You are on page 1of 33

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقي‬

‫جامعة ديالى‬

‫القانون والعلوم السياسية‬

‫ضمانات المتهم في مرحلتي التحقيق والمحاكمة‬


‫بحث مقدم به الطالب‬
‫فيصل فخري سلمان‬

‫إشراف‬
‫م‪ .‬م نجاح ابراهيم سبع‬

‫قدم هذا البحث استكماال لمتطلبات الحصول على شهادة البكالوريوس في‬
‫القانون‬
‫كلية القانون والعلوم السياسية‬
‫قسم القانون‬

‫‪ 1439‬هـ‬ ‫‪ 2018‬م‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫ا ا ا ا ا ا ا حكم‬ ‫ي اااااا اااااا ا‬ ‫ي ا ا ا ا ا ا عاننع لي ا ا ا ا ا ا ح ا ا ا ا ا ا‬


‫ا ا ا ا ال ا ا ا ا ى يضا ا ا ا ي ا ا اان ا ا ا ا ي‬ ‫ن‬ ‫ب ا ا ااين ال ا ا ا ا ع با ا ا ا ل‬
‫اهلل لن ألا ا ا ا ا ا ين يضا ا ا ا ا ا ن ا ا ا ا اان ا ا ا ا ا ا ي اهلل ل ا ا ا ا اام ا ا ا ا ا ا ا‬
‫{‪}26‬‬ ‫شديد بم يس ا ي م ال س‬
‫ال ظيم‬ ‫صدق اهلل ال‬
‫ةص‬

‫اآلي ( ‪) 26‬‬
‫الشكر نال قدير‬

‫عائم‬ ‫ل ا نيس له أن ي ق‬ ‫الشكر أن الى اهلل ال زيز ح ت قد ه ال ي ن ق‬


‫من ك ب ب ث الم اض ه ا ب ض اهلل ‪ ,‬ا ن ناحب ال ا‬ ‫ك ا م ل ‪ ,‬ناي اي‬
‫) ب ه م مه‬ ‫ذ ال ا ض (م‪.‬م يج ح ابراهيم‬ ‫ب ن اقدم بجزي شكري الى ا‬ ‫يد‬
‫ا راج ه ا ال ث‬ ‫ال ث ك ن ل حي ه السديدة أك ر ا ثر‬ ‫طي مدة ك ب‬
‫يه ئال الم لى ز نح أن يمن يه ب لص نال ي ‪.‬‬ ‫ب لشك ال ي ه‬
‫ة‬ ‫ا‬ ‫ك ن يق ض ناحب ال ر ا ن ب لجمي أن ا حه ب لشكر نال قدير الى ك‬
‫ال ص ل ى مص ع ال ث نأبداء المش ة‬ ‫نزمالئ من ال ين قدم ا ل المس دة‬
‫يج ز‬ ‫ب لر ي‬ ‫اح ط‬ ‫ال‬ ‫نالمالحظ ت ‪ .‬كم أ قدم بي ا زاز نام ن الى ئ‬
‫ه ا ال ث الم اض ‪.‬‬
‫اهلل الجمي لم يه الخير‬ ‫ن‬
‫ا هداء‬
‫بفضل هللا تعالى اهدي بحثي الى ‪............‬‬
‫قبل ان نمضي اتقدم بأسمى آيات الشكر واالمتنان الى الذين حملوا اقدس رسالة في الحياة الى‬
‫الذين مهدوا لنا طريق العلم والمعرفة أساتذتنا االفاضل ‪.‬‬

‫يامن احمل اسمك بكل فخر والدي العزيز حفظك هللا‬

‫الى روح امي الطاهرة التي لم تال جهدا في تربيتي وتوجيهي فان غاب جسدك فروحك معي‬
‫ودعائك يحمني وها انا اليوم هنا بفضلك‬

‫الى سندي الحقيقي بعد هللا اخوتي واختي االعزاء‬

‫الى شريكة حياتي ونصفي الثاني والتي لها الفضل االساسي في دخولي لهذه الكلية زوجتي‬

‫الى ابنائي االعزاء حفظكم هللا لي‬

‫الى كل صديق وقف بجانبي طوال مسيرة حياتي‬


‫‪2—1‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪3‬‬ ‫المبحث االول ‪ :‬مفهوم ضمانات المتهم‬

‫‪4—3‬‬ ‫الطلب االول ‪ :‬مفهوم الضمانات‬

‫‪4‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم المتهم والشروط الواجب توافرها فيه‬

‫‪5—4‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬تعريف المتهم‬

‫‪6—5‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬شروط الواجب توافره فيه‬

‫‪7—6‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬مفهوم االصل في المتهم البراءة‬

‫‪8‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الضمانات في مرحلة التحقيق‬

‫‪8‬‬ ‫المطلب االول ‪ :‬ضمانات المتهم في مرحلتي التوقيف واالستجواب‬

‫‪9—8‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬الضمانات في مرحلة التوقيف‬

‫‪ 10‬الى ‪13‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الضمانات في مرحلة االستجواب‬

‫‪14‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬ضمانات المتهم خالل اجراءات التفتيش‬

‫‪14‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬ماهية التفتيش‬

‫‪15—14‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬بيان ضمانات التفتيش‬

‫‪16‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬الضمانات في مرحلة المحاكمة‬

‫‪16‬‬ ‫المطلب االول ‪:‬الضمانات المتعلقة بقواعد انعقاد المحاكمة‬

‫‪17—16‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬سلطة قضائية مستقلة‬

‫‪18—17‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬حضور المتهم اجراءات المحاكمة‬

‫‪18‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬قواعد المرافعات وتكريس حقوق االنسان‬

‫‪19—18‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬عالنية الجلسات‬

‫‪20—19‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬وجاهية اجراءات المحاكمة‬

‫‪ 20‬الى‪22‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬شفاهية المرافعات‬

‫‪24—23‬‬ ‫الخاتمة‬
‫المقدمة‬
‫ان االساس في تقييم تحضر وتطور االمم والشعوب خصوصا المعاصرة منها هو مدى ضمانها لحريات‬
‫افرادها وحمايتها من التعدي ‪ ,‬وبما ان القانون هو احد الوسائل المهمة لحماية افرادها وضمان الحرية الفردية‬
‫وضمان التخاذ االجراءات القانونية الكفيلة بحماية جميع االطراف من اجل تحقيق المصلحة العامة لذلك نرى بان‬
‫المشرع العراقي قد اعطى مجمل من الحقوق والضمانات للمتهم قسم منها جاء في الدستور العراقي لسنة ‪2005‬‬
‫وقسم منها جاء في قانون اصول المحاكمات الجزائية واخرى جاء في قانون المرافعات المدنية واتسم بالدقة‬
‫والموضوعية والعدالة ‪ ,‬وجعل المتهم امام نصوص قانونية تضمن حقوقه ‪ .‬ومن المعلوم ان اشد المواقف التي يمر‬
‫به االنسان بل أخطرها عندما يكون موضع اتهام من قبل سلطة التحقيق سواء كانت هذه التهمة صحيحة او لم تن‬
‫كذلك وخصوصا في مرحلتي التوقيف واالستجواب ‪ ,‬وهنا تبرز اهمية الحقوق الفردية التي يضمنها القانون بالنسبة‬
‫للمتهم ‪ ,‬وذلك وجدت من الضروري البحث في هذا الموضوع ألهميته في هذه المرحلة ‪ ,‬ولكي نبين ونعرف‬
‫المتهم ما له وما عليه ‪ ,‬وضرورة معرفة رجال الشرطة والمحققين بنصوص القانون وكيفية التعامل مع المتهمين ‪,‬‬
‫واالهم من كل ذلك نؤكد للسادة القضاة التحقيق انهم وبصواب قراراتهم يرفعون الظلم والحيف عن البريء اوال‬
‫وثم تجريم المتهم المذنب ثانيا كونهم يمهدون لمرحلة اخرى وهي مرحلة المحاكمة كون التحقيق التي تجري في‬
‫هذه المرحلة هي مهمة وخطيرة وفي بعض االحيان تكون اقرب الى الحقيقة والواقع ‪ .‬ان الحق في محاكمة عادلة‬
‫من احد اهم حقوق منظومة حقوق االنسان ‪ ,‬واحد االعمدة االساسية لدولة القانون ‪ ,‬االلتزام بمعاييرها يعتبر احد‬
‫اهم الضمانات التي تؤدي الى حماية االنسان من تمييز و االعتداء على انسانيته وكرامته ‪ ,‬وتمثل ضمانات المتهم‬
‫في مرحلة المحاكمة اساس الحماية القضائية من اجل محاكمة عادلة وعبر كامل مراحل الدعوى الدعوى القضائية‬
‫بدءا من يوم توجيه االتهام للمشتبه فيه وتوقيفه مرورا بإجراءات التحقيق و المحاكمة الى غاية صدور الحكم‬
‫وتنفيذه من خالل ضمان مساواته امام القانون والمتهمين االخرين وتمكينه من الدفاع عن نفسه او بواسطة محامي‬
‫ناهيك عن ضمانات اخرى تتعلق بحياد المحكمة واستقاللها واختصاصها باإلضافة الى ضمانات تتعلق بالطعن في‬
‫االحكام الصادرة ضد المتهم وغيرها(‪ . )1‬بما اننا نبحث عن ضمانات المتهم في مرحلتي التحقيق والمحاكمة من‬
‫خالل هذا الموضوع سنقسم البحث الى ثالث مباحث متتالية سنتكلم في المبحث االول على مفهوم الضمانات المتهم‬
‫ومن هذا سينقسم الى ثالث مطالب في المطلب االول مفهوم الضمانات والمطلب الثاني مفهوم المتهم والشروط‬
‫الواجب توافرها فيه والمطلب الثالث على مفهوم االصل في المتهم البراءة ‪ .‬ومن خالل هذا التقسيم قد تمكنا‬
‫التطرق الى كل الضمانات التي تخص المتهم او المشتبه به وال يمكن ان نثبت التهمة اليه في هذا المرحلة واعتباره‬
‫برئ حتى تنتهي الدعوة اما بالبراءة او االدانة اما في المبحث الثاني سوف نتكلم عن مرحلة مهمة وهي الضمانات‬
‫في مرحلة التحقيق ومن خالل هذا المبحث سنقسمه الى مطلبين لكي نتمكن من التطرق الى اهم الضمانات التي‬
‫تخص المتهم فيه حيث نتكلم في الطلب االول على ضمانات المتهم في مرحلتي التوقيف واالستجواب‬

‫(‪)1‬القاضي علي عاصي حسين الجميلي ‪ ,‬ضمانات المتهم وحقوقه في مرحلتي التحقيق والمحاكمة ‪,‬بحث مقدم الى مجلس‬
‫القضاء االعلى ‪. 2008 ,‬‬

‫‪1‬‬
‫وفيييي الطليييب الثييياني ضيييمانات الميييتهم خيييالل اجيييراءات التفتييييش ومييين هيييذا البييياب سيييوف نعيييرف ميييا هييييه‬

‫الحقيييوق التيييي يمكييين ان يحصيييل علييييه الميييتهم مييين خيييالل مرحلييية التوقييييف وكيفيييية اجيييراء التوقييييف ومييين‬

‫هييييه الجهييية التيييي لهيييا الحيييق فيهيييا وكيييذلك فيييي مرحلييية االسيييتجواب وميييا هييييه الضيييمانات التيييي تخيييص‬

‫المييييتهم وميييين هيييييه الجهيييية المختصيييية فييييي اسييييتجواب المييييتهم وكيفييييية االجييييراءات االسييييتجواب امييييا فييييي‬

‫المبحيييث الثاليييث حييييث نيييتكلم عليييى الضيييمانات فيييي مرحلييية المحاكمييية ومييين خيييالل التطيييرق الييييه فييييي‬

‫مطلبيييين فيييي الط ليييب االول الضيييمانات المتعلقييية بقواعيييد انعقييياد المحاكمييية مييين خيييالل اليييتكلم عنيييه فيييي‬

‫اختصييياص المحكمييية التيييي تنضييير فيييي اليييدعوى المعروضييية امامهيييا واسيييتقالليتها فيييي المحاكمييية وكيييذلك‬

‫فيييي وجيييوب حضيييور الميييتهم اجيييراءات المحاكمييية اميييا فيييي الطليييب الثييياني نيييتكلم عييين قواعيييد المرافعيييات‬

‫وتكييييريس حقييييوق االنسييييان ميييين خييييالل التطييييرق الييييى اهييييم االجييييراءات التييييي يمكيييين ان تحييييدث خييييالل‬

‫جلسييييات المرافعييييات ميييين حيييييث التأكييييد ميييين هوييييية و العالنييييية وان تكييييون وجاهييييية المراعييييات واعطيييياء‬

‫كافيية الحقييوق للمييتهم ميين حيييث الصييمت و كيفييية توجيييه االسييئلة اليييه واحتييرام حرييية الييدفاع عيين نفسييه‬

‫وعدم االعتراف تحت االكراه ‪ .‬واتمنا ان اكون قد وفقت في تغطية هذا البحث ومن هللا التوفيق‬

‫‪2‬‬
‫المبحث االول‬
‫مفهوم ضمانات المتهم‬
‫لبيان ضمانات المتهم في مرحلتي التحقيق والمحاكمة نرى من الواجب التطرق الى ثالث مطالب متتالية‬
‫المطلب االول بيان مفهوم الضمانات وفي المطلب الثاني بيان مفهوم المتهم والشروط الواجب توفرها فيه والمطلب‬
‫الثالث مفهوم األصل في المتهم البراءة‬

‫المطلب األول‬
‫مفهوم الضمانات‬
‫تعرف الضمانات لغة ؟بأنه‪( :‬الكفالة وااللتزام )(‪ .)1‬ويقول الضمين الكفيل ضمن الشيء ضمنا وضمانا كفل‬
‫اياه كفله ‪ ....‬يقال ضمنت الشيء اضمنه ضمانا فانا ضامن وهو مضمون (‪ .)2‬وجاء في تعريف اخر‪ ,‬الضمانات‬
‫بأنها كفالة شيء اذ نجد ان مفردة ضمانات جاءت من الضمان ضمن ضمانه معناه كفاله ومسؤولية وتأمين وضمانه‬
‫شيء يعني كفالته وتأمينه مما يؤدي الى قيام المسؤولية بحفظ وحماية هذا الشيء مثال المال فقد اطلق الفقهاء لفظ‬
‫الضمان للداللة على ثالث معاني‬

‫المعنى االول الكفالة (وهي ضم ذمة الكفيل الى ذمة االصيل في المطالبة بدين او عين او نفس)‬

‫والمعنى الثاني( بمعنى التزام رد المكلف ان كان مثليا او قيمة ان كانت قيميا في ما يخص المعامالت المالية )‬

‫وهناك معنى ثالث للدال لة على (االلتزام بالقصاص او بمعنى االلتزام بالدية معنى االلتزام بإحداهما في مجال‬
‫الجنايات )(‪. )3‬‬

‫اما اصطالحا فقد عرفت الضمانات بأنها أجراء أو مكنة في الدستور أو القانون او غيرهما يقصد به حماية حقوق‬
‫االنسان وكفالتهما وااللتزام بالتمتع بها والمطالبه بها ولو بواسطه هذا االجراء او وسيلة الفرد التي أقرها الدستور‬
‫أو القانون للتمتع بالحقوق والحريات على الوجه المبين في كالهما ويعد هذا االجراء او تلك الوسيله التشريعية احد‬
‫اوجه الحماية القانونية للمصالح المحمية سواء فردية او جماعية‬

‫(‪ )1‬المعجم الوسيط‪ ,‬مجمع اللغة العربية‪ ,‬ط‪ ,4‬مكتبة الشروق الدولية‪ ,‬مصر‪ ,2004 ,‬ص‪.544‬‬

‫(‪ )2‬ابن منظور‪ ,‬جمال الدين محمد بن مكرم‪ ,‬لسان العرب‪ ,‬المجلد الرابع‪ ,‬فص (ش ع) دار المعارف القاهرة ‪,‬ص‪.1435‬‬

‫(‪ )3‬علي سلطان العاتري‪ ,‬ضمانات المتهم في التشريع اإلسالمي ‪ ,‬مجلة الحقوق ‪ ,‬المجلد ‪, 10‬العدد ‪ , 2‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية ‪,‬الجزائر جامعة تبسة ‪ , 2012‬ص‪.365‬‬

‫‪3‬‬
‫تمس الفرد او المجتمع ويتوقف أثره على النظام السياسي القائم من ناحيه وعلى مدى تعبير القانون عن المصالح‬
‫والقيم القائمة في المجتمع محل الحماية من ناحية اخرى وعلى قدرة هذا االجراءات أو الوسائل في حماية المجتمع‬
‫والفرد ومنع التعرض للخطر على الحقوق والحريات من ناحية اخرى(‪ .)1‬فالضمانات تعبير عن قوة القانون في‬
‫مواجهه انحرافات السلطة العامة ‪ ,‬فالرغبة االجتماعية في تغير السلطة العامة بحدود القانون تجسده الضمانات‬
‫القانونية حتى تكون لإلجراءات سالحا لمقاومة انحراف السلطة العامة (‪ .)2‬وكما ان عبارة الضمان وردت في‬
‫نصوص القانون المدني ايضا لكونه محال للحقوق وااللتزامات فعلى سبيل المثل وليس الحصر فقد وردت كلمة‬
‫ضمان في المادة (‪ )6‬والمادة (‪/7‬اوال) المادة (‪/260‬اوال) من القانون المدني العراقي(‪.)3‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫مفهوم المتهم والشروط الواجب توفرها فيه‬
‫للوقوف على مفهوم المتهم وما يعنيه هذه المصطلح من معنى ذلك سنتناوله في فرعين وكاالتي الفرع االول‪:‬‬
‫تعريف المتهم‪ ,‬وسنعرفه لغة واصطالحا‪ ,‬وفي الفرع الثاني‪ :‬شروط الواجب توافرها فيه‬

‫الفرع االول‪ -:‬تعريف المهتم لغة‬


‫مشتق من الفعل (اتهم ) اي اتهم الشخص اتهاما اي اتهمه اي رماه بتهمه واتهمه في قوله اي شك في صدقة‬
‫(‪ .)4‬المتهم (بفتح الهاء ) اسم مفعول من الفعل اتهم – يتهم – اتهاما فهو شخص معين ظن به (‪ .)5‬فشك في صدقة‬
‫فرمى بتهمة (‪ .)6‬فنسبت الية جريمة فأحيل بسببها الى السلطات القضائية (‪.)7‬‬
‫____________ ________________________________________________________________________________‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬إبراهيم محمود اللبيدي ‪ ,‬ضمانات حقوق االنسان امام المحاكم الجنائية ‪ ,‬دار الكتب القانونية ‪ ,‬القاهرة‪2009 ,‬م ص (‪)65,66‬‬

‫(‪ )2‬د‪ .‬سعد حماد صالح القبائلي ‪ ,‬ضمانات حق المتهم في الدفاع امام القاضي الجنائي ‪ ,‬دراسة مقارنة ‪ ,‬ط‪ 1‬دار النهضه العربية ‪,‬‬
‫القاهرة‪ , 1998 ,‬ص‪.14‬‬

‫(‪ )3‬انظر نص المادة (‪()6‬جواز الشرعي ينافي الضمان‪ ,‬فمن استعمل حقه استعماال جائزاً لم يضمن ما ينشأ عن ذلك من‬
‫ضرر)والمادة(‪/ 7‬اوال)(من استعمل حقه استعماال غير جائز وجب عليه الضمان)والمادة(‪/260‬اوال)(اموال المدين جميعها ضامنة‬
‫للوفاء بديونه) من القانون المدني العراقي رقم ‪ 40‬لسنة ‪ 1951‬وتعديالته ‪.‬‬

‫(‪ )4‬أمل عبد العزيز محمود‪ ,‬قاموس اآلراء العربي الشامل الطبعة االولى ‪ ,‬دار الراتب الجامعية ‪ 1997‬ص‪.16‬‬

‫(‪ )5‬عبدالرحمن بن عيسى الهمذاني ‪ ,‬األلفاظ الكتابية ‪ ,‬دار العربية للكتاب‪ ,1980 ,‬ص‪.283‬‬

‫(‪ )6‬جبران مسعود الرائد ‪ ,‬معجم لغوي عصري ‪ ,‬الطبعة االولى ‪ ,‬بيروت‪ , 1964 ,‬ص‪.3‬‬

‫(‪ )7‬د‪ .‬خليل الجر ‪ ,‬الروس ‪ ,‬المعجم العربي الحديث ‪ ,‬مكتبة الروس ‪,‬باريس‪ , 1989 ,‬ص‪17.‬‬

‫‪4‬‬
‫اصطالحا هو الخصم الذي يوجه اليه االتهام بواسطة تحريك الدعوى الجزائية ضده (‪ .)1‬هو من تتوفر ضده ادله او‬
‫قرائن قوية كافية لتوجيه االتهام اليه واحريك الدعوى الجزائية ضده (‪ .)2‬هو المشتبه به في ارتكاب الجريمة بوصفه‬
‫فاعال او شريكا وترفع علية الدعوى الجنائية في الدعوى الجنائية (‪.)3‬‬

‫الفرع الثاني‪ -:‬شروط الواجب توافرها فيه‬


‫لكي يصبح الشخص متهما ويحمل تلك الصفه وانطالقا من مبدأ شخصية المسؤولية الجزائية وما اجمع علية‬
‫الفقه والمشرع الجنائي في اغلب الدول البد من توفر شروط معينة فيه ويمكن ان نجمعها باختصار في ما يأتي‬

‫اوال ‪ :‬ان يكون حيا‬


‫ليس باإلمكان ومن الغير جائز ان ترفع دعوى جزائية على انسان ميت حيث يتوقف الدعوى الجزائية بوفاة‬
‫الشخص المتهم اثناء التحقيق ويصدر القرار بإيقاف االجراءات القانونية ايقافا نهائيا وهذا ما نص علية قانون‬
‫اصول المحاكمات الجزائية (اذا توفي المتهم اثناء التحقيق او المحاكمة فيصدر القرار بإيقاف اإلجراءات ايقافا‬
‫نهائيا وتوقف الدعوى المدنية تبعا لذلك) (‪ .)4‬وحتى لو كان الحيوان اداة ارتكاب الجريمة فان مالكه هو المسؤول‬
‫جزائيا عن فعله وهو ما يطلق علية مصطلح (الفاعل المعنوي) وان المتهم يجب ان يكون بالضرورة شخص‬
‫طبيعي اما الشخص المعنوي وان أمكن ان يكون مدعى علية في الدعوى المدنية ألنه اهل الكتساب الحقوق‬
‫وتحمل االلتزامات المدنية اال انه ال يستساغ ان يكون متهما في دعوى جنائية(‪ .)5‬اما من حيث كون المتهم يجب ان‬
‫يكون انسانا حيا موجودا الن الدعوى الجزائية ال تحرك ضد شخص ميت كون العقوبة شخصية بطبيعتها ال توقع‬
‫اال على الجاني وال تمتد الى غيرة (‪ . )6‬كما ورد في نص المادة اصولية (فالوفاة تحدث اثرها في انقضاء الدعوى‬
‫الجزائية) (‪.)7‬‬
‫______________________________________________________________________________________________‬

‫(‪ )1‬احمد فتحي سرور ‪ ,‬الوسيط في شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ,‬دار النهضه العربية‪ ,‬القاهرة‪ ,1980 ,‬ص‪.172‬‬

‫(‪ )2‬مأمون سالمه ‪,‬االجراءات الجنائية في التشريعات المصرية ‪ ,‬دار الفكر العربي‪ ,‬القاهرة‪ ,1977 ,‬ص‪.172‬‬

‫(‪ )3‬سامي صادق المال ‪ ,‬اعتراف المتهم ‪ ,‬رسالة دكتوراه مقدمة الى كلية الحقوق جامعة القاهرة‪ ,1969 ,‬ص ‪.28‬‬

‫(‪ )4‬انظر المادة (‪ ,304‬اذا توفي المتهم اثناء التحقيق او المحاكمة فيصدر القرار بإيقاف اإلجراءات ايقافا نهائيا وتوقف الدعوى‬
‫المدنية تبعا لذلك) في قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقية رقم ‪ 23‬لسنة ‪ ,1971‬وتعديالته‪.‬‬

‫(‪ )5‬المادة (‪ )80‬من قانون العقوبات رقم ‪ 111‬لسنة ‪1969‬التي اوجبت الحكم على الشخص المعنوي بالغرامة والمصادرة والتدابير‬
‫االحترازية المقررة للجريمة قانونا دون ان يمنع ذلك من معاقبة مرتكب الجريمة شخصيا بالعقوبة المقررة للجريمة في القانون‪.‬‬

‫(‪ )6‬انظر المادة (‪ – 19‬ثامنا ) من الدستور العراقي لسنة (‪ )2005‬التي تنص على ان (العقوبة شخصية )‪.‬‬

‫(‪ )7‬انظر المادة (‪( )300‬فالوفاة تحدث اثرها في انقضاء الدعوى الجزائية) االصولية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يكون ذو أهلية‬
‫تشترط األهلية الجزائية في الشخص الذي نسب التهمه اليه عند رفع الدعوى الجزائية كما جاء في القانون العراقي‬
‫الذي بموجبه ‪ ,‬ال يجوز اتخاذ االجراءات القانونية بحق الطفل الذي لم يتم التاسعه من العمر‪ ,‬كما ورد في نص‬
‫المادة(‪/3‬اوال)(يعتبر صغيرا من لم يتم التاسعة من عمره) والمادة (‪ /47‬اوال ) (ال تقام الدعوى الجزائية على من‬
‫لم يكن وقت ارتكاب الجريمة قد اتم التاسعه من عمره )(‪ .)1‬بمعنى ان تتوفر في جانب المتهم االهلية الالزمة‬
‫للمسؤولية الجنائية وال يهم ان يفقد المتهم هذا االهلية بعد ذألك ‪ .‬ويجب التفرقة في هذا المجال بين اهلية االتهام‬
‫واهلية الدفاع ‪ .‬حيث انه من الممكن ان يصبح المجنون متهما وان تنعقد الرابطة االجرائية الجزائية ويعتبر طرفا‬
‫من اطرافها رغم انه غير اهل للدفاع عن نفسه امام المحكمة المعنية وذلك لعلة ان تتخذ ضده االجراءات الجزائية‬
‫في سبيل اصدار قرار أو حكم بإيداعه في احدى المصحات النفسية او العقلية (‪.)2‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫مفهوم االصل في المتهم البراءة‬
‫مفهوم مبدأ االصل في المتهم البراءة وهو ما ذهب الية اغلب المواثيق والمعاهدات الدولية واالقليمية‪ ,‬كما‬
‫اقره االعالن العالمي لحقوق االنسان على (ان كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئا اال ان تثبت ادانته قانونا‬
‫بمحاكمه علنية تأمن له فيها الضمانات للدفاع عنه)(‪ .)3‬وكذلك دستور جمهورية العراق حيث نص( المتهم بريء‬
‫حتى تثبت ادانته في محاكمة قانونية عادلة ‪ ,‬وال يحاكم المتهم عن تهمه ذاتها مرة اخرى بعد االفراج عنه اال اذا‬
‫ظهرت ادله جديدة)(‪ .)4‬وكذلك جاء في العهد الدولي لحقوق المدنية والسياسية نصت على (لكل فرد متهم جنائية‬
‫الحق ان يعتبر بريئا ما لم تثبت ادانته طبقا للقانون)(‪ .)5‬كمان ان النظام الجنائي األمريكي يقوم مبدأ افتراض البراءة‬
‫باعتباره جوهر النظام الذي يقوم على مبادئ العدالة االولى في القانون العام والتي تهدف الى تامين محاكمة عادلة‬
‫ونزيهة ومنع إدانته اذا كان بريئا فعال(‪.)6‬‬

‫_____________________________________________________‬
‫(‪ )1‬انظر نص المادة (‪/3‬اوال‪ ,‬يعتبر صغيرا من لم يتم التاسعة من عمره) والمادة (‪/47‬اوال‪ ,‬ال تقام الدعوى الجزائية على من لم يكن وقت‬
‫ارتكاب الجريمة قد اتم التاسعه من عمره) من قانون رعاية االحداث المرقم (‪ )76‬لسنة ‪ 1983‬المعدله ‪.‬‬

‫(‪ )2‬عماد احمد هاشم‪ ,‬ضمانات المتهم أثناء مرحلة االستجواب‪ ,‬رسالة ماجستير مقدمة الى كلية الحقوق العالم االمريكية ‪ ,2006,‬ص‪.29‬‬

‫(‪ )3‬انظر االعالن العالمي لسنة ‪( 1948‬ان كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئا اال ان تثبت ادانته قانونا بمحاكمه علنية تأمن له فيها الضمانات‬
‫للدفاع عنه)‪.‬‬

‫(‪ )4‬انظر دستور جمهورية لسنة ‪ 2005‬التي نصت على (المتهم بريء حتى تثبت ادانته في محاكمة قانونية عادلة ‪ ,‬وال يحاكم المتهم عن تهمه‬
‫ذاتها مرة اخرى بعد االفراج عنه ‪ ,‬اال اذا ظهرت ادله جديدة)‪.‬‬

‫(‪ )5‬العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية لسنة ‪( 1966‬لكل فرد متهم جنائية الحق ان يعتبر بريئا ما لم تثبت ادانته طبقا للقانون)‪.‬‬

‫(‪ )6‬د‪ .‬احمد فتحي سرور ‪ ,‬اصول االجراءات الجزائية ‪ ,‬دار النهضة العربية ‪ ,‬القاهرة‪ ,‬لسنة ‪ , 1969‬ص‪.7‬‬

‫‪6‬‬
‫وان أهميييييية اإلثبيييييات فيييييي نطييييياق اليييييدعوى الجزائيييييية تقيييييوم عليييييى اسييييياس ان حيييييق الدوليييييه فيييييي العقييييياب‬

‫يتجييييرد قيمتييييه مييييا لييييم بقييييدم الييييدليل امييييام القضيييياء علييييى تعيييييين حقيقيييية وقييييوع الجريميييية وحقيقيييية اقترافهييييا‬

‫ميييييين قبييييييل المييييييتهم وحقيقيييييية تحمييييييل المييييييتهم مسييييييؤولية ارتكابهييييييا اذا ال يمكيييييين ان يسييييييأل شييييييخص عيييييين‬

‫جريمييييية اتهيييييم بارتكابهيييييا وأدانتيييييه بهيييييا اال بعيييييد ان تسيييييند اليييييية مادييييييا ومعنوييييييا وبعيييييد اثباتهيييييا بحقييييية (‪.)1‬‬

‫علييييييى أن قاضييييييي التحقيييييييق ال يجييييييوز لييييييه مناقشيييييية االدليييييية وتقييييييديره كونهييييييا تكفييييييي لإلدانيييييية ام ال وانمييييييا‬

‫واجبييييه يقتصيييير علييييى جمييييع االدليييية وتقييييديره كونهييييا تكفييييي للمحاكميييية فقييييط (‪ .)2‬باإلضييييافة الييييى ذلييييك فييييان‬

‫اعميييييال التحقييييييق بطبيعتهيييييا تحتييييياج اليييييى الكتميييييان الن المحقيييييق فيييييي حالييييية سيييييياق ميييييع الميييييتهم االول يرييييييد‬

‫جميييييع االدلييييية واالخيييييير يسيييييعى اليييييى اخفييييياء معيييييالم الجريمييييية بمختليييييف االسييييياليب ليفليييييت مييييين العقييييياب وان‬

‫الغايييييية االساسيييييية التيييييي يهيييييدف اليهيييييا المحقيييييق هيييييي اثبيييييات ادانييييية الميييييتهم او براءتيييييه مييييين التهميييييه المسيييييندة‬

‫الييييييه ‪ .‬وال يمكييييين ان يتواصيييييل اليييييى هيييييذه الغايييييية ميييييالم يسيييييتند عليييييى ادلييييية مييييين شيييييأنها اقنييييياع القاضيييييي‬

‫بإدانة المتهم او براءته نظرا لما تلك االدلة من تأثير على وجدانه (‪.)3‬‬

‫_______________________‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬محمد ظاهر معروف ‪ ,‬المبادئ االولية في اصول االجراءات الجنائية ‪ ,‬دار الطبع والنشر االهلية ‪,‬بغداد ج‪ \ 1‬لسنة ‪, 1972‬‬
‫ص ‪.151‬‬

‫(‪ )2‬قرار محكمة التميز المرقم ‪ \ 882‬تمييزية \‪ 1975‬في ‪ 1975/ 10/ 30‬المنشور في مجلة االحكام العدلية ‪ ,‬العدد الرابع السنة‬
‫السادسة ‪.1975‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬سلطان الشاوي ‪ ,‬أصول التحقيق اإلجرامي ‪ ,‬مطبعة جامعة بغداد‪ ,1982 ,‬ص‪.37‬‬

‫‪7‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الضمانات في مرحلة التحقيق‬
‫ما يهمنا في هذا المبحث هو معرفة الضمانات في مرحلة التحقيق‪ ,‬وبيان اهم الضمانات التي يمكن ان‬
‫يحصل عليها المتهم في هذا المرحلة ‪,‬التي تكون قبل المحاكمة من خالل التطرق اليه في مطلبين ويكون في‬
‫المطلب االول‪ :‬ضمانات المتهم في مرحلتي التوقيف واالستجواب‪ .‬والمطلب الثاني‪ :‬ضمانات المتهم خالل‬
‫اجراءات التفتيش‪.‬‬

‫المطلب االول‬
‫ضمانات المتهم في مرحلتي التوقيف واالستجواب‬
‫لبيان اهم الضمانات للمتهم في هذا المطلب علينا التطرق الى بعض النقاط المهمة لكي نبين ما هيه الحقوق‬
‫والضمانات التي يمكن ان يحصل عليه المتهم في التهمة الموجهة اليه من خالل التطرق الى فرعين نبين في الفرع‬
‫االول‪ :‬الضمانات في مرحلة التوقيف ‪ ,‬من خالل تعريفه لغة واصطالحا ‪ ,‬وبيان ضمانات التوقيف ‪ ,‬وفي الفرع‬
‫الثاني‪ :‬الضمانات في مرحلة االستجواب‪ ,‬من خالل تعريف االستجواب‪ ,‬وبيان اهم اجراءات االستجواب‪ ,‬وبيان‬
‫ضمانات االستجواب‪.‬‬

‫الفرع االول‪ -:‬الضمانات في مرحلة التوقيف‬


‫في الواقع ان للتوقيف أهمية خاصة في حياة المتهم ومستقبله وخصوصا في مجتمعنا ‪ ,‬بل في كل‬
‫المجتمعات باعتباره من اخطر االجراءات الماسة بحرية المتهم ‪ ,‬وكذلك بالنسبة لسلطة التحقيق ‪ ,‬وما يخولها‬
‫القانون لقاضي التحقيق من سلطة توقيف في مرحلة التحقيق ‪ ,‬وما يترتب عليه لحين إصدار قرار حكم نهائي في‬
‫القضية ‪ .‬وما يهمنا في هذا الفرع بيان تعريف التوقيف لغة واصطالحا وبيان اهم ضمانات التوقيف ‪.‬‬

‫اوال‪ :‬تعريفه لغة‬


‫التوقيف اصله وقف ‪ ,‬والوقوف خالف الجلوس ‪ ,‬وقف بالمكان وقفا َ وقوفا َ ‪,‬فهو واقف(‪.)1‬‬

‫_________________________‬
‫(‪ )1‬ابن منظور ‪ ,‬لسان العرب ‪,‬المجلد ‪, 15‬بيروت‪,2002,‬ص(‪.)263‬‬

‫‪8‬‬
‫وتعرف اصطالحا ‪ :‬التوقيف هو اجراء من االجراءات التحقيق االبتدائي وهو من اخطر االجراءات التي تمس‬
‫حقوق المتهم وحريته وهو عبارة عن وضعه في مكان التوقيف دون تثبت ادانته بحكم نهائي ‪ ,‬وقد اجاز المشرع‬
‫هذا االمر احتياطيا ً لضرورات التحقيق(‪ . )1‬وكذلك عرفت بانه تقييد حرية الشخص لفترة من الزمن ريثما يبت في‬
‫مصير القضية المتهم بارتكابها والتوقيف ال يتم اال بأمر صادر من جهة مختصة و وفق الصيغ التي يحددها‬
‫القانون(‪ . )2‬وعرفه اخرون ( هو اجراء استثنائي تحفظي يتم حيال المتهم في اطار اجراءات التحقيق الجنائي وبأمر‬
‫من السلطات المختصة القائمة بالتحقيق ‪ ,‬وهو اختياري ولها ان تستعمله او ال تستعمله ‪ ,‬كما انه يدخل في نطاق‬
‫صالحيتها التقديرية وفقا للظروف ومالبسات كل واقعة على حدة في اطار الغرض الي شرع من اجله وهو‬
‫لضرورة التحقيق وأمن المجتمع)(‪ .)3‬وكما عرف ايضا بانه سلب حرية المتهم مدة من الزمن تحددها مقتضيات‬
‫التحقيق ومن مصلحته وفق ضوابط قررها القانون(‪.)4‬‬

‫ثانياً‪ :‬ضمانات التوقيف‬


‫للمتهم حال توقيفه الحق في االتصال بأسرته على وجه السرعة ال بالغهم بتوقيفه وال يهم ان يكون االتصال بنفسه‬
‫او عن طريق السلطات المسؤولة على الموقف ويكون للمتهم الحق في تلقي الزيارات من اهله واقاربه وال ضير‬
‫في ان يكون ذلك في اوقات يتم تحديدها من قبل ادارة الموقف على ان تتم اول زيارة له بأسرع وقت والضمانة‬
‫التي يحصل عيها من ذلك تتمثل في تجنبه التعرض النتهاكات حقوق االنسان مثل التعذيب أو سوء المعاملة(‪ .)5‬وال‬
‫يجب ان تخضع هذا الحقوق ألي قيود أو اشراف اال بالقدر الضروري لتحقيق مصلحة العدالة والحفاض على‬
‫االمن والنظام في المؤسسة المتواجد فيها المتهم(‪ .)6‬للمتهم الحق في تلقي المعالجة والفحص الطبي اثناء بقائه في‬
‫التوقيف على ان يكون ذلك بأشراف طبيب من المؤسسة طبية رسمية وكذلك اعطى الدستور العراقي بعض‬
‫الحقوق للمتهم من خالن نص المادة(‪)31‬من الدستور العراقي الدائم لسنة ‪.)7(2005‬‬

‫________________________________‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬محمد علي سلمان الحلبي‪ ,‬الوجيز في اصول المحاكمات الجزائية‪ ,‬طبعة دار الثقافة ‪,‬االردن‪,2005,‬ص(‪. )178‬‬

‫(‪ )2‬االستاذ عبد االمير العكيلي و د سليم حبرة ‪ ,‬اصول المحاكمات الجزائية ‪,‬ج‪ , 1‬طبعة العاتك ‪ ,‬القاهرة ‪,2008 ,‬ص(‪. )148‬‬

‫(‪ )3‬المستشار سمير ناجي‪ ,‬بحوث ودراسات عملية في القانون الجنائي‪ ,‬مطبعة السراء‪ ,‬القاهرة‪ ,2005 ,‬ص(‪. )194‬‬

‫(‪ )4‬المحامي د‪ .‬كمال سعيد‪ ,‬شرح قانون اصول المحاكمات الجزائية دراسة مقارنة‪ ,‬طبعة دار الثقافة للنشر التوزيع‪ ,‬عمان‬
‫‪,2005‬ص(‪. )500‬‬

‫(‪ )5‬انظر دليل المحاكمات العادلة‪ ,‬منظمة العفو الدولي ‪ , 1988 ,‬منشور على الموقع ‪. www.F-Law.net ,‬‬

‫(‪ )6‬د سامي النصراوي ‪ ,‬دراسة في اصول المحاكمات الجزائية ‪,‬ج‪,1‬ط‪ ,2‬مطبعة دار السالم ‪ ,‬بغداد ‪,1974,‬ص(‪. )323‬‬

‫(‪ )7‬انظر نص المادة (‪)31‬اعاله (لكل عراقي الحق في الرعاية الصحية ‪,‬وتعنى الدولة بالصحة العامة ‪ ,‬وتكفل وسائل الوقاية‬
‫والعالج بإنشاء مختلف أنواع المستشفيات والمؤسسات الصحية ) من الدستور العراقي الدائم لسنة ‪.2005‬‬

‫‪9‬‬
‫ولما كان حق الدفاع مكفول للمتهم سواء مارسه أو اختار ان يوكل محاميا ً للدفاع عن نفسه ومن هذا العباره ورد‬
‫في الدستور اعراقي ما يؤكده في المادة (‪/19‬اوال) من الدستور الدائم(‪ .)1‬فيجب ان يتم تمكين المتهم من االتصال‬
‫بمحاميه في الوقت الذي يشاء اي منهما ذلك على ان يكون لقائهما بعيدا عن رقابة مسؤول الموقف أو اي شخص‬
‫اخر والضمانة التي يحصل عليها المتهم من ذلك تتمثل في تمكينه من تهيئة دفاع على اكمل وجه ألثبات براءته‬
‫وتطبيقا لذلك يمنع ضبط االوراق والمستندات التي يسلمها المتهم لمحاميه ال داء المهمة التي عهد بها اليه(‪ .)2‬ايضا‬
‫للمتهم حقوق اخرى في التوقيف ان يكون توقيف المتهم في جميع االحوال لمدة ال تزيد على خمسة عشر يوما في‬
‫كل مرة و يجوز تجديدها حتى يصدر قرار فاصل بحق المتهم سواء من قاضي التحقيق او من المحكمة المختصة‬
‫شريطة ان ال يتجاوز مجموع مدد التوقيف عن ربع الحد االقصى المقرر للعقوبة ‪ ,‬وال يزيد في جميع االحوال عن‬
‫ستة اشهر واال اقتضى االمر عرض ذلك على محكمة الجنايات المختصة لطلب تمديد توقيف المتهم لغرض اكمال‬
‫التحقيق(‪.)3‬‬

‫الفرع الثاني‪ -:‬الضمانات في مرحلة االستجواب‬


‫يعد استجواب المتهم إحدى الضمانات التي يجب أن يتمتع بها الشخص كونها يربط بين جميع الوقائع ومدى‬
‫جديتها في الوصول إلى الحقيقة و الى الفاعل االصلي للجريمة ‪ ,‬لذا سوف نحاول في هذا الفرع أن نعرف‬
‫االستجواب و نبين اجراءات االستجواب وفق ما جاء بأحكام القانون العراقي وتماشيا مع تسلسل المواد القانونية‬
‫التي وردت في قانون أصول المحاكمات الجزائية المرقم (‪ )23‬لسنة ‪ 1971‬وتعديالته‪ ,‬وباعتبار أن االستجواب‬
‫من اهم االجراءات التحقيقية وأخطارها يجب أن تحاط بضمانات تضمن حرية المتهم في ابداء اقواله بعيداً عن كل‬
‫ضغوط أو أكراه ‪.‬‬

‫اوال‪ :‬تعريف االستجواب‬


‫يعرف لغة‪ :‬هو طلب ‪ ,‬أي طلب االجابة على االسئلة ‪ ,‬وهو على وزن استفعال الذي يستخدم لطلب شيء مثل‬
‫االسترضاء ‪ ,‬أي لي الرضاء ‪ ,‬فاالستجواب طلب االجابة على االسئلة الموجهة من المستجوب(‪.)4‬‬

‫_____________________________‬
‫(‪ )1‬انظر المادة (‪/19‬اوال) من الدستور العراقي والتي ينص(حق الدفاع مقدس ومكفول في جميع مراحل التحقيق والمحاكمة)‪.‬‬

‫(‪ )2‬د‪ .‬حسن بشيت خوين ‪ ,‬ضمانات المتهم في الدعوى العمومية اثناء مرحلة المحاكمة ‪ ,‬رسالة ماجستير ‪,‬جامعة بغداد‬
‫‪,1974,‬ص(‪. )167‬‬

‫(‪ )3‬االستاذ عبد االمير العكيلي و د‪ .‬سليم حربة ‪,‬المصدر السابق ‪,‬ص(‪.)150‬‬

‫(‪ )4‬مفردات اللغة العربية‪ ,‬على الموقع االلكتروني‪. www.aluraq.net ,‬‬

‫‪10‬‬
‫واصطالحا يعرف االستجواب بأنه مسائلة المتهم ومناقشته عن وقائع القضية المنسوب اليه ارتكابها ومجابهته‬
‫باألدلة المخلفة وسماع ما لديه من دفوع لتلك التهمة(‪ .)1‬وايضا عرف ب (اجراء بحث عن ادلة االتهام )(‪.)2‬‬
‫وكذلك عرف ب(اجراء تحقيق يمارسه المحقق مع المتهم حصرا دون سواه من االشخاص الجزائية )(‪.)3‬‬
‫وعرف ايضا ب(اجراء من اجراءات التحقيق يستعان به في كشف الحقيقة سواء بظهور براءة المتهم أو ادانته‬
‫فهو للدفاع كما هو طريق للبحث واالستكشاف )(‪ .)4‬والتعريف الشامل لالستجواب هو (سماع اقوال المتهم‬
‫ومناقشته فيما هو منسوب اليه من الوقائع وما يبينه من اوجه دفع المتهم عنه أو اعترافه بها والوقوف على‬
‫اقواله ومقارنتها مع الواقع التي توصل اليها التحقيق بغية كشف الواقعة ودور مسؤولية المتهم فيها او براءته‬
‫منها )(‪. )5‬‬

‫ثانيا‪ -:‬إجراءات االستجواب‬


‫‪ -1‬شفوية االستجواب ‪ :‬لم يوجب القانون شكلية خاصة في االستجواب وترك امر ذلك للقائم بالتحقيق فمنهم من‬
‫يطرح السؤال على المتهم ويسمع جوابه ثم يقوم بكتابة ذلك ‪ ,‬وميزة هذه الطريقة هي تمكين المحقق من‬
‫مالحظة التأثيرات النفسية على المتهم وعدم منحه فرصة التحريف والتأويل ‪ .‬وهناك اسلوب اخر هو توجيه‬
‫السؤال وتدوينه ومن ثم تدوين االجابة فور صدورها ‪ .‬وهناك طريقة اخرى هي القيام باالستجواب شفاها‬
‫لجميع االسئلة واالجوبة ثم كتابتها بعد االنتهاء منها ‪ ,‬ولهذا االسلوب ميزة تجعله بعيدا عن الشكليات ‪ ,‬كذلك‬
‫وضوح االجراءات بالنسبة للقائم بالتحقيق(‪ . )6‬اما بخصوص استعمال جهاز التسجيل الصوتي لغرض تسجيل‬
‫المناقشة فال مانع من ذلك اذا كان القصد منه التذكير وليس كدليل ضد المتهم(‪. )7‬‬

‫‪ -2‬وقت االستجواب ‪ :‬ان المادة (‪ )123‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 1971‬اوجبت على‬
‫قاضي التحقيق او المحقق ان يستجوب المتهم خالل اربع وعشرين ساعة من حضوره‬

‫___________________________‬
‫(‪ )1‬االستاذ عبد االمير الع َكيلي و د سليم حربة ‪ ,‬المصدر السابق‪ ,‬ص(‪. )156‬‬

‫(‪ )2‬محمد سامي النبراوي ‪ ,‬استجواب المتهم ‪,‬دار النهضة العربية ‪ ,‬المطبعة العالمة ‪ ,‬القاهرة ‪,1969,‬ص(‪. )21‬‬

‫(‪ )3‬فاضل عباس الحسن‪ ,‬استجواب المتهم دراسة مقارنة ‪,‬بحث مقدم الى المجلس العدل‪ ,‬بغداد‪,1996 ,‬ص(‪. )4‬‬

‫(‪ )4‬جندي عبد الملك ‪,‬الموسوعة الجنائية ‪ ,‬ط‪,1‬مكتبة العلم للجميع بيروت لبنان ‪ ,2005/2004,‬ص(‪. )280‬‬

‫(‪ )5‬محمد عزيز ‪ ,‬االستجواب في مرحلة التحقيق االبتدائي ومدى مشروعية قواعد العلمية ووسائله العلمية ‪,‬‬

‫مطبعة بغداد ‪ ,1986,‬ص(‪. )5‬‬

‫(‪ )6‬د عباس الحسني ‪ ,‬شرح قانون اصول المحاكمات الجزائية الجديد ‪ ,‬مجلد االول ‪,‬مطبعة الرشاد ‪ ,‬بغداد ‪ ,1971,‬ص(‪. )235‬‬

‫(‪ )7‬د سلطان الشاوي ‪ ,‬اصول التحقيق الجنائي ‪ ,‬مطبوع على نفقة الجامعة بغداد ‪ , 1982 ,‬ص(‪. )45‬‬

‫‪11‬‬
‫بعد التثبت من شخصيته واحاطته علما بالجريمة المنسوبة اليه والحكمة من هذا الوجوب المحدد بالمدة‬
‫المذكورة هو لضمان نتائج افضل لتاتي اقوال المتهم على رسلها واقرب للحقيقة ‪ ,‬اذ ان التراخي ف ذلك نوع‬
‫من الضغط واالكراه ضد المتهم للحصول على اعترافه وبذلك يكون عرضة للطعن والنقض(‪ . )1‬ويضاف الى‬
‫ذلك ان سرعة االستجواب تساعد المتهم على ابداء دفاعه في وقت مبكر لتفنيد ما قام ضده من ادلة وبذلك‬
‫يستطيع التخلص من االثر السيئ الذي يلحق بسمعته وحريته ونتيجة بقاء تلك االتهامات مسلطه عليه لفترة‬
‫طويلة(‪. )2‬‬

‫‪ -3‬محضر االستجواب ‪ :‬ان االستجواب يستمد قوته القانونية من المحضر الذي هو بطبيعته اوراق معدة من‬
‫موظفين يدونون فيها كل ما يتعلق بالجريمة من ظروف وادلة ويعتبر محضر االستجواب الدليل الوحيد الذي ال‬
‫يقبل سواه في االثبات ويجب ان تكون العبارات واضحة ودون غموض كي يكون سنداً قانونيا ً ويشمل المحضر‬
‫على تأريخ أجراء االستجواب واسم القائم باالستجواب واسم المتهم الكامل وعمره ومحل عمله وكنيته ثم يدون‬
‫في المحضر ما دار في الجلسة من نقاش على شكل اسئلة واجوبة وضبط اقوال المتهم مع ذكر وقائع وتفاصيل‬
‫الحادثة ودور المتهم فيها وختم المحضر بالتوقيع وفي حالة عدم التوقيع من قبل المتهم فأن ذلك ال يؤثر على‬
‫صحة االجراءات الن توقيع القائم بالتحقيق هو الشهادة الوحيدة المقبولة على صيغة ما دون في المحضر(‪. )3‬‬

‫‪ -4‬مكان االستجواب ‪ :‬االستجواب مكان سري يقتصر على حضور االشخاص الذين يسمح لهم القانون بذلك‬
‫ويفضل اجراءه في مكان الحادث كلما كان ممكنا ً الن يجعل الجاني يعيش جو الجريمة وظروفها ويمكنه بالتالي‬
‫من استعادة الصورة الحقيقية للحادث وهذا من شانه ان يؤثر عليه نفسيا ويدفعه الى ان يتكلم تلقائيا وفي حالة‬
‫تعذر اجراء االستجواب في مكان الجريمة فيستجوب المتهم في غرقة خاصة باالستجواب على ان تتوفر فيها‬
‫بعض الشروط من حيث البساطة في اثاثها وخلوها من االشياء التي تجلب النظر كالصور والتماثيل وكذلك‬
‫االل وان المثيرة كاللون االحمر مثال كذلك على المحقق منع دخول االشخاص غرفة االستجواب قيامه بعملية‬
‫استجواب المتهم حتى ال يعطي فرصة له ليعيد ترتيب دفاعه وتنظيم اقواله ليضلل بها المحقق بعد ان اتضحت‬
‫حقيقة موقفه ‪ .‬ومن ناحية ثانية ان اعترافات المتهم ال تتم عادة في ظل وجود اشخاص اخرين اذ سوف يضطر‬
‫المتهم الى مراعاة اعتبارات معينة تؤثر في حرية ارادته فوجود االبوين واالقارب واالصدقاء قد يمنع المتهم‬
‫من الكالم بصراحة(‪. )4‬‬

‫___________________________‬

‫(‪ )1‬حسين المؤمن ‪ ,‬استجواب المتهم ‪ ,‬مجلة القضاء ‪,‬العدد االول ‪ ,1979‬ص(‪. )77‬‬

‫(‪ )2‬محمد سامي النبراوي ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص(‪. )90‬‬

‫(‪ )3‬عباس الحسني ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص(‪. )225‬‬

‫(‪ )4‬د سلطان الشاوي ‪ ,‬اصول التحقيق االجرامي ‪ ,‬مطبعة بغداد ‪ ,‬ط‪,2011 , 2‬ص(‪. )249‬‬

‫‪12‬‬
‫ثالثا ‪ :‬ضمانات االستجواب‬
‫يعتبر االستجواب من اهم اجراءات التحقيق التي يناقش المحقق من خالله المتهم في التهمة المسندة له بشكل‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬واالستجواب بهذا المعنى يعتبر اجراء‬ ‫مفصل على ضوء االدلة القائمة في الدعوى ال ثباتها او نفيها عنه‬
‫من اجراءات التحقيق التي تستهدف اثبات التهمة بحق المتهم كما انه يعتبر اجراء من اجراءات الدفاع بالنسبة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬وقبل المباشرة بتدوين اقوال المتهم يقع على قاضي التحقيق واجب افهام المتهم بحقوقه وهي حقه في‬ ‫للمتهم‬
‫السكوت وعدم اال جابة على االسئلة التي توجه اليه ‪ .‬دون ان يستنتج من ذلك قرينة ضده وحقه في توكيل محام‬
‫للدفاع عنه في حالة عدم قدرته على توكيل محام ‪ .‬ثم البد للقاضي او المحقق من ان يفصح للمتهم عن هويته‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬ويقع على عاتق المحقق ان ال يغفل اي واقعة التي يجري التحقيق مع‬ ‫وأن يحيطه علما بالتهمة المسندة اليه‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .‬وعلة ذلك تكمن في ان االستجواب ال يكون صحيحا بدون تمكين المتهم من االحاطة بالتهمة‬ ‫المتهم عنها‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ .‬ولهذا االسباب غيرها فقد اوجب المشرع‬ ‫المسندة له واالدلة المتوفرة ضده واال اصبح مجرد وثيقة اتهام‬
‫العراقي في المادة (‪/19‬ثالث عشر ) من الدستور على وجوب عرض االوراق التحقيقية على قاضي التحقيق‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫المختص خالل اربع وعشرون ساعة من حين القبض على المتهم واجاز تمديدها لمدة واحدة وللمدة ذاتها‬
‫ومن ثم البد من ان يوقع محضر االستجواب من قبل القاضي او المحقق والمتهم ‪ ,‬ولألخير له حق ن يمتنع عن‬
‫التوقيع(‪. )7‬‬

‫(‪ )1‬د حسن بشيت خوين ‪ ,‬مصدر سابق ‪ ,‬ص(‪. )171‬‬

‫(‪ )2‬االستاذ عبد االمير العكيلي‪ ,‬اصول االجراءات الجنائية في قانون اصول المحاكمات الجزائية ‪,‬ج‪, 1‬مطبعة المعارف‪,‬‬
‫القاهرة ‪ ,1972,‬ص(‪. )399‬‬

‫(‪ )3‬انظر المادة (‪ ,123‬على حاكم التحقيق والمحقق ان يستجوب المتهم خالل اربع وعشرين ساعة من حضوره بعد التثبت من‬
‫شخصيته واحاطته علما ً بالجريمة المنسوبة اليه‪ .‬ويدون اقواله بشأنها مع بيان ما لديه من اداة لنفيها عنه وله ان يعيد‬
‫استجواب المتهم فيما يراه الزما الستجالء التحقيق) االصولية المعدلة ‪.‬‬

‫(‪ )4‬د محمد سامي النبراوي ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص(‪. )134‬‬

‫(‪ )5‬د مأمون سالمة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص(‪. )350‬‬

‫(‪ )6‬انظر المادة ( ‪ / 19‬ثالث عشر‪ ,‬تعرض اوراق التحقيق االبتدائي على قاضي المختص خالل مدة ال تتجاوز اربعا وعشرين‬
‫ساعة من حين القبض على المتهم وال يجوز تمديدها اال مرة واحدة وللمدة ذاتها ) من الدستور العراقي ‪.‬‬

‫(‪ )7‬انظر المادة (‪ /128‬أ ‪ ,‬تدون في المحضر اقوال المتهم من قبل الحاكم او المحقق ويوقعها المتهم والحاكم او المحقق واذا‬
‫امتنع المتهم عن توقيع فيثبت ذلك في المحضر) اصولية ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫ضمانات المتهم خالل اجراءات التفتيش‬
‫التفتيش مهم جدا في مرحلة التحقيق من خالله يمكن الوصول الى حقيقة الجريمة من خالل ضبط اشياء اثناء‬
‫التفتيش ‪ ,‬ولكن يجب ان نعطي بعض الضمانات للمتهم اثناء التفتيش وهذا من حقوقه التي ال يمكن ان نمسه‬
‫واالعتداء عليه ‪ ,‬وكل هذا سوف نتطرق اليه في فرعين متتالين في الفرع االول ماهية التفتيش وتعريفه لغة‬
‫واصطالحا وفي الفرع الثاني بيان ضمانات التفتيش ‪.‬‬

‫الفرع االول‪ -:‬ماهية التفتيش‬


‫يعرف التفتيش لغة ‪ :‬بأنه البحث عن الشيء في مظان وجوده ‪ .‬ويعرف اصطالحا بأنه االطالع على محل‬
‫منحه القانون حرمة خاصة باعتباره مستودع سر لصاحبه لضبط ما عسى ان يوجد فيه ما يفيد في كشف الحقيقة‬
‫عن جريمة معينة(‪ . )1‬ويعتبر التفتيش من اهم اجراءات التحقيق العملية كونه يهدف للوصول الى دليل مادي في‬
‫جرائم معينة من جهة ‪ ,‬ومن جهة اخرى ينطوي على المساس بحق المتهم في سرية حياته الخاصة ويكون مجال‬
‫هذا السرية اما في شخص المتهم او المكان الذي يعمل او يقيم فيه(‪. )2‬‬

‫الفرع الثاني‪ -:‬بيانات ضمانات التفتيش‬


‫التفتيش اجراء اداري او قضائي ويكون اداريا اذا صدرت من سلطة مخصصة قانونا من غير القضاء‬
‫ويكون قضائيا اذا صدر من القاضي ويراد به ضبط ما له عالقة في الجريمة والحيلولة دون ضياعه او اخفائه(‪.)3‬‬
‫تمنع تفتيش االشخاص بغير امر صادر من قاضي التحقيق او المحقق المختص عدا استثناءات يتمثل االول منهما‬
‫اوال بجواز تفتيش المقبوض عليه في االحوال التي يجوز فيها القبض عليه قانونيا من قبل المحقق او عضو الضبط‬
‫القضائي(‪. )4‬‬

‫(‪ )1‬د جمال محمد مصطفى ‪ ,‬شرح قانون اصول المحاكمات الجزائية ‪ ,‬مطبعة الزمان بغداد ‪ , 2006 ,‬ص‪. 66‬‬

‫(‪ )2‬د صالح عبد الزهرة الحسون ‪ ,‬احكام التفتيش واثاره في القانون العراقي ‪ ,‬ط‪, 1‬مطبعة االديب بغداد ‪ ,1979,‬ص ‪. 279‬‬

‫(‪ )3‬د عبد الستار الجميلي ‪ ,‬التحقيق الجنائي قانون وفن ‪ ,‬ط‪ , 1‬مطبعة دار السالم بغداد‪ ,1973 ,‬ص‪. 9‬‬

‫(‪ )4‬د سلطان الشاوي ‪ ,‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪. 47‬‬

‫‪14‬‬
‫اميييييا الثييييياني فيتمثيييييل فيييييي جيييييواز قييييييام القيييييائم بيييييالتفتيش مييييين تفتييييييش اي شيييييخص يتواجيييييد فيييييي المكيييييان‬
‫الييييييذي يجييييييري تفتيشييييييه اذا مييييييا اشييييييتبه بأنييييييه يخفييييييي شيييييييئا يجييييييري ميييييين اجلييييييه التفتيييييييش(‪ . )1‬حييييييرص‬
‫المشيييييرع العراقيييييي فيييييي دسيييييتور ‪ 2005‬النافيييييذ علييييييى التأكييييييد عليييييى الخصوصيييييية الشخصيييييية بمييييييا ال‬
‫يتنيييييياقض مييييييع حقييييييوق االخييييييرين حيييييييث تضييييييمنت المييييييادة (‪ / 17‬اوال) منييييييه( لكييييييل فييييييرد الحييييييق فييييييي‬
‫الخصوصييييييية الشخصييييييية بمييييييا ال يتنيييييياقض مييييييع حقييييييوق االخييييييرين واالدب العييييييام ) وتييييييرك تفضيييييييل‬
‫ذليييييك لقيييييانون اصيييييول المحاكميييييات الجزائيييييية وعنيييييد الرجيييييوع ألحكيييييام القيييييانون االخيييييير نجيييييد قيييييد منيييييع‬
‫تفتيييييييش االشييييييخاص اال فييييييي اال حييييييوال المبنييييييية فييييييي القييييييانون واكييييييد ذلييييييك فييييييي المييييييادة (‪/73‬أ)(‪. )2‬‬
‫ويشيييييترط لتفتييييييش المسيييييكن ان يكيييييون بحضيييييور الميييييتهم وصييييياحب المنيييييزل وبحضيييييور شييييياهدين ميييييع‬
‫المختيييييييار(‪ . )3‬وكيييييييذلك اعطيييييييى بعيييييييض الضيييييييمانات للميييييييتهم فيييييييي التفتييييييييش ومييييييين اهمهيييييييا ‪ ,‬اوال‪ :‬ان‬
‫يصيييييدر امييييير التفتييييييش مييييين سيييييلطة مختصييييية قانونيييييا بإصيييييدارة وثانييييييا ‪ :‬عيييييدم القييييييام بيييييالتفتيش بجيييييرد‬
‫االخبيييييار وانميييييا يجيييييب ان تكيييييون هنييييياك دالئيييييل تثيييييير اليييييى قييييييام الميييييتهم بارتكييييياب الجريمييييية وثالثيييييا ‪:‬‬
‫وجيييييود فائيييييدة مييييين اجيييييراء التفتييييييش ورابعيييييا ‪ :‬تحدييييييد وقيييييت ال جيييييراء التفتييييييش وخامسيييييا ‪ :‬حضيييييور‬
‫الميييييتهم اثنييييياء التفتييييييش وكيييييل ميييييا امكييييين ذليييييك وسادسيييييا ‪ :‬تسيييييبيب امييييير التفتييييييش(‪ . )4‬وكيييييذلك اعطيييييى‬
‫حيييييق الحرمييييية مييييين تفتييييييش النسييييياء حييييييث عطيييييى المشيييييرع العراقيييييي هيييييذا الحيييييق فيييييي الميييييادة ( ‪) 80‬‬
‫مييييين اصيييييول المحاكميييييات الجزائيييييية عليييييى عيييييدم تفتيشيييييها اليييييى بواسيييييطة انثيييييى تنتيييييدبها بعيييييدما يقيييييوم‬
‫القائم بالتحقيق التأكد من هويتها وتدوينه في المحضر(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬د توفيق محمد الشاوي ‪ ,‬فقه االجراءات الجنائية ‪ ,‬ج‪ , 1‬ط‪ ,2‬مطبعة دار الكتاب العربي مصر ‪ , 1954,‬ص‪. 383‬‬

‫(‪ )2‬انظر المادة (‪ / 73‬أ ) اصولية ( ال يجوز تفتيش اي شخص او دخول او تفتيش منزله او اي مكان تحت حيازته اال بناء على امر‬
‫صادر من سلطة مختصة قانونيا ) ‪.‬‬

‫(‪ )3‬انظر المادة (‪ )82‬اصولية ( يجرى التفتيش بحضور المتهم وصاحب المنزل او المحل ان وجد وبحضور شاهدين مع المختار او‬
‫من يقوم مقامه ‪ .‬وينضم القائم بالتفتيش محضرا يدون فيه اجراءاته وزمان التفتيش ومكانه واالشياء المضبوطة واوصافها واسماء‬
‫االشخاص الموجودين في المحل ومالحظات المتهم وذوي العالقة بشأن كل ذلك واسماء الشهود ويوقع عليه المتهم وصاحب‬
‫المكان والشخص الذي جرى تفتيشه والحاضرون ويذكر في المحضر امتناع من لم يوقع منهم وعطى عند طلب صورة من‬
‫المحضر الى المتهم وذوي العالقة كما تعطى صورة من الرسائل او االوراق الى اصحابها اذا لم يكن في ذلك ضرر في التحقيق‬
‫‪.‬‬

‫(‪ )4‬القاضي علي عاصي حسين الجميلي ‪ ,‬بحث مقدم الى المجلس القضاء االعلى ‪ , 2008 ,‬ص‪. 13‬‬

‫(‪ )5‬انظر نص المادة (‪ ) 80‬اصولية ( اذا كان المراد تفتيشه انثى فال يجوز تفتيشها اال بواسطة انثى ينتدبها لذلك القائم بالتفتيش وبعد‬
‫تدوين هويتها في المحضر) ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫الضمانات في مرحلة المحاكمة‬
‫يعتبر احترام حق في محاكمة منصفة للمتهم من اهم الحقوق التي حرص المجتمع الدولي والتشريع الداخلي‬
‫على كفالتها‪ .‬ومن ذلك من خالل النص عليها في العديد من المواثيق الدولية واالنظمة االساسية والتشريعات‬
‫الداخلية لدى المحاكم الجنائية في جميع مراحل الدعوى الجنائية والتي تتمثل في مرحلة التحقيق االبتدائي ‪ ,‬مرحلة‬
‫المحاكمة ‪ ,‬ومرحلة صدور الحكم الجنائي النهائي والبات ‪ ,‬وكل مرحلة تحتوي على مجموعة من الضمانات التي‬
‫تحمي حقوق المتهم خالل هذا المرحلة ‪ .‬وفي هذا الصدد سنقوم بالتركيز على مرحلة المحاكمة لكونها مرحلة‬
‫الحسم في الدعوى الموجهة ضد المتهم ‪ ,‬كما تعتبر الضنانة االساسية لتطبيق القانون من اجل تحقيق العدالة ‪,‬‬
‫واالمن ‪ ,‬واالستقرار ‪ ,‬في المجتمع الدولي بصفعة عامة وفي المجتمع الداخلي بصفة خاصة وكما تعتبر ضمانة‬
‫لكفالة حقوق المتهم وحمايته من كل اساليب التعسف في كل مرحلة التي يمر بها عند مثوله امام االجهزة المختصة‬
‫لتحقيق مصلحة من هذا االخير بصفة خاصة ‪ .‬ومن خالل هذا المبحث سنتطرق في الطلب االول على الضمانات‬
‫المتعلقة بقواعد انعقاد المحاكمة ‪ .‬والمطلب الثاني على قواعد المرافعات وتكريس حقوق االنسان ‪.‬‬

‫المطلب االول‬
‫الضمانات المتعلقة بقواعد انعقاد المحاكمة‬
‫تعتبر مرحلة المحاكمة من اخطر مراحل الدعوى الجنائية التي يمر بها المتهم ‪ ,‬و تتحدد هذا المرحلة‬
‫بمجموعة من االعمال واالجراءات ابتداء من مثوله امام المحكمة الى غاية صدور حكم نهائي وبات ‪ .‬ويتمتع‬
‫المتهم خالل هذا المرحلة بضمانات عديدة تكفل حماية حقوقه من اجل تحقيق المحاكمة العادلة ‪ .‬ومن خالل هذا‬
‫المطلب سنقوم بدراسة اهم الضمانات الخاصة بالمتهم في قواعد انعقاد المحاكمة وذلك في فرعيت متتالين في‬
‫الفرع االول ‪ :‬سلطة قضائية مستقلة ومختصة ‪ ,‬وفي الفرع الثاني ‪ :‬حضور المتهم اجراءات المحاكمة ‪.‬‬

‫الفرع االول‪ -:‬سلطة قضائية مستقلة و مختصة‬


‫من ضمانات المتهم ان له الحق في المحاكمة امام محكمة مستقلة ومحايدة حيث ان استقالل المحكمة ركن‬
‫جوهري لعدالة المحكمة وان يصدر الحكم في اي قضية مطروحة امامها في اطار من الحيادية وعلى اساس الوقائع‬
‫ال حكام القانون دون اي تأثير او ضغط او تدخل غير مناسب من اي سلطة اخرى حكومية او غير حكومية(‪. )1‬‬

‫(‪ )1‬القاضي طالب خالد موسى ‪ ,‬ضمانات المتهم في المحاكمة ‪ ,‬بحث مقدم لمجلس القضاء االعلى ‪ , 2010 ,‬ص‪. 11‬‬

‫‪16‬‬
‫وتكفل الدولة استقالل المحاكم عن طريق النص على هذا المبدأ في الدستور وفي القوانين العادية ويقع على‬
‫جميع المؤسسات الحكومية واجب احترام ومراعاة استقالل ألمحاكم ‪ .‬واالخيرة تتكفل بدورها بالفصل في‬
‫المسائل المعروضة عليها دون تحيز وعلى اساس الوقائع ووفقا للقانون دون اي تأثيرات غير سليمة او اي‬
‫إغراءات او ضغوط او تهديدات او تدخالت مباشرة كانت او غير مباشرة من اي جهة وألي سبب وان مبدا‬
‫استقالل القضاء قد اقر في دساتير دول العالم ونصت عليه االتفاقيات الدولية لحقوق االنسان باعتباره من‬
‫المبادئ الضرورية لحماية قيم العدل واالنصاف(‪ . )1‬وكذلك اكد الدستور العراقي على استقاللية القضاء في‬
‫نص المادة (القضاء مستقلون ال سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون وال يجوز ألية سلطة التدخل في‬
‫القضاء او في شؤون العدالة )(‪ . )2‬ومن حيث االختصاص ‪ .‬المحكمة ال يجوز لها النضر في قضية قدمت اليها‬
‫اذا لم تكن هذه القضية داخلة في اختصاصها ‪ .‬وكذلك ال يجوز لمحكمة ان ترفض دعوى اختصها القانون‬
‫بها(‪ . )3‬واالختصاص في االجراءات الجنائية قد يكون متعلقا بشخص المتهم او بنوع الجريمة المرتكبة او من‬
‫ناحية المكان الذي وقعت فيه الجريمة ومحل اقامة المتهم او ماكن القاء القبض عليه(‪ . )4‬وكذلك اكد قانون‬
‫المرافعات المدنية على االختصاص المكاني في نص المادة (يحدد االختصاص المكاني تبعا للتقسيمات‬
‫االدارية)(‪. )5‬‬

‫الفرع الثاني‪ -:‬حضور المتهم اجراءات المحاكمة‬


‫نظمت قواعد اصول المحاكمات الجزائية كل االجراءات التي تخص الدعوى الجزائية ومن اهمها‬
‫حضور المتهم اجراءات المحاكمة حيث نص (على المحكمة عند ورود اضبارة الدعوى اليها ان تعين يوما‬
‫للمحاكمة فيها وتخبر به االدعاء العام وتبلغ به المتهم وذوي العالقة ومن ترى سماع شهادته من الشهود بورقة‬
‫تكليف بالحضور قبل موعد المحاكمة بيوم واحد في المخالفات وثالث ايام في الجنح وثمانية في الجنايات على‬
‫االقل وال يغني تبليغ وكيل المتهم بورقة التكليف بالحضور عن المتهم بها)(‪. )6‬‬

‫_________________________‬
‫(‪ )1‬منظمة االمم المتحدة ‪ ,‬حقوق االنسان في مجال اقامة العدل ‪ ,‬جنيف ‪ , 2002,‬ص‪. 223‬‬

‫(‪ )2‬نص المادة ( ‪ ) 85‬من الدستور العراقي ( القضاء مستقلون ال سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون وال يجوز ألية سلطة التدخل في‬
‫القضاء او في شؤون العدالة ) ‪.‬‬

‫(‪ )3‬االستاذ عبد االمير العكيلي و د سليم حربة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص‪. 51‬‬

‫(‪ )4‬االستاذ عبد االمير العكيلي و د سليم حربة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص‪. 53‬‬

‫(‪ )5‬انضر نص المادة (‪ )43‬مرافعات المدنية (يحدد االختصاص المكاني تبعا للتقسيمات االدارية ) ‪.‬‬

‫(‪ )6‬المادة( ‪ /143‬أ) اصولية (على المحكمة عند ورود اضبارة الدعوى اليها ان تعين يوما للمحاكمة فيها وتخبر به االدعاء العام وتبلغ به‬
‫المتهم وذوي العالقة ومن ترى سماع شهادته من الشهود بورقة تكليف بالحضور قبل موعد المحاكمة بيوم واحد في المخالفات وثالث‬
‫ايام في الجنح وثمانية في الجنايات على االقل وال يغني تبليغ وكيل المتهم بورقة التكليف بالحضور عن المتهم بها) ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫السبب في اشتراط القانون ذلك هو ان حضور المتهم مع ذوي العالقة يوضح للمحكمة دور المتهم وماله او‬
‫عليه في هذا المحاكمة(‪ . )1‬واالصل وجوب حضور المتهم بالجلسة المحددة لمحاكمته بل ان من حقه ان‬
‫يحضر امام المحكمة ليدفع عن نفسه التهمة الموجه اليه ولكن من جه اخرى له الحق في ان يغيب(‪ .)2‬ان‬
‫حضور المتهم للمرافعات واجب محتم ويكون عادة حقا من حقوقه ال يجوز التفريط به و ذلك ليسمع كل ما‬
‫يدور حول ارتكابه للجريمة ويقف على كل ما يقال عنه وعن صلته بها اذ ليس من العدل واالنصاف ان‬
‫يحكم على متهم قبل تمكينه من ابداء دفاعه وعلى ذلك فاذا كان المتهم غير موقوف فيبلغ على ان يحضر‬
‫في اليوم المعين للمحاكمة بواسطة المسؤول في المركز الذي قام بالتحقيق معه اما ان كان موقوفا فعلى‬
‫السلطة الموكلة بإحضاره ان تحضره الى قاعة المحكمة بغير قيود وال اغالل(‪. )3‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫قواعد المرافعات وتكريس حقوق االنسان‬
‫هذه المرحلة مهمة جدا للمتهم ‪ ,‬كونها المرحلة التي يتقرر فيها مصيره سواء باإلدانة وما تحمله من‬
‫تبعات ‪ ,‬أو بالبراءة ‪ ,‬وهذه القواعد واالشكال واجبة االحترام واغلبها من النظام العام ‪ ,‬ويترتب على‬
‫اغفالها او عدم مراعاتها بطالن إجراءات المحاكمة ‪ ,‬وبالنتيجة بطالن الحكم الصادر في موضوع الدعوى‬
‫‪ ,‬وهذا ماال يمكن تحقيقه إال بتمكين المتهم من حقوق الدفاع من جهة ‪ ,‬وجهة رقابة على سالمة االجراءات‬
‫من جهة ثانية بما في ذلك حق الطعن في االحكام كجزاء االخالل بمبادئ المحاكمة العادلة ‪ .‬ومن خالل هذا‬
‫القواعد سنتكلم عنها في ثالث افرع متتالية في الفرع االول ‪ :‬علنية الجلسات ‪ ,‬والفرع الثاني ‪ :‬وجاهية‬
‫اجراءات المحاكمة ‪ .‬والفرع الثالث ‪ :‬شفاهية المرافعات ‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ -:‬علنية الجلسات‬


‫اوجب القانون ان تكون جلسات المحاكمة علنية مالم تقرر المحكمة ان تكون كلها او بعضها سرية ال‬
‫يحضرها غير ذوي العالقة بالدعوة مراعاة االمن او المحافظة ولها ان تمنع حضور فئات معينة من‬
‫الناس(‪. )4‬‬

‫__________________________‬
‫(‪ )1‬االستاذ عبد االمير العكيلي و د سليم حربة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ج‪ , 2‬ص‪. 90‬‬

‫(‪ )2‬د عباس الحسني ‪ ,‬شرح قانون اصول المحاكمات الجزائية ‪ ,‬مطبعة الجامعة ‪ ,‬بغداد ‪ , 1972 ,‬ص‪. 46‬‬

‫(‪ )3‬د عباس الحسني ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص‪63‬و‪. 64‬‬

‫(‪ )4‬انضر المادة (‪ )152‬اصولية (يجب ان تكون جلسات المحاكمة علنية مالم تقرر المحكمة ان تكون كلها او بعضها سرية ال‬
‫يحضرها غير ذوي العالقة بالدعوى مراعاة لألمن او المحافظة على اآلداب ولها ان تمنع حضورها فئات معينة من‬
‫الناس) ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الغاية من عالنية الجلسات بث الطمأنينة في قلوب اطراف الدعوى الجزائية وعدم انحراف االدعاء العام‬
‫فيها عن العدالة(‪ . )1‬كذلك نص الدستور العراقي الدائم على علنية الجلسات ( جلسات المحاكم علنية اال‬
‫اذا قررت المحكمة جعلها سرية )(‪ . )2‬والعلنية هوه ضمان للصالح العام فيها يتمكن الجمهور من مراقبة‬
‫اعمال القضاء من ما يدعم الثقة به(‪ . )3‬فشعور المتهم بان اجراءات المحاكمة تباشر في حضور‬
‫مجموعة من االفراد تجعله يطمأن ان تحقيق العدالة ومعرفة الحق في التهمة المسندة اليه فضال عن ان‬
‫فيها حماية لذات احكام القاضي من احتمال انحراف الذهن الى خضوعه ال مؤثرات خارجية في‬
‫قضائه(‪ . )4‬ان ضمانة المتهم في صدور الحكم علنا ً ان يعرف الحكم الذي صدر ضده ليتمكن من اتباع‬
‫طرق الطعن التي رسمها القانون ‪ .‬على ان عالنية النطق بالحكم قاعدة جوهرية يجب مراعاته ال ما‬
‫استثنى بنص صريح تحقيقا للغاية التي توخاها المشرع وهيه تدعيم الثقة في القضاء واالطمئنان الى‬
‫احكامه(‪. )5‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وجاهية اجراءات المحاكمة‬


‫ان حضور المتهم إلجراءات المحاكمة لم يكن امرا جوازي وانما اوجب القانون حضوره في‬
‫المحاكمة الوجاهية ‪ ,‬اذ يقف طرفا في الخصومة الجنائية فيتصدى ويفند ادعاءات االدعاء العام ويضع‬
‫المحكمة امام الحقائق والتي من شانها اثبات براءته مما يبرر اهمية حضور المتهم اجراءات المحاكمة‬
‫ومشاركته فيها ومناقشته كل دليل يطرح امام المحكمة وابداء الرأي فيه كما ان المتهم عند حضور‬
‫اجراءات المحاكمة تتاح له الفرصة لمناقشة الشهود في شهاداتهم والخبراء في تقاريرهم(‪ . )6‬وذكر في‬
‫المادة (يجب حضور المتهم في المحاكمة الوجاهية وال يغني عن ذلك حضور وكيله )(‪. )7‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬االستاذ عبد االمير العكيلي و د سليم حربة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ج‪ , 2‬ص‪. 100‬‬

‫(‪ )2‬نضر نص الدستور ‪ , 2005‬المادة (‪ )4‬الفقرة (‪( )7‬جلسات المحاكم علنية اال اذا قررت المحكمة جعلها سرية ) ‪.‬‬

‫(‪ )3‬د احمد فتحي سرور ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص‪.677‬‬

‫(‪ )4‬د حسن صادق المرصفاوي ‪ ,‬اصول االجراءات الجزائية ‪ ,‬دار المعارف ‪ ,‬القاهرة ‪ , 1961 ,‬ص‪. 684‬‬

‫(‪ )5‬د حسن صادق المرصفاوي المصدر نفسه ‪ ,‬ص‪. 813‬‬

‫(‪ )6‬د سامي النصراوي ‪ ,‬دراسة في اصول المحاكمات الجزائية في المحاكمة والحكم واالحكام ‪ ,‬ج‪ , 1979 , 2‬ص‪. 51‬‬

‫(‪ )7‬انضر نص المادة (‪ )145‬اصولية (يجب حضور المتهم في المحاكمة الوجاهية وال يغني عن ذلك حضور وكيله) ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫والمحكمة تجري المحاكمة عند حضور المتهم وجاهيا وعليه ان تجري المحاكمة غيابيا عند عدم حضور المتهم‬
‫المبلغ او عند تأكدها من هروبه (‪ . )1‬وكذلك ذكر في نص المادة االصولية تجري محاكمة المتهم الحاضر وجاهيا‬
‫اما المتهم الهارب والمتهم الذي تغيب بغير عذر مشروع رغم تبليغه فتجري محاكمته غيابيا اذا لم يحضر المتهم‬
‫ولم يكن مبلغا بشخصه فال تجري محاكمته اال بعد تبليغه (‪. )2‬‬

‫الفرع الثالث‪ -:‬شفاهية المرافعات‬


‫اوال ‪ :‬التأكد من هوية المتهم‬

‫تبدا المحاكمة بالمناداة على المتهم وباقي الخصوم ثم تدون هوية المتهم ويتلقى قرار االحالة وتسمع المحاكمة شهادة‬
‫المشتكي واقوال المدعي المدني وثم شهود االثبات على االنفراد وتامر بتالوة التقارير والكشوف والمستندات‬
‫االخرى ثم تسمع اف ادة المتهم وقوال وطلبات المشتكي ‪ ,‬والمدعي المدني والمسؤول مدنيا واالدعاء العام(‪ . )3‬عند‬
‫البداء بالجلسة يقوم بالمناداة على المتهم ومن ثم يصار الى تدوين هوية المتهم فتساله المحكمة عن اسمه وشهرته‬
‫وصفته وعمره ومكان اقامته وكذلك يدون حضور باقي اطراف الدعوى العامة(‪. )4‬‬

‫ثانيا ‪ :‬توجيه االسئلة‬

‫للمتهم الحق ان يبدي اقواله في اي وقت بعد سماع اقوال اي شاهد يناقشه او يطلب استدعاءه لهذا الغرض(‪. )5‬‬
‫وكذلك للمحكمة ان توجه للمتهم ما تراه من االسئلة لكشف الحقيقة قبل توجيه التهمة اليه او بعدها وال يعد امتناعه‬
‫عن االجابة دليالً ضده(‪. )6‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬االستاذ بد االمير العكيلي ‪ ,‬اصول المحاكمات الجزائية ‪ ,‬ج‪ , 1‬بغداد ‪ , 1988 ,‬ص‪. 129‬‬

‫(‪ )2‬انضر نص المادة (‪ / 147‬أ ‪ /‬ب) اصولية ( تجرى محاكمة المتهم الحاضر وجاهيا اما المتهم الهارب والمتهم الذي تغيب بغير‬
‫عذر مشروع رغم تبليغه فتجرى محاكمته غيابيا ) ( اذا لم يحضر المتهم ولم يكن مبلغا بشخصه فال تجري محاكمته ال بعد‬
‫تبليغه) ‪.‬‬

‫(‪ )3‬انضر المادة (‪ ) 167‬اصولية ( تبدأ المحاكمة بالمناداة على المتهم وباقي الخصوم ثم تدوين هوية المتهم ويتلقى قرار االحالة‬
‫وتسمع المحكمة شهادة المشتكي واقوال المدعي المدني ثم شهود االثبات على انفراد وتأمر بتالوة التقارير والكشف والمستندات‬
‫االخرى ثم تسمع افادة المتهم واقوال وطلبات المشتكي والمدعي المدني والمسؤول مدنيا واالدعاء العام) ‪.‬‬

‫(‪ )4‬االستاذ عبد االمير العكيلي و د سليم حربة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ج‪ , 2‬ص‪. 115‬‬

‫(‪ )5‬انضر نص المادة (‪ ) 124‬اصولية ( للمتهم الحق في ان يبدي اقواله في اي وقت بعد سماع اقوال اي شاهد وان يناقشه او يطلب‬
‫استدعاءه لهذا الغرض ) ‪.‬‬

‫(‪ )6‬انضر نص المادة (‪ ) 179‬اصولية (للمحكمة ان توجه للمتهم ما تراه من االسئلة لكشف الحقيقة قبل توجيه التهمة اليه او بعدها‬
‫وال يعد امتناعه عن االجابة دليالً ضده ) ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اذا امتنع عن االجابة على االسئلة الموجه اليه او كانت اجوبته تخالف او تتعارض مع اقواله السابقة فللمحكمة‬
‫ان تامر بتالوتها وتسمع تعقيبه عليها(‪ . )1‬افادة المتهم واستجوابه جاء بها القانون بعد سماع المحكمة بشهادات‬
‫الشهود والغرض من ذلك هو سماح للمتهم بان ينفي ما ورد بتلك الشهادات او ان يوضح مشروعية ما صدر‬
‫منه حسب اقوال الشهود(‪. )2‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الحق في الصمت‬

‫اعطى قانون اصول المحاكمات الجزائية للمتهم حق الصمت ومنه ‪ ,‬ال يجبر المتهم على االجابة على االسئلة‬
‫التي توجه اليه(‪ . )3‬ان عدم اجبار المتهم على الكالم والرد على االسئلة وكذلك منعت االصول الجزائية اجبار‬
‫المتهم على االجابة على االسئلة التي توجهها المحكمة اليه قبل توجيه التهمة اليه او بعدها(‪ . )4‬واستناداً لحرية‬
‫المتهم في االدالء بإفادته وامتناعه عن ذلك وحريته في االجابة او عدم االجابة عن االسئلة الموجه اليه من‬
‫المحكمة او الخصوم فأن امتناعه عن ذلك و حتى اجابته بأجوبة تخالف الحقيقة او كذبه متعمد فيها او تعارض‬
‫اقواله او تناقضها امور ال تؤدي الى ان تتخذ دليال ضده وال يجوز الحكم عليه بموجبها(‪ . )5‬ان حق المتهم في‬
‫الصمت يعد من مظاهر حق الفرد في الخصوصية وأنه ال يتسلل احد الى حياته الخاصة والكشف عن اسراره‬
‫الكامنة في اعماق النفس(‪. )6‬‬

‫رابعا ‪ :‬عدم االعتراف تحت االكراه‬

‫منعت قانون اصول المحاكمات الجزائية المحكمة وأطراف الدعوى الجزائية من ان يمارسوا الضغط على‬
‫اراد ة المتهم لحمله على االجابة على االسئلة بأسائه معاملته او تهديده او اسكاره او اغرائه او وعده او وعيدة‬
‫او استعمال المؤثرات النفسية عليه او اعطائه المخدر او العقار الذي تنهار معه ارادته(‪ . )7‬وكذلك نص المادة‬
‫على ( عدم جواز استعمال اي وسيلة غير مشروعة للتأثير على المتهم للحصول على اقراره واعتبر من‬
‫الوسائل غير المشروعة اساءة المعاملة والتهديد باإليذاء واالغراء والوعد والوعيد والتأثير‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬انضر المادة (‪ ) 180‬اصولية (اذا امتنع عن االجابة على االسئلة الموجه اليه او كانت اجوبته تخالف او تتعارض مع اقواله‬
‫السابقة فللمحكمة ان تامر بتالوتها وتسمع تعقيبه عليها ) ‪.‬‬

‫(‪ )2‬االستاذ عبد االمير العكيلي و د سليم حربة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص‪123‬و ‪. 124‬‬

‫(‪ )3‬انضر المادة (‪ /126‬ب) اصولية (ال يجبر المتهم على االجابة على االسئلة التي توجه اليه ) ‪.‬‬

‫(‪ )4‬االستاذ عبد االمير العكيلي و د سليم حربة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص‪. 123‬‬

‫(‪ )5‬االستاذ عبد االمير العكيلي و د سليم حربة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص‪. 124‬‬

‫(‪ )6‬د عبد الحميد الشورابي ‪ ,‬الدفوع الجنائية ‪ ,‬مطبعة المعارف ‪ ,‬االسكندرية ‪ , 2002 ,‬ص‪. 456‬‬

‫(‪ )7‬االستاذ عبد االمير العكيلي و د سليم حربة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص‪. 123‬‬

‫‪21‬‬
‫النفسييييييي واسييييييتعمال المخييييييدرات والمسييييييكنات و العقيييييياقير)(‪ . )1‬وكييييييذلك نييييييص الدسييييييتور الحييييييالي علييييييى (‬
‫يحيييييرم جمييييييع انيييييواع التعيييييذيب النفسيييييي والجسيييييدي والمعاملييييية غيييييير االنسيييييانية وال عبيييييرة بييييياي اعتيييييراف‬
‫انتيييييييزع بييييييياإلكراه او التهدييييييييد او التعيييييييذيب وللمتضيييييييرر المط البييييييية بيييييييالتعويض عييييييين الضيييييييرر الميييييييادي‬
‫والمعنوي الذي اصابه وفقا للقانون)(‪. )2‬‬

‫خامسا ‪ :‬اخترام حرية الدفاع‬

‫حيييييق الميييييتهم فيييييي اليييييدفاع عييييين نفسيييييه مقيييييدس كميييييا اسيييييماه الدسيييييتور الحيييييالي وهيييييو حيييييق يييييينص القيييييانون‬
‫علييييييى ضييييييرورة تييييييوفره للمييييييتهم وعييييييدم قيييييييام المحكميييييية بييييييذلك أميييييير يييييييؤدي الييييييى بطييييييالن االجييييييراءات‬
‫والحكيييييم الصيييييادر منهيييييا(‪ . )3‬وكيييييذلك نيييييص الدسيييييتور العراقيييييي الحيييييالي عليييييى ( ان حيييييق اليييييدفاع مقيييييدس‬
‫ومكفيييييييول فيييييييي جمييييييييع مراحيييييييل التحقييييييييق والمحاكمييييييية )(‪ . )4‬والقيييييييانون ال يعاقيييييييب الميييييييتهم ان اسيييييييند‬
‫لخصييييييومه هييييييو وميييييين ينييييييوب عنييييييه وقييييييائع تعتبيييييير قييييييذفا او سييييييبا وذلييييييك بصييييييريح المييييييادة (‪ )436‬ميييييين‬
‫القييييييانون العقوبييييييات مييييييادام ذلييييييك مسييييييتلزمات الييييييدفاع وفييييييي الييييييدفاع ايضييييييا ينيييييياقش المييييييتهم او وكيلييييييه‬
‫طلبيييييات الخصيييييوم ويحييييياول تفنييييييدها وعليييييى كيييييل حيييييال فيييييأن اليييييذي يثبيييييت قانونيييييية المحكمييييية هيييييو تيييييوفير‬
‫اليييييدفاع للميييييتهم(‪ . )5‬ومييييين ذليييييك يقتضيييييي احتيييييرام حيييييق اليييييدفاع تخوييييييل الميييييتهم حيييييق االسيييييتعانة بمحيييييامي‬
‫للييييدفاع عنييييه فقييييد يكييييون لحضييييور مييييدافع مؤهييييل ومح تييييرف مييييا يقييييوي جانبييييه ويييييوفر لييييه الطمأنينيييية فييييي‬
‫موقف يحتاج الى من يشد ازره(‪. )6‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬انضر نص المادة (‪ )127‬اصولية (عدم جواز استعمال اي وسيلة غير مشروعة للتأثير على المتهم للحصول على اقراره واعتبر‬
‫من الوسائل غير المشروعة اساءة المعاملة والتهديد باإليذاء واالغراء والوعد والوعيد والتأثير النفسي واستعمال المخدرات‬
‫والمسكنات و العقاقير) ‪.‬‬

‫(‪ )2‬انضر المادة (‪ /37‬ج ) من الدستور العراقي ( يحرم جميع انواع التعذيب النفسي والجسدي والمعاملة غير االنسانية وال عبرة‬
‫باي اعتراف انتزع باإلكراه او التهديد او التعذيب وللمتضرر المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي اصابه وفقا‬
‫للقانون) ‪.‬‬

‫(‪ )3‬االستاذ عبد االمير العكيلي و د سليم حربة ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ج‪,2‬ص‪. 130‬‬

‫(‪ )4‬انضر المادة (‪ / 14‬سابعا ) من الدستور العراقي (ان حق الدفاع مقدس ومكفول في جميع مراحل التحقيق والمحاكمة ) ‪.‬‬

‫(‪ )5‬االستاذ عبد االمير العكيلي و د سليم حربة ‪ ,‬المصدر نفسه ‪ ,‬ص‪. 130‬‬

‫(‪ )6‬د احمد فتحي سرور ‪ ,‬الوسيط في القانون االجراءات الجنائية ‪ ,‬مطبعة القاهرة ‪ , 1986 ,‬ص‪. 26‬‬

‫‪22‬‬
‫الخاتمة‬
‫أن الخوض في موضوع ضمانات المتهم واسع وله جانب كبير من االهمية سواء كان البحث يتعلق بضمانات‬
‫المتهم في مرحلة التحقيق او ضمانات اثناء المحاكمة وان اهمية هذا الموضوع تبرز في كونه يبحث في مسألة‬
‫غاية في الدقة والخطورة لكون اجراءات التحقيق والمحاكمة تمس حرية االنسان ‪ ,‬وبعد ان انتهينا من بحثنا هذا‬
‫البد لنا ان نبين الصعو بات التي واجهتنا فيه والتي تتمثل في تشعب الموضوع وسعته حيث ان كل ضمانة من‬
‫الضمانات التي تم تناولها خالل البحث تحتاج لبحث مستقل وان ما حاولنا التركيز عليه هو ما اعتقدنا بأنه يعتبر من‬
‫الضمانات المهمة بالنسبة للمتهم إلثبات براءته ودفع التهمة عنه ‪ ,‬رغم اقرارنا بان جميع الضمانات هي مهمة‬
‫ولكننا حاولنا االخذ باالهم منها ‪ .‬وكذلك تداخل الضمانات وارتباطها لذلك حصل تكرار في المعلومة في بعض‬
‫االحيان في اكثر من محل لصعوبة ايجاد فاصل مهم بين ضمانة واخرى ‪ .‬وتعدد مصادر الضمانات وعدم قصرها‬
‫على قانون واحد فقد وجدنا قسما منها منصوصا عليه في الدستور والقسم االخر في المواثيق الدولية واخرى في‬
‫قانون اصول المحاكمات الجزائية ‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬النتائج‬
‫توصلنا من خالل بحثنا هذا على عدة استنتاجات و كاالتي ‪:‬‬

‫‪ :1‬تعتبر مرحلة التحقيق االبتدائي مرحلة وسطى بين مرحلة التحقيق االولي التي تجري من قبل اعضاء الضبط‬
‫القضائي حال وقوع الجريمة وبين مرحلة التحقيق القضائي التي تجريها محكمة الموضوع اثناء محاكمة المتهم‬
‫ولهذا في تعتبر من المراحل المهمة التي اوالها المشرع االهتمام المطلوب ‪.‬‬

‫‪ : 2‬اما بالنسبة لضمانة المتهم التي يحصل عليها من خالل تشكيل الجهة القائمة بالتحقيق فقد تبين لنا بانها تتوفر له‬
‫بصورتها المطلوبة ويتولى التحقيق قضاة التحقيق والمحققون تحت اشرافهم ‪.‬‬

‫‪ : 3‬ألهمية القبض بالنسبة للمتهم كونه ينطوي عليه مساس مباشر بحقه في الحرية وعدم تقييدها إال بناء على‬
‫مبررات جدية توجب ذلك لذا فقد حاول المشرع ان يكون متشددا فيها بحيث ال يصدر امرا بالقبض اال في االحوال‬
‫المنصوص عليها قانونا وبشروط عديدة ثم حاول المشرع ايضا ان يضمن عدم التعسف في توقيف المتهم او اطالة‬
‫توقيفه اال في الجرائم الجسيمة التي تعرض امن المجتمع للخطر ‪.‬‬

‫‪ : 4‬ال يفوتنا ان نذكر بأن للمتهم ضمانات يجب ان تتوفر له عند استجوابه من حيث ان يتم ذلك من قبل جهة‬
‫مختصة وان ال يتم التأثير على ارادته وان يكون استجوابه خالل فترة محددة وغير ذلك ‪.‬‬

‫‪ : 5‬ان التفتيش يعد اجراء خطيرا كونه ينطوي عل المساس بحرية الفرد في شخصه او مسكنه وتبين من خالل‬
‫البحث كون المشرع اجاز تفتيش شخص المتهم ومسكنه عند توفر ذلك ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ : 6‬اما في مرحلة المحاكمة يجب توفر الضمانات للمتهم اثناء اجراءات المحاكمة والتي تشمل عددا من الحقوق‬
‫التي تعتبر اساسية للحفاظ على السالمة البدنية والعقلية للمتهم وكذلك حقه في تأمين دفاع فعال والحصول على‬
‫المشورة القانونية خالل اجراءات المحاكمة وكذلك الحق في اال يجبر االنسان على الشهادة على نفسه والحق في‬
‫المساواة امام القانون والحق في االفتراض البراءة ‪.‬‬

‫ثانيا ً‪ :‬المقترحات‬
‫‪ : 1‬بالنسبة للجهة القائمة بالتحقيق نرى ضرورة قصرها على قاضي التحقيق والمحقق تحت اشرافه كما نص‬
‫القانون على ذلك كمبدأ عام ‪ ,‬والغاء االستثناءات الواردة عليه والمتمثلة بقيام المسؤول في مركز الشرطة بالتحقيق‬
‫كم ورد في نص المادة (‪ / 50‬أ ) اصولية ‪ ,‬او قيام عضو الضبط القضائي بذلك كما نص عليه المادة (‪/ 52‬أ )‬
‫اصولية ‪ ,‬كون هذا االستثناءات تخالف العديد من النصوص الدستورية ‪ ,‬كما نرى ضرورة التوسع في تعيين‬
‫المققين القضائيين من خريجي كليات الحقوق بعد ادخالهم دورات تأهيلية لمدة محددة يتم التركيز فيها على العلوم‬
‫الجنائية ذات العالقة بالتحقيق ‪ ,‬واناطة مهمة التحقيق بهم تحت اشراف قاضي التحقيق وسحبه من يد الشرطة ‪.‬‬

‫‪ : 2‬نقترح على المشرع العراقي تعديل في المادة (‪ )75‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية بخصوص تفتيش‬
‫الشخص او منزله اذا كان متهما بارتكاب جريمة وهذا يعني انه اجاز التفتيش حتى في المخالفات ‪ .‬ونقترح تعديل‬
‫النص وجعل التفتيش مقتصرا على الجنايات والجنح المهمة فقط ‪.‬‬

‫‪ : 3‬نقترح عدم جوا ز التفتيش في ايام االعياد الوطنية والقومية والعطل الرسمية لما لهذه االيام من اثر كبير في‬
‫نفوس الناس إال اذا كانت الجريمة جناية او جنحة مهمة ‪ .‬وكذلك نقترح عدم جواز تفتيش الدور السكنية بين الساعة‬
‫التاسعة ليال وحتى السادسة صباحا وذلك حفاظا على راحة العوائل وكذلك نقترح تسبيب امر التفتيش ليعرف المتهم‬
‫عن اي سبب يجري تفتيشه او تفتيش منزله ‪.‬‬

‫‪ : 4‬نقترح على المشرع العراقي وضع نظرية عامة للبطالن بوصفه جزا اجرائي ولم يرس اسسا ً ثابتة لها باستثناء‬
‫ما اشارت اليه المادة ( ‪ / 53‬ه ) من االصول الجزائية حيث نصت على ( ال تكون اجراءات قاضي التحقيق باطلة‬
‫بسبب صدورها خالفا ألحكام الفقرة (أ ) اصولية ) وهذه الفقرة تتعلق باالختصاص المكاني لقاضي التحقيق ‪.‬‬

‫‪ : 5‬نقترح وضع نص تشريعي يجعل قرار الكم على الحدث سريا حتى يتالءم االهداف التي تبناها قانون رعاية‬
‫االحداث ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫المصادر‬
‫اوال ‪ :‬الكتب‬
‫‪ -1‬د‪ .‬ابراهيم محمد اللبيدي ‪ ,‬ضمانات حقوق االنسان امام المحاكم الجنائية ‪ ,‬دار الكتب القانونية ‪ ,‬القاهرة‬
‫‪.2009,‬‬

‫‪ -2‬احمد فتحي سرور ‪ ,‬الوسيط في شرح قانون االجراءات الجنائية ‪ ,‬دار النهضة ‪ ,‬القاهرة ‪.1980 ,‬‬

‫‪ -3‬احمد فتحي سرور ‪ ,‬اصول قانون االجراءات الجنائية ‪ ,‬دار النهضة العربية ‪ ,‬القاهرة ‪.1969 ,‬‬

‫‪ -4‬ابن منظور جمال الدين محمد بن مكرم‪ ,‬لسان العرب‪ ,‬المجلد الرابع ‪ ,‬دار المعارف ‪ ,‬القاهرة ‪.‬‬

‫‪ -5‬ابن منظور‪ ,‬لسان العرب‪ ,‬المجلد ‪ ,15‬بيروت‪.2002 ,‬‬

‫‪ -6‬المعجم الوسيط‪ ,‬مجمع اللغة العربية‪ ,‬مكتبة الشروق الدولية ‪ ,‬مصر‪.2004 ,‬‬

‫‪ -7‬امل عبد العزيز محمد ‪ ,‬قاموس اآلراء العربي الشامل ‪ ,‬دار الراتب الجامعية ‪ ,‬ط‪.1997 , 1‬‬

‫‪ -8‬د‪ .‬توفيق محمد الشاوي ‪ ,‬فقه االجراءات الجنائية ‪ ,‬مطبعة دار الكتاب العربي‪ ,‬مصر ‪.1954 ,‬‬

‫‪ -9‬جبران مسعود الرائد ‪ ,‬معجم اللغوي العصري ‪ ,‬ط‪ , 1‬بيروت ‪.1964 ,‬‬

‫د‪ .‬جمال محمد مصطفى ‪ ,‬شرح قانون اصول المحاكمات الجزائية ‪ ,‬مطبعة الزمان ‪ ,‬بغداد ‪.2006 ,‬‬ ‫‪-10‬‬

‫جندي عبد الملك‪ ,‬الموسوعة الجنائية‪ ,‬مكتبة العلم للجميع ‪ ,‬بيروت ‪.2005-2004 ,‬‬ ‫‪-11‬‬

‫د‪ .‬حسن صادق المرصفاوي ‪ ,‬اصول االجراءات الجنائية ‪ ,‬دار المعارف ‪,‬القاهرة‪.1979 ,‬‬ ‫‪-12‬‬

‫د‪ .‬خليل الجر ‪ ,‬المعجم العربي الحديث ‪ ,‬مكتبة الروس ‪ ,‬باريس ‪. 1989 ,‬‬ ‫‪-13‬‬

‫د ‪ .‬سامي النصراوي‪ ,‬دراسة في اصول المحاكمات الجزائية ‪ ,‬ط‪ ,2‬مطبعة دار السالم ‪. 1974 ,‬‬ ‫‪-14‬‬

‫د‪ .‬سامي النصراوي ‪ ,‬دراسة في اصول المحاكمات الجزائية في المحاكمة والحكم واالحكام ‪.1979 ,‬‬ ‫‪-15‬‬

‫‪ -16‬د‪ .‬سعد حماد صالح القبائلي ‪ ,‬ضمانات حقوق المتهم في الدفاع امام القاضي الجنائي ‪,‬ط‪ ,1‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ,‬القاهرة ‪. 1980 ,‬‬

‫‪25‬‬
‫د‪ .‬سلطان الشاوي ‪ ,‬اصول التحقيق الجنائي ‪ ,‬مطبعة جامعة بغداد ‪.1982 ,‬‬ ‫‪-17‬‬

‫د‪ .‬سلطان الشاوي ‪ ,‬اصول التحقيق االجرامي‪ ,‬مطبعة بغداد ‪. 2011 ,‬‬ ‫‪-18‬‬

‫د‪ .‬عباس الحسني ‪ ,‬شرح قانون اصول المحاكمات الجزائية الجديد ‪ ,‬مطبعة الرشاد‪ ,‬بغداد ‪. 1971 ,‬‬ ‫‪-19‬‬

‫د‪ .‬عباس الحسني ‪ ,‬شرح قانون اصول المحاكمات الجزائية ‪ ,‬مطبعة الجامعة بغداد ‪. 1972 ,‬‬ ‫‪-20‬‬

‫عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني ‪ ,‬االلفاظ الكتابية ‪ ,‬دار العربية للكتاب ‪. 1980 ,‬‬ ‫‪-21‬‬

‫االستاذ عبد االمير العكيلي د‪ .‬سليم حربة ‪ ,‬اصول المحاكمات الجزائية ‪ ,‬طبعة العاتك ‪,‬القاهرة ‪. 2008 ,‬‬ ‫‪-22‬‬

‫‪ -23‬االستاذ عبد االمير العكيلي ‪ ,‬اصول المحاكمات الجنائية في قانون اصول المحاكمات الجزائية ‪ ,‬مطبعة‬
‫المعارف‪ ,‬القاهرة ‪.1972 ,‬‬

‫د‪ .‬عبد الستار الجميلي ‪ ,‬التحقيق الجنائي قانون وفن ‪ ,‬مطبعة دار السالم ‪,‬بغداد ‪.1973 ,‬‬ ‫‪-24‬‬

‫االستاذ عبد االمير العكيلي ‪ ,‬اصول المحاكمات الجزائية ‪ ,‬مطبعة بغداد ‪. 1988 ,‬‬ ‫‪-25‬‬

‫عبد الحميد الشورابي ‪ ,‬الدفوع الجنائية ‪ ,‬مطبعة المعارف ‪ ,‬القاهرة ‪. 2002 ,‬‬ ‫‪-26‬‬

‫د‪ .‬صالح عبد الزهرة الحسون ‪,‬احكام التفتيش واثاره في القانون العراقي ‪ ,‬مطبعة االديب ‪ ,‬بغداد ‪1979,‬‬ ‫‪-27‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ -28‬د‪ .‬كمال سعيد ‪ ,‬شرح قانون اصول المحاكمات الجزائية دراسة مقارنة ‪ ,‬مطبعة دار الثقافة لنشر وتوزيع‬
‫عمان ‪. 2005 ,‬‬

‫مأمون سالمة ‪ ,‬االجراءات الجنائية في التشريعات المصرية ‪ ,‬دار الفكر العربية ‪ ,‬القاهرة ‪. 1977,‬‬ ‫‪-29‬‬

‫د‪ .‬محمد سامي النبراوي ‪ ,‬استجواب المتهم ‪ ,‬دار النهضة العربية ‪ ,‬القاهرة ‪. 1969 ,‬‬ ‫‪-30‬‬

‫‪ -31‬د‪ .‬محمد علي سلمان الحلبي ‪ ,‬الوجيز في اصول المحاكمات الجزائية ‪ ,‬طبعة دار الثقافة ‪ ,‬االردن ‪,‬‬
‫‪.2005‬‬

‫‪ -32‬محمد عزيز ‪ ,‬االستجواب في مرحلة التحقيق االبتدائي ومدى مشروعيه قواعد العلمية ووسائل العلمية ‪,‬‬
‫مطبعة بغداد ‪. 1986 ,‬‬

‫‪ -33‬د‪ .‬محمد ظاهر معروف ‪ ,‬المبادئ االولية في اصول االجراءات الجنائية ‪ ,‬دار الطبع والنشر االهلية بغداد‬
‫‪. 1972 ,‬‬

‫‪26‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الرسائل‬
‫‪ -1‬د‪ .‬حسن بشيت خوين ‪ ,‬ضمانات المتهم في الدعوى العمومية اثنا مرحلة المحاكمة ‪ ,‬رسالة ماجستير جامعة‬
‫بغداد ‪. 1974 ,‬‬

‫‪ -2‬سامي صادق المال ‪ ,‬اعتراف المتهم ‪ ,‬رسالة دكتوراه مقدمة الى كلية الحقوق ‪ ,‬جامعة القاهرة ‪. 1969 ,‬‬

‫‪ -3‬المستشار سمير ناجي ‪ ,‬بحوث ودراسات علمية في القانون الجنائي ‪ ,‬مطبعة االسراء ‪ ,‬القاهرة ‪. 2006 ,‬‬

‫‪ -4‬عماد احمد هاشم ضمانات المتهم اثناء محكمة االستجواب ‪ ,‬رسالة ماجستير مقدمة كلية الحقوق العالم‬
‫االمريكية ‪. 2006 ,‬‬

‫‪ -5‬القاضي علي عاصي حسين الجميلي ‪ ,‬ضمانات المتهم وحقوقه في مرحلتي التحقيق والمحاكمة ‪ ,‬بحث مقدم‬
‫الى مجلس القضاء االعلى ‪. 2008 ,‬‬

‫‪ -6‬القاضي طالب خالد موسى ‪ ,‬ضمانات المتهم في المحاكمة ‪ ,‬بحث مقدم الى المجلس القضاء االعلى ‪.2010 ,‬‬

‫‪ -7‬فاضل عباس الحسن ‪ ,‬استجواب المتهم دراسة مقارنة ‪ ,‬بحث مقدم الى مجلس العدل ‪ ,‬بغداد ‪. 1996 ,‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المقاالت والمجالت‬


‫‪ -1‬حسين مأمون ‪ ,‬استجواب المتهم ‪,‬مجلة القضاء العدد االول ‪. 1979‬‬

‫‪ -2‬علي سلطان العاتري ‪ ,‬ضمانات المتهم بالتشريع االسالم‪1‬ي ‪ ,‬مجلة الحقوق ‪ ,‬المجلد ‪ / 10‬عدد ‪ 2‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم سياسية الجزائر جامعة تبسة ‪. 202 ,‬‬

‫‪ -3‬قرار محكمة التميز المرقم ‪/ 882‬تميزية ‪1975 /‬في ‪ 1975/10/30‬المنشور في مجلة االحكام العدلية العدد‬
‫الرابع لسنة السادسة ‪. 1975‬‬

‫‪ -4‬دليل المحاكم العادلة منظمة العفو الدولي ‪ , 1988 ,‬منشور على الموقع ‪.www.f-law.net ,‬‬

‫‪ -5‬مفردات اللغة العربية ‪,‬على الموقع االلكتروني ‪. nnn.larubla.www ,‬‬

‫‪27‬‬
‫رابعا ‪ :‬القوانين‬
‫‪ -1‬دستور جمهورية العراق سنة ‪ 2005‬وتعديالته ‪.‬‬

‫‪ -2‬قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 1971‬وتعديالته ‪.‬‬

‫‪ -3‬قانون المدني العراقي رقم (‪ ) 40‬لسنة ‪ 1951‬وتعديالته ‪.‬‬

‫‪ -4‬قانون العقوبات العراقي رقم (‪ )111‬لسنة ‪ 1969‬وتعديالته ‪.‬‬

‫‪ -5‬قانون رعاية االحداث المرقم (‪ )76‬لسنة ‪ 1983‬المعدلة ‪.‬‬

‫‪ -6‬قانون المرافعات المدني العراقي المرقم (‪ )83‬لسنة ‪ 1969‬المعدلة ‪.‬‬

‫‪28‬‬

You might also like