You are on page 1of 20

‫ماستر‪ :‬قانون األعمال‬ ‫جامعة القاضي عياض‬

‫الفصل الثاني‬ ‫كلية العلوم القانونية واإلقتصادية‬


‫مادة ‪ :‬إجراءات التقاضي‬ ‫واالجتماعية مراكش‬

‫عرض تحت عنوان ‪:‬‬


‫الدفوع الموضوعية‬

‫تحت إشراف ‪:‬‬


‫من إعداد الطالب ‪:‬‬
‫الدكتورة جودية خليل‬
‫✓ محمد أحقي‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2020/2019‬‬
‫ن‬

‫‪2020/2019‬‬
‫مقدمة‬
‫حق اللجوء إلى القضاء للمطالبة بالحماية القانونية حق يكفله الدستور لكل فرد‬
‫يمارسه بمقتضى الوسائل واإلجراءات القانونية‪ ،‬حيث يباشر المدعي الخصومة من‬
‫خالل الطلبات التي يتقدم بها في عريضة الدعوى سواء أكانت هذه الطلبات أصلية‬
‫أم فرعية ‪ ،‬وإذا منح المشرع للمدعي الوسائل القانونية للمطالبة القضائية لحماية‬
‫الحق الذي يدعيه فقد منح أيضا للمدعى عليه الوسائل القانونية للرد على طلبات‬
‫المدعي وهذه الوسائل تسمى بالدفوع ‪ ،‬والدفع هو ما يجيب به الخصم على دعوى‬
‫خصمه والدفوع بهذا المعنى العام كثيرة ومختلفة باختالف الغرض منها واألثر الذي‬
‫يترتب على قبولها‪ ،‬فمنها ما هو إجرائي أو شكلي وقد يترتب عليه إنهاء الخصومة‬
‫مسبقا قبل الشروع في أي إجراء الحق‪ ،‬ومن ثم تقليل الجهد والوقت‪ ،‬ومنها ما هو‬
‫موضوعي يدفع به أحد الخصوم وأيضا قد يترتب عليه إنهاء الخصومة ‪.‬‬
‫يستخدم المدعى عليه الحق الممنوح له والمتمثل في الدفوع‪ ،‬يختار النوع الذي‬
‫يتالءم ومركزه في الدعوى‪ ،‬فإذا كان الدفع ينصب على ذات الحق المدعى به‬
‫كإنكار وجوده عندها يسمى دفوعا موضوعية‪.‬‬
‫أهمية الموضوع ‪:‬‬

‫يعد موضوع الدفوع الموضوعية من أهم المواضيع في القوانين اإلجرائية‬


‫المدنية‪ ،‬باعتبارها وسيلة لحماية الحقوق المقررة قانونا وتحقيق توازن بين طرفي‬
‫الدعوى‪ ،‬حيث للمدعي الحق في رفع دعوى قضائية للمطالبة بحق معين‪ ،‬وبمجرد‬
‫إقامة الدعوى يكون للمدعى عليه الحق في أن يجيب عليه بدفع قصد تفادي الحكم‬
‫عليه بما يدعيه‪.‬‬
‫إشكالية الموضوع ‪:‬‬

‫تتمثل اشكالية هذا الموضوع في تحديد األحكام التي تخضع لها الدفوع‬
‫الموضوعي باعتبارها دفوع متصلة بأصل الحق‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فماذا نقصد بالدفع الموضوعي والخصائص المميزة له ؟‬

‫وما هي أنواع الدفوع الموضوعية وآثار إثارتها؟‬

‫المنهج المعتمد ‪:‬‬

‫لمناقشة اإلشكال المطروح واإلجابة عن األسئلة المتفرعة عنه‪ ،‬اعتمدنا المنهج‬


‫التحليلي‪ ،‬و المنهج المقارن من خالل استحضار التجارب المقارنة واآلراء الفقهية‬
‫المصرية منها بالخصوص نظرا لتعمقها في دراسة هذا الموضوع‪.‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬

‫سنتناول هذا الموضوع من خالل مبحثين نخصص األول للتعريف بالدفوع‬


‫الموضوعية واتمييزها عن المفاهيم المشابهة‪ ،‬وكذا تحديد خصائص هذا النوع من‬
‫الدفوع‪ ،‬أما المبحث الثاني فقد خصصناه لتحديد أنواع الدفوع الموضوعية المختلفة‬
‫واآلثار المترتبة عن التمسك بها‪ .‬وذلك كالتالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الدفوع الموضوعية وخصائصها‬


‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الدفوع الموضوعية وآثارها‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم الدفوع الموضوعية‬
‫الدفع بمعناه الواسع هو كل ما يثار أمام المحكمة أثناء نظر دعوى المدعي‪ ،‬بقصد‬
‫منع الحكم له بطلباته‪ ،‬وهو الوسيلة التي يعتمد عليها المدعى عليه كليا في مناهضة‬
‫دعوى المدعي‪ ،‬ونسبة ألهمية هذه الدفوع كان ال بد من الحديث أوال عن ماهيتها‬
‫وتمييزها عن المفاهيم المشابهة (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم عن خصائصها التي تنفرد بها‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الدفوع الموضوعية‬
‫لتحديد ماهية الدفوع الموضوعية ‪ ،‬سنتناول أوال تعريف الدفوع الموضوعية‬
‫لتمييزه عن غيره من الدفوع (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم تمييزها عن المفاهيم المشابهة‬
‫كالطلب العارض والدفاع الموضوعي (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الدفوع الموضوعية‬


‫من أجل تحديد تعريف دقيق للدفع الموضوعي ‪ ،‬ارتأينا تعريف الدفوع بشكل عام‬
‫(أوال) ثم تعريف الدفع الموضوعي بشكل خاص (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ماهية الدفوع‬

‫الدفع لغة أي اإلزالة بالقوة‪.‬‬

‫ويقال تدافعوا الشيء ‪:‬دفعه كل واحد منهم عن صاحبه‪ ،‬وتدافع القوم أي دفعه‬
‫بعضهم ببعض‪.1‬‬
‫حيث عرفها بعض الفقه بأنها جواب الخصم على إدعاء خصمه بقصد تفادي الحكم‬
‫عليه بما يدعيه‪.2‬‬

‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬دار صابر – بيروت‪،‬ج‪ ،1‬ص‪.89-87 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬أحمد السيد صاوي‪ ،‬الوسيط في شرح قانون المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر – لسنة ‪1981‬م‪ ،‬بدون طبعة‪.‬‬
‫ص‪.8:‬‬

‫‪4‬‬
‫كما عرفت أيضا بأنها ‪ :‬تلك التي توجه إلى الدعوى بقصد منع الحكم للمدعي‬
‫بطلباته أي هي الوسائل التي يستخدمها الخصم طاعنا في صحة إجراءات الخصومة‬
‫راميا إلى منع الحكم للخصم بطلباته‪.3‬‬
‫فالدفوع إذا هي مختلف الوسائل التي يستعملها المدعى عليه ليؤخر أو ليتجنب الحكم‬
‫عليه بدعوى المدعي‪.‬‬
‫فقد يطلب مثال اعطاءه أجال إلدخال ضامن ‪ ،‬أو قد يتذرع بعدم اختصاص المحكمة‬
‫للنظر في الدعوى‪ ،‬أو قد يدلي بانتفاء المصلحة لذى المدعي‪ ،‬أو قد يثير سقوط الحق‬
‫المدعى به بالتقادم‪.4‬‬
‫وتصنف هذه الدفوع حسب بعض الفقه إلى شكلية و موضوعية ودفع بعدم القبول‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف الدفوع الموضوعية‬

‫لم يحدد المشرع المغربي تعريفا للدفوع الموضوعية على غرار باقي التشريعات‪.‬‬

‫الدفوع الموضوعية حسب بعض الفقه هي دفوع يتقدم بها المدعى عليه ليواجه بها‬
‫الدعوى المقامة ضده من المدعي فينكر بها عليه ما يدعيه‪ ،‬لذا يعرف الفقه القانوني‬
‫الدفوع الموضوعية بأنها تلك الدفوع التي تتعلق بموضوع الدعوى وينازع بها‬
‫الخصم في الحق المدعى به‪.5‬‬
‫وعرف أيضا بأنه هو الذي يوجه إلى ذات الحق كأن ينكر وجوده أو يزعم‬
‫سقوطه أو انقضاؤه كالدفع ببطالن سند الدين أو بتزويره والدفع بانقضاء الدين‬
‫بالوفاء‪.6‬‬

‫إذن يمكن تعريف الدفوع الموضوعية بأنها تلك الوسائل التي يهدف المدعى عليه‬
‫من خالل إثارتها إلى حمل المحكمة على رفض الطلب الذي تقدم به خصمه‬

‫‪ 3‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬نظرية الدفوع في قانون المرافعات‪ ،‬الناشر منشأة المعارف باالسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪.1991‬‬
‫‪ 4‬مامون الكزبري وادريس العلوي العبدالوي‪ ،‬شرح قانون المسطرة المدنية في ضوء القانون المغربي الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة دار القلم‬
‫بيروت‪ ،1973 ،‬ص ‪. 134‬‬
‫‪ 5‬رمزي سيف‪ ،‬الوجيز في قانون المرافعات المدنية والتجارية المصري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة النهضة العربية‪1957 ،‬م‪ ،‬ص ‪.324‬‬
‫‪ 6‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬الدفوع في قانون المرافعات‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫‪5‬‬
‫المدعي‪ ،‬وتهم هذه الوسائل بشكل مباشر المزاعم التي استند عليها المدعي بغية‬
‫توضيح أنها ال تستند على أساسه‪.‬‬

‫والمدعى عليه الذي يثير هذا النوع من الدفوع هو الذي يتوفر على القدرة على‬
‫نفي الحق الذي يستند خصمه عليه‪ ،‬ويمكن أن يتخذ هذا النفي إحدى الصورتين‪،‬‬
‫الصور األولى هي التي يزعم فيها المدعى عليه أن ذلك الحق لم يتحقق البتة‪،‬‬
‫والصور الثانية هي أن يزعم أن ذلك الحد الذي تستند عليه الدعوى انقضى بفعل‬
‫تحقق سبب من أسباب انقضاء االلتزام‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تمييز الدفوع الموضوعية عن غيرها من المفاهيم‬


‫المشابهة‬
‫أوال‪ :‬تمييز الدفوع الموضوعية عن الطلبات العارضة‬

‫وتختلف الدفوع الموضوعية عن الطلبات العارضة في أنها مجرد وسائل دفاع‬


‫سلبية محضة يرمي بها المدعى عليه الى تفادي الحكم للمدعي بمطلوبه دون أن‬
‫يقصد منها الحصول على مزية خاصة‪ ،‬فلو انكر المدعى عليه حصول ضرر ردا‬
‫على مطالبته بالتعويض‪ ،‬فهو يبدي دفعا موضوعيا‪ ،‬اما اذا طالب بتعويض الضرر‬
‫الذي لحقه جراء خطأ المدعي‪ ،‬فيكون حينئذ قد تقدم بطلب عارض ‪ ،‬او بعبارة اخر‬
‫فلن الطلب المقابل) العارض (المقدم من المدعى عليه إنما يهدف الى الحصول على‬
‫حكم ضد المدعي‪ ،‬اكثر من مجرد رفع طلبه‪ ،‬فهو ال يقتصر على الدفاع كما هو‬
‫شأن الدفع بل يتعداه الى الهجوم‪.‬‬
‫وتتميز الدفوع الموضوعية عن دعاوى المدعى عليه في أنها تبدأ دائما بغير قيد أو‬
‫شرط‪ ،‬أما األخرى فإنها ال تبدأ إال إذا كانت مرتبطة بالدعوى األصلية وإال إذا كانت‬
‫المحكمة مختصة بها اختصاصا نوعيا‪ ،‬والحكم بقبول األولى ينهي النزاع على‬
‫أصل الحق‪ ،‬أما الحكم بقبول الثانية فقد ينهي النزاع في الدعوى األصلية في بعض‬
‫األحوال‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وكذلك قبول دعاوى المدعى عليه نطاق الخصومة في جميع األحوال بينما قبول‬
‫الدفوع الموضوعية يؤدي إلى حسم النزاع‪.‬‬
‫وما يمكن استخالصه هو أن الدفوع الموضوعية ال حصر لها بل أن كل وسيلة‬
‫تهدف إلى دحض إدعاءات الخصم يمكن إثارتها وسواء أكان هذا الخصم مدعيا أو‬
‫مدعى عليه أو متدخال أو مدخال في الخصام‪.‬‬
‫والحديث عن الدفوع الموضوعية هو حديث عن كم ال متناهي من الدفوع فاختالف‬
‫الحقوق موضوع الدعاوى وحده من شأنه أن يؤدي إلى تعداد ال يحصى من هذه‬
‫الدفوع‪.7‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمييز الدفوع الموضوعية عن الدفاع الموضوعي‬

‫يوجد اختالف بين الدفاع الموضوعي والدفع الموضوعي والذي يتمثل فيما يلي‪:8‬‬
‫‪-‬الدفع الموضوعي فيه يتمسك المدعى عليه بواقعة جديدة يقع عبئ اثباتها عليه‪ ،‬من‬
‫شأنها عدم انتاج اآلثار التي يطلبها المدعي‪ ،‬أما الدفاع الموضوعي ال يثير وقائع‬
‫جديدة بل يقتصر على مجرد إنكار الوقائع المدعاة وأثارها القانوني ‪.‬‬
‫‪-‬يمكن التنازل عن الدفع الموضوعي‪ ،‬فال تنتج الوقعة آثارها‪ ،‬أما وسائل الدفاع‬
‫الموضوعي فإن التنازل عنها ال يمنع القاضي من أن يأخذ في اعتباره ما أثارته من‬
‫وقائع‪.‬‬
‫‪-‬يجوز االتفاق بين الخصوم على التنازل عن دفع من الدفوع الموضوعية بينما ال‬
‫يمكن حرمان المدعى عليه من وسائل الدفاع ‪.‬‬
‫‪-‬الدفع الموضوعي يقبل التقادم مثله مثل الدعوى عكس وسائل الدفاع فإنها ال تقبل‬
‫التقادم‪ ،‬ومن الدفوع التي تقبل التقادم الدفع ببطالن العقد للغلط‪ ،‬فيسقط بالتقادم إذا‬
‫انقضت خمس سنوات من وقت توافر األهلية أو من اليوم الذي يموت فيه صاحب‬
‫العقار المبيع‪.‬‬
‫ابتسام عبد اللطيف خالد أحمد‪ ،‬بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في القانون بعنوان الدفوع في اجراءات التقاضي المدني‪ ،‬كلية‬ ‫‪7‬‬

‫القانون كلية الدراسات العليا جامعة النيلين‪ ،2017 ،‬ص ‪.27-26‬‬


‫‪ 8‬ليليا عزوقن وعيادي يمينة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الحقوق في الماستر تحت عنوان النظام القانوني للدفوع الموضوعية في المادة‬
‫المدنية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة عبد الرحمان ميرة –بجاية‪ .2018 ،-‬ص ‪.48‬‬

‫‪7‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الدفوع الموضوعية‬
‫تتميز الدفوع الموضوعية عن غيرها من الدفوع بمجموعة من الخصائص (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬كما أن القاضي ال يمكنه إثارتها من تلقاء نفسه كقاعدة عامة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة أألولى‪ :‬الخصائص المميزة للدفوع الموضوعية‬


‫تنفرد الدفوع الموضوعية بمجموعة من الخصائص‪:9‬‬

‫‪ -‬ال يتقيد المدعى عليه في إبداء الدفوع الموضوعية بترتيب معين كما ال تتقيد‬
‫المحكمة بذلك عند الفصل فيها ‪ ،‬فيجوز تقديمها في أية حالة تكون عليها‬
‫اإلجراءات ولو ألول مرة أمام المحكمة االستئنافية ‪ ،‬وال يترتب على تقديم‬
‫أحدها اعتبار المدعى عليه متنازال ضمنا عن غيرها من الدفوع الموضوعية‬
‫وليس إلبداء هذه الدفوع من قيود خاصة عدا ما يقتضيه حسن دفاع المدعى‬
‫عليه عن نفسه بأن يقدم الدفوع الحاسمة على الدفوع األقل قوة وأن يعتبر‬
‫الثانية مقدمة على سبيل االحتياط مع مراعاة عدم التناقض بينها كي ال يهدم‬
‫بعضها بعضا‪.‬‬
‫وال يعد تنازال عن الدفع الموضوعي تقديم دفع آخر عليه‪ ،‬إذ أن إبداء أي دفع‬
‫موضوعي ال يعني سقوط الحق في ابداء غيرها‪ ،‬حيث يملك الخصم الحق في‬
‫التمسك بدفوعه الموضوعية واثارتها في أي وقت كانت عليها الدعوى إلى غاية‬
‫قفل باب المرافعة‪ ،‬بشرط أن ال يكون هناك تناقض بين الدفوع التي سبق إبداؤها‬
‫والدفوع الالحقة‪ ،‬ألنه ال حجة مع التناقض ‪ ،‬والعلة من ذلك هو قواعد العدالة‬
‫واحترام حقوق الدفاع تسمح للخصم إبداء أي وسيلة تمكنه من تفادي الحكم عليه‬
‫بطلبات خصمه‪.‬‬
‫بما أن الدفع الموضوعي يسعى إلى تحطيم ادعاء المدعي فيجب العمل على‬
‫تقديمه إلى المحكمة في أي وقت قبل صدور الحكم‪ ،‬لكن هذا ال يعني أن الخصم‬

‫‪ 9‬ابراهيم حرب محيسن‪ ،‬النظرية العامة للدفوع المدنية دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفالح للنشر والتوزيع األردن‪ ،‬طبعة ‪ ،2008‬ص ‪-23‬‬
‫‪.24-25‬‬

‫‪8‬‬
‫حر في إبداء دفوعه الموضوعية في غير أجلها المحددة لها‪ ،‬وانما يعني أنه يحق‬
‫له إبداء دفوعه في مراحل نظر الدعوى كافة‪ ،‬حسب مستجدات القضية‬
‫ووقائعها‪ ،‬حيث ال يجوز ألحد الخصومة أن يثير دفعا موضوعيا بعد سماع بينة‬
‫خصمه كان بإمكانه إثارته قبل السماع‪ ،‬كما ال يجوز له أن يتدرج بإثارة دفوعه‬
‫الموضوعية دون وجود ما يستوجب ذلك‪.‬‬
‫لم ترد الدفوع الموضوعية في القوانين المقارنة على سبيل الحصر‬ ‫‪-‬‬
‫وللمدعى عليه أن يثير منها ما يشاء تبعا لطبيعة كل ادعاء وظروفه ‪ .‬وكما‬
‫أنه ال توجد مطالبات قضائية محددة حصرا ‪ ،‬وأنه كلما كان هناك اعتداء او‬
‫تجهيل أو منازعة في حق أو مركز قانوني ‪ ،‬أمكن لصاحبهما اللجوء‬
‫للمحاكم طلبأ لحماية القضاء في إزالة كل ما يعكر صفو استمتاعه بحقه أو‬
‫مركزه القانوني ‪ ،‬كذلك فإن من حق من تقام عليه الدعوى أن يستخدم ما‬
‫يتيسر له من دفوع موضوعية الدفع ادعاءات خصمه بهدف إفشالها كلية إن‬
‫استطاع ‪ ،‬أو جزئيا على أقل تقدير ‪ ،‬دون تحديد من المشرع بما يجوز‬
‫تقديمه منها‪.‬‬
‫يعتبر الحكم الصادر في الدفع الموضوعي حكما صادرا في الموضوع أي‬ ‫‪-‬‬
‫حكما قطعيا وبالتالي يحوز حجية األمر المقضي ‪ ،‬ويمنع من تجديد النزاع‬
‫في المسألة التي فصل فيها أمام المحكمة التي أصدرت الحكم أو أية محكمة‬
‫أخرى ‪ ،‬وبذلك يحسم النزاع على أصل الحق المدعي به فإذا نوزع فيه مرة‬
‫أخرى أمام هذه المحاكم ‪ ،‬أمكن دفع المنازعه بعدم جواز نظرها لسبق‬
‫الفصل في موضوعها ‪ ،‬وهو دفع متعلق بالنظام العام وعلى المحكمة أن‬
‫تقضي به من تلقاء نفسها‪.‬‬
‫يستنفد الحكم الصادر في الدفع الموضوعي ‪ ،‬سلطة محكمة أول درجة‬ ‫‪-‬‬
‫بالنسبة لموضوع الدعوى ‪ ،‬فإذا طعن في هذا الحكم أمام المحكمة االستئنافية‬
‫وقررت هذه المحكمة إلغاءه بسبب بطالنه ‪ -‬على سبيل المثال ‪ -‬تعين عليها‬
‫أن تفصل في الموضوع ال أن تعيد الدعوى الى محكمة أول درجة التي‬

‫‪9‬‬
‫فصلت فيه واستنفدت بذلك واليتها وسلطتها بالنسبة لهذا الموضوع ‪ .‬وآية‬
‫ذلك أن ابداء الدفع الموضوعي هو في واقع األمر تعرض للموضوع ‪،‬‬
‫والحكم فيه يعتبر صادرة في موضوع الدعوى ‪ ،‬واستئنافه يعيد طرح‬
‫الموضوع وبقوة األثر الناقل أمام المحكمة االستئنافية ‪ ،‬فيتعين عليها إن‬
‫ألغت الحكم االبتدائي أن تقضي من جديد في موضوع الدعوى‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم الصادر في الدفع الموضوعي يعد حكمأ موضوعية وليس فرعية‬
‫ويعتبر منهيا للخصومة في حدود المسألة التي فصل فيها ‪ ،‬وبه ترتفع يد‬
‫المحكمة عما فصل فيه ‪ ،‬فيقبل الطعن المباشر بخالف األحكام غير المنهية‬
‫للخصومة التي ال تقبل الطعن ‪ -‬كقاعده – إال مع األحكام الفاصلة في‬
‫الموضوع ‪ ،‬كما أن الطعن فيه يطرح على المحكمة االستئنافية وبقوة القانون‬
‫ذات موضوع الدفع الذي سبق لمحكمة أول درجة أن قالت فيه كلمتها فال‬
‫يعود اليها اذا ما تم الغاؤه استئنافاه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عدم امكانية اثارتها من طرف القاضي‬


‫إضافة للخصائص السابقة ال يمكن للقاضي إثارة الدفوع الموضوعية من تلقاء‬
‫نفسه إال استثناء‪،‬حيث أن القاضي محايد ال يقضي بعلمه وال يفصل إال فيما طلبه‬
‫الخصوم‪ ،‬وال يختص بشيء من تلقاء نفسه‪ ،‬وال يثير دفوعا أو وقائعها وا نما على‬
‫الخصوم إثارتها باعتبار الخصومة المدنية شيء مملوك للخصوم‪.‬‬

‫وعليه فإنه ال يجوز للقاضي أن يثير مسألة الدفع الموضوعي من تلقاء نفسه إال‬
‫إذا كانت متعلقة بالنظام العام‪ ،‬فالدفع الموضوعي بمعناه الضيق مكنة مخولة للمدعى‬
‫عليه يتمكن بها أن يثبت واقعة مانعة أو منهية للواقعة المدعاة ال تسري آثارها‬

‫‪10‬‬
‫القانونية إال إذا أثارها المدعى عليه وذلك تكريسا لمبدأ حياد القاضي الذي يستشف‬
‫من الفصل ‪ 3‬من قانون المسطرة المدنية‪.10‬‬
‫إال أنه للقاضي الحق في إثارة الدفوع الموضوعية كذا الحكم بها من تلقاء نفسه‬
‫وذلك في أحوال استثنائية‪:‬‬
‫‪-1‬في حالة ما إذا كانت المسألة تتعلق بالنظام العام مثل بطالن العقد لعدم‬
‫مشروعية السبب وكانت الوقائع المعروضة من الخصوم على المحكمة تثبت ذلك ‪.‬‬
‫‪-2‬إذا كانت المسالة غير متعلقة بالنظام العام إال أنها تستفاد من مجموع الوقائع‬
‫المطروحة على المحكمة ولولم يتمسك بها الخصم سندا لدفعه على وجه خاص‪ ،‬فلو‬
‫قدمت ورقة تؤكد واقعة الوفاء عرضا‪ ،‬يمكن للقاضي االستناد إليها واعتبارها دفعا‬
‫بالوفاء‪ ،‬بشرط أال ينص القانون على وجوب تمسك الخصم بالدفع الموضوعي‬
‫كحالة الدفع بالمقاصة القانونية‪. 11‬‬
‫‪-3‬إذا كانت وقائع المدعي تجدر إثباتها ولم ينفيها المدعى عليه صراحة‪ ،‬هنا يجب‬
‫على القاضي إثارتها ومطالبة المدعي بإثباتها والحكم على مقتضى ذلك‪.‬‬
‫يقع على عاتق القاضي في مثل هذه األحوال تنبيه الخصوم إلى أنه يأخذ في‬
‫االعتبار هذه المسائل ويمنح لهم فرصة مناقشتها وذلك احتراما لحقوق الدفاع‪.‬‬

‫‪ 10‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 28( 1394‬شتنبر ‪ )1974‬بالمصادقة على نص قانون المسطرة‬
‫المدنية‪.‬‬
‫‪.‬نبيل إسماعيل عمر‪ ،‬أصول الم رافعات المدنية والتجارية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 1986 ،،‬ص ‪.583‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الدفوع الموضوعية واآلثار المترتبة‬
‫عنها‬
‫تجد الدفوع الموضوعية مصدرها في قواعد القانون الموضوعي المنظم‬
‫للحقوق‪ ،‬كالقانون المدني والتجاري وغيرهما من القوانين المتعلقة بأصل الحق‪،‬‬
‫فيمكن تقسيم الدفوع الموضوعية لعدة أنواع (المطلب األول)‪ ،‬كما يترتب عن‬
‫إثارتها مجموعة من اآلثار (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع الدفوع الموضوعية‬
‫ينحدد أنواع الدفوع الموضوعية من حيث موقف مقدم الدفع (الفقرة األول)‪ ،‬ثم من‬
‫حيث األطراف المخول لها حق التمسك بالدفع (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬من حيث موقف مقدم الدفع‬


‫تنقسم الدفوع الموضوعية من حيث موقف مقدم الدفع إلى نوعين منها دفوع‬
‫موضوعية سلبية (أوال(‪ ،‬وأخرى موضوعية إيجابية) ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الدفوع الموضوعية السلبية‬
‫هذه الدفوع تنطوي على مجرد دحض الوقائع المدعاة التي تمسك بها المدعي‬
‫كأساس لطلبه أو نفي اآلثار القانونية التي ينسبها المدعي على هذه الوقائع‪ ،‬مثل نفي‬
‫الخطأ أو الضرر أو العالقة السببية في دعوى التعويض عن الضرر والغرض الذي‬
‫يسعى اليه المدعى عليه عند اتخاذه هذا الموقف هو االستفادة من قرينة مطابقة‬
‫الوضع الظاهر للقانون ‪ ،‬التي تستبعد عنه عبئ االثبات وتلقيه على المدعي‪. 12‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدفوع الموضوعية اإليجابية‪:‬‬
‫هي إدعاءات مضادة تتضمن التمسك بواقعة من شأنها أن تنفي نشوء الحق أو‬
‫بقائه كليا أو جزئيا‪ ،‬أو انهاء آثار هذه الواقعة كادعاء صورية العقد أو الوفا بالدين‬
‫كله أو بعضه أو كالتمسك بإبطال العقد للغلط‪.‬‬

‫‪ 12‬بوبشير محند أمقران‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية) نظرية الدعوى‪ ،‬نظرية الخصومة‪ ،‬اإلجراءات االستثنائية(‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ 2008،‬ص‪.143‬‬

‫‪12‬‬
‫يكمن الفرق بين الدفوع الموضوعية السلبية والدفوع الموضوعية اإليجابية‪ ،‬في أن‬
‫عبئ إثبات الدفع السلبي يقع على عاتق المدعي ليس على المدعى عليه؛ أي ال‬
‫يستلزم من هذا األخير أي إثبات ‪ ،‬كل ما هناك أن القاضي لن يحكم بمقتضى‬
‫الواقعة التي استند عليها المدعي إال بعد إثباتها بينما الدفوع الموضوعية اإليجابية‬
‫يقع عبئ اإلثبات على عاتق المدعى عليه وليس على المدعي عكس الدفوع‬
‫الموضوعية السلبية‪. 13‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬من حيث األطراف المخول لها حق التمسك بالدفع‬
‫تختلف كذلك أنواع الدفوع الموضوعية من حيث األشخاص الذين لهم حق التمسك‬
‫بالدفع حيث يمكن للخصوم اثارتها‪ ،‬وهو ما يدعى بالدفع الموضوعي بالمعنى‬
‫الدقيق(أوال( ‪ ،‬وكما يجوز للقاضي ذلك وهو ما يطلق عليه بالدفع الموضوعي‬
‫بالمعنى الواسع (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الدفع الموضوعي بالمعنى الدقيق‬
‫هو سلطة للمدعى عليه في اثبات واقعة مانعة أو منهية للواقعة المنشئة التي أثبتها‬
‫المدعي ليس من شأنها رفض الدعوى إذا لم يتمسك بها المدعى عليه ‪ ،‬والتي ال‬
‫يملك فيها القاضي إثارتها من تلقاء نفسه‪ ،‬وانما يجب أن يتمسك بها المدعى عليه‬
‫كالدفع بالمقاصة أو بالتقادم‪. 14‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدفع الموضوعي بالمعنى الواسع‬
‫هي ما يدعى بوسائل الدفاع التي يجوز للقاضي إثارتها من تلقاء نفسه‪ ،‬بشرط‬
‫تنبيه الخصوم إليه احتراما لحقهم في الدفاع‪ ،‬مثل الدفوع المتعلقة بالنظام العام‬
‫واآلداب العامة والمسائل القانوني‪.‬‬
‫ويعد التمسك بها من طرف المدعى عليه سوى مجرد تقديم واقعة للقاضي لم تقدم‬
‫إليه أو مجرد لفت نظره إلى واجبه بالنسبة لها‪.‬‬

‫‪ 13‬سيد أحمد محمود‪ ،‬أصول التقاضي وفقا لقانون الرافعات ‪ ،‬دون دار وبلد النشر‪ ، 2015 ،‬ص‪.540‬‬
‫‪ 14‬سيد أحمد محمود‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.540‬‬

‫‪13‬‬
‫تبرز أهمية التفرقة بين الدفع بالمعنى الدقيق والدفع بالمعنى الواسع‪ ،‬أن الدفع‬
‫بالمعنى الدقيق يقبل التنازل عنه عكس الدفع بالمعنى الواسع‪.15‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار التمسك بالدفوع الموضوعية‬
‫ينتج عن تمسك المدعى عليه بالدفوع الموضوعية مجموعة من اآلثار على‬
‫مستوى الفصل في الدفوع الموضوعي واستنفاذ المحكمة لواليتها (الفقرة األولى)‪،‬‬
‫وكذا الحكم الصادر في الدفع الموضوعي (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الفصل في الدفع الموضوعي واستنفاذ المحكمة لواليتها‬


‫سنتطرق (أوال) للفصل في الدفع الموضوعي‪ ،‬ثم استنفاذ المحكمة لواليتها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الفصل في الدفع‬

‫لم يحدد المشرع المغربي على غرار معظم التشريعات كيفية الفصل في الدفع‬
‫الموضوعي‪ ،‬وبما أن الوقائع المكونة للدفع الموضوعي تهدف إلى إنكار نشأة الحق‬
‫أو بقائه أو إنكار ترتيب أثاره أو إنكار بقاء هذه اآلثار ‪.‬‬
‫منه فإبداء الدفع الموضوعي يعتبر تعرضا للدعوى‪ ،‬لذا يعد فصال في الموضوع‬
‫والحكم الصادر فيه يعتبر صاد ا ر في موضوع الدعوى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬استنفاذ المحكمة لواليتها في الدفع الموضوعي‬

‫يستنفذ الحكم الصادر في الدفع الموضوعي سلطة محكمة أول درجة بالنسبة‬
‫لموضوع الدعوى فإنه يخرج القضية من يد المحكمة‪ ،‬ذلك ألنها تعتبر قد فصلت في‬
‫موضوع الدعوى‪ ،‬كما ال يجوز لها أن تعيد الفصل فيه من جديد حتى ولو كانت‬
‫الخصومة قائمة أمامها‪.‬‬

‫‪ 15‬بوبشير محند أمقران‪ ،‬م س ‪،‬ص ‪.145‬‬

‫‪14‬‬
‫الطعن في الحكم الصادر في الدفع الموضوعي يعتبر طعنا ناقال للنزاع الموضوعي‬
‫إلى محكمة جهة االستئناف في الحدود التي فصل فيها والتي وقع عنه االستئناف‪،‬‬
‫وفي الحدود التي دفع عنها طعن من جانب الطاعن‪.16‬‬
‫إذا طعن في هذا الحكم أمام المحكمة االستئنافية وألغته بسبب بطالنه مثال ‪:‬لعيب‬
‫شكلي فإنه ال تعاد الدعوى إلى محكمة أول درجة التي فصلت في موضوع‬
‫الدعوى‪ ،‬فهذه األخيرة قد استنفذت واليتها ‪ ،‬واذا ألغت المحكمة االستئنافية الحكم‬
‫االبتدائي فلها أن تقضي من جديد في موضوع الدعوى‪.‬‬
‫إن سلطة محكمة االستئناف إزاء الدفع الموضوعي ال يقتصر على البحث وما سبق‬
‫طرحه على محكمة أول درجة والفصل فيه‪ ،‬إنما يمتد إلى الدفوع الموضوعية‬
‫‪17‬‬
‫الجديدة التي يجوز طرحها ألول مرة أمامها‬

‫لفقرة الثانية ‪:‬الحكم الصادر في الدفع الموضوعي‬


‫يعتبر الحكم الصادر في الدفع الموضوعي حكما فاصال في موضوع الدعوى‪،‬‬
‫ومنهيا للنزاع على أصل الحق الذي رفعت به الدعوى أي حكما قطعيا‪ ،‬يحوز حجية‬
‫الشيء المقضي فيه‪ ، 18‬ما يمنع من تجديد النزاع الذي أثار الدفع الموضوعي مرة‬
‫أخرى أمام المحاكم باستثناء أن يكون ذلك من خالل طرق الطعن القانونية ‪.‬‬
‫فاذا رفع دائن دعوى مطالبا بدنيه ودفع المدعى عليه بانقضاء الدين بالتقادم‪،‬‬
‫وحكمت المحكمة بقبول الدفع‪ ،‬فال يجوز للدائن أن يعيد تجديد ا لنزاع أمام القضاء‪.‬‬
‫فالطعن باالستئناف في الحكم الصادر في الموضوع يؤدي إلى نقل موضوع النزاع‬
‫إلى محكمة االستئناف‪ ،‬أما الحكم بعدم قبول الدفع الموضوعي ال يعد فاصال في‬

‫‪ 16‬طهراوي سمية‪ ،‬مجاجي خيرة‪ ،‬الدفوع في قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات ‪.‬شهادة‬
‫الماستر‪ ،‬قانون المنازعات‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة معسكر‪ 2016،‬ص ‪..60‬‬
‫‪ 17‬إبراهيم حرب محيسن‪ ،‬النظرية العامة للدفوع المدنية‪ ،‬درارسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،. 8‬دار الفالح للنشر ‪.‬اولتوزيع‪ ،‬األردن‪8،‬‬
‫‪200‬ص ‪.24‬‬
‫‪.‬والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪ 18‬قاسم محمد بني بكر‪ ،‬نظرية الدفع الموضوعي في الفقه اإلسالمي والقانون‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫‪ ،2009‬ص‪.199‬‬

‫‪15‬‬
‫مضمونه‪ ،‬منه ال يجوز في حالة الطعن أن ينقل موضوع الدفع إلى محكمة الطعن‬
‫ألن هذا الموضوع لم يفصل فيه‪. 19‬‬

‫‪ 19‬فودة عبد الحكيم‪ ،‬الموسوعة الشاملة في الدفوع والدفاعات الجوهرية‪ ،‬ج‪ ،. 1‬المكتب الغني للموسوعات القانونية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪،‬دون سنة النشر‪.553 ،.‬‬

‫‪16‬‬
‫خاتمة‬
‫من خالل دراستنا لموضوع الدفوع الموضوعية‪ ،‬منطلقين من تحديد مفهومها و‬
‫خصائصها‪ ،‬أنواعها وكذا اآلثار المترتبة عن اثارثها فقد خلصنا أن الدفوع‬
‫الموضوعية هي دفوع متعلقة بأصل الحق مخولة للمدعى عليه في مقابل الحق‬
‫المخول للمدعي لرفع الدعوى‪.‬‬

‫كما نالحظ أحكام الدفع الموضوعي المتعلقة بخصائصه ‪ ،‬أنواعه‪ ،‬أثاره وكذا اثباته‪،‬‬
‫من تحديد الفقه‪ ،‬حيث أن المشرع لم يتناول هذا الدفع بالتنظيم المحكم إلزالة اللبس‬
‫والغموض عن أحكامة باعتباره وسيلة قانونية مهمة لحماية حقوق المدعى عليه‪ ،‬إذ‬
‫بخالف ذلك خص المشرع الدفوع الشكلية بمجموعة من المقتضيات القانونية‬
‫كالفصل ‪ 16‬و ‪ 49‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫و كتوصية خرجنا بها في هذا البحث‪ ،‬فيجب على المشرع التدخل لتحديد أحكام‬
‫الدفوع بصفة عامة والدفوع الموضوعية بصفة خاصة بشكل يزيل الغموض عنها و‬
‫ذلك بتخصيصها بمقتضيات مفصلة باعتبارها أداة لدفاع المدعى عليه عن حقوقه‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المراجع المعتمدة‬
‫الكتب‪:‬‬

‫✓ مامون الكزبري وادريس العلوي العبدالوي‪ ،‬شرح قانون المسطرة المدنية‬


‫في ضوء القانون المغربي الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة دار القلم بيروت‪.1973 ،‬‬

‫✓ إبراهيم حرب محيسن‪ ،‬النظرية العامة للدفوع المدنية‪ ،‬درارسة مقارنة‪ ،‬ط ‪.‬‬
‫‪ ،8‬دار الفالح للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2008،‬‬

‫✓ قاسم محمد بني بكر‪ ،‬نظرية الدفع الموضوعي في الفقه اإلسالمي‬


‫والقانون‪ ،‬دار الثقافة للنشر ‪.‬والتوزيع‪ ،‬األردن‪. 2009،‬‬

‫✓ فودة عبد الحكيم‪ ،‬الموسوعة الشاملة في الدفوع والدفاعات الجوهرية‪ ،‬ج‬


‫‪ ،1‬المكتب الغني للموسوعات القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دون سنة النشر‪.‬‬

‫✓ بوبشير محند أمقران‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية) نظرية الدعوى‪ ،‬نظرية‬


‫الخصومة‪ ،‬اإلجراءات االستثنائية(‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2008‬‬

‫✓ سيد أحمد محمود‪ ،‬أصول التقاضي وفقا لقانون الرافعات ‪ ،‬دون دار وبلد‬
‫النشر‪.2015،‬‬

‫✓ نبيل إسماعيل عمر‪ ،‬أصول الم رافعات المدنية والتجارية‪ ،‬منشأة‬


‫المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1986 ،،‬‬

‫✓ ابراهيم حرب محيسن‪ ،‬النظرية العامة للدفوع المدنية دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬
‫الفالح للنشر والتوزيع األردن‪ ،‬طبعة ‪.2008‬‬

‫‪18‬‬
‫✓ رمزي سيف‪ ،‬الوجيز في قانون المرافعات المدنية والتجارية المصري‪،‬‬

‫القاهرة‪ ،‬مكتبة النهضة العربية‪1957 ،‬م‪.‬‬

‫✓ أحمد السيد صاوي‪ ،‬الوسيط في شرح قانون المرافعات المدنية والتجارية‪،‬‬

‫دار النهضة العربية‪ ،‬مصر – لسنة ‪1981‬م‪.‬‬

‫✓ أحمد أبو الوفاء‪ ،‬نظرية الدفوع في قانون المرافعات‪ ،‬الناشر منشأة‬


‫المعارف باالسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪.1991‬‬

‫الرسائل ‪:‬‬
‫✓ ابتسام عبد اللطيف خالد أحمد‪ ،‬بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في‬
‫القانون بعنوان الدفوع في اجراءات التقاضي المدني‪ ،‬كلية القانون كلية‬
‫الدراسات العليا جامعة النيلين‪.2017 ،‬‬

‫✓ ليليا عزوقن وعيادي يمينة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الحقوق في الماستر تحت‬
‫عنوان النظام القانوني للدفوع الموضوعية في المادة المدنية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية جامعة عبد الرحمان ميرة –بجاية‪.2018 ،-‬‬

‫✓ طهراوي سمية‪ ،‬مجاجي خيرة‪ ،‬الدفوع في قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬مذكرة‬


‫مقدمة الستكمال متطلبات ‪.‬شهادة الماستر‪ ،‬قانون المنازعات‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة معسكر‪. 2016،‬‬

‫‪19‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪2 .........................................................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم الدفوع الموضوعية‪4 ................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الدفوع الموضوعية ‪4 ..............................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الدفوع الموضوعية ‪4 ............................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تمييز الدفوع الموضوعية عن غيرها من المفاهيم‬
‫المشابهة ‪6 .................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الدفوع الموضوعية ‪8 ...........................‬‬
‫الفقرة أألولى‪ :‬الخصائص المميزة للدفوع الموضوعية ‪8 ..............‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عدم امكانية اثارتها من طرف القاضي ‪10 ..............‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الدفوع الموضوعية واآلثار المترتبة عنها ‪12 ......‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع الدفوع الموضوعية ‪12 ..............................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬من حيث موقف مقدم الدفع ‪12 ..........................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬من حيث األطراف المخول لها حق التمسك بالدفع ‪13 ...‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار التمسك بالدفوع الموضوعية‪14 .....................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الفصل في الدفع الموضوعي واستنفاذ المحكمة‬
‫لواليتها ‪14 .................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬الحكم الصادر في الدفع الموضوعي ‪15 ..................‬‬
‫خاتمة ‪17 .......................................................................‬‬
‫المراجع المعتمدة‪18 ...........................................................‬‬
‫الفهرس ‪20 .....................................................................‬‬

‫‪20‬‬

You might also like