You are on page 1of 8

‫مقدمة‪:‬‬

‫إن الجريمة ظاهرة اجتماعية ارتبطت باإلنسان وعرفت منذ وجوده وتطورت وتعق دت أش كالها وتن وعت مناهجه ا ووس ائلها م ع ت ق دم‬

‫المجتمع ات وتطوره ا‪ .‬و نظ را لم ا تخلف ه ه ذه الظاهرة من أض رار على الدول ة بص فة عام ة ك انت وال ت زال مح ل اهتم ام الع دي د من الب‬

‫احثين والدراسيين ورجال القانون سعيا منهم في معالجتها والقضاء عليها‪.‬‬

‫وتعتبر السياسة العقابية باإلضافة إلى السياس ة الوقائي ة ف رع من ف روع السياس ة الجنائي ة‪ ،‬حيث تهتم األ ولى بتنفي ذ ج زء من الس ياس ة‬

‫الجنائي ة و المرتب ة أساس ا بالق انون الجن ائي و المسطرة الجنائي ة باعتب ارهم ا آلي تين ‪.....‬في تح دي د دور الف ع ل اتج اه الج ريم ة‪ ،‬وهي‬

‫أيض ا‬

‫السياسة العقابية – التتمة المنطقية لدراسة النظرية العامة للجريمة‪ ،‬إذ ب دون ج ريم ة ال مج ال للح ديث عن الج زاء الجن ائي‪ ،1‬وهي مجموع ة من‬

‫التصورات والتوجهات العقابي ة ال تي تراه ا الدولة مناسبة في فترة زمنية مح ددة لمكافح ة الج ريم ة ومع اقب ة مرتكبي ه ا‪ ،‬حيث يتم تح دي ده ا‬

‫وصياغتها في نص وص وقواع د قانوني ة من ط رف الس لطة التش ريعية على أن يتم تطبيقه ا وتنفيذها من طرف المؤسسة القضائية و اإلدارية‬
‫‪2‬‬
‫المختصة بذلك‪.‬‬

‫وقد مرت السياس ة العقابي ة ب المغرب مجموع ة من األح داث و الوق ائع ف المغرب قب ل ‪ 1913‬لم يكن يعف تقنينا جناءيا بالمفهوم‬

‫الوصفي و إنم ا ك انت أحك ام الش ريعة أن ذاك‪ .‬لكن بعد ف رض الحماي ة على المغ رب ب دأت حين ص در ظه ي ر ‪ 12‬غش ت ‪ 1913‬ي‬

‫أمر بتط بيق الخاضعين إلى اختصاص هذه المحاكم وبعد حصول التش ريع المغ ربي‪ ،‬فتم إص دار الق ان ون الجن ائي في ‪ 26‬نون بر النص وص‬

‫الجنائي ة المقارن ة وخاص ة الق انون الجن ائي الفرنس ي كم ا استفاد ‪ .....‬القانون الجنائي من الدراسات الحديث ة في مج ال الع دال ة الجن ائي ة‬

‫وعل وم اإلج رام والعقاب في نهج سياسة عقابية حديثة تتالءم مع خصوصيات المجتمع المعاصر‪.‬‬

‫كما ان موضوع السياسىة العقابية له أهمية بالغة كونها تسعى إلى ض مان فعالي ة قواع د التج ريم والعق اب وف ق خ اص ي تي التن اس ب‬

‫والتماث ل بين الج رم الم رتكب والعقوب ة الم رتكب‬

‫‪ -1‬سكرى يوسف محمد‪ ،‬بدائل العقوبات السالبة للحرية في ضوء اإلتجاهات الجنائية‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬عدد ‪،31‬مجلد األول‪ 2016 ،‬ص ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ 2 -‬محمد اإلدريسي العلمي المشيشي‪ ،‬لسياسة التجريم الواقع واألوقاف‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬قراءات في المادة الجنائية‪.‬‬
‫والعقوبة المقررة له ودائما في إطار السلطة المخولة للقاضي في تفريد العقوب ة م ا بين ح دها األقصى واألدنى وذلك بالش كل ال ذي يحق ق ال ردع‬
‫ومن خالل م ا س بق يمكن ط رح اإلش كالية التالية‪:‬‬

‫ما هي التحديات والعراقيل التي تواجهها السياسة العقابية في إعادة اإلدماج؟‬

‫وسنقوم بمعالجة هذه اإلشكالية من خالل التصميم التالي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬وقائع السياسة العقابية بالمغرب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التحديات والتوجيهات الحديثة للسياسة العقابية بالمغرب‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬واقع السياسة العقابية بالمغرب‬

‫يتضح من خالل الفصل ‪ 14‬من القانون الجنائي أن العقوب ات إم ا أن ت ك ون أص لي ة أو إض افي ة وال ف رق بينهم ا ه و أن األ ولى يج‬

‫وز الحكم ب ه ا وح ده ا دون أن تت وق ف على الحكم بعق وب ة أخ رى ونح و ذل ك عق وب ة اإل ع دام والس جن الم ؤب د أو الم ؤقت والحبس‬

‫واإلعت ق ال والغرام ة‪ ،‬أم ا العق وب ة اإلض افي ة ال يمكن الحكم ب ه ا وح ده ا وإنم ا تخ اف ل زوم ا إلى عق وب ة أص لية من ذل ك عقوب ة الحج ر‬
‫‪3‬‬
‫القانوني والتجريد من الحق وق الوطني ة والحرم ان النه ائي من المعاشات التي تصرفها الدولة ونشر الحكم الصادر باإلدانة‪.‬‬

‫وتج در اإلش ارة إلى أن ه رغم تن وع العقوب ات في الق انون الجن ائي المغ ربي وكترته ا يالحظ إرتف اع متزاي د في مع دل الجريم ة‪،‬‬

‫وهو ما يعادل على أن العقوبات المنص وص عليه ا في القانون الجن ائي المغ ربي ال يتحق ق غرض ه ا في ال ردع والح د الج رائم‪ ،‬خ اص ة‬

‫عقوب ة اإلعدام )الفقرة األولى( والعقوبات السالبة للحرية قص ي رة الم دة )الف ق رة الث اني ة( بإعتب ارهم ا يطرح ان مجموع ة من اإلش كاالت على‬

‫جميع األعمدة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إشكالية عقوبة اإلعدام‬

‫تعتبر عقوبات اإلعدام من أقدم العقوب ات الجنائي ة وأش دها جس امة في تس لب المحك وم عليه حقه في الحياة‪ ،‬ولذلك ظلت تعلو قيم ة‬

‫الهرم في األنظمة العقابي ة المقارن ة‪ ،‬وق د أث ارت هذه العقوب ة ج دال علمي ا ‪ ..‬فقهي ا بين مؤي د وم ع ارض‪ ،‬ومتحمس ومتح ف ظ‪ ،‬ومم ا أجج‬

‫النق اش والج دل العلمي حوله ا تن امي ثقاف ة حق وق اإلنس ان وإرس اء أس س الديمقراطي ة والحري ة‪ ،‬والمطالبة بتك ريم اإلنس ان وت أمين‬

‫حق ه في الحي اة‪ ،‬وم ا ت رتب عم ذل ك من عولم ة المع ايير الدولية للحريات والحقوق اإلنسانية فال غرابة إذن إن عم دت العدي د من ال دول‬

‫إلى مراجع ة موافقتها إزاء هذه العقوبة بالذات‪ ،‬فبادرت العديد منها إلى إلغائها كلية‪ ،‬ومنه ا من ع زف عن تنفيذ األحكام الص ادرة به ا‪ ،‬ومنه ا من‬

‫ال يزال يطبقها إلى يومنا هذا وقد سلك المشرع الجنائي المغربي مسلك التش ريعات العقابي ة الخاص ة بمعظم بل دان الب ل دان الع ربي ة اإلس المي ة‬

‫والبل دان النامية‪ ،‬ال تي تق رر ه ذه العقوب ة وينص عليه ا في قض ايا تش ريعاتها الجزائي ة‪ ،‬فهي أص لية‬

‫‪ - 3‬محمد إبن براهيم بن عبد العزيز الربدي‪ ،‬الوقاية من الجريمة بين الوقاية الموقفية واإلجتماعية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬الرياض‪ ،‬ص ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫لبعض الجرائم الخطرة كالجرائم الماسة بأمن الدول ة ال داخلي والخ ارجي واإل ره اب‪ ،‬والقت ل العم د الم ق ت رن ب ظ روف التش دي د‪ ،‬وجن اي ة‬
‫التس ميم )ف ‪ 398‬ق‪ ،‬ج‪ /..‬والت ع ذيب الب دني أللش خ اص المخ ط وفين أو المقب وض ين أو المحب وس ين أو المحتج زين )ف ‪ 438‬ق‪،‬‬
‫ج( وإضرام النار عمدا في محل مس ك ون أو م ع د للس كن و الم ؤدي لل وف اة ) ف ‪ 580‬و‪ 584‬ق‪ ،‬ج( وعرقل ة الم رور ال ذي ي ؤدي إلى‬
‫قت ل إنس ان )ف ‪ 590‬ق‪ ،‬ج( واختط اف القاص ر ال ذي يتسبب في موته )ف ‪ 474‬ق‪ ،‬ج(‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أزمة العقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة‬

‫إن القواع د واألحك ام المتعلق ة بالعقوب ة الس البة للحري ة هي منظم ة بمقتض ى ال ق ان ون الجن ائي‪ ،‬والق انون رقم ‪ 98/23‬المتعل ق‬
‫بتنظيم وتس يير المؤسس ات الس جنية الص ادر بت اريخ ‪ 25‬غشت ‪1999.‬‬

‫وعقوب ة الس جن هي مق ررة بالنس بة للجناي ات‪ ،‬وهي إم ا أن تك ون مؤب دة وهي أقس ى العقوبات الس البة للحري ة أو مؤقت ة من‬

‫خمس سنوات إلى ثالثين سنة )ف ‪ 16‬ق‪ .‬ج(‪.‬‬

‫وتنفذ عقوبة السجن داخل سجن مركزي مع اإلنفراد بالليل كلما سمح المكان بذلك وم ع الشغل اإلجباري فيما عدا حالة ثبوت عجز ب دني‪،‬‬

‫وال يمكن مطلقا للمحكوم علي ه بالس جن أن يشتغل في الخارج قبل أن يقتضي عشر س نوات من العقوب ة إذا ك ان محك وم ا علي ه ب الس جن‬

‫المؤبد‪ ،‬أو قبل أن يقضي ربع العقوبة إذا كان محكوما عليه بالسجن المؤقت )ف ق‪ .‬ج(‪.‬‬

‫ه ذا وتحت ل العقوب ة الس البة للحري ة بص فة عام ة مكان ة متم ي زة في الن ظ ام الع ق ابي المغ ربي‪ ،‬على غ رار الع دي د من التش‬

‫ريعات المق ارن ة‪ ،‬فهي تهيمن على العق وب ات الجن ائي ة‪ ،‬وكم ا يكرس ها المش رع الجن ائي‪ ،‬يحتض نه ا ويطبق ه ا القض اء في معظم القض اي ا‬

‫الجنائي ة ال تي تصدر بشأنها أحكام باإلدانة‪ ،‬دونما إعتبارها ينجم عنها من انعكاسات وتداعيات سلبية‪.‬‬

‫وإذا كان النظام العقابي ببالدنا قد عرف في الس نوات األخ يرة تط ورا ال يمكن تجاهل ه في اتجاه ‪ ..‬وض عية اإل دماج‪ ،‬م ع تب ني سياس ة‬

‫اإلنفتاح وفك العزلة عن فضاء الس جن وتكس ير قالعه المحصنة‪ ،‬من خالل التواصل مع الفاعلين الحقوقيين والرأي ال ع ام بص ف ة ع ام ة‪ ،‬ف إن ه‬

‫مع ذلك كله‪ ،‬فإن وضعية السجون ببالدن ا م ا ت زال تع اني من مظ اهر الخل ل على مس توى‬
‫التدبير والتسيير‪ ،‬فض ال عن ‪ ...‬وإكراه ات واقعي ة أخ رى تح ول دون تنفي ذ ب رامج الت أهي ل واإل دماج‪ .‬وفي م ق دمته ا ظ اه رة‬

‫االكتظ اظ م ع م ا ي ترتب عليه ا من انعكاس ات س لبية جه ة تنعكس على مس توى ظ روف عيش الس جناء‪ ،‬وإستش راف ظ واهر منحرف ة بينهم‬

‫وتزايد حاالت العود لديهم‪ ،‬هذا فضال عن النقص الملحوظ في عدد الموظفين واألطر الع املين بالمؤسس ات السجنية‪ ،‬مقاب ل الكم الهائ ل للمعتقلين‬
‫‪4‬‬
‫اإلحتياطيين والسجناء‪.‬‬

‫‪ - 4‬نورالدين العمراني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪222-223. :‬‬


‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗﺣدﯾﺎت واﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب‪.‬‬
‫ﺳوف ﻧﺗطرق ﻓﻲ ھذا اﻟﻣطﻠب اﻟﻲ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﺟﻧﯾﺔ ﻓﻲ( ﻓﻘرة اوﻟﻰ) اﻟﻲ اﻟﺗوﺟﮫﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ‬
‫(ﻛﻔﻘرة ﺛﺎﻧﯾﺔ)‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﺟﻧﯾﺔ‪.‬‬


‫أن ﺗﺷﺧﯾص واﻗﻊ اﻟﺳﺟون ﺑﺎﻟﻣﻐرب رھﯾن ﺑوﺿﻊ ﻣؤﺷرات ﻟﺗﻘﯾﯾم واﻗﻊ اﻻﻛﺗظﺎظ اﻟذي أﺻﺑﺢ ﻣﺣل‬
‫ﺣﻘوﻗﻲ‬
‫وﻗﺎﻧوﻧﻲ ‪ ،‬وھو اﻷﻣر اﻟذي ﺣذر ﻣﻧﮫ ﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺣﯾﻧﻣﺎ وﺻف وﺿﻌﯾﺔ اﻟﺳﺟﻧﺎء واﻟﺳﺟﯾﯾﻧﺎت‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﺑﺎﻟﻣﺗﺄزﻣﺔ واﻟﺧطﯾرة ‪ ،‬ﻣﻌﺗﺑرا أن ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮫﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻠﻣﺗﮫﻣﯾن واﻟﻔﺎﻋﻠﯾن ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾرﺗب آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ وﻣن‬
‫ﺑﯾﻧﮫﺎ ﻓﺷل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﯾث ﺗﺗطﻠب ھذه اﻷﺧﯾرة ﺗوﻓﯾر إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣن ﺑﯾﻧﮫﺎ ﻣﻛﺎن ﻓﺳﯾﺢ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﻧزﻻء ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ‬
‫ﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ وﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺎ ﻣﻊ إﺧﺗﯾﺎر ﺑراﻣﺞ ﺗﺄھﯾﻠﯾﺔ ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺧﺻوﺻﯾﺎت ﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ‪ ،‬وھذا اﻻﻣﺗداد‬
‫ﯾﻌﺗﺑر ﺳﺑﺑﺎ ﻣﺑﺎﺷرا ﯾﺣول ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ وﺑﯾن أي ﺟﮫد ﯾﻣﻛن ﺑذﻟﮫ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل إﺻﻼح وﺗﺄھﯾل اﻟﺳﺟﻧﺎء‬
‫ﻻن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫذا اﻟدور ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻷﻛﻣل ﯾﺗطﻠب وﺟود ﻋدد ﻣﺣدود ﻣن اﻟﺳﺟﻧﺎء ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟطﺎﻗﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﺑﯾﺔ ﻟﻛل ﻣرﻛز‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬اﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ‪.‬‬


‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ذﻟك اﻷﺳﺎس اﻟذي ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ‪ ،‬وﯾﺣدد أﻓﺿل أﺳﺎﻟﯾب ﺗﻧﻔﯾذه ﻟﺗﺣﻘﯾق ھذه اﻷﻏراض‪ ،‬اﻟﻧﺟﺎح ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟظﺎھرة اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘﺎﺑﻲ ‪ ،‬ﯾﺗوﻗف ﻓﻲ ﻧﮫﺎﯾﺔ اﻷﻣر أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ طرق اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ داﺧل‬
‫وﺧﺎرج اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ وﻣدى ﻗدرﺗﮫﺎ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗﺄھﯾل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وإذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻘوﺑﺔ ھﻲ ﻧوع ﻣن اﻻﻟم ﯾﻌﺎدل وﯾﻛﺎﻓﺊ ﻣﺎ ﻗد وﻗﻊ ﻣن ﺟرم ھﻲ‬
‫اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺟزاء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟواﻗﻊ اﻟﺟرﻣﻲ ﻛﺷف ﻋﻠﻰ ﻗﺻور ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟزاء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ردع وﺗﻘﻠﯾص اﻟظﺎھرة‬
‫اﻹﺟراﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻟذا ﻛﺎن ﻣن اﻟواﺟب اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻧﻣط آﺧر ﻟﻠﺟزاء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺳواء أﻛﺎﻧت ﺗداﺑﯾر وﻗﺎﺋﯾﺔ أو ﻋﻘﺎﺑﯾﺔ أم ﻋﻼﺟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ظﮫرت ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻣدرﺳﺔ‬
‫اﻟوﺿﻌﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻠﻛﺷف ﻋن ھذه اﻟﺗوﺟﮫﺎت ﺳﻧﺧص اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺛم اﻟﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪ :‬ﺑرھﻧت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أزﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻟذا ﻋﻣﻠت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻋﻠﻰ إﻗرار ﺑداﺋل‬ ‫●‬
‫ﺟدﯾدة ﻟﻠﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ذات اﻷﻣد اﻟﻘﺻﯾر ﻛﺧﯾﺎر اﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﯾﻌول ﻋﻠﯾﮫ ﻟﺗﺧطﻲ ﻓﺷل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﻟﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﻋﻣل اﻟﻣﺷرع‬
‫ﻋﻠﻰ إﻗرار ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑداﺋل ﻟﻠﻌﻘوﺑﺎت ﻣن ﺧﻼل ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ‪ 13-10‬واﻟﺗﻲ ﻋرﻓﮫﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة ‪ 8211‬ﺑﺄﻧﮫﺎ ﺗﻠك‬
‫اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻛم ﺑﮫﺎ ﻓﻲ ﻏﯾر ﺣﺎﻻت اﻟﻌود ﻛﺑدﯾل ﻟﻠﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ اﻟﺿﺑطﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻷﺟل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﮫﺎ ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻻ ان ﺗطﺑﯾﻘﮫﺎ رھﯾن ﺑﺗواﻓر ﺑﻌض اﻟﺷروط ‪ ،‬ﻛذﻟك ﻧﺟد اﻟﻐراﻣﺔ‬
‫اﻟﯾوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺟﺎزھﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑدﻻ ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑﺳﯾﺔ وھﻲ ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﺗﺣدده اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋن ﻛل ﯾوم ﻣن اﻟﻣدة اﻟﺣﺑﺳﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣدﺗﮫﺎ‬
‫ﺳﻧﺗﯾن ﺣﺑﺳﺎ ‪ ،‬وﺗم ﺗﺣدﯾدھﺎ ﻓﻲ ﻣﺑﻠﻎ ﯾﺗراوح ﻣﺎ ﺑﯾن ‪ 100‬و ‪ 7000‬درھم‪.‬‬

‫واﻹﺷﺎرة ﻓﻘط ﻓﺈن ھذه اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻻﺗطﺑق ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ ﺣدﺛﺎ ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻧﺟد أن‬
‫ﻣن ﺑﯾن ھذه ﺗﻘﯾﯾد ﺑﻌض اﻟﺣﻘوق او ﻓرض ﺗداﺑﯾر رﻗﺎﺑﯾﺔ أو ﻋﻼﺟﯾﺔ وھﻲ ﻧوع ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﺑﺎرﺗﻛﺎب ﻓﻌل ﻣﺟرم‬
‫ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﯾﻔﻘد اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ ﺟزء أو ﺗﻘﯾد ﺻﻼﺣﯾﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣق ﻣن اﻟﺣﻘوق او ﻣﯾزة ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ او اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﻟﻣﮫﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻛذﻟك ﻧﺟد اﻻﻋﺗﻘﺎل ﻓﻲ ﻣﺣل اﻟﺳﻛﻧﻰ و إﻟزام اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫم اﻟﻣدﻣﻧﯾن واﻟﺧﺿوع اﻟﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ أو اﻟﻌﻼج ﺿد اﻹدﻣﺎن‪ ،‬وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻲ ﻓرض‬
‫اﻟﺳوار اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ وھو ﻣن أﺑرز اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ‪.‬‬
‫ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳﺗوى ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ‪ :‬ﺑﻌد ﻋﺟز اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺔ ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ ﻣﻧﮫﺎ ‪ ،‬ﻋﻣل اﻟﻣﺷرع‬ ‫●‬
‫اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﮫﺞ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺟدﯾدة ﺑﺗوﺟﮫﺎت ﺣدﯾﺛﺔ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﺻﺎﻟﺣﯾﺔ (اﻟﺻﻠﺢ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ )‪:‬‬


‫وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﮫ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ آﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺣﺿﺎرﯾﺔ ﺣﻠت ﻣﺣل اﻟﻌﻘوﺑﺔ ‪ ،‬وھﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻔض اﻟﻧزاﻋﺎت ﻗﺑل ﺗﺣرﯾك اﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﺗﺧﻔﯾف اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ‬
‫ﺧوﻟﮫ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﺻل ‪ 2.3‬ﻣن ﻣﺳودة ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻣوﺿوع ﺗﻧﻔﯾذ‬
‫اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﻓق ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﺗوﺧﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺧوﯾل ﻗﺎﺿﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻟﻠﻌﻘوﺑﺔ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺗوﺧﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ‬
‫ظﺎھرة إﻛﺗﺿﺎظ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﺟﻧﯾﺔ وﺗﺣﻔﯾز اﻟﺳﺟﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺧراط ﺑﺷﻛل إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ اﻹﺻﻼح وذﻟك ﺑﻌد ﻗﺿﺎء اﻟﺳﺟﯾن رﺑﻊ اﻟﻣدة وھذه‬
‫اﻵﻟﯾﺔ ﺳﺗﺣﻔز اﻟﺳﺟﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻻﻧدﻣﺎج ﻣن ﺟدﯾد داﺧل ﺣظﯾرة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻷﻧﮫﺎ ﺗزرع ﻓﯾﮫ ﻧوع ﻣن اﻻﻣل‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﻋﻘﻠﻧﺔ اﻻﻋﺗﻘﺎل اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ‪:‬‬

‫وﯾﻌرف ھذا اﻻﻋﺗﻘﺎل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ذﻟك اﻹﺟراء اﻟذي ﯾﺳﺑق اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮫﺎﺋﻲ ﺑﺎﻹذاﻧﺔ ‪ ،‬وﯾﺗﺧد ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﻣﻧﻊ اﻟﻣﺗﮫﻣﯾن ﻣن اﻟﻔرار ﻓﮫو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺣﺑس‬
‫ﻣؤﻗت طﯾﻠﺔ إﺟراءات اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺗﮫﻲ ﺑﺎﻟﺑراءة اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺟﻌل ھذا اﻹﺟراء ﺳﻠﺑﻲ ﯾﺿرب ﻓﻲ ﻋﻣق ﻣﺑدأ ﻗرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل‬
‫إﺟراء ﻏﯾر ﻣﺑرر وھذه اﻵﻟﯾﺔ ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﻓﻲ أزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب وھذا ﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ إﺣداث آﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗﻘوم ﻣﻘﺎم‬
‫اﻻﻋﺗﻘﺎل اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ وھﻲ ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﻋدم إﻋﺗﻘﺎﻟﮫ ﻣؤﻗﺗﺎ ﻣﻊ اﻟوﺿﻊ ﺗﺣت اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻣﺷرع إﻋﺗﺑر اﻻﻋﺗﻘﺎل ﻣﺟرد‬
‫ﺗدﺑﯾر اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﮫ اﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﺣددة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر‪.‬‬

‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‪:‬‬

‫ﺑرﻏم ﻣﺎ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﯾﮫ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﻗواﻧﯾن ﺻﺎرﻣﺔ وﻣن أﺟﮫزة وﻣؤﺳﺳﺎت ﻟن ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻷن ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ھذه ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺗﺿﺎﻓر ﻓﯾﮫ‬
‫ﺟﮫود وﻓﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑداﯾﺔ ﻣن اﻷﺳرة واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﻣدرﺳﺔ واﻟدوﻟﺔ وﻣؤﺳﺳﺎﺗﮫﺎ ﻛذﻟك اﻟرﻓﻊ ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم‬
‫واﻟﺻﺣﺔ واﻟﺳﻛن وﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﻔﻘر واﻟﺗﮫﻣﯾش وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻣن ھﻧﺎ ﯾﺗﺿﺢ أن إﺻﻼح اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﺣده ﻟن ﯾﺣﻘق‬
‫اﻷھداف اﻟﻣرﺟوة‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫المطلب األول ‪ :‬واقع السياسة العقابية بالمغرب‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬إشكالية عقوبة اإلعدام‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬أزمة العقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة المطلب الثاني ‪:‬‬

‫التحديات والتوجهات الحديثة للسياسة العقابية بالمغرب الفقرة االولى ‪:‬‬

‫التحديات التي تواجه المؤسسات السجنية الفقرة الثانية ‪ :‬التوجهات الحديثة‬

‫للسياسة العقابية خاتمة‬

You might also like