسط في شرح قانوف األسرة الجزائري ،الطبعة األولى ،دار
الخمدونية ،الجزائر.2009 ،
-53عميوش قربوج كماؿ ،القانوف الدولي الخاص الجزائري ،الجزء األوؿ ،تنازع القوانيف،
دار ىومة ،الجزائر.2006 ،
-54العمروسي أنور ،أصوؿ المرافعات الشرعية في مسائؿ األحواؿ الشخصية ،دار
الفكر الجامعي ،مصر ،سنة .2003
-55غصوب عبده جميؿ ،الوجيز في قانوف اإلجراءات المدنية ،المؤسسة الجامعية
لمنشر ،لبناف.2010 ،
531
-56الفاخوري إدريس ،قانوف األسرة المغربي ،الجزء األوؿ ،أحكاـ الزواج ،الطبعة
األولى ،مطبعة الجسور ،وجدة المغرب.2005 ،
-57فريجة حسيف ،المبادئ األساسية في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الطبعة
الثانية ،ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2013 ،
-58فضيؿ سعد ،شرح قانوف األسرة الجزائري في الزواج والطبلؽ ،الجزء األوؿ،
المؤسسة الوطنية لمكتاب ،الجزائر.1989 ،
-59فودة عبد الحكيـ ،الدفع بانتفاء الصفة والمصمحة في المنازعات المدنية ،منشأة
المعارؼ ،اإلسكندرية.1997 ،
-60فودة عبد الحميد ،المعارضة في المواد المدنية والجنائية والشرعية ،دار الفكر
العربي ،القاىرة مصر.1992 ،
-61قدري باشا محمد ،األحكاـ الشرعية في األحواؿ الشخصية ،الطبعة األولى ،دار ابف
حزـ ،بيروت.2007 ،
-62قوادري األخضر ،الوجيز الكافي في إجراءات التقاضي في األحكاـ العامة لمطرؽ
البديمة في حؿ النزاعات ،الصمح القضائي والوساطة القضائية ،دار ىومة ،الجزائر،
.2013
-63الكشبور محمد ،الواضح في شرح مدونة األسرة ،2/1 ،الطبعة الثالثة ،مطبعة
النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،المغرب.2015 ،
-64المحتسب عطا محمد ،دعاوى إثبات الطبلؽ وتطبيقاتيا في المحاكـ الشرعية،
الطبعة األولى ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،األردف.2016 ،
-65مميجي أحمد ،إشكاالت التنفيذ ومنازعات التنفيذ الموضوعية في المواد المدنية
والتجارية وفقا لقانوف المرافعات وآراء الفقو وأحكاـ النقض ،دار الكتب القومية ،القاىرة
مصر ،دوف تاريخ النشر.
-66منصوري نورة ،التطميؽ والخمع وفؽ القانوف والشريعة اإلسبلمية ،دار اليدى ،عيف
مميمة ،الجزائر.2012 ،
-67ىشاـ خالد ،القانوف الواجب التطبيؽ عمى شكؿ الزواج ،منشأة المعارؼ،
اإلسكندرية.2005 ،
532
-68يخمؼ نسيـ ،الوافي في طرؽ التنفيذ ،الطبعة األولى ،دار جسور ،الجزائر.2014 ،
-2الرسائل الجامعية
أ -أطروحات الدكتوراه
-1إلياس مسعودة نعيمة ،التعويض عف الضرر في بعض مسائؿ الزواج والطبلؽ،
-دراسة مقارنة -رسالة لنيؿ شيادة الدكتوراه في القانوف الخاص ،كمية الحقوؽ والعموـ
السياسية ،جامعة أبي بكر بمقايد ،تممساف ،السنة الجامعية .2010-2009
-2بف نصيب عبد الرحماف ،األسرة والقانوف الجنائي ،أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه،
كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة الحاج لخضر باتنة ،السنة الجامعية
.2015/2014
-3تقية عبد الفتّاح ،الطبلؽ بيف أحكاـ تشريع األسرة واالجتياد القضائي ،أطروحة لنيؿ
شيادة الدكتوراه ،كمية الحقوؽ بف عكنوف ،جامعة الجزائر.2007/2006 ،
-4شامي أحمد ،السمطة التقديرية لقاضي شؤوف األسرة ،دراسة مقارنة بيف الشريعة
اإلسبلمية والقوانيف الوضعية ،رسالة لنيؿ شيادة الدكتوراه في القانوف الخاص ،كمية
الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة أبي بكر بمقايد تممساف.2014/2013 ،
-5فاسي عبد اهلل ،المركز القانوني لمقاصر في الزواج والطبلؽ ،رسالة لنيؿ شيادة
الدكتوراه في القانوف الخاص ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة أبو بكر بمقايد،
تممساف الجزائر.2015/2014 ،
-6لمطاعي نور الديف ،عدة الطبلؽ الرجعي وأثارىا عمى األحكاـ القضائية ،رسالة لنيؿ
درجة الدكتوراه في القانوف ،كمية الحقوؽ بف عكنوف ،جامعة الجزائر ،السنة الجامعية
.2006
ب -مذكرات الماجستير
-1بشير سياـ ،الطعف بالنقض أماـ المحكمة العميا ،رسالة لنيؿ شيادة الماجستير في
القانوف الخاص ،كمية الحقوؽ – بف عكنوف ،جامعة الجزائر ،السنة الجامعية
.2006/2005
-2بمحاج فيصؿ ،التعديبلت األخيرة الواردة في قانوف األسرة الجزائري ومقارنتيا بالفقو
اإلسبلمي – دراسة مقارنة -مف المادة 01إلى المادة 31نموذجا ،مذكرة لنيؿ شيادة
533
الماجستير ،كمية العموـ اإلسبلمية ،قسـ الشريعة والقانوف ،جامعة الجزائر ،01السنة
الجامعية .2013-2012
-3بف حميمة يمينة ،خصوصية إجراءات التقاضي في دعاوى شؤوف األسرة ،دراسة
مقارنة ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة
ابف خمدوف -تيارت ،-الجزائر ،السنة الجامعية .2012-2011
-4بف ىبري عبد الحكيـ ،أحكاـ الصمح في قضاء شؤوف األسرة ،مذكرة لنيؿ شيادة
الماجستير في القانوف ،كمية الحقوؽ سعيد حمديف ،جامعة الجزائر ،01السنة الجامعية
.2015/2014
-5بوطيش وىيبة ،الشكمية في عقد الزواج ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف،
كمية الحقوؽ ،جامعة الجزائر بف يوسؼ بف خدة ،دوف ذكر السنة.
-6حمزة أحمد ،أحكاـ التوثيؽ في مسائؿ األحواؿ الشخصية ،مذكرة لنيؿ شيادة
الماجستير في الشريعة ،كمية العموـ اإلسبلمية ،جامعة الجزائر ،-1-الجزائر ،السنة
الجامعية .2010-2009
-7زيداف عبد النور ،الصمح في الطبلؽ ،دراسة لمنصوص القانونية والفقيية وفي االجتياد
القضائي ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف ،كمية الحقوؽ بف عكنوف ،الجزائر ،السنة
الجامعية .2006/2007
-8عياشي جماؿ ،قيود تعدد الزوجات بيف الشريعة والقانوف ،مذكرة لنيؿ شيادة
الماجستير في القانوف فرع القانوف الخاص ،كمية الحقوؽ والعموـ اإلدارية بف عكنوف،
جامعة الجزائر ،السنة الجامعية .2005-2004
ج -دبموم الدراسات العميا المعمقة
-1أمزياف محمد ،القضاء المستعجؿ في القضايا األسرية – الحضانة والنفقة نموذجا،-
رسالة لنيؿ دبموـ الدراسات العميا المعمقة في القانوف الخاص ،جامعة محمد األوؿ ،كمية
العموـ القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،المغرب.2009-2008 ،
-2ولد أحمد ناه محمد يحي ،إجراءات التبميغ والتنفيذ في العمؿ القضائي ،دراسة مقارنة،
رسالة لنيؿ دبموـ الماستر في القانوف الخاص ،كمية العموـ القانونية واالقتصادية
واالجتماعية بطنجة ،جامعة عبد المالؾ السعدي ،المغرب.2010-2009 ،
534
د -مذكرات إجازة القضاء
-1بعتاش غنية ،القضاء االستعجالي في المواد المدنية ،مذكرة تخرج لنيؿ إجازة المعيد
الوطني لمقضاء ،الدفعة السادسة عشر ،الجزائر.2008 -2005 ،
-2بموط محمد ،طرؽ الطعف العادية في األحكاـ المدنية عمى ضوء قانوف اإلجراءات
المدنية واإلدارية ،مذكرة التخرج لنيؿ إجازة المعيد الوطني لمقضاء ،الدفعة الثامنة عشر،
.2010-2007
-3بوشيباف خديجة ،صبلحيات قاضي شؤوف األسرة في ظؿ قانوف اإلجراءات المدنية
واإلدارية ،مذكرة التخرج لنيؿ إجازة المعيد الوطني لمقضاء ،الدفعة الثامنة عشر ،الجزائر،
السنة الدراسية .2010-2007
حدة ،إثبات الطبلؽ بيف النصوص التشريعية وتطبيقاتيا القضائية ،مذكرة
-4قسنطيني ّ
تخرج لنيؿ إجازة المعيد الوطني لمقضاء ،الدفعة الثانية عشر ،سنة .2004/2001
-3المقاالت والدراسات
-1البقالي الحسني محمد عبد المحسف ،دور النيابة العامة أماـ قضاء األسرة ،محاضرة
ألقيت في محكمة االستئناؼ بطنجة https://elkanoon.wordpress.com
-2التيامي حساف ،اليادي الحاج سالـ ،الطبلؽ بإرادة منفردة ،الييئة الوطنية لممحاميف
الفرع الجيوي بتونس ،محاضرة ختـ التمريف ،تونس ،السنة القضائية .2008-2007
-3العشي نوارة ،الصمح في قضاء شؤوف األسرة وأثره في حماية العبلقة الزوجية ،مداخمة
ألقيت ضمف الممتقى الوطني الثامف حوؿ حماية األسرة في التشريع الجزائري ،بجامعة
الدكتور يحي فارس بالمدية ،كمية الحقوؽ ،المنعقد بتاريخ 04و 05نوفمبر ،2015غير
منشور.
-4العشي نوارة ،دور قاضي شؤوف األسرة في حفظ اآلداب العامة ،مجمة حوليات
الجزائر ،1العدد ، 31الجزء الثاني ،جامعة الجزائر .2018 ،01
-5أوزياف محمد ،األثر السمبي لؤلحكاـ الصادرة في مادة التطميؽ عمى االجتياد
القضائي ،قراءة في الفقرة األولى مف المادة 128مف مدونة األسرة ،مقاؿ ،المغرب،
http://www.marocdroit.com
535
-6بداوي عمي ،اإلجراءات الجديدة الخاصة بقاضي شؤوف األسرة ،مف أعماؿ الممتقى
الوطني حوؿ شرح أحكاـ الكتاب الثاني مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،نشرة
القضاة ،الجزء األوؿ ،عدد ، 64و ازرة العدؿ ،الجزائر2009 ،
-7بداوي عمي ،الضوابط اإلجرائية المستحدثة في شروط الدعوى وقواعد االختصاص
في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ،نشرة القضاة ،المحكمة العميا ،الديواف
الوطني لؤلشغاؿ التربوية ،الجزائر ،العدد .64
-8بدوي عمي ،عقود الزواج العرفية بيف قصور أحكاـ القانوف ومتطمبات المجتمع،
المجمة القضائية ،العدد الثاني.2002 ،
-9بمحاج العربي ،طرؽ الطبلؽ في قانوف األسرة الجزائري ،المجمة الجزائرية لمعموـ
القانونية االقتصادية والسياسية ،بف عكنوف الجزائر ،العدد الثالث.1990 ،
-10بمحيرش حسيف ،االجتياد القضائي في مجاؿ إثبات وتسجيؿ الزواج العرفي المتنازع
فيو ،الممتقى المغاربي (االجتياد القضائي في مجاؿ األحواؿ الشخصية) المنعقد بتاريخ
03-02سنة ،2011مجمة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،العدد األوؿ ،كمية
الحقوؽ ،جامعة سعد دحمب ،البميدة.2011 ،
-11بف شويخ صارة ،نظـ توثيؽ عقد الزواج في دوؿ المغرب العربي ،مجمة البحوث
والدراسات القانونية والسياسية ،العدد األوؿ ،كمية الحقوؽ ،جامعة سعد دحمب البميدة،
،2011عدد خاص بالممتقى المغاربي" ،االجتياد القضائي في مجاؿ األحواؿ الشخصية"
المنعقد يومي 03/02مارس .2011
-12جمعي ليمى ،مدى فعالية آليات المصالحة التي تبناىا قانوف األسرة الجزائري لحماية
العبلقة الزوجية ،جامعة وىراف ،مقاؿ غير منشور.
مدعمة باالجتياد
-13حاج أحمد عبد اهلل ،إثبات الزواج العرفي المتنازع فيو ،دراسة ّ
القضائي الجزائري ،مجمة الدراسات الفقيية والقضائية ،جامعة الوادي ،المجمد ،01العدد
،01ديسمبر .2015
-14حمميؿ صالح ،إجراءات التقاضي أماـ قسـ شؤوف األسرة في القانوف الجزائري،
مجمة الفقو والقانوف ،العدد التاسع عشر ،المغرب ،ماي .2014
536
-15حميدو تشوار زكية ،مدى حماية األسرة عبر أحكاـ التطميؽ ،عدالة القانوف أـ عدالة
القاضي ،مجمة العموـ القانونية واإلدارية والسياسية ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة
أبو بكر بمقايد ،تممساف ،عدد .2010 ،10
-16حويدؽ عثماف ،ومحمد لميف مجرالي ،صندوؽ النفقة كآلية لحماية حقوؽ الطفؿ
المحضوف بيف المكاسب والنقائص ،مجمة الشياب ،معيد العموـ اإلسبلمية ،جامعة
الوادي ،الجزائر ،عدد ،05ديسمبر .2016
-17خميؿ أحمد ،خصوصيات التقاضي في مسائؿ األحواؿ الشخصية المتعمقة بالوالية
عمى النفس وفقا لمقانوف المصري رقـ 01لسنة ،2000مجمة الدراسات القانونية ،كمية
الحقوؽ ،جامعة بيروت العربية ،العدد الخامس ،لبناف ،يوليو .2000
-18زالسي بشرى ،قيد النظاـ العاـ عمى االجتياد القضائي في الزواج المختمط ،مجمة
البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،العدد األوؿ ،كمية الحقوؽ ،جامعة سعد دحمب،
البميدة.2011 ،
-19سعد عبد العزيز ،قانوف األسرة وعبلقتو بقانوف اإلجراءات المدنية ،مجمة نشرة
القضاة ،و ازرة العدؿ ،العدد .1986 ،1
-20سميماف عمي عمي ،حوؿ قانوف األسرة ،المجمة الجزائرية لمعموـ القانونية االقتصادية
والسياسية ،كمية الحقوؽ ،جامعة الجزائر ،عدد .1986 ،02
-21شروف حسينة ،جريمة االمتناع عف تسميـ طفؿ إلى حاضنو ،مجمة االجتياد
القضائي ،العدد السابع ،مخبر أثر االجتياد القضائي عمى حركة التشريع ،جامعة محمد
خيضر بسكرة ،الجزائر.
-22طحطاح عبلؿ ،دراسة نقدية تقويمية لنص المادة 49مف قانوف األسرة ،مجمة
صوت القانوف ،العدد الثامف.2017 ،
-23عمامرة مباركة ،الحماية الجزائية لحؽ النفقة لمطفؿ في القانوف الجزائري ،مجمة
البحوث والدراسات ،جامعة الشييد حمة لخضر ،الوادي الجزائر ،العدد ،24السنة ،14
جواف .2017
-24عمرو خميؿ ،الطعف في األحكاـ القضائية الصادرة بالطبلؽ ،مجمة البحوث
والدراسات القانونية والسياسية ،مجمة كمية الحقوؽ ،جامعة سعد دحمب ،البميدة.2011 ،
537
المتغير ،المجمة الجزائرية لمعموـ القانونية
-25فاضمي ادريس ،قانوف األسرة بيف الثابت و ّ
واالقتصادية والسياسية ،كمية الحقوؽ ،جامعة الجزائر ،الجزء - 34عدد .1996 ،04
معدة لطمبة السنة الرابعة عموـ قانونية
-26كاممي مراد ،الوجيز في قانوف األسرة ،مذكرة ّ
وادارية ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة العربي بف مييدي أـ البواقي-2009 ،
.2010
-27لجمط فواز ،مداخمة بعنواف "إشكاليات تنفيذ األحكاـ القضائية في مادة شؤوف
األسرة" ،ضمف الممتقى الوطني الثامف حوؿ" :حماية األسرة في التشريع الجزائري" ،المنعقد
يومي 04و 05نوفمبر ،2015كمية الحقوؽ ،جامعة الدكتور يحي فارس ،المدية ،غير
منشور.
-28لشقار محم د ،صندوؽ التكافؿ العائمي ،مجمة الفقو والقانوف ،المغرب ،العدد الثالث،
يناير .2013
-29لمطاعي نور الديف ،سمطة قاضي شؤوف األسرة في التكييؼ القانوني لموقائع ،دورة
تكوينية حوؿ موضوع قاضي قسـ شؤوف األسرة ،المدرسة العميا لمقضاء ،أفريؿ .2015
-30لمطاعي نور الديف ،محاضرات ألقيت عمى طمبة الدكتوراه ،كمية الحقوؽ ،جامعة
الجزائر ،01السنة الجامعية .2016/2015
-31مدوري زايدي ،تسجيؿ عقود الزواج ذات العنصر األجنبي ،المجمة األكاديمية لمبحث
القانوني ،كمية الحقوؽ بجاية ،عدد خاص.2015 /
-32مسعودي يوسؼ ،القانوف الواجب التطبيؽ عمى شكؿ الزواج ،المجمة األكاديمية
لمبحث القانوني ،عدد خاص ،2015الممتقى الوطني حوؿ تنازع القوانيف في مجاؿ
األحواؿ الشخصية ،المنعقد بتاريخ 23و 24أفريؿ ،2014كمية الحقوؽ والعموـ
السياسية ،جامعة عبد الرحماف ميرة – بجاية.2015 ،
-33معامير حسيبة ،إثبات الطبلؽ بيف القانوف والقضاء ،مجمة الحقيقة ،جامعة أدرار،
الجزائر ،العدد .27
-34نعناني محمد ،تدخؿ النيابة العامة في قضايا األسرة :بيف التدخؿ األصمي والتدخؿ
اإلنضمامي .مسطرة الشقاؽ نموذجا ،مقاؿ منشور بموقع العموـ القانونية،
.MarocDroit
538
-35نوري عمر ،النظاـ القانوني لمصمح بيف الزوجيف في تشريع األسرة الجزائري ،مجمة
آفاؽ العموـ ،جامعة الجمفة ،العدد الثالث.
-36ىويدي الياشمي ،االجتياد القضائي لغرفة األحواؿ الشخصية ،عدد خاص ،سنة
.2001
-37مقاؿ صحفي بجريدة العرب نشر في ،2014/04/01مقاؿ صحفي نشر بجريدة
النيار بتاريخ ،2014/05/27مقاؿ صحفي نشر بموقع جواىر الشروؽ بتاريخ
.2014/09/07
-4التشريعات والجرائد الرسمية
أ -التشريعات الوطنية
-1األمر رقـ 154-66مؤرخ في 18صفر عاـ 1386الموافؽ 08يونيو سنة 1966
يتضمف قانوف اإلجراءات المدنية (الممغى).
-2القانوف رقـ 09-08المؤرخ في 18صفر عاـ 1429الموافؽ 25فبراير سنة
،2008يتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجريدة الرسمية عدد 47صادرة في
.2008/04/23
-3األمر 20-70المؤرخ في 13ذي الحجة عاـ 1389الموافؽ لػ 19فبراير سنة
1970المتعمؽ بالحالة المدنية المعدؿ والمتمـ ،الجريدة الرسمية ،العدد ،21سنة .1970
-4األمر رقـ 58/75مؤرخ في 20رمضاف 1395الموافؽ لػ 26سبتمبر سنة ،1975
يتضمف القانوف المدني المعدؿ والمتمـ بالقانوف رقـ 10-05المؤرخ في 13جمادى
األوؿ عاـ 1426الموافؽ لػ 20يونيو سنة ،2005الجريدة الرسمية ،العدد ،44سنة
.2005
-5قانوف رقـ 11-84المؤرخ في 09رمضاف عاـ 1404الموافؽ لػ 09يونيو سنة
المتمـ بقانوف رقـ 09-05المؤرخ في 25ربيع
المعدؿ و ّ
ّ ،1984المتضمف قانوف األسرة
األوؿ عاـ 1426الموافؽ لػ 04مايو ،2005يتضمف الموافقة عمى األمر رقـ ،02-05
المؤرخ في 18محرـ عاـ 1426الموافؽ لػ 27فبراير سنة ،2005الجريدة الرسمية،
العدد ، 15السنة .2005
539
-6القانوف العضوي رقـ 11-05المؤرخ في 10جمادى الثانية عاـ ،1426الموافؽ لػ
17يوليو 2005المتعمؽ بالتنظيـ القضائي ،الجريدة الرسمية ،العدد ،51السنة .2005
-7قانوف رقـ 27-88الصادر في 12يوليو 1988يتضمف تنظيـ التوثيؽ ،الجريدة
الرسمية رقـ ،28عٕخ 1988اٌّؼذي ثبٌمبٔىْ رقـ 02-06مؤرخ في 20فيفري 2006
يتضمف تنظيـ مينة الموثؽ ،الجريدة الرسمية عدد 14في .2006/03/08
-8القانوف 01-15مؤرخ في 2015/01/04يتضمف إنشاء صندوؽ النفقة ،الجريدة
الرسمية العدد 01سنة .2015
-9قانوف رقـ 01-16مؤرخ في 2016/03/06يتضمف التعديؿ الدستوري ،الجريدة
الرسمية عدد .14
-10المرسوـ 481-83المؤرخ في 13أوت 1983المتعمؽ باألحكاـ المشتركة الخاصة
المطبقة عمى موظفي األمف الوطني( ،الجريدة الرسمية عدد 34السنة العشروف).
-11القرار الوزاري المشترؾ المؤرخ في 18جواف ،2015يحدد الوثائؽ التي يتشكؿ منيا
ممؼ طمب االستفادة مف المستحقات المالية لصندوؽ النفقة الجريدة الرسمية عدد 35
الصادرة بتاريخ .2015/06/28
ب -التشريعات المقارنة
-1مجمة األحواؿ الشخصية التونسية ،أمر عمي مؤرخ في 6محرـ 1376الموافؽ لػ 13
أوت ،1956يتعمؽ بإصدار مجمة األحواؿ الشخصية ،الرائد الرسمي عدد 66الصادر
في 17أوت .1956
-2مدونة األسرة المغربية ،ظيير شريؼ رقـ 1204222صادر في 12مف ذي الحجة
1424الموافؽ لػ 03فيفري 2004بتنفيذ القانوف رقـ 70203بمثابة مدونة األسرة،
الجريدة الرسمية عدد 5184بتاريخ 14ذو الحجة 1424الموافؽ لػ 05فبراير .2004
-3قانوف األحواؿ الشخصية السوري
-4القانوف رقـ 11لسنة 2004المتعمؽ بإنشاء صندوؽ نظاـ تأميف األسرة – مصر-
-5القانوف عدد 3لسنة 1957المؤرخ في أوؿ أوت ،1957والمتعمؽ بتنظيـ الحالة
المدنية ،المنشور بالرائد الرسمي لمجميورية التونسية الصادر في 30جويمية 2 /أوت
.1957
540
-6القانوف عدد 65لسنة 1993المؤرخ في 05جويمية 1993المتعمؽ بإحداث صندوؽ
ضماف النفقة وجراية الطبلؽ – تونس.-
-7ظيير شريؼ رقـ 12102191صادر في 2010/12/13بتنفيذ القانوف رقـ 41-10
المتعمؽ بشروط ومساطر االستفادة مف صندوؽ التكافؿ العائمي ،الصادر بموجب الجريدة
الرسمية عدد 5904بتاريخ – 2010/12/30المغرب-
-8ظيير شريؼ بمثابة قانوف رقـ 12742338بتاريخ 24جمادى الثانية 15( 1394
يوليوز )1974يتعمؽ بالتنظيـ القضائي لممممكة ،الجريدة الرسمية عدد 3220بتاريخ 26
جمادى الثانية 17( 1394يوليوز .)1974
المعدؿ
ّ -9قانوف تنظيـ بعض أوضاع واجراءات التقاضي في مسائؿ األحواؿ الشخصية
بالقانوف 91لسنة .2000
-5انًجالد انمضبئيخ
-1المجمة القضائية ،سنة ،1989العدد .01
-2المجمة القضائية ،سنة ،1989العدد .04
-3المجمة القضائية ،سنة ،1990العدد .01
-4المجمة القضائية ،سنة ،1990العدد .02
-5المجمة القضائية ،سنة ،1990العدد .03
-6المجمة القضائية ،سنة ،1991العدد .01
-7المجمة القضائية ،سنة ،1991العدد .03
-8المجمة القضائية ،سنة ،1991العدد .04
-9المجمة القضائية ،سنة ،1992العدد .01
-10المجمة القضائية ،سنة ،1992العدد .03
-11المجمة القضائية ،سنة ،1993العدد .02
-12المجمة القضائية ،سنة ،1993العدد .03
-13المجمة القضائية ،سنة ،1994العدد .01
-14المجمة القضائية ،سنة ،1995العدد .01
-15المجمة القضائية ،سنة ،1995العدد .02
541
-16المجمة القضائية ،سنة ،1996العدد .01
-17المجمة القضائية ،سنة ،1996العدد .02
-18المجمة القضائية ،سنة ،1998العدد .01
-19المجمة القضائية ،سنة ،2000العدد .02
-20المجمة القضائية ،سنة ،2001العدد .01
-21المجمة القضائية ،سنة ،2001عدد خاص.
-22مجمة االجتياد القضائي ،سنة ،2001عدد خاص.
-23مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2001عدد خاص.
-24مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2004العدد .02
-25مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2007العدد .01
-26مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2007العدد .02
-27مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2008العدد .01
-28مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2008العدد .02
-29مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2009العدد.01
-30مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2009العدد .02
-31مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2011العدد .01
-32مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2012العدد .01
-33مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2012العدد .02
-34مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2014العدد .01
-35مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2014العدد .02
-36مجمة المحكمة العميا ،سنة ،2016العدد .02
-37نشرة القضاة ،سنة ،1999العدد .54
-38نشرة القضاة ،سنة ،1996العدد .49
-39نشرة القضاة ،سنة ،1997عدد .51
542
المراجع بالمغة األجنبية:ثانيا
1- Ben Melha Ghouti, Le Droit Algérien de la Famille, Office des
Publication Universitaires, Alger, 1993.
2- Monique Ban drac, droit et pratique de la procédure civil, Dalloz,
paris, 1998.
543
الفيرس
يمذّيخ 1 ...........................................................................................................
انجبة األٔل :انمٕاػذ اإلجزائيخ انًزؼهمخ ثبَؼمبد انزٔاط ٔاَحالنّ 9 ........................................
انفصم األٔل :إجزاءاد رٕصيك ٔإصجبد ػمذ انزٔاط 9 ........................................................
انًجحش األٔل :رٕصيك ػمذ انزٔاط 10 ...............................................................................
انًطهت األٔل :إجزاءاد رٕصيك ػمذ انزٔاط11 ...........................................................................
انفزع األٔل :اإلجزاءاد انزُظيًيخ إلثزاو ػمذ انزٔاط11 ................................................................
أوال -اٌغهخ اٌّىٍفخ ثزىصُك ػمذ اٌضواط11....................................................................................
-1اخزظبص ػجبؽ اٌؾبٌخ اٌّذُٔخ ثزىصُك ػمذ اٌضواط 12................................................................
-2اخزظبص اٌغٍه اٌذثٍىِبعٍ واٌمٕظٍٍ ثزىصُك ػمذ اٌضواط 13......................................................
أ -خؼىع اثشاَ ورغغًُ ػمىد اٌضواط ٌمبٔىْ اٌّؾً 15..................................................................
ة -خؼىع اثشاَ ورغغًُ ػمىد اٌضواط ٌٍمبٔىْ اٌىؽٍٕ (ػبثؾ اٌغٕغُخ اٌّشزشوخ) 17............................
اٌؾبٌخ األوًٌ :فُّب َخض صواط اٌغضائشَُٓ ثبٌخبسط 19..................................................................
اٌؾبٌخ اٌضبُٔخ :فُّب َخض صواط األعبٔت ثبٌغضائش 20......................................................................
-3اخزظبص اٌّىصك ثزىصُك ػمذ اٌضواط 20................................................................................
صبُٔب -اٌجُبٔبد اٌىاعت روشهب فٍ ػمذ اٌضواط 22............................................................................
انفزع انضبَي :إػذاد يهف ػمذ انزٔاط 23 .................................................................................
أوال -اٌىصبئك اٌؼب ِّخ اٌّىىّٔخ ٌٍّف اٌضواط 23................................................................................
طخ اٌّىىّٔخ ٌؼمذ اٌضواط 26............................................................................... صبُٔب -اٌىصبئك اٌخب ّ
-1اٌزشاخُض اٌظبدسح ػٓ عهبد اداسَخ 26................................................................................
أ -اٌزشخُض إٌّّىػ ٌضواط األعبٔت 27.....................................................................................
ة -اٌزشاخُض إٌّّىؽخ ٌٍؼغىشَُٓ وأعالن األِٓ اٌىؽٍٕ 29..........................................................
-02اٌزشاخُض اٌظبدسح ػٓ عهبد لؼبئُخ 31............................................................................
ظش31..................................................................................................أ -اٌزشخُض ثضواط اٌم ّ
أ 1-اٌغهخ اٌّخزظخ ثبطذاس اٌزشخُض 32...................................................................................
أ 2-اٌىصبئك اٌّشفمخ ثطٍت اٌزشخُض 33......................................................................................
أ 3-اٌطؼٓ فٍ أِش اٌشفغ 33..................................................................................................
ّ
ٌٍغٓ 34......................................................................................................... أ 4-اٌؾذ األدًٔ
ة -اٌزشخُض ثبٌزؼ ّذد 35........................................................................................................
ة 1-ششوؽ اٌزؼذد 35...........................................................................................................
ظخ ثّٕؼ اٌزشخُض37..................................................................................... ة 2-اٌغهخ اٌّخز ّ
ة 3-اعشاءاد اٌؾظىي ػًٍ اٌزشخُض ثبٌزؼذد 38........................................................................
انًطهت انضبَي :رسجيم ػمذ انزٔاط 39 ....................................................................................
انفزع األٔل :أًْيخ رسجيم ػمٕد انزٔاط ٔدٔر انمضبء فيّ 39 ........................................................
أوال -رٕظُُ اٌّششع ٌزغغًُ ػمىد اٌضواط 39................................................................................
صبُٔب -دوس اٌمؼبء فٍ رغغًُ ػمىد اٌضواط43...............................................................................
انفزع انضبَي :أحكبو رسجيم ػمذ انزٔاط 46 ...............................................................................
544
أوال -ؽشق رغغًُ ػمذ اٌضواط 47.............................................................................................
-1اٌطشَمخ اٌّجبششح47........................................................................................................ :
-2اٌطشَمخ غُش اٌّجبششح47................................................................................................... :
اٌظىسح األوًٌ :رغغًُ ػمذ اٌضواط غُش اٌّزٕبصع فُه 47.................................................................
اٌظىسح اٌضبُٔخ :رغغًُ ػمذ اٌضواط اٌّزٕبصع فُه 48........................................................................
صبُٔب -اعشاءاد رغغًُ ػمذ اٌضواط 48........................................................................................
-1اعشاءاد اٌزغغًُ وفمب ٌٍطشَمخ اٌّجبششح 48.............................................................................
-2اعشاءاد اٌزغغًُ وفمب ٌٍطشَمخ غُش اٌّجبششح 50.......................................................................
-03اعشاءاد رغغًُ ػمىد اٌضواط اٌّغفٍخ فٍ اٌمبٔىْ اٌذوٌٍ اٌخبص 52.............................................
صبٌضب -آصبس رغغًُ ػمذ اٌضواط 53...............................................................................................
انًجحش انضبَي :إصجبد ػمذ انزٔاط 55 ...............................................................................
انًطهت األٔل :إصجبد انزٔاط في إطبر لبٌَٕ األسزح 56 .................................................................
انفزع األٔل :إصجبد انزٔاط ثًسزخزط يٍ سج ّم انحبنخ انًذَيخ 56 .....................................................
انفزع انضبَي :إصجبد انزٔاط ثحكى لضبئي 58 ..............................................................................
أوال -اٌؾبٌخ اٌّغزىعجخ إلصجبد اٌضواط ثؾىُ لؼبئٍ 58....................................................................
صبُٔب -خظىطُخ األؽىبَ اٌمؼبئُخ اٌّضجزخ ٌؼمذ اٌضواط 58.................................................................
انًطهت انضبَي :إصجبد انزٔاط انؼزفي 63 ..................................................................................
انفزع األٔل :يفٕٓو انزٔاط انؼزفي 63 ....................................................................................
انفزع انضبَئ :سبئم إصجبد انزٔاط انؼزفي 66 ............................................................................
أوال -وعبئً اإلصجبد اٌّمشسح فٍ اٌمىاػذ اٌؼبِخ 66.........................................................................
-1اإللشاس 67.....................................................................................................................
أ -رؼشَفه67...................................................................................................................... :
ة -أٔىاع اإللشاس67............................................................................................................ :
ة 1-اإللشاس غُش اٌمؼبئٍ67................................................................................................ :
ة 2-اإللشاس اٌمؼبئٍ67...................................................................................................... :
ط -ؽغُخ اإللشاس68............................................................................................................ :
-2آٌُُّ 68.......................................................................................................................
أ-رؼشَفه68....................................................................................................................... :
ة -ؽغُّخ آٌُُّ69............................................................................................................. :
-3اٌجُّٕخ أو شهبدح اٌشهىد 70...................................................................................................
أِ -فهىِهب وؽغُزهب70......................................................................................................... :
ة -أٔىاع اٌشهبدح 72.............................................................................................................
ة 1-اٌشهبدح اٌّجبششح (شهبدح اٌشإَب) 72....................................................................................
ة 2-اٌشهبدح اٌغّبػُخ 73.......................................................................................................
ة 3-اٌشهبدح ثبٌزغبِغ73........................................................................................................
ط -ششوؽ اٌشهبدح 74............................................................................................................
صبُٔبِ -ىلف اٌمؼبء ِٓ وعبئً اصجبد اٌضواط اٌؼشفٍ 77..................................................................
انفصم انضبَي :إجزاءاد يًبرسخ انذػبٖٔ انًزؼهمخ ثبَؼمبد انزٔاط ٔاَحالنّ 82..........................
انًجحش األٔل :اإلجزاءاد انًزؼهمخ ثزفغ دػبٖٔ اَؼمبد انزٔاط ٔاَحالنّ 83 ...................................
545
انًطهت األٔل :إنحبق دػبٖٔ انزٔاط ثبخزصبص لضبء شؤٌٔ األسزح 84 ............................................
انفزع األٔل :حذٔد االخزصبص انمضبئي في لضبيب اَؼمبد انزٔاط ٔاَحالنّ 84 .......................................
أوال -ؽذود االخزظبص إٌىػٍ 85...........................................................................................
ِ -1فهىِه االخزظبص إٌىػٍ85............................................................................................
-2ؽجُؼخ االخزظبص اٌّغٕذ ٌمغُ شئوْ األعشح 86......................................................................
-3طالؽُبد لغُ شئوْ األعشح ثبٌٕظش فٍ لؼبَب اٌضواط 87...........................................................
صبُٔب -ؽذود االخزظبص اإللٍٍُّ 90..........................................................................................
ِ -1فهىَ االخزظبص اإللٍٍُّ 90............................................................................................
-2ؽجُؼخ االخزظبص اإللٍٍُّ 91............................................................................................
-3أصش ِخبٌفخ االخزظبص اإللٍٍُّ 93.......................................................................................
ظخ الٍُُّب فٍ لؼبَب أؼمبد اٌضواط وأؾالٌه 95................................................ -04رؾذَذ اٌغهخ اٌّخز ّ
أ -اٌّؾىّخ اٌّخزظخ الٍُُّب فٍ ِىػىع اٌؼذوي ػٓ اٌخطجخ 96.........................................................
ة -اٌّؾىّخ اٌّخزظخ الٍُُّب فٍ ِىػىع اصجبد اٌضواط 97..............................................................
ظخ الٍُُّب فٍ ِىػىع اٌطالق أو اٌشعىع أو اٌطالق ثبٌزشاػٍ98............................. د -اٌّؾىّخ اٌّخز ّ
س -اٌّؾىّخ اٌّخزظخ الٍُُّب فٍ ِىػىع اٌؾؼبٔخ وؽك اٌضَبسح واٌشخض اإلداسَخ اٌّغٍّخ ٌٍمبطش
اٌّؾؼىْ 100....................................................................................................................
ط -اٌّؾىّخ اٌّخزظخ الٍُُّب فٍ ِىػىع إٌفمخ اٌغزائُخ101.............................................................
ػ -اٌّؾىّخ اٌّخزظخ الٍُُّب فٍ ِىػىع ِزبع ثُذ اٌضوعُخ 102......................................................
ؿ -اٌّؾىّخ اٌّخزظخ الٍُُّب ثّىػىع اٌزشخُض ثبٌضواط102..........................................................
د -اٌّؾىّخ اٌّخزظخ الٍُُّب ثّىػىع إٌّبصػخ ؽىي اٌظذاق 103.....................................................
ر -اٌّؾىّخ اٌّخزظخ الٍُُّب فٍ ِىػىع اٌىالَخ 103.....................................................................
ظخ ثّٕؼ اٌظُغخ اٌزٕفُزَخ ٌألؽىبَ األعٕجُخ 103...................................................... س -اٌّؾىّخ اٌّخز ّ
-05رؾذَذ االخزظبص اإللٍٍُّ ػٕذ رؼذد اٌطٍت 104....................................................................
انفزع انضبَي :االخزصبص االسزؼجبني نمضبء شؤٌٔ األسزح 105 .....................................................
أوال -اٌزذاثُش االعزؼغبٌُخ اٌّئلزخ اٌّزؼٍمخ ثبٌضواط 107....................................................................
-1اٌزذاثُش اٌّئلزخ اٌّزؼٍمخ ثبٌٕفمخ107........................................................................................
-02اٌزذاثُش اٌّئلزخ اٌّزؼٍمخ ثبٌؾؼبٔخ 108.................................................................................
-03اٌزذاثُش اٌّئلزخ اٌّزؼٍمخ ثؾك اٌضَبسح 110..............................................................................
-04اٌزذاثُش اٌّئلزخ اٌّزؼٍمخ ثؾك اٌّغىٓ 111.............................................................................
-05اٌزذاثُش اٌّئلزخ اٌّزؼٍمخ ثؤِزؼخ اٌضوعخ أو اٌضوط 111...............................................................
-06اٌزذاثُش اٌّئلزخ اٌّزؼٍمخ ثؼذَ اٌزؼشع ٌٍذخىي اًٌ ِغىٓ اٌضوعُخ 112..........................................
صبُٔب -خظىطُخ االعزؼغبي فٍ لؼبء شئوْ األعشح 115................................................................
انًطهت انضبَي :خصٕصيخ دػبٖٔ انزٔاط أيبو لضبء شؤٌٔ األسزح 118 ............................................
انفزع األٔل :خصٕصيخ األطزاف 118 ....................................................................................
أوال -رذخً إٌُبثخ اٌؼبِخ فٍ لؼبَب األعشح 120.............................................................................
-1رذ ّخً إٌُبثخ اٌؼبِخ ثبػزجبسهب ؽشفب أطٍُب 121..........................................................................
-2رذخً إٌُبثخ اٌؼبِخ ثبػزجبسهب ؽشفب ِٕؼّّب 125........................................................................
صبُٔب -آصبس اػزجبس إٌُبثخ اٌؼبِخ ؽشفب أطٍُب فٍ لؼبَب شئوْ األعشح 126..............................................
-1دوس إٌُبثخ اٌؼبِخ فٍ أؼمبد اٌضواط 127.................................................................................
-2دوس إٌُبثخ اٌؼبِخ خالي أؾالي اٌضواط 128.............................................................................
انفزع انضبَي :خصٕصيخ اإلجزاءاد 134 .................................................................................
546
أوال -اٌمىاػذ اٌّزؼٍمخ ثششوؽ لجىي اٌذػىي 135...........................................................................
-1ششوؽ لجىي اٌذػىي فٍ اٌمىاػذ اٌؼبِخ135.............................................................................
أ -ششوؽ أؽشاف اٌذػىي 136.................................................................................................
أ 1-ششؽ اٌظفخ 136............................................................................................................
أ 2-ششؽ اٌّظٍؾخ 138.........................................................................................................
أ 3-ششؽ األهٍُخ 139............................................................................................................
ة -ششوؽ اٌؾك اٌّذػً ثه 143...............................................................................................
ة 1-ششؽ وىْ اٌؾك صبثزب وِغزؾك األداء 143............................................................................
ة 2-ششؽ أْ َىىْ اٌؾك اٌّذػً ثه ِششوػب 143........................................................................
ة 3-ششؽ ػذَ عجك اٌزظبٌؼ ثشؤْ اٌؾك اٌّزٕبصع ػٍُه أو اٌؾىُ فُه 143............................................
ط -ششوؽ اٌؾك فٍ سفغ اٌذػىي رارهب 144.................................................................................
ط 1-ششؽ اؽزشاَ أعً سفغ اٌذػىي 144....................................................................................
ط 2-ششؽ ػذَ اٌزمبدَ 144.....................................................................................................
ط 3-ششؽ ػذَ عجك اٌفظً فٍ اٌذػىي أو عجك اٌزظبٌؼ أو اٌزؾىُُ ثشؤٔهب 144.....................................
-2اعشاءاد لجىي اٌذػىي 145................................................................................................
أ -ثُبٔبد ػشَؼخ افززبػ اٌذػىي 146........................................................................................
ة -اعشاءاد اَذاع ػشَؼخ االفززبػ ثؤِبٔخ اٌؼجؾ 148...................................................................
ط -اعشاءاد اٌزجٍُغ اٌشعٍّ 150..............................................................................................
ط 1-اعشاءاد اٌزجٍُغ اٌشعٍّ ٌٍّذػً ػٍُه150............................................................................
ط 2-اعشاءاد اٌزجٍُغ اٌشعٍّ ٌٍُٕبثخ اٌؼبِخ 155............................................................................
د -اعشاءاد اٌزىٍُف ثبٌؾؼىس ٌغٍغخ 156..................................................................................
دِ 1-ؾؼش اٌزىٍُف ثبٌؾؼىس ٌغٍغخ 156..................................................................................
دِ 2-ؾؼش رغٍُُ رىٍُف ثبٌؾؼىس ٌغٍغخ 157.............................................................................
صبُٔب -اٌخظىطُخ اٌّزؼٍمخ ثششوؽ لجىي دػبوي شئوْ األعشح 160....................................................
-1ششؽ رمذَُ ٔغخخ ِٓ ػمذ اٌضواط 160....................................................................................
-2ششؽ أهٍُخ خبطخ ٌٍزمبػٍ 161...........................................................................................
ٔ -3ظش ثؼغ لؼبَب شئوْ األعشح فٍ عٍغخ عشَّخ 167.................................................................
-4اػفبء لؼبَب شئوْ األعشح واعزضٕبئهب ِٓ ػشوسح اٌزّضًُ اٌىعىثٍ ثّؾبٍِ فٍ ِشؽٍخ االعزئٕبف 169.....
-5اٌضاُِخ ادخبي إٌُبثخ وطشف فٍ دػبوي شئوْ األعشح170..........................................................
صبٌضب -اٌزُُّض ثُٓ دػبوي اٌطالق اعشائُب171................................................................................
-1اعشاءاد اٌطالق ثبٌزشاػٍ 171..........................................................................................
-2اعشاءاد اٌطالق ثطٍت ِٓ أؽذ اٌضوعُٓ 174..........................................................................
ساثؼبِ -ؼّىْ اٌؾىُ اٌفبطً فٍ دػىي فه اٌشاثطخ اٌضوعُخ 175.....................................................
انًجحش انضبَي :اإلجزاءاد انًزؼهمخ ثسيز دػبٖٔ اَؼمبد انزٔاط ٔاَحالنّ 177 ................................
انًطهت األٔل :إجزاءاد انصهح ٔانزحكيى في لضبيب ف ّك انزاثطخ انزٔجيخ 178 ........................................
انفزع األٔل :إجزاءاد انصهح في لضبيب ف ّك انزاثطخ انزٔجيخ 178 ....................................................
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ 179................................................................... أوال -أؽىبَ اٌظٍؼ فٍ لؼبَب ف ّ
ِ -1فهىَ اعشاء اٌظٍؼ179....................................................................................................
-2ؽجُؼخ اعشاء اٌظٍؼ181....................................................................................................
-3اٌمُّخ اإلعشائُخ ٌٍظٍؼ ػًٍ ِغزىي عهخ االعزئٕبف 188.............................................................
547
-4اعشاءاد عُش عٍغخ اٌظٍؼ191...........................................................................................
-5لىاػذ اٌؾؼىس واٌغُبة فٍ عٍغبد اٌظٍؼ 196.......................................................................
أِ -ىلف اٌّششع اٌغضائشٌ 196..............................................................................................
اٌؾبٌخ األوًٌ :غُبة أؽذ اٌضوعُٓ ػٓ عٍغخ اٌظٍؼ ٌؼزس أو ِبٔغ ؽذس ٌه 197......................................
اٌؾبٌخ اٌضبُٔخ :غُبة أؽذ اٌضوعُٓ ػٓ عٍغخ اٌظٍؼ دوْ ػزس 197.....................................................
ةِ -ىلف اٌمؼبء ِٓ غُبة أؽذ اٌضوعُٓ ػٓ عٍغخ اٌظٍؼ 197.......................................................
اٌؾبٌخ األوًٌ :غُبة اٌّ ّذػٍ 198..............................................................................................
اٌؾبٌخ اٌضبُٔخ :غُبة اٌّذػً ػٍُه 199........................................................................................
اٌؾبٌخ اٌضبٌضخ :ػذَ ؽؼىس اٌّذػٍ واٌّذػٍ ػٍُه عٍغخ اٌظٍؼ 199....................................................
اٌؾبٌخ اٌشاثؼخ :غُبة أؽذ اٌضوعُٓ ػٓ عٍغخ اٌظٍؼ فٍ اٌطالق ثبٌزشاػٍ 201.....................................
-6ػذد ِؾبوالد اٌظٍؼ 201..................................................................................................
-7اٌمُّخ اٌمبٔىُٔخ ٌٍىوبٌخ فٍ اٌظٍؼ 203....................................................................................
صبُٔب -آصبس ِؾبوالد اٌظٍؼ 204...............................................................................................
ٔ -1زبئظ اعشاء اٌظٍؼ 204.....................................................................................................
أ -ؽبٌخ ٔغبػ اعشاء اٌظٍؼ 204...............................................................................................
ة -ؽبٌخ فشً اعشاء اٌظٍؼ 205..............................................................................................
-2اٌمُّخ اٌمبٔىُٔخ ٌّؾؼش اٌظٍؼ 206.......................................................................................
-3اٌطؼٓ فٍ ِؾؼش اٌظٍؼ 207.............................................................................................
انفزع انضبَي :إجزاءاد انزحكيى في لضبيب فك انزاثطخ انزٔجيخ 213 ...................................................
أوالِ -فهىَ اعشاء اٌزؾىُُ 214................................................................................................
-1رؼشَف اٌزؾىُُ 214..........................................................................................................
-2ؽجُؼخ اعشاء اٌزؾىُُ 215...................................................................................................
-3رؼُُٓ اٌؾىُّٓ 216...........................................................................................................
-4ششوؽ اٌؾىُّٓ 217.........................................................................................................
-5اإلشىبالد اٌزٍ رىاعه اٌؾىُّٓ 218......................................................................................
-6دوس اٌؾىُّٓ 219............................................................................................................
صبُٔب -اِصبس اٌّزشرجخ ػًٍ اعشاء اٌزؾىُُ 220................................................................................
ٔ -1زبئظ اعشاء اٌزؾىُُ 220....................................................................................................
أ -ؽبٌخ ٔغبػ اعشاء اٌزؾىُُ 220...............................................................................................
ة -ؽبٌخ فشً اعشاء اٌزؾىُُ 221..............................................................................................
-2أمؼبء اعشاء اٌزؾىُُ 222.................................................................................................
-3اٌمُّخ اٌمبٔىُٔخ ٌّؾؼش اٌؾىُّٓ 223.....................................................................................
انًطهت انضبَي :لٕاػذ اإلصجبد في انزٔاط ٔانطالق 226 .................................................................
انفزع األٔل :إصجبد انزٔاط انؼزفي 226 ...................................................................................
أوال -رؼشَف اٌضواط اٌؼشفٍ 226..............................................................................................
صبُٔب -اعشاءاد اصجبد اٌضواط اٌؼشفٍ 227....................................................................................
انفزع انضبَي :إصجبد انطالق انؼزفي 228 ..................................................................................
أوال -اإلشىبالد اٌّزؼٍمخ ثبألعبط اٌمبٔىٍٔ إلصجبد اٌطالق اٌؼشفٍ 228................................................
صبُٔب -خظىطُخ اصجبد اٌطالق اٌؼشفٍ232..................................................................................
أ -اٌضاُِخ اصجبد اٌطالق اٌؼشفٍ ثؾىُ لؼبئٍ 232.........................................................................
ة -اٌطجُؼخ اٌمبٔىُٔخ ٌٍؾىُ اٌّضجذ ٌٍطالق 234.............................................................................
548
ط -اصجبد اٌطالق اٌؼشفٍ ثؤصش سعؼٍ 236...................................................................................
صبٌضب -وعبئً اصجبد اٌطالق اٌؼشفٍ 239.......................................................................................
-1اإللشاس239.................................................................................................................. :
-2اٌجُٕخ239..................................................................................................................... :
-3آٌُُّ239.................................................................................................................... :
ساثؼب -اعشاءاد اصجبد اٌطالق اٌؼشفٍ 241..................................................................................
خبِغب :رغغًُ اٌؾىُ اٌّضجذ ٌٍطالق اٌؼشفٍ243...........................................................................
549
-1رؼشَف اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف وششوؽه 286................................................................................
أ -اٌششوؽ اٌّىػىػُخ ٌالعزئٕبف 287.......................................................................................
أ 1-األؽىبَ اٌمبثٍخ ٌالعزئٕبف 288.............................................................................................
أ 2-األؽشاف اٌزَٓ َؾك ٌهُ االعزئٕبف 289.................................................................................
أ 3-وعىة رّضًُ اٌخظىَ ثّؾبَ أِبَ عهخ االعزئٕبف 290...............................................................
ة -اٌششوؽ اٌشىٍُخ ٌالعزئٕبف291...........................................................................................
ة 1-اٌزمُّذ ثؤعً االعزئٕبف 291...............................................................................................
ة 2-اؽزشاَ اعشاءاد ِّبسعخ اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف 292....................................................................
-2آصبس اٌطؼٓ االعزئٕبف 293..................................................................................................
أ -األصش إٌبلً 293................................................................................................................
أ 1-اٌزمُّذ ثّب سُفغ االعزئٕبف ثشؤٔه 294......................................................................................
أ 2-ػذَ لجىي اٌطٍجبد اٌغذَذح 294............................................................................................
أ 3-ػذَ اػشاس اٌّغزؤٔف ثبعزئٕبفه 296.....................................................................................
ة -األصش اٌّىلف 297...........................................................................................................
ط -اٌؾك فٍ اٌزظ ّذٌ298.......................................................................................................
صبُٔب -خظىطُخ اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف فٍ لؼبَب شئوْ األعشح 299.......................................................
-1فُّب َزؼٍك ثشفغ اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف 299..................................................................................
-2فُّب َزؼٍك ثؤعً اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف 300..................................................................................
-3فُّب َزؼٍك ثآصبس اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف 302..................................................................................
-4فُّب َزؼٍك ثبػفبء لؼبَب شئوْ األعشح ِٓ وعىثُخ اٌزّضًُ ثّؾبَ 304.............................................
انفزع انضبَي :انطؼٍ ثبالسزئُبف في أحكبو ف ّك انزاثطخ انزٔجيخ 305 ..................................................
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ ِٓ ؽُش اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف 305................................. أوال -اٌزُُّض ثُٓ شمٍّ اٌؾىُ ثف ّ
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ 305...................................................... ك اٌّزؼٍك ثف ّ -1اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف فٍ اٌش ّ
أِ -ىلف اٌفمه 306................................................................................................................
ةِ -ىلف اٌّششع 312.........................................................................................................
طِ -ىلف اٌّؾىّخ اٌؼٍُب316...................................................................................................
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ 320........................................... -2اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف فٍ اٌغىأت اٌّبدَخ ألؽىبَ ف ّ
أ -اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف فٍ اٌغىأت اٌّبدَخ ٌٍطالق ثبإلسادح إٌّفشدح أو اٌزطٍُك أو اٌخٍغ 321........................
ة -اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف فٍ اٌغىأت اٌّبدَخ ٌٍطالق ثبٌزشاػٍ 322......................................................
ط -اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف فٍ األواِش اٌّئلزخ اٌظبدسح ؽجمب ٌٕض اٌّبدح ِ 57ىشس ِٓ لبٔىْ األعشح 322...........
اٌؾبٌخ األوًٌ :اٌزظٍُ ِٓ األِش ػًٍ ػشَؼخ 323..........................................................................
اٌؾبٌخ اٌضبُٔخ :اعزئٕبف األِش ػًٍ ػشَؼخ 324.............................................................................
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ ِٓ ؽُش عىاص اٌطؼٓ فُهب ثبالعزئٕبف 325........................... صبُٔب -اٌزُُّض ثُٓ طىس ف ّ
-1اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف فٍ أؽىبَ اٌطالق ثبإلسادح إٌّفشدح 325...........................................................
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ ثطٍت ِٓ اٌضوعخ 327.......................................... -2اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف فٍ أؽىبَ ف ّ
-3اٌطؼٓ ثبالعزئٕبف فٍ أؽىبَ اٌطالق ثبٌزشاػٍ 340...................................................................
انًجحش انضبَي :انطؼٍ ثبنُمض في أحكبو شؤٌٔ األسزح 343 ....................................................
انًطهت األٔل :انًجبدا انؼبيخ نهطؼٍ ثبنُمض في أحكبو شؤٌٔ األسزح 344 ..........................................
انفزع األٔل :يفٕٓو انطؼٍ ثبنُمض 344 ..................................................................................
أوالِ -بهُخ اٌطؼٓ ثبٌٕمغ 344................................................................................................
550
-1رؼشَفه 345....................................................................................................................
-2األؽىبَ واٌمشاساد اٌزٍ َغىص اٌطؼٓ فُهب ثبٌٕمغ 345...............................................................
-3األؽشاف اٌزٍ َؾك ٌهب سفغ اٌطؼٓ ثبٌٕمغ346........................................................................
-4أعً سفغ اٌطؼٓ ثبٌٕمغ 346...............................................................................................
صبُٔب -خظبئض اٌطؼٓ ثبٌٕمغ 347...........................................................................................
ِٕ -1غ اٌطٍجبد واألوعه اٌغذَذح 347.........................................................................................
-2ػذَ عىاص اٌّؼبسػخ فٍ لشاساد اٌّؾىّخ اٌؼٍُب اٌظبدسح غُبثُب 347..............................................
-3وعىة اعزٕبد اٌطؼٓ ثبٌٕمغ ػًٍ أوعه لبٔىُٔخ 347..................................................................
انفزع انضبَي :إجزاءاد انطؼٍ ثبنُمض ٔآصبرِ 348 ......................................................................
أوال -اعشاءاد سفغ اٌطؼٓ ثبٌٕمغ 348......................................................................................
صبُٔب -آصبس اٌطؼٓ ثبٌٕمغ 351..................................................................................................
انًطهت انضبَي :انطؼٍ ثبنُمض في أحكبو ف ّك انزاثطخ انزٔجيخ 352 ....................................................
انفزع األٔل :خصبئص انطؼٍ ثبنُمض في أحكبو ف ّك انزاثطخ انزٔجيخ 353 ...........................................
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ 353........................................................ أوال -أعً سفغ اٌطؼٓ ثبٌٕمغ فٍ ؽىُ ف ّ
صبُٔب -اعشاءاد اٌطؼٓ ثبٌٕمغ فٍ ؽىُ فه اٌشاثطخ اٌضوعُخ355........................................................
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ 356.............................................................. صبٌضب -آصبس اٌطؼٓ ثبٌٕمغ فٍ ؽىُ ف ّ
ِٓ -1ؽُش األصش اٌّىلف 356................................................................................................
اٌّشؽٍخ األوًٌ :فٍ ظً لبٔىْ اإلعشاءاد اٌّذُٔخ اٌٍّغً 356...........................................................
اٌّشؽٍخ اٌضبُٔخ :ثؼذ طذوس لبٔىْ اإلعشاءاد اٌّذُٔخ واإلداسَخ 357....................................................
ِٓ -2ؽُش أؼذاَ األصش إٌبلً 360...........................................................................................
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ ٌٍطؼٓ ثبٌٕمغ فُهب 361........................................................ ساثؼب -لبثٍُخ أؽىبَ ف ّ
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ ٌٍطؼٓ ثبٌٕمغ فُهب 361......................................... ِ -1ىلف اٌفمه ِٓ لبثٍُخ أؽىبَ ف ّ
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ 362........................................... أ -اٌّىلف اٌّئَذ ٌغىاص اٌطؼٓ ثبٌٕمغ فٍ أؽىبَ ف ّ
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ 363.................................... ة -اٌّىلف اٌّؼبسع ٌغىاص اٌطؼٓ ثبٌٕمغ فٍ أؽىبَ ف ّ
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ 365.............................. -2اإلشىبالد اٌّزشرجخ ػًٍ عىاص اٌطؼٓ ثبٌٕمغ فٍ أؽىبَ ف ّ
أ -اإلشىبي اٌّزؼٍّك ثّخبٌفخ أؽىبَ اٌؼ ّذح ،واؽُبء اٌؼاللخ اٌضوعُخ ِٓ عذَذ 365.......................................
ة -اإلشىبي اٌّزؼٍك ثبٌٕفمخ367................................................................................................
ط -اإلشىبي اٌّزؼٍك ثبٌُّشاس367.............................................................................................
د -اإلشىبي اٌّزؼٍك ثجمبء اٌضوعخ ِؼٍّمخ 368.................................................................................
هـ -اإلشىبي اٌزٌ رىاعهه اٌّطٍمخ اٌزٍ أػبدد اٌضواط 369..............................................................
انفزع انضبَي :رًييز صٕر ف ّك انزاثطخ انزٔجيخ يٍ حيش انطؼٍ ثبنُمض 370 ........................................
أوال -اٌطؼٓ ثبٌٕمغ فٍ أؽىبَ اٌطالق ثبإلسادح إٌّفشدح 371.............................................................
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ ثطٍت ِٓ اٌضوعخ 373........................................... صبُٔب -اٌطؼٓ ثبٌٕمغ فٍ أؽىبَ ف ّ
صبٌضب -اٌطؼٓ ثبٌٕمغ فٍ أؽىبَ اٌطالق ثبٌزشاػٍ 377.....................................................................
552
-01ػذَ رؾذَذ اٌؾىُ اٌمؼبئٍ ٌّمش ثُذ اٌضوعُخ اٌزٌ رٍضَ اٌضوعخ ثبٌشعىع اٌُه 430............................
-02ػذَ إٌض ػًٍ أْ َىىْ اٌشعىع ثغؼٍ ِٓ اٌضوط 430............................................................
-03رؾبًَ اٌضوط أو اٌضوعخ فٍ رٕفُز اإلٌضاَ ثبٌشعىع 431..............................................................
انفزع انضبَي :رُفيذ األحكبو انًزؼهمخ ثزٕفيز يسكٍ يسزمم أصبصب ٔيؼبشب 433 .........................................
أوالِ -فهىَ اٌجُذ اٌّغزمً أصبصب وِؼبشب 433.................................................................................
صبُٔب -اعشاءاد رٕفُز اٌؾىُ اٌّزؼّٓ رىفُش ِغىٓ ِغزمً أصبصب وِؼبشب 433............................................
صبٌضب -اإلشىبالد اٌّزؼٍمخ ثبٌّغىٓ إٌّفظً أصبصب وِؼبشب 434.............................................................
انفزع انضبنش :رُفيذ األحكبو انًزؼهمخ ثئنزاو انزٔط ثبنُفمخ 436 .........................................................
أوالِ -فهىَ إٌفمخ اٌّؾىىَ ثهب ٌٍضوعخ واألوالد436.......................................................................
صبُٔب -اعشاءاد رٕفُز أؽىبَ إٌفمخ 437.........................................................................................
صبٌضب -اإلشىبالد اٌّزؼٍمخ ثزٕفُز أؽىبَ إٌفمخ 438............................................................................
انفزع انزاثغ :رُفيذ األٔايز انًؤلزخ انصبدرح ٔفمب نهًبدح 57يكزر يٍ لبٌَٕ األسزح 439 .........................
أوالِ -فهىَ األواِش اٌّئلزخ اٌظبدسح وفمب ٌٍّبدح ِ 57ىشس ِٓ لبٔىْ األعشح 440...................................
صبُٔب -اشىبالد رٕفُز األواِش اٌّئلزخ اٌظبدسح ؽجمب ٌٍّبدح ِ 57ىشس ِٓ لبٔىْ األعشح 440.........................
صبٌضب -اإلشىبالد اٌّضبسح ثشؤْ رٕفُز األواِش اٌّئلزخ اٌظبدسح ؽجمب ٌٍّبدح ِ 57ىشس ِٓ لبٔىْ األعشح 441.......
انًطهت انضبَي :اإلشكبالد انًضبرح ثؼذ ف ّك انزاثطخ انزٔجيخ 443 .......................................................
انفزع األٔل :اإلشكبالد انًزؼهمخ ثزحصيم انًجبنغ انًبنيخ انًحكٕو ثٓب لضبء443 ....................................
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ 444........................................................... أوال -اٌّجبٌغ اٌّبٌُخ اٌّؾىىَ ثهب ثؼذ ف ّ
ِ -1جٍغ اٌزؼىَغ ػٓ اٌطالق اٌزؼغفٍ 444.................................................................................
ٔ -2فمخ اٌؼذح 444.................................................................................................................
ٔ -3فمخ اإلهّبي 444.............................................................................................................
-4اٌّمبثً اٌّبٌٍ ٌٍخٍغ 445....................................................................................................
-5إٌفمخ اٌغزائُخ ٌٍطفً اٌّؾؼىْ 445......................................................................................
ٔ -6فمخ ثذي اَغبس ِغىٓ ٌّّبسعخ اٌؾؼبٔخ 445...........................................................................
ِ -7ظبسَف اٌىالدح واٌؼالط445.............................................................................................
ه اٌشاثطخ اٌضوعُخ 445..................................... صبُٔب -اشىبالد رؾظًُ اٌّجبٌغ اٌّبٌُخ اٌّؾىىَ ثهب ثؼذ ف ّ
-1اٌزٕفُز اٌغضئٍ ٌّؼّىْ اٌغٕذ اٌزٕفُزٌ 446.............................................................................
-2رؾظًُ اٌّمبثً اٌّبٌٍ ٌٍخٍغ 448..........................................................................................
-3رؾشَش ِؾؼش اٌؾغبة ِٓ لجً اٌّؾؼش اٌمؼبئٍ 449...............................................................
انفزع انضبَي :اإلشكبالد انًزؼهمخ ثزسهيى األصبس ٔاأليزؼخ 451 ..........................................................
أوال -اإلشىبي اٌّزؼٍك ثّىبْ رغٍُُ األِزؼخ 451.............................................................................
صبُٔب -اإلشىبي اٌّزؼٍك ثّطبثمخ األِزؼخ اٌّغٍّّخ ِغ اٌّزوىسح فٍ اٌمبئّخ اٌّئشش ػٍُهب 452.........................
صبٌضب -اإلشىبي اٌّزؼٍك ثبٌّمبثً اٌّبٌٍ ٌألِزؼخ453..........................................................................
ساثؼب -اإلشىبي اٌّزؼٍك ثزهبوْ طبؽت األِزؼخ فٍ اعزالِهب 454.......................................................
خبِغب -اإلشىبي اٌّزؼٍك ثزغٍُُ اٌّظىغبد455............................................................................
انفزع انضبنش :اإلشكبالد انًزؼهمخ ثزسهيى انًحضٌٕ 456 ...............................................................
أوال -اٌزّغّه ثؼذَ إٌض ػًٍ اإلٌضاَ ثزغٍُُ اٌّؾؼىْ 457.............................................................
صبُٔب -سفغ اٌّؾؼىْ االٌزؾبق ثبٌؾبػٓ 457.............................................................................
صبٌضب -ؽبٌخ رغٍُُ اٌّؾؼىْ ػٕذ ِّبسعخ ؽك اٌضَبسح 460................................................................
انفزع انزاثغ :اإلشكبالد انًزؼهمخ ثزٕفيز يسكٍ يالئى نًًبرسخ انحضبَخ 463 .......................................
أوال -غُبة ِؼُبس ِؾذد ٌزؼزس رىفُش ِغىٓ ِالئُ ٌٍؾبػٕخ 464.........................................................
553
صبُٔب -ػذَ رؾذَذ ِىاطفبد اٌغىٓ اٌّالئُ ٌٍؾبػٕخ465...................................................................
-1ػذَ رىفش ثؼغ اٌششوؽ فٍ اٌّغىٓ اٌّخظض ِٓ لجً األة ٌٍؾبػٕخ 465.....................................
-2وىْ اٌّغىٓ اٌّخظض ِٓ لجً األة ثؼُذا ػٓ أهً اٌؾبػٕخ 466.................................................
خبرًخ468....................................................................................................... :
انًـالحــك 507....................................................................................................
لبئًخ انًصبدر ٔانًزاجغ528...................................................................................
انفٓزس 545......................................................................................................
554