Professional Documents
Culture Documents
الدفع بالتقادم
لجنــــــــــــــــة المناقشة
رئيتسا جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية األتستا :تسرايش زكرياء
مشرفا جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية األستاذة :فارح عائشة
ممتحنا جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية األتستا :نايت الجودي مناد
الشكر هلل على الصحة واإلرادة التي أنعمنا هللا بهما من أجل تحقيق هذا العمل
المتواضع ،كما نشكر كل من شارك من قريب أو بعيد في إنجاز هذا العمل.
ونتوجه بعظيم الشكر إلى األستاذة الفاضلة فارح عائشة لقبولها اإلشراف على
مذكرتنا وتقديمها يد العون ولم تبخل علينا بنصائحها والتوجيهات التي أعانتنا خالل تحضير
هذا العمل المتواضع ،فجازاها هللا خيرا.
كما نتقدم بالشكر والعرفان إلى جميع أساتذة جامعة عبد الرحمان ميرة " كلية
الحقوق والعلوم السياسية" الذين أفدنا منهم العلم ،العمل والخلق.
كل الشكر والتقدير إلى أعضاء لجنة التقييم لما يسدونه من مقترحات تهدف إلى
تصويبها واالرتقاء بها.
أهدي ثمرة هذا العمل المتواضع:
عاشوري حنان
أهدي ثمرة جهدي إلى:
أعز شخصين في حياتي أمي وأبي راجية من هللا أن يطيل في عمرهما ويمدها
الصحة والعافية
إلى كل من صنع لي معروفا وكل من كان لي عونا في أحد األيام من بعيد أو من
قريب.
عبيدر سوهيلة
قائمة ألهم المختصرات
ط :طبعة
ص :صفحة
ع :عدد
P: page
Ed: edition
المقدمة
المقدمة
يعتبر التقادم نظام قانوني يرتكز على فكرة فوات الزمن الذي يؤدي إلى سقوط الحق
أو كسبه وهو ما يعرف " بالتقادم المسقط" أو " التقادم المكسب".
إذا تمسك المدين أو صاحب المصلحة بالتقادم ،سواء التقادم المكسب أو التقادم
المسقط ،فإن التقادم يرتب آثاره وهو ما يعرف بالدفع بالتقادم.
الدفع بالتقادم هو دفع موضوعي يجوز إبداءه في أي حالة كانت عليها الدعوى
والتنازل عنه جائز ال مانع منه ،ولكن بعد ثبوت الحق فيه ،فيترتب على التمسك بالتقادم
المسقط انقضاء االلتزام ،أما التمسك بالتقادم المكسب كسب الحائز ملكية العقار أو الحق
العيني ،وهذا ما كرسته المحكمة في القرار الصادر عنها بتاريخ 30سبتمبر 1998الذي
جاء فيه " :من المقرر قانون أ ّنه من حاز منقوال أو عقارا أو حقا عينيا منقوال كان أو عقارا
دون أن يكون مالكا له أو خاص به صار له ذلك ملكا إن استمرت حيازته له مدة خمسة
2
عشر سنة بدون انقطاع.
نظرا ألهمية الدفع بالتقادم في حياة األشخاص ،فإننا نجده في كل التشريعات ،سواء
المدنية أو التجارية وحتى الجزائية ،إال ّ أنّ دراستنا تتمحور حول الدفع بالتقادم في شقه
المدني الذي تناوله المشرع الجزائري في كتابه الثاني في القسم األخير من الباب الخامس
وهذا بالنسبة للتقادم المسقط ،أما التقادم المكسب فقد تناوله في الفصل الثاني من الكتاب
الثالث.
أهمية دراسة هذا الموضوع تكمن في رغبتنا في فهم واستيعاب جانب مهم من أحكام
الدفع بالتقادم واآلثار المترتبة عنه ،وهذا راجع ألهمية الموضوع ،وندرة الدراسات المعمقة
-1عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،نظرية االلتزام بوجه عام (األوصاف ،الحوالة،
االنقضاء) ،الجزء الثالث ،ط ،3منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،2000 ،ص.1128
-2قرار المحكمة العليا ،الغرفة العقارية ،ملف قم ،180876مؤرخ في ،1998/09/30المجلة القضائية ،ع،2
ص.33
2
المقدمة
في هذا المجال وأغلب الدراسات تناولت الموضوع دون إقامته على دراسة معمقة ،كما
يندرج هذا الموضوع في مجال تخصصنا أال وهو القانون الخاص ،إذ ارتأينا إلى دراسته
بنوع من التعمق والشرح الوافي حتى نقدم أهم األحكام المتعلقة بالدفع بالتقادم والتطرق إلى
أهم النصوص القانونية التي عالجت الموضوع ،فالهدف الحقيقي هو توسيع دائرة المعرفة
في مجال الدراسات القانونية في القانون الخاص وإبراز كيفية إعمال التقادم بنوعيه
(المكسب والمسقط) ،واآلثار المترتبة على ذلك ،باإلضافة إلى مسايرة هذا الموضوع
لألحداث وارتباطه بالواقع ،وكذلك تهدف هذه الدراسة إلى المحافظة على النظام العام
والبحث على األمن واالستقرار ،فالتقادم نظام ال غنى عنه يرتكز على عدة اعتبارات
اجتماعية واقتصادية ،إذ لواله لعمت الفوضى واضطربت األعمال في المحاكم.
وترجع أسباب اختيارنا لهذا الموضوع إلى إبراز أهم األحكام المتعلقة بالدفع بالتقادم
وكذلك اآلثار المترتبة عنه ،إذ يعتبر البعض أن هذا الموضوع كالسيكيا ،لكن هذا لم يمنعنا
من التطرق إليه ،واالستعانة ببعض االجتهادات القضائية ،والنصوص القانونية إلثراء الزاد
الثقافي القانوني لدى المجتمع الذي يجهل أحكامه.
ال يخلو أي بحث أكاديمي من صعوبات ،حيث تظهر قيمته في تجاوزأغلب هذه
العقبات ،فهذه األخيرة تتمثل في قلة المراجع التي تناولت موضوع إعمال التقادم واآلثار
المترتبة على ذلك ،وكذلك غلق المكتبات العامة والمكتبة الجامعية بسبب فيروس كورونا،
األمر الذي صعّب علينا جمع مراجع كافية إلعداد بحثنا ،باإلضافة إلى صعوبة االلتقاء
باألستاذ المشرف والزميلة النعدام وسائل النقل.
ومن خالل إحاطتنا بالموضوع ،وتحديد جوانب الدراسة ،ارتأينا إلى طرح اإلشكالية
التالية :كيف يتم إعمال التقادم وما هي اآلثار المترتبة عن ذلك؟
لإلجابة عن هذه اإلشكالية ،اعتمدنا على منهجين :المنهج الوصفي إلبراز مختلف
األحكام المتعلقة بالدفع بالتقادم ،والمنهج التحليلي من أجل تحليل النصوص القانونية
واالجتهادات القضائية المنظمة لمسألة إعمال التقادم وآثاره.
3
المقدمة
للتطرق إلى جميع جوانب الموضوع ،قسمنا هذه الدراسة إلى فصلين ،فقد خصصنا
الفصل األول لدراسة كيفية إعمال التقادم المكسب واآلثار المترتبة عنه ،أما الفصل الثاني
تطرقنا إلى كيفية إعمال التقادم المسقط واآلثار المترتبة عنه.
وختمنا بحثنا هذا بخاتمة تناولنا فيها النتائج المتوصل إليها ،مع ذكر فيها التوجيهات
والمقترحات.
4
الفصل االول
الدفع بالتقادم المكسب
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
يعتبر التقادم المكسب طريقا من طرق كسب الملكية والحقوق العينة األصلية ،فقد
نظم المشرع الجزائري كيفية إعمال هذا الطريق والتمسك به (المبحث األول) ،ويترتب عن
التمسك بالتقادم عدة آثار (المبحث الثاني).
6
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
المبحث األول
القاعدة العامة هي وجوب التمسك بالتقادم المكسب والدفع به (المطلب األول) ،لكن
يجوز التنازل عنه (المطلب الثاني).
المطلب األول
إذا توفر التقادم على شروطه واكتملت مدته ،فإن التمسك به واجب (الفرع األول)
فيجوز لمن له مصلحة التمسك بالتقادم (الفرع الثاني) ،يتعين على الجهة القضائية المختصة
التحقق من ذلك (الفرع الثالث) ،ويتبع في التمسك بالتقادم عدة طرق (الفرع الرابع).
الفرع األول
إذا توفر التقادم على شروطه ومدته ،فال يترتب أثره المكسب للحق العيني بقوة
القانون ،وإنما يجب التمسك به إلنتاج هذا األثر ،إذ كسب الحق عن هذا الطريق ال يتعلق
بالنظام العام وسلوك هذا األخير متعلق بضمير الحائز.1
وبالتالي فإن التمسك بالتقادم المكسب يكون عن طريق دفع يبديه الحائز ضد المالك
الذي يطالب بحقه عن طريق دعوى االستحقاق ،ومن هنا يستخلص بأن التقادم ليس من
النظام العام ،بحيث يمكن للقاضي أن يثيره من تلقاء نفسه ،وإنما هو دفع مقرر لصاحب
2
المصلحة فقط ،وهو الذي عليه أن يتمسك به.
-1حسن كيرة ،الموجز في أحكام القانون المدني ،الحقوق العينية األصلية ،أحكامها ومصادرها ،ط ،4منشأة المعارف،
مصر ،1997 ،ص.509
-2ثابتي وليد ،التقادم المكسب للملكية في ظل نظام الشهر العيني ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العقاري ،قسم
العلوم القانونية واإلدارية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،2009 ،ص.91
7
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
ينتج على ضرورة التمسك بالتقادم أنه إذا اكتملت م ّدته ور ّد الحائز الشيء إلى مالكه
قبل تمسكه به ،كان هذا وفاء بالتزام مدني.
والتمسك بالتقادم يكون في صورة دفع يدفع به الحائز دعوى االستحقاق المرفوعة
عليه وهو دفع موضوعي يجوز إثارته في أي حالة من حاالت الدعوى حتى إقفال باب
المرافعة ،ويجوز التمسك به أمام محكمة أول درجة ،أو أمام المجلس القضائي ،1كما نصت
المادة 2/321من ق م ج ب قولها " :ويجوز التمسك بالتقادم في أي حالة من حاالت الدعوى
2
ولو أمام المحكمة االستئنافية".
الفرع الثاني
يقع التمسك بالتقادم بناء على طلب المدين (الحائز) ،أو بناء على طلب دائنيه (دائن
الحائز).
أوال :الحائز
القاعدة العامة أن الحائز هو الذي يبادر إلى التمسك بالتقادم على اعتباره مرتبط
بمصالحه الخاصة وهو منوط بضميره ألنه يعلم إذا كان اكتسابه للعقار حق له أو اغتصاب
لحق الغير ،وإذا كان األصل أن الحائز هو الذي يتمسك بالتقادم فيجوز أن يتمسك به خلفه
سواء كان عاما أو خاصا ،ويحق أيضا لمن تصف إلى الحائز في الحق الذي عليه الحيازة
أن يتمسك بالتقادم بالنسبة لهذا الحق.3
-1برادي أحمد ،التملك عن طريق التقادم المكسب وأثره بين الشريعة اإلسالمية والقانون المدني الجزائري ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في العلوم اإلسالمية ،تخصص :شريعة وقانون ،قسم الشريعة ،جامعة الجزائر ،2009،ص.156
-2المادة 2/321من األمر رقم ،58/75مؤرخ في 26سبتمبر ،1975المتضمن القانون المدني ،ج.ر.ج.ج ،ع 78
الصادر في 20سبتمبر ،1975المعدل و المتمم بالقانون 05-07المؤرخ في 13ماي .2007
-3ماحي سهام ،طرق اكتساب الملكية في التشريع الجزائري (الحيازة والتقادم المكسب) ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر
في القانون ،تخصص :قانون خاص ،قسم العلوم القانونية واإلدارية ،جامعة 8ماي ،2016 ،1945ص.71
8
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
يجوز لدائن الحائز أن يتمسك بالتقادم نيابة عن مدينه الحائز ،وال يعترض على ذلك بأن هذا
التمسك حق متصل بشخص المدين فال يحق للدائن استعماله ،ذلك أن من حق الدائن أن
يعتمد على أن مدينه الحائز قد ملك العين بالتقادم فيستطيع هو أن ينقد عليها باعتبارها داخلة
في أموال مدينه.1
الفرع الثالث
طبقا لنص المادة 2/321من ق م ج ،يجوز التمسك بالتقادم في أي حالة كانت عليها
الدعوى ولو ألول مرة أمام جهة االستئناف ،بحيث يجوز التمسك بالتقادم المكسب أمام
محكمة أول درجة سواء ت ّم ذلك قبل إبداء الدفوع الموضوعية أو بعدها ،وإذا فات الحائز
الدفع بالتقادم أمام محكمة الدرجة األولى جاز له التمسك به ألول مرة أمام محكمة
االستئناف وفي أي حالة كانت عليها إلى أن يقفل باب المرافعة ،ولكن ال يجوز التمسك
بالتقادم المكسب ألول مرة أمام المحكمة العليا وذلك راجع إلى أن المحكمة العليا ال تستطيع
أن تن ظر أوجها جديدة لم يسبق الدفع بها من قبل أمام محكمة الموضوع ،والمحكمة العليا
محكمة قانون ،و التمسك بالتقادم ال يتعلق بالنظام العام.2
الفرع الرابع
يجوز التمسك بالتقادم عن طريق المطالبة القضائية (أوال) ،كما يجوز التمسك به
بالطرق غير القضائية (ثانيا).
-1عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،أسباب كسب الملكية ،ط ،3منشورات الحلبي
الحقوقية ،لبنان ،2000 ،ص.1062
-2ماحي سهام ،مرجع سابق ،ص-ص.70-69
9
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
وفقا ألحكام القانون المدني الجزائري يتم التمسك بالتقادم المكسب أمام القضاء طبقا
لنص المادة 321من ق م ج ،وذلك لحماية وتثبيت المراكز القانونية التي تكون للحائز
لمجرد اكتمال وتحقيق شروط التقادم المكسب ،وهذا يمكن للحائز أن يدفع عن المركز
القانوني الذي اكتسبه إما عن طريق الدعوى أو عن طريق الدفع القضائي.1
الدعوى هي الطريق األصلي الذي يستعمله الحائز لطلب الحماية القضائية في حالة
االعتداء على مركزه القانوني ،ويمكن تصور ذلك في حالتين:
وجود من ينازع الحائز (المدعى) في حيازته عن طريق التعرض لها ،خروج العين
من حيازته بعد أن تملكها بالتقادم المكسب،2وهنا يلجأ الحائز إلى دعوى االستحقاق عن
طريق رفع دعوى قضائية إلى المحكمة المختصة التي يقوم العقار محل الحيازة في دائرة
اختصاصها 3،إذ تنص المادة 40من ق.إ.م.إ على ما يلي" :فضال عنا ورد في المواد 37
و 38و 46من هذا القانون ،تقع الدعاوى أمام الجهات القضائية أدناه دون سواها -1 :في
المواد العقارية ،أو األشغال المتعلقة بالعقار ،أو دعاوى اإليجارات بما فيها التجارية المتعلق
بالعقارات ،والدعاوى المتعلقة باألشغال العمومية أمام محكمة التي تقع في دائرة
4
اختصاصها العقار"...
الدفع هو األداة الثانية من أدوات استعمال الحق في الدعوى ،يجسد فيها المتقاضي
ادعائه بالملكية عن طريق التقادم طالبا من القضاء الحصول على الحماية القضائية ،فيجوز
-1ضيف أحمد ،اكتساب الملكية العقارية بالتقادم في ضوء مستجدات القانون الجزائري ،رسالة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه
في القانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر بالقايد ،تلمسان ، 2016 ،ص.246
-2ميسون زهوين ،اكتساب الملكية العقارية الخاصة عن طريق الحيازة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق،
تخصص :القانون العقاري ،كلية الحقوق ،جامعة اإلخوة منتوري ،قسنطينة ،2007 ،ص.100
-3ضيف أحمد ،مرجع سابق ،ص.246
-4المادة 40من قانون رقم ،09-08مؤرخ في 25فبراير ،2008يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية،
ج.ر.ج.ج ،ع ، 41الصادر في .2008/04/23
10
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
للحائز أن يتمسك بالتقادم المكسب في شكل دفع ضد المدعي ،إذ يتميز هذا الدفع
بالخصائص التالية:
-ال يتعلق بالنظام العام لما هو مقرر لمصلحة الخصوم ،ولكل ذي مصلحة في
الدعوى وال يجوز للقاضي أن يثيره من تلقاء نفسه.
كما يعتبر الحكم الصادر في هذا الدفع بقبوله وفض الدعوى أو فض الدفع
الموضوعي يكون حكما موضوعيا حاسما للنزاع بصفة نهائية ،ويجوز حجية الشيء
1
المقضي به بالنسبة لموضوع الدعوى فال يجوز إقامة دعوى جديدة.
بخالف أحكام القانون المدني التي ال تجيز التمسك بالتقادم إال أمام القضاء ،ولكن
تطبيقا لقاعدة الخاص يقيد العام ،فقد أجاز المشرع بموجب نصوص تشريعية خاصة على
2
التمسك بالتقادم المكسب للملكية.
/1شهادة الحيازة
لشهادة الحيازة هدف مزدوج يتمثل األول في تطهير الملكية العقارية والمساهمة في
تكوين السجل العقاري ،وأما الهدف الثاني فهو المساهمة في التنمية الشاملة ألنه في العديد
من الحاالت يتعذر على الحائز تبرير ممارسة الحيازة المدة القانونية إلتمام أجل التقادم
3
المكسب.
11
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
فالصورة الملحة لتفعيل عملية تطهير الملكية العقارية الخاصة في المرحلة االنتقالية،
دفعت المشرع إلى اعتماد قواعد الحيازة العقارية بإصداره للمرسوم ،254-91المتضمن
1
تحديد كيفيات إعداد شهادة الحيازة وتسليمها.
استحدث المشرع الجزائري شهادة الحيازة بموجب المادة 39من قانون التوجيه
العقاري وهي شهادة يسلمها رئيس المجلس الشعبي البلدي للحائز الذي يستوفي الشروط
2
الموضوعية والشكلية.
بسبب التأخر الذي عفته عملية المسح العقاري ،والذي يعتبر أساس نظام الشهر
العيني ،جعل المشرع الجزائري يتدخل في سنة 1983بالمرسوم 352-83المؤرخ في
1983/05/21الذي يسن إجراءات إثبات التقادم المكسب وإعداد عقد الشهرة المتضمن
االعتراف بالملكية ،لتشجيع المواطنين للحصول على سندات ملكية عن طريق إعداد عقد
الشهرة ،فعقد الشهرة يحرره الموثق بناء على طلب الحائز وفق إجراءات محددة قانونا ،إذا
3
توافرت شروط معينة منصوص عليها قانونا.
يمكن للحائز التمسك بالتقادم أمام لجان المسح العام لألراضي ،بعد صدور قرار عن
الوالي بفتح عملية المسح بالنسبة للبلدية التي يقع في حدودها اإلقليمية العقار محل الحيازة
4
طبقا للمرسوم 62/76المؤرخ في 1976/03/25المتعلق بإعداد مسح األراضي العام.
وتتضمن عملية المسح العام لألراضي تحديد النطاق الطبيعي للعقارات لتكون
األساس المادي للسجل العقاري.
-1سليماني مصطفى ،الحيازة كسبب من أسباب كسب الملكية العقارية الخاصة ،مذكرة لنيل شهادة الماستر القانون
العقاري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون العقاري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة أدرار ،2014 ،ص74
-2ميسون زهوين ،مرجع سابق ،ص.119
-3سليماني مصطفى ،مرجع سابق ،ص-ص .72073
-4ضيف أحمد ،مرجع سابق ،ص.318
12
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
حيث من خالل عملية المسح يتم تحديد المالكون الظاهرون وأصحاب الحقوق
العينية ،إذ تقوم لجان المسح بعد االنتقال إلى الميدان ،بإعداد مخطط لمسح األراضي ،تودع
وثائق المسح لدى المحافظة العقارية ألجل تحديد حقوق الملكية وشهرها في السجل
1
العقاري ،بحيث يتم تثبيت هذا اإليداع عن طريق محضر تسليم يحرره المحافظ العقاري.
المطلب الثاني
إذا اكتملت مدة التقادم وتحققت شروطه ،البد للحائز أن يتمسك به ،كما يحق له
التنازل عنه بعد ثبوت الحق فيه ،إذ سيتم التطرق إلى التنازل عن التقادم المكسب قبل وأثناء
ثبوت الحق فيه (الفرع األول) ،التنازل عن التقادم بعد ثبوت الحق فيه (الفرع الثاني) ،كما
سنتطرق إلى التكييف القانوني للتنازل عن التقادم (الفرع الثالث) ،أهلية التنازل عن التقادم
(الفرع الرابع) ،وأخيرا آثار التنازل عن التقادم (الفرع الخامس).
الفرع األول
سوف ندرس حالتين ،ونقوم بالتمييز بينهما وأيهما يمنع التنازل عن التقادم ،وهاتين
الحالتين تتمثالن في :التنازل الحاصل قبل سريان التقادم المكسب (أوال) ،التنازل الحاصل
أثناء سريان التقادم المكسب (ثانيا).
حسب المادة 2/322ق.م.ج يتضح لنا انه ال يجوز التنازل مقدما عن التقادم قبل
ثبوت الحق ،بل يصعب تصوره من الناحي العملية ،إذ يستبعد نزول الحائز حسن النية
ولديه السبب الصحيح مقدما في السند الصادر إليه ،وإذا أمكن تصور مثل هذا النزول ،فهو
باطل بحكم القانون سواء كان بصدد التقادم القصير أو الطويل ،والسبب في تحريم التنازل
13
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
المسبق عن التقادم قبل ثبوت الحق فيه ،هو أ ّنه يمس بوجود التقادم وتلك المسألة تتعلق
1
بالنظام العام.
إذا تنازل الحائز عن التقادم أثناء سريان مدته ،فإن هذا التنازل يصح بالنسبة للمدة
التي سرت قبل تنازله ،ولكنه ال يصح بالنسبة للمستقبل ،ويترتب على ذلك زوال كل أثر
2
للم ّدة السابقة على التنازل وال يجوز ذلك دون سريان التقادم لم ّدة جديدة.
والتنازل الحاصل أثناء سريان التقادم يعتبر بمثابة قطع للتقادم عن طريق إقرار
الحائز بحق المالك ألن الحائز إذا نزل عن الم ّدة التي انقضت في تقادم لم يكتمل إنما يقر
بحق المالك ،فيقطع اإلقرار للتقادم وال يعتد بالم ّدة التي انقضت ،كما هو الحال في انقطاع
3
التقادم بإقرار الحائز.
فالحائز يعتبر مالكا من وقت بدء سريان التقادم وبالتالي إذا رتب المالك عليه حق
رهن مثال خالل مدة التقادم فإنه يكون صادرا عن غير مالك فال يسري في حق الحائز بعد
أن كسب العين بالتقادم ،أما الحقوق العينية التي رتبها المالك على العين قبل بدء سريان
4
التقادم فإنها تسري بحق الحائز حتى بعد أن يتملك العين بالتقادم.
-1بوكعيبة عزيزة ،طرق اكتساب الملكية في التشريع الجزائري ،دراسة مقارنة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في
القانون ،تخصص :القانون الخاص الشامل ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية،2018 ،
ص.72
-2محمد طه البشير ،التقادم المكسب في الحيازة ،منشور في الموقع االلكتروني ،https://almerja.net :تم االطالع
عليه بتاريخ.2020/09/21 ،
-3ماحي سهام ،مرجع سابق ،ص.76
-4مرجع نفسه ،ص.76
14
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
الفرع الثاني
فإذا اكتملت مدة التقادم المكسب ،طويال كان التقادم أو قصيرا ،وثبت حق الحائز في
التمسك به ،فإن تنازله بعد ثبوت حقه فيه جائز 1،وهذا تطبيقا لنص المادة 322من ق.م.ج
وقد يكون تنازل الحائز عن التقادم المكسب بعد ثبوت حقه فيه صريحا ،وال يشترط
في التنازل الصريح شكل معين أو عبارات خاصة ،فقد يكون مكتوبا أو شفويا ،ولكن يجب
إثبات هذا التنازل باعتباره تصرف قانوني ،وذلك باتباع القواعد العامة في االثبات ،كما
يكون تنازل الحائز عن التقادم المكسب بعد ثبوت حقه فيه ضمنيا 2،فالتنازل الضمني ليس
من الضروري أن يستخلص من تأخير الدفع في أي حالة كانت عليها الدعوى ،والمرجع في
ذلك لقاضي الموضوع فهو الذي يقدر ما إذا كان يستخلص من موقع الحائز ،وقد يستخلص
التنازل الضمني أيضا من قبول الحائز ،بعد اكتمال مدة التقادم ،أي يدفع للمالك أجرة
3
العين.
الفرع الثالث
اختلف الفقهاء والشراح حول التكييف القانوني للتنازل عن التقادم ،حيث يرى
الفقيهان بودري وتيسيه أن التنازل عن التقادم ال يعتبر تصرفا قانونيا ،وبالتالي ال ينقل
الملكية ،وإنما هو االعتراف بحق الغير ،وهذا ما أيده األستاذ علي أحمد حسن واألستاذ
محمد عبد اللطيف.
15
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
أمّا مارني ورايتود يعتقدان أن التنازل عن التقادم عمال من أعمال التصرف ،أمّا
بخصوص الدكتور السنهوري يعتبر التنازل عن التقادم تصرفا قانونيا صادر من جانب
1
واحد وال حاجة فيه إلى قبول الدائن وكان ملزما له ال يستطيع الرجوع فيه.
الفرع الرابع
التنازل عن التقادم المكسب تصرفا قانونيا صادر من جانب واحد ال حاجة فيه إلى
قبول المالك وال تلزم فيه أهلية التبرع وال تكفي أهلية اإلدارة بل تجب أهلية التصرف
ويترتب على ذلك أن الصغير والمحجورعليه ال يستطيع أي منهما أن يتنازل عن حقه في
التمسك بالتقادم من غير إذن المحكمة وال يستطيع الوكيل التنازل عن التمسك بالتقادم إال ّ إذا
2
أعطى توكيال خاصا في ذلك.
ويسري تنازل الحائز في حق دائنيه ما لم يكن قد صدر منه التنازل إضرارا بحقهم
حسب الفقرة 2من المادة 322من ق .م .ج ،فعندئذ يجوز للدائنين أن يطعنوا في نفاذه في
حقهم بالدعوى البوليصية خروجا عن أحكام هذه الدعوى التي تقتضي أن يكون التصرف
المطعون فيه مفقرا والفرض أن التنازل ليس مفقرا ألن الحائز لم يتصرف في حق دخل في
3
ذمته بل هو حال دون زيادة حقوقه.
الفرع الخامس
إذا تنازل الحائز عن التقادم وفق ما تم التطرق إليه صح تنازله ،وترتب عليه أثره
بشرط أن يكون تنازال حقيقيا ال مجرد إقرار منه ،فإنه ال يجوز لحساب نفسه بل لحساب
4
المالك الحقيقي ،كما يترتب على التنازل الصحيح سقوط جميع آثار التقادم التي تمت مدته.
16
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
التنازل عن التقادم يشبه االعتراف القاطع لمدة التقادم من حيث اآلثار ،كما يبدأ بعد
التنازل عن التقادم سريان تقادم جديد ،كما هو الحال في انقطاع التقادم ،واألصل أن تكون
مدة التقادم الجديد هي مدة التقادم القديم الذي تنازل عنه المدين ولكن قد تختلف المدتان إذا
1
كانت الشروط الجديدة مخالفة للشروط القديمة للتنازل.
17
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
المبحث الثاني
يترتب على التقادم المكسب ،كسبب لكسب الملكية ع ّدة آثار تتمثل في كسب الملكية
(المطلب األول) ،فإذا اكتسب الحائز الملكية يكون ذلك بأثر رجعي ،ويترتب على ذلك
التزاما طبيعيا (المطلب الثاني).
المطلب األول
يترتب على التقادم المكسب ،كسب الملكية وهنا قد تكون كسب الملكية مباشرة بعد
انتهاء مدة التقادم ،كون أن التقادم المكسب يعد سببا مباشرا لكسب الملكية ،إذ سندرس نطاق
التقادم المكسب (الفرع األول) ،ومصير التكاليف العينية المحمل بها العقار من جانب المالك
الحقيقي (الفرع الثاني).
الفرع األول
سندرس المقصود بنطاق التقادم المكسب (أوّ ال) ،نطاق وضع اليد في التقادم القصير
(ثانيا) ،نطاق وضع اليد بالنسبة للتقادم الطويل (ثالثا).
يقصد بنطاق التقادم المكسب ،مدى األثر المترتب على التقادم المكسب فيتحدد نطاق
ومدى ما يكسبه الحائز من حقوق بحسب ما وردت عليه الحيازة ،وبحدود الوضع المادي
الذي قامت عليه ،فبقدر الحيازة يكون التقادم ،على أساس أن التقادم المكسب هو تحويل
لحالة واقعية إلى حق ،ولهذا يتحدد الحق المكسب بحدود تلك الحالة الواقعية التي استمرت
1
طوال مدة التقادم.
18
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
ولقد جاء في أحكام المادة 827ق.م.ج نطاق التقادم المكسب للملكية والحقوق
الجائز اكتسابها بقولها " :من حاز منقوال أو حقا عينيا منقوال كان أو عقارا دون أن يكون
1
مالكا أو خاصا به صار له ذلك ملكا إذا اسمرت حيازته 15سنة بدون انقطاع".
ميز المشرع الجزائري بين التقادم القصير والتقادم الطويل ،بحيث يتميز التقادم
القصير عن التقادم الطويل بقصر مدته من تاريخ وضع اليد إلى تحقق التقادم ،إذ حددها
المشرع بـ 10سنوات ،وهذا ما يظهر في نص المادة 828من ق.م.ج التي تنص على ما
يلي " :إذا وقعت الحيازة على عقار أو على حق عيني عقاري وكانت مقترنة بحسن نية
ومستندة في الوقت نفسه إلى سند صحيح فإن م ّدة التقادم المكسب تكون عشر ()10
3
سنوات".
فالحائز يجب أن تتوفر فيه حسن النية وكذلك أن يكون له سند صحيح يدعم به حسن
نيته ،بحيث يقتصر التقادم المكسب القصير على العقار دون المنقول وذلك خالفا للتقادم
الطويل ،وعلة تقصير المدة في التقادم العشري يرجع إلى أن المشرع أراد التوفيق بين
أمرين هما :حسن نية الحائز من جهة ،ومنح المالك الوقت الكافي للعلم باالعتداء الواقع على
4
ملكه وحقه العقاري.
19
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
حسب نص المادة 827من ق.م.ج ،يتبين أن الحقوق العينية وحدها وعلى رأسها
حق الملكية سواء كان واردا على منقول أو عقار هي التي يمكن تملكها بالتقادم ،فالحقوق
1
الشخصية تستبعد من إعمال التقادم عليها ولو كانت قابلة للحيازة.
والقانون يشترط استمرار الحيازة لمدة 15سنة كاملة دون انقطاع ،وليست الحقوق
العينية كلها قابلة للتملك بالتقادم المكسب ،بل هناك شروط البد من توافرها ،فيجب أن يكون
الحق الذي تشمله الحيازة قابال للتعامل فيه حتى يمكن كسبه بالتقادم ،ويجب كذلك أن يكون
الحق يقبل الخضوع للحيازة ،وال يكفي أن يكون العقار قابال للتعامل فيه حتى يكون قابال
للتملك عن طريق وضع اليد المكسب للملكية ،بل يجب أيضا أن يكون الحق قابال للحيازة،
2
إذ التملك بالتقادم يفترض فيه أن يكون الشيء قد خضع للحيازة م ّدة طويلة.
الفرع الثاني
يكتسب الحائز ملكية العقار أو الحق العيني العقاري بالتقادم بالحالة التي كان عليها
وقت بدء التقادم ،أي أن الحائز يكسب الملكية مثقلة أو محملة من تكاليف وحقوق عينية
أصلية أو تبعية متى كانت موجودة وقت بدء الحيازة ،فإذا كان المالك األصلي قد رتب على
الشيء حقا عينيا قبل بدء سريان مدة التقادم ،فيبقى هذا الحق قائما إال إذا سقط بسبب
مستقل ،أو كان الحائز قد كسبه بالتقادم المكسب ،وعليه فإذا كان العقار وقت بدء الحيازة
مثقال بحق ارتفاق أو حق انتفاع ،فإنه ليس من شأن أثر التقادم المكسب أيا كانت مدته أن
3
تؤدي إلى سقوط أي من هذه الحقوق.
20
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
المطلب الثاني
إذا اكتسب الحائز الملكية بالتقادم المكسب ،فإنها تنتقل إليه بأثر رجعي (الفرع
األول) ،كما تترتب ع ّدة نتائج لألثر الرجعي (الفرع الثاني) ،و يتخلف التزام طبيعي في ذمة
الحائز (الفرع الثالث).
الفرع األول
إذا كسب الحائز الملكية بالتقادم عن طريق التمسك به ،فإن الملكية تنتقل إلى الحائز،
ال من وقت التمسك بالتقادم أو من وقت اكتمال مدة التقادم فحسب ،بل تنتقل إليه بأثر رجعي
1
من وقت بدء الحيازة التي أدت إلى التقادم.
يعتبر الحائز مالكا للعين التي كسبها بالتقادم من وقت أن وضع يده عليها بنية تملكها،
ويكون مالكا إياها طوال مدة التقادم ،واستناد التقادم بأثر رجعي إلى وقت بدأ سريانه إنما
تقضي به طبيعة نظام التقادم ،والهدف الذي يرمي هذا النظام إلى تحقيقه ،هو حماية
2
األوضاع المستقرة.
ينطبق هذا األثر الرجعي على كل من التقادم المكسب بنوعيه الطويل والقصير،
الذي يؤدي التقادم فيه إلى تدعيم سند الحائز وتطهيره من العيب الذي كان يشوبه ،حيث
يحتفظ الحائر نهائيا بشيء بوصفه مشتريا أو موهوبا له أو نحو ذلك بحسب نوع السند
3
الصادر إليه.
21
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
الفرع الثاني
يترتب على األثر الرجعي ع ّدة نتائج تتمثل في :تملك الحائز للثمار منذ بدء الحيازة
(أوال) ،عدم سريان الحقوق العينية المترتبة من طرف المالك األصلي على العقار خالل مدة
التقادم في مواجهة الحائز(ثانيا) ،وأخيرا نفاذ الحقوق العينية المترتبة من طرف الحائز
(ثالثا).
يتملك الحائز جميع الثمار التي أنتجها الشيء خالل سريان التقادم باعتباره مالكا ال
باعتباره حائزا ،ويترتب على ذلك أنه يكسب هذه الثمار سواء تلك التي تم قبضها أو التي
يتم قبضها ،وسواء كان حسن النية أم سيئها حين قبضها ،ولوال هذه الملكية المستندة إلى
الماضي لما كسب الثمار إال باعتباره حائزا ،والحائز ال يكسب من الثمار إال ما ت ّم قبضه
1
وهو حسن النية.
ثانيا :عدم سريان الحقوق العينية المترتبة من طرف المالك األصلي على العقار
خالل مدة التقادم في مواجهة الحائز
انطالقا من هذه النتيجة فإنه ال يعتد بالحقوق العينية التي أنشأها المالك األصلي أثناء
سريان المدة ،وهذا راجع العتبار الحائز مالك منذ البداية ،أي منذ سريان التقادم ،وبالمقابل
ينفي عن مالك العين ملكيته لها خالل هذه المدة ،وبخصوص الحقوق التي يكون المالك
2
األصلي قد أنشأها على الشيء قبل بدء سريان التقادم فال شأن لألثر الرجعي بها.
فإنها تسري في حق الحائز حتى بعد أن يتملك العين بالتقادم ،إال ّ إذا كانت قد انقضت
3
بالتقادم المسقط ،أو انتقلت إلى الحائز بالتقادم المكسب مستقلة عن حق الملكية.
22
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
ثالثا :نفاذ الحقوق العينية المترتبة من طرف الحائز على العقار خالل م ّدة التقادم
إذا رتب الح ائز خالل فترة التقادم حقا عينيا على العقار الذي حازه كالرهن أو
االرتفاق ثم تملك العقار بالتقادم المكسب ،فإن هذه الحقوق تصير صحيحة ونافذة وباتة كما
1
لو كانت صادرة من المالك الحقيقي.
واألثر الرجعي أيضا هو الذي يفسر ذلك ،فإن الحق العيني الذي رتبة الحائز من
خالل مدة التقادم كان صادرا من غير مالك إذ أن م ّدة التقادم لم تكن قد اكتملت ،فكان ينبغي
أن يبقى معتبرا أنه صدر من غير مالك حتى بعد اكتمال مدة التقادم لو أن التقادم المكسب لم
يكن له أثر رجعي ،فإن الحائز يعتبر مالكا للعين من وقت بدء سريان التقادم ،فيكون مالكا
2
لها وقت أن رتب الحق العيني ،ومن هنا يصبح هذا الحق نافذا باتاً.
الفرع الثالث
يتخلف التزام طبيعي عن الحق الذي يكسب بالتقادم المكسب ،فإذا ملك الحائز العين
بالتقادم المكسب ،ولم يكن قبل التقادم مالكا لها ،فإنه بالرغم من تملكه العين بالتقادم يبقى
ملتزما التزاما طبيعيا نحو المالك الحقيقي برد العين إليه 3،غير أنه إذا قام الحائز برد العين
للمالك ال يستطيع أن يستردها مرة أخرى 4،سوف يتم التطرق إلى تعريف االلتزام الطبيعي
(أوال) ،اآلثار المترتبة على االلتزام الطبيعي (ثانيا)
-1قادري نادية ،مجال األخذ بأحكام الحيازة والتقادم المكسب في ظل مبادئ نظام الشهر العيني في التشريع الجزائري،
أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في الحقوق ،تخصص :قانون عقاري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
باتنة ،2019 ،-01-ص.102
- 2عبد الرزاق أحمد السنهوري ،مرجع سابق ،ص-ص .1076 -1075
-3قدرى عبد الفتاح الشهاوى ،مرجع سابق ،ص.2936
-4حمالوي شارف يوسف ،اكتساب الملكية عن طريق الحيازة في القانون الجزائري ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر
في القانون ،تخصص :عقود ومسؤولية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أكلي محمد أولحاج ،البويرة،2015 ،
ص.25
23
الدفع بالتقادم المكسب الفصل األول
االلتزام الطبيعي هو التزام وسط بين مجرد الواجب الذي تفرضه األخالق العامة في
المجتمع وبين االلتزام المدني ،حيث أنه أقوى مكانة قانونيا من مجرد الواجب األخالقي،
وهو أقل من االلتزام المدني ألنه يفتقر إلى عنصر المسؤولية ،وبالتالي الدائن ال يستطيع
إجبار المدين على الوفاء 1،أي أن هذا االلتزام الذي يكون الحائز مستقل به يفتقد إلى عنصر
المسؤولية تجاه المالك الحقيقي الذي يعتبر مقصرا هو اآلخر تجاه حقه الذي تجاهله مدة
2
طويلة من الزمن ،وبالتالي فإن الحائز الجديد يترتب فقط في ذمته عنصر المديونية.
اآلثار التي تترتب على االلتزام الطبيعي هي نفس اآلثار التي تترتب على أي التزام
طبيعي ،وأهم هذه اآلثار:
يجوز للحائز أن يوفى مختارا وعن بنية من أمره بالتزامه الطبيعي ،فقد يستجيب
الحائز لضميره فيرد العين إلى مالكها الحقيق ،إذ يعتبر هذا الوفاء وفاء اللتزام طبيعي
3
وليس تبرعا ،ومن ث ّم ال يشترط في هذا الوفاء شكل خاص ،وال تشترط أهلية التبرع.
كما يجوز اعتبار االلتزام الطبيعي المتخلف في ذمة الحائز سببا صحيحا إلنشاء
ال تزام مدني ،بشرط أن يلتزم برد العين التزاما مدنيا ،فال يكفي مجرد االعتراف بوجود
4
التزام طبيعي في ذمته.
ال تجوز كفالة االلتزام الطبيعي في ذمة الحائز ،إذ قصد بالكفالة أن يترتب في ذمة
الكفيل التزام مدني يتضمن االلتزام الطبيعي ،ولكن إذا كفل الكفيل هذا االلتزام الطبيعي وهو
5
يعتقد أنه التزام مدني ،فإن التزامه يكون التزاما طبيعيا مثل االلتزام األصلي.
-1أمل شربا ،القانون المدني ،3منشورات الجامعة االفتراضية السورية ،سوريا ،2018 ،ص.1
-2ضيف أحمد ،مرجع سابق ،ص.346
-3عبد الرزاق أحمد السنهوري ،مرجع سابق ،ص.1076
-4قدرى عبد الفتاح الشهاوى ،مرجع سابق ،ص.2936
-5ضيف أحمد ،مرجع سابق ،ص.347
24
الفصل الثاني
الدفع بالتقادم المسقط
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
يعتبر التقادم المسقط طريقا من طرق انقضاء االلتزام دون الوفاء به ،فقد نظم
المشرع لجزائري كيفية إعمال هذا الطريق والتمسك به (المبحث األول) ،وينجم عن
التمسك بالتقادم عدة آثار على المدين وتخلفه (المبحث الثاني).
26
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
المبحث األول
األصل العام هو وجوب التمسك بالتقادم المسقط (المطلب األول) ،لكن يجوز التنازل
عنه (المطلب الثاني).
المطلب األول
إذا اكتملت مدة التقادم المسقط وجب على ذوي الشأن التمسك به (الفرع األول) ،أمام
الجهات القضائية التي يصح أمامها التمسك بالتقادم (الفرع الثاني) ،كما يجوز التمسك
بالتقادم في أي حالة كانت عليها الدعوى (الفرع الثالث).
الفرع األول
من حيث المبدأ فإن صاحب المصلحة في التمسك بالتقادم هو المدين األصلي )أوال(
ألنه يهدف من خالل هذا اإلجراء التخلص من دعوى الدائن ،غير أنه هناك أشخاص منحهم
1
القانون الحق في التمسك بالتقادم ،ألن لهم مصلحة في ذلك (ثانيا).
األصل أن المدين هو الذي يتمسك بالتقادم ،حتى يخلص ذمته من الدين عند مطالبة
الدائن به ،فيقدم على الدفع بالتقادم وهو مطمئن الضمير ،إذ تنص المادة 321من ق م ج
على أنه " :ال يجوز للمحكمة أن تقضي تلقائيا بالتقادم ،بل يجب أن يكون ذلك بنا ًء على
2
طلب المدين أو أحد دائنيه"...
-1هاشم راشد رشيد عياش ،التقادم المسقط في التشريعات الفلسطينية ،دراسة مقارنة ،أطروحة استكمال لمتطلبات
الحصول على درجة الماجستير ،تخصص :القانون الخاص ،كلية الدراسات العليا ،جامعة النجاح الوطنية نابلس،2018 ،
ص.134
-2المادة 321من األمررقم 75ـ ،58المتضمن القانون المدني ،مرجع سابق.
27
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
يفهم من نص هذه المادة أنه ال يمكن للمحكمة أن تقضي بالتقادم من تلقاء نفسها ،بل
يكون ذلك بناء على طلب المدين 1،وهذا ما كرسته المحكمة العليا في القرار الصادر عنها
بتاريخ 12مارس 1987والذي جاء فيه " :من المقرر قانونا أنه ال يجوز للمحكمة أن
تقضي تلقائيا بالتقادم ،بل يجب أن يكون بنا ًء على طلب المدين أو أحد دائنيه ،2"...غير أنه
يمكن لخلف المدين عاما أو خاصا التمسك بالتقادم فوارثه بإمكانه أن يدفع بالتقادم إذا تخلل
3
التركة دين دون أن توجد مستندات ما يدل على براءة الذمة.
كما هو معلوم أن التمسك بالتقادم ال يكون إال بنا ًء على طلب المدين أو من له
مصلحة في ذلك ،إذ تنص المادة 321من ق م ج على ما يلي ..... " :أو أي شخص له
مصلحة فيه ولم يتمسك به المدين ،"...وكذلك القرار الصادر عن المحكمة العليا بتاريخ 12
مارس 1986والذي جاء فيه ...." :أو أي شخص له مصلحة فيه ولم يتمسك به ،ومن ثم
فإن القضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد مخالفا للقانون".
ومن ذوي المصلحة الذين يحق لهم التمسك بالتقادم نجد الكفيل ،والمين المتضامن،
4
وحائز العقار المرهون.
فبالنسبة للكفيل ،فإذا كان دين األصيل قد انقضت عليه مدة التقادم ولم تنقض المدة
على الكفيل ،بأن يكون الدائن مثال قطع التقادم بالنسبة إلى الكفيل دون أن يقطعه بالنسبة إلى
األصيل ،فإنه للكفيل في هذه إحالة أن يتمسك بالتقادم ألن دين األصيل قد سقط بالتقادم.
فتكون ذمة األصيل قد برئت من الدين فتبرأ تبعا لذلك ذمة الكفيل ،وذلك ألن للكفيل مصلحة
5
في التمسك بالتقادم ولو لم يتمسك به ،وليس عليه حرج في ذلك.
-1عبد القادر الفار ،أحكام االلتزام ،آثار الحق في القانون المدني ،ط ،7دار الثقافة ،األردن ،2015 ،ص.249
-2قرار المحكمة العليا ،الغرفة المدنية ،ملف رقم ،35324مؤرخ في ،1986/03/12المجلة القضائية ،ع،1993 ،1
ص.11
-3عبد الرزاق أحمد السنهوري ،مرجع سابق ،ص.1143
-4ياسين محمد الجابوري ،الوجيز في شرح القانون المدني الجديد ،آثار الحقوق الشخصية ،أحكام االلتزام ،دراسة
مقارنة ،الجزء الثاني ،ط ،2دار الثقافة ،األردن ،ص.374
-5عبد الرزاق أحمد السنهوري ،مرجع سابق ،ص.1153
28
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
أما بخصوص المدين المتضامن ،فإن تقادم دين أحد المدينين المتضامنين يترتب عنه
استفاد منه باقي المدينين 1،فإذا فرض أن الدين ثالثمائة وفي ذمة مدينين متضامنين ثالثة
وقطع الدائن التقادم بالنسبة إلى اثنين منهم دون الثالث ،فسقط الدين بالتقادم بالنسبة إلى هذا
الثالث دون أن يسقط بالنسبة إلى االثنين اآلخرين ،ورفع الدائن الدعوى على أحد هاذين
يطالبه بكل الدين ،فإنه يمكن لهذا المدين أن يدفع بتقادم دين الثالث بقدر حصته وهي مائة
2
وال يدفع للدائن إال مائتين.
أما حائز العقار المرهون ،إذا قام المدين برهن عقار تأمينا للدين ،ثم باع هذا العقار
3
وبعد ذلك اكتملت مدة التقادم ،فلحائز العقار الجديد التمسك بالتقادم.
الفرع الثاني
يجوز التمسك بالتقادم في أي حالة كانت عليها الدعوى ،إذ أنه يمكن التمسك به أمام
المحكمة االبتدائية (أوال) ،أو أمام محكمة االستئناف (ثانيا) ،أو أمام محكمة النقض (ثالثا)
وأخيرا أمام محكمة اإلحالة (رابعا) ،وهذا ما نصت عليه الفقرة الثانية من نص المادة 321
من ق.م .ج ،إذ تنص على ما يلي " :كما يجوز التمسك بالتقادم في أي حالة من حاالت
الدعوى ولو أمام المحكمة االستئنافية".
بما أن التمسك بالتقادم دفعا موضوعيا ،ال يتعلق بالنظام العام ،فإنه يجوز التمسك به
في أي حالة كانت عليها الدعوى ،فللمدين التمسك به منذ البداية وقبل الدخول في أي دفع
4
موضوعي أو شكلي.
29
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
إذا غفل المدين عن إبداء الدفع بالتقادم أمام المحكمة االبتدائية ،فيمكن له أن يقدم
1
على هذا الدفع أمام محكمة االستئناف ،وذلك ألول مرة وفي أي حالة كانت عليها الدعوى.
إذا لم يدفع المدين بالتقادم أما المحكمة االبتدائية أو االستئنافية ،فليس له أن يدفع به
في أول مرة أمام محكمة النقض ،ألن الدفع بالتقادم ليس من النظام العام حتى تقضي به
2
المحكمة من تلقاء نفسها.
إذا تمكن المدين من الحصول على حكم من محكمة النقض ،بنقض الحكم المطعون
فيه لسبب غير التقادم كالخطأ في اإلجراءات وتطبيق القانون ،وتم إحالة الدعوى على
محكمة االستئناف من طرف محكمة النقض ،فإنه يجوز للمدين أمام محكمة اإلحالة أن يدفع
بالتقادم ألول مرة وفي أي حالة كانت عليها الدعوى.3
المطلب الثاني
األصل هو عدم جواز التنازل عن التقادم مقدما (الفرع األول) ،كما ال يمكن االتفاق على
تعديل مدة التقادم (الفرع الثاني) ،غير أنه يجوز التنازل عن التقادم بعد ثبوت الحق فيه
الفرع األول (الفرع الثالث)
ال يجوز التنازل عن التقادم مقدما ،إذ تنص المادة 322من ق م ج على ما يلي" :ال
يجوز التنازل عن التقادم قبل ثبوت الحق فيه.4"...
30
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
يفهم من نص هذه المادة ،أن التقادم المسقط يقوم على أساس المصلحة العامة ،لهذا
تم منع ا لدائن والمدين من االتفاق مقدما على عدم إمكان تقادم الدين بعد مضي المدة لتي
عينها القانون ،ويرجع هذا المنع إلى قطع الطريق أمام الدائن من فرض مثل هذا الشرط
1
على المدين ،ومنه تفاديه في المعامالت حتى ال يتم إهدار الصالح العام.
إذ يستلزم دراسة األسباب التي تدعو إلى عدم جواز التنازل عن التقام ( أوال) وكذلك
سريان عدم جواز التنازل عن التقادم قبل ثبوت الحق فيه على جميع أنواع التقادم (ثانيا).
ال يجوز للدائن والمدين االتفاق على عدم إمكان تقادم الدين إال بعد اكتمال مدته وهذا
راجع إلى استبعاد فرض مثل هذا الشرط على المدين من طرف الدائن حتى ال يفقد التقادم
أساسه ،أما إذا اكتملت مدة التقادم ،يمكن للمدين أن يدفع به غير أنه إذا أراد التنازل عنه فله
ذلك ،فالقانون ال يمنع هذا التصرف ،وذلك للتوفيق بين استقرار المعامالت ونزاهة
2
التعامل.
ثانيا :سريان عدم جواز التنازل عند التقادم قبل ثبوت الحق فيه على جميع أنواع
التقادم
يسري منع التنازل عن التقادم قبل ثبوت الحق فيه على جميع أنواع التقادم ،بغض
النظر عن المدة المقررة لكل نوع ،فالتقادم العادي بخمس عشرة سنة ال يجوز التنازل عنه
مقدما.
ويحظر أيضا التنازل مقدما عن تقادم الحقوق الدورية المتجددة بخمس سنوات3،وقد
أتى المشرع بعد وضع القاعدة العامة في تحديد هذه الحقوق بأمثلة عليها وهي :أجرة
المباني والديون المتأخرة والمركبات واألجور والمعاشات 4،إذ تنص المادة 309ق م ج
-1سرير عيسى ،أثر مضي المدة في االلتزام ،مذكرة من أجل الحصول على شهادة الماجستير في الحقوق ،فرع العقود
والمسؤولية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،2014 ،ص.28
-2عبد الرزاق أحمد السنهوري ،مرجع سابق ،ص.1142
-3مرجع نفسه ،ص1143
-4سرير عيسى ،مرجع سابق ،ص.78
31
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
على ما يلي " :يتقادم بخمس سنوات كل حق دوري متجدد ولو أقر به المدين كأجرة المباني
والديون المتأخرة ،والمركبات واألجور والمعاشات ".1
كما يحظر التنازل مقدما عن تقادم حقوق أصحاب المهن الحرة بسنتين ،إذ يستخلص
من نص المادة 310من ق م ج أن المشرع قد عدد أصحاب المهن الحرة التي تسقط
الدعوى بحقوقهم بمضي سنتين ،ومن بين أصحاب المهن الحرة :األطباء ،الصيادلة،
والمحامين والمندسين ،وكالء التفليسة السماسرة ،األساتذة ،والمعلمين.2
أما بالنسبة لتقادم حقوق التجار والصناع وأصحاب الفنادق والمطاعم والعمال
واألجراء لسنة واحدة ،فيقوم على قرينة الوفاء ،إذ التنازل عن التقادم مقدما مصادرة لقرينة
قبل أن تتحقق.3
الفرع الثاني
ال يجوز للدائن والمدين االتفاق على مدد غير المدد المقررة قانونا للتقادم ،سوا ًء
بالزيادة أو النقصان والسبب في هذا المنع يرجع إلى احترام القواعد القانونية من قبل
أطراف العالقة القانونية 4،بحيث تنص المادة 322من ق م ج على ما يلي ..." :كما ال
يجوز االتفاق على أن يتم التقادم في مدة تختلف عن المدة التي عينها القانون" ،إذ تحريم
االتفاق على تحريم االتفاق على تعديل مدة التقادم ،راجع إلى أنه يكون ضد مصلحة المدين
إذا كان طويال ،وقد يكون وسيلة للتنازل عن التقادم قبل ثبوت الحق فيه ،إذا كان مقصرا
وهذا ألن المدة تعتبر من النظام العام ،غير أنه ال يمنع من إطالة مدة التقادم بطرق غير
5
مباشرة ،كاالتفاق على تأخير سريان التقادم ،أو إقرار المدين القاطع للتقادم.
32
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
الفرع الثالث
ال يمكن لصاحب المصلحة التنازل عن التقادم قبل ثبوت الحق فيه ،وإنه يجوز له
التنازل عنه بعد ثبوت الحق فيه ،ويكون هذا التصرف صحيح ألن المدين في هذه الحالة ال
1
يكون معرضا ألي ضغط من الدائن ،فله كامل الحرية بأن يتمسك بالتقادم أو يتنازل عنه
وهذا طبقا للفقرة الثانية من المادة 322ق م ج ،بحيث سنبين صور التنازل عن التقادم
(أوال) ،وكذلك األهلية الواجبة للتنازل عن التقادم المسقط (ثانيا) ،وأخيرا أثر التنازل عن
التقادم المسقط بعد ثبوت الحق فيه (ثالثا).
للتنازل عن التقادم المسقط صور ،فقد يكون بالكتابة ،اإلقرار أو البينة ،كما قد يكون
صريحا أو ضمنيا يفهم من وقائع الدعوى والظروف المحيطة بها.2
التنازل الصريح ال يشترط فيه شكل معين ،إذ أنه تصرف انفرادي يكون بإرادة
3
المتنازل وحده ،بحيث تطبق أحكام القواعد العامة في إثباته.
- 2التنازل الضمني
يستخلص التنازل الضمني من وقائع قاطعة في الداللة على حصوله ،حيث يستلزم
معرفة نية المتنازل ،إذ يعتبر التنازل الضمني من المسائل الواقعية التي يمكن استخالصها
4
من واقع الدعوى والظروف المحيطة بها ،إذ قاضي الموضوع هو الذي ينفرد بتقديرها.
-1رمضان محمد أبو السعود ،أحكام االلتزام ،دار المطبوعات الجامعية ،مصر ،1998 ،ص–ص .596-595
-2بويحمدعلجية ،التقادم المسقط في القانون المدني الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،تخصص قانون
خاص شامل ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،2016 ،ص24
-3رمضان محمد أبو السعود ،مرجع سابق ،ص.597
-4مرجع نفسه ،ص.597
33
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
األهلية الواجبة للتنازل عن التقادم ،هي أهلية التصرف وأن تكون من شخص أهل
للتعهد بااللتزام الذي اكتمل عليه ميعاد التقادم ،بحيث تنص الفقرة الثانية من المادة 322
من ق م ج على ما يلي " :وانما يجوز لكل شخص يملك التصرف بحقوقه أن ينزل".
ويترتب عن هذا أن الصغير والمحجور ال يمكن ألي منهما التنازل عن التقادم ،كذلك ال
يستطيع الوصي أو غيره التنازل عن التقادم بدون إذن من المحكمة ،أما بخصوص الوكيل
فال يمكن للوكيل العام التنازل عن التقادم الذي كان لمصلحة موكله حتى يكون لديه تعويض
خاص من الموكل.1
األصل أنه يجوز التنازل عن التقادم بعد ثبوت الحق فيه ،غير أن هذا التنازل نسبي
إذ أنه ال يتعدى المتنازل نفسه إلى ذوي المصلحة اآلخرين الذين يمكن لهم التمسك بالتقادم
باسمهم شخصيا 2،ويمكن للدائن المتنازل الطعن فيه بدعوى عدم نفاذ التصرفات إذا توفرت
شروطها ،إذ يترتب على التنازل بدء تقادم جديد ،ومدة التقادم الجديد هي كأصل عام ذات
3
مدة التقادم الذي تم التنازل عنه ،غير أنه يمكن أن تختلف هذه المدة.
34
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
المبحث الثاني
إذا تمسك ذوي الشأن بالتقادم المسقط ،وأيّدت المحكمة ذلك ،فإن التقادم يرتب آثار
تتمثل في :سقوط الدين بعد التمسك به (المطلب األول) ،وكذلك تخلف التزام طبيعي في ذمة
المدين (المطلب الثاني).
المطلب األول
إذا ت ّم التمسك بالتقادم المسقط وفق ما ت ّم التطرق إليه ،وساندت المحكمة ذلك ،فإن
األثر المترتب على ذلك هو سقوط الدين وتوابعه (الفرع األول) ،فتسقط توابع الدين بأثر
رجعي (الفرع الثاني) ،وسنتناول أيضا اآلراء حول سقوط الدين (الفرع الثالث).
الفرع األول
إذا اكتملت م ّدة التقادم وتمسك به المدين ،فيترتب سقوط االلتزام أو الدين ،كما يؤدي
ذلك إلى تسهيل عمل المدين في إثبات براءة ذمّته 1،بحيث تنص المادة 320ق م ج على
ما يلي " :يترتب على التقادم انقضاء االلتزام ،ولكن يتخلف في ذمة المدين التزام طبيعي
وإذا سقط الحق بالتقادم تسقط ملحقاته ولو لم تكتمل م ّدة التقادم الخاصة".2
يتبين مما سبق أن المدين إذا تمسك بالتقادم ،فإن الدين يسقط ،ويسقط معه توابعه من
كفالة ورهن رسمي ،وحق امتياز ،وحق اختصاص ،فتبرأ ذمة الكفيل وينقضي الرهن
-1يوسف محمد قطيع ،التقادم المسقط بين النص واالجتهاد ،منشور في الموقع
االلكتروني، https://www.mohamah.com:ت ّم االطالع عليه بتاريخ.2020/07/21 ،
-2المادة 320من األمر رقم ،58-75المتضمن القانون المدني ،مرجع سابق.
35
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
واالمتياز واالختصاص بانقضاء الدين األصلي بالتقادم ،وذلك ألن التابع يتبع األصل،
1
ويزول األصل بزوال التابع.
كذلك يسقط مع الدين ما استحق من فوائده وملحقاته باعتبارها توابع للدين ،حتى لم
تكن هذه الفوائد والملحقات قد سقطت هي ذاتها استقالال بالتقادم.2
يمكن أن نتصور سقوط الفوائد والملحقات بالتقادم استقالال دون سقوط الدين
األصلي ،فإذا مضى على استحقاق الفوائد مثال خمس سنوات سقطت ،وقد ال يسقط الدين
األصلي إال ّ بـ 15سنة ،فتسقط الفوائد دون أن يسقط الدين ،أما إذا سقط الدين بالتقادم ،فإن
الفوائد والملحقات تسقط حتما معه ،حتى لو لم يمض عليها م ّدة التقادم الخاص ،فإذا تقادم
الدين وسقط ،سقطت معه ،ليس فحسب الفوائد التي مضى على استحقاقها خمس سنوات
فهذه تسقط بالتقادم استقالال عن الدين ،بل تسقط الفوائد التي لم يمض على استحقاقها خمس
سنوات ،وهذه تسقط تبعا لسقوط الدين األصلي.3
الفرع الثاني
سقوط الدين يكون بأثر رجعي ،حيث ينقضي من وقت بدء سريان التقادم ال من وقت
التمسك به 4،فلو كان الدين منقضيا من وقت استكمال م ّدة التقادم ،لوجب على المدين أن
يدفع فوائد خمس سنوات األخيرة ،ألن الدين األصلي كان قائما لم ينقض في تلك الفترة ،إذ
سقوط الدين بأثر رجعي ال يخول للمدين استرداد ما ت ّم الوفاء به من فوائد الدين.5
-1ع شور إيمان ،انقضاء االلتزام دون الوفاء به في القانون المدني الجزائري ،مذكرة تخرج مكملة لنيل شهادة الماستر في
القانون الخاص ،تخصص :معهد العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير ،قسم الحقوق ،المركز الجامعي ،بلحاج
بوسعيد ،عين تموشنت ،2019،ص.62
-2عبد الرزاق أحمد السنهوري ،مرجع سابق ،ص.1157
-3عشور إيمان ،مرجع سابق ،ص.61
-4بن ددوش نظرة ،انقضاء االلتزام دون الوفاء به في القانون الوضعي والفقه اإلسالمي ،دراسة مقارنة ،أطروحة لنيل
درجة الدكتوراه الدولة ،تخصص :القانون الخاص ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة وهران ،2011 ،ص.214
-5رمضان محمد أبو السعود ،مرجع سابق ،ص.599
36
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
الفرع الثالث
هناك آراء فقهية حول سقوط الدين بالتقادم ،إذ سنبين هذه اآلراء لمعرفة أوجه
االختالف بينها ،بحيث الرأي األول يميز بين المديونية والمسؤولية (أوال) ،أما الرأي الثاني
يرى بأن التقادم يسقط الدعوى دون الحق (ثانيا) ،وأخيرا الرأي الثالث الذي يرى بأن التقادم
يسقط الدعوى والحق معا (ثالثا).
يرى الفقه الجرماني بوجوب التمييز بين عنصرين من االلتزام /1 :عنصر المديونية
/2 SCHULDDEITUMعنصر المسؤولية .OBLIGATOHAFTUG
فالمديونية هي الواجب القانوني الذي يفرض على المدين ،وينقضي بالوفاء ،غير أنه
إذا لم يقم المدين بالوفاء ،فيظهر العنصر اآلخر وهو المسؤوليةْ ،إذ بنا ًء عليه يفرض على
المدين الوفاء ،ويجتمع العنصران عادة في االلتزام (وهو االلتزام المدني) 1،لكن يحدث
أيضا أن توجد المسؤولية دون المديونية ،كما في التزام الكفيل ،ويحدث أيضا أن توجد
المديونية دون الم سؤولية كما هو موجود في االلتزام الطبيعي ،إذ ال يمكن جبر المدين على
الوفاء بهذا االلتزام.2
يرى أصحاب النظرية التقليدية ،بأن التقادم يسقط الدعوى دون الحق ،فالنظرية
التقليدية ال تميز كثيرا بين الحق والدعوى إذ يبقى الحق بعد التمسك بالتقادم مجرد من
الدعوى التي تحميه.3
غير أن النظرية ا لحديثة تميز تمييزا دقيقا بين الحق والدعوى ،فتميز الدعوى عن
الحق في السبب ،فسبب الحق هو الواقعة القانونية ،أما الدعوى فسببها النزاع بين المدعي
37
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
والمدعى عليه حول وجود الحق ،كما تميز الدعوى عن الحق في المحل ،فقد يكون محل
الدعوى ال يشمل فقط القيام بعمل أو االمتناع عن عمل كما هو في الحق ،بل االعتراف
بحالة واقعة أو اتخاذ إجراء وقتي أو إجراء تحفظي ،وأخيرا تتميز الدعوى عن الحق في
األثر ،فالدعوى تضيف إلى الحق عنصرا جديدا يحدد حق الدائن.1
يرى الرأي الثالث بأن التقادم ال يقتصر على إسقاط الدعوى ،بل يسقط الدعوى
والحق معا ،بحيث التقادم يقضي الحق نفسه ،وليس سقوط الدعوى بالتقادم إال نتيجة لسقوط
الحق ،ومما يقطع في أن الحق ذاته هو الذي يسقط ،بعد تمسك المدين بالتقادم.2
المطلب الثاني
يترتب على انقضاء االلتزام بالتقادم ،تخلف عنه التزام طبيعي في ذمة المدين ،حيث
3
أثر التقادم المسقط يقتصر على إلغاء عنصر المسؤولية ،أما عنصر المديونية فيظل قائما
إذ يستوجب علينا التطرق إلى مفهوم االلتزام الطبيعي (الفرع األول) ،وكذلك أثار االلتزام
الطبيعي المتخلف عن االلتزام المتقادم (الفرع الثاني).
الفرع األول
يندرج ضمن مفهوم االلتزام الطبيعي ع ّدة عناصر ،إذ سنتناول تعريف االلتزام
الطبيعي (أوال) ،تمييز االلتزام الطبيعي عن االلتزام المدني (ثانيا) ،وأخيرا عناصر االلتزام
الطبيعي (ثالثا).
38
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
يقسم الفقه القانوني االلتزام المدني إلى عنصرين :عنصر المسؤولية ،أما العنصر
الثاني فهو عنصر المديونية ،وااللتزام الطبيعي سقط منه عنصر المسؤولية لكن يبقى مع
ذلك الدين قائما في ذمة المدين 1،أي هناك واجب على المدين بأداء ما التم به ،غير أنه ال
2
يوجد الجزاء الذي يفرض عليه عند امتناعه عن الوفاء بهذا االلتزام.
في مستهل الكالم عمدنا إلى التمييز ما بين االلتزام الطبيعي وااللتزام المدني ،فاألول
ال جبرفي تنفيذه ،أما الثاني فيجبر المدين فيه على التنفيذ ،وهذا التمييز يرجع إلى أثر
االلتزام من حيث جواز إجبار المدين على تنفيذ التزامه 3.كون االلتزام المدني يجتمع فيه
عنصر المديونية والمسؤولية ،فالمديونية تجيز الوفاء به كما في االلتزام الطبيعي،
4
والمسؤولية تجبر على الوفاء به خالفا لاللتزام الطبيعي الذي ال يجبر المدين على تنفيذه.
ا لعنصر األول :واجب أدبي يتميز في نطاق محدد بحيث يكون قابال للتنفيذ ،فيخرج
بذلك من دائرة الغموض التي تغمر عادة الواجبات األدبية إلى دائرة الوضوح التي تميز
منطقة االلتزامات المدنية ،وهذا العنصر األول هو العنصر المادي.
أما العنصر الثاني يتمثل في إحساس المدين أن في ذمته التزاما طبيعيا وليس من
الضروري أن يكون هذا اإلحساس قائما فعال عند المدين بالذات ،بل يكفي أن يكون من
1-Terré et autre, droit civil, les obligations, 7èmeed, Dalloz ,Paris, 1999, p2
-2الحقوق للدراسات القانونية المتخصصة ،االلتزام الطبيعي ،تعريفه ،تطبيقه ،آثاره ،منشور في الموقع االلكتروني
،m.facebook.comتم اإلطالع عليه بتاريخ .2020/07/23
-3عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،نظرية االلتزام بوجه عام (اإلثبات –آثار
االلتزام) ،ط ،3منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،2000 ،ص.724
-4أحمد الحفناوي ،االلتزام المدني وااللتزام الطبيعي ،منشور في الموقع االلكتروني:
،http://manlaw.ahlamontada.comتم االطالع عليه بتاريخ .2020/09/07
39
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
الواجب أن يقوم بحيث أن المعيار في العنصر الثاني موضوعي ال ذاتي ،وهذا العنصر هو
العنصر المعنوي.
وأخيرا العنصر الثالث الذي يتمثل في عدم التعارض مع النظام العام ،من ذلك
1
اإلقراض بفائدة والديون الناشئة عن القمار.
الفرع الثاني
اآلثار التي تترتب على االلتزام الطبيعي هي نفس اآلثار التي تترتب على أي التزام
طبيعي 2،سنتناول آثار االلتزام الطبيعي من نواح خمس ،إمكانية الوفاء بااللتزام الطبيعي
(أوال) ،صالحية االلتزام الطبيعي ليكون سببا إلنشاء التزام مدني (ثانيا) ،ومن ناحية
المقاصة (ثالثا) ،ومن ناحية الكفالة (رابعا) ،وأخيرا من ناحية الحق في الحبس (خامسا).
يعتبر أداء االلتزام الطبيعي وفاء بدين مستحق ال تبرعان إذ يشترط لكي يأخذ أداء
االلتزام الطبيعي حكم الوفاء أن تكون إرادة المدين سليمة من كل عيب كالغلط أو اإلكراه أو
التدليس 3،كما تدرس اإلشارة على أن االلتزام الطبيعي ال يتخلف عن االلتزام المدني الذي
سقط بالتقادم ،إال إذا كان المدين لم يوف الدين الذي عليه ،واعتمد في التخلص من مطالبة
الدائن على التمسك بالتقادم ،فيكون ضميره الرقيب عليه في هذه الحالة ،فإذا لم يوف دينه
المدني ،فيحرص على الوفاء بالتزامه الطبيعي ،أما إذا كان وفى الدين فعال ث ّم تمسك بالتقادم
4
تخففا من عبء اإلثبات فال محل للقول بتخلف التزام طبيعي.
40
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
قد يرغب المدين في الوفاء بالتزام طبيعي عليه دون أن يكون قادرا على ذلك في
الحال ،فيقتصر على التعهد بالوفاء ،وبصدور هذا التعهد ينشأ التزام مدني في ذمته يكون
االلتزام الطبيعي سببا له.
والتعهد بوفاء االلتزام الطبيعي وما يترتب عليه من نشوء االلتزام المدني يتم بإرادة
المدين وحدها ولذلك يجب التأكد من أنها اتجهت حقيقة إلى إحداث هذه النتيجة ،ومنه ال
ينشأ االلتزام المدني إذا اقتصر المدين على مجرد االعتراف بوجود التزام طبيعي في
1
ذمته.
ثالثا :المقاصة
تسمح المقاصة بتسهيل العالقات ما بين المدنيين المتقابلين بتفادي التحويل المزدوج
لألموال ،بحيث آلية عملها تفهم بسهولة ،ألنها تؤدي إلى انقضاء الدينين المتقابلين بقدر
2
األقل منهما.
فالمقاصة يقصد بها أن يكون المدين دائنا لدائنه في نفس الوقت ،فيترتب عن ذلك أن
يعتبر الدائن قد استوفى ماله عند مدينه ،بما عند مدينه تجاهه هو.
3
والمقاصة إما أن تكون قانونية وإما أن تكون قضائية أو اتفاقية.
أما بخصوص آثار االلتزام الطبيعي من ناحية المقاصة ،فإنه ال توجد مقاصة بين
التزام طبيعي والتزام مدني ،المقصود هنا ،المقاصة القانونية التي تقع بناء على طلب الدائن
4
في الدين الطبيعي ،أما المقاصة االتفاقية فال مانع منها ألنه ال جبر فيها على المدين.
-1أنور سلطان ،النظرية العامة لاللتزام ،أحكام االلتزام ،دار المطبوعات الجامعية ،مصر ،1995 ،ص.130
-2عبد المجيد قادري ،الطبيعة القانونية للمقاصة ،منشور في الموقع االلكتروني dpubma.uni-annaba.dzتم
االطالع عليه بتاريخ.2020/9/7 ،
-3دربال عبد الرزاق ،الوجيز في أحكام االلتزام في القانون المدني الجزائري ،دار العلوم ،الجزائر ،2004 ،ص.100
-4أحكام االلتزام الطبيعي ،االلتزام الطبيعي ،مرجع سابق.
41
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
رابعا :الكفالة
لقد عرف المشرع الجزائري الكفالة في القانون المدني ،بحيث نصت المادة 644ق م ج
على ما يلي" :عقد من خال له يكفل شخص تنفيذ التزام على شخص معين ،أو محتمل القيام
1
به مستقبال إذ يتعهد للدائن بأن يفي بهذا االلتزام مستقبال".
وفقا لهذا التعريف ،الكفالة هي قيام التزام بين شخصين هما الدائن في هذا االلتزام
وشخص ثالث يسمى الكفيل الذي يلتزم بوفاء االلتزام إذا لم يوف به المدين ،إذن فأطراف
2
الكفالة هما الدائن والكفيل.
أما آثار االلتزام الطبيعي المتخلف عن االلتزام المتقادم من ناحية الكفالة ،فإنه ال
تجوز كفالة االلتزام الطبيعي كفالة شخصية أو عينيه ألن الكفالة تتضمن التزام الكفيل
التزاما مدنيا ،وال يقبل أن يكون االلتزام التابع أقوى شأنا التزام األصيل 3،فلو أجاز القانون
كفالة االلتزام الطبيعي ألصبحت الكفالة وسيلة غير مباشرة إلجبار المدين على الوفاء ،غير
أنه إذا قام المدين بتقديم كفيل ضامن بالوفاء بالدين ،يمكن تفسير هذا بأن نية المدين اتجهت
إلى اعتبار هذه الكفالة تعهدا ،فينتج على هذا التعهد تحول االلتزام الطبيعي إلى التزام مدني
4
مصدره الوعد ،إذ تكون الكفالة على هذا النحو صحيحة.
الحق في الحبس هو وسيلة لحمل الميد على تنفيذ التزامه ،فهو بمثابة ضمان خاص
أعطاه القانون لكل دائن يكون مدينا في الوقت ذاته لمدينه ،فالحبس يفترض أن الدائن مدين
في نفس الوقت بتسليم شيء تحت يده ،وهو يمتنع عن تنفيذ ما عليه من أداء إلى أن يوف له
اآلخر حقه 5،إذ تنص المادة 200من ق م ج على ما يلي" :لكل من التزم بأداء شيء أن
42
الدفع بالتقادم المسقط الفصل الثاني
يمتنع عن الوفاء به ما دام الدائن لم يعض بالتزام ترتب عليه ،وله عالقة سببية وارتباط
1
بالتزام المدين أو مادام الدائن لم يقم بتقديم تأمين كاف للوفاء بالتزامه هذا".
أمّا بخصوص آثار االلتزام الطبيعي المتخلف عن االلتزام الطبيعي ،فإنه ال يمكن
إنشاء حق الحبس بشأن التزام طبيعي ،ألن من شروط تطبيق حق الحبس أن يكون هناك
حق واجب األداء للدائن الحابس ،أن يكون التزام المدين مدنيا يمكن جبره على الوفاء ،على
2
اختالف االلتزام الطبيعي الذي ال يجبر المدين الوفاء به تلقائيا.
43
الخاتمة
الخاتمة
من خالل ما تم دراسته في الموضوع يتضح لنا أن التقادم نظام قانوني يستند إلى
مرور م ّدة زمنية على واقعة معينة وهو على نوعين :التقادم المكسب والتقادم المسقط
فالتقادم المكسب سبب من أسباب كسب الملكية والحقوق العينية إذا استمرت حيازتها المدة
التي نص عليها القانون ،أما التقادم المسقط يعد طريقا من طرق انقضاء االلتزام دون الوفاء
به ،إذا أهمل الدائن المطالبة به خالل م ّدة معينة.
فالتقادم ال يرتب آثاره إال ّ إذا تمسك به صاحب المصلحة وهو ما يعرف بالدفع
بالتقادم.
الحق الذي يكسب بالتقادم يجب أن يتمسك به الحائز أو دائنه باعتبار أن هذا الطريق
ال يتعلق بالنظام العام ،بحيث ال تقضي المحكمة بالتقادم من تلقاء نفسها ،فالدفع بالتقادم
المكسب هو دفع موضوعي يجوز إبدائه في أي حالة من حاالت الدعوى ،كما يجوز التمسك
بالتقادم إمّا عن طريق المطالبة القضائية أو بطرق غير قضائية.
للحائز الحق في التنازل عن التقادم بعد أن يكون بإمكانه التمسك بملكية الحق الذي
يحوزه ،ويشترط لتنازله أن يكون قد أتم الم ّدة القانونية المطلوبة ،فالتنازل عن التقادم
تصرفا قانونيا ال حاجة فيه إلى قبول المالك وال تلزم فيه أهلية التبرع ،بل تجب أهلية
التصرف.
إذا تمسك الحائز بالتقادم وفقا للشروط المنصوص عليها قانونا ،فإنه يرتب ع ّدة آثار
تتمثل في كسب الملكية بأثر رجعي ،كما يتخلف التزام طبيعي عن الحق الذي يكسب بالتقادم
المكسب.
التقادم المسقط هو وسيلة إجرائية تحرم الدائن من حقه في مالحقة المدين قضائيا بعد مضي
المدة التي قررها القانون ،لكن يجب على المدين أو صاحب المصلحة التمسك بالتقادم أمام
الجهات القضائية المختصة ألن المحكمة ال تقضي بالتقادم من تلقاء نفسها.
والتمسك بالتقادم يكون ألول مرة أمام المحكمة ،أو المجلس القضائي ،ولكن ال يجوز
التمسك به ألول مرة أمام المحكمة العليا التي تعتبر محكمة قانون ال موضوع.
45
الخاتمة
األصل العام هو وجوب التمسك بالتقادم المسقط ،لكن يجوز التنازل عنه ،فالقانون
يمنع التنازل الحاصل مقدما ،بحيث يكون صحيحا بعد اكتمال م ّدته ،فيستطيع المدين التنازل
عنه ألنه ال يكون واقعا تحت ضغط الدائن.
من خالل ما تم تبيانه ،وما استخلصناه من دراسة هذا الموضوع ،فإن سالف
االستنتاجات تدفعنا إلى المساهمة في إثراء هذا الجانب من القانون وذلك من خالل
التوصيات اآلتية:
-جعل التقادم المكسب طريقا الكتساب ملكية األموال التي ليس لها مالك ،والنص
على ذلك في القانون المدني.
-تحفيز الباحثين في هذا المجال القانوني لتوسيع المعرفة في مجال الدراسات
القانونية ،في القانون الخاص.
-إعادة النظر في النصوص القانونية الواردة في القانون المدني والمتعلقة
بموضوع الدفع بالتقادم باإلضافة إلى سن قوانين أخرى تنظم الموضوع.
-كان على المشرع فرض سماع الدعوى وإلزام المدين بالوفاء في حالة إقراره
بالرغم من سقوط الحق بالتقادم ألن هذا الرأي أقرب إلى الحق والعدل وأكثر
إنصافا.
-ضرورة حث الدائن على التمسك بحقه من خالل المطالبة حتى ال يفقده بعد
مضي م ّدة زمنية حددها القانون.
لقد أحسن المشرع الجزائري عندما أوجد التقادم المسقط كطريق النقضاء االلتزام،
والتقادم المكسب كسبب من أسباب كسب الملكية ،إذ لوال التقادم الضطرت المحاكم إلى
سماع الكثير من القضايا التي مرت عليها م ّدة زمنية ،وهذا من شأنه أن يؤدي إلى
اضطراب العمل في المحاكم واكتظاظها بالقضايا المرفوعة أمامها ،كما يؤدي إلى زعزعت
األمن واالستقرار وإلحاق الضرر باألشخاص.
46
الخاتمة
وفي الختام ،إن الهدف الذي نسعى إليه هو أن تكون االنتقادات الموجهة لهذه
الدراسة محفزة لنا ولغيرنا من الباحثين لكشف أهم األخطاء التي يجب علينا إدراكها في هذا
الموضوع وتخطيها.
47
قائمة المراجع
قائمة المراجع
أ -الكتب
-1أمل شربا ،القانون المدني ،3منشورات الجامعة االفتراضية السورية ،سوريا.2018 ،
-2أنور سلطان ،النظرية العامة لاللتزام ،أحكام االلتزام ،دار المطبوعات الجامعية ،مصر،
.1995
-3حسن كيرة ،الموجز في أحكام القانون المدني ،الحقوق العينية األصلية أحكامها
ومصادرها ،ط ،4منشأة المعارف ،مصر.1997 ،
-4دربال عبد الرزاق ،الوجيز في أحكام االلتزام في القانون المدني الجزائري ،دار العلوم،
الجزائر.2004 ،
-5رمضان محمد أبو السعود ،أحكام االلتزام ،دار المطبوعات الجامعية ،مصر.1998 ،
-6عامر محمود الكسواني ،أحكام االلتزام ،آثار الحق في القانون المدني ،دراسة مقارنة،
دار الثقافة ،األردن.2008 ،
-7عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،أسباب كسب
الملكية ،ط ،3منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان.2000 ،
-8عبد الرزاق أحمد السنهوري ،نظرية االلتزام بوجه عام (األوصاف ،الحوالة،
االنقضاء) ،الجزء الثالث ،ط ،3منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان.2000 ،
-9عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،نظرية االلتزام
بوجه عام ( اإلثبات -آثار االلتزام) ،ط ،3منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان.2000 ،
الثقافة، -10عبد القادر الفار ،أحكام االلتزام ،آثار الحق في القانون المدني ،ط ،17دار
األردن.2015 ،
-11قدرى عبد الفتاح الشهاوى ،الحيازة كسبب من أسباب كسب الملكية في التشريع
الصري والمقارن ،منشأة المعارف ،مصر.2003 ،
-12محمد حسين منصور ،أحكام االلتزام ،الدار الجامعية ،لبنان ،د.س.ن.
-13مصطفى الجمال ،أحكام االلتزام ،الفتح للطباعة والنشر ،مصر.2000 ،
49
قائمة المراجع
-14نبيل إبراهيم سعد ،النظرية العامة لاللتزام ،أحكام االلتزام ،الجزء الثاني ،مصر،
.2001
-15ياسين محمد الجابوري ،الوجيز في شرح القانون المدني الجديد ،آثار الحقوق
الشخصية ،أحكام االلتزام ،دراسة مقارنة ،الجزء الثاني ،ط ،2دار الثقافة ،األردن ،د.س.ن.
-1بن ددوش نظرة ،انقضاء االلتزام دون الوفاء به في القانون الوضعي والفقه اإلسالمي،
دراسة مقارنة ،أطروحة لنيل درجة الدكتوراه الدولة ،تخصص :القانون الخاص ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة وهران.2011 ،
-2ضيف أحمد ،اكتساب الملكية العقارية بالتقادم في ضوء مستجدات القانون الجزائري،
رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي
بكر بلقايد ،تلمسان.2016 ،
-3قادري نادية ،مجال األخذ بأحكام الحيازة والتقادم المكسب في ظل مبادئ نظام الشهر
العيني في التشريع الجزائي ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في الحقوق،
تخصص :قانون عقاري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة باتنة .2019 ،1
-4هاشم راشد رشيد عياش ،التقادم المسقط في التشريعات الفلسطينية ،دراسة مقارنة،
أطروحة استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير ،تخصص :القانون الخاص،
كلية الدراسات العليا ،جامعة النجاح الوطنية ،نابلس.2018 ،
-5برادي أحمد ،التملك عن طريق التقادم المكسب وأثره بين الشريعة اإلسالمية والقانون
المدني الجزائري ،مذكرة لنيل الماجستير في العلوم اإلسالمية ،تخصص :شريعة وقانون،
جامعة الجزائر.2008 ،
-6ثابتي وليد ،التقادم المكسب للملكية في ظل نظام الشهر العيني ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في القانون العقاري ،قسم العلوم القانونية واإلدارية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة،
.2008
50
قائمة المراجع
-7سرير عيسى ،أثر مضي المدة في االلتزام ،مذكرة من أجل الحصول على شهادة
الماجستير في الحقوق ،فرع :العقود والمسؤولية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر.2014 ،1
-8ميسون زهوين ،اكتساب الملكية العقارية الخاصة عن طريق الحيازة ،مذكرة مقدمة لنيل
شهادة الماجستير في الحقوق ،تخصص :القانون العقاري ،كلية الحقوق ،جامعة اإلخوة
منتوري ،قسنطينة.2007 ،
-9أبو عمرو نادية ،اكتساب العقارات عن طريق التقادم المكسب في التشريع الجزائري،
مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون ،تخصص :القانون العقاري ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2018 ،
-10بوكعيبة عزيزة ،طرق اكتساب الملكية في التشريع الجزائري ،دراسة مقارنة ،مذكرة
مقدمة لنيل شهادة الماستر في القانون ،تخصص :القانون الخاص الشامل ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية.2018 ،
-11بويحمد علجية ،التقادم المسقط في القانون المدني الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة
الماستر في الحقوق ،تخصص :قانون خاص شامل ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
عبد الرحمان ميرة ،بجاية.2016 ،
-13سليماني مصطفى ،الحيازة كسبب من أسباب الملكية العقارية الخاصة ،مذكرة لنيل
شهادة الماستر في القانون العقاري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أدرار.2014 ،
-14عشور إيمان ،انقضاء االلتزام دون الوفاء به في القانون المدني الجزائري ،مذكرة
تخرج مكملة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص ،تخصص :معهد العلوم االقتصادية
التجارية وعلوم التسيير ،قسم الحقوق ،المركز الجامعي ،بلحاج بوسعيد ،عين تيموشنت،
.2019
51
قائمة المراجع
-15ماحي سيهام ،طرق اكتساب الملكية في التشريع الجزائري (الحيازة والتقادم المكسب)،
مذكرة تخرج لنسل شهادة الماستر في القانون ،تخصص :قانون خاص ،قسم العلوم القانونية
واإلدارية ،جامعة 08ماي .2016 ،1945
-16كاس يسيرة منال ،التقادم المكسب للملكية في ظل نظام الشهر العيني ،مذكرة لنيل
شهادة الماستر في الحقوق ،تخصص :قانون عقاري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
زيان عاشور ،الجلفة.2015 ،
ج -المقاالت
-1يوسف محمد قطيع" ،التقادم المسقط بين النص واالجتهاد" ،منشور في الموقع االلكتروني :
،https://www.mohamah/comتم االطالع عليه بتاريخ .2020 /07/22
52
قائمة المراجع
https://almerja.net -1
https://mamlaw.ahlamontada.com -2
www.wattpad.com -3
Ouvrages
53
الفهرس
الفهرس
شكر وتقدير
اإلهداء
مقدمة2................................................................................
الفرع الثالث :الجهات القضائية التي يصح أمامها التمسك بالتقادم المكسب 9 ........
56
الفهرس
-3التمسك بالتقادم بمناسبة مباشرة عملية المسح العام لألراضي 12 .........
الفرع األول :التنازل عن التقادم قبل وأثناء ثبوت الحق فيه13 .......................
الفرع الثاني :التنازل عن التقادم المكسب بعد ثبوت الحق فيه 15 ....................
الفرع الثاني :مصير التكاليف العينية المحمل بها العقار من جانب المالك الحقيق20.
57
الفهرس
ثانيا :عدم سريان الحقوق العينية المترتبة من طرف المالك األصلي على العقار
خالل مدة التقادم في مواجهة الحائز 22 ........................................................
ثالثا :نفاذ الحقوق العينية المترتبة من طرف الحائز على العقار خالل مدة التقادم23.
الفرع األول :وجوب تمسك ذوي الشأن بالتقادم المسقط 27 ...........................
الفرع الثاني :جواز التمسك بالتقادم في أي حالة كانت عليها الدعوى 29 ............
58
الفهرس
ثانيا :سريان عدم جواز التنازل عن التقادم قبل ثبوت الحق فيه على جميع أنواع
التقادم 31 .........................................................................................
الفرع الثاني :عدم جواز االتفاق على تعديل مدة التقادم 32 ...........................
الفرع الثالث :التنازل عن التقادم بعد ثبوت الحق فيه 33 ..............................
ثالثا :أثر التنازل عن التقادم بعد ثبوت الحق فيه 34 ...................................
المطلب األول :سقوط الدين بعد التمسك بالتقادم المسقط 35 ..........................
الفرع الثالث :اآلراء الفقهية حول سقوط الدين بالتقادم 37 ............................
59
الفهرس
الفرع الثاني :آثار االلتزام الطبيعي المتخلف عن االلتزام المتقادم 40 ................
ثانيا :صالحية االلتزام الطبيعي ليكون سبب إلنشاء التزام مدني 41 .................
فهرس56 .................................................................................
الملخص
60
الملخص
التقادم هو مضي المدة وهو في القانون الجزائري على نوعين :مسقط ومكسب
فاألول يؤدي إلى سقوط الحق ،والثاني سبب لكسبه ،فالدفع بالتقادم هو دفع موضوعي ال
يتعلق بالنظام العام ،يجوز إبداؤه في أي حالة كانت عليها الدعوى.
التقادم المكسب يعد سبب من أسباب كسب الملكية القائم على حيازة ممتدة في فترة
زمنية محددة ،فالحائز ال يكسب هذه الملكية إالّ إذا تمسك به ،كما يجوز له أن يتنازل عنه
وذلك بعد اكتمال مدته وثبوت حقه فيه ،إذا اكتسب الحائز الملكية بالتقادم فإنها تنتقل إليه
بأثر رجعي كما يتخلف في ذمته التزام طبيعي.
أمّا التقادم المسقط يؤدي إلى انقضاء االلتزام دون الوفاء به ،وذلك من خالل تمسك
المدين أو صاحب المصلحة به ،ويرتب أيضا التزاما طبيعيا على عاتقه.