You are on page 1of 169

‫وزارة التعليــم العالـي والبحـث العلمـي‬

‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬

‫جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‬


‫المرجع ‪05 :‬‬ ‫كمية الحقوق و العموم السياسية‬
‫قسم القانون الخاص‬

‫مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة الماستر‬

‫دور المؤسساث العقابيت في إعادة إدماج‬


‫المحبوسيه في ظل قاوون ‪04/05‬‬

‫ميدان الحقوق و العموم السياسية‬


‫التخصص‪. :‬قانون القضائي‬ ‫الشعبة‪:‬حقوق‬
‫تحت إشراف األستاذة‬ ‫من إعداد الطالب ‪:‬‬
‫عالق نوال‬ ‫عزمو محمد رضا‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫رئيسا‬ ‫رحوي فؤاد‬ ‫األستاذ‬
‫مشرفا مقر ار‬ ‫عالق نوال‬ ‫األستاذة‬
‫مناقشا‬ ‫آيت بن عمر رانيا‬ ‫األستاذة‬

‫السنة الجامعية‪2019/2018 :‬‬


‫نوقشت يوم‪2019/06/20..:‬‬
‫شكر وتقدير‬

‫حنمد اهلل ونشكره على فضلو و نعمو ‪،‬وعمال بسنة نبينا حممد‬
‫صلى اهلل عليو وسلم وتبعا هلديو فشكر الناس من‬
‫شكر اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫" من مل يشكر الناس مل يشكر اهلل "‬
‫هلذا أتقدم بخالص الشكر اجلزيل و االمتنان اىل ‪:‬‬
‫األستاذة "‬
‫" عالق نوال "‬
‫على قبولوا اإلشراف على مذكرة خترجي لنيل شهادة املاسرت وعلى كل ما‬
‫ت يل من عون الذي مل تخبل عليا بنصائحو ا و إرشادتوا و اليت أفادتين‬
‫قدم ه‬
‫مبعلوماتوا القيمة‬
‫وكل من مد يل يد العون من قريب او بعيد بالكثري او القليل‬
‫اتقدم بالشكر ‪.‬‬
‫الإهــــــداء‬
‫اىل شعاع امنور ودافعي يف احلياة اىل أأعظم ا ألهمات‪ .....‬أأيم‬
‫اىل احلضن و ا ألمان‪ ....................................‬أأيب‬
‫وإاىل‪ .........................................................‬اإخواين و أأخوايت‬
‫اىل من شاركوين دريب ‪ ......................................‬أأصدقايئ و أأحبيت‬
‫حفظهم هللا أأكرهمم و أأطال معرمه‬
‫اىل لك هؤلء اهدي هذا امعمل ‪.‬‬
‫المقدمة‬
‫مقدمة‬

‫لقد كانت العقوبة في العصور القديمة و الوسطى تمتاز بالقوة‪ ،‬إال أنيا تحمل في‬
‫و ذات غاية في‬ ‫طياتيا أىداف ظمت الطريق األنجع لمحد من الجريمة و لو بصفة نسبية‪،‬‬
‫حفظ كيان المجتمع و إعادة توازنو بعد إخالل الجريمة القواعد السموك والنظام الواجب‬
‫احترامو و ذلك من خالل السعي إلى تكوين مجتمع مبني عمى التسامح و األمر بالمعروف‬
‫و النيي عن المنكر ىذا من جيت ومن جية أخرى‪ ،‬فإن اليدف من توقيع العقوبة تحقيق‬
‫العدالة و القصاص و ردع المجرم وزجر غيره‪.‬‬

‫ولقد نادي الفالسفة بفكرة الردع العام و المنفعة اإلجتماعية إنطالقا من دفاعيم عن‬
‫مبدأ الشرعية في التجريم و العقاب الذي ينتقد النظم الجنائية السائدة آنذاك‪ ،‬و التي تميزت‬
‫لجاني و الدوافع التي أدت بو إلى‬ ‫بالقسوة‪ ،‬إلى فكرة العدالة المطمقة بما فييا الإلىتمام با‬
‫ارتكاب تمك الجريمة فمادام أن اإلنسان نتيجة لمعوامل والمؤثرات الخارجية يكون مجب ار عمى‬
‫ارتكاب الجريمة‪ ،‬و بالتبعية تستوجب إنزال تدبير إحترازي الدرك الخطورة الكامنة في شخصو‬
‫و العمل عمى عالجيا‪.1‬‬

‫وقد أخذت معظم التشريعات الحديثة ب مبدأ الدفاع اإلجتماعي ضمن عمم اإلجرام‬
‫والعقاب‪ ،‬وىذا إستنادا إلى فكرة التضامن اإلجتماعي في تحمل المسؤولية عن الجريمة التي‬
‫لم تعد مجرد واقعة فردية يتحمميا الجاني بمفرده‪ ،‬وانما ىي ظاىرة إجتماعية يتحمل المجتمع‬
‫قسطا من المسؤولية لذا يقع وأجب عميو بإعانة المحكوم عميو‪ ،‬و ذلك بتحديد أفضل الطرق‬
‫وأنسب الوسائل واآلليات لتنفيذ ىذا الجزاء بمنع وقوع الجرائم ‪.2‬‬

‫‪ -1‬التقدير االحترازي‪ :‬و ىو تممير يتجرد من ايام التي تتميز بو القوية إلى فكرة القاع اإلجتماعي‪ ،‬و التي مفالىا تأىيل‬
‫الشخص المنحرف الذي يتكيف بو مع الجماعة يتعالتو يختفيا و اجتماعي عمى الموقع التالي‪:‬‬
‫‪www.startimes.com‬‬
‫بتاريخ‪ 16/04/2019 :‬عمى الساعة ‪.14:00‬‬
‫‪ -2‬بريك الطاىر‪ ،‬فسنة النظام العقابي في الجزائر و حقوق السجن‪ ،‬د ط دار اليدى لمطباعة والنشر و التوزيع‪ ،‬عن مميمة‬
‫‪ ،2009‬ص ‪34‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمة‬

‫ومع تطور السياسة العقابية‪ ،‬وظيور العقوبة السالبة لمحرية‪ ،‬أنشأت السجون كمكان‬
‫مالئم لتنفيذ تمك العقوبات‪ ،‬فيي تمك المؤسسة التي تترجم فمسفة العقاب و وظيفة العقوبة‬
‫وأىدافيا إلى واقع ممموس يندرج ضمن تطبيق البرامج اإلصالحية والتأىيمية المتمثمة في‬
‫تيذيب سموك الجاني بإعادة إدماجو في المجتمع‪ ،‬فالشك أن سمب الحرية عقوبة ضرورية‬
‫لتقويم الجناة إال أنيا في نفس الوقت أداة إلصالح المجرم وتقويمو ‪.3‬‬

‫ولقد سعت الدولة الجزائرية كغيرىا من الدول غداة اإلستقالل إلى إصدار تشريعات‬
‫تيدف إلى تيذيب المجرم و الحفاظ عمى المجتمع ككل وذلك من خالل تبنييا لنظام إصالح‬
‫‪ 72/02‬المؤرخ في ‪ 10‬فيفري‬ ‫المحكوم عمييم و إعادة تربيتيم اجتماعيا بموجب األمر‬
‫‪ 1972‬المتضمن قانون تنظيم السجون و إعادة تربية المساجين ‪ ،4‬القائم عمى فكرة الدفاع‬
‫اإلجتماعي في مساعدة األفراد المنحرفين من خالل إعادة تربيتيم و تكييفيم بقصد إعادة‬
‫إدراجيم في بيئتيم العائمية و المينية و اإلجتماعية ‪.‬‬

‫باعتبار أن فكرة الدفاع اإلجتماعي في الوسط العقابي يمثل عصارة ما وصمت إليو‬
‫القوانين المقارنة في المعاممة العقابية التي أصبحت تعطي مسائل إصالح المحبوسين و‬
‫إعادة إدماجيم في مجتمعيم أولوية األولويات‪ ،‬كما يتطابق ىذا القانون مع المعاىدات‬
‫الدولية التي صادقت عمييا الجزائر‪ ،‬كاإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬و اتفاقية مناىضة‬
‫المعايير التي أوصت بيا ىيئة األمم‬ ‫التعذيب و كذا المبادئ العالمية الحديثة‪ ،‬بخصوص‬
‫المتحدة بشأن أنسنة شروط اإلحتباس مثل مجموعة القواعد الدنيا لمعاممة المساجين ‪.‬‬

‫‪‌-3‬فهد‌يوسف‌الكساسية‪"‌،‬دور‌النظم‌العقابية‌الحديثة‌في‌اإلصالح‌و‌التأهيل"‌دراسة‌مقارنة‌دراسات‌في‌علوم‌الشريعة‌‬
‫و‌القانون‪‌،‬المجلد‌‪‌،39‬العداد‌‪‌،2‬األردن‪.2012‌:‬‬
‫‪‌-4‬أمر‌رقم‌‪‌02-72‬مؤرخ‌في‌‪‌10‬فبراير‌‪‌،1972‬يتضمن‌قانون‌تنظيم‌السجون‌و‌إعادة‌تربية‌المساجين‪‌،‬ج‌ار‌عدد‌‬
‫‪‌15‬صادرة‌بتاريخ‌‪‌22‬فبراير‌سنة‌‪(‌1972‬ملغی)‌‪‌-3‬قانون‌‪‌،04-05‬مؤرخ‌في‌‪‌06‬فبراير‌‪‌،2005‬يتضمن‌قانون‌‬
‫تنظيم‌السجون‌و‌إعادة‌اإلدماج‌اإلجتماعي‌للمحبوسين‪‌،‬جر‌عدد‌‪‌،12‬صادرة‌بتاريخ‌‪‌13‬فبراير‌‪.2005‬‬

‫‌ب‬
‫مقدمة‬

‫وقد جاء القانون ‪ 05 / 04‬المؤرخ في ‪ 06‬فبراير ‪ 2005‬و المتضمن قانون تنظيم‬


‫السجون واعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبوسين تماشيا مع أحد األبعاد األساسية التي يتطمع‬
‫إلييا اإلصالح الشامل لمعدالة‪ ،‬أال و ىو احترام حقوق اإلنسان و التجسيد الفعمي الحقيقي‬
‫لمفاىيم إعادة التربية واعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبوسين‪ ،‬و التي يقوم بيا قاضي تطبيق‬
‫العقوبات بعد أن تعززت صالحياتو بمقتضى ىذا النص بدور ىام‪.‬‬

‫فمصطمح إعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبوسين في تسمية ىذا القانون من ناحية‬


‫أشمل وأوسع من مصطمح إعادة التربية‪ ،‬و من ناحية أخرى يدل عمى اإلىتمام الذي‬
‫أصبحت توليو الدولة الجزائرية ليذه الشريحة من المجتمع‪ ،‬و كذلك التوجو الذي أضحى‬
‫النظام الع قابي الجزائري يتجو إليو و المتمثل في أفكار ومبادئ مدرسة الدفاع اإلجتماعي‬
‫الجديدة و التي تعتبر من أحدث المدارس‬

‫و يتمخص فكرىا في كون إصالح المنحرفين و تأىيميم و إعادة إدماجيم إجتماعيا‪ ،‬ىي‬
‫الطريق المؤدي إلى تحقيق الدفاع اإلجتماعي من الجريمة و حماية المجتمع ‪.‬‬

‫لم يعرف قانون تنظيم السجون الجديد مفيوم إعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبوسين‪ ،‬إال أنو‬
‫ذكر الييئات المساىمة في ذلك ما نجده من خالل إستقراء لمنصوص الواردة فيو السيما في‬
‫الباب الرابع منيا‪ ،‬فإنو يمكن القول بأنو يقصد بإعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبوسين‪،‬‬
‫مجموعة من البرامج والنشاطات الموجية نحو ىذه الفئة‪ ،‬وذلك بإعتماد وسائل متعددة تيدف‬
‫إلى تقويم سموكاتيم وتصحيحيا‪ ،‬عن طريق تمكينيم من التعميم والتكوين الميني‪ ،‬العمل‬
‫والمطالعة‪ ،‬ممارسة الرياضة ومختمف النشاطات الترفييية‪ ،‬إلى جانب رعايتيم طبيا و‬
‫اجتماعيا ونفسيا‪ ،‬و البحث عن أس باب انحرافيم قصد القضاء عمييا وعالجيا‪ ،‬و ذلك‬
‫بإعدادىم و تحضيرىم لعودتيم إلى المجتمع و العيش في كنفو كمواطنين عاديين‪ ،‬سواء أثناء‬
‫تواجدىم داخل البيئة المغمقة أو خارجيا تدعيما الرعاية الحقة ‪.‬‬

‫‌ج‬
‫مقدمة‬

‫أهمية الموضوع‪ :‬تندرج أىمية الموضوع الذي تناولناه بيذا الصدد‪ ،‬فيما يخص الواقع‬
‫المتجسد في ظل المؤسسات العقابية الجزائرية‪ ،‬في إبراز واقع السجن حاليا في بالدنا‪ ،‬من‬
‫خالل ما يحممو من إيجابيات عمى النزيل خاصة و المجتمع عامة و ذلك بإبتياج سياسة‬
‫حديثة إلعادة اإلدماج‪ ،‬بتكريس قواعد الحد األدنى لمعاممة السجناء‪ ،‬و العمل عمى تجسيد‬
‫السياسة العقابية في الجزائر بإحترام حقوق السجين و الحد من النقائص التي تعيق سيرورة‬
‫المنظومة العقابية فييا‪ .‬أسباب اختيار الموضوع‪ :‬تندرج أسباب إختيار الموضوع مجموعة‬
‫من األسباب الموضوعية و أخرى ذاتية‪ ،‬و المتمثمة في ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األسباب الموضوعية ‪ -‬النقص الممحوظ حول اإلىتمام بيذه الشريحة من المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬إفتقار المكتبة الجزائرية لمثل ىذه المواضيع التي تعالج حقوق السجين ‪.‬‬

‫‪ -‬حب التطمع و التأمل لما يحتويو السجن‪ ،‬بإعتباره عالم آخر ‪.‬‬

‫‪ -‬الرغبة في إقادة قرائنا و زمالئنا الذين يطمبون العمم‪ ،‬بالتعرف عمى المؤسسة العقابية و‬
‫تطور أ ساليب المعاممة فييا من خالل اإلستكشاف لما توصمت إليو المنظومة العقابية و‬
‫يعكس النظرة فيما كان عميو السجن قديما‪ ،‬و ىذا ما يتضح من خالل التسمية أوال ثم واقع‬
‫السجن‬

‫ثانيا‪ - .‬والى حد اآلن التزال نظرة الكثير من الناس إلى السجن نظرة سمبية‪ ،‬وحتى عندما‬
‫يذكر السجن بين أحدىم ينفر منو‪ ،‬و يمفظ مباشرة دون تردد ‪ ":‬اهلل يسترنا "‪ ،‬يا لطيف بكل‬
‫بستغراب و خوف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسباب الذاتية‬

‫و موضوعي ىذا أود أن يكون رسالة إلى كل من ينظر إلى السجن نظرة سمبية‪ ،‬ليدركان ىذا‬
‫تماعي‪ ،‬و خير‬ ‫المكان ما ىو إال مؤسسة إصالحية تأىيمية قائمة عمى سياسة الدفاع اإلج‬
‫دليل عمى ذلك تسمية إعادة اإلدماج‪ ،‬ىذه العبارة تكمن فييا الكثير من المعاني ‪ :‬ليس إعادة‬

‫‌د‬
‫مقدمة‬

‫اإلدماج من خالل ردع الجاني فقط‪ ،‬و إنما من خالل التيذيب الخمقي و التعميم و التكوين و‬
‫الخدمات‪ ،‬وحتى الرعاية النفسية و اإلجتماعية ‪ .‬وىذا اإلىتمام الذي يحضى بو الم حبوس ال‬
‫يجده خارج أسوار ىذه المؤسسة‬

‫و أن الحديث عمى المؤسسة العقابية بيذا الشكل ليس باألمر السيل و إنما الواقع العممي‬
‫الذي أتطمع إليو يوميا‪ ،‬أدى بي لمتأكيد عمى ىذه الواقعة‪ ،‬ألنيا واقعة حقيقية و مجسدة عمى‬
‫أرض الواقع‪.‬‬

‫منهج البحث ‪ :‬و قد إعتمدنا في تناول الموضوع المنيج الوصفي من خاللو وصفنا المؤسسة‬
‫‪ .‬البحوث‬ ‫العقابية و تصنيفيا و طرق العالج العقابي و الييئات المشرفة عمى تطبيقو‬
‫السابقة‪ :‬أغمب البحوث تتحدث عن العقوبة السالبة لمحرية بمقارنتيا مع قوانين الدول دون‬
‫إعطاء أىمية كبيرة لطرق العالج الحديثة الذ ي توصل إليو المشرع الجزائري من خالل قانون‬
‫تنظيم السجون الجديد‪ ،‬إال أنو و بعد التعمق في البحث تجد قمة قميمة تتحدث عن حقوق‬
‫المساجين في المؤسسات العقابية لذا واجينا صعوية في قمة المراجع‪ ،‬وقد اعتمدت كثي ار في‬
‫سبيل إنجاز‬

‫إشكالية البحث‬

‫اإلشكالية التي تثار بيذا الصدد‪ ،‬تتمثل في ‪ :‬ما مدى نجاح السياسة العقابية الحديثة‬
‫في إعادة إدماج المحبوس في المجتمع ؟‬

‫خطة البحث ‪ :‬تناولنا موضوع إعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبوسين وفق السياسة العقابية‬
‫الحديثة في فصمين ‪ :‬حيث أنو إعتمدنا في الفصل األول عمى دور المؤسسة العقابية في‬
‫إعادة اإل دماج اإلجتماعي لممحبوسين و قسمناه إلى مبحثين‪ ،‬خصصنا في المبحث األول‬
‫دور مؤسسات البيئة المغمقة في إعادة اإلدماج من خاللو تطرقنا إلى تصنيف مؤسسات‬
‫البيئة المغمقة ثم طرق العالج العقابي فييا ‪.‬‬

‫‌ه‬
‫مقدمة‬

‫ذلك‬ ‫أما في المبحث الثاني‪ ،‬دور مؤسسات البيئة المفتوحة في إعادة اإلدماج و‬
‫بتصنيف مؤسساتيا و كذا الرعاية الالحقة عمى تنفيذ الجزاء العقابي خارج البيئة المغمقة |‬

‫أما في الفصل الثاني تناولنا اآلليات المستحدثة إلعادة اإلدماج اإلجتماعي‪ ،‬ففي المبحث‬
‫األول تحدثنا عن تكييف العقوبة بالتعريف بأنظمة إعادة اإلدماج و آثار كل منيا و‬
‫بخصوص المبحث الثاني تعرضنا لمييئات المساىمة في إعادة اإلدماج اإلجتماعي‬
‫لممحبوسين من خالل ذكر المجان المساىمة في إعادة اإلدماج و كذا المصالح التابعة ليا ‪.‬‬

‫لييا و أىم‬ ‫النختم دراستنا بخاتمة نيرز فييا ممخص البحث و أىم النتائج التي توصمنا إ‬
‫اإلقتراحات التي طرحنىا‪.‬‬

‫‌و‬
‫الفصل االول‬
‫تمهيد‬
‫ويقصد بالمؤسسات العقابية األماكن والمنشآت التي أعدتيا الدولة لتنفيذ العقوبات السالبة‬
‫لمحرية المحكوم بيا عمى المحبوسين بموجب حكم قضائي‪ ،‬وتعد ىذه المؤسسات مكانا لمحد من‬
‫الجريمة ومكافحتيا وعالج المجرم واإلشراف عميو‪ ،‬واصالحو واعداده ليكون مواطنا صالحا بعد‬
‫‪1‬‬
‫اإلفراج عنو‪.‬‬
‫وليذا فسوف نقسم ىذا الفصل إلى مبحثين ‪ :‬يتعمق األول ادماج المساجين في البيئة‬
‫المغمقة والثاني بآليات تنفيذ برامج إعادة التربية واإلدماج ‪.‬‬

‫عموما‪ ،‬فعميو يتوقف‬ ‫إن بدء التنفيذ العقابي‪ ،‬يعد أىم المراحل التي تمي وقوع الجريمة‬
‫محو الضرر االجتماعي الناشئ عن الجريمة وارضاء الشعور بالعدالة من جية‪ ،‬ومدى النجاح‬
‫في إعادة المجرم مرة أخرى إلى حظيرة المجتمع كعضو نافع من جية أخرى ‪.‬‬
‫وتقسيم المؤسسات تبعا لنوع العقوبة المحكوم بيا‪ ،‬لم يعد لو محل في ضوء السياسة‬
‫العقابية الحد يثة وذلك العتبارين‪ ،‬األول اتجاه الفقو والتشريع إلى توحيد العقوبات السالبة لمحرية‬
‫في عقوبة واحدة واالعتبار الثاني يرجع إلى أن السياسة العقابية الحالية اليادفة إلى إصالح‬
‫الجاني وتأىيمو وتصنيف المجرمين وفقا لطبيعة خطورتيم اإلجرامية تضع تصنيفا لممؤسسات‬
‫العقابي مستمدا من ىذه االعتبارات وتعددت المعايير الحديثة لتقسيم المؤسسات العقابية‬
‫ة‬
‫أ‪ -‬يجب قدر المستطاع حبس الرجال بعيدا عن النساء في مؤسسات مستقمة أما في المؤسسات‬
‫التي تستقبل الرجال والنساء معا فيجب أن تكون األماكن المخصصة لمنساء معزولة تماما عن‬
‫تمك المخصصة لمرجال‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجب فصل األشخاص المحبوسين احتياطا تحت التحقيق عن المسجونين المحكوم عمييم‬
‫فصال تماما‪.‬‬

‫‪ -1‬بسام غازي العموالء دور المؤسسات العقابية في إصالح المذنبين‪ ،‬مجمة األمن والحياة‪ ،‬العدد‪ ،332‬محرم ‪ ،1431‬ص‬
‫‪.52‬‬
‫‪8‬‬
‫ج‪ -‬يجب فصل األشخاص المحبوسين لدين‪ ،‬وكذا المحبوسين في قضايا مدنية فصال تاما ‪.1‬‬
‫ولكن أىم تقسيم لممؤسسات العقابية ىو التمييز بين المؤسسات المفتوحة وشبو المفتوحة‬
‫والمغمقة‪ ،‬ويمكن اعتبارىا التقسيم األساسي في عمم العقاب‪ ،‬وليذا سنتعرض لألنواع الثالثة من‬
‫المؤسسات العقابية لنتبع ذلك ببيان أنواع المؤسسات العقابية في الجزائر ‪.‬‬

‫تتميز المؤسسات العقابية المغمقة بأسوارىا العالية يتعذر عمى المسجون اجتيازىا‪،‬‬
‫وتفرض حوليا الحراسة المشددة‪ ،‬وتوقع العقوبة عمى من يحاول اليروب منيا ‪ ،‬وعادة ما تبنى‬
‫ىذه المؤسسات بعاصمة الدولة والمدن الكبرى ولكنيا تكون خارج تمك المدن بعيدة عن ا لعمران‪،‬‬
‫ويطبق داخل ىذه المؤسسات نظام يتسم بالشدة والصرامة يكفل تجنب إخالل المحكوم عمييم‬
‫بالنظم والموائح الداخمية‪ ،‬ويجبرىم في الوقت ذاتو عمى الخضوع ألساليب وبرامج المعاممة‬
‫العقابية التي تفرض عمييم‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف المؤسسات المغمقة‪:‬‬
‫أصناف من المؤسسات العقابية حددىا قانون تنظيم السجون‬ ‫يوجد في الجزائر عدة‬
‫واعادة اإلدماج االجتماعي في مواده ‪ 28‬و ‪ 29‬من قانون ‪ 04/05‬الصادر في ‪ 2005‬مؤسسة‬
‫الوقاية ومؤسسات اعادة التربية وكدا مؤسسات اعادة التربية والتاىيل ىدا بالنسبة لمرجال واما‬
‫األحداث ىما كمراكز لالحداث وبالنسبة للنساء ىناك مراکز متخصصة لمنساء‬

‫تعريف الحبس وفقا لمقانون العقوبات السالبة لمحرية واألوامر الصادرة عن الجيات‬
‫‪ 25‬من قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج‬ ‫القضائية واإلكراه البدني عند االقتضاء المادة‬
‫االجتماعي لممحبوسين المؤسسة العقابية يسيرىا المدير ليم مسؤولية الحفاظ عمي النظام واألمن‬
‫الداخمي تتميز المؤسسات العقابية بفرض االنضباط والحضور والمراقبة الدائمة لالشخاص‬
‫المحبوسين بو‪.‬‬

‫‪ - 1‬مقاربة حقوق االنسان في تسيير السجون المركز الدولي لدراسات السجون اندرو کويل ترجمة األستاذ تازروتي فاروق‬
‫ص ‪56‬ومايمييا‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -1‬مؤسسات الوقاية ‪ :‬توجد بدائرة اختصاص كل محكمة‪ ،‬وىي مخصصة الستقبال‬
‫(‬ ‫المحبوسين مؤقتا والمحكوم عمييم نيائيا بعقوبة سالبة لمحرية لمدة تساوي أو تقل عن سنتين‬
‫‪ ،)2‬ومن بقي منيم النقضاء مدة عقوبتيم سنتان (‪ )2‬أو أقل والمحبوسين إلكراه بدني ‪.‬‬
‫ومن بين التعديالت التي تضمنيا قانون تنظيم السجون‪ ،‬إمكانية استقبال المحكوم عمييم‬
‫بعقوبة سالبة لمحرية المدة تساوي أو تقل عن سنتين‪ ،‬ومن بقي منيم النقضاء مدة وبتيم سنتان‬
‫أو أقل‪ ،‬في حين أنو في ظل األم ر رقم ‪ 02/72‬المؤرخ في ‪ 1972/02/10‬المتضمن تنظيم‬
‫السجون واعادة تربية المساجين‪ ،‬كانت ال تستقبل إال المحكوم عمييم نيائيا توبة سالبة لمحرية‬
‫تساوي أو تقل عن ثالثة أشير‪ ،‬أو من بقي منيم النقضاء العقوبة ثالثة أشير أو أقل ‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤسسات إعادة التربية ‪ :‬توجد بدائرة اختص اص كل مجمس قضائي‪ ،‬وىي مخصصة‬
‫الستقبال المحبوسين مؤقتا‪ ،‬والمحكوم عمييم نيائيا بعقوبة سالبة لمحرية لمدة تساوي أو تقل عن‬
‫‪ 05‬سنوات أو أقل والمحبوسين إلكراه بدني‪ ،‬أما في ظل األمر رقم ‪ 02/72‬فإن المدة تساوي‬
‫أو تقل عن سنة‪.‬‬
‫‪ -3‬مؤسسات إعادة التأهيل ‪ :‬وىي مخصصة لحبس ا لمحكوم عمييم نيائيا بعقوبة الحبس لمدة‬
‫فوق خمس سنوات وبعقوبة السجن‪ ،‬والمحكوم عمييم معتادي اإلجرام والخطرين‪ ،‬ميما كن مدة‬
‫كانت‬ ‫‪02/72‬‬ ‫العقوبة المحكوم بيا عمييم والمحكوم عمييم باإلعدام‪ ،‬أما في ظل األمر‬
‫لمحرية لمدة سنة واحدة أو‬ ‫مؤسسة إعادة التأىيل مكمفة بحبس المحكوم عمييم بأحكام سالبة‬
‫أكثر‪ ،‬والمحكوم عمييم بعقوبة الحبس والجانحين المعتادين ميما كانت مدة العقوبة الصادرة‬
‫‪1‬‬
‫بحقيم‪.‬‬
‫وفي ىذا المجال أتى القانون رقم ‪ 04/05‬بالجديد فيما يخص خمق أجنحة مدعمة أمنيا‬
‫في مؤسسة إعادة التربية واعادة التأىيل وىذا الستقبال المحبوسين الخطرين الذين لم تجد معيم‬
‫طرق إعادة التربية المعتادة ووسائل األمن العادية‪.‬‬

‫‪ -1‬نظير فرج مينا‪ ،‬الموجز في عمم اإلجرام والعقاب‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بو دليل منظمات‬
‫المجتمع المدني الناشطة في الوسط العقابي ص ‪ 25‬ومالييا‬
‫‪10‬‬
‫‪ -3‬المراكز المتخصصة ‪:‬‬
‫مراكز متخصصة لمنساء ‪ :‬أقرت التشريعات ومنيا التشريع الجزائري إحداث مراكز متخصصة‬
‫النساء‪ ،‬مخصصة الستقبال النساء المحبوسات مؤقتا‪ ،‬والمحكوم عميين نيائيا بعقوبة سالبة‬
‫الحرية ميما تكن مدتيا‪ ،‬والمحبوسات إلكراه بدني ولكن ىذه المراكز ال وجود ليا عمى أرض‬
‫الواقع‪ ،‬فكل ما يوجد أجنحة خاصة ببع ض المؤسسات العقابية "مؤسسة الوقاية ومؤسسة إعادة‬
‫التربية" يتم توزيع السجينات بيا عمى النحو التالي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬جناح خاص بالسجينات المبتدءات‪.‬‬
‫ب‪ -‬جناح خاص بالسجينات المتيمات‪.‬‬
‫ج‪ -‬جناح خاص بالسجينات المحكوم عميين بعقوبة شديدة ‪.‬‬

‫ميام المؤسسات العقابية وتسييرىا تقوم بو مجموعة من المصالح التي بدورىا تقسم الى‬
‫عدة اقسام يوجد في كل أصناف المؤسسات العقابية سواء كانت مؤسسة الوقاية او مؤسسة‬
‫اعادة التربية او مؤسسة إعادة التأىيل مصمحة كتابة الضبط القضائية ان متابعة الوضعية‬
‫الجزائية لممحبوس تعني من ناحية اإلجرائية استالم الشخص الطبيعي الذي أمرت بو جية‬
‫قضائية بايداعو بالمؤسسة العقابية بموجب أمر او حکم او قرار قضائي والقيام بإجراءات‬
‫االيداع ثم تسيير وتتبع كافة التغييرات الطارئة عمى وضعيتو الجزائية الى حين اإلفراج عنو وفقا‬
‫لمقانون اجراءات ايداع المحبوس بالمؤسسة العقابية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تسيير الوضعية الجزائية لممحبوسين والتغييرات الطارئة عمييا ‪:‬‬
‫لكي يتمكن كاتب الضبط القضائي من متابعة تسيير الوضعية الجزائية يتعين عمييم‬
‫سمك سجالت يكتسي البعض منيا اىمية خاصة وىي سجل الحبس والذي نصت عميو المادة‬
‫‪ 02/11‬ممن قانون ‪، 04/05‬مصمحة كتابة الضبط المحاسبة ‪ :‬تكمف بمسك اموال وودائع‬
‫المحبوسين وتسييرىا وتنقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬قسم مسك وتسيير اموال وودائع المحبوسين بما فييا التي يحصمون عمييا عن طريق العمل‬
‫وىدا يسير كذلك مشتريات المحبوسين من محل البيع من المؤسسة العقابية ‪.‬‬
‫‪ :‬سير الحواالت البريدية او المصرفية‬ ‫‪ -‬قسم بريد المحبوسين ووسائل االتصال عن بعد‬
‫والطرود وكذا الطمبت المتعلقة بتسيير أمواليم خارج المؤسسة‪.‬‬
‫‪ - 2‬مصمحة المقتصدة ‪ :‬وتنقسم إلى ثالثة أقسام ‪ :‬قسم الميزانية والمحاسبة الذي ينظم ميزانية‬
‫تسيير وتجييز المؤسسة قسم الوسائل العامة والذي يسير ممتمكات المؤسسة ومعداتيا ويسير‬
‫عمى ترشيد استعماليا وجردىا قسم االطعام وتسيير المواد الغدائية وىو يسير اطعام المحبوسين‬
‫والموظفين والحركة اليومية لممواد الغدائية ‪.‬‬
‫‪ -3‬مصمحة االحتباس‪:‬وتنقسم الى قسمين‪ :‬قسم تصنيف المحبوسين وتوزيعيم داخل المؤسسة‬
‫العقابية يستقبل الجدد ويعمميم بحقوقيم وواجباتيم ويوزعيم حسب وضعيتيم الجزائية وينظم‬
‫المصالح قسم حفظ األمن والنظام باماكن االحتباس والحرص عمى‬ ‫نشاطتيم في مختمف‬
‫انظباطيم‪.‬‬
‫‪ -4‬مصمحة األمن‪ :‬وتنقسم الى ‪ :‬وىو يقترح التدابير الوقائية ويحرص عمى احترام االجراءات‬
‫األمنية وقسم تسيير االمن الداخمي لممؤسسة يسير عمى الحفاظ عمى الوسائل األمنية في تسيير‬
‫عممية التدخل في الح االت الخطيرة الطارئة السير عمى أمن المؤسسة واألشخاص متابعة‬
‫نشاطات األمن الداخمي واالستعمال العقالني لمموظفين وتسيير العتاد واألجيزة األمنية السير‬
‫عمى تنفيذ مخطط األمن الداخمي الخاص بالمؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -5‬مصمحة الصحة والمساعدة االجتماعية وتنقسم الى ثالثة أقسام ‪ :‬قسم التكفل الطبي‬
‫بالمحبوسين وينظم نشاطات الطبية وعمال الصحة من اجل الرعاية الصحية والوقاية من‬
‫األمراض ىذا القسم يجمع بين الطب العام والطب المتخصص وطب االسنان وفرع الصيدلتوفي‬
‫قسم التكفل النفسي‬ ‫بعض األحيان مصمحة التشخيص باالشعة ومصمحة التحاليل الطبية ‪-‬‬
‫لممحبوسين وىو ينظم كل نشاطات المحبوسيين ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬قسم المساعدة االجتماعية يتكفل بتقديم الرعاية االجتماعية ويقدم المساعدة المالية لممحبوسين‬
‫المعوزين عند االفراج عنيم‪.‬‬
‫‪ -6‬مصمحة اعادة اإلدماج ‪ :‬وبيدف تمكين اطارات المؤسسة العقابية باالنشطة والبرامج التي‬
‫يجب ادراجيا ضمن برامجيم السنوية ولتوحيد انماط العمل ونشاط مصالح اعاد إدماج ‪ .‬بدا من‬
‫الميم توضيح وتاكيد ضرورة ادراج ضمن ىذه البرامج بعض انشطة و داد بعض الترتيبات وفق‬
‫مايمي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلطار التنظيمي لميام رؤساء مصالح االدماج ينظمو المرسوم التنفيدي رقم کا ‪ 109‬المؤرخ‬
‫في ‪ 2006/03/08‬الذي يحدد كيفية تنظيم المؤسسة العقابية وىناك صحة قسمين قسم متابعة‬
‫النشاطات التربوية لممحبوسين وقسم تطبيق برامج اعادة إدماج مياميا‪:‬‬
‫‪ -‬مقررات لجنة تطبيق العقوبات‪.‬‬
‫‪ -‬بعة تطبيق برامج اعادة اإلدماج المحبوسين ‪.‬‬
‫‪ -‬تنظم محاضرات ذات طابع تربوي وديني ‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير مكتبة المؤسسة العقابية ‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق مع المراكز الجيوية لمديوان الوطني لمتعميم عن بعد ‪.‬‬
‫‪ -‬التعبير في بداية كل ثالثي من كل سنة عن االحتياجات المادية والمالية لتنفيذ البرنامج‬
‫التعميمي والتكويني والترفييي ‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط قائمة المحبوسين السجمين في التعميم والتكوين و إرسال نسخة منيا الى تابة ضبط‬
‫القضائية لتفادي ادراجيم في عمميات التحول ماعدا ادا كان التحويل لسبب امن ويب صحي‬
‫‪ - 08‬مصمحة االدارة العامة ‪ :‬وتتشكل من ثالثة أقسام ‪ . :‬سم تسير الشؤون اإلدارية ‪ ،‬قسم‬
‫تسيير الموظفين ‪ ،‬قسم نظافة المحيط المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -09‬مصمحة التقييم والتوجيه ‪ :‬وىي حاليا موجودة في اربعة مؤسسات‬
‫‪ -‬قسم تقييم شخصية المحبوس ومدى خطورتو‬
‫‪ -‬قسم توجيو المحبوس يقترح لكل محبوس برامج مشخصة لمعالج ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪:‬‬
‫االداري لممراكز المتخصصة الحداث تختمف تماما عن التنظيم االداري لممؤسسات‬
‫العتابية لمبالغين فنجد زيادة عن مصالح كتابة الضبط القضائية والمحاسبة نجد ‪:‬‬
‫‪ -01‬مصمحة المالحظة والتوجيه وتنظم مايمي‪:‬‬
‫حدث يتضمن‬ ‫‪ -‬قسم المالحظة يستقبل االحداث يعمميم عن حقوق وواجباتيم الخاصة بكل‬
‫قسم التوجيو يدرس ويستغالل نتااصج والتقارير‬ ‫معمومات عن شخصية المحبوس وعائمتو ‪-‬‬
‫التي حصل عمييا عن طريق المالحظة االقتراح البرنامج المناسب العادة التربية الحدث واعداد‬
‫تقرير يحتوي مختمف التدابير المتخدة يوجو الى قاضي األحداث‬
‫‪ -02‬مصمحة اعادة التربية وتنقسم الى‪ :‬قسم متابعة وتنسيق عمل التاطير التربوي والمعنوي‬
‫لمحدث فيو يطبق برامج اعادة التربية واالصالح والتكوين وينظم النشاطات الثقافية والرياضية‬
‫والدينية‪.‬‬
‫قسم المساعدة االجتماعية واعادة اإلدماج حيث يقوم باجراء التحقيقات االجتماعية ويتكفل‬
‫بانشغاالت ت األحد اث بالتنسيق مع المجتمع المدني حيث في المراكز المتخصصة ال الحداث‬
‫تتعامل الجمعيات ومختمف منظمات المجتمع المدني باألخص مع مصمحة إعادة التربية‬

‫عمييم من حيث مي‬ ‫ويقصد بنظام المؤسسة العقابية‪ ،‬الطريقة التي يعيش بيا المحكوم‬
‫العزل واالتصال بينيم أثناء إقامتيم في المؤسسة العقابية‪ ،‬وتختمف الدول فيما بينيا في األخذ‬
‫بنظام من نظم المؤسسة العقابية المعروفة دون غيره وذلك لتحقيق اإلصالح المنشود لممحكوم‬
‫‪1‬‬
‫عمييم وتأىيميم لفترة ما بعد تنفيذ العقوبة ‪.‬‬
‫وتتنوع نظم المؤسسة العقابية‪ ،‬فإما أن يكون نظام المؤسسة جماعي أو مشترك‪ ،‬يسمح‬
‫فيو باالتصال بالمحكوم عمييم في كل وقت‪ ،‬واما أن يكون نظام فردي‪ ،‬يقتضي الفصل التام‬
‫بين المحكوم عمييم نيارا‪ ،‬واما أن يكون نظاما تدريجيا يقتضي البدء مع المحكوم ييم بمستوى‬

‫‪1 - Ch. Germain , Eléments de science pénitentiaire, édition Cujas, Paris, 1959, p 31.‬‬
‫‪14‬‬
‫عقابي صارم وا لتدرج معيم نحو التخفيف شيئا فشيئا إلى حين اإلفراج ىم وسنتطرق إلى ىذه‬
‫األنظمة بالتفصيل ثم نتناول موقف المشرع من ىذه األنظمة ‪.‬‬

‫اوال‪ :‬النظام الجماعي‪.‬‬


‫أ‪ -‬خصائص النظام الجماعي ‪ :‬عرف أسموب الجمع بين السجناء في المجتمعات القديمة عمى‬
‫أساس عدم توفر أمكنة كافية لحجزىم ولقمة تكاليفو ونفقاتو سواء من حيث إنشائيا أو اداراتيا‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬وقد استمر تطبيقو حتى نياية القرن‬ ‫إلى جانب عدم وجود سياسة واضحة في المعاممة‬
‫الثامن عشر حيث كان السجن حتى ذلك التاريخ مجرد مكان لمتحفظ عمى المحكوم عمييم أو‬
‫مجرد إبعادىم عن المجتمع‬
‫ثانيا ‪ :‬النظام االنفرادي‪.‬‬
‫أ ‪ -‬خصائص النظام االنفرادي ‪ :‬ظير النظام االنفرادي كرد فعل عمى المساوئ التي تترتب‬
‫عمى اخ تالط التام بين المحكوم عمييم داخل المؤسسة العقابية في ظل األخذ بالنظام‬
‫الجماعي‪.2‬‬
‫يقوم ىذا النظام عمى أساس فرض العزلة عمى المسجونين‪ ،‬فال يسمح االتصال ‪ ،‬ويمزم‬
‫العقوبة‪ ،‬وليذا‬ ‫كل سجين باإلقامة في زنزانتو فال يغادرىا إال بمغادرتو السجن عند انتياء ‪-‬‬
‫تصمم كل زنزانة عمى أساس ما يمزم إلقامة المحكوم عميو من النوم و كل والعمل وتمقي‬
‫الدروس الدينية والتيذيبية يرجع أصل ىذا النظام إلى الكنيسة ونظرة رجاليا إلى الجريمة‬
‫والعقوبة والغرض سا‪ ،‬فالفكر الكنيسي ينظر إلى الجريمة عمى أنيا خطيئة‪ ،‬ليذا يجب إعادة‬
‫الجاني إلى طريق الصالح عن طريق عزلو في السجن بعيدا عن الناس ليراجع نفسو ويتوب‬
‫إلى اهلل ثم انتقمت فكرة "السجن االنفرادي " من السجون الكنيسة إلى السجون المدنية في القرن‬

‫‪ - 1‬عمي محمد جعفر‪ ،‬اإلجرام وسياسة مكافحتو‪ ،‬عوامل الجريمة والسياسة العقابية في التشريع الميبي والمقارن‪ ،‬دار ضة‬
‫العربية لمطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،1983 ،‬ص ‪180‬‬
‫‪ - 2‬عبود سراج‪ ،‬عمم اإلجرام وعمم العقاب‪ ،‬دراسة تحميمية عن أساليب الجريمة وعالج السموك اإلجرامي‪ ،‬الطبعة زی‪ ،‬مطبعة‬
‫ذات السالسل‪ ،‬الكويت‪ ،1987 ،‬ص ‪.434‬‬
‫‪15‬‬
‫السادس عشر فمقد طبقت ىولندا ىذا النظام في أمستردام في نياية القرن السابع عشر‪ ،‬كما‬
‫طبقتو ايطاليا في سجن سان ميشيل في روما‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬النظام المختمط‪.‬‬
‫خصائص النظام المختمط ‪ :‬ييدف النظام المختمط إلى محاولة التوفيق بين النظامين السابقين‬
‫االنفرادي الجماعي من أجل االستفادة من مزاياىما والحد من أثارىما السمبية‪ ،‬إذ توم النظام‬
‫المختمط عمى أساس الجمع بين سجناء المؤسسة العقابية نيارا‪ ،‬أثناء تناول الطعام أو مزاولة‬
‫العمل العقابي أو تمقي دروس العمل والتيذيب أو في أوقات الراحة أو غير ذلك من األنشطة‬
‫بالصمت مع كافة المحكوم‬ ‫اليومية األخرى‪ ،‬وتجنبا آلثار االختالط النياري يتم فرض االلتزام‬
‫النظام الصامت ومايميو في حين يطبق النظام‬ ‫عمييم‪ ،‬لذا يطمق عمى ىذا النظام أحيانا اسم‬
‫االنفرادي ليال‪ ،‬حيث يقضي كل سجين الميل في زنزانة خاصة بو‪ ،‬ولقد لقي ىذا النظام رواجا‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية فتبنتو تدريجيا أغمب جونيا حتى غدا النظام السائد فييا‪ ،‬ومن‬
‫كان موطن نشوء النظام االنفرادي ‪ ،‬ولقد‬ ‫بين السجون التي أخذت بو سجن بنسمفانيا الذي‬
‫تطور تطبيق قاعدة الصمت فمم تصبح مطمقة‪ ،‬فأصبح يسمح بالحديث في فترات معينة‪ ،‬كما‬
‫خفف الجزاء المترتب عمى مخالفتيا أما أوروبا فمم ينتشر فييا النظام المختمط وظمت تفضل‬
‫عميو النظام االنفرادي‪.2‬‬
‫رابعا‪ :‬النظام التدريجي‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص النظام التدريجي او اعادة التصنيف ‪ :‬يقوم النظام التدريجي عمى أساس تقسيم مدة‬
‫العقوبة السالبة لمحرية إلى عدة مراحل ينتقل فييا المحكوم عميو من مرحمة إلى أخرى‪ ،‬وفقا‬
‫لنظام معين‪ ،‬يسمح لممحكوم عميو باالنتقال من العزل االنفرادي إلى الحرية الكاممة‪ ،‬بحيث‬
‫يطبق عميو في المرحمة األولى نظام السجن االنفرادي في الميل والنيار‪ ،‬وفي المرحمة التالية‬
‫يعزل السجين في الميل ويختمط بالمسجونين اآلخرين في النيار‪ ،‬ثم يسمح لو بالزيارات‬

‫‪ - 1‬جالل ثروت‪ ،‬الظاىرة اإلجرامية‪ ،‬دراسة عمم اإلجرام وعمم العقاب‪ ،‬مطبعة الشاعر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 1987 ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ - 2‬فوزية عبد الستار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫‪16‬‬
‫والمراسالت‪ ،‬كما يسمح لو بالمشاركة في إدارة السجن‪ ،‬تطبيقا لمبدأ اإلدارة الذاتية لمسجن كما‬
‫يسمح لمسجين أيضا في مرحمة تالية بالعمل خارج السجن في النيار‪ ،‬والعودة إليو ليال‪ ،‬أما في‬
‫‪1‬‬
‫المرحمة األخيرة فيطبق عمى المحكوم عميو نظام اإلفراج المشروط ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬موقف المشرع الجزائري ‪ :‬أخذ المشرع بالنظام التدريجي‪ ،‬وىو أحدث األنظمة المذكورة‬
‫بمقتضى األمر رقم ‪ ، 02/72‬وعززه وآثراه بمقتضى القانون رقم ‪ 04/05‬وبمجيء ىذا القانون‬
‫‪ 72 / 02‬إلى‬ ‫تغيرت تسمية " األنظمة الخاصة بالمساجين " والتي كانت مكرسة في األمر‬
‫تسمية أنظمة االحتباس لكون المشرع في القانون ‪ 04/05‬جاء يبحث عن اليدف والغاية من‬
‫سياسة إعادة اإلدماج‪ ،‬وبالتالي لم يعد ينظر لممحبوس عمى أنو مجرم يوضع في نظام خاص‬
‫بو ومحدد مسبقا استنادا إلى خطورتو‪ ،‬بل أصبح المحبوس ىو المحور األساسي‪ ،‬إذ لجأ‬
‫المشرع إلى الغاء األمر ‪ 02 /72‬ليأتي قانون جديد لصالح المحبوس‪ ،‬لذلك جاءت تسمية‬
‫"أنظمة االحتباس" تتماشى وسياسة اإلصالح واإلدماج المرجوة من ىذا القانون‪.‬‬
‫و لقد جاءت المادة ‪ 44‬من القانون ‪ 04/05‬توجب إعالم المحبوس بمجرد دخولو إلى‬
‫ه في‬
‫المؤسسة العقابية بالنظم المقررة لمعاممة المحبوسين من فئتو‪ ،‬والقواعد التأديبية المعمول با‬
‫المؤسسة والطرق المرخص بيا لمحصول عمى المعمومات‪ ،‬وتقديم الشكاوي وجميع المسائل‬
‫ف لمقتضيات الحياة‬
‫األخرى التي يتع ين إلمامو بيا‪ ،‬لمعرفة حقوقو وواجباتو وتكييف سموكو و قا‬
‫في المؤسسة العقابية‪.‬‬
‫بىذا حاول المشرع في ىذا القانون إيجاد نوع من التغيير في األنظمة قصد التغيير في‬
‫طريقة إصالح وادماج المحبوسين وطبق النظام التدريجي في مؤسسات البيئة المغمقة‬
‫ومؤسسات البيئة المفتوحة‪ ،‬وىذا ما سنتطرق إليو عمى النحو التالي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تطبيق النظام التدريجي في مؤسسات البيئة المغمقة ‪ :‬عقوبة سمب الحرية في ىذا النظام‬
‫تعد أسموبا من أساليب المعاممة العقابية إلعادة دليل المحكوم عمييم تدريجيا‪ ،‬مرو ار بعدة‬
‫مراحل‪ ،‬حتى يسمح لو بالرجوع إلى الحياة اجتماعية الحرة‪ ،‬وذلك إرادة من المشرع حتى ال‬

‫‪ - 1‬عبود سراج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.292‬‬


‫‪17‬‬
‫التدريجي في القانون‬ ‫يصاب المحكوم عميو بصدمة نفسية ست اإلفراج عنو ويطبق النظام‬
‫‪1‬‬
‫الجزائري بصفة صارمة ألنو في ‪ ،‬مغمقة محدودة‬
‫‪ -‬طور الحبس االنفرادي ‪ :‬نظام االحتباس االنفرادي ىو نظام يخضع فيو المحبوس لمعزلة عن‬
‫باقي المحبوسين ليال نيا ار ‪ ،‬ويطبق ىذا النظام كجزاء أو كتدبير وقائي أو صحي أو تأديبي ‪.‬‬
‫المحبوسين الذين يخالفون القواعد المتعمقة بسير المؤسسة‬ ‫كتدبير تأديبي وخص بو‬
‫العقابية ونظاميا الداخمي أو يخمون بقواعد النظافة‪ ،‬فيتم وضعيم في العزلة لمدة ال تتجاوز‬
‫ثالثين ما طبقا لنص المادة ‪ 83‬من القانون المؤسسات العقابية ولكن بعد استشارة الطبيب أو‬
‫األخصائي التقاني لممؤسسة العقابية ‪ .‬ويؤخذ ىذا التدبير بموجب مقرر مسبب لمدير المؤسسة‬
‫العتابية ويبمغ إلى المحبوسين المعنيين لتمكنييم من تقديم تظمما بذلك في ظرف ‪ 48‬ساعة سن‬
‫ة ‪ 5‬أيام من تاريخ‬ ‫التبميغ‪ ،‬وعمى قاضي تطبيق العقوبات الفصل فيو في أجل أقصاه خمس‬
‫إخطاره طبقا لنص المادة ‪ 84‬من القانون ‪04/05‬‬
‫لقد أخذ المشرع بالنظام الجماعي كنظام مستقال بذاتو حسب المادة‬ ‫الطور الجماعي ‪:‬‬
‫( ‪ 45‬ق‪.‬ت‪.‬س) يخضع لو المحبوسين من فئة ‪:‬‬
‫‪ -‬المحبوسين مؤقتا‪.‬‬
‫‪ -‬المكرىين بدنيا‪.‬‬
‫‪ -‬المحكوم عمييم نيائيا بعقوبة سالبة لمحرية‪.‬‬
‫ولعل أىم فئة يتم إخضاعيا ليذا النظام ىي فئة األحداث طبقا لنص المادة‬
‫القانون ‪ 04/05‬و يكون نظام االحتباس الجماعي مرحمة من مراحل النظام التدريجي‪ ،‬فال يتم‬
‫وضع المحبوسين في الطور الجماعي إال بعد مرورىم بنظام احتباس االنفرادي والمختمط‪ ،‬كما‬
‫نور الشأن بالنسبة لفئة المحبوسين المحكوم عمييم بعقوبة السجن المؤبد‪ ،‬فيتم توزيع المساجين‬
‫بين مختمف أجنحة المؤسسة العقابية‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 46‬فقرة ‪ ،1‬القانون ‪ ،04/05‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪18‬‬
‫ب ‪ -‬تطبيق النظام التدريجي في مؤسسات البيئة المفتوحة ‪ :‬إذا تحس سموك المحبوس‪،‬‬
‫شعر بالمسؤولية تجاه المجتمع‪ ،‬وقدم ضمانات حقيقة إلصالحو وتأىيمو‪ ،‬يستفيد من نظام‬
‫لوحة ثم‬ ‫الورش الخارجية ثم بعدىا ينتقل إلى نظام الحرية النصفية‪ ،‬ثم بعدىا إلى نظام البيئة‬
‫ينتقل إلى المرحمة السابقة عمى الحياة الحرة وىي اإلفراج المشروطا‪.1‬‬
‫وعميو ينقسم النظام التدريجي في المؤسسات العقابية ذات البيئة المفتوحة إلى مرحمتين ‪:‬‬
‫المرحمة األولى ‪ :‬يتم وضع المحكوم عمييم الذين استفادوا من الوضع في المؤسسات ذات الة‬
‫المفتوحة في إحدى األنظمة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نظام الورشات الخارجية ‪ :‬يقصد بنظام الورشات الخارجية‪ ،‬قيام المحبوس المحكوم عميو‬
‫البنات‬ ‫نيائي بعمل ضمن فرق خارج المؤسسة العقابية‪ ،‬تحت مراقبة إدارة السجون الحساب‬
‫ا‬
‫والمؤسسات العمومية‪.2‬‬
‫‪ -‬نظام الحرية النصفية ‪ :‬يقصد بنظام الحرية النصفية‪ ،‬وضع المحبوس المحكوم عميو نيائيا‬
‫درج المؤسسة العقابية خالل النيار منفردا ودون حراسة أو رقابة اإلدارة ليعود إلييا مساء كل‬
‫يوم‪.3‬‬
‫نظام البيئة المفتوحة ‪ :‬تتخذ مؤسسات البيئة المفتوحة شكل مراكز ذات طابع فالحي أو‬
‫صناعي أو خدماتي‪ ،‬أو ذات منفعة عامة‪ ،‬وتتميز بتشغيل وايواء المحبوسين بعين المكان ‪.4‬‬
‫المرحمة الثانية‪:‬‬
‫النظام المختمط الذي يقوم عمى اساس الجمع بين المحكوم عمييم نيا ار وعزليم ليال‪،‬‬
‫باعتبارىا إحدى المراحل اليامة في مجال تطبيق النظام التدريجي ألنيا تكفل تفادي أىم أضرار‬
‫االختالط بين محكوم عمييم ال يزال االختالط فيما بينيم مصدر خطورة‪ ،‬إال أنو من الناحية‬
‫الواقعية فإن تطبيق ىذه المرحمة خمقت صعوبات أمام النقص الكبير في المؤسسات العقابية‬

‫‪ - 1‬عمر خوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ ،100‬القانون رقم ‪ ،04/05‬السالف الذكر‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ ،104‬القانون رقم ‪ ،04/05‬السالف الذكر‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ ،109‬القانون رقم ‪ ،04‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫التي بمغ عددىا ‪ 128‬مقارنة بالعدد اليائل من المساجين الذين يفوقون أربعون ألف‪ ،‬إلى جانب‬
‫قدميا وعدم ارتقائيا إلى المقاييس المطموبة‪ ،‬يجعل من تطبيقيا عمى أرض الواقع أم ار مستحيال‪،‬‬
‫ولعل في ذلك ما يؤكد عمى أن نظام المؤسسات العقابية في الجزائر وان اقترب في ظاىره من‬
‫النظام التدريجي‪ ،‬إال أنو يتوافق من حيث الواقع مع النظام الجماعي‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تقييم النظام المختمط ‪:‬‬
‫‪ -1‬المزايا‪ :‬يعطي لممحكوم عميو حياة أقرب لمحياة الطبيعية‪ ،‬كما أن ىذا النظام يييئ السبيل‬
‫إلى تنظيم العمل الجماعي واالستفادة من أساليب اإلنتاج‪ ،‬وفضال عمى ذلك فإن فرض الصمت‬
‫عمييم وعزليم ليال يمنع احتمال تأثير الخطرين منيم عمى المبتدئين‪ ،‬كما يمنع من محاولة‬
‫االتفاق عمى إنشاء عصابة إجرامية تنفذ جرائميا بعد انتياء مدة العقوبة ‪ .‬ولعل أىم مزايا ىذا‬
‫النظام أنو يقي المحكوم عمييم مخاطر االضطرابات النفسية والعقمية التي كثي ار ما تصيب من‬
‫يخضعون لنظام العزلة الكاممة‪.‬‬
‫‪ -2‬العيوب‪ :‬رغم أن النظام المختمط حاول أن يحقق مزايا النظام الجماعي ويتجنب مساوئ‬
‫النظام االنفرادي إال أن قاعدة الصمت التي فرضيا أثناء النيار عمى المحكوم عمييم وعمى نحو‬
‫صارم ووصل في البداية إلى حد الضرب بالسياط لتطبيقيا يفقد ىذا النظام أىم مميزاتو‪ ،‬حيث‬
‫‪ .‬وليذا‬ ‫أن إغراء الحديث عند اجتماع الناس إغراء يصعب عمى الطبيعة البشرية مقاومتو‬
‫فالصمت المفروض عمى جميع المحكوم عمييم بعد إكراىا ييدد صحتيم النفسية والعقمية ألنو‬
‫مخالف لمحاجات الطبيعية لإلنسان ليعبر عن انطباعاتو المحيطين بو‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تصنيف المحبوسين‬
‫تسعى المؤسسات العقابية الحديثة إلى إنجاز وظيفتيا الرئيسية‪ ،‬وىي إعادة تربية‬
‫المحبوس إلعادة إدماجو في المجتمع‪ ،‬وذلك عن طريق إتباع أسموب عممي يكفل تحقيق ىذا‬
‫الغرض‪ ،‬حتى إذا ما انقضت عقوبتو يتم إخالء سبيمو وىو مؤىال تأىيال صحيحا‪ ،‬فيسترد حريتو‬

‫‪ - 1‬أبو العال عقيدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 267‬وما بعدىا‪.‬‬


‫‪20‬‬
‫و يعود إلى مجتمعو وقد تغيرت نظرتو لألمور‪ ،‬بحيث أصبح يتحمل مسؤولية احترام النظام‬
‫االجتماعي‪ ،‬واحترام حقوق الغير ‪.1‬‬
‫اوال‪ :‬الفحص ‪ :‬يعتبر الفحص أول خطوة في تفريد تطبيق العقوبة السالبة لمحرية‪ ،‬يمكن تعريفو‬
‫مجموعة من‬ ‫عمى النحو التالي ‪ :‬الفحص ىو مجموعة من اإلجراءات الفنية‪ ،‬واإلدارية تتوالىا‬
‫تناول جوانبيا‬ ‫األخصائيين في مجاالت مختمفة‪ ،‬تنصب عمى شخصية المحكوم عميو وت‬
‫البيولوجية والعقمية والنفسية واالجتماعية‪ ،‬بغرض معرفة مدى خطورتو‪ ،‬وقابميتو لالندماج‪،‬‬
‫تمييدا لمتصنيف و اختيار نوع المعاممة العقابية الالزمة لتحقيق الغرض سن الجزاء الجنائي "‪،‬‬
‫ويعد " لمبروزو " أول من نادى بإجراء الفحوصات‪ ،‬ولقد أكد في تقريره الذي قدمو خالل‬
‫المؤتمر الجنائي " بسان بيترسبور " لعام ‪ 1890‬عمى ضرورة دراسة حالة المجرم‪ ،‬إذ قال أن‬
‫التجارب التي أجريت من قبل والتي كانت قائمة عمى أساس دراسة الفعل اإلجرامي كانت‬
‫خاطئة ومن نتائجيا أنيا ساعدت عمى زيادة العودة إلى اإلجرام‪ ،‬لذا فقد نادي بضرورة دراسة‬
‫شخصية المجرم‪ ،‬كما قال أيضا أنو يتعين معاممة كل واحد منيم معاممة فردية وذلك بما يوافق‬
‫شخصية كل فرد عمى حدة‪ ،‬واذا اقتضى األمر تعديل المعاممة التي يخضع ليا المحكوم عميو‬
‫أثناء تنفيذ العقاب فإنه يتعين القيام بذلك‪.2‬‬
‫ثم جاء بعده " جارفالو "‪ ،‬الذي نادى بضرورة وأىمية الفحص االجتماعي حيث قال بأن‬
‫الحياة السابقة لممجرم ليا عالقة بالجريمة لذلك يتعين البحث فييا لمتمكين من فيم شخصية‬
‫المجرم ومن ثم اختيار المعاممة العقابية المالئمة لو ‪ ،‬بعدىا جاء " جون أوجوست " و قال بأنو‬
‫ال يمكن أن يكون فحص طبي نفسي وحده كاف لمعرفة شخصية المجرم‪ ،‬كما أن الفحص‬
‫االجتماعي وحده ال يمكن من التعرف عمى شخصية المجرم بل البد من األخذ بالفحصين معا‬
‫لكونيما متكاممين في معرفة شخصية المجرم ‪.3‬‬

‫‪ - 1‬رؤوف عبيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬


‫‪ - 2‬السيد يس السيد‪ ،‬تصنيف المجرمين‪ ،‬المجمة الجنائية القومية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬المجمد ‪ ،5‬مارس ‪ ،1962‬ص ‪63‬‬
‫‪ - 3‬محمد السباعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪21‬‬
‫أ ‪ -‬أنواع الفحص‪ :‬قد يكون الفحص قبل صدور الحكم‪ ،‬وفحص قبل إيداع المحبوس في‬
‫المؤسسة العقابية وفحص الحق عمى اإليداع في المؤسسة ‪.‬‬
‫‪ - 1‬الفحص السابق عمى صدور الحكم ‪ :‬ويمكن أن نطمق عميو " الفحص القضائي " دخل‬
‫إلى الشرائع الحديثة تحت تأثير أبحاث عمم اإلجرام وذلك لمساعدة القاضي عمى تفريد الجزاء‬
‫الجنائي بما يناسب حالة كل منيم‪ ،‬فيقوم بندب خبير مختص لفحص حالتو من النواحي البدنية‬
‫والنفسية واالجتماعية‪ ،‬ثم إعداد ممف يحتوي عمى نتائج ىذا الفحص اليوضع تحت بصره عند‬
‫اختياره لمجزاء الجنائي لمشخص موضوع الفحص‪.1‬‬
‫ولقد أخذت بعض التشريعات بيذا النوع من الفحص ومن بينيا القان ون الفرنسي حيث‬
‫أن المادة ‪ 81‬القانون الفرنسي تمزم قاضي التحقيق في الجنايات وتجيز لو في الجنح إجراء‬
‫ىذا الفحص في جانبو الطبي والنفسي‪.‬‬
‫"بالفحص‬ ‫يمكن أن نطمق عميو‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ - 2‬فحص قبل إيداع المحبوس المؤسسة العقابية‬
‫تفريد تطبيق العقوبة السالبة لمحرية‪ ،‬وىذا‬ ‫العقابي"‪ ،‬وىو الذي ييمنا‪ ،‬باعتباره أول خطوة في‬
‫النوع من الفحص يقوم بو عدد من الفنيين في اإلدارة العقابية ‪.‬‬
‫يعد ىذا الفحص امتدادا لمفحص السابق عمى الحكم‪ ،‬مما يقتضي نقل ممف شخصية‬
‫المحكوم عميو السابق إعداده أثناء المحاكمة إلى المختصين بإجراء ىذا الفحص ‪.2‬‬
‫ولقد أخذت بعض التشريعات بيذا النوع من الفحص نذكر منيا فرنسا والسويد ‪.‬‬
‫‪ -3‬الفحص الالحق عمى اإليداع في المؤسسة العقابية ‪:‬‬
‫وىو ما يعرف " بالفحص التجريبي "ينصب ىذا الفحص عمى مراقبة ومالحظة سموك‬
‫المحكوم عمييم داخل المؤسسة العقابية أثناء تنفيذ العقوبة ‪ ،‬ويعيد بيذا الفحص إلى اإلداريين‬

‫‪ - 1‬أبو العال عقيدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.275‬‬


‫‪ - 2‬عمر خوري‪ ،‬السياسي العقابية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.292‬‬
‫‪22‬‬
‫والحراس المتواجدين عمى مستوى المؤسسة العقابية باعتبار ىذه الفئة في اتصال مستمر‬
‫بالمحكوم عمييم‪ ،‬مما يساعد عمى اختيار أسموب المعاممة العقابية المناسبة ‪.1‬‬
‫ب‪ -‬أغراض الفحص ‪ :‬إن أىم أغراض الفحص العقابي ىو تصنيف المحكوم عمييم‪ ،‬من‬
‫خالل التعرف عمى شخصياتيم‪ ،‬وتحديد المعاممة المالئمة لكل شخصية‪ ،‬ولكن لمفحص أغراض‬
‫أخرى‪ ،‬في مقدمتيا تحديد ما إذا كان المحكوم عميو جدير باإلفراج المشروط أم ال‪ ،‬إذ ال يمكن‬
‫القول بجدارتو لذلك إال بفحصو والتأكد من زوال خطورتو اإلجرامية‪ ،‬وتوافر اإلمكانية اإليجابية‬
‫التي تييئ لو االندماج في المجتمع كشخص شريف ‪.2‬‬
‫وعمى ىذا األساس فإن اليدف الذي يجب أن يتوخاه الفحص باإلضافة إلى تصنيف‬
‫المحكوم عمييم ىو‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد نوع ودرجة خطورة المحكوم عميو في المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة إمكانيات التأىيل المتوفرة لدى المحكوم عميو‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد نوع المعاملة العقابية التي يخضع ليا المحكوم عميو ‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد وقت انقضاء العقوبة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬مراحل الفحص ‪ :‬ينصب الفحص عمى دراسة شخصية المحكوم عميو‪ ،‬ومن المعروف أن‬
‫ىذه الشخصية تتطور وتتغير من وقت آلخر‪ ،‬كما أنيا قد تتأثر أيضا بفعل تغير الظروف التي‬
‫تحيط بو ومدة وجوده بالمؤسسة العقابية‪ ،‬وعمى ىذا األساس يجب أن ينصب الفحص عمى‬
‫والعقابية بعد صدور الحكم‬ ‫الجوانب المختمفة لشخصية المحكوم عميو ذات الداللة اإلجرامية‬
‫الستخالص الخطورة اإلجرامية وأسباب الجريمة‪ ،‬وكذا مدى تأثير العقوبة عميو ومدى قبولو‬
‫ناجحا فإنو يتعين أن يمر بالمراحل‬ ‫ألسموب التيذيب المخصص لو ‪ ،‬ولكي يكون الفحص‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪1 - Jean. Pinatel, op. cit, p150‬‬


‫‪ - 2‬محمد السباعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪23‬‬
‫المرحمة األولى ‪ :‬وىي عزل المحكوم عميو عن غيره من المحكوم عمييم لمدة معينة‪ ،‬ويتم‬
‫خالليا فحصو ومراقبتو حتى تتضح شخصيتو‪ ،‬كما أن ىذه المرحمة تمكنو من التكييف مع‬
‫وجوده بالمؤسسة العقابية‪.‬‬
‫المرحمة الثانية‪:‬‬
‫وضعو مع زمالئو لمراقبة مدى تجاوبو معيم ‪ .‬المرحمة الثالثة‪ :‬وىي مرحمة تأصيل نتائج‬
‫الفحص والتنسيق واستخالص النتائج‪.‬‬
‫د ‪ -‬عناصر الفحص ‪ :‬يجب أن ينصب الفحص عمى الجوانب المختمفة الشخصية المحكوم‬
‫م جوانب‬ ‫عميو‪ ،‬وبصفة خاصة الجوانب التي دفعت بيذا األخير إلى ارتكاب الجريمة‪ ،‬وأه‬
‫الشخصية التي تكون موضوعا لمفحص ىو الجانب البيولوجي والنفسي والعقمي‪ ،‬كذلك يمتد‬
‫الفحص إلى دراسة حياة المحكوم عميو االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ - 1‬الفحص البيولوجي‪:‬‬
‫ويقصد بو إخضاع المحكوم عميو لفحص طبي عام‪ ،‬فضال عن تحرص طبية‬
‫متخصصة‪ ،‬لموقوف عمى حالتو الصحية‪ ،‬وما يعتري جسده من عمل قد کن حائال دون إمكانية‬
‫خضوعو لمتأىيل‪ ،‬فتوجو الجيود إلى عالجيا‪ ،‬وقد يرسل في سبيل ذلك إلى مؤسسة طبية‪.1‬‬
‫‪ - 2‬الفحص العقمي ‪ :‬يعتمد الفحص العقمي عمى دراسة الجانب العقمي والعصبي لممحكوم‬
‫ىذا الفحص نوع سسة التي‬ ‫عميو‪ ،‬فقد يكون الخمل العقمي دافعا من الدوافع اإلجرامية‪ ،‬فيحدد‬
‫تصمح إلقامة المحكوم عميو واألسموب العقابي المالئم لحالتو ‪.2‬‬
‫‪ - 3‬الفحص النفسي ‪ :‬إذا كانت ىناك عوامل نفسية قد أدت إلى ارتكاب الجريمة‪ ،‬فإنو‬
‫تصل إلى‬ ‫‪ -‬الكشف عنيا من خالل الفحوصات التقرير المعاممة العقابية ليا‪ ،‬لذلك يتجو ىذا‬
‫دراسة شخصية المحكوم عميو من الناحية النفسية‪ ،‬ومدى قدرتو عمى ا دية إلى المعاممة العقابية‬

‫‪ - 1‬محمد السباعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬


‫‪ - 2‬طارق محمد الديراري‪ ،‬النظرية العامة لمخطورة اإلجرامية و أثرىا عمى المبادئ العامة لمتشريعات الجنائية المعاصرة ‪،‬‬
‫رسالة ماجستير في القانون الجنائي والعموم الجنائية‪ ،‬معيد الحقوق والعموم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2003،‬ص‪.250‬‬
‫‪24‬‬
‫باعتبارىا مؤث ار خارجيا ‪ ،‬كما أن ىذه الفحوص تساعد مباشرة في التصنيف ألنيا تكشف عن‬
‫ام‬ ‫مدى استعداد المحكوم عميو لالنتقال من مرحمة إلى أخرى‪ ،‬ومن ثم يتحدد توجييو إلى نظ‬
‫البيئة المغمقة أو المفتوحة أو اإلفراج المشرط كما أن بعض النظم أوجدت مؤسسات خاصة‬
‫الستقبال المحكوم عمييم المضطربين نفسيا‪ ،‬عمى اعتبار أن العالج من األمراض النفسية‬
‫يستوج ب اتخاذ إجراءات معينة لمعالج‪.1‬‬
‫‪ -4‬الفحص االجتماعي ‪ :‬ييدف ىذا الفحص إلى الكشف عن العوامل االجتماعية التي أدت‬
‫بالمحكوم عميو إلى ارتكاب الجريمة‪ ،‬حتى يمكن مواجية تأثيرىا عميو‪ ،‬ودراسة إمكانية اندماجو‬
‫في المجتمع بعد إنياء عقوبتو‪ ،‬وكذلك العمل عمى حل المشاكل االجتماعية التي يعاني منيا‬
‫تحقيقا الستق ارره أثناء وجوده بالمؤسسة العقابية‪ ،‬تمييدا لتأىيمو وا صالحو‪.2‬‬
‫ثانيا‪ -‬التصنيف‪ :‬تصنيف المحكوم عمييم من الموضوعات التي تشغل فكر المتخصصين‬
‫بالمسائل العقابية في مختمف الدول‪ ،‬وجاء ضمن الموضوعات الرئيسية لمعديد من المؤتمرات‬
‫الدولية‪ ،‬بحيث يعد المرحمة الرئيسية السابقة عمى تنفيذ برامج إعادة التربية واإلدماج‪ ،‬ويقوم‬
‫بدور أساسي في توجيو ىذه البرامج‪ ،‬ولذلك يعتبر الدعامة األولى التي ال غنى عنيا لتطبيق‬
‫فكرة التفريد التنفيذي لمعقوبة‪.‬‬
‫مذىبين‪،‬‬ ‫أ‪ -‬مدلول التصنيف ‪ :‬اختمفت اآلراء حول تحديد معنى التصنيف ويمكن ردىا إلى‬
‫الىاي الي الجنائي‬ ‫المذىب األمريكي‪ ،‬والمذىب األوروبي‪ ،‬وقد ظير ىذا الخالف في مؤتمر‬
‫والعقابي الذي عقد في سنة ‪.1950‬‬
‫ب‪ -‬أنواع التصنيف‪:‬‬
‫لمتصنيف ثالثة أنواع‪ :‬قانوني‪ ،‬إجرامي‪ ،‬عقابي‪.‬‬

‫‪ - 1‬کروش نورية‪ ،‬تصنيف المساجين في السياسة العقابية الجزائرية‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون الجنائي والعموم الجنائية‪،‬‬
‫كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪ 14‬وما بعدىا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬طارق محمد الديراري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -/1‬التصنيف القانوني ‪ :‬و ىو تقسيم المحكوم عمييم وفقا لنوع العقوبة‪ ،‬الذي يرتبط بدوره‬
‫بدرجة جسامة الجريمة‪ ،‬ويتصف ىذا التصنيف بالموضوعية والتجريد ‪.‬‬
‫لمجريمة‪،‬‬ ‫‪ - 2‬تصنيف اإلجرامي ‪ :‬وىو تقسيم مرتكبي الجرائم تبعا لمعوامل اإلجرامية الدافعة‬
‫ويعتمد عمى تحميل أسباب وعوامل الظاىرة اإلجرامية وتغميب إحداىا‪ ،‬أو ص بالنسبة لطائفة‬
‫من المجرمين‪.1‬‬
‫‪ - 3‬تصنيف العقابي ‪ :‬فيو – كما سبق بيانو ‪ -‬توزيع المحكوم عمييم عمى المؤسسات تية‬
‫المتنوعة‪ ،‬ثم تقسيميم في داخل المؤسسة الواحدة إلى فئات‪ ،‬تبعا لظروف كل فئة ‪ -‬تطمبو من‬
‫اختالف في أسموب المعاممة‪.‬‬
‫‪ - 4‬التصنيف األمني ‪ :‬ونعني بو تقسيم المحبوسين الى محبوسين ابتدائيين وفئة اإلنتكاسيين‬
‫وداخل ىذا التصنيف يوجد تصنيف اخر يسمى االمني الداخمي حيث نجد عند ة االبتدائيين‬
‫المتيمين صنفين األمن العالي واالمن المنخفض وادا كانو محكومين عمييم ج ثالث فئات‬
‫المنخفض المتوسط والمنخفض نفس الضيء يتكرر عند فئة االنتكاسيين وىذا التنظيم الحالي‬
‫المعمول في المؤسسات القديمة والنموذجية المنجزة مؤخ ار حسب المعايير الدولية بالجزائر ‪.‬‬
‫يقسم المتخصصون في عمم اإلجرام والعقاب التصنيف العقابي إلى قسمين ‪:‬‬
‫*التصنيف الرأسي ‪ :‬ويقصد بو تقسيم المحكوم عمييم بطريقة عممية إلى طوائف متجانسة‬
‫الظروف‪ ،‬ووضع كل طائفة في مؤسسة مالئمة من الم ؤسسات الموجودة في الدولة‪.‬‬
‫*التصنيف األفقي ‪ :‬ويقصد بو توزيع المحكوم عمييم نحو مؤسسة بيا أجنحة‪ ،‬فنضع كل فئة‬
‫من المحكوم عمييم في الجناح الخاص بيم من األجنحة المختمفة بداخل المؤسسة الواحدة‪،‬‬
‫خاص‬ ‫مثال‪ :‬جناح خاص بالمحبوسين مؤقتا‪ ،‬وجناح خاص بالمحكوم عمييم بالسجن‪ ،‬جناح‬
‫بالمكروىين بدنيا‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫‪ - 1‬التصنيف األمني محاضرة القيت من طرف مدير المؤسسة إعادة التربية و التأىيل برج بوعريريج‬
‫‪26‬‬
‫ج‪ -‬مراحل التصنيف ‪ :‬يتم تصنيف المحكوم عمييم عمى مراحل ثالث ‪ :‬المرحمة األولى ‪ :‬تحديد‬
‫المؤسسة العقابية التي يودع فييا المحكوم عميو ويتم تحديد ىذه المؤسسة بناءا عمى الفحص‬
‫الفني لشخصية المحكوم عميو‪..1‬‬
‫المرحمة الثانية‪ :‬يتم من خالليا تحديد البرنامج الذي يخضع لو المحكوم عميو في المؤسسة‬
‫فحصا‬ ‫العقابية وبالطبع فإن ىذا البرنامج يعتمد عمى نتائج الفحص السابقة‪ ،‬ويستمزم في ذلك‬
‫التحفظ‬ ‫دقيقا لتحقيق برنامج عالجي لألمراض التي قد يكون مصابا بيا‪ ،‬ويتم تحديد درجة‬
‫والتيذيب‬ ‫وشدة الحراسة التي تقتضييا حالتو‪ ،‬فضال عن تحديد نوع العمل‪ ،‬ومستوى التعميم‪،‬‬
‫شاب‬ ‫الديني واألخالقي المناسب لو‪ ،‬وكيفية شغل وقت فراغو‪ ،‬ومدى إمكانية اشتراکو ‪-‬‬
‫الرياضية بالمؤسسة العقابية‪.‬‬
‫في‬ ‫المرحلة الثالثة ‪ :‬وتشمل عمى مراجعة دورية لنتائج التصنيف‪ ،‬وما قد يستمزمو من تعديل‬
‫اساليب‬ ‫برنامج التأىيل‪ ،‬وفقا لما ط أر عمى شخصية المحكوم عميو من تغيرات نتيجة لتطبيق‬
‫المعاممة العقابية‬
‫د ‪ -‬مراحل تقييم درجة الخطورة و عناصرها‪:‬‬
‫م رحمة األولى عند اإليداع‪( :‬التصنيف األولي) وضعية الجزائية و السوابق اإلجرامية‬
‫المرحمة الثانية عند تنفيذ العقوبة ‪( :‬إعادة التصنيف ) السيرة و السموك ‪ .‬طريقة تقديم الشكاوى‬
‫ونوعيتيا‪.‬‬
‫‪ -‬المحبوسون المصنفون في األمن العالي ‪ :‬يصنف فيو المحبوسون الخطيرون جدا وىم الذين‬
‫ارتكبوا جرائم خطيرة جدا أو ينتمون کی جماعات أو تنظيمات إجرامية ويمثمون خطورة عالية‬
‫لميروب وفي حالة اليروب يشكلون تيديدا كبي ار عمى األفراد واألمن العام‪.‬‬
‫يصنف في ىذا المستوى األمني ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬بالنسبة لممحبوسين المتيمين ‪ :‬المحبوسون المتيمون بارتكاب الجرائم المحددة في الجدول‬
‫المرفق والمتعمقة باألفعال التالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬التصنيف األمني محاضرة القيت من طرف مدير المؤسسة إعادة التربية و التأىيل برج بوعريريج‬
‫‪27‬‬
‫الجرائم الموصوفة باألعمال اإلرىابية والجرائم األخرى الماسة بأمن الدولة والمجتمع‪ ،‬جرائم‬
‫وضع النار وتخريب المنشآت وتحويل اتجاه وسائل النقل‪ ،‬بعض جرائم التيريب وجرائم المتاجرة‬
‫في المخدرات‪ ،‬بعض جرائم القتل وبعض جرائم االختطاف ‪.‬‬
‫‪ -‬المحبوسون الذين لدييم سوابق في اليروب م ن المؤسسات العقابية أو المشاركة في التمردات‬
‫أو التحريض عمييا بالمؤسسات العقابية منذ أمد لم يمضي عميو أكثر من (‪ )10‬سنوات‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬بالنسبة لممحبوسين المحكوم عميهم نهائيا ‪:‬‬
‫‪-1‬المحبوسون المحكوم عمييم باإلعدام والمؤبد‪.‬‬
‫‪ -‬المحبوسون المحكوم عمييم من أجل ارتكاب الجرائم الموصوفة باألعمال اإلرىابية والجرائم‬
‫األخرى الماسة بأمن الدولة والمجتمع‪.1‬‬
‫‪ -2‬المحبوسون المحكوم عمييم بعقوبة تساوي أو تفوق عشرة (‪ )10‬سنوات من أجل ارتكاب‬
‫الجرائم التالية ‪ - :‬جرائم وضع النار وتخريب المنشآت وتحويل اتجاه وسائل النقل ‪.‬‬
‫‪ -‬جرائم التيريب والمتاجرة في المخدرات‪.‬‬
‫‪ -‬الجرائم ضد األشخاص المذكورة في المحور ‪ 4‬من ممحق الجرائم الخطيرة‪.‬‬
‫‪ 10‬سنوات من أجل ارتكاب‬ ‫ثالثا‪ -‬المحبوسون المحكوم عمييم بعقوبة تساوي أو أكثر من‬
‫الجرائم التالية‪:‬‬
‫الجرائم الجنسية‬
‫‪ -‬جرائم االعتداء عمى األشخاص المصحوبة بالعنف‪.‬‬
‫‪ -‬مع توفر أحد المؤشرات التالية ‪ :‬التصاعد في السموك اإلجرامي‪ ،‬العنف ضد الضحية وحيازة‬
‫واستعمال األسمحة النارية أثناء ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫المحبوسون الذين لدييم سوابق في اليروب من المؤسسات العقابية أو المشاركة في التمردات‬
‫أو التحريض عمييا بالمؤسسات العقابية منذ أمد لم يمضي عميو أكثر من (‪ )10‬سنوات‪.‬‬

‫‪ - 1‬عمر خوري‪ ،‬السياسة العقابية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.290‬‬
‫‪28‬‬
‫د‪ - /‬معايير التصنيف ‪ :‬يتجو عمم العقاب إلى تصنيف المحكوم عمييم إلى فئات وفقا لمعايير‬
‫مختمفة أىميا‪:‬‬
‫‪ -1‬السن‪ :‬ويقصد بالسن الفصل بين األحداث والبالغين‪ ،‬وحتى بالنسبة لمبالغين فيتم تقسيميم‬
‫إلى شبان تتراوح أعمارىم بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين والبالغين تتراوح أعمارىم بين‬
‫الخامسة والعشرين والخمسين ‪ .‬وتتضح أىمية التصنيف في أنو يؤدي إلى إبعاد التأثير السيئ‬
‫لمبالغين عمى الشباب‪ ،‬نظ ار االختالف التغيرات العضوية والنفسية عند األحداث منيا عند‬
‫البالغين‪ ،‬لكون أن الصغار يميمون إلى االقتداء بمن ىم أكبر سن منيم‪ ،‬كما أن الشبان أكثر‬
‫‪ .‬فكان من الضروري‬ ‫استجابة وتقبال لممبا دئ والقيم الجديدة وأكثر تفتحا لممستقبل وأمال فيو‬
‫الفصل بين مختمف الفئات‪.‬‬
‫‪ -2‬الجنس ‪ :‬ويقصد بو الفصل بين الرجال والنساء‪ ،‬وذلك إما بتخصيص مؤسسات عقابية‬
‫خاصة لمنساء‪ ،‬منفصمة تماما عن مؤسسات الرجال‪ ،‬أو بتخصيص قسم لمنساء داخل المؤسسة‬
‫العقابية على نحو يجعمو مستقال تماما عن الرجال ‪ .‬والحكمة من ىذا الفصل واحدة وىي تفادي‬
‫قيام صالت جنسية غير مشروعة بينيم‪ ،‬واآلثار الضارة التي تترتب عمى ذلك ‪. 1‬‬
‫إال أن البعض يرى أن االختالط في السجون من شأنو أن يجعل الحياة بالمؤسسة أشبو‬
‫بالحياة الخارجية‪ ،‬وان ىذه الصالت تساعد في تأىيل المحكوم عمييم‪ ،‬ومن الدول التي نادت‬
‫بذلك وقامت بإجراء تجربة في نظاميا ىي الدنمارك ‪.‬‬
‫‪ -3‬نوع العقوبة ومدتها ‪ :‬يقصد بيذا المعيار ضرورة ا لفصل بين المحكوم عمييم يعقوبات‬
‫قصيرة المدة‪ ،‬عن المحكوم عمييم بعقوبات طويمة المدة ‪.‬‬
‫فالنوع األول ال يجدي بالنسبة ليم برامج التأىيل‪ ،‬حيث تحتاج لفترة معقولة كي تنتج‬
‫آثارىا‪ ،‬ويكون اليدف من عزليم منع اآلثار الضارة الناتجة عن اختالطيم بغيرىم من المحكوم‬
‫عمييم بمدد طويمة‪.‬‬

‫‪ - 1‬أبو العال عقيدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.280‬‬


‫‪29‬‬
‫والنوع الثاني من صدر ضدىم أحكام بمدد طويمة‪ ،‬حيث توضع برامج التأىيميم يمكن‬
‫تنفيذىا خالل مدة العقوبة‪.‬‬
‫‪ - 4‬سوابق المحكوم عميه ‪ :‬ويقصد بو الفصل بين المحكوم عمييم المبتدئين‪ ،‬أي الذين‬
‫إرتكبوا جريمة ألول مرة‪ ،‬والمحكوم عمييم العائدين‪ ،‬أي الذين ارتكبوا جريمة واحدة من ‪،‬‬
‫والمحكوم عمييم المعتادين عمى اإلجرام‪ ،‬وتكون الفئة األولى أكثر استجابة واستعدادا صالح‬
‫والتأىيل‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ 5‬الحكم‪ :‬ونعني بو الفصل بين المحكوم عمييم الذين صدر في حقيم حكما باإلدانة‬
‫المحبوسين مؤقتا والخاضعين لنظام اإلكراه البدني‪.‬‬
‫الفئة األولى ىي التي تقرر ليا المعاممة العقابية حيث حكم عمى أفرادىا باإلدانة وثبت‬
‫ارتكابيم لمجريمة ومن ثم فيم المقصودين باإلصالح والت أىيل‪ ،‬أما المحبوسين مؤقتا فال زالت‬
‫معاممة‬ ‫البراءة المفترضة في حقيم حتى يثبت العكس بحكم بات باإلدانة‪ ،‬وىؤالء يعاممون‬
‫ث كذلك ليست‬
‫خاصة طوال مدة حبسيم مؤقتا‪ ،‬وال تقرر ليم معاممة عقابية تأىيمية‪ ،‬أما الفئة ثالة‬
‫ليم معاممة عقابية خاصة‪ ،‬حيث أن اإلكراه البدني ال يعد عقوبة‪ ،‬بل ىو وسيمة لمضغط عمى‬
‫الم حكوم عميو إلجباره عمى إظيار أموالو الذي يعتقد أنو أخفاىا ‪.1‬‬
‫‪ - 6‬الحالة الصحية ‪ :‬ويعني ذلك فصل األصحاء عن المرضى‪ ،‬ويدخل في الطائفة الثانية‬
‫المتقدمون في السن والمدمنون عمى الخمر أو المخدرات‪ ،‬وتظير أىمية ىذا التصنيف في‬
‫‪ ،‬فضال عن أن المرضى يحتاجون إلى‬ ‫تجنب انتقال األمراض من المرضى إلى األصحاء‬
‫معاممة مناسبة لحالتيم‪.‬‬

‫‪ - 1‬تعددت المعايير لتحديد العقوبات قصيرة المدة والتفرقة بينيا وبين العقوبات طويمة المدة‪ ،‬فتباينت اآلراء حول تحديدىا‬
‫بناء عمى نوع الجريمة‪ ،‬أو مدة العقوبة‪ ،‬أو نوع المؤسسة التي يتم التنفيذ بيا ‪ .‬راجع في ذلك ‪ :‬رمضان الزيني العقوبات السالبة‬
‫لمحرية القصيرة المدة وبدائميا ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه في عموم الشرطة‪ ،‬أكاديمية الشرطة‪ ،‬القاىرة‪ ،2003 ،‬ص ‪ 23‬وما‬
‫بعدىا ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫ثالثا‪ -‬أجهزة الفحص والتصنيف‪:‬‬
‫تعرف النظم العقابية ثالثة أنواع مختمفة من أجيزة الفحص والتصنيف ‪.‬‬
‫أ‪ -‬عيادة أو مكتب الفحص والتصنيف ‪ :‬وىو أقدم ىذه األجيزة‪ ،‬بحيث تقوم ىيئة طبية‬
‫ونفسية واجتماعية مستقمة‪ ،‬بفحص المحبوس عن طريق إجراء اختبارات دقيقة وتحميل نفسي‬
‫فردي‪ ،‬ثم تقترح برنامج المعاممة المالئم لممحبوس‪ ،‬وبذلك ينتيي عمل ىذه الييئة عند ىذا الحد‬
‫فميمتيا ىي استشارية فحسب‪.‬‬
‫و تيرتب عمى ذلك أن إدارة المؤسسة العقابية ليست ممزمة باألخذ باقتراحات ىذه الييئة و‬
‫خاصة في حالة نقص إمكانيات المؤسسة في تطبيق أسموب المعاممة المقترح ‪.1‬‬
‫ب ‪ -‬لجنة تابعة لممؤسسة العقابية ‪ :‬تتشكل لجنة تضم عددا من األخصائيين في النواحي‬
‫عمى إدارة‬ ‫‪ -‬والنفسية واالجتماعية‪ ،‬في كل مؤسسة عمى حدة‪ ،‬تتولى ىذه المجنة مع القائمين‬
‫بأمثالو‪ ،‬واذا‬ ‫واحد من المحكوم عمييم والحاقو بالجناح الخاص‬ ‫المؤسسة بفحص حالة كل‬
‫اتضح لمجنة الفحص أن حالة المحكوم عميو ال تالئم ىذه المؤسسة ترفع أمره ادارة العقابية‬
‫لوضعو في المؤسسة المالئمة‪.2‬‬
‫ج ‪ -‬مركز االستقبال والتشخيص ‪ :‬تعتبر فكرة تخصيص مركز استقبال لفحص وتصنيف‬
‫المحكوم عمييم حديثة النشأة ومؤداىا وضع المحكوم عمييم في مركز يضم عدد من خصائيين‬
‫حدة‪ ،‬حتى يمكن‬ ‫في النواحي الطبية واالجتماعية‪ ،‬فتجري دراسة كاممة لكل محكوم عميو عمى‬
‫اختيار المؤسسة التي تالئم ظروفو وتحديد برنامج المعاممة المناسب لو حينما يرسل المحكوم‬
‫عميو إلى المؤ ولقد أخذت بيذا الجياز الكثير من التشريعات ومنيا قانون االيطالي حيث يوجد‬
‫في ايطاليا مؤسسة من ىذا النوع وىي " مؤسسة ربيبيا " في روما و تسمى " المعيد القومي‬
‫لممالحظة " و لقد أعد ىذا المعيد إعدادا فنيا كامال‪ ،‬وجيز بأحدث األجيزة العممية لفحص‬
‫المحكوم عمييم فحصا من كل جوا نبو‪ ،‬ويخضع ليذا الفحص المحكوم عميو بعقوبة تزيد مدتيا‬

‫‪ - 1‬عمر خوري‪ ،‬السياسة العقابية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.300‬‬
‫‪ - 2‬إسحاق إبراىيم منصور‪ ،‬موجز عمم اإلجرام وعمم العقاب‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1982 ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪31‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬سمسمة تواصل عممية التصنيف‬ ‫عمى ثالث سنوات‪ ،‬وذلك لتحديد المؤسسة التي ودع فييا‬
‫لجنة مختصة بذلك‪.‬‬
‫رابعا ‪ -‬الفحص والتصنيف في القانون الجزائري ‪ :‬أخذ المشرع بالتصنيف القائم عمى األسس‬
‫العممية الحديثة‪ ،‬كطريق من الطرق لموصول إلى إعادة تربية المحبوسين إلعادة إدماجيم في‬
‫المجتمع بعد خروجيم من المؤسسة العقابية‪ ،‬إذ نص عمى ضرورة الجمع بين المحكوم عمييم‬
‫ضمن فئات متماثمة إلخضاعيم إلى نظام معين‪ ،‬من شأنو أن يؤدي إلى النتائج المرجوة من‬
‫اإليداع‪.‬‬
‫أ – نظام الفحص‪ :‬بالرجوع إلى قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي اس قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬يتضح لنا بأن المشرع قد أخذ بالفحص السابق من الحكم الجزائي‪،‬‬
‫والفحص الالحق عمى صدوره‪.‬‬
‫السابق عمى صدور الحكم الجزائي ‪ :‬نصت عمى ىذا النوع من الفحص من قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية عمى أنو "يجوز لقاضي التحقيق بنفسو أو بواسطة ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬أو بواسطة‬
‫أي شخص مؤىل لذلك من وزير العدل‪ ،‬و عن شخصية المتيمين وكذلك حالتيم المادية‬
‫والعائمية واالجتماعية‪ ،‬ويكون سمراد الجنايات واختياري في مواد الجنح والمخالفات ‪" .2‬‬
‫كم ا نصت عمى ىذا النوع من الفحص المادة ‪ 08‬من المرسوم رقم ‪36/72‬‬
‫‪ :‬نصت المادة ‪ 09‬من المرسوم رقم‬ ‫‪ – 2‬الفحص الالحق عمى صدور الحكم الجزائي‬
‫‪ 36/72‬مؤرخ في ‪ 10‬فبراير ‪ 1972‬المتعمق بمراقبة المساجين وتوجيييم‪ ،‬عمى إنشاء اس کی‬
‫بالعقوب التي اعتقل‬
‫ة‬ ‫محبوس يشتمل عمى بعض الوثائق ومن بينيا خالصة الحكم القاضي‬
‫ألجميا‪ ،‬مما يساعد في إجراء الفحص الذي تقوم بو المؤسسة العاقبية‬

‫‪ - 1‬يسر أنور عمي ود‪ ،‬أمال عثمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.570‬‬
‫‪ - 2‬عمي راشد‪،‬معالم النظام العقابي الحديث‪ ،‬المجمة الجنائية القومية‪ ،‬العدد ‪ ،01‬المجمد ‪ ،02‬مارس ‪ ،1959‬ص‪.63‬‬
‫‪32‬‬
‫ب ‪ -‬نظام التصنيف ‪ :‬بالرجوع إلى المادة ‪ 24‬فقرة ‪ 02‬من قانون تنظيم السجون التي اصل‬
‫الجزائية وخطورة‬ ‫"تختص لجنة تطبيق العقوبات بترتيب وتوزيع المحبوسين حسب وضعيتيم‬
‫الجريمة المحبوسين من أجميا وجنسيم وسنيم وشخصيتيم ودرجة استعدادىم لإلصالح "‪.‬‬
‫نستنتج أن التصنيف ىو تقسيم المحبوسين إلى فئات متجانسة‪ ،‬يتم توجيو كل فئة نحو‬
‫المؤسسة العقابية المالئمة‪ ،‬بناء عمى نتائج الفحوص التي أجريت‪ ،‬ويتم توزيعيم عمى ىذه‬
‫المؤسسات حسب السن والجنس والحالة العقمية واالجتماع ية‪ ،‬وداخل المؤسسة يتم توزيعيم إلى‬
‫مجموعات مختمفة حسب مدة العقوبة وخطورة الجريمة المرتكبة والسوابق العدلية ‪.‬‬
‫ولقد اعتمد المشرع التصنيف األفقي الذي تقوم بو لجنة تطبيق العقوبات ومصمحة‬
‫االحتباس داخل المؤسسة العقابية وعميو فإن تقسيم المحبوسين في القانون الجزائر ي يعتمد عمى‬
‫ما يمي‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬السن‪ :‬أي الفصل بين األحداث والبالغين‪ ،‬وذلك بإيداع كل فئة في مؤسسة خاصة بيا‬
‫‪ 18‬سنة‪ ،‬يوم ارتكاب الفعل‬ ‫ويعتبر حدث في النظام العقابي الجزائري كل من لم يبمغ سن‬
‫المجرم‪ .‬وىذا ما يستشق من المادة ‪ 446‬قانون اإلجراءات الجزائية ‪ .‬ويتم وضع األحد اث أما‬
‫بالمراكز المتخصصة لألحداث‪ ،‬أو أجنحة متخصصة ليم عمى مستوى مؤسسة الوقاية ‪ -‬إعادة‬
‫التربية طبقا لممادتين ‪ 28‬و‪.29‬‬
‫‪ - 2‬الجنس‪ :‬أي الفصل بين الرجال والنساء‪ ،‬وايداع كل جنس في مؤسسة خاصة‪ ،‬فأنشأ‬
‫قانون تنظيم السجون مراكز متخصصة لمنساء طبقا لممادتين ‪ 28‬و ‪.29‬‬
‫‪ - 3‬اساس مدة العقوبة ‪ :‬أي الفصل بين المحبوسين المحكوم عمييم لمدة قصيرة حسين‬
‫المحكوم عمييم لمدة طويمة‪.‬‬
‫وطبقا لممادة ‪ 28‬من قانون تنظيم السجون‪ ،‬خصصت مؤسسة الوقاية الستقبال حسين‬
‫منيم النقضاء‬ ‫المحكوم عمييم بعقوبة سالبة لمحرية لمدة تساوي أو تقل عن سنتين‪ ،‬ومن بقي‬
‫مدة عقوبتيم سنتان وأقل‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫سالبة‬ ‫أما مؤسسة إعادة التربية‪ ،‬فيي مخصصة الستقبال المحكوم عمييم نيائيا بعقوبة‬
‫سنوات أو‬ ‫لمحرية تساوي أو تقل عن خمس (‪ )5‬سنوات‪ ،‬و من بقي النقضاء عقوبتو خمس‬
‫أقل‪.‬‬
‫المعتادين‪،‬‬ ‫أساس السوابق ‪ :‬أي الفصل بين المحبوسين المبتدئين وبين المحبوسين‬ ‫‪-4‬‬
‫بحيث توضع الفئة األولى في مؤسسة الوقاية‪ ،‬والفئة الثانية توضع في مؤسسة إعادة التأىيل ‪.‬‬
‫‪ -5‬أساس الحكم ‪ :‬أي الفصل بين المحبوسين الذين صدر في حقيم حكم اإلدانة والمتيمين‬
‫المحبوسين مؤقتا والمكرىين بدنيا‪ ،‬في مؤسسة الوقاية أو مؤسسة إعادة التربية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أجهزة الفحص والتصنيف ‪ :‬بالرجوع إلى قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي‬
‫لممحبوسين‪ ،‬نجد بأن المشرع قد اعتمد نظام المجنة التابعة لممؤسسة العقابية حيث أنشأ المركز‬
‫الوطني لممراقبة والتوجيو ومركزين إقميميين إلى جانب لجان تطبيق العقوبات عمى مستوى‬
‫المؤسسة العقابية‪.‬‬
‫‪ -1‬المركز الوطني لممراقبة والتوجيه ‪ :‬لقد نص المشرع عمى ىذا المركز في المادة ‪ 22‬من‬
‫‪ 36/72‬المؤرخ في‬ ‫‪ 01‬من المرسوم رقم‬ ‫األمر رقم ‪ ، 72 /02‬وأنشئ بمقتضى المادة‬
‫بالجزائر "‬ ‫‪ 1972/02/10‬المتعمق بمراقبة المساجين وتوجيييم‪ ،‬ضمن مؤسسة إعادة التربية‬
‫الحراش "‪ ،‬وال شيء في القانون الجديد يدل عمى إلغائو أو تعويضو بييئة أخرى ‪.‬‬
‫فيو عمى العكس من ذلك باق ألنو من باب التنظيم‪ ،‬والتنظيم مازال ساري المفعول‬
‫بمقتضى نص المادة ‪ 173‬ق‪.‬ت‪.‬س إلى جانب المركز الوطني يوجد مركزان عمى المستوى‬
‫اإلقميمي‪ ،‬واحد بوىران‪ ،‬والثاني بقسنطينة (المادة ‪ 1‬فقرة ‪ 2‬من نفس المرسوم ) وطبقا لممادة ‪02‬‬
‫منو‪ ،‬يمكن لوزير العدل إنشاء مالحق ليذه المراكز عند الضرورة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬لجنة تطبيق العقوبات ‪ :‬طبقا لممادة ‪ 24‬من قانون تنظيم السجون‪ ،‬توجد في كل مؤسسة‬
‫عقابية لجنة تطبيق العقوبات‪ ،‬تختص بترتيب وتوزيع المحبوسين وفق معايير م حددة "الوضعية‬
‫الجزائية‪ ،‬السن‪ ،‬الجنس‪ ،‬خطورة الجريمة "‪ ،‬وبوجود رئيس مصمحة االحتباس‪ ،‬والتي من ميامو‬

‫‪34‬‬
‫السير عمى تصنيف المساجين وتوزيعيم‪ ،‬وكذا مسؤول كتابة الضبط القضائية‪ ،‬الجية المكمفة‬
‫بمتابعة الوضعية الجزائية لممحبوسين‪ ،‬سوف تتم حتما ىذه العممية بطريقة سميمة وناج حة‪.‬‬

‫ان اليدف المنشود من القانون رقم ‪ 04/05‬ىو تكريس مبادئ وقواعد إلرساء سياسة‬
‫ابية قائمة عمى فكرة الدفاع االجتماعي والتي تجعل من العقوبة وسيمة لحماية المجتمع بواسطة‬
‫إعادة التربية واإلدماج االجتماعي لممحبوسين‪ ،‬وسي ار في ىذا االتجاه فإن نجاح السياسة العقابية‬
‫في الجزائر يتوقف عمى وجود إدارة عقابية قادرة عمى رسم سياسة عقابية محكمة تكون مستمدة‬
‫من تقاليد البالد ومعالم الحضارة الحديثة التي تدعوا إلى احترام حقوق اإلنسان وتحريره من‬
‫باإلضاف إلى سمطة عقابية ممثمة تشمل أساليب المعاممة العقابية داخل المؤسسة‬
‫ة‬ ‫االستغالل‪،‬‬
‫العقابية‪ :‬العمل‪ ،‬التعميم والتيذيب‪ ،‬الرعاية الصحية واالجتماعية‪ ،‬التأديب والمكافأة‪ ،‬وسنتطرق‬
‫إلى كل واحد منيا عمى حدة‪.1‬‬

‫ويقصد بأساليب الرعاية الصحية واالجتماعية لممحبوسين بيان ما يجب أن تبذلو‬


‫المؤسسة العقابية اتجاه المحكوم عمييم باعتبارىم آدميين لذلك يجب مراعاة حالتيم الصحية‬
‫‪2‬‬
‫واالجتماعية‪ ،‬ليذا سنتطرق إلى كل منيما عمى حدة‬

‫المؤدية إلى تيذيب المحكوم عمييم وتأىيميم‪،‬‬ ‫تعتبر الرعاية الصحية إحدى الوسائل‬
‫و العناية‬ ‫فعالج المحكوم عمييم من األمراض العضوية والنفسية التي يعانون منيا‪ ،‬واإلشراف‬
‫العقابية والتفاعل‬ ‫بحالتيم الصحية‪ ،‬يساىمان إلى حد كبير في إعدادىم لتقبل برامج المؤسسة‬
‫معيا‪.3‬‬

‫‪ - 1‬اتفاقية تنسيق وتعاون في مجال التعميم والتربية اإلسالمية والتكوين بين و ازرة العدل وو ازرة الشؤون الدينية بتاريخ‬
‫‪.1997/12/21‬‬
‫‪ - 2‬عمي محمد جعفر‪ ،‬العقوبات والتدابير وأساليب تنفيذىا‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بيروت‪ ، 1988 ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪ - 3‬مالحظات سجمتيا المنظمات الدولية لحقوق اإلنسان أثناء زياراتيا لمسجون الجزائرية لسنة ‪.2010‬‬
‫‪35‬‬
‫لذلك تعتبر الرعاية الصحية حقا لممحكوم عمييم‪ ،‬يجب عمى الدولة ممثمة في اإلدارة ابية‬
‫فالحق في‬ ‫أن تقوم بتوفيرىا ليم حتى يمكنيم الحصول عمى حقيم قبل المجتمع في التأىيل‬
‫الرعاية الصحية وتوفير الخدمات الطبية ىو إذن حق عام وشامل ال يجوز أن يحرم منو تي فرد‬
‫ألي سبب كان بما فييم المحكوم عمييم ‪.1‬‬
‫ودراسة الرعاية الصحية لممسجونين ال تقتصر فحسب عمى عالجيم من األمراض التي‬
‫يعانون منيا‪ ،‬بل يسبق ذلك اتخاذ كافة اإلجراءات الصحية الوقائية لمنع انتشار األمراض‬
‫بينيم‪ ،‬لذلك سنتناول الرعاية الصحية الوقائية‪ ،‬والرعاية الصحية العالجية‪ ،‬وأخي ار نتناول الرعاية‬
‫الصحية في القانون الجزائري‪.‬‬
‫‪ -1‬الرعاية الصحية الوقائية ‪ :‬يقصد بيا اتخاذ مجموعة من االحتياطات الالزمة لمحفاظ عمى‬
‫إمكانيات السجين البدنية والنفسية والعقمية حتى يكون عضوا نافعا في المجتمع ساعة اإلفراج‬
‫حكوم عميو نفسو‬ ‫عنو‪ ،‬وىذه االحتياطات تتعمق بالمؤسسات التي يتم فييا تنفيذ العقوبة والم‬
‫والغذاء الذي يقدم لو‪.‬‬
‫‪ :‬يجب أن تتوفر في المؤسسة العقابية كل‬ ‫االحتياطات المتعمقة بالمؤسسة العقابية‬
‫االشتراطات الصحية‪ ،‬سواء من حيث المساحة أو التيوية أو اإلضاءة أو المرافق الصحية أو‬
‫النظافة‪ ،‬فاألماكن المخصصة لمنوم يجب أن تكون جيدة التيوية واإلضاءة والتدفئة‪ ،‬وأن‬
‫ة‪ ،‬وأما األماكن‬ ‫يخصص لكل سجين سرير مزود باألغطية التي تتناسب مع فصول السن‬
‫المخصصة لمعمل أو األكل أو الترفية أو األلعاب فيجب أن تكون ىي األخرى‬
‫االحتياطات المتعمقة بالمحكوم عميه ‪ :‬من أىم طرق الوقاية من األمراض نظافة المحكوم عميو‬
‫نفسو سواء ما تعمق منيا بنظافة بدنو أو نظافة مالبسو التي يجب عمى اإلدارة العقابية توفيرىا‬
‫لو‪ ،‬لذلك يجب أن تزود باألدوات الالزمة الستحمامو في أوقات دورية منتظمة تتالءم مع درجة‬
‫برودة الجو‪ ،‬وكذلك يجب توفير اإلمك انيات الالزمة لمعناية السميمة بالشعر والمحية ‪ ،‬كذلك‬

‫‪ - 1‬نور الدين الحسيني‪ ،‬اإلصالح العقابي في ضوء مبادئ القانون الدولي العام‪ ،‬رسالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق‪،‬‬
‫عين الشمس‪ 2001 ،‬ص ‪.467‬‬
‫‪36‬‬
‫يجب أن تشمل الوقاية مالبس المحكوم عميو وىي مالبس من نوع خاص تقدميا لو المؤسسة‬
‫‪ 16 ،15 ،13 ،12‬من مجموعة قواعد الحد األدنى‬ ‫العقابية وىذا ما نصت عميو القواعد‬
‫لمعاممة المساجين‪.‬‬
‫االحتياطات المتعمقة بالغذاء ‪ :‬يعد الغذاء من االحتياطات الضرورية والجوىرية ألي إنسان‪،‬‬
‫ونقص التغذية يسبب إصابة الفرد بأمراض مختمفة عضوية أو نفسية‪ ،‬يعجز الفرد عن القيام‬
‫معيا بواجباتو في المجتمع‪ ،‬لذلك فإن التأىيل ال يجوز أن يغفل ىذا العامل‪ ،‬لذلك يشترط في‬
‫الغذاء الذي يقدم لمسجين‪ ،‬أن يكون نظي فا‪ ،‬وأن تتوفر فيو قيمة غذائية كاممة حرصا عمى‬
‫صحتو‪ ،‬وأن يتم تناولو في مواعيد منتظمة ‪.‬‬
‫ضرورة تربية الرياضة البدنية ‪ :‬ينبغي أن يتوفر بالمؤسسة العقابية األماكن واألدوات الالزمة‬
‫لمقيام ببعض ات والتدريبات الرياضية‪ ،‬وأن يتواجد مدرب رياضي لمساعدة المحكوم عمييم عمى‬
‫التمرينات أو‬ ‫ممارسة التمارين الرياضية‪ ،‬وضرورة تخصيص أوقات دورية ومحددة لمقيام بتمك‬
‫إلى النشاط‬ ‫التنزيو الجماعي في اليواء الطمق ولقد تطرقت مجموعة قواعد الحد األدنى‬
‫الرياضي في القاعدة ‪.21‬‬
‫‪ - 2‬الرعاية الصحية العالجية ‪ :‬ال تقتصر الرعاية الصحية عمى تمك الوسائل التي تيدف‬
‫إلى حماية المحكوم عميو من في األمراض واالضطرابات‪ ،‬بل تشمل أيضا العالج الطبي فيما‬
‫و لذلك يشترط أن يمحق بكل مؤسسة‬ ‫إذا ثبت إصابة المحكوم عميو بمرض أيا كانت طبيعتو‬
‫عقابية طبيب ممم بأسموب معاممة المحكوم عمييم وعمى دراية بالطب العقمي والنفسي‪ ،‬ويمكن‬
‫عمى أن يختص كل منيم بنوع معين من أنواع‬ ‫أن يعين معو بعض األطباء لمعاونتو‪،‬‬
‫األدنى‪،‬‬ ‫التخصصات الطبية ولقد نصت عمى تعيين األطباء في السجون مجموعة قواعد الحد‬
‫ويختص طبيب السجن بما يمي ‪:‬‬
‫فحص المحكوم عميه‪ :‬يقتصر الفحص عمى لحظة اإليداع‪ ،‬بل إن واجب طبيب السجن يتطمب‬
‫أن يقوم بيذا الفحص بصفة مستمرة سواء في حالة االشتباه في إصابة المحكوم عميو بحالة‬

‫‪37‬‬
‫زم في الوقت‬ ‫مرضية‪ ،‬أو في غير ذلك من الحاالت‪ ،‬وذلك حتى يمكن توفير العالج الال‬
‫المالئم‪.‬‬
‫العالج‪ :‬يتم عالج المحكوم عميو وفقا ألساليب العالج المتبعة مع األفراد خارج المؤسسة‬
‫العقابية‪ ،‬ويشمل العالج األمراض العضوية واالضطرابات النفسية والعقمية وكافة ما يشكو منو‬
‫المحكوم عميو وتقدم اإلسعافات الطبية في عين المكان ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الرعاية الصحية في القانون الجزائري ‪ :‬لقد كفل المشرع الرعاية الصحية لكل محبوس‬
‫منذ دخولو المؤسسة العقابية إلى غاية اإلفراج عنو‪ ،‬خاصة إذا كان المرض ىو العامل الذي‬
‫كان لو أث ار في انحراف المجرم‪ ،‬لذا حرص المشرع من خالل القانون ‪ 04 /05‬عمى النص عمى‬
‫مجموعة من أساليب الوقائية والعالجية‪ ،‬من أجل منع انتشار األمراض التي يعاني منيا كل‬
‫محبوس‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الرعاية االجتماعية ‪:‬‬
‫تتضح أىمية الرعاية االجتماعية في كونيا أحد أساليب المعاممة العقابية الالزمة النجاح‬
‫المحكوم عميو سواء‬ ‫برنامج إعادة التربية واإلدماج‪ ،‬فيي تيدف من ناحية إلى معرفة مشاكل‬
‫تمك التي خمفيا من وراءه خارج المؤسسة العقابية‪ ،‬أو التي تتعمق بأسرتو أو بعممو‪ ،‬أو نشأت‬
‫معو بمجرد دخولو المؤسسة العقابية‪ ،‬ومحاولة حميا حتى يستطيع أن يستجيب ألساليب‬
‫التأىيل‪. 2‬‬
‫‪ -/1‬دراسة مشاكل المحكوم عميه ومحاولة حمها ‪ :‬تتعدد مشكالت المحكوم عميو‪ ،‬يكون‬
‫بعضيا سابقا عمى دخولو السجن والبعض اآلخر الحقا لذلك‪ ،‬فمن أىم المشكالت السابقة عمى‬
‫دخول السجن تمك المتعمقة بأسرتو كوجود خالفات بينو وبين زوجتو أو مرضيا أو مرض أحد‬
‫ال بأفراد أسرتو ليبحث‬ ‫أبنائو وىنا تبدو أىمية دور األخصائي االجتماعي‪ ،‬إذ يقوم باالتص‬
‫مشاكميم‪ ،‬ثم يتصل بالييئات االجتماعية التي تستطيع أن تقدم ليم المعونة المرجوة وفضال عن‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 80‬و ‪ ،81‬القانون ‪ ،04 /05‬السالف الذكر‪ :2 .‬انظر‪ ،‬المادة ‪ ،63‬القانون ‪ ،04/05‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ - 2‬مالحظات سجمتيا المنظمات الدولية لحقوق اإلنسان أثناء زياراتيا لمسجون الجزائرية لسنة ‪.2010‬‬
‫‪38‬‬
‫ذلك يمجأ األخصائي االجتماعي إلى حل مشاكل المحكوم عميو الداخمية وكسب عيشو بالطريق‬
‫لتعميمات واألوامر‬ ‫الشريف‪ ،‬وأن يبين لو أىمية استجابتو لنظام السجن‪ ،‬وضرورة إتباع كافة ا‬
‫التي تصدر إليو‪ ،‬يحذر من مخالفتيا حتى ال يتعرض لمجزاءات التأديبية‬
‫‪ -/2‬إبقاء الصمة بين المحبوس والعالم الخارجي ‪ :‬بقدر ما تحرص اإلدارة العقابية عمى حسن‬
‫انصيار المحبوس في المؤسسة العقابية‪ ،‬ضمن المجموعات المتناسقة معو‪ ،‬لما في ذلك من‬
‫انعكاسات ا يجابية جمة عمى تربيتو وتقويمو وعالجو‪ ،‬فإنيا تحرص أيضا في ذات الوقت عمى‬
‫كنفيا عند خروجو‬ ‫استم اررية ارتباط المحبوس بأسرتو التي نشأ في رعايتيا و التي سيعود إلى‬
‫من السجن ‪ ،2‬لذلك تحرص اإلدارة العقابية عمى إبقاء الصمة بين المحكوم عميو ومجتمعو‬
‫باعتبارىا من العناصر األساسية لنجاح برنامج تأىيمو‪ ،‬حيث يطمئن عمى أىمو وذويو‪ ،‬ويتابع ما‬
‫يدور في المجتمع ‪ ،‬وتتجسد ىذه الصمة في الزيارات والمراسالت وتصريحات الخروج المؤقتة ‪.‬‬
‫الزيارات‪.1‬‬
‫ويسمح عادة ألسرة المحكوم عميو بزيارتو حسب النظام المعمول بو‪ ،‬فضال عن زيارة‬
‫‪2‬‬
‫محاميو وتتوسع بعض ا لنظم في نظام الزيارة فتسمح ألي شخص أخر بزيارة المحكوم عميو‬
‫طالما أن ذلك يحقق مصمحتو المتعمقة بتأىيمو بشرط أال تخل ىذه الزيارة باألمن والنظام داخل‬
‫المؤسسة‪ ،‬وعادة ما تخضع الزيارة لمرقابة من جانب أحد العاممين باإلدارة العقابية حتى ال‬
‫تتحول الزيارة إلى أسموب ييدد األمن أو النظام بالمؤسسة‪.3‬‬
‫وبصفة‬ ‫المراسالت‪ :‬يجب أن تسمح اإلدارة العقابية لممحكوم عمييم تبادل المراسالت مع ذوييم‬
‫العقابية عددىا‬ ‫خاصة أفراد أسرتيم‪ ،‬وتخضع المراسالت كذلك لقيود ورقابة‪ ،‬فتحدد اإلدارة‬
‫واألشخاص الذين يحق ليم التراسل مع المساجين‪ ،‬كما تخضع رسائل المحكوم عمييم‪ ،‬وتمك‬

‫‪ -1‬أحسن مبارك‪ ،‬د‪ .‬عباس أبو شامة‪ .،‬طاىر فموس الرفاعي وآخرون‪ ،‬النظم الحديثة في إدارة المؤسسة العقابية‬
‫واإلصالحية‪ ،‬أكاديمية نايف لمعموم األمنية‪ ،‬الرياض‪ 1999 ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪ -2‬فوزية عبد الستار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪2‬‬
‫‪ - 3‬خالد محمود الخمري‪ ،‬ضمانات المحكوم عميو خالل مرحمة التنفيذ العقابي‪ ،‬دراسة مقارنة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوق جامعة‬
‫القاىرة‪ ،1999 ،‬ص ‪.421‬‬
‫‪39‬‬
‫التي ترسل إلييم لرقابة اإلدارة العقابية حتى تتأكد أنيا ال تتضمن معمومات تؤدي إلى اإلضرار‬
‫مشاكل المحكوم عمييم من ناحية‬ ‫بالنظام العقابي من ناحية‪ ،‬وحتى يمكنيا التعرف عمى‬
‫أخرى‪.1،‬‬
‫‪ -‬تصريحات الخروج المؤقتة ‪ :‬تعني السماح لممحبوس بترك السجن خالل فترة محددة ألسباب‬
‫إنسانية وظروف عائمية ممحة‪ ،‬كمرض أحد أفراد أسرتو مرضا خطي ار يكشف عن دنو أجمو أو‬
‫موت أحدىم‪ ،‬فيكون من المناسب خروج المحكوم عميو كي يقف بجانب أسرتو في ىذا الظرف‬
‫اإلنساني‪ ،‬وال تقتصر تصاريح الخروج عمى الظروف السيئة بل يمكن أن تمنح في المناسبات‬
‫السعيدة‪.2‬‬
‫‪ - 2‬الرعاية االجتماعية في القانون الجزائري ‪ :‬لقد أولى المشرع أىمية خاصة لمرعاية‬
‫اعية‬ ‫اجتماعية‪ ،‬حيث اعتمدىا كأسموب إلعادة التربية ميمتيا ضمان المساعدة االجتم‬
‫المحبوسين‪ ،‬والمساىمة في تييئة وتسيير إعادة إدماجيم االجتماعي (المادة ‪ 90‬ق‪.‬ت‪.‬س)‪.‬‬
‫ومن أىم الميام التي تقوم بيا المساعدة االجتماعية أثناء فترة سمب الحرية‪ ،‬زيارة‬
‫المحبوس عقب دخولو المؤسسة بعد اإلذن بذلك‪ ،‬وتجميع المعمومات المتعمقة بالوضعية المادية‬
‫واألخالقية لممحبوس‪ ،‬وكذا المعمومات المتعمقة بعائمتو ومحيطو الميني واالجتماعي لتتمكن من‬
‫استغالليا‬
‫أما في مرحمة ما قبل اإلفراج‪ ،‬يتمقى المحبوس مقابمة من طرف المساعدة االجتماعية‬
‫وجوبا‪ ،‬بناء عمى إخطار من رئيس المؤسسة‪ ،‬من أجل اتخاذ جميع التدابير الالزمة إلعادة‬
‫و كما نص‬ ‫تربية المفرج عنو وايوائو وكسوتو واعانتو باإلسعافات الضرورية عند خروجو‬
‫المشرع عمى حق المحبوس في تمقي الزيارات من أصولو وفروعو إلى غاية الدرجة الرابعة‪،‬‬
‫وزوجو ومكفولو‪ ،‬وأقاربو بالمصاىرة إلى غاية الدرجة الثالثة والوصي عميو والمتصرف في أموالو‬

‫‪ - 1‬نورة بنت بشير صنيات العتيبي‪ ،‬خدمات الرعاية االجتماعية بسجن الرياض‪ ،‬من منظور التخطيط والتطوير الرياض‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪ 91‬وما بعدىا‪ .‬د‪ .‬فتوح عبد اهلل الشاذلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 204‬‬
‫‪ - 2‬قطاف شفيقة‪ ،‬سياسة إعادة التربية في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون الجنائي والعموم الجنائية‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق جامعة الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪40‬‬
‫ومحاميو‪ ،‬وىذا باإلضافة إلى أشخاص آخرين استثناء ألسباب مشروعة (المادة ‪ 66‬و ‪.)67‬‬
‫وتختمف الجية القائمة عمى تسميم رخصة الزيارة‪ ،‬فإذا كان المحبوس مؤقتا يتم تسميم ىذه‬
‫الرخصة من طرف القاضي المختص‪ ،‬أما المحبوس المستأنف والطاعن بالنقض‪ ،‬فيتم تسميميا‬
‫من طرف النيابة العامة‪ ،‬واذا كا ن المحبوس محكوم عميو نيائيا‪ ،‬فيتم تسميميا من طرف مدير‬
‫(المادة ‪ 68‬و ‪ 69‬القانون‬ ‫المؤسسة العقابية‪ ،‬وتتم ىذه الزيارة تحت مراقبة إدارة السجن‬
‫لمشرفين عمى المؤسسات العقابية‬ ‫االجراءات الجزائية منح المشرع حرية تنظيم الزيارة إلى ا‬
‫للحيمولة دون المساس باألمن الداخمي وتحدد دائما وفقا لمنظام الداخمي لممؤسسة وبالرجوع الى‬
‫المذكرة الو ازرية رقم ‪ 99/1096‬حددت أيام الزيارة عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬مرة واحدة كل ‪ 15‬بالنسبة لمؤسسات الوقاية ومراكز األحداث‪.‬‬
‫‪ -‬م رة واحدة كل ‪ 15‬أيام بالنسبة لمؤسسات الوقاية واعادة التربية‪.‬‬
‫مرة واحدة كل ‪ 15‬أيام بالنسبة لمؤسسات إعادة التأىيل‪.‬‬
‫كما أعطى المشرع لممحبو ‪8‬س بموجب ال مادتين ( ‪ 73‬و ‪ 74‬ق‪.‬ت‪.‬س) الحق في‬
‫‪ ،‬إال أن ىذه الرسائل الصادرة أو‬ ‫المراسمة فيسمح لو بمراسمة أي فرد وان لم يكن من عائمتو‬
‫الواردة تخضع لرقابة إدارة المؤسسة ت لك المتعمقة بالمحامي‪ ،‬لمنع المراسالت التي من شأنيا‬
‫‪ 72‬من قانون‬ ‫المساس بالنظام اإلصال حي وأمن المؤسسة ‪ ،‬كما رخص المشرع طبقا لممادة‬
‫تنظيم السجون‪ ،‬لممحبوس االتصال عن بعد باستعمال الوسائل التي توفرىا المؤسسة العقابية‪،‬‬
‫‪ 430-05‬المؤرخ في ‪ 2005/11/08‬وسائل‬ ‫تريسا ليذه المادة نظم المرسوم التنفيذي رقم‬
‫ك‬
‫االتصال وكيفيات استعماليا ‪ ،1‬فيتم تجييز كل مؤسسة عقابية بخطوط ىاتفية وضع تحت‬
‫تصرف المحبوسين المرخص ليم إما من طرف مدير المؤسسة العقابية أو من الجيات‬
‫‪ 15‬يوما‪ ،‬و يراعى عند‬ ‫القضائية المختصة لالتصال بعائمتيم ويستفيدون من ذلك مرة كل‬
‫إصدار ىذه الرخصة األخذ بعين االعتبار جممة من االعتبارات ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الم رسوم التنفيذي رقم ‪ 04/05‬المؤرخ في ‪ 08‬نوفمبر ‪ ، 2005‬يحدد تنظيم وسائل االتصال عن بعد وكيفيات استعماليا‬
‫من المحبوسين ‪ ،‬الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ ، 2005/11/13‬العدد ‪.13‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ -‬انعدام أو قمة زيارة المحبوس من طرف عائمتو‪ ،‬بعد مقر إقامة عائمة المحبوس ‪.‬‬
‫‪ -‬مدة العقوبة‪ ،‬السوابق القضائية في المؤسسة العقابية‪ ،‬الحالة النفسية والبدنية لممحبوس ‪- .‬‬
‫وقوع حادث طارئ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الرعاية النفسية‬
‫قد يعاني المحبوسين عند دخوليم لموسط العقابي من مشاكل نفسية متعددة ‪:‬‬
‫‪ -‬إستجاباتات و أعراض مؤقتة كرد فعل لتأثير الوسط العقابي‬
‫‪ -‬إضطربات الشخصية تعد سمات مرضية مزمنة ( دائمة في الوقت ) و التي تطورت خارج‬
‫السجن‬
‫إستجابات الناجمة عن الوسط العقابي ‪ :‬يعد السجن من بين البدائل التي وضعيا‬ ‫‪-1‬‬
‫المجتمع العزل األفراد الذين يظيرون سموكات سمبية و غير مقبولة و التي تتطمب عزليم‬
‫ما‬ ‫لفترات مختمفة ‪ ،‬يعد إذا السجن مكان لمعقاب أين تكون ظروف المعيشة بالضرورة نوعا‬
‫قاسي مقارنة مع الخارج ‪.‬‬
‫ة‬
‫‪ -‬تعد أقصى إستجابة أو ردة فعل لموسط العقابي فيما يسمى "صدمة الدخول لموسط العقابي "‬
‫أو صدمة اإلحتباس و تتمثل في إستجابة رفض عنيفة و ‪ /‬أو حالة ىيجان ثم إکتئاب و عزلة‪.‬‬
‫‪ -‬يعد سوء التكيف مع الوسط العقابي من بين اإلستجابات الشائعة ‪ ،‬خاصة في فترة التي تلي‬
‫‪ 6‬أشير األولى و التي تسبق ‪ 6‬اشير األخيرة من فترة العقوبة‪.‬‬
‫‪ - 2‬اإلضطرابات النفسية‪ :‬نجد لدى المحبوسين ‪ ،‬اضطرابات عقمية خطيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن نالحظ أمراض تدخل ضمن اإلضطرابات اليذيانية ‪ ،‬إضطرابات ذىانية غير‬
‫محددة و إمتئاب حاد ‪ ،‬كما نالحظ غاليا إضطرابات الشخصية الضد إجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬تيدف إعادة اإلدماج اإلجتماعي إلى إعادة تكييف الفرد مع المجتمع ‪ ،‬بدفعو إلى إستدخال‬
‫تغييرات إيجابية و تعديل بعض سموكياتو ‪ ،‬و التي تتم غالبا عبر التكفل النفسي الذي يقدمو‬
‫األخصائيين النفسانيين المتواجدين بالمؤسسات العقابية ‪ -‬كما اليدف عمى المدى الطويل ‪ ،‬في‬
‫إحداث تغيير في نظرة المسجون لمعالم وإصالح ذاتو‬
‫‪42‬‬
‫قد يأخذ ىذا التكفل عدة أشكال‪:‬‬
‫‪ -‬المساندة النفسية ‪ :‬بيدف تقديم مساعدة لحل المشاكل النفسية أو اإلجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬إصغاء‪ :‬الذي يسمح لممحبوسين بالعبير عن مصاعبيم و معاناتيم ‪.‬‬
‫‪ -‬الجلسات الجماعية ‪ :‬تسمح ليم بالعبير الجماعي عن مواضيع محددة ( اإلدمان ‪،‬العنف‬
‫‪ -‬التوجيه و اإلرشاد النفسي‪ :‬من أجل تقديم توجييات لممحبوسين ‪.‬‬
‫‪ -‬التحسيس لمشاكل الصحة و المواكنة ‪ ....‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬المتابعة ما بعد اإلفراج‪ :‬لمساعدة المفرج عنو في التكيف مع الحياة اإلجتماعية ‪.‬‬

‫إن ميمة‬ ‫مصالح إعادة اإلدماج االجتماعي و المصالح المتخصصة لمتقييم و التوجيو‬
‫اعادة اإلدماج االجتماعي لممحبوسين داخل البيئة تؤول أساسا لمصالح اعادة اإلدماج‬
‫االجتماعي ولمصالح التقييم و التوجيو مع أن جميع الطاقم العامل داخل المؤسسات العقابية‬
‫يتدخل في سيرورة اعادة اإلدماج يعمل بمصمحة اعادة اإلدماج ضباط اعادة التربية و مربي‬
‫الشباب و يساعدىم في ميمتيم بصفة ثانوية اساتدة متخصصون ‪ .‬يتمثل دور مصالح اعادة‬
‫اإلدماج في ‪:‬‬
‫التكفل الفردي في ما يجخص ‪ :‬تقييم و ترتيب المحبوسين حسب المستوى التعميمي ‪.‬‬
‫تقييم حاجيات كل محبوس من خالل تمرير استمارة تحدد حاجياتو الضرورية في سبع مسارات‬
‫لوضع خطة متابعة فردية ( االيواء ‪ -‬الديون ‪ -‬المستوى الدراسي و التكوين و أخذ بالعين‬
‫الصحة و السموك و‬ ‫اإلعتبار وجود سوابق في تناول مواد سامة مثل الكحول و المخدرات و‬
‫( محو االمية ‪ ،‬التكوين ‪،‬‬ ‫البرنامج الفردي لكل محبوس‬ ‫االستقرار العاطفي ) و وضع‬
‫‪ )...‬تسيير اإلدا رة التمفزية‬ ‫االنشطة الرياضية التكفل بالحالة النفسية اذا كان ذلك ضروريا‬
‫المغمقة لممحبوسين و مكتبة المؤسسة ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫إعداد المحبوسين لمخروج و ذلك بدءا من ستة اشير قبل االفراج عنيم و يتمثل ىذا االعداد في‬
‫مرافقة مدعمة ( التحدث داخل مجموعة ‪ ،‬ممارسة أنشطة رياضية ‪)...‬‬

‫ىدف في حد ذاتو كما كان عميو من قبل و إنما أصبح وسيمة تسمح‬
‫سلب الحرية لم يعد ا‬
‫بتحقيق أغراض العقوبة و عمى رأسيا تأىيل المحبوس و تربيتو ليندمج في بيئتو العائمية مينية‬
‫ظروف من حرمان‬ ‫وعميو ال يجب أن يرافق فقدان الحرية في أي حال من األحوال وأيا تكن‬
‫المحبوس من معاممة كريمة تتماشى وال معايير الدولية لحقوق اإلنسان ‪ .‬وباعتبار المؤسسة‬
‫عمى إكساب الفرد مجموعة من‬ ‫العقابية مؤسسة اجتماعية كغيرىا من المؤسسات فيي تعمل‬
‫السموكات االجتماعية المقبولة و المتعارف عمييا وتزويده بالمؤىالت المينية و الوعي ليصبح‬
‫مواطنا صالحا بما يساىم في التقميص من ظاىرة العود‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف الخطة الفردية إعادة اإلدماج ‪ :‬الخطة الفردية إلعادة اإلدماج ىي عممية تنظيمية‬
‫تربوية مختمفة‬ ‫لكيفية قضاء المحبوس عقوبتو السالبة لمحرية من خالل تخطيط و تنفيذ برامج‬
‫تجسد ىذه الخطة عمميا مبدأ تفريد العقوبة الوارد با لمادة ‪ 3‬من قانون تنظيم السجون و إعادة‬
‫اإلدماج االجتماعي لممحبوسين الصادر سنة ‪.2005‬‬
‫‪ -2‬م بادئ الخطة الفردية إلعادة اإلدماج‪:‬‬
‫‪ -‬تقرير فردي الحتياجات المحبوس ‪ .‬حديد األوليات‪.‬‬
‫‪ -‬إشراك المحبوس في تحضير برنامجو بأخذ رغبة المحبوس في بعض المجاالت مع‬
‫توجيو من طرف الموظف‪.‬‬
‫(ضرورة إشراك‬ ‫‪ -‬التقييم و التصويب المستمر لمدى نجاعة الخطة المصممة لكل محبوس‬
‫المحبوس في ىذه العممية لكونو الفاعل الرئيسي)‪.‬‬
‫‪ -‬الخطة يجب أن تأخذ بعين االعتبار خطورة الشخص (تصنيف الخطورة)‪.‬‬
‫‪ -‬تراعي مدة العقوبة المحكوم بيا و الباقي منيا ‪.‬‬
‫المادي و البشرية لممؤسسة ( إعداد البطاقة الوظيفية لممؤسسة)‪.‬‬
‫ة‬ ‫‪ .‬حصر اإلمكانيات‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬التقييم لمستوى الخدمة المقدمة من طرف كل مصمحة ‪.‬‬
‫يتم ضبط محتوى الخطة الفردية إلعادة اإلدماج بعد التدقيق في احتياجات المحبوس‬
‫وفق المسارات السبعة المعتمدة وىي‪:‬‬
‫‪ -‬السكن واإلقامة‪.‬‬
‫‪ -‬التعميم‪.‬‬
‫‪ -‬التكوين والتشغيل‪.‬‬
‫‪ -‬األموال و الديون و التعويضات و الغرامات ‪.‬‬
‫‪ -‬العائمة و األطفال واالستقرار العاطفي‪.‬‬
‫‪ -‬الصحة البدنية والمخدرات والكحول‪.‬‬
‫المواقف و التفكير و السموك و العالقات ومن أجل انجاز الخطة ر إلعادة اإلدماج‬
‫يجب إتباع المراحل اآلتية‪:‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مصالح التقييم والتوجيه‪:‬‬
‫‪ 2014‬اربعة مصالح متخصصة لمتقييم و التوجيو و دلك‬ ‫فتح الى غاية نياية سنة‬
‫‪.‬اول مصمحة انشات ىي تمك التي تتواجد‬ ‫بمؤسسات الحراش ‪ ،‬عين وسارة ‪ ،‬بجاية ‪ ،‬وىران‬
‫الى فتح‬ ‫‪ 2005‬أد تسعى المديرية العامة الدارة السجون‬ ‫بمؤسسة الحراش و كان ذلك سنة‬
‫و تقوم المصالح المتخصصة لمتقييم و‬ ‫مصالح جديدة خاصة بالمؤسسات العقابية الكبرى‬
‫التوجيو بالتكفل بالمحبوسين المحكوم عمييم بسنتين فما اكثر ‪ ،‬تتم عممية التكفل التي تقدميا‬
‫مصمحة التقييم و التوجيو عبر عدة مراحل‬
‫مدى ميوليم لالدمان اإلنتحار واليدف‬ ‫‪–1‬في مجموعات توزع عمييم استمارات اولى لتقدير‬
‫األول من ذلك ابراز الحاالت االستعجالية‬
‫يشعرون‬ ‫‪ -2‬يتم القيام بحصة تحسيسية من اجل اعالم المحبوسين بدور المصمحة و جعميم‬
‫باالرتياح‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫بالمحبوس و‬ ‫‪ –3‬المرحمة الثالثة من طرف مساعدة اجتماعية تقوم بجمع المعمومات الخاصة‬
‫عائمتو و بعوامل الخطر و الحماية ‪.‬‬
‫( حاالت محاوالت‬ ‫‪–4‬يتكفل الطبيب بالحالت التي يتنبأ فيو بخطر عمى حياة المحبوس‬
‫اإلنتحار و االقالع عن االدمان ‪...‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬اعادة تاهيل المحبوسين‪:‬‬
‫يعتبر تعميم المحكوم عميو عنص ار جوىريا من عناصر البرنامج اإلصالحي‪ ،‬وينظر‬
‫رجال اإلصالح إلى التعميم في المؤسسات العقابية كأداة ينبغي أن تمتد وظيفتيا لتشمل جميع‬
‫ميادين الحياة‬
‫الفرع األول‪ :‬إعادة اإلدماج من خالل التربية و التعميم ‪:‬‬
‫إن أساليب المعاممة العقابية التي تستيدف الوصول بالعقوبة إلى غرضيا األساسي وىو‬
‫إعادة تربية المحبوس إلعادة إدماجو في المجتمع‪ ،‬يجب أن تضع في حسبانيا تعميم ‪ -‬المحكوم‬
‫عميو وتيذيبو‪ ،‬ألن تأىيمو ال يتم إال عن طريق تيذيبو‪ ،‬وتيذيبو يتحقق بتعميمو ورفع قدراتو‬
‫م األمور وأكثر إدراكا ألبعادىا ونتائجيا‪ ،‬وىذا ما‬ ‫وامكاناتو الذىنية‪ ،‬فيصبح أقدر عمى فو‬
‫سنتطرق إليو عمى النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعميم‪ :‬دراسة التعميم تقتضي أن نبين من ناحية أىميتو‪ ،‬ومن ناحية أخرى الصور المختمفة‬
‫لمتعميم المتاحة لممحكوم عميو‪ ،‬ثم وسائمو وأخي ار التعميم في القانون الجزائري ‪.‬‬
‫‪ -/1‬أهمية التعميم في مواجهة الجريمة وتأهيل المحبوس ‪ :‬يعتبر تعميم المحكوم عميو عنص ار‬
‫جوىريا من عناصر البرنامج اإلصالحي‪ ،‬وينظر رجال اإلصالح إلى التعميم في المؤسسات‬
‫العقابية كأداة ينبغي أن تمتد وظيفتيا لتشمل جميع ميادين الحياة‪ ،‬بمعنى أن يسعى برنامج‬
‫التعميم في المؤسسة العقابية إلى إعادة بناء شخصية المحكوم عميو واتجاىاتو وقدراتو ونضوجو‬
‫من جميع النواحي‪ ،‬حتى يصبح قاد ار عمى أن يشق طريقو في الحياة الشريفة ‪ ،1‬ومن ناحية ثانية‬

‫‪ -1‬شريف زيفر مادلي‪ ،‬دراسات‪ ،‬السجون في العالم العربي‪ ،‬حق المسجون في التعميم‪2011/07/20،‬‬
‫‪46‬‬
‫المحكوم عميو‪ ،‬حتى يستطيع التعامل‬ ‫يساعد التعميم عمى إصالح جوانب عديدة في شخصية‬
‫مع مختمف أفراد المجتمع‪.1‬‬
‫عام‬ ‫‪ -/2‬صور التعميم المتاحة لممحبوس ‪ :‬يشمل التعميم داخل المؤسسة العقابية عمى تعميم‬
‫وتعميم تقني‪.‬‬
‫أ‪ -‬التعميم العام ‪ :‬يقصد بو جميع مراحل التعميم المنظم من قبل الدولة بيدف محو األمية‬
‫وتزويد السجين بالمعمومات الالزمة منذ مرحمة االبتدائية حتى مراحل التعميم العالي ‪.‬‬
‫ويعتبر التعميم األولي الذي ييدف إلى محو األمية وتمقين المبادئ األولى من القراءة‬
‫والكتابة‪ ،‬وبعض المعمومات األ ساسية‪ ،‬من أىم صور التعميم في المؤسسات العقابية‪ ،‬لذلك‬
‫اتجيت أغمب النظم العقابية إلى جعمو إلزامية‪.2‬‬
‫في فرنسا يعد التعميم االبتدائي إجباريا لممحكوم عمييم الذين تتجاوز أعمارىم خمسة‬
‫وعشرون سنة‪ ،‬وتقديم دروس خاصة لألميين ولألجانب المحكوم عمييم‪ ،‬ويتاح لممسجون أن‬
‫المؤسسة العقابية في غير ساعات العمل‪ ،‬ولو أن يؤدي‬ ‫يواصل دراستو بتصريح من مدير‬
‫االمتحان داخل المؤسسة أو خارجيا بعد الحصول عمى اإلذن المطموب‪.3‬‬
‫‪ -‬وبالنسبة لممحبوسين الذين ليم مستوى تعميمي معين‪ ،‬ففي حدود اإلمكانيات تقوم المؤسسة‬
‫المؤسسات‬ ‫العقابية وضع برامج دراسية متناسقة ومتكاممة مع نظام التعميم العام المطبق في‬
‫‪4‬‬
‫التربوية التابعة لمدولة‬
‫ب‪ -‬التعميم التقني ‪ :‬فالتعميم الميني مرتبط ارتباطا سر في تحقيق ميارات فنية‪ ،‬تساىم في‬
‫اكتساب المتدرب خبرات تساعده عمى اإللتحقاق بمين بعد اإلفراج عنو والتعميم الميني القائم‬
‫ما هو متعمق بالصناعة‬ ‫بالمؤسسات العقابية الحديثة متشعب النواحي ومتعدد األنواع‪ ،‬فمنو‬

‫‪ -1‬عصام عبد العزيز‪ ،‬انتصار السعيد‪ ،‬الحق في التعميم والتثقيف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مرکز حقوق اإلنسان لمساعدة السجناء‪ ،‬بدون مكان‬
‫النشر‪ ،2001 ،‬ص‪3‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز محمد محسن‪ ،‬حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬بدون تاريخ النشر‪ ،‬ص‪ 30‬وما بعدىا‬
‫‪ -3‬إبراىيم جابر خالد العبد العزيز‪ ،‬رعاية المسجونين والمفرج عنيم‪ ،‬دراسة تحميمية أمنية في مصر والمممكة السعودية‪ ،‬رسالة دكتوراه في‬
‫العموم الشرطية‪ ،‬كمية الدراسات العميا‪ ،‬القاىرة‪ ،2004 ،‬ص‪.327‬‬
‫‪ -4‬عمر خوري‪ ،‬السياسة العقابية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.325‬‬
‫‪47‬‬
‫الميني تعميما نظريا بفصول‬ ‫اليدوية ومنو ما ىو متعمق بالصناعات اآللية‪ ،‬ويشمل التعميم‬
‫الدراسة وتطبيقا عمميا بورش المؤسسة‪.1‬‬
‫‪ -/3‬وسائل التعميم‪ :‬تتعدد الوسا ئل التي تستعين بيا اإلدارة العقابية في القيام بتعميم المسجون‪،‬‬
‫وأىم ىذه الوسائل ىي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إلقاء الدروس والمحاضرات ‪ :‬يجب أن يبدأ في تعميم األميين بتمقينيم مبادئ القراءة والكتابة‬
‫والحساب وىي الخطوة األولى في التعميم ‪ .‬وبعد ذلك تمقى عمييم الدروس محاضرات بواسطة و‬
‫المعممين الذين تستخدميم المؤسسة العقابية ليذا الغرض أو من‬ ‫المحاضرات بواسطة‬
‫حتى يستطيع المحكوم عميو أن‬ ‫المتطوع ين أو من المحكوم عمييم الذين ليم دراية بالتدريس‬
‫يكمل تعميمو العام بعد انتياء مدة عقوبتو‪.2‬‬
‫ب‪-‬الصحف ‪ :‬تعتبر الصحف أداة اتصال بين المسجون والمجتمع الذي يؤىل لالندماج فيو بعد‬
‫ذلك‬ ‫اإلفراج عنو ‪ ،‬فمن حقو أن يعرف أخبار مجتمعو ومن واجب اإلدارة العقابية تمكينو من‬
‫لكي يسيل إعادة تكيفو مع المجتمع ‪ ،‬ولقد اعترض البعض عمى إدخال الصحف إلى السجون‬
‫مما تساعده عمى‬ ‫تضمنو من أخبار الجريمة والمجر مين بصورة قد تفسد المحكوم عميو أكثر‬
‫‪3‬‬
‫إصالحو‪،‬‬
‫ج‪ -‬المكتبة ‪ :‬تعتبر المكتبة من الوسائل التعميمية اليامة داخل السجن‪ ،‬لذلك يجب أن تحتوي‬
‫كتب ثقافية وترويحية ودينية‪ ،‬وكتب قانونية وعقابية‪ ،‬حيث تساعد المحكوم عميو وراء بمعارفو‬
‫وثقافتو‪ ،‬وشغل ما تبقى لو من أوقات فراغ ‪.‬‬
‫‪ -/4‬التعميم في القانون الجزائري ‪ :‬لقد والمشرع أولى اىتماما كبي ار بمجال التعميم‪ ،‬وقد جاء‬
‫ييدف من وراء ذلك إلى تنمية قدرات ومؤىالت المحبوس والرفع المستمر من مستواه الفكري‬

‫لمعموم األمنية‪،‬‬ ‫‪ -1‬سعيد بن ضحيان الضحيان‪ ،‬البرامج التعميمية والتأىيمية في المؤسسات اإلصالحية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكاديمية ‪-‬‬
‫الرياض‪ ،2001 ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬إسحاق إبراىيم منصور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 200‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ -3‬أبو العال عقيدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.351‬‬
‫‪48‬‬
‫واألخالقي‪ ،‬وىذا ما جاءت بو المادتان‪ 88‬و‪ 91‬من قانون تنظيم السجون ‪ ،‬ولقد اشتمل التعميم‬
‫العقابي علی تعميم عام‪ ،‬وتعميم تقني‪.‬‬
‫ة‬ ‫داخل المؤسسات‬
‫األمية‬ ‫التعميم العام ‪ :‬تنظيم التعميم في المؤسسات العقابية يشمل كل المستويات مرو ار بمحو‬
‫وينتيي إلى المستوى العالي بالجامعة‪ ،‬ويتم وفق برامج تعميمية مماثمة لمبرامج الرسمية المطبقة‬
‫من طرف و ازرتي التربية الوطنية والتعميم العالي والبحث العممي ‪.‬‬
‫التكوين المهني‪ :‬لقد نظم المشرع التكوين الميني وأقره داخل المؤسسات العقابية‪ ،‬ومن أل ذلك‬
‫المتصمة بالتكوين‬ ‫اشترط تييئة المنشآت الالزمة لتمكين المحكوم عمييم من ممارسة األنشطة‬
‫الميني وانشاء األجيزة اإلدارية التي من شأنيا السير عمى سير العممية وفي ىذا اإلطار يمكن‬
‫وعند عدم كفاية التجييزات‬ ‫لممحكوم عميو أن يتمقى الجانب النظري لمتكوين وجانبو العممي‪،‬‬
‫الداخمية تتم العممية خارج المؤسسة العقابية‪ ،‬وذلك بإلحاقو بمراكز التكوين الميني التابعة‪.‬‬
‫لو ازرة العدل والتكوين الميني‪ ،‬عمى أن يأخذ التكوين الميني إما طابعا صناعيا أو‬
‫تجاريا ‪ ،‬أو في إطار الصناعات التقميدية أو المجاالت الفالحية‪.1‬‬
‫التكوين الميني‪ ،‬وتوفير النوعية في‬ ‫وبغية تحقيق إدماج اجتماعي حقيقي في مجال‬
‫مجال التأىيل وتحصيل المعارف بنفس الدرجة التي توفرىا المراكز المختصة في كوين الميني‬
‫في المجتمع الحر‪ ،‬عمدت و ازرة العدل إلى عقد اتفاقية لتكوين المساجين مينيا مع كتابة الدولة‬
‫لمتكوين الميني في ‪ 17‬نوفمبر ‪ 1997‬باعتماد نفس برامج التكوين بيا النظري والتطبيقي‪،‬‬
‫وبتوفير األساتذة المشرفين عمى التأطير التقني والبيداغوجي مساجين ‪.2‬‬
‫وسائل التعميم‪ :‬تضمن قانون تنظيم السجون بعض الوسائل التي تعتمدىا اإلدارة العقابية‬
‫في تعميم المساجين‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 92‬عمى أنو يحق لممحبوسين حضور محاضرات ذات‬
‫الطابع التربوي والثقافي والديني‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد الحفيظ طاشور‪ ،‬حقوق اإلنسان كمصدر لحقوق المحكوم عمييم‪ ،‬مجمة العموم اإلنسانية‪ ،‬العدد‪ ،21‬منشورات جامعة منتوري‬
‫قسنطينة‪ ،‬جوان ‪ ،2004‬ص ‪.160‬‬
‫‪ -2‬انظر‪ ،‬االتفاقية المبرمة بين و ازرة العدل وكتابة الدولة لمتكوين الميني‪ ،‬بتاريخ ‪ 17‬نوفمبر ‪.1997‬‬
‫‪ -3‬مالحظات سجمتيا المنظمات الدولية لحقوق اإلنسان أثناء زياراتيا لمسجون الجزائرية‬
‫‪49‬‬
‫‪31‬‬ ‫كما يحق لو كذلك تمقي الجرائد والمجالت الوطنية‪ ،‬ولقد صدر قرار وزاري في‬
‫‪1‬‬
‫جانفي ‪ 2000‬يحدد شروط قراءة الصحافة الوطنية من طرف المساجين‬
‫‪ 2002/ 2853‬الصادرة من المديرية العامة لإلدارة‬ ‫وفي نفس السياق جاءت التعميمة رقم‬
‫السجون واعادة اإلدماج تحت موضوع "منع دخول الصحف التي تمس بأمن المؤسسة "‪ ،‬وىذا‬
‫تنفيذا لمقرار المؤرخ في ‪ 31‬جانفي ‪ 2000‬والموجو إلى السادة النواب العاميين‪ ،‬حيث تضمنت‬
‫دعوة مدراء المؤسسات العقابية "إلى منع دخول كل الصحف التي تتناول مواضيع تمس بأمن‬
‫واستقرار المؤسسات العق ابية التي تتضمن أخبار من شأنيا التأثير سمبا عمى معنويات‬
‫المحبوسين مثل‪" :‬الف اررات‪ ،‬الوفيات‪ ،‬اإلضراب عمى الطعام"‪.2‬‬
‫باإلضافة إلى التعميمة رقم ‪ 2005/3683‬والتي جاءت تحت موضوع " اقتناء الجرائد‬
‫والمجالت " والتي ركزت عمى أن تنمية قدرات المسجون ومؤىالتو الشخصية وا لرفع المستمر‬
‫من مستوى تكوينو العام‪ ،‬يجب أن تكون في ظل احترام القانون‪ ،‬ليذا تمنع اإلدخال المباشر‬
‫لمجرائد دون تصريح من اإلدارة واال تعرض مرتكبييا إلى أحكام المادة ‪ 166‬من ق‪.‬ت‪.‬س‪.‬‬
‫أما في الواقع نجد نشاطات المكتبات تنحصر في بعض المؤسسات الكبرى وينعدم في أغمبيا‪،‬‬
‫ومعظم المراجع المتوفرة ورغم قمتيا فيي قديمة ومضمونيا ال يستجيب وظيفة اإلصالح ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التهذيب‪ :‬يتطمب تأىيل المحكوم عميو‪ ،‬فضال عن تعميمو‪ ،‬أن يتمقى قد ار من التيذيب‬
‫عينو عمى مقاومة الدوافع اإلجرامية‪ ،‬ويقصد بالتيذيب غرس وتنمية القيم المعنوية في اإلنسان‪،‬‬
‫وتمك القيم المعنوية إما أن تكون دينية أو خمقية ‪.‬‬
‫‪/1‬التهذيب الديني ‪ :‬لمتيذيب الديني تاريخ قديم في المؤسسات العقابية‪ ،‬ويرجع لو الفضل في‬
‫نشوء النظام العقابي الحديث‪ ،‬حيث أن التيذيب الديني يعتبر وسيمة تحقيق التوبة الدينية‪ ،‬وذلك‬

‫‪ -1‬المادة ‪ ،92‬القانون ‪ ،04-05‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬التعميمة رقم ‪ ، 2002 / 2853‬تحت موضوع " منع الصحف التي تمس بأمن المؤسسة صادرة عن المديرية سنة اإلدارة السجون‬
‫واعادة اإلدماج‪ ،‬بتاريخ‪2002/03/19‬‬
‫‪50‬‬
‫أشخاص حريصين‬ ‫عن طريق بث الشعور بالتقوى في نفوس المحكوم عمييم‪ ،‬وتحويميم إلى‬
‫عمى تعاليم الدين وتقبل أداء الشعائر الدينية ‪.1‬‬
‫الجرائم‬ ‫ولمتيذيب الديني أىمية خاصة في مقاومة الجريمة‪ ،‬حيث أن كثي ار من مرتكبي‬
‫إلى نقص الوازع الديني‪.2‬‬
‫و يتولى ميمة التيذيب رجال الدين تعينيم اإلدارة العقابية ليذا الغرض‪ ،‬ويجب أن‬
‫يتوافر ناحية المؤىل العممي الذي يمكنيم من أداء ميمتيم الدينية بنجاح‪ ،‬وتستعيناإلدارة العقابية‬
‫أىميا إلقاء الدروس الدينية التي‬ ‫عمى بث التيذيب الديني في نفوس المسجونين بعدة وسائل‬
‫تتضمن شرح مبادئ الدين الذي ينتمي إليو المحكوم عميو‪ ،‬و الدعوة إلى التمسك بيا‪ ،‬وبيان‬
‫الرذائل المنيي عنيا والحث عمى البعد عنيا‪ ،‬وباإلضافة إلى إقامة الشعائر الدينية‬
‫عمى‬ ‫‪-/2‬التهذيب الخمقي ‪ :‬ونعني بو إبراز القيم األخالقية لممحكوم عميو واقناعو بيا وتدريبو‬
‫قواعد‬ ‫ان يستمد منيا معايير ال سموك في المجتمع ثم يمتزم بيا‪ ،‬ويعتمد التيذيب الخمقي عمى‬
‫لمدارك‬ ‫عمم األخالق‪ ،‬ولكن يفترض تبسيطيا بإضفاء طابع تطبيقي عمييا‪ ،‬بحيث تتضح‬
‫السجناء‪ ،‬ويتأصل لدييم ضمير الحرص عميو م‪.3‬‬
‫‪ -/3‬التهذيب في القانون الجزائري ‪ :‬لقد أولى المشرع أىمية لمتيذيب الديني‪ ،‬نظ ار لمدور الكبير‬
‫لذلك فقد تم‬ ‫الذي يمعبو في تأىيل المحكوم عميو‪ ،‬ومنعو من العودة إلى الجريمة مرة أخرى‪،‬‬
‫إنشاء مصمحة خاصة بالتربية الدينية عمى مستوى كل مؤسسة عقابية‪ ،‬تمثل البيئة التي تسير‬
‫عمى تنفيذ برامج التربية الدينية لفائدة المحبوسين‪ ،‬وتتكفل ىذه المصمح ة بتلقين الوعظ الديني‬
‫والقيم اإلسالمية الداعية إلى األخوة والتسامح واستقامة األخالق والتحمي بالسموك الحسن وفتح‬
‫أبواب التوبة لمعدول عن ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫‪ -1‬غانم عبد الغني غانم‪ ،‬مشکالت أسر السجناء ومحددات برامج عالجيا‪ ،‬أكادمية نايف لمعموم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2009 ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪ -2‬عبد اهلل عبد الغني غانم‪ ،‬أثر السجن عمى سموك النزيل‪ ،‬أكاديمية نايف لمعموم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،1998 ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -3‬عبد اهلل عبد الغني غانم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪51‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬اعادة اإلدماج من خالل التكوين المهني و التمهين ‪.‬‬
‫إن المحبوسين حسين الدين يتجو مستواىم العام و حاجياتيم و دافعيتيم نحو التكوين‬
‫الميني و التمييين يتم توجيييم نحو القطاعات التميينية من اجل تامين اعادة ادماجيم في‬
‫العمل يوجد داخل البيئة المغمقة طريقتين لتنظيم التكوين الميني و التميين ‪.‬‬
‫التكوين الذي يتم تأمينو من طرف مديرية التكوين الميني و يكون ذلك عمى نمط‬
‫التكوين المؤىل او التكوين االقامي و التميين الذي يفضي الى نيل شيادات تاىيل من طرف‬
‫( يمكن‬ ‫و يتم التكوين الميني سواء عمى نحو تاىيمي‬ ‫غرفة الصناعة التقميدية و الحرف‬
‫الحصول عمى شيادة تاىيل ) و يستمر لمدة تتراوح ما بين اربعة و الستة اشير او عمى نحو‬
‫‪ 12‬و‬ ‫التكوين االقامي و الدي يمكن من الحصول عمى شيادة و يستمر لمدة تتراوح ما بين‬
‫‪ 18‬شير و من ىنا فانو يصعب تامين ىذا النوع من التكوين لممحبوسين ذوي العقوبات‬
‫يتم تعيينيم بصفة‬ ‫القصيرة يكون االساتدة اما منتدبين من طرف مديرية التكوين الميني او‬
‫مؤقتة في نطاق ىياكل ادماج المتخرجين ‪ .‬اما بالنسبة لممكمفين بتامين الجانب العممي لمتكوين‬
‫فقد يكونون موظفين لدى المديرية العامة الدارة السجون و اعادة اإلدماج ‪.‬‬
‫‪ -1‬تاهيالت غرفة الصناعة التقميدية و الحرف ‪ :‬أن المحبوسين الدين يمتازون باتقان عمل ما‬
‫يمارسونو داخل الورشات كعمل يتقاضون عميو اجر لدييم امكانية الحصول عمى تاىيل بعد‬
‫اجتياز اختبار ميارات يقام من طرف غرفة الصناعة التقميدية و الحرف وفق اتفاقية مع‬
‫المديرية العامة إلدارة السجون و اعادة اإلدماج‪.‬‬
‫توظيف المحبوس بعد االفراج عنو ‪ . :‬كما‬ ‫يجب أن يتوافق التكوين الميني مع امكانية‬
‫يجب ايضا ان يحضر المحبوس لمعمل الذي سوف يكمفو بو عندما يتم تعيينو في ورشة خارجية‬
‫تختمف االختصاصات التي يمكن أن تدرس داخل البيئة المغمقة و كثي ار ما نجد اختصاصات‬
‫الكالسيكية‪:‬‬
‫اإلعالم االلي ‪ -‬الطبخ الجماعي ‪ -‬الحالقة ‪ -‬البناء ‪ -‬كيرباء العمارات – البستنة ‪ -‬صناعة‬
‫الحمويات ‪ -‬صناعة الخبز ‪ -‬الخياطة ‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫كما نجد اختصاصات مبتكرة مثل ‪:‬‬
‫طبخ االكالت السريعة ‪ -‬فرز الفضالت و اعادة التصنيع ( الرسكمة )‪.‬‬
‫ان التاىيالت المتحصل عمييا داخل البيئة المغمقة معترف بيا عمى مستوى الوطني و‬
‫ىي تمنح لمن يخرج من السجن امكانية الحصول عمى وظيفة في كامل التراب الوطني ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬العمل‬
‫وقد تطورت النظرة إلى العمل تبعا لتطور الذي ط أر عمى مفيوم العقوبة والغرض منيا‪،‬‬
‫في بداية نشأتو كان ينظر إليو عمى أنو عقوبة إضافية إلى جانب سمب الحرية والقصد منو‬
‫ايالم ا لمحكوم عميو‪ ،‬وىو حق لمدولة تفرضو كما تشاء‪ ،‬وكانت الدولة تنظم ظروف العمل‬
‫بطريقة غير مكمفة وبأقل حد من اإلنفاق لتحصل مقابل ىذا العمل عمى أكبر إيراد‪ ،‬ولم كن‬
‫بالعمل ‪ ،‬ولكن‬ ‫تمتزم بالشروط الصحية ولم تعترف لممحكوم عميو بحقوق تقابل التزامو وقيامو‬
‫وسيمة إلعادة التأىيل‬ ‫مع تطور األفكار العقابية‪ ،‬تحول العمل العقابي من عقوبة إضافية إلى‬
‫واإلصالح‬
‫أ‪-/‬أغراض العمل العقابي ‪ :‬ليست أغراض العمل العقابي في النظم العقابية الحديثة‬
‫محل إجماع فبعضيا استبعد اإليالم كمية من بين أغراض العمل‪ ،‬والبعض األخر احتفظ بيا‬
‫ولو صورة جزئية وسنعرض بإيجار إلى أىم أغراض العمل العقابي ‪.‬‬
‫األنظمة‬ ‫‪ /1‬الغرض العقابي ‪ :‬لقد ثار الجدل حول اليدف العقابي لمعمل‪ ،‬حيث ذىبت بعض‬
‫باألفكار‬ ‫العقابية إلى إقرار ىذا اليدف والذي يتمثل في إيالم المحكوم عميو‪ ،‬نتيجة لتأثرىا‬
‫القديمة وخاصة األنظمة التي ال تزال تعترف بعقوبة األشغال الشاقة‪.1‬‬
‫‪ /2‬الغرض االقتصادي ‪ :‬إن ثمرة عمل المحكوم عميو تأخذ في الغالب صورة منتجات حصل‬
‫عمى قيمتيا اإلدارة العقابية‪ ،‬والشك أن ىذه المنتوجات تمثل زيادة في اإلنتاج قومي من ناحية‪،‬‬
‫أخرى‪ ،‬يضاف إلى ذلك‬ ‫كما أن ثمنيا يساعد الدولة عمى تحمل نفقات السجون من ناحية‬
‫ضمان تحصيل الغرامات والمصاريف القضائية التي لمدولة عن طريق اقتطاع جزء من مقابل‬

‫‪ -1‬عمر خوري‪ ،‬السياسة العقابية في الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 305 :2‬د‪ .‬عبد القادر القيوجي‪ ،‬المرجع‪،‬ص ‪.392‬‬
‫‪53‬‬
‫العمل الذي يعطى لممحكوم عميو ‪ .‬ومع ذلك يجب أال يطغى اليدف االقتصادي لمعمل العقابي‬
‫قيق‬ ‫عمى إصالح وتأىيل المحبوسين‪ ،‬ألن المؤسسات العقابية ليست مرافق إنتاج تمتزم بتح‬
‫الربح‪ ،‬وانما ىي مرافق خدمات تيدف إلى تأىيل المحكوم عميو واصالحو‪ ،‬وما العمل العقابي‬
‫إال وسيمة لتحقيق ىذا اليدف‪.‬‬
‫‪/3‬الغرض اإلنساني ‪ :‬يتمثل الدور اإلنساني لمعمل العقابي في حفظ التوازن النفسي والبدني‬
‫لممحكوم عميو‪ ،‬ويتحقق ىذا التوازن عمى نحو أفضل كمما كان ال عمل منتجا ويستغرق الوقت‬
‫المحدد لو‪.1‬‬
‫‪ /4‬حفظ النظام داخل المؤسسة ‪ :‬يؤدي العمل العقابي دو ار ىاما في حفظ النظام داخل‬
‫المؤسسة العقابية ومساعدة اإلدارة العقابية عمى تنفيذ عناصر التأىيل األخرى‪ ،‬حيث أن شغل‬
‫يتمرد عمى‬ ‫وقت المحكوم عميو في العمل بالمؤسسة يجعمو ال يفكر كثي ار في سمب حريتو فال‬
‫نظام المؤسسة‪ ،‬بل عمى العكس يغرس فيو حب ا لنظام واحترام قوانين المؤسسة‪.2‬‬
‫‪/5‬الغرض التأهيمي والتهذيبي ‪ :‬يقوم العمل داخل المؤسسة بدور أساسي في تأىيل المحكوم‬
‫عميو‪ ،‬فمن ناحية يقوم العمل بدور أساسي في المحافظة عمى الصحة البدنية الية لممحكوم‬
‫حي أخرى يؤدي العمل‬
‫عميو‪ .‬عمى نحو يساعده عمى االستجابة لعناصر التأىل األخرى‪ ،‬ومن ة‬
‫إلى تعويد المحكوم عميو عمى النظام والدقة واالعتياد عمى ستارسة عمل شريف فيزيد من تقديره‬
‫لنفسو‪ ،‬ويطرد عوامل الكسل والبطالة التي قد تكون في الدافع إلى إجرامو‪ ،‬فضال عن ذلك فإن‬
‫تمقي المحكوم عميو تدريبا مينيا لتعمم حرفة معينة وممارسة العمل الم تعمق بيا في السجن‪ ،‬من‬
‫عوامل تأىيمو لفترة ما بعد اإلفراج‪ ،‬حيث يجد نفسو مؤىال لمحياة الشريفة من خالل ىذه الحرفة‬
‫التي تعمميا‪ ،‬وأخي ار فإن األجر الذي يحصل عميو مقابل عممو يساعده عمى التأىيل خالل فترة‬
‫سمب الحرية وما بعدىا‪.‬‬

‫الحقوق ‪ ،‬جامعة‬ ‫‪ -1‬محالبي مراد‪ ،‬تنفيذ الجزاء الجنائي في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون الجنائي والعموم الجنائية‪ ،‬كمية‬
‫الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.198‬‬
‫‪ -2‬إسحاق إبراىيم منصور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .192 :3‬د‪ .‬أبو العال عقيدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.325‬‬
‫‪54‬‬
‫ب‪ -/‬العمل وشروطه ‪ :‬يثور تساؤل حول تكييف العمل‪ ،‬ىل ىو التزام يحممو المحكوم عمييم ‪،‬‬
‫أم أنو باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬حق ليم قبل الدولة‪ ،‬واإلجابة عمى ىذا السؤال تحدد بال شك أىمية‬
‫العمل لمدولة والمحكوم عمييم‪ ،‬وتبين حقوقيم والتزاماتيم في ىذا الشأن‬
‫ونعرض فيما يمي لتكييف العمل من حيث كون ه التزاما عمى المحكوم عمييم‪ ،‬ثم من‬
‫حيث كونو حقا ليم‪ ،‬كما نعرض لمشروط الواجب توافرىا في العمل العقابي ‪.‬‬
‫‪-/1‬تكييف العمل العقابي‪:‬‬
‫العقابية‪،‬‬ ‫إلتزام المحكوم عميه بالعمل ‪ :‬يمتزم المحكوم عميو بالعمل الذي تفرضو عميو اإلدارة‬
‫راعاة استعدادىم الجسماني والعقمي حسب ما‬ ‫وىذا االلتزام عام يشمل جميع المساجين مع م‬
‫يقرره الطبيب‪.‬‬
‫أ‪ -‬حق المحكوم عميه في العمل ‪ :‬يستند ىذا الحق إلى ما تدعو إليو السياسة العقابية الحديثة‬
‫من اعتبار التأىيل حقا لمن يسمك سبيل الجريمة ويترتب عمى اعتبار العمل حقا لممحكوم عميو‬
‫أال تستطيع المؤسسة العقابية اتخاذ العمل وسيمة لتأديبو سواء في صورة إلزامو بو‪ ،‬أو منعو من‬
‫أدائو‪ ،‬كما يترتب عمى اعتباره حقا أن يتمتع المحكوم عميو بمزايا كالحصول عمى األجر‪،‬‬
‫واالستفادة من الضمان االجتماعي الذي يقرر لمعاممين‪ ،‬وكذلك يترك لو حرية اختيار العمل‬
‫المالئم بميولو ورغباتو وفي حدود إمكانيات المؤسسة العقابية‪ ،‬والغرض التأىيمي لمعمل ‪ .‬ولقد‬
‫أكدت المؤتمرات الدولية عمى حق المحكوم عميو في اختيار نوع العمل ‪.1‬‬
‫تحقيق‬ ‫‪/1‬شروط العمل العقابي ‪ :‬ينبغي أن يتوفر في العمل العقابي الشروط التي تؤدي إلى‬
‫الغرض المقصود منو عمى النحو السابق بيانو‪ ،‬لذا يجب أن يكون عمال منتجا ومتنوعا ومنظ ما‬
‫عمى منوال العمل الحر خارج المؤسسات وأخي ار يجب أن يتقاضى المحكوم عميو مقابال لما يقوم‬
‫بو من أعمال وذلك عمى التفصيل اآلتي ‪:‬‬
‫‪-2‬أن يكون العمل العقابي منتجا ‪ :‬لكي يؤدي العمل العقابي ثماره في تأىيل المحكوم عميو‬
‫عميو‬ ‫يجب أن يکون غرضو إنتاجيا‪ ،‬فالعمل المنتج ىو الذي يدفع المحكوم عميو عمى اإلقبال‬

‫‪-1‬فوزية عبد الستار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 282‬وما بعدىا‪.‬‬


‫‪55‬‬
‫ومم ارستو بإخالص ودقة وتفان ويزيد من تقديره لنفسو لشعوره بقيمة العمل الذي يؤديو ويحرص‬
‫عمى أدائو في السجن ويواصل تمسكو بو بعد اإلفراج عنو أما العمل الغير منتج فال جدوى منو‬
‫وال حرص عميو بعد‬ ‫في التأىيل بل ىو دافع إلى اإلحباط والتكاسل فال يقبل عميو المسجون‬
‫اإلفراج عنو ‪.1‬‬
‫‪ -3‬أن يكون متنوعا‪ :‬يقصد بتنوع العمل أال يقتصر تكميف المحكوم عميو بنوع واحد من العمل‬
‫كاألعمال‬ ‫کاألعمال الصناعية فقط‪ ،‬وانما يجب أن يتسع المجال ليشمل غيرىا من األعمال‪،‬‬
‫الزراعية والطباعة والتجميد وغيرىا من الصناعات‪ ،‬حتى يمكنو أن يختار من بينيا العمل الذي‬
‫يكون متماشيا مع ميولو ورغباتو ويتفق مع قدراتو ‪.2‬‬
‫‪ -4‬ان يكون العمل العقابي مماثال لمعمل الحر ‪ :‬يجب أن يكون العمل العقابي منظما وفقا‬
‫ألساليب العمل الحر خارج المؤسسة العقا بية‪ ،‬سواء من حيث النوع أو الوسيمة أو الكيفية‪ ،‬عمل‬
‫قابية‪.‬‬ ‫الذي يؤديو المحكوم عميو يجب أن يكون مماثال لألعمال الموجودة خارج المؤسسة الع‬
‫حتى يتسنى لو أن يمتحق بيا بعد اإلفراج‪ ،‬كما يجب أن تكون وسيمة أداء العمل داخمو مشابية‬
‫لتمك الموجودة في الوسط الحر‪ ،‬كما يجب أ ن تكون ظروف العمل واحدة ‪ ،‬من حيث ساعات‬
‫العمل وأوقات الراحة واإلجازات‪.3‬‬
‫‪ -5‬أن يكون بمقابل‪ :‬يعد العمل وسيمة لسيادة النظام بين المحكوم عمييم أثناء العمل العقابي‪،‬‬
‫وذلك من حرص المؤسسة عمى دفع المقابل كامال‪ ،‬إنما يحمل المحكوم عميو عمى المواظبة في‬
‫العمل‪ ،‬واالرتفاع باإلنتاج كما وكيفا‪ ،‬ومن ثم االلتزام بالقواعد التي تنظم ىذا ‪ ،‬كما أن لممقابل‬
‫إليو يوم اإلفراج‪ ،‬بحيث‬ ‫أىمية في تأىيل المحكوم عميو‪ ،‬إذ يدخر جزء من ىذا المقابل يسمم‬
‫يكون وسيمة جيدة يعتمد عمييا لشق طريقو إلى المجتمع ‪.4‬‬

‫‪ -1‬أبو العال عقيدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.329‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬أحسن مبارك طالب‪ ،‬العمل الطوعي لنزالء المؤسسات اإلصالحية‪ ،‬أكاديمية نايف لمعموم األمنية الرياض‪ ،2002 ،‬ص‪.105‬‬
‫‪- Bettahar touati, organisation et système pénitentiaires, en droit algérien, office national des travaux‬‬
‫‪3‬‬

‫‪éducatifs, n.d, p 67.‬‬


‫‪.-4‬نبيو صالح‪ ،‬دراسة عممي اإلجرام والعقاب‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة القدس‪.2009/2002 ،‬‬
‫‪56‬‬
‫ج‪ -/‬أساليب تنظيم تنظيم ا لعمل العقابي ‪ :‬يختمف األسموب الذي يتبع لمعمل في المؤسسات‬
‫العقابية وفقا لمدى تدخل الدولة في الرقابة عمى العمل وتوجييو‪ ،‬ويمكن إرجاع ىذا التنظيم إلى‬
‫ثالثة‪ :‬نظام المقاولة‪ ،‬نظام االستغالل المباشر‪ ،‬وأخي ار نظام التوريد ‪.‬‬
‫د‪ -/‬العمل في القانون الجزائري ‪ :‬لقد نظم المشرع عمل المساجين في البيئة المغمقة في المواد‬
‫من" ‪ 96‬إلى ‪ "99‬من القانون ‪ ، 04/05‬باعتباره من وسائل إعادة التربية واإلدماج اإلجتماعي‬
‫لمعمل والمتمثل في‬ ‫لممحبوسين حسب السياسة العقابية الحديثة‪ ،‬حيث استبعد الغرض العقابي‬
‫إيالم المحبوس‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬اساليب اعادة اإلدماج االجتماعي خارج المؤسسة العقابية ‪:‬‬
‫تطبق أساليب إعادة التربية واإلدماج التي تناولناىا في المبحث السابق داخل مؤسسة‬
‫عمييم كاألسوار‬ ‫البيئة المغمقة التي تعتمد عمى وجود عوائق مادية تحول دون ىروب المحكوم‬
‫العالية‪ ،‬والقضبان واألسالك الشائكة‪ ،‬باإلضافة إلى الحراسة المشددة‪ ،‬فيؤالء المساجين ليسوا‬
‫أىال لمثقة وال موضع تقدير لممسؤولية‪.‬‬
‫ونتطرق إلى ىذا الموضوع في ثالثة مطالب‪ ،‬نتناول في المطمب األول األنظمة‬
‫القائمة عمى الثقة‪ ،‬وفي المطمب الثاني أنظمة تكييف العقوبة وفي المطمب الثالث الرعاية‬
‫الالحقة عمى اإلفراج النيائي‪.‬‬
‫تداركا ما يحممو اإلصالح في نظام البيئة المغمقة من سمبيات وعيوب خاصة في ظل العقوبات‬
‫بين عممية‬ ‫السالبة لمحرية طويمة المدة‪ ،‬تم اعتماد نظم قائمة عمى الثقة‪ ،‬تمثل مرحمة انتقالية‬
‫لممحكوم عميو‬ ‫السجن الكاممة في البيئة المغمقة والحياة الحرة‪ ،‬بيدف إعادة التأىيل المرحمي‬
‫وتحضيره لمحياة الكريمة في المجتمع‪ ،‬وسنتطرق إلى ىذه األنظمة عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫الفرع األول‪ :‬نظام الورشات الخارجية ‪:‬‬
‫ومن‬ ‫دراستنا لنظام الورشات الخارجية يقتضي أن نبين من ناحية مضمون ىذا النظام‪،‬‬
‫ناحية أخرى تقييمو‪ ،‬وأخي ار دراسة نظام الورشات الخارجية في القانون الجزائري ‪.‬‬
‫أ‪ -/‬مضمون نظام الورشات الخارجية ‪ :‬يقوم ىذا النظام عمى أساس أن المحكوم عمييم‬
‫المودعين في سجون مغمقة يمكن استخداميم خارج تمك السجون في أعمال تخضع لرقابة‬
‫االدارة العقابية‪ ،‬وتؤدي ىذه األعمال في اليواء الطمق أو داخل الورش والمصانع‪ ،‬يخضع ليذا‬
‫يقدمونو من‬ ‫ل السجن وما‬ ‫النظام المحكوم عمييم الذين تكشف شخصياتيم وسموكيم داخ‬
‫ضمانات عمى أنيم يحافظون عمى األمن والنظام أثناء العمل خارج المؤسسة العقابية‪.‬‬
‫ب‪-/‬تقييم نظام الورشات الخارجية‪:‬‬
‫‪ -1‬المزايا‪ :‬يتميز نظام الورشات الخارجية بأنو إحدى وسائل المعاممة العقابية التي تميد طريق‬
‫نحو إعادة إدماج المحكوم عميو‪ ،‬حيث أنو يحافظ عمى إبقاء نوعا من الصالت الروابط بين‬
‫المحكوم عميو وبين العالم الخارجي‪ ،‬تمييدا لعودتو النيائية إلى حياتو صعية ويقمل بدرجة كبيرة‬
‫من اآلثار المفسدة والضارة لمسمب التام لمحرية ‪.‬‬
‫‪/2‬العيوب‪ :‬قيل أنو يصعب من ناحية تدبير األعمال التي تكفي إللحاق المحكوم عمييم‬
‫بيا‪،‬كم أن كثي ار من أصحاب األعمال يحجمون عن تشغيميم‪ ،‬نتيجة لنظرة الريبة التي تتوفر‬
‫لتي تفرضيا المؤسسة‬ ‫لدييم إزاء الماضي اإلجرامي الخاص بيم‪ ،‬فضال عن أن الرقابة ا‬
‫العقابية‪.1‬‬
‫ج‪-/‬نظام الورشات الخارجية في القانون الجزائري‪:‬‬
‫لقد أخذ المشرع بنظام الورشات الخارجية‪ ،‬واعتبره وسيمة إلعادة تربية المحبوسين خارج‬
‫المؤسسة العقابية‪ ،‬ويتمثل نظام الورشات الخارجية في استخدام الم حبوسين المحكوم عمييم عمى‬

‫‪ -1‬سيف عبد المنعم‪ ،‬بدائل العقوبة السالبة لمحرية في التشريعات الجنائية الحديثة‪ ،‬رسالة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬كمية ‪ ،‬جامعة القاىرة‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.401‬‬
‫‪58‬‬
‫بأعمال مفيدة لفائدة الجماعات‬ ‫شكل جماعات أو فرق خارج المؤسسة العقابية‪ ،‬لمقيام‬
‫والمؤسسات والمقاوالت العمومية أو الخاصة مع فرض رقابة عمييم من طرف اإلدارة العقابية‪.‬‬
‫‪ -/1‬شروط الوضع في نظام الورشات الخارجية ‪ :‬يستفيد من الوضع في نظام الورشات‬
‫الخاريجية المحبوس المبتدئ الذي قضى ثمث (‪ )1/3‬العقوبة المحكوم بيا‪ ،‬والمحبوس الذي‬
‫سبق حكم عميو بعقوبة سالبة لمحرية وقضى نصف العقوبة المحكوم بيا عميو ‪.‬‬
‫إصالحيم‬ ‫ويراعي في اختيار المساجين العاممين بالورشات حسن سموكيم وامكانيات‬
‫لحفظ والنظام خارج‬ ‫وقدراتيم عمى ممارسة العمل وحالتيم الصحية‪ ،‬والضمانات التي يقدمونيا‬
‫المؤسسة أثناء العمل‪.‬‬
‫‪ -/2‬كيفية إنشاء الورشات الخارجية والتزامات األطراف المتعاقدة ‪ :‬يتم تشغيل اليد العاممة في‬
‫طمبات‬ ‫إطار الورشات الخارجية‪ ،‬تبعا لنموذج تخصيص اليد العاممة‪ ،‬الذي بمقتضاه توجو‬
‫العقوبات إلبداء‬ ‫التخصيص إلى قاضي تطبيق العقوبات الذي يحيميا بدوره عمى لجنة تطبيق‬
‫الشروط العامة والخاصة‬ ‫الرأي‪ ،‬وفي حالة الموافقة تبرم مع الييئة الطالبة اتفاقية تحدد فييا‬
‫الستخدام اليد العاممة من المحبوسين‪ ،‬ويوقع االتفاقية كل من مدير المؤسسة العقابية‪ ،‬وممثل‬
‫الييئة الطالبة ‪.‬‬
‫‪ 02/72‬حيث كانت توجو طمبات تخصيص اليد‬ ‫ولم يكن الوضع كذلك في األمر‬
‫ي تطبيق حكام‬ ‫العاممة العقابية إلى وزير العدل‪ ،‬الذي يؤشر عمى الطمب‪ ،‬ويحيمو إلى قاض‬
‫الجزائية لإلدالء برأيو فيعاد الطمب مع االقتراحات الخاصة باستخدام اليد ال عاملة بعد الدراسة‬
‫إلى وزير العدل الذي يقرر الموافقة أو الرفض‪ ،‬وفي حالة القبول ت عرض عمى الييئة الطالبة‬
‫اتفاقية تحدد فييا الشروط الخاصة الستخدام اليد العاممة التابعة للسجن‪ ،‬ويوقع التعاقد كل من‬
‫الييئ الطالبة ووزير العدل أو ممثمو ‪.‬‬
‫ة‬ ‫ممثل‬
‫وبموجب عقد استخدام المحبوسين يتم االتفاق عمى ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬تعيين الجية التي تتكفل بمصاريف نقل وتغذية وحراسة المحبوسين ‪.‬‬
‫‪ -‬تعيين األطراف الذين أبرموا ىذا العقد‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ -‬تحديد عديد المحبوسين المخصصين وأماكن استخداميم ومدة العمل ‪.‬‬
‫‪ -/3‬تقييم نظام الورشات الخارجية ‪ :‬استخدمت اليد العاممة العقابية منذ فجر االستقالل‪ ،‬في‬
‫عدة ميادين‪ ،‬في البناء والفالحة وشق الطرق وأعمال الصيانة وبناء القرى الفالحية والنجارة‬
‫والحدادة والخياطة والكيرباء وترميم البنايات العمومية وتييئة حدائق التسمية‪ ،‬وكان يتميز نظام‬
‫الورشات بعدم وجود أسموب وتنظيم موحد‪ ،‬واستغراقو فترات مؤقتة‪ ،‬كما كان يعاني من نقص‬
‫الموظفين المكمفين بالحراسة ومن وسائل النقل واإليواء‪ ،‬وكثي ار ما كانت المؤسسات العمومية‬
‫تبتعد عن استخدام المحكوم عمييم بسبب عدم إدراكيم لألبعاد اإلصالحية واالقتصادية‬
‫وعرف االىتمام‬ ‫واالجتماعية واألمنية ليذا االستخدام وبالرغم من فقر اإلمكانيات المطموبة‬
‫بتطوير الورشات الخارجية أوجو في سنوات الثمانينات باعتمادىا عمى أعمى مستوى كنشاط‬
‫إصالحي واقتصادي من طرف الحكومة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نظام الحرية النصفية ‪:‬‬
‫دراستنا لنظام الحرية النصفية تقتضي منا أن نبين من ناحية مضمون ىذا النظام‪ ،‬ومن ناحية‬
‫أخرى تقييمو‪ ،‬وأخي ار دراسة نظام الحرية النصفية في القانون الجزائري ‪.‬‬
‫أ‪ /‬۔ مضمون نظام الحرية النصفية ‪ :‬يعتبر نظام الحرية النصفية مرحمة من مراحل النظام‬
‫التدريجي‪ ،‬يتوسط نظام المؤسسة المغمقة والمؤسسة المفتوحة‪ ،‬وبذلك يسيل العودة التدريجية‬
‫لمحياة الحرة بالنسبة لممحكوم عمييم بعقوبة طويمة المدة‪ ،‬الذين تكشف شخصياتيم وسموكيم‬
‫الحسن داخل السجن عمى جدارتيم بثقة تتيح لىم االستفادة من من مزايا ىذا النظام‪ ،‬كما يعتبر‬
‫نظاما مستقال بالنسبة ألشخاص معينين وبصفة خاصة بالنسبة المحكوم عمييم بعقوبات قصيرة‬
‫المدة‪ ،‬بحيث ينفذ منذ لحظة النطق بالحكم‪ ،‬بحيث يسمح من جية بعدم إبعاد المحكوم عمييم‬
‫من عمميم األصمي ووسطيم االجتماعي وفي نفس الوقت يسمح ليم بتجنب نظام البيئة المغمقة‬
‫الذي في الغالب يفسد أكثر مما يصمح‪.1‬‬

‫‪ -‬طاشور عبد الحفيظ‪ ،‬طرق العالج العقابي‪ ،‬في التشريع الجزائري‪ ،‬المجمة الجزائرية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،1991 ،04‬ص‬
‫‪1‬‬

‫‪.593‬‬
‫‪60‬‬
‫ووفقا لنظام الحرية النصفية يسمح لممحكوم عميو‪ ،‬خارج المؤسسة العقابية وبدون رقابة‬
‫مستمرة‪ ،‬إما أن يمارس أحد األعمال الفنية بذات الشروط التي تطبق بالنسبة لمعامل الحر ومع‬
‫ذلك فإن عميو ع دة التزامات‪ ،‬أىميا الرجوع في كل مساء إلى المؤسسة العقابية‪ ،‬وتناول الطعام‬
‫بالقرب من مكان العمل‪ ،‬وعدم ارتياد أماكن معينة كأماكن الميو وشرب الخمر والمخدرات‪،‬‬
‫وعدم استالمو ألجره بل تستممو اإلدارة العقابية ‪.1‬‬
‫يو إلى شطرين‪ ،‬شطر‬ ‫ويتضح بذلك أن ىذا النظام يفترض تقسيم حياة المحكوم عل‬
‫‪.‬‬ ‫يمضيو خارج المؤسسة العقابية‪ ،‬ويحيا خاللو حياة مواطن شريف لم يحكم عميو بعقوبة‪،‬‬
‫وشطر ثاني يمضيو داخل المؤسسة ‪ .‬العقابية‪ ،‬ولقد طبقت فرنسا ىذا النظام بناء عمى اتفاق‬
‫الفرنسي‬ ‫خاص أثناء الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ثم نص عميو بعد ذلك قانون اإلجراءات الجنائية‬
‫الصادر في عام ‪ 1958‬بالنسبة لألحكام الصادرة لمدة سنة أو أقل‪ ،‬أو كانت المدة المتبقية من‬
‫‪ 1932‬ويطمق عميو شبو‬ ‫العقوبة سنة أو أقل‪ ،‬في حين أن التشريع البمجيكي يعرفو منذ عام‬
‫الحبس‪ ،‬وفي البداية كان يطبق عمى الجزء األخير من العقوبة السالبة لمحرية ثم امتد بعد ذلك‬
‫لعقوبات الحبس قصيرة المدة ثالثة شيور كحد أقصى ‪.‬‬
‫ب‪ .‬تقييم نظام الحرية النصفية‪:‬‬
‫‪ -1‬المزايا‪ :‬ليذا النظام مزايا الشك فييا بالنسبة لمعقوبات السالبة لمحرية قصيرة المدة‪ ،‬رخيصة‬
‫احتمال ا ختالطو‬ ‫لممحكوم عميو بمغادرة المؤسسة العقابية أغمب النيار يقيو جانبا كبي ار من‬
‫بأشخاص أكثر منو خطورة ويبقي صمتو بالمجتمع وأفراد أسرتو قائمة ويكفل احتفاظو بعمل‬
‫يستمر في مباشرتو بعد انقضاء عقوبتو ‪.2‬‬
‫‪ -/2‬العيوب‪ :‬رغم المزايا السابقة‪ ،‬وجو النظام الحرية النصفية العديد من االنتقادات منيا أن‬
‫أصحاب األعمال ال يقبمون عمى تشغيل المستفيدين بيذا النظام بنفس السيولة التي يعمل بيا‬
‫العمال األحرار إذ توجد نظرة ريبة في نظرىم تمقاء ىؤالء األشخاص ‪ .‬ورد عمى ىذا النقد بأنو‬

‫‪ -1‬محمد صبحي نجم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪113‬‬


‫‪ -2‬محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.578‬‬
‫‪61‬‬
‫يمكن التغ لب عمى ذلك عن طريق نشر الوعي لدى الجميور بأىمية تطبيق النظام وضرورتو‬
‫في تأىيل المحكوم عمييم‪ ،‬وبالتالي تحقيق مصمحة المجتمع‪ ،‬ووجو نقد ثاني بأن بعض‬
‫المحكوم عمييم ال يصمح معيم تطبيق ىذا النظام‪ ،‬وخصوصا أولئك الذين يضعفون أمام إغراء‬
‫اليرب‪ .‬وىذا النقد يمكن دفعو بتطبيق ىذا النظام عمى األشخاص الذين يستحقونو فقط‪ ،‬كما أنو‬
‫ال يمنح مجردا من تدابير الرقابة وغيرىا من االلتزامات التي تعد شروطا لتقريره‪ ،‬وفي حالة‬
‫مخالفتو يعد الشخص مرتكبا لجريمة اليروب ‪.‬‬
‫ء‬ ‫كما اعترض عميو ألنو ينطوي عمى عدم المساواة‪ ،‬ألنو ال يطبق عمى فئة الضعفا‬
‫والمرضى الذين ال يمكنيم العمل‪ ،‬كما يصعب تطبيقو عمى األشخاص العاطمين أو في حالة‬
‫إجازة مدفوعة ‪ .‬وىذا االعتراض يمكن دفعو بأن ىذا النظام ال يتقرر فقط ألجل العمل وانما‬
‫يمكن تقريره لمواصمة نشاط تدريبي أو تعميمي أو متابعة عالج طبي ومن ثم يمكن المرضى‬
‫الضعفاء االستفادة منيا‪.1‬‬
‫ج ‪ -/‬نظام الحرية النصفية في القانون الجزائري ‪ :‬لقد أخذ المشرع بنظام الحرية النصفية‬
‫كمرحمة ثالثة بعد البيئة المغمقة والورشات الخارجية‪ ،‬وبمقتضاه يوضع المحكوم عميو نيائيا‬
‫خارج المؤسسة العقابية خالل النيار‪ ،‬منفردا‪ ،‬ودون حراسة‪ ،‬أو رقابة اإلدارة ليعود إلييا مساء ا‬
‫المادة ‪ 104‬القانون المحبوسين ‪ ،‬لتمكينو من تأدية عمل أو مزاولة دروس في التعميم العام أو‬
‫التقني أو تابعة دراسات عميا أو تكوين ميني المادة ‪ 105‬القانون المحبوسين‬
‫‪ -/1‬االستفادة من نظام الحرية النصفية ‪ :‬بالرجوع إلى المادة ‪ 104‬وما بعدىا من قانون‬
‫تتمثل فيما‬ ‫‪ 04/05‬نجد أن المشرع وضع بعض الشروط لالستفادة من نظام الحرية النصفية‬
‫يمي ‪:‬‬
‫أن يكون المحبوس محكوم عميه نهائيا ‪ :‬أي صدر في حقو حكما أو ق اررا‪ ،‬وأصبح نيائيا‬
‫وقضى عميو بعقوبة سالبة لمحرية وتم إيداعو بمؤسسة عقابية تنفيذا لذلك‪ ،‬وبذلك يستثنی‬
‫عمى‬ ‫المحبوس مؤقتا والم حبوس اإلكراه بدني من االستفادة من ىذا النظام‪ ،‬وىو أمر منطقي‬

‫‪ -1‬سيف النصر عبد المنعم‪ ،‬المرجع السابق‪ 458 ،‬وما بعدىا‪.‬‬


‫‪62‬‬
‫عمييم من‬ ‫أساس أن ىؤالء قد يتم اإلفراج عنيم في أي وقت سواء بحكم البراءة أو بتسديد ما‬
‫ديون‪.‬‬
‫قضاء فترة معينة من العقوبة ‪ :‬في ىذا المجال ميز قانون تنظيم السجون بين المحبوس‬
‫المبتدئ‪ ،‬الذي يتعين أن تكون المدة الباقية النقضاء عقوبتو مساوية ألربعة وعشرين (‪)24‬شي ار‬
‫وبين المحكوم عميو الذي سبق الحكم عميو بعقوبة سالبة لمحرية‪ ،‬الذي يتعين أن يكون قد قضى‬
‫نصف العقوبة وبقي عمى انقضائيا مدة ال تزيد عن ( ‪ )24‬شي ار‪.‬‬
‫وقد استعمل المشرع في نص المادة ‪ 106‬لفظ "يمكن" بما يفيد أن الوضع في نظام‬
‫الحرية النصفية ليس حقا مقر ار لممسجون الذي تتوفر فيو الشروط المطموبة‪ ،‬كما أنو ال يطبق‬
‫مزاولة‬ ‫ف آلية‪ ،‬وانما يراعي إلى جانب توفر الشروط المطموبة مدى توفر العمل أو مدى‬
‫بصة‬
‫المسجون دروس في التعميم العام أو التقني أو متابعة دراسات عميا أو تكوين ميني‬
‫صدور مقرر االستفادة ‪ :‬لقد منحت المادة ‪ 106‬ف ‪ 2‬من قانون تنظيم السجون‪ ،‬صالحية‬
‫اصدار مقرر وضع المحبوس في نظام الحرية النصفية‪ ،‬لقاضي تطبيق العقوبات بعد استشارة‬
‫ل األمر ‪ 02/72‬الممغى حيث منحت‬ ‫لجنة تطبيق العقوبات خالفا ما كان سائدا في ظ‬
‫الصالحية لوزير العدل بعد إشعاره من قاضي تطبيق األحكام الجزائية الذي يقدم اقتراحو بعد‬
‫استشارة لجنة الترتيب والتأديب‪.‬‬
‫‪ :‬قبل سريان مقرر االستفادة من نظام الحرية‬ ‫‪ -/2‬كيفية تطبيق نظام الحرية النصفية‬
‫النصفية‪ ،‬يتعين عمى المحبوس إمضاء تعيد يمتزم بموجبو باحترام الشروط التي يتضمنيا ىذا‬
‫العمل‬ ‫المقرر والتي تدور أساسا حول سموكو خارج المؤسسة وحضوره الفعمي إلى مكان‬
‫ومواظبتو واجتياده في أدائو لعممو‪ ،‬واحترام أوقات خروجو من المؤسسة العقابية وعودتو إلييا‬
‫واحترام شروط التنفيذ الخاصة التي تحدد بصفة فردية بالنظر لشخصية كل م حكوم عميو‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫أىم ما يمكن إثارتو في ىذا المجال ىو عدم استفادة المحكوم عمييم منذ لحظة النطق‬
‫بالحكم من نظام الحرية النصفية ومن الواضح أن المشرع قد شدد في مدة القبول في نظام‬
‫الحرية النصفية‪ ،‬عمما أن التقميص من ىذه المدة بإمكانو التقميل من مساوئ نظام البيئة المغمقة‬
‫ولقد استفاد من نظام الحرية النصفية حسب إحصائيات إدارة السجون ‪ 3777‬مسجون‪،‬‬
‫في سنة‪.1 2007‬‬
‫الفرع الثالث‪ .‬نظام البيئة المفتوحة‪:‬‬
‫دراستنا لنظام البيئة المفتوحة‪ ،‬تقتضي منا أن نبين من ناحية مضمون ىذا النظام‪ ،‬ومن‬
‫ناحية أخرى تقييمو وأخي ار دراسة نظام البيئة المفتوحة في القانون الجزائري ‪.‬‬
‫أ‪ -/‬مضمون نظام البيئة المفتوح ‪ :‬يتمثل ىذا النظام في وضع المحكوم عمييم في مؤسسات‬
‫مفتوحة‪ ،‬ال تحتوي عمى أسوار مرتف عة وال أسالك وال قضبان‪ ،‬وال حراسة مشددة‪ ،‬فيي مبان‬
‫عادية ليا أبواب ونوافذ كتمك التي نعرفيا في المباني العادية‪ ،‬يتمتع فييا المحكوم عمييم بحرية‬
‫الحركة والتنقل في حدود النطاق المكاني الذي توجد فيو تمك المؤسسات‪ ،‬ويشتغمون في األعمال‬
‫الزراعية والصناعية فنزالء السجون المفتوحة يتميزون باالحترام التمقائي لمنظام فال يحاولون‬
‫العرب واالقتناع الذاتي بالبرامج اإلصالحية التي تنمي فييم الثقة في أنفسيم وفيمن يتعاممون‬
‫معيم كما تنمي فييم الذاتية‪ ،‬ومن ثم ليسوا في حاجة إلى وسائل قسرية تجبرىم عمى احترام‬
‫النظام وااللتزام بالبرنام ج اإلصالحي والتأىيمي ‪.2‬‬
‫الشعور بالمسؤولية ‪ :‬وقد يكون نظام البيئة المفتوحة إحدى مراحل النظام التدريجي‪ ،‬وقد‬
‫يكون نظام مستقال بذاتو حسب ظروف المحكوم عميو ومدى تمتعو بالثقة والمسؤولية ‪.‬‬
‫ولقد أوصت المؤتمرات الدولية باألخذ بيذا النظام مثل ‪:‬مؤتمر الىاي الجنائي والعقابي‬
‫الذي عقد سنة ‪ ،1950‬ومؤتمر األمم المتحدة لمكافحة الجريمة ومعاممة المذنبين الذي عقد في‬
‫جنيف ‪.1955‬‬

‫‪ -‬إحصائيات المديرية العامة إلدارة السجون واعادة اإلدماج لسنة ‪. 2007‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -2‬يسر أنور عمى ود‪ .‬أمال عثمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.391 :2‬‬
‫‪64‬‬
‫ب‪ -‬تقييم نظام البيئة المفتوحة‪:‬‬
‫‪ -/1‬المزيا‪ :‬من بين مزايا ىذا النظام أنو قميل التكاليف سواء من حيث إنشائو أو من حيث‬
‫ضخمة ‪،‬‬ ‫إدارتو تخذ عادة شكل مستعمرات زراعية واسعة‪ ،‬وال تحتاج إلى حراسة أو مباني‬
‫ويحقق تنظيما أفضل لمعمل ويساعد عمى تعمم إحدى الحرف ويؤدي إلى تحقيق التوازن البدني‬
‫والنفسي لمنزالء‪ ،‬ألن األعمال تتم في وسط حر‪ ،‬وفي عالقات طبيعية مع األخرين ‪ ،‬وكل ىذا‬
‫يمنح المحكوم عميو الثقة في نفسو مما يساعد عمى إصالحو وتأىيمو‪ ،‬كما يسيل لو اإلشراف‬
‫عمى أسرتو ومتابعة أمورىا‪.1‬‬
‫‪ -/2‬العيوب‪ :‬أخذ عمى ىذا النظام أنو يساعد عمى اليروب‪ ،‬إال أن ىذا النقد مبالغ فيو ألن‬
‫نسبة ىروب المحكوم عمييم الخاضعين ليذا النظام ضئيمة ج دا‪ ،‬كما أن ىروب المحكوم عمييم‬
‫يشكل جريمة جديدة‪ ،‬تجعميا عرضة لعقوبة جديدة‪ ،‬وربما يترتب عميو نقميم إلى سجن مغمق‪،‬‬
‫يضاف إلى ذلك أن ىر وب بعض السجناء ال يعني فساد ىذا النظام‪ ،‬وانما يرجع إلى سوء‬
‫نظام التصنيف‪ ،‬وما يترتب عميو من إيداع أشخاص غير جديرين بيذا النظام ‪ ،‬وقيل كذلك في‬
‫نقد نظام البيئة المفتوحة‪ ،‬أنو يقمل القيمة الرادعة لمعقوبة‪ ،‬لكن ىذا النقد ال يقوم عمى أي‬
‫أساس‪ ،‬ألن ىذا النظام ينطوي عمى سمب لحرية المحكوم عميو وفي ىذا ما يكفي لتحقيق ردعو‪،‬‬
‫عميو الذي‬ ‫خاصة إذا أخذنا في االعتبار الصفات الخاصة التي يجب أن تتوافر في المحكوم‬
‫يستفيد من ىذا النظام‪ ،‬فيو شخص أىل ثقة وكفء لتحمل المسؤولية وليذا يكفيو سمب حريتو‬
‫حتى يتحقق ردعو‪.2‬‬
‫ج‪ -‬نظام البيئة المفتوحة في النظام الجزائري ‪ :‬لقد أخذ المشرع بنظام البيئة المفتوحة‪ ،‬واعتبره‬
‫وسيمة إلعادة التربية واإلدماج خارج المؤسسة العقابية‪ ،‬وكمرحمة انتقالية لمنظام التدريجي بعد‬
‫نظام البيئة المغمقة ونظام الورشات الخارجية‪ ،‬ونظام الحرية النصفية ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬


‫‪ -2‬نبيو صالح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 216‬و ما بعدىا‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫‪ -/1‬شروط االستفادة من نظام البيئة المفتوحة ‪ :‬لالستفادة من نظام البيئة المفتوحة ال بد من‬
‫استيفاء مجموعة من الشروط تتمثل في ما يمي ‪:‬‬
‫أن يكون المحبوس محكوم عميو نيائيا ‪:‬‬
‫أي صدر في حقو حكما أو ق ار ار أصبح نيائيا‪ ،‬قضى عميو بعقوبة سالبة لمحرية ويتم‬
‫إيداعو بمؤسسة عقابية تنفيذا لذلك‪ ،‬وبالتالي يستثني المحبوسين مؤقتا والمحبوسين تنفيذا إلكراه‬
‫بدني من االستفادة من ىذا النظام‪.‬‬
‫قضاء فترة معنية من العقوبة ‪ :‬وفي ىذه المجال ميز قانون تنظيم السجون بين المحبوس‬
‫المبتدئ واشترط أن يكون قد قضى ثمث (‪ )1/3‬العقوبة المحكوم بيا عميو‪ ،‬وبين المحبوس الذي‬
‫سبق الحكم عميو بعقوبة سالبة لمحري ة‪ ،‬والذي يتعين عميو أن يكون قد قضى نصف العقوبة‬
‫المحكوم بيا عميو‪.‬‬
‫صدور مقرر الوضع في نظام البيئة المفتوحة ‪ :‬يتولى قاضي تطبيق العقوبات طبقا أحكام‬
‫المادة ‪ 111‬ق‪.‬ت‪.‬س) صالحية إصدار مقرر الوضع في نظام البيئة المفتوحة بعد استشارة‬
‫لجنة تطبيق العقوبات مع إشعار المصالح المختصة بو ازرة العدل‪ ،‬وبذلك خفف القانون الجديد‬
‫من مركزية القرار التي كانت في ظل اآلمر ‪ 72 /02‬الممغی‪ ،‬حيث كان يتم الوضع بموجب‬
‫قرار من وزير العدل وباقتراح من قاضي تطبيق األحكام الجزائية بعد أخذ رأي لجنة الترتيب‬
‫والتأديب‪ 1‬وفي حالة مخالفة المحبوس لاللتزامات المفروضة عميو يقرر إرجاعو إلى نظام البيئة‬
‫مغمقة‪ ،‬بنفس الطريقة التي يتم بيا الوضع في نظام البيئة المفتوحة بموجب قرار صادر من‬
‫قاضي تطبيق العقوبات‪.‬‬
‫‪ -/2‬إجراءات الوضع في نظام البيئة المفتوحة ‪ :‬يتمحور ىذا النظام بتشغيل المحبوسين داخل‬
‫مراكز ذات طابع فالحي أو صناعي أو حرفي أو خدماتي أو ذات منفعة عامة‪ ،‬دون ارتداء‬
‫بذلة الحبس‪ ،‬حيث يقيمون في عين المكان تحت حراسة مخففة‪ ،‬يتمتع فييا المحبوسين بحرية‬
‫الحركة والتنقل في الحدود الجغرافية التي تتربع عمييا المؤسسة ويمتزم المحبوسين الموضوعين‬

‫‪ -1‬المادة ‪ ،175‬القانون ‪ ،02 /72‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪66‬‬
‫في نظام البيئة المفتوحة بقواعد عامة تضعيا و ازرة العدل تتعمق بااللتزام بالسموك الحسن و‬
‫السيرة المثالية والمواظبة عمى العمل واالجتياد فيو‪ ،‬كما يمتزم بالقواعد الخاصة الموضوعة من‬
‫طرف قاضي تطبيق العقوبات بعد استشارة لجنة تطبيق العقوبات المرتبطة بنظام البيئة‬
‫المفتوحة ونوعية العمل الممزمون بتنفيذه‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫اف مسألة البحث عف اليدؼ ك الغاية مف تكقيع العقاب ضد المجرميف ك الجانحيف‬


‫‪ .‬فبعد أف كانت العقكبة في العصكر‬ ‫محؿ اىتماـ الفكػػر البشرم طكاؿ عقكد مف الزمف‬
‫القديمة ك الكسطى في التشريعات الكضعية شر يقابؿ ش ار ‪ ،‬ك أف المجتمع حيف يكقع‬
‫العقكبة فغايتو في ذلؾ ليست حفظ كيا نو فحسب بؿ لتحقيؽ فائدة في المستقبؿ أيضا ‪ ،‬إلى‬
‫جانب أنيا كسيمة إلعادة التكازف لممجتمع بعد إخالؿ الجريمة بقكاعد السمكؾ ك النظاـ الكاجبة‬
‫االحتػراـ ك ردع لمجاني ك تخكيؼ لغيره ‪ ،‬ك أنيا حسب التعاليـ المسيحية تحقيؽ لممنفعة‬
‫االجتماعية ميما بمغت قسكتيا‬
‫المبحث األول‪ :‬التدابير المستحدثة العادة اإلدماج االجتماعي وفق القانون ‪. 04/05‬‬
‫لقد استحدث القانكف ‪ 04/05‬نظاـ جديد يعرؼ بتكييؼ العقكبة حيث نص عميو‬
‫المشرع في الباب السادس مف ىذا القانكف‪ ،‬كيضـ ثالثة فصكؿ‪ ،‬الفصؿ األكؿ تطرؽ فيو‬
‫إلى إجازة الخركج‪ ،‬كىذا في المادة ‪ ،129‬كالفصؿ الثاني تطرؽ فيو إلى التكقيؼ المؤقت‬
‫التطبيؽ العقكبة‪ ،‬ك الفصؿ الثالث يضـ اإلفراج المشركط‪ ،‬كاف كاف النظاـ األخير معركؼ‬
‫في األمر ‪ 72 / 02‬إال أف القانكف ‪ 05 / 04‬أدخؿ عميو عدة مستجدات جعمت منو ينتقؿ‬
‫مف نظاـ عقكبة إلى تكييؼ العقكبة‪ ،‬تماشيا مع سياسة اإلصالح كاعاد ة اإلدماج لممسجكنيف‬
‫كسنحاكؿ في ىذا المطمب التطرؽ إلى كؿ عنصر مف العناكيف المبينة أعاله ‪.1‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬التدابير المستحدثة إلعادة إدماج اإلجتماعي لممحبوس وفق القانون‬
‫‪04/05‬‬
‫ألجؿ إنجاح السياسة العقابية الجديدة ك التي تتضمف معاممة عقابية حديثة تقكـ عمى‬
‫ترجيح كفة اإلصالح ك إعادة التأىيؿ المحبكس لتحضير عكدتو ك االندماج في المجتمع ‪،‬‬
‫يتطمب إدخاؿ أنظمة ك تدابير جديدة في التشريع العقابي األمر الذم تنبو إليو المشرع في‬
‫اإلصالح الجديد ـ ف اجؿ تيسير تطبيؽ أنظمة إعادة التربية ك إعادة اإلدماج‪ ،‬نص قانكف‬

‫‪ -1‬األمر ‪ 72 / 02‬مف القانكف ‪ 05 / 04‬المستحدثة اإلعادة اإلدماج االجتماعي‬

‫‪68‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫تنظيـ السجكف ك إعادة اإلدماج عمى عدة تدابير تيدؼ إلى جعؿ إعادة اإلدماج حركية‬
‫مستمرة ك متكاصمة ترافؽ المحبكس ك تتدرج بو‪ ،‬منيا ما سبؽ عرضو في الفصؿ األكؿ عند‬
‫دراستنا ألساليب إعادة التربية في البيئة المغمقة ك في البيئة المفتكحة ‪.‬‬
‫ك سنحاكؿ في دراستنا في ىذا المطمب تبياف ما استحداثو المشرع في القانكف الجديد‬
‫تحت عنكاف تكييؼ العقكبة كما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬نظاـ اإلفراج المشركط‬
‫‪ -‬إجازة الخركج‪.‬‬
‫‪ -‬التكقيؼ المؤقت لتطبيؽ العقكبة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬نظام اإلفراج المشروط‬
‫يعتبر اإلفراج المشركط مف أىـ ك أخطر أنظمة مراجعة العقكبة السالبة لمحرية‬
‫باعتبار أف المحبكس يغادر بصكرة كمية الـ ؤسسة العقابية ليال نيا ار ‪ ،‬كال تربطو بيا سكل‬
‫بعض الشركط التي يتضمنيا مقر اإلفراج ك التي عمى المفرج عنو التقيد بيا طكاؿ الفترة‬
‫المتبقية لمعقكبة ‪ ،‬كيشكؿ اإلفراج المشركط كذلؾ إحدل صكر التنفيذ الجزئي لمعقكبة خارج‬
‫أسكار السجف ‪ ،‬كخاصة بعد إدخاؿ تعديالت جكىرية عمى ىذا النظاـ بمكجب قانكف تنظيـ‬
‫السجكف رقـ ‪ ، 05 / 04‬بحيث أصبح يشكؿ أىـ مؤشر عمى حسف سير السياسة‬
‫اإلصالحية المنتيجة بمكجب القانكف أعاله مف خالؿ اؿ نتائج المحققة ميدانيا ك ذلؾ بالنظر‬
‫إلى الدكر الذم يمعبو ىذا النظاـ في إعادة تأىيؿ المحبكسيف اجتماعيا‪ ،‬ك لمزيد مف الشرح‬
‫نتعرض إلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف االفراج المشروط ‪ :‬يقصد بو تعميؽ تنفيذ قبؿ انقضاء المدة المحككـ بيا ‪ ،‬ك‬
‫تسريح عميو نيائيا مف المؤسسة العقابية مع تقي ده بمجمكعة مف الشركط أك االلتزامات التي‬

‫‪69‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫يجب مراعاتيا ك االلتزاـ بيا ‪ .‬طكاؿ الفترة المتبقية مف العقكبة المحككـ بيا عميو‪ ،‬ك تحسب‬
‫ىذه المدة ضمف العقكبة المحككـ بيا‪.1 .‬‬
‫ك يعد االفراج المشركط آخر مرحمة مف مراحؿ اعادة اإلدماج االجتماعي‪ ،‬ك بمعنى‬
‫اخر فاف االفراج المشركط عف المحككـ عميو يفيد بأف المحبكس كصؿ إلى مرحمة أصبح ال‬
‫يشكؿ خطر عمى المصالح الفردية ك االجتماعية‪ ،‬ك أف عكامؿ اإلجراـ لديو قد زالت‪ ،‬ك‬
‫بالتالي فإف خركجو إلى الـ جتمع ككضعو تحت االختبار ىك بمثابة تأكد أخير مف تحقيؽ‬
‫عممية إصالحو‪ ،‬ك تحضي ار لمعكدة بصكرة نيائية إلى المجتمع ‪.‬‬
‫‪/08/14‬‬ ‫ك ظير نظاـ اإلفراج المشركط في فرنسا بمكجب القانكف الصادر في‬
‫‪Bonneville de‬‬ ‫"‬ ‫‪ 1885‬نتيجة لجيكد القاضي الفرنسي بكنفيؿ دم مارسايني‬
‫‪"Marsagny‬‬
‫ك ذلؾ بعد نجاح نظاـ االفراج المشركط في إيرلندا كاف يعرؼ ب ك ذلؾ بعد نجاح نظاـ‬
‫"‪ "Ticket of leave‬لذلؾ اقترح سنة ‪1846‬‬ ‫االفراج المشركط في إيرلندا كاف يعرؼ ب‬
‫األخذ بيذا النظاـ ك ذلؾ بيدؼ زيادة فعالية ك تحقيؽ اإلصالح العقابي ك التأىمي‬
‫االجتماعي لممحبكس تحضي ار إل عادة دماجو في المجتمع‪ ،‬ك لكي يتحقؽ ىذا النظاـ أىدافو‬
‫نصت المادتاف ‪ 01‬ك‪ 06‬مف القانكف المذككر عمى أنو يجب أف ينشأ في كؿ مؤسسة عقابية‬
‫نظاـ عقابي يقكـ عمى الفحص اليكمي السمكؾ المحبكسيف ك مدی مكاظبتيـ عمى العمؿ‬
‫ييدؼ لتيذيبيـ ك إعدادىـ لالفراج المشركط ‪ ،‬ك مف جا نب اخر تحدد اإلدارة العامة كسيمة‬
‫اإلشراؼ ك الرقابة ك االلتزامات التي يخضع ليا المفرج عنيـ شرطيا‪ ،‬ك أخي ار تختص اإلدارة‬
‫بتكميؼ جمعيات الرعاية بمراقبة سمككاتيـ ‪ ،‬ك بيذا فاف قانكف ‪ 1885/08/14‬اعتبر نظاـ‬

‫‪-1‬القانكف ا لصادر في‪ 1985/08/14 .‬الذم جعؿ مف ‪.‬اإلفراج ا لمشركط ‪.‬نظاما م كجيا إلعا دة ا لتأىيؿ‪ .‬االجتماعي‬
‫ظير نظاـ قاضي تطبيؽ العقكبات في فرنسا مع صدكر قانكف اإلجراءات‪ .‬الج ازئية سنة‪.1958 .‬‬

‫‪70‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫محبكس ‪ ،‬ك قد المشرع‬ ‫االفراج المشركط كسيمة لمتعذيب الفردم تحدد تبعا الشخصية كؿ‬
‫الجزائرم بذات المفيكـ إذ نص عمى أحكامو في المكاد ‪ 179‬إلى ‪ 194‬مف القانكف ‪02/72‬‬
‫الممغي‪.1‬‬
‫ك بالرغـ مف الضجة ك الجدؿ الفقيي الكبير الذم دار حكؿ تبني ىذا النظاـ‬
‫باعتبار أنو يمس مبدأ حجية الشيء المقضي مف جية ‪ ،‬ك يخالؼ مبدأ الفصؿ بيف‬
‫السمطات مف جية أخرل ‪ ،‬إال أف ىذا النظاـ يبرز عدة اعتبارات منيا تشجيع المحبكس‬
‫عمى التزاـ السمكؾ الحسف ك االنضباط داخؿ السجف ك خارجو حتى يستفيد مف مزاياه ‪،‬‬
‫خاصة ذا عرفنا أف المحبكس ال يستفيد منو بقكة القانكف ‪ ،‬بمعنى أنو ليس حؽ لو بؿ ىك‬
‫يمتزـ بالنظاـ الداخؿ لممؤسسة العقابية ك يقدـ ضمانات‬ ‫منحة أك مكافأة لممحبكس الذم‬
‫إصالح حقيقة مف خالؿ استقالتو طكؿ فترة زمف االختبار‪ ،‬ىذا ما أخذ بو المشرع الجزائرم‬
‫في نص المادة ‪ 134‬مف القانكف ‪ 05 / 04‬ك التي تنص ‪" :‬يمكف لممحبكس الذم قضى فترة‬
‫اختبار مف مدة العقكبة المحككـ بيا عميو أف يستؼ يد مف اإلفراج المشركط إذا كاف حسف‬
‫السيرة كالسمكؾ ك أظير ضمانات جدية الستقامتو ‪.‬‬
‫‪ -2‬شروط اإلفراج المشروط ‪ :‬مف خالؿ استقراء نصكص قانكف تنظيـ السجكف ك إعادة‬
‫‪ 134‬كما يمييا‪ ،‬نستخمص منيا شركط‬ ‫اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف ال سيما المادة‬
‫مكضكعية ك ىنالؾ استثناءات عمييا ك أخرل شركط شكمية االستفادة المحبكس مف نظاـ‬
‫اإلفراج المشركط قم‬
‫أ‪ -‬الشروط الموضوعية ‪ :‬أكردىا المشرع الجزائرم في ؽ ‪.‬ت‪ .‬س ضمف المكاد ‪،134 :‬‬
‫‪ ، 135 ،136‬ك تتعمؽ إما بالكضع الجزائي لممحبكس‪ ،‬أك بالمدة التي يتعيف عميو قضاؤىا‬
‫مف العقكبة في المؤسسة العقابية ‪ ،‬أ ك باألدلة التي ينبغي أف يثبت بيا سيرتو الحسنة خالؿ‬

‫‪ -1‬القانكف الصادر في‪ 1985/08/14 .‬مرجع سابؽ‬

‫‪71‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫تمؾ المدة‪ ،‬باإلضافة إلى تقديـ ضمانات جدية تؤكد استقامتو ككذا سداده اللتزاماتو المالية‪،‬‬
‫ك عمى ذلؾ سنتناكؿ ىذه الشركط تباعا كفقا لمتقسيـ التالي‪:‬‬
‫‪ -‬الوضع الجزائي لممحبوس ‪ :‬فمف حيث اإلفراج المشركط لقد ترؾ المشرع الجزائرم مجاؿ‬
‫االستفادة مف اإلفراج المشركط مفتكحا أماـ جميع فئات المحبكسيف‪ ،‬المبتدئيف منيـ ـ‬
‫معتادم اإلجراـ ك المحككـ عمييـ بعقكبات مؤيدة عمى قدـ المساكاة ‪ ،‬بكصفو تدابير ييدؼ‬
‫لذا‬ ‫إلعادة التأىيؿ المحبكس ك إدماجو في المجتمع متى أبدل استجابة ليذا التأىيؿ ‪،‬‬
‫يفترض أف يككف المستفيد محككما عميو بعقكبة سالبة لمحرية ‪ ،‬سكاء كانت ىذه العقكبة حبسا‬
‫أك سجنا ك مف ىنا فيذا النظاـ ال يطبؽ عمى المحككـ عمييـ بعقكبة اإلعداـ ‪ ،‬ك كذا األمر‬
‫بالنسبة لممحككـ عمييـ بتدابير أمف حتى ك لك كانت سالبة لمحرية ككضع األحداث في‬
‫مراكز األحداث ك المدمنيف في المؤسسات العالجية ‪.1‬‬
‫‪ -‬قضاء المحكوم عميو الجزء من عقوبة أو ما تسمى بفترة االختبار ‪ :‬قصد بفترة االختبار‬
‫المدة التي يتعيف عمى المحبكس قضاءىا مف العقكبة المحككـ بيا عميو في المؤسسة العقابية‬
‫قبؿ أف يتقرر اإلفراج عنو شرطيا‪ ،‬ك لقد كضع المشر ع الجزائرم حدا أدني ليذه المدة التي‬
‫تحدد عمى أساس نسبة معينة مف مدة العقكبة المحككـ عميو بيا ‪ ،‬ك تختمؼ ىذه المدة‬
‫باختالؼ ىذه السكابؽ القضائية لممحككـ عميو ‪ ،‬ك كذا طبيعة العقكبة المحككـ عميو بيا‪ ،‬ك‬
‫بناءا عمى ذلؾ ميز المشرع الجزائرم في المادة ‪ 134‬مف القانكف ‪ 05 / 04‬بيف ثالث فئات‬
‫‪ 134‬المادة‬ ‫مف المحبكسيف فبالنسبة لممحبكس المبتدئ تنص الفقرة الثانية مف المادة‬
‫المذككرة أعبو ‪ " :‬تحدد فترة االختبار بالنسبة لممحبكس المبتدئ بنصؼ ‪ %‬العقكبة المحككـ‬
‫خاصة بمعتادم اإلجراـ فت حدد فترة‬ ‫بيا عمييا ‪ ،‬أما الفقرة الثالثة مف نفس المادة فيي‬

‫‪ .136 _135‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر ‪ :‬ايماف تمشبات‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‬ ‫‪ --1‬سارة بف زيدی‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪16 _15‬‬

‫‪72‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫االختبار بثمثي ‪ 3/2‬العقكبة المحككـ بيا عميو‪ ،‬عمى أال تقؿ مدتيا في جميع األحكاؿ عف‬
‫سنة كاحدة‪ ،‬ك أخي ار المحككـ عمييـ بالسجف المؤبد فتحدد بخمسة عشر سنة (‪ 15‬سنة)‪.‬‬
‫‪ -‬سموك المحبوس أثناء تنفيذ العقوبة ‪ :‬يعتبر السمكؾ الحسف لممحبكس أثناء تنفذ العقكبة‬
‫المحككـ بيا عميو شرطا ضركريا االستفادتو مف اإلفراج المشركط ‪ ،‬ذلؾ أف التزاـ المحبكس‬
‫بالسمكؾ الحسف إنما يؤكد استجابتو ك تفاعمو مع أساليب المعاممة العقابية بصكرة إيجابية‪ ،‬ك‬
‫يعتبر بذلؾ دليال عمى اإلصالح الفعمي بما ال يدعك مجاال لمشؾ عمى سيكلة اندماجو في‬
‫المجتمع ك تكيفو معو‪ ،‬ك لقد اشترط المشرع الجزائرم في المادة ‪ 1/124‬مف ؽ‪.‬ت‪.‬س حسف‬
‫السيرة كالسمكؾ في المحبكس حتى يستفيد مف االفراج المشركط ‪ ،‬ك لكف الشرط يطرح العديد‬
‫مف المشاكؿ خاصة أنو يعتمد عمى معيار ذاتي يخشى مف سكء استعمالو‪.1‬‬
‫‪ -‬تقدم المحبوس لضمانات حدة لالستقامة ‪ :‬بينما فيما تقدـ أف المشرع الجزائرم يشترط‬
‫أف يقدـ المحبكس أدلة عف حسف سيرتو ك سمككو‪ ،‬حتى يستفيد مف االفراج المشركط ك لكف‬
‫الشرط كحده غير كاؼ‪ ،‬إف لـ يعززه بتقديـ ضمانات جدية لالستقامة ‪ ،‬ك التي تككف بمثابة‬
‫نتيجة إيجابية لفعالية المعاممة التي خضع ليا‪ ،‬إال أف ىذا الشرط تقديـ ضمانات جدية‬
‫لالستقامة تعيبو خاصة المركنة ك عدـ الدقة‪ ،‬مما يصعب عممية تقديره ك التأكد منو ىذا مف‬
‫جية‪ ،‬ك مف جية أخرل يثير بحث ىذه الضمانات التساؤؿ حكؿ دكر إدارة المحبكس في‬
‫تحقيقيا كجاءت عبارة الضمانات الجدية لالستقامة في المادة ‪ 134‬مف القانكف ‪04/05‬عامة‬
‫غير دقيقة ‪ ،‬دكف تحديد لمعايير تضبطيا حتى أف تحقيؽ المحبكس الضمانات االستقامة‬
‫مرىكف بتفاعمو اإليجابي مع معاممة المطبقة عميو‪ ،‬ك ىذه األخيرة ال تككف ليا نتائجيا‬
‫المرجكة في إعادة بناء شخصية المحبكس ك غرس القيـ التربكية ك االجتماعية إال مف خالؿ‬
‫إعداد برامج اإلصالح ك التأىيؿ مف قبؿ اإلدارييف كالمختصيف ‪.‬‬

‫‪-1‬المادة مف القانكف ‪ 04/05‬مرجع سابؽ‬

‫‪73‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫إذف فأىـ الضمانات التي يمكف أف يقدميا المحبكس ىي إنجازه عمؿ مفيد خالؿ فترة‬
‫االختبار مف تعميـ أك تككيف ميني ‪ ،‬أك عمؿ بالكرشات الخارجية ‪ ،‬ككؿ نشاط أخر يبرز‬
‫استعداده لإلصالح‪ ،‬فعمى المحبكس أف يثبت استحقاقو لإلفراج المشركط عف طريؽ مشاركتو‬
‫في العمؿ التربكم ك الف شاطات العامة بالمؤسسة العقابية‪ ،‬ك عميو أيضا تنمية ركح العمؿ‬
‫لديو ك ترقية مياراتو المينية تعبي ار عف الطاقة الخالقة ك المبدعة الكامنة بداخمو ‪.‬‬
‫‪ -‬أداء المحبوس االلتزامات المالية المحكوم بيا عميو ‪ :‬استحداث المشرع الجزائرم عمى‬
‫ليو فال يمكف لممحبكس أف يستفيد مف االفراج‬ ‫غرار تشريعات أخرل ىذا الشرط ‪ ،‬ك ع‬
‫المشركط إال بعد أداءه المصاريؼ القضائية ك مبالغ الغرامات المحككـ بيا عميو‪ ،‬ك كذا‬
‫التعكيضات المدنية التي ال يعفى منيا إال بتقديـ ما يثبت تنازؿ الطرؼ المدني لو عنيا ‪.1‬‬
‫‪ -‬االستثناءات الواردة عمى الشرط الموضوعية ‪ :‬نص اؿمشرع عمى االستثناء الذم يمثؿ‬
‫اإلعفاء مف فترة االختبار في المادة ‪ 135‬مف القانكف ‪ ، 04/05‬إذ يمكف أف يستفيد مف‬
‫‪ 134‬مف القانكف‬ ‫اإلفراج المشركط دكف شرط فترة االختبار المنصكص عميو في المادة‬
‫المذككر أعاله‪ ،‬المحبكس الذم يبمغ السمطات المختصة عف الحادث خطير قبؿ كقكع ق مف‬
‫شأنو المساس بأمف المؤسسة العقابية ‪ ،‬أك يقدـ معمكمات لمتعرؼ عمى مدبريو‪ ،‬أك بصفة‬
‫عامة يكشؼ عف مجرميف ك يتـ إيقافيـ ‪.‬‬
‫‪ 140‬مف القانكف ‪ 04/05‬حكما‬ ‫ك كذلؾ استحداث المشرع الجزائرم في المادة‬
‫خاصا أعفي بمكجبو المحبكس مف شركط منح االفراج المشركط المنصكص عمييا في المادة‬
‫‪ 134‬مف القانكف المذككر أعاله‪ ،‬حسف السيرة ك السمكؾ كالضمانات الجدية لالستقامة ‪ ،‬فترة‬
‫االختبار ‪ ،‬ك يتعمؽ األمر باإلفراج المشركط ألسباب صحية ‪ ،‬أك ما أصطمح عمى تسميتو‬
‫باالفراج الصحي كفقا لمتشريعات المقارنة ‪.‬‬

‫‪ -1‬بمكجب المادة ‪ 136‬مف القانكف رقـ ‪ 04/05‬إذ لـ يكف لو كجكد في ظؿ األمر رقـ ‪ 02/72‬إال كأثر اإلفراج المشركط‬

‫‪74‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫يقصد باالسباب الصحية ‪ ،‬إصابة المحبكس بمرض خطير أك إعاقة دائمة تتنافى مع‬
‫بقائو في الحبس أك التأثير السمبي لمحالة الصحية البدنية ك النفسية لممحبكس ك بصفة‬
‫مستمرة ك متزايدة ‪.‬‬
‫‪ 05/01‬ك‬ ‫ب ‪ -‬الشروط الشكمية ‪ :‬ىنالؾ شركط شكمية تضمنيا بالتفصيؿ المنشكر رقـ‬
‫‪ :‬الطمب أك االقتراح‪ ،‬الكضعية‬ ‫المتعمؽ بكيفية البت في ممفات االفراج المشركط أىميا‬
‫‪ ،02‬نسخة مف الحكـ أك القرار ‪ ،‬تقرير المؤسسة‬ ‫الجزائية ‪،‬صحيفة السكابؽ العدلية رقـ‬
‫العقابية عف كضعية المحبكس ك سيرتو ك سمككو خالؿ مدة حبسو ‪.‬‬
‫ففيما يخص الطمب فقد اكتفى قانكف تنظيـ السجكف بالنص عمى حؽ المحبكس أك‬
‫ممثمو القانكني كأحد أفراد عائمتو أك محاميو ‪ ،‬في الطمب االفراج المشركط دكف ذكر‬
‫‪ 137‬القانكف ‪ ":04/05‬يقد طمب‬ ‫إجراءات تقديمو ‪ ،‬كىذا ما يتضح مف مستيؿ المادة‬
‫اإلفراج المشركط مف المحبكس شخصيا أك ممثمو القانكني ‪ ، " ...‬أما فيما يخص االقتراح‬
‫فقد يككف مف قاضي تطبيؽ العقكبات أك مدير اؿ مؤسسة البد أف نشير ىنا في ىذه الحالة‬
‫بكجكب إخطار المحبكس بأنو محؿ القتراح االفراج عنو شرطيا‪ ،‬ك عميو أف يبدم رأيو فيما‬
‫إذا كاف مكافقا عميو أـ رافضا لو ‪.1‬‬
‫‪ -3‬السمطة المختصة باالفراج المشروط ‪ :‬يعتبر أنصار ىذا االتجاه أف اإلفراج المشركط‬
‫عمؿ إدارم‪ ،‬عمى أساس أف القاضي ينتيي دكره عند النطؽ بحكـ اإلدانة‪ ،‬المتضمف العقكبة‬
‫السالبة لمحرية كبعدىا تبدأ مرحمة تنفيذ العقكبة التي تشرؼ عمييا سمطة إدارية ليا‬
‫صالحيات كاممة في تقدير استحقاؽ المحبكس لإلفراج المشركط استنادا إلى أف اإلفراج‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 137‬القانكف ‪ 04/05‬مرجع سابؽ ذكره‬

‫‪75‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫لعقابية‪ ،‬كاإلدارة ىي صاحبة االختصاص‬ ‫المشركط ليس إال مرحمة مف مراحؿ المعاممة ا‬
‫األصيؿ في ىذه المراحؿ‪ .1‬كيستند أنصار ىذا االتجاه عمى الحجج التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬بالرغـ مف أف قرار اإلفراج المشركط ينطكم عمى تغيير المركز القانكني لممفرج عنو‬
‫شرطيا كأف صدكره مف جية اإلدارة يبدك لمكىمة األكلى أنو يمس بالقكة التنفيذية لحكـ اإلدانة‬
‫مف جية‪ ،‬كييدر مبدأ الفصؿ بيف السمطات مف جية أخرل‪ ،‬فإف اإلدارة أقدر مف غيرىا عمى‬
‫اتخاذ مثؿ ىذا القرار بحكـ مكقعيا القريب كاتصاليا المباشر بالمحبكس‪ ،‬مما يسمح ليا‬
‫عف‬ ‫بتقدير مدل تطكر شخصيتو كاستعداده لالستفادة مف مزايا اإلفراج المشركط‪ ،‬فضال‬
‫ككنيا مكمفة بالسير عمى تطبيؽ أمثؿ لممعاممة العقابية بيدؼ تأىيمو‪ ،‬كالتي تتطمب إدارة‬
‫قكية بمكظفييا األكفاء كىك ما ال يتكفر لمقاضي رغـ ثقافتو القانكنية كذلؾ لعدـ إلمامو‬
‫بالمسائؿ الفنية التي تستخدميا اإلدارة في ذلؾ‪.‬‬
‫كما أف اليدؼ مف اإلفراج المشركط ىك تحفيز المحبكس كحثو عمى اإلصالح كالتزاـ‬
‫السمكؾ الحسف األمر الذم ال يتحقؽ إال إذا تكفرت اإلرادة الجدية لدييـ كىذه ال تتحقؽ إال‬
‫في إطار الحياة اليكمية داخؿ المؤسسة العقابية‬
‫‪ -2‬كلقد أخذ بيذا االتجاه التشريع المصرم‪ ،‬إذ يختص باإلفراج المشركط مدير عاـ‬
‫مصمحة السجكف (المادة ‪ 53‬مف قانكف تنظيـ السجكف)‪.‬‬
‫‪ - 2‬اختصاص السمطة القضائية بتقرير اإلفراج المشروط ‪ :‬خالفا لما تقدـ فقد اتجيت‬
‫بعض التشريعات األخرل إلى منح االختصاص بإصدار قرار اإلفراج المشركط إلى السمطة‬
‫القضائية‪ ،‬كتقكـ مبررات االختصاص القضائي في ىذا الصدد عمى أساس مف الك اقع‪ ،‬حيث‬
‫أف القضاء ىك الذم أصدر الحكـ باإلدانة الذم يقكـ المحككـ عميو بتنفيذه‪ ،‬كبالتالي يجب‬
‫أف يعيد إلى ىذه السمطة بأمر تقرير تعديالت عمى ىذا الحكـ‪ ،‬خاصة فيما يتعمؽ بمدة‬

‫‪ ، 1995/1994‬جامعة‬ ‫‪ - 1‬محمد عبد الغريب‪ ،‬اإلفراج الشرطي في ضكء السياسة العقابية الحديثة‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫المنصكرة‪ ،‬ص ‪ 171‬كما بعدىا‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫العقكبة المحككـ بيا كبذلؾ االلتجاء إلى اإلفراج المشركط فنظاـ اإلفراج المشركط يعني‬
‫تعدمال في مدة العقكبة باإلفراج عف المحككـ عميو قبؿ انقضاء كؿ مدتيا‪ ،‬كىك بيذا الكصؼ‬
‫مساس بقكة الشيء المحككـ باعتباره تعديال األىـ أثاره‪ ،‬كمف ثمة كاف بطبيعتو عمال قضائيا‬
‫يتطمب المنطؽ أف تتكاله السمطة التي أصدرت الحكـ ‪.1‬‬
‫فيي بدكنيا صاحبة االختصاص بالنظر العتبا ار ت مبدأ الفصؿ بيف السمطات كتغيير‬
‫المركز القانكني لممفرج عنو شرطيا‪ ،‬فتقرير اإلفراج المشركط مف اإلدارة يعد تجاك از منيا‬
‫لصالحياتيا كتعديا عمى السمطة القضائية التي ليا حؽ تقرير العقكبة‪ ،‬كمف ثمة فال يحؽ‬
‫ألية جية كانت تعديميا ‪.‬‬
‫قضائيا يعد أكبر ضماف لحماية حقكؽ‬ ‫كما أف اعتبار اإلفراج المشركط عمال‬
‫المحبكسيف‪ ،‬لما تتميز بو السمطة القضائية مف الحياد كعدـ تأثرىا بأم ضغط‪ ،‬كما أف‬
‫تقريرىا لإلفراج المشركط ال يتـ إال بعد دراسة كاختبار دقيؽ لممحبكسيف المؤىميف‪ ،‬عمى‬
‫عكس مف ذلؾ‪ ،‬فمك ترؾ األمر لإلدارة فغالبا ما تقكـ بتجاكزات تضر ب المحبكس‪ ،‬كما قد‬
‫تتعسؼ في استعماؿ سمطاتيا‪ ،‬فضال عف تأثرىا بالضغكطات السياسية كاالجتماعية‪ ،‬مما‬
‫يدفع بيا إلى تقرير اإلفراج المشركط عمى نطاؽ كاسع أك عدـ تقديره نيائيا ‪.‬‬
‫كتكريسا ليذا االتجاه كبصفة نسبية‪ ،‬قرر المشرع بمكجب القانكف ‪ 04/05‬منح قاضي‬
‫تطبيؽ العقكبات صالحيات ىامة في مجاؿ تقرير اإلفراج المشركط إلى جانب كزير العدؿ‪،‬‬
‫فخكلو سمطة منحو لكؿ محبكس تكافرت فيو الشركط القانكنية‪ ،‬كبقي عمى انقضاء عقكبتو‬
‫مدة ال تتجاكز أربعة كعشريف شي ار‪.‬‬
‫أما المشرع الفرنسي فكاف يخكؿ لقاضي تطبيؽ العقكبات حؽ تقرير اإلفراج‬
‫المشركط‪ ،‬إذا لـ تتجاكز مدة العقكبة السالبة لمحرية المحككـ بيا ثالث سنكات ( المادة ‪730‬‬
‫‪ 1226-72‬الصادر في ‪ 29‬ديسمبر ‪ )1972‬فإذا‬ ‫إجراءات جنائية المعدلة بالقانكف رقـ‬

‫‪ - 1‬بريؾ الطاىر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ 94‬كما بعدىا‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫زادت المدة المحككـ بيا عف ذلؾ يرفع األمر إلى كزير العدؿ الذم لو سمطة إصدار األمر‬
‫باإلفراج المشركط بعد أخذ أر م المجنة االستشارية لإلفراج المشركط عمى مستكل ك ازرة‬
‫العدؿ‪ .‬كبصدكر‪.1‬‬
‫‪ -4‬الطعن و أثاره ‪ :‬في حالة الطعف في مقرر اإلفراج المشركط مف قبؿ النائب العاـ في‬
‫أجؿ ثمانية (‪ )08‬أياـ مف تاريخ التبميغ يكقؼ تنفيذه إلى غاية الفصؿ فيو مف طرؼ قاضي‬
‫تطبيؽ العقكبات في غضكف خمسة ك أربعيف (‪ )45‬يكما مف تاريخ الطعف ك نككف ىنا أماـ‬
‫حالتيف‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة رفض الطعف بمغ مقرر الرفض الصادر عف لجنة تكييؼ العقكبات بكاسطة‬
‫النيابة العامة لقاضي تطبيؽ العقكبات الذم يسير عمى تنفيذه ‪.‬‬
‫أميف المجنة بتسجيؿ‬ ‫‪ -‬ك في حالة قبكؿ الطعف يقكـ بإلغاء مقرر اإلفراج المشركط ك يقكـ‬
‫المقرر في السجؿ المعد لذلؾ ‪ ،‬ك إذا تـ إلغاء مقرر اإلفراج المشركط الصادر عف قاضي‬
‫تطبيؽ العقكبات ‪ ،‬ال يمكف تقديـ طمب جديد لالستفادة مف اإلفراج المشركط قبؿ انقضاء مدة‬
‫ثالثة (‪ )03‬أشير مف تاريخ مقرر لجنة تكييؼ العقكبات ‪.‬‬
‫ك يترتب عمى استفاد المحبكس مف االفراج المشركط أثر فكرم يتمثؿ في إخالء‬
‫سبيمو قبؿ األجؿ مف خالؿ إعفاءه مؤقتا مف قضاء ما تبقى مف عقكبتو ك أثر أخر في‬
‫إمكانية الرجكع في قرار اإلفراج المشركط إذا طرأت إشكاالت عرضية مف شأنيا إبطالو‬
‫كصدكر حكـ جديد بإدانة المستفيد مف األفراج المشركط ؽبؿ انقضاء مدة العقكبة التي استفاد‬
‫مف أجميا مف االفراج ك في حالة إخاللو بااللتزامات المفركضة عميو سكاء تعمؽ األمر‬
‫بتدابير المراقبة ك المساعدة أك بإجراءات المنصكص عمييا في مقرر اإلفراج المشركط نفسو‪.‬‬

‫‪ -1‬القانكف رقـ ‪ 200 -516‬الصادر في ‪ 15‬يكليك ‪ 2000‬مف ‪ 05/04‬اعادة كاالدماج االجتماعي لممحبكسيف‬

‫‪78‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬إجازة الخروج‬


‫المقصكد بإجازة الخركج ىك إفادة الشخص المحككـ عميو بعقكبة سالبة لمحرية مف‬
‫فترة يقضييا خارج المؤسسة العقابية ‪ ،‬بحيث أف مككثو داخؿ المؤسسة العقابة يؤثر سمبا في‬
‫مدل تجاكبو مع برامج اإلصالح‪ ،‬في حيف أف الخركج مف المؤسسة ك لك لمرة يحي في نفسو‬
‫اإلحساس بقيمة الحرية فتككف لو حافز عمى تقبؿ برامج اإلصالح ك التأىيؿ ك يككف أكثر‬
‫حرصا عمى العكدة إلى المحيط االجتماعي ‪.1‬‬
‫ك ىذا التدابير استحدث بمكجب قانكف ‪ 04/05‬المتضمف تنظيـ السجكف ك بمقتضاه‬
‫(‪ )10‬أياـ لمالقاة ك االجتماع بأسرتو ك‬ ‫يتـ السماح لممحبكس بترؾ السجف خالؿ فترة‬
‫‪ 129‬مف‬ ‫االتصاؿ بالعالـ الخارجي ككؿ‪ ،‬ك قد نص المشرع عمى ىذه الصيغة في المادة‬
‫القانكف أعاله ‪ :‬يجكز لقاضي تطبيؽ العقكبات بعد أخذ رأم لجنة تطبيؽ العقكبات مكافأة‬
‫(‪)03‬‬ ‫المحبكس حسف السيرة كالسمكؾ المحككـ عميو بعقكبة سالبة لمحرية تساكم ثالث‬
‫سنكات أك تقؿ عنيا بمنحو إجازة الخركج مف دكف حراسة لمدة أقصاىا عشرة (‪ )10‬أياـ ‪.‬‬
‫‪ -‬أف يككف المحبكس لديو حسف السيرة ك سمكؾ داخؿ المؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -‬أف يككف محككـ عميو بعقكبة سالبة لمحرية تساكم ثالث (‪ )03‬سنكات أك تقؿ عنيا‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية تضميف مقرر منح اإلجازة شركط خاصة يحددىا كزير العدؿ حافظ األختاـ ‪.‬‬
‫ك بالنسبة لألحداث فإف استفادتيـ مف ىذا التدبير غير مقترف بالشركط المذككرة أعاله ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلجراءات الخاصة باالستفادة منيا ‪ :‬عمى كؿ مف يرغب في االستفادة مف ىذا اإلجراء‬
‫‪ ،‬تقديـ طمب إما إلى مدير المؤسسة العقابية أك قاضي تطبيؽ العقكبات ك يككف مرفقا‬
‫بكثائؽ إذا كاف الطمب يتعمؽ بالقياـ بإجراءات معنية خارج المؤسسة العقابية ‪ ،‬غير أف ىذه‬

‫‪ --1‬القانكف رقـ ‪ 200 -516‬الصادر في ‪ 15‬يكليك ‪ 2000‬مف ‪ 05/04‬مرجع سابؽ‬

‫‪79‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫لست مشركطة متى كاف األمر يتعمؽ بمكافأة تقررىا لجنة تطبيؽ العقكبات عمى أثر اقتراح‬
‫يقدمو طاقـ المؤسسة العقابية‪.1‬‬
‫ك تقكـ مصمحة إعادة اإلدماج بالمؤسسة العقابية ك التي يشرؼ عمييا قاضي تطبيؽ‬
‫العقكبات بتشكيؿ ممؼ يتضمف ‪:‬‬
‫‪ -‬الطمب المقدـ مف قبؿ المحبكس ‪.‬‬
‫‪ -‬الكضعية الجزائية لممعني‪.‬‬
‫‪ -‬بطاقة السكابؽ العدلية رقـ (‪.)02‬‬
‫‪ -‬بطاقة السيرة كالسمكؾ‬
‫ثـ يعرض الممؼ أماـ لجنة تطبيؽ العقكبات التي يرأسيا قاضي تطبيؽ العقكبات في‬
‫الجمسة المقرر لذلؾ بحضكر كافة أعضائيا ك تدرس الممؼ ك تنظر مدل تطابقو الشركط‬
‫المكضكعية ك القانكنية ك تتداكؿ في األمر عف طريؽ التصكيت باألغمبية ك إذا تساكت‬
‫المقرر عمى‬ ‫األصكات يرجح صكت الرئيس ‪ ،‬كاذا صكت لصالح االستفادة يصدر الرئيس‬
‫أف يككف فرديا بخص كؿ محبكس عمى حدل بحيث يمكف أف تضمف المقرر مجمكعة مف‬
‫الشركط مف أمثميا عدـ التكاجد في األماكف المشبكىة ‪ ،‬ك العكدة إلى المؤسسة العقابية في‬
‫الكقت المحدد‪.‬‬
‫‪ :‬إذا صدر مقرر االستفادة ‪ ،‬يغادر‬ ‫‪ -4‬اآلثار المترتبة عمى االستفادة من اإلجازة‬
‫المحبكس المؤسسة إلى حيث كجيتو ليقضي المدة الممنكحة لو بحيث يمتقي بعائمتو ك يطمأف‬
‫عمى أحكاليـ ‪ ،‬بحيث ىذا اإلجراء يقمؿ مف حدكث المشاكؿ العائمية كما يعتبر كسيمة أنجع‬
‫في عالج المشكمة الجنسية ‪ ،‬بحيث تف شأ عف العقكبة الطكيمة المدة اضطرابات نفسية‬
‫كعصبية ك يقضي ذلؾ إلى ظكاىر شاذة كالعادة السرية ك المكاط‪ ،‬باإلضافة إلى ذلؾ يككف‬
‫المحبكس خالؿ فترة اإلجازة ح ار طميقا ك دكف حراسة مف قبؿ األعكاف التابعيف لممؤسسة‬

‫‪ -1‬قانكف ‪ 04/05‬المتضمف تنظيـ السجكف مرجع سابؽ‬

‫‪80‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫العقابية‪ ،‬ك يمتزـ المحبكس بالعكدة إلى المؤسسة العقابية مدل انتيت المدة الممنكحة لذلؾ ‪،‬‬
‫كفي حالة تأخر أك عدـ العكدة دكف مبرر أك عذر قانكني يعرض نفسو إلى المسائمة‬
‫‪ 188‬مف قانكف‬ ‫القانكنية بحيث تابع بارتكابو جريمة الفرار المعاقب عمييا في المادة‬
‫العقكبات ‪ ،‬كما تعتبر مدة اإلجازة مقضاه ‪.1‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬التوقيف المؤقت لتطبيق العقوبة ‪.‬‬
‫إف التكقيؼ المؤقت لتطبيؽ العقكبة ىك االفراج عف المحبكس لمدة مينية قبؿ انتياء‬
‫العقكبة المحككـ بيا عميو‪ ،‬ك يككف التكقيؼ ألسباب إنسانية بالدرجة األكلى باعتبارىا تككف‬
‫إعطاء فرصة‬ ‫في حالة حدكث طارئ لممحبكس يقتضي تكاجده حرا‪ ،‬كما يككف بدافع‬
‫لممحككـ عميو ببعض الكاجبات األسرية ك ىذا بنصب كذلؾ في إعادة إدماجو ك قد تبني‬
‫المشرع الجزائرم ىذا النظاـ في ‪ ،‬بحيث يجكز لقاضي تطبيؽ العقكبات بعد أخذ رأم لجنة‬
‫تطبيؽ العقكبات إصدار مقرر مسبب بتكقيؼ تطبيؽ العقكبة السالبة لمحرية إذا كاف باقي مف‬
‫العقكبة المحككـ بيا أقؿ مف سنة كاحدة أك يساكم (ـ‪.2 )1/130‬‬
‫‪ -1‬تمييز التوقيف المؤقت لتطبيق العقوبة عن التأجيل ‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث التسمية و اليدف ‪ :‬إف التكقيؼ معناه كضع حد لسرياف العقكبة ك اخراج مف‬
‫المؤسسة دكف مراقبة أك حراسة‪ ،‬أما التأجيؿ فمعناه أف المحككـ عميو لـ يشرع بعد في تنفيذ‬
‫العقكبة‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث االختصاص ‪ :‬إف التكقيؼ العقكبة مف صالحيات قاضي تطبيؽ العقكبات ‪ ،‬أما‬
‫التأجيؿ فتختمؼ الصالحيات مف شخص ألخر بالنظر إلى الحالة المعنية بالتأجيؿ فمنيا ما‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 188‬مف (لقانكف رقـ ‪ 04-82‬الـ ؤرخ في ‪ 13‬فبراير ‪ )1982‬يعاقب بالحبس مف شيريف ‪ ...‬فيو بالعنؼ أك‬
‫بالتيديد ضد األشخاص أك بكاسطة الكسر أك تحطيـ باب السجف‬
‫‪ -2‬القانكف رقـ ‪04/05‬مف المادة ‪ 130‬إلى ‪ 133‬بحيث حدد المدة القصكل لو بثالثة (‪ )03‬أشير‬

‫‪81‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫ىك داخؿ اختصاصات كزير العدؿ ك أخرل مف صالحيات النائب العاـ عمى مستكل‬
‫المجمس ‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث المدة ‪ :‬إف التكقيؼ ال تتجاكز مدتو ثالثة أشير أما التأجيؿ فيي بحسب كؿ‬
‫حالة عمى حدل فمثال الحامؿ تنتيي بكضع المكلكد ‪.‬‬
‫‪ -2‬شروط االستفادة من ىذا اإلجراء ‪:‬‬
‫إف الشركط تستخمص مف نص ك ىي كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -‬أف يككف المحبكس محككـ عميو نيائيا‬
‫‪ -‬أف تككف المدة المتبقية مف انتياء العقكبة تساكم السنة أك أقؿ منيا ‪.‬‬
‫‪ -‬أال تتجاكز المدة الممنكحة لممحبكس ثالثة (‪ )03‬أشير‪.‬‬
‫‪ -‬أف تتكفر في المحبكس األسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا تكفي أحد أفراد عائمة المحبكس‪.‬‬
‫خطير ك أثبت المحبكس بأنو المتكفؿ‬ ‫‪ -‬إذا أصيب أحد أفراد المحبكس بمرض بالعائمة‬
‫الكحيد‪.‬‬
‫‪ -‬التحضير لممشاركة في االمتحاف ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كاف زكجو محبكسبا أيضا ك كاف مف شأف بقائو في الحبس إلحاؽ الضرر باألكالد‬
‫القصر أك أفراد العائمة اآلخريف المرضى منيـ أك العجزة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كاف المحبكس خاضعا لعالج طبي خاص ‪.‬‬
‫كما يمكف أف نضيؼ مف الشركط‪ ،‬حسف السيرة ك السمكؾ ك كذلؾ ككف المحبكس‬
‫ليس مف النكع الذم يخشى منو أك عميو أك ككف الجريمة المرتكبة ليست ذات كقع عمى‬
‫الصعيد المجتمع‪.1‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 130‬مف القانكف‪04 /05‬‬

‫‪82‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫‪ :‬يقدـ الطمب المتضمف‬ ‫‪ -2‬إجراءات االستفادة من التوقيف المؤقت لتطبيق العقوبة‬


‫التكقيؼ لمعقكبة السالبة لمحرية مف طرؼ المحبكس أك ممثمو القانكني ك الذم ىك في العادة‬
‫المحامي أك الككيؿ حسب األحكاؿ أك حتى مف طرؼ أحد أفراد عائمتو الذم قاضي تطبيؽ‬
‫العقكبات ‪ ،‬مع إرفاؽ الطمب بالكثائؽ المبرر لذلؾ‪ ،‬ك يجب أف يبت قاضي تطبيؽ العقكبات‬
‫في الطمب خالؿ الشعرة (‪ )10‬أياـ مف تاريخ اإلخطار‪ ،‬ك بعد دراسة الممؼ يصدر قاضي‬
‫تطبيؽ العقكبات مقرار مسببا بالتكقيؼ المؤقت لتطبيؽ المدة ال تتجاكز ‪ 03‬أشير ‪ ،‬بعد أخذ‬
‫المقرر سكاء بالقبكؿ أك الرفض يخطر قا ضي‬ ‫رأم لجنة تطبيؽ العقكبات ك بعد صدكر‬
‫تطبيؽ العقكبات النيابة العاـ ك المحبكس في أجؿ أقصاه (‪ )03‬أياـ مف تاريخ البت في‬
‫الطمب ‪.‬‬
‫‪ -3‬اآلثار المترتبة عمى صدور مقرر التوقيف المؤقت لتطبيق العقوبة ‪:‬‬
‫عند صدكر مقرر التكقيؼ المؤقت لتطبيؽ العقكبة أك مقرر الرفض‪ ،‬يجكز لممحبكس‬
‫أك النائب العاـ الطعف فيو أماـ لجنة تكييؼ العقكبات التابعة لك ازرة العدؿ كخالؿ (‪ )08‬أياـ‬
‫مف تاريخ تبميغ المقرر اك يككف لمطعف في المقرر أثر مكقؼ ‪ ،‬كما يخمى سبيؿ المحبكس ك‬
‫ا‬ ‫يرفع القيد عنو خالؿ فترة التكقيؼ‪ ،‬ك ال تحسب ىذه الفترة ضمف مدة الحبس التي قضاه‬
‫المحبكس فعال‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪:‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية كآلية مستحدثة لمتفريد العقابي في‬
‫التشريع الجزائري وفقا لقانون ‪01/18‬‬
‫يعد نظاـ الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية نظاما مستحدثا بديال عف العقكبة السالبة‬
‫لمحرية قصيرة المدة‪ ،‬لذا نحاكؿ في ىذا الـ طمب التعريؼ بيذا النظاـ ثـ التطرؽ إلى نشأتو ك‬
‫كذا مكقؼ الفقو منو ‪.1‬‬

‫‪ -1‬المادة (‪ 150‬مكرر مف القانكف رقـ ‪ 04-05‬المؤرخ في ‪ 06 :‬فيفرم ‪ 2005‬المتضمف قانكف تنظيـ السجكف كاعادة‬
‫اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف المتمـ بالقانكف رقـ ‪ 01-18 :‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪2018‬‬

‫‪83‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫الفرع األول ‪ :‬مفيوم نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ‪:‬‬


‫في إطار برنامج اصالح العدالة كعصرنة القطاع‪ ،‬اقر المشرع الجزائرم نظاـ الكضع‬
‫تحت المراقبة اإللكتركنية‪ ،‬كىذا بمكجب القانكف رقـ ‪ 01-18‬اؿمتمـ لقانكف تنظيـ السجكف‬
‫كاعادة االدماج االجتماعي لممحبكسيف‪ ،‬ايف يسمح النظاـ باستبداؿ عقكبة الحبس اما كميا اك‬
‫جزئيا بنظاـ الكضع تحت المراقبة باستعماؿ السكار االلكتركني‪ ،‬أم االستفادة مف المعطيات‬
‫التكنكلكجية الحديثة في التنفيذ العقابي‪ ،‬كمف ثـ تفادم السمبيات المترتبة عف كلكج المحككـ‬
‫عمييـ المؤسسات العقابية مف جية‪ ،‬كتيسير عممية إعادة االدماج االجتماعي لبعض فئات‬
‫المحبكسيف المحككـ عمييـ مف جية اخرل ‪ .‬كقد حاكلنا مف خالؿ ىذه الدراسة تحديد مفيكـ‬
‫نظاـ الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية‪ ،‬مف خالؿ تحديد المقصكد بالنظاـ‪ ،‬كنشا تو‪ ،‬فضال‬
‫عف األغراض التي يمكف تحقيقيا ‪ .‬لنبيف بعدىا كؿ مف اآلراء المتباينة حكؿ فعالية النظاـ في‬
‫تحقيؽ أغراض العقكبة السالبة لمحرية‪ ،‬ليتـ تسميط الضكء عمى مختمؼ االحكاـ ذات الصمة‬
‫بيذا النظاـ طبقا لمتشريع الجزائرم‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ‪ :‬تعددت المصطمحات التي تعبر عف‬
‫فكرة المراقبة اإللكتركنية ككسيمة حديثة لتنفيذ العقكبة السالبة لمحرية‪ ،‬كىي كاف كانت متباينة‬
‫الحبس المنزلي ككذلؾ‬ ‫في عباراتيا إال أنيا كميا تشير إلى مضمكف ك احاد‪ ،‬كمف ذلؾ‬
‫‪1‬‬
‫المراقبة اإللكتركنية‬
‫كينطكم ىذا النظاـ عمى " إلزاـ المحككـ عميو بالتكاجد في محؿ إقامتو خالؿ أكقات‬
‫محددة‪ ،‬كيتـ مراقبتو عف طريؽ جياز إلكتركني يشبو السكار يتـ تثبيتو في معصمو‪ ،‬كمف‬
‫ىنا جاءت تسمية ىذا النظاـ بالسكار اإللكتركني‪ ،‬كىك المصطمح ا لذم يعتمده بعض مفكرم‬

‫‪ - 1‬عمى عزالديف الباز عمى ‪ :‬نحك مؤسسات عقابية حديثة‪ ،‬ط‪ ،1‬مکتبة الكفاء القانكنية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2016 ،‬ص ‪399‬‬
‫‪ ،‬كلالستزادة ‪:‬انظر عرشكش سفياف ‪ :‬المراقبة اإللكتركنية كبديؿ عف الجزاءات السالبة لمحرية‪ ،‬مجمة الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬العدد‪ 8‬جامعية خنشمة ‪ ،‬جكاف ‪،2017‬ص ‪.2 5‬‬

‫‪84‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫عمـ العقاب ‪ ،1‬مف ىنا فإذا تجاكز حدكد معينة مفركضة عميو تعطي إشارات السمكية إلدارة‬
‫المراقبة أك شرطة الحي الذم يسكنو ‪.2‬‬
‫" نظاـ يقكـ عمى ترؾ المحككـ عميو‬ ‫کا عرؼ نظاـ المراقبة اإللكتركنية عمى أنو‬
‫ـ‬
‫بعقكبة سالبة قصيرة طميقا في الكسط الحر مع إخضاعو لعدد مف االلتزامات ‪ ،‬ك مراقبتو‬
‫عف‬ ‫إلكتركنيا عف بعد "‪ 3‬كنشير ىنا إلى اتفاؽ كؿ التعاريؼ عمى أنيا طريقة مبتكرة بديمة‬
‫العقكبة السالبة لمحرية قصيرة المدة‪ ،‬كفييا يخضع المحككـ عميو لمراقبة إلكتركنية‪ ،‬كاف كانت‬
‫بعض التعريفات لـ تكرد أف مثؿ ىذا النظاـ يطبؽ فقط عمى العقكبة السالبة لمحرية قصيرة‬
‫المدة كالتي تككف فييا برامج اإلصالح المتبعة داخؿ المؤسسات العقابية غير فعالة لقصر‬
‫المدة كبالتالي سمبياتيا أكثر مف إيجابياتيا‪.‬‬
‫كتستعمؿ المراقبة اإللكتركنية في العديد مف الدكؿ التي تنتيج سياسة جنائية حديثة‬
‫في‬ ‫تيدؼ إلى الحاد مف تكقيع عقكبة السجف‪ ،‬كتستعمؿ المراقبة اإللكتركنية في ىذه الدكؿ‬
‫كاحدة أك أكثر مف الكظائؼ اآلتية ‪:4‬‬
‫* خالؿ مرحمة ما قبؿ المحاكمة كإجراء مف اإلجراءات الجنائية ‪.‬‬
‫* كإجراء مف إجراءات تعميؽ تنفيذ عقكبة السجف ‪.‬‬
‫* کكتكبة قائمة بذاتيا‪.‬‬

‫‪ - 1‬عباد الرحماف خمفي ‪ :‬العقكبات البديمة ‪ ،‬ط ‪ ،1‬المؤسسة الحديثة لمكتاب‪ ،‬لبناف‪ ،2015 ،‬ص ‪ .244‬فياد يكسؼ‬
‫الكساسبة ‪ :‬دكر النظـ العقابية الحديثة في اإلصالح كالتأىيؿ (دراسة مقارنة )‪ ،‬المنظمة الدكلية لإلصالح الجنائي‪ ،‬السكيد‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص‪20.‬‬
‫الجنائية‪ ،‬أطركحة‬ ‫‪ - 2‬أيمف عبد العزيز المالؾ ‪ :‬باد ائؿ العقكبات السالبة لمحرية كنمكذج لإلصالح في نظاـ العدالة‬
‫دكتكراه تخصص الفمسفة في العمكـ األمنية ‪ ،‬إشراؼ األستاذ الدكتكر أحسف مبارؾ طالب‪ ،‬قسـ العمكـ االجتماعية ‪ ،‬جامعة‬
‫نايؼ العربية لمعمكـ األمنية ‪ ،2010 ،‬ص ‪. 60‬‬
‫‪ - 3‬ساىر إبراىيـ الكليد ‪ :‬مرافية المتيـ إلكتركنيا ككسيمة لمحالو مف مساكئ الحبس االحتياطي ‪ -‬دراسة تحميمية ‪ -‬مجمة‬
‫الجامعية اإلسالمية لمدراسات اإلسالمية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬كمية الحقكؽ جامعة األزىر غزة‪ ،‬جانفي ‪ ،2013‬ص ‪.664‬‬
‫‪ - 4‬عمى عز الديف الباز عمى ‪ :‬نحف مؤسسات عقابية حماد بشة ‪ ،‬ص ‪.400‬‬

‫‪85‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫* تدخؿ كعقكبة ضمف عقكبات أخرل ‪.‬‬


‫* كإجراء يسبؽ إخالء السبيؿ النيائي ‪.‬‬
‫* كإجراء مف إجراءات إخالء السبيؿ المشركط مف السجف قبؿ انتياء مدة العقكبة ‪.‬‬
‫ل أنو "إجراء يسمح‬ ‫أما المشرع الجزائرم فقد عرؼ نظاـ المراقبة اإللكتركنية عؿ‬
‫بقضاء المحككـ عميو كؿ العقكبة أك جزء منيا خارج المؤسسة العقابية‪ ،‬كيتمثؿ الكضع تحت‬
‫المراقبة اإللكتركنية في حمؿ المحككـ عميو طيمة المدة المذككرة في المادة ‪ 150‬مكر ار لسكار‬
‫إلكتركني يسمح بمعرفة تكاجده في مكاف تحديد اإلقامة‪ ،‬المبيف في مقرر الكضع الصادر‬
‫عف قاضي تطبيؽ العقكبات "‪.1‬‬
‫كما يمكف مالحظتو عمى أحكاـ المادة السالفة الذكر‪ ،‬نجد أف المشرع الجزائرم لـ‬
‫يقصر نطاؽ تطبيؽ نظاـ الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية عمى المحككـ عميو غير‬
‫المحبكس حيث يمكف تطبيقيا في حالة ما إذا قضى المحككـ عميو مدة‪ ،‬كاف كانت طكيمة‬
‫المدل مف المدة المتبقية مف العقكبة التي حددىا النص القانكني ‪.‬‬
‫ثاني‪ :‬نشأة نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ‪ :‬تـ إدخاؿ نظاـ الكضع تحت المراقبة‬
‫ا‬
‫اإللكتركنية في التشريعات العقابية ألكؿ مرة في الكاليات المتحدة األمريكية تحت تعمية‬
‫‪ monitoring electronique‬مف طرؼ الدكتكر ‪ Ralph _ schwitzgehel‬سنة ‪1971‬‬
‫‪ 1971‬كبديؿ عف الحرية المراقبة ك كأحد‬ ‫في مدينة ‪ ،bunkers‬كطبؽ أكؿ مرة سنة‬
‫التزامات اإلفراج المشركط‪ ،‬کيا طبؽ كبديؿ عف الحبس المؤقت ‪ ،1987‬ثـ انتقؿ العمؿ بو‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 150‬مكرر مف القانكف رقـ ‪ 04-5:‬المؤرخ في ‪ 06 :‬فيفرم ‪ 2005‬المتضمف قانكف تنظيـ السجكف ك إعادة‬
‫اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف المتمـ بالقانكف رقـ ‪ 01-18 :‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي ‪.2018‬‬

‫‪86‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫‪ ،1989‬ثـ السكيد سنة ‪ ،1994‬ىكلندا في عاـ‬ ‫إلى أكربا‪ ،‬كالبداية كانت في إنجمت ار سنة‬
‫‪ ،1996‬كبمجيکا سنة ‪.11998‬‬
‫أما في فرنسا ‪ 2‬فإف فكرة المراقبة اإللكتركنية كبديؿ لعقكبة الحبس ك كأدا ة لمكافحة‬
‫العكد طرحت ألكؿ مرة ضمف التقرير البرلماني الذم قدمو النائب الفرنسي "جمبير بك نميسكف‬
‫"كبناؿ"‬ ‫سنة ‪ 1989‬المتعمؽ بتطكير كعصرنة المؤسسات العقابية‪ ،‬ثـ بعده تقرير النائب‬
‫المتعمؽ بتعزيز الكقاية ضد العكد سنة ‪ ،1995‬حيث اقترحت المراقبة اإللكتركنية كحؿ أمثؿ‬
‫لمشكمة اكتظاظ السجكف ك كسيمة فعالة لمكقاية مف العكد‪ ،‬غير أف المشرع الفرنسي لـ يأخذ‬
‫بيا إال بالقانكف الصادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 1996‬المتعمؽ بالحبس المؤقت‪ ،‬كلكف كإجراء‬
‫بديؿ ليذا األخير‪ ،‬كفي سنة ‪ 1997‬أصدر المشرع الجزائرم القانكف ‪ 97 -1159‬المؤرخ‬
‫في ‪ 19‬ديسمبر مف نفس السنة‪ ،‬كالذم أدرج فيو أحكاـ ىذا النظاـ في قانكف اإلجراءات‬
‫الجزائية باعتبارىا كسيمة لتنفيذ العقكبات السالبة لمحرية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫في المكاد مف ‪ 7-723‬إلى ‪ 14-727‬كقد عدالت نصكصو‬ ‫كقد أدرجت أحكامو‬
‫بمكجب القانكف رقـ ‪ 1138-2002 :‬المؤرخ في ‪ 09:‬سبتمبر ‪ 2002‬كالقانكف رقـ ‪:‬‬
‫‪ 204-2004‬المؤرخ في ‪ 09:‬مارس ‪ 2004‬كقد حظي ىذا النظاـ بتنظيـ تشريعي متكامؿ‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫ؾاف بمقتضى القانكف‬ ‫كنشير ىنا أف آخر تعديؿ األحكاـ الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية‬
‫رقـ ‪ 896-2014:‬المؤرخ في ‪ 15 :‬أكت ‪ ،2014‬كتناكليا المشرع الفرنسي مف المادة‬
‫‪ 7-723‬إلى ‪.1-13-723‬‬

‫‪ - 1‬صفاء أكناني ‪ :‬الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية " السكار اإللكتركني " في السياسة العقابية الفرنسية‪ ،‬مجمة العمكـ‬
‫االقتصادية كالقانكنية ‪ ،‬المعاد ‪ ،1‬المجمد ‪ ،25‬جامعة دمشؽ ‪ ،2009 ،‬ص‪.132‬‬
‫‪ - 2‬رضا بف السعيد معيزة ‪ :‬ترشيد السياسية الجنائية في الجزائر‪ ،‬أطركحة دكتكراه تخصص القانكف الجنائي ك العمكـ‬
‫الجنائية‪ ،‬إشراؼ األستاذة الدكتكرة زيدكمو درياس‪ ،‬كمية الحقكؽ جامعة سعيد حماديف الجزائر‪ ،2016 ،‬ص ‪.309‬‬
‫‪ - 3‬رضا بف السعيد معيزة‪ :‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 209‬‬
‫‪ - 4‬صفاء اكتاني ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.133‬‬

‫‪87‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫أما في التشريع الجزائرم فقد أدخؿ ألكؿ مرة في األمر رقـ ‪ 02-15:‬المؤرخ في ‪23‬‬
‫الرقابة عمى‬ ‫جكيمية ‪ 2015‬المعدؿ كالمتمـ لقانكف اإلجراءات الجزائية كإجراء مف إجراءات‬
‫التزاـ المتيـ بتدابير الرقابة القضائية المنصكص عمييا في المادة ‪ 125‬مكرر‪ ،121‬ك کبديؿ‬
‫مستحدث عف العقكبة السالبة لمحرية قصيرة المدة في القانكف رقـ ‪ 01-18:‬المؤرخ في ‪30‬‬
‫جانفي ‪ 2018‬المتمـ لمقانكف رقـ ‪ 04-05 :‬المؤرخ في ‪ 06 :‬فيفرم ‪ 2005‬المتضمف قانكف‬
‫تنظيـ السجكف كاعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف ‪.1‬‬
‫ثالثا ‪ :‬موقف الفقو من نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية كآلية لمتفريد العقابي ‪:‬‬
‫اختمؼ الفقو بشأف نظاـ الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية كبديؿ عف العقكبة السالبة‬
‫لمحرية قصيرة المدة بيف مؤيد كمعارض كلكؿ مف الؼريقيف مبرراتو كىك ما سيأتي بيانو‪:‬‬
‫‪ -1‬الفريق المؤيد لنظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية عالية لمتفريد العقابي ‪ :‬يرل ىذا‬
‫الفريؽ أف ىذا النظاـ يعتبر عقكية لكف بشكؿ مبتكر كيحقؽ أغراضيا‪ ،‬السيما الردع كالتأىيؿ‬
‫كيقكـ عمى أساس الثقة بالمحككـ عميو كابقائو بكسطة الطبيعي أال كىك المجتمع‪ ،‬كابعاده عف‬
‫الكحدة كالعزؿ كاالنقطاع ‪.2‬‬
‫كما أنو يسمح لو بأف يصبح جزءا فاعال في تنفيذ عقكب تو‪ ،3‬كيترتب عمى تطبيقو‬
‫مزايا عدة مف بينيا تفادم العكد إلى الجريمة‪ ،‬كالقضاء عمى مشكمة اكتظاظ السجكف ككذا‬
‫تقميص النفقات عمى ميزانية الدكلة‪.4‬‬

‫‪ - 1‬المكاد مف ‪ 7_723‬إلى ‪ 1_13_723‬مف القانكف رقـ ‪ 896_2014:‬المؤرخ في ‪ 15‬أكت ‪ 12 2014‬راجمع المادة‬


‫‪ 125‬مكر ار مف األمر رقـ ‪ 02-15:‬المؤرخ في ‪ 23:‬جكيمية ‪ 2015‬المعدؿ كالـ تـ لألمر رقـ ‪ 155-66:‬المؤرخ في ‪8‬‬
‫جكاف ‪ 1966‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ - 2‬المكاد ‪ 150‬مكرر كما يمييا مف قانكف تنظيـ السجكف ك إعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف‪14 .‬‬
‫‪ - 3‬نبيؿ العبيدم ‪ :‬أسس السياسة العقابية ‪ ،‬ط ‪ ،1‬المركز القكمي لإلصدارات القكمية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،2015 ،‬ص ‪.373‬‬
‫عمى عز الديف الباز عمى ‪ :‬نحك مؤسسات حديثو‪ ،‬ص‪401 .‬‬
‫‪ - 4‬صفاء أكتاني ‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪150‬۔‬

‫‪88‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫‪ -2‬الفريق المعارض لنظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية كآلية لمتفريد العقابي ‪ :‬يرل‬
‫‪1‬‬
‫ىذا الفريؽ أف ىذا التدبير مف شأنو أ ف يؤدم إلى تأكؿ العقكبة كيفقاىا مضمكنيا كأىدافيا‬
‫فكثيركف يركف أف السجف في البيت ال يمثؿ سميا لمحرية كمف ثـ فإنو ال يجسد صكرة العقكبة‬
‫الزاجرة التي تحقؽ األلـ كالحرماف ‪ 2‬إضافة إلى أف ىذا النظاـ ال يحقؽ مبدأ رد المجتمع إزاء‬
‫الجريمة فالمعنى الحقيقي لمعقكبة ال يحققو ىذا النظاـ‪ ،‬كما ال يمكف تكسيع نطاؽ تطبيقو‪،‬‬
‫ألنو مف الصعكبة بمكاف إيجاد أشخاص يتمتعكف باستقرار نفسي قادريف عمى ممارسة ىذه‬
‫الحرية المزيفة ‪ ،3‬كما أف تنفيذ العقكبة بالبيت يعتبر مساس بحرمة المنزؿ كىك حؽ مف‬
‫الحقكؽ األساسية لمفرد‪4‬كالبعض انتقاد ىذا النظاـ عؿل أساس أنو يعتبر تكاليؼ إضافي عمى‬
‫المحككـ عميو كما أنو قد يتعارض كالنظاـ كاألمف العاـ‪ ،‬إضافة إلى أنو قد يتعارض كحماية‬
‫األدلة كالشيكد إذا كاف لممحككـ عميو عالقة بقضية تعتاد عمى ضركرة المحافظة عمى األدلة‬
‫كالشيكد‪.5‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬النظام القانوني لموضع تحت المراقبة اإللكترونية كآلية لمتفريد العقابي‬
‫الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية إجراء أدخمو المشرع الجزائرم كآلية مستحدثة‬
‫‪ 01-18‬السالؼ الذكر‪ ،‬ليككف بديال عف العقكبة السالبة‬ ‫لمتفريد العقابي في القانكف رقـ‬
‫لمحرية قصيرة المدة‪ ،‬كلمعرفة النظاـ القانكني ليذا اإلجراء البد مف التطرؽ إلى شركطو ك‬
‫آلياتو ككذا اإلجراءات المتبعة لتقريره كما يترتب عميو مف أثار كىك ما سيأتي بيانو تبعا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬صفاء اكتاني ‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ 152-151‬ليمى طالبي ‪ :‬الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية‪ ،‬مجمة العمكـ‬
‫اإلنسانية‪ ،‬عدد ‪ 47‬ميالد أف جامعة عنابة ‪ ،‬جكاف ‪ ،2017‬ص ‪257‬‬
‫‪ - 2‬نبيؿ العبادم ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.373‬‬
‫‪ - 3‬عمى عزالديف الباز ‪ :‬المراقبة اإللكتركنية ككسيمة حديثة لتنفيذ العمرية السالبة لمحرية‪ ،‬رسالة دكتكراه تخصص‬
‫القانكنالجنائي ‪ ،‬إشراؼ أد‪ .‬أحمد شكقي عمر أبك خطرة‪ ،‬كمية الحقكؽ جامعة المنصكرة‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ - 4‬ليمي طالي ‪ :‬المرجع الساؽ ‪. 257 ،‬‬
‫‪ - 5‬صماء أك تاني ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.155‬‬

‫‪89‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫أوال‪ :‬شروط وآليات الوضع تحت المراقبة اإللكترونية كآلية لمتفريد العقابي‬
‫لتنفيذ الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية ال بد مف تكافر شركط كآليات لتطبيقو ‪.‬‬
‫‪ -1‬شروط الوضع تحت المراقبة اإللكترونية كآلية لمتفريد العقابي ‪:‬التطبيؽ نظاـ الكضع‬
‫تحت المراقبة اإللكتركنية‪ ،‬ال بد مف تكافر شركط سكاء المتعمقة بالمحككـ عميو ك بالعقكبة‬
‫كالحكـ كالجية المختصة بتقريره‪.‬‬
‫حتى ينفذ ىذا النظاـ البد مف تكافر جممة مف‬ ‫أ‪ -‬الشروط المتعلقة بالمحكوم عميو ‪:‬‬
‫الشركط في المحككـ عميو نكردىا فيما يمي‪:‬‬
‫يتعمؽ بالبالغيف ك‬ ‫* إف تنفيذ العقكبة بأسمكب الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية يمكف أف‬
‫يستشؼ‬ ‫كذلؾ األحداث ‪ ،1‬حيث يشمؿ تطبيؽ ىذا النظاـ جميع المحككميف عمييـ‪ ،‬كىك ما‬
‫مف نص المادة ‪ 150‬مكرر مف قانكف ‪ 01-18‬السالؼ الذكر ‪ ،2‬ككذا المادة ‪ 150‬مكرر‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫بشرط أف يككف‬ ‫التي اشترطت مكافقة كلي القاصر عمى الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية‬
‫‪ 13‬سنة ك ‪ 18‬سنة ‪ ،4‬كىك نفس الشرط الذم اشترطو المشرع‬ ‫مف الحادث يتراكح بيف‬
‫‪5‬‬
‫غير أف أغمب التشريعات التي أخذت بيذا النظاـ كضعت‬ ‫الفرنسي في المادة ‪ 723‬فؽرة ‪7‬‬
‫كضعت الحد األدنى لسف الخاضع لمنظاـ مثال المشرع اإلنجميزم حدده بثمانية عشرة سنة‬
‫كالمشرع االسكتمندم حدده بستة عشرة سنة ‪.6‬‬
‫* أف يككف لممحككـ عميو مقر سكف أك إقامة ثابت‪ ،‬كيمكف القكؿ أنو بمفيكـ المخالفة؛ ال‬
‫ينؼ ىذا النظاـ عمى المحككـ عميو الذم ليس لديو محؿ إقامة ثابت ‪.‬‬
‫ذ‬

‫‪ - 1‬نبيؿ العبادم‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 374‬‬


‫‪ - 2‬صفاء أك تاني ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 150‬مكرر مف قانكف تنظيـ السجكف كاعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف‪.‬‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 150‬مكرر‪ 2‬مف قانكف تنظيـ السجكف كاعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف۔‬
‫‪ - 5‬المادة ‪ 49‬امر رقـ ‪ 156 - )6(:‬المؤرخ في ‪ 08 :‬جكاف ‪ 1966‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ ‪02 - 16‬‬
‫المؤرخ في ‪19‬جكاف ‪2016‬‬
‫‪ - 6‬صيفاء أكتاني ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.138‬‬

‫‪90‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫* أف ال يضر حمؿ السكار اإللكتركني بصحتو ‪ ،1‬كىنا يتطمب إرفاؽ ممؼ المحككـ عميو‬
‫طبي ‪ ،2‬بالرغـ أف المشرع الجزائرم لـ يشر إلى ذلؾ‪.‬‬
‫بشيادة ة‬
‫* مكافقة المحككـ عميو أك ممثمو القانكني إذا كاف المحككـ عميو قاص ار ‪ * .‬أف يساند المعني‬
‫مبالغ الغرامات المحككـ بيا عميو‪.‬‬
‫*ك أف يظير المحككـ عميو ضمانات االستقامة‪ ،‬كما يؤخذ بعيف االعتبار عند الكضع تحت‬
‫المراقبة اإللكتركني الظركؼ العائمية لممحككـ عميو أك متابعتق لعالج طبي أك نشاط ميني أك‬
‫دراسي أك تككيني ‪.3‬‬
‫كعميو يمكف القكؿ أف المشرع الجزائرم في ىذا النظاـ لـ يشترط أف يككف المحككـ‬
‫عميو غير مسبكؽ قضائيا كما ىك الشأف بالنسبة لعقكبة اؿ عمؿ لمنفع العاـ طبقا لممادة ‪5‬‬
‫مؾرر ‪.4 1‬‬
‫ب‪ -‬الشروط المتعمقة بالعقوبة ‪ :‬البد مف تكاؼر مجمكعة مف الشركط في العقكبة المحككـ‬
‫‪ :‬أف تككف العقكبة سالبة لمحرية ‪ ،5‬كعميو فال‬ ‫بيا حتى ينفذ ىذا النظاـ نكردىا فيما يمي‬
‫‪6‬‬
‫إال إذا استحاؿ عمى المحككـ عميو دفع‬ ‫يطبؽ ىذا النظاـ عمى عقكبات أخرل كالغرامة‬
‫الغرامة‪ ،‬فتصبح بذلؾ عقكبة سالبة لمحرية‪ ،‬كبالتالي يتسع المجاؿ لتطبيؽ ىذا النظاـ ‪ ،7‬كىنا‬
‫نطرح التساؤؿ عف إمكانية تطبيؽ ىذا النظاـ في ىذه الحالة في التشريع الجزائرم؟ ألف‬
‫المشرع الجزائرم لـ يشر إلى ذلؾ‪.‬‬

‫‪ - 1‬عباد الرحماف خمفي ‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪. 251‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 3‬مف قانكف تنظيـ السجكف كاعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف ‪.‬‬
‫‪ - 3‬عباد الرحماف خمفي ‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪. 256‬‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 3‬مف قانكف تنظيـ السجكف كاعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف ‪.‬‬
‫‪ - 5‬المادة ‪ 5‬مكر ار مف أمر رقـ ‪ 156 - 66:‬المؤرخ في ‪ 08 :‬جكاف ‪ 1966‬المتضمف قانكف العقكبات المعادؿ ‪- 16‬‬
‫‪ 02‬المؤرخ في ‪ 19‬جكاف ‪.2016‬‬
‫‪ - 6‬المادة ‪ 150‬مكر ار ‪ 3‬مف قانكف تنظيـ السجكف ك إعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف ‪.‬‬
‫‪ - 7‬صفاء أكثاني ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪ .138‬نبيؿ العبادم‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 375‬‬

‫‪91‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫‪ 3‬سنكات أك في حالة ما إذا كانت‬ ‫أف تككف مدة العقكبة المحككـ بيا ال تتجاكز‬
‫العقكبة المتبقية ال تتجاكز ىذه المد ة‪ 1‬أما المشرع الفرنسي فقد حدد مدة العقكبة المحككـ بيا‬
‫أك المتبقية بأف ال تتجاكز السنتيف‪ ،‬كىك ما نصت عميو المادة ‪ 7-723‬مف قانكف اإلجراءات‬
‫الجزائية الفرنسي ‪2‬كعميو فإف نظاـ الكضع تحت المراقبة يطبؽ فقط عمى العقكبة السالبة‬
‫لمحرية قصيرة المدة‪.‬‬
‫ج‪ -‬الشروط المتعمقة بال جية القضائية المختصة بتقريره واإلشراف عميو ‪ :‬يمثؿ إشراؼ‬
‫السمطة القضائية عمى تنفيذ العقكبات بما فييا المراقبة اإللكتركنية ضركرة كضمانة جكىرية‬
‫لحقكؽ المحككـ عمييـ بيا‪ ،‬سيما أف ىذا النظاـ ينطكم عمى تدخؿ كبير في الحياة الخاصة‬
‫لألشخاص الخاضعيف لو‪ ،‬كبيذا فإف إشر اؼ القضاء يكفؿ التدخؿ بالقدر الضركرم الالزـ‬
‫لتنفيذ المراقبة اإللكتركنية دكف مساس بالحد األدني لمحقكؽ كالحريات األساسية كاجبة‬
‫االحتراـ می كانت الظركؼ كاألحكاؿ ‪ ،3‬لذا أسند المشرع الجزائرم ميمة تقرير ىذا النظاـ‬
‫كاإلشراؼ عميو إلى قاضي تطبيؽ العقكبات ىك ما يستشؼ مف نص المادة ‪ 150‬مكر ار مف‬
‫القانكف السالؼ الذكر‪.4‬‬
‫د‪ -‬الشروط المتعمقة بالحكم ‪ :‬حتى يطبؽ الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية البد أف يككف‬
‫الحكـ نيائي كىك شرط أكرده الـ شرع الجزائرم في المادة ‪ 150‬مكرر‪.53‬‬

‫‪ - 1‬نبيؿ العبادم‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪375‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 150‬مكر ار مف قانكف تنظيـ السجكف كاعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف۔‬
‫‪3 - Article 7237 « Le juge de l'application des peines peut prévoir que la peine s'exécutera‬‬
‫‪sous le régime du placement sous surveillance électronique défini par l'article 732-26-1 du‬‬
‫‪code pénal soit en cas de condamnation à une ou plusieurs peines privatives de liberté dont‬‬
‫‪la durée totale n'excède pas deux ans...‬‬
‫‪ - 4‬رضا بف السعديا۔ مميزة ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 311‬‬
‫‪ - 5‬المادة ‪ 150‬مكر ار مف قانكف تنظيـ السجكف كاعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف ۔‬

‫‪92‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫ه‪ -‬الشروط المادية والتقنية ‪ :‬المشرع الجزائرم كفي أحكاـ قانك ف ‪ 01-18‬السالؼ الذكر‬
‫لـ يتطرؽ إلى الشركط المادية كالتقنية كما يتطمبو الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية مف‬
‫مستمزمات سكی نصو عمى كضع سكار إلكتركني ‪ ،1‬كالمراقبة عف طريؽ الياتؼ كما سيأتي‬
‫بيانو‪ ،2‬في انتظار صدكر التنظيـ الذم قد يحدد المستمزمات المادية ك التقنية لتنفيذ الكضع‬
‫تحت المراقبة اإللكتركنية ‪.‬‬
‫كعمى العمكـ فإنو يستمزـ لتطبيؽ الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية ما يمي ‪:‬‬
‫ك أف يككف لممحككـ عميو مقر سكف أك إقامة ثابت کا سبؽ كأف أشرنا كىك ما يستشؼ مف‬
‫نص المادة ‪ 150‬مكررة مف القانكف ‪ ،3 01-18‬كيحادد قاضي تطبيؽ العقكبات ـ حؿ‬
‫اإلقامة سكاء أكاف خاصا بالمحككـ عميو أك غيره كفي ىذه الحالة يجب الحصكؿ عمى‬
‫مكافقة المالؾ إلتباع إجراءات المراقبة اإللكتركنية‪ ،‬ككذلؾ األمر إذا كاف السكف مشتركا أما‬
‫إذا كاف محؿ اإلقامة مف األماكف العمكمية فال يشترط الرضا ‪.4‬‬
‫كبمفيكـ المخالفة ال ينفذ ىذا اؿ نظاـ عمى المحككـ عميو الذم ليس لديو محؿ إقامة‬
‫شابت كاإلشكالية التي سنطرحيا في ىذا المجاؿ‪ ،‬فيؿ يشترط أف تككف إقامة المحككـ عميو‬
‫بدائرة تكاجد المؤسسة العقابية ليسيؿ متابعتو أـ أنو ال يشترط ذلؾ‪ ،‬مما قد يصعب في تنفيذ‬
‫كمتابعة تنفيذ العقكبة؟ كىك ما سنجيب عنو في العناصر المكالية‪.‬‬
‫* أف يككف محؿ اإلقامة مزكد بخط ىاتفي مخصص لتنفيذ ىذا النظاـ كذلؾ الستقباؿ‬
‫المكالمات الياتفية المتعمقة بالمراقبة اإللكتركنية‪.5‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 3‬مف نفس القانكف‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 7‬مف نفس القانكف‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 8‬مف نفس القانكف ‪.‬‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 3‬مف نفس القانكف‪.‬‬
‫‪ - 5‬بكزيدم مختارية‪ :‬المراقبة اإللكتركنية مف السياسة العقابية الحديثة‪ ،‬مجمة الدراسات الحقكقية‪ ،‬العدد ‪ ، 5‬جامعة مكالم‬
‫الطاىر سعيدة ‪ ،‬ص ‪. 106‬‬

‫‪93‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫* وجوب وجود جياز اإلرسال الصغير ‪ :‬كحجمو يماثؿ عمبة السجائر كيزف حكالي ‪100‬‬
‫غراـ إلى ‪ 142‬غراـ كيتـ تقديمو في صكرة طكؽ‪ ،‬يتـ كضعو إما في معصـ اليد أك في‬
‫كعب القدـ لمشخص الذم تتـ مراقبتو كالذم ينقؿ ترميز "ككدات " كاشارات مستمرة في مدل‬
‫‪ 50‬إلى ‪ 70‬متر‪ ،1‬بمجرد تخطي المحككـ عميو لمحيز الزماني كالمكاني المحدد لو كأف تتـ‬
‫( مساحة المنزؿ ) كخالؿ مدة أربع عشرة‬ ‫برمجتو عمى مساحة خمسة كتسعكف متر مربع‬
‫ساعة‪ ،‬مف السابعة مساء إلى الثامنة صباحا مف اليكـ المكالي (طيمة الميؿ مثال )‪ ،‬كقد يككف‬
‫ىذا السكار مصحكبا بجياز آخر يشبو الصندكؽ يتـ تثبيتو في محؿ اإلقامة‪ ،‬مما يستمزـ‬
‫ا‬ ‫دكريا شحنو بالكيرباء لضماف عدـ تكقفو عف العمؿ‪ ،‬كلإلشارة ال يسمح باستعماؿ ىذ‬
‫الجياز ألغراض أخرل غير المراقبة المفركضة بصفة قانكنية كعف طريؽ سمطة قضائية‪.2‬‬
‫* جياز استقبال مزود ببرامج وتقنيات ‪:‬كىك الجياز الثاني مف حيث األىمية لتنفيذ المراقبة‬
‫اإللكتركنية‪ ،‬كيتمثؿ عادة في جياز ككمبيكتر مرکزم باإلضافة إلى أجيزة كمعدات إلكتركنية‬
‫أخرل ثانكية يتـ ربطيا بو‪ ،‬عادة ما يككف منصبا في اإلدارة العقابية‪ ،‬يشرؼ عمى استعمالو‬
‫أعكاف مؤىمكف فنيا‪ ،‬كيتكجب بالضركرة أف يككف ىذا الككمبيكتر مزكد ببرامج كتقنيات تسمح‬
‫لو بالتكاصؿ مع السكار اإللكتركني كالتقاط اإلشارات المرسمة منو كتقنية (‪ )GPS‬لمبحث ك‬
‫تحديد األماكف عبر األقمار الصناعية ‪.3‬‬
‫‪ -2‬آليات الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ‪ :‬باإلضافة إلى الشركط السالفة الذكر‪ ،‬فإنو‬
‫لتنفيذ نظاـ الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية البد مف إتباع آليات تختمؼ مف دكلة إلى أخرل‬
‫كىي ثالث آليات نكردىا فيما يمي‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 8‬مف قانكف تنظيـ السجكف ك إعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف‪.‬‬
‫‪ - 2‬بكزيادی مختارية ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ - 3‬رضا بف السعيد معيزة ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.313‬‬

‫‪94‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫أ‪ -‬المراقبة اإللكترونية بطريقة التحقق من الصوت ‪ :‬تقكـ ىذه اآللية عمى فكرة تخزيف‬
‫بصمة صكت الخاضع لممراقبة عمى جياز ككمبيكتر مرکزم في مركز المراقبة عمى أف يقكـ‬
‫الخاضع لممراقبة باالتصاؿ تميفكنيا مف منزلو أك مف المكاف المحدد إلقامتو بمركز المراقبة‬
‫المركزم بمركز المراقبة بمقارنة بصمة صكت‬ ‫عمى فترات زمنية متتابعة ليقكـ الككمبيكتر‬
‫لمخاضع ليذا النظاـ كالمسجمة قبؿ بداية التطبيؽ‬ ‫المتصؿ مع بصمة الصكت األصمية‬
‫بالككمبيكتر المركزم‪ ،‬كما يقكـ الككمبيكتر المركزم كذلؾ بر صد رقـ الياتؼ الذم يستخامو‬
‫الخاضع ليذا النظاـ في االتصاؿ كذلؾ بالخاضع لممراقبة تميفكنيا خالؿ فترات متقطعة لمتأكد‬
‫مف تكاجده داخؿ محؿ إقامتو أك المكاف المحدد اإلقامتو‪ ،‬كفي حالة عدـ مطابقة بصمة‬
‫صكت المتصؿ البصمة الصكت األصمية المسجمة عمى الككمبيكتر المركزم الخاضع ليذا‬
‫بالبقاء في‬ ‫النظاـ أك قيامو باستخداـ تميفكف آخر في االتصاؿ في األكقات المحددة لو فييا‬
‫المنزؿ كفي المكاف المحدد لتنفيذ الحبس المنزلي‪ ،‬يقكـ الككمبيك تر المركزم بإثبات مخالفتو‬
‫لقكاعد تطبيؽ النظاـ‪ ،‬كمف الدكؿ التي تستخدـ ىذه الكسيمة الكاليات المتحدة األمريكية‬
‫كبمغاريا كانجمت ار‪.1‬‬
‫‪ :‬كفييا يرسؿ السكار كؿ ‪ 15‬ثانية‬ ‫ب‪ -‬المراقبة اإللكترونية بطريقة البث المتواصل‬
‫إشارات محددة إلى مستقبؿ مكصكؿ بالخط الياتفي في مكاف إقامة الشخص كينقؿ ىذا‬
‫المستقبؿ اإلشارات أكتكماتيكيا إلى نظاـ معمكماتي مرکزم مجيز بتقنيات يمكنيا أف تسجؿ‬
‫ىذه اإلشارات كالمعمكمات كيكجد ىذا النظاـ لدل الجية التي تتكلى رقابة المحككـ عميق ‪.2‬‬
‫ج‪ -‬المراقبة اإللكترونية عن طريق الستاليت ‪ :‬ىذه التقنية مطبؽ ة في الكاليات المتحدة‬
‫‪ 01-18‬لـ يكرد‬ ‫األمريكية‪ 3‬كنشير في ىذا الصدد إلى أف المشرع الجزائرم في القانكف‬

‫‪. - 1‬رضا بف السعيد معيزة ‪ :‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪.313‬‬


‫‪ - 2‬عمى عز الديف الباز‪ :‬المراقبة اإللكتركنية ككسيمة حديثة لتنفيذ العقكبة السالبة لمحرية ‪ ،‬ص ‪16‬‬
‫‪ - 3‬بكزيادم مختارية ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪95‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫الشركط المادية كالتقنية الالزمة لتنفيذ الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية‪ ،‬كما أنو لـ يحدد‬
‫آليات تطبيقو كباستقراء نصكص القانكف ‪ 01-18‬نجد أف المشرع الجزائرم اكتفى بالنص‬
‫عمى أف المنظكمة اإللكتركنية الالزمة لتنفيذه يتـ كضعو مف قبؿ المكظفيف المؤىميف التابعيف‬
‫لك ازرة العدؿ ‪ ،1‬في انتظار النصكص التنظيمية التي قد ترد الستكماؿ ىذا النظاـ ‪.‬‬
‫‪ :‬التنفيذ نظاـ‬ ‫ثانيا ‪ :‬إجراءات الوضع تحت المراقبة اإللكترونية كآلية لمتفريد العقابي‬
‫الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية ال بد مف إتباع إجراءات محددة كفقا لما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬الجية القضائية المختصة بتقرير الكضع تحت المراقبة اإللكت ركنية سبؽ كأف تطرقنا إلى‬
‫أف الجية القضائية المكمفة باإلشراؼ عمى ىذا النظاـ ىك قاضي تطبيؽ العقكبات باعتبار‬
‫أف القضاء ىك الحامي لحقكؽ كحريات األفراد‪ ،‬كما أسند المشرع الجزائرم صالحية تقرير‬
‫ىذا النظاـ كذلؾ إلى قاضي تطبيؽ العقكبات كيخضع لسمطتو التقديرية كىك ما يستشؼ مف‬
‫نص المادة ‪ 150‬مكر ار مف القانكف السالؼ الذكر ‪ 2‬كيككف ذلؾ إما‪:‬‬
‫أ‪ -‬مف تمقاء نفسو ‪ ،3‬غير أنو ال يمكف تقرير الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية إال بمكافقة‬
‫‪4‬‬
‫كنظ ار ألىمية التعاكف اإلرادم مف‬ ‫المحككـ عميو أك محاميو أك كليو إذا كاف قاص ار‬
‫المحككـ عميو فقد اشترط المشرع مكافقتو عمى ىذا النظاـ ‪.5‬‬
‫غير أف ما يمكف اإلشارة إليو أف المشرع الجزائرم في ىذا اإلجراء لـ يشر إلى كيفية‬
‫عقد الجمسة مع المحككـ عميو كأخذ مكافقتو بشأف الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية قبؿ‬
‫تقريره‪ ،‬كىؿ الجمسة تتـ بمقر المحكمة بالنسبة لممحككـ عميو غير المحبكس أك تتـ بالمؤسسة‬

‫‪ - 1‬ساىر إبراىيـ الكليد ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 664‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 7‬مف قانكف تنظيـ السجكف ك إعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف ‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 150‬مكر ار ‪1‬مف نفس القانكف‪.‬‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 150‬مكر ار ‪1‬مف نفس القانكف ‪.‬‬
‫‪ - 5‬المادة ‪ 150‬مكررة ‪ 2‬مف نفس القانكف ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫العقابية ؟ كىؿ تتـ بحضكر محاميو أـ أف ذلؾ ال يعتبر شرطا؟ فكؿ ذلؾ يعتبر فراغا قانكنيا‬
‫ال بد مف إصدار نصكص قانكنية تنظمو ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬بناء عمى طمب المحككـ عميو ‪ ،1‬كالذم يقدـ إلى قاضي تطبيؽ العقكبات المكاف إقامة‬
‫المحككـ عميو أك المكاف الذم يكجد بو مقر المؤ سسة العقابية المحبكس بيا المعني ‪ ،2‬كعند‬
‫تقديـ الطمب تؤجؿ تنفيذ العقكبة السالبة لمحرية طبعا بالنسبة لممحككـ عمييـ غير المحبكسيف‬
‫إلى غاية الفصؿ النيائي في طمب المحككـ عميو‪ ،‬عمى أف يفصؿ قاضي تطبيؽ العقكبات‬
‫في الطمب في أجؿ ‪ 10‬أياـ مف إخطاره بمقرر غير قابؿ ألم طعف‪ ،‬غير أنو يحؽ لممحككـ‬
‫عميو معا كدة الطمب بعد مضي ستة أشير مف تاريخ رفض طمبو‪ ،3‬كما يمكف مالحظتو أف‬
‫المشرع لـ يقر بإمكانية طعف المحككـ عميو في حالة رفض طمبو فيؿ ينطبؽ ذلؾ عمى‬
‫النيابة العامة أـ ال‪ ،‬ألف المشرع لـ يشر إلى إمكانية ذلؾ؟ ‪.‬‬
‫‪ :‬عند االنتياء مف ىذه اإلجراءات‬ ‫‪ -2‬إصدار مقرر الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‬
‫السالفة الذكر‪ ،‬يصدر قاضي تطبيؽ العقكبات مقرر الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية كىنا‬
‫نفرؽ بيف حالتيف ‪:‬‬
‫‪ -‬الحالة األولى ‪ :‬إذا كاف المحككـ عميو غير محبكس أم مدة عقكبتو ال تتجاكز ‪ 3‬سنكات‬
‫فإف قاضي تطبيؽ العقكبات يصادر مقرر الكضع بعد أخذ رأم النيابة العامة‪.‬‬

‫‪ - 1‬صفاء أكتاني ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.141‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 150‬مكرر‪ 2‬مف قانكف تنظيـ السجكف ك إعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف۔‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 150‬مكرره ‪ 4‬مف نفس القانكف‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫‪ -‬الحالة الثانية ‪ :‬إذا كاف المحككـ عميو محبكس أم قضى مدة مف العقكبة كتبقي منيا مدة‬
‫ال تتجاكز ‪ 3‬سنكات فإف قاضي تطبيؽ العقكبات يصدر مقرر الكضع بعد أخذ رأم لجنة‬
‫تكييؼ العقكبات ‪.1‬‬
‫لنظاـ القاضي‬ ‫كىنا يمكف اإلشارة إلى أف المشرع الجزائرم قصر سمطة تقرير ىذا ا‬
‫تطبيؽ العقكبات لكحده‪ ،‬كيعد إمكانية مستحدثة ممنكحة لو‪ ،‬حيث يممؾ ىذا األخير ساطات‬
‫كاسعة مف حيث فرض األمكنة كاألكقات كااللتزامات كامكانية تعديمو ‪ ،2‬كىك ما سنتطرؽ لو‬
‫في العنصر المكاؿم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اآلثار المترتبة عمى الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ‪:‬‬
‫يترتب عمى الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية عدة آثار نكردىا فيما يمي ‪.‬‬
‫‪ -1‬إخضاع المحكوم عميو لاللتزامات ‪ :‬بعد استفاء جميع الشركط كاإلجراءات السالفة الذكر‬
‫يتـ كضع السكار اإللكتركني بالمؤسسية العقابية بمستمزمات مادية كتقنية يضعيا المكظفيف‬
‫التابعيف لك ازرة العدؿ ‪ ،3‬كلـ يشر المشرع إلى ىذه المستمزمات سكل إلى السكار اإللكتركني‬
‫كالياتؼ کا سبؽ كأف أشرنا‪ ،‬مع التقيد بما يمي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬احتراـ كرامة المحككـ عميو كسالمتو كحياتو الخاصة ‪.4‬‬
‫ب‪ -‬يتكجب عمى قاضي تطبيؽ العقكبات قبؿ كأثناء الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية سكاء‬
‫مف تمقاء نفسو أ ك بناء عمى طمب المحككـ عميو ا لتحقؽ مف أف السكار ال يضر بصحة ‪،5‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 150‬مكرره ‪ 4‬مف نفس القانكف ‪.‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 150‬مكر ار ‪ 1‬مف نفس القانكف‪ .‬عبد الرحماف خمفي ‪ :‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 257‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 7‬مف تنظيـ السجكف ك إعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف۔‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 2‬نفس القانكف۔‬
‫‪ - 5‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 7‬مف نفس القانكف ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫كااللتزاـ بالتكفؿ بالمحككـ عميو صحيا كاجتماعيا كتربكيا كنفسيا بما يساعد عمى إعادة‬
‫‪1‬‬
‫إدماجو اجتماعيا‬
‫كنشير ىنا إلى ركاكة نص المادة ألف الغرض مف النص ىك التكفؿ بالمحككـ عميو‬
‫مف جميع الجكانب ك بالتا لي كركد حرؼ "أك" ال يقصد بو التخيير‪.‬‬
‫كتتمثؿ االلتزامات التي يخضع ليا المحككـ عميو فيما يمي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدـ مغادرة المحككـ عميو منزلو أك المكاف الذم يعينو قاضي تطبيؽ العقكبات خارج‬
‫الفترات المحدد في مقرر الكضع كتؤخذ بعيف االعتبار األكقات كاألماكف التي يمارس فييا‬
‫مو نة أك لمتابعة دراسة أك تككيف أك تربص أك شغمو لكظيفة أك لمتابعة عالج كىك ما نصت‬
‫عميو المادة ‪ 150‬مكرر‪.2 5‬‬
‫ب‪ -‬إلزامو بممارسة نشاط أك متابعة تعميـ أك تككيف ميني‪ ،‬كحسنا فعؿ المشرع الجزائرم‬
‫التقييا حرية المحككـ عميو إلعادة إصالحو كتأىيمو كضماف عدـ عكدتو إلى الجريمة‪.‬‬
‫ج‪ -‬عدـ الذىاب إلى بعض األماكف‪ ،‬كقد يقصد بذلؾ األماكف التي ليا عالقة بالجريمة أك‬
‫األماكف المشبكىة‪.‬‬
‫د‪ -‬عدـ االجتماع ببعض المحككـ عمييـ‪ ،‬بما في ذلؾ الفاعميف األصمييف أك الشركاء في‬
‫الجريمة‪ ،‬كىنا نشير إلى أف ىذا التدبير قد يحؿ اإلشكاالت التي قد يطرحيا ىذا النظاـ بشأف‬
‫إمكانية العبث بأدلة إثبات الجريمة خاصة بالنسبة لمجرائـ المرتكبة مف طرؼ فاعميف آخريف ‪.‬‬
‫ق‪ -‬إلزاـ المحككـ عميو بعدـ االجتماع ببعض األشخاص ال سيما الضحايا كالقصر ‪.‬‬
‫ك‪ -‬إلزاـ المحككـ عميو باالستجابة الستاد عاء قاضي تطبيؽ العقكب ات أك الجية المختصة‬
‫التي يعينيا‪ 3‬كغالبا ما تككف مصالح األمف‪ ،‬كما أجاز القانكف القاضي تطبيؽ العقكبات‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 150‬مكرر‪ 6‬ؼ‪ 6/‬مف نفس القانكف‪.‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 150‬مكررة ‪ 5‬ؼ‪ 1/‬مف نفس القانكف‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 150‬مكررة ‪ 5‬مف نفس القانكف‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫تعديؿ أك إلغاء التزامات الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية سكاء مف تمقاء نفسو أك بطمب مف‬
‫‪1‬‬
‫المحككـ عميو‬
‫كعميو يمكف القكؿ أف إخضاع كضع االلتزامات لمسمطة التقديرية لقاضي تطبيؽ‬
‫العقكبات‬
‫سكاء مف تمقاء نفسو أك بطمب مف المحككـ عميو ككنو الجية المشرفة عمى تنفيذ ىذا النظاـ‬
‫كباعتبارىا أدرل بكضعية المحككـ عميو يعتبر مف اإلجراءات التي قد تساىـ في تفعيؿ ىذا‬
‫النظاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬حاالت إلغاء الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ‪:‬أكرد المشرع الجزائرم حاالت يترتب‬
‫عمييا إمكانية إلغاء الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية بعد ۔ سماع المحككـ عميو كىذه الحاالت‬
‫ىي‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدـ احتراـ المحككـ عميو لاللتزامات المفركضة عميو دكف تقديـ مبررات مشركعة‪ ،‬كذلؾ‬
‫عف طريؽ التقارير الدكرية التي تصؿ القاضي تطبيؽ العقكبات عف طريؽ المصالح‬
‫الخارجية إلدارة ا لسجكف المكمفة بإعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف‪ ،‬كالمكمفة بالمتابعة‬
‫عف بعد كعف طريؽ الزيارات الميدانية عف طريؽ الياتؼ ‪.2‬‬
‫ب‪ -‬في حالة إدانة المحككـ عميو بعقكبة أخرل ‪ ،3‬كما يمكف مالحظتو أف المشرع لـ يحدد‬
‫نكع العقكبة سكاء أكانت عقكبة سالبة لمحرية أك حتى غرامة ‪.‬‬
‫كفي الحالتيف السابقتيف يمكف لممحككـ عميو تقديـ تظمـ ضد قرار اإللغاء أماـ لجنة‬
‫تكييؼ العقكبات كيتكجب الفصؿ فيو خالؿ ‪ 15‬يكما مف تاريخ إخطارىا‪.4‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 6‬ؼ ‪ 7/‬مف نفس القانكف‪.‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 8‬مف نفس القانكف ‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 150‬مكرر‪12‬ؼ ‪ 2‬مف نفس القانكف ‪.‬‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 13‬مف نفس القانكف‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫ج‪ -‬طمب المحككـ عميو ‪ ،‬ككف الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية يخضع لمسمطة التقديرية‬
‫لقاضي تطبيؽ العقكبات كال يعتبر حؽ لممحككـ عميو ‪.1‬‬
‫د‪ -‬الطمب المقدـ مف النائب العاـ إلى لجنة تكييؼ العقكبات في حالة ما إذا كاف الكضع‬
‫كجب عمى لجنة‬ ‫تحت المراقبة اإللكتركنية يمس باألمف كالنظاـ العاـ‪ ،‬كفي ىذه الحالة يت‬
‫تكيؼ العقكبات البت في الطمب في أجؿ أقصاه (‪ )10‬أياـ مف تاريخ إخطارىا‪.2‬‬
‫كىنا يمكف اإلشارة كذلؾ أف المشرع لـ يشر إلى إمكانية طعف النائب العاـ في حالة‬
‫رفض طمبو ‪.‬‬
‫‪ -3‬اآلثار المترتبة عمى إلغاء الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ‪ :‬في حالة إلغاء الكضع‬
‫تحت المراقبة اإللكتركنية يترتب عمى ذلؾ عادة آثار نكردىا فيما يمي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ينفذ المحككـ عميو بقية العقكبة داخؿ المؤسسة العقابية بعد أف يتـ اقتطاع المدة التي‬
‫قضاىا في الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية ‪.3‬‬
‫ب ‪ -‬کا يعاقب المحككـ عميو بالعقكبة المقررة لجريمة اليركب في حاؿ ة نزعو أك تعطيؿ‬
‫اآللية اإللكتركنية لممراقبة ‪ ،4‬كالمقدرة بالحبس مف شيريف إلى ثالث سنكات ‪.‬‬
‫كنشير ىنا أف المشرع لـ ينص عمى ىذه الحالة ضمف الحاالت التي قد ترتب إلغاء‬
‫الكضع تحت المراقبة اإللكتركنية غير انو تعتبر كذلؾ بالنظر إلى العقكبة التي قررىا‬
‫المشرع؛ كقد أشار المشرع الجزائرم إلى أف تطبيؽ ىذا النظاـ يككف بعد تكافر كؿ الشركط‬
‫كالمستمزمات الضركرية ‪ ،‬في انتظار التنظيـ الذم سيصادر ليكضح كيفية تطبيؽ ىذا‬
‫النظاـ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 1150‬مكرر ‪ 14‬مف نفس القانكف‪.‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 150‬مكرر‪ 14‬مف نفس القانكف ‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 15‬مف نفس القانكف‪.‬‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 150‬مكرر‪ 16‬مف نفس القانكف‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫"المعني" بدؿ‬ ‫كباستقراء نصكص ىذا القانكف نجد أف المشرع استعمؿ مصطمح‬
‫المحككـ عميو كىنا نتساءؿ عف نيتو في ذلؾ‪ ،‬في حيف كاف األجدر بو استعماؿ مصطمح‬
‫المحككـ عميو لممحافظة عمى الطابع الدعى لمعقكبة لضماف فعاليتيا ‪.‬‬

‫المبحث الثاني األليات الجديدة إلعادة إدماج المحبوسين‬


‫تعتبر األليات الجديدة إلعادة إدماج المحبكسيف كقد ركز المشرع الجزائرم الكثير مف‬
‫عمماء اإلجراـ عمى محاكلة الكصكؿ إلى أساليب ك أفكار جديدة ‪ ...‬المحبكسيف بالمؤسسات‬
‫العقابية ك إعادة إدماجيـ االجتماعي‬
‫المطمب األول‪ :‬إعادة إدماج في مرحمة سمب الحرية‬
‫لقد كاف النظاـ قاضي تطبيؽ العقكبات محكر اىتماـ العديد مف المؤتمرات‪ ،‬كالتي‬
‫مرحمة تنفيذ العقكبة السالبة لمحرية‪ ،‬سكاء عمى‬ ‫نادت بضركرة تدخؿ كاشراؼ القضاء في‬
‫الصعيد الدكلي أك العربي‪ ،‬حكؿ ضركرة اإلشراؼ القضائي عمى مرحمة التنفيذ العقابي‪ ،‬مف‬
‫أجؿ حماية المحككـ عمييـ مف تعسؼ المؤسسات العقابية كمف أجؿ مراقبة تنفيذ القكانيف‬
‫كالمكائح بداخميا ‪ ،1‬فقد كانت إيطاليا أكؿ مف تبنى ق ذا النظاـ سنة ‪ ،1930‬ثـ تمتيا فرنسا‬
‫عاـ ‪ ،1945‬ككاف المشرع الجزائرم كنتيجة تأثره بو فقد عالج مسألة التدخؿ القضائي مف‬
‫خالؿ إصداره لمقانكف ‪ 02/07‬الممغي بالقانكف ‪ 04/05‬الصادر سنة ‪ ،2005‬كذلؾ بإحداث‬
‫لجنة‬ ‫منصب قاصي تطبيؽ العقكبات كخصو بمجمكعة مف المياـ كالسمطات في إطار‬
‫ؼيد العقكية السالبة لمحرية كتكيفيا عف طريؽ‬
‫تطبيؽ العقكبات كأىميا سمطة اتخاذ القرار بت ر‬

‫‪ -1‬سارة بف زيدی‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .136 _135‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر ‪ :‬ايماف تمشبات‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪_15‬‬
‫‪16‬‬

‫‪102‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫إصدار مجمكعة مف المقررات كالتي مف بينيا مقرر التكقيؼ المؤقت لتطبيؽ العقكية‪ ،‬كالذم‬
‫لو دكر كبير في تطبيؽ أحكامو كتجسيده فعميا في الكاقع ‪.1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قاضي تطبيق العقوبات‪.‬‬
‫‪ 02/07‬الممغى‪ ،‬ثـ‬ ‫باعتماد المشرع لنظاـ قاضي األحكاـ الجزائية في ظؿ األمر‬
‫نظاـ قاضي تطبيؽ العقكبات في ظؿ القانكف الحالي رقـ ‪ ،04/05‬فقد كاف عميو لزكما أف‬
‫يفرد لو قكاعد قانكنية تتضمف كيفيات كطرؽ تعيينو أكال ‪ :‬تعريؼ قاضي تطبيؽ العقكبات لـ‬
‫يتطرؽ المشرع إؿل تعريفو‪ ،‬سكاء في األمر ‪ 02/07‬كال في القانكف ‪ ،04/05‬كانما أقتصر‬
‫‪ 07‬مف األمر ‪ 02/72‬السالؼ‬ ‫فقط عمى تحديدا صالحياتو كطريقة تعيينو‪ ،‬فنصت المادة‬
‫الذكر عمى أف دكره ينحصر في متابعة تنفيذ األحكاـ الجزائية‪ ،‬كعميو بذلؾ أف يشخص‬
‫العقكبات كأنكاع العالج كيراقب كيفية تطب يقيا‪ ،‬أما المادة ‪ 23‬مف القانكف ‪ 04/05‬فنصت‬
‫عمى أف دكره يتمثؿ في السير عمى مراقبة مشركعية تطبيؽ العقكبات السالبة لمحرية‬
‫كالعقكبات البديمة عند االقتضاء‪ ،‬ككذا ضماف التطبيؽ السميـ التدابير تقريد العقكية‪،‬‬
‫كأصحاب المشرع حينما لـ يعرقو كىذا راجع إلى الصالحيات المتعددة كالممنكحة لو بمكجب‬
‫القانكف‪ ،‬كالتي تساىـ في عممية العالج العقابي كاعادة اإلدماج اإلجتماعي‪ ،‬كما أف مسألة‬
‫تعريفو منكطة لمفقو كالقضاء‪ ،‬باإلضافة أنو في كثير مف األحياف قد يعرؼ الشيء بكظيفتو ‪،2‬‬
‫كمف بيف التعاريؼ في ىذا المجاؿ ما يمي ‪:‬‬

‫‪ -1‬فيصؿ بكعقاؿ‪ ،‬قاضي تطبيؽ العقكبات‪ ،‬مذكرة لنيؿ إجازة المدرسة العميا لمقضاء‪ ،‬الدفعة ‪ ،14‬المدرسة العميا لمقضاء‪،‬‬
‫‪ ، 2006 /2005‬ص ‪.9 ،1‬‬
‫‪ -2‬الطاىر بريؾ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .07‬لممزيد مف اؿتفصيؿ ينظر‪ :‬مقتاح ياسيف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ ،84‬ك محمد شنة‪،‬‬
‫مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.96‬‬

‫‪103‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫‪ -‬ىك قاض مكمؼ بمتابعة حياة المحككـ عمييـ داخؿ كخارج السجكف كىك قاضي خاص‬
‫لدل محكمة الدعاكی الكبرل‪ ،‬يتدخؿ بعد الحكـ بعقكبة سالية أك مقيدة لمحرية‪ ،‬كفي ىذا‬
‫‪1‬‬
‫الشأف فإف قاضي تطبيؽ العقكبات يحدد األساليب األساسية لممعاممة العقابية‪.‬‬
‫‪ -‬ىك القاضي الذم يضمف متابعة األحكاـ الجزائية‪ ،‬كتتمثؿ ميمتو في تأميف التأطير كاعادة‬
‫اإلدماج االجتماعي لممحككـ عمييـ‪ ،‬حيث فكر استالمو لقرار العدالة يشرح لممحككـ عميو‬
‫االلتزامات التي يجب أف يتقيد بما خالؿ قضاء عقكبتو‪ ،‬كما أف قاضي تطبيؽ العقكبات‬
‫رخصة‬ ‫مكمؼ أيضا بمتابعة المحككـ عمييـ في السجكف‪ ،‬حيث يتدخؿ لقبكؿ أك رفض‬
‫الخركج ك تخفيض أك تكييؼ العقكية ‪.2‬‬
‫‪ -‬ىك قاض يحدد األساليب األساسية لممعاممة العقابية بالنسبة لكؿ محككـ عميو‪ ،‬كبصفتو‬
‫الشخص الذم يممؾ اليد العميا عمى تنفيذ العقكبات السالبة لمحرية فيك يراقب أيضا‬
‫ف تحت االختيار‪،‬‬ ‫المعامالت المطبقة في األكساط المفتكحة عمى األشخاص المكضكعي‬
‫كاألشخاص المفرج عنيـ تحت شرط‪ ،‬كاألشخاص الممنكعيف مف اإلقامة ‪ ..‬الخ‪.3‬‬
‫‪ -‬ىك قاض مكمؼ بمتابعة تنفيذ العقكبات لكؿ المحككـ عمييـ المحبكسيف في المؤسسات‬
‫العقابية الكاقعة في دائرة اختصاصو‪ ،‬فيك يحدد لكؿ كاحدة منيـ األساليب األساسية لممعاممة‬
‫العقابية‪ ،‬مثال‪ :‬الكضع في الكسط المفتكح‪ ،‬نظاـ الحرية التصفية‪ ،‬رخص الخركج ‪ ...‬الخ‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫)‪-JUGE DE APPLICATION DES PEINES HTTPS://FR.WIKIPEDIA.ORG/(16 MARS 2017‬‬
‫‪_ LE SITE OFFICIAL DE L'ADMINSTRATION FRANÇAISE WWW.VODROITS-SERVICE-‬‬
‫‪PUBLIC.FR.(11AVRIL 2017).‬‬
‫‪ -2‬مفتاح ياسيف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪85‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- G. STEFANI, G. LEVASSEUR, R.JAMBU- MERLIN. CRIMINOLOGIE ET SCIENCE‬‬
‫‪PENITENTIAIRE, 4EME EDITION, DALLOZ 1976. P 295.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- GEORGE LEVASSEUR. ALBERT CHAVANE, JEAN MONTREUIL, BERNARD‬‬
‫‪BOULOC, DROIT PENALE GENERAL ET PROCEDURE PENALE 13 EME EDITION,‬‬
‫‪EDITIONS SIREY, 1999, P341.‬‬

‫‪104‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫‪ -‬ىك قاض يعيف لمدة ‪ 3‬سنكات قابمة لمتجديد‪ ،‬كلو دكريف في نفس الكقت‪ ،‬دكر عقابي‬
‫كآخر قضائي ‪ .‬كعميو يمكف تعريؼ قاضي تطبيؽ العقكبات استنادا إلى أحكاـ القانكف‬
‫‪ 04/05‬كالسيما المادة ‪ 23‬متو‪ :‬بأفق " قاض مخكؿ لو قانكنا كبصفة أساسية التكفؿ بمتابعة‬
‫المحككـ عمييـ بعقكبات سالبة لمحرية أك عقكبات بديمة داخؿ كخارج السجف كذلؾ مف خالؿ‬
‫تحديد مختمؼ األساليب األساسية لممعاممة العقابية لكؿ محككـ عميو بما يضمف إعادة‬
‫إدماجو في المجتمع"‪.1‬‬
‫كمنو كحسب ىذا التعريؼ يمكف التمميح إلى أف ىذا التعريؼ كباألخص قبؿ صدكر‬
‫القانكف رقـ ‪ 01/09‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ 2009‬ال يدلي بالمعنى الحقيقي لتسمية قاضي‬
‫تطبيؽ العقكبات كبيف ما يطبقو‪ ،‬حيث أنو كمف الكىمة األكلى عند سماعو يتضح كأف ىذا‬
‫القاضي ىك المعني أكال كأخي ار يتنفيذ األحكاـ الجز ائية القاضية بسمب الحرية‪ ،‬الصادرة عف‬
‫مختمؼ الجيات القضائية الفاصمة في الدعكل العمكمية‪ ،‬لكف الحقيقة غير ذلؾ‪ ،‬ألنو لـ‬
‫يحصؿ كأف طبؽ ىذا األخير عقكبة بيذا المفيكـ بؿ كاف يقتصر دكره فقط عمى مجرد كضع‬
‫حد لمعقكية المقضي بيا مف قبؿ الجيات القضائية‪ ،‬كالمنفذة مف قبؿ النيابة العامة‪ ،‬فمدلكؿ‬
‫االسـ كمايقكـ بو اليتطابقاف‪ ،‬فيما متناقضاف في المحتكل كاليدؼ‪ ،‬كلكف كبصدكر القانكف‬
‫‪ 01/09‬كالذم جاء بالعقكبة البديمة‪ ،‬فيك اإلجراء الكحيد الذم مكنو مف خاللو كألكؿ مرة أف‬
‫يتـ تسمية‬ ‫يساير ىذا التعريؼ نكعا ما‪ ،‬فكاف مف األحسف كلضماف التطبيؽ السميـ أف‬
‫األشياء بمسمياتيا حتى ال يقع تناقض بيف التسمية كالمياـ‪ ،‬كتحسبا ألم غمكض كتفاديا‬
‫القانكف‬ ‫ألم خمط أك غمط‪ ،‬كلعمی ذلؾ راجع إلى استنباط المشرع ليذا القانكف مف غيره ‪-‬‬
‫الفرنسي ‪ -‬كىذا ليس عيبا كلكف العيب أف اليكائـ ما تـ استنباطو مع ما يطيقو أك ييدؼ‬
‫إليق‪ ،‬ككؿ ذلؾ راجع إلى خصكصيات كؿ مجتمع أك لكؿ قانكف ىدفو‪.2‬‬

‫‪ -1‬مفتاح ياسيف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.86‬‬


‫‪ -2‬سائح ستقكقة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.12 -11‬‬

‫‪105‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫كلك نظرنا إلى ىاتو التسمية في التشريع الفرنسي بصفتو المصدر الغير مباشر‬
‫‪1‬‬
‫فإننا ال نجد تناقضا بيف التسمية كاألفعاؿ‪ ،‬كانما ىناؾ تطابؽ تاـ بينيما‪ ،‬حيث‬ ‫لتشريعاتنا‬
‫منحو القانكف صالحيات تنفيذ العقكبة السالبة لمحرية الصادرة عف جيات الحكـ‪ ،‬بؿ كأسرؼ‬
‫في تكسيع ىاتو الصالحيات قمو كامؿ الحرية كالتصرؼ في العقكبة كفقا لممعطيات التي‬
‫تتكافر أمامو‪ ،‬عند مغ كؿ المحككـ عميو بيف يديو‪ ،‬كلو أف يبقي عمى العقكبة كما ىي أك‬
‫يخفض منيا أك يجزئيا ‪ ...‬إلخ‪ ،‬باإلضافة إلى مشاركتو في النطؽ بالتدابير المتخذة مف‬
‫طرؼ الييئات القضائية‪ ،‬كما يعتبر عضكا في لجنة مراقبة السجكف‪ ،‬كيدلي بدلكه في القانكف‬
‫الداخمي لممؤسسة العقابية ‪ ...‬إلخ‪ ،‬عمى العمكـ لو مطمؽ الصالحيات في كؿ شأف ذم صمة‬
‫بالمحبكس‪ ،‬فالمشرع الفرنسي بذلؾ لـ يترؾ أم باب لمتأكيؿ فقد كضع النقاط عمى الحركؼ‪،‬‬
‫لذا كاف عمى المشرع الجزائرم عند كضعو لقانكف تنظيـ السجكف تفادم الخمط بيف األسماء‬
‫كالصالحيات حتى ال يككف تناقض بيف األشياء كالمسميات‪ ،‬كعميو يستحسف منو العمؿ عمى‬
‫تكسيع صالحياتو كما فعؿ المشرع الفرنسي حتى ال يبقى ىناؾ تأكيؿ‪ ،‬أك يعيد النظر في‬
‫التسمية كما اقترح الدكتكر سائح سنفكقة بتسميتو " يقاضي إعادة إدماج المحبكسيف "‪ ،‬كالذم‬
‫م عميو إال أف‬ ‫مف كجية نظره بأف تسمية قاضي تطبيؽ العقكبات كلك أنا سميمة لما ق‬
‫محتكاىا النظرم ال ينطبؽ مع ما ينجزه مف أعماؿ‪ ،‬كما أف ىاتو األعماؿ بالمفيكـ القانكني‬
‫الفعمي ال تعد تطبيقا لمعقكبة كانما كضع حد لمعقكية‪ ،‬كما ىك عميو في تطبيؽ نظاـ التكقيؼ‬
‫المؤقت لتطبيؽ العقكبة ‪ ...‬إلخ‪.2‬‬
‫‪02/07‬‬ ‫تعييف قاضي تطبيؽ العقكبات بخصكص تعيينو ؼ قد كاف في ظؿ القانكف القديـ‬
‫الممغي ينص في المادة ‪ 07‬منو عمى أنو يعيف في دائرة اختصاص كؿ مجمس قضائي‪،‬‬
‫قاض كاحد أك أكثر التطبيؽ األحكاـ الجزائية‪ ،‬بمكجب قرار مف كزير العدؿ لمدة ثالث‬

‫‪ -1‬الطاىر برياف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.06‬‬


‫‪ -2‬سائح ستقكقة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.15 ،12‬‬

‫‪106‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫سنكات قابمة لمتجديد‪ ،‬كيجكز لمنائب العاـ لدل المجمس القضائي في حالة االست عجاؿ‪ ،‬أف‬
‫ينتدب قاضيا مف دائرة اختصاص المجمس القضائي ليمارس مؤقتا مياـ قاضي تطبيؽ‬
‫األحكاـ الجزائية إال أف ىذا األمر ألغي بمكجب المادة ‪ 22‬مف القانكف‪ ،04/05‬كأصبح يعيف‬
‫بمكجب قرار مف كزير العدؿ حافظ األختاـ في دائرة اختصاص كؿ مجمس قضائي‪ ،‬يختار‬
‫مف بيف القضاة الـ صنفيف في رتب المجمس القضائي‪ ،‬عمى األقؿ‪ ،‬ممف يكلكف عناية خاصة‬
‫بمجاؿ السجكف‪ ،‬كما أشارة المادة ‪ 04‬مف المرسكـ التنفيذم ‪ 180/05‬أنو "في حالة شغكر‬
‫منصب رئيس المجنة أك حصكؿ مانع لو‪ ،‬يقكـ رئيس المجمس القضائي‪ ،‬بناء عمى طمب مف‬
‫النائب العاـ‪ ،‬بانتدام قاض مف بيف الذيف تتكفر فييـ الشركط المطمكبة لمدة ال تتجاكز ثالثة‬
‫(‪ )3‬أشير‪ ،‬مع إخطار مصالح اإلدارة المركزية المختصة بك ازرة العدؿ بذلؾ "‪.‬‬
‫‪ 04/05‬لـ يشر إلى ىذا‬ ‫كمف خالؿ قراءة ىذه النصكص كمقارنتيما نجد القانكف‬
‫قابمة لمتجديد‬ ‫التجديد‪ ،‬حيث ترؾ المجاؿ مفتكحا‪ ،‬كيرجع ذلؾ في أف تقييد المدة كجعميا‬
‫يتطمب مراعاة أجاؿ التجديد‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ ق اررات تعييف جديدة كبصفة دكرية‪ ،‬يقتضي‬
‫إصدارىا إتباع طرؽ كاجراءات إدارية معقدة كفي ذلؾ أعباء كارىاؽ لمجية التي ليا سمطة‬
‫التعييف‪ ،‬ضؼ إلى ذلؾ صعكبة اتخاذ اإلجراءات اإلدارية المتعمقة بتطبيؽ العقكبات دكف‬
‫صدكر مقررات لتجديد التعييف‪ ،‬كما أف بقاءه أطكؿ مدة ممكنة في منصبو لمتابعة‬
‫المحبكسيف المكجكديف في المؤسسات العقابية التابعة إلدارة اختصاصو‪ ،‬سيتيح لو التعرؼ‬
‫أكثر عف قرب عمى المشاكؿ كالمعكقات التي تكاجييما عمى حد سكاء‪ ،‬كبالتالي إيجاد‬
‫كجيزة‪ ،‬كما أنو كفي تطبيؽ أساليب التنفيذ العقابي الحديثة‬ ‫الحمكؿ المناسبة ليا في فترة‬
‫كإجازات الخركج كنظاـ الحرية النصفية‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫ككذا تكقيؼ تطبيؽ العقكبة يتطمب قد ار مف الثقة في الميكس‪ ،‬كحتى تتكلد ىذه الثقة‬
‫لد ىذا القاضي كجب منو قضاء مدة ليست بالقصيرة مع المحبكسيف‪.1‬‬
‫كما أف ىناؾ تغيير في مسألة التعييف‪ ،‬كيتجمى ذلؾ في مسألة تجريد النائب العاـ مف‬
‫سمطة التعييف المؤقت في منصب قاضي تطبيؽ العقكبات في حالة االستعجاؿ‪ ،‬كىذا ماىك‬
‫إال تعزي از لالتجاه القائؿ بأف قاضي تطبيؽ العقكبات ما ىك إال قاضي مف قضاة الحكـ‬
‫كليس مف أع ضاء النيابة‪ ،‬األمر الذم يمنحو أكثر مصداقية في ممارستو لميامو‪ ،‬نظ ار لعدـ‬
‫خضكعو لمتبعية التدريجية في عممو التي يمتاز بيا أعضاء النيابة‪ ،‬كما يمكف أف يعكد ىذا‬
‫السبب إلى كثرة المياـ كالمسؤكليات المككمة لمنائب العاـ‪.2‬‬
‫‪ ، 02/72‬فمـ نممح الشركط التي بمكجبيا يتـ‬ ‫‪ _1‬شركط التعييف بتفحصنا لألمر رقـ‬
‫اختيار قاضي تطبيؽ العقكبات كانما اقتصر المشرع عمى تكضيح كيفية تعيينو فقط‪ ،‬كعمى‬
‫‪3‬‬
‫النقيض مف ذلؾ‪ ،‬جاء القانكف ‪ 04/05‬ليضع شرطيف أساسييف لذلؾ كىما‪:‬‬
‫أ‪ .‬شرط الرتبة ‪ :‬نجد المشرع الفرنسي في المادة ‪ 02/712‬مف قي ‪ .‬ج‪ -‬ؼ‪ ،‬قد نص عمى‬
‫استئناؼ قاضي حكـ أك أكثر تسند لو مياـ‬ ‫تعيينو بقكلو " يعيف عمى مستكل كؿ محكمة‬
‫‪ ،4‬أما‬ ‫قاضي تطبيؽ العقكبات "‪ ،‬أم مف بيف القضاة المصنفيف في رتبة المجمس القضائي‬
‫المشرع الجزائرم كاقتداء بالمشرع الفرنسي فقد اشترط لتكلي منصب قاضي تطبيؽ العقكبات‬
‫أف يككف مصنفا في رتبة مف رتب المجمس القضائي عمى األقؿ‪ ،‬فبالر جكع إلى المادتيف ‪46‬‬

‫‪-1‬۔ عبد الكىاب نكاجي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .06‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬پيماف تمشياش‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪27‬‬
‫‪ -2‬الطاىر بريؾ مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -3‬أسماء كالنمر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .72‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬عبد الكىاب تكاجي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -4‬لمياء طرابمسي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬

‫‪108‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬
‫‪1‬‬
‫كالتي حددنا الرتب المشكمة لسمؾ القضاة في المحاكـ‬ ‫ك‪ 47‬مف القانكف األساسي لمقضاء‬
‫العادية كاإلدارية‪ ،‬كمف بينيا رتب المجمس القضائي التي تعمنا كباستقرائيا بحد أف قاضي‬
‫تطبيؽ العقكبات يمكف أف يختار مف بيف قضاة النيابة‪ ،‬أك قضاة الحكـ كالمالحظ عمميا فإنو‬
‫يختار مف بيف قضاة النيابة (نائب عاـ مساعد) رغـ أف القانكف يجيز صراحة إمكانية اختياره‬
‫مف بيف قضاة الحكـ‪ ،‬كىك بذلؾ قد جانب صراحة القانكف الذم نص عمى إمكانية تعيينو مف‬
‫القضاة المصنفيف عمى مستكل الجمس ‪.2‬‬
‫ب‪ -‬شرط إيالء عناية خاصة بمجاؿ السجكف ‪ :‬كيقصد بق أف يككف القاضي المرشح لتكلي‬
‫منصب قاضي تطبيؽ العقكبات مف بيف الذيف ييتمكف بشؤكف السجكف كيكلكف عناية خاصة‬
‫بيـ‪ ،‬إال أنو ال تكجد نصكص تنظيمية تكضح ماىية المعايير التي يجب تكافرىا لتحقؽ ىذا‬
‫‪ 173‬منو كالتي‬ ‫الشرط الذم جاء بو القانكف ‪ ،04/05‬كعميو يتعيف العمؿ بأحكاـ المادة‬
‫‪ ،302/72‬كفي ىذا الشأف كفي‬ ‫تقضي ببقاء سرياف النصكص التنظيمية كالمتخذة تطبيقا‬
‫غياب النصكص التنظيمية‪ ،‬حاكلت ك ازرة العدؿ إعطاء بعض التعميمات بخصكص معايير‬
‫‪01/2000‬‬ ‫كشركط اختيار قاضي تطبيؽ األحكاـ الجزائية‪ ،‬كذلؾ مف خالؿ المذكرة رقـ‬
‫لمحررة بتاريخ ‪ 200/09/19‬كالصادرة بتاريخ ‪ 2000 /12/19‬بشأف اختبار قاضي تطبيؽ‬
‫‪ :‬أف يككف مف أحسف القضاة‬ ‫األحكاـ الجزائية ك ازرة العدؿ‪ ،‬كأىـ ىذه التعميمات ما يمي‬
‫كأكثرىـ بحرية ككفاءة ‪ -‬كأف يككف مف بيف الذيف ييتمكف بشؤكف السجكف أف يتفرغ لمقياـ‬
‫عند الضركرة ‪ -‬تمكيف القاضي المشرؼ‬ ‫بكظائفو فقط‪ ،‬كأف ال تسند لو كظائؼ أخرل إال‬
‫عمى ىذه المصمحة مف الكسائؿ البشرية كالمادية الضركرية لممارسة صالحياتو كمية كبدكف‬

‫‪ -1‬القانكف العضكم رقـ ‪ 04 / 11‬المؤرخ في ‪ 21‬رجب محاـ ‪ 1425‬المكافؽ ‪ 6‬سبتمبر سنة ‪ 2004‬المتضمف القانكف‬
‫األساسي لمقضاء‪ ،‬ج ‪.‬ر عدد ‪ : 57‬الصادر بتاريخ ‪ 08‬سبتمبر ‪ ،2004‬ص ‪ 13‬كمابعدىا ‪ -‬مفتاح ياسيف‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬‬
‫ص ‪ - " 88‬الطاىر برناؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .10‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬مفتاح ياسيف‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪89‬‬
‫‪ -2‬مفتاح ياسيف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬
‫‪ -3‬الطاىر بريؾ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .10‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬مفتاح ياسيف‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪89‬‬

‫‪109‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫أم عراقيؿ‪ ...‬إلخ‪ ،1‬كعمميا لـ تحترـ ىذه المذكرة بحذافيرىا‪ ،‬خاصة فيما يتعمؽ بكجكب تفرغ‬
‫القاضي لكظائفو فقط‪ ،‬كذلؾ لمنقص الذم تعرفو الجيات القضائية في عدد القضاة‪ ،‬إذ تحد‬
‫نائب عاـ مساعد يقكـ بمياـ قاضي تطبيؽ العقكبات فضال عف ميامو األصمية‪ ،‬كىذا ما‬
‫ينعكس سمبا في عمى المعاممة العقابية كما يؤدم إلى عرقمة إعادة اإلدماج االجتماعي‬
‫لممحبكسيف‪ ،‬كىذا ما يتطمب التفرغ التاـ مف قبؿ قاضي تطبيؽ العقكبات ليذه الكظيفة‪.2‬‬
‫كما أكصت الكرشة رقـ ‪ 05‬كالمتعمقة يقاضي تطبيؽ األحكاـ الجزائية ‪ ،3‬فنصت في‬
‫الفقرة الرابعة منيا عمى أنو ينبغي اختيار قضاة تطبيؽ األحكاـ الجزائية بناءا عمى طابعيـ‬
‫كمؤىالتيـ كأف يككنكا مف بيف الذيف يتكفركف عمى رصيد ىاـ مف التجرية‪ ،‬ككذا ضركرة‬
‫‪4‬‬
‫ضماف تکكیف مالئـ ليـ كتحريرىـ مف كؿ المياـ القضائية األخرل‬
‫كالمالحظ أف المشرع الجزائرم كعمى خالؼ نظيره الفرنسي‪ ،‬سكت عف مسألة إنحاء‬
‫مياـ قاضي تطبيؽ العقكبات بالرغـ مف أىمينيا‪ ،‬كعمميا ىناؾ قضاة تطبيؽ العقكبات عينكا‬
‫جرد حدكث حركة في سمؾ‬ ‫بمكجب ق اررات مف كزير العدؿ‪ ،‬كتـ نقميـ مف مناصبيـ بـ‬
‫القضاة‪ ،‬دكف صدكر ق اررات بأنحاء مياميـ‪ ،‬أما في فرنسا فيتـ تعيينو‪ ،‬بمكجب مرسكـ‬
‫رئاسي‪ ،‬بعد أخذ رأم المجمس األعمى لمقضاء‪ ،‬كتنيى ميامو بتقس الكيفية‪ ،‬كفي حالة‬
‫(الماد‬ ‫حدكث مانع مؤقت لو‪ ،‬يعيف رئيس محكمة الدعاكل الكبرل قاضيا آخر الستخالفو‬
‫‪ 02/712‬مف قي‪ .‬ج‪ .‬ؼ)‪.5‬‬

‫‪ -1‬يماف تمشياش‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫‪ -2‬الطاىر بريؾ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .11‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬پيماف مشباف مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -3‬تكصيات الكرشة الخامسة كالمتعمقة بقاضي تطبيؽ األحكاـ الجزائية‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ عصرنة قطاع السجكف في‬
‫الجزائر‪ ،‬المنظـ مف طرؼ ك ازرة العدؿ العدؿ كبالتنسيؽ مع برنامج األمـ المتحدة اإلنمائی ليكمی ‪ 19‬ك‪ 20‬جانفي ‪:2004‬‬
‫الديكاف الكطني لألشغاؿ التربكية‪ ،2004 ،‬ص‪156‬‬
‫‪ -4‬أسماء كالنمر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -5‬مفتاح ياسميف مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪110‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫أما ما يمكف قكلو حكؿ المادة ‪ 22‬مف القانكف ‪ ،04/05‬أف العناية الخاصة بمجاؿ‬
‫السجكف ال ترقى إلى درجة أف تككف شرطا لترشيحو‪ ،‬ألف ىذه العناية ال يعني تقديـ أفضؿ‬
‫أداء لميمتو في إطار العالج العقابي‪ ،‬كانما كاف عمى المشرع أف يشترط تككينا خاصا في‬
‫قاضي تطبيؽ العقكبات يشمؿ دراسة عمكـ اإلجراـ كالعقاب‪ ،‬بشكؿ معمؽ‪ ،‬حتى يستطيع‬
‫تقرير األنظمة العالجية المناسبة‪ ،‬ككذا إمكانية تفرغو كميا ليذه المياـ فقط كاعفاءه مف باقي‬
‫المياـ المكمؼ بيا كقاضي حكـ أك نيابة ‪. 1‬‬
‫‪ -‬اختصاصات قاضي تطبيق العقوبات ‪:‬بعد قاضي تطبيؽ العقكبات مؤسسة مستقمة بذاتيا‪،‬‬
‫كىذا راجع إلى الصالحيات كالسمطات الممنكحة لو قانكنا‪ ،‬باتخاذ كؿ ماىك ضركرم ألجؿ‬
‫تنفيذ العقكبات السالبة لمحرية داخؿ المؤسسات العقابية كخارجيا كفقا لمقانكف كبما يحدد‬
‫قكبات‬ ‫أغراض السياسة العقابية‪ ،‬مف خالؿ السير كاإلشراؼ كمراقبة مشركعية تطبيؽ الع‬
‫السالبة لمحرية كالعقكبات البديمة عنداالقتضاء‪ ،‬ككذا ضماف التطبيؽ السميـ لتدابير تقريد‬
‫العقكبة‪ ،‬كالمحددة لو بمكجب المادة ‪ 23‬مف القانكف رقـ ‪ 04/05‬كالتي جعمت منو مف أىـ‬
‫عناصر كآليات إعادة اإلدماج كخاصة كأف صالحياتو كسمطاتو في إطار إصدار الق اررات‬
‫كابداء ا لرأم تكسعت بشكؿ يساعده عمى أداء ميامو كفؽ ما سطره ىذا القانكف‪ ،‬كأف ىذه‬
‫‪ ،2‬كالتي مف‬ ‫الصالحيات تظؿ مجرد أحرؼ ميتة ال يضمف ليا تطبيؽ إذا لـ تحسد عمميا‬
‫الضركرم التطرؽ إلييا‪ ،‬كالتي مف الصعب حصرىا‪ ،‬كالتي يمكف إجماليا كما يمي ‪:‬‬
‫أكال‪ :‬السمطات الرقابية كاالستشارية اؿقاضي تطبيؽ العقكبات ‪.‬‬
‫ىاتو السمطات متعددة كمتنكعة‪ ،‬كيراد بما تمكينو مف مراقبة عممية إعادة التأىيؿ‬
‫االجتماعي لممحككـ عمييـ مف خالؿ إلمامو كمراقبتو لبرامج إعادة التأىيؿ المطبقة داخؿ‬
‫ا‪،‬‬ ‫المؤسسات العقابية‪ ،‬أك خارجيا‪ ،‬كالتدخؿ عند االقتضاء في حالة اإلخالؿ بمقتضياتو‬

‫‪ -1‬محمد شنة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪. 98‬‬


‫‪ -2‬سيد أحمد صغير مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.113‬‬

‫‪111‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫كتنصب ىذه السمطة عمى المحككـ عمييـ‪ ،‬كالمؤسسات العقابية‪ ،‬ككذا أساليب العالج‬
‫العقابي‪ ،1‬كمنيا‪:‬‬
‫‪ _1‬اإلختصاصات الرقابية‪:‬‬
‫أ‪ -‬كتتمثؿ في زيارة المحككـ عمييـ في المؤسسات العقابية ك تمقي المعمكمات كالتقارير‬
‫المادة ‪ 33‬مف القانكف ‪ )04/05‬ككذا فحص شكاكل المحككـ عمييـ كتظمماتيـ (المادة ‪79‬‬
‫مف القانكف نفسو)‬
‫ب ‪ -‬مراقبة المؤسسات العقابية ‪ :‬كتحدؼ إلى تفعيؿ طرؽ العالج العقابي مف خالؿ الدكر‬
‫الرقابي لقاضي تطبيؽ العقكبات داخؿ المؤسسات العقابية‪ ،‬حيث أكجب القانكف الحالي عميو‬
‫كجكده بالمؤسسة العقابية كذلؾ تكممة لرقابتو عمى أكضاع المحبكسيف بيا‪.2‬‬

‫ج ‪ -‬مراقبة تنفيذ أساليب العالج العقابي ‪ :‬كتتمثؿ في رقابة قاضي تطبيؽ العقكبات عمى‬
‫طرؽ العالج العقابي كادارتيا‪ ،‬كىي كسيمة يمكنو مف خالليا تقرير كؿ ما يراه مناسبا‬
‫لمكصكؿ إلى أغراضو‪.3‬‬
‫‪ -2‬اإلختصاصات االستشارية القاضي تطبيق العقوبات ‪:‬يحظى قاضي تطبيؽ العقكبات‬
‫بسمطة استشارية تكمف في إبداء الرأم لإلدارة‪ ،‬بغرض اتخاذ أم قرار يمس بالمركز القانكني‬
‫لممحككـ عمييـ‪ ،‬فيك كبذلؾ يعد األكثر قدرة عمى إعطاء الرأم كتقديـ المشكرة كاالقتراحات‬
‫حكؿ مختمؼ الق اررات التي تخصيـ‪ ،‬حيث أنشأ القانكف ‪ 04/05‬ليذا الغرض ىيئة مستقمة‬
‫تمارس سمطة البت كالفحص كتقديـ األراء االستشارية لو قبؿ مبادرتو بإصداره لق اررات معينة‬

‫‪ -1‬سارة بف زينب‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪150-149‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪151‬‬
‫‪ -3‬عبد الكىاب نكاجي ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪46‬‬

‫‪112‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫في حؽ المحككـ عميو‪ ،‬كالتي تعرؼ بمجنة تطبيؽ العقكبات ثانيا ‪ :‬اإلختصاصات التقريرية‬
‫لقاضي تطبيؽ العقكبات‪.1‬‬
‫ىا مف أىـ المؤشرات التي‬ ‫تعد اإلختصاصات التقريرية مف أصعب المياـ المقررة لو كأف‬
‫تكشؼ عف مركزه كدكره في مرحمة تطبيؽ العقكبة‪ ،‬كىي بذلؾ تفعيؿ الدكر القضاء في مرحمة‬
‫تطبيؽ الجزاء الجنائي عف طريؽ تزكيده بماتو السمطة كالتي تعتبر العصب الحيكم لمتدخؿ‬
‫القضائي في مرحمة تطبيؽ الجزاء الجنائي‪ ،‬كباعتبار أف ىذا األخير يمكف تنؼ يذه كميا أك‬
‫جزئيا داخؿ المؤسسات العقابية‪ ،‬كما يمكف أف يتـ تنفيذه أك تنفيذ جزء منو خارجيا‪ ،‬تبعا لنكع‬
‫الجزاء المالئـ لشخصية المحبكس‪ ،2‬كمف أمثمتيا ما يمي‪:‬‬
‫‪:‬تتجمى لنا الق اررات التي‬ ‫‪ -1‬ق اررات قاضي تطبيق العقوبات داخل المؤسسة العقابية‬
‫يصدرىا ىذا قاضي بمناسبة أدا ء ميامو داخؿ المؤسسات العقابية في قرار الكضع في‬
‫الكرشات الخارجية‪ ،‬كفي نظاـ الحرية النصفية‪ ،‬قرار الكضع في نظاـ البيئة المفتكحة ‪ ،3‬كقرار‬
‫منح رخصة الخركج‪.4‬‬
‫‪ .2‬ق اررات قاضي تطبيق العقوبات خارج المؤسسة العقابية ‪:‬تختمؼ الق اررات التي يصدرىا‬
‫تمؾ التي يصدرىا خارجيا‪ ،‬فمسار العالج العقابي لممحككـ‬ ‫داخؿ المؤسسة العقابية عف‬
‫عمييـ مرىكف بالتدابير التي يمكف أف يصدرىا المشرؼ عمى تطبيقو‪ ،‬كمف ثـ فإف المشرع قد‬
‫أحاط الق اررات التي يمكف أف تتخذ خارج المؤسسة العقابية بأنظمة قانكنية تتمثؿ في التكقيؼ‬
‫المؤقت لمعقكبة كالمنصكص عميو في اؿمادة ‪ 130‬مف القانكف ‪ 04/05‬كاإلفراج المشركط‪. 5‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.49-48‬‬


‫‪ -2‬فيصؿ بكخالفة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .114‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬عبد الكىاب نكاجي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 110‬ك ‪ 111 / 2‬ك ‪ ،169‬مف القانكف رقـ ‪ ، 04/05‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -4‬عبد الكىاب نكاجي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪63 - 62‬‬
‫‪ -5‬مفتاح ياسيف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.160‬‬

‫‪113‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫الفرع الثاني‪ :‬لجنة قاضي تطبيق وتكييف العقوبات‪:‬‬


‫أنشأىا المشرع الجزائرم في إطار سياسة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف‪ ،‬كجعميا‬
‫آلية لتجسيد أنظمة تكيؼ العقكبة عمى أرض الكاقع‪ ،‬كالتي مف بينيا نظاـ التكقيؼ المؤقت‪،‬‬
‫كتط ار كلمدكر الفعاؿ المنكط بيا‪ ،‬كجب عمينا التطرؽ إلى تعريفيا ككنا تشكيمتيا كمياميا‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كمدل تحقؽ دكرىا فعميا في ىذا النظاـ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف لجنة تطبيق العقوبات واطارىا القانوني‬
‫‪ -1‬تعريف لجنة تطبيق العقوبات ‪ :‬كىي لجنة مستحدثة كمشكمة عمى مستكل كؿ مؤسسة‬
‫عقابية‪ ،‬جعميا المشرع كالية قانكنية استشارية يترأسيا قاضي تطبيؽ العقكبات كالتي تعمؿ‬
‫إلى جانبو أثناء تكليو المياـ الخاصة بأنظمة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف كىي مالزمة لو‬
‫يستشيرىا في اتخاذ ق ارراتو‪ ،‬فضال عمى أنيا كسيؿ ة فعالة في تنفيذ السياسة العقابية كتحقيؽ‬
‫أىدافيا‪ ،‬يجعؿ العقكبة كسيمة الحماية المجتمع بكاسطة إعادة التربية كاإلدماج اإلجتماعي‬
‫لممحبكسيف‪ ،‬تتكاجد ىذه المجنة لدل كؿ مؤسسة كقاية كمؤسسة إعادة التربية‪ ،‬ككذا بكؿ‬
‫‪2‬‬
‫مؤسسة إعادة التأىيؿ كأيضا في المراكز المتخصصة لمنساء كاألحداث‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلطار القانوني لمجية تطبيق العقوبات ‪ :‬ك تعتبر ىاتو المجنة أحد اآلليات الفعالة التي‬
‫استحدثيا المشرع الجزائرم كاعتبرىا الحيمة التالية لمدفاع اإلجتماعي عمى غرار المشرع‬
‫ت‬ ‫الفرنسي‪ ،‬بمكجب القانكف ‪ ،04/05‬حيث أدرجيا في الفصؿ الثالث مف الباب الثاني تح‬
‫‪ 24‬منو‪ 3‬بيدؼ‬ ‫عنكاف "مؤسسة الدفاع اإلجتماعي "‪ ،‬حيث أفرد ليا نصا كحيدا ىك المادة‬
‫تحقيؽ مساعي سياسة إعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف‪ ،‬كىي بديؿ عف لجنة الترتيب‬
‫كالتأديب المنصكص عمييا في األمر ‪ 02/72‬الممغي‪ ،‬كصدر في سبيؿ ذلؾ القرار الكزارم‬

‫‪ -1‬محمد لسنة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ .106‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬أماؿ إناؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ -2‬الطاىر بريؾ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪. 123‬‬
‫‪ -3‬ىذا نصيا " تنشأ لدل كؿ مؤسسة إعادة التربية‪ ،‬ككؿ مؤسسة إعادة التأىيؿ‪ ،‬كفي المراكز المخصصة لمنساء‪ ،‬لجنة‬
‫تطبيؽ العؽكبات برأسيا قاضي تطبيؽ العقكبات‬

‫‪114‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫المؤرخ في ‪ 1972 /02/23‬كالمتعمؽ بضبط تشكيمة لجنة الترتيب كالتأديب في مؤسسة‬


‫السجكف كاختصاصاتيا كتفصيؿ أعماليا كىي بذلؾ تحسيدا لمبدأ التعاكف كالمشاركة في‬
‫عممية اإلدماج اإلجتماعي كتأىيؿ المحككـ عمييـ‪ ،‬كاستم ار ار لما نصت عميو ىاتو المادة‪،‬‬
‫صدر المرسكـ التنفيذم ‪ 180/05‬كالمتعمؽ بتحديد تشكيمة لجنة تطبيؽ العقكبات ككيفيات‬
‫سيرىا‪ ،1‬كىك مرسكـ تنظيمي تناكؿ عدة مكاد ألجؿ تحقيؽ التأىيؿ اإلجتماعي لممحبكسيف‬
‫كىي بذلؾ آلية مف آليات تكييؼ تكييؼ العقكبة‪ ،‬تتمتع بنفس الصالحيات التي كانت محكلة‬
‫المجنة الترتيب كالتأديب باستثناء تشكيمة أعضائيا‪ ،‬كبأف أصبحت مح دثة عمى مستكل كؿ‬
‫مؤسسة كقائية باعتبار أف ىذا النكع مف المؤسسات يستقبؿ المتيميف كالمحككـ عمييـ بعقكبة‬
‫تقؿ عف سنتيف‪ ،‬كتعمؿ بالمكازاة مع قاضي تطبيؽ العقكبات كتحت إشرافو ‪.2‬‬
‫‪ .3‬تشكيمة لجنة تطبيق العقوبات وطبيعة مقرراتيا ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تشكيمة المجنة ‪ :‬تطبيقا لما جاء بو القا نكف ‪ 04/05‬كخاصة المادة ‪24‬ؼ ‪ 2‬منو‪ ،‬فإف‬
‫‪ 01‬مف المرسكـ التنفيذم‬ ‫تشكيؿ ىاتو المجنة مف اختصاص التنظيـ‪ ،‬حيث نصت المادة‬
‫‪ 180/05‬عمى ما يمي ‪ " :‬ييدؼ ىذا المرسكـ إلى تحديد تشكيمة لجنة تطبيؽ العقكبات‬
‫‪ 24‬مف القانكف رقـ ‪ 04/05‬المؤرخ ؼم ‪ 27‬ذم‬ ‫ككيفيات سيرىا‪ ،‬تطبيقا ألحكاـ المادة‬
‫الحجة عاـ ‪ 1425‬المكافؽ ؿ ‪ 6‬فبراير سنة ‪ 2005‬كالمتضمف قانكف تنظيـ السجكف كاعادة‬
‫" المجنة"‪ ،‬فيي بذلؾ لجنة‬ ‫اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف كالتي تدعي في صمب النص‬
‫مستقمة‪ ،‬تباشر كتمارس صالحياتيا المخكلة ليا قانكنا‪ ،‬دكف أف تخضع ألم تعميمات‪،‬‬
‫كيخضع عمميا إلى مبد أ العمؿ الجماعي‪ ،‬الرامي إلى معرفة شخصية المحبكس مف خالؿ‬

‫‪ -1‬لمياء طرابمسی‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .120‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر ‪ :‬محمد شنة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ -2‬أماؿ إناؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .139‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر ‪ :‬فيصؿ بكزبالة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .65‬ك لمياء‬
‫طرابمسي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.120‬‬

‫‪115‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫مختمؼ العناصر المشكمة ليا ‪ ،1‬إذ نصت المادة ‪ 02‬مف المرسكـ نفسو عمى تشكيمتيا‪ ،‬التي‬
‫‪ :‬قاضي تطبيؽ العقكبات‬ ‫يترأسيا قاضي تطبيؽ العقكبات عند البت في الممفات كما يمي‬
‫رئيسا‪ ،‬مدير المؤسسة العقابية أك المركز المتخصص لمنساء‪ ،‬حسب الحالة عضكاء المسؤكؿ‬
‫المكمؼ بإعادة التربية عضكاء رئيس االحتياس عضكا‪ ،‬مسؤكؿ كتابة الضبط القضائية‬
‫لممؤسسة العقابية عضكاء طبيب األخصائي في عمـ النفس بالمؤسسة العقابية عضكا‪ ،‬مرب‬
‫ة‪ ،‬كتتكسع‬ ‫مف المؤسسة العقابية‪ ،‬عضكا‪ ،‬مساعدة اجتماعية مف المؤسسة العقابية عضك‬
‫المجنة إلى عضكية قاضي األحدانت إلى جانب مدير مركز إعادة التربية كادماج األحداث‬
‫عندما يتعمؽ األمر بالبت في طمبات اإلفراج المشركط عف األحداث‪ ،‬كما تتكسع تشكيمتيا‬
‫أيضا إلى عضك مف المصالح الخارجية إلدارة السجكف كىذا عندما يتعمؽ األمر يتقييـ سمكؾ‬
‫المحبكسيف المفرج عنيـ كالمكضكعيف في مختمؼ األنظمة األخرل ‪.‬‬
‫كفي حالة شغكر منصب رئيس ىاتو الجنة أك حصكؿ مانع كلحسف سيرىا يقكـ رئيس‬
‫المجمس القضائي بناء عمى طمب مف النائب العاـ بانتداب قاضي لمدة ال تتجاكز ثالثة‬
‫أشير‪ ،‬مع إخطار اإلدارة المركزية المختصة بك ازرة العدؿ بيذا اإلجراء ‪ ،2‬كأضافت الفقرة ‪02‬‬
‫مف ىاتو المادة عمى أنو يعيف كؿ مف الطبيب األخصائي في عمـ النفس كالمربي كالمساعدة‬
‫االجتماعية بمكجب مقرر مف المدير العاـ إلدارة السجكف لمدة ثالثة سنكات قابمة لمتجديد‪،‬‬
‫كلحسف سير المجنة تـ تزكيدىا بأمانة يشرؼ عمييا أميف ضبط يعيف مف طرؼ النائب العاـ‪،‬‬
‫يتكلى تسييرىا تحت سمطة قاضي تطبيؽ العقكبات كحضكر االجتماعات التي تعقدىا كما‬

‫‪ -1‬الطاىر بريؾ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪124‬‬


‫‪ -2‬عبد الرزاؽ بكضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .40‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬فيصؿ بكربالة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .66‬كشما‬
‫شنة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪107‬‬

‫‪116‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫يقكـ بتحرير محاضرىا كتسجيؿ مقرراتيا كتبميغيا‪ ،‬كتمقي الطعكف كطمبات المحبكسيف‬
‫كتسجيؿ البريد كالممفات‪ ،‬كذلؾ كفؽ ما حددتو المادة ‪ 05‬مف نفس المرسكـ‪. 1‬‬
‫كمف خالؿ تعد اد أعضاء تشكيمة ىاتو المجنة فإنو يالحظ عنيا أنيا تشكيمة متنكعة‪،‬‬
‫فضال عف درايتيـ الكافية كخبرىـ الكاسعة في المسائؿ العقابية‪ ،‬حتى يتـ اإلحاطة بجميع‬
‫الجكانب الشخصية لممحبكس‪ ،‬كما يغمب عمييا الطابع اإلدارم بحکـ خضكع أغمب أعضائيا‬
‫إلى سمطة كادارة رئاسة مدير المؤس سة العقابية‪ ،‬كعميو يستشار ىذا األخير بطريقة غير‬
‫مباشرة مف قبؿ قاضي تطبيؽ العقكبات‪ ،‬إضافة إلى غياب ممثؿ النيابة العامة عف التشكيمة‪،‬‬
‫‪ ،2‬إال أف‬ ‫بالرغـ مف أنيا ممثمة لممجتمع‪ ،‬كما أنيا تختص بمتابعة تنفيذ األحكاـ الجزائية‬
‫لمشرع الفرنسي الذم جعؿ ممثؿ النيابة‬ ‫المشرع الجزائرم استبعدىا‪ ،‬كذلؾ عمى خالؼ ا‬
‫العامة (ككيؿ الجميكرية ) ضمف تشكيمتيا إضافة إلى مكظفي المؤسسة العقابية كذلؾ بنص‬
‫المادة ‪ 03-05-712‬مف قي‪ .‬ج‪ .‬ؽ كىذا نصيا‪:‬‬
‫‪« LA COMMISSION DE L'APPLICATION DES PEINES EST PRESIDEE PAR LE JUGE DE‬‬
‫‪L'APPLICATION DES PEINES. LE PROCUREUR DE LA REPUBLIQUE ET LE CHEF DE‬‬
‫‪L'ETABLISSEMENT EN SONT MEMBRES DE DROIT3.‬‬

‫فالمشرع الجزائرم أكتفي فقط باإلشارة إلى دكرىا المتمثؿ في متابعة تنفيذ العقكبات كما جاء‬
‫في نص المادة ‪ 10‬مف القانكف ‪ 05/04‬عمى أف " تختص النيابة العامة دكف سكاىا بمتابعة‬
‫تنفيذ األحكاـ الجزائية"‪.‬‬
‫كبحد قاضي تطبيؽ العقكبات أنو يستشير لجنة تطبيؽ العقكبات عند إصداره لمقرر‬
‫التكقيؼ المكقت ككذا في كؿ المقررات األخرل التي يتخذىا كإجازة الخركج‪ ،‬الكضع في‬

‫‪ -1‬فيصؿ بكربالة‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ .66‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر ‪ :‬محمد شنة‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ .107‬كخديجة بف‬
‫علية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -2‬الطاىر بريؾ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .125‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬لمياء طرابمسي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -3‬لمياء طرابمسي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪117‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫البيئة المفتكحة الحرية النصفية‪ ،‬اإلقراج المشركط ‪...‬يا مخالفا بذلؾ المشرع الفرنسي الذم‬
‫يستشيرىا فقط في حالة اتخاذه مقرر التقميص مف مدة العقكبة‪ ،‬رخص الخركج كاجازة الخركج‬
‫تحت الحراسة (المادة ‪ 05/712‬مف قي ‪ .‬ج‪ .‬ؽ)‪ ،‬حيث اعتبر التكقيؼ المؤقت باإلضافة‬
‫‪DES‬‬ ‫‪MESURES‬‬ ‫(‬ ‫إلى الرقابة اإللكتركنية تدبير قضائي‬
‫‪،)JURIDICTIONNELLES‬‬
‫يصدره قاضي تطبيؽ العقكبات بمكجب حكـ‪ ،‬حيث تتعقد الجمسة بغرفة المشكرة كبعد‬
‫استشارة ممثؿ عف اإلدارة العقابية‪ ،‬يستمع فييا اللتماسات النيابة العامة كمالحظات المحككـ‬
‫عميو كطمبات محاميو‪ ،‬كما يجكز لمجنة تطبيؽ العقكبات استشارة كؿ شخص مختص مف‬
‫أجؿ إعطاء اآلراء الضركرية لمعرفة شخصية المحككـ عمييـ إلعادة اإلدماج االجتماعي ‪.1‬‬
‫كىاتو الجنة تحتمع مرة كؿ شير‪ ،‬ككمما دعت الضركرة لذلؾ بناء عمى طمب قاضي‬
‫تطبيؽ العقكبات أك بطمب مف مدير المؤسسة العقابية‪ ،‬كتحدد اجتماعاتيا كتاريخ انعقادىا‬
‫كاستدعاء أعضائيا مف قبؿ رئيس المجنة‪ ،‬كتتداكؿ ىذه األخيرة بثمثي أعضائيا عمى األقؿ‪،‬‬
‫كتخؿ مقرراتيا بأغمبية األصكات‪ ،‬كصكت الرئيس مرجحا في حالة تساكم األصكات ‪.2‬‬
‫ب ‪ .‬طبيعة مقررات لجنة تطبيق العقوبات ‪ :‬إف التطرؽ إلى طبيعة مقررات لجنة تطبيؽ‬
‫العقكبات يطرح إشكاال حكؿ مقررات قاضي تطبيؽ العقكبات ىؿ تعد ق اررات قضائية أـ‬
‫إدارية؟ إذ نجد المشرع الجزائرم كمف خالؿ نص المادة ‪ 130‬مف القانكف ‪ 04/05‬بأف خص‬
‫مقرر االستفادة مف التكقيؼ المؤقت لمعفكية دكف بقية المقررات المتخ ذة في األنظمة األخرل‬
‫بالتسبيب‪ ،‬ىؿ ىذا يعني أف ماكرد في ىاتو المادة خطأ غير مقصكد؟ أـ أف تسبب الق اررات‬
‫األخرل ليس لو أىمية ليذا ال يتـ تسبيبيا؟ خاصة كأف ىناؾ مقررات يصدرىا ال تقؿ خطكرة‬
‫المشركط‬ ‫مف حيث آثارىا عمى األمف كالنظاـ العاـ عف قرار التكقيؼ المؤقت مثؿ اإلفراج‬

‫‪ -1‬لمياء طرابمسي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.123 - 122‬‬


‫‪ -2‬عبد الرزاؽ بكضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .40‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬محمد شنة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.108‬‬

‫‪118‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫كالحرية النصفية كاجازة الخركج‪ ،‬خاصة كأف كؿ اإلجراءات تتخذ بنفس الطريقة أم بعد‬
‫استشارة ىاتو المجنة‪ ،‬أـ أنا المشرع بيذا اإلجراء يككف قد جعؿ منو ذا طبيعة قضائية؟ إال‬
‫أف ىذا التقرد ال يضفي الطبيعة القضائية عمى ىذا المقرر دكف غيره مف المقررات خاصة‬
‫أف ا لطعف فيو يتـ بنفس الطريقة كأماـ نفس الجية كىي لجنة تكييؼ العقكبات‪ ،‬كالتي تعتبر‬
‫لجنة إدارية يمكنيا إلغاء ىذه المقررات كمما استدعت الضركرة ذلؾ‪ ،‬كىذه الطريقة في الطعف‬
‫كطبيعة الجية الفاصمة فيو ىي التي تضفي عميو نفس الطبيعة القانكنية لباقي المقررات‬
‫األخرل كالتي تجعميا أقرب إلى المقررات اإلدارية منيا إلى المقررات القضائية‪ ،‬أما المشرع‬
‫الفرنسي فإنو خص ىذا النظاـ بالتسبيب كخصو بطابع إجرائي كفيؿ بأف يضفي عميو الطابع‬
‫القضائي‪ ،‬حيث ألزـ قاضي تطبيؽ العقكبات بتسبيب جميع األكامر كالق اررات التي يصدرىا‬
‫أثناء تأدية ميامو الما دة ‪ 04/712‬مف قي ‪ .‬ج‪ .‬ؼ رقـ ‪ 204_2004‬الذم دخؿ حيز النفاذ‬
‫ابتداء مف‪.12005/01/01‬‬
‫كما أف التسبيب في مقرر التكقيؼ يختمؼ عف التسبيب في الق اررات كاألحكاـ‬
‫القضائية ‪ -‬باستثناء أحكاـ الجنايات حيث تقكـ كرقة األسئمة مقاـ الحيثيات لككف اإلدانة‬
‫فقد أكجبو القانكف عمى القضاة دكف تمييز نظ ار لتعمقيا‬ ‫تبقى عمى اقتناعيـ الشخصي ‪-‬‬
‫بحقكؽ كحريات األفراد‪ ،‬كأف الطعف فييا يتـ أماـ جية قضائية ‪ ،2‬كىناؾ أيضا ما نصت عميو‬
‫المادة ‪ 161‬مف القانكف‪ ،04/05‬فمك كانت مقررات ىذا القاضي ذات طبيعة قضائية فإنو ال‬
‫يمكف لمجنة تكييؼ العقكبات بعد إخطارىا مف كزير العدؿ حافظ األختاـ أف تمغييا حتى كلك‬
‫كانت ماسة باألمف كالنظاـ العاـ‪ ،‬كانما يتـ إلغاءىا فقط مف قبؿ جية قضائية أعمى منيا كما‬
‫فعؿ المشرع الفرنسي بأف جعؿ أكامر كأحكاـ قاضي تطبيؽ العقكبات قابمة لإلستئناؼ أماـ‬
‫قكبات بتشكيمتيا الجماعية بالجمس‬ ‫رئيس غرفة تطبيؽ العقكبات أك أماـ غرفة تطبيؽ الع‬

‫‪ -1‬أماؿ إناؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .137‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬الطاىر برپاؾ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.26 _25‬‬
‫‪ -2‬الطاىر بريؾ‪ ،‬لممرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪119‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫‪ 11/712‬ك‪ 12/712‬مف في ‪ ...‬ج‪ .‬ؼ‪ ،‬أم أف الطعف فييا يتـ بنفس طريقة الطعف في‬
‫األحكاـ كالق اررات الصادرة عف المحاكـ القضائية كيطمؽ عمى ىذا التنظيـ في التشريع‬
‫الفرنسي بمصطمح‬
‫‪»LA‬‬ ‫‪JURIDICTIONNALISATION‬‬ ‫‪DE‬‬ ‫‪L‬‬ ‫'‬ ‫‪APPLICATION‬‬ ‫‪DES‬‬
‫«كالمقررات التي ال تقبؿ الطعف تبقي مف قبيؿ أعما ؿ اإلدارة‪ ،‬كما أف المشرع ‪PEINES‬‬
‫" ‪DECISION‬استعمؿ مصطمح مقرر "‬ ‫" أما المشرع الفرنسي فقد استعمؿ مصطمحي‬
‫" كالذم يقابمو في المغة العربية أمر أك حكـ‪ORDONNANCE OU JUGEMENT.1‬‬
‫كعميو ككفؽ ما ذكر فإف مقررات التكقيؼ المؤقت لتطبيؽ العقكية السالبة لمحرية في التشريع‬
‫الجزائرم تعد ذات طبيعة إدارية أقرب مف أف تككف مقررات قضائية ‪.‬‬
‫ب التوقيف المؤقت لتطبيق‬ ‫ثانيا‪ :‬اختصاص لجنة تطبيق العقوبات في البت في طل‬
‫العقوبة‪.‬‬
‫لجنة تطبيؽ العقكبات في آلية قانكنية يرأسيا قاضي تطبيؽ العقكبات ليا دكر ىاـ في مج اؿ‬
‫تقرير ىذا النظاـ‪ ،‬فضال عف ذلؾ تختص لجنة تطبيؽ العقكبات يترتيب كتكزيع المحبكسيف‬
‫حسب كضعيتيـ الجزائية كخطكرة الجريمة المحبكسيف مف أجميا‪ ،‬كجنسيتيـ كسنيـ‬
‫كشخصيتيـ‪ ،‬كدرجة استعدادىـ لإلصالح‪ ،‬كمتابعة تطبيؽ العقكبات السالبة لمحرية كالبديمة‬
‫عند اإلقتضاء‪ ،‬باإلضاؼة إلى دراسات طمبات إجازة الخركج كاإلفراج المشركط كاإلفراج‬
‫المشركط ألسباب صحية ك دراسات طمبات الكضع في الكسط المفتكح‪ ،‬كالحرية النصفية‪،‬‬
‫كالكرشات الخارجية‪ ،‬كما تختص بمتابعة تطبيؽ برنامج إعادة التربية كتفعيؿ آلياتيا ‪.2‬‬

‫‪ -1‬أماؿ إناؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .138‬لممزيد مف المعمكمات ينظر‪ :‬لمياء طرابمسي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫أنظر المادة ‪ 24‬مف القانكف رقـ ‪ ،05/04‬مرجع سابؽ‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 24‬مف القانكف رقـ ‪ ،05/04‬مرجع سابؽ‬

‫‪120‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫ففي مجاؿ التكقيؼ المؤقت لتطبيؽ العقكية فمو اتو المجنة دكر جد فعاؿ‪ ،‬مف خالؿ‬
‫إبداء رأييا كالبت في الطمبات الحالة إلييا مف طرؼ قاضي تطبيؽ العقكبات‪ ،‬كذلؾ في ميمة‬
‫شير مف تاريخ تسجيميا كذلؾ حسب نص المادة ‪ 09‬مف المرسكـ التنفيذم ‪ ، 180/05‬إذ‬
‫التدبير بدراستو‬ ‫تقكـ ىاتو المجنة بمجرد تكصميا بممؼ المحبكس المرشح لإلستفادة مف ىذا‬
‫كفحصو‪ 1‬كمف ثـ تصدر مقررىا بالمكافقة أك عدـ المكافقة عمى منحو ىذا اإلجراء‪ ،‬كبناء‬
‫‪،2‬‬ ‫عمى ىذا المقرر يقكـ قاضي تطبيؽ العقكبات بإصدار قرار التكقيؼ المؤقت لمعقكية‬
‫كيككف إصدار مقرر المجنة المتضمف المكافقة عمى منح التكقيؼ المكقت التطبيؽ العقكبة‬
‫يؾكف كفؽ اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫إذ يقكـ أميف ىاتو المجنة بتسجيؿ ممؼ المحيكس في سجؿ المعد ليذا الغرض كذلؾ‬
‫بعد التأكد مف استيفاء ىذا الممؼ لجميع الكثائؽ ‪3‬المككنة لو خاصة بما يثبت أحد الحاالت‬
‫خ انعقاد‬ ‫التي تستكجب التكقيؼ المؤقت لمعقكبة‪ ،‬كبعد تحديد جدكؿ أعماليا كتحديد تارم‬
‫اجتماعيا‪ ،‬يقكـ أميف ضبط المجنة بتحرير اإلستدعاءات الخاصة بتشكيمة لجنة تطبيؽ‬
‫العقكبات لحضكر الجمسة كارساليا إلى أعضاء المجنة بعد تكقيعيا كتحديد تاريخيا مف طرؼ‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 02 /06‬مف نفس المرسكـ كذلؾ في‬ ‫قاضي تطبيؽ العقكبات بصفتو رئيس المجنة‬
‫أجاؿ محدكدة إ ذ تفصؿ في ىاتو الطمبات المعركضة عمييا خالؿ شير ابتداء مف تاريخ‬
‫تسجيميا‪ ،‬حيث تجتمع ىاتو المجنة مرة كؿ شير‪ ،‬أك كمما دعت الضركرة إلى ذلؾ ‪.5‬‬

‫‪ -1‬الطاىر بريؾ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪125‬‬


‫‪ -2‬أنظر لمادة ‪ 130‬مف القانكف رقـ ‪ ،05 04‬مرجع سابؽ‬
‫‪ -3‬تحدد الكثائؽ التي تضمنيا المغات المعركضة عمى جنة تطبيؽ العقكبات بمكجب قرار مف كزير العدؿ حافظ األختاـ‬
‫د‪133 .‬‬
‫‪ -4‬سائح سنقكفة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .113‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬فيصؿ بكخالفة‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 09, 06‬مف الرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،05/180‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪14‬‬

‫‪121‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫كعند كصكؿ تاريخ المحدد لإلجتماع تتداكؿ المجنة في الممفات بقمتي أعضائيا عمى‬
‫األقؿ‪ ،‬كتتخذ مقرراتيا بأغمبية األصكات‪ ،‬كفي حا لة تعادؿ األصكات صكت الرئيس ىك الذم‬
‫يرجح‪ ،1‬كتحرر محاضر اجتماعيا عمى ثالث نسخ أصمية تكقع مف طرؼ جميع أعضاء‬
‫‪ 08‬مف المرسكـ التنفيذم‬ ‫المجنة‪ ،‬كيمزـ جميع أعضاء ىاتو المجنة بسرية المداكالت المادة‬
‫‪ 180/05‬بعدىا بقكـ قاضي تطبيؽ العقكبات بإصدار المقرر بالمكفقة أك الر فض عمى منح‬
‫التكقيؼ المؤقت لتطبيؽ العقكبة بناء عمى محضر اجتماع ىاتو المجنة كمطابؽ ليا‪ ،‬كالذم‬
‫يحرره أميف المجنة عمى ثالث نسخ أصمية مع تكقيعو كتكقيع قاشي تطبيؽ العقكبات عمييا‪،‬‬
‫كالذم يقكـ بتبميغة إلى المحبكس كالنائب العاـ في أجؿ ثالثة أياـ مف تاريخ صدكره بمكجب‬
‫محضر تبميغ المادة ‪ 11‬ك‪ 10‬مف نفس المرسكـ )‪ ،‬كلمنيابة العامة كالمحبكس الحؽ في‬
‫الطعف في مقرراتيا سكاء بالمنح أك الرفض في أجؿ ‪ 08‬أياـ مف تاريخ التبميغ حسب الحالة‪،‬‬
‫‪ 45‬يكما ابتداء مف تاريخ تسجيؿ الطعف‬ ‫كعمى ىاتو المجنة البت في الطعكف خالؿ أجؿ‬
‫كعدـ البت فيو مف قبؿىا خالؿ المدة المقررة قانكنا يعد رفضا لمطعف‪.2‬‬
‫كفي حالة طعف النيابة في مقرر التكقيؼ المؤقت فيؤجؿ إصدار مقرر التكقيؼ‬
‫البيالي إلى حيف الفصؿ في الطعف المرفكع مف طرفيا ألف طعف النيابة لو أثر مكقؼ‪ ،‬كعدـ‬
‫طعنيا‪ 3‬يككف بذلؾ مفرر‬ ‫طعنيا خالؿ الميمة المحددة ليا أك فكات أجؿ الطعف أك رفض‬
‫التكقيؼ تحائي كقابؿ لمتنفيذ ‪ ،4‬كترتب عنو استفادة المحبكس مف ىذا التدبير‪ ،‬كاذا قكبؿ ىذا‬
‫الطعف بالقبكؿ يبمغ بو قاضي تطبيع العقكبات مف قبؿ النيابة العامة الذم يقكـ بدكره بإلغاء‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 07‬مف نفس المرسكـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪14‬۔‬


‫‪ -2‬عبد الرزاؽ بكضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .41‬لممزيد مف التفصيؿ ينتظر صالح تقكقة‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ -3‬في حالة رفض طعف النيابة بمع بكاسطة النيابة العامة إلى قاضي تطبيؽ العقكبات‪( ،‬المادة ‪ 12‬مف المرسكـ التففيذم‬
‫رقـ ‪.)180/05‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة ‪ 1333‬مف القانكف رقـ ‪05/04‬‬

‫‪122‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫مقرر التكقيؼ الذم أصدره‪ ،1‬كعمى ضكء ذلؾ يقكـ بإصدار مقرر اإلستفادة مف ىذا التدبير‪،‬‬
‫كمف ثـ إرساؿ نسخة منو إلى النيابة لإلعالـ‪ ،‬كنسخة إلى مدير المؤسسة العقابية المكجكد‬
‫بيا المحبكس مقدـ الطمب لمعمؿ عمى تنفيذه كتبميغو لممحبكس ‪.2‬‬
‫أما المحبكس الذم رفض طميو فال يمكنو إعادة تقاسـ طمب جديد إال بعد مركر مدة‬
‫‪3‬‬
‫(المادة ‪09‬‬ ‫ثالثة أشير ابتداء مف تاريخ تبميغو بمقرر رفض اإلستفادة مف التكقيؼ المؤقت‬
‫مف المرسكـ ‪.)180/05‬‬
‫نخمص في ىذا الفرع إلى أف لجنة تطبيؽ العقكبات برئاسة قاضي تطبيؽ العقكبات‬
‫‪4‬‬
‫كبتشكيمتيا الجماعية‪ ،‬كىي ىيئة مستقمة تابعة إداريا لكزير العدؿ تتمتع بسمطة تقريرية ىامة‬
‫في مجاؿ إع ادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكس عامة كمنح التكقيؼ التكقيؼ المؤقت لتطبيؽ‬
‫العقكبة بصفة خاصة‪ ،‬كما تعد آلية فعمية مف آليات تكييؼ العقكبة كمراجعتيا‪ ،‬مف خالؿ‬
‫مساىمتيا الكبيرة في تطبيقيا كتجسيدىا ليذا النظاـ عمى أرض الكاقع ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬لجنة تكييف العقوبات‪:‬‬
‫ؿجنة تكييؼ العقكبات ىي آلية جديدة‪ ،‬تأسست عمى غرار لجنة تطبيؽ العقكبات ‪،‬‬
‫استحدثيا المشرع الجزائرم قصد تمكينيا مف مياـ الطعف في إطار تفعيؿ آليات تساند‬
‫‪،5‬‬ ‫قاضي تطبيؽ العقكبات كتعمؿ عمى تحقيؽ أىداؼ تنفيذ كتكييؼ العقكبة السالبة لمحرية‬
‫كمف خالؿ دكرىا الفعاؿ الذم ت قكـ بو إرتأيتا كجكبا التعرؼ أكثر عنيا كذلؾ مف خالؿ‬
‫التطرؽ إلى تعريفيا ككذا إطارىا القانكني ككذا تشكيميا كاختصاصاتيا كدكرىا في البت في‬
‫الطعكف ضد مقررات التكقيؼ المؤقت لتطبيؽ العقكبة‪.‬‬

‫‪ -1‬سائح سنفكقة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .114‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬عبد الرزاؽ بكضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاؽ بكضياؼ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪41‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‬
‫‪ -4‬أماؿ إناؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .146‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬الطاىر بياد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ -5‬الطاىر بريؾ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ .127‬لممزيد مف التفصيؿ بنظرة أماؿ إناؿ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪147‬‬

‫‪123‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫أوال‪ :‬تعريف لجنة تكييف العقوبات واطارىا القانوني‬


‫‪ .1‬تعريف لجنة تكييف العقوبات‪ :‬تعد لجنة تكييؼ العقكبات ىيئة استشارية تكلي البت في‬
‫الطعكف المقدمة مف النائب العاـ أك الحبكس في مقررات قبكؿ أك رفض التكقيؼ المؤقت‬
‫التطبيؽ العقكية كمقررات اإلفراج المشركط التي يصدرىا قاضي تطبيؽ العقكبات‪ ،‬كما أنيا‬
‫مكمفة بإبداء رأييا كعرضو عمى كزير العدؿ حافظ األختاـ في كؿ المسائؿ المتعمقة باإلفراج‬
‫المشركط كالتدابير األخرل التكييؼ العقكبات التي يؤكؿ لو فييا اإلختصاص ‪ ،1‬كىي لجنة‬
‫تتكاجد عمى مستكل ك ازرة العدؿ يتكلى رئاستيا قاضي مف المحكمة العميا‪ ،‬كما اعتبرىا‬
‫المرسكـ التنفيذم ‪ 180/05‬بأنيا جية قضائية (خاصة جد) تتكلى ميمة الفصؿ في الطعكف‬
‫المرفكعة إلييا مف قبؿ النيابة العامة في المقررات التي تصدرىا لجنة تطبيؽ العقكبات عمى‬
‫مستكل كؿ مؤسسة عقابية‪ ،‬ككذا الممفات المعركضة عمييا مف طرؼ كزير العدؿ المادة‬
‫قكبات‬ ‫‪10‬ؼ‪ 2‬مف المرسكـ نفسو‪ ،‬في حيف أحدثت في التشريع الفرنسي غرفة تطبيؽ الع‬
‫(‪ ،)LA CHAMBRE D'APPLICATION DESPEINES‬تختص بالفصؿ في‬
‫(قاضي تطبيؽ‬ ‫اإلستئنافات المرفكعة ضد المقررات الصادرة عف جيات الدرجة األكلى‬
‫العقكبات كمحكمة تطبيؽ العقكبات عمى مستكل محكمة الدعاكل الكبرل )‪ ،‬طبقا النص المادة‬
‫‪2‬‬
‫‪ 01/712‬مف قي‪ .‬ج‪ .‬ؼ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلطار القانوني لمجنة تكييف العقوبات ‪ :‬تعتبر ىاتو المجنة مف اآلليات المستحدثة التي‬
‫جاء بيا القانكف ‪ 04/05‬نتيجة إلغاء قانكف تنظيـ السجكف القديـ ‪ ، 02/07‬كلقد تـ تنظيميا‬
‫كتحديد صالحياتيا بمكجب المرسكـ التنفيذم المنكه عنو أعاله كالذم يحدد تشكيمة لجنة‬
‫‪ 143‬المستحدثة مف القانكف‬ ‫تكييؼ العقكبات كتنظيميا ك سيرىا تطبيقا ألحكاـ المادة‬

‫‪ -1‬عمر خكرم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .272 : 268‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬بدر الديف معافة‪ ،‬ـ رجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ -2‬سائح ستقكقة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .34‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬لمياء طرابمسي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.133 -132‬‬

‫‪124‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫‪105/04‬كالتي تنص عمى أنو تحدث لدل كزير العدؿ حافظ األختاـ لجنة تكييؼ العقكبات‬
‫تتكلى البت في الطعكف المذككرة في المكاد ‪133‬ك‪141‬ك‪.161‬‬
‫مف ىذا القانكف‪ ،‬كدراسة طمبات اإلفراج المشركط التي يعكد اختصاص البت فييا‬
‫» كال يكجد نظير‬ ‫لكزير العدؿ حافظ األختاـ‪ ،‬كابداء الرأم فييا قبؿ إصداره مقررات بشأغا‬
‫لمثؿ ىذا النص في األمر رقـ ‪ 02/07‬الممغى‪ ،‬كلقد تـ تنصيب ىذه المجنة بتاريخ ‪/10/03‬‬
‫‪ 2005‬مف قبؿ كزير العدؿ‪ ،‬كما حددت المادة ‪ 02‬مف المرسكـ التنفيذم ‪ 181/05‬مقر ىذه‬
‫المجنة بالمديرية ا لعامة إلدارة السجكف كاعادة اإلدماج‪ ،‬كتعتبر ىاتو المجنة كييئة طعف في‬
‫مقررات قاضي تطبيؽ العقكبات بصفتو رئيس لجنة تطبيؽ العقكبات ككييئة استشارية لكزير‬
‫‪2‬‬
‫العدؿ‪ ،‬ككييئة فاصمة في اإلخطارات المعركضة عمييا‪.‬‬
‫‪ .3‬تشكيمة لجنة تكييف العقوبات ‪:‬تتشكؿ محكمة تطبيؽ العقكبات في التشريع الفرنسي مف‬
‫رئيس كمساعديف اثنيف‪ ،‬يعينكف مف قبؿ الرئيس مف بيف قضاة تقمبيؽ العقكبات عمى مستكل‬
‫‪ 03 _712‬مف ؽ ‪ .‬إ‪ .‬ج‪ .‬في‪ ،‬المحدث بمكجب‬ ‫مجمس اإلستئناؼ‪ ،‬عمال بنص المادة‬
‫القانكف رقـ ‪ 204_2004‬المؤرخ في‪ 2004 /03/09‬المادة ‪ 161‬المنشكر بالجريدة الرسمية‬
‫لممؤرخة في ‪ 2004 /03/10‬السارم المفعكؿ ابتداء مف ‪ 2005 /01/01‬المتعمؽ بتكيؼ‬
‫العدالة بتطكرات الجريمة‪ ،‬كما تتشكؿ غرفة تكييؼ العقكبات‪ ،‬إما بتشكيمة جماعية مككنة مف‬
‫رئيس الغرفة كمستشاريف أك بتشكيمة فردية مككنة مف رئيس الغرفة فقط بحسب الحالة ‪ ،3‬في‬
‫‪ 03‬مف المرسكـ التنفيذم‬ ‫التشريع الجزائرم طبقا لممادة‬ ‫حيف تتشكؿ ىاتو المجنة في‬
‫‪ 181/05‬مف مجمكعة مف األعضاء كىـ كالتالي ‪ :‬قاض مف قضاة المحكمة العميا رئيسا‪،‬‬
‫ممثؿ عف المديرية المكمفة بإدارة السجكف برتبة نائب مدير عمى األقؿ عضكا‪ ،‬ممثؿ عف‬

‫‪ -1‬فيصؿ بكخالفة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪141‬‬


‫‪ -2‬محمد شنة ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .112‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر ‪ :‬لمياء طرابمسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪132‬‬
‫‪ -3‬لمياء طرابمسي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.132‬‬

‫‪125‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫العقابية عضكا‪ ،‬طبيب يمارس‬ ‫المديرية المكمفة بالشؤكف الجزائية عضكاء مدير مؤسسة‬
‫بإحدل المؤسسات العقابية عضكاء عضكيف يختارىما كزير العدؿ حافظ األختاـ مف بيف‬
‫الكفاءات كالشخصيات التي ليا معرفة بالمسائؿ العقابية كبالمياـ المسندة إلى المجنة‪ ،‬كما يتـ‬
‫تعييف مقرر المجنة مف قبؿ رئيس المجنة‪ ،‬كيككف مف بيف أعضائيا‪ ،‬كلمج نة فضال عف ذلؾ‬
‫أف تمجأ إلى استشارة كؿ شخص مختص لمساعدتيا في أداء مياميا‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪03‬‬
‫‪1‬‬
‫مف المرسكـ المنكه عنو أعاله‪.‬‬
‫يتـ تعييف أعضاء المجنة مف طرؼ كزير العدؿ حافظ األختاـ لمدة ‪ 03‬سنكات قابمة‬
‫نتيائيا يتـ استخالفو‬ ‫لمتجديد مرة كاحدة‪ ،‬كفي حالة انقطاع عضكية أم عضك قبؿ تاريخ ا‬
‫بنفس الطريقة السابقة (المادة ‪ 04‬مف المرسكـ ‪ )181/05‬في حيف يتكلى رئيس مجمس‬
‫‪ 08/49‬مف ؽ ‪ ...‬ج‪.‬‬ ‫االستئناؼ في التشريع الفرنسي‪ ،‬تعييف أعضائيا حسب نص المادة‬
‫ؼ‪.2‬‬
‫كما يالحظ مف تشكيمة لجنة تكييؼ العقكبات الطابع اإلدارم الذم يغمب عمييا‪،‬‬
‫حيث أنو با ستثناء الرئيس فإف باقي األعضاء ىـ إداريكف‪ ،‬يتـ اختيارىـ بطريقة انتقالية‬
‫لممارسة مياميـ‪ ،‬كىذا ما يضفي الطبيعة اإلدارية لمقررات قاضي تطبيؽ العقكبات‪ ،‬فمك‬
‫كانت قضائية لكاف الطعف فييا يككف أماـ جية قضائية ‪.3‬‬
‫أداء مياميا فإف ىاتو‬ ‫كمف أجؿ التسيير الحسف كتمكيف لجنة تكييؼ العقكبات مف‬
‫المجنة تجتمع مرة كاحدة كؿ شير في دكرة عادية أك دكرة استثنائية كمما دعت الضركرة‬
‫لذلؾ‪ ،‬بناء عمى استدعاء مف رئيسيا المادة ‪ 05‬مف المرسكـ التنفيذم ‪ ،)181/05‬كلتسييؿ‬
‫عممية التسيير‪ ،‬تـ تزكيد ىاتو المجنة بأمانة يتكلى تسييرىا مكظؼ يعينو المدير اؿ عاـ إلدارة‬

‫‪ -1‬خديجة بف تعمية‪ ،‬اإلشراؼ القضائي عمى تنفيذ السياسة العقابية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬كمية‬
‫الحقكؽ بف عكنكف‪ ،2013 . 2012 ،‬ص ‪112‬‬
‫‪ -2‬لمياء طرابمسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪134‬‬
‫‪ -3‬محمد شنة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.113 - 112‬‬

‫‪126‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫‪ 06‬مف نفس المرسكـ المياـ‬ ‫السجكف كاعادة اإلدماج‪ ،‬كتتكلى األمانة حسب نص المادة‬
‫التالية‪ :‬القياـ بتحضير اجتماعات المجنة كاستدعاء أعضائيا‪ ،‬تحرير محاضر ىاتو المجنة‬
‫كتسجيؿ مقرراتيا كتبميغيا‪ ،‬تمقي البريد كممفات الطعكف المرفكعة ضد مقررات لجاف تطبيؽ‬
‫العقكبات‪ ،‬تمقي طمبات اإلفراج الشركط التي يؤكؿ اإلختصاص فييا إلى كزير العدؿ حافظ‬
‫األختاـ‪ ،‬أما مياـ رئيس ىاتو المجنة فتتمثؿ في تكليو ضبط جدكؿ األعماؿ كتحديد تاريخ‬
‫انعقاد المجنة كتكزيع الممفات عمى أعضائيا‪ ،‬بينما يتكلى مقرر المجنة ميمة إعداد ممخص‬
‫عف كؿ ممؼ كيعرضو ع لى أعضاء المجنة‪ ،‬كتتداكؿ في ىاتو الممفات بحضكر ثمني‬
‫أعضائيا‪3/1‬عمى األقؿ‪ ،‬مع التزاـ أعضائيا بسرية المداكالت‪ ،‬كتصدر ق ارراتيا بأغمبية‬
‫األصكات كفي حالة تعادؿ األصكات يرجح صكت الرئيس ‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬صالحيات لجنة تكييف العقوبات ‪ :‬لقد عيد المشرع لمجنة تكييؼ العقكبات كح سب‬
‫نص المادة ‪ 143‬مف قانكف ‪ 04/05‬كالمادة ‪ 10‬ك‪ 11‬مف المرسكـ المذككر أعاله‪ ،‬ميمتيف‬
‫أساسيتيف ىما‪:‬‬
‫‪ _1‬الميمة االستشارية ‪ :‬تختص بإبداء الرأم في الممفات التي يعرضيا عمييا كزير العدؿ‬
‫‪ 159‬مف القانكف المنكه عنو أعاله‪ ،‬إذا تعمؽ األمر بإعفاء‬ ‫حافظ األختاـ طبقا لممادة‬
‫المحبكس مف بعض أك كؿ الشركط الكاجب تكافرىا لالستفادة مف أحد أنظمة إعادة التربية‬
‫كاإلدماج االجتماعي كالتي مف بينيا نظاـ التكقيؼ المؤقت (المادة ‪ 10‬مف المرسكـ التنفيذم‬
‫‪ ،)181/05‬باإلضافة إلى طمبات اإلفراج الشركط دكف شرط فترة اإلختبار المنصكص عمييا‬
‫في المادة ‪ 134‬مف القانكف نفسو‪ ،‬ككذا ممفات المحبكس الذم بقي عمى مدة عقكبتو أكثر‬
‫مف ‪ 24‬شي ار كالتي يقكؿ فييا اإلختصاص لكزير العدؿ (المادة ‪ 135‬مف القانكف‪،2 )04/05‬‬
‫كتجدر اإلشارة إلى أنو يمكف عرض ىذه الطمبات مف قبؿ كزير العدؿ عمى لجنة تكييؼ‬

‫‪ -1‬فيصؿ بكربالة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .2‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬عبد الكىاب نكاجي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -2‬سارة بف زينب‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .161‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر ‪ :‬فيصؿ بكخالفة مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪73‬‬

‫‪127‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫العقكبات قبؿ إصداره لممقررات الدر اسة الممفات كابداء رأييا فييا كىذا كفؽ ما جاءت بو‬
‫المادة ‪ 143‬مف القانكف نفسو كيككف كجكم بالنسبة الطمبات اإلفراج المشركط‪ ،‬كما نصت‬
‫في ىذا الشأف المادة ‪ 10‬مف نفس المرسكـ عمى أف " تبدم المجنة رأيا في طمبات اإلفراج‬
‫المشركط التي يؤكؿ اإلختصاص فييا إلى كزير العدؿ حافظ األختاـ‪ ،‬في أجؿ (‪ )30‬يكما‬
‫ابتداء مف تاريخ استالميا ‪ "...‬إال أف ىاتو المادة لـ تشر إلى الطبيعة القانكنية الرأم ىاتو‬
‫الجنة ىؿ ىك ممزـ لكزير العدؿ أك مجرد رأم استشارم؟ ‪.1‬‬
‫لكف بالنظر إلى تشكيمة أعضائيا كطريقة تعيينيـ فيـ تابعكف إداريا لكزير العدؿ‬
‫كيعينكف بمكجب قرار صادر عنو‪ ،‬كما أف طبيعة صالحياتيا التي حصرىا المشرع في‬
‫دراسة طمبات اإلفراج المشركط دكف البت فييا كابداء الرأم فييا قبؿ أف يصدر الكزير مقرره‬
‫‪ 161‬مف‬ ‫بشأنيا‪ ،‬كبالتالي فرأييا استشارم كغير ممزـ لكزير العدؿ‪ ،‬كىذا ما أكدتو المادة‬
‫‪ "...‬كمنو‬ ‫القانكف‪ 04/05‬بقكليا "‪ ...‬فمو أف يعرض األمر عمى لجنت تكييؼ العقكبات‬
‫قعرض الممؼ عمى ىاتو المجنة ىك إختبارم كليس إلزامي لو‪.2‬‬
‫‪ - 2‬ميمة الفصل في الطعون ‪ :‬تبت ىاتو المجنة في الطعكف المقدمة إلييا مف طرؼ‬
‫برفضيا كفؽ‬ ‫المحبكس أك النائب العاـ فيما يتعمؽ بمقررات التكقيؼ المؤقت أك فيما يتعمؽ‬
‫نص المادة ‪ 133‬مف قانكف ‪ 04/05‬في أجؿ ‪ 45‬يكما مف تاريخ الطعف‪ ،‬كما تبت في‬
‫‪ 45‬يكما‬ ‫الطعكف المقدمة مف طرؼ النائب العاـ بخصكص اإلفراج المشركط كىذا خالؿ‬
‫ابتداء مف تاريخ الطعف كعدـ البت فيو خالؿ ىذه المدة بعد رفضا لمطعف‪ ،‬كما ثبت في‬
‫‪ 30‬يكما مف‬ ‫طمبات اإلفراج المشركط التي يؤكؿ االختصاص فييا إلى كزير العدؿ خالؿ‬
‫‪3‬‬
‫تاريخ استالميا‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد شنة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪114 _113‬‬


‫‪ -2‬أماؿ إناؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .152‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر ‪ :‬فيصؿ بكخالفة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ -3‬سارة بف زينب‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .161‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬محمد شنة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪. 115‬‬

‫‪128‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫ا * تفصؿ في اإلخطارات المعركضة عمييا طبقا لنص المادة ‪ 161‬مف القانكف أعاله كذلؾ‬
‫في حالة ما إذا كاف مقرر قاضي تطبيؽ العقكبات فيما يخص التكقيؼ المؤقت أك إجازة‬
‫الخركج أك اإلفراج المشركط المنصكص عمييـ بمكجب المكاد ‪ 141 ، 129 ،130‬مف نفس‬
‫القانكف‪ ،‬يمس بالنظاـ العاـ كاألمف كالسكينة فمكزير العدؿ أف يعرض األمر عمى لجنة‬
‫تكييؼ العقكبات في مدة أقصاىا ‪30‬يكما ابتداء مف تاريخ اإلخطار طبقا لممادة ‪/11‬ؽ‪ 2‬مف‬
‫ككـ عميو المستفيد مف أحد ىاتو‬ ‫المرسكـ ‪ ،181/05‬كفي حالة إلغاء المقرر يعاد المح‬
‫‪1‬‬
‫األنظمة إلى المؤسسة العقابية لقضاء باقي العقكبة ‪.‬‬
‫كتجدر اإلشارة إلى أف تبميغ مقررات المجنة يككف عف طريؽ النيابة العامة أما تنفيذىا‬
‫مف صالحيات قاضي تطبيؽ العقكبات كتككف مقرراتيا تحائية كغير قابمة لمطعف أماـ أم‬
‫جية أخرل (المادة ‪ 16‬مف المرسكـ أعاله)‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬دور لجنة تكييف العقوبات‬
‫لقد أككؿ المشرع الجزائرم لمجنة تكييؼ العقكبات ميمة البت في الطعكف المرفكعة‬
‫ضد المقررات التي يصدرىا قاضي تطبيؽ العقكبات كالتي مف بينيا مقررات التكقيؼ المؤقت‬
‫لتطبيؽ العقكبة كالمذككر في المادة ‪ 143‬مف القانكف ‪ 04/05‬كما أجاز في نص المادة‬
‫‪ 133‬ؼ‪ 2‬ىتو الطعف في مقرر التكقيؼ المؤقت أك مقرر الرفض الصادر عف لجنة تطبيؽ‬
‫العقكبات‪ ،‬لكؿ مف المحبكس كالنائب العاـ بالمجمس القضائي الذم يقع في دائرة اختصاصو‬
‫المؤسسة العقابية المكجكد بما المستفيد مف ىذا النظاـ حسب كؿ حا لة‪ ،‬ككما ذكرنا سابقا أنو‬
‫(‪ )08‬أياـ ابتداء مف تاريخ‬ ‫يرفع الطعف مف طرؼ النائب العاـ بتقرير مسبب خالؿ ثمانية‬
‫‪ 1/12‬مف المرسكـ التنفيذم‬ ‫التبميغ أماـ أمانة لجنة تكييؼ العقكبات حسب المادة‬
‫(ممحؽ‬ ‫‪ ،2180/05‬حيث يرسؿ ممؼ طعف الحبكس أك النائب العاـ مرفكقا بشيادة الطعف‬

‫‪ -1‬أماؿ إناؿ‪ ،‬المرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .151‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬محمد شنة‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪115‬‬
‫‪ -2‬أماؿ إناؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .150‬لممزيد مف التفصيؿ ينظر‪ :‬عبد الرزاؽ بكضياؼ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪129‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫رقـ ‪ 2‬ص ‪ )197‬بمعرفة النائب العاـ في أجؿ ‪ 15‬يكما مف تاريخ تسجيؿ الطعف إلى لجنة‬
‫‪ 45‬يكما مف‬ ‫تكييؼ العقكبات كالتي يجب عمى ىاتو األخيرة أف تفصؿ في الطعف خالؿ‬
‫‪ 2/11‬مف المرسكـ‬ ‫تاريخ تسجيمو كعدـ التزاميا يحاتو المدة يعد بمثابة رفضا لمطعف المادة‬
‫‪1‬‬
‫بمجرد اتصاؿ المجنة بممفات الطعف في مقرر التكقيؼ المؤقت الكاردة‬
‫ؼ‬ ‫التنفيذم ‪180/05‬‬
‫إلييا مف طرؼ قاضي تطبيؽ العقكبات يبدأ عمميا‪ ،‬إذ يقكـ أميف لجنة تكييؼ العقكبات‬
‫بتسجيؿ ىاتو الممفات في السجؿ الخاص بيا (سجؿ التكقيؼ المؤقت التطبيؽ العقكبة )‪ ،‬كما‬
‫يقكـ رئيس ىاتو المجنة بضبط جدكؿ أع ماليا كبتحديد تاريخ انعقاد اجتماعيا كتكزيع الممفات‬
‫عمى أعضائيا المادة ‪ 07‬مف المرسكـ ‪ ،)181/05‬كما يقكـ مقرر المجنة بإعداد ممخص‬
‫عف كؿ ممؼ (المادة ‪ 08‬مف نفس المرسكـ) ‪ ،2‬بعدىا يقكـ أميف المجنة بإرساؿ اإلستدعاءات‬
‫كعند كصكؿ التاريخ المحدد‬ ‫إلى أعضاء المجنة بعد تكقيعيا مف طرؼ رئيس المجنة‪،‬‬
‫لإلجتماع تتداكؿ بحضكر ثمثي أعضائيا عمى األقؿ لتصدر مقرراتيا فيما يخص مقرر‬
‫التكقيؼ المؤقت‪ ،‬حيث تصدر ىاتو المقررات بأغمبية األصكات مع اعتبار صكت الرئيس‬
‫مرجحا في حالة تساكم األصكات (لممادة ‪ 09‬مف نفس المرسكـ في مدل جدارة المحبكس‬
‫لإلستفادة مف ىذا النظاـ‪ ،‬فميا قبكؿ الطعف المرفكع مف قبؿ النائب العاـ فيمغي مقرر‬
‫التكقيؼ المؤقت الصادر عف لجنة تطبيؽ العقكبات‪ ،‬أك رفضو كبالتالي اإلبقاء عمى ىذا‬
‫المقرر‪ ،‬كما ليا أف تقبؿ طعف الحبكس كبالتالي التقرير باستفادتو مف التكقيؼ المؤقت‬
‫التطبيؽ العقكية‪ ،‬كبعد صدكر مقرر الطعف عف لجنة تكييؼ العقكبات يتـ تبميغو بكاسطة‬
‫(المادة ‪ 12‬ك‪ 13‬مف‬ ‫النيابة العامة إلى قاضي تطبيؽ العقكبات الذم يسير عمى تطبيقو‬

‫‪ -1‬عبد الرزاؽ بكضياؼ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪41‬‬


‫‪ -2‬حب اهلل الحسيني مغزم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .43-42‬لممزيد مف التفصيؿ پنظر ‪ :‬مکی دردكس‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪.149‬‬

‫‪130‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫المرسكـ‪ ،)151/05‬كالى المحبكس بمعية أميف ضبط المؤسسة العقابية كفقا لمحضر تبميغ‬
‫‪1‬‬
‫رسمي‪.‬‬
‫كفي األخير تخمص أف لجنة تكييؼ العؽكبات في ىيئة ذات طبيعة إدارية بالنظر إلى‬
‫طريقة إعداد مقرراتيا التي تخضع إلى إجراءات إدارية كذلؾ مف خالؿ تحديد جدكؿ‬
‫األعماؿ‪ ،‬تنظيـ العمؿ‪ ،‬المداكلة‪ ،‬كاتخاذ القرار‪ ،‬كأف مقرراتما غير قابمة لمطعف حتى أماـ‬
‫مجمس الدكلة‪ ،‬كبالتالي فيي تفصؿ كفقا لسمطاتيا التقديرية‪ ،‬كبدكف أم نقاش كجاىي‪ ،‬كما‬
‫تعد ىيئة قضائية مف خالؿ فصميا في النزاعات الناشئة التي يككف مصدرىا كزير العدؿ‪،‬‬
‫النائب العاـ‪ ،‬أك المحبكس‪ ،‬كاتخاذ مقررات بشأنيا عمى مستكل الدرجة األكلى‪ ،‬ىذا يضفي‬
‫عمييا الطابع القضائي كتجعميا تمارس كظيقة قضائية تابعة لإلستئناؼ اإلدارم ‪.2‬‬
‫إال أننا نجد المشرع الفرنسي كبمكجب القانكف الصادر في ‪ 2000 /06/15‬فصؿ في‬
‫المكضكع كجعؿ مف كظيفة قاضي تطبيؽ العقكبات كظيفة قضائية بحتة‪ ،‬إذ جعؿ عمى‬
‫مستكل المحاكـ قسـ القاضي تطبيؽ العقكبات كأنشأ غرفة تطبيؽ العقكبات عمى مستكل‬
‫بتاريخ‪ ،2005/01/06‬كحسف ما فعؿ المشرع‬ ‫المجالس القضائية‪ ،‬كعمؿ عمى تعميمو‬
‫الفرنسي بتقريره لطبيعة لجنة تطبيؽ العقكبات بأف جعميا ىيئة قضائية‪ ،‬كليذا يستحسف مف‬
‫المشرع الجزائرم إعادة النظر في تشكيمة ىاتو المجنة‪ ،‬كمنيا الصيغة القضائية‪ ،‬لما لو مف‬
‫ضمانة ىامة لممحافظة عمى حقكؽ المحبكسيف‪ ،‬كما أف المقررات الصادرة عنيا ىي مقررات‬
‫إلزامية لقاضي تطبيؽ العقكبات كعميو ال يمكف اصدر أم مقرر مف طرقو مخالؼ لمقررات‬
‫ىاتو المجنة فيي نائية ككاجية التنفيذ ‪.‬‬
‫كقتو فإف ىاتو المجنة تمعب دكر كبير في نظاـ التكقيؼ المؤقت‪ ،‬إال أننا ال يمكف‬
‫تقييـ دكرىا في ىذا النظاـ ألنيا لجنة ح ديثة العيد باإلضافة أف طمبات التكقيؼ المؤقت تعد‬

‫‪ -1‬فيصؿ بكربالة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.74‬‬


‫‪ -2‬فيصؿ بكربالة ‪،‬المرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪131‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫عمى األصابع إف لـ تقؿ تكاد تنعدـ‪ ،‬كانما يمكف القكؿ أنيا ىيئة ليا دكر فعاؿ باعتبارىا‬
‫درجة ثانية أك درجة مراقبة لممقررات التي يصدرىا قاضي تطبيؽ العقكبات كاألعماؿ لجاف‬
‫تقطبيؽ العقكبات‪ ،‬كىي بذلؾ كسيمة لضماف تحقيؽ سياسة إعادة اإلدماج‪ ،‬مف خالؿ تمكيف‬
‫المحبكس مف اإلستفادة مف مختمؼ أنظمة تكيؼ العقكبة‪ ،‬كىي بذلؾ تعد آلية فعالة في تنفيذ‬
‫برنامج إعادة التربية كادماج المحبكسيف إجتماعيا ‪ ،1‬كىذا ما يكشؼ عف تكجيات المشرع‬
‫الجديدة في تحقيؽ ىاتو المساعي ‪.‬‬
‫يمكف لممحبكس اإلستفادة مف ىذا النظاـ يجب‬ ‫كنخمص في ىذا الفصؿ أنو حتى‬
‫إتباع مجمكعة مف اإلجراءات تحت طائمة البطالف‪ ،‬كأف يتـ تقديـ الطمب في شكؿ مکتكب‬
‫كايداعو أماـ قاضي تطبيؽ العقكبات كأف يككف مرفقا بعض الكثائؽ الضركرية‪ ،‬كأف عمى‬
‫قاضي تطبيؽ العقكبات بالنظر في الممؼ خالؿ عشرة أياـ مف تارم خ إيداع الطمب‪ ،‬كالذم‬
‫بدكره يحيؿ ىذا الممؼ عمى لجنة تطبيؽ العقكبات باعتبارىا المجنة المسؤكلة عف الفصؿ في‬
‫الممؼ كذلؾ خالؿ ثالثكف يكما (‪ )30‬مف تاريخ تسجيؿ الطمب‪ ،‬حيث يصدر قاضي تطبيؽ‬
‫يغ مقرر‬ ‫العقكبات مقرره بناء عمى ما تقرره ىاتو المجنة باعتباره رئيسا ليا‪ ،‬كما عميو تبؿ‬
‫تكقيؼ تطبيؽ العقكبة إلى المحيكس كالنائب العاـ خالؿ ثالثة ‪ 03‬أياـ مف تاريخ البت في‬
‫الطمب‪ ،‬لتمكينيما مف حقيما في الطعف كذلؾ حسب كؿ حالة في أجؿ أقصاه ثمانية أياـ‬
‫مف تاريخ تبميغ المقر‪ ،‬كذلؾ أماـ لجنة تكييؼ العقكبات كالتي عمييا الفصؿ فيو خالؿ ميمة‬
‫خمسة كأربعكف (‪ )45‬يكما مف تاريخ التسجيؿ الطعف‪ ،‬كليذا الطعف أثر مكقؼ أماـ ىاتو‬
‫المجنة‪ ،‬إذ يعد رأم ىاتو المجنة إلزامي القاضي تطبيؽ العقكبات إذ ال يمكنو إصدار مقرر‬
‫التكقيؼ المؤقت إال بعد صدكر قرار ىاتو المجنة‪.‬‬
‫كيعد بذلؾ نظاـ التكقيؼ المؤقت لتطبيؽ العقكبة السالبة ؿ لحرية أحد المقررات التي‬
‫يصدرىا قاضي تطبيؽ العقكبات بعد استشارة لجنة تطبيؽ العقكبات كبعد استكماؿ إجراءات‬

‫‪ -1‬لمياء طرابمسي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ .137‬لممزيد ينتظر ‪ :‬فيصؿ بكربالة ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪132‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫الطعف أماـ لجنة تكييؼ العقكبات‪ ،‬حيث تعد بذلؾ ىاتيف المجنتيف ىيئتيف استشاريتيف تساعد‬
‫قاضي تطبيؽ العقكبات في تطبيؽ نظاـ التكقيؼ المؤقت لتطبيؽ العقكبة السا لبة لمحرية إلى‬
‫جانب مختمؼ األنظمة ألجؿ تحسيد سياسة اإلصالح كاإلدماج اإلجتماعي لممساجيف ‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬إعادة اإلدماج في مرحمة ما بعد اإلفراج‪.‬‬
‫إف ميمة إعادة إدماج المحبكسيف ال تنتيي ما بعد اإلفراج عنيـ‪ ،‬إذ يجب إمداد يد‬
‫العكف ليـ التخطي أزمة اإلفراج ك حتى ال تذىب سدل نتائج المعاممة العقابية ك نممس ثمار‬
‫نتائجيا‪ ،‬ك ىذا ال يتحقؽ بصفة مطمقة إال بمساىمة الدكلة ألف ىذه الرعاية تحتاج إلى أمكاؿ‬
‫كبيرة يصعب تحقيقيا‪.‬‬
‫بالجيكد الذاتية ك ليذا يجب أف تتـ ىذه الرعاية في إيطار التكجيو العاـ لمدكلة ك‬
‫التنسيؽ الكامؿ مع المؤس سات المختصة ك تقديـ مساعدات مالية لمجمعيات التطكعية في‬
‫ىذا المجاؿ‪.1‬‬
‫الفرع األول‪:‬المجنة الوزارية المشتركة لتنسيق نشاطات إعادة تربية المحبوسين و إعادة‬
‫إدماجيم اإلجتماعي‬
‫تعد المجنة الك ازرية المشتركة أحد الييئات التي إستحدثيا المشرع الجزائرم ك ىذا مف‬
‫أجؿ تعزيز التعاكف الفعاؿ بيف القطاعات الك ازرية المختمفة ك ىذا مف خالؿ إشتراؾ كؿ‬
‫قطاعات الدكلة التي ليا عالقة بعممية إدماج المحبكسيف في متابعة حسف تطبيؽ السياسة‬
‫العقابية كفعالية عممية إدماج المحبكسيف في المجتمع ‪ ،‬كقد نص عمى ىذه المجنة المشرع‬
‫الجزائرم بمكجب المادة ‪ 21‬مف قانكف تنظيـ السجكف رقـ ‪ 04 -05‬ك أشار إلى أف ىدفيا‬
‫ىك مكافحة الجنكح ك تنظيـ الدفاع اإلجتماعي ‪.2‬‬

‫‪ -1‬كالنمر أسماء‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪175‬‬


‫‪ -2‬إناؿ أماؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪156 .153‬‬

‫‪133‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫مف خالؿ المجيكدات ك األعماؿ المتعمقة بإصالح السجكف التي ترمز إلى تحسيف‬
‫ظركؼ اإلحتباس ك إعادة اإلعتبار إلعادة التربية ك اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف ك أمف‬
‫المؤسسات العقابية‪ ،‬كضعت إدارة السجكف الجزائرية كؿ الكسائؿ الضركرية لضماف دعـ‬
‫نشاط إعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف سكاء أثناء التنفيذ العقابي‪ ،‬أك كإجراء بعدم‬
‫تجسيدا لرعاية الحقة‪.1‬‬
‫ك ذلؾ تنفيذا لما نص عميو القانكف ‪ ،04-05‬مف خالؿ إستحداث مصالح تابعة ليا‪،‬‬
‫ك المتمثمة في المصمحة المتخصصة لمتقييـ ك التكجيو بالمؤسسات العقابية ك كذا المصالح‬
‫الخارجية اإلدارة السجكف المكمفة بإعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف ‪.‬‬
‫أوال المصمحة المتخصصة لمتقييم و التوجيو بالمؤسسات العقابية‬
‫إلى عقد عدة مشاريع بيذا‬ ‫اتجيت الجزائر في سبيؿ إصالح المنظكمة العقابية‬
‫الخصكص‪ ،‬ك مف بينيا مشركع دعـ إعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف؛ ك ىك مشركع‬
‫تعاكف بيف الحككمة الجزائرية كبرنامج األمـ المتحدة اإلنمائي يندرج في إطار اتفاؽ التعاكف‬
‫اإلستراتيجي‪ 2014-2012‬المكقع بيف الطرفيف‪ ،‬ك تـ التكقيع عمى كثيقة المشر كع في ‪18‬‬
‫ديسمبر ‪ 2013‬الذم يعمؿ عمى أربعة محاكر كالمتمثمة في دعـ إنخراط منظمات المجتمع‬
‫المدني في إعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف ك التعاكف جنكب جنكب ألفضؿ التجارب‬
‫المتبعة في إطار اإلصالحات الكطنية ك كمحكر رابع نجد دعـ تكيؼ ك إنتشار مصالح‬
‫التقييـ ك التكجيو‪.2‬‬

‫‪ -1‬مصطفي شريؾ‪ ،‬نظاـ السجكف في الجزائر‪ ،‬نظرة عمى عممية التأىيؿ كما أخبرىا السجناء دراسة ميدانية عمى بعض‬
‫‪-2010‬‬ ‫خرجي السجكف‪ ،‬أطركحة دكتكراه‪ ،‬تخصص عمـ اجتماع اإلنحراؼ ك الجريمة‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.145‬‬
‫‪ -2‬مشركع إعادة اإلدماج االجتماعي لممحبكسيف‪ ،‬بيف الحككمة الجزائرية ك برنامج األمـ المتحدة اإلنمائي‪ ،‬المكقع عميو‬
‫في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،2013‬الممقي بفندؽ العباسييف ما بيف فترة ‪ 23‬مام إلى غاية ‪ 29‬مام ‪.2015‬‬

‫‪134‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫كقد تجسد ىذا التكجو في تنصيب مصالح التقييـ ك التكجيو عمى مستكل كؿ مؤسسة‬
‫عقابية ك ذلؾ ما نصت عمييا المادة ‪ 90‬مف القانكف ‪ 04/05‬حيث كرد فييا‪" :‬تحدث في كل‬
‫مؤسسة عقابية مصمحة متخصصة ميمتيا ضمان المساعدة اإلجتماعية لممحبوسين و‬
‫المساىمة في تييئة تسيير إعادة إ دماجيم اإلجتماعي ‪ .1‬أعممت ك ازرة العدؿ أنو في إطار‬
‫‪ 24‬مام ‪ 2005‬باإلشراؼ عمى‬ ‫التعاكف مع برنامج األمـ المتحدة اإلنمائي يكـ الثالثاء‬
‫عممية انطالؽ مصمحة التقييـ ك التكجيو بمؤسسة إعادة التربية ك التأىيؿ الحراش ‪.‬‬
‫‪ 67-05‬يتعمؽ بتنظيـ كتسيير المصمحة المتخصصة‬ ‫كقد جاء القرار الكزارم رقـ‬
‫بالمؤسسات العقابية في المادة األكلى منو كبالتحديد في الفقرة الثانية عمى أنو يطبؽ عمى‬
‫المصمحة المتخصصة تسمية المصمحة المتخصصة لمتقييـ كالتكجيو بالمؤسسات العقابية ‪.2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تنظيم المصمحة‬
‫الطب العاـ‪ ،‬ك الطب‬ ‫تتككف مصمحة التقييـ كالتكجيو مف مستخدميف مختصيف في‬
‫العقمي كعمـ النفس كالمساعدة اإلجتماعية كأمف المؤسسة العقابية تحت إشراؼ مدير‬
‫المؤسسة العقابية عمى تسيير المصمحة كيعيف ىؤالء األعضاء مف طرؼ المدير العاـ إلدارة‬
‫السجكف ك إعادة اإلدماج مف بيف مكظفي إدارة السجكف كيحدد عددىـ حسب أىمية نشاطات‬
‫المصمحة‪ ،‬كما يمكف لممصمحة إستشارة أم شخص مؤىؿ في مجاالت تدخميا ك تزكد‬
‫المصمحة بالتجييزات الخاصة بالدراسات ك األبحاث البيكلكجية كالنفسانية كاإلجتماعية ‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 90‬مف القانكف ‪ ،)04-05‬مرجع سابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬قرار كزارم رقـ ‪ ،67-05‬مؤرخ في ‪ 21‬ماني ‪ ،2005‬يتعمؽ بتنظيـ كز تسيير المصمحة المتخصصة بالمؤسسة‬
‫العقابية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،44‬مؤرخة في ‪ 26‬يكنيك ‪-20052‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ ،02‬مف المرجع نفسو‬

‫‪135‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫ثانيا‪ :‬كيفية سير المصمحة‬


‫مف بيف مياـ المصمحة دراسة شخصية المحككـ عميو كتقييـ الخطر الذم يشكمو عمى‬
‫نفسو كعمى غيره مف المحبكسيف كالمكظفيف كالمجتمع ‪ .‬كتعد برنامج خاص بو قصد إعادة‬
‫إدماجو في المجتمع ‪.1‬‬
‫حيث أف المحبكسيف المعنييف بعممية التقييـ ىـ المحككـ عمييـ نيائيا بعقكبة سالبة‬
‫لمحرية ؿمدة سنتيف فما فكؽ‪ ،‬بناء عمى اقتراح مدير المؤسسة العقابية أك األخصائي النفساني‬
‫أك الطبيب‪.2‬‬
‫كما يمكف أف يحرـ كؿ محبكس ارتكب بعض الجرائـ‪ ،‬مف اإلستفادة مف ىذا اإلجراء‬
‫بناءعمى فتراح مدير المؤسسة العقابية تحت إشراؼ المدير العاـ إلدارة السجكف‪.‬‬
‫يقكـ الضابط المكمؼ باألمف بالمصمحة بإعداد ممؼ خاص بالمحبكس المقيـ يتككف مف‬
‫الكثائؽ التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نسخة مف الممؼ الجزائي تسمـ مف طرؼ النيابة‬
‫‪ -‬نسخة مف بطاقة السيرة ك السمكؾ تسمـ مف مصمحة اإلحتباس بالمؤسسة‬
‫‪ -‬نسخة مف الممؼ الطبي مف مصمحة العيادة بالمؤسسة‬
‫كيمكف أف تككف ىذه الكثائؽ عمى مستكل الممؼ الجزائي لممحبكس المتكاجد عمى‬
‫مستكل كتابة الضبط القضائية‪ ،‬كفي حالة عدـ تكفرىا يمكف طمبيا مف الييئة المختصة ‪.‬‬
‫كما أف المحبكس الذم يتـ إدرجو في قائمة المحبكسيف المقيميف يمزـ عميو الخضكع‬
‫لكؿ الفصكص الطبية ك النفسية‪ ،‬ك كذلؾ تمؾ الخاصة بقياس قدراتو المعرفية كالمينية‪ ،‬كما‬

‫‪ -1‬المادة ‪ ،03‬مف المرجع نفسو‬


‫‪ -2‬مصطفي شريؾ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪136‬‬

‫‪136‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫‪ 90‬يكما عمى‬ ‫‪ 60‬يكما عمى األقؿ ك تسعيف‬ ‫تتـ عممية التقييـ كالتكجيو في أجؿ ستيف‬
‫األكثر‪.1‬‬
‫بحيث يتناكؿ برنامج اإلصالح بمصمحة التقييـ ك التكجيو كحسب نص المادة ‪ 11‬مف‬
‫القرار الكزارم رقـ ‪ ،6705‬المياديف التالية‪ :‬العمؿ‪ ،‬التربية ك التعميـ‪ ،‬التككيف الميني‪ ،‬التحكـ‬
‫في الغضب‪ ،‬اإلنحراؼ الجنسي‪ ،‬الكقاية مف إدماف المخدرات ككذا برنامج آخر تعتمده‬
‫المديرية العامة اإلدارة اؿسجكف ك إعادة اإلدماج‪.‬‬
‫ك خالؿ متابعة المحبكس فترتو بالمصمحة يتمقى حصصا تحسيسية ك تكعكية في‬
‫مجاؿ إدماف المخدرات‪ ،‬الكقاية مف اإلنتحار‪ ،‬الكقاية مف العنؼ في الكسط العقابي‪،‬‬
‫التحسيس بسمبيات ك آثار الكسط العقابي عمى المحبكس ك كؿ برنامج آخر تعتمده المديرية‬
‫العامة إلدارة السجكف ك إعادة اإلدماج‪.‬‬
‫بعد أف تتـ عممية التقييـ عمى المحبكس‪ ،‬يقكـ كؿ مف األخصائي النفساني ك‬
‫المساعدة اإلجتماعية كالطبيب ك مسؤكؿ األمف ك طبيب األمراض العقمية في بعض‬
‫الحاالت المعينة‪ ،‬كؿ حسب إختصاصو بإعداد تقرير مفصؿ بشأف حالة المحككـ عميو‪ ،‬ك‬
‫يكدع ىذا التقرير بأمانة مدير المؤسسة العقابية الذم يعقد إجتماع مع أعضاء المصمحة بعد‬
‫استدعائيـ لتدرس فيو الحاالت التي تـ تقييميا ‪.2‬‬
‫كما تصدر المصمحة تكصيات بكؿ محككـ عميو حسب درجة خطكرتو مع كضع‬
‫برنامج إصالحو كتبمغ ىذه التكصيات إلى المصالح المعنية بالمديرية العامة إلدارة السجكف‬
‫ك إعادة اإلدماج باإلضافة إلى قاضي تطبيؽ العقكبات ك كذا المحككـ عميو ‪.‬‬

‫‪ -1‬المكاد ‪ 6‬ك‪ 7‬ك‪ 11‬ـ ف النفس المرجع‬


‫‪ -2‬المادة ‪ ،09‬مف القرار رقـ ‪ ،67-05‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫إف اليدؼ مف فتح مصالح التقييـ ك التكجيو بالمؤسسات العقابية الدليؿ عمى الحد مف‬
‫ظاىرة العكد لمجريمة ك لك بصكرة نسبية ك كذا العمؿ عمى إحتراـ حقكؽ ىذه الشريحة مف‬
‫المجتمع داخؿ الكسط العقابي مف التيميش‪.‬‬
‫بإعتبار أف مصمحة التقييـ ك التكجيو ضمف برنامج عصرنة قطاع السجكف‪ ،‬فإنيا‬
‫تتكلى إستقباؿ بعض أصناؼ المساجيف الخطيريف قصد تشخيص مسببات اإلجراـ‪ ،‬ك كضع‬
‫البرامج العالجية المناسبة لكؿ حالة ك ما تجدر اإلشارة إلى أف عممية تنصيب مصالح التقييـ‬
‫ك التكجيو بدأت مف مصمحة إعادة التربية كالتأىيؿ الحراش ك مازالت مستمرة عمى مستكل‬
‫باقي المؤسسات العقابية الكبرل مثؿ مؤسسة إعادة التربية ك إعادة التأىيؿ بجاية‪ ،‬مؤسسة‬
‫إعادة التربية كالتأىيؿ كىراف‪ ،‬بكصكؼ‪ ،‬القميعة ‪ ،‬بعد نضج ىذه التجربة التي سكؼ تتـ‬
‫رعايتيا مف ط رؼ خبراء دكلييف يستدعكف لزيارة لمجزائر بغرض تأطير ك مرافقة مراحؿ‬
‫تطكرىا‪.1‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تشكيمة المجنة الوزارية المشتركة‬
‫ك لما كاف إسياـ المجنة في إيطار محاكلة محاربة الظاىرة اإلجرامية بتكافؿ جميع‬
‫الجيكد كاف لزاما كضع تشكيمة كفيمة لتحقيؽ أىدافيا‪2 ،‬ك يرأس ىذه المجنة كزير العدؿ حافظ‬
‫األختاـ أك ممثمو‪ ،‬ك تتشكؿ مف ممثمي القطاعات الك ازرية المبينة في المادة ‪ 02‬مف المرسكـ‬
‫التنفيذم رقـ ‪ 429 -05‬ك يمكف المجنة في إيطار ممارسة مياميا اإلستعانة بممثمي‬
‫الجمعيات ك الييئات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬المجنة الكطنية اإلستشارية لترقية حقكؽ اإلفساف ك حمايتيا ‪.‬‬
‫‪ -‬اليالؿ األحمر الجزائرم ‪.‬‬
‫_ الجمعيات الكطنية الفاعمة في مجاؿ اإلدماج اإلجتماعي لمجانحيف ‪.‬‬

‫‪ -1‬الندكة الكطنية المنعقدة‪ ،‬بتاريخ ‪ 29‬أكتكبر ‪ ،2007‬مرجع سابؽ‪ .‬في المادة ‪ 113‬مف القانكف ‪ ،)04-05‬مرجع سابؽ‪،‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 21‬مف ؽ ت س رقـ ‪.04 -05‬‬

‫‪138‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫ك يمكنيا أف تستعيف أيضا بخبراء أك مستشاريف لتكضيح المكاضيع التي تدخؿ في‬
‫إيطار ميمتيا‪.1‬‬
‫رابعا ‪ :‬ميام المجنة الوزارية المشتركة‬
‫‪ 04‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ‬ ‫ما كرد في المادة‬ ‫ينحصر مياـ المجنة حسب‬
‫‪ 429 -05‬فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬تنسيؽ نشاطات القطاعات الك ازرية ك الييئات األخرل المساىمة في إعادة اإلدماج‬
‫اإلجتماعي لممحبكسيف ‪.‬‬
‫‪ -‬تقييـ كضعية مؤسسات البيئة المفتكحة ك نظاـ اإلفراج المشركط ك كذا النشاطات‬
‫المرتبطة بـ جاالت التشغيؿ في الكرشات الخارجية ك الحرية النصفية ‪.‬‬
‫‪ -‬إقتراح كؿ نشاط في مجاؿ البحث العممي ييدؼ إلى محاربة الجريمة أك في مجالي الثقافة‬
‫ك اإلعالـ بيدؼ محاربة الجنكح ك الكقاية منو ك كؿ تدبير تراه يعمؿ عمى تحسيف ظركؼ‬
‫الحبس بالمؤسسات العقابية ‪.2‬‬
‫‪ -‬المشاركة في إعداد ك متابعة برامج الرعاية الالحقة ليـ بعد اإلفراج عنيـ ‪.15%‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المصالح الخارجية إلعادة اإلدماج االجتماعي‬
‫‪3‬‬
‫نجد أف المشرع‬ ‫بالرجكع إلى القانكف رقـ ‪ 04 -05‬ك بالتحديد في المادة ‪ 113‬منو‬
‫الجزائرم قد إستحدث المصالح الخارجية اإلدارة السجكف ك الـ كمفة بتطبيؽ إعادة اإلدماج‬
‫اإلجتماعي لممحبكسيف بالتنسيؽ مع المصالح المختصة لمدكلة ك الييئات العمكمية ك‬
‫مؤسسات المجتمع المدني لمتكفؿ بالمحبكسيف المفرج عنيـ ك المكضكعيف تحت يد القضاء‬

‫‪ --1‬أنظر المادة ‪ 02‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ 429 -05‬المؤرخ في ‪ 8‬نكفمبر ‪ ،2005‬يحدد تنظيـ المجنة الك ازرية‬
‫المشتركة لتنسيؽ نشاطات إعادة تربية المحبكسيف ك إعادة إدماجيـ اإلجتماعي ك مياميا ك سيرىا‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪،74‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 13‬نكفمبر ‪. 2005‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 04‬مف المرسكـ التنفيذم ‪.429 -05‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 113‬مف ؽ ت س رقـ ‪.04 -05‬‬

‫‪139‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫‪ ،159‬فيي تشكؿ دعما لسياسة إعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف ك في ىذا الصدد‬
‫صدر المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ 67 -07‬يحدد كيفيات تنظيـ ك سير المصالح الخارجية اإلدارة‬
‫السجكف ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ميام المصالح الخارجية إلدارة السجون‬
‫لقد حددت المادة ‪ 03‬مف المرسكـ التنفيذم ‪ 67 -07‬مياـ المصالح الخارجية إلدارة‬
‫السجكف ك التي تتمثؿ فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬متابعة كضعية األشخاص الخاضعيف لمختمؼ األنظمة المتعددة في مجاؿ إعادة اإلدماج‬
‫اإلجتماعي لممحبكسيف السيما اإلفراج المشركط أك الحرية النصفية أك التكقيؼ المؤقت‬
‫التطبيؽ العقكبة‪.‬‬
‫_ السير عمى إستم اررية برنامج إعادة اإلدماج اإلجتماعي بالنسبة لألشخاص المفرج عنيـ‬
‫بناء عمى طمبيـ‪.‬‬
‫‪ -‬إتخاذ اإلجراءات الخاصة لتسييؿ عممية إعادة اإلدماج اإلجتماعي لألشخاص الذيف‬
‫تتكلى التكفؿ بيـ‪ ،‬ك تزكيد القاضي المختص بناءا عمى طمبو أك تمقائيا بكؿ المعمكمات التي‬
‫تمكنو مف إتخاذ التدابير المالئمة لكضعية كؿ شخص ‪.1‬‬
‫كما تقكـ بتعزيز دكر المؤسسات العقابية مف خالؿ تكثيؼ نشاطاتيا مف خالؿ مستخدمييا‬
‫التحقيؽ مياميا عمى أكمؿ كجو‪ ،‬ك تتمثؿ ىذه األنشطة في زيارة المؤسسات العقابية ك‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 03‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ 67 -07‬المؤرخ في ‪ 19‬فبراير ‪ 2007‬الذم يحدد كيفيات تنظيـ ك سير‬
‫المصالح الخارجية إلدارة السجكف المكمفة بإعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف‪ ،‬جر يدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ 13‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 21‬فبراير ‪.2007‬‬

‫‪140‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫متابعة األشخاص الخاضعيف ألنظمة إعادة اإلدماج ك إستقباؿ المفرج عنيـ ك أيضا تنظيـ‬
‫مقابالت نفسية ك إجتماعات التكجيو ‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬دور المصالح الخارجية ا إلدارة السجون في الرعاية الالحقة لممحبوس المفرج عنو‬
‫بعد إنتياء فترة العقكبة فإف المحبكس المفرج عنو يعكد مرة ثانية إلى اإلحتكاؾ‬
‫بالمجتمع ك ليذا فيك بحاجة ماسة إلى تكجيو ك إرشاد ليتغمب عمى الصعكبات التي تكاجيو‪،‬‬
‫ك ىنا يأتي دكر المصالح الخارجية التابعة إلدارة السجكف فيي بمثابة تجسيد ك تدعيـ‬
‫السياسة إعادة اإلدما ج اإلجتماعي لممحبكسيف المطبقة داخؿ المؤسسة العقابية ك تتخذ في‬
‫مرحمة إبتدائية عند تكاجد المحبكس بالمؤسسة العقابية ك بقاء ستة (‪ )6‬أشير لنياية عقكبتو‪،‬‬
‫ك أيضا معرفة المحبكس المفرج عنو بكجكد ىذه المصالح تخمؽ فيو ركح المسؤكلية إتجاه‬
‫أفراد مجتمعو بصفة عامة ك أفراد محيطو ك أسرتو بصفة خاصة‪ ،‬غير أف دكرىا ليس لو‬
‫‪2‬‬
‫فعالية كبيرة ألف المجكء إلييا مف طرؼ المفرج عنو اليس إجباريا‬
‫إلدارة السجكف نصت المادة ‪ 113‬مف القانكف ‪ 04 05‬عمى‪ " :‬إنشاء مصالح خارجية‬
‫تابعة إلدارة السجكف تكمؼ بالتعاكف مع المصالح المتخصصة لمدكلة ك الجمعيات اؿ محمية‬
‫بتطبيؽ برامج اعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف ‪.‬‬
‫تقكـ ىذه المصالح بمتابعة األشخاص الخاضعيف لإللتزامات ك الشركط الخاصة‬
‫المترتبة عمى كضعيـ في أحد األنظمة المنصكص عمييا في القانكف ‪.04/05‬‬
‫التحقيقات‬ ‫كما يمكف ليذه المصالح أف تقكـ بتكميؼ مف السمطات القضائية بإجراء‬
‫اإلجتماعية كمتابعة األشخاص المكضكعيف تحت الرقابة القضائية طبقا لممرسكـ التنفيذم‬
‫رقـ ‪ 67/07‬الذم يحدد تنظيـ كسير المصالح الخارجية إلدارة السجكف المكمفة بإعادة‬

‫‪ -1‬ىامؿ سميرة‪ ،‬التصكرات اإلجتماعية لمسجيف لدل مسؤكلي المؤسسات المتعاقدة مع ك ازرة العدؿ ك أثرىا في إعادة‬
‫اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستر في عمـ النفس العيادم‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪2012 ،‬‬
‫‪ ، 2011 -‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -2‬ىامؿ سميرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪- 163 91‬‬

‫‪141‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬
‫‪1‬‬
‫بحيث تـ برمجة إنشاء مؤسسات دكرىا الرعاية الالحقة‪ ،‬ك‬ ‫اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف‬
‫ىي بمثابة مصمحة خارجية إلعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف ‪.2‬‬
‫‪ 11‬مصمحة خارجية عمى مستكل المجالس القضائية‬ ‫ك بيذا الخصكص تكجد‬
‫المة‪،‬‬ ‫لمكاليات التالية ‪ :‬أدرار‪ ،‬كىراف‪ ،‬تممساف‪ ،‬البكيرة‪ ،‬بكمرداس‪ ،‬عنابة‪ ،‬باتنة‪ ،‬الشمؼ‪ ،‬ؽ‬
‫البميدة‪ ،‬كرقمة ميمتيا تطبيؽ البرامج المعتمدة في مجاؿ إعادة اإلدماج اإلجتماعي‬
‫لممحبكسيف‪ 3‬في إنتظار فتح مصالح أخرل في باقي الكاليات لتعمييا عمى كامؿ التراب‬
‫الكطني‬
‫أوال‪ :‬تنظيم المصمحة‬
‫تضـ المصالح الخارجية أعضاء تابعيف إلدارة السجكف ليـ دراية بسير تنظيـ‬
‫المؤسسات العقابية كمعاممة المساجيف‪ ،‬بحيث يدير المصمحة مسؤكؿ يدعى رئيس المصمحة‬
‫‪4‬‬
‫يعيف بقرار مف كزير العدؿ‪ ،‬حافظ األختاـ ك قد تنتيي ميامو بنفس األشكاؿ المعيف بيا‬
‫كما يعد رئيس المصمحة مسؤكال عف السير العاـ لممصمحة ك تنظيميا ك يمثميا لدل‬
‫السمطات كالييئات الكطنية‪ ،‬يمارس السمطة السممية عمى جميع مستخدمييا‪ ،‬طبقا لممادة ‪06‬‬
‫مف المرسكـ‪ 67-07‬يحدد التنظيـ الداخمي لممصمحة بمكجب قرار مشترؾ بيف كزير العدؿ‬
‫ككزير المالية كالسمطة المكمفة بالكظيفة العمكمية‪.5‬‬

‫‪ -1‬مرسكـ تنفيذم رقـ ‪ ،67-07‬مؤرخ في ‪ 19‬فبراير ‪ ،2007‬يحدد كيفيات قظيـ ك سير المصالح الخارجية إلدارة‬
‫السجكف المكمفة بإعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،13‬مؤرخة في ‪ 21‬فبراير سنة ‪2007‬‬
‫‪ .-2‬فيضؿ بكخالفة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪143‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ ،03‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،67-07‬مرجع سابؽ‬
‫‪ -4‬المادة ‪ ،03‬مف المرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ ،07‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،67-07‬مرجع سابؽ‬

‫‪142‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫ثانيا‪ :‬كيفية سير المصمحة‬


‫تقكـ المصمحة الخارجية إلدارة السجكف المكمفة بإعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف‬
‫بإستقباؿ المحبكسيف الذيف بقي عف تاريخ اإلفراج عنيـ ستة ‪ 06‬أشير عمى األكثر‪ ،‬كذلؾ‬
‫بزيارة مستخدمي المصمحة إلى المؤسسات العقابية قصد تحضيرىـ لمرحمة ما بعد اإلفراج‪،‬‬
‫كما قد تككف زيارة مستخدمي المصمحة بطمب مف المحبكس ‪.1‬‬
‫يمكف لمكظفي المصمحة الخارجية اإلستفادة مف مساعدة ك مساىمة ك تعاكف كافة‬
‫اإلدارات ك الييئات العمكمية أك أف تستعيف بكؿ شخص يمكنو مساعدتيا في مياميا‪ ،‬ك ذلؾ‬
‫أثناء ممارسة مكظفييا لمياميـ أك بمناسبتيا ‪.‬‬
‫يتككف الممؼ الخاص بالمحبكس المستفيد مف برامج المصمحة الخارجية مف الكثائؽ التالية ‪:‬‬
‫الكثائؽ المتعمقة‬ ‫‪ -‬الكثائؽ ذات الطابع القضائي الضركرية لمتابعة اإلجراء المطمكب ‪-‬‬
‫بالكضعية الشخصية ك العائمية ك اإلجتماعية لمشخص المعني ‪ -‬العناصر المتعمقة بمراقبة‬
‫سؾ‬ ‫اإللتزامات أك الشركط المفركضة عمى الشخص كىذه الكثائؽ تشكؿ ممفا لممحبكس يـ‬
‫عمى مستكل المصمحة مضافا إليو نسخة مف التقارير التي تعدىا ىذه األخيرة بخصكص‬
‫كضعية الشخص المعني‪ ،‬كتكجو إلى القاضي األمر أك إلى أعضاء المديرية العامة إلدارة‬
‫السجكف‪.2‬‬
‫كما يرسؿ رئيس المصمحة‪ ،‬في نياية كؿ سنة تقري ار عف النشاط إلى كزير العدؿ‬
‫حافظ األختاـ‪ ،‬كنسخة منو إلى كؿ مف النائب العاـ كقاضي تطبيؽ العقكبات المختصيف‪،‬‬
‫بحيث تسجؿ المصاريؼ الضركرية لسير المصمحة في ميزانية ك ازرة العدؿ ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ ،08‬المرجع نفسو‬


‫‪ -2‬كداعي عز الديف‪ ،‬الرعاية الالحقة لممفرج عنيـ في التشريع الجزائرم‪ ،‬المجمة األكاديمية لمبحث القانكني‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬‬
‫ص ‪206‬‬

‫‪143‬‬
‫أنظمة واليات اعادة التربية واإلدماج االجتماعي‬ ‫الفصل الثاني‬
‫للمحبوسين‬

‫تعتبر ميمة المصالح الخارجية إلدارة السجكف ذات ىدؼ إجتماعي تسعى مف خالليا‬
‫الجزائر في سبيؿ تطكير المنظكمة العقابية إلى إعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبكسيف بعد‬
‫اإلفراج عنيـ بإعتبارىا رعاية الحقة‪ ،‬فالمحبكس يخضع إلستراتيجية خاصة إبتداء مف دخكلو‬
‫المؤسسة العقابية مف كافة البرامج التأىيمية تبعا لذلؾ كجدت مص لحة التقييـ كالتكجيو‪ ،‬إلى‬
‫غاية اإلفراج عنو لتقكـ المصالح الخارجية بإعادتو إلى المجتمع لمعيش في كنفو دكف عكائؽ ‪.‬‬
‫اإلجتماعي‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬دور المجتمع المدني و الحركة الجمعوية في إعادة اإلدماج‬
‫لممحبوسين‪.‬‬
‫التطبيقي‪ ،‬ففي إيطار‬ ‫يعد تفيـ المجتمع لفكرة معينة ضمانا لنجاحيا في المجاؿ‬
‫المجاؿ الجزائي فإنو ال يمكف إستبعاد ضركرة إشراؾ المجتمع في سير العدالة مف خالؿ‬
‫تمكينو الفعمي ك بمختمؼ مككناتو أف يساىـ مف قريب أك مف بعيد في عممية إصالح المفرج‬
‫مية‬ ‫عنيـ كعدـ إحتقارىـ ك النفكر منيـ ألف ىذا يدفعيـ إلى اإلنعزاؿ عف الحياة اليك‬
‫اإلجتماعية‪.1‬‬
‫كتمعب مؤسسات المجتمع المدني دك ار كبي ار في تكعية الكبار ك الشباب خاصة فئة‬
‫المحبكسيف المفرج عنيـ‪ ،‬لذا يجب عمى السمطات العمكمية دفع نشاطات الجمعيات الخاصة‬
‫إلى مكاصمة مساعدة المحبكسيف المفرج عنيـ‪ ،‬مف خالؿ منحيا الكسائؿ البيداغكجية ك‬
‫الفضاءات الالزمة لمكصكؿ إلى أكبر عدد ممكف مف االشخاص ‪.2‬‬

‫‪ -1‬طاشكر عبد الحفيظ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.248‬‬


‫‪ ،5‬العدد ‪ ،1‬سنة‬ ‫‪ -2‬ساكيس خيرة‪ ،‬دكر المجتمع المدني في مكافحة الفساد‪ ،‬المجمة األكادمية لمبحث القانكني‪ ،‬المجمد‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.217‬‬

‫‪144‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‬
‫إن السياسة العقابية المرسومة في قانون تنظيم السجون الجديد‪ ،‬والمتعمقة بإعادة‬
‫اإلدماج اإلجتماعي لممحبوسين في ظل تطوير المنظومة العقابية تغيرت من سياسة الردع و‬
‫اإليالم الجسدي إلى سياسة اإلصالح و التأىيل‪ ،‬ذلك ما سعى إليو المشرع الجزائري إبتداء‬
‫من صدور األمر ‪ ،72-02‬المتضمن قانون تنظيم السجون و إعادة تربية المساجين و بعد‬
‫أن ألغي األمر ‪ ،‬صدر القانون ‪ ،04-05‬المتضمن قانون تنظيم السجون و إعادة اإلدماج‬
‫اإلجتماعي لممحبوسين الذي يتطابق مع المبادئ العالمية الحديثة بشأن أنسنة شروط‬
‫اإلحتباس‪.‬‬
‫من خالل المجيو دات و األعمال المتعمقة بإصالح السجون التي ترمز إلى تحسين‬
‫ظروف اإلحتباس و إعادة اإلعتبار لسياسة إعادة اإلدماج‪ ،‬فقد عقدت الجزائر عدة ندوات‬
‫وطنية حول عصرنة قطاع السجون مع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي أين أسفرت في‬
‫سياسة حديثة إلعادة اإلدماج ‪ ،‬كما‬ ‫توصياتيا عمى مجموعة من اإلستراتيجيات في تكريس‬
‫تبنت أيضا نظام جديد أال و ىو نظام الخطة الفردية إلعادة اإلدماج؛ بإعتباره عممية تنظيمية‬
‫لكيفية قضاء المحبوس لعقوبتو السالبة لمحرية من خالل إعداد برامج تربوية وفق برنامج‬
‫نو‪ ،‬و ىذا النظام يجسد‬ ‫زمني‪ ،‬بيدف مساعدتو عمى اإلندماج في المجتمع بعد اإلفراج ع‬
‫عمميا مبدأ تفريد العقوبة‪.‬‬
‫كما يقوم وفق مجموعة من المبادئ و المتمثمة بتقدير فردي إلحتياجات المحبوس و‬
‫ذلك بإعداد البطاقة الوظيفية لممؤسسة بحصر اإلمكانيات المادية و البشرية ليا و بإشراك‬
‫الت مع التوجيو من طرف‬ ‫المحبوس في تحضير برنامجو‪ ،‬بأخذ رغبتو في بعض المجا‬
‫الموظف المكمف بالخطة الفردية‪.‬‬
‫بحيث يتم العمل بمحتوي ىذا النظام وفق إحتياجات المحبوس تبعا لممسارات السبعة‪،‬‬
‫من سكن تعميم‪ ،‬ديون‪ ،‬الصحة و تعاطي المخدرات و الكحول و كذا التفكير و السموك ‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫خاتمة‬

‫فميمة اإلصالح تعتبر من ميام الدولة بدرجة أولى ثم المجتمع بدرجة ثانية‪ ،‬لتشمل‬
‫مرتكبي الجرائم‪.‬‬
‫فمن ناحية الدولة بإعتبار المحبوسين يمثمون عبئا ماليا عمى عاتق الخزينة يتمثل في‬
‫إستيالكيم لجانب من الميزانية العامة‪ ،‬وما يمثمو من مؤونة و إيواء عمال يتولون شؤونيم‬
‫د عمييا في مختمف ميام التنمية‬ ‫باإلضافة إلى أنيم يمثمون طاقة بشرية يمكن اإلعتما‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫كما ييم المجتمع أن تنجح عممية اإلدماج اإلجتماعي عمى إعتبار أنيا تعد وسيمة‬
‫لمكافحة ظاىرة العود إلى الجريمة و وسيمة يحتمي بيا ضد المجرمين‪ ،‬كما تعطي صورة عن‬
‫مدى نجاعة وفعالية العدالة الجزائية‪.‬‬
‫و من ناحية المحكوم عميو الذي يشكل نقطة إنشغال الدولة و إىتماميا فيو نسبة‬
‫إنفاق و يمتل کسبا ناقصا في ميزانيتيا باإلضافة إلى النقص العاطفي الذي يؤثر سمبا عمى‬
‫توازن العائمة وتماسكيا‪.‬‬
‫إن اليدف من عممية اإلدماج ينتظر من ورائيا الكثير أىميا الخروج من دائرة‬
‫الجريمة بالدرجة األولى و ا لحصول عمى مكانة داخل المجتمع ىي مكانة اإلنسان المعتدل‬
‫من الدرجة الثانية ‪.‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫من خالل عرضنا لبحثنا‪ ،‬توصمنا إلى مجموعة من النتائج صياغة لمجموعة من‬
‫اإلقترحات نوردىا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تحقيقا لسياسة إعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبوسين تم وضع خالليا برامج تأىيمي ة‪ ،‬من‬
‫تعميم‪ ،‬تكوين‪ ،‬نشاطات ترفييية‪ ،‬رياضية و إرشاد ديني‪ ،‬وبرامج إعادة اإلدماج من إجازة‬
‫الخروج‪ ،‬التوقيف المؤقت لتطبيق العقوبة و اإلفراج المشروط تبعا لإلدراج ضمن مؤسسات‬
‫البيئة المفتوحة و كذا نظام الورشات الخارجية‪ ،‬إستكماال لذلك لرعاية الحقة من خالل التوجو‬
‫إلى المصالح الخارجية و مصالح التقييم و التوجيو بالمؤسسات العقابية‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ -‬فبالرغم من كل النتائج التي سجمتيا إدارة السجون الجزائرية من إصالحات إال أنيا ال تزال‬
‫تسجل ليا عجز و نقص و تأخر في أداء مياميا المنوط بو‪ ،‬وىو إصالح الجناة و الحد من‬
‫ظاىرة العود لمجريمة ‪ - .‬وألجل تحقيق نتائج إصالحية في الميدان عمى ضوء اإلصالحات‬
‫التي جاء بيا القانون ‪ 04-05‬وكذا الندوات الوطنية والممتقيات الدولية المنعقدة في سبيل‬
‫إنجاح المنظومة العقابية ككل‪ ،‬والرقي السياسة إعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبوسين و تبعا‬
‫ليذه الدراسة توصمت إليو مجموعة من اإلقتراحات التي يجب توفيرىا لمقائمين عمى تطبيق‬
‫السياسة العقابية الجديدة‪.‬‬
‫اإلقتراحات‪:‬‬
‫‪ -‬إن عممية إصالح المحكوم عميو و إعادة إدماجو في المجتمع ميمة صعبة‪ ،‬لذا ينبغي‬
‫تكثيف الجيود إلنجاحيا‪ ،‬و لكن ذلك متوقف عمى تكاتف جيود جميع األطراف بدءا من‬
‫الجياز القضائي الذ ي يشرف عمى تطبيق العقوبة و متابعة عممية التنفيذ و أيضا عمى‬
‫اإلدارة العقابية السير عمى إختيار موظفين أكفاء‪ ،‬كما ينبغي تسطير برامج تكوينية ليوالء‬
‫الموظفين لتحسيسيم بالوظيفة الموكمة إلييم‪.‬‬
‫‪ -‬توعية المجتمع بضرورة مساعدة المفرج عنيم لالندماج في المجتمع و النظر إلييم عمى‬
‫أنيم أشخاص عاديون يفترض أنيم إبتعدوا عن السموك اإلجرامي ‪.‬‬
‫‪ -‬التكثيف من عقد ندوات وطنية و ممتقيات دولية إلتمام مشاريع مبرمجة في قطاع السجون‬
‫لتحسين مستوى اإلحتباس عمى مستوى أحسن ‪.‬‬
‫‪ -‬عقد دورات تكوينية لبعض موظفي المؤسسات العقابية عبر الدول لمتطمع عمى سجون‬
‫العالم وتحقيق سياسة عقابية ناجحة ومتكاممة ‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة المحبوسين المفرج عنيم باإلندماج في المجتمع من جديد و ذلك من خالل تمكينو‬
‫من اإلستفادة من فرص الشغل و التعميم و التكوين كباقي فئا ت المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬التكفل بالمحبوسين المفرج عنيم و المعوزين و خاصة فئتي األحداث والنس اء باإليواء في‬
‫المراكز الخاصة‪.‬‬
‫‪147‬‬
‫خاتمة‬

‫وفي الختام نسأل اهلل عز وجل أننا قد وفقنا في إيصال الفكرة بكل جوانبيا‪،‬‬
‫بخصوص موضوع إعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبوسين وفق السياسة العقابية الحد يثة من‬
‫الناحية النظرية والتطبيقية وأي نقائص تسجل بيذا الخصوص ستكون محل دراستنا في‬
‫المستقبل‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‬
‫الكتب‪:‬‬
‫الكتب العامة‬
‫‪ .1‬محمد احمد المشيداني اصول عممي االجرام والعقاب في الفقيين الوضعي‬
‫واالسالمي دار الثقافة لمنشر والتوزيع طبعة ‪. ،2011‬‬
‫‪ .2‬د عمر خوري ‪ -‬العقوبات السالبة لمحرية وظاىرة اكتظاظ المؤسسات العقابية في‬
‫الجزائر‪ ،‬المجمة الجزائرية لمعموم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬العدد ‪.2008 ،04‬‬
‫‪ .3‬د فتوح عبد اهلل شادلي اساسيا عممي االجرام والعقاب منشورات الجبمي الحقوقية‬
‫مصر الطبعة األولى‪. 2006.‬‬
‫‪ .4‬د محمد زكي أبو عامر وعبداهلل شادلي مبادیء عمم االجرام والعقاب منشاة المعارف‬
‫االسكندرية مصر ‪. 2000‬‬
‫‪ .5‬د محمد صبحي نجم اصو عمم اإلجرام والعقاب دار الثقافة لمنشر والتوزيع األردن‬
‫الطبعة األولى ‪. 2008‬‬
‫‪ .6‬د‪ .‬عادل يحيى‪ ،‬مبادئ عمم العقاب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫القاىرة‪.2005،‬‬
‫ة‬ ‫‪ .7‬د‪ .‬عمي محمد جعفر‪ ،‬السجون وسياسة تطوير وظائفيا اإلصالحية‪ ،‬كمية شرط‬
‫دبي‪ ،‬العدد ‪ ،11‬يناير‪.1981 ،‬‬
‫‪ ،1‬منشورات‬ ‫‪ .8‬د‪ .‬فتوح عبد اهلل الشاذلي‪ ،‬أساسيات عمم اإلجرام وعمم العقاب‪ ،‬ط‬
‫الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2006 ،‬‬
‫‪ ،4‬دار النيضة العربية‪،‬‬ ‫‪ .9‬د‪ .‬فوزية عبد الستار‪ ،‬مبادئ عمم اإلجرام والعقاب‪ ،‬ط‬
‫بيروت‪.1997 ،‬‬
‫د‪ .‬محمد صبحي نجم‪ ،‬اصول عمم االجرام و عمم العقاب ‪ ،‬كمية الحقوق دار‬ ‫‪.10‬‬
‫الثقافة لمنشر والتوزيع ‪2006‬‬
‫‪149‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫د‪ .‬محمد عبد الغريب‪ ،‬اإلفراج المشروط في ضوء السياسة العقابية الحديثة‪،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫كمية الحقوق جامعة المنصورة‪.1995 /1994،‬‬
‫‪ ،2‬دار النيغة العربية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬ ‫د‪ .‬محمود نجيب حسني‪ ،‬عمم العقاب‪ ،‬ط‬ ‫‪.12‬‬
‫‪.1973‬‬
‫د‪ .‬نظير فرج مينا‪ ،‬الموجز في عممي اإلجرام والعقاب‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان‬ ‫‪.13‬‬
‫المطبوعات‬
‫سعود بن مسفر الوادعي فقيالسجن اكاديمية نايف لمعمم األمنية الطبعة األولى‬ ‫‪.14‬‬
‫الرياض ‪2004‬‬
‫طاشور عبد الحفيظ دور قاضي تطبيق االحكام القضائية الجزائية في سياسة‬ ‫‪.15‬‬
‫اعادة االدماج االجتماعي طبعة ‪2001‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪.‬‬
‫عثامنية لخميسي السياسة العقابية الجزائر عمى ضوء المواثيق الدولية لحقوق‬ ‫‪.16‬‬
‫االنسان طبعة ‪2012‬دار ىوم لمطباعة والنشر الجزائر‬
‫عمى عزالدين الباز ‪ :‬المراقبة اإللكترونية كوسيمة حديثة لتنفيذ العمرية السالبة‬ ‫‪.17‬‬
‫لمحرية‪ ،‬رسالة دكتوراه تخصص القانون الجنائي ‪ ،‬إشراف أد ‪ .‬أحمد شوقي عمر أبو‬
‫خطرة‪ ،‬كمية الحقوق جامعة المنصورة‪.‬‬
‫فياد يوسف الكساسبة ‪ :‬دور النظم العقابية الحديثة في اإلصالح والتأىيل‬ ‫‪.18‬‬
‫(دراسة مقارنة)‪ ،‬المنظمة الدولية لإلصالح الجنائي‪ ،‬السويد‪.2013 ،‬‬
‫فوزية عبد الستار ‪ .‬مبادىء عمم االجرام والعقاب دا ر النيضة الطبعة السابعة ‪.‬‬ ‫‪.19‬‬
‫‪1992‬‬
‫محمد شالل حبيب العاني المدرس عمى حسن طوالبو عمم االجرام والعقاب‬ ‫‪.20‬‬
‫دار مسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة االردن طبعة األولى ‪. 1998‬‬
‫محمد صبحي نجم ‪ .‬اصول عمم اإلجرام والعقاب دار الثقافة لمنشر والتوزيع‬ ‫‪.21‬‬
‫الدار العممية الدولية لمنشر والتوزيع طبعة األولى األردن ‪. 2002‬‬
‫‪150‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫معافة بدر الدين نظام اإلفراج المشروط دراسة مقارنة طبعة ‪ 2010‬دار ىومو‬ ‫‪.22‬‬
‫لمطباعة والنشر والتوزيع الجزائر‪.‬‬
‫نور الدين الينداوي مبادیء عمم العقاب دراسة مقارنة لمنظم العقابية كمية‬ ‫‪.23‬‬
‫الحقوق جامعة عين شمس ‪.2005‬‬
‫‪ .‬جالل ثروت‪ ،‬الظاىرة اإلجرامية‪ ،‬دراسة في عمم اإلجرام وعمم العقاب‪،‬‬ ‫‪.24‬‬
‫مطبعة المشاعر اإلسكندرية‪20081987 ،‬‬
‫د رؤوف عبيد اصولعمم اإلجرام والعقاب مصر دار الفقر العربي الطبعة‬ ‫‪.25‬‬
‫الرابعة‪.1977‬‬
‫بريك الطاىر‪ ،‬فمسفة النظام العقابي في الجزائر وحقوق السجين‪ ،‬دار اليدى‪،‬‬ ‫‪.26‬‬
‫عين مميمة‪.2009 - 7 ،‬‬
‫د‪ .‬عبد ا هلل أوىايبة‪ ،‬العقوبات السالبة لمحرية والمشاكل التي تطرحيا‪ ،‬المجمة‬ ‫‪.27‬‬
‫الجزائرية لمعموم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬الجزء ‪ ،35‬العدد ‪.1997 ،02‬‬
‫د‪ .‬عمي عبد القادر القيوجي ود ‪ .‬فتوح عبد اهلل الشاذلي‪ ،‬عمم اإلجرام وعمم‬ ‫‪.28‬‬
‫العقاب‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2003 ،‬‬
‫د‪ .‬عمي عبد القادر القيوجي‪ ،‬عمم اإلجرام وعمم العقاب‪ ،‬مطابع السعدني‪،‬‬ ‫‪.29‬‬
‫بدون مكان النشر‪.2009 ،‬‬
‫الطيب بمعيز‪ ،‬العدالة في الجزائر‪ ،‬اإلنجاز والتحدي‪ ،‬دار القصبة لمنشر‪،‬‬ ‫‪.30‬‬
‫الجزائر‪.،‬‬
‫عمى عز الدين الباز عمى ‪ :‬نحو مؤسسات عقابية حديثة‪ ،‬ط ‪ ،1‬مکتبة الوفاء‬ ‫‪.31‬‬
‫القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2016 ،‬‬
‫فمسفة العقاب والتصدي لمجريمة‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر‬ ‫‪.32‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.2006 ،‬‬

‫‪151‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫الكتب الخاصة‬
‫‪ .1‬د‪ .‬أبو العال عقيدة‪ ،‬أصول عمم العقاب‪ ،‬دراسة تحميمية لمنظام العقابي المعاصر‬
‫مقارنا بالنظام العقابي اإلسالمي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬بدون مكان النشر‪.1997 ،‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬أحمد لطفي السيد‪ ،‬الحق في العقاب‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.2001 ،‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬عبد اهلل سميمان‪ ،‬النظرية العامة لمتدابير االحت ارزية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المؤسسة‬
‫الوطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪.1990 ،‬‬
‫اعيا المجمة‬ ‫‪ .4‬دعمر خوري االفراج المشروط كوسيمة العادة ادماج المحبوسين اجتم‬
‫الجزائرية لمعموم القانونية العدد ‪2009‬‬
‫‪ .5‬ايياب عبد المطمب‪ ،‬العقوبات الجنائية‪ ،‬في ضوء الفقو والقضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫المركز القومي لإلصدارات القانونية‪.2003 ،‬‬
‫‪ .6‬د‪ .‬إسحاق إبراىيم منصور‪ ،‬موجز في عمم اإلجرام والعقاب‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1982 ،‬‬
‫‪ .7‬د‪ .‬عبود سراج‪ ،‬عمم اإلجرام وعمم العقاب‪ ،‬دراسة تحميمية عن أساليب الجريمة وعالج‬
‫السموك اإلجرامي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة ذات السالسل‪ ،‬الكويت‪.1987 ،‬‬
‫‪ .8‬د‪ .‬غنام محمد غنام‪ ،‬حقوق اإلنسان المسجون‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬كمية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة المنصورة‪ ،‬بدون تاريخ النشر‪.‬‬
‫‪ ،1‬المؤسسة الحديثة لمكتاب‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫‪ .9‬عباد الرحمان خمفي ‪ :‬العقوبات البديمة ‪ ،‬ط‬
‫‪،2015‬‬
‫نبيل العبيدي ‪ :‬أسس السياسة العقابية ‪ ،‬ط ‪ ،1‬المركز القومي لإلصدارات‬ ‫‪.10‬‬
‫القومية ‪ ،‬القاىرة ‪.2015،‬‬
‫نظير فرج مينا الموجز في عمي االجرام والعقاب ديوان المطبوعات الجامعية‬ ‫‪.11‬‬
‫الجزائر الطبعة الثانية ‪. 1993‬‬

‫‪152‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫المقاالت ‪:‬‬
‫‪ -‬الممتقى الدولي حول عصرنة قطاع السجون في الجزائر من تنظيم و ازرة العدل بالتنسيق‬
‫مع برنامج األمم المتحدة يومي ‪ 19‬و‪ 20‬جانفي ‪.2004‬‬
‫‪ -‬المنتدى الوطني حول دور المجتمع المدني‪ ،‬دور المجتمع المدني في إعادة اإلدماج‬
‫اإلجتماعي لممحبوسين‪ ،‬رسالة اإلدماج‪ ،‬العدد‪ ،3‬جويمية‪2000 ،‬‬
‫‪ -‬طرق العالج العقابي‪ ،‬في التشريع الجزائري‪ ،‬المجمة الجزائرية لمعموم القانونية و‬
‫االقتصادية والسياسية‪ ،‬العدد‪.1991 ،04 ،‬‬
‫‪ -‬عرشوش سفيان ‪ :‬المراقبة اإللكترونية كبديل عن الجزاءات السالبة لمحرية‪ ،‬مجمة الحقوق‬
‫والعموم السياسية‪ ،‬العدد‪ 8‬جامعية خنشمة ‪ ،‬جوان ‪.2017‬‬
‫الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪ -‬مذكرة نيل شيادة ماستر تخصص نظم جنائية خاصة اساليب واليات اعادة االندماج سنة‬
‫‪.2015/2014‬‬
‫‪ -‬مذكرة نيل شيادة ماستر تخصص عمم االجرام والعقاب لمطالبة فييم نورية بعنوان سياسية‬
‫المؤسسات سنة‪.2015 -2014‬‬
‫‪ -‬مذكرة نيل شيادة ماستر بعنوان التدابير االحت ارزية ودورىا في اصالح سموك الجاني السنة‬
‫الجامعية ‪ 2014 / 2015‬لمطالب مؤمن نجيبة ‪.‬‬
‫‪ -‬رضا بن السعيد معيزة ‪ :‬ترشيد السياسية الجنائية في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه تخصص‬
‫األستاذة ا لدكتورة زيدومو درياس‪ ،‬كمية الحقوق‬ ‫القانون الجنائي و العموم الجنائية‪ ،‬إشراف‬
‫جامعة سعيد حمادين الجزائر‪،2016 ،‬‬
‫د‪ .‬عمر خوري‪ ،‬السياسة العقابية في القانون الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه في‬
‫الحقوق‪ ،‬فرع القانون الجنائي والعموم الجنائية‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬أيمن عبد العزيز المالك ‪ :‬بادائل العقوبات السالبة لمحرية كنموذج لإلصالح في نظام‬
‫الفمسفة في العموم األمنية ‪ ،‬إشراف األستاذ‬ ‫العدالة الجنائية‪ ،‬أطروحة دكتوراه تخصص‬
‫‪153‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫الدكتور أحسن مبارك طالب‪ ،‬قسم العموم االجتماعية ‪ ،‬جامعة نايف العربية لمعموم األمنية ‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫فيصل بوعقال‪ ،‬قاضي تطبيق العقوبات‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة العميا لمقضاء‪ ،‬الدفعة‬
‫‪ ،14‬المدرسة العميا لمقضاء‪. 2006 /2005 ،‬‬
‫د‪ .‬فريد زين الدين بن الشيخ‪ ،‬عمم العقاب‪ ،‬المؤسسات العقابية ومحاربة الجريمة في الجزائر‪،‬‬
‫منشورات دحمب‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪1999/1998 ،‬‬
‫القوانين والمراسيم و الق اررات ‪:‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 04-05‬المؤرخ في ‪ 06 :‬فيفري ‪ 2005‬المتضمن قانون تنظيم السجون و‬
‫إعادة اإلدماج االجتماعي لممحبوسين المتمم بالقانون رقم ‪ 01-18 :‬المؤرخ في ‪ 30‬جانفي‬
‫‪.2018‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ -‬القانون رقم ‪ 02-15:‬المؤرخ في ‪ 23:‬جويمية ‪ 2015‬المعدل والمتم لألمر رقم‬
‫‪ 155-66‬المؤرخ في‪ 8‬جوان ‪ 1966‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 156 - 6:‬المؤرخ في ‪ 08 :‬جوان ‪ 1966‬المتضمن قانون العقوبات المعدل‬
‫‪ 02 - 16‬المؤرخ في ‪19‬جوان ‪. 2016‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 04 / 11‬المؤرخ في ‪ 21‬رجب محام ‪ 1425‬الموافق ‪ 6‬سبتمبر سنة ‪2004‬‬
‫المتضمن القانون األساسي لمقضاء‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ : 57‬الصادر بتاريخ ‪ 08‬سبتمبر ‪.2004‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 431/05‬المؤرخ في ‪ 2005/11/08‬يحدد شروط وكيفيات منح‬
‫المساعدات االجتماعية والمالية لفائدة المحبوسين المعوزين عند االفراج عنيم‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيدي رقم ‪ 2006 / 07‬المؤرخ في ‪ 2007/02/19‬يحدد كيفية تنظيم وسير‬
‫المصالح الخارجية الدارة السجون ‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد‪.2007 /13‬‬
‫‪ -‬القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 2005/05/21‬المتعمق بتنظيم وسير المصمحة المتخصصة‬
‫بالمؤسسات العقابية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد‪.2005 /44‬‬

‫‪154‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 2006/08/02‬يحدد كيفية تنفيذ اجراء منح المساعدة‬
‫االجتماعية والمالية لممحبوسين عند االفراج عنيم‪ ،‬ج ر ‪ ،‬العدد ‪.2006 /62‬‬
‫‪ -‬القواعد النم وذجية الدنيا لمعاممة المساجين ا وصى باعتمادىا مؤتمر األمم المتحدة األول‬
‫لمنع الجريمة ومعاممة المجرمين المنعقد في‪ .....‬جنيف عام ‪. 1955‬‬
‫‪ -‬مقاربة حقوق االنسان في تسيير السجون المركز الدولي لدراسات السجون اندروكويل ‪،‬‬
‫ترجمة االستاد تازروتي فاروق‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 2009 ،‬ولندن‬
‫القانون رقم ‪ 04-05‬المؤرخ في ‪ 06 :‬فيفري ‪ 2005‬المتضمن قانون تنظيم السجون واعادة‬
‫ي ‪ 30‬جانفي‬
‫اإلدماج االجتماعي لممحبوسين المتمم بالقانون رقم ‪ 01-18 :‬المؤرخ ف‬
‫ب‪ .‬المجالت‪:‬‬
‫‪ -‬مجمة رسالة اإلدماج العدد الثاني المديرية العامة إلدارة السجون‪2005. ،‬‬
‫‪ -‬ساىر إبراىيم الوليد ‪ :‬مرافية المتيم إلكترونيا كوسيمة لمحالة من مساوئ الحبس االحتياطي‬
‫‪ -‬دراسة تحميمية ‪ -‬مجمة الجامعية اإلسالمية لمدراسات اإلسالمية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬كمية الحقوق‬
‫جامعة األزىر غزة‪ ،‬جانفي ‪.2013‬‬
‫‪ -‬صفاء أوناني ‪ :‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية " السوار اإللكتروني " في السياسة‬
‫العقابية الفرنسية‪ ،‬مجمة العموم االقتصادية والقانونية ‪ ،‬المعاد ‪ ،1‬المجمد ‪ ،25‬جامعة دمشق‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ -‬ليمى طالبي ‪ :‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪ ،‬مجمة العموم اإلنسانية‪ ،‬عدد ‪ 47‬ميالد أن‬
‫جامعة عنابة ‪ ،‬جوان ‪.2017‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عمر خوري اإلفراج المشروط كوسيمة إلعادة إدماج المحبوسين اجتماعيا‪ ،‬المجمة‬
‫الجزائرية لمعموم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬العدد ‪.2009 ،01‬‬
‫‪ -‬بوزيدي مختارية ‪ :‬المراقبة اإللكترونية م ن السياسة العقابية الحديثة‪ ،‬مجمة الدراسات‬
‫الحقوقية‪ ،‬العدد ‪ ، 5‬جامعة موالي الطاىر سعيدة ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬التوصيات والممتقيات‪:‬‬
‫‪ 28‬و ‪ 29‬مارس‬ ‫‪ -‬الندوة الوطنية حول إصالح العدالة‪ ،‬قصر األمم‪ ،‬نادي الصنوبر‪،‬‬
‫العمومية‪،‬‬ ‫‪ - ،2005‬توصيات ورشة إصالح المنظومة العقابية‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -‬أبواب مفتوحة عمى العدالة‪ ،‬السياسة العقابية الجديدة في ظل اإلصالحات‪27-26-25 ،‬‬
‫أفريل ‪ ،2006‬و ازرة العدل ‪ .‬دليل منظمات المجتمع المدني الناشطة في الوسط العقابي‬
‫‪.dgapr/pnudAlgerie2015‬‬
‫‪ -‬المنتدى الوطني إلعادة اإلدماج االجتماعي لممحبوسين يومي ‪12‬و‪13‬نوفمبر سيدي فرج‬
‫الجزائر‪.2005‬‬
‫‪ -‬الممتقى الدولي حول عصرنة قطاع السجون في الجزائر‪ ،‬توصيات الورشة الخامسة‬
‫والمتعمقة بقاضي األحكام الجزائية‪ ،‬المنظم من طرف و ازرة العدل بالتنسيق مع برنامج األمم‬
‫المتحدة اإلنمائي‪ ،‬يومي ‪ 19‬و‪ 20‬جانفي ‪ ،2004‬الديوان الوطني لمتربية‪.2004 ،‬‬
‫‪ -‬اتفاقيات‪:‬‬
‫‪2007/07/29‬‬ ‫‪ -‬اتفاقية تعاون بين المديرية العامة إلدارة السجون االسالمية بتاريخ‬
‫بالجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬اتفاقية تعاون بين و ازرة العدل وو ازرة الشبيبة والرياضة الجزائر في‪.1986/05/03‬‬
‫‪ -‬اتفاقية تعاون بين وزير العدل وكاتب الدولة لمتكوين الميني بتاريخ ‪1997 /11/17‬‬
‫‪ -‬اتفاقية تعاون بين المديرية العامة إلدارة السجون والمركز الوطني لمتعميم الميني عن بعد‬
‫بتاريخ ‪ 2001 /02/12‬بالجزائر‪.‬‬
‫۔‬ ‫‪ -‬اتفاقية ثنائية بين المديرية العامة إلدارة السجون والجمعية الجزائرية لمحو األمية اق ار‬
‫اتفاقية شراكة بين وزير العدل ووزير التكوين الميني والتعميم الميني ووزير التشغيل‬
‫والتضامن الوطني بالجزائر في ‪.2006 /08/15‬‬

‫‪156‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬اتفاقية بين المدير العام الدارة السجون واعادة اإلدماج وبين المدير العام لمغابات بتاري خ‬
‫‪ 2006/12/24‬بالجزائر ‪.‬‬

‫‪ -‬اتفاقية تعاون بين وزارة العدل وو ازرة التربية الوطنية بالجزائر في ‪.2007/04/24‬‬

‫‪ -‬اتفاقية تعاون بين المديرية العامة إلدارة السجون واعادة اإلدماج وبين جامعة التكوين‬
‫المتواصل بتاريخ ‪2007‬‬

‫‪ -‬اتفاقية تعاون بين المديرية العامة إلدارة السجون واعادة اإلدماج وبين الديوان الوطني‬
‫لمحو االمية وتعميم الكبار ‪.‬‬

‫‪ -‬اتفاقية تعاون وتنسيق وتعاون بين و ازرة العدل وو ازرة الشؤون الدينية واألوقاف بتاريخ‬
‫‪2009/03/03‬بالجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬اتفاقية تعاون المديرية العامة إلدارة السجون واعادة اإلدماج وبين المديرية العامة‬
‫لمصناعة التقميدية والحرف الجزائر بتاريخ‪.2009 /10/22‬‬

‫‪ -‬اتفاقية تعاون بي ن المديرة العامة إلدارة السجون واعادة اإلدماجوبين الوكالة التنمية‬
‫االجتماعية بتاريخ ‪.2008 /07/28‬‬

‫‪ -‬اتفاقية تعاون بين المديرية العامة إلدارة السجون والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر‬
‫والمركز الوطني لمتكوين الميني لممعوقين حركيا حرر بالجزائر ‪.2009/12/27‬‬

‫‪ -‬اتفاقية ثنائية بين و ازرة التضامن الوطني واألسرة والجالية الوطنية بالخارج و و ازرة العدل‬
‫المديرية الدارة السجون حول التكفل بالنساء المفرج عنين بالجزائر ‪.2009 /10/21‬‬

‫اعة التقميدية‬ ‫‪ -‬اتفاقية تعاون بين المديرية العامة إلدارة السجون والمديرية العامة لمصن‬
‫والحرف الترقية الصناعة في الوسط العقابي بالجزائر في ‪.2009/10/22‬‬

‫وو ازرة العدل حول‬ ‫‪ -‬اتفاقية ثنائية بين و ازرة التضامن الوطني والجالية الوطنية بالخارج‬
‫التكفل بالنساء المفرج عنين في ‪.2009/10/12‬‬

‫‪157‬‬
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫شكر‬
‫إهداء‬
‫قائمة المختصرات‬

‫أ‪................‬‬
‫‪................................‬‬‫‪................................‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪..................‬‬
‫‪08‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬إدماج اإلجتماعي لممحبوسين واألجهزة القائمة عميه‬
‫‪...................‬‬
‫‪08‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬إدماج المساجين في مؤسسة البيئة المغمقة‬
‫‪..............................‬‬
‫‪...........‬‬
‫‪09‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬ماهية المؤسسات العقابية‬
‫‪...............................‬‬
‫‪............‬‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف المؤسسات المغمقة‪:‬‬
‫‪..............................‬‬
‫‪...........‬‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تصنيف المؤسسات العقابية‬
‫‪.......................‬‬
‫‪....‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مختمف مصالح المؤسسة العقابية‪.‬‬
‫‪...................‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬مصالح المراكز المتخصصة االحداث‪:‬‬
‫‪...................‬‬
‫‪14‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬نظام االحتباس بالمؤسسة العقابية وتصنيفهم‬
‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نظام االحتباس‬
‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تصنيف المحبوسين‬
‫‪...................‬‬
‫‪35‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اليات واساليب اعادة االجتماعي في الجزائر‬
‫‪...................‬‬
‫‪35‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬التكفل الصحي والنفسي واالجتماعي لممحبوسين‬
‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الرعاية الصحية‪:‬‬
‫‪..................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الرعاية االجتماعية ‪:‬‬
‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬الرعاية النفسية‬
‫‪...............‬‬
‫‪43‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مصالح اعادة اإلدماج االجتماعي داخل البيئة المغمقة‬
‫‪.......................‬‬
‫‪....‬‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬مصالح اعادة اإلدماج االجتماعي‬
‫‪...............................‬‬
‫‪............‬‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الخطة الفردية لممحبوسين‪:‬‬

‫‪158‬‬
‫الفهرس‬

‫‪................................‬‬
‫‪..............‬‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مصالح التقييم والتوجيه‪:‬‬
‫‪..............................‬‬
‫‪...........‬‬
‫‪46‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬اعادة تاهيل المحبوسين‪:‬‬
‫‪...................‬‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إعادة اإلدماج من خالل التربية و التعميم ‪:‬‬
‫‪...................‬‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬اعادة اإلدماج من خالل التكوين المهني و التمهين ‪.‬‬
‫‪...................‬‬
‫‪53 ................................‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬العمل‬
‫‪...........‬‬
‫‪57‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬اساليب اعادة اإلدماج االجتماعي خارج المؤسسة العقابية‪:‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪.............‬‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نظام الورشات الخارجية ‪:‬‬
‫‪................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬نظام الحرية النصفية ‪:‬‬
‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع الثالث‪ .‬نظام البيئة المفتوحة‪:‬‬
‫‪........‬‬
‫‪68‬‬ ‫الفصل الثاني أنظمة و أليات إعادة التربية و اإلدماج اإلجتماعي لممحبوسين‬
‫المبحث األول‪ :‬التدابير المستحدثة العادة اإلدماج االجتماعي وفق القانون ‪68 . 05/04‬‬
‫المطمب األول‪ :‬التدابير المستحدثة إلعادة إدماج اإلجتماعي لممحبوس وفق القانون‬
‫‪.............................‬‬
‫‪..........‬‬
‫‪68‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫‪.05/04‬‬
‫‪................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪69‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬نظام اإلفراج المشروط‬
‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪78‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬إجازة الخروج‬
‫‪.......................‬‬
‫‪....‬‬
‫‪80‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬التوقيف المؤقت لتطبيق العقوبة ‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪:‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية كآلية مستحدثة لمتفريد العقابي في‬
‫‪................................‬‬
‫‪...............‬‬
‫‪83‬‬ ‫التشريع الجزائري وفقا لقانون ‪01/18‬‬
‫‪...................‬‬
‫‪83‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ‪:‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬النظام القانوني لموضع تحت المراقبة اإللكترونية كآلية لمتفريد العقابي ‪89.‬‬
‫‪.....................‬‬
‫‪102‬‬ ‫المبحث الثاني األليات الجديدة إلعادة إدماج المحبوسين‬
‫‪.....................‬‬
‫‪102‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬إعادة إدماج في مرحمة سمب الحرية‬

‫‪159‬‬
‫الفهرس‬

‫‪................................‬‬
‫‪.............‬‬
‫‪102‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬قاضي تطبيق العقوبات‪.‬‬
‫‪.....................‬‬
‫‪113‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬لجنة قاضي تطبيق وتكييف العقوبات‬
‫‪................................‬‬
‫‪.............‬‬
‫‪123‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬لجنة تكييف العقوبات‬
‫‪.....................‬‬
‫‪133‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬إعادة اإلدماج في مرحمة ما بعد اإلفراج‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬المجنة الو ازرية المشتركة لتنسيق نشاطات إعادة تربية المحبوسين و إعادة‬
‫‪.....................‬‬
‫‪133................................‬‬ ‫إدماجهم اإلجتماعي‬
‫‪...............‬‬
‫‪139‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مهام المصالح الخارجية إلعادة اإلدماج االجتماعي‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬دور المجتمع المدني و الحركة الجمعوية في إعادة اإلدماج اإلجتماعي‬
‫‪..........................‬‬
‫‪144‬‬
‫‪.....‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫لممحبوسين‪.‬‬
‫الخاتمة‪145 .........................................................................‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع‪149 ... ....................................................‬‬

‫الفهرس‪158 .........................................................................‬‬

‫‪160‬‬
‫مــلخص المذكرة‬

‫سعى المشرع الجزائري و عمى غرار باقي التشريعات الوضعية؛ إلى تغيير النظرة السمبية‬
‫لمسجن و ذلك من خالل العمل المتواصل و الجاد إلصالح المنظومة العقابية بشكل‬
‫تدريجي‪ ،‬ابتداء من األمر ‪ 72 / 02‬المتضمن قانون تنظيم السجون واعادة تربية المساجين‪،‬‬
‫‪ 04/05‬المتضمن قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج‬ ‫والذي ألغي وصدر القانون‬
‫االجتماعي لممحبوسين الذي يتطابق مع المعاهدات الدولية التي صادقت عميها الجزائر‬
‫كاإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان و اتفاقية مناهضة التعذيب‪ ،‬و كذا المبادئ العالمية‬
‫الحديثة بخصوص المعايير التي أوصت بها األمم المتحدة بشأن أنسنة شروط االحتباس مثل‬
‫مجموعة القواعد الدنيا لمعاممة المساجين‪.‬‬
‫كما يتماشى هذا القانون مع أحد األبعاد األساسية التي يتطمع إليها اإلصالح الشامل‬
‫لمعدالة من خالل تكريس برامج تعميمية و تأهيمية و أنظمة إعادة اإلدماج‪ ،‬ولم تقف عند هذا‬
‫الحد وانما استمر الوضع إلى رعاية الحقة لممفرج عنهم ‪ ،‬و هذا لمتجسيد الفعمي والحقيقي‬
‫لمفاهيم إعادة التربية واعادة اإلدماج االجتماعي لممحبوسين‪.‬‬
‫لذلك فإن جهود الجزائر في إصالح المنظومة العقابية ال يزال مستم ار من خالل‬
‫تنظيم ندوة وطنية حول عصرنة قط اع السجون من طرف المديرية العامة إلدارة السجون و‬
‫برنامج األمم المتحدة اإلنمائي الذي عرف مشاركة أحسن خبراء دوليين‪ ،‬التي أسفرت في‬
‫توصياتها عمى تكريس سياسة حديثة إلعادة اإلدماج‪ ،‬من خالل تبنيها لنظام الخطة الفردية‬
‫إلعادة اإلدماج‪ ،‬وكذا استحداث مصالح التقييم و التوجيه‪ ،‬المصالح الخارجية و كذا‬
‫التخطيط اإلستراتيجي‬
‫الكممات المفتاحية‪./1:‬دور الم ؤسسات العقابية‬
‫‪/2‬اعادة االدماج المحبوسين ‪ / 3‬ظل القانون ‪04/05‬‬

You might also like