You are on page 1of 95

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة مولود معمري ‪ -‬تيزي وزو ‪-‬‬


‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم احلقوق نظام (ل‪.‬م‪.‬د)‬

‫الضبطية القضائية يف التشريع اجلزائري‬

‫مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف القانون‬


‫ختصص‪ :‬القانون العام‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتني‪:‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬دخاليف سفيان‬ ‫‪ -‬لعرايب زينة‬
‫‪ -‬حداد ثيزيري‬
‫جلنة املناقشة‪:‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬زايدي محيد‪ ،‬أستاذ حماضر "أ"‪،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.................. ،‬رئيسا‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬دخاليف سفيان ‪ ،‬أستاذ حماضر "أ"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪...... ،‬مشرفا ومقررا‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬قلي أمحد‪ ،‬أستاذ حماضر"أ"‪،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪..................... ،‬ممتحنا‪.‬‬

‫السنة اجلامعية‪0202 -0202 :‬‬


‫شكر وعرفان‬

‫ريب أوزعين أن أشكر نعمتك اليت أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صاحلا ترضاه‬
‫وأدخلين برمحتك يف عبادك الصاحلٌن‪.‬‬

‫لتكن ىذه الورقة املساحة البيضاء لإلعرتاف أكثر من الشكر لألستاذ الفاضل‬
‫"سفيان دخاليف" الذي قبل اإلشراف علينا رغم كل الظروف اليت مرران هبا‪ ،‬كما نشكر‬
‫األستاذ احملرتم "كمال اتجر" الذي كان لنا سند يف مساران اجلامعي واألستاذة "أوديع"‪.‬‬
‫وكانت نصائح كل منهما قيمة وابلغة األثر يف إجناز ىذا العمل من بدايتو إىل غاية إدراج‬
‫ىذه احلروف يف سطور وإخراج السطور إىل النور‪.‬‬

‫كما ال يفوتنا أن نتقدم جبزيل الشكر والعرفان للشخص الذي رسم لنا الطريق يف‬
‫ىذا املوضوع وكان الشمعة اليت أضاءتنا طول مدة عملنا وحبثنا دمت ألىلك رجال ويف‬
‫عملك أسدا "بالل هبلول"‪.‬‬

‫وكما ال ننسى مجيع األساتذة الذين كانوا معنا طول املشوار الدراسي‪ ،‬واألساتذة‬
‫الذين قبلوا مناقشة عملنا ىذا املتواضع‪.‬‬

‫زينة وثيزيري‬
‫إه ـ ـ ـداء‬

‫إىل من محلتين ‪ 9‬أشهر يف بطنها وكانت روضة من رايض اجلنة واحلب أمي الغالية‬
‫أطال هللا يف عمرىا‪.‬‬
‫إىل روح الرجل الذي كان يل رمزا من رموز الرجولة والتضحية وخاصة الصدق والوفاء أيب‬
‫الغايل رمحة هللا عليو‪.‬‬
‫إىل من وقفوا معي رغم كل الظروف والصعوابت وىم سندي بعد أيب رمحة هللا عليو‪ ،‬إخويت‬
‫علي وزوجتو فريدة‪ ،‬محيد وزوجتو سامية‪ ،‬وأزيد حبا وشكرا ألخي فاتح الذي ىو يل أاب‬
‫اثين مبعىن الكملة‪.‬‬
‫إىل أخوايت اللوايت أكرمين هللا هبما نعيمة ومليكة وزوجها حكيم وعائلتو واِبنها أدراين‪.‬‬
‫إىل كتاكيت العائلة "نسيم‪ ،‬أانييس‪ ،‬أليسيا"‪ ،‬وال أنسى وال أستثين من كان أقرب من‬
‫روحي إىل من شاركين حضن أالمي وبو أستمد عزيت وإسراري زوجي الغايل "رضوان‬
‫حفصاوي"‪.‬‬
‫إىل من كانت رمز من رموز الصداقة واإلخوة واليت كانت يل عوان وحاضرة يف كل املواقف‬
‫وىي قطعة من روحي أخت زوجي وصديقيت "أنيسة حفصاوي"‪.‬‬
‫إىل أيب الثاين "حفصاوي عبد احلفيظ" أطال هللا يف عمره‪.‬‬
‫وإىل العائلة الكبًنة وإىل من م ّد يل يد العون من قريب أو بعيد وأخص ابلذكر إبن عمي‬
‫"لعريب حسان"‪.‬‬

‫زين ـ ـ ـ ـة‬
‫إهـ ـ ــداء‬

‫أىدي مثرة جهدي إىل أمي أطال هللا يف عمرىا‪.‬‬

‫وإىل من كان يدفعين قدما أيب الغايل‪.‬‬

‫إىل زوجي سندي‪.‬‬

‫إىل أخيت العزيزة وزوجها‪.‬‬

‫ثيزيري‬ ‫إىل كل العائلة الكبًنة‬


‫قائمة المختصرات‬

‫ج‪.‬ر‪ :‬جريدة رسمية‪.‬‬


‫د‪.‬ط‪ :‬دوف طبعة‪.‬‬
‫د‪.‬س‪ :‬دوف سنة‪.‬‬
‫ص‪ :‬صفحة‪.‬‬
‫ؽ‪.‬ع‪ :‬قانوف العقوبات‪.‬‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ :‬قانوف اإلجراءات الجزائية الجزائرؼ‪.‬‬
‫د‪ :‬دستور‪.‬‬
‫د‪.‬ب‪.‬ف‪ :‬دوف بمد النشر‪.‬‬
‫ج‪ :‬جزء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫إف اإلنساف إجتماعي بطبيعتو‪ ،‬ال يمكنو أف يعيش منعزال عف غيره‪ ،‬حيث يكمل كل‬ ‫ّ‬
‫واحد اآلخر‪ ،‬إذ ومف دوف ذلؾ ما ِاستطاع ضماف بقائو ورغـ حاجة الفرد لإلجتماع‪ ،‬إالّ أنو‬
‫لـ يستطع التخمص مف غرائزه‪ ،‬فكثرت الصراعات والنزاعات ونتجت عنيا جرائـ مست‬
‫باألدب والقيـ االجتماعية وعمت الفوضى‪ ،‬فظيرت حاجة المجتمع إلى وسائل وضوابط‬
‫المحافظة عمى األمف والسمـ ومتابعة المجرميف وتحقيق العدالة والسمـ االجتماعي‪.‬‬
‫و ّأوؿ مف دعى إلى حسف األخالؽ ومكافحة الجريمة كانت الشرائع السماوية وكاف‬
‫آخرىا وأىميا القرآف الكريـ‪ ،‬عمى لساف سيد الخمق دمحم عميو أزكى الصالة والتسميـ‪ ،‬حيث‬
‫دعى إلى األمر بالمعروؼ والنيي عمى المنكر والتمسؾ بمكارـ األخالؽ‪.‬‬
‫والجريمة ظاىرة ِاجتماعية خطيرة‪ ،‬وقد أخذت الدوؿ عمى عاتقيا مسؤولية مكافحتيا‬
‫والحد منيا منذ أف أصبح مف واجبيا حفع األمف والنظاـ في المجتمع واستقرت ليا بذلؾ‬
‫سمطة معاقبة المجرميف كإحدػ وسائل مكافحة الجريمة‪.‬‬
‫ونتيجة لتطور المجتمعات واِتساع نطاؽ الدولة وتغمغل ىذه األخيرة في كافة مياديف‬
‫الحياة بل وتدخميا في شؤوف وتصرفات األفراد ِاتسعت بذلؾ قاعدة التجريـ والعقاب ولعل أىـ‬
‫ثمار ىذا التطور أنو كشف عف حقوؽ ثابتة لألفراد في مواجية سمطة الدولة‪ ،‬األمر الذؼ‬
‫يقتضي إقامة توازف بيف تأكيد واِحتراـ سمطة الدولة في العقاب وبيف ضمانات األفراد‬
‫في حرياتيـ وحقوقيـ‪.‬‬
‫وقد خولت ميمة مكافحة الجريمة إلى جياز العدالة ممثمة في النيابة العامة كأصل‬
‫عاـ إالّ أنو ال يمكنو القياـ بذلؾ بمفرده‪ ،‬وعميو فيو يعتمد عمى جياز يدعى الضبط القضائي‬
‫والذؼ أسندت إليو ميمة البحث والتحرؼ‪.‬‬
‫لما كاف وقوع الجريمة ىو الذؼ ينشىء لمدولة الحق في عقاب مرتكيبيا ولما كاف‬
‫اقتضاء ىذا الحق ىو العمة التي تقف وراء وجود التنظيـ القضائي الجنائي‪ ،‬ووراء إعطاء‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫النيابة العامة بإعتبارىا وكيمة عف المجتمع حق تحريؾ الدعوػ الجزائية ورفعيا إلى القضاء‬
‫ومباشرتيا أمامو إلى حيف صدور الحكـ القضائي‪.‬‬
‫قبل تحريؾ الدعوػ العمومية ىناؾ مرحمة تسبقيا وىي تيدؼ إلى جمع العناصر‬
‫الالزمة لتمكيف النيابة العامة مف تقدير مالءمة تحريؾ الدعوػ مف عدميا وىي مرحمة‬
‫االستدالؿ ويباشر ىذه االجراءات المكونة لمرحمة االستدالؿ جياز يتكوف مف موظفيف‬
‫عموميف خصيـ القانوف بتمؾ الميمة بإعتبارىـ مف معاوني سمطة التحقيق وىو جياز‬
‫الضبطية القضائية‪ ،‬يقوـ رجاؿ الضبطية القضائية بالبحث والتحرؼ عند وقوع الجرائـ‬
‫والتحقيق مف مرتكيبيا‪ ،‬إال أنا ىذا ال يعني عدـ وجود قواعد تحكـ نشاطيـ‪ .‬فقانوف‬
‫االجراءات الجزائية قاـ بوضع تنظيـ يحكـ عمميـ مف خالؿ االختصاصات الممنوحة‬
‫لمضبطية القضائية والحدود التي يتعيف عمييـ اال يتخطوىا اال بإذف مف النيابة العامة حتى‬
‫يكوف عمميـ مشروعا‪.‬‬
‫تمعب الضبطية القضائية دو ار ميما لموصوؿ إلى الحقيقة ولبموغ الغاية‪ ،‬ذلؾ أنو تعيد‬
‫إلييا مرحمة اساسية مف مراحل الدعوػ العمومية المتمثمة في مرحمة البحث والتحرؼ وجمع‬
‫االستدالالت‪ ،‬فقاـ المشرع الجزائرؼ بتنظيميا في قانوف االجراءات الجزائية محددا األشخاص‬
‫القائميف بميمة الضبط القضائي والصفة القانونية مع منحيـ بعض االختصاصات‪،‬‬
‫باإلضافة إلى كل ىذا فرجاؿ الضبطية القضائية ليـ اعماؿ يزاولونيا حسب ما ىو منصوص‬
‫عميو في قانوف االجراءات الجزائية‪ ،‬إال أف ىذا ال يعني تمتعيـ بالحرية الكاممة أو السمطة‬
‫المطمقة في تتبع وقائع وأحداث الجريمة‪ ،‬ألف اؼ تعسف مف طرؼ جياز الضبطية القضائية‬
‫يعرض مرتكبو الى عقوبة تختمف مف شخص إلى آخر بإختالؼ درجة الخطأ المرتكب‪.‬‬
‫ىناؾ عدة أسباب جدية دفعتنا إلى إختيار ىذا الموضوع وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬رغبتنا في البحث والتعمق اكثر في ىذا الموضوع مف أجل الوقوؼ عمى النقائص‬
‫والثغرات إف وجدت‪ ،‬ومحاولة إقتراح الحموؿ المناسبة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫‪-‬ناد ار ما نجد كتاب يحمل عنواف الضبطية القضائية‪.‬‬


‫‪ -‬نقص المراجع العممية المتخصصة فييا‪.‬‬
‫‪-‬لكف واجينا صعوبات خالؿ مرحمة جمع المعمومات وخاصة المجاؿ التطبيقي‪.‬‬

‫تػي ػدؼ الػدراسة الػحػاليػة إلػى وضػع الػضػبػطيػة الػقػضػائػيػة فػي الصػورة وااللػمػاـ‬
‫بإختصاصات وأعماؿ الضبطية القضائية والمجيودات التي بذليا المشرع الجزائرؼ لتحقيق‬
‫التوازف بيف أعماؿ الضبطية القضائية والحرية الشخصية لألفراد مع ضرورة الوصوؿ إلى‬
‫الحقيقة‪ ،‬ونض ار ألىمية الضبطية القضائية سنقوـ بالدراسة والبحث في ىذا المجاؿ والتعميـ‬
‫في الموضوع‪.‬‬

‫‪ -‬االشكالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما مدػ توفيق المشرع الجزائرؼ في تنظيـ جياز الضبطية القضائية؟ وتحديد‬
‫إختصاصاتيا والرقابة عمييا ؟‬
‫ولإلجابة عمى ىذه اإلشكالية وازالة الغموض عنيا سنقوـ بدراسة النظاـ القانوني‬
‫لمضبطية القضائية مف خالؿ دراسة تنظيميا واختصاصاتيا والرقابة عمى أعماليا والمسؤولية‬
‫الناجمة عنيا‪.‬‬
‫تناولنا في الفصل األوؿ تنظيـ واختصاصات الضبطية القضائية‪ ،‬أما في الفصل الثاني‬
‫عالجنا مسألة الرقابة عمى جياز الضبطية القضائية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ألول‬
‫ّ‬ ‫ا‬ ‫الفصل‬
‫تنظيم واِختصاصات الضبطية القضائية‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫تنظيم واِختصاصات الضبطية القضائية‬
‫ينشأ حق الدولة في العقاب مباشرة بعد وقوع الجريمة‪ ،‬وال تممؾ ىذا الحق إالّ عف‬
‫طريق تحريؾ الدعوػ العمومية‪ .‬وجوىر ىذه األخيرة يكمف في المراحل التي سبقتيا والمتمثمة‬
‫في ضبط المجرـ والتحرؼ وجمع األدلة الخاصة بتمؾ الواقعة (الجريمة) وىي أعماؿ يقوـ بيا‬
‫جياز يعرؼ بالضبطية القضائية‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 12‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج «‪...‬يناط بالضبط القضائي ميمة البحث والتحرؼ عف‬
‫الجرائـ المقررة في قانوف العقوبات وجمع األدلة عنيا والبحث عف مرتكبييا ما داـ لـ يبدأ‬
‫أف الضبطية القضائية عبارة عف مجموعة مف اإلجراءات‬
‫فييا تحقيق قضائي‪ .»...‬بمعنى ّ‬
‫المتخذة مف طرؼ ضباط الشرطة القضائية وأعوانيـ في البحث والتحرؼ عف الجرائـ‬
‫ومرتكبييا‪ ،‬فميمتيـ تنحصر في البحث والتحرؼ إذ لـ يبدأ التحقيق وفي حالة ما إذا تـ‬
‫مباشرة التحقيق فتقوـ بتنفيذ األوامر الصادرة مف الجية األعمى‪.‬‬
‫فالضبطية القضائية كغيرىا مف األجيزة تممؾ نظاما خاصا وىذا ما سوؼ نتعرؼ‬
‫عميو مف خالؿ ىذا الفصل حيث أننا سنقوـ بمعالجة النقاط األساسية ليذا الجياز وسوؼ‬

‫تكوف النقطة األولى متمحورة في تنظيـ الضبطية القضائية (المبحث ّ‬


‫األول) والنقطة الثانية‬
‫نعالج فييا ِاختصاصات الضبطية القضائية (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫األول‬
‫المبحث ّ‬
‫تنظيم الضبطية القضائية‬
‫العمة مف وجود التنظيـ القضائي الجنائي وقوع الجريمة وىو ما يعطي الحق لمنيابة العامة‬
‫ويتكوف مف موظفوف عاموف يسند إلييـ‬
‫ّ‬ ‫في تحريؾ الدعوػ الجزائية ورفعيا إلى القضاء‪،‬‬
‫قانونا القياـ بالبحث والتحرؼ وجمع المعمومات‪ ،‬وتبنى سمطة اإلتياـ عمى محاضر اإلستدالؿ‬
‫التي يعدىا أفراد الضبطية القضائية‪ ،‬ولقد خصص المشرع الجزائرؼ ليذا الجياز فصال‬
‫كامال مف قانوف اإلجراءات الجزائية وكما حدد القائميف بيذا الجياز في المادة ‪ 14‬منو‪.1‬‬
‫ومف خالؿ ىذا المبحث سنحاوؿ أف نتطرؽ إلى تعريف الضبطية القضائية‬
‫األول) بعد ذلؾ نتطرؽ إلى أعواف الضبطية القضائية (المطمب الثاني)‪.‬‬
‫(المطمب ّ‬

‫األول‬
‫المطمب ّ‬
‫مفيوم الضبطية القضائية‬

‫الضبطية القضائية ال يقصد بيا الشرطة القضائية فحسب وانما تتعدػ إلى أعواف‬

‫األمف العسكرؼ‪ ،‬فيـ أيضا يحمموف صفة الضبطية وىذا أيضا ال يعني ّ‬
‫أف ىذه األخيرة مف‬
‫يحق ليا تسمية الضبطية القضائية إنما حتى األعواف يتمتعوف بيذه الصفة‪ ،‬وسنوضح ذلؾ‬
‫مف خالؿ معالجة بعض النقاط المتمحورة في ىذا المطمب‪.‬‬
‫حيث أف في (الفرع األول) سنعالج معنى الضبطية القضائية‪ ،‬أما في (الفرع‬
‫الثاني) سنتطرؽ إلى خصائص الضبطية القضائية وفي آخر نقطة سندرس فييا صفة‬
‫الضبطية القضائية (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪ -1‬أمر رقـ ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو‪ ،1966‬جريدة رسمية عدد ‪ 48‬مؤرخة في ‪ 10‬يونيو ‪ ،1966‬المتضمف‬
‫قانوف اإلجراءات الجزائية الجزائرؼ‪ ،‬المعدؿ والمتمـ‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪7‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫األول‬
‫الفرع ّ‬
‫معنى الضبطية القضائية‬

‫أوال‪ :‬التعريف الّمغوي‪.‬‬


‫الضبط لغة‪ :‬يعني لزـ الشيء وىو حفظو‪.‬‬
‫يقاؿ ضبط األمر بضـ الضاد أنو حدد عمى وجو الدقة‪ ،‬فيقاؿ ضبط ذلؾ الشخص أو ىذا‬
‫نود‬
‫الشيء ويعني التدويف الكتابي المشتمل عمى معالـ واقعة يخشى لو ترؾ أمرىا‪ .‬أؼ ّ‬
‫تسجيميا وىذا النوع مف الضبط أو المعنى يدخل في عنصر التدويف الذؼ يسمى في لغة‬
‫أف ضبط الواقعة يعني تحرير محضرىا‪.1‬‬
‫القانوف بتحرير محضر‪ ،‬ولذا يقاؿ ّ‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي‪.‬‬
‫وىذا المدلوؿ بدوره ينقسـ إلى قسميف‪:‬‬
‫األول‪ :‬ىي اإلجراءات التي يقوـ بيا رجاؿ الضبط القضائي لمبحث والتحرؼ‬
‫‪ -1‬المدلول ّ‬
‫عف الجريمة ومرتكبييا وجمع التحريات‪.2‬‬

‫بعبارة أخرى‪:‬‬
‫تـ تحديدىا في المادة ‪ 12‬مف‬
‫ىي كل المياـ المنوطة بأجيزة الضبط القضائي التي ّ‬
‫قانوف اإلجراءات الجزائية التي تنص عمى‪ ...« :‬البحث والتحري عن الجرائم المقررة في‬
‫قانون العقوبات وجمع األدلة عنيا والبحث عن مرتكبييا ما دام لم يبدأ فييا بتحقيق‬
‫قضائي»‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا أوى ابية‪ ،‬ضمانات الحرية الشخصية أثناء مرحمة البحث التمييدؼ‪ ،‬الديواف الوطني لألشغاؿ التربوية‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪ ،2004‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -2‬عبدهللا أوىابية‪ ،‬شرح إجراءات قانونية اإلجراءات الجزائية‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬ط‪ ،2015 ،3‬ص ‪.77‬‬

‫‪8‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫أما إذا فتح التحقيق وحسب المادة ‪ 13‬مف نفس القانوف فيي كاآلتي‪ّ :‬‬
‫فإف عمى‬
‫الضبط تنفيذ تفويض جيات التحقيق وتمبية طمباتيا بمعنى الكالـ‪ ،‬ونص المادة ىو‪« :‬إذا ما‬
‫فإن عمى الضبط القضائي تنفيذ تفويضات جيات التحقيق وتمبية طمباتيا»‪.‬‬
‫أفتتح التحقيق ّ‬
‫‪ -2‬المدلول الثاني‪ :‬الضبط القضائي ينصرؼ إلى األجيزة المكمفة بتنفيذ المياـ كالدرؾ‬
‫الوطني واألمف الوطني‪ ،‬وىو مفيوـ شخصي يطمق عمى أعواف جياز الضبط القضائي‬
‫نفسو‪ .‬أؼ مجموع أعضائو المكونيف لو‪.1‬‬
‫وفي تعريف لضباط الشرطة القضائية مزج األستاذ شارؿ بارابيف المعنييف الموضوعي‬
‫والشخصي لمضبط بقولو‪ « :‬ضباط الشرطة القضائية ىم سمطات ميمتيا معاينة الجرائم‬
‫المقررة في قانون العقوبات‪ ،‬جمع األدلة‪ ،‬والبحث عن مرتكبييا من جية ومن جية أخرى‬

‫تنفيذ تفويضات جيات التحقيق»‪.2‬‬


‫الفرع الثاني‬
‫خصائص الضبطية القضائية‬

‫إف أعماؿ الضبطية القضائية تتسـ بمجموعة مف الخصائص فيي أعماؿ واجراءات‬
‫ّ‬
‫رسمية مكتسبة الشرعية بموجب قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬السيما المادة ‪ 12‬والفقرة ‪ 03‬منو‬
‫أف أعضاء‬
‫وأنيا إجراءات شكمية يترتب عمى مخالفة أحكاميا البطالف‪ ،‬باإلضافة إلى ّ‬
‫طة القضائية يتمتعوف ببعض الصالحيات في إطار ممارسة مياميـ كالتوقيف تحت‬
‫الشر ّ‬
‫النظر والتفتيش الجسدؼ‪ ،‬وسماع األشخاص وتفتيش المنازؿ‪ ،‬وكل ىذه األعماؿ‪ ،‬ونظ ار‬

‫‪ -1‬عبد هللا أوىابية‪ ،‬شرح إجراءات قانوف اإلجراءات الجزائية الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -2‬أحمد غاؼ‪ ،‬ضمانات المشتبو فيو‪ ،‬أثناء التحريات األولية‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪9‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫لخطورتيا فيي مؤطرة بصفة محكمة مف قبل المشرع وال يجوز لضباط الشرطة القضائية‬
‫التعسف في إستعماليا‪.1‬‬
‫أف الضبطية القضائية تتميز بيذه الخصائص‪ ،‬إالّ أنيا ال يجب أف تتعسف حيث‬
‫رغـ ّ‬
‫أف الشكل في المادة الجزائية ضمانة ضرورية ضد ىذا التعسف واإلنحراؼ لموصوؿ إلى‬
‫ّ‬
‫غاية سامية تتمثل في عدالة حقيقية ومحايدة‪.‬‬
‫يتحقق فييا التوازف بيف المصمحة العامة لمجماعة والمصمحة الخاصة لممتيـ‬
‫فاإلجراءات الجزائية ذاتيا تفرض عددا مف األحكاـ تنظـ سير العدالة‪ ،‬والبعض األخر يرمي‬
‫إلى حماية الحريات الفردية‪.‬‬
‫تتطمب ىذه الحالة مف مختمف أطراؼ الدعوػ وجوب إتباع شكميات معينة أثناء‬
‫قياميا بمختمف اإلجراءات وعدـ اإللتزاـ بذلؾ يترتب عنو بطالنيا‪ ،‬ويشكل بطالف اإلجراءات‬
‫وسيمة قانونية لمراقبة شرعية اإلجراءات وجزاء لعدـ احتراـ الشكل التي فرضيا القانوف‬
‫أو أقرىا القضاء‪.2‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫صفة الضبطية القضائية‬

‫حسب نص المادة ‪ 15‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية الجزائرؼ المعدؿ والمتمـ ّ‬


‫فإف‬
‫حاممي ىذه الصفة ىـ‪:‬‬
‫‪ -1‬ضباط الدرؾ‪.‬‬

‫‪ -1‬صيد خير الديف‪ ،‬مشروعية عمل الضبطية القضائية في التشريع الجزائرؼ‪ ،‬مذكرة مكممة مف متطمبات نيل شيادة‬
‫الماستر في الحقوؽ‪ ،‬تخصص‪ :‬قانوف جنائي‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة دمحم خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬قادوش حسيف‪ ،‬سعيدؼ عمر‪ ،‬جزاء مخالفة الضبطية القضائية لمضمانات القانونية المقررة لحماية الحريات الفردية‬
‫(دراسة مقارنة) مذكرة لنيل شيادة الماستر في الحقوؽ‪ ،‬تخصص قانوف جنائي والعموـ الجنائية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬جامعة أكمي‬
‫أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،2018 ،‬ص ‪.03‬‬

‫‪10‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ -2‬ذو الرتب في الدرؾ ورجاؿ الدرؾ الذيف أمضو في سمؾ الدرؾ ثالث سنوات عمى‬
‫األقل والمعينوف بموجب قرار مشترؾ مف وزيرؼ العدؿ والدفاع الوطني بعد موافقة‬
‫المجنة‪.‬‬
‫‪ -3‬محافظو الشرطة‪.‬‬
‫‪ -4‬ضابط الشرطة والضباط المساعدوف في الشرطة ومفتشو األمف الوطني الذيف قضو في‬
‫خدمتيـ بيذه الصفة ثالث سنوات عمى األقل وعينو بموجب قرار مشترؾ مف وزيرؼ‬
‫العدؿ والداخمية بعد موافقة المجنة‪ ،‬ويحدد تكويف وتسيير المجنة المنصوص عمييا في ىذه‬
‫المادة بموجب مرسوـ‪ ،‬وىي مادة معدلة بقانوف رقـ ‪ 02-85‬المؤرخ في ‪ 26‬جانفي‬
‫‪ 1985‬واألمر رقـ ‪ 15-95‬المؤرخ في ‪ 26‬فيفرؼ ‪ 1995‬وذلؾ لوجود عدة فئات مما‬
‫يتمتعوف بصفة ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬ثـ جاء القانوف رقـ ‪ 02-17‬المؤرخ في‪27‬‬
‫مارس ‪ 2017‬ليعدؿ ويتمـ األمر ‪ 155-66‬السالف الذكر ليضيف المادة ‪ 15‬مكرر‬
‫و‪ 15‬مكرر ‪ ،1‬و‪ 15‬مكرر ‪.12‬‬
‫يحدد تكويف المجنة المنصوص في نص المادة ‪ 15‬وتسيرىا بموجب مرسوـ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬
‫أعضاء الضبطية القضائية‬

‫الضبطية القضائية جياز يعمل تحت إشراؼ ومراقبة القضاء‪ ،‬يضـ موظفوف عاموف‬
‫يناط ليـ قانونا‪ ،‬القياـ بالبحث والتحرؼ وجمع المعمومات حوؿ الجرائـ ومرتكبيا ما داـ لـ‬
‫يبدأ بالتحقيق القضائي‪.2‬‬

‫‪ -1‬أمر رقـ ‪ ،155 -66‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 12‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫يتكوف جياز الضبطية القضائية مف ضباط الشرطة القضائية (الفرع ّ‬


‫األول) وأعواف‬
‫الضبط القضائي (الفرع الثاني) واألعواف الموظفيف المفوض ليـ قانونا بعض مياـ الضبط‬
‫القضائي (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫األول‬
‫الفرع ّ‬
‫ضباط الشرطة القضائية‬

‫أوال‪ :‬تعريف ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬


‫لـ يضع قانوف اإلجراءات الجزائية تعريفا لصفة ضابط الشرطة القضائية بل إكتفى‬
‫فقط بوصفيـ وقد جاء بيانيـ عمى سبيل الحصر‪.‬‬
‫أما المشرع الجزائرؼ فقد أطمق عمييـ تسمية ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬وىذا يعني‬
‫أنيـ ليسوا ىيئة متميزة‪ ،‬بل ىي ذات صفة منحت لعدد مف الموظفيف األخريف‪ ،‬أؼ بعبارة‬
‫أخرػ صفة الضبطية ىي صفة إضافية يتمتع بيا ىؤالء األشخاص فوؽ اختصاصاتيـ‬
‫الرسمية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬صفة ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬


‫‪ -1‬صفة الضباط بقوة القانون‪:‬‬
‫وتضـ ىذه الفئة‪:‬‬
‫الشعبية البمدية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬رؤساء المجالس‬
‫ب‪ -‬ضباط الدرؾ الوطني‪.‬‬
‫جػ‪ -‬الموظفوف التابعوف لألسالؾ الخاصة لممراقبيف ومحافظو الشرطة لألمف الوطني‪.‬‬

‫‪ -1‬ميدات دمحم سغير‪ ،‬قورؼ الحاج‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شيادة ماستر في القانوف‪،‬‬
‫تخصص قانوف جنائي وعموـ جنائية‪ ،‬قسـ القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة العقيد أكمي محند أولحاج‬
‫البويرة‪ ،2018 ،‬ص ‪.08‬‬

‫‪12‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫وىؤالء يتمتعوف بصفة ضابط الشرطة القضائية بقوة القانوف بدوف أف يشترط فييـ أؼ‬
‫شرط لكف بصدور القانوف رقـ ‪ 07-17‬المؤرخ في ‪ 27‬مارس ‪ 2017‬الذؼ يعدؿ ويتمـ‬
‫األمر رقـ ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 08‬جواف ‪ 1966‬المتضمف قانوف اإلجراءات الجزائية‪،‬‬
‫عزز المشرع الجزائرؼ سمطة اإلشراؼ الذؼ يمارسو النائب العاـ عمى أعضاء الضبطية‬
‫القضائية وىذا مف خالؿ المادة ‪ 15‬مكرر ‪ 1‬التي تخوؿ النائب العاـ سمطة تأىيل ضباط‬
‫الشرطة القضائية حتى يمكنيـ ممارسة أعماؿ الضبط القضائي‪ ،‬وذلؾ بناء عمى ِاقتراح مف‬
‫السمطة اإلدارية التي يتبعونيا ِباستثناء رؤساء المجالس الشعبية البمدية الذيف يمكنيـ ممارسة‬
‫لمصالحيات التي تخوليا ليـ ىذه الصفة دوف تأىيل‪ ،1‬ومف جية أخرػ‪ ،‬يمكف لمنائب العاـ‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 15‬مكرر ‪ 2‬سحب التأىيل إما بصفة مؤقتة أو نيائية مف ضباط الشرطة‬
‫القضائية بناء عمى التقييـ السنوؼ الذؼ يخضع لو الضابط المعني‪.2‬‬

‫‪ -2‬صفة ضابط الشرطة القضائية بناء عمى قرار مشترك‪:‬‬


‫ىناؾ فئة في الشرطة القضائية تكتسب صفة ضابط شرطة قضائية بموجب قرار‬
‫مشترؾ ويكوف ىذا القرار بيف وزير العدؿ مف جية ووزير الدفاع أو وزير الداخمية مف جية‬
‫أخرػ حسب المادة ‪ 15‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫تتكوف ىذه الفئة‪:‬‬
‫أ‪ -‬ذو الرتب في الدرؾ ورجاؿ الدرؾ الذيف أمضو في سمؾ الدرؾ ثالث (‪ )03‬سنوات عمى‬
‫األقل والذيف تـ تعيينيـ بموجب قرار مشترؾ صادر عف وزير العدؿ ووزير الدفاع‪.‬‬
‫ب‪ -‬الموظفوف التابعوف لألسالؾ الخاصة لممفتشيف وأعواف الشرطة لألمف الوطني الذؼ‬
‫أمضو ثالث سنوات عمى األقل بيذه الصفة والذيف تـ تعيينيـ بموجب قرار مشترؾ صادر‬
‫عف وزير العدؿ ووزير الداخمية والجامعات المحمية‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 15‬مكرر ‪ ،1‬قانوف رقـ ‪ ،07-17‬مؤرخ في ‪ 27‬مارس ‪ ،2017‬المعدؿ والمتمـ لقانوف اإلجراءات الجزائية‪،‬‬
‫جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ 20‬المؤرخة في ‪ 29‬مارس ‪.2017‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 15‬مكرر ‪ 2‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫وىػذه الػفػئة مػف الػضبػاط يتػـ تع ػيػينػيػـ بػنػاء عػمى قػرار مػشػتػرؾ بػيػف و ازرة ال ػعػدؿ‬
‫والو ازرة التي يتبعونيا‪ ،‬وبعد أخذ رأؼ لجنة خاصة والتي أنشئت بموجب المرسوـ التنفيذؼ رقـ‬
‫‪ 107-66‬الصادر في ‪ 08‬جواف ‪ ،1966‬وتتشكل مف ممثل عف وزير العدؿ رئيسا‬
‫وعضوية ممثمي عف وزير الداخمية والدفاع الوطني‪.‬‬
‫كما تختص ىذه المجنة بإجراء إمتحاف لمحصوؿ عمى صفة ضابط الشرطة القضائية‬
‫وتبدؼ رأيا حوؿ تأىيميـ إلكتساب ىذه الصفة‪.1‬‬

‫‪ -3‬فئة ضباط الشرطة القضائية التابعين لمصالح األمن العسكري‪:‬‬


‫تضـ ىذه الفئة الضباط أو ضباط الصف التابعيف لممصالح العسكرية لألمف الذيف‬
‫خصيصا بموجب قرار مشترؾ بيف وزير الدفاع الوطني ووزير العدؿ دوف ِاشتراط‬
‫ً‬ ‫يتـ تعيينيـ‬
‫األقدمية أو موافقة لجنة خاصة‪ ،‬ولكف ال يمكف ليذه الفئة ممارسة أعماؿ الضبط القضائي‬
‫إالّ بعد أف يتـ تأىيميـ مف طرؼ النائب العاـ لدػ مجمس قضاء الجزائر‪.2‬‬
‫إف مستخدمو مصالح األمف العسكرؼ ليـ ِاختصاص عاـ مثميـ مثل ضباط الشرطة‬ ‫ّ‬
‫القضائية المذكوريف أعاله‪ ،‬وبالتالي يجب تميزىـ عف الشرطة القضائية العسكرية الذيف‬
‫يستمدوف مشروعية مياميـ مف قانوف القضاء العسكرؼ‪.‬‬
‫وبالنسبة لمياميـ نصت عمييا المادة ‪ 43‬مف قانوف القضاء العسكرؼ‪ ،‬وتجدر اإلشارة‬
‫أف الجيات القضائية العسكرية تطبق المبادغ العامة الواردة في قانوف إ‪.‬ج‪.‬ج وقانوف‬
‫إال ّ‬

‫‪ -1‬دمدوـ كماؿ‪ ،‬رؤساء المجالس الشعبية البمدية‪ ،‬ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬دار ىومة لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،2004 ،‬‬
‫ص ‪.13‬‬
‫‪ -2‬دوالش عبد الغاني‪ ،‬لعربس وردية‪ ،‬سمطات الضبط القضائي في ِاستعماؿ أساليب التحدؼ الخاصة‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماستر في القانوف‪ ،‬تخصص القانوف الجنائي والعموـ اإلجرامية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمرؼ‪ ،‬تيزؼ وزو‪ ،2018 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪14‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫ع‪.‬ج وقانوف القضاء العسكرؼ مع مراعاة النصوص المرتبطة بطبيعة النشاط العسكرؼ‬
‫وخصوصية الجرائـ العسكرية‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫أعوان الضبط القضائي‬

‫أوال‪ :‬تعريف أعوان الضبط القضائي‪.‬‬


‫جاء المرسوـ التشريعي رقـ ‪ 14-93‬المؤرخ في ‪ 04‬أفريل ‪ 1993‬معدؿ ألمر رقـ‬
‫‪ 85-02‬المؤرخ في ‪ 26‬جانفي ‪ 1986‬المتضمف إنشاء سمؾ الشرطة البمدية‪ ،‬فألغيت‬
‫بموجبو المادة ‪ 19‬وأضيفت المادة ‪ 26‬ونصت المادة ‪ 01‬األولى منو بعد تعديميا عمى‪:‬‬
‫«يعد مف أعواف الشرطة القضائية‪:‬‬
‫‪ -‬موظفو مصالح الشرطة وذوو الرتب في الدرؾ الوطني والدركيوف ومستخدمو األمف‬
‫العسكرؼ الذيف ليست ليـ صفة ضابط الشرطة القضائية وذو الرتب في الشرطة البمدية»‪.2‬‬
‫ثـ أضاؼ القانوف رقـ ‪ 20-91‬المؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر ‪ 1991‬بموجب المادة ‪62‬‬
‫مكرر الضباط وضابط الصف التابعيف لييئة إدارة الغابات الذيف ليست ليـ صفة ضباط‬
‫الشرطة القضائية إلى فئة أعواف ضبط قضائي‪.3‬‬
‫عدؿ قانوف اإلجراءات الجزائية الجزائرؼ مرة أخرػ لوجود نقص واضح بحكـ أف‬
‫المادة ‪ 19‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج لـ تذكر ذو الرتب في شرطة البمدية ضمف تعداد أعواف الضبطية‬
‫القضائية‪ ،‬في نفس الوقت يمزميـ القانوف بوجوب إرساؿ محاضر معاينتيـ لممخالفات إلى‬
‫وكيل الجميورية خالؿ خمسة أياـ مف تاريخ إثباتيـ لممعاينة‪ ،‬وىذا يعد خرؽ لمبدأ الفصل‬

‫‪ -1‬أمر رقـ ‪ 28-71‬المؤرخ في ‪ 22‬أبريل ‪ ،1971‬المتضمف قانوف القضاء العسكرؼ الصادر بالجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،88‬المؤرخة في ‪ 11‬مايو ‪.1971‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 01‬مف المرسوـ ‪ 14-93‬المؤرخ في ‪ 04‬ديسمبر ‪ ،1993‬الصادر بالجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 80‬المؤرخة في‬
‫‪ 05‬ديسمبر ‪ ،1993‬يعدؿ ويتمـ األمر ‪ ،155-66‬المتضمف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬نصر الديف ىنوني ويقدح داريف‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ لمضبط ‪ ،1‬دار ىومة لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪15‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫بيف السمطات التشريعية التي ليا وحدىا إختصاص إضفاء صفة الضبط والسمطة التنفيذية‬
‫التي ليس مف صالحيتيا إظفاء عمى موظفي الدولة تمؾ الصفة‪.1‬‬
‫في المقابل جاء المرسوـ التنفيذؼ رقـ ‪ 266-96‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪1996‬‬
‫المتضمف إنشاء سمؾ الحرس البمدؼ‪ ،‬ويحدد ميامو وتنظيمو بالنص في المادة ‪ 06‬منو والتي‬
‫تنص عمى «يمارس أعضاء الحرس البمدؼ المؤىميف قانونا الشرطة القضائية تحت سمطة‬
‫فإف ىذا القانوف‬
‫ضابط الشرطة القضائية المختص إقميميا»‪ .‬وبالتالي طبقا لنص ىذه المادة ّ‬
‫يؤىل أعضاء الحرس البمدؼ مباشرة ِاختصاصات الضبط القضائي‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬ميام أعوان الضبطية القضائية‪.‬‬


‫يقوـ أعواف الضبطية القضائية بمياـ كثيرة ومتعددة تتمخص كميا في المادة ‪ 20‬مف‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ولقد خوؿ ليـ المشرع الجزائرؼ ِاختصاصات جديدة وذلؾ بموجب القانوف رقـ‬
‫‪ 22-06‬المعدؿ والمتمـ (ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج) وىي‪:‬‬
‫‪ -1‬القياـ بالتحقيقات اإلبتدائية وذلؾ تحت رقابة أعواف الشرطة القضائية‪ ،‬بمجرد عمميـ‬
‫بوقوع الجريمة‪ ،‬إما بناء عمى تعميمات وكيل الجميورية أو مف تمقاء أنفسيـ‪ ،‬طبقا لألحكاـ‬
‫المادة ‪ 63‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -2‬يمكف ألعواف الشرطة القضائية تمقي أقواؿ األشخاص الذيف تـ ِاستدعائيـ تحت رقابة‬
‫ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬
‫‪ -3‬القياـ بعمميات مراقبة التسرب تحت مسؤولية ضابط الشرطة القضائية المكمف بتنسيق‬
‫العممية في الجرائـ المذكورة في المادة ‪ 76‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬

‫‪ -1‬ىشاـ مجبر‪ ،‬تنيناف وعمي‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شيادة ماست‪ ،‬قسـ القانوف‬
‫الخاص‪ ،‬تخصص قانوف خاص وعموـ جنائية‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمف ميرة‪ ،‬بجاية ‪-2012‬‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.07‬‬
‫‪ -2‬شيرزاد بف مسعود‪ ،‬اإلنابة القضائية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانوف العاـ‪ ،‬فرع قانوف العقوبات‪ ،‬وعموـ‬
‫جنائية‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة منتورؼ‪ ،‬قسنطينة‪ ،2010 -2009 ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪16‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ -4‬القياـ بعمميات مراقبة األشخاص الذيف يوجد ضدىـ مبرر أو أكثر يحمل عمى االشتباه‬
‫فييـ ِبارتكابيـ الجرائـ المنصوص عمييا في المادة ‪ 17‬الفقرة ‪ 07‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫األعوان الموظفين المكمفين أو المفوض ليم قانونا‬
‫بعض ميام الضبط القضائي‬

‫أجاز المشرع الجزائرؼ في قانوف اإلجراءات الجزائية لبعض الموظفيف واألعواف‬


‫اإلدارييف في الدولة ممارسة بعض مياـ الضبط القضائي وفقا لما ىو مقرر قانونا‪ ،‬فمنيـ‬
‫مف حدد في قانوف اإلجراءات الجزائية ومنيـ مف أحاؿ تحديده لقوانيف خاصة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األعوان والموظفون المحددون في قانون اجإجراءات الجزائية‪.‬‬


‫حدد قانوف اإلجراءات الجزائية فئتيف مف األعواف والموظفيف العمومييف المكمفيف‬
‫ببعض مياـ الضبط القضائي‪ ،‬ىما فئة األعواف والموظفيف المختصيف في الغابات وحماية‬
‫األراضي واستصالحيا وفئة الوالة‪.‬‬

‫‪ -1‬مستخدمي إدارة الغابات‪:‬‬


‫خوؿ قانوف اإلجراءات الجزائرية لألعواف والموظفيف المختصيف في الغابات وحماية‬
‫األراضي واستصالحيا ممارسة بعض مياـ الضبط القضائي في حدود معينة نضميا القانوف‬
‫نفسو لكف بتوافر مجموعة مف الشروط‪.‬‬

‫أ‪ -‬األعوان والموظفين المختصين في الغابات وحياة األراضي واستصالحيا‪:‬‬


‫تتعرض الغابات واألراضي ذات الطابع الغابي إلى إعتداءات كثيرة مف طرؼ‬
‫اإلنساف‪ ،‬ومف وسائل الحماية التي أوجدىا القانوف لمواجية ىذه اإلعتداءات وسيمة الضبط‬

‫‪ -1‬موسى زكي ‪ ،‬دور الضبطية القضائية في الوقاية مف الجريمة ومكافحتيا‪ ،‬مذكرة ضمف متطمبات نيل شيادة الماستر‬
‫في الحقوؽ‪ ،‬تخصص القانوف الجنائي والعموـ الجنائية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة زياف عاشور‪،‬‬
‫الجمفة ‪ ،2020 -2019‬ص ‪.09‬‬

‫‪17‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫القضائي الغابي الردعي الذؼ يعد وسيمة تقميدية لحماية الغابات‪ ،‬حيث تيدؼ إلى تحقيق‬
‫الردع ضد االنتياكات التي تتعرض ليا القوانيف الخاصة بحماية الغابات وذلؾ عف طريق‬
‫البحث والتحرؼ ومعاينة جنح ومخالفات قانوف الغابات وتشريع الصيد وجميع األنظمة‬
‫الخاصة بالغابات‪.‬‬
‫في الواقع ليس لمضبط القضائي الغابي كياف مستقل وبالتالي ال يوجد لو تعريف‬
‫أف أعضاء الضبط‬
‫خاص بو بل يدخل ىذا النوع مف الضبط ضمف الضبط القضائي‪ ،‬ذلؾ ّ‬
‫القضائي الغابي ىـ الذيف يشير إلييـ المشرع الجزائرؼ بالموظفيف واألعواف المنوط بيـ قانونا‬
‫بعض مياـ الضبط في حدود معينة‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 21‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية في‬
‫ىذا الشأف عمى اآلتي‪« :‬يقوـ رؤساء األقساـ والميندسوف واألعواف الفنيوف والتقنيوف‬
‫المختصوف في الغابات وحماية األراضي واِستصالحيا بالبحث والتحرؼ ومعاقبة جنح‬
‫ومخالفات قانوف الغابات وتشريع الصيد ونظاـ السير وجميع األنظمة التي عينوا فييا بصفة‬
‫خاصة واثباتيا في محاضر ضمف الشروط المحددة في النصوص الخاصة»‪.1‬‬
‫وعميو يتشكل ىذا السمؾ مف‪:‬‬
‫‪ -‬رؤساء األقساـ‪.‬‬
‫‪ -‬الميندسوف‪ ،‬واألعواف الفنيوف والتقنيوف المختصوف في الغابات وحماية‬
‫األراضي واستصالحيا‪.‬‬
‫كما تتمثل ِاختصاصاتيـ في مجاؿ الضبط القضائي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬تتبع األشياء المنزوعة وضبطيا في األماكف التي تنقل إلييا ووضعيا تحت الحراسة‪.‬‬
‫‪ِ -‬اقتي اد كل شخص يقبضونو في جنحة متمبس بيا إلى وكيل الجميورية أو إلى أقرب‬
‫ضابط لمشرطة القضائية إال في الحالة التي تشكل مقاومة المجرـ تيديدا خطي ار ليـ‬

‫‪ -1‬نصر الديف ىنوني‪ ،‬يقدـ دريف‪ ،‬الضبطية القضائية في التشريع الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬

‫‪18‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫فيقوموف بتحرير محضر عف المعاينات التي تمت والمقاومة وارسالو مباشرة إلى النيابة‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -‬القياـ بعمميات التفتيش التي يجب أف تجرؼ بحضور أحد ضباط الشرطة القضائية وذلؾ‬
‫قبل الساعة الخامسة ‪ 05‬صباحا وبعد الساعة الثامنة ‪ 08‬مساء‪ ،‬كما ال يجوز لضباط‬
‫الشرطة القضائية االمتناع عف مصاحبتيـ ويجب عميو التوقيع عمى المحضر الذؼ‬
‫يحرر حوؿ العممية التي شاىدىا‪.‬‬
‫‪ -‬تقديـ المساعدة التقنية لرجاؿ القضاء في حالة طمبيا‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير محاضر بالمخمفات والجنح التي تتـ معاينتيا وتسميميا لرؤسائيـ السممييف‪.‬‬
‫‪ -‬كما يجب لمستخدمي إدارة الغابات عند القياـ بمياـ الضبط القضائي اإلستعانة بالقوة‬
‫العمومية‪.1‬‬

‫ب‪ -‬الشروط الواجب توافرىا في األعوان والموظفين التابعين جإدارة الغابات‪:‬‬


‫لكي يقوـ األعواف والموظفوف المختصوف في حماية الغابات واِستصالحيا بممارسة‬
‫مياـ الضبط القضائي البد مف توافر مجموعة مف الشروط وىي‪:‬‬
‫‪ -‬أف ينتمي العوف إلى فئة مف أعضاء الضبطية القضائية‪.2‬‬
‫‪ -‬أداء اليميف أماـ المحكمة التي يعمل بيا‪.3‬‬
‫‪ -‬يمتزـ أعواف الييئة التنفيذية الغابية بإرتداء الزؼ الرسمي أثناء تأديتيـ وظائفيـ إال‬
‫إذا أعفتيـ منو صراحة السمطة السممية‪.4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 62‬و‪ 62‬مكرر مف قانوف رقـ ‪ 20 -91‬مؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر ‪ 1991‬المعدؿ والمتمـ لمقانوف رقـ ‪12-84‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1984‬المتضمف النظاـ العاـ لمغابات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،62‬المؤرخة في ‪ 04‬ديسمبر ‪.1991‬‬
‫‪-2‬دمحم خريط‪ ،‬مذكرات في قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪،2010 ،‬‬
‫ص‪.51‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 15‬مف المرسوـ التنفيذؼ رقـ ‪ 127/11‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ ،2011‬المتضمف القانوف األساسي الخاص‬
‫بالموظفيف المنتميف لألسالؾ الخاصة بإدارة الغابات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،18‬المؤرخة في ‪ 23‬مارس ‪.2011‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 19‬مف المرسوـ التنفيذؼ رقـ ‪.122-11‬‬

‫‪19‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ -‬حمل سالح الخدمة‪.1‬‬

‫‪ -2‬فئة الوالة‪:‬‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 28‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج يمكف لفئة الوالة بمناسبة جرائـ محددة عمى سبيل‬
‫الحصر وىي الجرائـ التي توصف بأنيا جناية أو جنحة ضد أمف الدولة‪ ،‬وفي حالة‬
‫أف السمطات القضائية المختصة قد أخطرت بالحادثة‬
‫االستعجاؿ فقط إذ لـ يكونوا عمى عمـ ّ‬
‫ممارسة سمطات الضبط القضائي‪ ،‬وفي ىذا الشأف يجب عمييـ إتخاذ اإلجراءات الضرورية‬
‫إلثبات الجريمة المرتكبة‪ ،‬إما بأنفسيـ أو عف طريق تكميف أحد ضباط الشرطة القضائية‬
‫لمقياـ بذلؾ‪.‬‬
‫ولكي يقوـ الوالي بمياـ الضبط القضائي بوصفو عونا أو موظفا مكمفا ببعض مياـ‬
‫الضبط يجب أف تتوفر جممة مف الشروط‪:‬‬
‫‪ -‬أف تشكل الجريمة جناية أو جنحة ضد أمف الدولة مف الناحية السياسية أو االقتصادية‬
‫كجرائـ التجسس‪ ،‬الخيانة‪ ،‬تزييف النقود أو األوراؽ المصرفية المتداولة قانونا وغيرىا مف‬
‫الجرائـ‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ -‬أف تكوف ىناؾ حالة استعجاؿ مقترنة بعدـ عمـ الوالي ّ‬
‫أف السمطات القضائية قد أخطرت‬
‫ألف عممو يسقط سمطتو في مباشرة اإلجراءات المقررة قانونا‪.‬‬
‫بالحادثة ّ‬
‫‪ -‬يجب أف يقوـ الوالي بإخطار وكيل الجميورية خالؿ الثماني واألربعيف (‪ )48‬ساعة‬
‫التالية لمباشرتو تمؾ اإلجراءات والتخمي عنيا لمسمطات القضائية المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬أف يقوـ الوالي بإرساؿ األوراؽ لوكيل الجميورية ويقدـ لو جميع األشياء التي ضبطيا‬
‫باإلضافة إلى األشخاص المشتبو بيـ ِبارتكاب الجرائـ‪.2‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 20‬مف المرسوـ التنفيذؼ رقـ ‪.127-11‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 28‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫ثانيا‪ :‬األعوان والموظفون المحددون في القوانين الخاصة‪.‬‬


‫كقاعدة عامة يقوـ ضباط الشرطة القضائية بميمة البحث والتحرؼ عف الجرائـ الواردة‬
‫في قانوف العقوبات والقوانيف الخاصة المكممة لو غير أنيـ قد يعجزوف في التقصي عف‬
‫بعض الجرائـ التي تتطمب إختصاصا‪ ،‬خبرة وتأىيال معينا‪ ،‬كما أنو أماـ التقدـ العممي‬
‫والتكنولوجي تطورت أساليب ِارتكاب الجرائـ ِباستعماؿ تقنيات متطورة ووسائل جديدة مما‬
‫أدػ إلى إتساع نطاقيا‪ ،‬وىو ما جعل أداء أعضاء الشرطة القضائية ذوؼ االختصاص العاـ‬
‫محددا دوف مساعدة ومؤازرة التقنيف وذوؼ االختصاص ما تطمب تدخل المشرع في قوانيف‬
‫خاصة محددا الموظفيف المؤىميف لمبحث والتحرؼ عف الجرائـ ومعاينتيا نظ ار لخبرتيـ في‬
‫المجاالت التي يمارسوف فييا مياميـ‪.1‬‬
‫وقد نصت ىذه القوانيف عمى إضفاء صفة الضبطية القضائية عمى أعوانيا وموظفييا‬
‫وشممت مجاالت عديدة ومتنوعة كما تولت ِاختصاصاتيـ‪ ،‬ونذكر منيـ عمى سبيل المثاؿ‬
‫مفتشو العمل‪ ،‬أعواف الجمارؾ‪ ،‬أعواف ومفتشو األسعار والجودة‪ ،‬أعواف الصحة النباتية‪،‬‬
‫مفتشي الصيد‪ ،‬وحراس الشواطئ‪ ،‬أعواف البريد والمواصالت السمكية والالسمكية‪ ،‬أعواف‬
‫شرطة المياه‪.2‬‬
‫أما فيما يخص أعواف الجمارؾ فإذا كانت المواد مف ‪ 41‬إلى ‪ 44‬والمادة ‪ 49‬مف‬
‫قانوف الجمارؾ قد حصرت حق التحرؼ ليؤالء دوف غيرىـ وخصتيـ بالذكر دوف سواىـ فيذا‬

‫أف الشرطة القضائية غير مؤىمة لمبحث والتحرؼ عف الجرائـ الجمركية بل ّ‬


‫إف‬ ‫ال يعني ّ‬
‫الشرطة القضائية مؤىمة تأىيال عاما تستمده مف نص المادة ‪ 03/12‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫وعمى ىذا األساس يجوز ألعواف الشرطة القضائية في إطار ميمتيـ تفتيش البضائع‬
‫ووسائل النقل واألشخاص المشتبو فييـ‪ ،‬كما يحق ليـ أيضا إعطاء األوامر لسائقي وسائل‬
‫النقل وتوقيفيـ ِباستعماؿ القوة عند االقتضاء فضال عف حقيـ في تفتيش مكاتب البريد‪.‬‬

‫‪ -1‬نصر الديف ىنوني‪ ،‬يقدح مدريف‪ ،‬الضبطية القضائية في التشريع الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 27‬ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫إف المحاضر التي يحررىا أعضاء الشرطة القضائية وفقا ألحكاـ ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ال تعد‬‫ّ‬
‫في ىذه الحاالت محاضر جمركية إنيا محاضر تحقيق ِابتدائي‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫ِاختصاصات الشرطة القضائية‬
‫تعد مرحمة التحريات األولية مرحمة بالغة األىمية‪ ،‬فيي مرحمة تمييدية وأساسية يرتكز‬
‫عمييا إجراءات الخصومة الجزائية وممارسة الدعوػ العمومية‪ ،‬وذلؾ حيف إرتكاب الجريمة‪،‬‬
‫وتستمد ىذه المرحمة أىميتيا كونيا تشمل إجراءات فييا مساس بالحقوؽ والحريات كتوقيف‬
‫المشتبو فييـ‪ ،‬لمنظر وسماعيـ وتفتيش المساكف واجراءات التحرؼ الخاصة وغيرىا سواء في‬
‫الحاالت العادية أو اإلستثنائية‪ ،‬وما قد يرافق ممارسة ىذه اإلختصاصات مف تجاوزات‬
‫أف القانوف قد أناط القياـ بيذه اإلجراءات ألجيزة‬
‫واىدار لمحقوؽ والحريات الفردية‪ ،‬خاصة ّ‬
‫الشرطة القضائية‪.‬‬
‫يجب أف تحاط حقوؽ وحريات األفراد بسياج مف الضمانات بالحد الذؼ يضمف‬
‫تحقيق التوازف بي ف مصمحة المجتمع المتمثمة في ضماف األمف والنظاـ واالستقرار والطمأنينة‬
‫ومصمحة األفراد عامة والمشتبو فييـ خاصة في أف ال تمس حقوقيـ وحرياتيـ‪.‬‬
‫ألف أغمب القضايا‬
‫أف موضوع إختصاصات الضبطية القضائية لو أىمية بالغة ّ‬
‫كما ّ‬
‫التي تصدر بشأنيا أحكاـ البراءة ترجع إلى عيوب في اإلجراءات سواء في صفة الضباط‬
‫المخوليف قانونا أو في جمع االستدالالت أو تمقي البالغات والشكاوؼ أو في شكل وكيفية‬
‫تحرير المحاضر‪.‬‬

‫‪ -1‬أحسف بوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪ ،‬دار ىومة لمنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ ،2‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.160‬‬

‫‪22‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫وعمى ىذا األساس يكمف ىدفنا في دراسة أعماؿ واختصاصات الضبطية القضائية‬
‫األول)‪.‬‬
‫حيث سنعالج االختصاصات العادية واالستثنائية لضباط الشرطة القضائية (المطمب ّ‬
‫أما النقطة التالية سنتناوؿ فييا أعماؿ الضبطية القضائية محل الرقابة (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫األول‬
‫المطمب ّ‬
‫االختصاصات العادية واالستثنائية لضبط الشرطة القضائية‬

‫يصنف الفقو عادة األعماؿ التي يقوـ بيا رجاؿ الشرطة القضائية إلى قسميف‪ :‬قسـ‬
‫يتضمف اإلجراءات التي يباشرونيا في الحاالت العادية والتي غالبا ما يطمق عمييا ِاسـ‬
‫إجراءات االستدالؿ والبحث األولي‪ ،‬وىي تشمل األعماؿ التي يجب عمى أعضاء الضبطية‬
‫القضائية القياـ بيا عند وقوع الجرائـ العادية‪ ،‬وقسـ آخر يضـ اإلجراءات التي يباشرونيا‬
‫في حاالت خاصة السيما في الجريمة الممتبس بيا وكذا الجرائـ اإلرىابية‪.‬‬
‫سنحاوؿ مف خالؿ ىذا المطمب معالجة االختصاصات العادية لضباط الشرطة‬
‫القضائية (الفرع األول) ومف ثـ سندرس االختصاصات االستثنائية لمضبطية القضائية‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫االختصاصات العادية لضباط الشرطة القضائية‬

‫يتمتع عناصر الضبطية القضائية بصالحيات تخوليـ البحث والتحرؼ عف الجرائـ‬


‫ومرتكبييا لكشف الغموض وازالة االلتباس المتعمق بوقوعيا‪ ،‬ثـ تحرير محاضر تثبت ما‬
‫قاموا بو مف أعماؿ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اجإختصاص المكاني (المحمي)‪.‬‬


‫‪ -1‬تعريف اجإختصاص المكاني‪:‬‬
‫ىو المجاؿ اإلقميم ي الذؼ يباشر فيو ضابط الشرطة القضائية ميامو في البحث‬
‫والتحرؼ عف الجريمة‪ ،‬ويتحدد ىذا اإلختصاص بنطاؽ الحدود التي يباشر فييا ضابط‬
‫‪23‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫الشرطة القضائية أو العوف نشاطو العادؼ وىذا حسب نص المادة ‪ 16‬الفقرة ‪ 01‬مف قانوف‬
‫اإلجراءات الجزائية «يمارس ضباط الشرطة القضائية اختصاصيـ المحمي في الحدود التي‬
‫يباشروف فييا وظائفيـ العادية»‪.‬‬
‫وتنص الفقرة الخامسة مف نفس المادة‪ ....« :‬وفي كل مجموعة سكينة عمرانية‬
‫فإف اختصاص محافظي وضباط الشرطة الذيف يمارسوف‬
‫مقسمة إلى دوائر لمشرطة‪ّ ،‬‬
‫وظائفيـ في إحداىا يشمل كافة المجموعات السكنية»‪.1‬‬

‫‪ -2‬طبيعة ىذا االختصاص‪:‬‬


‫أ‪ -‬ثبوت االختصاص لطائفة معينة‪:‬‬
‫فإف القانوف قد وسع مف‬
‫وفقا لما ورد في المادة ‪ 16‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية‪ّ ،‬‬
‫الصالحيات التي يباشرىا ضباط الشرطة القضائية التابعوف لمصالح األمف العسكرؼ وجعل‬
‫أف القانوف منح ليـ سمطة لمباشرة وظائفيـ التي‬
‫إختصاصيـ يشمل كافة التراب الوطني‪ ،‬أؼ ّ‬
‫تيدؼ إلى حماية كياف الدولة مف أؼ خطر يواجييا عبر كامل أنحاء التراب الوطني‪.2‬‬

‫ب‪ -‬ثبوت االختصاص في جرائم معينة‪:‬‬


‫منح قانوف اإلجراءات الجزائية لضباط الشرطة القضائية عمى إختالؼ الجيات‬
‫األصمية التي ينتموف إلييا سواء كانوا مف األمف الوطني‪ ،‬الدرؾ الوطني‪ ،‬األمف العسكرؼ‬
‫واألعواف الذيف يمارسوف المياـ تحت سمطة ىؤالء الضباط إختصاصا وطنيا لمباشرة‬
‫صالحياتيـ في البحث والتحرؼ عف الجرائـ المنصوص عنيا في المادة ‪ 16‬في الفقرتيف‬
‫األخيرتيف وىي تمؾ الجرائـ التي توصف بكونيا أعماال تخريبية وارىابية‪.3‬‬
‫ِاستثناء وفي حالة االستعجاؿ يقوـ ضباط الشرطة القضائية مباشرة مياميـ في كافة‬
‫دائرة إختصاص المجمس القضائي‪ ،‬كما يجوز ليـ مباشرة مياميـ في كافة أرجاء الوطف بناء‬

‫‪ -1‬عبد هللا أوىابية‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ -2‬حسيف طاىرؼ‪ ،‬الوجيز في شرح قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الخمدونية‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬نصر الديف ىنوني‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪24‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫عمى طمب مف أحد رجاؿ القضاء المختصيف‪ ،‬وفي ىذه الحالة يتعيف عمى الضابط إخطار‬
‫وكيل الجميورية التابع لو إقميميا إذا تعمق األمر بجريمة تمس بأمف الدولة‪.1‬‬
‫ِامتداد ِاختصاص ضباط الشرطة القضائية في ىذه الحالة يستوجب شروط ىي‪:‬‬
‫‪ -‬أف تكوف ىناؾ حالة إستعجاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬أف يطمب ذلؾ أحد رجاؿ القضاء المختصيف محميا ويجب عمى ىذا األخير أف‬
‫يقدـ يد المساعدة لضباط الشرطة القضائية العامل في إقميمو ذلؾ أنو أكثر معرفة‬
‫باإلقميـ وبالسكاف‪.‬‬
‫‪ -‬إبالغ وكيل الجميورية المختص محميا‪.‬‬
‫بالنسبة لممجموعات السكنية المقسمة إلى دوائر لمشرطة‪ ،‬كما ىو الشأف في المدف‬
‫الكبرػ فإف ضابط الشرطة القضائية الذؼ يعمل في إحدػ تمؾ الدوائر يشمل إختصاصو‬
‫اإلقميمي كل الدوائر أؼ ال مجموعة السكنية برمتيا سواء كاف ضابط شرطة أو محافع أو قائد‬
‫فرقة‪.‬‬
‫ومف المفيد أف نشير إلى أف االختصاص يعد مف النظاـ العاـ أؼ أف مخالفة قواعد‬
‫االختصاص تجعل اإلجراء باطال‪.‬‬
‫أف ضباط الشرطة القضائية التابعيف لمدرؾ الوطني يمارسوف مياميـ‬
‫وبالرغـ مف ّ‬
‫أساسا في المناطق الريفية وخارج المناطق العم ارنية وزمالئيـ التابعيف لمصالح األمف‬
‫الوطني (الشرطة) يمارسوف مياميـ داخل المناطق الحضرية عمى صعيد الممارسات العممية‬
‫قانونا اإلجراءات‬
‫ً‬ ‫فإف االختصاص اإلقميمي لضباط الشرطة القضائية يحدده‬
‫الميدانية‪ّ ،‬‬
‫الجزائية وليس ىناؾ ما يمنع أؼ مواطف مف تقديـ شكواه إلى ضباط الشرطة القضائية التابع‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫لمدرؾ الوطني ولو كاف مقيما داخل المدينة‬

‫‪ -1‬عمر خورؼ‪ ،‬محاضرات في قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬بف عكنوف‪ ،‬الجزائر‪،2008 ،‬‬
‫ص ‪.44‬‬
‫‪ -2‬أحمد غاؼ‪ ،‬الوجيز في تنظيـ ومياـ الشرطة القضائية‪ ،‬دار ىومة لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪25‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ -3‬ضوابط إنعقاد اجإختصاص المحمي‪.‬‬


‫حدد قانوف اإلجراءات الجزائية نطاؽ االختصاص المكاني وجعمو وطنيا لفئة معينة‬
‫واقميميا لباقي عناصر جياز الضبط القضائي‪ ،‬لكنو لـ يضع قواعد تبيف الحاالت التي تجعل‬
‫ضابط الشرطة القضائية مختص إقميميا‪ ،‬إالّ ّأنو يمكف تحديد ىذه الضوابط مف خالؿ القواعد‬
‫المنصوص عمييا في المواد ‪ 37‬و‪ 40‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج التي تبيف ِانعقاد واِختصاص كل مف‬
‫وكيل الجميورية وقاضي التحقيق‪ 1‬وىي كما يمي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا وقعت الجريمة في دائرة االختصاص اإلقميمي لعضو الضبطية القضائية يتحدد ىذا‬
‫المكاف بتوافر عناصر الركف المادؼ إلرتكاب الجريمة‪ ،‬وفي حالة تعدد ىذه األفعاؿ فيكفي‬
‫أف يقع أحدىا في دائرة ِاختصاصو ليجعل مختصا‪.‬‬
‫أف إقامة المشتبو‬ ‫ِ‬
‫ب‪ -‬إذا كاف محل إقامة الشخص المشتبو فيو في دائرة اختصاصو‪ ،‬أؼ ّ‬
‫فيو الفعمية والمعتادة سواء كانت مستمرة أو متقطعة ليس سكنو القانوني وفي حالة تعدد‬
‫األشخاص يكفي أف يكوف أحد المشتبو في أمرىـ يقيـ في دائرة إختصاصو ينعقد اختصاصو‬
‫بالبحث والتحرؼ عف الجريمة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬إذا تـ قبض المشتبو فيو أو ضبطو في دائرة ِاختصاصو ويستوػ ىنا أف يقبض عميو‬
‫بسبب تمؾ الجريمة أو بسبب جريمة أخرػ لينعقد ِاختصاصو‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬االختصاص النوعي‪.‬‬


‫يقصد باالختصاص النوعي تمؾ السمطات التي خوليا القانوف لمضبطية القضائية في‬
‫نوع معيف مف الجرائـ وعمى سبيل المثاؿ الجرائـ الجمركية‪ ،‬الجرائـ العسكرية وغيرىا‪ ،‬وليذا‬

‫‪ -1‬نصر الديف ىنوني‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -2‬عبد هللا أوىابية‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجزائية الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.106‬‬

‫‪26‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫فقد جعل ِاختصاصيـ يشمل كل أنواع الجرائـ‪ .‬ولقد حددتيا المادة ‪ 12‬الفقرة ‪ 03‬مف‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.1‬‬

‫‪ -1‬البحث والتحري‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف البحث والتحري‪:‬‬
‫ىو عبارة عف إتخاذ كافة اإلجراءات التي توصل رجاؿ الشرطة القضائية إلى معرفة‬
‫مرتكب الجريمة متى وصل إلى عممو إرتكابيا‪ .‬وذلؾ عف طريق تجميعو لمقرائف واألدلة التي‬
‫تثبت وقوع الجريمة ونسبتيا إلى فاعميا‪.2‬‬

‫ب‪ -‬أىمية مرحمة البحث والتحري‪:‬‬


‫بأف أىـ مراحل الدعوػ العمومية وأخطرىا ىي مرحمة البحث‬
‫ليس مف المبالغة القوؿ ّ‬
‫والتحرؼ‪ ،‬حيث تمعب ىذه المرحمة دور الفاتحة بالنسبة لإلجراءات الجزائية‪ ،‬وىي بذلؾ‬
‫تحضر وتطبع ال قضية إلى سمطة إقرار الحكـ‪ ،‬بطابع يتعذر أف يزوؿ وجدانيا عند التحقيق‬
‫أو الحكـ ومف ثـ تعد مرحمة دقيقة تنطوؼ عمى خطورة وأىمية قصوػ‪ ،‬سواء بالنسبة لممشتبو‬
‫فيو أو بالنسبة لجيات الحكـ أو المجتمع ككل‪.3‬‬

‫األصل أف تخوؿ سمطة الضبطية القضائية بقانوف وذلؾ نظر ّ‬


‫ألف األعماؿ التي تقوـ‬
‫بيا ىذه السمطة يمكف أف تمس حريات األفراد‪ ،‬فال يجوز منحيا ألؼ جية أو فئة إال بموجب‬
‫قانوف‪.‬‬

‫‪ -1‬نصر الديف ىنوني‪ ،‬يقدح داريف‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -2‬جماؿ جرجس تاوضروس‪ ،‬الشرعية الدستورية ألعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬النشر الذىني لمطباعة‪ ،‬ط‪ ،1‬عابديف‪،‬‬
‫مصر‪ ،2006 ،‬ص‪.87‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬إدريس عبد الجواد عبد الممؾ بريؾ‪ ،‬ضمانات المشتبو فيو في رحمة االستدالؿ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬بدوف‬
‫طبعة‪ ،2005 ،‬ص ‪.143‬‬

‫‪27‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫فالمادة ‪ 12‬الفقرة ‪ 03‬صرحت بتخويل ميمة البحث والتحرؼ إلى ضباط الشرطة‬
‫القضائية وأعوانيـ وجميع الموظفيف الذيف حددتيـ وتحتل ىذه المرحمة أىمية خاصة مف‬
‫حيث أنيا األساس الذؼ تقوـ عميو جميع الدعاوؼ العمومية‪.‬‬
‫وتكمف أىمية مرحمة البحث والتحرؼ بالنسبة لمقضاء بإلتقاط كل ما يتولد عف الجريمة‬
‫مف أثار وجمع كافة المعمومات التي تفيد كشف الحقيقة‪ ،‬بما يحوؿ دوف إفالت المجرميف مف‬
‫أف قربيا مف الجريمة يساعدىا عمى إلتقاط أدلة حاضرة حوؿ‬
‫وجية العدالة‪ ،‬فضال عف ّ‬
‫الجريمة‪.1‬‬

‫‪ -2‬جمع األدلة‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف جمع األدلة‪:‬‬
‫حسب نص المادة ‪ 12‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج يقصد بيا القياـ بعدة إجراءات والغرض منيا‬
‫التأكد بكل وضوح مف وقوع الجريمة فعال‪ ،‬ومعرفة مف قاـ بيا والتوصل عف طريق ىذه‬
‫اإلجراءات التي تجمع األدلة والقرائف‪ ،‬وعمى ِاختالؼ أنواعيا مف أوجو اإلثبات إلى إسناد‬
‫الجريمة إلى مرتكبييا قانونا‪.‬‬

‫ب‪ -‬شروط لجمع األدلة‪:‬‬


‫يشترط في كل ىذه اإلجراءات أف تكوف قانونية بمعنى أف تكوف صحيحة شكال‬
‫ويكوف قد حررىا ووضعيا أثناء مباشرة أعماؿ وظيفتيـ وأوردو فييا عف موضوع داخل‬
‫في نطاؽ ِاختصاصاتيـ ما قد رأوه أو سمعوه أو عاينوه بأنفسيـ‪.‬‬
‫ويكوف جمع األدلة بالبحث عف األشخاص الذيف شاىدوا الجريمة أو سمعوا بيا‬
‫والتحرؼ عف الجاني وشركائو‪.2‬‬

‫‪ -1‬بوعبد هللا بوحجمة‪ ،‬ضمانات حقوؽ اإلنساف أثناء مرحمة البحث والتحرؼ‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانوف‬
‫الجنائي والعموـ الجنائية‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬بف عكنوف‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2013 -2012 ،1‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -2‬أحمد غاؼ‪ ،‬الوجيز في تنظيـ ومياـ الشرطة‪ ،‬القضائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪28‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ -3‬تمقي التبميغات والشكاوي‪:‬‬


‫األوؿ الذؼ يمقى عمى ضباط الشرطة القضائية ىو تمقي التبميغات‬ ‫إف الواجب ّ‬ ‫ّ‬
‫والشكاوؼ التي ترد إلييـ بشأف الجرائـ التي تقع‪ ،‬وارساليا فو ار إلى النيابة العامة‪ ،‬إذ يتعيف‬
‫عمييـ أف يحرروا محاضر بأعماليـ وأف يبادروا بغير تميل إلى إخطار وكيل الجميورية‬
‫بالجنايات أو الجنح التي تصل إلى عمميـ المادة ‪ 18‬الفقرة ‪ 01‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪ .‬سواء ما يرد مف‬
‫األفراد أو مف الموظفيف العمومييف أو المكمفيف بخدمة عامة عف الجرائـ التي تقع أثناء تأدية‬
‫عمميـ أو بسببو‪.1‬‬
‫والمقصود بالتبميغ عف الجرائـ إخبار السمطات المختصة وىو غير الشكوػ التي يقوـ‬
‫بيا المجني عميو أو المتضرر الضحية مف الجريمة‪ ،‬والتبميغ يكوف بمجرد إيصاؿ الخبر إلى‬
‫السمطات العامة وقد تكوف مف مصدر مجيوؿ أو مف مصدر معموـ‪ ،‬وقد يكوف كتابي‬
‫أو شفوؼ‪ ،‬وكما قد يكوف عبر الياتف أو بمختمف الوسائل وطبيعة التبميغ ىو حق مقرر لكل‬
‫إنساف سواء كاف مجنيا أـ ال‪ ،‬صاحب مصمحة أو ال‪.‬‬
‫أف الشكاوؼ التي ترد إلى ضباط الشرطة‬
‫وتختمف الشكاوؼ عف البالغات‪ ،‬بحيث ّ‬
‫القضائية ليس المقصود بيا فقط الشكاوؼ التي تكوف بصدد جريمة عمق القانوف فييا مباشرة‬
‫الدعوػ العمومية عمى الشكوػ مف المجني عميو‪.‬‬
‫وانما يقصد بيا الطمبات التي تقدـ بيا المتضرريف مف الجريمة مطالبيف متابعة الجناة‬
‫وتقديميـ إلى العدالة طبقا لمقانوف‪ ،‬أؼ تحريؾ الدعوػ العمومية ضدىـ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫ائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.243‬‬ ‫‪ -‬عبد هللا أوىابية‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجز ّ‬
‫‪ -2‬جيالؼ بغدادؼ‪ ،‬التحقيق دراسة مقارنة نظرية وتطبيقية‪ ،‬الديواف الوطني لألشغاؿ التربوية‪ ،‬ط‪ ،1999 ،1‬ص ‪.16‬‬

‫‪29‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ -4‬جمع اجإستدالالت‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف جمع االستدالالت‪:‬‬
‫ىي تمؾ اإلجراءات التي مف شأنيا التأكد مف وقوع الجريمة ومعرفة مرتكبييا‬
‫والتوصل عف طريق االيضاحات إلى تجميع القرائف وأوجو اإلثبات التي يترتب عمييا إسناد‬
‫الجريمة إلى مرتكبييا قانونا‪ ،‬وتعتبر جمع االستدالالت مف ِاختصاصات ضباط الشرطة‬
‫القضائية الوظيفية‪ ،‬وىـ يممكوف ِاتخاذ عدة إجراءات قانونية لمتمكف مف جمع ىذه‬
‫االستدالالت عف الجرائـ ولو في غير حالة التمبس وبال ِاستئذاف سمطة التحقيق‪.1‬‬

‫ب‪ -‬تحرير محضر االستدالالت‪:‬‬


‫أوجب قانوف اإلجراءات الجزائية عمى ضباط الشرطة القضائية أف يدوف جميع‬
‫اإلجراءات التي تقوـ بيا في محضر موقع عميو منو ويوضح فيو كل األعماؿ التي قاـ بيا‬
‫وتاريخ ومكاف حصوليا‪.‬‬
‫كما يشمل ىذا المحضر عمى توقيع الذيف سئموا بمعرفتو مف شيود أو خبراء‬
‫أو ضحايا‪ ،‬يرسل ىذا المحفر عمى الفور إلى وكيل الجميورية مع األوراؽ واألشياء‬
‫المضبوطة أو المحجوزة‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 18‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫االختصاصات االستثنائية لمضبطية القضائية‬

‫إف التحقيقات الجنائية بصفة عامة واجراءات البحث والتحرؼ بصفة خاصة ىي‬
‫ّ‬
‫أعماؿ تقوـ عم ى ثالث مبادغ أساسية وىي السرعة في التدخل‪ ،‬الفعالية في التنفيذ وحرية‬
‫المبادرة وعادة ما تنحصر ِاختصاصات الضبطية القضائية كأصل عاـ في البحث عف‬
‫الجرائـ ومرتكبييا‪ ،‬فيي مجرد ِاجراءات إستداللية كونيا ال تمس حقوؽ األفراد وحرياتيـ إال‬

‫‪ -1‬جياللي بغدادؼ‪ ،‬التحقيق دراسة مقارنة نظرية وتطبيقية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -2‬بوحجمة بو عبد هللا‪ ،‬ضمانات حقوؽ اإلنساف أثناء مرحمة البحث والتحرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪30‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫ّأنو قد يناط لضباط الشرطة القضائية بعض االختصاصات االستثنائية التي ىي عمى سبيل‬
‫االستثناء والتي تتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التمبس‪.‬‬
‫‪ -1‬حاالت التمبس‪:‬‬
‫أشار المشرع الجزائرؼ في المادة ‪ 41‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج إلى حاالت التمبس كل واحدة‬
‫حدة‪ .‬سنعالج أوال مشاىدة الجريمة حاؿ ارتكابيا‪ ،‬ثـ نعالج مشاىدة الجريمة عقب‬
‫عمى ّ‬
‫إرتكابيا‪ ،‬ومف ثـ متابعة العامة لممشتبو وفي األخير حيازة المشتبو دالئل تحتمل مساىمتو‬
‫في الجريمة‪ ،‬ووقوع الجريمة في مسكف والتبميغ عنيا‪.‬‬

‫أ‪ -‬مشاىدة الجريمة حال ِارتكابيا‪:‬‬


‫في ىذه الحالة تعرؼ الجريمة في المحظة التي ترتكب فييا‪ ،‬فال تدع مجاال لمشؾ‬
‫ألف الركف المادؼ تـ تحت أنظار ضابط الشرطة القضائية‪.1‬‬
‫في إسناد الجريمة لفاعميا‪ ،‬ذلؾ ّ‬
‫ب‪ -‬مشاىدة الجريمة عقب ِارتكابيا‪:‬‬
‫أف ضابط الشرطة القضائية لـ يشاىد الجريمة حاؿ ِارتكابيا‬
‫يعني في ىذه الحالة ّ‬
‫أف الجريمة وقعت منذ وقت قصير‪.‬‬ ‫ولكف شيد أثار ومعالـ تدؿ عمى ّ‬
‫المدة الزمنية الفاصمة بيف إرتكاب الفعل‬ ‫ِ‬
‫والمشرع عند استعمالو لعبارة "عقب" لـ يحدد ّ‬
‫واِكتشافو‪ ،‬فمنح لمقضاة السمطة التقديرية وفقا لما ورد في القانوف‪.2‬‬

‫جـ‪ -‬متابعة العامة لممشتبو فيو بالصياح إثر وقوع الجريمة‪.‬‬


‫نصت المادة ‪ 41‬الفقرة ‪ 02‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج عمى ىذه الحالة بحيث لكي تتحقق حالة‬
‫التمبس البد مف ىروب الجاني بعد ِارتكابو لمجريمة مباشرة‪ ،‬ثـ يتبعو العامة مف الجميور‬

‫‪ -1‬صادؽ حسف الصفاوؼ‪ ،‬أصوؿ اإلجراءات الجزائية‪ ،‬منشأة الناشر لممعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1997 ،‬ص ‪.273‬‬
‫‪ -2‬ىنوني نصر الديف‪ ،‬يقدح داريف‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪31‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫أو المجني عميو بالصياح‪ ،‬ويكفي أف يتبعو شخص واحد لتقوـ الجريمة والبد أف تكوف بعد‬
‫وقوع الجريمة مباشرة‪ ،‬فإذا مرت فترة زمنية بعد وقوعيا ال تكوف جريمة متمبسة بيا‪.1‬‬

‫د‪ -‬حيازة المشتبو فيو دالئل تشمل مساىمتو في الجريمة‪:‬‬


‫أؼ أف تكوف في حوزة المشتبو فيو ألشياء تدؿ عمى إرتكابو أو مساىمتو في الجريمة‬
‫ويقصد ما يوجد في جسمو كالخدوش أو في حوزتو سالح كمثاؿ‪.‬‬
‫يجب أف تكوف ىذه األشياء استخدمت في الجريمة والبد مف إثبات وجود صمة بينيا‬
‫وبيف المتيـ وبيف الجريمة المرتكبة‪ ،‬ويجب أف تشير ظروؼ حممو إياىا إلى توافر ىذه‬
‫أف وجود عالمات أخرػ قد تثبت أنو المشبو بو ىو الجاني كوجود دماء عمى‬
‫الصمة‪ .‬كما ّ‬
‫مالبسو أو بحوزتو سالح أو تمزؽ مالبسو تكوف كأدلة في مشاركتو لمجريمة‪.2‬‬

‫ىـ‪ -‬وقوع الجريمة في مسكن والتبميغ عنيا‪:‬‬


‫ىنا يجب أف تقع الجريمة في منزؿ مسكوف أو معد لمسكف ويجب أف يكشف صاحب‬
‫المنزؿ الجريمة‪ ،‬فيسارع إلخبار ضابط الشرطة ويأذف ليـ بالدخوؿ إلى منزلو لممعاينة‬
‫وتحرير محضر رسمي قبل زواؿ معالـ الجريمة‪.‬‬
‫ومثاؿ إكتشاؼ صاحب المسكف جريمة في منزلو كإكتشافو لجثة ألحد أقاربو‬
‫الزنا مع شريكيا يسرع لتبميغ الشرطة‪.3‬‬
‫أو اإللحاؽ بزوجتو متمبسة بجريمة ّ‬

‫‪ -2‬شروط التمبس‪:‬‬
‫أ‪ -‬يجب أف يشاىد عناصر الضبطية جريمة تشكل إحدػ حاالت التمبس الواردة في المادة‬
‫‪ 41‬مف ؽ‪..‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجب أف يكوف التمبس سابقا عف اإلجراء ليس الحقا لو‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬أصوؿ قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬القاىرة‪ ،1969 ،‬ص ‪.437‬‬
‫‪ -2‬إدوارد غالي الذىني‪ ،‬اإلجراءات الجنائية في التشريع المصرؼ‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة غريب‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪ ،1990 ،‬ص ‪.383‬‬
‫‪ -3‬فضيل العيش‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬مطبعة البدر‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪ ،2008 ،‬ص ‪.106‬‬

‫‪32‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫جػ‪ -‬أف يكشف الضابط الجريمة بنفسو عقب إرتكابيا‪.‬‬


‫د‪ -‬أف يكوف ِاكتشافو لمجريمة المتمبس بيا قد حصل بطريق مشروع ال يتعارض مع حقوؽ‬
‫األفراد وحرياتيـ‪.1‬‬

‫‪ِ -3‬اختصاصات ضابط الشرطة القضائية في حالة التمبس‪:‬‬


‫أ‪ِ -‬‬
‫االجراءات الوجوبية‪:‬‬
‫‪ -‬إخطار وكيل الجميورية‪.‬‬
‫‪ -‬االستعانة باألشخاص المؤىميف‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط األشياء وحفظيا‪.‬‬
‫‪ -‬سماع أقواؿ الحاضريف‪.‬‬
‫‪ -‬رفع يد الضبطية عف التحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير محضر التحقيق فو ار‪.2‬‬

‫ب‪ -‬اجإجراءات الجوازية‪:‬‬


‫‪ -‬االستقاؼ‬
‫‪ -‬ضبط المشتبو فيو واِقتياده ألقرب مركز لمشرطة القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬األمر بعدـ المبارحة‪.‬‬
‫‪ -‬التوقيف لمنظر‪.‬‬
‫‪ -‬القبض‪.‬‬
‫‪ -‬التفتيش‪.3‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬بوعوينة أميف شعيب‪ ،‬حمزة ميمب‪ِ ،‬اختصاصات الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة في‬
‫الحقوؽ‪ ،‬شعبة القانوف الخاص‪ ،‬والعموـ الجنائية‪ ،‬قسـ القانوف الخاص‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمف‬
‫ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،2013 -2012 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -2‬ىنوني نصر الديف‪ ،‬يقدح داريف‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -3‬بػػوعويػنة أميف شعػيب‪ ،‬ميمػب حمػزة‪ِ ،‬اختػصاصات الػضبطػية الػقػضػائية في الػقػانوف الػجػ ازئػرؼ‪ ،‬مػرجػع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.38-34‬‬

‫‪33‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫ثانيا‪ :‬اجإنابة القضائية‪:‬‬


‫‪ -1‬تعريف اجإنابة القضائية‪:‬‬
‫اإلنابة القضائية إجراء مف إجراءات التحقيق ونعني بو تفويض قضاء التحقيق سمطة‬
‫أخرػ في تنفيذ بعض إجراءات التحقيق‪ ،‬كما يعتبر ىذا العمل قانونا كأنو صادر عف سمطة‬
‫التحقيق نفسيا‪.‬‬
‫نص عمى اإلنابة القضائية مف المادة ‪ 138‬إلى غاية ‪ 142‬مف قانوف‬
‫ولقد ّ‬
‫اإلجراءات الجزائرية‪.1‬‬

‫‪ -2‬شروط اجإنابة القضائية‪:‬‬


‫حسب المادة ‪ 138‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أف تصدر اإلنابة القضائية مف قاضي التحقيق المختص‪.‬‬
‫‪ -‬أف يصدر قاضي التحقيق اإلنابة القضائية إلى أحد أطراؼ الشرطة القضائية وليس‬
‫إلى األعواف‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف ينصب عمى عمل ميعف مف أعماؿ التحقيق‪.‬‬
‫أف تكوف اإلنابة القضائية صريحة ومكتوبة‪.2‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪ -3‬األثار المترتبة عمى اجإنابة القضائية‪:‬‬
‫إذا توافرت الشروط السابقة لإلنابة القضائية فإنو ينتج عنو أثار وىي‪:‬‬
‫تعد وتتمتع بالقيمة‬
‫إف األعماؿ التي تقوـ بيا الشرطة القضائية تتسـ بالشرعية كما ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫والحجية‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم عمي سالـ الحمبي‪ ،‬الوسيط في شرح قانوف أصوؿ المحاكمات الجزائرية‪ ،‬دعوػ الحق العاـ ودعوػ حق الشخص‬
‫ومرحمة التحرؼ واالستدالؿ‪ ،‬ج‪ ،1‬مكتبة دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،1996 ،‬ص ‪.437‬‬
‫‪ -2‬بوعوينة أميف شعيب‪ ،‬ميمب حمزة‪ِ ،‬اختصاصات الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪34‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫إف ضباط الشرطة القضائية ممزموف بالقياـ بحدود اإلنابة القضائية‪ ،‬فميـ صالحية‬
‫‪ّ -‬‬
‫القياـ بكافة األعماؿ المخولة لقاضي التحقيق ما عدا اإلجراءات التي استثناىا القانوف‬
‫ومف بيف األعماؿ التي يجوز تنفيذ اإلنابة فييا‪:‬‬
‫‪ -‬المعاينة‪ :‬يكوف عادة قبل تحريؾ الدعوػ العمومية‪ ،‬ولكف ىناؾ ِاستثناء أيف يقوـ‬
‫قاضي التحقيق بإصدار أمر اإلنابة وذلؾ مف أجل ِاستكماؿ التحريات‪.‬‬
‫‪ -‬سماع الشيود‪ :‬ىذا بعد إدالء الشاىد بأقوالو مف تمقاء نفسو أو بناء عمى ِاستدعاء‬
‫يوجو لو مف طرؼ ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز لضباط الشرطة القضائية التوقيف‪ :‬توقيف كل شخص يرونو ضرورؼ دوف أف‬
‫يتعدػ ‪ 48‬ساعة قابمة لمتجديد‪.‬‬
‫كما ال ي جوز لضباط الشرطة القضائية أف يفوض ضابط آخر لمقياـ باإلنابة‬
‫القضائية‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‬
‫أعمال الضبطية القضائية محل الرقابة‬

‫لقد وضع المشرع الجزائرؼ مجموعة مف الحقوؽ عمى عاتق ضباط الشرطة القضائية‬
‫وحرص عمى تطبيقيا بحذر‪ ،‬إذ تعيف عمييـ القياـ بجميع األعماؿ التي ىي في صالح‬
‫المشتبو فيو‪ ،‬وىذا ما جاءت بو النصوص المنظمة ليذا اإلجراء‪ ،‬إذ يجب عمييـ إخبار‬
‫المتيـ المشتبو فيو بجميع الحقوؽ الممنوحة لو بقوة القانوف‪ ،‬كما ألزمو ِباحتراـ ىذا األخير‬
‫وعدـ خرقيا‪ ،‬ومف األعماؿ التي تكوف محل الرقابة في األعماؿ الضبطية القضائية التقميدية‬
‫(الفرع األول) ومف ثـ أعماؿ الضبطية القضائية الحديثة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم عمي سالـ‪ ،‬الحمبي الوسيط في شرح قانوف أصوؿ المحاكمات الجزائية دعوػ الحق العاـ‪ ،‬ودعوػ حق الشخص‬
‫ومرحمة التحرؼ واالستدالؿ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.449‬‬

‫‪35‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫األول‬
‫الفرع ّ‬
‫أعمال الضبطية القضائية التقميدية‬

‫يتمتع ضباط الشرطة بصالحية التحقيق المخولة أصال لقاضي التحقيق‪ ،‬كما يمكف‬
‫ليـ في كل مف الجريمة المتمبس بيا واإلنابة القضائية القياـ بالتوقيف لمنظر وتفتيشو‬
‫والقبض‪...‬الخ‬

‫أوال‪ :‬التوقيف لمنظر‪.‬‬


‫‪ -1‬تعريف التوقيف لمنظر‪:‬‬
‫التشريع الجزائرؼ لـ يقدـ تعريفا لمتوقيف لمنظر‪ ،‬فقد ِاقتصر عمى بياف الحاالت التي‬
‫يجوز فييا ِاتخاذه والجيات التي تباشره‪ ،‬وتعد المادة ‪ 38‬مف دستور الجزائر مف المواد التي‬
‫منحت لممواطف شرعية الحرية والحقوؽ‪.‬‬
‫بأف ال يتـ‬
‫كما نصت المادة ‪ 59‬مف الدستور نفسو في سبيل كفالة حرية الفرد والتنقل ّ‬
‫التعرض ليا بالتوقيف أو االحتجاز إال في الحدود المرسومة قانونا‪ ،‬حيث نصت عمى‪« :‬ال‬
‫يتابع أحد وال يوقف أو يحتجز‪ ،‬إالّ في الحاالت المحددة بالقانوف طبقا لألشكاؿ التي نص‬
‫عمييا»‪.1‬‬
‫أما الفقو فيعتبره ذلؾ اإلجراء المقيد لمحرية والذؼ يأمر بو عناصر الضبطية القضائية‬
‫وتتواله في الغالب عناصر الشرطة القضائية قصد وضع شخص في مركز الشرطة أو الدرؾ‬
‫الوطني لفترة قصيرة محددة سمفا‪ ،‬تحت الرقابة القضائية وذلؾ تمييدا لعرضو عمى القاضي‬
‫المختص‪.‬‬

‫‪ -1‬دستور ‪ 1996‬الصادر في الجريدة الرسمية رقـ ‪ -76‬المؤرخة في ‪ 08‬ديسمبر ‪ 1996‬المعدؿ بالقانوف‪03-02‬‬


‫الممضي في ‪ 10‬أفريل ‪ ،2002‬الجريدة الرسمية رقـ ‪ 25‬المؤرخة في ‪ 14‬أفريل ‪.2002‬‬

‫‪36‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫ويرػ البعض أنو صورة مصغرة عف الحبس المؤقت أو ىو إجراء بوليسي بمقتضاه‬
‫تخوؿ لمشرطة سمطة اإلبقاء تحت تصرفيا‪ ،‬لمدة قصيرة تقتضييا دواعي التحقيقات‪ ،‬كل‬
‫شخص دوف أف يكوف متيما في أماكف رسمية غالبا ما تكوف مراكز الشرطة أو الدرؾ‪.1‬‬

‫‪ -2‬خصائص التوقيف لمنظر‪:‬‬


‫ألنو يمس بحريات األفراد المحمية‬
‫يعتبر التوقيف لمنظر إجراء قضائي بالغ األىمية ّ‬
‫في جميع الدساتير العالمية‪ ،‬واإلعالف العالمي لحقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫وال يوقف شخصا إال بتوفر الحاالت التي حددىا القانوف‪.‬‬

‫أ‪ -‬التوقيف لمنظر إجراء بوليسي‪:‬‬


‫ىو إجراء يدخل ضمف مياـ الشرطة ونظر لتطور المجتمعات‪ ،‬بحيث ِاتسع نطاؽ‬
‫تدخل الدولة في تصرفات األفراد ومعو ِاتسعت قواعد التجريـ والعقاب وأصبح التنظيـ‬
‫القضائي ال يعني جيات الحكـ وتوقيع الجزاء وانما شممت أيضا سيرورات اإلجراءات مف‬
‫وقوع الجريمة إلى غاية صدور الحكـ‪ ،‬وبالتالي القاضي الجزائي ال يمكنو ِاتماـ جميع ىذه‬
‫اإلجراءات‪ ،‬وكاف مف الضرورة وجود أجيزة أخرػ إلى جانبو تساعده في البحث عف الحقيقة‬
‫حفاظا عمى حق الدولة في العقاب وضماف حريات األفراد وحقوقيـ ومف بيف األجيزة نجد‬
‫جياز الشرطة القضائية‪.2‬‬

‫ب‪ -‬التوقيف لمنظر ىو إجراء مقيد لمحرية‪.‬‬


‫ىو إجراء لـ ينص عمية المشرع الجزائرؼ صراحة وانما يفيـ مف نص المادة ‪17‬‬
‫الفقرة ‪« 4‬وليـ حق أف يمجؤوا مباشرة إلى طمب مساعدة القوة العمومية في تنفيذ ميمتيـ»‪.3‬‬

‫‪ -1‬بوكحيل األخضر‪ ،‬الحبس االحتياطي والمراقبة القضائية في التشريع الجزائرؼ والمقارف‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،1992 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -2‬أحسف بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانوف الجزائي الخاص‪ ،‬ج‪ ،1‬دار ىومة لمطباعة‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪ -3‬ميدات دمحم سغير‪ ،‬قورؼ الحاج‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪37‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫جـ‪ِ -‬إتخاذ ىذا اجإجراء حكر عمى الشرطة القضائية في المادة ‪ 15‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪:‬‬
‫فيو يختمف عف بعض اإلجراءات التي تقيد الحرية‪.‬‬

‫د‪ -‬ىو إجراء يتخذ تحت الرقابة الشديدة لمسطمة القضائية‪:‬‬


‫حيث يقوـ بو ضبط الشرطة القضائية طبقا لممواد ‪ 12‬و‪ 206‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬

‫ىـ‪ -‬التخاذ إجراء التوقيف‪:‬‬


‫يجب أف تشكل الجريمة جناية أو جنحة معاقب عمييا بعقوبة الحبس‪.1‬‬

‫‪ -3‬حاالت التوقيف لمنظر‪:‬‬


‫التوقيف لمنظر إجراء ال يكمف األمر بو إال مف طرؼ ضابط الشرطة القضائية في‬
‫حاالت واردة في قانوف عمى سبيل الحصر وىي‪:‬‬
‫‪ -‬حالة الجناية أو الجنحة المتمبس بيا‪.‬‬
‫_حالة التحقيق األولي‪.‬‬
‫‪ -‬حالة اإلنابة القضائية‪.‬‬

‫‪ -4‬شروط التوقيف لمنظر‪:‬‬


‫أ‪ -‬الشروط الموضوعية‪:‬‬
‫أف تكوف الجنحة متمبس بيا ومعاقب عمييا بعقوبة الحبس أو تكوف جناية متمبس‬
‫بيا‪.‬‬
‫وقد حصر المشرع صور التمبس في نص المادة ‪ 41‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج التي أشارت إلى‬
‫ثالثة حاالت‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانت الجناية أو الجريمة مرتكبة في الحاؿ كأف يقاضي الجاني بالمجني عميو‬
‫أو رجاؿ الشرطة أثناء ِارتكابو الجريمة أو يشاىده الجيراف‪.‬‬
‫‪ -‬وجود مظاىر خارجية يدركيا المرء وتنشئ بذات الفاعل وقوع الجريمة‪.‬‬

‫‪ -1‬ميدات دمحم سغير‪ ،‬قورؼ الحاج ‪،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24 -23‬‬

‫‪38‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ -‬إذا كانت الجريمة قد ِارتكبت طبقا لنص المادة ‪ 41‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.1‬‬


‫‪ -‬أف يكوف ىناؾ مصمحة مف وراء التوقيف لمنظر‪ :‬إذا كاف إجراء التوقيف لمنظر البد‬
‫فإف ضباط الشرطة القضائية يمكنو توقيف المشتبو فيو‬
‫منو في مرحمة االستدالؿ‪ّ ،‬‬
‫لديو مف أجل الوصوؿ إلى الحقيقة‪.‬‬
‫فيذا اإلجراء يحقق مصمحة المجتمع والموقوؼ ذاتو كونو إجراء ِاستثنائي ال يمجأ إليو‬
‫إالّ في حالة الضرورة‪.2‬‬

‫ب‪ -‬الشروط الشكمية‪:‬‬


‫‪ -‬أف يتـ التوقيف لمنظر مف الجية المختصة بإصداره‪.‬‬
‫‪ -‬أف يخطر مأمور الضبط وكيل الجميورية عند قيامو بيذا التوقيف‪.‬‬
‫‪ -‬أف ال تتجاوز مدة التوقيف لمنظر الحد القانوني‪.3‬‬
‫‪ -‬أف يخطر ضابط الشرطة القضائية الشخص الموقوؼ بحقوقو‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير محضر االستدالؿ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التفتيش والقبض‪.‬‬


‫‪ -1‬التفتيش‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف التفتيش‪:‬‬
‫المشرع الجزائرؼ لـ يقدـ تعريفا قانونيا لمتفتيش إنما ترؾ األمر لمفقو‪ ،‬وحسب نص‬
‫المادة ‪ 81‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية المعدؿ والمتمـ «التفتيش يباشر في جميع األماكف‬
‫التي يمكف العثور فييا عمى أشياء أو وثائق يكوف كشفيا مفيدا إلظيار الحقيقة»‪.4‬‬

‫‪ -1‬ميدات دمحم سغير‪ ،‬قورؼ الحاج‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -2‬أحمد شوقي الشمقاني‪ ،‬مبادغ االجراءات الجزائية في التشريع الجزائرؼ‪،‬ج‪ ،1‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ف‪،‬‬
‫ص ‪.205 ،204‬‬
‫‪ -3‬موالؼ ممياني بغدادؼ‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائرؼ‪ ،‬المؤسسة الوطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪،1992 ،‬‬
‫ص ‪.191‬‬
‫‪ -4‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في القانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،1980 ،‬ص ‪.944‬‬

‫‪39‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫كما عرفو األستاذ نبيل صقر عمى أنو‪« :‬ىو إجراء مف إجراءات التحقيق وينطوؼ‬
‫عمى المساس بالحقوؽ األساسية التي كفميا الدستور في مواده وفي الحرية الشخصية لمناس‬
‫وحرمة مسكنيـ»‪.1‬‬
‫وخالصة القوؿ فالتفتيش بحث مادؼ ينفذ في مكاف ما سواء كاف مسكونا أو غير‬
‫مسكوف بصرؼ النظر عما اذا كانت ىذه األماكف تابعة لممتيـ أو لغيره‪.2‬‬

‫ب‪ -‬خصائص التفتيش‪:‬‬


‫إف التفتيش إجراء مف إجراءات التحقيق االبتدائي ال‬
‫‪ -‬التفتيش إجراء مف إجراءات التحقيق‪ّ :‬‬
‫ِ‬
‫ألف غايتو البحث عف‬‫يمكف مباشرتو بعد انتياء التحقيق أو بعد إحالة الدعوػ إلى المحكمة‪ّ ،‬‬
‫إف تراخي الفترة الممتدة بيف وقوع الجريمة والتحقيق فييا واحالة‬
‫أدلة مادية‪ ،‬وبالتالي ف ّ‬
‫الدعوػ إلى المحكمة يجعل مف ىذا اإلجراء عديـ الفائدة‪ ،‬فتفتيش األشخاص إما أف يكوف‬
‫ىدفو البحث عف أدلة الجريمة وىو بذلؾ اجراء تحقيق وقد يمارس بيدؼ الحفاظ عمى سالمة‬
‫الشخص الذؼ يجرؼ تفتيشو‪.3‬‬

‫‪ -‬التفتيش وخاصية الجبر واجإك اره‪:‬‬


‫إف اجراءات التحقيق الجنائي غالبا ما تنطوؼ عمى قدر مف اإلكراه والجبر وذلؾ‬
‫لطبيعتيا الخاصة التي تتوافق مع الحصوؿ عمى رضا مف ىو مشتبو بو‪ ،‬فيو تعرض قانوني‬
‫لحرية المتيـ الشخصية أو لحرمة مسكنو بغض النظر عف إرادتو‪ ،‬وذلؾ في إطار موازنة‬
‫القانوف بيف حق المجتمع في العقاب دفاعا عف مصالحو التي تنتيؾ بارتكاب الجرائـ‪ ،‬وبيف‬
‫مدػ تمتع الفرد بحريتو أماـ ىذا الحق‪ ،‬فيتـ إجراء التفتيش جب ار باستعماؿ القوة الالزمة لردع‬
‫أؼ مقاومة قصد منع التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -1‬نبيل صقر‪ ،‬الدفوع الجوىرية‪ ،‬دار اليدػ‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪ -2‬أحمد بوسقيعة‪ ،‬التحقيق القضائي‪ ،‬ط‪ ،2‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -3‬أحمد الميدؼ‪ ،‬القبض والتفتيش والتمبس‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العدالة‪ ،‬القاىرة‪ ،2001 ،‬ص ‪.95‬‬

‫‪40‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫فاإلكراه حسب ىذا الطرح يعد عنص ار أساسيا في التفتيش وبالتالي فإف اإلجراء الذؼ‬
‫يفتقر الى ىذه الخاصية يفتقر إلى ىذه الخاصية ال يمكف اعتباره تفتيشا بالمفيوـ القانوني‪.1‬‬

‫البحث عن األدلة المادية لمجريمة‪:‬‬


‫أبرز غاية يقصدىا التفتيش ىي الحصوؿ عمى دليل مادؼ يظير الحقيقة ويؤدؼ‬
‫أف أدلة اإلثبات األخرػ مثل مشاىدة الشيود‪،‬‬ ‫ِ‬
‫إلى اكتشاؼ الجريمة ومرتكبييا بينما نرػ ّ‬
‫أف ىناؾ‬
‫االستجواب واالعتراؼ‪ ،‬قد توصل إلى أدلة تظير الحقيقة لكنيا أدلة قولية‪ ،‬كما ّ‬
‫وسائل أخرػ توصل إلى أدلة مادية مثل المعاينة وأعماؿ الخبرة واف كانت تختمف عف‬
‫أف المعاينة ال تنطوؼ عمى عنصر الجبر أو االعتداء‬
‫التفتيش في نواح أخرػ معينة‪ ،‬حيث ّ‬
‫عمى حرمة الشخص في ذاتو أو مسكنو أو أشيائو وأعماؿ يقوـ بيا أىل الفف والخبرة‬
‫والمعرفة‪ ،‬وىـ في العادة ليسوا مف أعضاء الضبط القضائي ومف ثـ يجوز لمخصوـ ردىا‬
‫قانونيا بينما ال يجيز القانوف لممتيـ رد القائـ بالتفتيش‪.2‬‬

‫جـ‪ -‬الطبيعة القانونية لمتفتيش‪:‬‬


‫إختمفت آراء الفقياء حوؿ طبيعة التفتيش وخمقت أربع إتجاىات وىي‪:‬‬
‫األول‪ :‬يأخذ ىذا االتجاه بمعيار الغاية مف اإلجراـ‪ ،‬فالتفتيش ىو عمل مف أعماؿ‬
‫‪ -‬االتجاه ّ‬
‫التحقيق ألنو ييدؼ لمبحث عف األدلة وجمعيا لمكشف عف الحقيقة ولقد تبنى المشرع‬
‫الفرنسي ىذا االتجاه‪.‬‬

‫‪ -‬االتجاه الثاني‪ :‬يأخذ بوقت التفتيش‪ ،‬فإذا كاف التفتيش أتخذ قبل فتح التحقيق كاف مف‬
‫أعماؿ االستدالؿ بينما يعد عمال مف أعماؿ التحقيق إذا جرػ بعد فتح التحقيق‪.‬‬

‫‪ -1‬ميدات دمحم سغير‪ ،‬فورؼ الحاج‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49 -48‬‬
‫‪ -2‬ميدات دمحم سغير فورؼ الحاج‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.49 ،48‬‬

‫‪41‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫أف ىذا االتجاه تـ ِانتقاده‬


‫‪ -‬االتجاه الثالث‪ :‬ينظر إلى التفتيش مف زاوية صفة القائـ بو غير ّ‬
‫أف المشرع ال يعتد بصفة القائـ باإلجراء خاصة في حالتي الندب والتمبس حيث‬
‫عمى أساس ّ‬
‫يقوـ بو عناصر الضبطية القضائية ورغـ ذلؾ يبقى مف أعماؿ التحقيق‪.‬‬

‫‪ -‬االتجاه الرابع‪ :‬يأخذ ىذا االتجاه بالمعيار المختمط‪ ،‬فيعد التفتيش مف إجراءات التحقيق‬
‫متى ِاتخذتو سمطة التحقيق بعد تحريؾ الدعوػ العمومية‪ ،‬يقصد الكشف عف الحقيقة‪.1‬‬
‫‪ -‬المشرع الجزائرؼ أخذ بالمعيار المختمط‪ ،‬وذلؾ حسب قرار الغرفة الجنائية بالمحكمة العميا‬
‫ألف األمر بالتفتيش ال يمنع البحث واِكتشاؼ أشياء أخرػ‬
‫في شأف التفتيش بقوليا‪ّ « :‬‬
‫إف إجراء التفتيش يتـ طبقا لممادة ‪ 47‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية‬
‫أو بضاعة ميربة‪ّ ،‬‬
‫إف إبطاؿ التفتيش وما تميو مف إجراءات خطأ ينجر عنو نقض‬
‫والمادة ‪ 64‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬إ‪.‬ج‪ّ ،‬‬
‫القرار»‪.2‬‬

‫د‪ -‬صورة التفتيش‪:‬‬


‫إف الغاية مف التّفتيش ىو البحث عف أدلة مادية تؤدؼ أو تساعد في الكشف عف‬
‫ّ‬
‫الحقيقة واذ خرج ىذا اإلجراء عف ىذه الغاية فال يعد تفتيشا بالمعنى القانوني المقصود‪.‬‬

‫‪ -1‬التفتيش الوقائي‪ :‬ىو إجراء شرطي ييدؼ إلى تجريد الشخص محل التفتيش مما قد‬
‫يكوف معو مف أسمحة وأدوات‪.‬‬
‫ويقوـ بيذا اإلجراء ضابط الضبط القضائي عف ِاقتياد المتيـ إلى قسـ الشرطة حسب‬
‫مقتضى الحاؿ‪.3‬‬

‫‪ -1‬يوسف دالندة‪ ،‬قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -2‬يوسف دالندة‪ ،‬قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -3‬منى جاسـ الكوراؼ‪ ،‬التفتيش‪ ،‬شروطو وحاالت بطالنو‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬القاىرة‪ ،2008 ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪42‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ -2‬التفتيش اجإداري‪ :‬يكوف لغرض إدارؼ ال عالقة لو بأدلة الجريمة المرتكبة‪ ،‬ومف ثـ‬
‫يخرج ىذا التفتيش عف نطاؽ إجراءات التحقيق وال يعد تفتيشا بالمعنى القانوني ومف ثـ ال‬
‫يمزـ بإجرائو توافر دالئل عمى وقوع الجريمة‪.‬‬

‫‪ -3‬التفتيش في السجون‪ :‬ىو ذلؾ التفتيش الذؼ يتـ بناء عمى لوائح السجف عمى‬
‫المسجونيف لمتأكيد مف عدـ حيازتيـ ألشياء الممنوع حيازتيا كالسجائر وغيرىا أو كالتفتيش‬
‫عمى بوابات السجوف لزائروف‪.1‬‬

‫‪ -4‬التفتيش الجمركي‪ :‬أسند قانوف الجمارؾ لموظفي الجمارؾ الحق في تفتيش األماكف‬
‫واألشخاص والبضائع ووسائل النقل داخل الدائرة الجمركية‪ ،‬وفي األماكف والمستودعات‬
‫الخاضعة إلشراؼ الجمارؾ بغض النظر عف الرضا بالتفتيش مف عدمو‪.‬‬

‫‪ -5‬التفتيش في حالة الضرورة‪ :‬تقتضي الضرورة أحيانا تفتيش بعض األشخاص ألسباب‬
‫ال عالقة ليا بالجريمة المرتكبة‪ ،‬ومنيا ما يقوـ بو رجاؿ اإلسعاؼ مف البحث في مالبس‬
‫المصاب الفاقد لموعي قبل نقمو إلى المستشفى لجمع ما فييا وحصره أو التعرؼ عمى‬
‫شخصو وىذا النوع مف التفتيش إجراء مباح‪ ،‬إذ ال يتضمف مخالفة لمقانوف‪ ،‬وىذا النوع مف‬
‫التفتيش أيضا ال يحتاج إلى إذف مف الشخص محل التفتيش‪ ،‬إذ يفترض رضاؤه طالما أنو ال‬
‫يستطيع التعبير عف إرادتو‪ ،‬ويتحدد نطاؽ إباحة ىذا التفتيش بما تدعو إليو الضرورة‪ ،‬إذ ىي‬
‫تقدر دائما بقدرىا‪ ،‬فإذا تجاوزىا القائـ بالتفتيش بطل عممو في حدود ىذا التجاوز وامتنع‬
‫التعويض عمى ما أسفر عنو‪.2‬‬

‫‪ -1‬مبيدات دمحم صغير‪ ،‬قورؼ الحاج‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -2‬ياسر األمير فاروؽ‪ ،‬القبض‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2012 ،‬ص ‪.887 -885‬‬

‫‪43‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ -2‬القبض‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف القبض‪:‬‬
‫لـ يعرؼ المشرع الجزائرؼ القبض وكل ما ورد بشأنو ىو تعريف األمر بالقبض‬
‫الصادر عف السمطات القضائية والمنفذ مف قبل الشرطة القضائية طبقا لنص المادة ‪119‬‬
‫أف أمر القبض ىو ذلؾ األمر الصادر‬
‫مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ما يستخمص مف ىذه المادة ّ‬
‫عف السمطة القضائية إلى القوة العمومية بالبحث عف المتيـ وتسميمو إلى المؤسسة العقابية‪،‬‬
‫أو إلى وكيل الجميورية‪ ،‬حيث يتـ حبسو‪.1‬‬

‫ب‪ -‬الحاالت القانونية لتنفيذ إجراء القبض‪:‬‬


‫‪ -‬القبض إجراء مف إجراءات التحقيق بإعتباره يتضمف مساسا بحرية األشخاص وتقييد تمؾ‬
‫الحرية في اختصاص الجيات القضائية‪.‬‬
‫‪ -1‬التنفيذ ألمر قضائي‪ :‬سواء صدر مف طرؼ قاضي في التحقيق إستنادا إلى نص المادة‬
‫‪ 109‬وما يمييا مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج والمادة ‪ 116‬منو‪.‬‬
‫إذا كاف المتيـ ىاربا أو مقيما خارج إقميـ الجميورية فيجوز لقاضي التحقيق بعد ِاستطالع‬
‫رأؼ وكيل الجميورية أف يصدر ضده أم ار بالقبض إذا كاف الفعل اإلجرامي معاقبا عميو‬
‫بعقوبة جنحة الحبس‪ ،‬أو بعقوبة أشد جسامة ويبمغ أمر القبض‪ ،‬وينفذ عف طريق القوة‬
‫العمومية‪.2‬‬
‫‪ -2‬في حالة التمبس بجناية أو جنحة معاب عمييا بالحبس‪ ،‬نالحع أف المشرع الجزائرؼ‬
‫في المادة ‪ 61‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج لـ يشير صراحة إلى ِاختصاص ضابط الشرطة القضائية‪،‬‬
‫فالقبض عمى المشتبو فيو عمى غرار المشرع المصرؼ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 119‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 119‬و‪ 116‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫أف المادة ‪ 51‬مف القانوف السالف الذكر خولت ضباط الشرطة القضائية توقيف المشتبو‬
‫إالّ ّ‬
‫فيو لمنظر لمدة ال تزيد عف ‪ 48‬ساعة‪ ،‬وال يتصور مف الناحية العممية تنفيذ ىذا اإلجراء إالّ‬
‫بالقبض عمى الشخص‪ ،‬ويقدر ضباط الشرطة القضائية في مجرػ تحرياتو الدالئل‬
‫والعالمات التي تبرر القبض عمى الشخص وحجره‪ ،‬ولقد عبر عنيا المشرع واصفا إياىا‬
‫بالقوية والمتماسكة ويبقى ىذا التقدير مف الوقائع التي تخضع لمرقابة القضائية‪.1‬‬

‫‪ -3‬في إطار الحريات‪ :‬بموجب المادة ‪ 05‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج يجوز لضباط الشرطة القضائية إذا‬
‫أروا أنو مف المفيد لمتحقيق ِايقاؼ شخص لمنظر فإنو ال يتـ ذلؾ إال بعد القبض عميو أوال‪.‬‬
‫وبعدىا يتـ إيقافو لمنظر لمدة ال تزيل عمى ‪ 48‬ساعة‪ ،‬ويقدـ ذلؾ الشخص قبل ِانقضاء ىذه‬
‫المادة إلى وكيل الجميورية‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحرير المحاضر‪.‬‬


‫طبقا لنص المادة ‪ 18‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج يجب عمى ضابط الشرطة القضائية أف يحرر‬
‫محض ار بجميع أعماؿ االستدالؿ التي قاـ بإنجازىا وأف يقوـ بإرساؿ أصل المحضر ونسخة‬
‫إضافية منو مؤش ار عمييا بأنيا مطابقة لألصل إلى وكيل الجميورية المختص مرفقا بجميع‬
‫الوثائق والمستندات‪.3‬‬

‫‪ -1‬شروط تحرير المحاضر‪:‬‬


‫لكي يكوف المحضر صحيحا منتجا ألثاره يجب أف يتوفر عمى شروط‪:‬‬
‫‪ -‬يجب تحرير الحضر في حدود االختصاصات الجية المصدرة‪ ،‬لذلؾ يجب أف يتضف‬
‫ِاسـ وصفو محرره والبيانات المتعمقة بالجية التي ينتمي إلييا وتاريخ تحريره‪.‬‬

‫‪ -1‬صد خير الديف‪ ،‬مشروعية حوؿ الضبطية القضائية‪ ،‬في التشريع الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 65‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬نصر الديف ىنوني‪ ،‬ودريف‪ ،‬يقدح داريف‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪45‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ -‬يجب أف يكوف المحضر بالمغة الرسمية الوطنية وفقا لمنموذج المحدد في النصوص‬
‫القانونية والتنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد عمى أسموب لغوؼ سميـ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف يحتوؼ المحضر عمى اليوية الكاممة لممشتبو فيو وتكييف الجريمة‪.‬‬
‫‪ -‬أف يشار في المحضر إلى مدة توقيف المشتبو فيو لمنظر وأسبابو‪.‬‬
‫‪ -‬يسجل المحضر في سجل خاص لذلؾ وأف ينفذ رقـ تسمسمي‪.1‬‬
‫أنواع المحاضر‪:‬‬
‫تنقسـ المحاضر وفقا لقوتيا الثبوتية إلى ‪ 03‬أنواع‪:‬‬
‫فإف المشرع الجزائرؼ كأصل‬ ‫ِ‬
‫أ‪ -‬محاضر استداللية‪ :‬حسب نص المادة ‪ 215‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ّ‬
‫عاـ ِاعتبر المحاضر التي يحررىا ضباط الشرطة القضائية بتحريرىا في مواد الجنايات‬
‫والجنح مجرد معمومات إستداللية‪ ،‬نأخذ بيا عمى سبيل اإلستدالؿ ليس ليا حجية في اإلثبات‬
‫أؼ أف القاضي ليس ممزما باألخذ بيا كدليل يؤسس عميو حكـ اإلدانة أو البراءة واال كاف‬
‫حكمو معيبا يستوجب الطعف‪.2‬‬
‫ب‪ -‬محاضرىا ليا حجية ما لـ يثبت عكسيا‪ ،‬حسب نص المادة ‪ 215‬ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ىناؾ‬
‫إستثناء «‪ ...‬ما لـ ينص القانوف عمى خالؼ ذلؾ»‪ .‬وجاء في نص المادة ‪ 216‬مف‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج االستثناءات الواردة عمى ىذه القاعدة عندما أقرت لبعض المحاضر الحجية في‬
‫اإلثبات لكف ش ريطة أف تحرر ىذه المحاضر بنص خاص في مواد المخالفات أو الجنح وأال‬
‫يتـ ثبات عكسيا بالكتابة أو شيادة الشيود‪.‬‬
‫جـ‪ -‬محاضر ليا حجية ما لـ يثبت تزويرىا‪ ،‬ىذا النوع مف المحاضر إعترؼ القانوف ليا‬
‫أف القاضي ممزـ بالعمل بما ورد فييا‬
‫بحجية في اإلثبات إلى غاية ثبوت تزويرىا وىذا يعني ّ‬

‫‪ -1‬دوالش عبد الغاني‪ ،‬لعريس ورية‪ ،‬سمطات الضبط القضائي في استعماؿ أساليب التحرؼ الخاصة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.51‬‬
‫‪ -2‬أحمد غاؼ‪ ،‬الوجيز في تنظيـ ومياـ الشرطة القضائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪46‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫وعمى صاحب المصمحة اف يطعف بتزويرىا‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ المحاضر الجمركية المنصوص‬
‫عمييا في المادة ‪ 254‬فقرة ‪ 02‬مف ؽ‪.‬ج‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫أعمال الضبطية القضائية الحديثة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى األعماؿ التقميدية التي تقوـ بيا الضبطية القضائية‪ ،‬فالمشرع الجزائرؼ‬
‫ِاستحدث أعماؿ أخرػ المتمثمة في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المراقبة اجإلكترونية‪.‬‬


‫طبقا لنص المادة ‪ 65‬مكرر ؽ‪.‬إ‪.‬ج يجوز لوكيل الجميورية المختص إذا اقتضت‬
‫ضرورات التحديات أو قاضي التحقيق في حالة التحقيق القضائي حوؿ الجريمة المنظمة‬
‫عبر الحدود الوطنية‪.2‬‬
‫‪ -1‬إعتراض المراسالت‪ ،‬تسجيل األصوات والتقاط الصور‪ ،‬تدخل عمميات المراسالت‪،‬‬
‫تسجيل األصوات والتقاط الصور ضمف أساليب المراقبة الحديثة التي تعتمد عمى ِاستخداـ‬
‫الوسائل اإللكترونية في مراقبة المجموعات اإلجرامية واالتصاالت التي تتـ بينيـ‪.‬‬
‫‪ -2‬مراقبة االتصاالت اإللكترونية‪ :‬تعد مراقبة االتصاالت اإللكترونية مف اآلليات الجديدة‬
‫التي ِاستخدميا المشرع الجزائرؼ مف أجل ضماف أكثر فعالية في مكافحة الجرائـ الخطيرة‬
‫بصفة عامة والجرائـ المعموماتية عمى وجو الخصوص‪.3‬‬

‫‪ -1‬دوالش عبد الغاني‪ ،‬لعربس وردية‪ ،‬سمطات الضبط القضائي في ِاستعماؿ أساليب التحرؼ الخاصة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.52‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ ،65‬مكرر مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -3‬جوالش عبد الغاني‪ ،‬لعربس وردية‪ ،‬سمطات الضبط القضائي في استعماؿ أساليب التحدؼ الخاصة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.81 -74‬‬

‫‪47‬‬
‫تنظيم الضبطية القضائية واختصاصها‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفصل ّ‬

‫ثانا‪ :‬التسرب اجإلكتروني‪.‬‬


‫‪ -1‬تعريف التسرب اجإلكتروني‪:‬‬
‫ىو تقنية إلكترونية مف التقنيات الحديثة لمتحرؼ والتحقيق الخاصة‪ ،‬تسمح مف خالليا‬
‫لمضباط الشرطة القضائية بالتوغل إلى منظومة معموماتية أو نظاـ االتصاالت اإللكترونية‬
‫شيوعا‬
‫ً‬ ‫أو أكثر كإنشاء عدة صفحات عمى مختمف مواقع التواصل االجتماعي أكثر‬
‫واِستخداما مف الجميور كالفايسبوؾ‪ ،‬تويتر‪ ،‬ىدفو مراقبة األشخاص مشتبو فييـ وكشف‬
‫أنشطتيـ اإلجرامية‪.‬‬

‫ب‪ -‬أحكام خاصة بعممية التسرب اجإلكتروني‪:‬‬


‫يمكف أف يأذف تحت رقابة سمطة وكيل الجميورية المختص‪ ،‬ضابط الشرطة القضائية‬
‫بالتسرب اإللكتروني إلى منظومة معموماتية أو نظاـ لالتصاالت اإللكترونية أو أكثر‪،‬‬
‫لمراقبة األشخاص المشتبو في إرتكابيـ ألؼ جريمة مف الجرائـ المتعمقة بالتمييز وخطاب‬
‫الكراىية‪.‬‬
‫سمح المشرع الجزائرؼ المجػوء إلػى ىػذا الػنػوع مػف اإلجػراء فػي الج ارئػـ التي‬
‫حصرىا المشرع الجزائرؼ في الفصل الخاص مف المواد ‪ 03‬إلى غاية المادة ‪ 41‬مف قانوف‬
‫رقـ ‪.05-20‬‬
‫كما يعاقب عمى كل مف ينشئ أو يدير أو يشرؼ عمى موقع إلكتروني أو حساب‬
‫إلكتروني يخصص لنشر معمومات لمترويج ألؼ برنامج أو أفكار أو أخبار مف شأنيا إثارة‬
‫التمييز والكراىية بيف المجتمع‪.1‬‬

‫‪ -1‬زكي موسى‪ ،‬دور الضبطية القضائية في الوقاية مف الجريمة ومكافحتيا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاين‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الفصل الثاين‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية‬
‫إف سمطة القضاء وتوقيع العقاب مف الوظائف األولى واألساسية لمدولة‪ ،‬واذ كانت‬
‫ّ‬
‫رد‬
‫إف القاسـ المشترؾ بينيا ىو ضماف ّ‬
‫ىناؾ خصوصيات قد يتميز بيا نظاـ عف آخر‪ ،‬ف ّ‬
‫فعاؿ وسريع وردعي في مواجية أفعاؿ تيدد أو تمس الكياف االجتماعي‪ ،‬وعمى ىذا األساس‬
‫أنيط بالضبطية القضائية سمطات واسعة في مواجية الجريمة‪ ،‬كإيقاؼ األشخاص المشتبو‬
‫فييـ‪ ،‬وتفتيش المساكف وحجز األشياء‪ ،‬ولما كانت ىذه الصالحيات المخولة لمضبطية‬

‫القضائية تمس بالحقوؽ والحريات األساسية لألفراد‪ّ ،‬‬


‫فإف معظـ الدوؿ ومنيا الجزائر‪ ،‬وضعت‬
‫آليات قانونية وقضائية لحمايتيا‪ ،‬تكريسا منيا لدولة القانوف مثل ىذه اآلليات في الضوابط‬
‫القانونية المكرسة في قانوف اإلجراءات الجزائية التي تعتبر بمثابة الشرعية اإلجرائية التي‬
‫تستمد منيا الضبطية حقائقيا‪ ،‬وسعيا منو إلى موازنة بيف قمع الجريمة وحماية األشخاص‬
‫والممتمكات مف جية والحفاظ عمى الحقوؽ والحريات مف جية أخرػ‪ .‬مف خالؿ ىذا الفصل‬
‫األول)‪ ،‬ثـ‬
‫سنعالج نقطتيف ميمتيف ىما إدارة رقابة جياز الضبطية القضائية (المبحث ّ‬
‫سنتطرؽ إلى األثار المترتبة عمى رقابة أعماؿ الضبطية القضائية (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫األول‬
‫المبحث ّ‬
‫إدارة رقابة جياز الضبطية القضائية‬
‫نظ ار لطبيعة نظػاـ الضػبطية القضػائية سػواء كػاف عضػوه مػف السػمؾ العسػكرؼ أو شػبو‬

‫العسػ ػػكرؼ بوجػ ػػو عػ ػػاـ أؼ الشػ ػػرطة‪ ،‬فػ ػ ّ‬


‫ػإف الميمػ ػػة الرئيسػ ػػية لمضػ ػػبطية القضػ ػػائية ى ػ ػي البحػ ػػث‬
‫والتحػػرؼ عػػف الج ػرائـ المقػػررة قانونػػا‪ .‬ويمػػارس ضػػباط الشػػرطة القضػػائية أعمػػاليـ تحػػت إدارة‬
‫وكيػػل الجميوريػػة واش ػراؼ النائػػب العػػاـ لػػدػ المجمػػس القضػػائي ومراقبػػة غرفػػة االتمػػاـ‪ ،‬وذلػػؾ‬
‫حسب نص المادة ‪ 12‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.1‬‬
‫وعميو باإلضافة إلى ِانتماء عناصر الضبطية القضائية كأصل عاـ لألسػالؾ األصػمية‬
‫التػػي يعممػػوف فييػػا وخضػػوعيـ لرؤسػػائيـ السػػممييف‪ ،‬فيػػـ يخضػػعوف أثنػػاء ممارسػػتيـ ألعمػػاؿ‬
‫الضػػبط القضػػائي إلش ػراؼ النيابػػة العامػػة‪ ،‬ويمثػػل بػػذلؾ وكيػػل الجميوريػػة النيابػػة العامػػة لػػدػ‬
‫المحاكـ‪.‬‬
‫وكما يوجد عمػى مسػتوػ الجيػاز القضػائي الجنػائي النائػب العػاـ عمػى مسػتوػ المجمػس‬
‫القضائي والمحكمة العميا‪.‬‬
‫ػإف‬
‫واذ كانت النيابة العامة قد مارسػت الرقابػة القبميػة عمػى أعمػاؿ الضػبطية القضػائية ف ّ‬
‫الرقابة البعدية مف ِاختصاص غرفة االتياـ‪.2‬‬
‫وعميو مف خالؿ ىذا المبحث سنحاوؿ دراسة إدارة واشراؼ النيابة العامة فػي (المطمـب‬
‫األول) ورقابة غرفة االتياـ (المطمب الثاني)‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬حقاص عمي‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مذكرة مقدمة إلستكماؿ متطمبات شيادة الدكتوراه‪ ،‬تخصص قانوف‬
‫جنائي‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدؼ مرباح ورقمة‪ ،2017 -2016 ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -2‬نصر الديف ىنوني‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪51‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫األول‬
‫المطمب ّ‬
‫إدارة واشراف النيابة العامة‬

‫فإف ممارسػتيا لوظيفػة الرقابػة‬‫السمطة القضائية ىي الحامية لمحريات والحقوؽ الفردية‪ّ ،‬‬
‫عمػػى أعمػػاؿ الضػػبطية القضػػائية مػػف الضػػمانات األساسػػية لتفػػادؼ أؼ ِانتيػػاؾ لمبػػدأ الشػػرعية‬
‫اإلجرائية‪ ،‬وتمارس ىذه الرقابة في التشريع الجزائرؼ مف خالؿ إدارة وكيل الجميوريػة واشػراؼ‬
‫النائب العاـ‪.1‬‬
‫ونظ ػ ار ألىميػػة ىػػذا المبػػدأ وأث ػره عمػػى ضػػماف وحمايػػة حقػػوؽ المشػػتبو فػػييـ والح ػػرص‬
‫عمى أف تكوف أعماؿ الضبطية القضائية مشروعة وتنفػذ طبقػا لمضػوابط والشػكميات التػي نػص‬
‫عميي ػػا الق ػػانوف‪ .‬وعمي ػػو م ػػف خ ػػالؿ ى ػػذا المطم ػػب س ػػنعالج نقطت ػػيف ميمت ػػيف وىم ػػا إدارة وكي ػػل‬
‫األول) واشراؼ النائب العاـ (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الجميورية (الفرع ّ‬
‫األول‬
‫الفرع ّ‬
‫إدارة وكيل الجميورية‬

‫يدير وكيل الجميورية نشاط عناصر الضبطية القضائية‪ ،‬إذ يعطييـ التعميمات وينسػق‬
‫أعماليـ في دائرة ِاختصاصػو‪ ،‬فخػوؿ لػو القػانوف مباشػرة جممػة مػف الصػالحيات وألػزـ عناصػر‬
‫الضػػبطية القضػػائية فػػي المقابػػل بجممػػة مػػف الواجبػػات وذلػػؾ تأكيػػدا لتبعي ػة ىػػذا الجيػػاز لمنيابػػة‬
‫العامة‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬الدور المساعد لوكيل الجميورية ألعمال الضبطية القضائية‪.‬‬


‫يمم ػػؾ وكي ػػل الجميوري ػػة دو ار مس ػػاعدا بحي ػػث ل ػػو س ػػمطة توقي ػػع الس ػػجل ال ػػذؼ تمس ػػكو‬
‫الضػػبطية المتعمػػق بػػالتوقيف لمنظػػر طبقػػا لػػنص المػػادة ‪ 52‬مػػف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬كمػػا يوجػػو وكيػػل‬

‫‪ -1‬عبد هللا أوىابية‪ ،‬ضمانات الحرية الشخصية أثناء مرحمة البحث التمييدؼ‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪ -2‬مقراف أيف العربي‪ ،‬الجيات القضائية الجزائرية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬عرض نقدؼ مف مجمة المحاماة‪ ،‬منطقة تيزؼ وزو‪،‬‬
‫العدد ‪ ،01‬ماؼ ‪ ،2004‬ص ‪.28‬‬

‫‪52‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الجميوريػػة كػػل مػػا ي ػراه ضػػروريا والزمػػا مػػف تعميمػػات إلػػى الضػػبطية القضػػائية بمناسػػبة عمميػػا‬
‫والنظر فييا‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلؾ وكيل الجميورية لو الحق في التصرؼ فػي نتػائج البحػث التػي تقػوـ‬
‫بيػػا الضػػبطية القضػػائية طبقػػا لػػنص المػػادة ‪ 36‬مػػف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج واألمػػر بإعطػػاء اإلذف لضػػباط‬
‫الشرطة القضائية‪ ،‬أو لممثل النيابة العامة لتنوير الرأؼ العاـ حوؿ معمومات موضػوعية بشػأف‬
‫اإلجػػراءات المتخػػذة فػػي ممػػف معػػيف دوف أف يتضػػمف ذلػػؾ تقيػػيـ األعبػػاء المتمسػػؾ بيػػا ضػػد‬
‫األشخاص المتورطيف‪.1‬‬
‫إف إعطػػاء اإلذف أو الموافقػػة عمػػى طمػػب ضػػابط الشػػرطة القضػػائية عمػػى مػػنح تػػدابير‬
‫ّ‬
‫الػح ػماية غ ػير اإلج ارئ ػية أو اإلجػرائػ ػية‪ .‬يػقػص ػد ب ػو ض ػماف الح ػماية الف ػعالة لمشاى ػد أو الخب ػير‬
‫أو الضػػحايا إذا كػػانوا شػػيودا فػػي قضػػايا الجريمػػة المنظمػػة أو اإلرىػػاب أو الفسػػاد طبقػػا لػػنص‬
‫المادة ‪ 65‬ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫وعم ػػى أس ػػاس ذل ػػؾ‪ ،‬واف كان ػػت ى ػػذه األعم ػػاؿ بحك ػػـ ال ػػنص الق ػػانوني مدرج ػػة ض ػػمف‬
‫صالحيات وسمطات وكيل الجميورية عمى أعمػاؿ الضػبطية القضػائية إالّ أنيػا ال تمثػل سػمطة‬
‫فعميػ ػػة عمػ ػػى شػ ػػخص وال حتػ ػػى تػ ػػدخال مباش ػ ػ ار فػ ػػي األعمػ ػػاؿ‪ ،‬إنمػ ػػا ىػ ػػو دور مسػ ػػاعد لوكيػ ػػل‬
‫الجميورية ييدؼ إلى ضبط ىذه األعماؿ واعطائيا طابعا إداريا‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬إقرار واجبات حيال وكيل الجميورية‪.‬‬


‫أف عمػػى ضػػباط الشػػرطة القضػػائية التحمػػي بواجبػػات ذات صػػياغة‬
‫مػػف المقػػرر قانونػػا ّ‬
‫قانونية دقيقة تجاه وكيل الجميورية نظر إلعتباره المسؤوؿ المباشر عف أعماليا ومػف بػيف أىػـ‬
‫ىذه الواجبات ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحمف خمفي‪ ،‬محاضرات في اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار اليدػ‪ ،‬عيف مميمة‪.2012 ،‬‬
‫‪ -2‬حقاص عمي‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪53‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب ِاخطار وكيػل الجميوريػة فػور عممػو بالجريمػة‪ :‬وتحريػر محضػر بشػأنيا ثػـ موافاتػو‬
‫بػػو‪ ،‬وينػػاط بوكيػػل الجميوريػػة سػػمطة توجيػػو أعمػػاؿ الضػػبطية القضػػائية والتصػػرؼ فييػػا بشػػكل‬
‫يحوؿ بينيا وبيف مخالفة القانوف والمسػاس بالحريػات الفرديػة‪ ،‬وتتجمػى سػمطة وكيػل الجميوريػة‬
‫في تقدير عمل الضبطية القضائية في مراجعة مدػ كفايػة المعمومػات المتحصػل عمييػا بشػأف‬
‫جريمة ما‪.1‬‬
‫‪ -2‬إخطػػار وكيػػل الجميوريػػة بالجريمػػة المتمػػبس بيػػا‪ ،‬ثػػـ االنتقػػاؿ لمعاينتيػػا واقامػػة التحريػػات‬
‫الالزمة لذلؾ‪.‬‬
‫‪ -3‬يخط ػػر وكي ػػل الجميوري ػػة ف ػػو ار بأس ػػرع الوس ػػائل بك ػػل توقي ػػف لمنظ ػػر‪ ،‬ويطم ػػع عم ػػى ىوي ػػة‬
‫األشخاص المحجوزيف واألسباب التػي أدت إلػى إيقافػو واذا اقتضػت الضػرورة لمتحريػات تمديػد‬
‫التوقيف لمنظر في حدود ما يسمح بو القانوف‪.‬‬
‫وتخصص داخل مقرات مصالح الشرطة القضائية التي تباشر التحريات األولية أمػاكف لوضػع‬
‫أشخاص موقوفيف لمنظر‪ ،‬حيث يجب مراعاة بعض الشروط في ىذه األماكف‪:‬‬
‫‪ -‬سالمة الشخص الموقوؼ لمنظر وأمف محيطو‪.‬‬
‫‪ -‬صحة وكرامة الموقوؼ لمنظر (مساحة المكاف‪ ،‬إنارة تيوئة‪.)...‬‬
‫‪ -‬الفصل بيف البالغيف واألحداث‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة الفصل بيف الرجاؿ والنساء‪.‬‬
‫‪ -4‬تطبيق أمر وكيل الجميورية بإجراء الفحص الطبي عمى الموقوؼ لمنظر‪.‬‬
‫‪ -5‬حضػور وكيػل الجميوريػة مكػاف الحػادث يػؤدؼ إلػى رفػع يػد ضػباط الشػرطة القضػائية مػف‬
‫مباشرة التحريات إالّ إذا كمفيـ ىو بذلؾ‪.‬‬

‫‪ -1‬طاىرؼ حسيف‪ ،‬عالقة النيابة العامة بالضبط القضائي‪ ،‬التوجيو إلشراؼ المراقبة‪ ،‬دار اليودػ‪ ،‬عيف مميمة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.116‬‬

‫‪54‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -6‬عنػػد إنتيػػاء الضػػابط مػػف التحريػػات ي ػوافي وكيػػل الجميوريػػة بالمحضػػر‪ ،‬الممػػف وكػػل مػػا‬
‫يتعمق بالجريمة مف مضبوطات وغيرىا‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬السمطة الرقابية لوكيل الجميورية عمى أعمال الضبطية القضائية‪.‬‬


‫لقد تـ تأويل بعض صػالحيات وكيػل الجميوريػة عمػى أعمػاؿ الضػبطية القضػائية عمػى‬
‫أنيػػا دور مسػػاعد لضػػباط الشػػرطة القضػػائية‪ ،‬إالّ أنػػو يمكػػف إنكػػار السػػمطة الرقابيػػة والتػػي تنػػاط‬
‫أف ىػذه الرقابػة تتمحػور فػي سػمطة توجيػو أعمػاؿ الضػبطية القضػػائية‬
‫بوكيػل الجميوريػة‪ ،‬حيػث ّ‬
‫والتصػػرؼ فييػػا بشػػكل يحػػوؿ بينيػػا وبػػيف مخالفػػة القػػانوف والمسػػاس بالحريػػات الفرديػػة وتتجمػػى‬
‫سمطة وكيل الجميورية في تقدير عمل الضبطية القضائية في مراجعة مػدػ كفايػة المعمومػات‬
‫المتحصل عمييا بشأف جريمة ما‪.‬‬
‫إف عناصر الضبطية القضائية خاضعيف لسمطة وكيل الجميورية‪ ،‬وبيذه الصػفة فػإنيـ‬
‫ّ‬
‫ممزمػػوف بتنفيػػذ األوامػػر والتعميمػػات التػػي يتمقونيػػا منػػو وأؼ تقػػاعس فػػي ىػػذا المجػػاؿ يعػػرض‬
‫صاحبو لمجزاء‪.‬‬
‫كمػػا تكمػػف أيضػػا إدارة وكيػػل الجميوريػػة لمضػػبط القضػػائي فػػي توجيػػو نشػػاطيـ وتوزيػػع‬
‫المياـ عمى عناصر الضبطية القضائية الذيف يعمموف في دائرة اختصاصو سواء كانوا تابعيف‬
‫لييئػػة واحػػدة أو لعػػدة ىيئػػات‪ ،‬كمػػا تخػػوؿ لػػو سػػمطة اإلدارة مراقبػػة المحاضػػر مػػف حيػث التوقيػػع‬
‫والتاريخ وخاتـ الوحػدة التػي ينتمػي إلييػا مػف حػرر المحضػر‪ ،‬ومػف حيػث االختصػاص النػوعي‬
‫والمحمي والشخصي‪ ،‬وبأف المحضر قد تـ تحريره أثناء تأدية ميامو الوظيفية‪.2‬‬

‫‪ -1‬حقاص عمي‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -2‬حقاص عمي‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.23 -22‬‬

‫‪55‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫إشراف النائب العام‬

‫تخضع الضبطية القضائية إلشراؼ النائػب العػاـ وذلػؾ بموجػب نػص المػادة ‪ 12‬الفقػرة‬
‫‪ 02‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج فيـ يتبعونو بإعتباره رئيس النيابة العامة عمى مستوػ المجمس القضائي‪.‬‬
‫يمثل إشراؼ النائب العاـ عمى عناصر الضبطية القضائية مف خالؿ توجيػو التنبييػات‬
‫لعناصر العامميف في دائرة ِاختصاصو عند تياونيـ عف أداء المياـ الموكمة إلييـ وكمػا يتػولى‬
‫إخطار المرجع المختص عف التقصير الذؼ ينسب إليو‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬مسك ممفات الشرطة القضائية‪.‬‬


‫يح ػ ػػاط النائ ػ ػػب الع ػ ػػاـ عمم ػ ػػا بيوي ػ ػػة ض ػ ػػباط الش ػ ػػرطة القض ػ ػػائية المعين ػ ػػيف ف ػ ػػي دائػ ػ ػرة‬
‫إختصاص ػػو‪ ،‬ال ػػذيف يمارس ػػوف بص ػػفة فعمي ػػة مي ػػاـ الش ػػرطة القض ػػائية ويت ػػولى مس ػػؾ ممف ػػاتيـ‬
‫الشخصػػية التػػي تػػردد إليػػو مػػف السػػمطة اإلداريػػة التػػي يتبعيػػا الضػػابط المعنػػي أو مػػف النيابػػة‬
‫العامة ألخر جية قضائية يباشػر فييػا ىػذا األخيػر ميامػو‪ِ ،‬باسػتثناء ضػباط الشػرطة القضػائية‬
‫التػ ػػابعيف لممصػ ػػالح العسػ ػػكرية لألمػ ػػف والػ ػػذيف تمسػ ػػؾ ممفػ ػػاتيـ مػ ػػف طػ ػػرؼ وكػ ػػالء الجميوريػ ػػة‬
‫العسكرييف المختصيف إقميميا‪.2‬‬
‫لكف بعد التعديل األخيػر لقػانوف اإلجػراءات الجزائيػة وحسػب المػادة ‪ 15‬مكػرر ‪ 01‬فقػد‬
‫تـ منح الرقابة عمى ضباط األمف العسكرؼ لمنائب العاـ لمجمس قضاء الجزائر العاصمة‪.‬‬
‫كم ػػا منح ػػو المش ػػرع الج ازئ ػػرؼ ص ػػالحية م ػػنح التأىػ ػل لض ػػباط الش ػػرطة وذل ػػؾ لممارس ػػة‬
‫صالحيات الضبطية القضائية‪.3‬‬

‫‪ -1‬نصر الديف ىنوني‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -2‬نصر الديف ىنوني‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 15‬مكرر ‪.01‬‬

‫‪56‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬اجإشراف عمى تنقيط ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬


‫يمسػػؾ النائػػب العػػاـ بطاقػػات التنقػػيط لضػػباط الشػػرطة القضػػائية وترسػػل ىػػذه البطاقػػات‬
‫إلػػى وكػػالء الجميوريػػة المختصػػيف إقميميػػا لتقيػػيـ وتنقػػيط الضػػباط العػػامميف بػػدائرة ِاختصاصػػيـ‬
‫في أجل أقصاه أوؿ ديسمبر مف كل سنة لترجع إلى النائب العاـ بعد تبميغيػا لمضػابط المعنػي‬
‫في أجل أقصاه ‪ 31‬ديسمبر مف نفس السنة‪.‬‬
‫ويتـ التنقيط وفق البطاقة النموذجية المعدة ليذا الغرض ولضباط الشرطة القضائية أف‬
‫يبػػدؼ مالحظػػات كتابيػػة حػػوؿ تنقيطػػو ويوجييػػا إلػػى النائػػب العػػاـ الػػذؼ تعػػود لػػو سػػمطة التقيػػيـ‬
‫والتقدير النيائي لمنقطة والمالحظات‪.‬‬
‫وبي ػػدؼ إضػ ػفاء المزي ػػد م ػػف المص ػػداقية وتجس ػػيد مب ػػدأ الرقاب ػػة القض ػػائية عم ػػى أعم ػػاؿ‬
‫الشػػرطة القضػػائية نصػػت التعميمػػة الو ازريػػة المشػػتركة السػػابق ذكرىػػا عمػػى أف التنقػػيط السػػنوؼ‬
‫لضباط الشرطة القضائية يؤخذ بعيف االعتبار في مسارىـ الميني‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬اجإشراف عمى تنفيذ التسخيرات‪.‬‬


‫تصػػدر ىػػذه التسػػخيرات الموجيػػة إلػػى القػػوة العموميػػة فػػي أجػػل تسػػمح لمجيػػة المسػػخرة‬
‫بإتخاذ االحتياطات والتدابير الالزمػة لتنفيػذىا‪ ،‬وتكػوف التسػخيرات مكتوبػة ومػؤخرة وموقعػة مػف‬
‫الجية التي تصدرىا‪.‬‬
‫ال يمكف حصر أوجو وأغراض تسخير القوة العمومية غير أنو يمكف إجماليا في‪:‬‬
‫‪ -‬التسخير مف أجل تنفيذ األوامر القضائية والق اررات الجزائية‪.‬‬
‫‪ -‬إستخراج المساجيف مف المؤسسات العقابية لمثوليـ أماـ الييئات القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬حراسة المساجيف أثناء تحويميـ مف مؤسسة عقابية إلى أخرػ‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف األمف والحفاظ عمى النظاـ العاـ خالؿ إنعقاد الجمسات‪.‬‬

‫‪ -1‬قشطولي خالد‪ ،‬عالقة النيابة العامة بالشرطة القضائية في إطار ِاحتراـ حقوؽ اإلنساف ومكافحة الجريمة‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫إجازة المدرسة العميا لمقضاء‪ ،‬المدرسة العميا لمقضاء الدفعة السابعة عشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 -2008 ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪57‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬تسػػميـ االسػػتدعاءات والتبميغػػات القضػػائية فػػي المػػادة الجزائيػػة متػػى ِاسػػتحاؿ تبميغيػػا‬
‫بالوسائل القانونية األخرػ‪.‬‬
‫‪ -‬تقديـ المساعدات الالّزمة‪.‬‬
‫وتقتصػػر ميمػػة القػػوة العموميػػة المسػػخرة لتنفيػػذ األحكػػاـ والقػ اررات المدنيػػة عمػػى ضػػماف‬
‫األمف وحفع النظاـ العاـ‪ ،‬وعندما يصبح تنفيذ التسخيرات مستحيال فػي أجاليػا المحػددة تحػرر‬
‫الجية المسخرة تقري ار مسبقا يرسل إلى الجية المسخرة إلتخاذ ما تراه مناسبا مف إجراءات‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‬
‫رقــابة غــرفة االتيــام‬

‫تقػػوـ غرفػػة االتيػػاـ بالرقابػػة عمػػى مػػا قػػاـ بػػو عناصػػر الضػػبطية القضػػائية مػػف أعمػػاؿ‪،‬‬
‫فحس ػػب الم ػػادة ‪ 12‬م ػػف ق ػػانوف ‪ 07-17‬المتض ػػمف ق ػػانوف اإلجػ ػراءات الجزائي ػػة تت ػػولى النياب ػػة‬
‫العامة اإلدارة واإلشراؼ والرقابة بنصيا‪ ...« :‬وذلؾ تحت رقابة غرفة االتياـ»‪.2‬‬
‫نظـ قانوف إ‪.‬ج‪.‬ج ىذه الرقابة مف المواد ‪ 206‬إلى ‪210‬منو‪ ،‬فأكػدت المػادة ‪ 206‬مػف‬
‫قانوف اإلجراءات الجزائيػة عمػى خضػوع أعمػاؿ ضػباط الشػرطة القضػائية والمػوظفيف واألعػواف‬
‫المنوط بيـ بعض مياـ الضبط القضائية الذيف يمارسونيا حسب الشروط المحددة‪.‬‬
‫تتولى ىذه الغرفة النظر في القضايا المعروضة عمييا وتمارس الرقابة مف تمقاء نفسػيا‬
‫أو بنػػاء عمػػى طمػػب مػػف النائػػب العػػاـ‪ ،‬أو بطمػػب مػػف رئيسػػيا‪ ،‬أمػػا عػػف إختصاصػػيا المحمػػي‬
‫فيتحػدد بنطػاؽ كػل مجمػس قضػائي‪ ،‬عػدا ضػباط الشػرطة القضػائية وأعػوانيـ التػابعيف لمصػػالح‬

‫‪ -1‬التعميمة الو ازرية المشتركة المحددة لمعالقات التدريجية بيف السمطة القضائية والشرطة القضائية في مجاؿ إدارتيا‬
‫واإلشراؼ عمييا ومراقبة أعماليا بيف و ازرة الدفاع الوطني‪ ،‬و ازرة العدؿ‪ ،‬و ازرة الداخمية‪ ،‬صادره بتاريخ ‪ 31‬جويمية ‪2000‬‬
‫رقـ ‪.2000/5‬‬
‫‪ -2‬القانوف رقـ ‪ 07 -17‬مؤرخ في ‪ 24‬جمادؼ الثاني عاـ ‪ 1438‬الموافق لػ ‪ 27‬مارس ‪ 2017‬ويتمـ األمر ‪155-66‬‬
‫المؤرخ في ‪ 18‬صفر الموافق لػ يونيو ‪ ،1966‬والمتضمف قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪ 20‬المؤرخة في ‪29‬‬
‫مارس ‪.2017‬‬

‫‪58‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫األمػ ػػف العسػ ػػكرؼ‪ ،‬فيخضػ ػػعوف لرقابػ ػػة مجمػ ػػس قضػ ػػاء الج ازئػ ػػر العاصػ ػػمة لكػ ػػوف ِاختصاصػ ػػيـ‬
‫وطنيا‪.1‬‬
‫ومف خالؿ ىػذا المطمػب سػنحاوؿ معالجػة نقطتػي ميمتػيف وىمػا األمػر بػإجراء التحقيػق‬
‫األول) وتوقيع الجزاءات ذات الطبيعة التأديبية (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫(الفرع ّ‬
‫األول‬
‫الفرع ّ‬
‫األمر بإجراء التحقيق‬
‫إذا عػ ػػرض عمػ ػػى غرفػ ػػة اإلتيػ ػػاـ بحسػ ػػب األوضػ ػػاع التػ ػػي تػ ػػنص عمييػ ػػا المػ ػػادة ‪207‬‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج أمر يتعمق بجريمة أو مخالفة إقترفيػا عضػو مػف أعضػاء الشػرطة القضػائية‪ ،‬أو أنػو‬
‫تجاوز حدود إختصاصو المقرر قانونا‪ ،‬تأمر غرفة اإلتياـ بإجراء تحقيػق فػي الموضػوع تسػمع‬
‫خالل ػػو لطمب ػػات النياب ػػة العام ػػة بإعتبارى ػػا جي ػػة إدارة واشػ ػراؼ عم ػػى جي ػػاز الض ػػبط ممثم ػػة ف ػػي‬
‫النائ ػػب الع ػػاـ‪ ،‬ويمك ػػف لمعض ػػو المحق ػػق مع ػػو م ػػف تق ػػديـ أوج ػػو دفاع ػػو ع ػػف نفس ػػو وبحق ػػو ف ػػي‬
‫اإلطػػالع عمػػى ممفػػو المحفػػوظ لػػدػ النيابػػة العامػػة فػػي المجمػػس القضػػائي وحقػػو فػػي االسػػتعانة‬
‫بمحاـ يحضر التحقيق معو‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 208‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.2‬‬
‫تنظر غرفة االتياـ كييئة تأديبية في اإلتيامػات المنسػوبة لعناصػر الضػبطية القضػائية‬
‫بغ ػػض النظ ػػر ع ػػف اإلجػ ػراءات التأديبي ػػة المق ػػررة ف ػػي القػ ػوانيف األساس ػػية لي ػػـ‪ .‬وب ػػالرجوع إل ػػى‬
‫التعميمة الو ازرية المشتركة السابق ذكرىا نجدىا نصت عمى األخطػاء المينيػة لضػباط الشػرطة‬
‫القضائية والتي يمكف متابعتيـ عمى أساسيا ونذكر مف بينيا‪:‬‬
‫‪ -‬عػػدـ االمتثػػاؿ دوف مبػػرر لتعميمػػات النيابػػة التػػي تعطػػى لضػػباط الشػػرطة القضػػائية فػػي‬
‫إطار البحث والتحرؼ عف الجرائـ وايقاؼ مرتكبييا‪.‬‬

‫‪ -1‬نصر الديف ىنوني‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -2‬قانوف رقـ ‪ 07 /17‬يعدؿ ويتمـ‪ ،‬األمر رقـ ‪ 155-66‬والمتضمف قانوف اإلجرائيات الجزائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.08‬‬

‫‪59‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬التياوف في إخطار وكيل الجميورية عػف الوقػائع ذات الطػابع الج ازئػي التػي تصػل إلػى‬
‫عمميـ أو تمؾ التي يباشروف التحريات بشأنيا‪.‬‬
‫‪ -‬توقيف األشخاص لمنظر دوف إخطار وكيل الجميورية المختص‪.‬‬
‫‪ -‬اإلفشاء بسرية المعمومات التي قد يحصموف عمييا بمناسبة مباشرتيـ لمياميـ‪.‬‬
‫‪ -‬تفت ػػيش مس ػػاكف المش ػػتبو ف ػػييـ دوف إذف م ػػف الس ػػمطة المختص ػػة وف ػػي غي ػػر الح ػػاالت‬
‫المنصوص عمييا قانونا‪.‬‬
‫‪ -‬خرؽ قوانيف اإلجراءات الخاصة بممارستيـ لالختصاصات االستثنائية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫توقيع الجزاءات ذات الطبيعة التأديبية‬

‫ِانطالقػػا مػػف نػػص المػػادة ‪ 209‬مػػف قػػانوف اإلج ػراءات الجزائيػػة‪ ،‬نجػػد أنػػو يجػػوز لغرفػػة‬
‫االتيػػاـ أف توجػػو إلػػى ضػػابط الشػػرطة القضػػائية المعنػػي مالحظػات أو تقػػرر إيقافػػو مؤقتػػا عػػف‬
‫مباشػرة أعمالػػو كضػػباط شػػرطة قضػػائية أو عػػوف أوِ إسػػقاط ىػػذه الصػػفة عنػػو نيائيػػا وذلػػؾ دوف‬
‫اإلخالؿ بالجزاء التأديبي الذؼ يوقع عميو مف طرؼ رؤسائو اإلدارييف‪.‬‬
‫لذا تممؾ غرفة االتياـ متابعة رجاؿ الضبط القضائي بشأف تجاوزاتيـ وتصػرفاتيـ غيػر‬
‫القانونية أثناء تأدية مياميـ‪ ،‬مثل تجاور حدود السمطة أو التخمي عف الواجب‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬تحويل الممف إلى النائب العام‪.‬‬


‫ب ػػالرجوع إل ػػى الم ػػادة ‪ 110‬م ػػف ق ػػانوف اإلجػ ػراءات الجزائي ػػة‪ ،‬إذا رأت غرف ػػة االتي ػػاـ أف‬
‫ضابط الشرطة القضائية قد أرتكب جريمة يعاقب عمييا القانوف جزائيا‪ ،‬فإنيا تأمر فضػال عػف‬
‫مػػا تقػػدـ بإرسػػاؿ الممػػف إلػػى النائػب العػػاـ‪ ،‬والػػذؼ يعػػرض األمػػر إذا كػػاف ىنػػاؾ محػػل لممتابعػػة‬

‫‪ -1‬عبد هللا أوىابية‪ ،‬ضمانات الحرية الشخصية أثناء مرحمة البحث التمييدؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.348‬‬
‫‪ -2‬عبد الرحمف خمفي‪ ،‬محاضرات في االجراءات الجزائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.334‬‬

‫‪60‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الجزائيػػة عمػػى رئػػيس المجمػػس القضػػائي وىػػذا طبقػػا ألحكػػاـ المػػادتيف ‪ 576‬و‪ 577‬مػػف قػػانوف‬
‫اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫واذ تعمػػق األمػػر بضػػابط الشػػرطة القضػػائية ألمػػف العسػػكرؼ فيرسػػل الممػػف إلػػى وزيػػر‬
‫الػػدفاع الػػوطني والػػذؼ يحيمػػو بػػدوره – إذ رأػ محػػال لممتابعػػة‪ -‬إلػػى وكيػػل الجميوريػػة العسػػكرية‬
‫المخػػتص طبقػػا ألحكػػاـ المػػادتيف ‪ 72-71‬مػػف قػػانوف القضػػاء العسػػكرؼ‪ ،‬وذلػػؾ بموجػػب أمػػر‬
‫بالمالحقة والذؼ يكوف مرفق بالتقارير واألوراؽ واألشياء المحجوزة وغيرىا مف الوثائق المؤديػة‬
‫(وىو أمر غير قابل لمطعف فيو وينبغي أف يتضمف الوقائع المستند إلييػا ووصػفيا والنصػوص‬
‫القانونية المطبقة عمييا)‪.1‬‬
‫فعنػػدما يكػػوف العسػػكرؼ المػػتيـ لػػو رتبػػة نقيػػب فػػأكثر أو يكػػوف ضػػابط لػػو صػػفة ضػػابط‬
‫الشػػرطة القضػػائية العسػػكرية كمػػالزـ فػػي الػػدرؾ الػػوطني مػػثال‪ ،‬أو أف يكػػوف ضػػابطا لػػو صػػفة‬
‫قاضػػي عس ػػكرؼ فيرفػػع األم ػػر م ػف ط ػػرؼ النياب ػػة العسػػكرية المختص ػػة والمتمثمػػة ف ػػي ش ػػخص‬
‫الوكي ػػل العس ػػكرؼ لمجميوري ػػة بتقري ػػر إل ػػى الس ػػيد وزي ػػر ال ػػدفاع ال ػػوطني ال ػػذؼ يع ػػيف محكم ػػة‬
‫عسػػكرية أخػػرػ تتػػولى متابعػػة ومحاكمػػة ىػػذه الفئػػة مػػف العسػػكرييف‪ ،‬إال فػػي حالػػة االسػػتحالة‬
‫المادية لذلؾ‪ ،‬وىو ما أكدتو المحكمة العميا في ق ارراتيا‪ ،‬فعدـ احتراـ ىذ االجراءات يعود خرقػا‬
‫جوىريا يستوجب النقض‪.2‬‬
‫وحفاظا عمى مبدأ ِاستقاللية العدالة فإنو تطبيقا لممادة ‪ 71‬وما يمييا مف قػانوف القضػاء‬
‫العسكرؼ التي تنص عمى أنو عندما يطمع وزير الدفاع الوطني عمى محضر أو تقرير ضػابط‬
‫الش ػػرطة القض ػػائية العس ػػكرية أو إح ػػدػ الس ػػمطات الم ػػذكورة ف ػػي الم ػػادة ‪ 46‬أو بع ػػد ِاس ػػتالمو‬

‫‪ -1‬عبد هللا أوىابية‪ ،‬ضمانات الحرية الشخصية أثناء مرحمة البحث التمييدؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.349‬‬
‫‪ -2‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬رقـ الممف ‪ ،57919‬عف الغرفة الجزائية‪ ،‬صادر بتاريخ ‪.1988/06/28‬‬

‫‪61‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫شػ ػػكوػ أو إتيػ ػػاـ وحتػ ػػى بصػ ػػفة تمقائيػ ػػة‪ ،‬ويػ ػػرػ أنػ ػػو ينبغػ ػػي مالحقتػ ػػو‪ ،‬فمػ ػػو أف يصػ ػػدر أمػ ػ ػ ار‬
‫بالمالحقة‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات التحقيق والمحاكمة‪.‬‬
‫ينص تعػديل المػادة ‪ 208‬فػي قػانوف ‪ 07-17‬عمػى أنػو إذا مػا طػرح األمػر عمػى غرفػة‬
‫االتيػاـ‪ ،‬فإنيػػا تػػأمر بػػاإلجراء تحقيػق وتسػػمع طمبػػات النائػػب العػاـ وأوجػػو دفػػاع ضػػابط الشػػرطة‬
‫القضائية صاحب الشأف‪ ،‬ويتعيف أف يكوف ىذا األخير قد مكف مقدما مف االطػالع عمػى ممفػو‬
‫المحفوظ ضمف ممفات الشرطة القضائية لدػ نيابة المجمس‪.2‬‬
‫أف التحقيػق وجػوبي فػي القضػية المتبعػة ضػد‬
‫يستخمص مف المػادة السػالفة الػذكر عمػى ّ‬
‫ضابط الشرطة القضائية المعني‪ ،‬فػال يجػوز إحالتػو إلػى غرفػة االتيػاـ ومحاكمتػو دوف سػماعو‬
‫وتمكينو مف تقديـ أوجو دفاعو‪.‬‬
‫ل ػػذلؾ قض ػػى ف ػػي قػ ػرار المحكم ػػة العمي ػػا بأن ػػو‪« :‬يتع ػػيف عم ػػى النائ ػػب الع ػػاـ أف يستفس ػػر‬
‫ضابط الشرطة القضائية المتابع وأف يبمغ إليو األخطاء التي يرػ أنو قد ارتكبيا أثناء ممارسػة‬
‫وظيفتو كضابط شرطة قضائية قبػل إحالتػو عمػى غرفػة االتيػاـ بإسػقاط الصػفة دوف أف يػتمكف‬
‫مػػف تقػػديـ دفاعػػو كػػاف قضػػاؤىا منعػػدـ األسػػاس القػػانوني‪ ،‬ومخػػال بحقػػوؽ الػػدفاع ممػػا يسػػتوجب‬
‫تقضو»‪.3‬‬
‫كما قضػت المحكمػة العميػا أيضػا فػي قػرار ثػاف «كػاف عمػى النائػب العػاـ لػدػ المجمػس‬
‫القضػػائي أف يستفسػػر رئػػيس المجمػػس الشػػعبي البمػػدؼ عػػف االخػػالالت المنسػػوبة إليػػو بحيػػث‬
‫أف ىػػذا األخيػػر قػػد إرتكػػب خطػػأ أثنػػاء مباشػرة وظيفتػػو كضػػابط شػػرطة قضػػائية قػػدـ‬
‫إذ تبػػيف لػػو ّ‬

‫‪ -1‬شرفة ياسيف‪ ،‬إجراءات التحرؼ والمتابعة أماـ القضاء العسكرؼ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل إجازة المعيد الوطني لمقضاء‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬الدفعة الثانية عشر‪ ،2004 -2001 ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -2‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 06‬مف القانوف ‪ 07-17‬المعدلة لممادة ‪ 208‬مف األمر ‪ 155-66‬المتضمف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.07‬‬
‫‪ -3‬أنظر‪ :‬القرار الصادر عف المحكمة العميا في ‪ 15‬جويمية ‪ 1980‬مف الغرفة الجنائية األولى في الطعف رقـ ‪.266-75‬‬

‫‪62‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫إلػػى غرفػػة االتيػػاـ عريضػػة مسػػببة وتعػػيف حينئػػذ عمػػى ىػػذه الجيػػة أف تفصػل فػػي طمباتػػو بقػرار‬
‫مسبب طبقا لنص المادة ‪ 209‬و‪ 210‬مف قانوف اإلجراءات الجزائية»‪.1‬‬
‫يتع ػػيف عم ػػى غرف ػػة االتي ػػاـ أف تس ػػتطمع رأؼ النائ ػػب الع ػػاـ ل ػػدػ المجم ػػس قب ػػل النظ ػػر‬
‫ف ػػي ال ػػدعوػ التأدبي ػػة الت ػػي أقامتي ػػا م ػػف تمق ػػاء نفس ػػيا‪ ،‬أو بن ػػاء عم ػػى طم ػػب رئيس ػػيا‪ ،‬واذا ك ػػاف‬
‫المعنػػي المتػػابع مػػف المصػػالح العسػػكرية لألمػػف يرفػػع األمػػر إلػػى وزي ػر الػػدفاع الػػوطني إلتخػػاذ‬
‫اإلجراء الالزـ في شأنو وىذا كما جاء بو قانوف ‪ 07-17‬في المادة ‪ 210‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.2‬‬

‫‪ -1‬أنظر‪ :‬القرار الصادر عف المحكمة العميا يوـ ‪ 1981/11/10‬مف الغرفة الجنائية األولى في الطعف رقـ ‪.28089‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 210‬مف قانوف ‪ 07-17‬المتضمف قانوف اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫اآلثار القضائية المترتبة عمى رقابة أعمال الضبطية القضائية‬
‫حرص المشػرع الج ازئػرؼ عمػى اإلقػرار بشػأف الحريػة الشخصػية وحػدد القيػود التػي يقػف‬
‫عندىا ضابط الشرطة القضائية عند مباشرتو لميامو‪ ،‬وأف اإلجراءات التي قررىػا المشػرع ىػي‬
‫تأكيد ليذه الضمانات‪.1‬‬
‫إف تيػػاوف عناصػػر الشػػرطة القضػػائية فػػي إتبػػاع بعػػض القواعػػد اإلجرائيػػة التػػي ألػػزميـ‬
‫القانوف األخذ بيا أثناء قياميـ بعمميـ‪ ،‬فيترتب عف مخالفتيـ ليذه اإلجراءات البطالف‪.2‬‬
‫والػػى جانػػب الج ػزاء الموضػػوعي وىػػو الػػبطالف ىنػػاؾ الج ػزاء الشخصػػي أو المسػػؤولية‬
‫الشخصػػية لمضػػابط عمػػا قػػد ينسػػب إليػػو مػػف أخطػػاء وىػػي تتنػػوع بحسػػب طبيعػػة الخطػػأ‪ .‬فقػػد‬
‫يك ػػوف خط ػػأ إداري ػػا‪ ،‬فيس ػػتوجب المس ػػؤولية التأديبي ػػة ويمك ػػف أف يتح ػػدػ ح ػػد الخط ػػأ الج ازئ ػػي‪،‬‬
‫فيترتب المسؤولية الجزائية متى توافرت شروطيا‪.‬‬
‫حي ػػث س ػػنحاوؿ م ػػف خ ػػالؿ ى ػػذا المبح ػػث معالج ػػة الجػ ػزاءات الشخص ػػية عم ػػى جي ػػاز‬
‫الضػػبطية القضػػائية المتمثمػػة فػػي (المطمـــب األول) ومػػف ثػػـ د ارسػػة الج ػزاء اإلج ارئػػي المتمثػػل‬
‫في (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول‬
‫الجزاءات الشخصية عمى رجال الضبطية القضائية‬

‫إف دراسة المسؤولية الشخصية القضائية الغرض منيا إبراز الضمانات المقررة لمحقوؽ‬ ‫ّ‬
‫والحريات في مواجيػة ِانحػراؼ أعضػاء الشػرطة وكػذا بيػاف مػا تسػفر عػف الرقابػة التػي تباشػرىا‬

‫‪ -1‬طاىرؼ حسيف‪ ،‬النيابة العامة بالضبط القضائي‪ ،‬التوجيو‪ ،‬اإلشراؼ‪ ،‬المراقبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ -2‬نصر الديف ىنوني‪ ،‬الطبعة القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬

‫‪64‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫النيابػػة العامػػة عمػػى أعمػػاؿ الضػػبط القض ػػائي‪ ،‬فبفضػػل ىػػذه الرقابػػة تكشػػف الخروقػػات عم ػػى‬
‫الحريات الفردية‪.1‬‬
‫تتفاوت األخطاء التي ترتكبيا عناصر الضبطية القضػائية مػف حيػث طبيعتيػا ودرجتيػا‬
‫فين ػػاؾ أخط ػػاء بس ػػيطة ذات ط ػػابع إدارؼ ال ترق ػػى إل ػػى مس ػػتوػ الجريم ػػة‪ ،‬حي ػػث تترت ػػب عني ػػا‬
‫المسػػؤولية التأديبيػػة فقػػط‪ ،‬وىنػػاؾ أفعػػاؿ خطيػرة تتػػوفر فييػػا عناصػػر الجريمػػة ويمكػػف أف يترتػػب‬
‫عنيا ضػرر مػادؼ أو معنػوؼ فتػؤدؼ إلػى قيػاـ المسػؤولية الجزائيػة حيػث سػنحاوؿ معالجػة ىػذه‬
‫النقاط في المسؤولية التأديبية (الفرع األول) ومف ثـ المسؤولية الجزائية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫األول‬
‫الفرع ّ‬
‫المسؤولية التأديبية‬

‫تخضػػع الضػػبطية القضػػائية إلشػراؼ مػػزدوج‪ ،‬فيػػو إشػراؼ مػػزدوج‪ ،‬فيػػو إشػراؼ رئاسػػي‬
‫إدارؼ مف طرؼ الرؤساء اإلدارييف المباشريف سواء كانت شرطة أو درؾ أو أمف عسكرؼ‪.2‬‬
‫قد يرتكب عناصر الضبطية القضػائية أثنػاء مباشػرة وظػائفيـ أخطػاء إداريػة تصػل إلػى‬
‫درجػػة الجسػػامة‪ ،‬فيترتػػب عمييػػا جػزاءات تختمػػف بػِػاختالؼ الخطػػأ المرتكػػب ونظػ ار لكػػوف جيػػاز‬
‫الض ػػبط القض ػػائي يخض ػػع إلشػ ػراؼ م ػػزدوج وظيف ػػي ورئاس ػػي‪ ،‬مم ػػا يجعم ػػو عرض ػػة لمس ػػاءلة‬
‫مزدوجػػة‪ ،‬فق ػػد تػػتـ مس ػػاءلة العضػػو تبع ػػا لمييئػػة الت ػػي ينتمػػي إليي ػػا أصػػال م ػػف طػػرؼ رؤس ػػائو‬
‫السػ ػػممييف كجيػ ػػاز الشػ ػػرطة‪ ،‬الػ ػػدرؾ وغيرىػ ػػا مػ ػػف األجي ػ ػزة التػ ػػي ليػ ػػا صػ ػػفة ضػ ػػابط الشػ ػػرطة‬
‫القضائية‪ ،3‬فقد يتـ معاقبتيـ مف السمطة الرئاسػة باإلنػذار أو التوقيػف عػف العمػل‪ ،‬كمػا قػد يػتـ‬

‫‪ -1‬طاىرؼ حسيف‪ ،‬عالقة النيابة العامة بالضبط القضائي‪ ،‬التوجيو‪ ،‬اإلشراؼ‪ ،‬المراقبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ -2‬نصر الديف ىنوني‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -3‬دمحم عمي سالـ عاد الحمبي‪ ،‬الوسيط شرح قانوف أصوؿ المحاكمات الجزائية‪ ،‬دعوػ الحق العاـ ودعوػ الحق الشخصي‬
‫ومرحمة االستدالؿ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص ‪.507‬‬

‫‪65‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫معػاقبتيـ مػف السػمطة القضػائية بعػد التحقيػق الػػذؼ تجريػو غرفػة االتيػاـ بالعقوبػات‪ ،‬كمػا يمكػػف‬
‫لمنيابة العامة توجيو مالحظات إلييـ‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬إجراءات المتابعة التأديبية‪.‬‬


‫خولػ ػػت المػ ػػادة ‪ 206‬مػ ػػف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج لغرفػ ػػة االتيػ ػػاـ مراقبػ ػػة أعمػ ػػاؿ الضػ ػػبط القضػ ػػائي‬
‫والموظفػوف واألعػواف المنػػوط بيػـ بعػػض ميػػاـ الشػرطة القضػػائية‪ ،‬حيػػث نصػت عمػػى‪« :‬ت ارقػػب‬
‫غرفػة االتيػػاـ أعمػػاؿ ضػباط الشػػرطة القضػػائية والمػوظفيف واألعػواف المنوطػػة بيػـ بعػػض ميػػاـ‬
‫الضبط القضائي الذؼ يمارسونيا حسب الشػروط المحػددة فػي المػواد ‪ 21‬والتػي تمييػا مػف ىػذا‬
‫القانوف»‪.‬‬
‫يستخمص مف ىػذه المػادة أف المشػرع الج ازئػرؼ قصػد أف يمػدد سػمطة غرفػة االتيػاـ فػي‬
‫المراقبػة لػيس فقػط عمػى ضػػباط الشػرطة القضػائية‪ ،‬بػل حتػػى عمػى المػوظفيف واألعػواف المنػػوط‬
‫بيـ بعض مياـ الضػبط القضػائي عمػى ِاخػتالؼ أنػواعيـ بمػا فػييـ الموظفػوف وأعػواف اإلدارات‬

‫والمصالح العمومية المنصوص عمييـ في المادة ‪ 27‬مف قانوف االجراءات الجزائية‪ ،‬حيث ّ‬
‫أف‬
‫المادة ‪ 207‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ترد فييا إلى ضباط الشرطة القضائية‪.2‬‬
‫وقػ ػػد قضػ ػػت المحكم ػ ػػة العميػ ػػا ب ػ ػػأف غرفػ ػػة االتي ػ ػػاـ ت ارقػ ػػب ض ػ ػػباط الشػ ػػرطة القض ػ ػػائية‬
‫والموظفيف واألعواف المنوط بيـ بعض مياـ الضبط القضػائي التػي يباشػرونيا حسػب الشػروط‬
‫المحػددة فػػي ‪ 21‬ومػػا يمييػػا مػف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج وفػػي ىػػذا الصػػدد تصػدر قػ اررات إداريػػة تأديبيػػة دوف‬
‫جواز الطعف فييا‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحمف خمفي‪ ،‬محاضرات في اإلجراءات الجزائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 206‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬قرار صادر مف المحكمة العميا في الجزائر‪ 5،‬فبراير ‪ ،1993‬مف الغرفة الجنائية في الطعف رقـ ‪ ،105717‬المجمة‬
‫القضائية لممحكمة العميا‪ ،‬العدد ‪ ،1994 ،01‬ص ‪.247‬‬

‫‪66‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫كمػػا قضػػت المحكمػػة العميػػا أنػػو يجػػوز لمنيابػػة العامػػة أف تتخػػذ إج ػراءات تأديبيػػة ضػػد‬
‫ضابط الضبط القضائي الذؼ يرتكب أخطاء مينية وذلؾ بإحالتو عمى غرفة االتياـ‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬إقامة الدعوى التأديبية‪.‬‬


‫جاءت المادة ‪ 207‬مف القانوف رقـ ‪ 07-17‬المؤرخ في ‪ 27‬مػارس ‪ 2017‬المتضػمف‬
‫قػػانوف اإلج ػراءات الجزائيػػة عمػػى أنػػو يرفػػع األمػػر لغرفػػة االتيػػاـ‪ ،‬إمػػا مػػف النائػػب العػػاـ أو مػػف‬
‫رئيسػ ػػيا عػ ػػف اإلخػ ػػالالت المنسػ ػػوبة لضػ ػػباط الشػ ػػرطة القضػ ػػائية فػ ػػي مباش ػ ػرة وظػ ػػائفيـ‪ ،‬وليػ ػػا‬
‫أف تنظر في ذلؾ مف تمقاء نفسيا بمناسبة النظر في القضػية المطروحػة عمييػا‪ ،‬وتعتبػر غرفػة‬
‫االتيػ ػػاـ بػ ػػالجزائر العاصػ ػػمة صػ ػػاحبة االختصػ ػػاص فيمػ ػػا يتعمػ ػػق بضػ ػػباط الشػ ػػرطة القضػ ػػائية‬
‫لممصػػالح العسػػكرية لألمػػف وتحػػاؿ عمييػػا القضػػية مػػف طػػرؼ النائػػب العػػاـ مػػف نفػػس المجمػػس‬
‫القض ػػائي إذا ك ػػاف ضػ ػػابط الش ػػرطة القض ػػائية لمصػ ػػالح األم ػػف العس ػػكرؼ قػ ػػد إرتك ػػب جريمػ ػػة‬
‫مف جرائـ قػانوف العقوبػات‪ ،‬فقػد يرسػل الممػف إلػى وزيػر الػدفاع الػوطني التخػاذ اإلجػراء الػالزـ‬
‫في حقو‪.2‬‬
‫نستنتج مف نص المادة ‪ 207‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ما يمي‪:‬‬
‫‪ -1‬يمكف إقامة دعػوػ تأديبيػة ضػد ضػابط الشػرطة القضػائية أيػا كانػت الجيػة اإلداريػة التػي‬
‫ينتمػػي إلييػػا مػػف أجػػل اإلتيامػػات المنسػػوبة إليػػو فػػي مباشػرة ميػػاـ ضػػابط شػػرطة قضػػائية‬
‫سواء حصل ذلؾ في مرحمة االستدالالت أو في مرحمة التحقيق االبتدائي‪.‬‬
‫‪ -2‬الجية المختصة بالنظر في الدعوػ التأديبية فػي غرفػة االتيػاـ التػي ينتمػي إلييػا ضػابط‬
‫الشػػرطة القضػػائية مػػا لػػـ يتعمػػق األمػػر بضػػباط الشػػرطة القضػػائية التػػابع لمصػػالح األمػػف‬
‫العسػػكرؼ فتحػػاؿ القضػػية إلػػى غرفػػة االتيػػاـ بػػالجزائر العاصػػمة نظ ػ ار لعػػدـ وجػػود غرفػػة‬

‫‪ -1‬قرار صادر يوـ ‪ 15‬جويمية ‪ ،1980‬مف الغرفة الجنائية األولى في الطعف رقـ ‪.22-675‬‬
‫‪ -2‬عمي حفاص‪ ،‬الرقابة إلى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬

‫‪67‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ِاتياـ عمى مسػتوػ المحػاكـ العسػكرية مػف جيػة ومػف جيػة أخػرػ تكػوف المختصػة بشػأف‬
‫الضباط الذيف يمارسوف مياميـ عمى مستوػ التراب الوطني‪.‬‬
‫إ ّف ىػػذا االختصػػاص مخػػالف لمػػا قضػػت بػػو الغرفػػة الجنائيػػة األولػػى لممجمػػس األعمػػى‬
‫في عدة ق اررات مف جية‪ ،‬وأنو ال يتالءـ مع أحكػاـ الفقػرة األولػى مػف المػادة ‪ 495‬مػف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‬
‫الت ػػي تجي ػػز الطع ػػف ف ػػي القػ ػ اررات الص ػػادرة ع ػػف غرف ػػة االتي ػػاـ إال إذا كان ػػت تتعم ػػق ب ػػالحبس‬
‫االحتياطي مف جية أخرػ‪.1‬‬
‫تق ػػوـ غرف ػػة االتي ػػاـ ب ػػالتحقيق ف ػػي القض ػػية وتس ػػمع طمب ػػات النائ ػػب الع ػػاـ وأوج ػػو دف ػػاع‬
‫ضابط الشرطة القضائية صاحب الشأف بعد أف يكوف قػد مكػف مقػدما مػف اإلطػالع عمػى ممفػو‬
‫المض ػػبوط ض ػػمف ض ػػباط الش ػػرطة القض ػػائية ل ػػدػ النياب ػػة العام ػػة أو المرس ػػل م ػػف قب ػػل وكي ػػل‬
‫الجميورية المختص إقميميا‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬إجراءات التحقيق والمحاكمة‪.‬‬


‫فػػي إطػػار إج ػراءات التحقيػػق والمحاكمػػة يجػػوز لضػػابط الشػػرطة القضػػائية المت ػابع أف‬
‫يسػػتعيف بمحػػاـ لمػػدفاع عنػػو‪ ،‬وتػػنص المػػادة ‪ 208‬مػػف القػػانوف ‪ 07-17‬المتضػػمف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‬
‫عمى ىذه اإلجراءات كما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬التحقيق لزومي في القضية المتبعة ضد ضباط الشرطة القضػائية المعنػي‪ ،‬بحيػث ال يجػوز‬
‫إحالتو إلى غرفة االتياـ ومحاكمتو دوف سماعو وتمكينو مف تقديـ أوجو دفاعو‪.‬‬
‫‪ -‬يتعيف عمى النائػب العػاـ أف يستفسػر محػافع الشػرطة المتػابع‪ ،‬وأف يبمػغ إليػو األخطػاء التػي‬
‫يػرػ أنػو قػػد إرتكبيػا أثنػاء ممارسػػتو وظيفتػو كضػباط شػػرطة قضػائية قبػل إحالتػو عمػى غرفػػة‬
‫االتياـ حتى يتمكف مف االطالع عمى ممفو ومف تحضير دفاعو‪ ،‬فػإذا كػاف قضػاءىا منعػدـ‬
‫األساس مف القانوف ومخال بحقوؽ الدفاع مما يستوجب نقضو‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار صادر يوـ ‪ 15‬جويمية ‪ ،1950‬مف الغرفة الجنائية األولي في الطعف رقـ ‪ ،26675‬جياللي بغدادؼ‪ ،‬التحقيق‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -2‬فرح الديف حولي‪ ،‬أساليب التحرؼ والبحث‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة العميا لمقضاة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪68‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬كما قضت المحكمة العميا بأنو كاف عمى النائب العاـ لػدػ المجمػس القضػائي أف يستفسػر‬
‫رئ ػػيس المجم ػػس القض ػػائي أيػ ػف يستفس ػػر رئ ػػيس المجم ػػس الش ػػعبي البم ػػدؼ ع ػػف اإلخ ػػالالت‬
‫أف ى ػػذا األخي ػػر ق ػػد ِارتك ػػب خط ػػأ أثن ػػاء مباشػ ػرة وظيفت ػػو‬
‫المنس ػػوبة إلي ػػو بحي ػػث إذ تب ػػيف ل ػػو ّ‬
‫كضػػابط شػػرطة قضػػائية قػػدـ إلػػى غرفػػة االتيػػاـ بعريضػػة مسػػببة وتعػػيف حينئػػذ عمػػى ىػػذه‬
‫الجية أف تفصل في طمباتو بقرار مسبب طبقا لممادتيف ‪ 210-209‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.1‬‬
‫توجد عمى مستوػ النيابة العامة لكل مجمػس قضػائي ممفػات شخصػية لضػباط الشػرطة‬
‫القضػػائية التػػابعيف لممجمػػس المػػذكور ترتػػب فييػػا جميػػع الوثػػائق التػػي تتعمػػق بمينػػتيـ بمػػا فييػػا‬
‫النقاط التي تمنح ليـ سنويا والتي تتعمق بكيفية مزاولة أعماليـ كضباط الشػرطة القضػائية‪ ،‬إالّ‬
‫أنػػو فػػي المػػادة ‪ 15‬مكػػرر مػػف قػػانوف ‪ 07-17‬المتضػػمف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج أضػػاؼ المشػػرع الج ازئػػرؼ‬
‫إج ػراء جديػػدا عمػػى كيفيػػة ممارسػػتو صػػالحيات الضػػبطية القضػػائية‪ ،‬حيػػث ربطيػػا بػػأف يسػػمـ‬
‫النائػػب العػػاـ مقػػرر تأىيػػل لضػػباط الشػػرطة القضػػائية العػػامميف بػػإقميـ ِاختصاصػػو‪ ،‬فػػال يمكػػف‬
‫لضػػباط الشػػرطة القضػػائية أف يمػػارس صػػالحيات ضػػابط الشػػرطة القضػػائية إالّ بعػػد ِاسػػتالمو‬
‫مقػػرر التأىيػػل مػػف طػػرؼ النائػػب العػػاـ واال تعتبػػر أعمالػػو باطمػػة ويتػػابع قضػػائيا‪ ،‬وفيمػػا يخػػص‬
‫التأىيل بالنسػبة لضػباط الشػرطة التػابعيف لممصػالح العسػكرية ألف يسػتمموا قػ اررات تػأىيميـ مػف‬
‫طرؼ النائب العاـ لدػ مجمس قضاء الجزائر العاصمة‪.2‬‬

‫ابعا‪ :‬الفصل في الدعوى التأديبية‪.‬‬


‫ر ً‬
‫تبعػػا لػػنص المػػادة ‪ 209‬مػػف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج فإنػػو يجػػوز لغرفػػة االتيػػاـ أف توجػػو إلػػى ضػػابط‬
‫الشرطة القضائية المعني مالحظات‪ ،‬أو تقرر إيقافو مؤقتا عف مباشرة أعماؿ وظيفية كضػباط‬
‫شرطة قضائية أو ِاسقاط ىذه الصفة عنو نيائيا دوف اإلخػالؿ بػالجزاء التػأديبي الػذؼ قػد يوقػع‬
‫عميػػو مػػف طػػرؼ رؤسػػائو اإلداريػػيف‪ ،‬غيػػر أنػػو يالح ػع أف المشػػرع الج ازئػػرؼ وضػػع كممػػة صػػفة‬

‫‪ -1‬قرار صادر يوـ ‪ 10‬نوفمبر ‪ 1981‬مف الغرفة الجنائية األولى في الطعف رقـ ‪ ،28089‬جياللي بغدادؼ‪ ،‬التحقيق‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 15‬مكرر مف قانوف ‪ 07-17‬المؤرخ في ‪ 27‬مارس ‪ ،2017‬المتضمف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫لمضػػبطية القض ػػائية فػػي الم ػػادة ‪ 209‬م ػػف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج وأضػػاؼ كمم ػػة جدي ػػدة مقػػرر تأىي ػػل ف ػػي‬
‫المادة ‪ 15‬مكرر‪ ،‬فالصيغتيف تدالف عمى رخصة لممارسػة صػالحيات الضػبطية القضػائية إالّ‬
‫أنو ترؾ السمطة في إسقاط ىاتو الرخصة لجيتيف قضػائيتيف وىمػا غرفػة االتيػاـ والنائػب العػاـ‬
‫المتاف بإمكانيا أف يسقط ىاتو الرخصة مف ضابط الشرطة القضائية المتابع بدعوػ تأديبية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫المسؤولية الجزائية‬

‫قػػد يرتكػػب عناصػػر الضػػبطية القضػػائية أخطػػاء ترتقػػي لتصػػبح جريمػػة معاقػػب عمييػػا‬
‫في قػانوف العقوبػات والقػوانيف المكممػة لػو‪ ،‬ممػا يعنػي أف مسػؤوليتيـ تكيػف عمػى أنيػا مسػؤولية‬
‫جزائيػػة‪ ،‬إذ قػػاـ ضػػابط الشػػرطة القضػػائية بجريمػػة تتطػػابق مػػع نمػػوذج القػػانوف الػوارد فػػي ؽ‪.‬ع‬
‫أو ؽ‪.‬ج فإنو يتحمل مسؤولية جزائية‪ ،2‬وقد أشار إلييا ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج في مادتو ‪.577‬‬
‫مػػف بػػيف الج ػرائـ التػػي ترتكػػب بمناسػػبة الوظيفػػة االمتنػػاع عػػف إج ػراء الفحػػص الطبػػي‬
‫أو االعتػراض عمػػى ذلػػؾ طبقػػا لػػنص المػػادة ‪ 107‬و‪ 110‬مكػػرر ‪ 02‬مػػف ؽ‪.‬ع واالمتنػػاع عػػف‬
‫تقػػديـ السػػجل الخػػاص لمسػػمطات المختصػػة متػػى تػػـ طمبػػو طبقػػا لػػنص المػػادة ‪ 110‬مكػػرر ‪02‬‬
‫القػػبض والتوقيػػف لمنظػػر دوف وجػػود مبػػرر أو بعػػدـ ِاحت ػراـ قيػػوده طبقػػا لػػنص المػػادة ‪ 51‬مػػف‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ج انتيػػاؾ حرمػػة المسػػاكف بػػدخوليا وتفتيشػػيا فػػي غيػػر األح ػواؿ المقػػررة قانونػػا أو بػػدوف‬
‫رضػػا صػػاحب المسػػكف طبقػػا لػػنص المػػادة ‪ 135‬مػػف قػػانوف ‪ ،‬اإلعتػػداء عمػػى الكيػػاف األدبػػي‬
‫والمعنوؼ لألشخاص طبقا لنص المادة ‪ 440‬مػف ؽ‪.‬ع االعتػداء عمػى المشػتبو فػييـ بالتعػذيب‬
‫طبقا لنص المواد ‪ 263‬مكرر ومكرر ‪.302‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 15‬مكرر ‪ 02‬مف ؽ‪ .‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬عبد الرحمف خمفي‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائرؼ والمقارف‪ ،‬دار بمقيس‪ ،‬ط‪ ،2016 ،2‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -3‬أنظر‪ :‬إلى المواد ‪ 107‬و‪ 110‬مكرر و‪ 135‬و‪ 440‬باإلضافة إلى المواد ‪ 263‬مكرر ‪ 263‬مكرر ‪ ،01‬ومكرر ‪02‬‬
‫مف قانوف العقوبات‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعذيب المشتبو فيو بغرض الحصول عمى االعتراف‪.‬‬


‫تح ػػرص الدس ػػاتير والتشػ ػريعات ف ػػي مختم ػػف دوؿ العػ ػالـ‪ ،‬وك ػػذا المواثي ػػق الدولي ػػة عم ػػى‬
‫حضر ِاستعماؿ جياز الضبطية القضائية وجياز التحقيق وسائل العنف التي تػؤثر عمػى إرادة‬
‫المشػػتبو فػػييـ‪ ،‬ذلػػؾ مػػا أوص بػػو مػػؤتمر رومػػا‪ ،‬والػػذؼ نػػاد بحضػػر إسػػتخداـ العنػػف والضػػغط‬
‫كوسيمة لمحصوؿ عمى االعترافات‪ ،‬وما أوصى بو مؤتمر ىمبورغ مف حضر لوسػائل التعػذيب‬
‫ألف ذلؾ فيو مذلة واِنتياؾ لحقوؽ اإلنساف‪ ،‬أيضا ما دعت إليو الجمعية العامة لألمػـ المتحػدة‬
‫بتبنػػي مش ػروع يحػػرـ كػػل وسػػائل التعػػذيب‪ ،‬كمػػا أف االتفاقيػػات الدوليػػة حرصػػت عمػػى حضػػر‬
‫ِاستعماؿ العنف ووسائل التعذيب التي تحط مف كرامة اإلنساف‪.1‬‬
‫رغػػـ كػػل ىػػذا يالحػػع أنػػو كثيػ ار مػػا يمجػػأ عناصػػر الضػػبطية القضػػائية إلسػػتعماؿ العنػػف‬
‫واإلكراه مع المشتبو فييـ بيدؼ الحصػوؿ عمػى اعت ارفػاتيـ بوقػائع معينػة‪ ،‬وقػد فسػر األمػر بأنػو‬
‫نػػاتج عػػف جيميػػـ بالقواع ػد العمميػػة لمبحػػث والتحػػرؼ‪ ،‬كمػػا يعمػػدوف قصػػد تحقػػيقيـ لنتػػائج تثبػػت‬
‫كفائتيـ في العمل أماـ رؤسائيـ‪ ،‬فيستخدموف ىذه الوسائل‪.2‬‬
‫لػـ يغفػل الدسػػتور وال المشػرع الج ازئػػرؼ مػف تجػريـ ىػذا الفعػػل وذلػؾ فػػي المػادة ‪ 39‬مػػف‬
‫دسػػتور ‪ 2020\12\30‬التػػي تحضػػر أؼ عنػػف بػػدني أو معنػػوؼ أو حتػػى المسػػاس بالك ارمػػة‪،‬‬
‫والمادة ‪ 110‬مكرر ‪ 02‬مف ؽ‪.‬ع‪ ،‬ولـ يكتفي ىذا األخير بتجريـ اإليػذاء الجسػدؼ عػف طريػق‬
‫التعػػذيب‪ ،‬بػػل حضػػر كػػل إيػػذاء معنػػوؼ مػػف شػػأنو المسػػاس بالشػػرؼ وك ارمػػة اإلنسػػاف‪ ،‬وذلػػؾ‬
‫حسب نص المادة مف ؽ‪.‬ع‪.‬‬
‫كمػػا حػػرص المشػػرع الج ازئػػرؼ عمػػى حمايػػة السػػالمة الجسػػدية لممحتجػػز تحػػت المراقبػػة‬
‫وذلؾ بامتناع ضباط الشرطة القضائية أو اعتراضو عف الفحص الطبي‪ .‬وقد يكوف الدافع مػف‬
‫االعتراض إخفاء أثار التعذيب الذؼ يكوف قد مرسوه عمى المحتجز‪.‬‬

‫‪ -1‬نصر الديف ىنوني‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ -2‬سامي المال‪ ،‬االعتراؼ اإلدارؼ‪ ،‬مجمة األمف العاـ‪ ،‬العدد ‪ ،52‬لبناف‪ ،‬بيروت‪ ،‬ب‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪71‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫وتأسيسا لػذلؾ قضػت المحكمػة العميػا فػي قػرار ليػا بػنقض وابطػاؿ القػ ارر المطعػوف فيػو‬
‫ً‬
‫وأحالت القضػية عمػى نفسػو غرفػة االتيػاـ لمفصػل فييػا مػف جديػد طبقػا لمقػانوف ونمخػص وقػائع‬
‫أف ضابط الشرطة القضائية أحضر رجاؿ الشرطة إلى منػزؿ المشػتكي وأخػذ إلػى‬
‫ىذه القضية ّ‬
‫مركػػز الشػػرطة حي ػث قضػػى شػػطر مػػف الميػػل‪ ،‬وتعػػرض لمضػػرب والجػػرح وأحػػتج بشػػيادة طبيػػة‬
‫تبيف عالمة الضرب‪.1‬‬

‫ثانيا‪ِ :‬انتياك حرمة مسكن من طرف موظف‪.‬‬


‫ال يجوز دخوؿ المسكف بدوف إذف صاحبو واألمر الذؼ أرساه التشريع اإلسالمي لقولػو‬
‫تعػػالى‪« :‬يػػا أييػػا الػػذيف أمن ػوا ال تػػدخموا بيوتػػا غيػػر بيوتػػاكـ حتػػى تسػػتأذنوا وتسػػمموا عمػػى أىميػػا‬
‫ذلكػػـ خيػػر لكػػـ لعمكػػـ تػػذكروف‪ ،‬فػػإف لػػـ تجػػدو فييػػا أحػدا فػػال تػػدخموىا حتػػى يػػؤذف لكػػـ واف قيػػل‬
‫لكـ أرجعوا فارجعوا أزكى لكـ وهللا بمػا تعممػوف عمػيـ‪ ،‬لػيس عمػيكـ جنػاح أف تػدخموا بيوتػا غيػر‬
‫مسكونة فييا متاع لكـ وهللا يعمـ ما تبدوف وما تكتموف» النور ‪.229 ،28 ،27‬‬
‫كما منح الدستور الجزائرؼ مف خػالؿ مادتػو ‪ 48‬حصػانة لألفػراد داخػل منػازليـ‪ ،‬حيػث‬
‫نصت عمػى‪" :‬تضػمف الدولػة عػدـ انتيػاؾ حرمػة مسػكف‪ .‬ال تفتػيش إال بمقتضػى القػانوف‪ ،‬وفػي‬
‫إطػػار ِاحت ارمػػو‪ .‬ال تفتػػيش إال بػػأمر مكتػػوب صػػادر عػػف السػػمطة القضػػائية المختصػػة‪ ".‬يتجمػػى‬
‫أنيػػا ق ػػد أج ػػازت تفت ػػيش المن ػػازؿ بمقتض ػػى م ػػا ن ػػص عمي ػػو الق ػػانوف‪ .‬أؼ المش ػػرع أج ػػاز تفت ػػيش‬
‫المنازؿ لكنو ضبطيا بإجراءات معينة‪.3‬‬
‫يالح ػػع أف جريم ػػة إنتي ػػاؾ حرم ػػة الس ػػكف تتطم ػػب تػ ػوافر بع ػػض الش ػػروط وى ػػي‪ :‬ص ػػفة‬
‫الجػػاني أؼ أف يكػػوف موظفػػا عامػػا فػػي السػػمؾ اإلدارؼ أو القضػػائي ودخػػوؿ المسػػكف وأف يػػتـ‬

‫‪ -1‬بوسقيعة أحسف‪ ،‬الوجيز في القانوف الخاص‪ ،‬ج‪ ،1‬دار ىومة‪ ،‬ط ‪ ،2002‬ص ‪.243‬‬
‫‪ -2‬القرآف الكريـ‪ 29 ،28 ،26 ،‬مف سورة النور‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز سعد‪ ،‬مذكرات في قانوف االجراءات الجزائية المؤسسة الوطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،1991 ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪72‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الػدخوؿ فػي غيػر الحػاالت المقػررة قانونيػا وتػوفر القصػد الجنػائي وضػابط الشػرطة القضػػائية‬
‫يعمـ حيث دخولو المسكف رغـ اعتراض صاحب المسكف وفي غير األحواؿ المقررة قانونا‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬جريمة حجز األشخاص دون وجو حق‪.‬‬


‫لكل إنساف الحق في سالمتو الشخصية بعدـ إجراء القبض عميو واِحتجػازه إال وفقػا لمػا‬
‫نص عميو القانوف‪ ،‬واذا تعرض ىذا الشخص إلى المساس بحريتو دوف سبب مشروع مػف قبػل‬
‫ألف‬
‫فإف ىذا مػف شػأنو أف يعرضػيـ لعقوبػات جػراء مػا قػاموا بػو‪ّ ،‬‬
‫عناصر الضبطية القضائية‪ّ ،‬‬
‫سػػالمة اإلنسػػاف وحقػػو فػػي المحافظػػة عمػػى حياتػػو الخاصػػة وحريتػػو الشخصػػية مػػف المصػػادرة‬
‫والتقييد ىو مف المبادغ الثانية التػي ال يجػوز إنتياكيػا أو تقييػدىا إال بموجػب بػإذف مػف الجيػة‬
‫المختصة طبقا لما ىو مقرر في القانوف‪.2‬‬
‫كما نص الدستور صػراحة عمػى حمايػة األشػخاص فػي نػص المػادة ‪ 44‬منػو عمػى أف‪:‬‬
‫"ال يتػػابع أحػػد‪ ،‬وال يوقػػف أو يحتجػػز‪ ،‬إال ضػػمف الشػػروط المحػػددة بالقػػانوف‪ ،‬وطبقػػا لألشػػكاؿ‬
‫التي نص عمييا‪."......‬‬
‫يقػوـ وكيػػل الجميوريػػة بإرسػػاؿ الممػػف إلػػى النائػػب العػػاـ لػدػ المجمػػس القضػػائي بمجػػرد‬
‫إخط ػػاره ب ػػأف العضػ ػػو ق ػػد إرتك ػػب جريمػ ػػة م ػػف الج ػ ػرائـ المعاق ػػب عميي ػػا فػ ػػي ق ػػانوف العقوبػ ػػات‬
‫أو القوانيف الكممة لو‪ ،‬فإذا رأػ ىذا األخير محػال لمتابعػة بعػرض الممػف عمػى رئػيس المجمػس‬
‫الػػذؼ يػػأمر بتعػػيف قاضػػي التحقيػػق يعمػػل خػػارج دائ ػرة االختصػػاص الػػذؼ يعمػػل بيػػا العضػػو‬
‫مرتكب الجريمة في ِاختصاصو وعنػد االنتيػاء مػف التحقيػق إذا وجػد بأنػو محػال لممتابعػة يحػاؿ‬
‫لمجي ػػة المختص ػػة أو ف ػػي دائػ ػرة اختص ػػاص قاض ػػي التحقي ػػق أو لغرف ػػة االتي ػػاـ التابع ػػة ل ػػذلؾ‬
‫المجمس بحسب األحواؿ‪.3‬‬
‫وىذه الجريمة كسائر الجرائـ األخرػ‪ ،‬البد أف يتوفر فييا قصد اإلجراـ‪.‬‬

‫‪ -1‬طاىرؼ حسيف‪ ،‬عالقة النيابة العامة بالضبط القضائية‪ ،‬التوجيو‪ ،‬اإلشراؼ‪ ،‬المراقبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪...‬‬
‫‪ -2‬أنظروا المواد ‪ ،51‬و‪ 157‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 66‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬مرجع نفسو‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫المشػػرع الج ازئػػرؼ قػػد حصػػر عمػػى صػػيانة الحقػػوؽ والحريػػات‪ ،‬وذلػػؾ بتشػػديد العقوبػػات‬
‫المتعمق ػػة بخ ػػرؽ أحك ػػاـ الق ػػبض أو الحج ػػز تح ػػت المراقب ػػة إالّ ف ػػي الح ػػاالت الت ػػي ن ػػص عميي ػػا‬
‫الق ػػانوف وبتػ ػوافر دالئ ػػل قوي ػػة ومتماس ػػكة كم ػػا يت ػػولى وكي ػػل الجميوري ػػة إدارة أعم ػػاؿ عناص ػػر‬
‫الضبطية القضائية أثناء تأدية المياـ التي خوليـ إياىا القانوف القياـ بيا تحػت إشػراؼ النائػب‬
‫الع ػػاـ ب ػػدائرة ِ‬
‫االختص ػػاص ك ػػل مجم ػػس قض ػػائي‪ ،‬فيح ػػرص ى ػػذا األخي ػػر عم ػػى قيام ػػو بواجبات ػػو‬
‫عمى أكمل وجو‪.1‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫الجـــزاء اجإجـــــرائي‬

‫تح ػػرص الدول ػػة عم ػػى حماي ػػة حري ػػات األف ػػراد وحق ػػوقيـ‪ ،‬وال تقب ػػل المس ػػاس بي ػػا إال ف ػػي‬
‫حػػدود مػػا تقػػرره النصػػوص التش ػريعية المختمفػػة‪ ،‬والوسػػيمة الفعالػػة التػػي تحقػػق ذلػػؾ فػػي وجػػوب‬
‫ِاحت ػراـ قواعػػد المشػػروعية فػػي جميػػع م ارحػػل الػػدعوػ وأمػػاـ كػػل جيػػات القضػػاء‪ ،‬لػػذلؾ تعمػػل‬
‫التش ػريعات عمػػى ِاخػػتالؼ نظميػػا القانونيػػة عمػػى إيجػػاد الوسػػائل التػػي تكفػػل القاعػػدة اإلجرائيػػة‬
‫وذلؾ بػالنص عمػى بطػالف اإلجػراء غيػر المشػروع وكافػة مػا يسػفر عنػو مػف نتػائج‪ ،‬ألف العمػل‬
‫اإلج ارئػػي لكػػي يكػػوف صػػحيحا البػػد أف تتػػوفر فيػػو شػػروط موضػػوعية تتعمػػق بػػاإلرادة واألىميػػة‬
‫اإلجرائيػػة ومػػا يتطمبػػو القػػانوف مػػف شػػروط خاصػػة بالمحػػل المنصػػب عميػػو العمػػل وسػػبب القيػػاـ‬
‫بو‪.‬‬
‫فػإذا تػػوفر العمػل اإلج ارئػػي الشػروط القانونيػػة المتعمقػة بػػو سػواء مػػف الناحػة الموضػػوعية‬
‫أو مػػف الناحيػػة الشػػكمية كػػاف صػػحيحا ومنتجػػا ألثػػاره القانونيػػة‪ .‬أمػػا إذا تخمػػف عنػػو شػػرط مػػف‬
‫الشػروط القانونيػة‪ ،‬فإنػو يعتبػر مخالفػا لمقػانوف ويخػرج مػف محػيط األعمػاؿ اإلجرائيػة الصػحيحة‬
‫ليندرج تحت األعماؿ اإلجرائية المعيبة لمخالفتيا لمقانوف‪.2‬‬

‫‪ -1‬ميدات دمحم سغير‪ ،‬قورؼ الحاج‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -2‬نبيل صقر‪ ،‬البطالف في المواد الجزائية‪ ،‬دار اليالؿ لمخدمات اإلعالمية‪ ،‬ط ‪ ،2003‬ص ‪.17‬‬

‫‪74‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ومػػف خػػالؿ ىػػذا المطمػػب سػػنحاوؿ د ارسػػة بعػػض النقػػاط المتمثمػػة فػػي الػػبطالف القػػانوف‬
‫(الفرع األول) ومف البطالف بقواعد جوىرية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫األول‬
‫الفرع ّ‬
‫الـبـطالن الـقــانـوني‬

‫البطالف ىو جػزاء يػرد عمػى الفصػل اإلج ارئػي لتخمػف كػل أو بعػض شػروط صػحة ىػذا‬
‫ألف القػػانوف‬
‫اإلجػراء‪ ،‬ويترتػػب عميػػو عػػدـ إنتػػاج أثػره القانونيػػة‪ ،‬والػػبطالف بطبيعػػة جػزاء إج ارئػػي ّ‬
‫ىو الذؼ يقرره كأثر لتخمف شروط إجرائية تطمبيا صراحة أو ضمنيا‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬حاالت البطالن القانوني‪.‬‬


‫بػالرجوع إلػػى قػانوف اإلجػراءات الجزائيػة‪ ،‬ال نجػػد المشػرع الج ازئػػرؼ يػنص صػراحة عمػػى‬
‫بطػػالف إج ػراء م ػػف اإلج ػراءات التػػي تق ػػوـ بيػػا الض ػػبطية القضػػائية إال فػػي حال ػػة واحػػدة وى ػػي‬
‫فػي نػص المػادة ‪ 48‬مػف ؽ‪.‬إ‪.‬ج المتعمقػة بػبطالف التفتػيش لكػف بػالرجوع إلػى القػوانيف الخاصػة‬
‫التي تضمنت بعض مياـ الضبطية القضائية‪.2‬‬
‫‪ -1‬بطالف التفتيش خرقا لحكـ المادتيف ‪ 47-45‬مف ؽ‪ .‬إ‪.‬ج تقرر المػادة ‪ 48‬مػف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‬
‫بطػػالف التفتػػيش الػػذؼ يػػتـ بمخالفػػة األحكػػاـ القانونيػػة المقػػررة فػػي المػػادتيف ‪ 47 ،45‬مػػف‬
‫نفػػس القػػانوف‪ .‬وىمػػا المادتػػاف المقررتػػاف لوجػػوب إجػراء تفتػػيش المسػػاكف بحضػػور صػػاحبو‬
‫أو مػػف ينػػوب عنػػو بحضػػور شػػاىديف وأف يػػتـ فػػي الميقػػات القػػانوني بػػيف السػػاعة الخامسػػة‬
‫مساء‪ ،‬وفػق مػا سػبق التعػرض إليػو فػي البحػث والتحػرؼ ومػا‬‫ً‬ ‫(‪ )05‬صباحا والثامنة (‪)08‬‬
‫لضػػابط الشػػرطة القضػػائية مػػف صػػالحيات‪ ،‬كمػػا نصػػت المػػادة ‪ 48‬مػػف الدسػػتور عمػػى أنػػو‬
‫يكوف التفتيش وفقا لشروط قانونية وال يتـ بغير ذلؾ‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم سغير ميدات‪ ،‬قورؼ الحاج‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -2‬خير الديف صيد‪ ،‬مشروعية عمل الضبطية القضائية في التشريع الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪75‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -2‬بطالف اإلستجواب بخرؽ حكمي المادتيف ‪ 105-100‬ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ‪،‬تنص المادة ‪157‬‬


‫ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج عمى وجوب أف يراعي قاضي التحقيق في عممو األحكاـ المقررة في المادتيف‬
‫‪ 100‬و‪ 105‬ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج المتعمقتاف بالحضور األوؿ وما يقرره القانوف مف حقوؽ لممتيـ‪،‬‬
‫وعمى قاضي التحقيق إحتراميا وبسماع المتيـ والمدعي المدني والمواجية بينيما إال‬
‫بحضور محامييما‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجيات المختصة في تقرير البطالن‪.‬‬


‫أف المشرع لػو يػنص عمػى الجيػة المختصػة بػالنظر فػي صػحة المحاضػر المحػررة‬
‫رغـ ّ‬
‫مػػف طػػرؼ الضػػبطية القضػػائية سػواء الشػػرطة القضػػائية أو محاضػػر المػػوظفيف المػػؤىميف طبقػػا‬
‫لقػ ػوانيف خاص ػػة ب ػػبعض مي ػػاـ الض ػػبط القض ػػائية عك ػػس م ػػا فع ػػل بالنس ػػبة إلجػ ػراءات التحقي ػػق‬
‫القضائي ومحاضره التي تكوف مف ِاختصاص غرفة االتياـ‪.‬‬
‫أف الجية القضائية التي تبػث فػي الػدعوػ األصػمية ىػي‬ ‫ِ‬
‫أف ما استقر عميو القضاء ّ‬
‫إالّ ّ‬
‫التي يعود ليا االختصاص في النظر في صحة المحاضر وىي التي تبػث فػي طمػب الػبطالف‬
‫بإستثناء محكمة الجنايات‪.2‬‬
‫ومف خالؿ القرار الصادر بتاريخ ‪ 1997/07/30‬نستخمص النقاط التالية‪:‬‬
‫أف المػػادة ‪ 44‬مػػف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج المتعمقػػة بوجػػوب حصػػوؿ اإلذف بػػالتفتيش مػػف‬
‫‪ -‬النقطػػة األولػػى‪ّ :‬‬
‫وكيل الجميورية‪.‬‬
‫‪ -‬النقطة الثانية‪ :‬عدـ جواز الطعف بالنقض ضد ق اررات غرفة االتيػاـ متػى نظػرت فػي صػحة‬
‫اإلج ػراءات المرفوعػػة إلييػػا‪ ،‬وتنتيػػي إلػػى عػػدـ إبطػػاؿ اإلج ػراء‪ ،‬فإنػػو ال يجػػوز الطعػػف بػػالنقض‬

‫أف موضػػوع الػػدعوػ لػػـ يفصػػل فيػػو ّ‬


‫أف غرفػػة االتيػػاـ‬ ‫فيمػػا قضػػت بػػو فػػي ىػػذا الشػػأف طالمػػا و ّ‬
‫مختصة طالما أثير طمب البطالف أماميا‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا أوىابية‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجزائية الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.478‬‬
‫‪ -2‬خير الديف صيد‪ ،‬مشروعية عمل الضبطية القضائية في التشريع الجزائرؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪76‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬النقطػػة الثانيػػة‪ :‬يحػػق لجيػػات الحكػػـ تقػػدير الػػبطالف‪ ،‬إذ تبػػيف ليػا ذلػػؾ‪ ،‬بمعنػػى أنػػو إذا أثيػػر‬
‫اإلدع ػػاء ب ػػبطالف اإلجػ ػراء أم ػػاـ قاض ػػي الموض ػػوع فإن ػػو يح ػػق ل ػػو التص ػػدؼ وتق ػػدير ال ػػبطالف‬
‫مف عدمو مف توفرت شروط إبطالو طبقا لمقانوف‪.‬‬
‫‪ -‬النقط ػػة الرابعػ ػػة‪ :‬اإلجػ ػراءات المتخػ ػػذة م ػػف طػ ػػرؼ الض ػػبطية القضػ ػػائية والمطم ػػوب إبطاليػ ػػا‬
‫لمخالفتيػػا الض ػوابط القانونيػػة‪ ،‬فػػإف االختصػػاص ب ػػالنظر فػػي اإلدعػػاء ببطالنيػػا يعػػود أساس ػػا‬
‫إلى قاضي التحقيق باعتباره الجية المعروض عمييػا محاضػر التحقيػق االبتػدائي أو تمػؾ التػي‬
‫تحرر في إطار الجنايات والجنح المتمبس بيا كما ىو الشأف في إجراء التفتيش‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫البطالن بسبب مخالفة قواعد جوىرية في اجإجراءات‪.‬‬

‫حسػ ػػب نػ ػػص المػ ػػادة ‪ 159‬مػ ػػف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج المشػ ػػرع وضػ ػػع قاعػ ػػدة عامػ ػػة يترت ػ ػب عمػ ػػى‬
‫مخالفتيا بطػالف اإلجػراء‪ ،‬وىػي قاعػدة عامػة تتعمػق بحقػوؽ الػدفاع وحػق الخصػوـ فػي الػدعوػ‬
‫تاركا أمر تحديد الحاالت التي تدخل تحتيا إلجتياد القضاء والفقو الجنائي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الحقوق المترتبة عمى البطالن‪.‬‬


‫‪ -‬عدـ ِاستجواب المتيـ ولو مرة واحدة قبل إحالتو عمى الجية القضائية المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ إبالغ الخصوـ بموعد إجراء التحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬عػدـ تبميػػغ الخصػػوـ األوامػػر القضػػائية الصػػادرة عػػف قاضػي التحقيػػق إلسػػتعماؿ حقيػػـ فػػي‬
‫ِاستئنافيا وفق ما يقرره القانوف‪.‬‬
‫‪ -‬أف يجمس قاضي التحقيق لمحكـ في قضية ما كاف قد سبق لو أف حقق فييا‪.‬‬
‫‪ -‬االسػػتناد إلعت ػراؼ مػػف ىػػـ تحػػت وطػػأة التعػػذيب‪ ،‬أدػ بػػو أمػػاـ ضػػابط الشػػرطة القضػػائية‬
‫بناء عمى إنابة قضائية‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العميا عف الغرفة الجنائية رقـ ‪ 03‬ممف رقـ ‪ 144849‬مؤرخ في ‪ 1997/07/07‬غير منشور عف‬
‫الدكتور أحمد بوسقيعة‪ ،‬ص ‪.203‬‬

‫‪77‬‬
‫آليات الرقابة على أعمال الضبطية القضائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -‬أعمػػاؿ التحقيػػق التػػي يقػػوـ بيػػا ضػػابط الشػػرطة القضػػائية التػػي يقػػوـ بيػػا ضػػابط الشػػرطة‬
‫القضائية بنا عمى إنابة عامة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حظر قانون اجإجراءات القانونية لبطالن أي إجراء‪.‬‬


‫يحضػر قػانوف اإلجػراءات الجزائيػة االسػتناد إلػػى إجػراء باطػل‪ ،‬أو أف يسػتنبط منػو دليػػل‬
‫االدانة‪ ،‬فحسب نص المادة ‪ 106‬مػف ؽ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج وجػوب سػحب أوراؽ اإلجػراءات التػي يقضػي‬
‫ببطالنيا مف ممف التحقيق وال تكوف سندا ضد المتيـ‪.1‬‬

‫‪ -1‬دمحم رضا بمواضح‪ ،‬آليات الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية في التشريع الجزائرؼ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شيادة الماستر‬
‫أكاديمي‪ ،‬تخصص قانوف جنائي‪ ،‬فرع الحقوؽ‪ ،‬جامعة دمحم بوضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،2017 -2016 ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪78‬‬
‫خامتة‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫كاف موضوع دراستنا الضبطية القضائية وخصائصيا وأعماليا في األحواؿ العادية‬
‫واالستثنائية كما تطرقنا إلى ِاختصاصات الضبطية القضائية والرقابة عمى أعماؿ ىذه الفئة‬
‫التي منحيا القانوف سمطات لتقييد حريات األفراد وفي المقابل رتب عمى مخالفتيا لمقانوف‬
‫جزاءات قد تكوف إجرائية كالبطالف وجزاءات شخصية تصل إلى عقوبة الحبس‪.‬‬
‫حيث تعرضنا لم ضبطية القضائية لصنع مدخل لمتحقق في لب الموضوع ‪ ،‬أيف وجدنا‬
‫المشرع الجزائرؼ قاـ بتنظيـ الضبطية القضائية في قانوف اإلجراءات الجزائية محددا‬
‫األشخاص القائميف بميمة الضبط القضائي واإلطار القانوني الذؼ يمارس فيو ىؤالء‬
‫العناصر صالحياتيـ في الحاالت العادية واالستثنائية فألزميـ بالتقيد بمبدأ الشرعية الجنائية‬
‫نظ ار ألىمية الدور الذؼ تمعبو ىذه العناصر في بناء اإلجراءات الجزائية ألف السير في‬
‫الخصومة يتطمب اف تكوف إجراءتيا صحيحة في حدود ما يسمح بو القانوف‪ ،‬فإذا شابيا أؼ‬
‫فإف ذلؾ يؤثر عمى عمل القاضي وحسف سير العدالة‪.‬‬
‫خمل ّ‬
‫رغـ ِانتماء عناصر الضبطية القضائية لألسالؾ األصمية التي يعمموف فييا‬
‫وخضوعيـ لرؤسائيـ السممية‪ ،‬فيـ يخضعوف أثناء ممارستيـ ألعماؿ الضبط القضائي‬
‫إلشراؼ النيابة العامة ورقابة غرفة االتياـ‪.‬‬
‫وبقدر ما قدمو القانوف مف حماية الضبطية القضائية إال أنو قرر مساءلتيـ عف أؼ‬
‫تياوف أو خطأ يرتكبوه أثناء تأدية وظائفيـ‪ ،‬فيختمف الجزاء باختالؼ الخطأ المرتكب‬
‫وطبيعتو‪ ،‬فقد سيكوف الخطأ إداريا يستوجب جزاء تأدبيا وقد يكوف الخطأ جزائيا وىنا يكوف‬
‫الخطأ قد ارتقى فيشكل جريمة‪ ،‬فتترتب عمييا مسؤولية جزائية‪.‬‬
‫فإف ىذا التنظيـ لف يبمغ درجة الكماؿ فالنقائص موجودة أو باألحرػ‬
‫لكف رغـ ذلؾ ّ‬
‫عائمة واالنتقادات البد منيا لبموغ اليدؼ المنشود‪ ،‬فمف يعيب عمى ىذه المنظومة نقص‬
‫النصوص القانونية بالقدر الذؼ يعاب فيو عمى مطبيقيا سوء تطبيقيـ ليذه النصوص في‬

‫‪79‬‬
‫خامتة‬

‫قصدا وبدوف قصد في أحياف أخرػ باعتبار أف الكثير مف‬


‫ً‬ ‫بعض األحياف أو خرقيا عف‬
‫االجراءات التي يباشرىا عناصر الضبطية القضائية لـ ينص عمييا القانوف وقد يكوف السبب‬
‫في ذلؾ نقص التكويف لدييـ‪.‬‬
‫وتأسيسا عمى ما سيتـ طرح جممة مف التوصيات والحموؿ لمحاولة إلثراء المنظومة‬
‫القانونية في ىذا الشأف حيث يمكف إجماليا فيما يمي‪:‬‬
‫تخصيص فصل كامل خاص بالضبطية القضائية في قانوف اإلجراءات الجزائية‬
‫واضح ودقيق‪.‬‬
‫الرفع مف مستوػ التكويف لدػ ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬
‫العمل عمى النشر الواسع لممواثيق الدولية المتعمقة بحماية حقوؽ اإلنساف‪.‬‬
‫تزويد سيارات الشرطة القضائية بكاميرات المراقبة ومسجالت األصوات‪.‬‬
‫تزويد مكاتب التحقيق بمقرات الضبطية القضائية بكاميرات ومسجالت األصوات‬
‫لتسجيل كل المراحل وتقديـ التسجيالت ضمف الممف‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪ -1‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬أحسف بوسقعية‪ ،‬الوجيز في القانوف الجزائرؼ الخاص‪ ،‬ج‪ ،1‬دار ىومة لمطباعة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫الجزائر‪ ،‬دوف سنة نسر‪.‬‬
‫‪ .2‬أحسف بوسقيعة‪ ،‬التحقيق القضائي‪ ،‬ط‪ ،2‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ .3‬أحسف بوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪ ،‬دار ىومة لمنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .4‬أحمد شوقي الشمقاني‪ ،‬مبادغ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائرؼ‪ ،‬ج‪ ،2‬ديواف‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ف‪.‬‬
‫‪ .5‬أحمد غاؼ‪ ،‬ضمانات المشتبو فيو أثناء التحريات األولية‪ ،‬د ار ىومة الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .6‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬أصوؿ قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬القاىرة‪.1969 ،‬‬
‫‪ .7‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫القاىرة‪.1980 ،‬‬
‫‪ .8‬إدريس عبد الجواد عبد المالؾ بريؾ‪ ،‬ضمانات المشتبو فيو في مرحمة االستدالؿ‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬بدوف طبعة‪.2015 ،‬‬
‫‪ .9‬إدوارد غالي الذىني‪ ،‬اإلجراءات الجنائية في التشريع المصرؼ‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة غريب‪ ،‬دوف‬
‫بمد النشر‪.1990 ،‬‬
‫‪ .10‬بوكحيل األخصر‪ ،‬الحبس اإلحتياطي والمراقبة القضائية في التشريع الجزائرؼ‬
‫والمقارف‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1992 ،‬‬
‫‪ .11‬جماؿ جرجس تاوضروس‪ ،‬الشرعية الدستورية ألعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬النشر‬
‫الذىني لمطباعة‪ ،‬ط‪ ،1‬عابديف‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬

‫‪81‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .12‬جياللي بغدادؼ‪ ،‬التحقيق‪ ،‬دراسة مقارنة نظرية وتطبيقية‪ ،‬الديواف الوطني لألشغاؿ‬
‫التربوية‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬
‫‪ .13‬حسيف طاىرؼ‪ ،‬عالقة النيابة العامة بالضبط القضائي‪ ،‬التوجيو إلشراؼ‪ ،‬المراقبة‪ ،‬دار‬
‫اليودػ‪ ،‬عيف مميمة‪ ،‬الجزائرؼ‪.2014 ،‬‬
‫‪ .14‬حسيف طاىرؼ‪ ،‬الوجيز في شرح قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الخمدونية‪ ،‬دوف‬
‫سنة النشر‪.‬‬
‫‪ .15‬سامي المال‪ ،‬االعتراؼ اإلدارؼ‪ ،‬مجمة األمف العاـ‪ ،‬العدد ‪ ،52‬لبناف‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ف‪،‬‬
‫د‪.‬س‪.‬‬
‫‪ .16‬صادؽ حسف الصفاوؼ‪ ،‬أصوؿ اإلجراءات الجزائرية‪ ،‬منشأة الناشر لممعارؼ‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1997 ،‬‬
‫‪ .17‬عبد الرحمف خمفي‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائرؼ والمقارف‪ ،‬دار بمقيس‪،‬‬
‫ط‪.2016 ،2‬‬
‫‪ .18‬عبد الرحمف خمفي‪ ،‬محاضرات في اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار اليدػ‪ ،‬عيف مميمة‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ .19‬عبد العزيز سعده‪ ،‬مذكرات في قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المؤسسة الوطنية لمكتاب‪،‬‬
‫الجزائر‪.1991 ،‬‬
‫‪ .20‬عبد هللا أوىابية‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ .21‬عبد هللا أوىابية‪ ،‬ضمانات الجريمة الشخصية أثناء مرحمة البحث التمييدؼ‪ ،‬الديواف‬
‫الوطني لألشغاؿ التربوية‪ ،‬ط‪.2004 ،2‬‬
‫‪ .22‬فضيل العيش‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬مطبعة البدر‪ ،‬دوف بمد النشر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .23‬كماؿ دمدوـ‪ ،‬رؤساء المجالس الشعبية البمدية‪ ،‬ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬دار ىومة‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪82‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .24‬دمحم خريط‪ ،‬مذكرات في قانوف اإلجراءات الجزائية الجزائرؼ‪ ،‬ط‪ ،5‬دار ىومة لمطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ .25‬دمحم عمي الحمبي‪ ،‬الوسيط في شرح قانوف أصوؿ المحاكمات الجزائرية‪ ،‬دعوػ الحق‬
‫العاـ ودعوػ حق الشخص ومرحمة التحرؼ واالستدالؿ‪ ،‬ج‪ ،1‬مكتبة دار الثقافة لمنشر‬
‫والتوزيع‪.1996 ،‬‬
‫‪ .26‬دمحم عمي سالـ عياد الحمبي‪ ،‬الوسيط في شرح قانوف أصوؿ المحاكمات الجزائرية‪،‬‬
‫دعوػ الحق العاـ‪ ،‬ودعوػ الحق الشخصي ومرحمة االستدالؿ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‬
‫والتوزيع عماف‪ ،‬ط‪ ،1‬األردف‪.1996 ،‬‬
‫‪ .27‬مقراف أيت العربي‪ ،‬الجيات القضائية الجزائرية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬عرض نقدؼ مف‬
‫مجمة المحاماة‪ ،‬منطقة تيزؼ وزو‪ ،‬العدد ‪ ،01‬ماؼ ‪.2004‬‬
‫‪ .28‬منى جاسـ الكوارؼ‪ ،‬التفتيش‪ ،‬شروطو وحاالت بطالنو‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬القاىرة‪.2008 ،‬‬
‫‪ .29‬موالؼ ممياني بغدادؼ‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائرؼ المؤسسة الوطنية‬
‫لمكتاب‪ ،‬الجزائرؼ‪.1992 ،‬‬
‫‪ .30‬نبيل صقر‪ ،‬الدفوع الجوىرية‪ ،‬دار اليدػ‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .31‬نصر الديف ىنوني يقدح داريف‪ ،‬الضبطية القضائية في القانوف الجزائرؼ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫ىومة لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .32‬ياسر األمير فاروؽ‪ ،‬القبض‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2012 ،‬‬
‫‪ .33‬يوسف دالندة‪ ،‬قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬

‫‪83‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ -2‬رسائل الدكتوراه‪:‬‬
‫‪ .1‬حقاص عمي‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكماؿ متطمبات‬
‫شيادة الدكتوراه‪ ،‬قانوف جنائي‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫قصدؼ مرباح‪ ،‬ورقمة‪.2017-2016 ،‬‬

‫‪ -3‬رسائل الماجستير‪:‬‬
‫ّللا بوحجمة‪ ،‬ضمانات حقوؽ اإلنساف أثناء مرحمة البحث والتحرؼ‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫‪ .1‬بوعبد ّ‬
‫شيادة الماجستير في القانوف الجنائي والعموـ الجنائية‪ ،‬كمية الحقوؽ بف عكنوف‪ ،‬جامعة‬
‫الج ازئر‪.2012 ،1‬‬
‫‪ .2‬شيرزاد بف مسعود‪ ،‬اإلنابة القضائية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانوف العاـ‪،‬‬
‫فرع قانوف العقوبات وعموـ جنائية‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة منتورؼ‪،‬‬
‫قسنطينة‪.2010-2009 ،‬‬

‫‪ -4‬مذكرات الماستير‪:‬‬
‫‪ .1‬حسيف قادوش‪ ،‬عمر سعيدؼ‪ ،‬جزاء مخالفة الضبطية القضائية لمضمانات القانونية‬
‫المقررة لحماية الحريات الفردية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في الحقوؽ‪،‬‬
‫تخصص قانوف جنائي والعموـ الجنائية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬جامعة أكمي أولحاج‪ ،‬البويرة‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ .2‬خالد قشطولي‪ ،‬عالقة النيابة العامة بالشرطة القضائية في إطار إحتراـ حقوؽ اإلنساف‬
‫ومكافحة الجريمة‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة العميا لمقضاء‪ ،‬المدرسة العميا لمقضاء‪،‬‬
‫الدفعة السابعة عشر‪ ،‬الجزائر‪.2009 -2006 ،‬‬
‫‪ .3‬خير الديف صيد‪ ،‬مشروعية عمل الضبطية القضائية في التشريع الجزائرؼ‪ ،‬مذكرة مكممة‬
‫مف متطمبات نيل شيادة الماستر في الحقوؽ‪ ،‬تخصص قانوف جنائي‪ ،‬قسـ الحقوؽ كمية‬
‫الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة دمحم خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2015 -2014 ،‬‬

‫‪84‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .4‬عبد الغاني دوالش‪ ،‬وردية لعربس‪ ،‬سمطات الضبط القضائية في ِاستعماؿ أساليب‬
‫التحرؼ الخاصة‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في القانوف‪ ،‬تخصص القانوف الجنائي‬
‫والعموـ اإلجرامية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمرؼ‪،‬‬
‫تيزؼ وزو‪.2018 ،‬‬
‫‪ .5‬فرح الديف حولي‪ ،‬أساليب التحرؼ والبحث‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة العميا لمقضاة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .6‬دمحم سغير ميدات‪ ،‬قورؼ الحاج‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مذكرة تخرج‬
‫لنيل شيادة ماستر في القانوف‪ ،‬تخصص قانوف جنائي وعموـ جنائية‪ ،‬قسـ القانوف العاـ‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة العقيد أكمي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪.2018 ،‬‬
‫‪ .7‬موسى زكي‪ ،‬دور الضبطية القضائية في الوقاية مف الجريمة ومكافحتيا‪ ،‬مذكرة ضمف‬
‫متطمبات نيل شيادة الماستر في الحقوؽ‪ ،‬تخصص القانوف الجنائي والعموـ الجنائية‪،‬‬
‫قسـ الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة زياف عاشور‪ ،‬الجمفة‪-2019 ،‬‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ .8‬ىشاـ مجبر‪ ،‬تنيناف وعمي‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل‬
‫شيادة الماستر‪ ،‬قسـ القانوف الخاص‪ ،‬تخصص قانوف خاص وعموـ جنائية‪ ،‬كمية‬
‫الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمف ميرة‪ ،‬بجاية‪.2013 -2012 ،‬‬
‫‪ .9‬ياسيف شرفة‪ ،‬إجراءات التحرؼ والمتابعة أماـ القضاء العسكرؼ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل إجازة‬
‫المعيد الوطني لمقضاء‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الدفعة الثانية عشر‪.2004 ،‬‬

‫‪ -4‬محاضرات‪:‬‬
‫‪ .1‬خورؼ عمر‪ ،‬محاضرات في قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كمية الحقوؽ‪،‬‬
‫بف عكنوف‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪85‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ -5‬الدستور‪:‬‬
‫‪ .1‬دستور ‪ ،2020‬الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ 82‬المؤرخة في ‪ 30‬ديسمبر ‪،2020‬‬
‫التعديل األخير‪.‬‬

‫‪ -6‬القوانين‪:‬‬
‫‪ .1‬قانوف رقـ ‪ 20 -91‬المؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر ‪ ،1991‬المعدؿ والمتمـ لمقانوف رقـ ‪-84‬‬
‫‪ 12‬المؤرخ في ‪ ،1984‬المتضمف النظاـ العاـ لمغابات‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 62‬المؤرخة‬
‫في ‪ 04‬ديسمبر ‪.1991‬‬
‫‪ .2‬قانوف رقـ ‪ 07 -17‬مؤرخ في ‪ 27‬مارس ‪ ،2017‬المعدؿ والمتمـ لقانوف اإلجراءات‬
‫الجزائية‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ ،20‬المؤرخة ‪ 29‬مارس ‪.2017‬‬

‫‪ -7‬األوامر‪:‬‬
‫‪ .1‬أمر رقـ ‪ ،155-66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،1966‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ 48‬مؤرخة في‬
‫‪ 10‬يونيو ‪ ،1966‬المتضمف قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدؿ والمتمـ‪.‬‬
‫‪ .2‬أمر رقـ ‪ ،28-71‬المؤرخ في ‪ 22‬أبريل‪ ،1971‬المتضمف قانوف القضاء العسكرؼ‪،‬‬
‫الصادر بالجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‪ ،88‬المؤرخة في ‪ 11‬مايو ‪.1971‬‬
‫‪ -8‬المراسيم‪:‬‬
‫‪ .1‬مرسوـ رقـ ‪ ،14-93‬المؤرخ في ‪ 4‬ديسمبر ‪ ،1993‬الصادر بالجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،80‬المؤرخة في ‪ 5‬ديسمبر ‪ ،1993‬يعدؿ ويتمـ األمر ‪ ،155-66‬المتضمف قانوف‬
‫اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ .2‬مرسوـ تنفيذؼ رقـ ‪ ،127-11‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ ،2011‬المتضمف القانوف‬
‫األساسي الخاص بالموظفيف المنتميف لألسالؾ الخاصة بإدارة الغابات‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،18‬المؤرخة في ‪ 23‬مارس ‪.2011‬‬

‫‪86‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ -9‬الق اررات القضائية‪:‬‬


‫‪ .1‬قرار صادر مف المحكمة العميا في ‪ 15‬جويمية‪ 1980 ،‬مف الغرفة الجنائية األولى في‬
‫الطعف‪ ،‬رقـ‪.266-75‬‬
‫‪ .2‬قرار صادر عف المحكمة العميا يوـ ‪ ،1981\11\10‬مف الغرفة الجنائية األولى في‬
‫الطعف‪ ،‬رقـ ‪.28089‬‬
‫‪ .3‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬صادر بتاريخ ‪ ،1988\06\28‬عف الغرفة الجزائية‪ ،‬رقـ الممف‬
‫‪.57919‬‬
‫‪ .4‬قرار صادر عف المحكمة العميا‪ ،‬في ‪ 15‬جويمية ‪ ،1988‬مف الغرفة الجنائية األولى في‬
‫الطعف‪ ،‬رقـ ‪.26675‬‬
‫‪ .5‬قرار صادر مف المحكمة‪ ،‬في ‪ 5‬فبراير ‪ ،1993‬مف الغرفة الجنائية في الطعف‪ ،‬رقـ‬
‫‪ ،105717‬المجمة القضائية لممحكمة العميا‪ ،‬العدد ‪.1994 ،01‬‬

‫‪-10‬التعميمات‪:‬‬
‫‪ .1‬التعميمة الو ازرية المشتركة‪ ،‬المحددة لمعالقات التدريجية بيف السمطة القضائية والشرطة‬
‫القضائية‪ ،‬في مجاؿ إدارتيا واإلشراؼ عمييا ومراقبة أعماليا بيف و ازرة الدفاع الوطني‪،‬‬
‫وو ازرة العدؿ‪ ،‬وو ازرة الداخمية‪ ،‬رقـ ‪ ،200-05‬صادرة بتاريخ ‪ 31‬جويمية ‪.2000‬‬

‫‪87‬‬
‫فهرس املوضوعات‬

‫فيرس الموضوعات‬

‫قائمة المختصرات ‪01 ......................................................................‬‬


‫مقدمة ‪02 ..................................................................................‬‬

‫األول‪ :‬تنظيم واِختصاصات الضبطية القضائية‪.‬‬


‫الفصل ّ‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬تنظيـ الضبطية القضائية ‪07 ..............................................‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬مفيوـ الضبطية القضائية ‪07 ..........................................‬‬
‫األوؿ‪ :‬معنى الضبطية القضائية ‪08 ...........................................‬‬‫الفرع ّ‬
‫أوال‪ :‬التعريف الّمغوؼ ‪08 .........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي ‪08 ..................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الضبطية القضائية ‪09 .......................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬صفة الضبطية القضائية ‪10 ...........................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أعضاء الضبطية القضائية ‪11 .........................................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬ضباط الشرطة القضائية ‪12 ............................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف ضابط الشرطة القضائية ‪12 .........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬صفة ضابط الشرطة القضائية ‪12 ..........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أعواف الضبط القضائية ‪15 .............................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف أعواف الضبط القضائي ‪15 ...........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مياـ أعواف الضبطية القضائية ‪16 ..........................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬األعواف الموظفيف المكمفيف أو المفوض ليـ قانونا بعض مياـ الضبط‬
‫القضائي ‪17 ........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬األعواف والموظفوف المحددوف في قانوف اإلجراءات الجزائية ‪17 ...............‬‬
‫ثانيا‪ :‬األعواف والموظفوف المحددوف في القوانيف الخاصة ‪21 ......................‬‬

‫‪88‬‬
‫فهرس املوضوعات‬

‫المبحث الثاني‪ِ :‬اختصاصات الشرطة القضائية ‪22 ........................................‬‬


‫األوؿ‪ :‬االختصاصات العادية واالستثنائية لضباط الشرطة القضائية ‪23 .........‬‬
‫المطمب ّ‬
‫األوؿ‪ :‬االختصاصات العادية لضباط الشرطة القضائية ‪23 .....................‬‬
‫الفرع ّ‬
‫أوال‪ :‬االختصاص المكاني (المحمي) ‪23 .........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬االختصاص النوعي ‪26 ....................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاصات االستثنائية الضبطية القضائية ‪30 .......................‬‬
‫أوال‪ :‬حالة التمبس ‪31 .............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلنابة القضائية ‪34 ........................................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أعماؿ الضبطية القضائية محل الرقابة ‪35 ..............................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬أعماؿ الضبطية القضائية التقميدية ‪36 ..................................‬‬
‫أوال‪ :‬التوقيف لمنظر ‪36 ..........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التفتيش والقبض ‪39 ........................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬تحرير المحاضر ‪45 .......................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أعماؿ الضبطية القضائية الحديثة‪47 ...................................‬‬
‫أوال‪ :‬المراقبة اإللكترونية ‪47 ......................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التسرب اإللكتروني ‪48 .....................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آليات الرقابة عمى أعمال الضبطية القضائية‪.‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬إدارة رقابة جياز الضبطية القضائية ‪51 ...................................‬‬


‫المطمب األوؿ‪ :‬إدارة واشراؼ النيابة العامة ‪52 ..........................................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬إدارة وكيل الجميورية ‪52 ...............................................‬‬
‫أوال‪ :‬الدور المساعد لوكيل الجميورية ألعماؿ الضبطية القضائية‪52 ...............‬‬
‫ثانيا‪ :‬إقرار واجبات حياؿ وكيل الجميورية ‪53 .....................................‬‬

‫‪89‬‬
‫فهرس املوضوعات‬

‫ثالثا‪ :‬السمطة الرقابية لوكيل الجميورية ‪55 ........................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬إشراؼ النائب العاـ ‪56 ................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مسؾ ممفات الشرطة القضائية ‪56 ...........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلشراؼ عمى تنقيط ضابط الشرطة القضائية ‪57 ............................‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلشراؼ عمى تنفيذ التسخيرات ‪57 ..........................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬رقابة غرفة االتياـ ‪58 .................................................‬‬
‫الفرع األوؿ ‪ :‬األمر بإجراء التحقيق ‪59 ..............................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬توقيع الجزاءات ذات الطبيعة التأديبية ‪60 ...............................‬‬
‫أوال‪ :‬تحويل الممف إلى النائب العاـ ‪60 ...........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات التحقيق والمحاكمة‪62 .............................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬األثار المترتبة عمى رقابة أعماؿ الضبطية القضائية ‪64 ....................‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬الجزاءات الشخصية عمى جياز الضبطية القضائية ‪64 ..................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬المسؤولية التأديبية ‪65 ..................................................‬‬
‫أوال‪ :‬إجراءات المتابعة التأديبية ‪66 ...............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إقامة الدعوػ التأديبية ‪67 ..................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬إجراءات التحقيق والمحاكمة ‪68 .............................................‬‬
‫رابعا‪ :‬الفصل في الدعوػ التأديبية ‪69 ............................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المسؤولية الجزائية ‪70 ..................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعذيب المشتبو نفيو بغرض الحصوؿ عمى ِاعتراؼ ‪71 .......................‬‬
‫ثانيا‪ِ :‬انتياؾ حرمة مسكف مف طرؼ موظف ‪72 ..................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬جريمة حجز األشخاص مف دوف وجو حق ‪73 ..............................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الجػ ػزاء اإلجػ ػ ػرائي ‪74 ...............................................‬‬

‫‪90‬‬
‫فهرس املوضوعات‬

‫األوؿ‪ :‬الػبػطالف الػقػػانػوني ‪75 ..................................................‬‬


‫الفرع ّ‬
‫أوال‪ :‬حاالت البطالف القانوني ‪75 .................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجيات المختصة في تقرير البطالف ‪76 ....................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬البطالف بقواعد جوىرية ‪77 .............................................‬‬
‫أوال‪ :‬الحقوؽ المترتبة عمى البطالف‪77 ............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حظر قانوف اإلجراءات القانونية لبطالف أؼ إجراء ‪78 .......................‬‬
‫‪ -‬خاتمة ‪79 ................................................................................‬‬
‫‪ -‬قائمة المراجع ‪81 ........................................................................‬‬
‫‪ -‬فيرس الموضوعات‪88 ...................................................................‬‬

‫‪91‬‬

You might also like