Professional Documents
Culture Documents
خالد
مقدمــــــــــــة
مقدمــــــــــــة
تع ــد الجريمة ظاىرة اجتماعية مرتبطة باإلنسان وعرفت منذ وجوده وتطورت وتعقدت
أشكاليا وتنوعت مناىجيا ووسائميا ،مع تقدم المجتمعات وتطورىا ونظ ار لما تخمفو ىذه
الظاىرة من أضرار عمى الدول بصفة عامة ،كانت والتزال محل إىتمام العديد من
الباحثين والدراسيين ورجال الفقو والقانون سعيا منيم في معالجتيا والقضاء عمييا.
فوضعت ليا في بداية األمر عقوبات كان ىدفيا اإلنتقام لمجماعة من المجرم
فإختمفت أساليب ىذا اإلنتقام بين القتل والتعذيب والنفي بل تعدت حتى إلى أىل المذنب
وقبيمتو ،فكانت تقام الحروب بين القبائل وتباد عمى أخرىا بسبب ذنب إرتكبو أحد أفرادىا
ومع تطور المجتمعات بدأت تتغير النظرة لمجريمة ،تحولت إلى اإلىتمام بالجاني وطرق
المعاممة معو
فظيرت أفكا ار جديدة لعل أىميا كان تفريد العقوبة وشخصية العقوبة وكذا
المسؤولية الجنائية مشكمة فيما بينيا ما يعرف بالسياسة الجنائية وبالرغم من تعدد فروعيا
وأىدافيا إال أن غايتيا األساسية ىي البحث في سبيل الوقاية ووسائل التكفل اإلجتماعي
بالجاني ،ىذا بإعادة إحتواءه ومنعو من إرتكاب الجريمة مرة اخرى من خالل تطبيق
البرامج العالجية والتأىيمية واإلصالحية التي تساعد عمى ذلك وتوفير وسائل الرعاية
المحقة لو بعد اإل فراج عنو ،وقد تمثل ىذا اإلتجاه بحركة الدفاع اإلجتماعي وغيره من
اإلتجاىات المعاصرة ،ويمكن القول أن المؤسسات العقابية لم تنجح إلى حد ما في
إصالح الجاني وتأىيمو ما يفسر عودتو إلى جرائمو بعد إستنفاذ عقوبتو السالبة لمحرية ،
ما دفع بالعديد من الفقياء إلى البحث عن بدائل ليذه العقوبات السالبة لمحرية لتفادي
مساوئيا ومخمفاتيا المادية والمعنوية.
إن عودة المجرم إلى إجرامو بعد إستنفاذ عقوبتو قد يفسر بفشل برامج الرعاية
بصورىا المختمفة عن إزدحام السجون ،واحتكاك المساجين فيما بينيم مما يؤدي بالسجين
أ
مقدمــــــــــــة
إلى تعمم طرق وميارات جديدة في ميدان اإلجرام ىذا أثناء تنفيذ العقوبة أما بعد إنقضاءىا
وخروج المجرم إلى المجتمع فسيقابل ال محالة بوضع أقصى من العقوبة في حد ذاتيا
وىي عقوبة المجتمع والنظرة الدونية التي يقابل بيا والتيميش حتى من طرف أصدقاءه
األمر الذي يقف حاج از دون إدماجو إجتماعيا ،فغمق األبواب في وجيو سيؤدي بو ال
محالة لمعودة إلى جرائمو حتى وغن نجحت برامج الرعاية واإلصالح بصورىا المختمفة ،
األمر الذي دفع الفقو العقابي الحديث إلى البحث عن بدائل العقوبات السالبة لمحرية
خاصة قصيرة المدة لما فييا من سمبيات تكون أنجع وبتكاليف أقل من أجل إصالح
المجرم واعادة إدماجو إجتماعيا.
وتكمن أىمية الموضوع في الخطوات ونذكر منيا ،الجيود المبذولة من
طرف الباحثين والدولة عمى حد سواء في إصالح المجرم والبحث عمى العقوبة األنجع
واألصمح لمنعو من العودة إلى إجرامو وجعمو بذلك فردا صالحا في المجتمع ،كما تبرز
أىمية ىذه الدراسة في اإللتفات إلى دور السياسة العقابية وكيفية معالجتيا في الجزائر ،
ويظير دور السياسات العقابية أو الوقائية في معالجة المجرم ومعاقبتو بالعقوبة المناسبة
إلصالحو واعادة إدماجو بالمجتمع ،حيث خصصت الدولة الماليير من الدينارات في
سبيل إصالح المساجين إال أن ىناك فئة تعود إلى إجراميا بل ىناك حتى من يطور
إجرامو بعد إنقضاء العقوبة ولذلك كان إلزاما عمى الدولة أن تبحث عن العقوبات األنسب
واألنجع لمنع ىذه الظاىرة اليادفة إلى إصالح المجرم والقضاء عمى الحس اإلجرامي
بداخمو .
تيدف ىذه الدراسة بالوقوف عمى دور السياسة العقابية التي إنتيجتيا الدولة
لمعالجة الجريمة في الجزائر واألساليب المتبعة في إصالح المجرم واعادة إدماجو
إجتماعيا سواءا من خالل العقوبات السالبة لمحرية أو العقوبات البديمة عنيا .
وعن أسب ــاب اختيار الموضوع فيناك أسباب ذاتية وأسباب موضوعية.
ب
مقدمــــــــــــة
األسباب الذاتية /السبب الرئيسي الذي دفعنا الختيار ىذا الموضوع ىو وجود مجموعة من
معتادي اإلجرام في منطقتنا أصبح السجن ال يشكل ليم أي حرج واليعير من نمط حياتيم
شيئا ،لذلك نجدىم تارة داخل السجن وتارة اخرى خارجو ما دفعنا لتساؤل عن عدم تأثير
العقوبة أو الحبس عمى سموكيم اإلجرامي
في حين األسباب الموضوعية /بالرغم من اىتمام المشرع بإصالح المجرم
واعادة إدماجو اجتماعيا وذلك بوضعو لمقانون 00/00المتضمن قانون التنظيم السجون
واعادة اإلدماج االجتماعي لممسجونين إال أنو ىناك ارتفاع في معدالت الجريمة بصفة
عامة والعود إلييا عن وجو الخصوص ،وأن الموضوع اليزال يثير العديد من إشكاالت
البحث في المجال القانوني ويتطمب تحيين النصوص القانونية .
و الموضوع يثير اإلشكال التالي :ما مدى فاعمية السياسة العقابية في مكافحة الجريمة
في الجزائر؟
ولإلجابة عن اإلشكالية إتباعنا الخطة التالية /بحيث قمنا بتقسم البحث إلى
فصمين إثنيين ففي الفصل األول ماىية السياسة العقابية وذلك في مبحثين ،في المبحث
األول تطور السياسة العقابية في الجزائر أما المبحث الثاني نتناول تطور مفيوم العقوبة
من حيث مفيوميا وخصائصيا وكذا تقسيميا.
أما الفصل الثاني فتناول األنظمة العقابية في معالجة الجريمة في الجزائر
وذلك في مبحثين ،ففي المبحث األول تطرقنا إلى األنظمة العقابية الحديثة والمبحث
الثاني المؤسسات العقابية في إصالح و إدماج المحبوسين
كما اعتمدنا في موضوعنا عمى منيجين ؛ منيج وصفي و منيج تحميمي ففي المنيج
الوصفي يعرض المعمومات و المفاىيم المتعمقة بمعالجة ظاىرة اإلجرام ؛ أما المنيج
التحميمي فيتناسب مع طبيعة الدراسة و ال سيما تحميل النصوص القانونية و اآلراء الفقيية
و تقييم تطبيق السياسة العقابية .
ج
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
الفصل األول
4
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
1عمر خوري ،السياسة العقابية في القانوف الجزائري ،دار الكتاب الحديث ،دراسة مقارنة الطبعة ، 1القاىرة
،2009،صفحة .117
5
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
اإلدماج التي انتيجتيا فرنسا إلحباط الحركات الوطنية في الجزائر والتي كانت تناضؿ مف
أجؿ استقالؿ البالد.
في أوؿ مف نوفمبر 1954جاء تغيير الوضع تماما بسبب اندالع حرب التحرير ،
فأصبح لمسمطات العسكرية مطمؽ الحرية في التدخؿ في الشئوف القضائية ،وتأسست محاكـ
عسكرية في الجزائر العاصمة و وىراف و قسنطينة ،و أعطيت ليا صالحيات النظر في
1
جنايات وجنح القانوف العاـ
وفي سنة 1956أعطيت سمطات خاصة إلي الوزير المقيـ بالجزائر ،والي الناحية
العسكرية العاشرة تخوؿ ليـ إقامة مؤسسات عقابية ومراكز سجف خاصة تسمي " بمراكز
االعتقاؿ " و " مراكز التجمع " ، 2ىذا النوع مف النظاـ العقابي ذو طابع حربي تيدؼ مف
ورائو فرنسا تحطيـ معنويات الشعب الجزائري ،حيث استعممت كؿ اساليب التعذيب و
اإلكراه ،خاصة بالنسبة لممحكوـ عمييـ المتيميف بعالقتيـ بجيش التحرير الوطني ،فانتيت
ىذه الوضعية بانتياء الحرب ،وحصوؿ الجزائر عمي استقالليا سنة 1962
المطمــب الثاني :مـرحمـة ما بعـــد االستقــــالل
في ىذا الصدد نميز بيف مرحمتيف متميزتيف عرفتيما السياسة العقابية في الجزائر :
الفرع األول :مرحمة ما بعد االستقالل إلى فبراير : 1972
يعتبر وقؼ إطالؽ النار في 19مارس 1962بيف الحكومة الفرنسية وجبية التحرير
الوطني ،إعتماد فرنسا عمي التنظيـ المؤقت لمسمطات في انتظار ما تسفر عنو نتائج
استفتاء تقرير المصير ،فقامت فرنسا بتشكيؿ ىيئة تنفيذية مؤقتة مزدوجة السمطات يترأسيا
محافظ سامي يبقي محتفظا بسمطات فرنسا في الجزائر في مجاؿ الدفاع واألمف وحفظ النظاـ
العاـ ،كما يبقي قطاع العدالة مف اختصاصو المباشر ،و إستمر ىذا الوضع إلي غاية 03
جويمية ، 1962حيث تـ نقؿ السمطات إلي الييئة التنفيذية المؤقتة برئاسة " عبد الرحماف
1خمية التدريس ،كتاب التاريخ الجزائري ،المعيد الوطني التربوي ،طبعة ،1987/1986الجزائر ،ص .68
6
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
فارس " مع تعييف " ساطور قدور " مدي ار لمعدالة ضمف ىيكؿ مندوبية الشئوف اإلدارية التي
يت رأسيا " عبد الرزاؽ شنتوؼ ".
وفي 13جويمية 1962أصدر رئيس الييئة التنفيذية المؤقتة تعميمة تضمنت
مواصمة العمؿ بالتشريع الموروث عف االستعمار المطبؽ عبر كامؿ التراب الوطني باستثناء
ما يتعارض منو مع السيادة الوطنية ،مع إبقاء تبعية السجوف لو ازرة العدؿ ،حيث تـ إنشاء
و ازرة العدؿ في الجزائر المستقمة في شير أكتوبر مف سنة 1962حيث تـ تعييف المحامي "
1
عمار بف تومي " عمي رأس الو ازرة.
أما فيما يخص وضع السجوف بعد حصوؿ الجزائر عمي االستقالؿ ،فقد تميزت
باختفاء المعتقالت ومراكز الحجز اإلداري بسبب زواؿ مبرراتيا والتي كانت وليدة أحداث
حرب التحرير الوطني ،وأىـ ما ميز السجوف غداة االستقالؿ ىو رحيؿ كؿ الموظفيف
الفرنسييف خوفا مف انتقاـ الجزائرييف لممارسات التعذيب التي تعرضوا ليا خالؿ فترة
االحتالؿ ولسد ىذا الفراغ عمدت و ازرة العدؿ إلي توظيؼ قدماء محاربي جيش التحرير
الوطني والمساجيف السياسييف لما ليـ مف خيرة كونيـ عاشوا في السجوف وىـ أكثر دراية
2
بشئوف االحتباس وطرؽ تنظيمو .
-ظير أوؿ تنظيـ ىيكمي إلدارة السجوف في الجزائر في 19أبريؿ 1963تحت تسمية "
3
مديرية إدارة السجوف " مكونة مف أربعة مكاتب :
-مكتب النشاط االجتماعي والرعاية الالحقة .
-المكتب التقني الستغالؿ البيانات والصفقات .
-مكتب تطبيؽ العقوبات
7
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
1مرسوـ رقـ ،282-65المتضمف تنظيـ اإلدارة المركزية لو ازرة العدؿ ،الجريدة الرسمية عدد ،96صادرة في
.1965/11/13
2عمر خوري مرجع سابؽ ،الصفحة 120
3بف يوسؼ بف خده ،اتفاقيات إيفياف ،نياية حرب التحرير في الجزائر ،ترجمة لحسف زغدار ،ديواف المطبوعات
الجزائرية ، 1987 ،ص 129 .
8
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
أما في مجاؿ التكويف الميني لممساجيف وتشغيميـ في إطار العمؿ التربوي ،فمـ يكف
مطبقا إال في المؤسسات العقابية الكبيرة واقتصر عمي ما يمي :
-النشاط الفالحي والبستنة بالبرواقية .
-ورشة صناعة مواد البناء بتازولت لومباز
– ورشة الخياطة وصناعة األحذية بالحراش
خالؿ السنوات األولئ مف االستقالؿ لـ تضع و ازرة العدؿ سياسة عقابية تتجو نحو
إصالح السجوف ال مف حيث إصدار النصوص القانونية وال مف حيث توفير الظروؼ
1
واإلمكانيات والوسائؿ لتنظيـ المؤسسات العقابية مراعية في ذلؾ األولويات .
بموجب األمر رقـ 278-65المؤرخ في 16نوفمبر ، 1965المتضمف التنظيـ
القضائي تـ تأسيس 15مجمس قضائي و 132محكمة في كامؿ التراب الوطني ،فكانت
النظرة إلي السجوف عمي أنيا المكاف المناسب إلدماج قدماء المجاىديف في ميداف الشغؿ
كونيا مراكز لحراسة ومراقبة المساجيف دوف إعطاء أي اىتماـ إلي الجانب اإلصالحي.2
وفي نياية سنة 1969وقع تغيير نسبي في نظاـ التوظيؼ ،حيث أصبحت إدارة
السجوف تشترط في المترشحيف مستوي تعميمي معيف مع تنظيـ اختيار القتناء أحسف
المرشحيف واجراء تربص بمدرستي سيدي بمعباس وعنابة .
وفي مجاؿ التنظيـ العقابي ومعاممة المساجيف انضمت الجزائر إلي المنظمة العربية
في نطاؽ الجامعة العربية . لمدفاع االجتماعي التي تأسست سنة 1964
تميزت المرحمة الممتدة بيف 1962وفبراير 1972بفراغ قانوني وتنظيمي في مجاؿ إصالح
السجوف في الجزائر كوف أف النصوص القانونية المأخوذة مف القانوف اإلجراءات الجزائية
الفرنسية لعاـ 1958لـ تجد مجاال لتطبيقيا النعداـ الق اررات التنفيذية.
9
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
10
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
إف إصالح المحكوـ عميو واعادة تربيتو ،إذ يكوناف القصد المرتجي مف تنفيذ
األحكاـ الجزائية ،فإنيما يرتكزاف عمي رفع المستوي الفكري والمعنوي لممسجوف بصفة دائمة
،وعمي تكوينو الميني وعممو والسيما بمشاركة في مياـ تعود بالنفع العاـ".
يتضح مف نص ىذه المادة أف النظاـ العقابي في الجزائر يتصؼ بالعدؿ ،بحيث
استبعد فكرة اإليالـ واالنتقاـ مف المجرـ ،ألف الغرض مف تنفيذ العقوبات السالبة لمحرية
عمي المحكوـ عميو ىو إعادة اإلصالح واعادة التربية واعادة التأىيؿ ،ولف يتحقؽ ذلؾ إال
برفع المستوي الفكري واألخالقي لممسجوف باستمرار وعمي تكوينو والعمؿ عمي إشعاره
بالمسئولية حتي يمكف إعادة إدماجو في الحياة االجتماعية والمينية بعد إنقضاء مدة
العقوبة.1
البد مف اإلشارة إلي أف نصوص قانوف تنظيـ السجوف واعادة تربية المساجيف،
ىي مستوحاة مف توصيات منظمة األمـ المتحدة والسيما الق اررات الصادرة في 30أوت
1955بجنيؼ والتي صادؽ عمييا المجمس االقتصادي واالجتماعي لألمـ المتحدة بتاريخ
2
31يوليو 1957والمتضمنة " مجموعة قواعد الحد األدني لمعاممة المسجونيف".
وظؿ قانوف تنظيـ السجوف واعادة تربية المساجيف لعاـ 1972مطبقا لمدة 33سنة
دوف أف يط أر عميو أي تعديؿ يذكر إلي أف صدر قانوف رقـ 04-05مؤرخ في 06فبراير
2005يتضمف قانوف تنظيـ السجوف واعادة اإلدماج االجتماعي لممحبوسيف 3،حيث تمت
ىذا القانوف النصوص التالية :
-المرسوـ التنفيذي رقـ 180-05مؤرخ في 17مايو 2005يحدد تشكيمة لجنة تطبيؽ
العقوبات وكيفية سيرىا
11
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
1المرسوـ التنفيذي رقـ 180-05مؤرخ في 17مايو 2005يحدد تشكيمة لجنة تطبيؽ العقوبات وكيفية سيرىا
2
المرسوـ التنفيذي رقـ 429-05مؤرخ في 08نوفمبر 2005يحدد تنظيـ المجنة الو ازرية المشتركة لتنسيؽ نشاطات
إعادة تربية المحبوسيف واعادة
3المرسوـ التنفيذي رقـ 431-05مؤرخ في 08نوفمبر 2005يحدد شروط وكيفية منح المساعدة االجتماعية والمالية
لفائدة المحبوسيف المعوزيف عند اإلفراج عنيـ ،ج ع 74المؤرخ في 2005/11/13
3المرسوـ التنفيذي رقـ 109-06مؤرخ في 08مارس ، 2006الجريدة الرسمية عدد 15الصادرة بتاريخ
2006/03/12 4يحدد كيفية تنظيـ المؤسسة العقابية وسيرىا
4المرسوـ التنفيذي رقـ 284-06مؤرخ في 21أوت ، 2006ج ع 53الصادرة بتاريخ ، 2006/08/30يتضمف
تنظيـ المفتشية العامة لمصالح السجوف وسيرىا وميامو
12
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
الرأي ،فمف أجؿ بموغ ىدؼ إعادة إصالح وتربية المحبوسيف إلدماجيـ في الحياة
االجتماعية والمينية بعد انتياء مدة العقوبة ،البد مف محاولة خمؽ ظروؼ حياة شبو عادية
1
داخؿ المؤسسة العقابية تشبو الحياة في المجتمع بقدر اإلمكاف.
المبحث الثانـــي :تطور مفهوم العقوبـــــة.
تتفاوت العقوبات بحسب شدتيا وقد تشمؿ العقوبات مثؿ التوبيخ والحرمناف مف
االمتيازات او الحرية او الغرمات او الحجز او النفي و ايقاع االلـ وعقوبة االعداـ وقد يكوف
العقاب جزاء ال يتجزاء مف التنشئة االجتماعية ومف تـ تمثؿ معاقبة السموكيات الغير
المرغوبة ج ازء غالب مف نظامف التربية او التعديؿ السموكي الذي يتضمف االنابة ايضا .
المطمب األول :مفهـوم العقوبــة:
عند الحديث عف الجريمة ينصرؼ الذىف مباشرة عمى العقوبة بإعتبارىا الجزاء
الجنائي الداؿ عمييا حتى أف الجريمة ولوقت غير بعيد كانت تعرؼ الجريمة بالنظر إلى
األثر المترتب عمييا وىو العقوبة التي يستحقيا مرتكبيا وىو ليس تعريفا لذاتية الجزاء
الجنائي وانما ىو تعريفو بإعتباره أث ار لمجريمة ،إضافة إلى داللة الجزاء الجنائي عمى العقوبة
بإعتبارىا مترادفيف مف شأنو أف يسقط جزاء مف رد الفعؿ اإلجتماعي إزاء الجريمة التي
2
التصمح في شأنيا العقوبة وىو التدابير اإلحت ارزية(.دكتور سعداوي محمد صغير).
الفرع األول :تعريف العقوبة
يعتبر رد الفعؿ اإلجتماعي إزاء الجريمة إحدى الصورتيف :األولى :ىي العقوبة وتتسـ
البحثية في مواجية جريمة سابقة والثانية ىي التدابير اإلحترازي والذي يتسـ بالصبغة
بالصبغة الوقائية ،ودقو مواجية الخطورة اإلجرامية المتمثمة في جريمة محتممة ،ومنو فإف
الجزاء الجنائي بالمفيوـ التقميدي يفترض أف رد الفعؿ يواجو جريمة كاممة األركاف وتوافرت
1أبو المعاطي حافظ أبو الفتوح ،سمب الحرية في الشريعة والقانوف الوضعي ،المجمة العربية لمدفاع اإلجتماعي العدد
، 15يناير ، 1983ص 230
2
سعداوي محمد صغير ،العقوبة وبدائميا في السياسة الجنائية المعاصرة لطمبة الحقوؽ والباحثيف في عمـ اإلجراـ
والعقاب ،دار الخمدونية الطبعة ، 2012ص .14/13
13
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
بشأنيا عناصر المسؤولية الجنائية ليتواصؿ بعد ذلؾ ليشمؿ ردود األفعاؿ التي تواجو حاالت
ال تكتمؿ فييا عناصر البنياف القانوني لمجريمة ،إما ألف الييكؿ المادي ليذه األخيرة قد
صدر عف شخص يفتقر لألىمية الجنائية -كالمجنوف -واما ألف الفعؿ في ذاتو يفتقد كؿ
1
المظاىر المادية لمجريمة كالتدابير لمواجية المجرميف المدمنيف .
إال أنو حتى يحقؽ الجزاء الجنائي أىدافو البد أف تكوف لو طبيعة فعمية تنفيذية تتخذ مظي ار
ماديا ممموسا يتحقؽ بو معنى القسر واإلجبار.
وبإعتبار التدابير اإلحت ارزية ذات طبيعة وقائية ،فتجدر اإلشارة إلى أف رد الفعؿ اإلجتماعي
بالمفيوـ التقميدي كاف يتمثؿ في العقوبة أساسا فكاف عقابيا ،وىو يختمؼ عف رد اإلجتماعي
الوقائي التي يتضمف بناءا عمى التطورات الحاصمة في السياسة الجنائية ،التدابير العامة
لموقاية اإلجتماعية ،وىي تدابير مانعة لمجريمة كحؿ أزمة السكف واعداد جياز أمف فعاؿ
وتعميـ إضاءة المدف والشوارع والطرقات وتوفير وتجييز مؤسسات الرعاية المختصة واحتراـ
الحريات وكفالة التشغيؿ وغيرىا ،فالعقوبة ىي الجزء األساسي لمجزاء الجنائي ،وعميو يمكف
تعريؼ العقوبة الجنائية بأنيا " إيالـ وزجر قسري مقصود يحمؿ معنى الموـ األخالقي
واإلستيجاف اإلجتماعي ،تستيدؼ أغراضا أخالقية ونفعية محددة سمفا بناءا عؿ قانوف ،
تنزلو السمطة العامة في مواجية الجميع بحكـ قضائي عمى مف تثبت مسؤولية عف الجريمة
2
وبالقد الذي يتناسب معيا.
الفرع الثاني :خصائص العقوبة:
اوال /صفة اإليالم المقصود:
ىو تكبيد المجرـ مشقة محددة تشعره بوطأة األثر الذي يرتد غميو مف جراء جريمتو و يوجو
اإليالـ نحو حؽ مف حقوؽ المجرـ أوؿ نحو مجموعة حقوؽ وتتعدد حقوؽ الفرد التي يتصور
فرض اإليالـ إنتقاضا منيا واختيار أكثر الحقوؽ صالحية لإلنتقاض مف طرؼ المشرع ،
1
محمد عبد العزير محمد السيد الشريؼ ،مدى مالئمة الجزاءات الجنائية اإلقتصادية في ظؿ السياسة الجنائية
المعاصرة ،رسالة دكتوراه ،كمية الحقوؽ ،جامعة القاىرة ،طبع ، 2005ص11
2سعداوي محمد صغير ،مرجع سابؽ ،ص 17/16/15
14
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
وىو بصدد وضع سياستو ا لجنائية دفاعا عف المجتمع وتأديبا لمجاني ،والمشرع يختار عادة
الحقوؽ التي يحرص عمييا الفرد كحقو في الحياة وحقو في سالمة جسمو وفي حريتو
وسمعتو وذمتو المالية وترتبط شدة العقوبة بشدة الجريمة ويرتبط مقدار اإليالـ بشدة العقوبة.
كما يشر المشرع أف اإليالـ عمى المستوى التشريعي بطريقة مجردة ،وفقا لما يتبناه
لمعايير عامة في سياسة التجريـ والعقاب وعمى أساس ذلؾ يتـ تكييؼ العقوبة وتصنيفيا عف
درجة اإليالـ التي يستشعرىا المحكوـ عميو مف الناحية الواقعية ،فقد يتبف في حالة محددة
أف اإليالـ الذي تتضمنو عقوبة ماغير موجع بالنسبة لممحكوـ عميو بيا اال أف ذلؾ ال ينفي
عنيا صفة العقوبة ،وقد يستشعر المحكوـ عميو أخر اإليالـ الذي تضمنتو عقوبة أخرى
بطريقة أشد ما يفترضو النموذج التشريعي لمعقوبة ومع ذلؾ يضؿ لمعقوبة وفقا لقدر اإليالـ
الذي قرره المشرع.
وفي األنظمة الحديثة يكاد القاضي يجد نفسو أماـ إختيار مقيد تشريعيا بيف الغرامة
المالية والعقوبة السالبة لمحرية (السجف أو الحبس) وىو ما دعى بالفقو الجنائي إلى زيادة
1
الدفع بالعقوبات البديمة.
ويتربط اإليالـ -بإعتباره جوىر العقوبة – بالتطور الذي حصؿ في األغراض التي يستيدفيا
المجتمع بالعقاب فكؿ مجتمع يختار الطريقة التي يراىا مناسبة إلشعار المحكوـ عميو
بالعقوبة .
واليكفي لمعقوبة أف يتوافر فييا عنصر اإليالـ فقط بؿ يجب أف يكوف مقصودا بو عقابيا
معب ار عف سخط إجتماعي كجزاء مح دد إتجاه الجاني وتبعا لذلؾ التعتبر عقوبة اإلجراءات
ضد المشتبع فيو كإلجراءات القبض وتفتيش بيتو وحبسو مؤقتا بإعتباره متيما وليس محكوـ
عميو فيذه اإلجراءات ينتفي فييا العقاب واف كانت تتضمف ألما معيف.
وقد كاف اإليالـ مقصودا لذاتو سابقا حيث كاف قدار العقوبة ىو تحقيؽ أكبر قدر
مف الردع وكاف المحكوـ عميو شخصا متحق ار منبوذا فكاف اإليالـ تعبي ار عف ذلؾ اإلحتقار
1
سعداوي محمد صغير ،مرجع سابؽ ،ص 17/16/15
15
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
اال انو مع تطور الغرض مف العقاب فقد أصبح اإليمـ مقصور إلصالح المحكوـ عمية
وتفادي عودتو إلى الجريمة ومع ذلؾ ال يخفى أف تحقيؽ اإلصالح عف طريؽ اإليالـ مسألة
شائكة فما لـ تنضـ مسألة اإليالـ في إطار معاممة عقابية صائبة فإف قدرة العقوبة وعمى
وجو الخصوص السالبة لمحرية منيا عمى تحقيؽ أغراضيا الجديدة فسوؼ تضعؼ إلى أبعد
1
الحدود وىذه أكثر مشكالت عمـ العقاب تعقيدا وىي ما يطمؽ عيو التناقض في عمـ العقاب.
ثانيا /داللة العقوبة عمى الموم األخالقي واإلستهجان اإلجتماعي لمجريمة :يعبر المجتمع
عف لومو لمجاني وعف إستيجانو لذلؾ السموؾ فمعاقبة الجاني معناه أف المجتمع قيـ سموؾ
الجاني أخالقيا فإتضح أف الجاني قد حو إرادتو توجييا خاطئا فألحؽ ضر ار بقيمة إجتماعية
تحمييا قاعدة قانونية ،وكمما إرتفع ما تتضمنو العقوبة مف إيالـ كمما درجة تعبيره عف الموـ
وحدة كشفيا عف الوصمة اإلجتماعية وىنا تظير أىمية عنصر اإلستيجاف اإلجتماعي العاـ
في وضع قواعد التجريـ والعقاب في السياسة الجنائية لمدولة
ومتى كانت السياسة التشريعية غير قادرة عمى إحداث اإلنسجاـ بيف درجة اإليالـ
واإلستيجاف اإلجتماعي فإف ىذه السياسة التكوف ردة فعؿ إجتماعي تعبر عف الشعور العاـ
وانما ىي األقرب إلى الرغبة الشخصية لممشرع أو ىي اإليالـ يعبر عف اإلستيجاف
اإلجتماعي لمجتمع أخر لمثؿ ىذه الجريمة وىذا ما نالحظو في التشريعات التي تستورد
سياستيا الجنائية كما تستورد السمع الغذائية بالرغـ مف إتفاؽ جميع فقياء السياسة الجنائية
2
في ذاتيا وخصوصياتيا ووطنتييا.
ثالثا /إستهداف العقوبة أغراضا نفعية وأخالقية :يسيدؼ أغراضا تنسجـ مع طبيعة القانوف
الجنائي ومع أىمية النتيجة التي تحدثيا العقوبة عمى السموؾ اإلنساني لممجرـ وعمى الشعور
العاـ بإرساء قواعد العدالة وقياميا وتتربط أغراض العقوبة بإعتبارىا وسيمة إرتباطا وثيقا
بتطور العقوبة وتطور السياسة الجنائية وقد إختمفت تمؾ األغراض في األسس التي إستندت
1
محمد عبد العزيز محمد السيد لشريؼ ،المرجع السابؽ ،ص .12
2
سعداوي محمد صغير مرجع سابؽ ص .21/ 20//19/18/17
16
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
إلييا واستمدت منيا وجودىا وفي مرحمة معينة كاف غرض العقوبة اإلنتقاـ الفردي ،وكاف
ذالؾ قبؿ مفيوـ الدولة وىو رد غريزي ال يستند إلى أسس فمسفية والفكرية ومف األسس ما
كاف وليد ظروؼ تاريخية معينة خاصة بحقبة بعينيا إال أف معظـ األغراض ألخرى كانت
نتيجة تأصيؿ فقيي ودراسات تجريبة ،ويمكف اإلستطالع عمى المجموعة األولى باألغراض
اإلنتقامية ،أما المجموعة الثانية التي ليا أساس فكري وفمسفي فتقسـ إلى مجموعتيف:
1
األغراض األخالقية لمعقوبة (تحقيؽ العدالة) واألغراض النفعية لمعقوبة (تحقيؽ الردع).
رابعا /شرعية العقوبة :تجمع التشريعات الجنائية الحديثة عمى قاعدة الجريمة والعقوبة إال
بنص وقد جسدت التشريعات ىذه القاعدة في قوانينيا واعتبرتيا قاعدة دستورية كما ىو الحاؿ
2
عند المشرع الجزائري.
إال أف التحديد المسبؽ لمعقوبة واف كاف يخدـ الردع العاـ بسابؽ اإلعالف إال انو
ال ينسجـ مع غرض التأىيؿ واإلصالح ألنو عند حيف يكوف الغرض مف العقوبة ىو
إلصالح فإف المنطؽ ىنا يقتضي أحد األمريف إما أف يكوف كؿ مف القاضي والمشرع عمى
عمـ بمقدار العقوبة الكافية لكؿ مجرـ عمى حد وىذا مستحيؿ وتواجيو إشكالية عممية ىي
كوف العممية قاعدة مجردة والحاؿ ىنا تقتضي تفريد العقوبة واما أف يمتمؾ القاضي سمطة في
تق رير العقوبة المناسبة بعد تكامؿ معموماتو عف المجرـ والثانية أولى وأقرب إلى المنطؽ وىي
التقنية التي تبنى عمييا الشريعة اإلسالمية سياستيا الجنائية بشأف جرائـ التعزيز ،كما أف
بعض التشريعات المعاصرة تعمد عمى إضفاء بض المرونة عمى صفة التحديد المسبؽ
لمعقوبة كمما إرتفع ت قيمة التأىيؿ واإلصالح كغرض لمعقوبة حيث تترؾ بيف أيدي القضاة
سمطة تفريد النطؽ بالعقاب بإختيار القدر المناسب منو لحالة المتيـ في إطار الحدود التي
ينص عمييا القانوف .
17
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
إال أف التشريعات تراوحت بيف تشريعات يسمح لمقاضي بتخفيؼ العقوبة دوف
الحد األدنى المنصوص عميو أو تشديدىا فوؽ الحد المقرر ومنيا تمنحو سمطة اإلعفاء
القضائي ومنيا التي تعطيو سمطة في إختيار الطريقة التي يتـ بيا تنفيذ العقوبة ومنيا تخولو
النطؽ بالعقوبة ووقؼ تنفيذىا وقد يسمح لمقاضي أحيانا بالجمع بيف أكثر مف وسيمة وتفردت
الشريعة اإلسالمية بمنيجيا في منح القاضي سمطة العقاب في جرائـ التعزيز وتقرف ذلؾ
بتشديدىا في شروط ميمة القضاء ،ويعتبر المشرع الجزائري مف المشرعيف الذيف لـ يعطوا
لمقاضي سمطة تقرير العقوبة وانما تولي المشرع ذلؾ ،إال اف لمقاضي سمطة في إختيار
العقوبة التي يراىا مناسب ة مف بيف العقوبات التي حددىا المشرع لمجريمة كاإلختيار بيف
العقوبة السالبة لمحرية وبيف الغرامة ف كما أجاز الجمع بيف العقوبتيف معا ،كما أعطاه
سمطة تخفيؼ وتشديد العقوبة ،كما أعطاه سمطة النطؽ بالعقوبة ووقؼ تنفيذىا كما ىو
الحاؿ في عقوبة اإلعداـ.
خامسا /شخصية العقوبة :القاعدة أف اإليالميمحؽ بمف تثبت مسؤوليتو عف الجريمة دوف
أي شخص أخر ميما كانت عالقتو بو ،ذاؾ أف اإليالـ يقصد بو تحقيؽ أغراض أخالقية
ونفعية محددة محميا شخصية المجرـ وليس غيره وىذه القاعدة مستمدة مف قاعدة شخصية
المسؤولية الجنائية التي مفادىا أف اليداف شخص عف فعؿ ليس مف صنعو وىي قاعدة
عرفتيا الشرائع السماوية ومنيا اإلسالـ .
وتجدر اإلشارة أف الطابع الشخصي لمعقوبة مف النظاـ العاـ فيو ليس مقرر لصالح
األفراد حتى يسمح ليـ باإلتفاؽ عمى مخالفتو.إال أف المبدأ بعض الإلستثنئات أىميا أرباب
األعماؿ أو األشخاص المعنوية دفع العقوبة المالية (الغرامة) المحكوـ بيا عمى تابعييـ أو
العامميف لدييـ ومف ذلؾ ما تقتضي بو المادة 21مف قانوف المرور الفرنسي مف أنو يجوز
لممحكمة أف تمزـ رب العمؿ بدفع الغرامات المحكوـ بيا عف المخالفات التي يرتكبيا السائؽ
18
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
وفي الحاالت ليس ىناؾ بمبدأ شخصية المسؤولية الجنائية ،فرب العمؿ ىنا ال يمثؿ أما
1
محكمة جنائية واليسجؿ حكـ اإلدانة في صفيحة سوابقو وانما ىو ضامف لتفيذ العقوبة.
سادسا /أمام العقوبة :ىي إنعكاس الخاصية مف خصائص القاعدة القانونية وىي
العمومية ومفاد ذلؾ أف نصوص القانوف التي تقرر العقوبات تسري عمى جميع األفراد دوف
تفرقة بينيـ والتعني المساواة خرقا لمبدأ تفريد العقوبة فالقاضي سمطة تقديرية تتيح لو أف
يتخير لكؿ مف المجرميف العقوبة األكثر مالئمة لظرفو وتكوينو ولو كانوا إرتكبوا نفس الفعؿ
بشرط أف ال يتجاوز الحدود القانونية لمعقوبة ورغـ تسميـ الفقو بيذه الخصيصة إلى حد
إعتبارىا أحد مبادئ القانوف الجنائي فإف البعض يشكؾ في واقعية المساواة في الخضوع
2
لمعقوبة ،فالمشرع نفسو يتنكر ليذا المبدأ أحيانا عف طريؽ تقرير حؽ العفو.
ىذا المبدأ دستوري تقرره الدساتير الحديثة التي توجب المساواة بيف الناس في
الحقوؽ والواجبات ويحافظ مبدأ المساواة عمى شرعيتو و قوتو في مواجية مف يتمتعوف
بالحضانة فالحضانة الترتب إعفاءا موضوعيا في العقاب وانما إجرائي إلعتبارات المالئمة
والتعني المساواة أف ذات العقوبة يجب النطؽ بيا عمى ذات النحو وبذات القدر عمى كافة
المتيميف بإرتكاب جريمة معينة في الحاالت الواقعية عمى إختالفيا وال أف ذات الكفية في
التنفيذ يمزـ إتباعيا في مواجية كافة المحكوـ عمييـ بنفس العقوبة عمى مثؿ تمؾ الجريمة
3
وغنما ىي التعامؿ مع كؿ حالة بمقتضاىا.
سابعا /التناســـب :يعتبر التناسب أحد أكبر المبادئ الكبرى في عمـ العقاب وقد تعاظمت
أىمية مبدأ التناسب حتى صار أحد مقومات السياسة الجنائية الرشيدة ،إذا كمما تناسبت
العقوبة الحمكوـ بيا مع درجة الجرـ المرتكب كمما زاد ذلؾ مف القيمة اإلقناعية لمقاعدة
الجنائية بما يكفؿ تحقيقيا لوظيفة الردع المرجوة منيا والثابت أف مقدار اإليالـ ىو تعبير عف
1
أحمد عوض بالؿ ،مرجع سابؽ ،ص .33
19
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
رد الفعؿ اإلجتماعي وعميو فإف المجتمعات تختمؼ في قيمة رد الفعؿ لكنيا تتفؽ في مبدأ
التن اسب وكما ىو الحاؿ عند المشرع الجزائري في جريمة الزنا حيث قرر ليا الحبس مف
سنة إلى سنتيف في المادة 339مف ؽ ع الحالي فال تناسب بيف ما تخمقو الجريمة مف
ضرر إجتماعي وبيف العقوبة المقررة ليا .
فالتناسب يقوـ عمى دعامتيف :التفريد التشريعي والتفريد القضائي ،ففي التفريد التشريعي
يراع المشرع مدى التناسب بيف األفعاؿ المجرمة والعقوبات المقررة ليا أما التفريد القضائي
فمحورة شخصية الجاني ،فيراعي القاضي فيو ما ىي العقوبة األنسب ليذا المجرـ مف بيف
1
العقوبات التي قررىا المشرع لذلؾ الجرـ.
ثامنا /قضائية العقوبة :مف أىـ ضمانات العقوبة وسماتيا األساسية أنيا ال توقع إال بحكـ
قضائي يعقد المسؤولية الجنائية لمجاني ويقرر لو العقاب الالزـ ويكوف ىذا الحكـ ىو السند
التنفيذي الذي يستعمؿ لتستوفي الدولة حقيا مف المجرـ ،ومعنى ذلؾ أف ليس ىناؾ مف
وسيمة أخرى يتقرر بيا العقاب عدا الحكـ القضائي الصادر مف المؤسسة القضائية بإعتبارىا
سمطة مف السمطات العامة التي تحكـ بإسـ المجتمع تتوافر فييا الحيدة والنزاىة والتخصص
ومف مظاىر الخروج أيضا عمى بدأ قضائية العقوبة في بعض التشريعات أف يعيد إال جيات
إدراية ذات إختصاص قضائي سمطة النطؽ بالعقوبات الجنائية.
المطمب الثاني :تقسيم العقوبـــات:
لمعقوبة عدة تقسيمات نوجزىا فيما يمي مف حيث جسامتيا تقسـ إلى عقوبات الجنايات
وعقوبات الجنح وعقوبات المخالفات وىو مايعرؼ بالتقسيـ الثالثي لمجرائـ والعقوبات ومف
حيث محميا تنقسـ إلى عقوبات بدنية وعقوبات ماسة بالحرية وعقوبات بالحقوؽ أو الشرؼ
أو اإلعتبار فمف حيث مدتيا تقسـ إلى عقوبات مؤبدة عقوبات مؤقتة أما مف حيث أصمتيا
أو تبعيتيا فتقسـ إلى عقوبات أصمية و تكميمية.
1
سعداوي محمد صغير مرجع سابؽ ص 25/24/23
20
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
1
عمر خوري ،مرجع سابؽ ص .23 -22
21
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
السجوف الدينية" بفكرة السجف اإلنفرادي لما لو مف دور إيجابي في إصالح وتقويـ المحكوـ
1
عميو مع مراعاة إصالح أحوالو بتوفير الظرؼ الصحية داخؿ السجف.
ب /العامل السياسي :شيدت دوؿ أروبا في أواخر القرف الثامف عشر تطو ار كبي ار في المجاؿ
اليساسينتيج ة لغنتشار المبادئ الديمقراطية التي نادى بيا العديد مف الفالسفة ،والمفكريف
خاصة ما تعمؽ منيا بمفيوـ الحريات الفردية والمساواة بيف األفراد في الخقوؽ والواجبات
والفضؿ في ذلؾ يرجع إلى كؿ مف " روسو " و " فولتير" و "مونتيسكيو" فكاف مف الضروري
وفيؤ ظؿ األفكار الجديدة أف تتطور الدراسات العقابية واف تتغير النظرة إلى المجرـ ،فمـ
يعد الجاني مواطنا مف الدرجة الثانية بؿ أصبح مواطنا مثمو مثؿ بقية أفراد المجتمع لو ما
ليـ مف حقوقو وعميو ما عمييـ مف واجبات ،لذا تـ اإلعتراؼ لممحكوـ عمييـ بكافة الحقوؽ
كالحؽ في التعميـ والحؽ في الرعاية الصحية والحؽ في العمؿ واإلعتراؼ بيذه الحقوؽ ألقى
عمى كاىؿ الدولة واجب الرعاية لممحكوـ عمييـ واصالحيـ وأىيميـ وتيذيبيـ إلعادة إدماجيـ
2
بالمجتمع.
ج/عامل تطور العموم اإلنسانية :لقد ساىـ التطور الكبير الذي عرفتو العموـ اإلنسانية في
تطور ،وتقدـ الدراسات العقابية واألسس التي كانت تحطـ تنفيذ العقوبات ويعتبر عمـ اإلجراـ
مف بيف مف أىـ العموـ التي ساىـ تطورىا في تقدـ الدراسات واألبحاث العقابية حيث إنصب
ىذ ا العمـ في البحث والكشؼ عف أسباب الظاىرة اإلجرامية بإعتبارىا ظاىرة إجتماعية ،
سواءا كانت أسبابا شخصية تتصؿ بالجاني نفسو أو أسبابا إجتماعية تتصؿ بالمحيط الذي
يعيش فيو الجاني بيذه الطريقة ساعد عمـ اإلجراـ في توجيو المعاممة العقابية نحو إستئصاؿ
أسباب الجريمة ودراسة حالة كؿ جاني وىذا ما يسمى بنظاـ " تصنيؼ المحكوـ عمييـ " تبعا
لنوع العوامؿ اإلجرامية التي دفعتو إلى إرتكاب الجريمة وبما يتفؽ وشخصية وظروؼ كؿ
جاني ،وما كاف لمدرسات العقابية أف تتقدـ إال بظيور عمـ النفس الذي ساعد الباحثيف عمى
1محمود نجيب حسني ،دروس في عمـ اإلجراـ والعقاب ،دار النيضة العربية القاىرة 1982 ،ص .218
2
عمر خوري ،مرجع سابؽ ص .24
22
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
التعرؼ عمى الظروؼ النفسية لممحكوـ عمييـ حسب كؿ جريمة وعمـ اإلجتماع الذي ساعد
الباحثيف في مجاؿ الدراسات العقابية في تحديد العوامؿ التي تؤثر عمى عالقة الجاني بالبيئة
اإلجتماعية ال تي يعيش فييا والتي يمكف أف تجعؿ مف الجاني فردا صالحا في المجتمع
1
تجعؿ منو فردا خطي ار ييدد الكياف اإلجتماعي المحيط بو.
ما مف شكفي أف القانوف يعتبر أولى اإلبتكارات الجادة لمواجية الجريمة بشكؿ
واقعي ،وعمى أساس ذلؾ فقد إىتمت النظـ القانونية القديمة إىتماما شديدا لمسألة تحديد
الجرائـ والعقوبات التي توقع عمى مرتكبييا وكانت العقوبات في تمؾ القوانيف أقؿ ما يقاؿ
عمييا ،أنيا بدائية وقاسية وتتخطى جسامة الفعؿ المرتكب في بعض األحياف ،لكف تطرىا
تدريجيا لتخؼ حدتيا وتنجسـ مع األىداؼ المرجوة مف توقيعيا خصاصة مع ظيور
العقوبات السالبة لمحرية.
ثانيا :مفهوم العقوبات السالبة لمحرية :يعد السجف مف المصطمحات تحمؿ معنييف أحدىما
عضوي ،و األخر موضوعي إذ يدؿ في الوقت ذاتو عمى العقوبة التي تفرض عمى الجاني
والمكاف الذي يقضي فيو عقوبتو ،أما يخص تعريفو فقد وردت في شأنو تعريفات قميمة نذكر
منيا تعريؼ بني تيمية والذي قاؿ فية أنو ىو تعويؽ الشخص ومنعو مف التصرؼ وعرفو
الكساني عمى أنو ىو منع الشخص مف الخروج إلى أشغالو وميماتو الدينية واإلجتماعية ،
وأما قانونا فيعرؼ عمى أنو األداة القانونية التي أوجدىا المشرع لتنفيذ أحكامو وق ارراتو
الصادر ضد المتمرديف عمى أمره عمى العاصيف والخارجيف عمى المجتمع كما تقوؿ المدرسة
القانونية عمى أف السجف ىو المكاف المخصص لتنفيذ العقوبات السالبة لمحرية
أما العقوبة السالبة لحرية في حد ذاتيا فإنيا تعرؼ بصفة عامة بإنيا تمؾ العقوبة
التي تقوـ عمى إحتجاز المحكوـ عميو في مكاف معد لذلؾ طيمة مدة العقوبة ويمتزـ بالخضوع
أثناء ذلؾ إلى برنامج إصالحي تربوي يومي ومحدد أما إجرائيا فتعرؼ عمى أنيا مايصدر ف
1محمود نجيب حسني ،دروس في عمـ اإلجراـ والعقاب ،دار النيضة العربية القاىرة 1982 ،ص .218
23
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
المؤسسة القضائية مف أحكاـ في حؽ المذنبيف والتي تقضي بحرماف المحكوـ عمييـ مف
حريتيـ وذلؾ بإيداعيـ في مؤسسة عقابية بقصد إصالحيـ وتأىيميـ .
إف تسمية العقوبة السالبة لمحرية تأخذ مصدرىا مف طبيعة الموضوع الذي تنصب
عميو إذا ىي تقع عمى حؽ مف الحقوؽ أال وىو الحؽ في حرية التنقؿ والحركة ،فيذه
العقوبة تأتي لتضع إعاقة عوقيد عمى ىذا الحؽ فتمنع الشخص مف التنقؿ والحركة لفترة
زمنية تكوف محددة وفقا لمقانوف (مبدأ شرعية العقوبة) ويقررىا بناءا عمى ذلؾ الحكـ القضائي
(مبدأ قضائية العقوبة) وفقا لذلؾ يتـ إلزاـ المعني إقامة جب ار السجف ويتـ إخضاعو خالؿ تمؾ
الفترة إلى برامج اإلصالح والتيذيب الكفيمة إلعادة تأىميو وادماجو في المجتمع و يقصد
بالعقوبات السالبة لمحرية حرماف المحبوس مف حريتو عف طريؽ إيداعو مؤسسة عقابية بناء
1
عمى حكـ قضائي صادر بإدانتو.
كما أف أغمب التشريعات تميزبيف نوعيف مف العقوبات السالبة لمحرية وىي السجف
الذي يكوف لمدة معتبرة قد تصؿ في بعض التشريعات عمى المؤبد مقارنة بالحبس الذي تبدو
مدتو أقؿ طوال ،بينما في بعض التشريعات األخرى تزيد إضافة إال ماسبؽ األعماؿ الشاقة
كحاؿ المشرع التونسي فيؤ حاؿ تجاوز مدة األسر أكثر مف 10سنوات بينما نجد القانوف
2
الكويتي اليميز بتاتا بيف ىذه المدد ويدخميا جميعيا في مصاؼ الحبس
فالذي يعنينا أكثر ىو خاصة الحبس القصير المدة ويمكف تعرؼ الحبس طبقا
لمقتضيات ؽ ع ج (بأنو عقوبة تقضي سمب حرية المحكوـ عميو بيا طيمة المدة المححدة
في الحكـ ) والتي تترواح بيف يواـ واحد و 05سنوات ما عدا الحالة التي يقر فيو القانوف
حدودا أخرى -المؤسسات العقابية – واخضاعو أثناء برنامج اإلصالح المقررة مف ىذه
3
األخيرة.
1
عبد اهلل بف عمي الخثمي ،بدائؿ العقوبات السالبة لمحرية بيف الواقع والمأموؿ ،دراسة ميدانية في القضاء السعودي
والعدالة الجنائية ،جامع نايؼ العربية لمعموـ األنية 2008ص .25
2
أحمد عوض بالؿ ،مرجع سابؽ ،ص 333
3محمود نجيب حسني ،مرجع سابؽ ،ص 423 - 206
24
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
خصائص العقوبات السالبة لمحرية -01 :أنيا عقوبة جاءت كبديؿ لمعقوبة البددنية التي
كانت معروفة في األنظمة القديمة وأنيا كانمت في البداية عبارة إجراء مؤقت بحيث يتمحجز
المتيـ في مكاف ما ريثما يتـ تقرير العقوبة وتطبيقيا عميو.
-02أنيا عقوبات تنصب عمى حرية األشخاص فتعيؽ حركاتييـ وتنقالتيـ وحتى تعبيرىـ
وذلؾ مف خالؿ وضع المدانة مف مكاف اليتطيع التواصؿ فيو مع العالـ الخارجي إال مف
خالؿ الزيارات التي يسمح بيا لذويو ولمف أراد ذلؾ بشكؿ عاـ ،وىذا يجعؿ المحبوس في
وضعية اليستطيع فيو القائـ باألمور التي تدخؿ في الحياة العادية لألفراد والتي كاف يقوـ بيا
قبؿ ذلؾ..
-03أنيا تختمؼ بإختالؼ جسامة الفعؿ المرتكب وعمى أساس ذلؾ فكمما كاف العمؿ شنيعا
كمما زادت مدة العقوبة ،وعمى أساس تمؾ الجسامة يميز القانوف في العادة بيف الجنايات
والجنح والمخالفات ويفرد ليا سمبا لمحرية تزداد مدتو كمما زادت جسامة الفعؿ وىذا ماتبناه
1
المشرع الجزائري في المادة 5مف ؽ ع ج.
-04تتسـ العقوبات السالبة لمحرية بأنيا عقوبات اصمية وليست تكميمية إذ يجوز الحكـ بيا
دوف أف تقترف بيا أي عقوبة أخرى عمى عكس العقوبة التكميمة التي اليجوز الحكـ بيا
مستقمة عف العقوبة األصمية فيما عدا الحاالت التي ينص عمييا قانوف العقوبات في المادة
( ، 2)03-02/04ومف ىنا يتجمى اإلختالؼ الموجود بيف العقوبات السالبة لمحرية وبعض
األنظمة المماثمة لو كالحجز والحبس المؤقت وأنو لمف األىمية لذلؾ أف نميز بيف العقوبات
3
السالبة لمحرية طويمة والعقوبات السالبة لمحرية القصيرة المدة.
لقد ثار جدؿ فقيي حوؿ مدى جدوى تعدد ىذه العقوبات مف جية وحوؿ إلغاء
العقوبات السالبة لمحرية قصيرة المدة أو اإلبقاء عمييا ف جية أخرى.
25
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
/01العقوبات السالبة لمحرية بين التوحيد والتعدد :لتوضيح مشكمة توحيد العقوبات السالبة
لمحرية ،يتعيف عمينا تبياف مضموف مشكمة التوحيد وتطورىا ،ثـ حجج المؤيديف
والمعارضييف وفي األخير موقؼ التشريعات المقارنة.
/02مضمون مشكمة التوحيد وتطورها :ثار خالؼ فقيي مسألة تعدد العقوبات السالبة
لمحرية تبعا لجسامة الجريمة أو توحيد العقوبات السالبة في عقوبة واحدة بتسمية موحدة
تتفوت مدتيا مف جريمة إلمى أخرى ومف مجرـ ألخروظيرت ىذه المشكمة لدى اإلتجاه
الحديث الذي يتبنى القسـ الثالثي لمجريمة حسب نوع ومقدار العقوبة عمى أف تختمؼ المدة
بإختالؼ الظرؼ المثصمة بجسامة الجريمة وحالة الجاني اإلجتماعية والشخصية.
موقف المشرع الجزائري من فكرة التوحيد :إف موقؼ المشرع مف فكرة توحيد العقوبات
السالبة لمحرية في عقوبة موحدة مف اإلتجاىيف :فبالرجوع إلى المادة 05مف قانوف
العقوبات التي تنص عمى مايمي:
-العقوبات األصمية في مواد الجنايات:
-01اإلعػ ػ ػ ػػداـ.
-02السجػف المػؤبػد.
-03السجف المؤقت لمدة تترواح بيف 05سنوات و 20سنة.
-العقوبات األصمية في مادة الجنح:
-01الحبس لمدة تتجاوز شيريف إلى 05سنوات ماعدا الحاالت التي يقرر فييا القانوف
حدود اخرى.
-02الغرامة المالية التي تتجاوز 20000دج.
-العقوبات األصمية في مادة المخالفات :
-01الحبس مف يوـ واحد عمى األقؿ إلى شيريف عمى األكثر.
-02الغرامة مف 2000دج إلى 20000دج.
26
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
27
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
28
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
ج /اإلستغالؿ :المؤسسات العقابية التوفر جميع اإلحتجاجات لمسجناء ،لذلؾ يمجأ البعض
لزمالئيـ إلشباع حاجياتيـ وفي سبيؿ ذلؾ يتعرض لإلستغالؿ ويصؿ في بعض األحياف إلى
1
سموؾ جنسي شاذ
ثانيا :األثار السمبية لمعقوبات السالبة لمحرية عمى االسرة والمجتمع:
-01نشر الجريمة وافساد المجتمع:ىناؾ سجناء بسطاء أو مبتدئيف (مرتكبيف لجرائـ
بسيطة مثؿ مخالفات المرور) وقد يكوف السجيف مسؤوؿ عف أسرة ،فعندما يدخؿ السجف
ينقطع مورد األسرة ،و تسقط رقابتو عمييا ،فتضطر األسرة إلى الحاجة ثـ إلى اإلنحراؼ "إذا
2
غاب الراعي ضاعت الرعرية" :و بيذا أسرتو أكرىت عمى الفسؽ و الفساد.
- 02إستنزاف خزينة الدولة:
إف إنشاء السجوف و إدارتيا و المشرفيف عمييا ،يحتاجوف إلى أمواؿ طائمة مقتطعة مف
ميزانية الدولة و وجود المسجونيف في السجف يحتاجوف إلى برامج تأىيمية بأمواؿ ضخمة،
لتتمكف الدولة إعادة إدماجيا في الحياة اإلجتماعية و نجد بعض الدوؿ غير قادرة عمى
األإنفاؽ عمى المساجيف لكثرتيـ و إكتظاظ السجوف بيـ.
-03إزدياد سمطان المجرمين:
عندما يغادر السجيف سجنو يصبح عالة عمى المجتمع و يستغؿ جريمتو السابقة الخافة
الناس و إرىابيـ و إبتزاز أمواليـ و بعض المجرميف أصبحوا ذو الكممة النافذة و األمر
المطاع.
-04تفكيك أسرة السجين و إنقطاع المورد المالي :
بعض الزوجات ترى أف دخوؿ الزوج إلى السجف يسبب وصمة عار سيئة تحمميا األسرة
عمى جبينيا مما يترتب عميو التطميؽ أو الطالؽ .و ىناؾ مف الزوجات المواتي تحاولف
تجنب أفراد المجتمع وعدـ اإلختالط بيـ خشية تعرضيا لعبارات بذيئة وجارحة تمس
1
عبد الرحماف خمفي ،مرجع سابؽ ص 350 -349
2عبد اهلل بني عمي الخثمي ،المرجع السابؽ ،ص 55إلى .57
29
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
مشاعرىا وكرامتيا و حتى أبناء السجيف يشعروف باإلىانة نتيجة النظرة الحقيرة إلييـ وقد
يمجؤوف إلى اإلنتقاـ مف المجتمع و ربما تستمر نظرة المجتمع إلى السجيف فيتولد لديو
الشعور كأنو شخص غير مرغوب فيو.و إنقطاع المورد المالي الالزـ إلعالة السجيف يؤدي
1
إلى الحرماف اإلقتصادي لألسرة ،فيترتب عف ذلؾ التسوؿ و الجرائـ األخالقية.
و السجيف المتزوج يحرـ مف المتعة الجنسية المشروعة ،فينعكس بالسمب فيتحوؿ إلى
إرتكاب جرائـ غير مشروعة مثؿ الجنسية المثيمة (المواط) كوف المكاف يحتوي عمى جنس
واحد فقط.
-05انتشار البطالة و إضعاف الشعور بالمسؤولية :
عقوبة السجف تؤد ي إلى إضعاؼ الشعور بالمسؤولية في نفس المجرميف و تحبب إلييـ
التعطؿ عف العمؿ و ىناؾ مف يكرىوف أف يخرجوا مف السجف ليواجيوا حياة العمؿ مف جديد
فيموت فييـ الشعور بالمسؤولية نحو أسرىـ،فال يكادوف يخرجوف مف السجف حتو يعود إليو
ال حبا في الجريمة و إنما حبا في العودة إلى السجف و حرسا عمى حياة البطالة.
-06غياب القوة الممزمة لمردع بالعقوبة الجنائية:
إف العقوبات السالبة أصبحت غير رادعة لتوافر برامج التأىيؿ والراحة ،مف خالؿ كؿ ىذه
العراقيؿ والعقبات نستنتج أف العقوبات السالبة لمحرية تنعكس بأثار سمبية عمى السجيف أو
عم ى أسرتو وبالتالي المجتمع وتميد ليا الطريقة أماـ الولوج إلى عالـ الجريمة مف باب واسع
2
،لذا يستدعي األمر بالتفكير في العقوبات الغير السالبة لمحرية .
الفرع الثاني :العقوبات الغير السالبة لمحرية :
لقد تـ طرح فكرة الحد مف العقاب أوؿ مرة في مؤتمر بيالجيو سنة ، 1973ثـ تتالى
بعد ذلؾ بحث ذات الفكرة في العديد مف المؤتمرات والدراسات الفقيية في ظؿ تعاظـ
1
عبد الرحماف خمفيف مرجع سابؽ ،ص .351/350
2
عبد اهلل بني عمي الخثمي ،المرجع السابؽ ،ص .59 -57
30
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
اإلحساس بضرروة إعادة النظر في النظاـ العقابي لفشمو في حماية القيـ والمصالح والحد
مف الجريمة.
مفهوم العقوبات الغير سالبة لمحرية :ىي الحد مف العقاب الذي يرتبط باإلتجاه الشخصي
في تفريد العقوبة والذي نادى بضرورة األخذ بعيف اإلعتبار ظروؼ المجرـ النفسية
واإلجتماعية و اإلقتصادية ،وقد طرحت فكرة الحد مف العقاب أوؿ مرة في مؤتمر بيالجيو
سنة 1973ثـ تتالى بعد ذلؾ بحث ىذ الفكرة في عديد مف المؤتمرات والدراسات الفقيية في
ظؿ تعاظـ اإلحساس بضرورة إعادة النظاـ العقابي لفشمو في حماية القيـ والمصالح والحد
مف الجريمة وتستمد معايير الحد مف العقاب إبتداء بالرجوع إلى أغراض العقاب فأغراض
العقوبة طبقا لما إنتيت إليو دراسات اإلتجاىات الكبرى لمجزاء الجنائي ىي تحقيؽ العدالة
وارضاء الشعور العاـ والردع الخاص وبسط سياسة التأىيؿ واإلصالح واضافة إلى إرتباط
العقاب بمبدأ الضرورة فيو يرتبط بمبدأ التناسب بيف العقوبة والخطورة اإلجرامية .
- 1العقوبة البديمة في التشريع الجزائري :إف العقوبة المقررة في الحكـ يجب أف تتناسب
مع ضرورة قمع الجرائـ ،أي البحث عف فعالية العقوبة وفي ىذا المنحى قد يكوف عمى
عاتؽ الدولة أف تفرض عقوبات أو إختصاص في المعاقبة وفقا لسيمسة جنائية فعالة
والعقوبات البديمة في التشريع الجزائري حديثة العيد تماشيا مع التحوؿ القائـ في الترسانة
القانونية الجزائرية والحاجة الممحة في أعماؿ ىذه البدائؿ والتي تتجو نحو تعميـ تطبيؽ
1
العقوبات البديمة.
ا /عقوبة النفع العام :إف المشرع الجزائري وسعيا منو في مواكبة العالمية فإنو
حذا حذوىا في سف العقوبات البديمة وذلؾ بالنص عمييا بالمادة 05مف القانوف 04/05
المؤرخ في 06فبراير 2005المتضمف قانوف تنظيـ السجوف واعادة اإلدماج اإلجتماعي
لممحبوسيف " 2تتولى إدارة السجوف ضماف تطبيؽ العقوبات السالبة لمحرية والتدابير األمنية
31
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
والعقوبات البديمة وفقا لمقانوف" وتبعا لذلؾ جاء القانوف 01/09المؤرخ في2009/02/25:
المعدؿ لألمر رقـ 156/66المتضمف قانوف العقوبات إلضافة المادة 05مكرر 1وما يمييا
والتي تنص عمى العقوبة البديمة المتمثمة في العمؿ لمنفع العاـ وىي العقوبة الوحيدة التي
نص عمييا المشرع الجزائري ،وفي المادة 05مكرر 1لـ يعرفيا تعريفا صريحا إال أننا نقوؿ
أف عقوبة العمؿ لمنفع العاـ ىي قياـ الجانح بعمؿ يعود بالفائدة عمى المجتمع تكفي ار عف
الخطأ المرتكب مف طرفو وذلؾ دوف أف يكوف مقابؿ أجرة ،قد خالؼ المشرع الجزائري في
تصنيؼ ىذه العقوبة أي العمؿ لمنفع العاـ عف باقي التشريعات المقارنة واعتبرىا عقوبة بديمة
لمعقوبة السالبة لمحرية ،في حيف أف بعض التشريعات المقارنة إعتبرت عقوبة العمؿ لمنفع
العاـ عقوبة تكميمية وأخرى إعتبرتياعقوبة تبعية لمعقوبة الحبسية بعد فترة إختبار أو عقوبة
2
أصمية وىو ماذىبت إليو أغمب التشريعات المقارنة.
وبعض التشريعات المقارنة إعتبرت عقوبة العمؿ لمنفع العاـ عقوبة تكميمية ،
وأخرى إعتبرتيا تبعية لمعقوبة بعد فترة إختبار أو عقوبة أصمية وىو ماذىبت غميو أغمب
التشريعات المقارنة.
-01إيقاف التنفيذ(تعميق تنفيد األحكام عمى شرط):
يعد إيقاؼ التن فيذ مف أقدـ البدائؿ التي لجأت إلييا التشريعات لمتخفيؼ مف األثر السمبية
لمعقوبة السالبة لمحرية ويقصد بيذا البديؿ السماح لمقاضي بأف يصدر حكمة العقوبة مع
تضمف ىذا الحكـ أم ار بتعميؽ تنفيذىا وذلؾ حاؿ توافرت ظروؼ معينة مف حيث نوع
الجريمة وشخصية المجرـ ومدة العقوبة المحكوـ بيا ،فإذا كاف الحكـ صاد ار بالغرامة إمتنع
أدائيا واذا كاف صاد ار بعقوبة سالبة لمحرية أفرج عف المحكوـ عميو وترؾ ح ار اإل إذا ما
أنقضت المدة الموقوؼ تنفيذ الحكـ خالليا دوف أف يمغى إيقاؼ التنفيذ سقط الحكـ بالعقوبة
وأعتبر كأف لـ يكف وغال نفذت العقوبة الموقوؼ تنفيذىا مع العقوبة الجديدة.
1القانوف 01/09المؤرخ في 2009/02/25:المعدؿ لألمر رقـ ،156/66ج ر عدد 15بتاريخ .2009/03/08
2
محمود نجيب حسني ،المرجع السابؽ ،ص 105
32
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
فكاف إيقاؼ التنفيذ ىو تعميؽ العقوبة المحكوـ بيا عمى شرط واقؼ خالؿ مدة معينة
يحددىا القانوف ،فإذا لـ يتحقؽ الشرط أعفى المحكوـ بيا والحكمة مف ىذا النظاـ تظير
بوضوح في حاالت اإلجراـ بالصدفة الناشئ عف ضغوط بعض الظروؼ اإلجتماعية عمى
الشخص فتدفعو إلى إرتكاب الجريمة .فيذا النوع مف اإلجراـ غير المتأصؿ في نفس مف
يرتكبو يعود إلى ظروؼ خارجة في العادة عف إرادة الجاني ومف ثـ فإف السياسة العقابية
الحديثة توجب منع المحكوـ عميو بعقوبة سالبة لمحرية قصير المدة عف جريمة حدثت
1
لظروؼ خارجة عف إرادة الجاني.
قد ظير ىذا النظاـ أوؿ ما ظير في أوربا وبالتحديد في القانوف البمجيكي عاـ 1888
ثـ تبناه المشرع الفرنسي بالقانوف الصادر في 26مارس 1891ومنو تحت تأثير اإلنتماء
لذات العائمة القانونية إنتقؿ إلى التشريع المصري بدءا مف قانوف العقوبات الصادر في عاـ
1904ويكاد اليوجد تشريع عقابي معاصر اليسمح بتمؾ الرخصة لمقاضي ،إفادة لصنؼ
مف المجرميف متوسطي وعديمي الخطورة الغجرامية
- 2الوضع تحت اإلختبار (اإلختبار القضائي):
يقصد بو عدـ الحكـ عمى المتيـ بعقوبة ما مع تقرير وضعو مدة معينة تحت إشراؼ ورقابة
جيات معينة ،فإذا مرت تمؾ المدة ووفى المحكوـ عميو باإللتزامات المفروضة عميو فإف
الحكـ الصادر باإلدانة يعتبر كأف لـ يكف ،أما إذا أخؿ المحكوـ عميو باإللتزاـ خالؿ المدة
فإجرءات المحاكمة والحكـ عمى المتيـ بالعقوبة .فكأف نظاـ اإلختبار
ا فإنو يتعيف إستئناء
القضائي أو الوضع تحت اإلختبار يتضمف إيقاؼ مؤقت إلجراءات المحاكمة عند حد معيف
وا رجاء النطؽ بالحكـ إلى فترة الحقة مع إخضاع المتيـ خالؿ تمؾ الفترة إلى عدد مف
اإللتزامات التي يمكف أف يترتب عمى اإلخالؿ بيا أف تسمب حريتو ،فيـ نظاـ يحقؽ الدفاع
33
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
عف المجتمع عف طريؽ حماية نوع مف المجرميف المنتقيف بتجنيبيـ دخوؿ السجف وتقديـ
1
المساعدة اإليجابية ليـ تحت التوجيو واإلشراؼ والرقابة.
حيث نشأ ىذا النظاـ أوال في الدوؿ ذات النظاـ األنجموأمريكي ،فطبؽ في إنجمت ار عاـ
1820بيدؼ إنقاذ األحداث الجانحيف مف دخوؿ المؤسسات العقابية وكاف يجوز لقاضي
الصمح أف يمزـ مف إرتكب جريمة ما تخؿ باألمف العاـ أف يكتب تعيدا يمتزـ فيو بإحتراـ
األمف وأف يسمؾ سموكا حسنا مقابؿ إطالؽ سراحو ،فمف خاؼ ذلؾ أمكف توقيع العقوبة
إجرءات رقابية و إشرافية مف
عميو أو إبداليا بمبمغ مالي ،ثـ إستبدؿ بيذا التعيد فيما بعد ا
2
قبؿ الشرطة لمتحقؽ مف سموؾ المتيـ.
وكانت ىذه ىي بداية ظيور نظاـ الوضع تحت اإلختبار بمعناه الدقيؽ وقد أخذت
بعض الواليات المتحدة األمريكية بفكرة الوضع تحت اإلختبار منيا والية ماسا شوشتس عاـ
1841إلى أف أقر القانوف الفيدرالي ىذا النظاـ بصفة عامة في عاـ 1925ومف دوؿ
القانوف العاـ عمى دوؿ أوربا إنتقؿ ىذا النظاـ فأخذ بو التشريع األلماني عاـ 1953
والفرنسي 1957ويتعمؽ نظاـ الوضع تحت اإلختبار بفئة المجرميف الذيف يقتضي إصالحيـ
إبعادىـ عف محيط المؤسسات العقابية أي فئة مف المجرميف يعتقد مف خالؿ ظرفيـ وفحص
شخصيتيـ أنيـ قابميف لإلصالح وعدـ العودة لسبيؿ الجريمة دوف الخضوع لعقوبة سالبة
لمحرية وعمى ىذا فالينظر لنوع الجريمة المرتكبة أو لجسامو الواقعة بقدر ما ينظر إلى
شخصية المحكوـ عميو ودى إمكانية تأىميو في الوسط الحر خارج السجف ومدى إستعداده
3
لتنفيذ اإللتزامات المفروضة عميو.
حيث نشأ ىذا النظاـ أوال في الدوؿ ذات النظاـ األنجموأمريكي ،فطبؽ في إنجمت ار عاـ
1820بيدؼ إنقاذ األحداث الجانحيف مف دخوؿ المؤسسات العقابية وكاف يجوز لقاضي
الصمح أف يمزـ مف إرتكب جريمة ما تخؿ باألمف العاـ أف يكتب تعيدا يمتزـ فيو بإحتراـ
34
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
األمف وأف يسمؾ سموكا حسنا مقابؿ إطالؽ سراحو ،فغف خاؼ ذلؾ أمكف توقيع العقوبة
إجرءات رقابية و إشرافية مف
عميو أو إبداليا بمبمغ مالي ،ثـ إستبداؿ بيذا التعيد فيما بعد ا
قبؿ الشرطة لمتحقؽ مف سموؾ المتيـ وكانت ىذه ىي بداية ظيور نظاـ الوضع تحت
اإلختبار بمعناه الدقيؽ وقد أخذت بعض الواليات المتحدة األمريكية بفكرة الوضع تحت
اإلختبار منيا والية ماسا شوشتس عاـ 1841إلى أف أقر القانوف الفيدرالي ىذا النظاـ
بصفة عامة في عاـ 1925ومف دوؿ القانوف العاـ عمى دوؿ أوربا إنتقؿ ىذا النظاـ فأخذ
بو التشريع األلماني عاـ 1953والفرنسي 1957ويتعمؽ نظاـ الوضع تحت اإلختبار بفئة
المجرميف الذيف يقتضي إصالحيـ إبعادىـ عف محيط المؤسسات العقابية أي فئة مف
المجرميف يعتقد مف خالؿ ظرفيـ وفحص شخصيتيـ أنيـ قابميف لإلصالح وعدـ العودة
لسبيؿ الجريمة دوف الخضوع لعقوبة سالبة لمحرية وعمى ىذا فالينظر لنوع الجريمة المرتكبة
أو لجسامو الواقعة بقدر ما ينظر إلى شخصية المحكوـ عميو ودى إمكانية تأىميو في الوسط
1
الحر خارج السجف ومدى إستعداده لتنفيذ اإللتزامات المفروضة عميو.
-03وقف التنفيذ المقترن بالوضع تحت اإلختبار:
فضال عف نظاـ وقؼ التنفيذ البسيط يعرؼ التشريع الفرنسي نظاـ الجمع بيف إيقاؼ
التنفيذ والوضع تحت اإلختبار (المواد 738إلى 747إجراءات جنائية فرنسي ) ووفؽ ىذا
النظاـ يجوز لمقاضي أف يحكـ ب العقوبة الجنائية مع إيقاؼ تنفيذىا مد معينة ،في خالليا
يخضع الموقوؼ تنفيذ العقوبة قبمو لعدد مف القيود واإللتزامات والواقع أف ىذا الجمع أريد بو
تفادي ماقيؿ في شأف إيقاؼ التنفيذ البسيط مف كونو يقتصر عمى القياـ بدور سمبي محض
،ىو مجرد التيديد بتفيذ العقوبة في المحكوـ عميو إذا صدر عنو ما يجعمو غير جدير
بإيقافيا دوف أف يخضع الموقوؼ ضده العقوبة لنوع مف تدابير المساعدة أو الرقابة فالمحكوـ
عميو في حالة إيقاؼ التفيذ العادي يترؾ وشأنو دوف إعانتو ومساعدتو عمى مقاومة العوامؿ
اإلجرامية الكامنة داخمو أو المحيطة بو
35
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
وترجع بدايات ىذا النظاـ إلى عاـ 1952عندما قامت الحكومة الفرنسية
مشروع قانوف ييدؼ إؿ األخذ بنظاـ الوضع تحت اإلختبار مقترنا بإيقاؼ التنفيذ وقد تـ إقرار
ىذا القانوف مف قبؿ الجمعية الوطنية عاـ 1957وتـ إدماجو في قانوف اإلجراءات الجنائية
الفرنسي في المواد 738وما بعدىا والتي أعيد األخذ بيا في القانوف الجديد في 22
1
يوليو 1992بالمواد 40إلى 132بعد إجراء بعض التعديالت التطبيقية.
-04اإلعفاء من العقوبة وتأجيل النطق بها:
جاىدت بعض التشريعات لمحد مف سمبيات العقوبات السالبة لمحرية قصيرة المدة
بإتباع بعض وسائؿ المعاممة العقابية التي تتمثؿ في العفو أو تأجيؿ النطؽ بيا وغمى ىذيف
النظاميف ذىب المشرع الفرنسي في قانوف العقوبات الفرنسي الجديد فقد أجازت المادة -132
59لمحكمة الجنح أف تعفى المتيـ مف العقوبات إذا تبيف اف تأىيؿ المتيـ قد تحقؽ وأف
الضرر الناتج عف الجريمة قد عوض وأف اإلضطراب الذي أحدثتو الجريمة توقؼ كما أجاز
2
المشرع الفرنسي تأجيؿ النطؽ بالعقوبة وليذا التأجيؿ ثالث صور:
-01فإما أف يكوف ىذا التأجيؿ بسيطا إذا ظير أف المتيـ في سبيمو إلى التأىيؿ وأف
الضرر الناجـ عف الجريمة في سبيمو لإلصالح واف اإلضطراب الذي أحدثتو الجريمة عمى
وشؾ التوقؼ ويشترط في جميع األحواؿ حضور الشخص بنفسو أماـ المحكمة أو ممثمو إذا
كاف الشخص معنويا (المادة 132-60مف ؽ ع ؼ) .
-02كما قد يكوف التأجيؿ مع الوضع تحت اإلختبارقيجوز لممحكمة في مواجية المتيـ
الحاضر لمجمسة أف تؤجؿ النطؽ بالعقوبة تجاىو مع إخضاعو لعدة قيود والتزامات وفقا لما
ىو معموؿ بو في نظاـ الوضع تحت اإلختبار
-03وأخي ار ىناؾ نظاـ التأجيؿ مع األمر ويتعمؽ ىذا النظاـ باألحواؿ التي توجد فييا قوانيف
ولوائح خاصة تفرض عقوبات معينة نتيجة اإلخالؿ بإلتزاـ معيف ،في تمؾ الحالة يجوز
1
حسف عالـ ،مرجع سابؽ ،ص .231
2أحمد فتحي سرور ،مرجع سابؽ ،ص 70
36
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
لمقاضي الجنائي أف يؤجؿ النطؽ بالعقوبة المفروضة في تمؾ القوانيف والموائح مع إلزاـ
المحكوـ عميو بتنفيذ اإللتزاـ الوارد في القانوف أو في الالئحة وىذا يفرض عمى المحكمة أف
تحدد في األمر طبيعة اإللتزامات والتعميمات اليت يجب اإلمتثاؿ ليا والقياـ بتنفيذىا وكذلؾ
يفرض عمييا أف تحدد معياد لمتنفيذ يختمؼ عف ميعاد التأجيؿ ،واليصدر الحكـ بالتأجيؿ مع
األمر إال في الجنح والمخالفات دوف الجنايات واليشترط فيو حضور المتيـ أوأو ممثؿ
الشخص المعنوي ويجوز لممحكمة أف تصدر التأجيؿ مع األمر مقرونا بغرامة تيديدية إذا
كاف القانوف أو الالئحة الذي تمت مخالفتو يقرر ذلؾ ويمتنع تنفيذ ىذه الغرامة إذا نفذ
المحكوـ عميو اإللتزامات المقررة في القانوف أو الالئحة وكبقية أنواع التأجيؿ فإف التأجيؿ مع
األمر يتقرر لمدة سنة أو عمى األكثر غير أف ىذه المدة عمى خالؼ األنواع األخرى مف
التأجيؿ ال تمتد إذا تـ تحديدىا مف قبؿ المحكمة ،فإذا تـ تنفيذ التعميمات الواردة باألمر في
الميعاد المحدد فإف المحكمة الحؽ في أف تعفي المتيـ مف العقوبة المقررة في القانوف أو
1
الالئحة أو تؤجؿ مرة ثانية النطؽ بيا.
-05نظـام شبـه الحـريـة :يقصد بو إلحاؽ المحكوـ عميو بعقوبة قصيرة المدة بعمؿ خارج
المؤسسة العقابية دوف إخضاعو لرقابة جية الغدارة مع إلزامو بالعودة إلى المؤسسة العقابية
كؿ مساء وقضاء فترة العطالت فييا ،كؿ ذلؾ طيمة مدة العقوبة وعادة ما يكوف ىذا النظاـ
أسموبا تدريجيا يمجأ إليو المحكوـ عمييـ الذيف قرب موعد اإلفراج عنيـ أو مف أجؿ تمكيف
المحكوـ عمييـ مف متابعة دراسة معينة أو مينة معينة أو الخضوع لعالج معيف أو المشاركة
في حياتو األسرية (ـ 25 -132ؽ ع ؼ) ويخضع المحكوـ عميو في ىذا النظاـ لذات
األوضاع التي يعمؿ فييا أي عامؿ حر غير محكوـ عميو وباالتالي فيو يخضع لعقد عمؿ
حقيقي ولمظمة التأميف اإلجتماعي ،غير اف الخاضع ليذا النظاـ ال يتقاض أجره مف رب
العمؿ مباشرة وغنا يتقاضاه مف مدير السجف عمى اف يستقطع مف ىذا األجر مبمغا يخصص
1
حسف عالـ ،مرجع سابؽ ،ص 231
37
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
لممحكوـ عميو بعد إنتياء فترة شبو الحرية ،ويخصص لتعويض المضرور مف الجريمة
1
(المدعي بالحؽ المدني ) فيما ال يجاوز نسبة 10بالمئة .
وباإلضافة إلى إلتزاـ الخاضع لنظاـ شبو الحرية بالعودة إلى المؤسسة العقابية عقب
إنتي اء فترة العمؿ بالخارج ،فإف ىناؾ عدد أخر مف اإللتزامات قد تفرض عميو مف قبؿ
قاضي تطبيؽ العقوبات والتي أشرنا إلييا في نظاـ وقؼ التفيذ ومثاؿ ذلؾ إلزاـ المحكوـ عميو
بمراعاة ساعات الخروج والعودة التي يقرىا القاضي ومراعاة الضوابط المحددة بمعرفة و ازرة
العدؿ بشأف حسف الييئة والينداـ والمسمؾ الشخصي واإلنتظاـ في العمؿ وعدـ التخمؼ عنو
بدوف مبرر أو عذر.
-06العمل لمصالح العام :مف أجؿ تدارؾ عيوب العقوبات السالبة لمحرية قصيرة المدة،
أخذ المشرع الفرنسي في قانوف العقوبات الفرنسي الجديد بنظاـ العمؿ لمصالح العاـ (ـ
8 -131ؽ ع) بال مقابؿ لمصمحة شخصية معنوية عامة أو جمعية مخولة مباشرة أعماال
لممصمحة العامة وىو نفس المفيوـ الذي أعطاه لو المشرع الجزائري في المادة 05مكرر1
مف القانوف 01/09المعدؿ والمتمـ لمقانوف العقوبات الجزائري .وتتمثؿ قيمتو العقابية في :
تجنيب المحكوـ عميو مساوئ الحبس قصيرة المدة ومف أىميا اإلختالط بالمجرميف ،كما
يمنح ىذا النظاـ الجاني كثي ار مف الحرية مع حماية المجتمع في ذات الوقت مف أي سموؾ
غير سوي لمجاني ويساعده في سرعة تأىيمو إجتماعيا كـ يوسع أمامو فرص إيجاد مينة
يكتسب منيا مما يقمؿ فرص إرتكابو لمجرائـ.
-07الوضع تحت المراقب اإللكترونية :أصدر المشرع الفرنسي قانوف في 19
ديسمبر 1997مف أجؿ إستحداث المواد 7/723إلى 12/723في قانوف اإلجرءات
الفرنسية بغية إبتداع بديؿ أخر مف بدائؿ العقوبات السالبة لمحرية في العقوبات التي التزيد
مدتيا عمى سنة واحدة ،والمراقبة اإللكترونية تطرح كوسيمة لمحد مف العقوبة السالبة لمحرية
وىي طريقة لتنفيذ بعض العقوبات السالبة لمحرية خارج السجف ،كما يجرى إستعماليا في
38
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
كؿ مف كندا و أمريكا و سويس ار و فرنسا و نيوزلندا وسنغافورة و أستراليا وتتمثؿ في إلزاـ
ال محكوـ عميو اإلقامة في مكاف معيف لمدة محددة وتتـ مراقبتو عف طريؽ جياز إلكتروني
1
يشبو الساعة يمزـ بحممو ويمكف ضبط اإلتصاؿ بو ومتابعتو.
السوار االلكتروني في القانون الجزائري :المادة 02مف ؽ 01/18المعدؿ المتمـ لمقانوف
04/05الوضع تحت المراقبة االلكترونية اجراء يسمح بقضاء المحكوـ عميو كؿ العقوبة او
جزء منيا خارج المؤسسة العقابية
تتمثؿ الوضع تحت المراقبة االلكترونية في حمؿ الشخص المحكوـ عميو طيمة المدة بسوار
الكتروني يسمح بمعرفة تواجده في مكاف تحديد االقامة في مقرر الوضع الصادر مف قاضي
2
تطبيؽ العقوبات .
ضوابط بدائل العقوبات:
نظ ار لكوف التدابير البديمة عف عقوبة السجف قد تؤدي إلى عكس ما أريد منيا سواءا أكاف
ذلؾ بسسب سوء إستعماليا ،أـ كاف بسبب خطأ السطمة التي تتخذىا في تقديرىا ،مما
يعرض الجاني مف ضياع في حقو ،فالبد مف وضع ضوابط ليذه البدائؿ تكوف إطا ار شرعيا
اليمكف تجاوزه ومف أىـ ىذه الضوابط مايمي:
-01إتفاؽ البدائؿ المراد تطبيقيا مع حقوؽ اإلنساف األساسية بحيث التحمؽ ضر ار جسيما
بمكانتو بالمجتمع.
-02إتخاذ البدائؿ مف قبؿ مرجع قضائي تظؿ تحت الرقابة مف إعادة النظر فييا عند
الحاجة ووقفيا إذا تحققت الغاية منيا أو إبداليا بالحبس إذا تبيف أنيا غير مجدية.
-03موافقة المحكوـ عميو عمى إخضاعو لمبديؿ والسيما إذا كاف البديؿ عمال لصالح
المجتمع ونحو ذلؾ ،إذا اليمكف األداء الصحيح لمعمؿ إذ لـ يكف الشخص موافقا عميو
إبتدائيا.
39
ماهية السياسة العقابية في الجزائر الفصل األول :
-04إعتبار الظروؼ الشخصية واإلجتماعية لممحكوـ عميو وكذلؾ إعتبار ظروؼ الجريمة
كي يكوف البديؿ متناسب مع حجـ الجريمة.
-05البعد عف التشيير بالجاني وعف كؿ ما يسبب أثار سمبية مف وصـ واحراج أـ العائمة
1
واألقراف والجيراف وغيرىـ.
نجاعة تطبيق العقوبة البديمة :يجب مراجعة بعض األمورلمعمؿ عمى التطبيؽ السميـ لمعقوبة
البديمة ومف بينيا مايمي:
-01إعداد مسودة قانوف لمعقوبات البديمة ليحؿ محؿ العقوبات المعموؿ بيا في القوانيف
العقابية ،تتمحور حوؿ عدـ زج األشخاص الذيف خالفوا القوانيف في السجوف واإلصالحيات
وانما اإلستفادة مف قدراتيـ العممية والجسدية لمصالح العاـ عقابا ليـ.
-02إصدار قوانيف تمزـ القضاة بإستخداـ العقوبات البديمة والتقميؿ مف إستخداـ عقوبة
السجف إالبصفة محدودة وىذا األمر قد يؤدي إلى تغيير أسموب الحكممدى القضاة وخاصة
أف لدييـ الحرية المطمقة في إختيار تطبيؽ العقوبة السالبة لمحرية أو العقوبات البديمة.
-03وضع شروط محددة يمتزـ بيا القضاة لمحد مف عقوبة السجف إالفي الحالت المحدودة
وكذا تغيير سياسة وطريقة إصدار األحكاـ لدى القضاة بواسطة الجية المختصة بالقضاء
نفسيا بالعقوبة البديمة ووجود قناعة لدى تمؾ الجيات بأىمية الغقوبات البديمة.
-04إستمرار سياسة بناء مدارس إعادة التربية أو توسيعيا مف طرؼ الييئة الوصية قد
تؤدي بالقاضي لمجوء إلى تطبيؽ عقوبة السجف ببساطة باإلضافة إلى كؿ الوسائؿ
الضرورية الموجودة داخؿ السجوف في اإليواء وأماكف الترفيو ومساحات خضراء وكذا برامج
تأىيؿ اليجدىا السجيف إال في السجف فيفضؿ البقاء فيو عوضا مف بقاءه دوف عمؿ أ و دوف
2
السكف فيرتكب جرائـ ليحاكـ عمييا بالظرؼ العود إلعادتو لمسجف.
1العوجي مصطفى ،التأىؿ اإلجتماعي في المؤسسات العقابية ،مؤسسة بخشوف لمنشر والتوزريع لبناف سنة ، 1993
ص .197/196
2
الدكتور عبد الرحماف خمفي ،مرجع سابؽ ،ص355 /354
40
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
الفصل الثاني
41
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
42
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
حتما إلقامة السمطة في الجماعة حتى تتمكن من إقرار االمن والمحافظة عمى حقوق
وحريات األفراد فييا حيث تعاقدوا عمى العيش في أمن وسالم ووالء لسمطة موحدة وعميو
الجريمة تعتبر إخالل بيذا العقد وتوجب توقيع العقاب فيذا ىو التبرير لمعقاب في ظل
المدرسة التقميدية و يترتب عمى ىذا التبرير النتائج التالية:
-01الشرعية الجنائية كأساس لمعقاب (مدونة العقوبات الفرنسية عام 1791ىذا المبدأ)
-02المنفعة العامة كأساس لمعقاب (الفيمسوف األلماني "جيرمي بنتام مؤلفة مبادئ
1
األخالق والتشريع ومؤلفة المدني والجنائي لعام .)1881
-03حرية اإلختبار المطمقة كأساس لقيام المسؤولية (المشرع الفرنسي بوضعو لقانون
العقوبات .1791
المطمب األول -:نظام اإلفراج المشروط ونظام الحرية النصفية:
الفرع األول :نظام اإلفراج المشروط:
ىو ذلك النظام الذي يسمح من خاللو بإطالق سراح المحكوم عميو الموقوف قبل إنتياء
مدة العقوبة المحكوم بيا عمييم مقابل الموافقة عمى شروط أو باألحرى ىو إجراء يسمح
باإلفراج عن المحكوم عمييم الذي يثبت حسن سيرتو وسموكو قبل ذات العقوبة ذلك
بإعفاءه من تنفيذ المدة المتبقية من العقوبة داخل المؤسسة العقابية وقد ظير ىذا النظام
قديما حيث عرف لدى اإلمبراطورية النمساوية ثم إنتشر ليشمل معظم التشريعات في
2
العالم.
*/اإلفراج المشروط في أصمو أن وسائل إعادة تربية المحبوسين تنفذ داخل
المؤسسات العقابية سواء في البيئة المغمقة أو نظام الورش الخارجية أو نظام الحرية
النصفية أو مؤسسة البيئة المفتوحة والتي تيدف إلى إعادة تربية المحبوسين واصالحيم
1عمي أحمد راشد ،القانون الجنائي وأصول النظرية العامة ،الطبعة الثانية ،دار النيضة العربية ،القاىرة ، 1974
ص.25
2
ياسر أنور عمي ،المدخل إلى دراسة القانون الجنائي ،القاىرة ، 1967 ،ص 49
43
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
وتأىيميم إلعادة إدماجيم في المجتمع بعد اإلفراج عنيم نيائيا والذي جاء عمى أثر
التطور الذي شيدتو السياسة العقابية ودورىا في التأىيل عمى وظيفتيا في تحقيق العدالة
والردع العام وقد ظيرت الدعوة ليذا النظام عمى يد القاضي دي مارساني في منتصف
القرن التاسع عشر ،وأخذ بو المشرع الفرنسي ألول مرة في القانون الصادر في 04أوت
.1885وقد ورد ت بشأن اإلفراج المشروط عدة تعريفات نذكر منيا :أ /ىو إطالق سراح
المذنب من مؤسسة عقابية قضى فييا شط ار من العقوبة المحكوم عميو بيا شرط أن يبقى
عمى سموكو الحسن في رعاية وتحت رقابة المؤسسة أو أي جية أخر تعترف بيا الدولة
1
حتى يستوفي مدة عقوبتو.
ب /تعميق تنفيذ الجزاء الجنائي قبل إنقضاء كل مدتو المحكوم بيا ،متى تحققت بعض
الشروط والتزام المحكوم عميو بإحترام ما يفرضو عميو من إجراءات خالل المدة المتبقية
من ذلك الجزاء.
ج /إخالء سبيل المحكوم عميو الذي قضى فترة معينة من العقوبة قبل إنقضاء مدة العقوبة
تحت شرط أن يسمك سموكا حسنا أثناء وضعو تحت المراقبة و اإلختبار.
د /إطالق سراح المسجون قبل إنتياء مدة عقوبتو إذا توافرت شروط معينة.
ه /وقف تنفيذ المدة المتبقية من العقوبة السالبة لمحرية مصحوب بإجراءات الرقابة
والمساعدة يمنح لممحكوم عميو في حالة إحترامو لبعض الشروط.
ه /نظام بمقتضاه تقوم اإلدارة العقابية باإلفراج عمى المحكوم عميو قبل إنتياء مدة
العقوبة.
1عمي بن عبد القادر القيوجي ،عمم اإلجرام وعمم العقاب الدار الجامعية باإلسكندرية بيروت العربية 1995ص
340المادة 138من ق .04/05
44
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
و /إخالء سبيل المحكوم عميو قبل إنتياء مدة عقوبتو إذا ثبت أن سموكو أثناء وجوده
بالسجن يدعو إل الثقة واصالح حالة ،شريطة أن يبقى المفرج عنو حسن السموك إلى ان
تنتيي المدة المتبقية من الحكم الصادر عميو واال أعيد ثانية لمسجن لتنفيذ المدة المتبقية.
ز /أسموب من أساليب المعاممة خارج المؤسسات العقابية ،يجوز بمقتضاه إطالق سراح
المحكوم عمييم بعقوبة سالبة لمحرية ،قبل إنقضاء كل المدة المحكوم بيا عمييم.
ك /إطالق سراح المحكوم عميو بعقوبة سالبة لمحرية قبل إنقضاء المدة المحكوم بيا
إطالق المحكوم بيا بشروط معينة تقيد من الحرية وفي حالة مخالفة ىذه الشروط يعاد
1
تنفيذ باقي مدة العقوبة المقضى بيا.
* /بداية لذلك قام الدكتور(غابر يمميرابو) في نياية القرن 18م بدراسة حول
النظام المشروط وتقدم إلى الجمعية الوطنية الفرنسية سنة 1847وطبق ألول مرة بفرنسا
بتاريخ" ، 1885/08/15كما سبق تطبيقو في إنجمت ار سنة 1803ليتنقل إل البرتغال ثم
ألمانيا وأخذ بو المشرع الجزائري من خالل قانون تنظيم السجون واعادة إدماج المحبوسين
في الفصل الثالث من الباب السادس من المواد 134إلى 150وبالتالي يعد منحة أجازىا
المشرع وجعميا مكافأة يجازي بيا المحبوس وفقا لمشروط المتوفرة فيو منيا الشروط
2
الشكمية والشروط الموضوعية.
أ -الشروط الشكمية :تتمثل في وجوب تقديم طمب من المحبوس شخصيا أو ممثمو
القانوني أو في شكل إقتراح من قاضي تطبيق العقوبات أو مدير المؤسسة العقابية
بمقتضى منصوص المادة 137من قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج اإلجتماعي
لممحبوسين ،كما إشترطت المادة 140من نفس القانون تكوين ممف اإلفراج المشروط
وجوبا عمى تقرير مسبب لمدير المؤسسة أو مدير المركز حسب الحالة حول السيرة
1
عمي بن عبد القادر القيوجي ،مرجع سابق ،ص 340المادة 138من ق .04/05
2
عبد الرحمان خمفي ،مرجع ،ص .345/344
45
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
والسموك والمعطيات الجدية لضمان إستقامة المحكوم عميو ومدى قابميتو لمتأىيل
واإلصالح اإلجتماعي (قانون 04/05من المرسوم التنفيذي 1)180/05ويصدر من
قاضي تطبيق العقوبات إذا كان باقي العقوبة يساوي أو يقل عن 24شي ار ،ومن خالل
المواد 134إلى 136نجد أن المشرع الجزائري وضع عدة شروط لتقرير اإلفراج
المشروط لممحكوم عميو بعضيا يتعمق إما بالمحكوم عميو واما مدة العقوبة واما
بااللتزامات المالية في ذمة المحكوم عميو ويحرر مقرر اإلفراج المشروط في ثالث نسخ
أصمية ويوقع من قاض تطبيق العقوبات أو وزير العدل حسب الحالة عمى نسخة واحدة
تحتفظ بيا اإلدارة العقابية المركزية وترسل الثانية إلى مدير المؤسسة العقابية والثالثة تسمم
2
لممفرج عنو.
-كما يمكن لوزير العدل أن يصدر مقرر اإلفراج المشروط إذا كان باقي العقوبة أكثر
من سنتين طبقا لنص المادة 142من قانون تنظيم السجون .04/05
ب -الشروط الموضوعية :نصت عمييا المادة 134وتتعمق بصفة المستفيد ومدة العقوبة
التي قضاىا والمحكوم بيا عميو و ىي :
-أن يكون المحكوم عميو بعقوبة سالبة لمحرية.
-المحبوس الذي يبمغ عن حادث خطير.
-حسن السيرة والسموك مع إظيار ضمانات إصالح حقيقة.
– المحبوس المصاب بالمرض.
-المحبوس المبتدئ تحدد فترة اإلختبار بنصف الحرية.
-المحبوس المعتاد تحدد فترة اإلختبار بثمثي العقوبة بيا عميو عمى أن ال تقل عن سنة
واحدة.
وتكون فترة اإلختبار لممحبوس المحكوم عميو بعقوبة السجن المؤبد بـ 15سنة.
1
قانون رقم ، 50/50مرجع سابق .
2
عمي عبد القادر القيوجي ،مرجع سابق ،ص . 340
46
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
كما يمكن أن يستفيد من نظام اإلفراج المشروط دون شرط فترة اإلختبار
وذلك ألسباب صحية إذا كان المحبوس مصابا بمرض أو إعاقة دائمة تتنافى مع بقائو
في المؤسسة العقابية طبقا لنص 148قانون تنظيم السجون ومن أىداف نظام اإلفراج
المشروط وفق التعديالت الجديدة بذات القانون ىو إطالق سراح المحكوم عميو الذي
إستوفت فيو الشروط السالفة الذكر واعفائو من قضاء العقوبة المتبقية لو والغاية من ذلك
1
ىو مساعدتو عمى إعادة إدماجو بالمجتمع.
* /الجهة المختصة باإلفراج المشروط :
لم تنتيج التشريعات نيجا واحدا في الجية المختصة بتقرير اإلفراج المشروط:
ىناك من التشريعات من أوكل ىذا األمر إلى السمطة التنفيذية ممثمة في القائمين عمى
التنفيذ العقابي وىذا ما أخذ بو المشرع المصري الذي أناط اإلختصاص باإلفراج المشروط
لمدير عام السجون (المادة 53من قانون تنظيم السجون) كما أعطت المادة 03/63من
نفس القانون لمنائب ا لعام سمطة النظر في الشكاوي التي تقدم بشأن اإلفراج تحت شرط
واتخاذ ما يراه مناسبا فاإلفراج المشروط في القانون المصري طابع إداري أما تشريعات
تخول قاضي مختص بالتنفيذ سمطة إصدار قرار اإلفراج المشروط فمثال :قانون
اإلجراءات الجنائية الب ارزيمي الذي أعطى ىذا اإلختصاص بناء عمى إقتراح المجمس
العقابي أو طمب المحكوم عميو ،وبعد أحذ رأي النيابة العامة ،وفي ألمانيا نص قانون
محاكم األحداث عمى إختصاص القاضي الذي يقع عميو عبء اإلشراف عمى تنفيذ
العقوبات بإصدار قرار منح اإلفراج المشروط بالنسبة لممحكوم عمييم األحداث(المادتان
88و 89من قانون محاكم األحداث ) وىناك من التشريعات من لم يخول قاضي التنفيذ
سوى صفة إبداء الرأي بمنح اإلفراج المشروط مع جعل سمطة إصدار القرار في يد اإلدارة
العقابية وىذا ما ذىب إليو المشرع اإليطالي بالنسبة لقاضي اإلشراف (المادة176عقوبات
1
الدكتور عبد الرحمان خمفين مرجع سابق ،ص 344و.345
47
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
إيطالي والمادة 144إ ج )أما المشرع الجزائري فقانون تنظيم السجون 05/04فقد منح
من قاضي تطبيق العقوبات ووزير العدل حق تقرير اإلفراج المشروط وذلل حسب المدة
المتبقية من العقوبة المحكوم بيا ،أما التشريع الفرنسي فكان يخول لقاضي تطبيق
العقوبات حق تقرير اإلفراج المشروط إذا لم تتجاوز مدة العقوبة السالبة لمحرية المحكوم
بيا 03سنوات (المادة 730إ ج المعدلة بقانون 1226 / 72الصادر في
)1972/12/29إذا زادت مدة المحكوم بيا عن ذلك يرفع األمر إلى وزير العدل الذي لو
سمطة إصدار األمر باإلفراج المشروط بعد أخذ رأي المجنة االستشارية لإلفراج المشروط
1
في و ازرة العدل.
أثار اإلفراج المشروط :
يترتب عمى اإلفراج المشروط التوقيف المؤقت لتنفيذ العقوبة السالبة لمحرية لمدة تسمى
بمدة اإلختبار.
ولقد إختمفت التشريعات العقابية في تحديد ىذه المدة:
ففي قانون السجون المصري حددت المدة بخمس سنوات في حمة السجن المؤبد محسوبة
من تاريخ اإلفراج المؤقت أو بقية مدة العقوبة في حالة العقوبات السالبة لمحرية األخرى،
أما في قانون اإلجراءات الفرنسي وطبقا لممادة 2/732و 3من قانون اإلجراءات الجزائية ،
فإن مدة اإلختبار ىي المدة المتبقية من العقوبة إذا كانت ىذه األخيرة مؤقتة ويمكن زيادة
تمك المدة إلى سنة كحد أقصى ،أما إن كانت العقوبة مؤبدة فإن فترة اإلختبار تتراوح
بيت خمس إلى عشر سنوات.
ولعل أىم األثار التي يمكن أن تترتب عمى منح اإلفراج المشروط ،إمكانية
إخضاع المفرج عنو لعدد من تدابير المساعدة والرقابة ولعدد من اإللتزامات التي تعين
عمى إعادة اإلدماج اإلجتماعي لممفرج عنو ،غير ان التشريعات قد تباينت في ىذا نتيجة
1
عمي عبد القادر القيوجي ،مرجع سابق ،ص . 340
48
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
إلختالف كل منيا في النظرة إلى اإلفراج المشروط ،فترى بعض التشريعات عدم فرض
إلتزامات عمى المفرج عنو عمى إعتبار أن حسن السموك لممحبوس داخل المؤسس ة
العقابية كافي لتوقع إستمرار المحكوم عميو في إحترام القانون بعد اإلفراج عنو فضال عمى
أن التيديد بإلغاء اإلفراج المشروط إذا وقعت من المفرج عنو جريمة في المستقبل ،كاف
ألن يسمك الطريق القويم وىذا اإلتجاه يتفق مع النظرة التقميدية لإلفراج المشروط بإعتباره
منحة اليدف منو مكافأة المحكوم عميو عمى حسن سموكو أثناء تنفيذ العقوبة المحكوم بيا.
كما أخذ قانون دولة رومانيا بعدم فرضو أي إلتزامات عمى المفرج عنو بشرط ،سوى عدم
1
إرتكاب جريمة جديدة قبل إنتياء المدة المتبقية من العقوبة المحكوم بيا.
غير أن المفيوم الحديث لإلفراج المشروط بإعتباره أسموبا إلعادة تربية
المحبوس في الوسط الحر ييدف إلى إعادة إدماج المحكوم عميو إجتماعيا ،يوجب
إخضاع المفرج عنو لمجموعة من اإللتزامات يتعين عميو إحتراميا حتى ال يتعرض إللغاء
اإلفراج المشروط.
وفي ظل ىذا المفيوم ،فإن كثير من التشريعات تذىب إلى فرض إلتزامات عمى المفرج
عنو بشرط لمساعدتو عمى اإلصالح والتأىيل ،وضمن ىذا اإلتجاه تذىب بعض
التشريعات كقانون األلماني والسويسري إلى إخضاع المفرج عنو لذات اإللتزامات التي
يجوز فرضيا عمى من يحكم عميو بالعقوبة مع إيقاف التنفيذ والوضع تحت اإلختبار.
أما بالنسبة لمقانون الجزائري فبمجرد اإلفراج عن المحبوس فإنو يخضع لتدابير الرقابة
والمساعدة خالل المدة المتبقية من العقوبة (المادة 145من القانون 04/05تنظيم
السجون) ، 2وعميو إذا أخمى المفرج عنو بشرط بأحد التدابير أو اإللتزامات العامة أو
الخاصة التي تضمنيا مقرر اإلفراج المشروط إ ذا إرتكب جريمة جديدة خالل ىذه الفترة
1
عمر خوري ،مرجع سابق ،ص . 433
2
المادة 500من ق ، 50/50مرجع سابق .
49
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
ترتب عمي إلغاء مقر اإلفراج المشروط حيث تتمثل اآلثار المترتبة عمى اإلفراج المشروط
1
في تدابير الوقاية المفروضة عمى المفرج عنو وفي إلغاء مقرر اإلفراج المشروط.
أوال :تدابير الرقابة والمساعدة:
تيدف ىذه تدابير التي تخضع ليا المفرج عنو بشرط إلى تسييل تأىيمو إلعادة إندماجو
في الحياة اإلجتماعية والمينية بعد اإلفراج النيائي وىناك نوعان من التدابير يخضع ليا
المفرج عنو بشرط تتمثل في تدابير الرقابة والمساعدة
ثانيا :إلغاء مقرر اإلفراج المشروط :أثناء مدة سريان تدابير الرقابة والمساعدة التي
حددىا مقرر اإلفراج المشروط إذا خالف المفرج عنو بشرط أحد ىذه التدابير أو أخل بأحد
اإللتزامات المفروضة عميو أو أرتكب جريمة أخرى وفقا لمحاالت التالية:
حاالت إلغاء مقرر اإلفراج المشروط :لقد نص المشرع الجزائري عمى حاالت ثالث
يجوز فييا إلغاء مقرر اإلفراج المشروط في المادة 147من قانون تنظيم السجون وتتمثل
في :حالة صدور حكم جديد وحالة إخالل أحد اإللتزامات العامة أو الخاصة.
أثار إلغاء مقرر اإلفراج المشروط :إذا أصدر قاضي تطبيق لعقوبات أو وزير العدل
مقرر إلغاء اإلفراج المشروط ،يترتب عمى ىذا المقرر إعادة المحبوس إلى المؤسس
العقابية لقضاء ما تبقى لو من مدة العقوبة إلى ان يفرج عنو نيائيا (المادة3/147
ق.ت.س) ،أما بخصوص المدة المتبقية التي يقضييا المحبوس بعد إيداعو السجن مرة
ثانية فيي المدة التي قضاىا في نظام اإلفراج المشروط ،وىذا ما ستخمصو من نص
المادة 3/147السالفة الذكر،بمعنى أن المدة التي قضاىا المحبوس خارج المؤسس
العقابية قبل إلغاء اإلفراج المشروط تحسب.
إذا أعيد المحبوس إلى المؤسسة العقابية ،فيل يحوز منحو اإلفراج المشروط مرة ثانية
خالل المدة المتبقية من العقوبة.
1
عمر خوري ،مرجع سابق ،ص . 435/434/433
50
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
لم يرد نص في قانون تنظيم السجون بيذا الشأن وعميو فال يجوز منح اإلفراج مرة ثانية ،
إذا يتعين عمى المحبوس قضاء المدة خارج اإلفراج النيائي ،عكس المشرع المصري
حيث تنص المادة 62من قانون تنظيم السجون عمى إمكانية منح اإلفراج مرة ثانية
1
لممحكوم عميو متى توافرت شروطو.
وىذا ما نصت عميو المادة 61من قانون تنظيم السجون المصري والمادة 733الفقرة
األخيرة من قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي ،وعميو يجوز لإلدارة العقابية إلغاء اإلفراج
المشروط بعد إنقضاء المدة المتبقية من العقوبة المحكوم بيا عمى المفرج عنو نيائيا
واعادتو إلى المؤسسة العقابية.
ومما سبق ،يتضح لنا أن اإلفراج المشروط ىو أخر مرحمة من تنفيذ العقوبة السالبة
لمحرية قبل اإلفراج النيائي ،وىو أسموب متميز عن أساليب المعاممة األخرى كونو ينفذ
خارج المؤسسة العقابية مع تقييد حرية المفرج عنو بشرط بإخضاعو إلى تدابير المراقبة
والمساعدة و اإل لتزامات العامة والخاصة ،التي تضمنيا مقرر اإلفراج المشروط خالل
المدة المتبقية من العقوبة المحكوم بيا عميو و يبقى اليدف واحد ،ألن منح اإلفراج
المشروط يرمي إلى تشجيع المحبوس عمى إلتزام السموك الحسن داخل المؤسسة العقابية
وخارجيا ،كما يساىم في إصالحو واعادة تربيتو عمى الحياة اإلجتماعية والمينية العادية
فيسيل إندماجو في المجتمع بعد اإلفراج عنو نيائيا.
لقد أعطى القانون فرصة اإلستفادة من نظام اإلفراج المشروط لكل المحبوسين بدون
إستثناء حتى الذين حكم عمييم بعقوبة السجن المؤبد.
الفـرع الثاني :نظام الحرية النصفية:
يعد نظام الحرية النصفية آخر مراحل النظام التدريجي باعتباره مرحمة وسط ما بين
الحبس والحرية ،حيث تسيل بمقتضاىا العودة لمحياة الطبيعية ،بالنسبة لممحكوم عمييم
51
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
بعقوبات طويمة ،كما ّأنو ال يقل أىمية بالنسبة لممحكوم عميو بعقوبات قصيرة المدة ،إذ
يسمح لو باالقتراب من الوسط االجتماعي وباالبتعاد عن البيئة المغمقة ،التي قد تفسد
بعض السجناء أكثر ما تصمحيم ،ويقوم نظام الحرية النصفية أساسا عمى مبدأ الثقة التي
يكسبيا المحكوم عميو انطالقا من انضباطو واستقامتو داخل المؤسسة العقابية ،وفيما يمي
سنتعرض إلى مفيوم نظام الحرية النصفية والى االلتزامات التي تقع عمى عاتق المستفيد
من ىذا النظام.
كما نصت عميه المادة 104من قانون العقوبات ىو نظام الحرية النصفية ،وضع
المحبوس المحكوم عميو نيائيا ،خارج المؤسسة العقابية خالل النيار ،بصفة انفرادية دون
كرس المشرع ىذا النظام لتحقيق
حراسة أو رقابة اإلدارة ،ليعود إلييا مساء كل يوم ،وقد ّ
غايات متعددة ،بما فييا تأدية عمل ،مزاولة الدروس في التعميم العام أو التقني ،متابعة
دراسات عميا أو تكوين ميني حسب ما نصت عميو المادة 105من نفس القاتون ،وىو
بذلك نظام بديل ،يستبدل العقوبة السالبة لمحرية بعقوبة أخف منيا من خالل إلحاق
المحكوم عميو بالعمل وفقا لنفس األوضاع التي يعمل فييا العمال األحرار دون الخضوع
1
لرقابة مستمرة من قبل الموظفين داخل المؤسسة العقابية.
وتتمثل الفئات التي تستفيد من ىذا النظام ،حسب المادة 106من القانون رقم 04-05
في المحبوس المبتدئ الذي لم يسبق الحكم عميو بعقوبة سالبة الحرية والذي بقي عمى مدة
العقوبة المحكوم بيا عميو أربعة وعشرين 24شيرا ،المحبوس الذي سبق الحكم عميو
بعقوبة سالبة لمحرية والذي قضى نصف ½ العقوبة المحكوم بيا عميو ،وبقي عمى
انقضائيا مدة ال تزيد عن أربعة وعشرين شيرا 2،أما في ظل األمر رقم 02/72فإن
االستفادة من نظام الحرية النصفية تقتصر عمى المحكوم عمييم ،الذين ال تزيد المدة
1
المادة 108 -105 – 104من قانون العقوبات ،مرجع سابق.
2المادة 106من القانون . 05-04
52
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
الباقية النقضاء عقوبتيم اثني عشر شي ار 12شي اًر ،وذلك عمى خالف القانون الجديد،
الذي حدد المدة المتبقية النقضاء عقوبة المحكوم عميو .
يوضع المحبوس في نظام الحرية النصفية ،بموجب مقرر استفادة يصدر عن
قاضي تطبيق العقوبات ،بعد استشارة لجنة تطبيق العقوبات ،مع إشعار المصالح
المختصة بو ازرة العدل ،وذلك وفقا لنص المادة ،2/106في حين أنو منحت صالحية
إصدار مقرر االستفادة في ظل األمر رقم ( 02/72ممغى)
لوزير العدل بعد إشعاره من قاضي تطبيق األحكام الجزائية والذي يقدم اقتراحو بعد إشعار
لجنة الترتيب والتأديب ،كما أن نظام الحرية النصفية يستمزم عمى السجين أن يممك مبمغا
من المال يسمح لو بالتنقل وتناول وجبة غذائية .وفي سياق ىذا جاءت المادة 108التي
يؤذن بموجبيا المستفيذ من نظام الحرية النصفية ،بحيازة مبمغ مالي من مكسبو المودع
بحسابو .
الجهات التي تصدر قرار الوضع في نظام الحرية النصفية :لقد منحت التشريعات
العقابية حق إصدار قرار الوضع في نظام الحرية النصفية في عدة جيات قد تكون
المحكمة الجنائية المختصة أو قاضي تطبيق العقوبات و وزير العدل ومن بينيا التشريع
الفرنسي الذي أعطى الحق لياتو الجيات.
نظامالحرية النصفية في القانون الجزائري :لقد طبق النظام التدريجي في تنفيذ العقوبة
السالبة لمحرية حيث أخذ بنظام الحرية النصفية كمرحمة ثالثة بعد البيئة المغمقة و
الورشات الخارجية وبمقتضى نظام الحرية النصفية يسمح بإستخدام المحبوس خارج
المؤسسة لممارسة أي شغل أو لمزاولة دروس في التعميم العالي في إحدى الجامعات ،أو
لتمقي تكوين ميني دون مراقبة اإلدارة العقابية وفي ىذا الصدد تنص المادة 104من
قانون تنظيم السجون عمى ما يمي :يقصد بنظام الحرية النصفية وضع المحبوس
53
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
المحكوم عميو نيائيا خارج المؤسسة خالل النيار منفردا ودون حراسة أو رقابة اإلدارة
1
ليعود إلييا مساء كل يوم .
المادة 105تمنح اإلستفادة من نظام الحرية النصفية لممحبوس ن لتمكنو من تأدية عمل
أو مزاولة دروس في لتعميم العام أو التقني أو متابعة دراسات عميا أو تكوين ميني ويكون
وضع المحبوس في نظام الحرية النصفية بناء عمى مقرر صادر من قاضي تطبيق بعد
إستشارة لجنة تطبيق العقوبات التابعة لممؤسسة العقابية بعد إشعار المصالح المختصة
بو ازرة العدل طبقا لممادة 2*106والمادة 4-24من قانون تنظيم السجون.
أ /شروط الوضع في نظام الحرية النصفية :طبقا لنص المادة 106من ذات القانون
فإنو يمكن أن يستفيد في نظام الحرية النصفية المحبوس -:المحكوم عميو المبتدئ الذي
بقي عمى إنقضاء عقوبتو أربعة وعشرون شيرا.
-المحكوم عميو الذي سبق الحكم عميو بعقوبة سالبة لمحرية ،وقضى نصف العقوبة
2
وبقي عمى إنقضائيا مدة ال تزيد عن أربعة وعشرون شيرا.
ب /إجراءات الوضع في نظام الحرية النصفية:تتمثل فيما يمي:
-تعيين المحبوس المستفيد من الحرية النصفية بصفة منفردة.
-تحرير صاحب العمل تصريح بتشغيل المحبوس تحت مسؤليتو.
-قبل الخروج من المؤسسة تسميم لممحبوس المقبول في نظام الحرية النصفية وثيقة تثبت
شرعية وجوده خارج المؤسسة العقابية.
-يمنح المحبوس مكافآت العمل المادة .98
-يغادر المحبوس المؤسسة وىو يرتدي المباس العادي ويحمل معو مبمغ مالي تدفعو
اإلدارة العقابية إلداء مصاريف النقل واإلطعام () المادة 01-108
1
المادة 550من القانون . 50/50
2غبدالرحمان خمفي ،مرجع سابق ،ص.343
54
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
1
عمر خوري ، :مرجع سابق ،ص 392/391
55
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
التعميم والتكوين الميني ،الذي يسمح ليم باكتساب مين وحرف تساىم في إبعادىم من
1
عالم اإلجرام.
ثالثا :نظام إجازة الخروج :يقصد بيذا النظام منح مكافأة لممحبوس حسن السيرة و السموك
أقصاىا 10أيام دون حراسة حيث تنص المادة 129عمى أنو ((:يجوز لمقاضي تطبيق
العقوبات ،بعد أخذ رأي لجنة تطبيق العقوبات مكافأة المحبوس حسن السيرة والسموك
المحكوم عميو بعقوبة سالبة لمحرية لثالثة سنوات أو تقل عنيا بمنحو إجازة الخروج من
دون حراسة لمدة أقصاىا 10أيام ،في حين تمنح إجازة 30يوما أثناء فصل الصيف
لمحدث المحبوس من طرف كدير مركز إعادة التربي وادماج األحداث أو مدير المؤسسة
العقابية ،كما يستفيد من عطل إستثنائية بمناسبة األعياد الوطنية والدينية مع عائمتو في
حدود 10أيام في كل ثالثة أشير ،مكافأة لحسن سيرتو وسموكو حسب المادة 125من
نفس القانون ويمكن أن يتضمن مقرر منح إجازة الخروج شروط خاصة وتحدد بموجب
قرار من وزير العدل حافظ األختام))
وما يمكننا قولو في ىذا الصدد أن نظام إجازة الخروج جاء بو قانون 04/05ألول مرة
ولم يكن منصوص عميو من قبل في قانون تنظيم السجون الصادر في سنة 1972
ويعتبر ىذا النظام بمثابة عطمة تنمح لممحبوس مدتيا 10أيام دون أي حراسة ،يغادر
المؤسسة العقابية التجاه معموم محدود يقيد في مقرر إجازة الخروج ويشترط في المستفيد
من ىذا النظام أن يكون :أ -محكوم عميو نيائيا وحسن السيرة والسموك.
ب -محكوم عميو بعقوبة تساوي أو تقل عن 03سنوات.
1
رمسيس بينام :عمم اإلجرام ،الجزء الثاني والثالث من عمم اإلجتماع الجنائي وعمم السياسة الجنائية أو الوقاية
والتقويم ،الكتب القانونية ،منشأة المعارف باإلسكندرية ص 51-511
56
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
ج -أن خروج المحبوس و إجتماعو بأسرتو يحقق فوائد عظيمة ،إذا يطمئن عمى
أحواليم وعمى أحوال المجتمع بصفة عامة فتيدأ نفسو وتثمر معو المعاممة العقابية مما
يساعد عمى تأىيمو واصالحو.
د -إن إجازة الخروج تعد عطمة يكافأ من خالليا المحبوس والتي يستغميا في التقرب
من أىمو إن كانت ىناك مشاكل فيما بينيم قبل إعتقالو.
ف -كما تعد إجازة الخروج في ظل السياسة العقابية الحالية المطبقة في النظام
الجزائري أنجع عالج لممشكمة الجنسية ،ذلك أن الحرمان الطويل من إشباع الرغبة
الجنسية وخصوصا في العقوبات الطويمة المدة كثي ار ما تنشأ عنو إضطرابات عصبية
ونفسية ويفضي إلى ظواىر شاذة كالعادة السرية والمواط ،السيما وأن المشرع الجزائري ال
يسمح بإباحة المحبوس زيارات زوجتو (حق الخموة) كما ىو في بعض األنظمة المقارنة
التي تسمح لممحبوس أن يجامع زوجتو إن كان متزوجا.
وقد سجمت نتائج إيجابية في تزايد ممحوظ حيث بمغت حصيمة نشاط لجان تطبيق
العقوبات منذ تاريخ شير جويمية 2005عمى مستوى المؤسسات العقابية حيث تم منح
1186إجازة والمشرع الجزائري بتبنيو ليذا النظام فيو يراعي من خاللو ظروف المحبوس
اإلجتماعية والعائمية وألسباب إنسانية ممحة تعترض حياة المحبوس أثناء تنفيذه لعقوبتو
وجدوه خارج أسوار السجن لممساىمة في تقديم ما تفرضو تمك األسباب أو الظروف من
واجبات فقد يمرض أحد أفراد أسرتو مرضا خطي ار يكشف عن دنو أجمو أو يموت أحدىم
فيكون من المناسب خروج المحبوس ليقف بجانب أسرتو في ىذا الظرف اإلنساني ويكمن
1
تعميق العقوبة مؤقتا لمناسبات سعيدة مثل تأدية اإلمتحانات مثال.
وفي األخير نشير أن المشرع إعتبر نظام الحرية النصفية مرحل ة إنتقالية بين البيئة
المغمقة والحياة الحرة مرو ار بنظام الورشات الخارجية ونظام البيئة المفتوحة ونظام اإلفراج
1
رمسيس بينام ،مرجع سابق ،ص 512-511
57
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
المشروط ولم يأخذ بو كنظام مستقل يخصص إلعتقال المحبوسين المحكوم عمييم بعقوبة
سالبة لمحرية قصيرة المدة بمجرد صدور الحكم ،فيذه الفئة من المحبوسين يتم وضعيا
في مؤسسات البيئة المغمقة كمؤسسات الوقاية واعادة التربية ومؤسسات إعادة التأىيل
1
بحسب مدة العقوبة المحكوم بيا طبقا لممادة 28من قانون تنظيم السجون
المطمب الثاني - :نظام الورشات الخارجية:
يمكن لممحبوس المحكوم عميو العمل خارج البيئة المغمقة في ظل ثالثة أنظمة
والمتمثمة في نظام الورشات الخارجية ،نظام الحرية النصفية ونظام مؤسسات البيئة
المفتوحة التي سنوضحيا فيما يمي:
يعد نظام الورشات الخارجية من أبرز األنظمة التي تقوم عمييا سياسة إعادة
تأىيل المساجين ،حيث يقوم بموجبو المحكوم عميو بالعمل وفقا لظروف نفسية وبدنية
مختمفة عن ظروف المؤسسة المغمقة 2.وفيما يمي سنتعرض إلى المقصود بنظام الورشات
الخارجية ،ثم ندرج الفئات التي يمكنيا االستفادة منو كما سنتعرض إلى كيفية تنظيميا.
كما أنو ىو نظام مطبق بفرنسا منذ عام 1942حيث يشرف عمى المحكوم عمييم أثنا ء
تشغمييم خارج المؤسسة حراس وموظفو اإلدراة العقابية فيمتزم المساجين بدلة الحبس أثناء
العمل والخضوع لقواعد النظام المطبقة داخل المؤسسة.
وأمام الصعوبات التي واجيت اإلدراة العقابية في التكفل في حراسة المحكوم عمييم أغمقت
3
عام 1946حوالي 39ورشة خارجية والسبب راجع إلى التكمفة الباىظة ليذا النظام.
الفرع األول :نظام الورشات الخارجية في القانون الفرنسي:يسمح ىذا النظام بإستخدام
المحكوم عمييم واحد او مجموعة خارج المؤسسة العقابية لمقيام بأعمال تحت رقابة اإلدراة
1
مقرر قانون تنظيم السجون ،يتضمن المحاضرات التي ألقيت عمى طمبة المدرسة الوطنية إلدراة السجون بسور
الغزالن 2007/2006ومدرسة الشرطة بعنابة في جوان 2007
2طاشور عبد الحفيظ ،المرجع السابق ،ص.108 .
3رمسيس بينام ،مرجع سابق ،ص 513
58
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
ىذا مانصت المادة 723ق إ ج ف ويكون ذلك لحساب المؤسسة أو إدارة عمومية أو
شخص طبيعي.
شروط الوضع في الورشات الخارجية :إن الوضع في الورشمت الخارجية يقرره قاضي
تطبيق العقوبات بعد أحذ رأي مدير المؤسسة إذا توفرت الشروط التالية في المحكوم
عميو -:من حيث مقدر العقوبة :اال يتجاوز مدة العقوبة المتبقية 05سنوات .
-أاليكون قد حكم عمى السجين من قبل بعقوبة سالبة لمحرية تزيد عن مدة 06أشير.
-كل محكوم عميو توافرت فيو شروط الوضع في نظام الحرية النصفية أو شروط
اإلستفادة من اإلفراج المشروط.
حسن سيرة المحكوم عميه :يوضع ىذا النظام المحكوم عميو الذي يتحمى بالسموك الحسن
ويبدي إستخدامو الكامل بإلصالحو وتأىيمو ويقدم ضمنانات كافية لممحافظة عمى األمن
والنظام العام أثناء قيامو بالعمل خارج المؤسسة.
الفرع الثاني :نظام الورشات الخارجية في القانون الجزائري:لقد أخذ قانون تنظيم السجون
بنظام الورشات الخارجية ،واعتبره وسيمة إلعادة تربية المحبوسين خارج المؤسسات
العقابية ويتمثل في إستخدام المحكوم عمييم خارج المؤسسة العقابية لمقيام بأعمال لصالح
الجماعات والمؤسسات والمقاوالت العمومية أو الخاصة مع فرض رقابة عمييم ،حيث
تنص المادة 100من ىذا القانون عمى مايمي" يقصد بنظام الورشات الخارجية ،قيام
المحبوس المحكوم عميو نيائيا بعمل ضمن فرق خارج المؤسسة العقابية تحت مراقبة إدراة
السجون لحساب الييئات والمؤسسات العمومية ،كما يمكن تخصيص اليد العاممة من
المحبوسين ضمن نفس الشروط لمعمل في المؤسسات التي تساىم في إنجاز مشروعات
ذات منفعة عامة.
59
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
إن الوضع في نظام الورشات الخارجية يكون بناءا عمى مقرر يصدره قاضي تطبيق
العقوبات وشعر بو المصالح المختصة بو ازرة العدل طبقا لممادة 2/102والمادة -24
البند . 4
نظم المشرع الجزائري نظام الورشات الخارجية في المواد 100إلى 103من
القانون رقم 04-05حيث اعتبرىا وسيمة من وسائل العالج العقابي ،وفي ىذا السياق
تنص المادة 100عمى أنو " :يقصد بنظام الورشات الخارجية ،قيام المحبوس المحكوم
عميه نهائيا بعمل ضمن فرق خارج المؤسسة العقابية ،تحت مراقبة إدارة السجون
لحساب الهيئات والمؤسسات العمومية " .1وباستقراء نص المادة نالحظ أن القطاع الذي
يمكن أن يستفيد من اليد العاممة العقابية ىو القطاع العام ،وذلك كون عبارة المؤسسات
العمومية والييئات قد جاءت عمى سبيل الحص ،مما يعني إقصاء واستبعاد القطاع
الخاص.إال أن المشرع الجزائري قد أورد استثناء عمى ىذا المبدأ في الفقرة الثانية من نفس
المادة ،أال وىو إمكانية استفادة القطاع الخاص من اليد
العاممة العقابية ،عمى أن تكون مساىمة في إنجاز مشاريع ذات مصمحة ومنفعة عامة،
ىذا وقد كان األمر 02/72يخصص اليد العاممة لممحبوسين لفائدة اإلدارات ،الجماعات
ومؤسسات من القطاع العام ،مستبعدا في ذلك القطاع الخاص حماية لممساجين من
االستغالل وىذا وفقا لما نصت عميو م .143
شروط الوضع في الورشات الخارجيــة:
ىناك شروط تتعمق بمدة العقوبة وأخرى تتعمق بحسن سيرة المحبوس.
أ /الشروط المتعمقة بمدة العقوبة :يستفيد من الوضع في الورشات الخارجية:
-01المحبوس المبتدئ الذي قضى ثمثل العقوبة المحكوم بيا عميو.
1المادة 2/100من القانون رقم 04 -05عمى أنو " :يمكن تخصيص اليد العاممة من المحبوسين ضمن نفس الشروط،
لمعمل في المؤسسات الخاصة التي تساىم في إنجاز مشاريع ذات منفعة عامة".
60
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
-02المحبوس الذي سبق الحكم عميو بعقوبة سالبة لمحرية وقضى نصف العقوبة
المحكوم بيا عميو.
ب /الشروط المتعمقة بحسن سيرة المحبوس :يراعي في وضع المحبوس في نظام
الورشات الخارجية قدراتو وشخصيتو وسوكو وامكانيات إصالحو وتأىميو واعادة تربيتو
والضمانات التي يقدميا لحفظ األمن والنظام خارج المؤسسة أثناء العمل وىناك شرط
يتعمق بحفظ النظام حيث تستمر اإلدارة العقابية في تطبيق قواعد خارج المؤسسة وانو في
حالة اإلخالل باإللتزمات توقع التدابير التأدبية المنصوص عمييا في المادة 83والتي
سبق ذكرىا.
* /إجراءات الوضع في الورشات الخارجية :تتمثل فيما يمي:
-01توجو طمبات تخصيص اليد العاممة العقابية إلى قاضي تطبيق العقوبات.
-02يحيل قاضي تطبيق العقوبات الطمبات إلى لجنة تطبيق العقوبات إلبداء الرأي مرفقا
بإقتراحاتو التي تقرر إما الموافقة أو الرفض.
-03في حالة القبول تعرض عمى الييئة الطالبة إتفاقية تحدد فييا الشروط العامة
والخاصة إلستخدام المحبوسين.
-04يوقع عمى اإلتفاقية كل من ممثل الييئة الطالبة ومدير المؤسسة العقابية المادة
. 103
أوال :المقصود بنظام الورشات الخارجية.
نظم المشرع الجزائري نظام الورشات الخارجية في المواد 100إلى 103من القانون رقم
04-05حيث اعتبرىا وسيمة من وسائل العالج العقابي ،وفي ىذا السياق تنص المادة
100عمى أنو " :يقصد بنظام الورشات الخارجية ،قيام المحبوس المحكوم عميه نهائيا
بعمل ضمن فرق خارج المؤسسة العقابية ،تحت مراقبة إدارة السجون لحساب الهيئات
والمؤسسات العمومية " .وباستقراء نص المادة نالحظ أن القطاع الذي يمكن أن يستفيد
61
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
من اليد العاممة العقابية ىو القطاع العام ،وذلك كون عبارة المؤسسات العمومية والييئات
قد جاءت عمى سبيل الحص ،مما يعني إقصاء واستبعاد القطاع الخاص.إال أن المشرع
الجزائري قد أورد استثناء عمى ىذا المبدأ في الفقرة الثانية من نفس المادة ،أال وىو إمكانية
استفادة القطاع الخاص من اليد العاممة العقابية ،عمى أن تكون مساىمة في إنجاز
مشاريع ذات مصمحة ومنفعة عامة 1،ىذا وقد كان األمر ،02/72يخصص اليد العاممة
لممحبوسين لفائدة اإلدارات ،الجماعات
ثانيا :الفئات المعنية بالعمل في الورشات الخارجية
تتجسد الفئات المعنية بالعمل في الورشات الخارجية وفقا لما جاء في نص المادة 1/101
من القانون رقم 04-05في كل من المحبوس المبتدئ الذي قضى ثمث( 3/1العقوبة
المحكوم بيا عميو والمحبوس الذي سبق الحكم عميو بعقوبة سالبة لمحرية وقضى نصف
العقوبة المحكوم بيا عميو.
ثالثا :تنظيم وتشغيل اليد العاممة العقابية في الورشات الخارجية
وفقا لنص المادة 103فإن المحبوسين المحكوم عمييم يتم تشغيميم في الورشات
الخارجية ،بموجب الطمب الذي تقدمو المؤسسات الطالبة لتخصيص يد عاممة من
المجتمع العقابي إلى قاضي تطبيق العقوبات ،الذي بدوره يحيل الطمب إلى لجنة تطبيق
العقوبات إلبداء رأييا ،بالتالي يقوم بالفصل سواء بالقبول أو الرفض ،وفي حالة الموافقة
تبرم مع الييئة الطالبة اتفاقية يحدد من خالليا الشروط العامة والخاصة الستخدام اليد
العاممة من المحبوسين.
وتجدر اإلشارة في ىذه الحالة إلى َأنو في ظل األمر رقم 02/72كانت الطمبات توجو
إلى وزير العدل ،الذي يؤشر عمييا ثم يحيميا إلى قاضي تطبيق األحكام الجزائية لإلدالء
برأيو ،فيعاد الطمب مع االقتراحات الخاصة باستخدام اليد العاممة إلى وزير العدل ،الذي
1
المادة 2/100من القانون رقم 04 -05
62
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
يقرر القبول أو الرفض ،وذلك وفقا لما ورد في مضمون المادة 154فيذه اإلجراءات من
شأنيا أن تطيل من عممية دراسة ممفات المساجين الذين يمكنيم االستفادة من النظام.
وما يمكن استخالصو من خالل القانون الجديد مقارنة بالقانون القديم ،أن المشرع اكتفى
بتبسيط اإلجراءات من خالل تعديمو الجديد .بالنسبة لشروط االستفادة من النظام ،فيمكن
استخالصيا من مضمون المواد ،103 ،102 ،101 ،100إذ يجب أن يصدر في حق
المحبوس المستفيد من نظام الورشات الخارجية حكم أو قرار نيائي ،يقضي بعقوبة سالبة
لمحرية ،كما يجب أن يكون قد قضى فترة معينة داخل المؤسسة العقابية ،و ىي التي
1
تختمف باختالف المحبوس إذا ما كان محبوسا مبتدئا أو سبق الحكم عميو.
وبالنسبة لتنظيم العمل في الورشات الخارجية ،فإنو يكون بموجب اتفاقية يوقعيا مدير
المؤسسة العقابية وممثل المؤسسة الطالبة لميد العاممة ،حيث يحدد في نص االتفاقية مدة
سريانيا إلى جانب أوقات عمل المحبوس ،من أجل أن تتم متابعة رجوعو عمى المؤسسة
العقابية بعد انتياء المدة المتفق عمييا ،كما يمكن االتفاق عمى إرجاع المحبوس إلى
المؤسسة العقابية كل يوم بعد انتياء المدة المتفق عمييا ،والخاصة بدوام العمل اليومي،
وقد رخص القانون لقاضي تطبيق العقوبات من خالل نص المادة 2/102من القانون
رقم 04-05فسخ االتفاقية.
أما عن مسؤولية حراسة المحبوسين المستفيدين من العمل في الورشات الخارجية ،أثناء
نقميم وخالل أوقات الراحة ،فإنيا تقع عمى عاتق أعوان المؤسسة العقابية التابع ليا ،كما
يمكن إشراك الجية المستخدمة في الحراسة بصورة جزئية ،شرط أن يرد ىذا البند في
2
االتفاقية.
1
عمر خوري ،المرجع السابق ،ص.261 .
2دردوس مكي ،المرجع السابق ،ص.179 .
63
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
وفي ىذا اإلطار استف ادت عدة مناطق بما فييا بمدية سكيكدة ،مستشفى األمراض
العقمية أبو بكر الرازي ،بمدية البوني ...إلى غير ذلك ،من خدمات 76مسجون في مجال
الصيانة العامة لمقراتيا.
المبحث الثاني :المؤسسات العقابية في إصالح وادماج المحبوسين:
المطمب االول :المؤسسات العقابية المفتوحة:
نظام مؤسسات البيئة المفتوحة من بين األنظمة التي أقرىا المشرع إلى جانب نظام
الورشات الخارجية ونظام الحرية النصفية في إطار عممية إصالح وا دماج المحبوسين،
وفيما يمي سنوضح المقصود بيذا النظام ،كما سنتعرض إلى الشروط واإلجراءات التي
يقترن بيا اإليداع واالستفادة منو ،إلى جانب تقدير النظام بتبيان مزاياه وعيوبو ،كما
تعتبر مؤسسة البيئة المفتوحة أحدث نظام عقابي توصمت إليو الدراسات األبحاث في
مجال السي اسة العقابية ويختمف تماما عن مؤسسة البيئة المغمقة حث أخذت بيا كل
1
التشريعات العقابية الحديثة .
الفرع األول :المقصود بنظام مؤسسات البيئة المفتوحة.
يقصد بمؤسسات البيئة المفتوحة تمك المؤسسات التي تتجرد من العوائق المادية الالزمة
لعزل المحكوم عميو ،عزال تاما عن العالم الخارجي ،بما في ذلك األسوار العالية والحراسة
المشددة ،حيث يقوم النظام المطبق داخميا عمى أساس الثقة بين النزالء وادارة السجون،
2
مما يحول دون إخالليم ليذه الثقة.
عمى نحو يخمق لدى السجناء اإلحساس بالمسؤولية ّ
وتمتاز مؤسسات البيئة المفتوحة بجو اجتماعي مالئم لممارسة حياة شبو اعتيادية وىي
في ذلك أشبو بقرية صغيرة أو تجمع تسوده عالقة اجتماعية ،تسمح بالحركة الحرة
64
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
والمفتوحة لمسجناء ،كما تغيب عنيا الحراسة والرقابة المشددة مما يسمح لممحكوم عميو
1
بأن يعيش حياة أقرب ما تكون حياة طبيعية.
وقد عرف المشرع الجزائري مؤسسات البيئة المفتوحة ،من خالل المادة 109من القانون
رقم 04-05والتي تنص عمى ّأنو " :تتخذ مؤسسات البيئة المفتوحة شكل مراكز ذات
طابع فالحي أو صناعي أو حرفي أو خدماتي ،أو ذات منفعة ،وتتميز بتشغيل وايواء
المحبوسين بعين المكان" 2.وانطالقا من نص المادة نستنتج أن مؤسسات البيئة المفتوحة
تتميز بطابع جماعي من خالل اجتماع يد عاممة ناشطة في قطاعات مختمفة ،وييدف
ىذا الن ظام إلى توجيو السجناء إلى طرق تتماشى ومؤىالتيم الشخصية ،من خالل
اكتسابيم لمخبرات المينية مما يدفعيم بالضرورة إلى حب العمل ،كما أن العمل في إطار
البيئة المفتوحة يحد من التوترات التي يعيشيا السجين وىو داخل المؤسسة العقابية.
كما عرف المؤتمر الجنائي والعقابي الدولي والذي إنعقد في الىاي الثاني
عشر سنة 1950المؤسسات البيئة المفتوحة عمى ّأنيا" :المؤسسات العقابية التي ال
تزود بعوائق مادية ،ضد الهروب مثل الحيطان والقضبان واألقفال وتشديد الحراسة،
والتي ينبغي احترام النظام فيها من ذات النزالء بكل طواعية ودون حاجة إلى رقابة
صارمة ودائمة" ،حيث يقوم ىذا النظام عمى تشجيع روح المسؤولية لدى النزيل وتعويده
عمى تقبل المسؤولية الذاتية ،والذي تعود جذوره إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية
تمتم تحطيمو أثناء الحرب ،وبالتالي تم
ّ والمجيودات التي بذلت من أجل إعادة ما
تخصيص فئات من المحكوم عمييم وتم إيداعيم داخل معسكرات ليقوموا بعمميات إعادة
البناء ،وأمام النتائج التي حققيا النظام تبين مدى فعاليتو ونجاعة مؤسسات البيئة
المفتوحة ،مما دفع األمم المتحدة إلى إصدار قواعد خاصة تحث من خالليا الدول إلى
اعتماد نظام مؤسسات البيئة المفتوحة ،بيدف تقريب حياة السجين من الحياة الحرّ ة عن
1
عماد محمد ربيع ،فتحي توفيق الفاعوري ،محمد عبد الكريم العفيف ،المرجع السابق ،ص.199 .
2
المادة 551من القانو ، 50/50مرجع سابق .
65
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
طريق منح حرية نسبية لمسجناء ،وبالخضوع إلى رقابة تقوم عمى مبدأ الثقة بين المحكوم
1
عميو وادارة المؤسسات العقابية.
الفرع الثاني :شروط واجراءات اإليداع في نظام مؤسسات البيئة المفتوحة:
عدة شروط
تتوقف عممية االستفادة من نظام مؤسسة البيئة المفتوحة عمى توفر ّ
تتمثل في أن يكون المحبوس محكوما عميو نيائيا ،وذلك بأن يكون قد صدر في حقو حكم
أو قرار نيائي ،ويتم إيداعو في المؤسسة العقابية من أجل تنفيذ الحكم ،وأن يقضي فترة
معنية من العقوبة ،حيث يجب أن يكون المحبوس المبتدئ قد قضى ثمث من العقوبة
المحكوم بيا عميو ،أما بالنسبة لممحبوس الذي سبق الحكم عميو بعقوبة سالبة لمحرية
فيجب أن يكون قد قضى نصف العقوبة المحكوم بيا عميو ،إضافة إلى صدور مقرر
اإليداع في نظام البيئة المفتوحة ،حيث يتمتع قاضي تطبيق العقوبات بموجب المادة
بعد استشارتو لمجنة 111بصالحية إصدار مقرر الوضع في نظام البيئة المفتوحة،
2
تطبيق العقوبات مع إشعار المصالح المختصة بو ازرة العدل.
وتجدر اإلشارة في ىذا المقام إلى ّأنو في ظل األمر رقم 02/72كما يتــم الوضع في
نظام البيئة المفتوحة بموجب قرار من وزير العدل ،وباقتراح من قاضي تطبيق األحكام
الجزائية ،وبعد أخذ رأي لجنة الترتيب والتأديب.
وقد جـاء في مضمون المــادة 2/111من القانون رقـم 04-05وأنــو في حالة اإلخـالل
بااللتزامات المفروضة عمى المحكوم عميو المستفيد من النظام يتم إرجاعو إلى المؤسسة
3
المغمقة بنفس اإلجراءات التي أتيحت لوضعو في نظام البيئة المفتوحة.
نموذج عن مؤسسة البيئة المفتوحة في الجزائر :مؤسسة إعادة التربية بمسرغين وىران.
1
-عمر خوري ،مرجع سابق ،ص .393
1
فيد يوسف الكساسبة ،المرجع السابق ،ص183 .
2دردوس مكي ،المرجع السابق ،ص179 .
3المادة 02/111من القانون 04/05
66
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
لقد حقق المركز الفالحي لمؤسسة إعادة التربية والتأىيل بمسرغين بوالية وىران
والذي أعيد فتحو ديسمبر 2007في إطار عممية إعادة تييئة نتائج إعتبرت جد إيجابية
في مجال إعادة إدماج المحبوسين ،حيث تتكفل بإيواء وتكوين المحبوسين بمسرغين ويعد
ىذا المركز في نظر القائ مين عميو نموذجا حيا لسياسة إصالح قطاع الدالة المنتيجة من
قبل الدولة والرامية إلى تثمين برنامج إعادة إدماج المحبوسين إجتماعيا وتكريس مبادئ
حقوق اإلنسان وقد تمثمت أول تجرب زراعية بيذا المركز الذي يتربع عمى مساحة 360
ىكتار الذي يتسع لـ 200محبوس لزراعة البطاطا والتي أعطت مردودا 117قنطار
وذلك بفضل عمل الجاد ليؤالء المحبوسين الذين أثبتوا قدرتيم عمى اإلندماج إجتماعيا.
يدخل عمل المركز في إطار برنامج توسيع نطاق النشاطات المنتجة وتشغيل
المساجين ،كما أن قيــام المحبوسين بالنشاط يسمح بإكتساب خبرة وتجربة في ميدان
الفالحة مما يؤىل نزالء المؤسسات العقابية لإلدماج إجتماعيا بعد خروجيم من السجن
وتحضيرىم لمخروج إلى المجتمع من خالل تكونييم في مختمف األنشطة الفالحية التي
تتطمب الصبر والدقة واإلتقان والراحة من الناحية السيكولوجية ،وىو ما أثبتتو التجارب
1
والدراسات النفسية المتخصص في ىذا المجال.
ثانيا :تقييم نظام مؤسسات البيئة المفتوحة :يترتب عمى نظام مؤسسات البيئة المفتوحة
عدة مزايا وعيوب ،تتمثل فيما يمي :.أ -مزايا مؤسسة البيئة المفتوحة.
عدة مزايا ،حيث ساىم بشكل فعال في تحقيق أغراض
لقد حقق نظام البيئة المفتوحة ّ
العقوبة ،نظ ار لمقدر الكبير من الحر ية التي يتمتع بيا المحكوم عميو ،مما يولد لديو الندم
عمى الجريمة التي اقترفيا والحرص عمى سموك السبيل القويم إلثبات جدارتو بالثقة
الممنوحة لو.
1
-عمر خوري ،مرجع سابق ،ص401/400
2عماد محمد ربيع ،فتحي توفيق الفاعوري ،محمد عبد الكريم العفيف ،المرجع السابق ،ص .200
3لعروم أعمر ،المرجع السابق ،ص .153
67
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
وعم ى اعتبار النظام السائد في مؤسسات البيئة المفتوحة أقرب إلى الحياة العادية
والطبيعية فإن ذلك من شأنو أن يحافظ عمى سالمتيم وصحتيم النفسية ،والجسدية
والعقمية ،وىذا ما يخفف من االضطرابات النفسية ،التي غالبا ما يعاني منيا نزالء
المؤسسات العقابية المغمقة كأثر لممعاممة الصارمة التي تفرض عمييم داخل السجون.
وباإلضافة إلى ذلك فإن نظام البيئة المفتوحة يعد أقل تكمفة مقارنة بالبيئة المغمقة ،نظ ار
لبساطة إنشائيا وقمة االتفاق عمى بناياتيا وحراستيا التي ال تتطمب أن تكون قوية
ومدعمة.
لمدة
كما تساىم ىذه المؤسسات في تجنيب المحكوم عمييم بعقوبات سالبة لمحرية ّ
قصيرة أو المحكوم عمييم ألول مرة مخالطة معتادي اإلجرام في المؤسسات المغمقة وما
يرتبو ذلك من آثار سمبية ،كما أن العمل في البيئة المفتوحة بمختمف قطاعاتو من شأنو
أن يدر ربحا ماليا ،يستفيد من خاللو المحكوم عميو من منح مالية لسد حاجياتو من جية
وادخارىا لما بعد اإلفراج عنو.
ىذا وأن اكتساب الخبرات المينية من العمل تساعده في إيجاد العمل بعد اإلفراج عنو
كذلك ،عمى اعتبار أن ظروف العمل داخل البيئة المفتوحة ال يختمف عن ظروف العمل
خارج المؤسسة العقابية ،وتجدر اإلشارة إلى أن معظم المشاكل التي تواجو المفرج عنو،
ناجمة عن اختالف نظرة المجتمع إليو،الذي يراوده الشك في مدى تأىيمو واصالحو،
خاصة بعد أن أمضى فترة طويمة داخل السجن ،أين اقتصرت معامالتو مع السجناء،
لذلك يؤكد عمماء العقاب ،أن نظام مؤسسات البيئة المفتوحة يعد ىمزة وصل بين المجتمع
1
والمحبوسين .
68
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
69
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
المشددة ،حيث يقوم النظام المطبق داخميا عمى أساس الثقة بين النزالء وادارة السجون،
1
مم ا يحول دون إخالليم ليذه الثقة.
عمى نحو يخمق لدى السجناء اإلحساس بالمسؤولية ّ
وتمتاز مؤسسات البيئة المفتوحة بجو اجتماعي مالئم لممارسة حياة شبو اعتيادية وىي
في ذلك أشبو بقرية صغيرة أو تجمع تسوده عالقة اجتماعية ،تسمح بالحركة الحرة
والمفتوحة لمسجناء ،كما تغيب عنيا الحراسة والرقابة المشددة مما يسمح لممحكوم عميو
2
بأن يعيش حياة أقرب ما تكون حياة طبيعية.
وقد عرف المشرع الجزائري مؤسسات البيئة المفتوحة ،من خالل المادة 109من القانون
رقم 04-05والتي تنص عمى ّأنو " :تتخذ مؤسسات البيئة المفتوحة شكل مراكز ذات
طابع فالحي أو صناعي أو حرفي أو خدماتي ،أو ذات منفعة ،وتتميز بتشغيل وايواء
المحبوسين بعين المكان" .وانطالقا من نص المادة نستنتج أن مؤسسات البيئة المفتوحة
تتميز بطابع جماعي من خالل اجتماع يد عاممة ناشطة في قطاعات مختمفة ،وييدف
ىذا النظام إلى توجيو السجناء إلى طرق تتماشى ومؤىالتيم الشخصية ،من خالل
اكتسابيم لمخبرات المينية مما يدفعيم بالضرورة إلى حب العمل ،كما أن العمل في إطار
البيئة المفتوحة يحد من التوترات التي يعيشيا السجين وىو داخل المؤسسة العقابية.
كما عرف المؤتمر الجنائي الذي إنعقد في الىاي سنة 1950أن مؤسسات البيئة
المفتوحة عمى ّأنيا" :المؤسسات العقابية التي ال تزود بعوائق مادية ،ضد الهروب مثل
الحيطان والقضبان واألقفال وتشديد الحراسة ،والتي ينبغي احترام النظام فيها من ذات
النزالء بكل طواعية ودون حاجة إلى رقابة صارمة ودائمة" ،حيث يقوم ىذا النظام عمى
تشجيع روح المسؤولية لدى النزيل وتعويده عمى تقبل المسؤولية الذاتية 3،والذي تعود
تمتم
جذوره إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية والمجيودات التي بذلت من أجل إعادة ما ّ
1
عادل يحي ،المرجع السابق ،ص.215 .
2
عماد محمد ربيع ،فتحي توفيق الفاعوري ،محمد عبد الكريم العفيف ،المرجع السابق ،ص.199 .
3عاشور عبد الحفيظ ،المرجع السابق ،ص.112 .
70
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
تحطيمو أثناء الحرب ،وبالتالي تم تخصيص فئات من المحكوم عمييم وتم إيداعيم داخل
معسكرات ليقوموا بعمميات إعادة البناء ،وأمام النتائج التي حققيا النظام تبين مدى فعاليتو
ونجاعة مؤسسات البيئة المفتوحة ،مما دفع األمم المتحدة إلى إصدار قواعد خاصة تحث
من خالليا الدول إلى اعتماد نظام مؤسسات البيئة المفتوحة ،بيدف تقريب حياة السجين
من الحياة الحرّ ة عن طريق منح حرية نسبية لمسجناء ،وبالخضوع إلى رقابة تقوم عمى
مبدأ الثقة بين المحكوم عميو وادارة المؤسسات العقابية.
ثانيا :شروط واجراءات اإليداع في نظام مؤسسات البيئة المفتوحة :تتوقف عممية
عدة شروط تتمثل في أن يكون
االستفادة من نظام مؤسسة البيئة المفتوحة عمى توفر ّ
المحبوس محكوما عميو ني ائيا ،وذلك بأن يكون قد صدر في حقو حكم أو قرار نيائي،
ويتم إيداعو في المؤسسة العقابية من أجل تنفيذ الحكم ،وأن يقضي فترة معنية من
العقوبة ،حيث يجب أن يكون المحبوس المبتدئ قد قضى ثمث 3/1من العقوبة المحكوم
بيا عميو ،أما بالنسبة لممحبوس الذي سبق الحكم عميو بعقوبة سالبة لمحرية فيجب أن
يكون قد قضى نصف العقوبة المحكوم بيا عميو ،إضافة إلى صدور مقرر اإليداع في
نظام البيئة المفتوحة ،حيث يتمتع قاضي تطبيق العقوبات بموجب المادة 111بصالحية
إصدار مقرر الوضع في نظام البيئة المفتوحة ،بعد استشارتو لمجنة تطبيق العقوبات مع
1
إشعار المصالح المختصة بو ازرة العدل.
وتجدر اإلشارة في ىذا المقام إلى ّأنو في ظل األمر رقم 02/72وكما يتم الوضع في
نظام البيئة المفتوحة بموجب قرار من وزير العدل ،وباقتراح من قاضي تطبيق األحكام
الجزائية ،وبعد أخذ رأي لجنة الترتيب والتأديب.
71
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
وقد جاء في مضمون المادة 2/111من القانون رقم 04-05و في حالة اإلخالل
بااللتزامات المفروضة عمى المحكوم عميو المستفيد من النظام يتم إرجاعو إلى المؤسسة
المغمقة بنفس اإلجراءات التي أتيحت لوضعو في نظام البيئة المفتوحة.
ثالثا :تقييم نظام مؤسسات البيئة المفتوحة
يترتب عمى نظام مؤسسات البيئة المفتوحة عدة مزايا وعيوب ،تتمثل فيما يمي.
مزايا مؤسسة البيئة المفتوحة. -1
عدة مزايا ،حيث ساىم بشكل فعال في تحقيق أغراض
لقد حقق نظام البيئة المفتوحة ّ
العقوبة ،نظ ار لمقدر الكبير من الحر ية التي يتمتع بيا المحكوم عميو ،مما يولد لديو الندم
عمى الجريمة التي اقترفيا والحرص عمى سموك السبيل القويم إلثبات جدارتو بالثقة
الممنوحة لو.
وعمى اعتبار النظام السائد في مؤسسات البيئة المفتوحة أقرب إلى الحياة العادية
والطبيعية فإن ذلك من شأنو أن يحافظ عمى سالمتيم وصحتيم النفسية ،والجسدية
والعقمية ،وىذا ما يخفف من االضطرابات النفسية ،التي غالبا ما يعاني منيا نزالء
المؤسسات العقابية المغمقة كأثر لممعاممة الصارمة التي تفرض عمييم داخل السجون.
وباإلضافة إلى ذلك فإن نظام البيئة المفتوحة يعد أقل تكمفة مقارنة بالبيئة المغمقة،
نظ ار لبساطة إنشائيا وقمة االتفاق عمى بناياتيا وحراستيا التي ال تتطمب أن تكون قوية
ومدعمة ،كما تساىم ىذه المؤسسات في تجنيب المحكوم عمييم بعقوبات سالبة لمحرية
لمدة قصيرة أو المحكوم عمييم ألول مرة مخالطة معتادي اإلجرام في المؤسسات المغمقة
ّ
وما يرتبو ذلك من آثار سمبية ،كما أن العمل في البيئة المفتوحة بمختمف قطاعاتو من
شأنو أن يدر ربحا ماليا ،يستفيد من خاللو المحكوم عميو من منح مالية لسد حاجياتو من
جية وادخارىا لما بعد اإلفراج عنو.
72
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
ىذا وأن إكتساب الخبرات المينية من العمل تساعده في إيجاد العمل بعد اإلفراج
عنو كذلك ،عمى اعتبار أن ظروف العمل داخل البيئة المفتوحة ال يختمف عن ظروف
العمل خارج المؤسسة العقابية 1،وتجدر اإلشارة إلى أن معظم المشاكل التي تواجو المفرج
عنو ،ناجمة عن اختالف نظرة المجتمع إليو،الذي يراوده الشك في مدى تأىيمو واصالحو،
خاصة بعد أن أمضى فترة طويمة داخل السجن ،أين اقتصرت معامالتو مع السجناء،
لذلك يؤكد عمماء العقاب ،أن نظام مؤسسات البيئة المفتوحة يعد ىمزة وصل بين المجتمع
2
والمحبوس.
-1عيوب مؤسسة البيئة المفتوحة:
بالرغم من المزايا الكثيرة التي تتمتع بيا ىذه المؤسسة إال أنو يمكن القول عنيا أنيا تقمل
وتضعف من القيمة ا لرادعة لمعقوبة وتحيل من دون تحقيق الغاية المنشودة من تسميطيا
عمى المحكوم عميو ،حيث أن قيمة الردع تقل مع التسامح والتساىل .كما أنيا تساعد عمى
اليروب كونيا تطبق في مراكز فالحية ومؤسسات صناعية مفتوحة غير مزودة بعوائق وال
3
حواجز.
إالّ أن ىذه العيوب ال تق مل من دور مؤسسات البيئة المفتوحة ،عمى اعتبار أن
النزالء المستفيدين من ىذا النظام يختارون ممن لدييم استعداد لمتأىيل وبعد دراسة
وفحص يمكن معو الوقوف عمى معالم شخصية المحكوم عميو وتحديد مدى قدر الثقة
التي يمكن أن توضع فيو ،وبالنسبة لعدم ردع العقوبة نتيجة المعاممة الحسنة داخل
مؤسسة البيئة المفتوحة ،فيمكن القول أن الردع العام لمعقوبة يتحقق بنطق بالعقوبة وليس
4
بطريقة تنفيذىا ،كما أن الردع الخاص يتحقق بمجرد سمب الحرية.
73
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
1محمد صبحي نجم :المدخل إلى عمم اإلجرام وعمم العقاب الطبعة الثانية 1988ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر
ص .76
74
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
عن سنتين ،كما تخصص إلستقبال المحبوسين الذين بقي إلنقضاء مدة عقوبتيم سنتان
1
او أقل والمحبوسن إلكراه بدني.
-02مؤسسة إعادة التربية :التي نجدىا بدائر ة إختصاص كل مجمس قضائي
وتخصص إلستقبال المحبوسين مؤقتا والمحكوم عمييم نيائيا بعقوبة سالبة لمحرية تساوي
أوتقل عن 05سنوات ومن بقي منيم إلنقضاء عقوبتو خمس سنوات أو أقل وكذلك
والمحبوسن إلكراه بدني.
-03مؤسسة إعادة التأهيل :ىي مخصصة لحبس المحكوم عمييم نيائيا بعقوبة الحبس
لمدة تفوق خمس سنوا ت وبعقوبة السجن وكذلك المحكوم عمييم معتادي اإلجرام والخطرين
ميما تكن مدة العقوبة المحكوم بيا عمييم وكذلك المحكوم عمييم باإلعدام.
ثانيا :المراكز المتخصصة :وتنقسم إلى قسمين
-01مراكز متخصصة لمنساء :ىي مخصصة إلستقبال النساء المحبوسات مؤقتا
والمحكوم عميين نيائيا بعقوبة سالبة لمحرية ميما تكن مدتيا،كذلك المحبوسات إلكراه
البدني.
-02مراكز متخصصة لألحداث :ىي متخصصة إلستقبال األحداث الذين تقل اعمارىم
عن 18سنة المحبوسين مؤقتا والمحكوم عمييم نيائيا بعقوبة سالبة لمحرية ميما كانت
مدتيا.
كما ان نظام البيئة المغمقة ىو اكثر االنظمة العقابية إستعماال في النظام الجزائري ومرجع
ذلك النسبة العالية لمعقوبات القصيرة المدة الي تصدر عن المحاكم الجزائية سنويا والتي
اليمكن معيا تسطير عالج عقابي يتماشى والمفيوم المتعارف عميو ليذه العممية وقد
نظمت و ازرة العدل ندوة وطنية إلصالح العدالة يومي 28و 29مارس 2005عمى شكل
1طاشورعبد الحفيظ :دور قاضي قاضي تطبيق األحكام القضائية الجزائية في سياسة إعادة التأىيل اإلجتماعي في
التشريع الجزائري طبعة 2001ص239
75
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
ورشات أىميا ورشة إصالح المنظومة العقابية والتي أوصت في ختام إنشغاليا ببناء
مؤسسات عقابية وفق المعايير الدولية الحديثة تضمن الظروف اإلنسانية لإلحتباس واعداد
خريطة عقابية تراعي نشاط الجيات القضائية والجانب الديمغرافي وتصنيف المساجين
1
واخراج السجون من الوسط العمراني.
الفرع الثاني :أساليب المنتهجة في إعادة إصالح السجين :من أجإلعادة إصالح
السجين وتسييل عممية تأىيمو وادماجو إجتماعياإعتمد المشرع الجزائري مجموعة من
2
األساليب التي من شأنيا إنجاح العممية وأىميا
تصنيف المحبوسين:
-01أ /حسب الجنس :يتم ترتيب المحبوسات النساء دون غيرىن من المحبوسين الرجال
بجناح خاص منعزل عن جناح الرجال واليمكن ألي كان الدخول إلى ىذا األخير ميما
كانا ألمر إال لمضرورة القصوى أو القوة القاىرة.
-02ب /حسب السن :يتم ترتيب المحبوسين حسب سنيم كما يمي (جناح األحداث ،
جناح الجانحين البالغين من 18إلى 27سنة ،جناح الكيول)
-03حسب الوضعية الجزائية :ونميز في ىذا الصدد بين فئتين:
الفئ ــة األولى :تتمثل في المتيمون حيث يخصص في كل مؤسسة جناح خاص
بالمحبوسين المتيمين وىم:
(المتمبسون بالجنح ،فئة التحقيق ،المحالون أمام محكمة الجنايات ولم يحاكموا بعد ،
المستأنفون ،الطاعنون بالنقض)
1مجمة رسالة اإلدماج ،المديرية العامة إلدارة السجون واعادة اإلدماج ،العدد الثاني سنة،2005دار اليدى لمطباعة
والنشر ص .17
2محمد صبحي نجم ، :مرجع سابق ،ص .76
76
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
الفئ ــة الثانية :المحكوم عمييم و ىم المحبوسين الذين صدرت في حقيم عقوبات سالبة
لمحرية نيائيا ال مجال فييا لإلستئناف و الطعن والنقض ،و ىم ممزمون بارتداء المباس
1
العقابي دون غيرىم من المتيمين.
-1د :حسب خطورة الجريمة
حيث يمكن أن تخصص بمؤسسات إعادة التربية و كذلك مؤسسات إىادة التأىيل
أجنحة مدعمة أمنيا الستقبال المحبوسين الذين لم تجد معيم طرق إعادة التربية المعتادة
2
ووسائل األمن العادية ،وذلك وفقا لنص المادة 28فقرة 4من قانون تنظيم السجون.
فالمنطق يقتضي عدم الجمع بين المحبوسين الذين ارتكبوا الجرائم الماسة بأمن
الدولة أو جرائم القتل أو الجرائم المتعمقة بالمخدرات مثال ،مع غيرىم من المحبوسين
الذين ارتكبوا جرائم السرقة أو الضرب و الجرح ،و ذلك لتفادي العقاب التي تترتب عن
3
ىذا الجمع من جية ،و تسييال لعممية إعادة التربية من جية أخرى.
-1و :حسب قدرة تحسين حالتيم :يتم تصنيف المحبوسين حسب قابمية كل محبوس
لمتحسن و االستجابة لبرنامج إعادة اإلدماج ،و ذلك من خالل سوابقو القضائية،
فالمبتدئون الذين ارتكبوا جريمة لممرة األولى نظ ار لكونيم أكثر مرونة و تقبال لمتأثير
اإليجابي المتمثل في إعادة إدماجيم ،لذلك توجو إلييم معاممة خاصة بحيث يتم وضعيم
في أجنحة خاصة بيم ،أما اإلنتكاسيون فيوضعون أيضا في جناح خاص بيم و ىو ما
نصت عميو المادة 49من قانون تنظيم السجون بنصيا" :يفصل المحبوس المبتدئ عن
باقي المحبوسين ،و يتم إيواؤه وفق شروط مالئمة".
1عبد اهلل خميل و د – أمير سالم :قوانين و لوائح السجون في مصر ،الطبعة األولى ،مركز الدراسات و المعمومات
القانونية لحقوق اإلنسان ،القاىرة ،مصر1990،
2المادة 89من قانون تنظيم السجون
3عبد اهلل خميل و د ،المرجع السابق ،ص 98
77
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
و بالتالي فإن ىذه التصنيفات ليا أىمية قصوى في تسييل تنفيذ برنامج إعادة التربية
من جية و من جية أخرى فإن اليدف من تطبيق العقوبة داخل المؤسسات ذات البيئة
المغمقة ىو تربية المحبوس و تنمية قدراتو و مؤىالتو الشخصية و الرفع المستمر من
مستواه الفكري و األخالقي و كذلك إحساسو بالمسؤولية و بعث الرغبة فيو لمعيش في
المجتمع في ظل احترام القانون ،ىو اليدف الذي نصت عميو المادة 88من قانون تنظيم
السجون.
وألجل تحقيق ىذا اليدف ألزم قانون تنظيم السجون بضرورة توفر كل مؤسسة
عقابية سيما ذات البيئة المغمقة عمى مربون و أساتذة و مختصون في عمم النفس و
مساعدات و مساعدون اجتماعيون يوضعون تحت سمطة المدير و يباشرون مياميم تحت
رقابة قاضي تطبيق العقوبات ،حيث يكمف المختصون في عمم النفس و المربون العاممون
في المؤسسة العقابية بالتعرف عمى شخصية المحبوس ،و رفع مستوى تكوينو العام
ومساعدتو عمى حل مشاكمو الشخصية و العائمية ،و تنظيم أنشطتو الثقافية و التربوية و
الرياضية ،و عميو توكل ليم ميمة إعادة إدماج المحبوسين وفقا لبرامج عامة معدة سمفا،
1
طبقا لممادة 91من قانون تنظيم السجون.
و من أجل تدعيم عممية إعادة إدماج المحبوسين اجتماعيا ضمن نظام البيئة المغمقة ،فقد
نصت المادة 90من نفس القانون عمى أنو ":تحدث في كل مؤسسة عقابية مصمحة
مختصة ميمتيا ضمان المساعدة اإلجتماعية لممحبوسين /و المساىمة في تييئة و تسيير
إعادة إدماجيم إجتماعيا".
78
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
79
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
يحمميا عن نفسو و التي نمت لديو داخل السجن ،مما يبعث ثقة لديو تؤىمو لمتأقمم مع
1
ىذه مشاكل وال عقد نقص إتجاه اآلخرين و تساىم في إعادة إندماجو في المجتمع.
-ميارات اإلتصال الجسمي:
و تقوم عمى وضع السجين في حالة استرخاء تام فوق أريكة و دعوتو لمتخمي عن األفكار
المزعجة و المقمقة ،حتى يتم إدخال أفكار سارة في تفكير المسجون باإلستعانة بالصور
الجميمىة و الموسيقى المريحة مع قيام اإلخصائي بتمرير يده من حين آلخر عمى جبيتو
أو يديو لتحسس الح اررة المتدفقة إلييا .
-ميارات االتصال الجماعي:
حيث يقوم اإلخصائي النفساني باصطحاب سجين أو أكثر لحضور الخطب و الدروس
الدينية التي يمقييا إمام منتدب من طرف مديرية الشؤون الدينية داخل السجن بما
يساعدىم عمى تحسين سموكيم و اإللتزام بتعاليم دينيم في السجن ،كما يقوم بزيارات إلى
مختمف أجنحة السجن لموقوف عمى المشاكل الشخصية و االجتماعية لممساجين من
خالل محاورتيم و مشاركتيم بعض األلعاب و الجموس معيم في الفناء و في أوقات
تناول الوجبات الغذائية ،فيحاول خمق جو من التآخي و التفاىم بينيم .و بالنسبة
لممساجين الطمبة و الممتينين ،يعمل األخصائي عمى تزويدىم بنصائح تخص كيفية
مراجعة الدروس و االستفادة منيا و التحضير لالمتحانات دون خوف ،كما يقوم
باإلتصال بأىالي المساجين خالل محادثتيم فيتعرف عمى طرق التعبير لدى المساجين
2
من محيطيم األصمي وكذا سموكيم أمام أوليائيم فيقدم ليم بعض .
ولتحديد معنى البيئة المغمقة البد من التطرق إلى مميزاتيا .
1امزيان وناس :دور األخصائي النفساني بالوسط العقابي ،مقال منشور بمجمة رسالة اإلدماج ،العدد الثاني ،ص 28
2أمزيان وناس ،المرجع السابق ،ص 28
80
الفصل الثاني :دور االنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
81
خـاتمــــــــــة
خامتــــــــــة
82
خـاتمــــــــــة
خـاتمــــــــــة:
لقد عرف العصر الحديث تطورات في شتى الميادين بما فييا المجال القانوني
من أجل القضاء عمى الجريمة ،فاجتمعت جميع المجيودات واالجتيادات فيما بينو
بما يعرف بالسياسة الجنائية ،التي أول من وضع مفيوم ليا األلماني فويرباخ فيي
مجموع الوسائل التي يمكن اتخاذىا في وقت ما في بمد ما من أجل مكافحة اإلجرام فيو
،ونجد أن المشرع الجزائري وسعيا منو في مواكبة التطورات قد سن القانون 50 -50
المتعمق بتنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي لممحبوسين ،فوضع بذلك العديد
من األساليب والطرق التي تعمل عمى إصالح المجرم واعادة إدماجو.
فنالحظ من خالل دراستنا أن المشرع الجزائري استحدث ميكانزمات جديدة بيدف
الحد من الظاىرة اإلجرامية من جية ومن جية أخرى تسييل إعادة إدماج المحبوسين
في المجتمع ومن بين ىذه األنظمة نجد نظام الحرية النصفية و نظام اإلفراج المشروط
،وكذلك نظام الورشات الخارجية ،باإلضافة إلى نظام إيقاف تنفيذ العقوبة.
ولكن بالرغم من الجيود المبذولة من طرف الدولة لتحقيق ىذه الغاية ،إال أن
ما يأرق العديد من الباحثين ىو مشكل العود إلى الجريمة واألساليب الحقيقية التي تدفع
بالمفرج عنو حديثا إلى العودة إلى إجرامو خاصة بالنسبة لفئة الشباب واألحداث في
جرائم اإلدمان والمخدرات والنساء في جرائم اآلداب العامة .
ما دعى بالعديد من الفقياء البحث عن بدائل ليذه العقوبات خاصة السالبة
لمحرية قصيرة المدة لما فييا من مساوئ ببدائل تكون أنجع إلصالح المجرم ومنعو من
العودة إلى إجرامو ،كما دعوا إلى االىتمام أكثر بكل مجرم ودراسة حالتو عن حدى
من أجل تطبيق العقوبة األنسب التي تيدف بالدرجة األولى إلى إصالحو واعادة
إدماجو وجعمو فردا صالحا في المجتمع واعطاء اىتمام لمعائد بعد انقضاء العقبة
إلعادة إدماجو في المجتمع ،وكذا االىتمام باألحداث وخمق أماكن متخصصة لمترفيو
83
خـاتمــــــــــة
84
خـاتمــــــــــة
85
المصــادر و المــراجــع
املصادر واملراجع
86
المصــادر و المــراجــع
المصــادر و المــراجــع
القوانين واألوامر -I
.1األمر رقم 278-65المؤرخ في 16نوفمبر ، 1965المتضمن التنظيم القضائي
(ممغى)
.2قانون رقم 04-05مؤرخ في 06فبراير 2005يتضمن قانون تنظيم السجون
واعادة اإلدماج االجتماعي لممحبوسين ، .الجريدة الرسمية العدد ، 12المعدل
والمتمم لمقانون 18/01المؤرخ في 012018/30الجريدة الرسمية العدد 5الصادرة
في 1 2018/01/30
.3قانون رقم 04/05المؤرخ في 06فبراير 2005المتضمن قانون تنظيم السجون
واعادة اإلدماج اإلجتماعي لممحبوسين
.4قانون رقم 01/09المؤرخ في 2009/02/25:المعدل لألمر رقم ،156/66ج ر
عدد 15بتاريخ .2009/03/08
مراسيم رئاسية : -II
.5مرسوم رقم ،128-63يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة العدل ،الجريدة
الرسمية ،عدد ،23صادرة في . 1963/04/19
.6مرسوم رقم ،282-65يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لو ازرة العدل ،الجريدة
الرسمية عدد ،96صادرة في .1965/11/13
.7المرسوم رقم 35-72المؤرخ في ،1972/02/10المتضمن إنشاء لجنة التنسيق
الخاصة بإعادة تربية المساجين وتشغيمهم .
.8المرسوم رقم 36-72المؤرخ في ،1972/02/10المتعمق بمراقبة المساجين
- وتوجيههم .
87
المصــادر و المــراجــع
88
المصــادر و المــراجــع
89
المصــادر و المــراجــع
.27محمد عبد ولد محمدن الشنقيطي ،مقال بعنوان أنواع العقوبات البديمة التي
تطبق عمى الكبار ،ممتقى اإلتجاهات الحديثة في العقوبات البديمة ،المممكة العربية
السعودية.
.28محمود نجيب حسني ،دروس في عمم اإلجرام والعقاب ،دار النهضة العربية
القاهرة 1982 ،
.29ياسر أنور عمي ،المدخل إلى دراسة القانون الجنائي ،القاهرة ،دار االسكندرية
لمنشر والتوزيع ، 1967 ،
-IVالمجالت والمطبوعات :
.30امزيان وناس :دور األخصائي النفساني بالوسط العقابي ،مقال منشور بمجمة
رسالة اإلدماج ،العدد الثاني 2006
.31مجمة رسالة اإلدماج :المديرية العامة إلدارة السجون واعادة اإلدماج ،العدد
الثاني سنة، 2005دار الهدى لمطباعة والنشر.
.32مجمة رسالة اإلدماج :المديرية العامة إلدارة السجون واعادة اإلدماج ،العدد
الثاني سنة، 2005دار الهدى لمطباعة والنشر.
90
فهرس المحتويات
البسممة
الشكر والعرفان
االهداء
أ-ج مقدمة
الفصـــــــل األول :ماهية السياسة العقابية في الجزائر
54 المبحـــــث األول :تطور السياسة العقابية في الجزائر
54 المطـلــــب األول :مرحمة االحتالل الفرنسي ()0851 -0725
55 المطلب الثاني 9مرحمة ما بعد االستقالل
02 المبحـــث الثانـي :تطور مفهوم العقـوبة
02 المطـلـــب األول :مفهوم العق ـ ــوبة
15 المطلب الثاني :تقسيــم العق ـ ـ ـ ـ ــوبات
الفصـل الثاني :دور األنظمة العقابية الحديثة في معالجة الجريمة في الجزائر
31 المبحـــــث األول :األنظمة العقابية الحديثة
32 المطـلــــب األول :نظام اإلفراج المشروط ونظام الحرية النصفية
47 المطلب الثاني :نظام الورشات الخارجية
53 المبحث الثانـي :المؤسسات العقابية في إصالح وادماج المحبوسين
53 المطلــب األول :المؤسسات العقابية المفتوحة
63 المطلب الثانـي :المؤسسة العقابية المغمقة
72 الخـــــــــاتمـــــة
76 المصادر والمراجع
الفهرس
92