You are on page 1of 532

‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ‬

‫اجلسء األول‬

‫ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ‬


‫انتحمُك االثتذائٍ‬

‫األدؿوذماظدطؿقر م‬

‫حمًذ ضبيٍ انشـــىا‬


‫أدؿوذمورئقسمضلؿماظؼوغقنماجلـوئل م‬

‫وسؿقدمطؾقيماحلؼقق–مجوععيمادلـقصقيماالدؾؼ م‬

‫‪2223 /2222‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪2‬‬

‫))‬
‫رضبنخ كهُخ احلمىق‬

‫كمية الحقوؽ جامعة المنوفية إحدى كميات جامعة المنوفية‪،‬‬

‫تختص بتدريس القانوف واعداد دارسييا في مختمؼ مراحؿ الدراسة ومف‬

‫خبلؿ برامجيا القانونية في مستوياتيا المختمفة وممارسة القانوف في‬

‫مجاالتو المختمفة الوظيفية والمينية‪ ،‬ومف خبلؿ زيادة قدراتيـ التنافسية‬

‫مع أقرانيـ مف كميات الحقوؽ المختمفة لما تتصؼ برامجيا ومقرراتيا مف‬

‫خصائص ومميزات تنفرد بيا‪.‬‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪3‬‬

‫))‬
‫رؤَخ كهُخ احلمىق‬
‫كمية الحقوؽ إحدى كميات جامعة المنوفية‪ ،‬تطمح في أف تكوف ليا‬

‫الريادة بيف كميات الحقوؽ في مصر مف خبلؿ أوضاع مميزة ألعضاء‬

‫ىيئة التدريس والييئة المعاونة واالدارية وطبلبيا‪ ،‬وبرامج ومقررات‬

‫متطورة مواكبة لروح العصر تتصؼ بالتخصص الدقيؽ ومف خبلؿ‬

‫التواصؿ واالنفتاح مع المجتمع االقميمي والقومي والدولي‪ ،‬وصوال إلي‬

‫القدرة عمي المنافسة مع كميات المناظرة عالميا‪.‬‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪4‬‬

‫))‬

‫أهذاف كهُخ احلمىق‬


‫كافة موارد الكمية وطاقاتيا وامكاناتيا المادية والبشرية يتـ توظيفيا لتحقيؽ‬
‫األىداؼ التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تحديث البرامج والمقررات الدراسية القائمة بما يتفؽ والتعديبلت التشريعية‬
‫واالحكاـ القضائية المستحدثة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬استحداث مقررات دراسية جديدة تواكب التطور في المجاؿ القانوني عمي‬
‫المستوي القومي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إعداد برامج تدريبية لطبلب الكمية في المراحؿ الدراسية المختمفة بيدؼ‬
‫المزج بيف الجانب االكاديمي القانوني والجانب العممي متضمنا التدريب‬
‫الداخمي والخارجي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تعميؽ روح الوالء واالنتماء لموطف لدي طبلب الكمية ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬ترسيخ االلتزاـ بالقيـ والمثؿ والتقاليد‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬تدريب وتدريس أعضاء ىيئة التدريس والييئة المعاونة واالدارية‬
‫والطبلب عمي التقنيات العممية الحديثة‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬إدخاؿ دراسة المغات االجنبية داخؿ منظومة المقررات الدراسية‬
‫اإلجبارية وتفعيؿ تدريسيا‪.‬‬
‫ثامنا ‪ :‬عقد اتفاقيات الشراكة مع المؤسسات العامة ومنظمات المجتمع المدني‬
‫لقياـ الكمية بدور بيت الخبرة ليؤالء‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬خدمة المجتمع االقميمي في المجاالت ذات العبلقة بتخصيص الكمية‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬استحداث أنماط ووسائؿ تقييـ لمطبلب تتفؽ والحداثة والعدالة‬
‫والشفافية وتنمية القدرات والميارات ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪5‬‬

‫))‬

‫انفظم انتًهُذٌ‬

‫ادلجبدئ األضبضُخ يف لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ‬


‫(‪ )1‬تعرؼػمضوغقنماإلجراءاتماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫األساس الذي يستند عميو في ىذا التعريؼ‪ ،‬يتداخؿ في تكوينو‬


‫اعتبارات ثبلثة‪ ،‬األوؿ موضوعو – والثاني موقعو في البنياف القانوني العاـ‬
‫– والثالث واألخير غاية ىذا القانوف‪.‬‬

‫ومف جماع ىذه االعتبارات فإننا نستطيع تعريفو بأنو القانوف الذي‬
‫يتضمف القواعد الشكمية التي تنظـ وسيمة المجتمع في استيفاء حقو في‬
‫متضمنا‬
‫ً‬ ‫العقاب منذ لحظة ارتكاب الجريمة وحتى انقضاء ىذا الحؽ‪،‬‬
‫الجزاءات التي تترتب عمى مخالفة ىذه القواعد‪ ،‬وتحديد أجيزة السمطات‬
‫العامة التي يسند إلييا وضع ىذه القواعد موضع التنفيذ‪.‬‬

‫(‪ )2‬عقضقعمضوغقنماإلجراءاتماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫الموضوع األساسي ليذا القانوف‪ ،‬ىو اقتضاء حؽ الدولة في العقاب‪،‬‬


‫وىو ما يفترض وقوع فعؿ أو امتناع يصدؽ عميو مفيوـ الجريمة‪ ،‬وال يعرؼ‬
‫ىذا االقتضاء في حالتو العادية إال بواسطة وسيمة وحيدة وىي الدعوى‬
‫العمومية أو الجنائية ‪.La Procès Pénal‬‬

‫واقتضاء حؽ الدولة في العقاب في صورتو العادية‪ ،‬أي بصدور‬


‫الحكـ بات عمى المتيـ بارتكاب الجريمة‪ ،‬وتنفيذه ليذا الحكـ ال تستقؿ بو‬
‫ىيئة واحدة أو جياز واحد مف ىيئات وأجيزة السمطات العامة‪ ،‬وانما تتعدد‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪6‬‬

‫))‬
‫وتستقؿ‪ ،‬وىي عمى ىذا النحو تحكميا قواعد محددة لتنظيـ عمميا قد‬
‫تختمؼ فيما بينيا وقد تتفؽ في سمات وخصائص مشتركة‪ ،‬ويقابؿ ىذا‬
‫التعدد الوظيفي‪ ،‬تعدد مرحمي القتضاء حؽ الدولة في العقاب‪ ،‬يرتبط‬
‫بالتعدد الوظيفي وتكوف بدايتو ارتكاب الجريمة تامة أو توقفيا عند حؽ‬
‫الشروع المعاقب عميو ويكوف نيايتو اقتضاء ىذا الحؽ‪.‬‬

‫وبناء عمى ما تقدـ فإنو يحكـ التعدد الوظيفي والمرحمة قواعد تحدد‬
‫الييئة أو الجياز المختص وذلؾ مف جانب وظيفي‪ ،‬وقواعد أخرى مفصمة‬
‫لعمؿ كؿ ىيئة أو جياز بمناسبة ممارستو الختصاصاتو المتصمة بمراحؿ‬
‫اقتضاء حقؿ العقاب‪ ،‬وىي المراحؿ المتعاقبة والمتسمسمة التي ترتبط بنشوء‬
‫الحؽ واقتضائو وىي مرحمة التحقيؽ االبتدائي والحكـ والتنفيذ العقابي‪.‬‬

‫(‪ )3‬أػؿقيمضوغقنماإلجراءاتماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫إف مف الحقاؽ الثابتة‪ ،‬أف كؿ فروع القانوف دوف استثناء ليا دورىا‬
‫العاـ في النظاـ القانوني ألي دولة‪ ،‬ومف اإلنصاؼ أف نقرر في الوقت‬
‫نفسو أف درجة ىذه األىمية متفاوتة بيف فرع وآخر‪ ،‬حيث يأتي قانوف‬
‫اإلجراءات الجنائية عمى قمة الفروع القانونية العامة بالنظر إلى درجة‬
‫األىمية التي يحتميا بالمقابؿ لغيره مف ىذه الفروع‪ ،‬وترجع ىذه األىمية إلى‬
‫اعتباريف‪:‬‬

‫االعتبار األوؿ‪ :‬أف الدفاع ضد الجريمة‪ ،‬واستكماؿ رد الفعؿ‬


‫االجتماعي ضدىا ال يتحقؽ بمجرد التجريـ والعقاب‪ ،‬والذي تقرره النصوص‬
‫موضوعا لقانوف العقوبات‪ ،‬وانما تحقؽ ذلؾ يكوف‬
‫ً‬ ‫المعنية‪ ،‬والذي يكوف‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪7‬‬

‫))‬
‫بوضع ىذه النصوص موضع التطبيؽ والتنفيذ حيث تتحقؽ ليا فقط‬
‫الفاعمية‪ ،‬وال يكوف ذلؾ إال مف خبلؿ القواعد اإلجرائية‪ ،‬تمؾ القواعد التي‬
‫تنقؿ التجريـ والعقاب مف حالة السكوف إلى حالة الحركة‪.‬‬

‫أما االعتبار الثاني‪ :‬فيو مساس ىذا القانوف بالحريات الفردية‪ ،‬عمى‬
‫اعتبار أف ذلؾ ضرورة ال مفر منيا القتضاء حؽ الدولة في العقاب‪ ،‬ومف‬
‫ىنا تأتي خطورة ىذا القانوف وأىمية وضع الضوابط ليذا المساس وحدوده‪،‬‬
‫بحيث ال يكوف إال بالقدر الذي تتطمبو المصمحة العامة اقتضاء ىذا الحؽ‪،‬‬
‫وفي الوقت نفسو حماية األبرياء مف المساس بحرياتيـ الفردية دوف مقتصر‬
‫أو التعسؼ في ىذا المساس تحت ذريعة المصمحة العامة ومما يحسب‬
‫ألي قانوف إجرائي جنائي ىو الكيفية التي عالج بيا ىذا التشريع وتحقيؽ‬
‫ىدفيف كبلىما يتعارض مع اآلخر‪ ،‬األوؿ‪ :‬حماية مصمحة المجتمع في‬
‫مواجية الجريمة التي أخمت بأمنو‪ ،‬وما يستتبع ذلؾ مف سرعة اقتضاء حؽ‬
‫الدولة في العقاب‪ ،‬والثاني‪ :‬ضماف الحريات العامة وعدـ المساس بيا‪.‬‬

‫(‪ )4‬اظعالضيمبنيمضوغقنماإلجراءاتماجلـوئقيموشريهمعـمصروعماظؼوغقن‪ :‬م‬

‫قانوف اإلجراءات الجنائية بالدرجة األولى ىو جزء مف كؿ وىذا الكؿ‬


‫يجسده النظاـ القانوني العاـ لمدولة بكؿ فروعو‪ ،‬فيو ال يعمؿ بشكؿ مستقؿ‬
‫عف ىذه الفروع‪ ،‬ونستعرض فيما يمي بالشرح والتحميؿ العبلقة بينو وبيف‬
‫مختمؼ ىذه الفروع‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪8‬‬

‫))‬
‫(‪ )5‬اظعالضيمبنيمضوغقنماإلجراءاتماجلـوئقيمواظددؿقر‪ :‬م‬

‫في مقدمة النظاـ القانوني العاـ‪ ،‬يأتي دستور الدولة حيث تكوف‬
‫أمر ال يستقؿ بو النظاـ القانوني في مصر‪ ،‬وانما تشاركو في‬ ‫العبلقة بينيما ًا‬
‫ذلؾ جميع األنظمة القانونية المقارنة‪ ،‬ولذلؾ فإف ىذا القانوف يعد بحؽ مرآة‬
‫لفمسفة ودعائـ الدستور ونظاـ الحكـ بشكؿ عاـ في أي دولة مف الدوؿ‪،‬‬
‫وما يصدؽ عمى ذلؾ يصدؽ عمى القانوف الجنائي الموضوعي ال فرؽ‪.‬‬

‫وعمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر‪ ،‬يتضمف الدستور بشكؿ عاـ الحقوؽ‬


‫الفردية والحريات العامة‪ ،‬ويتكفؿ القانوف الجنائي اإلجرائي يشاركو في ذلؾ‬
‫القانوف الجنائي الموضوعي بتوفير الحماية الجنائية ليذه الحقوؽ‪ ،‬والحريات‬
‫العامة واسباغ الفاعمية والضماف عمييا واف كاف بدرجة أقؿ‪ ،‬ومف استقراء‬
‫النصوص الدستورية المتصمة بقانوف اإلجراءات الجنائية والتي تضمنيا‬
‫الدستور المصري الصادر عاـ ‪ 1971‬يتضح لنا تعمقيا بكؿ مف تحريؾ‬
‫الدعوى الجنائية وانقضاء ىذه الدعوى‪ ،‬واعماؿ االستدالؿ والتحقيؽ‬
‫أخير المحاكمة الجنائية‪.‬‬
‫االبتدائي و ًا‬

‫أيضا أف الن ػ ػ ػص الدستوري في مصر وغالبي ػ ػ ػ ػة‬


‫ً‬ ‫ومػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػف ذلؾ‬
‫دساتي ػ ػ ػر العالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػـ(‪ )1‬واعبلنػ ػ ػ ػات الحقوؽ(‪ ،)2‬يوفر لممسكف حماية‬
‫(‪)1‬‬
‫ينص التعديؿ الدستوري الرابع لدستور الواليات المتحدة األمريكية عمى أنو "ال يجوز‬
‫اإلخبلؿ بحرمة األشخاص والمساكف وأنو يجب حمايتيا ضد التفتيش والقبض غير‬
‫المعقوليف"‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Thorpe Newton, The essentials of American Constitutional Law,‬‬
‫‪1977, p. 203.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ال يوجد في انجمت ار دستور مكتوب‪ ،‬إال أف العديد مف المواثيؽ تضمنت الحقوؽ والحريات‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪9‬‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫دستورية ‪ ،‬مف ثـ تقرر لو حرمة يحرـ انتياكيا إال في الحدود التي ينص‬
‫عمييا القانوف وينظميا بشكؿ محكـ ودقيؽ فقد نص الدستور المصري لعاـ‬
‫‪ 1971‬ألوؿ مرة صراحة عمى ىذه الحرمة في المادة (‪ )44‬مف ىذا‬
‫الدستور "لممساكف حرمة فبل يجوز دخوليا وال تفتيشيا إال بأمر قضائي‬
‫مسبب وفقًا ألحكاـ الدستور"‪ .‬وىكذا تتضح لنا العبلقة الوثيقة بيف القانوف‬
‫الدستوري وقانوف اإلجراءات الجنائية إلى حد أف بعض فقياء القانوف‬
‫الدستوري يتناولوف اإلجراءات األساسية في ىذا القانوف في مؤلفاتيـ‬
‫الدستورية(‪.)2‬‬

‫(‪ )6‬اظعالضيمبنيمضوغقنماإلجراءاتماجلـوئقيموضوغقنماظعؼقبوت‪ :‬م‬

‫قبؿ التعرض لتفاصيؿ ىذه العبلقة‪ ،‬فإننا نرى أنو مف المبلئـ تحديد‬
‫المعيار الذي يميز بيف القاعدة الموضوعية والقاعدة اإلجرائية‪ ،‬أي قاعدة‬
‫قانوف العقوبات وقاعدة قانوف اإلجراءات‪.‬‬

‫حيث تعددت المعايير التي يستند عمييا الفقو الجنائي في التفرقة بيف‬
‫ىذه القواعد‪ ،‬جانب مف الفقو يقيـ ىذه التفرقة عمى معيار موضع القاعدة‬
‫في المدونة القانونية المعنية‪ ،‬ومؤدى ىذا المعيار أف القاعدة تكوف‬

‫= الشخصية لممواطف االنجميزي‪ ،‬والمبدأ السائد ىناؾ ىو "منزؿ اإلنساف ىو قمعتو‬


‫الحصينة"‪.‬‬
‫انظر في ذلؾ الدكتور ‪ /‬نعيـ عطية‪ ،‬حرمة الحياة الخاصة في القانونية المصري والفرنسي‪،‬‬
‫مجمة العموـ اإلدارية‪ ،‬العدد األوؿ‪ ،‬يوليو ‪ ،1981‬ص ‪.175-174‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الدكتور محمود نجيب حسني‪ ،‬الدستور والقانوف الجنائي‪ ،‬ط ‪ ،1992‬ص ‪ 98‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Thomas M. Cooley: A treaties on the constitutional limitations, p.‬‬
‫‪895.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪01‬‬

‫))‬
‫موضوعية إذا كاف موضعيا قانوف العقوبات‪ ،‬وتكوف إجرائية أو شكمية إذا‬
‫كاف موضعيا قانوف اإلجراءات واذا كاف ىذا المعيار يتصؼ بالبساطة إال‬
‫جديدا‪ ،‬كما أنو يخالؼ الواقع في نصوص القوانيف ذاتيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أنو لـ يقدـ لنا‬

‫ذلؾ إننا نجد بعض القواعد الموضوعية‪ ،‬وقد وردت في قانوف‬


‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬وأخرى إجرائية أو شكمية وقد وردت في قانوف‬
‫العقوبات‪ ،‬ومف نماذج الحالة األولى امتناع الشاىد عف أداء اليميف أو عف‬
‫اإلجابة في غير األحواؿ التي يجيز لو القانوف فييا ذلؾ‪ ،‬وكما في تجريـ‬
‫أيضا القواعد‬
‫تخمؼ الشاىد عف الحضور وبإعفائو مف الغ ارمة إذا حضر‪ ،‬و ً‬
‫الخاصة بالتقادـ وىي في رأينا اتفاقًا مع االتجاه الفقيي الغالب قواعد‬
‫موضوعية وليست إجرائية أو شكمية‪ ،‬ىذا ومف نماذج الحالة الثانية‪ ،‬ما ورد‬
‫في نص المادة ‪ 57‬مف قانوف العقوبات المصري‪ ،‬التي تعيف المحكمة‬
‫المختصة بإلغاء إيقاؼ تنفيذ العقوبة‪.‬‬

‫ىذا وفي المقابؿ‪ ،‬ىناؾ اتجو فقيي يقيـ ىذه التفرقة عمى أساس‬
‫معيار القصد أو الغاية التي تتغياىا القاعدة المعنية‪ ،‬وفقًا ليذا االتجاه تكوف‬
‫القاعدة موضوعية إذا كاف الغرض منيا توفير الحماية لممجتمع ضد‬
‫دائما ضد مرتكبيا‪ ،‬وتكوف القاعدة إجرائية أو‬‫الجريمة‪ ،‬ومف ثـ فيي ً‬
‫شكمية‪ ،‬إذا كاف الغرض منيا توفير الحماية أو تقرير الضمانات لمفرد‪.‬‬

‫ويعيب المعيار السالؼ ذكره‪ ،‬أف التصميـ الذي تضمنو المعيار ال‬
‫يشكؿ قاعدة‪ ،‬ذلؾ إننا نجد العديد مف القواعد اإلجرائية أو الشكمية ال تعني‬
‫بمثؿ ىذه الضمانات‪ ،‬بؿ أنيا ضد مصمحة الفرد لما تشكمو مف قيود عمى‬
‫حرية تنقمو وحرمة مسكنو وشخصو‪ ،‬كما في القواعد المنظمة لمقبض‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪00‬‬

‫))‬
‫صحيحا أف جميع القواعد‬
‫ً‬ ‫والتفتيش والحبس االحتياطي‪ ،‬كما أنو ليس‬
‫الموضوعية ضد مصمحة الفرد مرتكب الجريمة‪ ،‬حيث نجد أف العديد منيا‬
‫يستفيد بيا إذا توافرت متطمبات وشروط النص المعني‪ ،‬كما في القواعد‬
‫المنظمة ألسباب اإلباحة وموانع المسئولية وموانع العقاب‪.‬‬

‫وعمى ضوء المعايير سالفة الذكر وأوجو القصور التي يكشؼ عنيا‬
‫التطبيؽ العممي‪ ،‬فإنو في تقديرنا أف الذي يمكف االستناد عميو بصدد التفرقة‬
‫محؿ البحث ىو المعيار الذي يقوـ عمى جوىر أو مضموف القاعدة المعنية‬
‫ومؤدى ذلؾ أف القاعدة الموضوعية ىي القاعدة التي تعني بتنظيـ حؽ‬
‫الدولة في العقاب إزاء فعؿ أو امتناع يعد جريمة‪ ،‬أما القاعدة اإلجرائية أو‬
‫الشكمية فيي تمؾ التي تعني بتحديد الكيفية التي يكوف عمييا اقتضاء حؽ‬
‫الدولة في العقاب وما يتطمب ذلؾ مف تحديد دقيؽ ألساليب وأشكاؿ ىذا‬
‫االقتضاء‪.‬‬

‫والعبلقة بيف كؿ مف قانوف اإلجراءات الجنائية وقانوف العقوبات‬


‫عبلقة مميزة بالمقابؿ لعبلقة ىذا القانوف بغيره مف فروع القانوف في النظاـ‬
‫تجسيدا لنظاـ الدولة الحديثة القانونية‪ ،‬التي‬
‫ً‬ ‫القانوني العاـ لمدولة‪ ،‬وذلؾ يعد‬
‫ال تطمؽ العناف لمعقاب عمى ارتكاب الجرائـ دوف تحديد مسبؽ لكيفية‬
‫اقتضاء الدولة لحقيا في العقاب‪.‬‬

‫حتميا القتضاء ىذا الحؽ‪ ،‬ويستتبع‬


‫أمر ً‬‫حيث يكوف وجود ىذا القانوف ًا‬
‫ذلؾ القوؿ أف القاعدة الموضوعية أي القاعدة التي يتضمنيا قانوف‬
‫العقوبات تتكفؿ القاعدة اإلجرائية أو االشتباه بارتكابيا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪02‬‬

‫))‬
‫ثـ أف ىذا القانوف أي قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬يقوـ اعوجاج قانوف‬
‫العقوبات أو في معنى آخر سوء الصياغة التشريعية لنصوص قانوف‬
‫العقوبات يتكفؿ قانوف اإلجراءات الجنائية بالتخفيؼ منيا‪ ،‬لما يوفره ىذا‬
‫القانوف لممتيـ بارتكاب الجريمة مف ضمانات‪ ،‬ومف المبلحظ أف لقانوف‬
‫العقوبات سم ة مميزة ال يشاركو فييا قانوف اإلجراءات الجنائية التي تتمثؿ‬
‫في وظيفة الردع العاـ التي يمارسيا قانوف العقوبات دوف توقؼ عمى وجود‬
‫قانوف لئلجراءات الجنائية لما يمثمو التيديد بالعقاب لمف يرتكب فعؿ أو‬
‫امتناع يعد جريمة مف تحقيؽ لوظيفة الردع‪.‬‬

‫كما أنو في الوقت نفسو ليس مف الضروري أف ترتكب جريمة بالفعؿ‬


‫حتى تسري قواعد قانوف اإلجراءات الجنائية كما في حالة االشتباه بوقوع‬
‫جريمة عمى غير الواقع وما يترتب عمى ذلؾ مف اتخاذ اإلجراءات الجنائية‬
‫تجاه مف يشتبو في ارتكابو ليا‪.‬‬

‫(‪ )7‬اظعالضيمبنيمضوغقنماإلجراءاتماجلـوئقيموضوغقنمادلراصعوت‪ :‬م‬

‫عمى خبلؼ العبلقة بيف الدستور وقانوف العقوبات‪ ،‬فقد تعددت‬


‫(‪)1‬‬
‫حياؿ مدى العبلقة التي تربط ىذا القانوف بقانوف‬ ‫وجيات النظر الفقيية‬
‫(‪)2‬‬
‫طبيعة ىذا القانوف‬ ‫المرافعات المدنية‪ ،‬ومرد ذلؾ في تقديرنا إلى اختبلؼ‬
‫(‪)1‬‬
‫دائما األصؿ‪ ،‬حيث يتعيف الرجوع إليو‪ ،‬في حالة شبو وجود‬
‫مف ذلؾ أف قانوف المرافعات ىو ً‬
‫نص في قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬أو في حالة ما إذا كاف ىذا النص غير صريح‪ ،‬انظر‬
‫تفصيؿ ذلؾ‪ ،‬أحمد عثماف الحمزاوي‪ ،‬موسوعة التعميقات عمى مواد قانوف اإلجراءات‬
‫الجنائية‪ ،1953 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.46‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور حسف صادؽ المرصفاوي‪ ،‬المرصفاوي في أصوؿ اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط ‪،1996‬‬
‫ص ‪.12‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪03‬‬

‫))‬
‫عف قانوف اإلجراءات‪ ،‬حيث تكوف غاية القانوف األوؿ تنظيـ إجراءات‬
‫المخاصمة المدنية التي يسعى أطرافيا إلى الحصوؿ عمى حؽ يدعى بو‪،‬‬
‫وتقوـ المحكمة المدنية بإعطاء ىذا الحؽ لمف استطاع إثبات صحة ما‬
‫يدعيو‪ ،‬ودحض ادعاءات خصمو‪ ،‬وىو خبلؼ جوىري بيف طبيعة كؿ‬
‫منيما‪.‬‬

‫ومحور الخبلؼ ونحف بصدد توضيح أبعاد العبلقة بينيما يدور بيف‬
‫وجود عبلقة أصبلً‪ ،‬ومتى وجدت ىذه العبلقة فما ىي حدودىا‪ ،‬حيث نرى‬
‫بادئ ذي بدء‪ ،‬أنو توجد عبلقة بيف كمييما وحدود ىذه العبلقة تأخذ أبعادىا‬
‫مف طبيعة كؿ قانوف في شؽ‪ ،‬وفي شؽ آخر الصياغة التشريعية ذاتيا‬
‫لقانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬أما عف األمر األوؿ فإف لقانوف اإلجراءات‬
‫الجنائية استقبللو بالموضوعات التي يتضمنيا(‪ ،)1‬ولكف في الحاالت التي‬
‫لـ يرد بيا نص في ىذا القانوف أو ورد بيا نص غامض لـ تفمح قواعد‬
‫التفسير اإلجرائية في جبلء غموضو‪ ،‬فإنو في ىذه الحالة فقط يمكف‬
‫االستعانة بقواعد قانوف المرافعات المدنية‪ ،‬وليذا الغرض فحسب‪ ،‬حيث يعد‬
‫ىذا القانوف بمثابة القانوف العاـ‪ ،‬ويأخذ القضاء في مصر بوجية النظر‬
‫ىذه‪.‬‬

‫أما عف الشؽ الثاني والمتعمؽ بالصياغة التشريعية ذاتيا لنصوص‬


‫قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬فإنو إذا وجد نص في ىذا القانوف يحيؿ إلى‬
‫قانوف المرافعات في أمر مف األمور‪ ،‬فإف النص الذي يحكـ ىذا األمر في‬
‫قانوف المرافعات ىو الذي يتبع دوف غيره ويكوف ذلؾ عمى سبيؿ االستثناء‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،1993 ،‬ص ‪.18‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪04‬‬

‫))‬
‫(‪ )8‬اظعالضي مبني مضوغقن ماإلجراءات ماجلـوئقي موضوغقن ماألحؽومم‬
‫اظعلؽرؼي‪ :‬م‬

‫يعد قانوف األحكاـ العسكرية مف نماذج قانوف العقوبات الخاص‬


‫‪ Code Penal Special‬وىو يتضمف قواعد موضوعية وأخرى إجرائية‪،‬‬
‫حيث يعد ق انوف اإلجراءات الجنائية بمثابة القانوف العاـ لئلجراءات الجنائية‬
‫العسكرية‪ ،‬وىو المستفاد مف الصياغة التشريعية لقانوف األحكاـ العسكرية‬
‫ذاتو ويسري ذلؾ عمى قانوف العقوبات‪.‬‬

‫فقد جاء بنص المادة العاشرة مف قانوف األحكاـ العسكرية "تطبؽ فيما‬
‫لـ يرد بشأنو نص في ىذا القانوف النصوص الخاصة باإلجراءات‬
‫والعقوبات الواردة في القوانيف العامة"‪.‬‬

‫(‪ )9‬اظعالضيمبنيمضوغقنماإلجراءاتماجلـوئقيمواظؼوغقنماإلداري‪ :‬م‬

‫القانوف اإلداري كما ىو معموـ‪ ،‬يعني بتنظيـ نشاط الدولة أو إحدى‬


‫(‪)1‬‬
‫وقواعد إجرائية‪ ،‬وما‬ ‫الييئات العامة‪ ،‬وىو يتضمف قواعد موضوعية‬
‫يتصؿ بموضوع ىذا المؤلؼ بحث العبلقة بيف قانوف اإلجراءات الجنائية‪،‬‬
‫واإلجراءات اإلدارية التي يتضمنيا القانوف اإلداري ونعني بيا اإلجراءات‬
‫التأديبية التي يتـ اتخاذىا قبؿ مف يخالؼ القواعد الموضوعية ليذا القانوف‪،‬‬
‫ومف تحميؿ ىذه اإلجراءات فإنو يتضح لنا وجود أوجو شبو وأخرى اختبلؼ‬
‫بالنسبة لقانوف اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ومع ذلؾ فقد طبؽ في عيد اإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬وازدىر في أوروبا في القروف الوسطى‬
‫حيث طبؽ في العيد الكنسي‪ ،‬وكذلؾ في عيد الممكية في فرنسا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪05‬‬

‫))‬
‫أما عف األمر األوؿ‪ ،‬فإننا نستطيع تممسو في تنظيـ التحقيؽ واالتياـ‬
‫والمحاكمة عمى نحو مشابو لمقواعد اإلجرائية الجنائية حيث يتولى التحقيؽ‬
‫في الجرائـ التأديبية ىيئة النيابة اإلدارية ويتمتع الموظؼ المتيـ في‬
‫التحقيؽ والمحاكمات التأديبية بالضمانات اإلجرائية األساسية والتي تضمنيا‬
‫قانوف اإلجراءات الجنائية وحتى الدعوى التأديبية فإنيا تسقط بسقوط‬
‫الدعوى الجنائية الناشئة عف ذات الفعؿ‪.‬‬

‫وأما عف األمير الثاني‪ ،‬أي أوجو الخبلؼ فإف مردىا إلى اختبلؼ‬
‫طبيعة الجريمة الجنائية عف التأديبية‪ ،‬ومف ثـ فبل محؿ عمى سبيؿ المثاؿ‬
‫لئلجراءات الماسة بحرية الموظؼ المتيـ بجريمة تأديبية‪ ،‬مثؿ األمر‬
‫بالقبض واإلحضار والقبض والحبس االحتياطي‪ ،‬ما أف الدعوى التأديبية‬
‫تتمتع بذاتية واستقبلؿ عف الدعوى الجنائية ويمكف االستدالؿ عمى ذلؾ مف‬
‫عدة وجوه‪ ،‬منيا أنو يجوز تحريؾ كبلىما في وقت واحد عف نفس الفعؿ‬
‫المنسوب ارتكابو إلى الموظؼ‪ ،‬والقاضي في المحاكـ اإلدارية المختصة‬
‫بإصدار األحكاـ التأديبية‪ ،‬ال يتقيد بما تبنى عميو األحكاـ الجنائية مف‬
‫القطع واليقيف بارتكاب المحكوـ عميو لمجريمة‪ ،‬األمر الذي يعني أف الحكـ‬
‫استنادا عمى مجرد الشؾ أو توافر الشبيات‬
‫ً‬ ‫التأديبية يمكف أف يصدر‬
‫بارتكاب الموظؼ لمجريمة التأديبية‪ ،‬وىو في تقديرنا يجافي العدالة‬
‫والمنطؽ‪.‬‬

‫(‪ )10‬أغظؿيماإلجراءاتماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫إذا تـ ارتكاب الجريمة فإنو يتعيف اتخاذ إجراء ما ضد مف ارتكبيا أو‬


‫يشتبو في ارتكابو ليا‪ ،‬ودوف اتخاذ إجراء أو أكثر ال يمكف توقيع العقوبة أو‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪06‬‬

‫))‬
‫عدـ توقيعيا حيث يكوف ذلؾ ىو الوسيمة القتضاء الدولة لحقيا في العقاب‬
‫والنظـ اإلجرائية الرئيسية التي تحدد ذلؾ تندرج في إطار ثبلثة أنظـ وىي‪:‬‬
‫أخير النظاـ المختمط‪.‬‬
‫النظاـ االتيامي‪ ،‬والنظاـ التفتيشي أو التحقيقي‪ ،‬و ًا‬

‫(‪ )11‬أوالً‪:‬ماظـظومماالتفوعلمأوماظـظومماالتفوعلماظػردي‪:‬‬

‫‪Procédure Accusatoire‬‬
‫(‪)1‬‬
‫النظـ اإلجرائية الجنائية والذي‬ ‫يمكف القوؿ أف ىذا النظاـ يعد أقدـ‬
‫يبلئـ الدولة في أوؿ مراحؿ نموىا حيث تفتقر في ىذه المراحؿ إلى وجود‬
‫السمطات المتعارؼ عمييا في ظؿ الدولة الحديثة وبشكؿ خاص السمطات‬
‫القضائية‪.‬‬

‫وجوى ر ىذا النظاـ قائـ عمى حياد الدولة ممثمة في القاضي الذي‬
‫ينظر القضية ىذا في شؽ‪ ،‬وفي آخر وضع المتيـ والمجني عميو في درجة‬
‫متساوية كؿ منيما يواجو اآلخر دوف تدخؿ مف طرؼ ثالث‪ ،‬عمى نحو‬
‫يتفؽ إلى درجة كبيرة مع الخصومة المدنية‪ ،‬وعمى ضوء ما تسفر عنو‬
‫المساجمة أو المبارزة بيف الطرفيف يصدر القاضي حكمو باإلدانة وتقرير‬
‫العقوبة أو يقضي بالبراءة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫لمزيد مف التفاصيؿ بالنسبة ليذا النظاـ‪ ،‬انظر الدكتور‪ :‬عبد الوىاب العشماوي‪ ،‬االتياـ‬
‫الفردي أو حؽ الخصومة الجنائية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة القاىرة‪،1953 ،‬‬
‫ص ‪ 7‬وما بعدىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪07‬‬

‫))‬
‫ويجد ىذا النظاـ جذوره التاريخية في كؿ مف فرنسا حيث طبؽ في‬
‫العصر اإلقطاعي واستمر األخذ بو إلى منتصؼ القرف الثامف عشر وحؿ‬
‫محمو نظاـ التنقيب والتحري والذي ظؿ سارًيا إلى يومنا ىذا‪.‬‬

‫أيضا في اليوناف القديمة‪ ،‬وفي روما حيث استمر‬‫كما يجد جذوره ً‬


‫العمؿ بو حتى عصر الجميورية‪ ،‬وفي انجمت ار ومنيا انتقؿ إلى الدوؿ‬
‫األخرى التي تندرج في إطار عائمة التشريعات األنجموسكسونية والتي مف‬
‫بينيا الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ومف التشريعات العربية قانوف العقوبات‬
‫السوداني‪.‬‬

‫ىذا والشكؿ القديـ أو التقميدي ليذا النظاـ‪ ،‬يتمثؿ في قياـ المجني‬


‫(‪)1‬‬
‫برفع الدعوى‬ ‫عميو نفسو أو مف يمثمو سواء مف األصدقاء أو األقارب‬
‫الجنائية أماـ قاض يختاره الطرفاف المجني عميو أو مف يمثمو والجاني‪،‬‬
‫وينتمي إلى الطبقة االجتماعية التي ينحدر منيا المتيـ‪ ،‬ويبدأ المجني عميو‬
‫أو مف يمثمو في عرض شكواه‪ ،‬ثـ يأتي بعد ىذا العرض دور المتيـ الذي‬
‫إما أف ينكر التيمة التي وجيت إليو أو أف يعترؼ‪ ،‬وفي أعقاب ذلؾ يأمر‬
‫القاضي كؿ طرؼ بتقديـ أدلتو التي تدعـ ما يدعيو سواء في ذلؾ المجني‬
‫عميو أو الجاني‪ ،‬وفي مرحمة أخيرة يصدر القاضي حكمو عمى ضوء ما‬
‫عرض مف أدلة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫حيث تكوف الدعوى عمى ىذا النحو شخصية‪ ،‬متى توفي المجني عميو‪ ،‬يقوـ أقاربو مف‬
‫جية الدـ أو الوج بتحريكيا أو التنازؿ عنيا‪.‬‬
‫انظر في تفاصيؿ ذلؾ‪:‬‬
‫‪Esmein: A history of continental criminal procedure, Translated‬‬
‫‪by: John Simpsons, 1913, p. 55.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪08‬‬

‫))‬
‫ومف تحميؿ اإلجراءات سالفة الذكر يمكف استخبلص الصفات‬
‫الجوىرية لمنظاـ االتيامي أو االتياـ الفردي والتي تعد في الوقت نفسو مف‬
‫المزايا التي تحسب ليذا النظاـ وىي العمنية والشفيية وحضور الخصوـ‬
‫وىي تشكؿ في ذات الوقت ضمانات أساسية لممتيـ‪ ،‬ومظير العبلنية أف‬
‫المحاكمة كانت تجري أماـ المحكمة ويسمح بحضور كؿ مف يرغب إلى‬
‫درجة أف المحاكمات في اليوناف القديمة كانت تتـ في الساحات العامة‪.‬‬
‫األمر الذي يسمح لمشعب بالمشاركة في إدارة شئوف العدالة والرقابة عمييا‪.‬‬

‫أخير‬
‫وفي شفاىية اإلجراءات ال تكوف ىناؾ ثمة حاجة إلى الكتابة و ًا‬
‫فإف حضور الخصوـ يكفؿ المساواة بينيـ والدفاع عف أنفسيـ إزاء إجراء‬
‫يمس مصالحيـ‪ ،‬وىكذا تمثؿ ىذه الخصائص مجتمعة قمة الضمانات‬
‫اإلجرائية التي تتوج أي تشريع إجرائي في ظؿ نظاـ حر‪.‬‬

‫ومع ذلؾ فإف ليذا النظاـ في شكمو التقميدي سمبيات ال يمكف‬


‫التغاضي عنيا‪ ،‬والتي مف أىميا أف ترؾ المجني عميو وىو أعزؿ دوف دعـ‬
‫في مواجية الجاني الذي قد يكوف مف ذوي الشوكة‪ ،‬قد يؤثر عمى مسار‬
‫اإلجراءات لغير صالحو بؿ قد يحجـ ابتداء عف تحريكيا‪ ،‬وليس في ىذا‬
‫النظاـ ما يسمح لمقاضي أو لسمطة أخرى القياـ بتحريؾ الدعوى(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ىذا وقد صنؼ مف ىذه السمبيات‪ ،‬استحداث وظيفة مدير االدعاء العاـ في انجمترا‬
‫‪ Director of public prosecution‬عاـ ‪ 1879‬وميمتو رفع الدعوى في الجرائـ‬
‫أخير الييئة‬
‫اليامة إلى جانب ىيئات البوليس التي يجوز ليا أف توجو بدورىا االتياـ‪ ،‬و ًا‬
‫الممكية لبلدعاء‪ ،‬عاـ ‪ Crown prosecution service 1985‬انظر تفاصيؿ ذلؾ‪:‬‬
‫الدكتور‪ :‬أحمد عوض‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪09‬‬

‫))‬
‫إضافة إلى ما تقدـ فإنو مف المشكوؾ فيو نجاح المجني عميو في‬
‫تجميع أدلة اتياـ الجاني دوف تقصير أو مؤازرة مف سمطة ما أو دعـ‬
‫خارجي‪ ،‬ناىيكـ عف النفقات الباىظة التي يتكبدىا المجني عميو لمقياـ بيذا‬
‫األمر مما يضيؼ إلى معاناتو التي تترتب عمى الجريمة معاناة مادية‪.‬‬

‫(‪ )12‬ثوغقًو‪:‬ماظـظومماظؿـؼقيبمأوماظؿقؼقؼل‪:‬م‪Procédure Inquisitoire‬‬

‫ىذا النظاـ أحدث مف سابقو‪ ،‬وارتبط بتطور شكؿ الدولة صوب‬


‫اختصاصا(‪ ،)1‬وجوىر‬
‫ً‬ ‫تنظيما و‬
‫ً‬ ‫المؤسسات والمنظمات القانونية األكثر‬
‫النظاـ التنقيبي التقميدي‪ ،‬يقوـ عمى اعتبار أف الدعوى الجنائية ممؾ‬
‫لممجتمع الذي عكرت الجريمة صفوه وسكونو‪ ،‬ومف ثـ فإنو يحركيا‬
‫ويباشرىا نواب أو وكبلء عنو يتولوف التحري وجمع األدلة وتقديـ المتيـ إذا‬
‫ما وضحت ضده ىذه األدلة إلى المحاكمة ليصدر الحكـ إما باإلدانة أو‬
‫بالبراءة‪ ،‬ويطمؽ عمى نواب أو وكبلء المجتمع وكبلء النيابة يحدد القانوف‬
‫اتساعا بيف تشريع‬
‫ً‬ ‫اختصاصات القائميف عمييا والتي تختمؼ ضيقًا أو‬
‫وآخر‪.‬‬

‫واألصؿ في ىذا النظاـ أف القائـ عمى التحقيؽ‪ ،‬ليس في حاجة إلى‬


‫شكوى مف المجني عميو أو مف أي جية معينة ليتولى مياـ عممو في‬
‫النيابة عف المجتمع‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫انظر عكس ىذا الرأي‪ ،‬الدكتور‪ :‬مأموف محمد سبلمة‪ ،‬اإلجراءات الجنائية في التشريع‬
‫المصري‪ ،1988 ،‬ص ‪.19‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪21‬‬

‫))‬
‫وتأسيسا عمى جوىر ىذا النظاـ – فإف مراحؿ الدعوى الجنائية تنقسـ‬
‫ً‬
‫إلى ثبلث مراحؿ وبترتيب محدد وذلؾ عمى النحو التالي‪:‬‬

‫(‪ )13‬ادلرحؾيماألودي‪:‬معرحؾيماظؾقٌمواظؿقري‪ :‬م‬

‫ويختص بيذه المرحمة طائفة مف الموظفيف‪ ،‬يتحدد اختصاصيـ‬


‫بالتحري عف الجرائـ التي وقعت بالفعؿ والبحث عف مرتكبييا أو مف يشتبو‬
‫بعيدا عف المتيـ وطابع ىذه المرحمة السرية المطمقة‪.‬‬
‫في ارتكابو ليا‪ ،‬وذلؾ ً‬
‫(‪ )14‬ادلرحؾيماظـوغقي‪:‬معرحؾيماظؿقؼقؼماالبؿدائل‪ :‬م‬

‫وفي ىذه المرحمة التي يختص بيا موظؼ قضائي‪ ،‬يقوـ بالتحقيؽ مع‬
‫مف ارتكب الجريمة أو كاف األمر مجرد اشتباه في ارتكابيا وطابع ىذه‬
‫المرحمة السرية المطمقة عمى نحو مماثؿ لسابقتيا ولـ يكف يسمح لممتيـ في‬
‫ظؿ ىذا النظاـ التنقيبي باصطحاب محاـ إال عمى سبيؿ االستثناء وفي‬
‫بعض القضايا ذات الطبيعة الخاصة‪.‬‬

‫(‪ )15‬ادلرحؾيماظـوظـي‪:‬معرحؾيماظؿقؼقؼماظـفوئلمأوماحملوطؿي‪ :‬م‬

‫وفي ىذه المرحمة وعمى العكس مف النظاـ االتيامي‪ ،‬فإف دور‬


‫القاضي الذي ينظر الدعوى‪ ،‬يتصؼ باإليجابية‪ ،‬حيث يتجاوز دوره الموازنة‬
‫بيف األدلة وانما يسعى إلى تدقيقيا وتمحيصيا ومواجية المتيـ بيا‬
‫واستجوابو بشكؿ مفصؿ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪20‬‬

‫))‬
‫ىذا ومف خصائص النظاـ محؿ البحث السرية‪ ..‬واألخذ بنظاـ‬
‫القاضي المتخصص واالنحياز إلى جانب المجني عميو والتخفيؼ مف مشقة‬
‫تحممو عبء االتياـ لمجاني‪.‬‬

‫ورغـ ما يعد مف مزايا ليذا النظاـ مف وجية نظر البعض‪ ،‬إال أف‬
‫النظرة التحميمية لخصائصو وما تمخض عنو التطبيؽ العممي كشؼ‬
‫ويكشؼ بجبلء عف سمبيات ىذا النظاـ‪ ،‬والتي مف أىميا االنحياز التاـ‬
‫لجانب المجني عميو والذي أخؿ بالحقوؽ والضمانات األساسية لممتيـ‪،‬‬
‫وساعد عمى ذلؾ نظاـ السرية المطمقة والذي كاف الطابع المشترؾ لجميع‬
‫مراحؿ الدعوى الجنائية في ظؿ ىذا النظاـ‪ ،‬ناىيكـ عف تعسؼ وتحكـ‬
‫القضاة وخضوعيـ لمضغوط السياسية ورغبات الحكاـ لمتنكيؿ بخصوميـ‬
‫وانتزاع االعترافات مف المتيميف تحت وطأة التعذيب دمغ ىذا النظاـ في‬
‫شكمو التقميدي بسوء السمعة‪.‬‬

‫(‪ )16‬ثوظـًو‪:‬ماظـظوممادلكؿؾط‪ :‬م‬

‫دوف استعراض األنظمة اإلجرائية سواء في ذلؾ النظاـ االتيامي أو‬


‫النظاـ التنقيبي‪ ،‬اتضح لنا بجبلء أف لكؿ منيما عيوب وسمبيات جوىرية‬
‫ومف ثـ فقد غدت الحاجة ممحة إلى نظاـ ثالث يتبلفى عيوب وسمبيات‬
‫النظاميف سالفي الذكر‪ ،‬وال يتأتى ذلؾ إال باألخذ بالجوانب اإليجابية مف‬
‫كبل النظاميف وصياغة نظاـ مختمط أو وسط يتبلفى سمبيات وعيوب كؿ‬
‫مف ىذيف النظاميف‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪22‬‬

‫))‬
‫ويمكف إجماؿ خصائص ىذا النظاـ التي نستخمصيا مف مراحؿ‬
‫الدعوى الجنائية والتي تنقسـ إلى مرحمتيف كؿ مرحمة منيما أخذت‬
‫بخصائص نظاـ إجرائي ويتبلفى في الوقت نفسو سمبيات ىذا النظاـ‪.‬‬

‫(‪ )17‬ادلرحؾيماألودي‪:‬معرحؾيماظؿقريمواظؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫وطابع ىذه المرحمة النظاـ التنقيبي بشكؿ غالب واالتيامي في الوقت‬


‫نفسو بقدر محدود ويستدؿ عمى ذلؾ بالنظر إلى صبلحيات النيابة العامة‬
‫والمتعمقة بتحميؾ الدعوى الجنائية‪ ،‬واالعتراؼ في الوقت نفسو لممتضرر‬
‫مف الجريمة بالحؽ في تحريؾ الدعوى الجنائية وقصر ذلؾ عمى الجنح‬
‫والمخالفات‪ ،‬وىو يمثؿ األخذ بأحد خصائص النظاـ االتيامي‪ ،‬أما إجراء‬
‫التحقيؽ في سرية فإنو يمثؿ مظير مف مظاىر نظاـ التنقيب والتحري‪،‬‬
‫ضيقا‬
‫ً‬ ‫يخففو التوسع في االعتراؼ باستعانة المتيـ بمحاـ في نطاؽ يختمؼ‬
‫اتساعا بيف تشريع وآخر‪.‬‬
‫و ً‬
‫(‪ )18‬ادلرحؾيماظـوغقي‪:‬معرحؾيماحملوطؿي(‪ :)1‬م‬

‫ويغمب عمى ىذه المرحمة األخذ بالنظاـ االتيامي‪ ،‬ونستطيع االستدالؿ‬


‫عمى ذلؾ مف القياـ بالمحاكمة العمنية والشفوية‪ ،‬والقياـ باإلجراءات في‬
‫حضور الخصوـ وغيرىـ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬عزت الدسوقي‪ ،‬قيود الدعوى الجنائية‪ ،‬ص ‪ 212‬وما بعدىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪23‬‬

‫))‬
‫(‪ )19‬اخلطيماظؿشرؼعقيماظعوعيميفماألخذمبوألغظؿيماإلجرائقيماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫االتجاه التشريعي الغالب يأخذ بالنظاـ المختمط ومف بيف ىذه‬


‫التشريعات قانوف اإلجراءات الجنائية المصري وقانوف الجزاء الكويتي‬
‫وغالبية التشريعات الجنائية اإلجرائية لمدوؿ العربية باستثناء البحريف‬
‫والسوداف‪ ،‬ومف التشريعات األجنبية المقارنة قانوف اإلجراءات الفرنسي‬
‫والتشريعات التي أخذت بمبادئ ىذا القانوف‪ ،‬عمى النحو الذي يتضح في‬
‫العديد مف تشريعات الدوؿ اإلفريقية‪.‬‬

‫(‪ )20‬ادلػفقمماإلجرائلمدلؾدأماظشرؼعيماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫محددا في نطاؽ‬
‫ً‬ ‫مفيوما‬
‫ً‬ ‫كما ىو معموـ فإف لمبدأ الشرعية الجنائية‬
‫قانوف العقوبات أو بالنسبة لمقواعد الموضوعية والذي يعني أنو "ال جريمة‬
‫وال عقوبة بدوف نص" وبالنظر إلى العبلقة الوثيقة التي تربط بيف كؿ مف‬
‫القواعد الموضوعية واإلجرائية‪ ،‬فإف التساؤؿ الذي يثور ونحف بصدد بحث‬
‫أيضا لمبدأ‬
‫ىذه الجزئية‪ ،‬تدور حوؿ ما إذا كانت القواعد اإلجرائية تخضع ً‬
‫الشرعية الجنائية‪ ،‬واذا كاف األمر كذلؾ‪ ،‬فما مدى ىذا الخضوع وضوابطو؟‬

‫بادئ ذي بدء‪ ،‬فإف مصطمح الشرعية الجنائية يتضمف بسط المبدأ‬


‫بجناحيو ليشمؿ القواعد الموضوعية والقواعد اإلجرائية‪ ،‬وىو ما يتفؽ‬
‫ومفيوـ القانوف الجنائي بالمعنى الواسع وتحقؽ نفس عمة األخذ بو في‬
‫تأسيسا عمى ذاتية قانوف اإلجراءات الجنائية‪،‬‬
‫ً‬ ‫القواعد الموضوعية‪ ،‬إال أنو‬
‫ائيا‬
‫مفيوما إجر ً‬
‫ً‬ ‫بالمقابؿ لذاتية قانوف العقوبات فإف لمبدأ الشرعية الجنائية‪،‬‬
‫قد يتفؽ في جوىره مع مفيومو العقابي السالؼ ذكره‪ ،‬إال أف صياغتو‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪24‬‬

‫))‬
‫تختمؼ باختبلؼ طبيعة كؿ مف القواعد الموضوعية واإلجرائية حيث يكوف‬
‫المفيوـ اإلجرائي لمبدأ الشرعية الجنائية "أنو ال عقوبة دوف حكـ" ويكمؿ‬
‫أخير فإنو "ال تنفيذ لعقوبة لـ يقض‬
‫ىذا المفيوـ "أنو ال حكـ بغير دعوى" و ًا‬
‫بيا حكـ قضائي صدر مف محكمة مختصة وفقًا لمقانوف"‪.‬‬

‫والمفيوـ اإلجرائي لمبدأ الشرعية الجنائية عمى النحو المتقدـ يترتب‬


‫عميو عدة نتائج نستعرض فيما يمي أىميا‪:‬‬

‫(‪ )21‬أوالً‪:‬ماظؿشرؼعمادلؽؿقبمػقمادلصدرماظقحقدمظؾؼوسدةماإلجرائقي‪ :‬م‬

‫تتصؿ ىذه النتيجة كذلؾ بمبدأ الشرعية الجنائية في مفيومو العقابي‬


‫ولذلؾ فإنو ال يجوز االلتجاء إلى وسيمة أو أكثر القتضاء حؽ الدولة في‬
‫العقاب وتنفيذه إال إذا كاف ىناؾ نص مكتوب ينظـ بالتفصيؿ الكيفية التي‬
‫يتـ مف خبلليا ىذا االقتضاء وىو الحكـ الذي يمثؿ مرحمة مف المراحؿ‬
‫اإلجرائية التي تسبؽ تنفيذ العقوبة والتي يجب أف ينظميا التشريع الصادر‬
‫عف السمطة المختصة بالتشريع والذي يحدد المكمفوف بالقاعدة اإلجرائية‬
‫الجنائية ودور كؿ منيـ في المراحؿ اإلجرائية المختمفة‪.‬‬

‫ىذا ويتسع مفيوـ التشريع ليشمؿ تعميمات الرؤساء التي تصدر عمى‬
‫نص تشريعي يخوؿ لمشخص اإلجرائي القياـ بإصدارىا كما ىو الحاؿ‬
‫استنادا عمى صبلحياتو التي‬
‫ً‬ ‫بالنسبة لمتعميمات التي يصدرىا النائب العاـ‬
‫منحيا لو القانوف ومف ثـ فإنو يخرج مف مصادر القاعدة اإلجرائية العرؼ‬
‫وأحكاـ المحاكـ‪ ،‬والموائح التي تصدرىا السمطة التنفيذية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪25‬‬

‫))‬
‫ومع ذلؾ فإنو مما ال يتعارض مع ىذه النتيجة االعتراؼ لمقائميف‬
‫عمى تطبيؽ القواعد اإلجرائية بقدر كبير مف السمطة التقديرية فيما ال‬
‫تعارض مع شروط وضوابط اإلجراء المعني متى تحددت بشكؿ قطعي‪.‬‬

‫(‪ )22‬ثوغقًو‪:‬موجقبمعطوبؼيماظعؿؾماإلجرائلمظؾؼوغقن‪ :‬م‬

‫إذا حدد المشرع قواعد العمؿ اإلجرائي وضوابطو‪ ،‬وخارج نطاؽ‬


‫السمطة التقديرية لمقائـ باتخاذ اإلجراء‪ ،‬فإنو يتعيف االلتزاـ بما تضمنو النص‬
‫المعني‪ ،‬واال تعرض العمؿ المخالؼ لمجزاء اإلجرائي دوف اإلخبلؿ بالجزاء‬
‫الموضوعي الذي يمكف أف يخضع لو القائـ باإلجراء المخالؼ متى تحققت‬
‫أركاف وشروط مسئوليتو الجنائية‪.‬‬

‫(‪ )23‬تػلريماظؼوسدةماإلجرائقيماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫ىناؾ قواعد عامة ينبغي االلتزاـ بيا سواء بالنسبة لمقواعد الموضوعية‬
‫أو اإلجرائية عمى حد سواء‪ ،‬وتتمثؿ ىذه القواعد في ضرورة التحرز في‬
‫تفسير القوانيف الجنائية‪ ،‬والتزاـ الدقة في ذلؾ‪ ،‬وعدـ تحميؿ عباراتيا فوؽ‬
‫(‪)1‬‬
‫مصطمحا في نص لمعنى معيف وجب‬
‫ً‬ ‫أورد‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫ع‬
‫الشار‬ ‫ف‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ما تحتمؿ‬
‫صرفو ليذا المعنى في كؿ نص آخر يرد فيو(‪.)2‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1979/12/3‬مجموعة أحكاـ النقض س ‪ ،187 ،31‬ص ‪ ،873‬نقض‬
‫‪ ،1986/5/5‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،124‬ص ‪.652‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1951/6/14‬مجموعة أحكاـ النقض س ‪ ،1‬ؽ ‪ ،249‬ص ‪ ،763‬نقض‬
‫‪ ،1966/5/17‬س ‪ 17‬ؽ ‪ ،1‬ص ‪.415‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪26‬‬

‫))‬
‫واذا كاف أسموب تفسير القاعدة اإلجرائية الجنائية ال يختمؼ عف‬
‫غيرىا مف القواعد القانونية متضمنة بالقطع قواعد التجريـ والعقاب مف‬
‫تحميؿ ألفاظ النص وتحديد عمتو‪ ،‬واذا كانت الغاية واحدة أال وىي الكشؼ‬
‫عف قصد أو غاية الشارع مف النص محؿ التفسير إال أف الفرؽ األساسي‬
‫الذي يميز بيف تفسير قاعدة التجريـ والعقاب‪ ،‬والقاعدة اإلجرائية الجنائية‪،‬‬
‫أنو إذا كاف القياس غير جائز بالنسبة لؤلولى‪ ،‬فإنو جائز بالنسبة لمثانية‪،‬‬
‫ومرد الحظر أو اإلجازة يجد سنده في أف العمة التي يقوـ عمييا الحظر‪ ،‬ال‬
‫تتوافر في اإلجازة‪ ،‬ذلؾ أننا لو رخصنا في إجازة القياس بالنسبة لقواعد‬
‫التجريـ والعقاب‪ ،‬فإف االحتماؿ قائـ إلى انتياء المفسر إلى تجريـ أفعاؿ لـ‬
‫يرد نص بتجريميا أو النطؽ بعقوبات لـ يرد بيا نص‪ ،‬األمر الذي يمثؿ‬
‫صارخا لمفيوـ مبدأ الشرعية الجنائية مف زاوية قواعد التجريـ‬
‫ً‬ ‫انتيا ًكا‬
‫والعقاب‪.‬‬

‫نظر لطبيعة القواعد اإلجرائية‬


‫وفي المقابؿ فإف ىذه العمة تنتفي ًا‬
‫الجنائية التي تختمؼ عف قواعد التجريـ والعقاب التي ال تنشئ جريمة أو‬
‫نصا عمى ىذا النحو حيث‬
‫تقرر عقوبة حتى ولو تضمف القانوف اإلجرائي ً‬
‫يظؿ محتفظًا بطابعو اإلجرائي‪ ،‬ولذلؾ فإننا ال نرى في عدـ وجود نص‬
‫إجرائي أو في قصوره عائقًا أماـ القاضي الجنائي لبلجتياد أو لمقياـ بإجراء‬
‫يستيدؼ تحقيؽ العدالة وال يمس حقوؽ وحريات األفراد(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫كما في حقوؽ وضمانات الدفاع‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪27‬‬

‫))‬
‫وقضاء محكمة النقض المصرية قد استقر عمى إجازة القياس بالنسبة‬
‫(‪)1‬‬
‫وتأسيسا عمى ذلؾ فإف قيد تحريؾ‬
‫ً‬ ‫‪،‬‬ ‫لتفسير القواعد اإلجرائية الجنائية‬
‫الدعوى الجنائية في السرقة بيف األزواج أو بيف األصوؿ والفروع والذي‬
‫يتطمب شكوى مف المجني عميو حتى يمكف تحريؾ الدعوى ضد المتيـ‪،‬‬
‫وىو ما ورد بو نص المادة ‪ 312‬مف قانوف العقوبات‪ ،‬يسري بطريؽ القياس‬
‫عمى جريمتي النص وخيانة األمانة بيف ىؤالء‪ ،‬وذلؾ التحاد عمة القياس‬
‫بيف ما ورد بو نص وبيف مف لـ يرد بو‪ ،‬وىو المحافظة عمى صبلت القربي‬
‫واألرحاـ التي يتعيف العمؿ بيا‪ ،‬ىي تمؾ التي كانت سارية وقت ارتكاب‬
‫الجريمة‪ ،‬أو ىذه التي كانت سارية وقت اتخاذ اإلجراء الذي تتضمنو ىذه‬
‫القاعدة؟ وىؿ ينظر في ىذا التطبيؽ لمصمحة المتيـ‪.‬‬

‫القاعدة العامة بيذا الشأف‪ ،‬تعني أنيا تسري عمى الوقائع السابقة عمى‬
‫نفاذىا‪ ،‬ومف ثـ فإف المعوؿ عميو ليس وقت وقوع الجريمة التي يتعمؽ بيا‬
‫صحيحا‬
‫ً‬ ‫اإلجراء‪ ،‬وانما وقت مباشرة اإلجراء المعني‪ ،‬ذلؾ أف كؿ إجراء تـ‬
‫في ظؿ القانوف السابؽ يظؿ كذلؾ ال يجوز إبطالو(‪ ،)2‬عمى الرغـ مف أف‬

‫(‪)1‬‬
‫وىو كذلؾ مسمؾ محكمة النقض الفرنسية‪ ،‬فقد قررت عدـ جواز أف يكوف كاتب قاضي‬
‫التحقيؽ‪ ،‬ىو نفسو كاتب المحكمة التي تمت إحالة الدعوى إلييا‪ ،‬عمى الرغـ مف أف النص‬
‫اإلجرائي قاصر عمى منع قاضي التحقيؽ مف أف يكوف قاضي الحكـ في قضية حقؽ فييا‪،‬‬
‫خشية نقؿ انطباعاتو السابقة إلى ىيئة قضائية جديدة‪.‬‬
‫انظر في تفاصيؿ ذلؾ‪ ،‬عبد الوىاب حومد‪ ،‬دراسات متعمقة في الفقو الجنائي المقارف‪،‬‬
‫‪ ،1983‬ص ‪.484‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وفي نفس ىذا المعنى‪ ،‬صدرت العديد مف أحكاـ محكمة النقض المصرية‪ ،‬حيث قررت‬
‫انعداـ األثر الرجعي لمقاعدة الشكمية أو اإلجرائية الجنائية‪ ،‬وذلؾ بقوليا "أف كؿ إجراء يتـ‬
‫صحيحا ولو صدر بعد ذلؾ قانوف يمغيو أو‬
‫ً‬ ‫في دعوى عمى مقتضى قانوف معيف يعتبر‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪28‬‬

‫))‬
‫القانوف الجديد قد يتضمف قاعدة تخالؼ ما تضمنو القانوف السابؽ‪ ،‬واذا‬
‫كاف ىناؾ إجراء ما في ظؿ القانوف القديـ لـ يستكمؿ بعد‪ ،‬فإف استكمالو‬
‫يكوف وفقًا لمتطمبات القانوف الجديد‪.‬‬

‫ىذا وقد أكدت أحكاـ محكمة النقض المصرية القديمة‪ ،‬قاعدة األثر‬
‫الفوري أو المباشر لمقاعدة اإلجرائية وذلؾ بقوليا "أف المشرع لـ يقصد مف‬
‫إباحة سرياف قانوف اإلجراءات الجنائية عمى القضايا التي لـ يتـ الفصؿ‬
‫فييا‪ ،‬إ ال أف يتبع في كؿ ما يستجد فييا مف اإلجراءات أحكاـ القانوف‬
‫الجديد ولو كاف الحادث وقع قبؿ ابتداء سريانو"(‪ ،)1‬وتسري ىذه القاعدة‬
‫(‪)2‬‬
‫ونحف بصدد‬ ‫عمى كؿ إجراء شكمي وفقًا لممعيار الذي نرى مبلئمتو‬
‫التفرقة بيف القاعدة الموضوعية والقاعدة اإلجرائية‪ ،‬وسواء تعمقت القاعدة‬
‫اإلجرائية الجنائية بأي مرحمة مف مراحؿ الدعوى الجنائية‪.‬‬

‫ىذا وبالنظر إلى أف موضع الجزء األوؿ مف ىذا المؤلؼ يقتصر‬


‫عمى مرحمة جمع االستدالؿ أو التحريف ومرحمة التحقيؽ االبتدائي‪ ،‬فإننا‬
‫نقتصر عمى بحث دور قاعدة األثر المباشر عمى ىذه المراحؿ‪ ،‬حيث نجد‬
‫أنو قد تعددت اآلراء الفقيية بالنسبة لخضوع أحكاـ سقوط الدعوى الجنائية‬
‫بالتقادـ ليذه القاعدة ذلؾ في الحالة التي يتـ فييا تعديؿ ىذه األحكاـ حيث‬
‫يمكف أف يأخذ ىذا التعديؿ أشكاالً متعددة يترتب عمييا في الغالب تقصير‬

‫يعدلو" نقض ‪6‬ـ‪ ،1951/3‬مجموعة أحكاـ النقض س ‪ ،2‬ؽ ‪ ،64‬نقض ‪ 73/5/6‬س‬


‫‪ ،24‬ؽ ‪.122‬‬
‫(‪)1‬‬
‫انظر ص ( ) مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫انظر ص ( ) مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪29‬‬

‫))‬
‫أو إطالة مدة التقادـ‪ ،‬وذلؾ سواء بطريؽ مباشر أو غير مباشر‪ .‬كما لو‬
‫كانت الجريمة التي ارتكبت في ظؿ القانوف السابؽ جنحة‪ ،‬وفي ظؿ‬
‫القانوف الجديد أصبحت جناية أو العكس‪ ،‬أو أف يعدؿ مف شروط التقادـ‬
‫تعديبلً مف شأنو إطالة مدة التقادـ أو تقصيرىا‪.‬‬

‫ومع ذلؾ فإنو رغـ تعدد اآلراء الفقيية بيذا الشأف‪ ،‬إال أنو محؿ تسميـ‬
‫أف كؿ تقادـ اكتممت مدتو في ظؿ قانوف معيف ال يجوز المساس بو‬
‫بموجب قانوف جديد الحؽ‪.‬‬

‫ومف المبلحظ أنو لتعدد اآلراء بيذا الشأف سبب جوىري يتمثؿ في‬
‫الخبلؼ حوؿ تحديد طبيعة أحكاـ التقادـ ىؿ ىي مف القواعد الشكمية أو‬
‫مف القواعد الموضوعية‪ ،‬حيث ذىبت بعض اآلراء الفقيية والتي دعمتيا‬
‫بعض األحكاـ القضائية إلى أف أحكاـ التقادـ ىي قواعد شكمية أو إجرائية‬
‫ومف ثـ فإنيا تخضع لمقاعدة العامة سالفة الذكر(‪.)1‬‬

‫أي التطبيؽ الفوري لمتعديؿ‪ ،‬فإذا تضمف ىذا التعديؿ إطالة مدة‬
‫التقادـ عف المدة التي كانت مقررة في القانوف القديـ والذي ارتكبت الجريمة‬
‫في ظمو فإف المدة الجديد ىي التي تسري عمى ىذه الجريمة وبالقطع فإنيا‬
‫تضر بالمتيـ حيث يكوف مف مصمحتو أف يطبؽ عميو مدة التقادـ األقؿ‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور ‪ :‬السعيد مصطفى السعيد‪ ،‬األحكاـ العامة في قانوف العقوبات‪ ،‬ط ‪ ،1962‬ص‬
‫‪ ،131‬الدكتور ‪ :‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط ‪ ،1982‬رقـ‬
‫‪ ،27‬ص ‪ ،36‬والدكتور ‪ :‬عوض محمد‪ ،‬قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1991‬ص ‪.13‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪31‬‬

‫))‬
‫بالمقابؿ إذا قصر القانوف الجديد مف مدة التقادـ فإنو يسري عمى المتيـ‬
‫ومف ثـ فيو يحقؽ مصمحة محققة لو‪.‬‬

‫فور عمى كؿ تقادـ‬


‫استنادا عمى ىذه اآلراء فإف القانوف الجديد يسري ًا‬
‫و ً‬
‫لـ تكتمؿ مدتو عند نفاذ القانوف الجديد‪ .‬والحجج األساسية ألنصار ىذا‬
‫(‪)1‬‬
‫بشكؿ‬ ‫االتجاه تقوـ عمى اعتبار أف الغرض مف التقادـ تنظيـ سير العدالة‬
‫منظـ ومنطقي العتبارات المصمحة العامة‪ ،‬وليس لمصمحة مرتكب‬
‫الجريمة‪ ،‬بؿ أنو لـ يتقرر لمصمحة أي خصـ مف خصوـ الدعوى ومف ثـ‬
‫فإنو لممحكمة الجنائية أف تقضي بو مف تمقاء نفسيا دوف توقؼ عمى طمب‪.‬‬

‫وفي المقابؿ فإف ىناؾ اتجاه فقيي غالب سواء في مصر أو في‬
‫(‪)2‬‬
‫وليست إجرائية‪ ،‬بما‬ ‫فرنسا‪ ،‬يعتبر أف أحكاـ التقادـ قاعدة موضوعية‬
‫يعني خضوعيا لمقواعد التي تحدد النطاؽ الزمني لمقواعد الموضوعية في‬
‫الشؽ الخاص باألثر الرجعي لمقانوف إذا كاف ذلؾ أصمح لممتيـ‪ ،‬وسواء‬
‫كاف ذلؾ بالنسبة لمدعوى الجنائية أو العقوبة المحكوـ بيا‪.‬‬

‫وعمى سبيؿ المثاؿ بالنسبة لتقادـ الدعوى الجنائية إذا كاف القانوف‬
‫النافذ وقت ارتكاب الجريمة‪ ،‬يحدد مدة تقادـ الدعوى بالنسبة ليا بمدة خمس‬
‫سنوات‪ ،‬ثـ صدر قانوف جديد يحدد ىذه المدة بثبلثة سنوات‪ ،‬فإنو إذا‬
‫اكتممت ىذه المدة إلى ثبلث سنوات‪ ،‬قبؿ نفاذ القانوف الجديد‪ ،‬فإنو يسري‬
‫عمى مرتكب ىذه الجريمة بأثر رجعي ويستفيد منو‪ ،‬واذا لـ تكتمؿ المدة فإنو‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬رؤوؼ عبيد‪ ،‬مبادئ اإلجراءات الجنائية في القانوف المصري‪ ،1985 ،‬ص ‪.6‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ :‬عبد الفتاح مصطفى الصيفي‪ ،‬تأصيؿ اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط ‪ ،1985‬ص ‪ 14‬وما‬
‫بعدىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪30‬‬

‫))‬
‫أيضا يستفيد وذلؾ بحساب مدة التقادـ شاممة المدة التي مضت في ظؿ‬ ‫ً‬
‫القانوف القديـ ويضاؼ إلييا ما يكمؿ مدة التقادـ منذ نفذ القانوف الجديد‪.‬‬
‫كما في المثاؿ السابؽ فإنو إذا مضت مف مدة التقادـ الكمية سنة واحدة‪،‬‬
‫فإنو يتبقى عمى استكماؿ مدة التقادـ سنتيف وفقًا لمقانوف الجديد‪.‬‬

‫ىذا والى جانب ما تقدـ مف اتجاىات ليا وجاىتيا‪ ،‬نجد اتجاىات‬


‫أخرى فقيية وقضائية‪ ،‬تفتقر إلى المبرر لما تنتيي إليو مف آراء بيذا‬
‫الشأف‪ ،‬االتجاه األوؿ‪ :‬يأخذ بنظاـ األثر المستمر لمقانوف الذي كاف ناف ًذا‬
‫وقت ارتكاب الجريمة أي وقت بدء التقادـ بالنسبة لتقادـ الدعوى الجنائية‬
‫ووقت صيرورة الحكـ القاضي بالعقوبة باتًا بالنسبة لتقادـ العقوبة فإذا صدر‬
‫قانوف الحؽ عمى ىذا القانوف‪ ،‬فإنو ال يسري عمى التقادـ الذي بدأ احتسابو‬
‫قبؿ نفاذ القانوف البلحؽ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بالنسبة‬ ‫ومف المبلحظ أف ىذا االتجاه يأخذ بفكرة الحؽ المكتسب‬
‫جدا عف قصد‬‫لمرتكب الجريمة المحكوـ عميو بحكـ بات‪ ،‬وىي فكرة بعيدة ً‬
‫المشرع مف وضع األحكاـ الخاصة بالتقادـ بشقيو‪ ،‬ناىيكـ عف عدـ عدالتو‬
‫خاصة في الحالة التي تكوف فييا مدة التقادـ التي نص عمييا القانوف‬
‫الجديد أقؿ مف المدة التي نص عمييا القانوف القديـ وعمى الرغـ مف أف‬
‫الجريمة واحدة‪.‬‬

‫أما عف االتجاه الثاني‪ :‬فقد أخذ بنظاـ الجمع بيف القانونيف‪ ،‬القديـ‬
‫والجديد‪ ،‬والقوؿ الفصؿ في اكتماؿ مدة التقادـ أو عدـ اكتماليا يقوـ عمى‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط ‪ ،1988‬ص ‪.25‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪32‬‬

‫))‬
‫ما تسفر عنو نتيجة حساب المدة التي انقضت مف التقادـ في ظؿ القانوف‬
‫األوؿ‪ ،‬وتمؾ التي انقضت منو في ظؿ القانوف الجديد ويتـ إخضاع ىذه‬
‫المدد لنظاـ حسابي نسبي يقوـ عمى أساس حساب نسبة المدة التي انقضت‬
‫مف مدة التقادـ الكمية حسبما ورد بيا نص القانوف القديـ فإذا كانت مدة‬
‫التقادـ عمى سبيؿ المثاؿ في ظؿ القانوف القديـ خمس سنوات قضى منيا‬
‫مدة سنتاف ونصؼ (نصؼ المدة) عند صدور القانوف الجديد الذي حدد‬
‫مدة التقادـ بمدة سن تيف‪ ،‬فإنو يتعيف أف تمضي مدة سنة في ظؿ القانوف‬
‫الجديد حتى تكتمؿ مدة التقادـ‪.‬‬

‫وبعد استعراض االتجاىات الفقيية سالفة الذكر‪ ،‬حياؿ أحكاـ التقادـ‪،‬‬


‫فإف االنتياء إلى رأي صحيح يتطمب أوالً‪ ،‬تحديد طبيعة أحكاـ التقاـ‬
‫بالنسبة لكؿ مف الدعوى والعقوبة‪ ،‬ومف ثـ تحديد نطاؽ تطبيؽ قاعدة األثر‬
‫الفوري أو المباشر عمى ضوء ذلؾ‪ ،‬حيث نجد بيذا الشأف أف أحكاـ تقادـ‬
‫العقوبة ىي قاعدة موضوعية‪ ،‬وبالتالي تسري عمييا أحكاـ تطبيؽ القواعد‬
‫الموضوعية في الزماف متضمنة القاعدة واالستثناء‪ .‬أما أحكاـ تقادـ الدعوى‬
‫الجنائية فيي تندرج في مفيوـ القواعد اإلجرائية أو الشكمية‪ ،‬ومؤدى ذلؾ‬
‫تطبيؽ األثر الفوري أو المباشر لمقانوف الجديد‪ ،‬حتى ولو ترتب عمى ذلؾ‬
‫اإلضرار بمركز المتيـ‪ ،‬ومف ثـ فإف القانوف الذي يطبؽ عمى تقادـ الدعوى‬
‫ىو القانوف المعموؿ بو وقت اكتماؿ التقادـ وفقًا ليذا القانوف‪ ،‬حتى ولو‬
‫كانت مدة التقادـ قد بدأ سريانيا قبؿ نفاذ ىذا القانوف(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬عوض محمد‪ ،‬قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬ط ‪ ،1991‬ص ‪،13‬‬
‫الدكتور‪ :‬محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪33‬‬

‫))‬
‫أما بالنسبة لمرحمة جمع االستدالؿ والتحقيؽ االبتدائي‪ ،‬فإف القاعدة‬
‫بالنسبة ليما ىي سرياف القانوف المتعمؽ بيما بأثر مباشر‪ ،‬فبل رجعية‬
‫لمقوانيف الجديدة التي تنظـ األعماؿ التي يقوـ بيا مأمورو الضبط القضائي‬
‫في المرحمة التمييدية السابقة عمى تحريؾ الدعوى الجنائية‪ ،‬كما في‬
‫إجراءات تمقي الشكاوي الببلغات والمعاينات تحرير المحاضر‪ ،‬والتحفظ‬
‫عمى األشخاص واألشياء وغير ذلؾ مف اإلجراءات التي تتصؿ بيذه‬
‫المرحمة‪ ،‬حيث يسري القانوف الجديد وفقًا ليذه القاعدة عمى كؿ مركز‬
‫قانوني أو إجراء لـ يتـ بعد عند نفاذ القانوف الجديد‪ .‬وبيذا الشأف قضت‬
‫محكمة النقض المصرية بأنو "ليس في قانوف اإلجراءات الجنائية وال في‬
‫صحيحا وفؽ أحكاـ التشريع الذي‬
‫ً‬ ‫غيره ما يقضي بإبطاؿ إجراء تـ وانتيي‬
‫حصؿ في ظمو‪ ،‬فإذا كاف إذف التفتيش الصادر مف النيابة العامة‪ ،‬قد صدر‬
‫مطابقًا ألحكاـ قانوف تحقيؽ الجنايات‪ ،‬كانت إجراءات القبض والتحريز‬
‫منتجا آلثاره"(‪.)1‬‬
‫قائما ً‬
‫صحيحا ً‬
‫ً‬ ‫عمى وفؽ أحكامو فإنو يكوف‬

‫كما قضي في فرنسا بأنو إذا أوجب القانوف الجديد‪ ،‬قياـ قاضي‬
‫التحقيؽ عند مثوؿ المتيـ أمامو ألوؿ مرة‪ ،‬بتنبيو المتيـ بأنو لو الحرية في‬
‫أال يجيب عمى األفعاؿ المنسوبة إليو أثناء التحقيؽ الذي بدأ معو‪ ،‬فبل‬
‫تثريب عمى قاضي التحقيؽ إف لـ ينبو المتيـ إذا كاف التحقيؽ قد تـ في‬
‫الماضي قبؿ نفاذ القانوف الجديد الذي يقرر ىذه الشكمية(‪.)2‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1952/11/11‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 44‬ؽ ‪ 44‬ص ‪.115‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Crim, S dee. 1899, p. 356.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪34‬‬

‫))‬
‫(‪ )24‬درؼونمضوغقنماإلجراءاتمعـمحقٌمادلؽون‪ :‬م‬

‫القاعدة في تحديد النطاؽ المكاني لقانوف اإلجراءات الجنائية بالنظر‬


‫إلى القوانيف األجنبية‪ ،‬ىو إقميمية ىذا القانوف بشكؿ مماثؿ لتحديد النطاؽ‬
‫المكاني ألحكاـ قانوف العقوبات‪ ،‬ويترتب عمى األخذ بيذا المبدأ اتخاذ‬
‫جميع اإلجراءات التي ينص عمييا ىذا القانوف داخؿ إقميـ الدولة البحري‬
‫والبري والجوي حسب المقتضى‪ ،‬وفي الوقت نفسو عدـ جواز اتخاذ ىذه‬
‫اإلجراءات خارج إقميـ الدولة‪ ،‬وحتى في حالة االستثناءات التي ترد عمى‬
‫مبدأ اإلقميمية مف وجية النظر اإلجرائية بالتبعية لمحاالت التي يطبؽ فييا‬
‫قانوف العقوبات المصري‪ ،‬عمى جريمة ارتكبت في إقميـ دولة أخرى‪ ،‬فإف‬
‫ماديا خارج اإلقميـ المصري مف‬
‫تطبيؽ القاعدة اإلجرائية التي تتطمب عمبلً ً‬
‫الناحية العممية أو الواقعية غير متاحة الصطداميا بسيادة الدولة عمى‬
‫اإلقميـ الذي يمارس فيو إجراء أو أكثر لو مثؿ ىذه الطبيعة‪.‬‬

‫فبل يجوز إجراء التفتيش لمسكف أحد المتيميف والذي يقع في إقميـ‬
‫(‪)1‬‬
‫أو وضع تميفونو تحت‬ ‫دولة أجنبية وال ضبطو واحضاره مف ىذا اإلقميـ‬
‫المراقبة‪ ،‬وغير ذلؾ مف الصبلحيات التي تمارس في مختمؼ المراحؿ‬
‫اإلجرائية داخؿ نطاؽ إقميـ الدولة صاحبة التشريع اإلجرائي‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ومع ذلؾ فإف بعض الدوؿ تمارس األعماؿ اإلجرائية الجنائية‪ ،‬خارج حدود دوليا‪ ،‬ودوف إذف‬
‫مسبؽ مف الدولة التي يباشر عمى أرضيا اإلجراء‪ ،‬كما في قياـ إسرائيؿ باختطاؼ أودلؼ‬
‫انجماف أحد كبار مجرمي الحرب النازييف مف مخبئو في األرجنتيف ونقمو إلى إسرائيؿ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪35‬‬

‫))‬
‫(‪ )25‬ضوغقنمحتؼقؼماجلـوؼوتماظصودرميفم‪ :1883/11/3‬م‬

‫سبؽ صدور قانوف اإلجراءات الجنائية الحالي الذي صدر في‪3‬‬


‫سبتمبر‪ ،1950‬صدور كؿ مف قانوف تحقيؽ الجنايات في‪ 3‬نوفمبر‬
‫‪ ،1883‬وقانوف تحقيؽ الجنايات في ‪ 13‬نوفمبر ‪.)1(1904‬‬

‫(‪ )26‬ضوغقنمحتؼقؼماجلـوؼوتماظصودرميفم‪ :1883/11/3‬م‬

‫أخذ ىذا القانوف بالمبادئ التي قررىا قانوف تحقيؽ الجنايات الفرنسي‪،‬‬
‫وذلؾ بالتبعية لنقؿ ىذا القانوف نصوص قانوف تحقيؽ الجنايات المختمط‪،‬‬
‫وكانت الصيغة العامة ليذ القانوف اىتمامو بتوفير الضمانات لممتيميف في‬
‫مختمؼ المراحؿ اإلجرائية‪ ،‬األمر الذي فسر بضعؼ وتسامح القانوف حياؿ‬
‫المجرميف‪ ،‬مما ساعد عمى تفشي اإلجراـ في الببلد‪ ،‬وساعد عمى ذلؾ عدـ‬
‫الكفاءة المينية لمقضاة وتردي أحواليـ المالية‪ ،‬ولمواجية ذلؾ عطمت أحكاـ‬
‫ىذا القانوف‪ ،‬وتـ تشكيؿ لجاف إدارية أسندت إلييا ميمة الحكـ في الجرائـ‬
‫الكبرى وسميت قومسيونات التحقيؽ‪ ،‬وكانت تشكؿ مف رئيس لجنة يعينو‬
‫رئيس مجمس الوزراء وعضوية كؿ مف المدير رئيس النيابة وقاض أو‬
‫موظؼ آخر‪ .‬وكانت السمة الغالبة عمى أعماؿ ىذه المجاف السرعة‬
‫استنادا عمى قانوف العقوبات‪ ،‬ودوف‬
‫ً‬ ‫والتعسؼ في إصدار األحكاـ القاسية‬
‫اتباع لقاعدة قانوف تحقيؽ الجنايات ولحسف الحظ لـ تستمر ىذه المجاف في‬

‫(‪)1‬‬
‫بدء اإلصبلح القضائي في مصر بإنشاء المحاكـ المختمطة‪ ،‬حيث وضعت أوالً لتحقيؽ ىذا‬
‫الغرض مجموعة لقانوف تحقيؽ الجنايات المختمط سنة ‪.1875‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪36‬‬

‫))‬
‫عمميا طويبلً حيث كاف أو تشكيؿ ليا في عاـ ‪ 1885‬وآخر تشكيؿ ليا في‬
‫نيائيا في ‪.1889/5/15‬‬
‫‪ 1885/12/31‬إلى أف ألغيت ً‬
‫(‪ )27‬ضوغقنمحتؼقؼماجلـوؼوتماظصودرميفم‪ :1904/2/13‬م‬

‫أىـ ما يميز ىذا القانوف‪ ،‬ىو إقرار الجمع بيف االتياـ والتحقيؽ في يد‬
‫النيابة العامة‪ ،‬طبقًا لما قرره دكريتو سنة ‪ ،1895‬وفي ظؿ ىذا القانوف تـ‬
‫إنشاء محاكـ الجنايات وذلؾ في ‪ 1905/1/12‬وكذلؾ إنشاء محكمة‬
‫النقض بالقانوف رقـ ‪ 68‬لسنة ‪.1931‬‬

‫(‪ )28‬ضوغقنماإلجراءاتماجلـوئقيماحلوظلماظصودرميفم‪ :1950/9/3‬م‬

‫أىـ خصائص ىذا القانوف‪ ،‬تتمثؿ في إعادة العمؿ بنظاـ قاضي‬


‫التحقيؽ والذي كانت تأخذ بو كؿ مف مجموعة قانوف تحقيؽ الجنايات‬
‫المختمط سنة ‪ ،1875‬ومجموعة قانوف تحقيؽ الجنايات األىمي في سنة‬
‫‪ ،1883‬إ ضافة إلى إدماج العديد مف القوانيف اإلجرائية المتناثرة منذ صدور‬
‫يعا عف األخذ‬
‫القانوف السابؽ سنة ‪ 1904‬ومع ذلؾ فقد عدؿ المشرع سر ً‬
‫بمبدأ الفصؿ بيف االتياـ والتحقيؽ وذلؾ بإصدار القانوف رقـ ‪ 353‬لسنة‬
‫‪ 1954‬وبموجب ىذا التعديؿ أعاد سمطة التحقيؽ إلى النيابة العامة بدالً‬
‫مف قاضي التحقيؽ‪.‬‬

‫وفي الواقع فإنو في ظؿ قانوف اإلجراءات الجنائية الحالي‪ ،‬شيدت‬


‫جساما بالغة األثر في تاريخيا المعاصر شممت الحياة‬
‫ً‬ ‫مصر أحداثًا‬
‫السياسية‪ ،‬واالقتصادية واالجتماعية وانعكست عمى ىذا القانوف بشكؿ‬
‫مباشر‪ ،‬وتمثؿ ىذا االنعكاس في العديد مف التعديبلت المتعاقبة التي دفع‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪37‬‬

‫))‬
‫إلييا ليس الفف التشريعي بقدر ما دفعت إلييا ظروؼ ومبلبسات األحداث‬
‫التي واكبت ىذا التعديؿ‪.‬‬

‫وعمى سبيؿ المثاؿ في أعقاب ثورة يوليو ‪ ،1952‬وازاء تفشي مظاىر‬


‫الفساد في اإلدارة الحكومية‪ ،‬ولوضع أىداؼ الثورة موضع التنفيذ شكمت‬
‫العديد مف المجاف اإلدارية ومنحت بعض االختصاصات القضائية لكؿ مف‬
‫قاضي التحقيؽ وغرفة االتياـ‪ ،‬حيث أسند إلييا ما يسمى بتطيير األداة‬
‫الحكومية‪ ،‬كما منحت العديد مف الصبلحيات دوف نظر إلى مدى مساسيا‬
‫بالحريات الشخصية وافتقاد األشخاص الذيف خضعوا ليذه المجاف‬
‫لمضمانات اإلجرائية الجنائية(‪.)1‬‬

‫وف ي نفس االتجاه شكمت محاكـ خاصة استثنائية أبرزىا محكمة‬


‫(‪)2‬‬
‫اضحا خروج ىذه المحاكـ عمى قواعد‬
‫الغدر ومحكمة الثورة‪ ،‬وكاف و ً‬
‫الشرعية الموضوعية واإلجرائية‪ ،‬وىي بصدد ممارسة اختصاصاتيا‪.‬‬

‫وفي إطار جرائـ أمف الدولة‪ ،‬شرعت العديد مف التدابير التي يجوز‬
‫لمسمطة المختصة اتخاذىا‪ ،‬دوف التقيد بالضمانات اإلجرائية المألوفة‪،‬‬
‫والمتعمقة بالقبض والحبس االحتياطي‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫بعد إلغاء غرفة االتياـ كؿ مف مستشار‬ ‫كما استحدث المشرع‬
‫اإلحالة‪ ،‬وغرفة االتياـ والتي منحيا اختصاصات تتعمؽ بالتحقيؽ‪ ،‬إضافة‬

‫(‪)1‬‬
‫المرسوـ بقانوف رقـ ‪ 131‬لسنة ‪ 1952‬في شأف تطيير األداة الحكومية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫القانوف رقـ ‪ 234‬لسنة ‪ 1952‬في شأف جريمة الغدر‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫القانوف رقـ ‪ 117‬لسنة ‪.1962‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪38‬‬

‫))‬
‫إلى أنيا جية استئنافية ألوامر التحقيؽ االبتدائي الصادرة مف النيابة العامة‬
‫أو قاضي التحقيؽ‪.‬‬

‫وفي أعقاب ما عرؼ بثورة التصحيح وما كشفت عنو األحداث آنذاؾ‬
‫مف عدواف صارخ عمى الحقوؽ والحريات الشخصية‪ ،‬تـ تعديؿ بعض‬
‫نصوص قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬بحيث تتبلءـ مع القواعد والنصوص‬
‫الدستورية التي أقرت الحقوؽ األساسية لمحريات الفردية(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫يعا ما تمت إعادتيا مرة أخرى تحت‬
‫وبانتياء حالة الطوارئ التي سر ً‬
‫تأثير األحداث التي واكبت إعادتيا‪ ،‬تـ إنشاء محاكـ أمف الدولة العميا‬
‫والجزئية وحدد القانوف اختصاصاتيا وتـ تعديؿ ىذه االختصاصات بإضافة‬
‫بعض الجرائـ التي ال تمت بصمة ألمف الدولة(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫التعديبلت اليامة التي أدخمت عمى قانوف اإلجراءات الجنائية‬ ‫وآخر‬
‫تمثمت في إلغاء القيد الذي كاف يحظر الحبس االحتياطي في جرائـ النشر‪،‬‬
‫وبموجب ىذا التعديؿ فإنو يجوز لسمطة التحقيؽ المختصة أف تأمر بالحبس‬
‫صحفيا أو غيره‪.‬‬
‫ً‬ ‫االحتياطي في ىذه الجرائـ سواء كاف مرتكبيا‬

‫(‪)1‬‬
‫القانوف رقـ ‪ 37‬لسنة ‪.1972‬‬
‫(‪)2‬‬
‫القانوف رقـ ‪ 115‬لسنة ‪.1981‬‬
‫(‪)3‬‬
‫توجيو وتنظيـ أعماؿ البناء‪ ،‬وقد أضيؼ ىذا االختصاص بموجب القانوف رقـ ‪ 113‬لسنة‬
‫‪.1983‬‬
‫(‪)4‬‬
‫القانوف رقـ ‪ 93‬لسنة ‪ ،1995‬بتعديؿ بعض أحكاـ قانوف العقوبات واإلجراءات الجنائية‪،‬‬
‫المنشور بالجريدة‪ ،‬العدد ‪ 21‬مكرر في ‪.1995/5/28‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪39‬‬

‫))‬
‫(‪ )29‬تؼلقؿ‪ :‬م‬

‫بعد أف تناولنا بالشرح والتحميؿ المبادئ األساسية في قانوف اإلجراءات‬


‫الجنائية‪ ،‬نعرض لموضوع ىذا المؤلؼ في أقساـ ثبلثة‪:‬‬

‫‪ :‬ادلرحهخ انتًهُذَخ نهذػىي اجلُبئُخ‬ ‫انمطـــى األول‬

‫انذػىي اجلُبئُخ وانذػىي ادلذَُخ ادلرتجغخ‬ ‫انمطى انثبٍَ‪:‬‬


‫ثهب‬

‫انتحمُك االثتذائٍ وانتظرف فُه‬ ‫انمطى انثبنث‪:‬‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪41‬‬

‫))‬

‫انمطى األول‬
‫ادلرحهخ انتًهُذَخ نهذػىي اجلُبئُخ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪40‬‬

‫))‬
‫(‪ )30‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫عندما ترتكب جريمة جنائية ما‪ ،‬فإف الدعوى الجنائية ال ترفع مباشرة‬
‫أو بصفة فورية في مواجية مف يشتبو في ارتكابو ليا‪ ،‬وانما يتعيف اتخاذ‬
‫بعيدا عنو‬
‫مجموعة مف اإلجراءات سواء في مواجية المشتبو في ارتكابيا أو ً‬
‫تستيدؼ في جانب منيا جمع المعمومات عف الجريمة التي ارتكبت بالفعؿ‬
‫ووضعيا تحت بصر السمطة المختصة بالتحقيؽ‪ ،‬بغرض معاونتيا في‬
‫اتخاذ قرارىا النيائي في التحقيؽ الذي تجريو‪.‬‬

‫والمرحمة التي تتخذ فييا اإلجراءات سالفة الذكر‪ ،‬ال تعد مف إجراءات‬
‫الدعوى الجنائية واف كانت بمثابة تمييد ليا‪ ،‬واتساقًا مع طبيعة ىذه‬
‫المرحمة‪ ،‬فإف المشرع الفرنسي أطمؽ عمييا‪ ،‬التحقيؽ التمييدي أو غير‬
‫الرسمي‪ ،‬ويسند إلى طائفة مف الموظفيف القياـ باإلجراءات التي تتطمبيا‬
‫ىذه المرحمة‪ ،‬وىؤالء ليـ اختصاص عاـ‪ ،‬يتمثؿ في مباشرة وظيفة الضبط‬
‫اإلداري والتي يدخؿ في مفيوميا مف بيف ما يتضمنو مف أغراض الحيمولة‬
‫دوف وقوع الجريمة‪ ،‬األمر الذي يتطمب المحافظة عمى األمف والتواجد في‬
‫األماكف العامة‪ ،‬وغير ذلؾ مف المظاىر األمنية التي تضع العقبات‬
‫والعوائؽ في مواجية مف يفكر في ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫كما أف البعض مف ىؤالء يتـ اختيارىـ مسبقًا وبشكؿ محدد وتسند‬


‫إلييـ وظيفة أخرى‪ ،‬وىي وظيفة الضبط القضائي والتي تتـ ممارسة‬
‫الصبلحيات المقررة لمف يحمؿ صفتيا ىذه بعد ارتكاب الجريمة بالفعؿ‬
‫سواء كانت تامة أو توقفت عند حد الشروع المعاقب عميو‪ ،‬وليس ىناؾ مف‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪42‬‬

‫))‬
‫الوجية العممية ما يحوؿ دوف التزامف بيف ممارسة وظيفتي الضبط اإلداري‬
‫والضبط القضائي‪.‬‬

‫والقاعدة أف سمطات مف يمارس وظيفة الضبط القضائي محدودة في‬


‫نطاؽ ضيؽ‪ ،‬ولكف ىذه السمطات قد تتسع إما بحكـ الظروؼ التي يحدد‬
‫القانوف مسبقًا ماىيتيا‪ ،‬أو بموجب تكميؼ يصدر مف يممكو‪ ،‬بموجبو يمنح‬
‫اتساعا في القياـ بعمؿ أو أكثر ال يدخؿ في‬
‫ً‬ ‫مأمور الضبط سمطات أكثر‬
‫اختصاصو األصيؿ القياـ بو‪.‬‬

‫ونتناوؿ في ىذا القسـ بالشرح والتحميؿ مرحمة االستدالؿ واألشخاص‬


‫المختصيف بالقياـ بو‪ ،‬واختصاصات مأموري الضبط القضائي العادية‪،‬‬
‫واالستئنافية أو القضائية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪43‬‬

‫))‬

‫انجبة األول‬

‫االضتذالل واألشخبص ادلختظىٌ ثبنمُبو ثه‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪44‬‬

‫))‬
‫انفظم األول‬

‫االضتذالل‬

‫(‪ )31‬عػفقممعرحؾيماالدؿدالل‪ :‬م‬

‫تمر الدعوى الجنائية بمرحمة التحقيؽ االبتدائي والذي قد ينتيي‬


‫بتحريكيا أماـ القضاء الجنائي المختص‪ ،‬لتدخؿ بذلؾ الدعوى الجنائية‬
‫مرحمة جديدة مف مراحميا اإلجرائية لتنتيي إما بحكـ اإلدانة أو البراءة‪.‬‬

‫وىناؾ مرحمة تمييدية أو أولية سابقة عمى أولى مراحؿ الدعوى‬


‫الجنائية‪ ،‬لـ يرد نص إجرائي بتعريفيا‪ ،‬إال إننا نستخمص تعريفًا ليا مف‬
‫تحميؿ األعماؿ اإلجرائية التي تتـ خبلؿ ىذه المرحمة‪ ،‬وعمى ضوء‬
‫االختصاصات المخولة لمقائميف بمباشرة ىذه األعماؿ‪ ،‬فإنو يمكننا تعريؼ‬
‫مرحمة االستدالؿ‪ ،‬وذلؾ باألخذ بمعيار زمني أو مرحمة ومعيار وظيفي‬
‫أخير معيار غائي‪.‬‬
‫و ًا‬

‫حيث يمكننا تعريفيا باألخذ بيذه المعايير مجتمعة بأنيا المرحمة‬


‫السابقة عمى التحقيؽ االبتدائي في الجريمة والتي وقعت بالفعؿ تامة أو‬
‫توقفت عند حد الشروع المعاقب عميو‪ ،‬ويتخذ فييا إجراء أو أكثر مف‬
‫اإلجراءات التي حددىا القانوف عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬والتي يسند إلى طائفة‬
‫محددة مسبقة مف موظفي الدولة القياـ بيا‪ ،‬بغرض جمع المعمومات عف‬
‫الجريمة المرتكبة والتحري عف كؿ ما يفيد في كشؼ الحقيقة ووضعيا تحت‬
‫تصرؼ السمطة المختصة بالتحقيؽ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪45‬‬

‫))‬
‫(‪ )32‬أػؿقيمعرحؾيماالدؿدالل‪ :‬م‬

‫عمى الرغـ مف أف ىذه المرحمة ال تدخؿ في مراحؿ الدعوى الجنائية‬


‫إال أنيا ال تقؿ أىمية عف ىذه المراحؿ‪ ،‬بؿ إنيا في بعض الحاالت ينتيي‬
‫استنادا عمى ضخامة‬
‫األمر عندىا‪ ،‬وال تقوـ بالتالي الدعوى الجنائية‪ ،‬و ً‬
‫وتأسيسا عمى استعانتيـ بالتقنية الحديثة في‬
‫ً‬ ‫العامميف في ىذه المرحمة‪،‬‬
‫مباشرة مياميـ‪ ،‬وباالستعانة بمصادر معموماتيـ المنتشرة في كؿ مكاف‪،‬‬
‫فإنو ال غنى لسمطة التحقيؽ في االعتماد عمييـ واألخذ بعيف التقدير‬
‫واالعتبار النتائج التي يتوصموف إلييا وىـ يباشروف مياـ االستدالؿ‬
‫والتحري عف الجريمة‪.‬‬

‫ومف المبلحظ مف الوجية العممية أف التحقيؽ االبتدائي يتأثر إلى حد‬


‫كبير بمجريات ىذه المرحمة‪ ،‬خاصة متى كانت اإلجراءات التي تـ اتخاذىا‬
‫خبلليا قد التزـ القائـ بيا بالشروط المنظمة لئلجراء المعني‪ ،‬خاصة أنو ال‬
‫يمنع امتداد إجراءات التحري واالستدالؿ‪ ،‬بحيث تتداخؿ مع مرحمة التحقيؽ‬
‫االبتدائي‪ ،‬ذلؾ أف قياـ المحقؽ بالبدء في التحقيؽ ال يحوؿ دوف استمرار‬
‫مأمور الضبط القضائي في القياـ باإلجراءات التي تدخؿ في مفيوـ التحري‬
‫واالستدالؿ عف نفس الجريمة‪ ،‬وسواء قاـ بمثؿ ىذه اإلجراءات مف تمقاء‬
‫نفسو‪ ،‬أو بتكميؼ مف القائمة بالتحقيؽ االبتدائي وذلؾ في نطاؽ يتحدد‬
‫اتساعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫حسب ظروؼ التحقيؽ ضيقًا أو‬

‫صحيحا أف النتائج التي يتـ التوصؿ إلييا في ىذه‬


‫ً‬ ‫كما أنو ليس‬
‫المرحمة ال قيمة ليا في مرحمة التحقيؽ النيائي أو المحاكمة حيث أنو مف‬
‫المستقر فقيًا وقضاء‪ ،‬أنو ليس ىناؾ ما يحوؿ دوف اعتماد المحكمة عمى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪46‬‬

‫))‬
‫ما جاء بتحريات الشرطة باعتبارىا معززة لما ساقتو مف أدلة‪ ،‬بؿ أنو‬
‫لممحكمة في سبيؿ ذلؾ أف تجزئ ىذه التحريات فتأخذ منيا ما تطمئف إليو‬
‫مما تراه مطابقًا لمحقيقة وتطرح ما عداه(‪ ،)1‬بؿ أف لممحكمة الحؽ في األخذ‬
‫بأقواؿ المتيـ في محضر الشرطة واإلعراض عف قوؿ أبداه في تحقيؽ‬
‫النيابة العامة(‪ ،)2‬وبالتالي فإف ما تتوصؿ إليو أعماؿ التحري واالستدالؿ‬
‫تؤدي دورىا حسب المقتضى في تدعيـ وتعزيز األدلة في مرحمة التحقيؽ‬
‫النيائي أو المحاكمة‪ ،‬والمستقر عمى أف تأخذ بما تطمئف إليو مف عناصر‬
‫اإلثبات ولو مف محاضر جمع االستدالالت ما دامت مطروحة لمبحث‬
‫أماميا‪ ،‬فإذا لـ يقـ وكيؿ النيابة بتحميؼ الصيدلي الذي قاـ بوزف المخدر‬
‫المضبوط اليميف قبؿ مباشرة مأموريتو‪ ،‬فبل تثريب عمى المحكمة إف ىي‬
‫أخذت بيذا التقرير بحيازة ورقة مف أوراؽ االستدالالت في الدعوى المقدمة‬
‫وعنصر مف عناصرىا(‪.)3‬‬
‫ًا‬ ‫ليا‬

‫أخير فإف ىذه المرحمة تصبح ضرورة حتمية في ظؿ نظـ اإلجراءات‬


‫و ًا‬
‫الجنائية والتي تجعؿ التحقيؽ االبتدائي وجوبي في الجنايات وجوازي في‬
‫الجنح والمخالفات‪ ،‬ومف بينيا التشريع اإلجرائي الجنائي في مصر‪ ،‬حيث‬
‫يتـ التصرؼ في المخالفات والجنح بناء عمى محضر جميع االستدالالت‬
‫والذي يحرر بمعرفة مأمور الضبط القضائي‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ 1977/2/14‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،28‬ص ‪ ،54‬ص ‪.241‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ 1987/1/6‬مجموعة أحكاـ النقض‪ 56 ،‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،3‬ص ‪.38‬‬
‫(‪)3‬‬
‫القانوف رقـ ‪ 117‬لسنة ‪.1962‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪47‬‬

‫))‬
‫انفظم انثبٍَ‬

‫انضجغُخ انمضبئُخ‬
‫‪La Police Judiciaire‬‬

‫(‪ )33‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫عرؼ المشرع المصري الضبط القضائي‪ ،‬وذلؾ باألخذ بمعيار‬


‫موضوعي حيث ورد في نص المادة ‪ 21‬مف قانوف اإلجراءات الجنائية‬
‫المقصود بالضبط القضائي في قوليا البحث عف الجرائـ ومرتكبييا وجمع‬
‫االستدالالت التي تمزـ التحقيؽ في الدعوى"‪.‬‬

‫وبموجب ىذا التعريؼ‪ ،‬فإف ىناؾ لحظة زمنية تبدأ فييا ىذه‬
‫اإلجراءات التي تعد مف قبيؿ الضبط القضائي‪ ،‬وىي المحظة التالية لوقوع‬
‫الجريمة وليس قبميا‪ ،‬كما أف المشرع نفى عف ىذه األعماؿ صفة التحقيؽ‬
‫كقاعدة تقبؿ االستثناء عمى النحو الذي سو نستعرضو بالشرح والتحميؿ في‬
‫موضعو مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬

‫وأسند القياـ بيذه اإلجراءات إلى طائفة مف الموظفيف يسمى أعضاؤىا‬


‫"مأموري الضبط القضائي" حددىـ المشرع كقاعدة عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬وفي‬
‫حاالت أخرى بأداة أقؿ درجة مف التشريع عمى سبيؿ االستثناء‪.‬‬

‫ونستعرض في ىذا الفصؿ تحديد ىذه الطائفة ونظاميـ الوظيفي‬


‫وعبلقتيـ بغيرىـ مف السمطات بمناسبة ممارستيـ ألعماؿ وظائفيـ وىـ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪48‬‬

‫))‬
‫بيذه الصفة‪ .‬ويسبؽ ذلؾ بحث مفيوـ الضبطية اإلدارية ومف يتمتع بيذه‬
‫الصفة وتوضيح الفروؽ الجوىرية بيف الضبط القضائي والضبط اإلداري‪.‬‬

‫ادلجحث األول‬

‫انضجغُخ اإلدارَخ‬

‫(‪ )34‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫يحسب ألي نظاـ قدرتو عمى الحيمولة دوف ارتكاب الجريمة ووضع‬
‫العوائؽ أماـ مف تراوده فكرة ارتكابيا ونصوص قانوف العقوبات تمارس ىذا‬
‫الدور عمى اعتبار أف ذلؾ يمثؿ أحد خصائص القاعدة الجنائية‬
‫الموضوعية وعمى الصعيد اإلجرائي‪ ،‬فإف القاعدة اإلجرائية الجنائية ال‬
‫تمارس ىذا الدور‪ ،‬ويستعاض عنيا بتنظيـ تشريعي يدخؿ في إطار قياـ‬
‫الدولة بوظيفتيا تجاه توفير السكينة واألمف العاـ في إقميميا‪ ،‬ويسند في‬
‫مصر إلى ىيئة الشرطة بمختمؼ درجات ورتب رجاليا القياـ بوظيفة‬
‫الضبط اإلداري ‪ La Police Administrative‬حيث يتطمب القياـ بيذه‬
‫الوظيفة التحري عف المشتبو فييـ والتجوؿ في الطرقات العامة والتواجد في‬
‫التجمعات مثؿ الحدائؽ واألسواؽ والحفبلت العامة لمراقبة حالة األمف‪،‬‬
‫وتنظيـ دوريات الحراسة بمختمؼ أنواعيا‪ ،‬والخبلصة أنيا كؿ إجراء مف‬
‫شأنو منع الجريمة أو الحيمولة دوف وقوعيا ووضع العوائؽ تجاه مف يفكر‬
‫في ارتكابيا‪.‬‬

‫ونتناوؿ في المطمب األوؿ تحديد مفيوـ الضبطية اإلدارية‪ ،‬وفي‬


‫المطمب الثاني معايير التفرقة بيف الضبط اإلداري والضبط القضائي‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪49‬‬

‫))‬
‫ادلغهت األول‬

‫عػفقمماظضؾطقيماإلدارؼي م‬

‫(‪ )35‬عػفقمماظضؾطماإلداري‪ :‬م‬

‫معا(‪،)1‬‬
‫لتحديد ىذا المفيوـ‪ ،‬فإف ذلؾ يعتمد عمى األخذ بمعياريف ً‬
‫المعيار األوؿ وىو قائـ عمى الشكؿ أو الوظيفة‪ ،‬واآلخر قائـ عمى‬
‫الموضوع أو الغاية‪ .‬وبالنظر إلى المعيار األوؿ‪ ،‬فإف مصطمح الضبط‬
‫اإلداري‪ ،‬يعني وظيفة تمؾ الييئة اإلدارية مف بيف ىيئات الدولة والتي يسند‬
‫إلييا المحافظة عمى النظاـ‪.‬‬

‫وبالنظر إلى المعيار الثاني‪ ،‬فإنو يعني التصرؼ أو مجموعة‬


‫التصرفات التي تيدؼ إلى المحافظة عمى النظاـ أو إعادة النظاـ في حالة‬
‫اإلخبلؿ بو أو اضطرابو والتي تتمثؿ في استعماؿ وسائؿ الضبط اإلداري‬
‫وىي الق اررات البلئحية والق اررات الفردية ومع ذلؾ يستند عميو في تحديد ىذا‬
‫المفيوـ‪ ،‬حيث يرى جانب مف الفقو االقتصار عمى المعيار الشكمي ووفقًا‬
‫ليذا المعيار فإنو يقصد بو "مجموع البيانات اإلدارية التابعة لمسمطة‬
‫التقديرية التي يعيد إلييا بممارسة الضبط اإلداري"(‪.)2‬‬

‫(‪ )36‬أشراضماظضؾطماإلداري‪ :‬م‬

‫المفيوـ الحديث ألغراض الضبط اإلداري تبمور عف أغراض ثبلثة‪،‬‬


‫فيوما عمى أنيا توفير اليدوء لممواطنيف‬
‫األوؿ السكينة ‪ La Tranquillité‬م ً‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Georges Vidal. Droit Administratif, 1973, p. 780.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ :‬فؤاد العطار‪ ،‬القانوف اإلداري‪ ،‬ص ‪.329‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪51‬‬

‫))‬
‫وذلؾ بمنع اإلزعاج والمضايقات الناجمة عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬مف االستخداـ‬
‫السيء ألبواؽ السيارات ومكبرات الصوت والحفبلت التي تخرج عف اإلطار‬
‫المألوؼ‪ ،‬وكؿ ما مف شأنو أف يندرج في مفيوـ التموث السمعي لمبيئة‪.‬‬

‫وثاني ىذه األغراض‪ ،‬يتمثؿ في توفير األمف ‪ La Sécurité‬وذلؾ‬


‫بالقياـ بدور وقائي يستيدؼ حماية األرواح والممتمكات مف أخطار الكوارث‬
‫سواء كاف مصدرىا الطبيعة أو اإلنساف وما يستتبع ذلؾ مف اتخاذ‬
‫اإلجراءات المتعمقة بتنظيـ المرور في الطرقات‪ ،‬والرقابة عمى أحماؿ‬
‫السيارات‪ ،‬وتنظيـ الدوريات الراكبة والمترجمة‪ ،‬والتفتيش عمى وسائؿ‬
‫احتياطيات األمف الصناعي‪.‬‬

‫وثالث ىذه األغراض‪ ،‬الصحة ‪ La Salubrité‬ويتحقؽ ىذا الغرض‬


‫عمى سبيؿ المثاؿ باتخاذ مجموعة مف اإلجراءات التي تستيدؼ المحافظة‬
‫عمى صحة المواطف وذلؾ بحماية المشرب والمأكؿ والمسكف‪ ،‬مف أخطار‬
‫التموث وعدـ مطابقتو لبلشتراطات‪ ،‬والمواصفات‪ ،‬والمحافظة عمى مستويات‬
‫مصدر لؤلوبئة‪.‬‬
‫ًا‬ ‫النظافة في الشوارع بحيث ال تكوف‬

‫(‪ )37‬ػقؽوتماظضؾطقيماإلدارؼي‪ :‬م‬

‫ونعني بيا ونحف بصدد البحث في الضبط اإلداري‪ ،‬جياز الشرطة‬


‫حيث يمثؿ أفراد الجياز الغالبية العظمى ممف يناط بيـ مباشرة وظيفة‬
‫الضبط اإلداري‪ ،‬ىذا وقبؿ أف نستعرض في عجالة تنظيـ جياز الشرطة‬
‫المنوط بو مباشرة ىذه الوظيفة‪ ،‬نمقي الضوء عمى دور محافظ اإلقميـ في‬
‫ممارسة ىذه الوظيفة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪50‬‬

‫))‬
‫(‪ )38‬أوالً‪:‬محموصظماإلضؾقؿ‪ :‬م‬

‫التنظيـ اإلداري في مصر‪ ،‬قسميا إلى (مديريات) وىي محافظات‬


‫حاليا‪ ،‬والمحافظ يمثؿ اإلدارة المركزية في العاصمة في محافظتو‪ ،‬وكاف‬ ‫ً‬
‫حاليا مف رجاؿ و ازرة الداخمية ويتبعيا‪ ،‬او أنو بصدور‬
‫المدير سابقًا المحافظ ً‬
‫قانوف اإلدارة المحمية عاـ ‪ 1960‬انتيى ىذا الوضع واستتبع ذلؾ عدـ تولي‬
‫المحافظ رئاسة الشرطة في محافظتو‪ ،‬وتراجع دوره بيذا الشأف ليكوف في‬
‫مجاؿ ضيؽ محدود‪ ،‬حيث حؿ محمو مدير األمف الذي أصبح يتولى رئاسة‬
‫الشرطة في محافظتو ولو في ذلؾ القياـ بمياـ الضبط اإلداري ويتولى‬
‫مفوضا عنو‪.‬‬
‫ً‬ ‫سمطات وزير الداخمية باعتباره‬

‫ىذا ويمارس المحافظ وظيفة الضبط اإلداري‪ ،‬وذلؾ بوصفو المسئوؿ‬


‫عف األمف واألخبلؽ والقيـ العامة‪ ،‬يعاونو في ذلؾ مدير األمف في‬
‫المحافظة‪ ،‬والذي يمتزـ بأف يبحث مع المحافظ الخطط األمنية لممحافظة‬
‫فور بالحوادث ذات‬
‫ومف ثـ يعتمدىا مف المحافظ‪ ،‬كما يجب عميو إخطاره ًا‬
‫األىمية الخاصة‪ ،‬وليس ىناؾ ما يحوؿ دوف قياـ المحافظ بإعطاء مدير‬
‫األمف توجيياتو بيذا الشأف إضافة إلى ما تقدـ‪ ،‬فإف المحافظ يعتبر ممثبلً‬
‫لرئيس الجميورية بالمحافظة‪ ،‬ويمثؿ السمطة التنفيذية في دائرة اختصاصو‪،‬‬
‫ويتولى تنفيذ السياسة العامة لمدولة‪ ،‬كما أف لو سمطة اتخاذ ما يراه مف‬
‫تدابير بفرض كفالة األمف الغذائي ورفع كفاءة اإلنتاج الزراعي والصناعي‪،‬‬
‫وحماية أمبلؾ الدولة وما يستتبع ذلؾ مف إ ازلة ما يقع عمييا مف تعديات‬
‫بالطريؽ اإلداري‪ ،‬ويتولى اإلشراؼ عمى مدير األمف في مجاؿ الدفاع‬
‫المدني‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪52‬‬

‫))‬
‫كما يعتبر المحافظ الحاكـ العسكري بمحافظتو‪ ،‬وىكذا مف استقراء‬
‫االختصاصات والصبلحيات سالفة الذكر‪ ،‬فإنو يتضح لنا أنو ال سبيؿ‬
‫لمباشرتيا إال باستعماؿ سمطة الضبط اإلداري ومباشرة وظيفتيا‪.‬‬

‫(‪ )39‬ثوغقًو‪:‬مػقؽيماظشرري‪ :‬م‬

‫في مصر وخبلفًا ألنظمة العديد مف الدوؿ‪ ،‬فإف السمطة مركزية‬


‫بالنسبة لتنظيـ ىذه الييئة‪ ،‬حيث تباشر الشرطة اختصاصاتيا برئاسة وزير‬
‫الداخمية وتحت قيادتو‪ ،‬وىو الذي يصدر الق اررات المنظمة لكافة شئونيا‬
‫ونظـ العمؿ بيا‪ ،‬ىذا ويتولى المساعد األوؿ ومساعدي وزير الداخمية‬
‫ورؤساء المصالح ومف في حكميـ ورؤساء الوحدات النظامية‪ ،‬ومأمورو‬
‫المراكز واألقساـ رئاسة الشرطة كؿ منيـ في حدود اختصاصو‪.‬‬

‫وبالنسبة لرتب الشرطة ودرجاتيا الوظيفية‪ ،‬فإنيا تتدرج مف المستوى‬


‫األعمى إلى المستوى األدنى عمى النحو التالي‪:‬‬

‫لواء مساعد أوؿ وزير – لواء مساعد وزير – المواء – العميد – العقيد‬
‫– المقدـ – الرائد – النقيب – المبلزـ أوؿ – المبلزـ – أمناء الشرطة –‬
‫المساعدوف – ضباط الصؼ – الجنود – رجاؿ الخفر النظامييف‪.‬‬

‫(‪ )40‬اظؿـظقؿماهلقؽؾلمظقزارةماظداخؾقي‪ :‬م‬

‫نقتصر في عرض ىذا التنظيـ عمى اإلدارات والمصالح المركزية‬


‫وفروعيا التي تكوف ممحقة بمديريات األمف‪ ،‬وذلؾ مف زاوية اختصاص‬
‫العامميف بيا بوظيفتي الضبط اإلداري إضافة إلى اختصاص البعض منيـ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪53‬‬

‫))‬
‫بوظيفة الضبط القضائي عمى النحو الذي سوؼ نستعرضو بالشرح والتحميؿ‬
‫في موضعو المناسب في ىذا المؤلؼ‪.‬‬

‫(‪ )41‬األجفزةمادلرطزؼي‪ :‬م‬

‫يندرج في إطار ىذه األجيزة ستة قطاعات موزعة عمى النحو التالي‪:‬‬

‫(‪ )42‬اظؼطوعماألول‪:‬ماألعـماظعوم‪ :‬م‬

‫ويتبع ىذا القطاع المصالح اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬مصمحة األمف العاـ‪.‬‬


‫‪ -2‬مصمحة تحقيؽ األدلة الجنائية‪.‬‬
‫‪ -3‬مصمحة وثائؽ السفر واليجرة والجنسية‪.‬‬
‫‪ -4‬مصمحة أمف الموانئ (ويمحؽ بيا اإلدارة المركزية لتصاريح‬
‫العمؿ واإلدارة العامة لشرطة ميناء القاىرة الجوي)‪.‬‬

‫(‪ )43‬اظؼطوعماظـوغل‪:‬مأعـماظدوظي‪ :‬م‬

‫ويتبع ىذا القطاع اإلدارات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلدارة العامة لمباحث أمف الدولة‪.‬‬


‫‪ -2‬اإلدارة العامة لشرطة رئاسة الجميورية‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلدارة العامة لشرطة الحراسات الخاصة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪54‬‬

‫))‬
‫(‪ )44‬اظؼطوعماظـوظٌ‪:‬ماألعـماالضؿصودي‪ :‬م‬

‫ويتبع ىذا القطاع اإلدارات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلدارة العامة لشرطة النقؿ والمواصبلت‪.‬‬


‫‪ -2‬اإلدارة العامة لشرطة الكيرباء‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلدارة العامة لشرطة السياحة واآلثار‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلدارة العامة لشرطة التمويف والتجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلدارة العامة لشرطة المسطحات المائية‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلدارة العامة لمباحث الضرائب والرسوـ‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلدارة العامة لمكافحة جرائـ األمواؿ العامة‪.‬‬

‫(‪ )45‬اظؼطوعماظرابع‪:‬ماألعـماالجؿؿوسل‪ :‬م‬

‫ويتبع ىذا القطاع اإلدارات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلدارة العامة لمكافحة المخدرات‪.‬‬


‫‪ -2‬إدارة مكافحة جرائـ اآلداب العامة‪.‬‬

‫(‪ )46‬اظؼطوعماخلوعس‪:‬ماظشرريمادلؿكصصي‪ :‬م‬

‫ويندرج في إطار ىذا القطاع اإلدارة التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬مصمحة الدفاع المدني‪.‬‬


‫‪ -2‬اإلدارة العامة لممرور‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلدارة العامة التصاالت الشرطة‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلدارة العامة لشرطة مجمس الشعب والشورى‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪55‬‬

‫))‬
‫‪ -5‬اإلدارة العامة المركزية لشرطة التعمير والمجتمعات الجديد‪.‬‬

‫(‪ )47‬اظؼطوعماظلودس‪:‬ماألعـمادلرطزيموضقاتماألعـ‪ :‬م‬

‫ويتبع ىذا القطاع اإلدارة التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬قوات األمف المركزي‪.‬‬


‫‪ -2‬اإلدارة العامة لشئوف المجنديف‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلدارة العامة لتدريب قوات األمف‪.‬‬

‫(‪ )48‬اظشعىماخلورجقيمظألجفزةمادلرطزؼي‪ :‬م‬

‫القطاعات سالفة الذكر‪ ،‬تمثؿ األجيزة المركزية لمشرطة وبجانبيا توجد‬


‫إدارات وأقساـ‪ ،‬خارج النطاؽ الجغرافي لؤلجيزة المركزية بالعاصمة‪ ،‬قد‬
‫تكوف في محافظة واحدة‪ ،‬وقد تضمف عدة محافظات لتكوف منطقة واحدة‪،‬‬
‫تعمؿ في شكؿ وحدات‪ ،‬مثؿ وحدة شرطة اآلداب – المخدرات‪...‬‬

‫‪ -‬عدؼرؼوتماألعـ‪ :‬م‬

‫في كؿ عاصمة مف عواصـ المحافظات مديرية لؤلمف يرأسيا ضابط‬


‫ال تقؿ رتبتو عف رتبة المواء‪ ،‬يسند إليو إدارة الشرطة بالمحافظة‪ ،‬حيث نجد‬
‫في دائرة المحافظة نوعيف مف الوحدات‪ ،‬النوع األوؿ‪ :‬طابعو التخصص‬
‫فروعا لئلدارة والمصالح المركزية السابؽ اإلشارة إلييا في البند رقـ ( )‬
‫ً‬ ‫وتعد‬
‫مف ىذا المؤلؼ‪ .‬أما النوع الثاني مف ىذه الوحدات فيو يدخؿ في الييكؿ‬
‫التنظيمي لمديرية األمف‪ ،‬ويتضمف أقساـ الشرطة في عاصمة المحافظة‪،‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪56‬‬

‫))‬
‫وقد يمحؽ بيا نقط لمشرطة‪ ،‬كما يتضمف مراكز لمشرطة في مدف المحافظة‬
‫أيضا نقط لمشرطة حسب الحاجة‪.‬‬
‫وقد يمحؽ بيا ً‬
‫(‪ )49‬عؾوحٌمأعـماظدوظيمبودلدؼرؼي‪ :‬م‬

‫ومقرىا عاصمة المحافظة وتعمؿ في إطار سياسة اإلدارة العامة ألمف‬


‫المحافظة‪ ،‬ويتبعيا مكاتب إقميمية داخؿ المحافظة وخاصة في مدنيا‬
‫الكبرى‪.‬‬

‫(‪ )50‬ادلؾوحٌماجلـوئقيمبودلدؼرؼي‪ :‬م‬

‫يرأسيا ضابط كبير بدرجة مدير وبرتبة مناسبة‪ ،‬وىو يتبع مدير األمف‬
‫بالمحافظة مباشرة‪ ،‬كما تتبعو وحدات متخصصة في األقساـ والمراكز‪ ،‬وفي‬
‫النقط الكبرى‪ ،‬ويعمؿ ضابط ىذه الوحدات تحت إشراؼ مأمور القسـ أو‬
‫المركز‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪57‬‬

‫))‬
‫ادلغهت انثبٍَ‬

‫ععوؼريماظؿػرضيمبنيماظضؾطماإلداريمواظضؾطماظؼضوئل م‬

‫(‪ )51‬أػؿقيماظؿؿققزمبنيموزقػيتماظضؾطماإلداريمواظضؾطماظؼضوئل‪ :‬م‬

‫ليس التمييز بيف وظيفتي الضبط اإلداري والضبط القضائي‪ ،‬بحث‬


‫نظري وجدؿ فقيي‪ ،‬وانما ىو في حقيقتو أعمؽ مف ذلؾ بكثير حيث تترتب‬
‫عميو نتائج عممية وقانونية بالغة األىمية‪ ،‬خاصة أف موظفي ىيئات الضبط‬
‫اإلدارية‪ ،‬يمارس بعض منيـ أعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬وتتضح ىذه‬
‫األىمية مف جوانب متعددة‪.‬‬

‫(‪ )52‬أوالً‪:‬مبوظـلؾيمظؾؼوغقنمادلـظؿمألسؿولمطؾمعـماظقزقػؿني‪ :‬م‬

‫القواعد المنظمة ألعماؿ الضبط القضائي‪ ،‬ينظميا قانوف اإلجراءات‬


‫الجنائية‪ ،‬خبلفًا ألعماؿ الضبط اإلداري والتي ال ينظميا ىذا القانوف‪ ،‬وانما‬
‫نصوص متفرقة في قانوف تنظيـ ىيئة الشرطة في مصر‪ .‬ومع ذلؾ فإف‬
‫ىناؾ بعض القوانيف اإلجرائية الجنائية العربية والمقارنة بيا بعض‬
‫النصوص التي تنظـ أعماؿ الضبط اإلداري‪ ،‬مثؿ قانوف اإلجراءات‬
‫السوداني والعراقي‪.‬‬

‫ىذا وجدير بالذكر أف تنظيـ قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‬


‫ألعماؿ الضبطية القضائية‪ ،‬ال يعني أف كؿ أعماؿ الضبطية القضائية‬
‫أعماالً قضائية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪58‬‬

‫))‬
‫(‪ )53‬ثوغقًو‪:‬ماجلفيمادلكؿصيمبودلـوزسوتماظـوذييمسـمأسؿولماظقزقػؿني‪ :‬م‬

‫تخرج أعماؿ الضبط القضائي مف اختصاص القضاء اإلداري‬


‫بنظرىا‪ ،‬وينعقد االختصاص في نظرىا لجية القضاء العادي‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫ألعماؿ الضبط اإلداري فإنيا تدخؿ في اختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬وقد‬
‫أكدت المحكمة اإلدارية العميا في مصر عمى ذلؾ‪ ،‬حيث ورد في حكـ ليا‬
‫بيذا الشأف قوليا "إف أوامر واجراءات مأموري الضبط القضائي التي تصدر‬
‫عنيـ في نطاؽ االختصاص القضائي تخرج عف رقابة القضاء اإلداري(‪.)1‬‬
‫ومف ثـ فإنو يتصور خضوع األعماؿ التي تصدر عف مأموري الضبط‬
‫القضائي لكؿ مف القضاء اإلداري والقضاء العادي والفيصؿ في تحديد‬
‫االختصاص بالنسبة لعمؿ ما ىو طبيعتو‪.‬‬

‫(‪ )54‬ثوظـًو‪:‬معلؽقظقيماظدوظيمسـماألضرارماظيتمضدمتـشلمسـمممورديمسؿؾم‬
‫اظقزقػؿني‪ :‬م‬

‫قد يترتب عمى مباشرة أعماؿ الضبطية اإلدارية أو القضائية ضرر ما‬
‫فردا أو أكثر‪ ،‬وبالنظر إلى اعتبار القائـ باإلجراء المعني مف تابعي‬
‫يصيب ً‬
‫الدولة‪ ،‬فإف السؤاؿ الذي يثور بيذا الشأف‪ ،‬يدور حوؿ جواز تحمؿ الدولة‬
‫بتعويض مف لحقو ضرر مف ىذا اإلجراء إذا خالؼ مف قاـ بو شروط‬
‫صحتو‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫حكـ المحكمة اإلدارية العميا في ‪ ،1958/3/29‬القضية رقـ ‪ ،638‬لسنة ‪ 3‬ؽ – مجموعة‬
‫المبادئ التي قررتيا المحكمة اإلدارية العميا بند ‪ 118‬ص ‪.991‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪59‬‬

‫))‬
‫وفي مصر فإف اإلجماع عمى اعتبار أعماؿ الضبطية اإلدارية ق اررات‬
‫إدارية ومف ثـ فإف الدولة تسأؿ عف تعويض مف لحقو ضرر عف ىذه‬
‫األعماؿ متى ثبت الضرر والمخالفة‪ .‬عمى العكس مف ذلؾ بالنسبة ألعماؿ‬
‫الضبطية القضائية‪ ،‬حيث يرفض القضاء في مصر التعويض عف ىذه‬
‫األعماؿ‪ ،‬وىو االتجاه الغالب في التشريعات المقارنة‪.‬‬

‫(‪ )55‬ععوؼريماظؿػرضيمبنيماظضؾطماإلداريمواظضؾطماظؼضوئل‪ :‬م‬

‫تعددت بيذا الشأف المعايير الفقيية والقضائية‪ ،‬وسواء في مصر أو‬


‫في غيرىا مف الدولة‪ ،‬وتدور ىذه المعايير بيف المعيار الزمني أو المرحمي‪،‬‬
‫حيث يأخذ ىذا المعيار في االعتبار‪ ،‬الوقت أو المرحمة التي يباشر فييا‬
‫اإلجراء‪ ،‬فإذا كاف قبؿ وقوع الجريمة‪ ،‬فإف اإلجراء يكوف مف قبيؿ إجراءات‬
‫الضبط اإلداري‪ ،‬واذا كاف بعد وقوعيا تامة أو توقفيا عند حد الشروع‬
‫المعاقب عميو‪ ،‬فإف اإلجراء يكوف مف قبيؿ أعماؿ الضبط القضائي‪ ،‬إال أف‬
‫ىذا المعيار ال يصمح مف الجانب الواقعي حينما تتداخؿ األعماؿ في لحظة‬
‫أو وقت واحد‪ ،‬كما في حالة ارتكاب جريمة في الوقت الذي يباشر فيو‬
‫مأمور الضبط القضائي عمؿ مف أعماؿ الضبطية اإلدارية‪.‬‬

‫إلى جانب المعيار السالؼ ذكره فإنو يوجد معيار الغرض أو الغاية‬
‫مف اإلجراء‪ ،‬وبناء عمى ىذا المعيار فإف وظيفة الضبط القضائي وظيفة‬
‫بعيدا عف المعيار الزمني أو‬
‫مانعة‪ ،‬وىذا المعيار في حقيقتو لـ يذىب ً‬
‫المرحمة فإف المنع ال يكوف إال قبؿ ارتكابو‪ ،‬أما إذا ارتكبت بالفعؿ فإف‬
‫المنع ال يجدي‪ ،‬ومف ثـ يكوف القمع ىو الوسيمة أو اإلجراء المناسب مف‬
‫وجية نظر ىذا المعيار‪ ،‬مع األخذ في االعتبار أف إجراء الضبط القضائي‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪61‬‬

‫))‬
‫أخير فإف ىناؾ معيار ثالث موضوعي‬ ‫يتجرد مف صفة أو طابع العقاب‪ .‬و ًا‬
‫يأخذ بمضموف اإلجراء أو موضوعو‪ ،‬طبقًا ليذا المعيار فإف اإلجراء يكوف‬
‫مف قبيؿ الضبط القضائي‪ ،‬إذا تعمؽ بالبحث أو القبض عمى مرتكبي جرائـ‬
‫محددة‪ ،‬ويكوف مف قبيؿ الضبط اإلداري إذا تعمؽ بمياـ الرقابة واإلشراؼ‬
‫العاميف‪.‬‬

‫وفي تقديرنا فإف المعيار المبلئـ لمتمييز أو التفرقة بيف أعماؿ الضبط‬
‫اإلداري والضبط القضائي‪ ،‬يأخذ بمعيار مزدوج يجمع بيف المعيار‬
‫الموضوعي والمعيار الشكمي‪ ،‬وبصفة خاصة يتميز عمؿ أو إجراء الضبط‬
‫القضائي‪ ،‬حيث يكوف عمى ىذا النحو أي مف الضبط القضائي األعماؿ‬
‫التي تتصؿ بكشؼ الجرائـ وجمع االستدالالت والتحريات حوؿ مرتكبييا‬
‫وكؿ ما يفيد في كشؼ الحقيقة ووضعيا تحت تصرؼ السمطة القائمة‬
‫بالتحقيؽ وتحت إشرافيا‪ ،‬وذلؾ بواسطة مف منحيـ القانوف صفة الضبطية‬
‫القضائية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪60‬‬

‫))‬
‫ادلغهت انثبنث‬

‫أسضوءماظضؾطقيماظؼضوئقيميفمضوغقنماإلجراءاتماجلـوئقي م‬

‫(‪ )56‬أدوسمحتدؼدمأسضوءماظضؾطقيماظؼضوئقي‪ :‬م‬

‫القاعدة ىي تحديد أعضاء الضبطية القضائية بموجب تشريع‪،‬‬


‫والتشريع المعني ىنا ىو قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬أو أي تشريع آخر‬
‫يتصدر وفقًا لمقواعد واألحكاـ اإلجرائية لصدور التشريعات واالستثناء تحديد‬
‫ىؤالء بغير ىذه األداة وىو ما سوؼ نتناولو بالشرح والتحميؿ في موضعو‬
‫المناسب مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬

‫وفي ظؿ قانوف اإلجراءات الجنائية الحالي‪ ،‬يحدد النظاـ الوظيفي‬


‫ألعضاء الضبطية القضائية‪ ،‬بنفس ىذه القاعدة وذلؾ عمى النحو التالي‪:‬‬

‫(‪ )57‬أوالً‪:‬مؼؽقنمعـمعلعقريماظضؾطماظؼضوئلميفمدوائرماخؿصوصفؿ(‪ :)1‬م‬


‫‪ -1‬أعضاء النيابة العامة ومعاونوىا‪.‬‬
‫‪ -2‬ضباط الشرط وأمناؤىا والكونستببلت والمساعدوف‪.‬‬
‫‪ -3‬رؤساء نقط الشرطة‪.‬‬
‫‪ -4‬العمد ومشايخ الببلد ومشايخ الخفراء‪.‬‬
‫‪ -5‬نظار ووكبلء محطات السكؾ الحديدية الحكومية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وىؤالء ليـ صفة مأموري الضبط القضائي ذوي االختصاص العاـ في دوائر اختصاصيـ‪،‬‬
‫بما مؤداه أف تنبسط واليتو المقررة في القانوف عمى جميع أنواع الجرائـ‪.‬‬
‫نقض ‪ 1986/12/11‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ رقـ ‪ ،195‬ص ‪.1116‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪62‬‬

‫))‬
‫ولمديري أمف المحافظات‪ ،‬ومفتشي مصمحة التفتيش العاـ بو ازرة‬
‫الداخمية‪ ،‬أف يؤدوا األعماؿ التي يقوـ بيا مأمور الضبط القضائي في دوائر‬
‫اختصاصيـ‪.‬‬

‫(‪ )58‬ثوغقًو‪ :‬مؼؽقن معـ معلعقري ماظضؾط ماظؼضوئل ميف مذيقع مأدموءم‬
‫اجلؿفقرؼي‪ :‬م‬
‫‪ -1‬مدير وضباط إدارة المباحث العامة بو ازرة الداخمية وفروعيا‬
‫بمديريات األمف‪.‬‬
‫‪ -2‬مديرو اإلدارات واألقساـ ورؤساء المكاتب والمفتشوف والضباط‬
‫وأمنا الشرطة الكونستببلت والمساعدوف وباحثات الشرطة‬
‫العامبلت بمصمحة األمف العاـ‪ ،‬وفي شعب البحث الجنائي‬
‫بمديريات األمف(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬ضباط مصمحة السجوف‪.‬‬
‫‪ -4‬مديرو اإلدارة العامة لشرطة السكة الحديد والنقؿ والمواصبلت‬
‫وضباط ىذه اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -5‬قائد وضباط أساس ىجانة الشرطة‪.‬‬
‫‪ -6‬مفتشو و ازرة الصحة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ىذا وقد استقر قضاء محكمة النقض المصرية‪ ،‬عمى أف قانوف اإلجراءات الجنائية قد منح‬
‫الضباط العامميف بمصمحة األمف العاـ وفي شعب البحث الجنائي بمديريات األمف سمطة‬
‫الضبط بصفة عامة وشاممة وىي سمطة تسري عمى جميع أنواع الجرائـ حتى ما كاف منيا‬
‫قد أفردت لو مكاتب خاصة‪.‬‬
‫نقض ‪ ،1993/12/3‬الطعف رقـ ‪ 2511‬لسنة ‪ 61‬ؽ‪ ،‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪63‬‬

‫))‬
‫(‪ )59‬االدؿــوءمعـماظؼوسدةميفمحتدؼدمأسضوءماظضؾطماظؼضوئل‪ :‬م‬

‫كما سبؽ القوؿ‪ ،‬فإف اإلدارة القانونية لتحديد ىؤالء‪ ،‬تتمثؿ في صدور‬
‫تشريع يحدد مف لو ىذه الصفة‪ ،‬وىو ما أخذ بو قانوف اإلجراءات الجنائية‬
‫في مصر بالفعؿ‪ ،‬إال أنو أورد استثناء عمى ىذه القاعدة‪ ،‬مؤداه جواز منح‬
‫صفة الضبطية القضائية بغير ىذه األداة أي بدوف قانوف اإلجراءات‬
‫الجنائية أو غيره مف القوانيف‪.‬‬

‫وقد صيغ االستثناء في قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪ ،‬بأف نص‬


‫عمى أنو "يجوز بقرار مف وزير العدؿ باالتفاؽ مع الوزير المختص‪ ،‬تخويؿ‬
‫بعض الموظفيف صفة مأموري الضبط القضائي بالنسبة إلى الجرائـ التي‬
‫تقع في دوائر اختصاصيـ وتكوف متعمقة بأعماؿ وظائفيـ"‪.‬‬

‫وأردؼ النص في صياغة غير مبررة‪ ،‬ومخالفة لما ىو مستقر مف‬


‫قواعد تحكـ التدرج في القوانيف والق اررات والموائح بأنو تعتبر النصوص‬
‫الواردة في القوانيف والمراسيـ والق اررات األخرى‪ ،‬بشأف تخويؿ بعض‬
‫الموظفيف اختصاص مأموري الضبط القضائي‪ ،‬بمثابة ق اررات صادرة مف‬
‫وزير العدؿ باالتفاؽ مع الوزير المختص"‪.‬‬

‫(‪ )60‬تطؾقؼوتمدلؿورديموزؼرماظعدلمصالحقوتفميفمعـحمصػيماظضؾطقيم‬
‫اظؼضوئقي‪ :‬م‬

‫طبقًا لمفيوـ االستثناء الذي ورد بو النص صراحة في قانوف‬


‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬فقد أصبح لوزير العدؿ صبلحية منح صفة الضبطية‬
‫القضائية لغير مف تضمنيـ نص القانوف ذاتو باعتبارىـ مف أعضاء‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪64‬‬

‫))‬
‫الضبطية القضائية والذيف ورد بيـ النص عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬وذلؾ‬
‫بواسطة قرار وزاري يصدر عنو بعد التشاور أو االتفاؽ مع الوزير المختص‬
‫والذي يعني بالموضوع الذي تتعمؽ بو صفة الضبط محؿ القرار‪.‬‬

‫ىذا وقد تـ منح الضبطية القضائية تطبيقًا ليذا االستثناء البعض مف‬
‫أعضاء الشرطة‪ ،‬والبعض اآلخر مف خارج ىيئة الشرطة‪ ،‬ويعتبروف مف‬
‫رجاؿ الضبط الخاص ويندرج في ىذا اإلطار فئة رجاؿ الضبط القضائي‬
‫الخاص بالنظر إلى األشخاص وبالنسبة لمجرائـ‪ ،‬الفئة األولى‪ ،‬تتوقؼ‬
‫ممارسة اختصاصاتيـ عمى صفة الشخص الذي ارتكب الجريمة‪ ،‬أما الفئة‬
‫الثانية‪ ،‬فإف ممارسة اختصاصاتيـ تتوقؼ عمى نوع الجريمة التي ارتكبت‪.‬‬

‫(‪ )61‬رجول ماظضؾط ماظؼضوئل مذوي ماالخؿصوص ماخلوص مبوظـظر مإديم‬


‫أذكوصمعرتؽيبماجلرميي‪ :‬م‬
‫(‪- )62‬م‪1‬م‪-‬مجرائؿماظعلؽرؼني‪ :‬م‬

‫الضبط القضائي العسكري ينص قانوف األحكاـ العسكرية يسند إلى‬


‫المدعي العاـ وأعضاء النيابة العسكرية‪ ،‬ويمارس وظائفو ضباط القضاء‬
‫العسكري عند تكميفيـ بأي عمؿ مف أعمالو‪ ،‬واألداة التي تمنحيـ ىذه‬
‫الصفة ىي التشريع‪.‬‬

‫أيضا يعد مف أعضاء الضبط القضائي العسكري كؿ في دائرة‬


‫و ً‬
‫اختصاصو‪:‬‬

‫‪ -1‬ضباط وضباط صؼ المخابرات الحربية‪.‬‬


‫‪ -2‬ضباط وضباط صؼ الشرطة العسكرية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪65‬‬

‫))‬
‫ىذا وقد أخذ قانوف األحكاـ العسكرية‪ ،‬باالستثناء الذي ورد بيذا‬
‫النص في قانوف اإلجراءات‪ ،‬وذلؾ بالنص عمى تخويؿ وزير الدفاع‬
‫صبلحية منح ىذه الصفة لمضباط وضباط الصؼ والجنود خبلؼ ما ذكر‪.‬‬

‫(‪- )63‬م‪2‬م–مجرائؿماألحداث‪ :‬م‬


‫(‪)1‬‬
‫صفة‬ ‫بالنسبة لمجرائـ التي يرتكبيا األحداث‪ ،‬فقد منح وزير العدؿ‬
‫الضبطية القضائية لبعض موظفي الشئوف االجتماعية فيما يتعمؽ بيذه‬
‫الجرائـ وىـ‪:‬‬

‫‪ -1‬مدير عاـ اإلدارة العامة لمدفاع االجتماعي‪.‬‬


‫‪ -2‬وكيؿ اإلدارة العامة لمدفاع االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -3‬مدير إدارة المراقبة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -4‬مدير إدارة الرعاية‪.‬‬
‫‪ -5‬مدير إدارة التوجيو والبحوث‪.‬‬
‫‪ -6‬مدير أو نائب رئيس قسـ الدفاع االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -7‬مديرو ومراقبو الشئوف االجتماعية بالمراكز اإلدارية بالمحافظات‪.‬‬

‫(‪ )64‬أسضوء ماظضؾط ماظؼضوئل مذوي ماالخؿصوص ماخلوص مبوظـظر مإديم‬


‫غقعمععنيمعـماجلرائؿ‪ :‬م‬

‫وىؤالء يتقيدوف في ممارسة عمؿ أو أكثر مف أعماؿ الضبط القضائي‬


‫بدخوؿ الجريمة في نطاؽ اختصاصيـ النوعي بيا والتي بحكـ وظائفيـ تـ‬
‫منحيـ ىذه الصفة ومف بيف ىؤالء‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫قرار وزير العدؿ رقـ ‪ 1571‬لسنة ‪.1975‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪66‬‬

‫))‬
‫‪ -1‬ميندسو التنظيـ‪.‬‬
‫‪ -2‬مفتشو صحة المحافظات ومساعدوىـ‪.‬‬
‫‪ -3‬مفتشو صحة األقساـ والمراكز‪.‬‬
‫‪ -4‬م ارقبو الغض التجاري والصناعي‪.‬‬
‫‪ -5‬مراقبو األغذية ومفتشو المأكوالت التابعوف لمبمدية‪.‬‬
‫‪ -6‬مدير إدارة المبلىي ومفتشوىا‪.‬‬
‫‪ -7‬مفتشو إدارة الموازيف والمقاييس‪.‬‬
‫‪ -8‬مدير إدارة السجؿ التجاري ووكيؿ ومفتشو ىذه اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -9‬رؤساء مكاتب السجؿ التجاري‪.‬‬

‫(‪ )65‬ػذا موػـوك مروئػي مأخرى معـ مأسضوء ماظضؾط مذوي ماالخؿصوصم‬
‫اخلوص مغص مسؾقفؿ مضوغقن ماإلجراءات ماجلـوئقي ميف متعدؼالتم‬
‫عؿعوضؾيمسؾكماظـققماظؿوظل‪ :‬م‬
‫‪ -1‬جرائـ تزييؼ العممة‪:‬‬
‫مدير مكتب مكافحة تزييؼ العممة وضباطو‪.‬‬
‫‪ -2‬الجرائـ المتعمقة بالسياحة‪:‬‬
‫ضباط وكونستببلت وصوالت حكمدارية الشرطة السياحية الحائزوف‬
‫عمى دبموـ كمية الشرطة‪.‬‬
‫‪ -3‬الج ارئـ المتعمقة بالجوازات‪:‬‬
‫ضباط وكونستببلت حكمدارية شرطة الجوازات والجنسية الحائزوف عمى‬
‫دبموـ كمية الشرطة‪.‬‬
‫‪ -4‬جرائـ المرور‪:‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪67‬‬

‫))‬
‫مفتشو وضباط وكونستببلت المرور الحائزوف عمى دبموـ كمية الشرطة‪.‬‬

‫(‪ )66‬أسضوءماظضؾطماظؼضوئلمخورجمغطوقمضوغقنماإلجراءاتماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫إضافة إلى أعضاء الضبط القضائي العسكري‪ ،‬والذيف تـ تحديدىـ‬


‫في قانوف األحكاـ العسكرية‪ ،‬فقد نص القانوف المنظـ لييئة الرقابة اإلدارية‪،‬‬
‫عمى منح رئيس الرقابة اإلدارية ونائبو وأعضائيا سمطة الضبطية القضائية‬
‫في جميع أنحاء الجميورية‪.‬‬

‫مع مبلحظة أف سمطاتيـ قاصرة عمى الجرائـ التي يرتكبيا أو أف‬


‫يكوف بصدد ارتكابيا الموظؼ العاـ‪ ،‬ومف ثـ فإف أعضاء الرقابة اإلدارية‬
‫يندرجوف في عداد الضبط القضائي ذوي االختصاص الخاص الشخصي‬
‫معا‪.‬‬
‫والنوعي ً‬
‫(‪ )67‬خروجمعرؤودلماظضؾطماظؼضوئلمعـمسدادمعلعقريماظضؾط‪ :‬م‬

‫يقصد بمرؤوس مأموري الضبط القضائي‪ ،‬والذيف يخرجوف مف عداد‬


‫أعضاء الضبط القضائي‪ ،‬الجنود‪ ،‬ومف ىـ أدنى مف درجة عريؼ‬
‫والمخبريف والخفراء ووكبلء الخفراء ووكبلء مشايخ الببلد وليس ليؤالء اتخاذ‬
‫أي إجراء التحقيؽ بالمعنى الضيؽ عمى المعنى الذي نستعرضو بالشرح‬
‫والتحميؿ في موضعو المناسب في ىذا المؤلؼ‪ ،‬كما في حالة إجراء‬
‫التفتيش والذي يجب لصحتو أف يتـ تحت إشراؼ مأمور الضبط القضائي‬
‫نفسو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪68‬‬

‫))‬
‫(‪ )68‬تؾعقيمعلعقريماظضؾطماظؼضوئل‪ :‬م‬

‫سبؽ لنا تعداد أعضاء الضبط القضائي‪ ،‬ومف ىذا التعداد يتضح لنا‬
‫أنيـ أي مأموري الضبط القضائي يتبعوف جيات أي ىيئات حكومية أو‬
‫و ازرات مختمفة‪ ،‬ولكف غالبيتيـ يتبعوف ىيئة الشرطة في مصر والتي بدورىا‬
‫تتبع و ازرة الداخمية‪ ،‬ومف ثـ فإنيـ عمى ىذا النحو يعدوف جزًءا مف السمطة‬
‫التنفيذية في الدولة وتكوف تبعيتيـ لو ازرة الداخمية‪ ،‬وىـ يباشروف مياـ‬
‫وظائفيـ التي ال تدخؿ في مياـ الضبط القضائي‪ ،‬أي وىـ يباشروف وظيفة‬
‫الضبط اإلداري‪.‬‬

‫أما وىـ يباشروف وظيفة الضبط القضائي‪ ،‬فتكوف تبعيتيـ واإلشراؼ‬


‫(‪)1‬‬
‫الذي يكوف لو الحؽ في أف يطمب إلى الجية‬ ‫عمييـ لمنائب العاـ‬
‫المختصة "و ازرة الداخمية" النظر في أمر كؿ مف تقع منو مخالفة لمواجبات‬
‫أو تقصير في عممو‪ ،‬ولو أف يطمب رفع الدعوى التأديبية عميو‪ ،‬وىذا كمو ال‬
‫يمنع مف رفع الدعوى الجنائية عميو حسب المقتضى‪ ،‬وىناؾ العديد مف‬
‫مظاىر التبعية التي يمكف االستدالؿ عمييا وذلؾ بالنظر إلى الواجبات أو‬
‫االلتزامات التي يمتزـ بيا مأمور الضبط القضائي في مواجية النيابة‬
‫العامة‪ ،‬بمعنى أنو إذا أخؿ بيا تعرض لممسئولية‪ ،‬كما في واجب إببلغو‬
‫فور لمنيابة العامة بالحوادث اليامة أو الخطيرة‪ ،‬وتنفيذ تعميماتيا بيذا‬
‫ًا‬
‫الشأف‪ ،‬وتنفيذ أوامر الندب المختمفة‪ ،‬وطمبات التحري لكشؼ غموض‬
‫الجرائـ محؿ التحقيؽ‪ .‬وىكذا تكوف تبعية مأمور الضبط القضائي‪ ،‬تبعية‬

‫(‪)1‬‬
‫المواد ‪ 22‬فقرة أولى مف قانوف اإلجراءات الجنائية‪ 22 ،‬مف قانوف السمطة القضائية‪،‬‬
‫واإلشراؼ عمييـ يتـ بواسطة أعضاء النيابة العامة كؿ في دائرة اختصاصيـ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪69‬‬

‫))‬
‫مزدوجة لو ازرة الداخمية والنيابة العامة في حدود ممارستو لوظيفة الضبط‬
‫القضائي‪ .‬وميما وجو مف انتقادات حياؿ تبعيتيـ لو ازرة الداخمية والحاقيـ‬
‫بو ازرة العدؿ‪ ،‬إال أننا نرى أف المصمحة تقتضي استمرار ىذه التبعية تحقيقًا‬
‫لمتوازف بيف وظيفة الضبط اإلداري ووظيفة الضبط القضائي المنوط بيـ‬
‫ممارسة اختصاصاتيا‪ ،‬خاصة أنيـ مف الناحية الوظيفية يعدوف جزًءا ال‬
‫يتجزأ مف تنظيـ ىيئة الشرطة وىو جياز متكامؿ يتطمب حسف العمؿ بو‬
‫تبعيتيـ لجية واحدة‪ ،‬واالتجاه الفقيي الغالب عمى ىذا الرأي‪.‬‬

‫(‪ )69‬اظؼقاسدمادلـظؿيمظالخؿصوصمادلؽوغلمظؾضؾطماظؼضوئل‪ :‬م‬

‫باستثناء مف منحيـ القانوف صفة الضبط القضائي في جميع أنحاء‬


‫الجميورية‪ ،‬فإف القاعدة بالنسبة لغير ىؤالء ىي‪ :‬ممارسة اختصاصاتيـ في‬
‫حدود اختصاصيـ المكاني‪ ،‬والذي يتحدد إما بمكاف وقوع الجريمة أي‬
‫أخير‬
‫تحقؽ ركف الجريمة المادي أو أي جزء منو‪ ،‬أو بمحؿ إقامة المتيـ‪ ،‬و ًا‬
‫بمحؿ ضبطو‪ ،‬وىي نفس قواعد اختصاص المحاكـ الجنائية بنظر الدعوى‬
‫الجنائية‪ ،‬ورغـ القاعدة سالفة الذكر ووضوحيا‪ ،‬وما يترتب عمى مخالفاتيا‬
‫أي مباشرة مأمور الضبط عمبلً خارج نطاؽ اختصاصو اإلقميمي‪ ،‬إمكاف‬
‫إبطاؿ اإلجراء المخالؼ واستبعاد الدليؿ الناجـ عنو أو المستمد منو‪ ،‬إال أف‬
‫الطابع العاـ في التطبيقات القضائية المتعمقة بيذه القاعدة‪ ،‬يتضح منو‬
‫بجبلء‪ ،‬التوسع في إقرار االستثناءات مف ىذه القاعدة‪ ،‬حيث قضى بأنو ال‬
‫غبار عمى النيابة العامة‪ ،‬بوصفيا سمطة التحقيؽ المييمنة عمى مصمحتو‪،‬‬
‫أف تندب مأمور الضبط القضائي لبلنتقاؿ لدائرة أخرى خارج نطاؽ‬
‫اختصاصو اإلقميمي طالما أف ذلؾ في مصمحة التحقيؽ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪71‬‬

‫))‬
‫وتأسيسا عمى ضرورة المطاردة‪ ،‬فقد قضي بجواز خروج مأمور‬
‫ً‬ ‫ىذا‬
‫الضبط القضائي عمى حدود اختصاصو اإلقميمي‪ ،‬والقبض عمى المتيـ‬
‫مأذونا لو بذلؾ‪،‬‬
‫ً‬ ‫وتفتيشو إذا كاف‬

‫فإذا كاف ىذا المتيـ داخؿ ىذا النطاؽ وىرب إلى خارجو وطارده‬
‫المأمور حتى قبض عميو وقاـ بتفتيشو‪ ،‬فإف ما وقع منو عمى ىذا النحو يعد‬
‫(‪)1‬‬
‫عمى الرغـ مف قياـ القبض والتفتيش‬ ‫صحيحا وليس فيو مخالفة لمقانوف‬
‫ً‬
‫خارج نطاؽ اختصاصو اإلقميمي‪.‬‬

‫تأسيسا عمى الظرؼ االضطراري المفاجئ‪ ،‬قضي بجواز‬


‫ً‬ ‫كما وأنو‬
‫الخروج عمى قاعدة االختصاص اإلقميمي لمأمور الضبط القضائي‪ ،‬وذلؾ‬
‫في الحالة التي تندب فييا سمطة التحقيؽ مأمور الضبط لضبط وتفتيش‬
‫متيـ‪ ،‬حيث تصادؼ مشاىدتو خارج مكاف اختصاصو فقاـ بتنفيذ موضوع‬
‫الندب(‪ .)2‬وتوسعت محكمة النقض بشكؿ أوسع‪ ،‬حيث قضي بأف لمأمور‬
‫بعيدا عف اختصاصو المحمي متى كاف ذلؾ في‬‫الضبط أف يباشر وظيفتو ً‬
‫حدود الجريمة التي يختص أصبلً باتخاذ اإلجراءات بشأنيا(‪ .)3‬ومف‬
‫الواضح أنو مف تحميؿ مسمؾ محكمة النقض المصرية السالؼ ذكره يتضح‬
‫أنيا تنظر إلى قواعد االختصاص المكاني لمأمور الضبط القضائي‪ ،‬بشكؿ‬
‫مرف حتى أنو في الحاالت التي ال تتوافر فييا مبررات الخروج عمى القاعدة‬
‫العامة وىي تقيد مأمور الضبط بقواعد االختصاص‪ ،‬فإنيا تعتبر ما قاـ بو‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1961/5/1‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،11‬ؽ ‪ ،85‬ص ‪.441‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1962/4/2‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬ص ‪ ،13‬ؽ ‪ ،73‬ص ‪.291‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نقض ‪ 1963/5/27‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،14‬ؽ ‪ ،41‬ص ‪.461‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪70‬‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫مف إجراءات قد قاـ بيا باعتباره مف رجاؿ السمطة العامة ‪ ،‬والعبرة مف‬
‫وجية نظر المحكمة في قاعدة امتداد االختصاص‪ ،‬بوقوع الجريمة في دائرة‬
‫اختصاصو‪ ،‬حيث يمتد إلى جميع مف اشتركوا فييا أو اتصموا بيا واف‬
‫اختمفت الجيات التي يقيموف فييا(‪.)2‬‬

‫وفي تقديرنا فإنو مف المبلئـ التضييؽ مف االستثناءات التي ترد عمى‬


‫القاعدة العامة‪ ،‬وقصرىا عمى حالة المطاردة أو المبلحقة فقط(‪ .)3‬أما‬
‫االستناد عمى مصمحة التحقيؽ وضروراتو فإف ذلؾ مف الوجية العممية‬
‫يمغي أحكاـ االختصاص اإلقميمي ويستبدؿ بو االختصاص الشامؿ‪ ،‬إضافة‬
‫إلى صعوبة وضع معيار المصمحة التي تستوجب وتتطمب الخروج عمى‬
‫قواعد االختصاص‪ ،‬خاصة وأف عبء إثبات مخالفة مأمور الضبط‬
‫القضائي لقواعد االختصاص المكاني يقع عمى عاتؽ المتيـ‪ ،‬وذلؾ‬
‫بالمخالفة لمقاعدة العامة والتي تمقي عمى النيابة العامة ىذا العبء وىو‬
‫األمر الذي يتعذر عمى المتيـ إثباتو أو معرفتو في كثير مف األحواؿ‪.‬‬

‫ومع ذلؾ فإذا خالؼ مأمور الضبط القضائي القواعد المنظمة‬


‫الختصاصو المكاني‪ ،‬وفي غير الحاالت المستثناة مف ىذه القواعد فإنو‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1961/2/9‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،11‬ؽ ‪ ،32‬ص ‪.158‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1971/12/21‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،21‬ؽ ‪ ،311‬ص ‪.1239‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وفي بعض األحكاـ التي صدرت عف محكمة النقض المصرية بيذا الشأف‪ ،‬أجازت المحكمة‬
‫الخروج عف دائرة اختصاصو أي مأمور الضبط القضائي‪ ،‬إذا استوجبت ظروؼ التفتيش‬
‫ومقتضياتو متابعة اإلجراءات وامتدادىا خارج تمؾ الدائرة أو كانت ىناؾ ظروؼ اضطرارية‬
‫مفاجئة أو حالة ضرورة دعت مأمور الضبط القضائي إلى مجاوزة حدود اختصاصو المكاني‬
‫لمقياـ بواجبو المكمؼ بو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪72‬‬

‫))‬
‫يترتب عمى ذلؾ وقوع اإلجراء أو اإلجراءات التي قاـ بيا معيبة وامكاف‬
‫إبطاليا واستبعاد الدليؿ المستمد منيا ويوصؼ البطبلف ىذا بالبطبلف‬
‫النسبي‪ ،‬أي أنو بطبلف ال يتعمؽ بالنظاـ العاـ‪ ،‬والحكمة في وصفو عمى‬
‫ىذا النحو‪ ،‬إف اإلجراء المخالؼ مف مصمحة يرى القضاء أنيا ال تستأىؿ‬
‫تقرير البطبلف المطمؽ لئلجراء الذي مس بيا وىو ىنا إجراء مس مصمحة‬
‫لممتيـ ونفس الحكـ إذا مس الخصوـ‪ ،‬ويترتب عمى تقرير البطبلف لئلجراء‬
‫المخالؼ لقواعد االختصاص المكاني لمأمور الضبط القضائي أف الدفع‬
‫يسقط الحؽ فيو‪ ،‬إذا كاف لممتيـ محامي وحصؿ اإلجراء بحضوره بدوف‬
‫اعتراض منو وكانت الجريمة جناية أو جنحة‪ ،‬واذا كانت الجريمة مخالفة‬
‫فإف التمسؾ بو ال يجوز‪ ،‬إذا لـ يعترض عميو المتيـ ولو لـ يكف لو محاـ‬
‫كما أنو يجوز النزوؿ الصحيح عف التمسؾ بو‪ ،‬ومف باب أولى فبل يجوز‬
‫التمسؾ بو إال لمف قرر لمصمحتو‪ ،‬إضافة إلى ما تقدـ فإنو ال يجوز‬
‫لممحكمة أف تقضي بو مف تمقاء نفسيا وانما يجب أف يطالب بو ذو‬
‫أخير فإنو ال يجوز االحتجاج بيذا البطبلف ألوؿ مرة أماـ‬
‫المصمحة‪ .‬و ًا‬
‫محكمة النقض(‪ .)1‬حيث يجب إبداء ىذا الدفاع أماـ محكمة الموضوع لكؿ‬
‫إجراء سابؽ عمى المحاكمة(‪ .)2‬ومع ذلؾ فإذا تجاوز مأمور الضبط‬
‫القضائي الختصاصو المكاني‪ ،‬دوف ضرورة عمى النحو المتقدـ فإنو يعتبر‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1968/2/5‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،19‬ؽ ‪ ،23‬ص ‪.124-8‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1993/1/7‬الطعف رقـ ‪ 6124‬لسنة ‪ 59‬ؽ‪ ،‬غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪73‬‬

‫))‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫مف رجاؿ السمطة العامة ‪ ،‬في حيف أف محكمة النقض في حكـ آخر‬
‫عاديا!!‬
‫فردا ً‬
‫تعتبره ً‬
‫(‪ )70‬وضًمممورديمعلعقرماظضؾطمالخؿصوصوتف‪ :‬م‬

‫طالما أف القائـ باإلجراء المعني‪ ،‬قد منح صفة الضبط القضائي‪ ،‬ولـ‬
‫تمغى عنو ىذه الصفة‪ ،‬أو تعطؿ بحكـ القانوف أو تطبيقًا لو‪ ،‬كما لو كاف‬
‫موقوفًا عف العمؿ فإنو يمكف ممارسة كؿ إجراء يدخؿ في نطاؽ‬
‫اختصاصاتو كمأمور لمضبط القضائي سواء في وقت عممو الرسمي أو‬
‫خارج ىذا الوقت‪ ،‬حتى أثناء أجازاتو األسبوعية أو السنوية أو في أياـ‬
‫العطبلت الرسمية‪.‬‬

‫(‪ )71‬ردمعلعقريماظضؾطماظؼضوئلموخموصؿؿفؿ‪ :‬م‬

‫خبلفًا لجواز رد ومخاصمة القضاة وأعضاء النيابة متى توافرت‬


‫شروط معينة‪ ،‬فإف قانوف اإلجراءات المصري ال يبيح ذلؾ بالنسبة لمأموري‬
‫الضبط القضائي عمى الرغـ مف أنو قد تتوافر شروط الرد الخاصة بالقضاء‬
‫والنيابة حياليـ‪ .‬وىو األمر الذي يشكؿ ثغرة إجرائية تفتح الباب عمى‬
‫مصراعيو لمتشكيؾ في سبلمة اإلجراء الذي يقوـ بو مأمور الضبط متى‬
‫توافرت بشأنو حالة مف حاالت الرد‪ .‬وىناؾ العديد مف التشريعات اإلجرائية‬
‫المقارنة تجيز ذلؾ ومنيا عمى سبيؿ المثاؿ القانوف الفرنسي‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1982/2/24‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 51‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ 52‬ص ‪.258‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1982/6/15‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 52‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ 148‬ص ‪.719‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪74‬‬

‫))‬
‫ومع ذلؾ فإنو يجوز لصاحب المصمحة التظمـ مف مباشرة المأمور‬
‫إلجراءاتو متى توفر المبرر لذلؾ سواء قدـ التظمـ إلى رئاسات المأمور‪ ،‬أو‬
‫لعضو النيابة القائمة بالتحقيؽ‪ ،‬وفي جميع األحواؿ فإنو متى توافر المبرر‬
‫الجدي‪ ،‬فإف النتائج التي يتمخض عنيا اإلجراء الذي قاـ بو مأمور الضبط‬
‫محؿ التظمـ سوؼ يكوف مف الخطورة االعتماد عمييا سواء في مرحمة‬
‫التحقيؽ االبتدائي أو في مرحمة المحاكمة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪75‬‬

‫))‬

‫انجبة انثبٍَ‬

‫اختظبطبد يأيىرٌ انضجظ انمضبئٍ انؼبدَخ‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪76‬‬

‫))‬
‫(‪ )72‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫لمأموري الضبط القضائي اختصاصات عادية أو عامة تمارس بيذه‬


‫الصفة إلى جانب صفة الضبط اإلداري‪ ،‬وقد نص قانوف اإلجراءات‬
‫الجنائية المصري صراحة عمى ىذه االختصاصات وما يتصؿ بيا مف‬
‫سمطات وذلؾ في نص المادة ‪ 21‬مف ىذا القانوف‪ ،‬وليس ليذه‬
‫االختصاصات أو السمطات أي طبيعة قضائية‪ ،‬والى جانب ىذه‬
‫االختصاصات العادية أو العامة‪ ،‬خوؿ القانوف اإلجرائي الجنائي نفس ىذا‬
‫المأمور صبلحيات غير عادية أو استثنائية وما يتصؿ بيا مف سمطات‬
‫الزمة لممارسة ىذه االختصاصات وليذه الطبيعة القضائية عمى اعتبار‬
‫أنيا تدخؿ في نطاؽ اختصاص سمطات التحقيؽ االبتدائي القياـ بيا‬
‫ونبحث فيما يمي في االختصاصات العادية وما يتصؿ بيا مف سمطات‪ ،‬ثـ‬
‫يمي ذلؾ بحث االختصاصات االستثنائية أو القضائية لمأمور الضبط‬
‫القضائي‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪77‬‬

‫))‬
‫انفظم األول‬

‫انجحث ػٍ اجلرائى ويرتكجُهب‬


‫(‪ )73‬أػؿقيمػذاماظقاجىموخطقرتف‪ :‬م‬

‫يعد ىذا الواجب المعيار المميز ألعضاء الضبط القضائي مف‬


‫العامميف بجياز الشرطة‪ ،‬عف غيرىـ ممف منحوا ىذه الصفة ومف غير‬
‫ىؤالء‪ ،‬كما أف البحث عف الجريمة التي ارتكبت بقصد الكشؼ عف‬
‫مرتكبييا وكؿ مف لو عبلقة بيا يمس وال شؾ بحقوؽ المواطنيف وحرياتيـ‬
‫التي نص عمييا الدستور‪.‬‬

‫(‪ )74‬جقػرمػذاماظقاجى‪ :‬م‬

‫يتطمب أداء ىذا الواجب إجراء التحريات البلزمة عف الجريمة التي تـ‬
‫ارتكابيا بالفعؿ والتي عمـ مأمور الضبط القضائي بارتكابيا مف أي طريؽ‪،‬‬
‫وال قيمة ليذه التحريات إال إذا تضمنت معرفة مف قاـ بارتكابيا ميما كاف‬
‫دوره فاعبلً أو شري ًكا وكؿ مف لو عبلقة بارتكابيا تستوجب تحقؽ مسئوليتو‬
‫الجنائية‪ ،‬وبناء عمى ىذه التحريات سوؼ ينتيي إلى معمومات وتفاصيؿ‬
‫عف الجريمة المعنية‪.‬‬

‫(‪ )75‬طقػقيموتقضقًمإجراءماظؿقرؼوت‪ :‬م‬

‫القاعدة أف إجراء التحريات مف اختصاص وواجبات مأمور الضبط‬


‫القضائي نفسو‪ ،‬إال أنو مف الوجية العممية يستحيؿ عميو االنفراد بيذا‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪78‬‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫ممف ليست ليـ صفة‬ ‫العمؿ‪ ،‬دوف مساعدة مف معاونيو أو مرؤوسيو‬
‫الضبطية القضائية مثؿ رجاؿ السمطة العامة والمرشديف الذيف يتولوف نقؿ‬
‫المعمومات واألخبار إليو سواء كاف التوصؿ إلييا بمعرفتيـ مباشرة أو نقبلً‬
‫عف الغير ثـ يقوـ بالتبعية بتقصي حقيقة األمر عمى ضوء ما نقؿ إليو‪.‬‬

‫ىذا ويبد أ مأمور الضبط القضائي في القياـ بيذه الميمة فور عممو‬
‫بوقوع الجريمة سواء وقعت تامة أو توقفت عند حد الشروع المعاقب عميو‪،‬‬
‫وسواء عمـ بوقوعيا بنفسو أو بواسطة الغير مف معاونيو‪ ،‬أو مف الغير‪.‬‬

‫(‪ )76‬ضقابطماظؿقري‪ :‬م‬

‫نعني بيذه الضوابط شروط صحة إجراء التحريات والتي إذا ما التزـ‬
‫مشروعا‪ ،‬وتـ التعويؿ عمى النتائج التي توصؿ إلييا‪ ،‬واال‬
‫ً‬ ‫بيا وقع اإلجراء‬
‫فإف اإلجراء يبطؿ بؿ ويعرض القائـ باتخاذه ألحكاـ المسئولية الجنائية متى‬
‫توافرت شروط تحققيا‪.‬‬

‫(‪ )77‬عشروسقيمودوئؾماظؿقري‪ :‬م‬

‫مف الواجية العممية فإف كشؼ الجريمة ومعرفة مرتكبييا‪ ،‬يتـ‬


‫باستخداـ وسيمة أو أكثر مما ال يدخؿ تحت حصر‪ ،‬مثؿ المراقبة أو التخفي‬
‫أو اصطناع المواقؼ ولـ يرد نص تشريعي يحدد ىذه الوسائؿ‪ ،‬حيث أنيا‬
‫تنبو عف الحصر‪ ،‬كما أنو ليس مف المصمحة تقييد مأمور الضبط بوسيمة‬

‫(‪)1‬‬
‫فقد قضي بأف لمأمور الضبط القضائي إذا ما تغيب عف مقر عممو لقيامو بعمؿ آخر‪ ،‬أف‬
‫اما لمساعده‪ ،‬باتخاذ ما يمزـ مف إجراءات االستدالؿ‪ ،‬نقض ‪،1982/11/31‬‬
‫أمر ع ً‬
‫يصدر ًا‬
‫مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 52‬ؽ رقـ ‪ ،194‬ص ‪.937‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪79‬‬

‫))‬
‫أو أكثر‪ ،‬ولكف القيد العاـ الذي يرد عمى وسائؿ التحري ىو مشروعيتيا‪،‬‬
‫بمعنى مطابقتيا لمقانوف واتساقيا معو‪ ،‬بحيث ال تشكؿ ىي ذاتيا جريمة‪.‬‬

‫وفي ظؿ ىذا المفيوـ لمقيد العاـ(‪ ،)1‬قضي بأنو مف المقرر أف ميمة‬


‫مأمور الضبط القضائي‪ ،‬بموجب المادة ‪ 21‬مف قانوف اإلجراءات الجنائية‪،‬‬
‫ىي الكشؼ عف الجرائـ والتوصؿ إلى معاقبة مرتكبييا‪ ،‬فإف كؿ إجراء يقوـ‬
‫منتجا ألثره‪ ،‬ما داـ لـ يتدخؿ بفعمو في‬
‫ً‬ ‫صحيحا‬
‫ً‬ ‫بو في ىذا السبيؿ يعتبر‬
‫خمؽ الجريمة أو التحريض عمى مقارفتيا‪ ،‬وطالما بقيت إرادة الجاني حرة‬
‫غير معدومة‪ ،‬وبناء عمى ذلؾ فإف قضاء محكمة النقض المصرية يرى أنو‬
‫ال تثريب عمى مأمور الضبط القضائي أف يصطنع في تمؾ الحدود مف‬
‫الوس ائؿ البارعة ما يؤدي لمقصوده في الكشؼ عف الجريمة‪ ،‬وال يتصادـ‬
‫مع أخبلؽ الجماعة وتقاليد المجتمع‪.‬‬

‫فإذا تقدـ أحد األشخاص إلى صانع األختاـ بطمب منو تقميد خاتـ‬
‫مصمحة الجمارؾ‪ ،‬وعمـ مأمور الضبط القضائي بذلؾ فطمب منو مجاراتو‬
‫فيما طمبو‪ ،‬وبعد إتماـ ذلؾ سممو لممتيـ الذي قاـ بتجربتو عمى مرأى مف‬
‫رجاؿ السمطة العامة‪ ،‬حيث تـ اقتياده إلى مأمور الضبط القضائي مبمغيف‬
‫إياه ما كاف مف أمر المتيـ فإف ما قاـ بو مأمور الضبط مف طمب مجاراة‬
‫يضا‬
‫المتيـ وتنفيذ صانع األختاـ لذلؾ‪ ،‬فإنو ال يعد خمقًا لمجريمة أو تحر ً‬
‫عمييا‪ ،‬حيث كانت إرادة المتيـ حرة غير معدومة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1986/4/16‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ ‪ ،98‬ص ‪.483‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪81‬‬

‫))‬
‫وكما أنو تطبقًا لمقيد العاـ‪ ،‬فإنو ال يجوز أف تكوف وسيمة مأمور‬
‫الضبط القضائي في تنفيذ التحري‪ ،‬ىي استراؽ السمع أو التجسس مف‬
‫ثقوب األبواب‪.‬‬

‫(‪ )78‬طػوؼيماظؿقرؼوتموجدؼؿفو‪ :‬م‬

‫لما كاف القصد مف التحري كشؼ الجريمة ومرتكبييا وكؿ مف لو‬


‫عبلقة بارتكابيا‪ ،‬فإنو يتعيف أف تكوف التحريات مؤدية ليذا القصد ومف ثـ‬
‫وجوب أف تفضي إلى نتائج واضحة حياؿ ارتكاب الجريمة المعنية ومف‬
‫أساسا لتصرؼ سمطة التحقيؽ واتخاذىا‬
‫ً‬ ‫ارتكبيا بحيث تصمح أف تكوف‬
‫إذنا‬
‫أمر أو ً‬
‫إلجراء أو أكثر عمى ضوء ىذه النتائج‪ ،‬كما في إصدارىا ًا‬
‫بالقبض أو التفتيش أو الضبط واإلحضار‪ ،‬حيث يكوف مف بيف األسانيد‬
‫القانونية إلصدار ىذه األوامر أو القياـ باتخاذ ىذه اإلجراءات‪ ،‬جدية‬
‫التحريات كما أف الدفع في مرحمة المحاكمة بعدـ جديتيا يعد مف الدفوع‬
‫اليامة والجوىرية والتي ترتب عمى قبوليا مف قبؿ المحكمة إبطاؿ اإلجراء‬
‫الذي بني عمييا وما يترتب عميو مف نتائج بالتبعية‪.‬‬

‫كما تنصرؼ جدية التحريات إلى وجود جريمة بالفعؿ تـ ارتكابيا‬


‫حتى ولو كانت في طي الكتماف‪ ،‬حيث يكوف واجب مأمور الضبط‬
‫القضائي حينئذ ىو كشفيا أي إماطة المثاـ عنيا وعف مرتكبييا‪ ،‬ومف ثـ فبل‬
‫أمر لمأمور‬
‫تحري عف جريمة مستقبمية‪ ،‬وال أف تصدر سمطة التحقيؽ ًا‬
‫الضبط القضائي التخاذ إجراء بشأنيا كما في القبض والتفتيش‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪80‬‬

‫))‬
‫انفظم انثبٍَ‬

‫لجىل انتجهُغبد وانشكبوي‬

‫(‪ )79‬اظؿؾؾقغمسـماجلرائؿ‪ :‬م‬

‫التبميغ عف الجريمة‪ ،‬يعني اإلفضاء أو اإلعبلـ أو اإلخطار وكميا‬


‫مترادفات‪ ،‬لسمطة الضبط القضائي أو لمسمطة العامة عمى حد سواء بوقوع‬
‫جريمة أو أنيا سوؼ تقع بناء عمى أسباب معقولة‪ ،‬وىو يقدـ مف المجني‬
‫عميو نفسو أي مف وقعت عميو الجريمة أو مف ىو ميدد بوقوعيا عميو‪ ،‬أو‬
‫أخير مف شخص أجنبي‬‫أف يقدـ ممف أصابو ضرر منيا فعمي أو محتمؿ‪ ،‬و ًا‬
‫عنيا إما بحكـ وظيفتو أو بصفة المواطنة حيث يمزـ القانوف باإلببلغ عف‬
‫الجرائـ التي عمـ بارتكابيا‪ ،‬كما ىو الحاؿ بالنسبة لقانوف اإلجراءات‬
‫المصري‪ ،‬حيث أوجب بنص المادة ‪ 26‬مف ىذا القانوف عمى الموظؼ‬
‫المكمؼ بخدمة عامة أف يبمغ عف الجريمة(‪ .)1‬في حيف يكوف التبميغ عف‬
‫الجريمة حقًا لممواطف غير الموظؼ عمى النحو الوارد في نص المادة ‪25‬‬
‫مف نفس القانوف‪.‬‬

‫ومخالفة ذلؾ ال يترتب عمييا جزاء جنائي‪ ،‬خبلفًا لما عميو الحاؿ‬
‫بالنسبة لجرائـ االعتداء عمى أمف الدولة مف جية الخارج‪ ،‬حيث فرع‬
‫المشرع عقوبة جنائية عمى كؿ مف عمـ بارتكاب جريمة مف الجرائـ الماسة‬
‫(‪)1‬‬
‫نصت ىذه المادة عمى ما يمي "يجب عمى كؿ مف عمـ مف الموظفيف العمومييف أو المكمفيف‬
‫بخدمة عامة أثناء تأدية عممو أو بسبب تأديتو بوقوع جريمة مف الجرائـ التي يجوز لمنيابة‬
‫العامة رفع الدعوى عنيا بغير شكوى أو طمب أف يبمغ عنيا فورً ا النيابة العامة‪ ،‬أو ألقرب‬
‫مأمور مف مأموري الضبط القضائي‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪82‬‬

‫))‬
‫بأمف الدولة مف جية الخارج ولـ يبمغ عنيا وليس مف شروط الببلغ أف‬
‫معموما لدى مأمور الضبط القضائي حيث يصح قبوؿ‬
‫ً‬ ‫يكوف مقدمو‬
‫الببلغات المجيولة متى كانت ىناؾ دالئؿ تشير بصحتيا‪ ،‬وكما يكوف‬
‫الببلغ كتابة يصح أف يكوف شفاىة وقد يقدـ إلى معاونيو أو مرؤوسيو حيث‬
‫اسبا بشأنو‪.‬‬
‫فور بالببلغ المقدـ ليتخذ ما يراه من ً‬
‫يتعيف عميو إببلغو ًا‬

‫وبالتالي فإف رفض مأمور الضبط لمببلغ المقدـ إليو‪ ،‬واف كاف ال‬
‫تأديبيا متى تحققت‬
‫ً‬ ‫يترتب عميو مسئولية جنائية‪ ،‬إال أنو يمكف مؤاخذتو‬
‫مسئوليتو عمى ىذا النحو‪.‬‬

‫(‪ )80‬وجقبمإردولماظؾالغمأوماظشؽقىمصقرًامإديماظـقوبيماظعوعي‪ :‬م‬

‫أوجب قانوف اإلجراءات المصري عمى مأمور الضبط القضائي‪،‬‬


‫فور إلى النيابة العامة‪ .‬ىذا وال يترتب عمى تأخيره‬
‫إرساؿ الببلغ أو الشكوى ًا‬
‫في تنفيذ ىذا الواجب أي مسئولية جنائية‪ ،‬واف جاز تحقؽ مسئوليتو التأديبية‬
‫إذا كاف ليا وجو كما ال يترتب عمى ىذا التأخير أي بطبلف(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1957/5/6‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 8‬رقـ ‪ 128‬ص ‪.459‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪83‬‬

‫))‬
‫انفظم انثبنث‬

‫مجغ االضتذالالد‬

‫(‪ )81‬عػفقممذيعماالدؿدالالت‪ :‬م‬

‫إذا كاف البحث عف الجرائـ ومرتكبييا‪ ،‬يفترض أف أمر الجريمة ال‬


‫يزاؿ يحوطو الغموض واإلبياـ‪ ،‬وتتجو جيود مأمور الضبط إلى إماطة‬
‫المثاـ عنيا واستجبلء ىذا الغموض‪ ،‬إال أف جمع االستدالالت ىو مرحمة‬
‫نشطة مف اإلجراءات تسعى بعد أف وضح أمر الجريمة إلى تجميع اآلثار‬
‫المادية التي تترتب عمى ارتكابيا أف وجدت ومعاينة مكاف ارتكابيا إذا‬
‫كانت ىذه المعاينة مجدية‪ ،‬واالستماع إلى الشيود في حالة وجودىـ‪،‬‬
‫والتحفظ عمى األشياء ووضع الحراسة البلزمة عمييا‪.‬‬

‫(‪ )82‬اإلجراءاتماظيتمميوردفومعلعقرماظضؾطماظؼضوئلمجلؿعماالدؿدالالت‪ :‬م‬

‫لـ يحصر النص التشريعي ىذه المياـ‪ ،‬وليس مف المصمحة حصرىا‬


‫وما ورد مف تعداد ليذه المياـ‪ ،‬إنما قد ورد عمى سبيؿ المثاؿ ونستعرضيا‬
‫فيما يمي‪:‬‬

‫(‪ )83‬االغؿؼولموادلعوؼـي‪ :‬م‬

‫أوجب قانوف اإلجراءات الجنائية عمى مأمور الضبط القضائي‬


‫االنتقاؿ إلى مكاف ارتكاب الجريمة واجراء المعاينات البلزمة التي تفيد في‬
‫كشؼ الحقيقة‪ ،‬واف كانت صياغة النص المعني قد جاءت بصفة الوجوب‬
‫وااللتزاـ باالنتقاؿ‪ ،‬إال أنيا صياغة معيبة حيث ال يجوز ذلؾ إال إذا كاف‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪84‬‬

‫))‬
‫ليذا االنتقاؿ وما يستتبعو مف معاينة فائدة في التحقيؽ‪ ،‬أو كانت طبيعة‬
‫وظروؼ الجريمة تسمح بيذا االنتقاؿ‪ ،‬فإذا تقدـ أحد األشخاص بببلغ إلى‬
‫مأمور الضبط القضائي يتضمف اتيامو أحد األشخاص بسبو أو االعتداء‬
‫عميو بالضرب‪ ،‬فإنو لف يكوف ىناؾ ثمة مسرح لمجريمة يمكف االنتقاؿ إليو‬
‫واجراء المعاينات البلزمة آلثار ىذه الجريمة‪ ،‬مف الوجية العممية‪ ،‬خبلفًا‬
‫لمحالة التي يبمغ فييا بارتكاب جريمة قتؿ في الطريؽ العاـ أو في أحد‬
‫المحبلت التجارية حيث يكوف لبلنتقاؿ والمعاينة جدوى‪.‬‬

‫وفي تقديرنا أف األمر مرده إلى السمطة التقديرية لمأمور الضبط‬


‫القضائي طالما أف الجريمة المبمغ بارتكابيا أو التي عمـ المأمور بارتكابيا‬
‫ال تدخؿ في إطار الجنايات والجنح المتمبس بيا حيث يجب عميو بشكؿ‬
‫فور إلى مكاف الجريمة واجراء المعاينات البلزمة وىو ما‬
‫إلزامي االنتقاؿ ًا‬
‫سوؼ نتناولو باإليضاح والتحميؿ في موضعو المناسب مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬

‫ىذا ومفيوـ المعاينة المقصودة ينصرؼ إلى إثبات الحالة التي كانت‬
‫عمييا األشخاص واألشياء في محؿ الجريمة أو عمى مسرحيا كما في‬
‫إثبات الحالة التي كانت عمييا جثة القتيؿ وقت وصوؿ المأمور إلجراء‬
‫المعاينة وىو ممقى عمى درج المنزؿ أو أماـ باب المنزؿ‪ ،‬توجد آثار دماء‬
‫عمى الدرج أو ال توجد‪ ،‬المبلبس التي كاف يرتدييا القتيؿ‪ ،‬وجود فوارغ‬
‫طمقات نارية في مكاف الجريمة‪ ،‬وعددىا‪ ،‬آثار طمقات نارية في الحائط‪....‬‬
‫الخ وغير ذلؾ مف أوصاؼ لحالة األشخاص واألشياء في محؿ الجريمة‪،‬‬
‫بحيث تعطي لممحقؽ صورة حية لما كاف عميو ىذا المكاف لحظة وصوؿ‬
‫مأمور الضبط القضائي إلجراء المعاينة‪ ،‬ومحؿ الجريمة قد يكوف مف‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪85‬‬

‫))‬
‫األماكف العامة أو الخاصة‪ ،‬واف كاف األوؿ فإنو ال قيد عمى قيامو بيذا‬
‫العمؿ طالما إف المكاف بيذه الصفة‪ ،‬أي يباح لمجميور الدخوؿ فيو بغير‬
‫تمييز‪ ،‬سواء أكاف ذلؾ بدوف رسـ أو حتى كاف برسـ حيث أف ىذه األماكف‬
‫خاصا كما في المساكف‪ ،‬فإنو‬
‫ً‬ ‫ليست ليا حرمة‪ ،‬في المقابؿ إذا كاف المكاف‬
‫يشترط إلجراء المعاينة أف تتـ برضاء صاحب المسكف أو حائزه وبرضاء‬
‫صحيح‪.‬‬

‫(‪ )84‬اظؿقػظمسؾكماألذقوء‪ :‬م‬

‫قد توجد في مسرح الجريمة‪ ،‬أشياء ليا صمة بالجريمة‪ ،‬كما لو كانت‬
‫أثر مف آثارىا‪ ،‬ويكوف في غاية األىمية القياـ بالتحفظ عمييا فقد تكوف فيما‬
‫ًا‬
‫بعد مف بيف أدلة االتياـ أو الدليؿ الوحيد‪ ،‬وينصرؼ مفيوـ األشياء إلى‬
‫الجوامد كما في حالة الطمقات النارية الحية أو الفوارغ‪ ،‬األسمحة البيضاء أو‬
‫النارية‪ ،‬البصمات‪ ،‬األوراؽ‪ ،‬بقايا الطعاـ‪ ،‬الدماء‪ ،‬إف ارزات الجسـ‪ ،‬المبلبس‪،‬‬
‫وكؿ ما يعتقد مأمور الضبط القضائي أف لو صمة بالجريمة التي تـ‬
‫ارتكابيا‪.‬‬

‫ولمتحفظ أشكاؿ متعددة‪ ،‬فقد يكوف بتركيا عمى حاليا في مسرح‬


‫الجريمة وتعييف الحراسات البلزمة لمنع االقتراب منيا أو العبث بيا‪ ،‬أو‬
‫بتحريزىا في حرز مغمؽ أو القياـ بوضع األختاـ عمى أبواب مكاف ارتكاب‬
‫الجريمة إذا كانت طبيعتو تسمح باتخاذ مثؿ ىذا اإلجراء‪.‬‬

‫والقيد العاـ الذي يمتزـ بو مأمور الضبط القضائي بيذا الشأف ىو أال‬
‫يترتب عمى قيامو باتخاذ اإلجراءات التحفظية تجاه األشياء‪ ،‬العبث باألدلة‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪86‬‬

‫))‬
‫أو اآلثار المتعمقة بالجريمة‪ ،‬بما يترتب عميو تغير جوىري في تصور وقوع‬
‫الجريمة لدى القائـ بالتحقيؽ‪ ،‬كما لو كانت ىناؾ آثار دماء عمى درجة‬
‫المنزؿ الذي ارتكبت فيو الجريمة‪ ،‬تبدأ مف أحد شقؽ المنزؿ وحتى مكاف‬
‫العثور عمى جثة القتيؿ فيمحو ىذه اآلثار أو يسمح بمحوىا‪ ،‬واذا أخطر‬
‫مأمور الضبط القضائي وكيؿ النيابة العامة المختص بانتقالو إلى محؿ‬
‫الجريمة‪ ،‬وأخطر وكيؿ النيابة بانتقالو ىو اآلخر عمى الفور‪ ،‬فإف األخير‬
‫بمجرد حضوره يتولى إعطاء تعميماتو إلى مأمور الضبط القضائي بما يراه‬
‫مناسبا حياؿ اإلجراءات التحفظية تجاه األشياء‪.‬‬
‫ً‬
‫ىذا ومتى قاـ مأمور الضبط القضائي بوضع األختاـ عمى مكاف‬
‫وقوع الجريمة‪ ،‬إذا كانت طبيعتو تسمح بذلؾ كما لو كانت شقة سكنية أو‬
‫محؿ تجاري‪ ،‬فإنو يتعيف عميو إخطار النيابة العامة بذلؾ بصفة فورية‪،‬‬
‫حيث تقوـ األخيرة برفع األمر إلى القاضي الجزئي إلق ارره متى رأى ضرورة‬
‫لذلؾ‪ ،‬كما أف لكؿ مف لو مصمحة ووقع ضرر عميو مف جراء ذلؾ أف‬
‫يتظمـ مف وضع األختاـ‪ ...‬وما يسري عمى األماكف يسري عمى األشياء‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أف نوعية وشكؿ اإلجراء التحفظي تجاه األشياء يأخذ‬


‫في االعتبار طبيعتيا‪ ،‬فإذا كانت األشياء قابمة لمتمؼ فإنو مما يدخؿ في‬
‫صبلحيات مأمور الضبط القضائي اتخاذه‪ ،‬ويندرج في إطار اإلجراءات‬
‫لحوما أو‬
‫ً‬ ‫التحفظية‪ ،‬نقميا إلى مكاف مناسب بطبيعتيا كما لو كانت‬
‫حيوانات حية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪87‬‬

‫))‬
‫(‪ )85‬مسوع مأضقال معـ متؽقن مظدؼفؿ مععؾقعوت مسـ ماجلرميي ماظيتم‬
‫ارتؽؾً‪ :‬م‬

‫سماع ىذه األقواؿ يتـ إما بمبادرة مف الشخص أو األشخاص الذيف‬


‫لدييـ معمومات تتعمؽ بيذه الجريمة حيث يتقدموف إلى مأمور الضبط‬
‫القضائي يطمب أو يطمبوف سماع أقواليـ وال يجوز رفض ىذا الطمب مف‬
‫قبمو إال إذا لـ تكف لدييـ أي معمومات أو إفادات تتصؿ بالجريمة‪ ،‬أو‬
‫يستدعي أو يستدعوف بطمب منو في حالة عدـ تواجدىـ في محؿ الجريمة‬
‫غائبا وطمب منو‬
‫ً‬ ‫حاضر أو‬
‫ًا‬ ‫وقت انتقالو واجراء المعاينة‪ ،‬ولمف كاف‬
‫الحضور‪ ،‬االمتناع عف اإلدالء بأقوالو أو رفض الحضور ومف ثـ اإلدالء‬
‫بأقوالو وذلؾ بدوف إبداء أسباب وليس لمأمور الضبط في الحالتيف أف‬
‫يكرىيـ أو يكرىو عمى اإلدالء باألقواؿ أو الحضور أمامو سواء في محؿ‬
‫الجريمة أو في مقر عممو‪ ،‬باستثناء االنتقاؿ والمعاينة في الجنايات والجنح‬
‫المتمبس بيا عمى التفصيؿ الذي سوؼ يرد الحقًا‪.‬‬

‫واذا تمت موافقة مف كاف لديو معمومات عف الجريمة عمى اإلدالء‬


‫بأقوالو أو شيادتو‪ ،‬فبل يجوز تحميفو أو تحميفيـ اليميف القانونية‪ ،‬إال إذا‬
‫خيؼ أال يستطاع فيما بعد سماع شيادتو بيميف بصفتو كشاىد‪ ،‬وعمى‬
‫سبيؿ المثاؿ إذا كاف عمى سفر ال يستطيع تأجيمو‪ ،‬أو أصيب إصابة‬
‫خطيرة قد تضعؼ مف ذاكرتو فيما بعد‪ ،‬أو كاف بسببيا مشرفًا عمى الموت‪،‬‬
‫وفي تقديرنا أف ىذه الشيادة التي تمت بعد اليميف ليست مف أدلة اإلثبات‬
‫التي يستند عمييا فيما بعد قضاء الحكـ سواء بالنسبة لئلدانة أو البراءة واذا‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪88‬‬

‫))‬
‫تكبا لجريمة الشيادة‬
‫ثبت كذب الشاىد بعد حمفو اليميف‪ ،‬فإنو ال يعد مر ً‬
‫الزور‪.‬‬

‫(‪ )86‬مسوعمأضقالمادلشؿؾفمبفؿمودمالمادلؿفؿني‪ :‬م‬

‫عمى ضوء المعاينات التي يجرييا مأمور الضبط القضائي‪ ،‬أو عمى‬
‫ضوء عممو بالجريمة مباشرة‪ ،‬أو بواسطة ببلغ أو شكوى‪ ،‬قد تحوـ الشبيات‬
‫ضد شخص‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬أو تقوى ىذه الشبيات لتصؿ إلى حد يقيف المأمور‬
‫اف المشتبو فيو ليس إال المتيـ الفعمي أو الحقيقي لمجريمة المعنية‪ ،‬كما في‬
‫الحالة التي يرد فييا تقرير المعمؿ الجنائي لينسب فييا البصمات المرفوعة‬
‫مف عمى أداة الجريمة إلى الشخص المشتبو في ارتكابو ليا أو تتطابؽ‬
‫أقواؿ الشيود عمى أنو الفاعؿ‪ ،‬في ىذه الحالة يقوـ مأمور الضبط القضائي‬
‫بسماع أقواؿ المشتبو بيـ وسؤاؿ المتيميف في الجريمة ويحظر عميو تجاوز‬
‫ذلؾ بحيث يصؿ إلى استجوابيـ أي مواجيتيـ بأدلة االتياـ ومواجيتيـ‬
‫بالشيود وغير ذلؾ مف خصائص االستجواب الذي تممكو سمطة التحقيؽ‪.‬‬

‫(‪ )87‬االدؿعوغيمبوخلرباء‪ :‬م‬

‫أعطى القانوف المصري لمأمور الضبط القضائي‪ ،‬صبلحيات‬


‫االستعانة بالخبراء في مختمؼ فروع العمـ‪ ،‬والمعرفة‪ ،‬وذلؾ كاف ليذه‬
‫االستعا نة فائدة وصمة بالجريمة محؿ البحث والتحري أو االستدالؿ أي أف‬
‫تكوف ىناؾ ضرورة لمجوء إلى الخبرة‪ .‬والحاجة إلى االستعانة بالخبراء تزداد‬
‫يوما بعد يوـ في مواجية اإلجراـ الحديث‪.‬‬
‫ً‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪89‬‬

‫))‬
‫ىذا وليس ىناؾ تحديد مسبؽ لنوعية أو تخصص الخبراء الذيف يجوز‬
‫لمأمور الضبط القضائي االستعانة بيـ‪ ،‬وما ورد في نص المادة (‪ )29‬مف‬
‫قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪ ،‬مف جواز االستعانة باألطباء إنما قد‬
‫ورد عمى سبيؿ المثاؿ وليس الحصر‪ ،‬وصياغة النص المعني واضحة‬
‫الداللة عمى اتساع نطاؽ االستعانة بالخبراء في كؿ فروع العمـ والمعرفة‪.‬‬

‫وقد يطمب مأمور الضبط القضائي رأي الخبير في مسألة محددة‬


‫وذلؾ شفاىة أو كتابة كما أف الرأي الذي ينتيي إليو الخبير قد يكوف كذلؾ‬
‫شفاىة أو كتابة‪ ،‬ولكف الغالب صياغة ىذا الرأي كتابة خاصة إذا تعمؽ‬
‫األمر بفحص مضبوطات أو اآلثار المتخمفة عف الجريمة‪ ،‬واختيار شخص‬
‫الخبير ليس مرده السمطة التقديرية المطمقة لمأمور الضبط القضائي وانما‬
‫يتعيف أف يكوف ىذا الخبير مف بيف ىؤالء الذيف يتضمنيـ جدوؿ الخبراء(‪،)1‬‬
‫حيث يضـ خبراء الجدوؿ السابؽ عمى صدور القانوف المنظـ ألعماؿ‬
‫الخبرة أماـ القضاء‪ ،‬ويتضمف كذلؾ خبراء و ازرة العدؿ ومصمحة الطب‬
‫الشرعي والمصالح األخرى التي يعيد إلييا بأعماؿ الخبرة‪.‬‬

‫واألصؿ أنو ال يجوز لمأمور الضبط القضائي تحميؼ الخبير اليمينيف‬


‫القانونية‪ ،‬إال إذا كانت ىناؾ ضرورة مماثمة لمحالة التي يجوز فييا تحميؼ‬
‫(‪)2‬‬
‫بعض الفقياء أنو‬ ‫الشاىد أو مف يدلي بأقوالو بيذه الصفة اليميف‪ ،‬ويرى‬
‫في ىذه الحالة أي حالة تحميؼ الخبير اليميف فإف التقرير الذي ينتيي إليو‬
‫يعتبر دليبلً مف األدلة القانونية التي يجوز االستناد إليو وحده في تقرير‬

‫(‪)1‬‬
‫وىو الجدوؿ المنظـ بالمرسوـ بقانوف رقـ ‪ 96‬لسنة ‪ 1952‬وتعديبلتو‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ :‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪91‬‬

‫))‬
‫اإلدانة‪ ،‬وفي غير ذلؾ أي عدـ تحميؼ اليميف فإنو ليس ىناؾ ما يمنع أو‬
‫يقيد القاضي مف أف يعزز بيا ما بيف يديو مف األدلة‪ .‬وىناؾ أحكاـ‬
‫(‪)1‬‬
‫أجازت ذلؾ دوف إلزاـ عمى القاضي‪ ،‬واذا كاف لنا تحفظ عمى ىذه‬ ‫قديمة‬
‫اآلراء‪ ،‬فإف ذلؾ مرده بالدرجة األولى قائـ عمى اعتبار أف االستعانة‬
‫بالخبراء ىو في األصؿ مف صبلحيات سمطات التحقيؽ االبتدائي أو الحكـ‬
‫حسب المقتضى‪ ،‬بدليؿ أنو إذا لـ تتوافر حالة االستعجاؿ أو الضرورة‪ ،‬فإف‬
‫عمؿ الخبرة الذي تـ ال أثر لو‪.‬‬

‫ومع ذلؾ فإف تواجد الخبير في مسرح الجريمة مع مأمور الضبط‬


‫القضائي في حالة انتقالو لممعاينة‪ ،‬يحتاج إلى قواعد تنظيمية مفصمة‪ ،‬وال‬
‫تترؾ لبلجتياد أو السمطة التقديرية‪ ،‬ورغـ أف تقارير الخبراء ليا أىميتيا‬
‫القصوى سواء في تصويرىا لمكيفية التي ارتكبت بيا الجريمة‪ ،‬ونوعية‬
‫السبلح أو اآللة أو األداة التي استعممت وتحديد فصائؿ الدـ في مكاف‬
‫ارتكاب الجريمة وغير ذلؾ مف اآلثار اليامة المرتبطة بيا‪ ،‬إال أف ذلؾ‬
‫مشروط باتفاؽ النتائج التي ينتيي إلييا الخبير مع الوقائع الثابتة لمجريمة‪،‬‬
‫ولذلؾ فإف اتجاه محكمة النقض المصرية تجاه تقارير الخبرة‪ ،‬اتسـ بالتحفظ‬
‫حيث استقرت في العديد مف أحكاميا عمى اعتبار أف محكمة الموضوع ىي‬
‫الخبير األعمى‪ ،‬وكاف ذلؾ بمناسبة عمؿ مف أعماؿ الخبرة يتعمؽ‬
‫بالبصمات قدـ ليا مف اإلدارة العامة لؤلدلة الجنائية(‪.)2‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1911/4/23‬المجموعة الرسمية‪ ،‬س ‪ ،511‬ص ‪.341‬‬
‫نقض ‪ ،1914/9/19‬الشرائع‪ ،‬س ‪ ،2‬ص ‪.19‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1959/3/2‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 11‬ؽ ‪ 61‬ص ‪.276‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪90‬‬

‫))‬
‫(‪ )88‬حترؼرمحمضرمذيعماالدؿدالالت‪ :‬م‬

‫االتجاه التشريعي الغالب سواء بالنسبة لمتشريعات اإلجرائية الجنائية‬


‫العربية متضمنة القانوف المصري‪ ،‬أو األجنبية ىو إلزاـ مأمور الضبط‬
‫القضائي بتحرير محضر جمع االستدالالت‪ ،‬يثبت فيو جميع اإلجراءات‬
‫التي قاـ باتخاذىا ابتداء مف تمقي الببلغ أو الشكوى أو عممو بارتكاب‬
‫الجريمة حتى آخر إجراء تـ اتخاذه قبؿ رفع المحضر إلى جية‬
‫االختصاص‪ .‬فإذا انتقؿ وعايف مسرح الجريمة أثبت واقعة االنتقاؿ وتاريخيا‬
‫وساعتيا والمصاحبيف لو والمشاىدات التي شاىدىا عمى مسرحيا‬
‫والتعميمات التي أعطاىا لمعاونيو أو مرؤوسيو وأقواؿ الشيود والخبراء متى‬
‫أخذت أقواليـ وتقارير الخبرة التي قدمت أو التكميفات الصادرة منو لمخبراء‪،‬‬
‫ويجب التوقيع مف ىؤالء إضافة إلى المأمور نفسو عمى المحضر‪ ،‬ومع‬
‫ذلؾ فإف عدـ توقيع الشاىد عمى محضر جمع االستدالالت ال ييدره جميعو‬
‫كعنصر لئلثبات(‪ ،)1‬واألمر متروؾ بتقدير محكمة اإلجراءات الجنائية لـ‬
‫يرتب البطبلف عمى إغفاؿ التوقيع مف قبؿ الشيود والخبراء الذيف سمعوا‪.‬‬

‫استنادا إلى قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪ ،‬فإنو ال يوجد قيد‬


‫و ً‬
‫زمني يتعيف فيو عمى المأمور أف يحرر فيو المحضر‪ ،‬وكؿ ما ىناؾ ىو‬
‫فور إلى النيابة العامة‪ ،‬بعد أف يفرغ منو أي محضر‬
‫وجوب إرسالو ًا‬
‫التحريات‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1986/1/31‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 55‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ 41‬ص ‪.199‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪92‬‬

‫))‬
‫ىذا وال يترتب عمى التأخير في إرساؿ محضر االستدالالت إلى‬
‫النيابة العامة أي بطبلف أو مسئولية جنائية عمى مأمور الضبط القضائي‪،‬‬
‫أو حتى عاـ قيامو أصبلً بتحرير ىذا المحضر(‪ ،)1‬ولكف ذلؾ ال يخؿ‬
‫بإمكاف تحقؽ مسئوليتو التأديبية أو اإلدارية متى توافرت شروطيا‪.‬‬

‫ومحضر جمع االستدالالت يجوز لممحكمة أف تستند عميو إضافة إلى‬


‫غيره مف األدلة أو القرائف لتكويف عقيدتيا في الدعوى وذلؾ متى توافرت‬
‫شروط صحتو‪ ،‬واذا انتفى شرط أو أكثر مف الشروط اإلجرائية لصحتو أي‬
‫ىذا المحضر فبل يجوز لممحكمة االستناد عميو‪ .‬ومثاؿ شرط الصحة‬
‫الجوىرية‪ ،‬تحرير مأمور الضبط القضائي لممحضر نفسو أو بواسطة أحد‬
‫معاونيو أو مرؤوسيو تحت إشرافو – والتوقيع عمى المحضر مف قبمو ومف‬
‫قبؿ الشيود أو الخبراء في حالة أخذ أقواليـ‪ ،‬تاريخ اإلجراء ووقت حصولو‪،‬‬
‫حصر األوراؽ واألشياء المضبوطة‪ ،‬وبالنسبة ليذه الجزئية التي ألزـ المشرع‬
‫مأمور الضبط القضائي بضرورة إرفاقيا بمحضر التحريات فإنيا تتعمؽ‬
‫بمتحصبلت الجريمة وكؿ ما استخدـ في ارتكابيا وذلؾ متى أمكف بالنظر‬
‫إلى طبيعتيا تحريزىا‪ ،‬كما في حالة سكيف استعممت في القتؿ أو مسدس‪،‬‬
‫أو النقود التي ضبطت في جريمة رشوة‪ ،‬أما غير ذلؾ مف األشياء التي ال‬
‫تقؿ التحريز بالنظر إلى طبيعتيا‪ ،‬فإنو يتـ اتخاذ اإلجراءات التحفظية‬
‫المبلئمة بالنسبة ليا واخطار النيابة العامة بوجودىا كما لو كانت سيارة‬
‫استعممت في نقؿ المضبوطات في جريمة سرقة وكانت ممموكة لممتيـ أو‬
‫المتيميف في ىذه الجريمة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ 1994/6/2‬الطعف رقـ ‪ 62‬ؽ‪ ،‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪93‬‬

‫))‬
‫انفظم انراثغ‬

‫اإلجراءاد انتحفظُخ‬

‫(‪ )89‬عػفقمماإلجراءاتماظؿقػظقيموحمؾفو‪ :‬م‬

‫تعني ىذه اإلجراءات التحوط أو تحمؿ عمى معنى اإلعاقة المؤقتة أو‬
‫التحريز مف فرار مف خضع لئلجراء‪ ،‬وكؿ ىذه المصطمحات تؤدي المعنى‬
‫المقصود‪.‬‬

‫ىذا ولـ يرد في قانوف اإلجراءات المصري‪ ،‬تعريؼ ليذه اإلجراءات‬


‫وقد عني الفقو بوضع تعريؼ ليا بأنيا "اإلجراءات التي يكوف مف شأنيا أف‬
‫تحوؿ دوف فرار المتيـ أو تحوؿ دوف إتبلفو أو تشوييو أدلة االتياـ التي‬
‫يحمميا(‪.)1‬‬

‫وفي تعريؼ آخر إنو اإلجراء الذي يترتب عميو احتجاز الشخص‬
‫غما عف إرادتو ولمدة معينة وذلؾ بيدؼ إنجاز التحقيؽ البوليسي(‪،)2‬‬
‫ر ً‬
‫ومحؿ ىذه اإلجراءات التي نحف بصدد بحث أحكاميا قاصرة عمى‬
‫الشخص الطبيعي المشتبو بارتكابو جريمة‪ ،‬ولكف ليس ىناؾ ما يحوؿ دوف‬
‫أف يكوف موضوع أو محؿ ىذه اإلجراءات‪ ،‬األشياء التي يرى الشخص‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط ‪ ،1982‬ص ‪.577‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Leigh. La convention européen des droit de l’homme en matière‬‬
‫‪détention provisoire note sur le droit Anglas, Re. Sc. Crim 1989,‬‬
‫‪T. 1, p. 47.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪94‬‬

‫))‬
‫القائـ باتخاذىا أف ليا صمة مباشرة بالجريمة التي ارتكبت أو أف مصمحة‬
‫التحقيؽ تقتضي ذلؾ(‪.)1‬‬

‫(‪ )90‬اظغرضمعـمػذهماإلجراءات‪ :‬م‬

‫تستيدؼ ىذه اإلجراءات تحقيؽ عدة أغراض وليس بالضرورة‬


‫اجتماعيا‪ ،‬ومف ىذه األغراض الخشية مف فرار المتيـ قبؿ استصدار أمر‬
‫القبض‪ ،‬حيث يكوف اإلجراء التحفظي المناسب لتحقيؽ ىذا الغرض ىو‬
‫إجبار الشخص المعني‪ ،‬عمى المكوث في مكاف معيف(‪ ،)2‬ومف ثـ تعيف‬
‫الحراسة البلزمة عميو حتى ال يغادره أو نقمو إلى المكاف المخصص‬
‫لبلحتجاز ويعد ذلؾ الغرض الرئيسي لئلجراءات التحفظية ويكوف بالقدر‬
‫الذي ال يصؿ إلى الحجر الكمي عمى حرية الشخص الخاضع ليذا‬
‫اإلجراء(‪.)3‬‬

‫كذلؾ ويعد مف بيف األغراض التي ييدؼ اإلجراء أو اإلجراءات‬


‫التحفظية إلى تحقيقيا ‪ ،‬حماية أدلة االتياـ المادية مف العبث بيا أو‬
‫التخمص منيا‪ ،‬سواء مف الشخص المتحفظ عميو نفسو أو مف الغير‪،‬‬
‫ويندرج في إطار ىذا الغرض منع اتصاؿ الغير بو أو اتصالو ىو نفسو‬
‫بالغير‪ ،‬إال تحت رقابة واجازة القائـ عمى اتخاذ ىذه اإلجراءات‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬حساـ الديف محمد‪ ،‬سمطات القبض في مرحمة ما قبؿ المحاكمة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1995‬ص ‪ 45‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ :‬عوض محمد‪ ،‬الوجيز في قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الدكتور‪ :‬مأموف سبلمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،423‬ج‪.1‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪95‬‬

‫))‬
‫(‪ )91‬صالحقيماختوذمإجراءاتماظؿقػظ‪ :‬م‬

‫منح المشرع اإلجرائي المصري ىذه الصبلحية إلى مأموري الضبط‬


‫القضائي‪ ،‬ومف ثـ إف كؿ مف لـ يمنح ىذه الصفة فإنو ال يجوز اتخاذه مثؿ‬
‫ىذه اإلجراءات‪ ،‬كما في معاوني ومساعدي مأمور الضبط القضائي أو‬
‫رجاؿ السمطة العامة‪ ،‬وال يقدح في صحة اإلجراء أو اإلجراءات التحفظية‬
‫تنفيذى ا مف قبؿ ىؤالء بعد األمر بيا مف قبؿ مأمور الضبط القضائي في‬
‫المقابؿ فإنو ىناؾ العديد مف التشريعات اإلجرائية الجنائية في القانوف‬
‫المقارف لـ يرد بيا مثؿ ىذا الحظر‪ ،‬كما ىو الحاؿ في قانوف اإلجراءات‬
‫الجنائية الفرنسي(‪.)1‬‬

‫(‪ )92‬ذروطماألعرمبوختوذماإلجراءاتماظؿقػظقي‪ :‬م‬

‫وفقًا ألحكاـ قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪ ،‬فإنو يشترط لؤلمر‬


‫باتخاذ مثؿ ىذه اإلجراءات توافر شرطيف‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬ارتكاب جرائـ محددة مما وردت عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬وىي‬
‫ارتكاب جناية أو جنحة سرقة أو نصب أو تعد شديد أو مقاومة لرجاؿ‬
‫السمطة العامة بالقوة أو العنؼ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة (‪ )35‬مف قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪ ،‬المعدلة بالقانوف رقـ ‪ 37‬لسنة‬
‫‪.1972‬‬
‫انظر في تفاصيؿ ذلؾ‪:‬‬
‫‪Puech : Grade a vue Jurais-classeur de P.P. 1983, p. 11, art 20,‬‬
‫‪C.P. Pen.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪96‬‬

‫))‬
‫الثاني‪ :‬وجود دالئؿ كافية عمى اتياـ الشخص المتخذ ضده إجراءات‬
‫التحفظ‪ ،‬بارتكاب جريمة مف الجرائـ التي وردت في الشرط األوؿ‪،‬‬
‫ومصطمح الدالئؿ الكافية ىو نفسو المصطمح المستخدـ كمعيار إلجراء‬
‫القبض(‪.)1‬‬

‫وتوافر شرط واحد ال يجيز لمأمور الضبط القضائي أف يأمر باتخاذ‬


‫بل‪ ،‬فإذا‬
‫ىذا اإلجراء‪ ،‬واذا ما قاـ باتخاذه رغـ ذلؾ‪ ،‬وقع إجراء التحفظ باط ً‬
‫صحيحا لوقوع‬
‫ً‬ ‫نجـ عنو اكتشاؼ جريمة متمبس بيا فبل يقع اكتشافيا‬
‫اإلجراء السابؽ عمى اكتشافيا باطبلً‪.‬‬

‫(‪ )93‬ادلدة ماظيت مؼلؿؿر مصقفو ماإلجراء موعدى ماظؿزام مدؾطي ماظؿقؼقؼم‬
‫جتوػف‪ :‬م‬

‫االنتقاد الجوىري الذي يتعمؽ بمدة اإلجراء‪ ،‬ىو أف المشرع اإلجرائي‬


‫(‪)2‬‬
‫التي يمكف أف يستمر فييا ىذا اإلجراء‪ ،‬وىو‬ ‫المصري‪ ،‬لـ يحدد المدة‬
‫ىونا رفع ىذا اإلجراء عنو‪،‬‬
‫أمر بالغ الخطورة يجعؿ المتحفظ عميو مر ً‬
‫بالوقت الذي يرى القائـ باتخاذ ىذا اإلجراء مناسبة رفعو مف وجية نظره‬
‫ىو‪ ،‬وليس بناء عمى التزاـ قانوني محدد‪ ،‬ولعؿ ما يخفؼ مف خطورة إغفاؿ‬
‫تحديد مدة التحفظ في ىذا القانوف‪ ،‬ىو التزاـ مأمور الضبط القضائي اآلمر‬

‫(‪)1‬‬
‫انظر ص ( ) مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وقانوف اإلجراءات الجنائية الفرنسي‪ ،‬عمى نقيض المصري حيث تحدد ىذه المدة بأربع‬
‫وعشريف ساعة يجوز مدىا في أحواؿ استثنائية تتعمؽ بإجراءات التحقيؽ في جرائـ أمف‬
‫الدولة متضمنة جرائـ اإلرىاب وجرائـ المخدرات‪.‬‬
‫‪Art. 30, 63, 77, C.P. Pen.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪97‬‬

‫))‬
‫أمر‬
‫فور أف تصدر ًا‬ ‫باتخاذ ىذا اإلجراء‪ ،‬بأف يطمب مف النيابة العامة ًا‬
‫بالقبض عمى الشخص الذي خضع ليذا اإلجراء‪ ،‬األمر الذي يعني أف أمره‬
‫قد وصؿ إلى عمـ السمطة المختصة بالتحقيؽ وىي النيابة العامة‪.‬‬

‫ومتى تـ اتخاذ إجراء التحفظ‪ ،‬فإنو ال يمزـ إال مف قاـ باتخاذه أي‬
‫مأمور الضبط القضائي‪ ،‬حيث ال تمتزـ النيابة العامة بإصدار أمر القبض‬
‫عمى مف وضع تحت التحفظ‪ ،‬متى طمب منيا ذلؾ مأمور الضبط‬
‫القضائي‪ ،‬وانما األمر مرده مطمؽ السمطة التقديرية لمنيابة العامة‪ ،‬ومتى‬
‫أمر باإلفراج عنو حيث لـ‬
‫رفضت إصدار أمر القبض فإنيا ال تصدر ًا‬
‫يصدر أمر القبض ابتداء‪ ،‬وانما تستطيع بوصفيا رئيسة لمضبطية‬
‫القضائية‪ ،‬أف تطمب منو رفع ىذا اإلجراء‪ ،‬فإف لـ تفعؿ فإنو يجب عمى‬
‫مأمور الضبط اآلمر باتخاذ ىذا اإلجراء إخبلء سبيمو مف تمقاء نفسو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪98‬‬

‫))‬
‫انفظم اخلبيص‬

‫حك االضتؼبَخ مبحبو يف يرحهخ االضتذالالد‬

‫(‪ )94‬اظقضعميفمزؾمضوغقنماإلجراءاتماجلـوئقيماحلوظل‪ :‬م‬

‫لـ يرد في ىذا القانوف نص يسمح بو‪ ،‬وفي الوقت نفسو فإنو لـ يرد‬
‫نص يحظره‪ ،‬ولذلؾ فإننا نرى ضرورة حضور محامي المشتبو فيو متى‬
‫وجد‪ .‬وفي غير أحواؿ السرعة والتي يخضع تقدير القوؿ بتوافرىا لمحكمة‬
‫أيضا إذا كاف لئلجراء طابع‬
‫الموضوع‪ ،‬يجوز القياـ باإلجراء دوف وجوده‪ ،‬و ً‬
‫السرية وىو يخضع لنفس الضابط السالؼ ذكره‪ ،‬ومع ذلؾ فإف قضاء‬
‫محكمة النقض في مصر‪ ،‬عمى أف عدـ حضور المحامي أو منع حضوره‬
‫تأسيسا عمى ذلؾ‪ ،‬ال‬
‫ً‬ ‫مف قبؿ مأمور الضبط القضائي‪ ،‬لمدفع بالبطبلف‬
‫(‪)1‬‬
‫استنادا عمى عدـ تعطيؿ اإلجراءات‬
‫يستند عمى أساس مف القانوف ‪ .‬و ً‬
‫حتى يقوـ المحامي بالحضور‪ ،‬فإف ىناؾ رأي فقيي يرى عدـ التمسؾ‬
‫بحضوره‪ ،‬خاصة وأنو يمكف إعادة اإلجراء الذي تـ في غيبة المحامي‪ ،‬مرة‬
‫(‪)2‬‬
‫ومع التسميـ مف وجية نظر ىذا الرأي بعدـ‬ ‫أخرى بمعرفة سمطة التحقيؽ‬
‫توافر الضمانات أماـ سمطة االستدالؿ(‪ .)3‬عمى النحو الذي يتحقؽ بحضور‬
‫محاـ أماـ سمطة التحقيؽ‪ ،‬ىذا ولتبرير حضور محامي المشتبو فيو‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1966/4/1‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬ص ‪ 6‬ؽ ‪.95‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور ‪ /‬حسف صادؽ المرصفاوي‪ ،‬االتجاىات المستحدثة لضمانات الحرية الفردية في‬
‫التحقيؽ االبتدائي‪ ،‬مجمة مصر المعاصرة‪ ،‬يوليو ‪ ،1963‬العدد ‪ ،313‬ص ‪.27‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الدكتور ‪ /‬حسف صادؽ المرصفاوي‪ ،‬أصوؿ اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط ‪ ،1977‬ص ‪.256‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪99‬‬

‫))‬
‫إلجراءات االستدالؿ‪ ،‬توسعت بعض اآلراء الفقيية في تعريؼ التحقيؽ‬
‫بحيث تعد ىذه المرحمة أي جمع االستدالالت جزًءا مف التحقيؽ(‪.)1‬‬

‫(‪ )95‬اظقضعميفمضوغقنماحملوعوةموعشروعمتعدؼؾمضوغقنماإلجراءاتم‬
‫اجلـوئقي‪ :‬م‬
‫(‪)2‬‬
‫المحاماة الحالي في مصر صراحة‪ ،‬حضور المحامي‬ ‫أقر قانوف‬
‫أثناء االستدالالت‪ ،‬حيث ألزـ سمطات االستدالالت متضمنة الشرطة‬
‫بتمكيف المحاميف مف االطبلع عمى األوراؽ وحضور إجراءات ىذه‬
‫السمطات إلى جانب موكمييـ‪ ،‬وأوجبت عدـ تعطيؿ ىذا الحؽ بأي صورة أو‬
‫ألي سبب‪.‬‬

‫كما أقر مشروع قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ىذا الحؽ(‪ ،)3‬وقصارى‬


‫القوؿ فإف في تقرير حؽ االستعانة بمحاـ في خبلؿ ىذه المرحمة‪ ،‬واف كاف‬
‫بالقطع يحقؽ مصمحة لممشتبو فيو أو المتيـ إال أنو في النياية يحقؽ‬
‫مصمحة عامة تتمثؿ في تحقيؽ العدالة التي تتأذى مف عدـ التوازف بيف‬
‫الحقوؽ والمصالح وال يضير السمطة المختصة بيذه المرحمة حضور‬
‫المحامي إلجراءاتيا مع وضع الضوابط التي ال تجعؿ وضع ىذا الحؽ‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور ‪ /‬رؤوؼ عبيد‪ ،‬المشكبلت العممية اليامة في اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪354‬‬
‫وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المواد ‪ 85 ،82 ،67‬مف قانوف المحاماة المصري‪ ،‬كما أفرد مشروع قانوف المحاماة العربي‬
‫الموحد‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المادة ‪ 47‬مف مشروع قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪011‬‬

‫))‬
‫موضع التنفيذ عائقًا أماـ سرعة اتخاذ اإلجراءات أو كفالة السرية بما يتفؽ‬
‫وطبيعة مرحمة جمع االستدالالت‪.‬‬

‫انفظم انطبدش‬

‫انتظرف يف حمضر مجغ االضتذالالد‬

‫(‪ )96‬عػفقمماظؿصرف‪ :‬م‬

‫يعد االنتياء مف جميع اإلجراءات التي تتطمبيا مرحمة االستدالالت‬


‫والتي يتضمنيا أو التي يثبتيا المحضر الذي يحرره مأمور الضبط‬
‫القضائي معاونيو تحت إشرافو‪ ،‬فإف التصرؼ فيو‪ ،‬يعني اتخاذ قرار بشأنو‬
‫وما يسري عمى المحضر ذاتو باعتباره المحرر المثبت فيو اإلجراءات التي‬
‫قاـ باتخاذىا مأمور الضبط القضائي‪ ،‬يسري عمى مرفقات ىذا المحضر‬
‫مف أشياء تتعمؽ بالجريمة محؿ االستدالالت‪.‬‬

‫(‪ )97‬اظلؾطيمادلكؿصيمبوظؿصرفميفمحمضرمذيعماالدؿدالالت‪ :‬م‬

‫لـ يعط ق انوف اإلجراءات الجنائية المصري‪ ،‬لمأمور الضبط القضائي‬


‫صبلحية التصرؼ في ىذا المحضر‪ ،‬وانما أوجب عميو رفع ىذا المحضر‬
‫فور االنتياء منو إلى النيابة العامة المختصة‪ .‬مسمؾ المشرع المصري عمى‬
‫ىذا النحو‪ ،‬مخالؼ لمسمؾ العديد مف التشريعات العربية واألجنبية والتي‬
‫منحت المأمور صبلحية في المحضر(‪ .)1‬والقاعدة أف أي عضو في النيابة‬

‫(‪)1‬‬
‫منح القانوف األردني والسوري مأمور الضبط القضائي سمطة تحريؾ الدعوى الجنائية أماـ‬
‫المحاكـ المختصة مباشرة وذلؾ في المخالفات والجنح وفي انجمت ار تمارس ىيئات البوليس‬
‫تحريؾ الدعوى ومباشرة اإلنياء بالنسبة ألغمب القضايا‪ ،‬وفي القانوف الكويتي منح مأمور‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪010‬‬

‫))‬
‫أمر يحفظ المحضر‪ ،‬أي حتى ولو كانت‬‫العامة ميما كانت درجتو يصدر ًا‬
‫درجة اآلمر بالحفظ معاوف نيابة‪ ،‬وكذلؾ الشأف في حاؿ العدوؿ عنو‪ ،‬ومف‬
‫ثـ فبل عبرة بدرجة مف أصدره وصفتو(‪ .)1‬إال أف تعميمات النيابة‪ ،‬أي‬
‫التعميمات الصادرة مف النائب العاـ والتي تتعمؽ بتنظيـ العمؿ في النيابة‬
‫العامة عمى مستوى الجميورية‪ ،‬توجب إصدار أمر الحفظ الذي يصدر‬
‫بالنسبة لمحضر جمع االستدالالت والذي يتعمؽ بجريمة فييا شبية الجناية‪،‬‬
‫توجب صدوره مف المحامي العاـ‪ .‬واستخداـ التعميمات لمصطمح شبية‬
‫الجناية‪ ،‬مؤداه أنو لـ يتـ التحقيؽ فييا بعد بمعرفة النيابة العامة‪ .‬ألنو إذا تـ‬
‫التحقيؽ فييا فإف التصرؼ في التحقيؽ ال يكوف بإصدار أمر بالحفظ‪ ،‬ومف‬
‫المبلحظ أف قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪ ،‬لـ يرد بو نص يقيد‬
‫صبلحية إصدار أمر الحفظ عمى درجة معينة مف درجات أعضاء النيابة‬
‫العامة‪ ،‬ومف ثـ فإف مخالفة ىذه التعميمات ال يترتب عمييا البطبلف‪ ،‬واف‬
‫جاز تحقؽ المسئولية اإلدارية لمعضو المخالؼ ليا‪.‬‬

‫(‪ )98‬صقرماظؿصرفميفمحمضرمذيعماالدؿدالالت‪ :‬م‬

‫بعد قياـ مأمور الضبط القضائي بإرساؿ محضر مجمع االستدالالت‬


‫إلى النيابة العامة المختصة‪ ،‬فإنيا عمى ضوء دراستيا لممحضر تقوـ باتخاذ‬
‫ق ارراىا بالتصرؼ فيو وفقًا لسمطتيا التقديرية في التصرؼ والذي يمكف أف‬
‫يأخذ شكبلً مف عدة أشكاؿ‪.‬‬

‫=الضبط القضائي صبلحية حفظ ىذا المحضر إذا وجد في مكاف الجريمة أو في ظروفيا ما‬
‫يبرر ضبطو‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫د‪ .‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الموقع السابؽ‪ ،‬ص ‪.367‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪012‬‬

‫))‬
‫(‪ )99‬أوالً‪:‬مإسودةمحمضرماظؿقرؼوتمظالدؿقػوء‪ :‬م‬

‫أمر ما لـ يستوفى أو أف ىناؾ إجراء‬


‫قد ترى النيابة العامة أف ىناؾ ًا‬
‫ما يدخؿ في نطاؽ صبلحيات مأمور الضبط القضائي اتخاذه ولـ يتخذه‪،‬‬
‫وبوصفيا أي النيابة العامة رئيسة الضبط القضائي‪ .‬فإنيا تعيد المحضر‬
‫مرة ثانية إلى مأمور الضبط القضائي لتنفيذ مبلحظاتيا بيذا الشأف‪ ،‬أو أنيا‬
‫تستوفيو مباشرة بمعرفة الجياز الممحؽ بيا والمختص بمثؿ ىذه‬
‫االستيفاءات‪ ،‬وال يتطمب ىذا الشكؿ مف أشكاؿ التصرؼ إصدار قرار حيث‬
‫أنو ال يزاؿ معمقًا البت في ىذا المحضر عمى ما تسفر عنو االستيفاءات‬
‫المطموبة‪.‬‬

‫(‪ )100‬ثوغقًو‪:‬ماظشرعميفماظؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫قد ترى النيابة العامة‪ ،‬أف المحضر مستوفي وال حاجة إلى مزيد مف‬
‫االستيفاءات التي يناط بيا إلى مأمور الضبط القضائي ميمة القياـ بيا‪،‬‬
‫ومف ثـ فإنيا تشرع في إجراء التحقيؽ االبتدائي إذا كانت الجريمة جناية‬
‫واختيارًيا إذا كانت جنحة‪ ،‬أو أف تطمب ندب قاض لمتحقيؽ(‪ .)1‬وىذا الشكؿ‬
‫أيضا ال يتطمب إصدار قرار أو أمر‪.‬‬
‫ً‬

‫(‪)1‬‬
‫تنص المادة ‪ 2/63‬مف قانوف اإلجراءات الجنائية المصري "لمنيابة العامة في مواد الجنح‪،‬‬
‫الجنايات أف تطمب ندب قاض لمتحقيؽ طبقًا لممادة ‪ 64‬مف ىذا القانوف‪ ،‬أو أف تتولى ىي‬
‫التحقيؽ طب ًقا لممادة ‪ 199‬وما بعدىا مف ىذا القانوف"‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪013‬‬

‫))‬
‫(‪ )101‬ثوظـًو‪:‬مرصعماظدسقىماجلـوئقيمأومإضوعؿفو‪ :‬م‬

‫يعد إطبلع النيابة العامة المختصة عمى محضر جمع االستدالالت‬


‫المحاؿ إلييا مف قبؿ المأمور‪ ،‬قد ترى أنو مستوفي‪ .‬وأنو أي المحضر تعمؽ‬
‫بجنحة أو مخالفة وكمتاىما ال يوجد التزاـ عمى النيابة العامة بالتحقيؽ فييا‪،‬‬
‫ولـ تر أف ىناؾ حاجة لندب قاضي لمتحقيؽ في ىذه الجنحة‪ .‬فإنيا في ىذه‬
‫الحالة تكمؼ المتيـ بالحضور مباشرة أماـ المحكمة المختصة بنظر الجنحة‬
‫أو المخالفة التي تعمؽ بيا المحضر‪ ،‬وىي في ىذه الحالة تعطي الواقعة‬
‫وصفيا وقيدىا حسبما ىو منصوص عميو في مواد القانوف المتعمقة بيذه‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫(‪ )102‬اظقدقؾيماإلجرائقيمظرصعماظدسقى‪ :‬م‬

‫حدد المشرع اإلجرائي ىذه الوسيمة‪ ،‬حيث أوجب توجيو الدعوة إلى‬
‫المتيـ وذلؾ بشكؿ محدد وىو ورقة التكميؼ بالحضور ومف اسميا تستطيع‬
‫تحديد موضوعيا وىو تكميؼ النيابة العامة لممتيـ بالحضور أماـ محكمة‬
‫جنائية محددة في جمسة محدد تاريخيا ومكانيا ليسمع الحكـ عميو جزء‬
‫جريمة محددة الوصؼ والقيد نسب إليو ارتكابيا‪ ،‬ولـ يحدد القانوف عمى‬
‫سبيؿ الحصر البيانات التي يجب أف تتضمنيا ىذه الورقة وانما يجب‬
‫لصحتيا أال تكوف ىذه الدعوة مجيمة بالنسبة لممكمؼ بالحضور واف كاف‬
‫يمكنو أف يدفع بذلؾ إذا كاف لديو المبرر المقبوؿ لمثؿ ىذا الدفع‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪014‬‬

‫))‬
‫(‪ )103‬إسالنمورضيماظؿؽؾقػمبوحلضقر‪ :‬م‬

‫القاعدة في ىذا اإلعبلف تخضع ألحكاـ وقواعد اإلعبلف المدني وذلؾ‬


‫بصريح نص المادة ‪ 1/234‬مف قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪.‬‬
‫ومؤدى ذلؾ وجوب اتباع القواعد التالية لصحة ىذا اإلعبلف‪:‬‬

‫‪ -1‬األصؿ أف يسمـ اإلعبلف إلى شخص المعمف إليو أي شخص المكمؼ‬


‫بالحضور‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة عدـ وجوده فإنو يمكف تسميـ ىذا اإلعبلف إلى وكيمو أو‬
‫مقيما معو مف أقاربو أو أصياره‪.‬‬
‫خادمو أو مف يكوف ً‬
‫‪ -3‬في حالة عدـ معرفة محؿ إقامة المكمؼ بالحضور‪ ،‬يسمـ اإلعبلف‬
‫لمسمطة اإلدارية (قسـ أو مركز الشرطة) التابع ليا آخر محؿ معروؼ‬
‫كاف يقيـ فيو في مصر وىذا المحؿ ىو المكاف الذي وقعت فيو‬
‫الجريمة التي تعمؽ بيا التكميؼ بالحضور ما لـ يثبت خبلؼ ذلؾ‪.‬‬
‫‪ -4‬يقوـ المحضر بإرساؿ خطاب موصى عميو إلى المكمؼ بالحضور‬
‫يخطره فيو بتسميـ صورة التكميؼ بالحضور إلى جية اإلدارة‪.‬‬

‫(‪ )104‬عقعودماظؿؽؾقػمبوحلضقر‪ :‬م‬

‫إذا تعمؽ التكميؼ بالحضور بجنحة‪ ،‬فإنو يجب أف يكوف ىذا الميعاد‬
‫قبؿ تاريخ الجمسة بثبلثة أياـ عمى األقؿ‪ ،‬أما إذا تعمؽ بمخالفة‪ ،‬فإف الميعاد‬
‫يكوف يوـ كامؿ عمى األقؿ قبؿ تاريخ الجمسة‪ ،‬باستثناء حالة التمبس حيث‬
‫يجوز أف يكوف التكميؼ بالحضور بغير ميعاد‪ .‬فإذا حضر جاز لممحكمة‬
‫تأجيؿ نظر الدعوى بناء عمى طمبو لتحضير دفاعو‪ ،‬واذا تضمنت ورقة‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪015‬‬

‫))‬
‫التكميؼ بالحضور مدة أقؿ‪ ،‬كاف مف حقو أف يطمب مف المحكمة أف تمنحو‬
‫أجبلً لتحضير دفاعو‪ .‬ولكف ال يترتب عمى مخالفة الميعاد عمى ىذا النحو‬
‫بطبلف الورقة ذاتيا‪ ،‬إال إذا رفضت المحكمة منحو المدة األجؿ فإف الحكـ‬
‫معيبا‪.‬‬
‫يكوف ً‬
‫(‪ )105‬بطالنمورضيماظؿؽؾقػمبوحلضقر‪ :‬م‬

‫متى انتفى شرط مف الشروط الجوىرية الخاصة بالتكميؼ بالحضور‬


‫فإنو ال يجوز لممحكمة أف تنظر الدعوى‪ .‬وانما ىي بالخيار بيف أف تحكـ‬
‫بطبل التكميؼ‪ ،‬أو يتـ تأجيؿ نظر الدعوى حتى يتـ استيفاء التكميؼ‬
‫بالحضور الشروط صحتو‪ ،‬سواء بالنسبة لمبيانات البلزمة فيو أو موعد أو‬
‫طريقة إعبلنو‪.‬‬

‫واذا تجاىمت المحكمة ىذا البطبلف‪ ،‬واستمرت في نظر الدعوى فإف‬


‫جميع إجراءات المحاكمة في ىذه الحالة تعد باطمة وبالتبعية الحكـ الذي‬
‫يصدر فييا‪ ،‬ويحؽ لممتيـ أف يدفع بيذا البطبلف في أوؿ جمسة يحضر‬
‫فييا أو أماـ أي محكمة أخرى وكؿ ذلؾ عمى افتراض أف المتيـ لـ‬
‫يحضر‪.‬‬

‫أما إذا حضر المتيـ في الجمسة سواء بنفسو‪ ،‬أو بواسطة وكيؿ عنو‪،‬‬
‫فإنو في ىذه الحالة ال يجوز لو أف يدفع أو يتمسؾ بالبطبلف(‪ ،)1‬كما أنو‬
‫يجوز لممحكمة أف تتدارؾ أو تصمح كؿ خطأ مادي أو تغيير لموصؼ‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1991/11/23‬الطعف رقـ ‪ 46454‬لسنة ‪ 58‬ؽ‪ .‬غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪016‬‬

‫))‬
‫معيبا‪ ،‬أي أف تعدؿ مف وصؼ التيمة وتعطي‬
‫القانوني لمجريمة إذا كاف ً‬
‫المتيـ أجبلً لتحضير دفاعو إذا طمب ذلؾ‪.‬‬

‫وقصارى القوؿ فإف بطبلف ورقة التكميؼ بالحضور في أغمب‬


‫الفروض العممية‪ ،‬بطبلف نسبي يخضع ألحكاـ ىذا النوع مف البطبلف‪،‬‬
‫بمعنى أنو يجب الدفع بو قبؿ التكمـ في الموضوعف وال يجوز التمسؾ بو‬
‫ألوؿ مرة أماـ محكمة النقض‪.‬‬

‫(‪ )106‬رابعًو‪:‬ماألعرمحبػظماألوراق‪ :‬م‬

‫”‪“La Classement Sans Suite du Dossier‬‬

‫يعد إطبلع النيابة العامة عمى محضر جمع االستدالالت قد ترى أنو‬
‫ال محؿ لمسير في الدعوى أي أنو ال محؿ لئلحالة إلى المحكمة المختصة‪،‬‬
‫في ىذه الحالة تقوـ بإصدار أمر بحفظ األوراؽ أي محضر جمع‬
‫االستدالالت‪ .‬ويمزميا القانوف في ىذه الحالة بإعبلف ىذا األمر إلى المجني‬
‫عميو والى المدعي بالحقوؽ المدنية إذا وجد‪ ،‬فإذا توفي أحدىما‪ ،‬كاف‬
‫اإلعبلف لورثتو جممة في محمة إقامتو‪.‬‬

‫(‪ )107‬أدؾوبمإصدارمأعرماحلػظ‪ :‬م‬

‫لـ يرد نص تشريعي يحدد أسباب إصدار مثؿ ىذا األمر‪ ،‬ولكف‬
‫بشكؿ عاـ‪ ،‬فإف األسباب التي يمكف أف يستند عمييا في إصدار مثؿ ىذا‬
‫أخير الحفظ‬
‫األمر‪ ،‬إما أنيا تستند عمى أسباب قانونية أو أخرى موضوعية و ًا‬
‫لعدـ األىمية والذي يمحؽ باألسباب الموضوعية عمى الرغـ مف أف المشرع‬
‫اإلجرائي المصري قد خصو بنص مستقؿ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪017‬‬

‫))‬
‫(‪ )108‬أوالً‪:‬مأدؾوبماحلػظماظؼوغقغقيمادؿـودًامإديمضوغقنماظعؼقبوت‪ :‬م‬

‫يمكف تصنيؼ ىذه األسباب إلى ثبلثة طوائؼ رئيسية‪:‬‬

‫(‪ )109‬اظطوئػيماألودي‪:‬ماحلػظمظعدمماجلـوؼي‪ :‬م‬

‫وذلؾ إذا وجد مصدر األمر بعد اطبلعو عمى محضر جمع‬
‫االستدالالت أف الفعؿ المنسوب ارتكابو إلى المشتبو فيو ال يعد جريمة وفقًا‬
‫ألحكاـ قانوف العقوبات‪ ،‬أو أنو خضع لسبب مف أسباب اإلباحة التي‬
‫حددىا القانوف عم ى سبيؿ الحصر‪ ،‬كما في حالة استعماؿ الحؽ أو الدفاع‬
‫الشرعي‪.‬‬

‫(‪ )110‬اظطوئػيماظـوغقي‪:‬ماحلػظمظعدممادللؽقظقي‪ :‬م‬

‫وذلؾ متى تبيف وجود مانع مف موانع المسئولية الجنائية‪ ،‬يترتب عميو‬
‫عدـ مسئولية الجاني عف الفعؿ‪ ،‬كما في حالة الجنوف أو صغر السف‪.‬‬

‫(‪ )111‬اظطوئػيماظـوظـي‪:‬ماحلػظمظإلسػوءمعـماظعؼوب‪ :‬م‬

‫وذلؾ متى خضع الجاني لعذر مف األعذار المعفية مف العقاب‪ ،‬كما‬


‫في حالة استفادة الجاني مف اإلببلغ في جرائـ االعتداء عمى أمف الدولة‪،‬‬
‫وجريمة االتفاؽ الجنائي‪.‬‬

‫(‪ )112‬ثوغقًو‪ :‬مأدؾوب ماحلػظ ماظؼوغقغقي مادؿـودًا مإدي مضوغقن ماإلجراءاتم‬


‫اجلـوئقي‪ :‬م‬

‫استنادا إلى توافر قيد مف قيود تحريؾ الدعوى‬


‫ً‬ ‫يصدر أمر الحفظ‬
‫الجنائية‪ ،‬كما في حالة عدـ تقديـ الشكوى أو الطمب أو الحصوؿ عمى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪018‬‬

‫))‬
‫اإلذف‪ :‬أو التنازؿ عف الشكوى أو الطمب أو سقوط الحؽ فييا‪ ،‬كما يصدر‬
‫أيضا إذا توافر سبب مف أسباب انقضاء الدعوى الجنائية‪ ،‬كما في التقادـ‪،‬‬‫ً‬
‫أو وفاة المتيـ‪ ،‬أو العفو الشامؿ أو يسبؽ الفصؿ فييا بحكـ بات(‪.)1‬‬

‫(‪ )113‬ثوظـًو‪:‬مأدؾوبماحلػظمادلقضقسقي‪ :‬م‬

‫خبلفًا لؤلسباب التي تدرج في إطار األسباب القانونية‪ ،‬فأف أسباب‬


‫الحفظ الموضوعية يكوف طابعيا الغالب ممارسة النيابة العامة لوظيفتيا‬
‫الفنية دوف إجراء تحقيؽ في شؽ‪ ،‬وفي آخر ممارسة سمطتيا مف جانب‬
‫مبلءمة تحريؾ الدعوى‪.‬‬

‫وفي نطاؽ أسباب الحفظ الموضوعية‪ ،‬قد يتضح لآلمر بالحفظ بعد‬
‫اطبلعو عمى محضر جمع االستدالالت‪ ،‬أف أدلة االتياـ ضعيفة‪ ،‬أو‬
‫استنادا عمى عدـ كفاية األدلة‪،‬‬
‫ً‬ ‫متوازنة مع أدلة البراءة فيصدر أمره بالحفظ‬
‫ونبلحظ أف استناد الحفظ عمى ىذا السبب يمثؿ شكبلً مف أشكاؿ ممارسة‬
‫وظيفة الحكـ‪ ،‬حيث يفسر الشؾ لمصمحة المتيـ ومف ثـ يحكـ بالبراءة في‬
‫حيف أنو في مرحمة التحقيؽ االبتدائي يفسر الشؾ لغير صالحو بمعنى أنو‬
‫إذا كانت أوجو اإلثبات والنفي متوازنة فإنو يتعيف اإلحالة إلى المحكمة‬
‫المختصة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وىو عمى ىذا النحو يصدر مف النيابة العامة بوصفيا السمطة اإلدارية التي تعيد عمى جمع‬
‫االستدالالت‪ ،‬حكـ غير منشور صدر عف محكمة النقض في جمسة ‪.1993/5/24‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪019‬‬

‫))‬
‫وقد ينتيي محضر جمع االستدالالت إلى عدـ االستدالؿ عمى‬
‫مرتكب الجريمة أي شخص مجيوؿ‪ ،‬وفي ىذه الحالة‪ ،‬فإف أمر الحفظ‬
‫صدر عمى أساس عدـ معرفة الفاعؿ‪.‬‬

‫(‪ )114‬احلػظمظعدمماألػؿقي‪ :‬م‬

‫ىذا السبب مف أسباب الحفظ – يتضح منو بجبلء مدى التوسع في‬
‫إعطاء النيابة سمطة تقدير المبلءمة‪ ،‬بحيث أنيا تصدر أمر الحفظ عمى‬
‫الرغـ مف عدـ توافر سبب مف األسباب الموضوعية سالفة الذكر‪.‬‬

‫ومف الطبيعي أنو يكوف لدى النيابة العامة حتى وىي تستعمؿ سمطة‬
‫استنادا عمى ىذا‬
‫ً‬ ‫المبلءمة المبررات التي تدفعيا إلى إصدار أمرىا بالحفظ‬
‫السبب‪ ،‬وفي الغالب تكوف ىذه المبررات متعمقة بمركز المتيـ االجتماعي‪،‬‬
‫أو ظروفو األسرية ومراعاة حفظ الصبلت والقرابة العائمية‪ ،‬أو ألف البعد‬
‫نوعا مف التعتيـ عمى الجريمة التي ارتكبت إلى غير‬
‫االجتماعي يتطمب ً‬
‫ذلؾ مف المبررات التي ال تقع تحت حصر‪.‬‬

‫(‪ )115‬اظطؾقعيماظؼوغقغقيمألعرماحلػظ‪ :‬م‬

‫ىذا األمر يعد بمثابة قرار أو إجراء إداري وليست لو أي خاصية مف‬
‫خصائص األمر القضائي ويترتب عمى تحديد طبيعتو عمى ىذا النحو عدة‬
‫نتائج مف أىميا‪:‬‬

‫أنو أي األمر بالحفظ‪ ،‬ال يصادر عمى حرية النيابة العامة رغـ‬
‫صدوره في العدوؿ عنو في أي وقت‪ .‬وذلؾ بتحريؾ الدعوى الجنائية أماـ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪001‬‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫القضاء الجنائي المختص ‪ ،‬ما لـ تنقضي الدعوى الجنائية بالتقادـ‪ ،‬واذا‬
‫ما عدلت عنو فإنيا ليست ممزمة بتسبيب ىذا العدوؿ صراحة‪ ،‬حيث أنو‬
‫يستنتج بمجرد اتخاذ أي إجراء ينـ عف ىذا العدوؿ‪ ،‬كما لو طمبت مف‬
‫مجددا عف الواقعة أو سؤاؿ شاىد أو إعادة‬
‫ً‬ ‫مأمور الضبط القضائي التحري‬
‫سؤاؿ المشتبو فيو‪ ،‬وبما أف أمر الحفظ بمثابة قرار إداري‪ ،‬فإنو يجوز‬
‫الشكوى منو إلى رؤساء عضو النيابة الذي أصدره‪ ،‬وليس ىناؾ ما يحوؿ‬
‫دوف االستجابة ليذه الشكوى ومف ثـ العدوؿ عنو ولكف الذي ال يجوز‬
‫اتخاذه ضد ىذا األمر‪ ،‬ىو الطعف فيو سواء مف قبؿ المجني عميو أو‬
‫المدعي بالحقوؽ المدنية إذا وجد(‪.)2‬‬

‫ىذا ورغـ صدور أمر الحفظ‪ ،‬فإنو ال يصادر عمى حؽ المضرور مف‬
‫الجريمة مف ولوج الطريؽ المباشر متى توافرت شروطو‪ ،‬وال يستطيع مف‬
‫صدر األمر لصالحو أف يدفع بصدور ىذا األمر الذي ال يرتب لو حقًا‬
‫قانونيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مركز‬
‫مكتسبا أو ًا‬
‫ً‬
‫ىذا والعبرة في تحديد طبيعة أمر الحفظ الصادر مف النيابة العامة‬
‫ىو بحقيقة الواقع ال الوصؼ الذي أسبغتو عميو‪ ،‬ومف ثـ فإف أمر الحفظ‬
‫الصادر منيا بعد التحقيؽ ىو أمر بأال وجو إلقامة الدعوى(‪.)3‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1993/5/24‬الطعف رقـ ‪ 16145‬لسنة ‪ 59‬ؽ‪ .‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وىو عمى ىذا النحو يصدر مف النيابة العامة بوصفيا السمطة اإلدارية التي تعيف عمى جمع‬
‫االستدالالت‪ ،‬حكـ غير منشور صدر عف محكمة النقض في جمسة ‪.1993/5/24‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نقض ‪ ،1982/1/24‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬ص ‪ 51‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،14‬ص ‪.81‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪000‬‬

‫))‬

‫انجبة انثبٍَ‬

‫االختظبص انمضبئٍ دلأيىر انضجظ انمضبئٍ‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪002‬‬

‫))‬
‫(‪ )116‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫اإلجراءات والسمطات التي يجوز لمأمور الضبط القضائي اتخاذىا أو‬


‫ممارستيا حسبما تقدـ بالنظر إلى طبيعتيا فإنيا ال تخرج عف كونيا مف‬
‫إجراءات االستدالؿ التي ال تمثؿ عدو ًانا عمى حرمة الشخص وحقو في‬
‫الغدو والرواح أو التنقؿ وحرمة مسكنو‪ ،‬حتى لو اتخذ اإلجراءات أو مارس‬
‫السمطات التي تحمؿ شبية ىذا العدواف‪ ،‬إال أنيا تظؿ في نطاؽ إجراءات‬
‫االستد الالت ومف ثـ فبل يجوز لمأمور الضبط القضائي تجاوز ىذا النطاؽ‬
‫واال ترتب عمى تجاوزه ىذا مسئوليتو الجنائية والتأديبية والمدنية متى توافرت‬
‫شروط تحقؽ كؿ نوع منيا‪.‬‬

‫إال أف المشرع قدر بحؽ‪ ،‬أف ىناؾ بعض الظروؼ أو المبلبسات‬


‫التي تحيط ببعض الجرائـ تتطمب المصمحة العامة‪ ،‬تجاوز مأمور الضبط‬
‫القضائي لواجباتو وسمطاتو المعترؼ بيا في نطاؽ االستدالؿ‪ ،‬بحيث يتسع‬
‫نطاؽ واجباتو وسمطاتو لتحقيؽ ىذا الغرض‪ ،‬وىو تجاوز معترؼ بو مسبقًا‬
‫مف المشرع في إطار األحكاـ الموضوعية واإلجرائية التي صدرت بمعرفتو‪،‬‬
‫ومف المبلحظ أف الواجبات والسمطات ىذه‪ ،‬ىي في األصؿ تدخؿ في‬
‫نطاؽ أعماؿ التحقيؽ االبتدائي‪ ،‬أي أنيا أعماؿ أو اختصاصات أو‬
‫سمطات قضائية‪ ،‬أقر لمأمور الضبط القضائي اتخاذىا وممارستيا‪ ،‬دوف أف‬
‫يصادر بطبيعة الحاؿ عمى مباشرة األصيؿ ونعني بو سمطة التحقيؽ‬
‫االبتدائي سواء كانت النيابة العامة أو قاضي التحقيؽ لنفس ىذه الواجبات‬
‫واالختصاصات إلى جانب مأمور الضبط القضائي‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪003‬‬

‫))‬
‫حيث منح مأموري الضبط القضائي سمطة القياـ بالقبض عمى‬
‫المتيميف وتفتيش أشخاصيـ عند القبض عمييـ ومباشرة بعض إجراءات‬
‫التحقيؽ االبتدائي في أحواؿ التمبس بالجنايات أو الجنح المعاقب عمييا‬
‫بالحبس مدة تزيد عمى ثبلثة أشير‪.‬‬

‫إضافة إلى مبررات منح مأمور الضبط االختصاص أو السمطات‬


‫القضائية والمتعمقة بالجريمة المرتكبة‪ ،‬فإف المشرع قدر مف جانب آخر أف‬
‫األعباء التي تمقى عمى كاىؿ سمطة التحقيؽ االبتدائي وتشعبيا سواء كانت‬
‫ىذه السمطة النيابة العامة أو القاضي المنتدب لمتحقيؽ‪ ،‬أو المستشار‬
‫المندوب مف محكمتي الجنايات أو النقض في أحواؿ التصدي أو المستشار‬
‫المندوب مف محكمة االستئناؼ بناء عمى طمب وزير العدؿ ىذه األعباء‬
‫إضافة إلى ظروؼ االستعجاؿ تبرر جواز قياـ سمطة التحقيؽ االبتدائي‬
‫عمى النحو المتقدـ‪ ،‬بتكميؼ مأمور الضبط القضائي بواسطة الندب لمقياـ‬
‫بعمؿ أو أكثر مف األعماؿ التي يدخؿ في نطاؽ اختصاص سمطة التحقيؽ‬
‫االبتدائي القياـ بيا‪ ،‬ومف ثـ فإف ىذا الندب يمنح مأمور الضبط القضائي‬
‫قضائيا ىو في األصؿ ال يممكو‪ .‬ولذلؾ فقد وصفت‬
‫ً‬ ‫اختصاصا‬
‫ً‬ ‫المندوب‬
‫اختصاصات مأمور الضبط القضائي في األحواؿ سالفة الذكر‪ ،‬بأنيا‬
‫اختصاصات استثنائية أو غير عادية وكميا مترادفات تدؿ عمى المعنى‬
‫المقصود‪.‬‬

‫ىاما لممارسة مأمور الضبط القضائي لبعض‬ ‫جانبا ً‬


‫ً‬ ‫وىكذا فإف‬
‫االختصاصات القضائية يحركيا أو يسند مشروعيتيا توافر حالة مف حاالت‬
‫التمبس التي وردت عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬ومتى تحققت شروط صحة التمبس‪،‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪004‬‬

‫))‬
‫ثبت لمأمور الضبط القضائي الحؽ في ممارسة بعض السمطات التي ليا‬
‫طابع قضائي‪ ،‬حيث تثبت لو سمطة القبض‪ ،‬وتفتيش األشخاص‪.‬‬

‫وعمى ذلؾ فإننا نتناوؿ أوالً بالشرح والتحميؿ حاالت التمبس بارتكاب‬
‫الجريمة وصورىا المختمفة واإلجراءات التي يتعيف عمى مأمور الضبط‬
‫القضائي اتخاذىا ‪ ،‬ثـ يمي ذلؾ بحيث السمطات أو االختصاصات القضائية‬
‫أخير بحث‬
‫أو االستثنائية التي تترتب عمى ثبوت حالة مف ىذه الحاالت و ًا‬
‫بعيدا عف حاالت التمبس‪.‬‬
‫أحكاـ ندبو لمتحقيؽ أي ً‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪005‬‬

‫))‬
‫انفظم األول‬

‫انتهجــص‬
‫مف تحميؿ نص المادة المعنية بحاالت التمبس في قانوف اإلجراءات‬
‫الجنائية المصري‪ .‬يتضح لنا أف المشرع ضمف في ىذه المادة خمس صور‬
‫لمتمبس البعض منيا يندرج في إطار التمبس الحقيقي أو بالمعنى الفني‪،‬‬
‫والبعض اآلخر يندرج في إطار حالة التمبس الحكمي أو االعتباري‪.‬‬
‫ونستعرض فيما يمي بالشرح والتحميؿ حاالت التمبس وصورىا المختمفة‬
‫باعتبارىا المحرؾ األساسي لسمطات القبض والتفتيش‪.‬‬

‫ادلجحث األول‬

‫حـبالد انتهجـص‬

‫(‪ )117‬أوالً‪:‬محوظيماظؿؾؾسماحلؼقؼ‪ :‬م‬

‫ويندرج في إطار ىذه الحالة صورتاف‪:‬‬

‫(‪ )118‬اظصقرةماألودي‪:‬معشوػدةماجلرمييمحولمارتؽوبفو‪ :‬م‬

‫وتعني ىذه الصورة مف صور التمبس الحقيقي‪ ،‬أف ىناؾ جريمة ما‬
‫ترتكب‪ .‬ويتـ مشاىدتيا سواء انصرفت ىذه المشاىدة إلى عنصر الفعؿ أو‬
‫السموؾ اإلجرامي إذا كانت مشاىدتيا وقت ارتكابيا‪ ،‬أو بمشاىدة النتيجة‬
‫اإلجرامية ليا إذا كانت حالة‪.‬‬

‫ىذا وال يقصد بالمشاىدة أف تنصرؼ إلى شخص الجاني نفسو‪ ،‬واف‬
‫كاف ذلؾ ال يعني استبعادىا‪ ،‬وانما القصد أنو ليس مف بيف شروط أو‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪006‬‬

‫))‬
‫ضوابط تحقيؽ ىذه الصورة مشاىدة الجاني ذاتو كما أنو ليس مف شروطيا‬
‫أيضا المشاىدة بالنظر‪ ،‬وانما يكفي إدراؾ ارتكابيا أو وقوعيا بأي حاسة‬
‫ً‬
‫مف الحواس ومف بينيا بالطبع حاسة النظر التي تنصرؼ في المعتاد إلى‬
‫المشاىدة‪ .‬ذلؾ أنو قد يكوف إدراؾ وقوع الجريمة بالممس‪ ،‬كما في لمس‬
‫محرؾ سيارة ساخف في جريمة سرقة سيارة‪ ،‬أو شـ رائحة المخدرات في‬
‫الغرفة‪ ،‬أو سماع أصوات الطمقات النارية‪ ،‬أو استماع استغاثة المجني‬
‫عميو‪ ،‬أو شـ رائحة الخمر مف أنفاس المتيـ‪ ،‬أو تذوؽ مادة غذائية فاسدة‪.‬‬
‫وكؿ ذلؾ سواء والقيد العاـ ىو أف يكوف إدراؾ الجريمة بطريقة يقينية ال‬
‫تحتمؿ ش ًكا‪.‬‬

‫(‪ )119‬اظصقرةماظـوغقي‪:‬معشوػدةماجلرمييمسؼىمارتؽوبفومبربػيمؼلرية‪ :‬م‬

‫وتعني ىذه الصورة أف الجريمة المتمبس بيا‪ ،‬قد وقعت بالفعؿ إما‬
‫تامة األركاف أو توقفت عف حد الشروع المعاقب عميو‪ ،‬إال أف اآلثار التي‬
‫ترتبت عمييا ال تزاؿ ماثمة‪ ،‬ومف ثـ فبل يتصور مشاىدة الفعؿ أو السموؾ‬
‫الذي تشكؿ العنصر األوؿ مف عناصر الركف المادي لمجريمة المعنية‪ ،‬كما‬
‫دما‪ ،‬والنطاؽ الزمني ليذه الصورة ىو‬
‫في مشاىدة جثة القتيؿ وىي تنزؼ ً‬
‫أال تفصؿ فترة طويمة بعد وقوع الجريمة والمشاىدة محؿ ىذه الصورة‪،‬‬
‫وتقدير ذلؾ وفقًا لمتشريع اإلجرائي المصري مرده إلى محكمة الموضوع‬
‫دوف تعقيب مف محكمة النقض‪ ،‬طالما أف األسباب التي استندت إلييا‬
‫محكمة الموضوع لمقوؿ بتحقؽ ىذه الصورة تؤدي عقبلً إلى النتيجة التي‬
‫انتيت إلييا ىذه المحكمة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪007‬‬

‫))‬
‫والنطاؽ الزمني لتحقيؽ ىذه الصورة ومف ثـ إنقاذ اآلثار التي تترتب‬
‫عمييا‪ ،‬ىو أال يفصؿ فاصؿ زمني كبير بيف وقوع الجريمة المعنية‬
‫والمشاىدة‪ ،‬حيث ينصرؼ مفيوـ البرىة اليسيرة إلى ذلؾ المعنى وفقًا لما‬
‫تعارؼ عميو الناس‪ ،‬وليس وفقًا لممعنى المغوي(‪.)1‬‬

‫ليذا المصطمح الذي ورد في الصياغة التشريعية ليذه الصورة‪.‬‬


‫والضابط ليذا النطاؽ ىو ليس في مشاىدة مأمور الضبط آلثار الجريمة‬
‫عقب إببلغو بيا ببرىة يسيرة وانما األمر في حقيقتو أف يكوف الفاصؿ‬
‫يسير بيف وقوع الجريمة والمشاىدة مف قبؿ مأمور الضبط‪.‬‬
‫الزمني ًا‬

‫(‪ )120‬ثوغقًوم–محوظيماظؿؾؾسماحلؽؿلمأوماالسؿؾوري‪ :‬م‬

‫يندرج في إطار ىذه الحالة مف حاالت التمبس صور ثبلث القاسـ‬


‫المشترؾ بينيا تعمقيا أو اتصاليا بشخص الجاني او مرتكب الجريمة ذاتيا‪.‬‬

‫(‪ )121‬اظصقرةماألودي‪:‬متؿؾعماجلوغلمإثرموضقعماجلرميي‪ :‬م‬

‫بعيدا عف ماديات الجريمة أو اآلثار التي تترتب‬


‫وىذه الصورة تتحقؽ ً‬
‫عمييا ويمزـ لتحققيا عدة شروط‪.‬‬

‫(‪ )122‬اظشرطماألول‪:‬متؿؾعمادلؿفؿ‪ :‬م‬

‫يحمؿ التتبع ىنا عمى مفيوـ المبلحقة أو المطاردة‪ ،‬ويتصؼ ىذا‬


‫التتبع بصفة االستم اررية مف حيث نطاقو الزمني ودوف التقيد بمكاف واحد‪.‬‬
‫وانما يتصور قيامو أي التتبع بانتقاؿ الجاني مف مكاف إلى آخر‪ .‬وكما‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬عوض محمد‪ ،‬قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬ط ‪ ،1999‬ص ‪.231‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪008‬‬

‫))‬
‫يتصور أف يقوـ بو المجني عميو نفسو‪ ،‬يتصور أف يقوـ بو الغير دوف‬
‫توقؼ عمى وجود صمة بيف مف قاـ بو والمجني عميو فقد يكوف مجرد عابر‬
‫سبيؿ‪ .‬ىذا وال يشترط عدد معيف لمقياـ بيذا التتبع حيث يكفي شخص واحد‬
‫لتحقؽ ىذا الشرط‪.‬‬

‫(‪ )123‬اظشرطماظـوغل‪:‬مأنمؼؽقنماظؿؿؾعمعصققبًومبوظصقوح‪ :‬م‬

‫الفائدة العممية مف تطمب ىذا الشرط‪ ،‬التأكيد عمى مادية ىذا التتبع‪،‬‬
‫بحيث ال يحؿ محمو الشكاوى الكتابية ألي جية أو إببلغ مأمور الضبط‬
‫تميفونيا أو إطبلؽ األقاويؿ أو الشائعات عمى وقوع‬
‫ً‬ ‫بالواقعة أو محادثتو‬
‫الجريمة‪ ،‬كما أف لو أىمية عممية أخرى تتمثؿ في لفت أنظار مف يتواجد‬
‫بقرب مسرح الجريمة مف رجاؿ السمطة العامة أو مأمور الضبط القضائي‬
‫بأف جريمة ما قد وقعت‪.‬‬

‫ىذا وال يشترط في ىذا الصياح ألفاظ معينة‪ ،‬وانما كؿ لفظ يدؿ عمى‬
‫أف ىناؾ مف يقوـ بمبلحقة المتيـ‪ ،‬أو أنو قد ارتكب جريمة – يفي بالغرض‬
‫أو أنو‪ ،‬األمر الذي ال يكتفى فيو بالمطاردة أو المبلحظة الصامتة‪ ،‬ومع‬
‫ذلؾ فإف ىذا األمر يجب أف يتصؼ بالمرونة بحيث قد تتطمب الظروؼ‬
‫جانبا منيا صامتًا واآلخر بالصياح وفقًا‬
‫لئليقاع بالمجني عميو أف يكوف ً‬
‫لممفيوـ المتقدـ‪.‬‬

‫(‪ )124‬اظشرطماظـوظٌ‪:‬ماظؿؿؾعميفمأسؼوبماجلرمييمعؾوذرة‪ :‬م‬

‫ىذا الشرط في الواقع يتطمب حدوث ىذا التتبع في نطاؽ زمني عبر‬
‫عنو المشرع بأف يكوف في أعقاب الجريمة مباشرة‪ ،‬وىذا النطاؽ الزمني ال‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪009‬‬

‫))‬
‫يقتصر عمى ىذه الصور فحسب وانما يمتد ليشمؿ جميع صور التمبس‬
‫غاية األمر أف تحديد ىذا النطاؽ الزمني‪ ،‬يترؾ تقديره لقاضي الموضوع‬
‫وذلؾ عمى ضوء مبلبسات وظروؼ الواقعة‪.‬‬

‫(‪ )125‬اظصقرةماظـوغقي‪ :‬م‬

‫وجود الجاني بعد وقوع الجريمة بوقت قريب‪ ،‬حامبلً أشياء يستدؿ‬
‫منيا عمى أنو فاعؿ ليا أو شريؾ فييا‪.‬‬

‫وحتى تتحقؽ ىذه الصورة مف صور التمبس الحكمي أو االعتباري‬


‫فإنو يتعيف توافر الشروط التالية‪:‬‬

‫(‪ )126‬اظشرطماألول‪:‬مادلشوػدةماظػعؾقي‪ :‬م‬

‫ال يغني عف تحقؽ ىذا الشرط مجرد االعتقاد أو الظف بمشاىدة‬


‫الجاني أو بالرواية المنقولة عف الغير بمشاىدتو‪.‬‬

‫(‪ )127‬اظشرطماظـوغل‪:‬متقاصرماظـطوقماظزعين‪ :‬م‬

‫وىذا النطاؽ الذي يتعيف أف تتـ المشاىدة في خبللو‪ ،‬ىو أف يكوف‬


‫ذلؾ عقب ارتكاب الجريمة أي االنتياء منيا بوقت قريب ويخضع ذلؾ‬
‫لنفس ضوابط وتفسيرات النطاؽ الزمني لصور التمبس بشكؿ عاـ‪.‬‬

‫(‪ )128‬اظشرطماظـوظٌ‪:‬موجقدمأذقوءميفمحقزةماجلوغل‪ :‬م‬

‫لتحقؽ ىذا الشرط فإنو يتعيف أف يحوز الجاني‪ ،‬أشياء ليا صمة‬
‫بالجريمة التي ارتكبت والتي يفيـ منيا أف لو عبلقة بارتكاب ىذه الجريمة‬
‫سواء بوصفو فاعبلً أو شري ًكا فييا‪ ،‬وكما يتصور أف يكوف بحوزتو شيء‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪021‬‬

‫))‬
‫واحد فإنو يتصور أف تتعدد ىذه األشياء‪ ،‬ولـ يحدد المشرع ىذه األشياء‪،‬‬
‫ألنيا ال تندرج تحت حصر وتختمؼ مف جريمة إلى أخرى‪ .‬وضابط ىذه‬
‫األشياء ىو داللتيا عمى وجود صمة بينيا وبيف دوره في ارتكاب الجريمة‪،‬‬
‫كسبلح ناري أو آلة لفتح الخزائف‪ ،‬أو قد تكوف مف متحصبلت الجريمة كما‬
‫في النقود التي تحصؿ عمييا بسرقة خزينة أو البضائع التي وجدت في‬
‫حوزتو وتحصؿ عمييا مف سرقة أحد المخازف‪.‬‬

‫(‪ )129‬اظشرطماظرابع‪:‬موجقدمسالضيمأومصؾيمبنيماألذقوءمواجلرمييماظيتم‬
‫متمارتؽوبفو‪ :‬م‬

‫ليس مف متطمبات أو مقتضيات ىذا الشرط‪ ،‬أف يتعمؽ مأمور الضبط‬


‫القضائي في بحث تفاصيؿ ىذه العبلقة وانما يكفي أف تنبئ ىذه األشياء‬
‫مف مظيرىا الخارجي وفي الظروؼ التي تمت مشاىتيا فييا عمى أف‬
‫حائزىا قد ارتكب الجريمة بوصفو فاعبلً ليا أو شري ًكا كما ينبغي أف تكوف‬
‫ظاىرة لمعياف غير مخفية أي ليست في حرز‪.‬‬

‫وتعد جيوب الجاني أو الحقائب الموجودة بيا ىذه األشياء بمثابة‬


‫حرز ليا‪ .‬وبشكؿ عاـ فإف االستدالؿ عمى توافر مثؿ ىذه العبلقة التي‬
‫نستوجبيا مف ىذه الصورة‪ ،‬يجوز أف تكوف الوسيمة إلييا‪ ،‬أي حاسة مف‬
‫الحواس متى كاف التحقؽ منيا قد تـ بطريقة يقينية ال تحتمؿ ش ًكا(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1982/3/4‬مجموعة أحكاـ النقض لسنة ‪51‬ؽ رقـ ‪ ،331‬ص ‪.1398‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪020‬‬

‫))‬
‫(‪ )130‬اظصقرة ماظـوظـي‪ :‬موجقد مآثور مأو مسالعوت مبوجلوغل مسؼى موضقعم‬
‫اجلرميي‪ :‬م‬

‫حتى تتحقؽ ىذه الصورة‪ ،‬فإنو ينبغي توافر جميع شروط الصورة‬
‫السابقة‪ ،‬بفارؽ أف اآلثار المعنية في ىذا الشرط تتعمؽ بشخص الجاني ذاتو‬
‫ويمكف تصنيؼ اآلثار أو العبلمات إلى طائفتيف‪.‬‬

‫األولى‪ :‬توجد بجسد الجاني ذاتو‪ ،‬كما في الجروح والكدمات‬


‫والتسمخات والحروؽ أو بقايا المخدر أو الخمر تفوح مف فمو أو أنفاسو‪.‬‬

‫والثانية‪ :‬بمبلبس الجاني التي يرتدييا‪ ،‬كما في بقع الدماء‪ ،‬أو المني‬
‫في جرائـ القتؿ واالغتصاب وىتؾ العرض‪ ،‬أو مواد االشتعاؿ في جرائـ‬
‫العمد‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪022‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبٍَ‬

‫انشروط انؼبيخ نظحخ انتهجص‬

‫جانبا مف السمطات أو‬


‫ال يكفي حتى يمارس مأمور الضبط القضائي ً‬
‫االختصاص القضائي تحقؽ صورة أو أكثر مف صور التمبس سواء في‬
‫ذلؾ الحقيقي أو الحكمي حتى ولو توافرت الشروط التي يتطمبيا تحقؽ‬
‫الصورة المعنية‪ ،‬وانما يمزـ إضافة إلى ذؾ توافر عدة شروط لصحة التمبس‬
‫وقد وصفت بالعمومية لشموليا جميع ىذه الصور دوف استثناء‪.‬‬

‫(‪ )131‬اظشرطماألول‪:‬مادلشوػدةماظشكصقي‪ :‬م‬

‫نظر‬
‫يتطمب ىذا الشرط المشاىدة الشخصية لمأمور الضبط القضائي ًا‬
‫لخطورة السمطات أو االختصاصات التي يمنحيا المشرع لمأمور الضبط‬
‫القضائي في حالة تحقؽ صورة أو أكبر مف صور التمبس والتي نص‬
‫المشرع عمييا عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬ولذلؾ فإف شرط صحة ىذه الصور‪ ،‬أف‬
‫يشاىدىا مأمور الضبط القضائي بنفسو ويندرج في مفيوـ ىذه المشاىدة‬
‫إببلغو بوقوع الجريمة مف مرؤوسيو أو الغير ثـ انتقالو إلى محؿ الواقعة‬
‫ومشاىدتو ألثر مف آثار الجريمة سواء انصرؼ ذلؾ إلى حاسة النظر أو‬
‫غيرىا مف الحواس‪ .‬أو حتى مشاىدتو لمطاردة الجاني‪ ،‬أو مشاىدتو ومعو‬
‫أشياء أو بو آثار أو عبلمات تدؿ عمى أنو فاعؿ أو شريؾ في ارتكابيا‪،‬‬
‫ومف ثـ فإنو ال يغني عف ىذه المشاىدة تمقي نبأ ارتكابيا عف طريؽ الرواية‬
‫متيما يقر عمى‬
‫ً‬ ‫شاىدا أو كاف‬
‫ً‬ ‫أو النقؿ مف الغير سواء كاف ذلؾ الغير‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪023‬‬

‫))‬
‫أثر مف آثارىا ينبئ بذاتو عف‬
‫نفسو‪ ،‬طالما أف المأمور لـ يشيدىا‪ ،‬أو يشيد ًا‬
‫وقوعيا(‪.)1‬‬

‫واذا كانت الصياغة التشريعية لصور التمبس والمنصوص عمييا في‬


‫قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬لـ تتضمف ما يفيد المشاىدة الشخصية لمأمور‬
‫الضبط القضائي لمتمبس‪ ،‬وىو األمر الذي يستند عميو جانب مف الفقو‬
‫الجنائي اإلجرائي في مصر‪ ،‬إال أف ذلؾ ال ينفي ضرورة توافرىف أي شرط‬
‫المشاىدة الشخصية لمأمور الضبط القضائي‪ ،‬حيث أف ممارستو‬
‫الختصاص قضائي وتمتعو بسمطات استثنائية تخالؼ األصؿ‪ ،‬ال يمكف‬
‫االعتماد في ذلؾ عمى رواية مرؤوسيو أو الغير ممف ليست ليـ صفة‬
‫رسمية‪ ،‬ومما يدعـ مف وجية النظر ىذه‪ ،‬أف المشرع اإلجرائي قد اعترؼ‬
‫لغير مأموري الضبط القضائي بسمطات مختمفة عف تمؾ التي منحيا‬
‫لمأموري الضبط القضائي‪ ،‬رغـ توافر نفس صور التمبس األمر الذي يعني‬
‫أف المشرع ربط ممارسة مأمور الضبط لبلختصاص القضائي أو لسمطات‬
‫استثنائية بالمشاىدة الشخصية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫القضاء في مصر‪ ،‬وجية النظر ىذه‪ ،‬حيث نفى‬ ‫ىذا وقد تبنى‬
‫توافر حالة مف حاالت التمبس في حؽ متيـ بحيازة سبلح ناري لـ يشاىده‬
‫مأمور الضبط القضائي بنفسو بيذا السبلح‪ ،‬وانما عمـ بحيازتو ليذا السبلح‬
‫عف طريؽ الرواية مف قبؿ أحد مرؤوسيو‪ ،‬بعد انفضاض مشاجرة قيؿ أف‬
‫مسدسا كاف يطمؽ منو الرصاص وفي قضاء‬
‫ً‬ ‫المتيـ كاف يحمؿ خبلليا‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1991/2/11‬الطعف رقـ ‪ 15341‬لسنة ‪ 59‬ؽ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1979/5/17‬مجموعة أحكاـ النقض س ‪ 31‬رقـ ‪ 124‬ص ‪.584‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪024‬‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫تأسيسا عمى إذف مأمور الضبط‬
‫ً‬ ‫آخر ‪ ..‬نقضت المحكمة أحد األحكاـ‬
‫القضائي الذي ت مقى نبأ ارتكاب الجريمة مف الغير‪ ،‬لـ يشاىد أي مف آثارىا‬
‫عند انتقالو إلى مكاف ارتكابيا حيث كانت ىذه اآلثار أو الشواىد التي تدؿ‬
‫عمى ارتكابيا قد انمحت‪ ،‬وىكذا فإف المشاىدة الشخصية تقترف بوجود‬
‫مظاىر خارجية كافية والتي تدؿ عمى توافر حالة مف حاالت التمبس(‪.)2‬‬

‫(‪ )132‬اظشرط ماظـوغل‪ :‬مأن مؼؽقن مادؿكدام ماظلؾطوت ماظؼضوئقي مأوم‬


‫االدؿــوئقيمتوظقًومظؿقؼؼماظؿؾؾس‪ :‬م‬

‫ويعني ىذا الشرط‪ ،‬أف يثبت أوالً تحقؽ صورة مف صور التمبس‬
‫وتتوافر شروطيا الخاصة إضافة إلى الشروط العامة لصحة التمبس‪ ،‬ثـ يمي‬
‫ذلؾ استخداـ مأمور الضبط القضائي لسمطاتو القضائية أو االستثنائية‪ ،‬كما‬
‫في القبض عمى المتيـ وتفتيشو وتفتيش األماكف‪ .‬األمر الذي يترتب عميو‬
‫أف قياـ المأمور باستخداـ ىذه السمطات وتحقؽ صورة مف صور التمبس‬
‫نتيجة لذلؾ‪ ،‬فإف اإلجراء الذي قاـ باتخاذه يكوف باطبلً وما يترتب عمى ذلؾ‬
‫مف بطبلف التمبس الذي تحقؽ نتيجة لو‪ ،‬فإذا لـ يتبيف الضابط الذي قاـ‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1979/5/17‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬ص ‪ 31‬رقـ ‪ 124‬ص ‪.584‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وتقدير وجود مثؿ ىذه المظاىر‪ ،‬يترؾ لمأمور الضبط القضائي وذلؾ تحت رقابة محكمة‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫انظر في تفاصيؿ ذلؾ‪ :‬الدكتور‪ :‬إبراىيـ حامد مرسي طنطاوي‪ ،‬سمطات مأمور الضبط‬
‫القضائي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،1993 ،‬ص ‪ 461‬وما بعدىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪025‬‬

‫))‬
‫بتفتيش السيارة أمر المخدر أو السبلح المضبوط في حقيبة السيارة‪ ،‬قبؿ‬
‫القياـ بفتحيا‪ ،‬فإف الواقعة ال تعتبر في حالة تمبس(‪.)1‬‬

‫ىذا وال ينفي تحقؽ ىذا الشرط تخمي المتيـ طواعية أو اختيارًيا عف‬
‫شيء أو أشياء في حيازتو تشكؿ جريمة كما في حالة إلقاء المتيـ المخدر‬
‫عند رؤيتو لمأمور الضبط القضائي‪ ،‬أو السبلح غير المرخص طالما أف‬
‫اإلجراء أو السمطة القضائية االستثنائية التي قاـ المأمور باستخداميا كانت‬
‫تالية لتحقؽ التمبس‪ ،‬أما إذا كاف التخمي ليس اختيارًيا كما في حالة طمب‬
‫مأمور الضبط القضائي االطبلع عمى البطاقة الشخصية ألحد األشخاص‬
‫عرضا لفافة مف جيبو والتقطيا مأمور‬
‫ً‬ ‫وعند إخراجيا مف جيبو سقطت‬
‫الضبط القضائي وفضيا حيث تبيف أنيا جوىر مخدر‪ ،‬فإف ذلؾ ال يعد‬
‫تمبسا بالجريمة(‪.)2‬‬
‫ً‬
‫(‪ )133‬اظشرطماظـوظٌ‪:‬معشروسقيماظقدوئؾماظيتمأدتمإديماطؿشوفماظؿؾؾس‪ :‬م‬

‫لـ يحدد القانوف عمى سبيؿ الحصر الرسائؿ التي يمكف أف تؤدي إلى‬
‫اكتشاؼ التمبس‪ ،‬ولكف مف الواقع العممي وتحميؿ أشكاؿ أو صور التمبس‬
‫التي وردت عمى سبيؿ الحصر في التشريع اإلجرائي المصري‪ ،‬فإنو‬
‫يتصور أف يتـ اكتشاؼ ىذا التمبس بمناسبة قياـ مأمور الضبط القضائي‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ويعني ذلؾ أنو ال توجد دالئؿ أو أمارات ظاىرة عمى وجود أسمحة أو مخدرات داخؿ حقيبة‬
‫السيارة وبالتالي فإف استعماؿ مأمور الضبط القضائي لسمطة التفتيش كاف سابقًا عمى‬
‫اكتشاؼ التمبس‪.‬‬
‫نقض ‪ ،1989/11/4‬الطعف رقـ ‪ 2762‬لسنة ‪ 59‬ؽ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقش ‪ ،1984/4/18‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬ص ‪ 53‬ؽ رقـ ‪ ،97‬ص ‪.438‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪026‬‬

‫))‬
‫بتنفيذ أمر صادر إليو مف سمطة التحقيؽ األصمية بالقبض أو التفتيش‪ ،‬فإذا‬
‫صدر مثؿ ىذا األمر في غير األحواؿ التي يجيز فييا القانوف إصداره أو‬
‫مخالفًا لشكؿ مف األشكاؿ الجوىرية التي تمثؿ شرطًا مف شروط صحة ىذا‬
‫األمر‪ ،‬وتـ اكتشاؼ التمبس بمناسبة تنفيذ ىذا األمر‪ ،‬فإف الوسيمة ىنا تكوف‬
‫غير مشروعة ومف ثـ يبطؿ التمبس الذي نجـ عف تنفيذ األمر المعني‪.‬‬

‫ىذا وقد تتوافر شروط صحة األمر‪ ،‬إال أف مأمور الضبط الذي قاـ‬
‫بتنفيذه تعسؼ في ىذا التنفيذ أو قاـ بإعادة استخدامو رغـ االنتياء مف‬
‫تنفيذه أو أوكؿ إلى الغير تنفيذه في غير األحواؿ التي يجوز لو فييا مثؿ‬
‫ىذا العمؿ‪ ،‬وترتب عمى ىذه الفروض اكتشاؼ التمبس‪ ،‬فإنو يبطؿ أي‬
‫التمبس الذي تـ اكتشافو عمى إثر ىذا التصرؼ أو اإلجراء المعيب‪ ،‬كما في‬
‫حالة إذف التفتيش الصادر لمبحث عف ماكينة ري تـ سرقتيا‪ ،‬فبل يجوز‬
‫لمأمور الضبط القضائي وىو يقوـ بتنفيذ ىذا اإلذف بتفتيش خزينة نقود أو‬
‫جيب صديري المشتبو في ارتكابو ىذه الجريمة‪ ،‬وعمى نحو مماثؿ إذا كاف‬
‫اإلذف غرضو التفتيش عف بقرة مسروقة‪ ،‬كما قضي بأنو إذا كاف إذف‬
‫التفتيش قد صدر لمبحث عف أسمحة أو مسروقات‪ ،‬فإف ذلؾ ال يخوؿ القائـ‬
‫بتنفيذ ىذا اإلذف صبلحية فض ورقة صغيرة في داخؿ حافظة نقود لممتيـ‬
‫عثر عمييا بيف طيات فراشو‪ ،‬وال يعقؿ أف تحتوي عمى شيء مما يجري‬
‫البحث عنو‪ ،‬فإذا عثر فييا عمى مخدر ال تكوف حالة التمبس قائمة(‪ .)1‬واذا‬
‫استنفذ إذف التفتيش غرضو بالعثور عمى المطموب ضبطو أو لـ يتـ العثور‬
‫عميو‪ ،‬فبل يجوز لمقائـ بتنفيذ ىذا اإلذف أف يعود مرة أخرى لمتفتيش فإذا كاف‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1951/11/27‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬ص ‪ ،2‬رقـ ‪ ،84‬ص ‪.411‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪027‬‬

‫))‬
‫اإلذف بضبط سبلح مسروؽ‪ ،‬فبل يجوز أف يعود مرة أخرى إلجراء التفتيش‬
‫الذي عثر نتيجة لو عمى منشورات مناىضة لنظاـ الحكـ بيف طيات كتاب‪.‬‬

‫ومع ذلؾ فإف حالة التمبس تكوف وليدة إجراء مشروع إذا تـ اكتشافيا‬
‫عرضا أي دوف بحث مقصود مف قبؿ القائـ بتنفيذ إذف التفتيش‪.‬‬
‫ً‬
‫واذا كاف مف بيف الوسائؿ المشروعة الكتشاؼ التمبس استعماؿ مأمور‬
‫الضبط لحاسة النظر أو السمع‪ ،‬فإنو يتعيف أف يكوف استعماليا بشكؿ‬
‫مشروع‪ ،‬وتنتفي ىذه المشروعية إذا كانت المشاىدة مف خبلؿ ثقوب‬
‫األبواب أو بواسطة التسور‪ ،‬أو مف خبلؿ كاميرات تـ وضعيا خفية في‬
‫داخؿ حجرة منزؿ دوف الحصوؿ عمى إذف مف السمطة المختصة بالتحقيؽ‪،‬‬
‫أو كاف السمع لوحظ فيو استعماؿ وسائؿ التنصت الخفية دوف الحصوؿ‬
‫عمى إذف أو تسجيؿ األحاديث‪ ،‬أما النظر أو السمع العابر أي ليس بقصد‬
‫استجبلء أمر الجريمة فإف ذلؾ ال ينفي عف ىذه الوسائؿ مشروعيتيا‪ ،‬ومف‬
‫ثـ صح التمبس الذي كاف اكتشافو بواسطة وسيمة مف ىذه الوسائؿ‪ ،‬وما‬
‫يسري عمى حاسة النظر أو السمع يسري عمى غيرىا مف الحواس‪.‬‬

‫وقصارى القوؿ‪ ،‬فإف كؿ إجراء يقوـ بو مأمور الضبط القضائي في‬


‫الكشؼ عف الجريمة ومرتكبيا صحيح‪ ،‬ما لـ يتدخؿ بفعمو في خمؽ الجريمة‬
‫أو التحريض عمييا‪ ،‬وطالما بقيت إرادة الجاني حرة غير معدومة(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1986/1/15‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،147‬ص ‪.769‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪028‬‬

‫))‬
‫(‪ )134‬اظشرطماظرابع‪:‬مأنمؼـدرجماظؿؾؾسميفمإرورمصقرةمأومأطـرمعـمصقره‪ :‬م‬

‫حدد المشرع اإلجرائي المصري‪ ،‬صور التمبس الحقيقي واالعتباري‬


‫عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬ومف ثـ فبل يجوز إضافة صورة أخرى إلى ىذه الصور‬
‫ومف ثـ إنفاذ حكميا أو اآلثار التي تترتب عمى تحققيا‪ ،‬كما أنو ليس بشرط‬
‫أف تكوف الواقعة في إطار صورة واحدة مف ىذه الصور وانما يمكف أف‬
‫تعدد الصور في واقعة واحدة‪ ،‬كما لو شاىد مأمور الضبط القضائي الجاني‬
‫وىو يقوـ بسرقة المجني عميو في وسيمة مف وسائؿ النقؿ العاـ‪ ،‬ثـ فر منيا‬
‫صياحا في الطريؽ العاـ يدؿ عمى تتبع‬
‫ً‬ ‫وفقد أثره‪ ،‬وبعدىا بساعات سمع‬
‫العامة ألحد األشخاص في الطريؽ العاـ وصياحيـ حتى تبيف أنو الجاني‬
‫الذي شاىده وىو يرتكب جريمة السرقة‪ .‬ومفيوـ التمبس الذي ورد في صوره‬
‫المختمفة ىو التمبس العاـ الذي يسري عمى جميع الجرائـ التي تقبؿ طبيعة‬
‫صياغتيا تحقؽ التمبس بارتكابيا‪.‬‬

‫متسعا لمتمبس تختص بو جريمة‬


‫ً‬ ‫خاصا‬
‫ً‬ ‫مفيوما‬
‫ً‬ ‫ومع ذلؾ فإف ىناؾ‬
‫الزنا‪ ،‬حيث يمكف أف تتحقؽ صورة أو أكثر مف صور التمبس العامة بشأنيا‬
‫ونظر لطبيعتيا الخاصة‬
‫ًا‬ ‫عسيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أمر‬
‫واف كاف تحققيا عمى ىذا النحو ًا‬
‫وظروؼ ارتكابيا في كتماف وحرص بالغيف‪ ..‬وليذا السبب فإف التمبس في‬
‫ىذه الجريمة كما سبؽ القوؿ مفيوـ متسع وسندنا في ىذا التوسع‪ ،‬ىو‬
‫الصياغة التشريعية ذاتيا ليذه الجريمة‪ ،‬حيث اعتبر المشرع مف قبيؿ‬
‫متمبسا بارتكابيا إذا تمت مشاىدة‬
‫ً‬ ‫االفتراض أف ىذه الجريمة قد وقعت‬
‫شريؾ الزوجة الزانية معيا في ظروؼ ال تترؾ مجاالً لمشؾ عقبلً في أف‬
‫ىذه الجريمة أي جريمة الزنا قد وقعت فعبلً‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪029‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبنث‬

‫اإلجراءاد انتٍ َمىو ثهب يأيىر انضجظ انمضبئٍ‬

‫يف حبنخ حتمك انتهجص‬

‫متى تحققت صورة مف صور التمبس السالؼ ذكرىا وتوافرت شروط‬


‫صحتيا الخاصة والعامة‪ ،‬فإنو يثبت ليذا المأمور إضافة إلى السمطات‬
‫القضائية االستثنائية والتي تتمثؿ في القبض والتفتيش‪ ،‬الحؽ في اتخاذ‬
‫إجراءات ليست مف طبيعة اإلجراءات التي تصدر عف سمطة التحقيؽ‬
‫االبتدائي‪ ،‬وبالتالي تظؿ مف ذات طبيعة إجراءات االستدالؿ(‪.)1‬‬

‫(‪ )135‬االغؿؼولماظػقريمإديمحمؾماظقاضعي‪ :‬م‬

‫إذا كاف االنتقاؿ إلى مسرح الجريمة ومعاينة ما بو مف آثار‪ ،‬ىو مف‬
‫اإلجراءات ا لتي يعترؼ لمأمور الضبط القضائي باتخاذىا وذلؾ بشكؿ‬
‫جوازي أي وفقًا لسمطتو التقديرية‪ ،‬فإف الجديد ىنا ىو التزاـ المأمور بشكؿ‬
‫فور إلى محؿ الواقعة‬
‫وجوبي في حالة التمبس بجناية أو جنحة أف ينتقؿ ًا‬
‫ويعايف اآلثار المادية لمجريمة‪ ،‬ويحافظ عمييا‪ ،‬ويثبت حالة األماكف‬
‫حاضر‬
‫ًا‬ ‫واألشخاص وكؿ ما يفيد في كشؼ الحقيقة‪ ،‬ويسمع أقواؿ مف كاف‬
‫أو مف يمكف الحصوؿ منو عمى إيضاحات في شأف الواقعة ومرتكبيا‪.‬‬
‫ورغـ ىذا االلتزاـ‪ ،‬إال أف مخالفتو ال يترتب عمييا المسئولية الجنائية لمأمور‬
‫الضبط المخالؼ‪ ،‬وال يخؿ ذلؾ بإمكاف تحقؽ مسئوليتو التأديبية متى ثبت‬
‫تقاعسو عف تنفيذ ىذا االلتزاـ دوف مبرر‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1958/6/3‬مجموعة أحكاـ النقض س ‪ ،9‬ؽ ‪ ،157‬ص ‪.616‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪031‬‬

‫))‬
‫(‪ )136‬عـع ماحلوضرؼـ معـ معؾورحي محمؾ ماظقاضعي مأو ماالبؿعود مسـفم‬
‫وادؿقضورماظشفقدميفماحلول‪ :‬م‬

‫قد يتبيف لمأمور الضبط القضائي بعد انتقالو الفوري إلى مسرح‬
‫الجريمة‪ ،‬تواجد بعض األشخاص فيو وأنو قد يكوف مف بينيـ مف لو صمة‬
‫بالجريمة محؿ التمبس سواء كاف فاعبلً أو شري ًكا في ارتكابيا‪ ،‬وقد يكوف‬
‫مف بينيـ شاىد أو أكثر لديو معمومات تفيد التحقيؽ أو المعاينة التي يقوـ‬
‫مأمور الضبط بإجرائيا‪ ،‬لكؿ ىذه االعتبارات فقد أجاز لو القانوف أف يمنع‬
‫الحاضريف مف مبارحة محؿ الواقعة أو مسرح الجريمة أو االبتعاد عنو‬
‫با لقدر الذي ال يتاح فيو لمأمور الضبط أف يستعيف بيـ إلتماـ معاينتو أو‬
‫إتماـ المحضر الذي يقوـ بتحريره‪ .‬واذا كاف ىناؾ شيود غير متواجديف في‬
‫محؿ الواقعة أو عمى مسرح الجريمة فإنو يجوز لو أف يأمر بإحضارىـ في‬
‫الحاؿ سواء في نفس ىذا المكاف أو لمحضور إليو في مقر عممو‪.‬‬

‫والغرض مف ىذا اإلجراء‪ ،‬حفظ النظاـ في محؿ الواقعة بحيث يمكف‬


‫لو تأدية عممو في يسر وسيولة ىو ومف معو‪.‬‬

‫محددا لصدور مثؿ ىذا األمر أو حتى‬


‫ً‬ ‫ىذا ولـ يحدد القانوف شكبلً‬
‫االستحضار حيث يجوز أف يتـ شفاىة بالنسبة لبلستحضار أو كتابة‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة لمحاضريف فإف األمر يكوف شفاىة‪.‬‬

‫واذا كاف األصؿ ىو احتراـ مف صدر في مواجيتو ىذا األمر‬


‫باالمتثاؿ لو سواء كاف بعدـ التحرؾ أو الحضور إال أنو ال يجوز لو أي‬
‫مأمور الضبط استخداـ اإلكراه أو القوة الجبرية وحتى ولو تـ استخداميا فبل‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪030‬‬

‫))‬
‫يجوز أف يصؿ ذلؾ إلى حد القبض بالمفيوـ الضيؽ أي القضائي‪ ،‬وفي‬
‫حالة عدـ االمتثاؿ ليذا األمر‪ ،‬فإف المأمور يقوـ بتحرير محضر يثبت فيو‬
‫ىذه الواقعة‪ ،‬وليس بشرط أف يكوف ىذا المحضر منفصبلً عف المحضر‬
‫الذي حرره بمناسبة انتقالو واجراء المعاينة‪ ،‬ومتى ثبت مبارحة المخالؼ‬
‫لمحؿ الواقعة واالمتناع غير المبرر عف الحضور فإنو يحكـ عمى المخالؼ‬
‫بغرامة مالية ال تتجاوز ثبلثيف جنييًا وذلؾ بحكـ صادر عف المحكمة‬
‫الجزئية وبناء عمى المحضر السالؼ ذكره‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪032‬‬

‫))‬
‫انفظم انثبٍَ‬

‫انمجــــــض‬

‫ادلجحث األول‬

‫يفهىو انمجض‬

‫(‪ )137‬أوالً‪:‬محوظيماظؿؾؾسماحلؼقؼل‪ :‬م‬

‫مصطمح القبض لو استخدامات متعددة تختمؼ باختبلؼ الغرض منو‬


‫حيث يكوف المعنى بالبحث ىنا‪ ،‬ىو القبض القضائي والذي يتصؿ بمرحمة‬
‫ما قبؿ المحاكمة‪ ،‬والذي يكوف الغرض منو الكشؼ عف الجريمة والجناة‪،‬‬
‫ويخرج بالتالي مف نطاؽ البحث القبض والذي يمارس في نطاؽ الضبط‬
‫اإلداري أو الوقائي‪ ،‬بيدؼ منع الجرائـ ووقاية المجتمع‪ ،‬كما يخرج كذلؾ‬
‫القبض التنفيذي والذي يكوف الغرض منو وفاء المقبوض عميو بالعقوبة التي‬
‫صدر بيا حكـ قضائي واجب النفاذ‪.‬‬

‫(‪ )138‬عػفقمماظؼؾض‪ :‬م‬

‫لتحديد ىذا المفيوـ‪ ،‬فإننا نبلحظ أف ىناؾ عدة معايير واألخذ بمعيار‬
‫واحد منيا دوف باقي ىذه المعايير‪ ،‬يترتب عميو بالتبعية اختبلؼ مفيوـ‬
‫القبض ما بيف المعيار الذي استند عميو‪ ،‬وباقي ىذه المعايير فيما لو استند‬
‫عمييا بالمثؿ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪033‬‬

‫))‬
‫(‪ )139‬ععوؼريماظؼؾض‪ :‬م‬

‫وىذه المعايير تنقسـ إلى أقساـ أربعة(‪:)1‬‬

‫مععقورماظـطوقماظزعينمأومادلرحؾيمظإلجراء‪ .‬م‬ ‫ادلعقورماألولم‪:‬‬


‫مععقور ماظشؽؾ ماظذي مؼؽقن مسؾقف مإجراء ماظؼؾض مأوم‬ ‫ادلعقورماظـوغل‪:‬‬
‫ادلعقورمادلودي‪ .‬م‬
‫مععقورماظغرضمعـماإلجراءمأيمإجراءماظؼؾض‪ .‬م‬ ‫ادلعقورماظـوظٌ‪:‬‬
‫مادلعقورمادلكؿؾط‪ .‬م‬ ‫ادلعقورماظرابعم‪:‬‬

‫استنادا عمى المعيار األوؿ‪ ،‬فإنو يمكف تعريؼ القبض بأنو إجراء‬
‫و ً‬
‫وقتي وتحضيري مف إجراءات التحقيؽ االبتدائي ويسبؽ الحبس االحتياطي‪،‬‬
‫واذا استندنا عمى المعيار الثاني‪ ،‬أي المعيار المادي فإف القبض ىو‬
‫الحركة العضوية التي تصدر عف القائـ باتخاذ إجراء القبض سواء بقوؿ أو‬
‫فعؿ يدؿ عميو صراحة‪ ،‬وتقع في مواجية أو عمى الشخص الخاضع ليذا‬
‫وفقا‬
‫مقبوضا عميو ويفقد مؤقتًا حرية التجوؿ ً‬
‫ً‬ ‫اإلجراء‪ ،‬وبتماميا يكوف‬
‫إلرادتو‪.‬‬

‫وعمى ىذا المعيار كاف اعتماد أغمب التشريعات اإلجرائية الجنائية‬


‫كما وضح في العديد مف أحكاـ محكمة النقض المصري‪ ،‬حيث ورد في‬

‫(‪)1‬‬
‫أنظر في تفاصيؿ ذلؾ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬حساـ الديف محمد أحمد‪ ،‬سمطات القبض في مرحمة ما‬
‫قبؿ المحاكمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ 8‬وما بعدىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪034‬‬

‫))‬
‫حكـ ليا أف القبض ىو "إمساؾ المقبوض عميو مف جسمو وتقييد حركتو‬
‫مف حرية التجوؿ دوف أف تعمؽ األمر عمى قضاء فترة زمنية محددة"(‪.)1‬‬

‫أيضت فإف ىناؾ العديد مف اآلراء الفقيية والتي وضح مف تعريفيا‬


‫و ً‬
‫لمقبض اعتمادىا عمى ىذا المعيار سواء في الفقو الجنائي اإلجرائي‬
‫المصري أو المقارف‪.‬‬

‫حيث عرؼ بأنو أي القبض "سمب حرية شخص لمدة قصيرة‪،‬‬


‫باحتجازه في المكاف الذي يعده القانوف لذلؾ"(‪.)2‬‬

‫كما عرؼ كذلؾ بأنو "حرماف الشخص مف حريتو في التجوؿ ولو‬


‫لفترة يسيرة"(‪ .)3‬وفي تعريؼ مماثؿ بأنو "الحجز عمى حرية متيـ بتقييد‬
‫حركتو في التجوؿ"(‪.)4‬‬

‫ىذا ومف التعريفات المماثمة في القانوف المقارف االنجميزي والفرنسي‬


‫واألمريكي‪ ،‬أف القبض ىو "أخذ الشخص واحتجازه وتجريده مف حريتو"(‪،)5‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1966/5/16‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،7‬رقـ ‪ 111‬ص ‪.613‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ /‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.567‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الدكتور‪/‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬رقـ ‪،31‬‬
‫ص ‪.41‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الدكتور‪ /‬مأموف سبلمة‪ ،‬اإلجراءات الجنائية معمقًا عمييا‪ ،‬رقـ ‪ ،611‬ص ‪.468‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Willims. J. Willans, Moriariiev Poluxr Law edit 22,‬‬
‫وفي التعريؼ لدى الفقيو الفرنسي فستاف ىيمي‪:‬‬
‫‪Fausten Helie 1 Traite de instruction criminelle 1866. T. 4, p.‬‬
‫‪599, nO 1441.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪035‬‬

‫))‬
‫كما عرؼ كذلؾ بأنو "القيد الذي يرد عمى حرية الشخص في الغدو والرواح‬
‫أو الحركة بواسطة ممثؿ السمطة"(‪.)1‬‬

‫واذا أخذنا في االعتبار‪ ،‬معيار الغرض مف القبض‪ ،‬فإنو يمكننا‬


‫تعريفو بأنو اإلجراء الذي يكوف الغرض منو الكشؼ عف الجريمة والجناة‬
‫وتقديميـ لسمطات التحقيؽ أو الحكـ‪ ،‬وفي حكـ قديـ لمحكمة النقض‬
‫المصرية‪ ،‬نستطيع تممس أخذ المحكمة بيذا المعيار‪ ،‬حينما عرفتو بأنو‬
‫"مجموعة احتياطات وقتية صرفو لمتحقؽ مف شخصية المتيـ واجراء‬
‫التحقيؽ األولي‪ ،‬وىي احتياطات متعمقة بحجز المتيميف ووضعيـ في أي‬
‫محؿ كاف تحت تصرؼ الشرطة‪ ،‬لمدة بضعة ساعات كافية لجمع‬
‫االستدالالت التي يمكف أف يستنتج منيا لزوـ توقيع الحبس االحتياطي‬
‫قانونا"(‪.)2‬‬
‫وصحتو ً‬
‫استنادا عمى المعيار المختمط‪ ،‬والذي يجمع بيف كؿ مف‬
‫ً‬ ‫أخير و‬
‫و ًا‬
‫معياري الشكؿ والغرض‪ ،‬فقد عرؼ بأنو أي القبض "عبارة عف حجز المتيـ‬
‫وتمييدا الستجوابو بمعرفة الجية‬
‫ً‬ ‫فترة قصيرة مف الوقت لمنعو مف الفرار‪،‬‬
‫المختصة(‪ .)3‬وفي تعريؼ مماثؿ يأخذ بنفس المعيار عرؼ بأنو "وضع‬
‫الشخص تحت الحراسة والييمنة المادية عميو‪ ،‬بقصد إحضاره عاجبلً وفي‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Cassion. Criminal Law and its Process, p. 330.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ 1912/7/15‬المجموعة الرسمية‪ ،13 ،‬رقـ ‪ ،113‬ص ‪.217‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الدكتور ‪ /‬رؤوؼ عبيد‪ :‬مبادئ اإلجراءات الجنائية في القانوف المصري‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪036‬‬

‫))‬
‫الحاؿ أو آجبلً بعد مدة محددة‪ ،‬أماـ القاضي أو رجؿ الشرطة‪ ،‬أو ضابط‬
‫نقطة الشرطة حسب األحواؿ تطبيقًا لما تنص عميو القوانيف"(‪.)1‬‬

‫ىذا وعمى الرغـ مف خمو قانوف اإلجراءات الجنائية المصري مف‬


‫تعريؼ لمقبض‪ ،‬فإف التعميمات العامة لمنيابات في مصر‪ ،‬يتضح منيا‬
‫أخذىا بيذا المعيار المختمط حيث ورد بيا أف القبض "إجراء مف إجراءات‬
‫التحقيؽ‪ ،‬يراد بو حرماف الشخص مف حرية التحرؾ ولو لفترة يسيرة‪،‬‬
‫ووضعو تحت تصرؼ سمطة االستدالالت والتحقيقات‪ ،‬حتى يتضح مدى‬
‫احتياطيا أو اإلفراج عنو"(‪.)2‬‬
‫ً‬ ‫لزوـ حبسو‬

‫(‪ )140‬تعرؼػـومظؾؼؾض‪ :‬م‬

‫في تقديرنا فإف أنسب المعايير السالؼ ذكرىا ىو المعيار المختمط‬


‫استنادا عمو‪ ،‬وحتى ال تنتيؾ جميع الجوانب المتعمقة بالحرية الشخصية‬
‫و ً‬
‫الخاضع إلجراء القبض‪ ،‬فإنو نرى في تعريفو أنو إجراء وقتي‪ ،‬يقيد حرية‬
‫الشخص في الغدو والرواح بصدد الكشؼ عف جريمة تـ ارتكابيا أو يشبتو‬
‫في ارتكابيا وتوجد دالئؿ كافية عمى نسبتيا إليو‪ ،‬وذلؾ بقصد تقديمو إلى‬
‫قضاء التحقيؽ المختص لمتصرؼ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور ‪ /‬محمد محي الديف عوض‪ :‬حدود القبض والحبس االحتياطي عمى ذمة التحري في‬
‫القانوف السوداني‪ ،‬مجمة القانوف واالنقضاء‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬س ‪ ،1962 ،33‬ص ‪.513‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المادة ‪ 361‬مف التعميمات العمة لمنيابات – الكتاب األوؿ – التعميمات القضائية – القسـ‬
‫األوؿ في المسائؿ الجنائية‪ ،‬ط ‪.1981‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪037‬‬

‫))‬
‫(‪ )141‬حوالتماظؼؾضممبعرصيمعلعقريماظضؾطماظؼضوئل‪ :‬م‬

‫نعني بيذه الحاالت‪ ،‬القبض الذي يقوـ بو مأمور الضبط القضائي‪،‬‬


‫مف تمقاء نفسو بدوف أمر بو صادر مف سمطة التحقيؽ االبتدائي‪ ،‬فيو ال‬
‫يتطمب متى توافرت حالة مف الحاالت المحددة عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬إصدار‬
‫مثؿ ىذا األمر مف ىذه السمطة‪.‬‬

‫وبالنظر لخطورة القبض ومساسو بالحرية الشخصية لممقبوض عميو‬


‫تمؾ الحرية التي تدخؿ الدستور بتوفير الحماية الدستورية ليا‪ ،‬فقد حرص‬
‫طا‬
‫المشرع عمى وضع الضوابط المحكمة والتي تعد في الوقت نفسو شرو ً‬
‫لصحة القبض‪ ،‬يتعيف عمى مأمور الضبط القضائي االلتزاـ بيا‪ ،‬والقاسـ‬
‫المشترؾ ليذه الحاالت خبلفًا لمندب لمتحقيؽ ىو توافر حالة مف حاالت‬
‫التمبس‪.‬‬

‫وعمى ذلؾ فإف شروط قياـ مأمور الضبط القضائي بالقبض عمى‬
‫المتيـ بدوف أمر‪ ،‬ثبلثة شروط‪:‬‬

‫مأف تتوافر حالة مف حاالت التمبس بالجريمة‪.‬‬ ‫اظشرطماألولم‪:‬‬

‫أف تكوف الجريمة المتمبس بيا جناية أو جنحة‪.‬‬ ‫اظشرطماظـوغلم‪:‬‬

‫أف توجد دالئؿ كافية عمى اتياـ المقبوض عميو‪.‬‬ ‫اظشرطماظـوظٌم‪:‬‬

‫وىو شرط احتياطي أي أف تطمب تحققو يتوقؼ عمى‬ ‫اظشرطماظرابعم‪:‬‬


‫القيود المتعمقة بتحريؾ الدعوى الجنائية تجاه الجريمة المرتكبة‪،‬‬
‫وعمى ذلؾ فإف الشرط المعني ىو أال تكوف الجريمة متوقفًا تحريؾ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪038‬‬

‫))‬
‫الدعوى بشأنيا عمى تقديـ شكوى‪ ،‬فإذا لـ تقدـ الشكوى أو سقط‬
‫الحؽ في تقديميا أو قدمت ممف ليست لو صفة فبل يجوز القبض‬
‫متمبسا بيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫عمى المتيـ حتى ولو كانت الجريمة‬

‫ادلجحث انثبٍَ‬

‫شروط لُبو يأيىر انضجظ انمضبئٍ‬

‫ثبنمجض ػهً ادلتهى ثذوٌ أير‬

‫يتعيف توافر شروط ثبلثة حتى يثبت الحؽ لمأمور الضبط القضائي‬
‫في القبض عمى المتيـ‪ ،‬وقد تناولنا بالشرح والتحميؿ الشرط األوؿ وىو‬
‫توافر حالة مف حاالت التمبس‪ .‬ونقتصر ىنا عمى بحث باقي ىذه الشروط‪.‬‬

‫(‪ )142‬اظشرطماظـوغل‪:‬مأنمتؽقنماجلرمييمادلؿؾؾسمبفومجـوؼيمأومجـقي‪ :‬م‬

‫يتحقؽ ىذا الشرط‪ ،‬إذا كانت الجريمة المتمبس بيا جناية أو جنحة‬
‫معاقبا عمييا بالحبس لمدة تزيد عمى ثبلثة أشير وذلؾ وفقًا لمنص المعني‬
‫ً‬
‫بيا والذي يحد د عقوبتيا‪ ،‬وسواء وقعت ىذه الجريمة تامة أو وقفت عند حد‬
‫الشروع المعاقب عميو‪ ،‬حيث ال يعاقب عمى الشروع في الجنح إال إذا نص‬
‫عمى ذلؾ خبلفًا لما إذا كانت الجريمة جناية والعبرة في ذلؾ بما ورد في‬
‫النص القانوني المعني بيذه الجريمة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪039‬‬

‫))‬
‫(‪ )143‬اظشرط ماظـوظٌ‪ :‬مأن متؽقن مػـوك مدالئؾ مطوصقي مسؾك ماتفومم‬
‫ادلؼؾقضمسؾقف‪ :‬م‬

‫ىذا الشرط في الواقع يمثؿ الضماف في مواجية خطورة القبض‬


‫بمعرفة مأمور الضبط القضائي بدوف أف يكوف بحوزتو أمر قضائي‪ ،‬وىو‬
‫قيدا عمى ممارسة ىذه السمطة‪ ،‬وال يغني عف توافر‬
‫في الوقت نفسو يمثؿ ً‬
‫حالة مف حاالت التمبس عمى النحو الوارد في الشرط األوؿ مف شروط‬
‫القبض‪.‬‬

‫كما أف ىذا الشرط يسري كذلؾ عمى اإلجراء الذي تتخذه سمطة‬
‫التحقيؽ بطريؽ غير مباشر‪ ،‬وسواء كانت ىذه السمطة ىي النيابة العامة أو‬
‫قاضي التحقيؽ‪ ،‬وذلؾ في الحالة التي يصدر فييا أمر القبض مف النيابة‬
‫العامة بوصفيا رئيسة لمضبط القضائي‪ ،‬أي في الحالة التي يتخذ فييا‬
‫تحفظيا ضد أحد األشخاص‪ ،‬ويطمب مف‬ ‫ً‬ ‫اء‬
‫مأمور الضبط القضائي إجر ً‬
‫النيابة العامة إصدار األمر بالقبض عميو‪ ،‬ويصدر األمر بالفعؿ‪ ،‬فإذا لـ‬
‫تكف الدالئؿ الكافية قد توافرت‪ ،‬فإنو بالتالي ال سند لئلجراء التحفظي الذي‬
‫اتخذ حياؿ ىذا الشخص ومف ثـ فإف أمر القبض الذي أصدرتو النيابة‬
‫العامة ال سند لو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪041‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبنث‬

‫اإلجراءاد انتٍ تشتجه ثبنمجض‬

‫(‪ )144‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫ىناؾ العديد مف اإلجراءات التي تشتبو مع القبض مف جانب تأثيرىا‬


‫عمى حرية الفرد الخاضع ليذه اإلجراءات فيما يتعمؽ بتنقمو وفقًا لمشيئتو‪،‬‬
‫ولذلؾ فإنو مف األىمية التمييز بيف القبض وغيره مف اإلجراءات التي تشتبو‬
‫بو‪ ،‬وىكذا التمييز ليس مجرد التمييز بيف مفاىيـ المصطمحات المتعمقة‬
‫أثرا‪،‬‬
‫بيذه اإلجراءات فحسب‪ ،‬وانما يتجاوز ذلؾ إلى ما ىو أخطر وأعمؽ ً‬
‫حيث يسمح كؿ إجراء مف اإلجراءات التي نتناوليا بالشرح والتحميؿ‪،‬‬
‫بسمطات أو صبلحيات متعددة يختمؼ نطاقيا بيف إجراء وآخر‪ ،‬وىي في‬
‫نياية األمر ال تسمح بما يسمح بو إجراء القبض مف سمطات تستتبع القياـ‬
‫أخير فإف تخمؼ الشروط الجوىرية لصحة ىذه اإلجراءات‪ ،‬يترتب‬ ‫بو‪ .‬و ًا‬
‫عميو إضافة إلى بطبلف اإلجراء وما يترتب عميو مف آثار ونتائج‪ ،‬التعامؿ‬
‫تكبا لجريمة جنائية متى توافرت‬
‫مع القائـ عمى اإلجراء المعني‪ ،‬بوصفو مر ً‬
‫أركانيا‪.‬‬

‫ػذا مودقف مغلؿعرض مصقؿو مؼؾل مبوظشرح مواظؿقؾقؾ مػذهم‬


‫اإلجراءات‪ .‬م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪040‬‬

‫))‬
‫ادلغهت األول‬

‫االدؿقؼــــوف م‬

‫يدخؿ ىذا العمؿ في نطاؽ الضبطية اإلدارية مف زاوية منع الجرائـ‬


‫أو الحيمولة دوف وقوعيا بالدرجة األولى‪ ،‬كما يدخؿ في نطاؽ الضبطية‬
‫القضائية‪ ،‬مف زاوية البحث عف الجرائـ ومرتكبييا‪ ،‬ومف ثـ فإف االستيقاؼ‪،‬‬
‫أيضا‬
‫ً‬ ‫كما ىو جائز بالنسبة ألحد رجاؿ الضبطية اإلدارية فيو جائز‬
‫بالنسبة لمأمور الضبط القضائي‪.‬‬

‫(‪ )145‬عوػقيماالدؿقؼوف‪ :‬م‬

‫لـ يرد نص تشريعي يحدد مفيوـ االستيقاؼ‪ ،‬وبالتالي فإف تحديد ىذا‬
‫المفيوـ اضطمع بو كؿ مف القضاء والفقو‪ ،‬أما بالنسبة لمقضاء فإننا نبلحظ‬
‫مف تحميؿ أحكاـ محكمة النقض المصرية والتي صدرت بيذا الشأف‪ ،‬أف‬
‫ليذه المحكمة اتجاه ضيؽ واتجاه آخر موسع‪ ،‬وبالتبعية فإف مفيوميا‬
‫لبلستيقاؼ يختمؼ باختبلؼ ىذا االتجاه‪.‬‬

‫أما بالنسبة لبلتجاه الضيؽ‪ ،‬فيو في تقديرنا األنسب مف زاوية الحقوؽ‬


‫الشخصية لئلنساف والتي مف أشكاليا حرية الغدو والرواح أو التنقؿ وىو في‬
‫الوقت نفسو يعمؽ الفروؽ بيف القبض واالستيقاؼ‪.‬‬

‫حيث قضت المحكمة‪ ،‬بأف االستيقاؼ ىو إجراء يقوـ بو رجؿ السمطة‬


‫العامة عمى سبيؿ التحري عف الجرائـ وكشؼ مرتكبييا‪ ،‬ويسوغو اشتباه‬
‫تبرره الظروؼ‪ ،‬وىو أمر مباح لرجؿ السمطة العامة إذا ما وضع الشخص‬
‫اختيار في موضع الريب والظف وترتب عمى ىذا الوضع‬
‫نفسو طواعية منو و ًا‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪042‬‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫نشوء ضرورة تستمزـ تدخؿ المستوقؼ لمتحري ولمكشؼ عف الحقيقة ‪ .‬ومف‬
‫تحميؿ ىذا الحكـ‪ ،‬فإف االستيقاؼ ليس أكثر مف مجرد إجراء يستيدؼ‬
‫تدخؿ المستوقؼ لمتحري أو الكشؼ عف أمر يحوطو الشؾ والريبة‪ ،‬تسبب‬
‫فيو الشخص نفسو محؿ االستيقاؼ‪ ،‬وتبرره الظروؼ التي البست اتخاذ ىذا‬
‫اإلجراء‪ .‬وينتيي بمجرد تقديـ الشخص محؿ االستيقاؼ‪ ،‬ما يمحو أو يبدد‬
‫شؾ أو ريبة المستوقؼ‪ ،‬والفصؿ في توافر ىذه المبررات أو تخمفيا مف‬
‫األمور التي يستقؿ بتقديرىا قاضي الموضوع بغير معقب ما داـ الستنتاجو‬
‫ما يسوغو(‪ .)2‬فإذا قاـ مأمور الضبط القضائي (ضابط المباحث) باستيقاؼ‬
‫يمينا‬
‫أحد األشخاص‪ ،‬بدعوى أنو كاف يسير ليبلً بالطريؽ العاـ يتمفت ً‬
‫ويسار بيف المحبلت حيث قاـ باستيقافو واصطحابو إلى ديواف القسـ‬
‫ًا‬
‫وتفتيشو والعثور عمى مخطر معو‪ ،‬فإف ذلؾ االستيقاؼ غير مبرر ومف ثـ‬
‫فيو قبض‪ ،‬يمحقو البطبلف وما يستتبعو مف تفتيش(‪.)3‬‬

‫وفيما يتعمؽ باالتجاه الموسع لمفيوـ االستيقاؼ‪ ،‬فإننا نستطيع‬


‫االستدالؿ عميو مف تحميؿ بعض األحكاـ التي صدرت عف نفس المحكمة‪،‬‬
‫اع تبرت فييا أف قياـ المستوقؼ باقتياد الشخص محؿ ىذا اإلجراء إلى قسـ‬
‫قبضا‪ ،‬وذلؾ بقصد استيضاحو والتحري عف‬
‫أو مركز الشرطة‪ ،‬ال يعتبر ً‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1985/11/7‬مجموعة أحكاـ النقض س ‪ 26‬رقـ ‪ 181‬ص ‪ ،933‬نقض‬
‫‪ ،1986/2/2‬مجموعة أحكاـ النقض س ‪ ،27‬رقـ ‪ ،46‬ص ‪.223‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1985/3/11‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،36‬رقـ ‪.61‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نقض ‪ ،1987/12/23‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 57‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،315‬ص‬
‫‪.1131‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪043‬‬

‫))‬
‫حقيقة أمره‪ ،‬وىو توسع منتقد يفتح الباب عمى مصراعيو لمتعسؼ في‬
‫االستيقاؼ(‪.)1‬‬

‫ىذا وبالنظر إلى االتجاىات الفقيية حياؿ تحديد ماىية االستيقاؼ‬


‫جانبا منو‪ ،‬يرى أنو مجرد تعطيؿ حركة شخص في الغدو‬‫ً‬ ‫فإف ىناؾ‬
‫والرواح وذلؾ مف أجؿ التحقؽ مف شخصيتو ووجيتو وذلؾ بقصد استجبلء‬
‫الشكوؾ التي أحاطت بو ويفسر جانب مف الفقو بحؽ اقتياد الشخص إلى‬
‫مركز أو قسـ الشرطة‪ ،‬بأنو ال يزاؿ في مرحمة االستيقاؼ وليس إجراء‬
‫قبض‪ ،‬وىذا االقتياد مرده أف الشخص الذي خضع ليذا اإلجراء لـ يقدـ‬
‫لممستوقؼ ما يدحض شكوكو وريبتو(‪.)2‬‬

‫وبالنظر إلى أف القائـ عمى إجراء االستيقاؼ رجؿ مف رجاؿ السمطة‬


‫العامة‪ ،‬فإف األمر يتطمب تدخؿ مف لو صفة الضبط القضائي‪ ،‬وقد يكوف‬
‫حتميا حيثما يرفض الشخص تقديـ ما يثبت شخصيتو أو‬
‫ً‬ ‫أمر‬
‫ىذا االقتياد ًا‬
‫وجيتو‪.‬‬

‫ىذا وقد يتحوؿ االستيقاؼ إلى إجراء تحفظي تجاه الشخص الذي تـ‬
‫متمبسا بارتكاب جنحة يجوز فييا الحكـ‬
‫ً‬ ‫استيقافو‪ ،‬وذلؾ إذا كاف المستوقؼ‬

‫(‪)1‬‬
‫في بحث قدـ إلى معيد تدريب الشرطة تحت عنواف "دراسة تحميمية لؤلشخاص الذيف تـ‬
‫ضبطيـ بنوع االشتباه بأقساـ مديرية أمف القاىرة‪ ،‬اتضح أف نسبة محاضر التحري التي تـ‬
‫إداريا في دوائر عشرة أقساـ تابعة لمديرية أمف القاىرة بمغت ‪ :9991‬وذلؾ مف‬
‫ً‬ ‫حفظيا‬
‫إجمالي ىذه المحاضر المحررة في عاـ ‪ 1971‬والتي بمغ عددىا ‪ 15122‬أي أف عدد‬
‫المحاضر التي تـ حفظيا بمغ ‪ ،14966‬أنظر في تفاصيؿ ذلؾ البحث المذكور ص ‪ 19‬وما‬
‫بعدىا‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور ‪ /‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ص ‪.571‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪044‬‬

‫))‬
‫بالحبس أو أي جريمة أخرى إذا لـ يمكف معرفة شخصية المتيـ‪ ،‬حيث‬
‫يخوؿ في ىذه الحاالت رجؿ السمطة العامة وىو مف ليست لو صفة الضبط‬
‫القضائي أف يقوـ باتخاذ ىذا اإلجراء‪.‬‬

‫كما يتحوؿ ىذا االستيقاؼ إلى قبض‪ ،‬وذلؾ إذا ترتب عميو ظيور‬
‫حالة مف حاالت التمبس التي تبيح لمأمور الضبط القضائي‪ ،‬أف يقوـ باتخاذ‬
‫إجراء القبض دوف توقؼ عمى وجود مثؿ ىذا األمر‪ ،‬إضافة إلى تفتيش‬
‫شخص المقبوض عميو‪.‬‬

‫(‪ )146‬اظػروقمبنيماظؼؾضمواالدؿقؼوف‪ :‬م‬

‫أوؿ وأىـ ىذه الفروؽ‪ ،‬نستطيع تممسو في الطبيعة القانونية لكؿ‬


‫إجراء‪ ،‬حيث يعد االستيقاؼ مف إجراءات االستدالؿ‪ ،‬في حيف أف القبض‬
‫مف إجراءات التحقيؽ‪ ،‬ومف جية القائـ باإلجراء فإف االستيقاؼ يمكف أف‬
‫يقوـ بو رجؿ السمطة العامة أو مأمور الضبط القضائي في حيف أف القبض‬
‫األصؿ فيو أف يقوـ بو مف لو سمطة التحقيؽ وذلؾ بصفة أصمية‪ ،‬وبصفة‬
‫استثنائية يقوـ بو مأمور الضبط القضائي إذا توافرت الشروط التي حددىا‬
‫المشرع عمى سبيؿ الحصر‪.‬‬

‫إضافة إلى ما تقدـ‪ ،‬فإف نطاؽ األثر الذي يترتب عمى كؿ إجراء‬
‫يختمؼ عف اآلخر‪ ،‬حيث يجيز القبض متى توافرت شروط صحتو اقتياد‬
‫جبر إلى مركز أو قسـ الشرطة وتفتيشو بحثًا عف أدلة‬
‫المقبوض عميو ًا‬
‫الجريمة التي يشتبو في ارتكابيا وحجز المقبوض عميو في المكاف‬
‫قانونا‪ ،‬وعمى العكس مف‬
‫المخصص لمحجز مدة ال تتجاوز الحدود المقررة ً‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪045‬‬

‫))‬
‫ذلؾ فإف االستيق اؼ ال يجيز التفتيش حتى ولو تـ اقتياده إلى مقر الشرطة‪،‬‬
‫كما أنو ال يجيز احتجازه‪ ،‬ورغـ ىذه الفروؽ فإف ذلؾ ال يصادر عمى‬
‫الصمة الوثيقة بينيا عمى النحو الذي أسمفنا اإلشارة إليو‪.‬‬

‫ومع ذلؾ فإف قياـ رجؿ السمطة العامة باالستيقاؼ الذي يسوغو‬
‫اشتباه تبرره الظروؼ دوف أف يقدـ المستوقؼ ما يدحض ىذا االشتباه‪ ،‬فإنو‬
‫ال يكوف أمامنا إال التسميـ بحؽ رجؿ السمطة العامة في اقتياد المستوقؼ‬
‫إلى مركز الشرطة ليكشؼ عف حقيقة أمره وال يعد ذلؾ مف قبيؿ القبض‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حالة قياـ أحد األشخاص ومعو آخر‪ ،‬بتحميؿ مواد تموينية‬ ‫كما في‬
‫واالتجاه بيا بسرعة إلى خارج مدينة اإلسكندرية‪ ،‬إضافة إلى عدـ حمؿ قائد‬
‫السيارة لرخصة القيادة الخاصة بو‪ ،‬وكذا رخصة التسيير‪ ،‬كؿ ذلؾ يبرر‬
‫االستيقاؼ واالقتياد إلى مركز الشرطة‪ ،‬حيث قضي بأف ذلؾ اإلجراء ال‬
‫قبضا‪.‬‬
‫يعد في صحيح القانوف ً‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1987/6/7‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 57‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ 133‬ص ‪.745‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪046‬‬

‫))‬
‫ادلغهت انثبٍَ‬

‫اظؿعرضمادلوديمأوماالضؿقود م‬

‫(‪ )147‬عوػقيمػذاماإلجراء‪ :‬م‬

‫لـ يرد تعريؼ تشريعي يحدد ماىية ىذا اإلجراء‪ ،‬إال أنو بالنظر إلى‬
‫الكيفية التي يتـ بيا تنفيذه‪ ،‬فإنو يتضح لنا أنو قيد عمى حرية الخاضع لو‪،‬‬
‫بالنسبة لمغدو والرواح حيث تكوف إرادتو في ذلؾ قد خضعت إلرادة القائـ‬
‫باتخاذه‪.‬‬

‫(‪ )148‬خصوئصماإلجراء‪ :‬م‬

‫ىناؾ عدة خصائص لمتعرض المادي أو االقتياد‪ ،‬نستطيع مف خبلليا‬


‫تحديد الطبيعة القانونية ليذا اإلجراء‪ ،‬ومف ثـ تحديد الفرؽ بينو وبيف‬
‫القبض‪.‬‬

‫(‪ )149‬عدةماإلجراء‪ :‬م‬

‫ال يجوز ليذا اإلجراء أف يستمر مدة طويمة مف الزمف‪ ،‬واال شكؿ ذلؾ‬
‫جريمة جنائية‪ ،‬وعمى الرغـ مف أنو لـ يرد تحديد تشريعي ليذه المدة‪ ،‬إال‬
‫أنن ا يمكننا استخبلص صفة تأقيت ىذا اإلجراء مف الغرض أو اليدؼ مف‬
‫القياـ بو‪ ،‬وىو تسميـ الشخص الذي خضع لو‪ ،‬إما إلى أقرب رجؿ مف‬
‫(‪)1‬‬
‫ويستفاد مف‬ ‫رجاؿ السمطة العامة أو إلى أقرب مأموري الضبط القضائي‬

‫(‪)1‬‬
‫عاديا‪ ،‬أما إذا كاف مف رجاؿ السمطة العامة‬
‫ً‬ ‫فردا‬
‫وذلؾ إذا كاف القائـ باتخاذ ىذا اإلجراء‪ً ،‬‬
‫فإف التسميـ يكوف بداىة إلى أقرب مأمور ضبط قضائي‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪047‬‬

‫))‬
‫صياغة النص المعني في قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪ ،‬السرعة في‬
‫إجراء ىذا التسميـ‪ ،‬وذلؾ لتواجدىـ في كؿ مكاف تقر ًيبا‪ ،‬ىذا وقد تنبو‬
‫المشرع االنجميزي إلى أىمية إبراز ىذه الخاصية ليذا اإلجراء‪ ،‬حيث ألزـ‬
‫الفرد الذي قاـ باتخاذ ىذا اإلجراء بتسميـ الخاضع لو‪ ،‬إلى أقرب كونستابؿ‬
‫وذلؾ بأسرع ما يمكف‪ ،‬أو أف يقوـ بأخذه إلى قاضي الصمح‪ ،‬كما تمتاز ىذه‬
‫القواعد بأف مف قاـ باستبلـ ىذا الشخص الذي اقتاده الفرد العادي (ويطمؽ‬
‫عميو قبض وفقًا ليذا القانوف) يمتزـ بأخذه بأسرع ما يمكف إلى القاضي‪.‬‬

‫(‪ )150‬اظؼوئؿمبوختوذماإلجراء‪ :‬م‬

‫أساسا ىو الفرد العادي أي الشخص الذي ليست لو أي صفة رسمية‪،‬‬‫ً‬


‫تخولو اتخاذ أي إجراء يتعمؽ بالعمؿ الشرطي أو الدعاوى الجنائية‪ ،‬إضافة‬
‫إلى رجؿ السمطة العامة وكبلىما ال يجوز ليما تخاذ إجراء القبض‪.‬‬

‫(‪ )151‬احلوالتماظيتمجيقزمصقفوماختوذماإلجراء‪ :‬م‬

‫حدد المشرع اإلجرائي الجنائي المصري ىذه الحاالت عمى سبيؿ‬


‫الحصر‪ ،‬وىي تختمؼ باختبلؼ الشخص القائـ باتخاذ ىذا اإلجراء أي إذا‬
‫عاديا أو رجبلً مف رجاؿ السمطة العامة‪.‬‬
‫فردا ً‬
‫كاف ً‬
‫(‪ )152‬أوالً‪:‬مضؾطمادلؿفؿمعؿؾؾلًومبورتؽوبماجلرميي‪ :‬م‬

‫حكميا‪ ،‬فإنو يتعيف مشاىدة المتيـ ذاتو‬


‫ً‬ ‫حقيقيا أو‬
‫ً‬ ‫وسواء كاف التمبس‬
‫في أي صورة مف صور التمبس‪ ،‬أما إذا لـ تتحقؽ ىذه المشاىدة فإف ىذه‬
‫الحالة ال تتوافر ولكف ذلؾ القيد مقصور عمى االقتياد بمعرفة الفرد‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪048‬‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫العادي ‪ ،‬أما إذا كاف االقتياد بمعرفة رجؿ السمطة العامة فإنو ال يشترط‬
‫أف تتـ مشاىدة الجاني ذاتو‪ ،‬ويشترط لصحة االقتياد الذي يتعمؽ بتحقؽ‬
‫ىذه الحالة أف تكوف الجريمة المتمبس بارتكابيا مما يجوز الحبس‬
‫االحتياطي فييا(‪ ،)2‬وذلؾ إذا قاـ بيذا اإلجراء فرد عادي‪ ،‬أما إذا كاف مف‬
‫رجاؿ السمطة العامة فإنو يكفي أف تكوف ىذه الجريمة مما يجوز فييا‬
‫الحبس(‪ ،)3‬أي ليست مخالفة‪.‬‬

‫(‪ )153‬ثوغقًو‪:‬مإذامطوغًماجلرمييمادلؿؾؾسمبفومالمجيقزمصقفوماحلؾسمإالم‬
‫أغفمملمميؽـمظرجؾماظلؾطيماظعوعيمععرصيمذكصقيمادلؿفؿ‪ :‬م‬

‫تقتصر ىذه الحا لة عمى رجؿ السمطة العامة‪ ،‬أي أنو ال يجوز متى‬
‫تحققت ىذه الحالة أف يباشر الفرد العادي إجراء االقتياد‪ ،‬حيث يكوف‬
‫الغرض ىنا ىو التعرؼ عمى شخصية المتيـ بواسطة أقرب مأمور ضبط‬
‫(‪)4‬‬
‫أو مخالفة‪.‬‬ ‫قضائي وسواء كانت الجريمة جنحة‬

‫(‪ )154‬سدممجقازمتػؿقشماظشكصماخلوضعمظإلجراء‪ :‬م‬

‫التفتيش المعني ىنا‪ ،‬ىو التفتيش الذي يترتب عمى القبض الصحيح‪،‬‬
‫أي التفتيش بحثًا عف أدلة الجريمة التي ارتكبت‪ ،‬أما التفتيش المسموح بو‬

‫(‪)1‬‬
‫ال يكفي مشاىدة الجريمة في حالة تمبس‪ ،‬ومف ثـ يستبعد التمبس العيني‪ ،‬ويقتصر في حالة‬
‫االقتياد بمعرفة األفراد‪ ،‬عمى حالة التمبس الحقيقي‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وىي الجنايات والجنح المعاقب عمييا بالحبس مدة تزيد عمى ثبلثة أشير‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫معاقبا عمييا بالغرامة فقط‪ ،‬فإنو ال يجوز لرجؿ السمطة العامة‬
‫ً‬ ‫فإذا كانت الجريمة جنحة‬
‫اقتياد مرتكب ىذه الجنحة‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫والغرض ىنا أف الجنحة غير معاقب عمييا بالحبس وانما بالغرامة فقط‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪049‬‬

‫))‬
‫في حالة االقتياد المادي‪ ،‬فإنو التفتيش االحتياطي أو الوقائي والذي تكوف‬
‫غايتو التحوط مف محاولة المتيـ اليرب أو االعتداء عمى القائـ بيذا‬
‫اإلجراء أو الغير وذلؾ بتجريده مف كؿ أداة يمكف استخداميا مف قبمو ليذا‬
‫الغرض وىذا الحظر يسري سواء تـ االقتياد بواسطة الفرد العادي أو رجؿ‬
‫السمطة العامة‪ ،‬كما يجوز لمف قاـ بيذا االقتياد التحفظ عمى المتيـ وجسـ‬
‫الجريمة الذي شاىده معو أو ما يحتوي عمى ىذا الجسـ(‪.)1‬‬

‫(‪ )155‬إجراءماظؿعرضمادلودةمأوماالضؿقودمظقسمضؾضًو‪ :‬م‬

‫مف تحميؿ خصائص ىذا اإلجراء وحاالتو‪ ،‬يتضح لنا بجبلء أنو ال‬
‫(‪)2‬‬
‫قبضا وعمى ذلؾ االتجاه الفقيي الغالب‪ ،‬رغـ االتجاه القديـ لمحكمة‬
‫يعد ً‬
‫النقض المصرية‪ ،‬والذي رتب عمى ىذا اإلجراء اآلثار التي تترتب عمى‬
‫القبض مف جواز التفتيش‪ ،‬كما أف ىذا اإلجراء ال يعد مف إجراءات‬
‫استنادا عمى تخمؼ الصفة التي تتطمبيا مثؿ‬
‫ً‬ ‫االستدالؿ أو التحقيؽ وذلؾ‬
‫ىذه اإلجراءات في الشخص الذي يقوـ بإجراء أو أكثر مف اإلجراءات التي‬
‫تندرج في إجراءات االستدالؿ أو التحقيؽ‪ ،‬ومع ذلؾ فإف المبرر لبلعتراؼ‬
‫لمفرد العادي ورجؿ السمطة العامة في القياـ بإجراء التعرض المادي أو‬
‫االقتياد ىو نظرية الضرورة اإلجرائية(‪.)3‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1986/4/16‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،98‬ص ‪.483‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عدلت المحكمة بعد ذلؾ عف ىذا االتجاه‪ ،‬أنظر نقض ‪ ،1966/5/16‬مجموعة أحكاـ محكمة‬
‫النقض‪ ،‬السنة ‪ ،17‬رقـ ‪ ،111‬ص ‪.613‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الدكتور‪ :‬أحمد فتحي سرور‪ :‬اتجاىات محكمة النقض في تطبيؽ نظرية الضرورة عمى اإلجراءات‬
‫الجنائية‪ ،‬المجمة الجنائية القومية‪ ،‬العدد األوؿ‪ ،1961 ،‬ص ‪.145‬‬
‫الدكتور‪ :‬أحمد عوض ببلؿ‪ :‬اإلجراءات الجنائية المقارنة والنظاـ اإلجرائي في المممكة السعودية‪،‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪051‬‬

‫))‬
‫ادلغهت انثبنث‬

‫األعرمبوظضؾطمواإلحضور م‬

‫(‪ )156‬صػيماظؼوئؿيمبفذاماإلجراء‪ :‬م‬

‫ىذا اإلجراء كما يجوز لمأمور الضبط القضائي األمر بو فإنو يجوز‬
‫لممحقؽ بمناسبة مباشرتو لمتحقيؽ االبتدائي أف يأمر بو وذلؾ في حاالت‬
‫تختمؼ باختبلؼ صفة األمر بيذا اإلجراء وبغض النظر عف صفة القائـ‬
‫قبضا واف كاف مقدمة لمقبض عمى المتيـ‪ ،‬حيث‬
‫بيذا اإلجراء فإنو ال يعد ً‬
‫يجوز لمأمور الضبط القضائي إذا توافرت شروط القبض عمى المتيـ ولـ‬
‫موجودا أمامو في محؿ الواقعة أو عمى مسرح الجريمة‪ .‬أف يأمر‬
‫ً‬ ‫يكف‬
‫جبر‬
‫طوعا أو ًا‬
‫ً‬ ‫بضبطو واحضاره فإذا نفذ ىذا األمر وأحضر أمامو سواء‬
‫قبض عميو‪ .‬واذا قاـ مأمور الضبط القضائي باتخاذ ىذا اإلجراء‪ ،‬فإنو يقوـ‬
‫بذكر ذلؾ في المحضر الذي يتعمؽ بالجريمة التي صدر بمناسبتيا ىذا‬
‫األمر(‪.)1‬‬

‫حتى ص ‪.46‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الدكتور ‪ /‬أحمد فتحي سرور‪ :‬الوسيط في قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط ‪ ،1981‬ص‬
‫‪.651‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪050‬‬

‫))‬
‫ادلغهت انراثغ‬

‫أواعــرماحلضــقر م‬

‫(‪ )157‬صالحقيمإصدارػو‪ :‬م‬

‫يشترؾ كؿ مف مأموري الضبط القضائي وسمطة التحقيؽ في إصدارىا‬


‫فإذا صدرت عف مأمور الضبط القضائي‪ ،‬فإنو يقوـ بإصدارىا بمناسبة‬
‫انتقالو في حالة الجرائـ المتمبس بيا‪ ،‬حيث أجاز لو القانوف مف بيف‬
‫اإلجراءات التي يتخذىا‪ ،‬أف يستحضر في الحاؿ مف يمكف الحصوؿ منو‬
‫موجودا في مكاف الواقعة‪،‬‬
‫ً‬ ‫عمى إيضاحات في شأف الواقعة‪ ،‬وبما أنو ليس‬
‫أمر بالحضور حيث ال ينفذ‬
‫فإف الوسيمة ىنا ىي دعوتو لمحضور وليس ًا‬
‫ذلؾ بالقوة الجبرية أو اإلكراه‪.‬‬

‫كما أنو بمناسبة جمع االستدالالت فميـ الحؽ في سماع أقواؿ مف‬
‫يكوف لدييـ معمومات عف الوقائع الجنائية ومرتكبييا(‪.)1‬‬

‫(‪ )158‬أعرماحلضقرمظقسمأعرًامبوظؼؾض‪ :‬م‬

‫ال يشكؿ ىذا األمر أي قيد عمى حرية المطموب حضوره حيث يكوف‬
‫لو الحؽ في الحضور منعدمو ودوف إبداء األسباب واذا حضر فإنو ال‬
‫يترتب عمى حضوره جواز احتجازه أو تفتيشو وال يخؿ بيذا المفيوـ‪ ،‬معاقبة‬
‫الممتنع عف تمبية الدعوى بالحضور بغرامة ال يزيد حدىا األقصى عمى‬
‫ثبلثيف جنييًا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1993/3/9‬الطعف رقـ ‪ ،11646‬س ‪ 61‬ؽ‪ ،‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪052‬‬

‫))‬
‫ادلغهت اخلبيص‬

‫األعرمبعدمماظؿقرك م‬

‫(‪ )159‬اظطؾقعيماظؼوغقغقيمهلذاماألعر‪ :‬م‬

‫سبؽ ونحف بصدد استعراض اإلجراءات التي يجوز لمأمور الضبط‬


‫القضائي اتخاذىا في حالة التمبس بارتكاب الجريمة‪ ،‬أف يصدر مثؿ ىذا‬
‫قيدا عمى حرية الحركة أو التنقؿ‪ ،‬فإنو ال‬
‫األمر‪ ،‬وعمى الرغـ مف أنو يشكؿ ً‬
‫قبضا أو حتى استيقافًا‪ ،‬عمى النحو الذي وصفتو بعض اآلراء في الفقو‬
‫يعد ً‬
‫المصري(‪ . )1‬حيث أنو مف تحميؿ متطمبات األمر بو‪ ،‬نجد أنو يختمؼ عف‬
‫إجراء االستيقاؼ الذي يتطمب لصحتو أو القياـ بو‪ ،‬توافر الشؾ أو الريبة‬
‫في الشخص المستوقؼ‪ ،‬في حيف أف األمر بعدـ التحرؾ أو مغادرة محؿ‬
‫كثير‬
‫الواقعة‪ ،‬يصدر دوف أف تتوافر ىذه المتطمبات‪ ،‬وعمى ذلؾ استقرت ًا‬
‫مف أحكاـ محكمة النقض المصرية(‪.)2‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتورة ‪ /‬فوزية عبد الستار‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ص ‪،317‬‬
‫الدكتور ‪ /‬عوض محمد‪ ،‬قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ص ‪.345‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ 1961/3/6‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ ،12‬رقـ ‪ ،36‬ص ‪.171‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪053‬‬

‫))‬
‫ادلغهت انطبدش‬

‫م‬ ‫(‪)1‬‬
‫اإلجراءاتماظؿقػظقي‬

‫(‪ )160‬أوجفماظؿشوبفمبنيماظؼؾضمواإلجراءماظؿقػظل‪ :‬م‬

‫سبؽ لنا ونحف بمعرض شرح وتحميؿ صبلحيات مأمور الضبط‬


‫القضائي العادية استعراض ىذا اإلجراء بوصفو مف بيف اإلجراءات التي‬
‫أيضا مف بيف‬
‫يجوز لمأمور الضبط القضائي اتخاذىا‪ ،‬كما يكوف القبض ً‬
‫اإلجراءات االستثنائية التي يجوز لمأمور الضبط القضائي اتخاذىا والتي‬
‫نوعا مف االختصاص القضائي االستثنائي ليذا المأمور أقره المشرع‬
‫تمثؿ ً‬
‫أيضا مع القبض في مساسو‬ ‫في إطار ضوابط وشروط محددة‪ ،‬كما يتفؽ ً‬
‫بحرية الشخص الخاضع لو وحرمانو لفترة وجيزة مف حرية التنقؿ أو الغدو‬
‫والرواح‪.‬‬

‫(‪ )161‬أوجفماظؿؿققزمأوماالخؿالفمبنيماظؼؾضموإجراءماظؿقػظ‪ :‬م‬

‫األساس في ىذا التمييز يقوـ عمى الحالة التي يجوز فييا‪ ،‬اتخاذ‬
‫إجراء التحفظ‪ ،‬وىي تختمؼ عف الحالة التي يجوز فييا القبض وىي ثبوت‬
‫التمبس بارتكاب جناية أو جنحة يعاقب عمييا القانوف بالحبس لمدة أكثر مف‬
‫ثبلثة أشير وتوافر أدلة كافية عمى نسبة ىذه الجريمة لممتيـ محؿ ىذا‬
‫اإلجراء‪ .‬في حيف أف إجراء التحفظ يتـ في حالة ال يتوافر فييا التمبس عمى‬
‫النحو المتقدـ‪ ،‬وانما قياـ دالئؿ كافية عمى اتياـ شخص بارتكاب جناية أو‬
‫جنحة (نصب – تعد شديد – مقاومة لرجاؿ السمطة العامة بالقوة والعنؼ)‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬ ‫انظر ص‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪054‬‬

‫))‬
‫حيث يجوز لمأمور الضبط القضائي متى توافرت ىذه الحالة‪ ،‬أف يتخذ‬
‫إجراء أو أكثر مف اإلجراءات التحفظية ضد المتيـ‪ ،‬وأف يتبع ذلؾ بأف‬
‫أمر بالقبض عميو‪.‬‬
‫فور مف النيابة العامة أف تصدر ًا‬
‫يطمب ًا‬

‫(‪ )162‬مإجراءماظؿقػظمعـمإجراءاتماالدؿداللموظقسمضؾضًو‪ :‬م‬

‫جانب مف الفقو الجنائي اإلجرائي في مصر عمى ىذا الرأي‪ ،‬كما أنو‬
‫قدر مف المساس بالحرية الشخصية(‪ .)1‬وجانب‬ ‫أي إجراء التحفظ يتضمف ًا‬
‫آخر يعتبر أف ىذا اإلجراء مماثؿ إلجراء االستيقاؼ واالقتياد‪.‬‬

‫وقصارى القوؿ فإف اإلجراءات التحفظية التي يجوز لمأمور الضبط‬


‫القضائي اتخاذىا‪ ،‬ال يجوز أف تمس الحرية الشخصية لمخاضع ليا وال‬
‫يكوف ذلؾ إال بتقيدىا بالغرض الذي مف أجمو أجيز لمأمور الضبط‬
‫القضائي أف يتخذىا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور ‪ /‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط ‪ ،1981‬ص ‪.615‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪055‬‬

‫))‬
‫انفظم انثبٍَ‬

‫انتفتُش‬
‫(‪ )163‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫إذا ما توافرت حالة مف حاالت التمبس بشروطيا الخاصة والعامة فإنو‬


‫يثبت الحؽ لمأموري لضبط القضائي في القبض عمى المتيـ المتمبس‬
‫صحيحا‪ ،‬فإنو يثبت الحؽ لمف قاـ بو‬
‫ً‬ ‫بارتكاب الجريمة‪ ،‬واذا ما وقع القبض‬
‫أف يفتش شخ ص المقبوض عميو‪ ،‬كما يجوز لمأموري الضبط القضائي‬
‫تفتيش المنازؿ وذلؾ في إطار شروط وضوابط محددة‪ ،‬وليس مف بينيا‬
‫اآلف حالة التمبس‪ ،‬بمعنى أف مأمور الضبط القضائي ال يجوز لو بالتبعية‬
‫عند القبض عمى المتيـ المتمبس بارتكاب جريمة أف يفتش منزلو‪.‬‬

‫ىذا ونستعرض بالشرح والتحميؿ نوعيف مف التفتيش‪:‬‬

‫متػؿقشماألذكوص م‬ ‫األول م‪:‬‬


‫متػؿقشمادلـوزل م‬ ‫واظـوغل‪:‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪056‬‬

‫))‬
‫ادلجحث األول‬

‫تفتُش األشخبص‬

‫(‪ )164‬عوػقيماظؿػقش‪ :‬م‬

‫تعددت اآلراء الفقيية حياؿ تحديد ماىية التفتيش‪ ،‬وفي تقديرنا أف‬
‫أنسب تعريؼ لو يجمع بيف خصائصو ومحمو وغايتو‪.‬‬

‫جبر‬
‫حيث يعرؼ بأنو أي التفتيش‪ ،‬إجراء مف إجراءات التحقيؽ ينفذ ًا‬
‫وتختص بالقياـ بو أو األمر بو السمطة المختصة بالتحقيؽ وذلؾ عمى‬
‫سبيؿ األصؿ ولمأمور الضبط القضائي عمى سبيؿ االستثناء‪ ،‬ويقع عمى‬
‫شخص أو مكاف يتمتع بالحرمة‪ ،‬ويقصر البحث عف أدلة تتعمؽ بجناية أو‬
‫جنحة تـ ارتكابيا بالفعؿ‪ ،‬وذلؾ لضبطيا‪.‬‬

‫والتحديد المتقدـ لماىية التفتيش كما يصمح لتفتيش المنازؿ يصمح‬


‫لتفتيش األشخاص‪.‬‬

‫(‪ )165‬احلوالت ماظيت مجيقز مصقفو مدللعقر ماظضؾط ماظؼضوئل متػؿقشم‬


‫األذكوص‪ :‬م‬

‫حدد المشرع اإلجرائي المصري عمى سبيؿ الحصر ىذه الحاالت‬


‫وقصرىا عمى حالتيف فقط‪ ،‬ووضع الشروط والضوابط لصحة التفتيش الذي‬
‫يقوـ بو المأمور متى توافرت حالة منيما‪.‬‬

‫تفتيش المتيـ متى كانت الجريمة في حالة تمبس‪.‬‬ ‫احلوظيماألودي ‪:‬‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪057‬‬

‫))‬
‫فيي تتـ بمناسبة تفتيش المساكف المأذوف بو مف قبؿ‬ ‫احلوظيماظـوغقي م‪:‬‬
‫سمطات التحقيؽ‪ ،‬وبشرط توافر حالة مف حاالت التمبس‪.‬‬

‫(‪ )166‬احلوظيماألودي‪:‬متػؿقشماألذكوصماظذؼـمجيقزماظؼؾضمسؾقفؿ‪ :‬م‬

‫لتحقؽ ىذه الحالة‪ ،‬فإنو ينبغي أوالً أف يكوف الشخص الذي قاـ‬
‫صحيحا(‪،)1‬‬
‫ً‬ ‫المأمور بتفتيشو قد قاـ بالقبض عميو‪ ،‬وأف ىذا القبض قد وقع‬
‫أي أف القانوف قد أجاز لمأمور الضبط القضائي القياـ بيذا اإلجراء سواء‬
‫متضمنا تفتيشو‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫كاف القبض بموجب أمر صادر مف سمطة التحقيؽ‬
‫بدوف أمر وذلؾ في حالة التمبس بارتكاب جناية أو جنحة‪ ،‬أو كاف المأمور‬
‫مأذونا بتفتيش منزؿ المتيـ وقامت قرائف قوية ضده أو ضد شخص آخر‬
‫ً‬
‫شيئا يفيد في كشؼ الحقيقة‪.‬‬
‫موجود فيو‪ ،‬عمى أنو يخفي معو ً‬
‫واجراء التفتيش بالمعنى المتقدـ قاصر فقط عمى حالة القبض‬
‫المشروع الذي يقوـ بو مأمور الضبط القضائي‪ ،‬فبل يمتد ألي إجراء آخر‬
‫يشتبو بالقبض كما في االستيقاؼ واالقتياد والتحفظ‪.‬‬

‫وأغراض التفتيش الذي يتـ في ىذه الحالة‪ ،‬في تقديرنا فإف الغرض‬
‫األصمي ليا ىو البحث عف األدلة المادية لمجريمة التي يتعمؽ بيا القبض‬
‫وبصفة احتياطية وقائية تجريد المقبوض عميو مف الوسائؿ أو األدوات التي‬
‫قد يستخدميا في إيذاء الغير أو إيذاء نفسو أو لميرب‪ .‬وىو األمر الذي‬

‫(‪)1‬‬
‫مع ذلؾ فإنو ليس بشرط أف يستعمؿ مأمور الضبط القضائي سمطاتو في القبض حيث أف‬
‫األمر مرده سمطتو التقديرية‪ ،‬ولكف الميـ ىو أف تتوافر حالة مف الحاالت التي يجوز فييا‬
‫لمأمور الضبط أف يقبض فييا عمى الشخص‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪058‬‬

‫))‬
‫أصميا لمتفتيش عمى اعتبار‬
‫ً‬ ‫غرضا‬
‫ً‬ ‫يرى جانب مف الفقو في مصر‪ ،‬اعتباره‬
‫(‪)2‬‬
‫أف ذلؾ يحد مف سمطات رجاؿ الضبط القضائي(‪ .)1‬ولـ تأخذ محكمة‬
‫استنادا عمى عموـ الصياغة التي ورد بيا نص‬
‫ً‬ ‫النقض بيذا الرأي وذلؾ‬
‫المادة ‪ 1/46‬مف قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪ .‬أما إذا كاف القبض‬
‫لغير ارتكاب جريمة‪ ،‬وانما تنفي ًذا لحكـ قضائي‪ ،‬فإف التفتيش في ىذه الحالة‬
‫وقائيا فقط يستيدؼ تجريد المقبوض عميو مف األسمحة أو األشياء‬
‫ً‬ ‫يكوف‬
‫التي قد تساعده عمى اليرب فإذا كانت الواقعة ىي القبض عمى أحد‬
‫األشخاص تنفي ًذا لحكـ صدر ضده بوضعو تحت مراقبة الشرطة فبل يجوز‬
‫أف يمتد التفتيش‪ ،‬ليشمؿ عمبة ثقاب وجدت في حوزتو(‪.)3‬‬

‫(‪ )167‬احلوظيماظـوغقي‪:‬متػؿقشماألذكوصمأثـوءمتػؿقشمادلـوزل‪ :‬م‬

‫يشترط لتحقؽ ىذه الحالة عدة شروط‪:‬‬

‫(‪ )168‬اظشرطماألول‪:‬مصقيمتػؿقشمادلـزل‪ :‬م‬

‫صحيحا إذا صدر أمر قضائي‬


‫ً‬ ‫صحة تفتيش المنزؿ ويكوف التفتيش‬
‫وبعيدا عف إجراء القبض أو‬
‫ً‬ ‫مسبب‪ ،‬وقاـ مأمور الضبط القضائي بتنفيذه‪،‬‬
‫تفتيش شخص صاحبو مع مبلحظة أنو ال تبلزـ بيف تفتيش الشخص‬
‫وتفتيش مسكنو‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،569‬الدكتور عمر السعيد رمضاف‪،‬‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1954/11/1‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 6‬رقـ ‪ 5‬ص ‪ ،162‬نقض‬
‫‪ 1969/1/13‬س ‪ 21‬ص ‪.96‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نقض ‪ ،1987/12/24‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬لسنة ‪ 57‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،217‬ص ‪.1119‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪059‬‬

‫))‬
‫(‪ )169‬اظشرطماظـوغل‪:‬متقاصرمحوظيمعـمحوالتماظؿؾؾس‪ :‬م‬

‫ويتحقؽ ىذا الشرط إذا توافر النطاؽ الزمني والمرحمي لمتفتيش‬


‫الخاص بالمنزؿ‪ ،‬بمعنى أف يبدأ المأمور أوالً في تنفيذ تفتيش المنزؿ وأثناء‬
‫قيامو بيذا اإلجراء يتبيف لو أف المتيـ صاحب المنزؿ أو شخص آخر كاف‬
‫موجودا معو أثناء تنفيذ التفتيش‪ ،‬توافرت بالنسبة لو حالة مف حاالت‬
‫ً‬
‫شيئا‬
‫التمبس‪ ،‬ذلؾ أنو ال يجوز االستناد عمى وجود قرائف عمى أنو يخفي َ‬
‫صمة بالجريمة التي تعمؽ بيا التفتيش(‪.)1‬‬

‫(‪ )170‬اظشرط ماظـوظٌ‪ :‬مأن مؼؿقاجد مادلؿفؿ مأو ماظشكص ماآلخر ميفم‬
‫ادلـزلموضًمتػؿقشف‪ :‬م‬

‫ويعني ىذا الشرط‪ ،‬أنو ال يجوز تفتيش الشخص خارج منزلو إال إذا‬
‫توافرت في حقو حالة مف حاالت التمبس‪ ،‬أما الشخص اآلخر خبلؼ المتيـ‬
‫موجودا في المنزؿ أثناء التفتيش وقد يحضر بعد البدء في‬
‫ً‬ ‫فقد يكوف‬
‫التفتيش ال فرؽ‪.‬‬

‫وليس مف مستمزمات ىذا الشرط أف يتواجد ىذا الشخص بصفة دائمة‬


‫في ىذا المنزؿ‪ ،‬وانما يكفي اإلقامة أو التواجد العارض‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ذلؾ أف تفتيش األشخاص بمناسبة تفتيش المساكف المأذوف بو‪ ،‬يفتقد السند الدستوري‪،‬‬
‫وذلؾ لمخالفتو أحكاـ المادة ‪ 41‬مف الدستور‪ ،‬ومف ثـ فإف قياـ مأمور الضبط القضائي‬
‫تأسيسا عمى توافر الشروط التي تضمنتيا المادة ‪ 49‬مف قانوف اإلجراءات‬
‫ً‬ ‫بيذا التفتيش‬
‫الجنائية‪ ،‬ال يقوـ عمى سند صحيح‪ ،‬ذلؾ أف ىذه المادة قد نسخت ضم ًنا بقوة الدستور‪،‬‬
‫حتى ولو كاف ال يزاؿ ليا وجود في المدونة اإلجرائية‪ .‬نقض ‪ ،1993/9/15‬الطعف رقـ‬
‫‪ 2615‬لسنة ‪ 62‬ؽ‪ ،‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪061‬‬

‫))‬
‫(‪ )171‬سدممجقازمتػؿقشماظشكصمإذاماضؿصرماألعرمسؾكماظؼؾضمسؾقفمصؼط‪ :‬م‬

‫سبؽ لنا ونحف بصدد استعراض الحاالت التي يجوز فييا لمأمور‬
‫الضبط القضائي تفتيش األشخاص‪ ،‬أف الحالة األولى تتضمف القبض عمى‬
‫الشخص المتمبس بارتكاب جناية أو جنحة‪ ،‬أو الذي صدر أمر أو إذف‬
‫مقتصر عمى‬
‫ًا‬ ‫بالقبض عميو وتفتيشو‪ .‬بمعنى أنو إذا صدر األمر أو اإلذف‬
‫احتياطيا أي‬
‫ً‬ ‫وقائيا أو‬
‫ً‬ ‫القبض عميو فقط فإنو ال يجوز تفتيشو إال تفتي ًشا‬
‫ليس بحثًا عف أدلة الجريمة التي تعمؽ بيا القبض وىذا التفسير يتفؽ‬
‫وصريح الصياغة الدستورية لنص المادة ‪ 41‬مف الدستور المصري لعاـ‬
‫‪ ،1971‬والتي نصت عمى عدـ جواز تفتيش الشخص إال بإذف قضائي‪،‬‬
‫باستثناء حالة التمبس‪.‬‬

‫(‪ )172‬اظؿػؿقشمداخؾمجلؿماإلغلون‪ :‬م‬

‫كما أف تفتيش األشخاص يقع عمى جسـ أو جسد اإلنساف‪ ،‬فإف‬


‫مفيومو يمتد ليشمؿ داخؿ جسـ اإلنساف‪ ،‬كما في حالة غسيؿ المعدة‬
‫وفحص الدـ أو البوؿ‪ ،‬حيث يبلحظ أف اآلراء الفقيية لـ تستقر عمى تكييؼ‬
‫قير عف‬
‫موحد بيذا الشأف‪ ،‬حيث يعارض البعض اتخاذ مثؿ ىذا اإلجراء ًا‬
‫المتيـ واعتباره كدليؿ ضده‪ ،‬إال إذا وافؽ عمى القياـ بمثؿ ىذه الفحوصات‬
‫داخؿ جسده وبشكؿ خاص غسيؿ المعدة الذي يتطمب إدخاؿ مادة داخؿ‬
‫جسده إلتماـ ىذا العمؿ‪ ،‬أما فحص الدـ أو البوؿ فيو ال يتطمب ذلؾ‪.‬‬

‫في المقابؿ ىناؾ بعض اآلراء الفقيية التي ترى في مثؿ ىذا العمؿ‬
‫أنو مف أعماؿ الخبرة وليس التفتيش‪ .‬وفي تقديرنا أنو إذا صح ذلؾ االتجاه‪،‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪060‬‬

‫))‬
‫فإنما يصح فقط عمى حالة الفحص العقمي لممتيـ وذلؾ لمفصؿ في سبلمة‬
‫قواه العقمية مف عدمو‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫نظرنا أف مفيوـ التفتيش كما أنو ينصرؼ‬ ‫والصحيح مف وجية‬
‫ليشمؿ كؿ إجراء يقع عمى جسد أو جسـ اإلنساف يقع كذلؾ عمى كؿ إجراء‬
‫داخؿ جسده‪ ،‬طالما أنو ييدؼ إلى جمع الدليؿ أو األدلة عف الجريمة التي‬
‫تـ ارتكابيا بالفعؿ‪.‬‬

‫وعمى صعيد األحكاـ القضائية في مصر‪ ،‬فقد اعترفت ىذه األحكاـ‬


‫بيذه اإلجراءات(‪ .)2‬بوصفيا تفتي ًشا والقوؿ بغير ذلؾ يسمح بإفبلت المتيـ‬
‫بجريمتو وذلؾ باالمتناع عف الخضوع ليذه اإلجراءات وعدـ جواز إجباره‬
‫عمى الخضوع ليا‪ .‬والقيد العاـ ىو أال يترتب عمى القياـ بيا ضرر جسيـ‬
‫ال يمكف تداركو يقع عمى جسـ الخاضع إلجراء مف ىذه اإلجراءات كما لو‬
‫كاف القياـ بو يؤدي إلى وفاتو أو إصابتو بعاىة مستديمة‪.‬‬

‫وفي القانوف المصري عمى الرغـ مف عدـ النص عمى مثؿ ىذه‬
‫اإلجراءات صراحة إال أنو يستخمص مف تحديد أغراض تفتيش الشخص‪.‬‬
‫وبيذا الصدد نشير إلى أف قانوف تنظيـ المرور في مصر‪ ،‬قد نص عمى‬
‫حؽ كؿ مف ضباط وأمناء ومساعدي الشرطة والمرور‪ ،‬عند االشتباه في‬
‫قياـ قائد أي مركبة بقيادتيا تحت تأثير خمر أو مخدر‪ ،‬فحص المشتبو فيو‬

‫(‪)1‬‬
‫وفي نفس االتجاه‪ ،‬الدكتور محمد محيي الديف عوض‪ ،‬حدود القبض والتفتيش والحبس‬
‫االحتياطي عمى ذمة التحري في القانوف السوداني‪ ،‬مجمة القانوف واالقتصاد مف ‪ ،22‬بند‬
‫‪ ،4‬ص ‪.541‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1957/2/4‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 8‬رقـ ‪ 31‬ص ‪.114‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪062‬‬

‫))‬
‫بالوسائؿ الفنية التي يحددىا وزير الداخمية باالتفاؽ مع وزير الصحة‪،‬‬
‫واحالتو إلى أقرب مقر شرطة أو مرور‪ ،‬وذلؾ إلحالتو إلى أقرب جية طبية‬
‫مختصة لفحصو‪ ،‬ويبلحظ أف تنفيذ ىذا اإلجراء يتحرر مف القير أو‬
‫اإلجبار‪ ،‬بحيث إذا امتنع المشتبو فيو عف الخضوع ليذا الفحص والذي‬
‫بالقطع قد يتضمف غسيؿ المعدة أو فحص الدـ والبوؿ‪ ،‬أو لجأ إلى اليرب‪،‬‬
‫سحبت رخصتو إدارًيا لمدة ‪ 90‬يوـ‪.‬‬

‫وقصارى القوؿ‪ ،‬إننا ال نستطيع إغفاؿ الضرورات العممية لمتوسع في‬


‫مفيوـ التفتيش بالنسبة لؤلشخاص بحيث يمتد ليشمؿ التفتيش الواقع عمى‬
‫جسد اإلنساف وداخؿ جسده‪ ،‬مع مراعاة وتقدير عدـ جواز إجبار الشخص‬
‫أو إكراىو عمى تقديـ دليؿ إدانتو عمى نفسو بنفسو‪ ،‬ولكف إذا تجاوزنا ذلؾ‪،‬‬
‫أيضا دليؿ براءة‬
‫ً‬ ‫فإف التفتيش الواقع داخؿ جسد اإلنساف قد يتضمف‬
‫الخاضع لو في الوقت نفسو‪.‬‬

‫(‪ )173‬األحؽومماخلوصيمبؿػؿقشماألغـك‪ :‬م‬

‫يخضع تفتيش األنثى ألحكاـ خاصة‪ ،‬وىي تقتصر عمى كيفية تنفيذ‬
‫التفتيش الشخصي أو الجنائي ليا‪ ،‬ومرد ىذه الخصوصية يقوـ عمى اعتبار‬
‫المحافظة عمى حيائيا مف أف يخدش‪ ،‬ولذلؾ فقد أوجبت العديد مف القوانيف‬
‫اإلجرائية ومف بينيا القانوف المصري عدـ جواز تفتيش األنثى إال بواسطة‬
‫حضور‬
‫ًا‬ ‫أنثى‪ ،‬والبعض اآلخر مف ىذه القوانيف(‪ )1‬اشترط إضافة إلى ذلؾ‬
‫أنثى خبلؼ القائمة بالتفتيش بوصفيا شاىدة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫محكمة النقض في مصر‪ ،‬اعتبرت األنثى التي تنتدب لمقياـ بالتفتيش شاىدة‪ ،‬نقض‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪063‬‬

‫))‬
‫وتأسيسا عمى مبررات األحكاـ الخاصة بيذا التفتيش‪ ،‬فإف نطاؽ‬
‫ً‬
‫تطبيقيا قاصر عمى كؿ ما يمس حياء المرأة أو عرضيا مف أجزاء جسدىا‬
‫أما ما تحممو مف أشياء كما في الحقائب أو السبلؿ أو حتى جيوبيا‬
‫الخارجية أو في يدىا فبل تسري عميو ىذه األحكاـ الخاصة‪.‬‬

‫وفي الوقت نفسو فبل يجوز لمأمور الضبط القضائي أف يراقب تنفيذه‬
‫ومف باب أولى أف يقوـ بو إال إذا كاف المأمور أنثى ليا صفة الضبطية‬
‫القضائية حيث يمكف أف تقوـ بيذا اإلجراء بنفسيا‪ ،‬وفي غير ىذه الحالة‪،‬‬
‫فإنو يجب عمى مأمور الضبط القضائي انتداب أنثى لمقياـ بيذا التفتيش‬
‫ويذكر اسميا في المحضر الذي يحرره المأمور وتقوـ ىذه األنثى بناء عمى‬
‫توجيو المأمور بتنفيذ التفتيش بنفس الضوابط والقيود التي يمتزـ بيا مأمور‬
‫الضبط القضائي كما لو كاف ىو بذاتو الذي قاـ بإجراء ىذا التفتيش وعمى‬
‫وجو الخصوص عدـ امتياف الكرامة اإلنسانية لمشخص محؿ التفتيش‪ ،‬أو‬
‫التطرؽ إلى فحص مواضع العفة في اإلنساف وسواء كاف الشخص الخاضع‬
‫(‪)1‬‬
‫أو‬ ‫إلجراء التفتيش أنثى أو رجؿ‪ ،‬وحتى لو قاـ بيذا التفتيش طبيبة‬
‫زوجيا(‪ .)2‬ىذا ويعد قيد وجوب التفتيش بمعرفة أنثى‪ ،‬مف النظاـ العاـ ومف‬
‫ثـ فإف التفتيش يبطؿ لو تـ بدوف مراعاة ىذا القيد حتى ولو كاف برضاء‬
‫المتيمة ذاتيا(‪ .)3‬أو الخاضعة ليذا اإلجراء‪ ،‬وىو بطبلف يتعمؽ بالنظاـ‬

‫‪ ،1972/5/29‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ ،23‬رقـ ‪ ،177‬ص ‪.825‬‬


‫(‪)1‬‬
‫انظر عكس ذلؾ الحكـ الصادر في ‪ ،1974/4/7‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،25‬رقـ‬
‫‪ ،82‬ص ‪.378‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ :‬محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.578‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حظر تفتيش الزوج لزوجتو قائـ عمى اعتبار قانوني ومنطقي أما األوؿ فيو يتعمؽ بأحكاـ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪064‬‬

‫))‬
‫العاـ‪ .‬وليس ىناؾ ما يوجب في القانوف أف ينص في إذف تفتيش أنثى عمى‬
‫تفتيشيا بمعرفة أنثى‪ ،‬حيث أف النص المعني بوجوب تفتيشيا موجو إلى‬
‫القائـ بالتفتيش سواء كاف بدوف إذف أو بموجب إذف صادر مف الجية‬
‫القضائية المختصة(‪.)1‬‬

‫(‪ )174‬األحؽومماخلوصيمبؿػؿقشماظلقورات‪ :‬م‬

‫السؤاؿ محور البحث يدور حوؿ األحكاـ التي يخضع ليا تفتيش‬
‫السيارات‪ ،‬ىؿ تخضع ألحكاـ تفتيش األشخاص أـ تخضع ألحكاـ تفتيش‬
‫المساكف؟‬

‫واإلجابة عمى ذلؾ تتوقؼ عمى تحديد طبيعة استخداـ السيارة‪ ،‬ومكاف‬
‫إجراء التفتيش وبادئ ذي بدء فإننا ال نرى خضوع تفتيشيا ألحكاـ تفتيش‬
‫األشخاص بشكؿ مطمؽ‪ ،‬وفي الوقت نفسو فإنيا تخضع ألحكاـ تفتيش‬
‫المساكف بشكؿ مطمؽ‪ ،‬وذلؾ في حالة تواجدىا داخؿ المسكف أو ممحقاتو‬
‫حيث تتمتع بحرمة المسكف دوف استثناء(‪ .)2‬وليس معنى ىذا أنيا تعتبر‬
‫سكنا وانما فقط تنسحب أحكاـ وقواعد تفتيش المساكف عمييا‪.‬‬
‫ً‬

‫االختصاص الذي يكوف داخبلً أي التفتيش في نطاؽ سمطة التحقيؽ أو مف تنتدبو ليذا‬
‫الغرض‪ ،‬وأما الثاني فإف صبلت القربى وعبلقات الزوجية ال يجوز استغبلليا في مثؿ ىذا‬
‫العمؿ الذي قد يسفر عف دليؿ إدانة لمزوجة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1986/11/15‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،56‬رقـ ‪ ،146‬ص ‪.761‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نتناوؿ بحث ىذه الجزئية بالتفصيؿ عند بحث أحكاـ تفتيش المساكف‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪065‬‬

‫))‬
‫(‪ )175‬تػؿقشماظلقوراتماظيتمختضعمظؿػؿقشماألذكوص‪ :‬م‬

‫ونعني بيا السيارات التي ال يجوز تفتيشيا إال إذا توافرت حالة مف‬
‫الحاالت التي تجيز تفتيش األشخاص ونعني بيا حالة التمبس متى توافرت‬
‫شروطيا وصورة مف صورة الحقيقة أو الحكمية‪ ،‬كما نعني بيا حالة اإلذف‬
‫بتفتيش الشخص وىذه األحكاـ قاصرة عمى السيارة الخاصة أي تمؾ التي‬
‫ينص في تصريح تسييرىا عمى وصفيا كذلؾ وفقًا ألحكاـ قانوف تنظيـ‬
‫المرور‪ ،‬وذلؾ أف حرمة السيارة الخاصة مستمدة مف اتصاليا بشخص‬
‫صاحبيا أو حائزىا(‪.)1‬‬

‫مكانيا وىو أف تكوف ىذه السيارة‬


‫ً‬ ‫قيدا‬
‫ىذا ويشترط لتطبيؽ ىذه القواعد ً‬
‫في الطريؽ العاـ وسواء كانت تسير بقيادة صاحبيا أو غيره ال فرؽ أو‬
‫كانت متوقفة في الطريؽ العاـ وال يوجد مف المظاىر أو الشواىد ما يدؿ‬
‫عمى تخمي صاحبيا عنيا ونفس األحكاـ سالفة الذكر تسري عمى السيارة‬
‫األجرة وىي تمؾ التي يجوز أف يستقميا أي شخص دوف تمييز وتصدر‬
‫رخصة تسييرىا بيذه الصفة(‪ .)2‬ولكف ذلؾ مشروط بأف تكوف السيارة وقت‬
‫التفتيش في غير وقت تشغيميا بيذه الصفة‪ ،‬أي ال يوجد بيا خبلؼ مالكيا‬
‫أو غيره‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1987/11/22‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 57‬ؽ رقـ ‪ 151‬ص ‪.835‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ومع ذلؾ فإف العبرة بحقيقة الواقع حتى ولو كاف ذلؾ مخالفًا لمثابت في أوراؽ الترخيص كما‬
‫في حالة السيارة الخاصة التي درج مالكيا أو حائزىا عمى نقؿ األشخاص بيا باألجرة دوف‬
‫تمييز نقض ‪ ،1968/3/4‬مجموعة أحكاـ النقض س ‪ 19‬رقـ ‪ 59‬ص ‪.331‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪066‬‬

‫))‬
‫(‪ )176‬عػفقممتػؿقشماألذكوص‪ :‬م‬

‫ال يقتصر تفتيش األشخاص عمى المفيوـ الضيؽ‪ ،‬أي التفتيش‬


‫الجسدي لذات الخاضع ليذا اإلجراء‪ ،‬أي جسده ومبلبسو‪ ،‬وانما يتسع‬
‫متاعا أو حتى لفافة‪ ،‬وكذلؾ السيارة‬
‫ليشمؿ األشياء التي يحوزىا سواء كانت ً‬
‫الخاصة بالمتيـ متى كاف بداخميا‪ .‬إضافة إلى التفتيش الذي يقع داخؿ‬
‫جسـ اإلنساف عمى النحو الذي تعرضنا لو بالشرح والتحميؿ‪.‬‬

‫(‪ )177‬األغقاعماخلوصيمظؾؿػؿقش‪ :‬م‬

‫نعني بيذه األنواع‪ ،‬التفتيش الذي ال يعد مف إجراءات التحقيؽ سواء‬


‫كاف القائـ بو مأمور الضبط القضائي مف تمقاء نفسو في األحواؿ التي‬
‫قانونا القياـ بو‪ ،‬أو بناء عمى أمر مف سمطة التحقيؽ‪ ،‬أو بمعرفة‬
‫ً‬ ‫يجوز لو‬
‫سمطة التحقيؽ ذاتيا‪.‬‬

‫(‪ )178‬اظؿػؿقشماإلداري‪ :‬م‬

‫وىو التفتيش الذي ييدؼ إلى اكتشاؼ والتأكد مف التزاـ الخاضع ليذا‬
‫اإلجراء لؤلحكاـ المنظمة لعمؿ القائـ بالتفتيش أو لمتعرؼ عمى الشخص‬
‫(‪)1‬‬
‫الجمرؾ‬ ‫الذي خضع لو‪ ،‬كما في أحواؿ التفتيش الذي يجريو مأمور‬
‫لممسافريف والمغادريف‪ ،‬وحراس السجوف أو ضباط السجوف لمنزالء أو‬
‫الزوار‪ ،‬وقد قضي بأف تفتيش الضباط لؤلشخاص المغادريف لمببلد بحثًا‬

‫(‪)1‬‬
‫واذا عثر موظؼ الجمرؾ أثناء التفتيش عمى دليؿ يكشؼ عف جريمة غير جمركية – فإنو‬
‫يصح االستدالؿ بو في ىذه الجريمة‪.‬‬
‫نقض ‪ ،1987/3/3‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬السنة ‪ 38‬لسنة ‪ 56‬ؽ رقـ ‪ 55‬ص ‪.361‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪067‬‬

‫))‬
‫تأمينا لسبلمة الطائرات وركابيا مف حوادث اإلرىاب‬
‫عف األسمحة والذخائر ً‬
‫تحفظيا وليس مف أعماؿ التحقيؽ(‪.)1‬‬
‫ً‬ ‫اء إدارًيا‬
‫يعتبر إجر ً‬
‫(‪ )179‬اظؿػؿقشمعـمضؾؾمربماظعؿؾمأومعـمؼـقؾف‪ :‬م‬

‫وىذا الشكؿ مف أشكاؿ التفتيش‪ ،‬يجريو رب العمؿ أو مف ينيبو وذلؾ‬


‫لمتأكد مف عدـ سرقة أدوات العمؿ أو محتويات مركز العمؿ أو مقره‪،‬‬
‫ويحدث ذلؾ في المتاجر والمصانع وغيرىا مف محاؿ وأماكف اإلنتاج‬
‫وااللتزاـ مف قبؿ العامؿ بالخضوع ليذا التفتيش سنده القانوني عقد العمؿ‪،‬‬
‫والرضاء ىنا بالتفتيش غير مفترض بمعنى أنو يجوز االمتناع عف الخضوع‬
‫ليذا التفتيش ومف ثـ فميس مف سمطة رب العمؿ إجباره أو إكراىو عمى ذلؾ‬
‫وانما يعد مخالفًا اللتزاماتو العقدية أي الممتنع عف التفتيش يسوغ معو‬
‫خضوعو لقواعد وأحكاـ التأديب الخاصة ببلئحة العمؿ‪ ،‬أو قانوف العامميف‬
‫إذا كاف الخاضع ليذا اإلجراء مف موظفي الدولة أو شركات القطاع العاـ‪.‬‬

‫ىذا واذا أسفر ىذا التفتيش عف ضبط ما يعد جريمة فإف حالة التمبس‬
‫تعد قائمة ومف ثـ تترتب اآلثار القانونية الناجمة عف ذلؾ مف الحؽ في‬
‫االقتياد أو التعرض المادي ليذا الشخص وسواء كانت األشياء المضبوطة‬
‫تتعمؽ بالعمؿ أو ليست ليا صمة بالعمؿ ومثاؿ الحالة األولى قطعة مبلبس‬
‫مف إنتاج المصنع الذي يعمؿ بو الشخص الخاضع لمتفتيش ومثاؿ الحالة‬
‫الثانية سبلح ناري أو قطعة حشيش‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1987/3/1‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬السنة ‪ ،38‬رقـ ‪ 53‬ص ‪.347‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪068‬‬

‫))‬
‫والقيد العاـ ليذا النوع مف أنواع التفتيش الخاص ىو اقتصاره عمى ما‬
‫يتعمؽ بالعمؿ الذي يعمؿ في نطاقو الخاضع ليذا التفتيش‪ ،‬فإذا كاف ىذا‬
‫الشخص يعمؿ في مصنع معمبات غذائية‪ ،‬فبل يجوز أف يمتد التفتيش‬
‫ليشمؿ حافظة نقوده‪.‬‬

‫(‪ )180‬تػؿقشماظضرورة‪ :‬م‬

‫ونعني بو التفتيش الذي ال يستيدؼ البحث عف جريمة واكتشاؼ دليؿ‬


‫مف أداتيا‪ ،‬مثؿ التفتيش الذي دفعت إليو الظروؼ أو الضرورة‪ ،‬كما في‬
‫حالة رجؿ اإلسعاؼ الذي يبحث في جيوب المصاب عمى ما يستدؿ بو‬
‫عمى ىويتو أو رجؿ السمطة العامة الذي يبحث في جيوب أحد األشخاص‬
‫فاقدي الوعي في الطريؽ العاـ عما يثبت شخصيتو حيث يعثر عمى قطعة‬
‫مخدرات في أحد جيوبو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪069‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبٍَ‬

‫تفتُش ادلُبزل واحملبل انؼبيخ‬


‫سمطات مأمور الضبط القضائي في تفتيش المنازؿ محور البحث في‬
‫ىذا الباب يتعمؽ باالختصاص القضائي لمأمور الضبط القضائي أي‬
‫سمطات التحقيؽ االبتدائي التي يمارسيا ىذا المأمور‪ ،‬وذلؾ عمى سبيؿ‬
‫االستثناء ألنو كقاعدة ووفقًا لقانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬فمـ يكف لمأموري‬
‫الضبط القضائي مثؿ ىذا االختصاص أو السمطات القضائية وكاف تفتيش‬
‫المنازؿ باعتباره كقاعدة عامة مف أعماؿ أو إجراءات التحقيؽ االبتدائي‪،‬‬
‫يسمح بو لمأموري الضبط القضائي وذلؾ في حالتيف‪:‬‬

‫األودي‪ :‬حالة الندب لمتحقيؽ أي الندب لمقياـ بإجراء أو أكثر مف‬


‫إجراءات التحقيؽ االبتدائي‪ ،‬وىي تتضمف بالطبع تفتيش المنازؿ‪ .‬وىذه‬
‫الحالة أي الندب لمتحقيؽ ال تزاؿ سارية‪ ،‬بمعنى أنو يجوز لمأمور الضبط‬
‫القضائي القياـ بتفتيش منزؿ المتيـ بناء عمى إذف أو أمر بالندب صادر لو‬
‫مف سمطة التحقيؽ االبتدائي تأذف لو في القياـ بيذا التفتيش‪.‬‬

‫أعوماحلوظقيماظـوغقي‪ :‬فيي حالة تمبس المتيـ بارتكاب جناية أو جنحة‪،‬‬


‫حيث أنو وفقًا ألحكاـ المادة ‪ 47‬مف قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪،‬‬
‫فإنو لمأمور الضبط القضائي في حالة التمبس بجناية أو جنحة‪ ،‬أف يفتش‬
‫منزؿ المتيـ ويضبط فيو األشياء واألوراؽ التي تفيد في كشؼ الحقيقة إذا‬
‫اتضح لو مف إمارات قوية أنيا موجودة فيو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪071‬‬

‫))‬
‫(‪ )181‬اظقضع ميف مزؾ محؽؿ ماحملؽؿي ماظددؿقرؼي ماظعؾقو ماظصودر ميفم‬
‫‪ :1984/6/2‬م‬

‫قضى ىذا الحكـ بعدـ دستورية المادة ‪ 47‬مف قانوف اإلجراءات‬


‫الجنائية والتي كانت متى تحققت الحالة الثانية سالفة الذكر‪ ،‬مف قياـ‬
‫مأمور الضبط القضائي بتفتيش مسكف المتيـ المتمبس بارتكاب جناية أو‬
‫جنحة‪.‬‬

‫وسند ىذا الحكـ يقوـ عمى اعتبار أف القاعدة بالنسبة لممشرع‬


‫الدستوري لمقبض وتفتيش األشخاص ضرورة صدور أمر قضائي مسبؽ‬
‫ممف لو سمطة التحقيؽ أو القاضي المختص قبؿ القياـ بتنفيذ إجراء القبض‬
‫أو تفتيش األشخاص‪ .‬واالستثناء الذي أقره المشرع الدستوري‪ ،‬أي عدـ‬
‫الحصوؿ عمى ىذا األمر قصره عمى حالة التمبس بالجريمة‪.‬‬

‫أما فيما يتعمؽ بتفتيش المساكف‪ ،‬فإف القاعدة التي لـ يرد عمييا‬
‫استثناء‪ ،‬ىي وجوب صدور أمر قضائي مسبؽ ومسبب يتـ بموجبو تفتيش‬
‫المسكف‪.‬‬

‫وبالتالي فإنو ليس لمأمور الضبط القضائي في ظؿ ىذا الحكـ‬


‫سمطات أو اختصاصات استثنائية تتعمؽ بتفتيش المساكف‪ ،‬وال يعني ذلؾ‬
‫المصادرة عمى صبلحياتو في تنفيذ التفتيش بشكؿ مطمؽ حيث تظؿ لو‬
‫مثؿ ىذه الصبلحية وذلؾ في حالة الرضا بالتفتيش وتفتيش السيارات العامة‬
‫أو وسائؿ النقؿ العامة والمحاؿ العامة وحالة ندبو لمقياـ بذلؾ اإلجراء‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪070‬‬

‫))‬
‫(‪ )182‬اظرضومبوظؿػؿقشميفمحوظيمختؾػمذرطمعـمذرورف‪ :‬م‬

‫لمتفتيش سواء كاف لؤلشخاص أو المساكف أو األماكف شروط يتعيف‬


‫توافرىا لصحتو ومف ثـ االعتداد باألثر أو اآلثار التي قد تترتب عميو‪ .‬وىو‬
‫أف التفتيش متى توافرت شروط صحتو فإنو ليس مف مستمزماتو رضاء‬
‫الخاضع لو‪ .‬ولكف بالنظر إلى أف البطبلف الذي يترتب عميو ال يتعمؽ‬
‫بالنظاـ العاـ‪ ،‬فقد ثار البحث حوؿ أثر الرضا عمى ىذا البطبلف بمعنى‬
‫إجازة اإلجراء واالعتداد بو عمى الرغـ مف تخمؼ شرط أو أكثر مف شروط‬
‫صحتو حيث استقر الرأي عمى صعيد الفقو والقضاء عمى االعتداد بو متى‬
‫صادر ممف لو صفة فإذا‬
‫ًا‬ ‫توافرت ليذا الرضا شروط صحتو‪ ،‬بحيث يكوف‬
‫تعمؽ األمر بتفتيش شخص فإنو يصدر منو ذاتو‪ ،‬واذا تعمؽ األمر بتفتيش‬
‫مسكف صدر ىذا الرضا مف مالكو أو حائزه سواء كانت حيازتو قانونية أو‬
‫كاف مجرد غاصب لممسكف‪.‬‬

‫يحا فبل يستنتج وال يعد مجرد‬


‫كما يتعيف أف يكوف ىذا الرضا صر ً‬
‫السكوت أو عدـ االعتراض رضاء بالتفتيش كما يشترط كذلؾ أف يكوف مف‬
‫عالما بالغرض مف الدخوؿ إلى المسكف أو تفتيش‬
‫صدر عنو ىذا الرضاء ً‬
‫جيوب الشخص بأنو تفتيش ومف ثـ فبل يعتد بالرضا الصادر عف غمط أو‬
‫غش أو تدليس‪.‬‬

‫ومتى توافرت لمرضا شروط صحتو فإنو يعتد باألثر أو اآلثار التي‬
‫تترتب عمى التفتيش بمعنى أنو إذا نجـ عنو تحقؽ حالة مف حاالت التمبس‬
‫بالجريمة صح إجراء القبض‪ .‬واذا سمح لمأمور الضبط بالدخوؿ إلى‬
‫مشروعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫المسكف واكتشؼ حالة مف حاالت التمبس فإف الدخوؿ ىنا يكوف‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪072‬‬

‫))‬
‫أما بالن سبة لمتفتيش الذي ال يجيزه قانوف اإلجراءات أي الذي يتـ في حالة‬
‫لـ ترد في ىذا القانوف ولكف تحقؽ الرضا بو وتوافرت شروط صحتو‪ ،‬فإنو‬
‫يعد وسيمة مشروعو الكتشاؼ التمبس أو لضبط أدلة الجريمة‪.‬‬

‫(‪ )183‬دخقلماحملولماظعوعي(‪ :)1‬م‬

‫بادئ ذي بدء فإف المحاؿ أو األماكف العامة ليست ليا حرمة المسكف‬
‫إال في نطاؽ محدود وعمى سبيؿ االستثناء‪.‬‬

‫ونستعرض فيما يمي بالشرح والتحميؿ أحكاـ دخوؿ المحاؿ أو األماكف‬


‫العامة‪.‬‬

‫(‪ )184‬عػفقمماحملؾمأومادلؽونماظعوم‪ :‬م‬

‫يقصد بو كؿ مكاف مفتوح لمعامة ويباح الدخوؿ فيو لكؿ طارؽ دوف‬
‫تمييز والعبرة في وصفو ىذا بحقيقة الواقع حتى ولو خالؼ ذلؾ تصنيؼ‬
‫ىذا المكاف بمعنى أف المسكف يفقد حرمتو إذا انطبؽ عميو ىذا المفيوـ‬
‫لممحؿ أو المكاف العاـ بحيث كاف مالكو أو حائزة يسمح لكؿ طارؽ‬
‫بالدخوؿ‪ ،‬كما في حالة الشخص الذي يعد في منزلو غرفتيف لمعب القمار‬
‫وزودىما بالمعدات البلزمة لذلؾ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عنصر مف عناصر التفتيش‪ ،‬ومف ثـ فإنو ال ينبغي الخمط بيف الدخوؿ إلى‬
‫ًا‬ ‫ال يعد الدخوؿ‬
‫المكاف وتفتيشو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪073‬‬

‫))‬
‫(‪ )185‬أغقاعماحملولمأوماألعوطـماظعوعي‪ :‬م‬

‫يمكف بيذا الصدد اعتماد التقييـ الذي يصنؼ ىذه المحاؿ إلى محاؿ‬
‫عامة بالمفيوـ الواسع وأخرى بالمفيوـ أو المعنى الضيؽ‪ ،‬والنوع األوؿ‬
‫يرتاده الجميور بدوف تمييز ومف ثـ فإف مأمور الضبط القضائي يستطيع‬
‫ثانيا بوصفو مكمفًا بأعماؿ‬
‫دخولو بوصفو أوالً مف بيف ىذا الجميور ثـ ً‬
‫تدخؿ في نطاؽ الضبطية اإلدارية أما النوع الثاني فإنو أي المأمور يقوـ‬
‫اعتمادا عمى صفة الضبطية القضائية‪.‬‬
‫ً‬ ‫بدخولو دوف الجميور‬

‫(‪ )186‬اظغرضمعـماظدخقل‪ :‬م‬

‫حدد القانوف ىذا الغرض صراحة في مراقبة تنفيذ القوانيف والموائح‬


‫(‪)1‬‬
‫في جانب يدخؿ في نطاؽ الضبطية اإلدارية وفي جانب آخر يدخؿ‬ ‫فيو‬
‫في نطاؽ جمع االستدالالت األمر الذي يترتب عميو وجوب تقيد لمأمور‬
‫عند دخولو بيذه األغراض‪ .‬فبل يجوز لو تفتيش األشخاص الذيف يتصادؼ‬
‫وجودىـ وقت دخولو وكذلؾ المحؿ ذاتو‪.‬‬

‫حيث أف ىذا الدخوؿ ىو إجراء إداري مقيد بيذا الغرض‪ ،‬واذا كاف‬
‫ىناؾ شيء مغمؽ فبل يجوز لو استكشاؼ ذلؾ الشيء إال إذا أدرؾ بحسو‬
‫وقبؿ التعرض ليا بأنيا مواد مخدرة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نصت المادة ‪ 41‬مف القانوف رقـ ‪ 371‬لسنة ‪ ،1956‬بشأف المحاؿ العمومية عمى أنو‬
‫"يكوف لموظفي اإلدارة العامة لموائح والرخص وفروعيا الذيف يندبيـ وزير الشئوف البمدية‬
‫والقروية صفة مأمور الضبط القضائي في إثبات الجرائـ التي تقع بالمخالفة ليذا القانوف‬
‫والق اررات المنفذة لو‪ ،‬ويكوف ليـ دخوؿ المحاؿ العامة لمتفتيش عمييا"‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪074‬‬

‫))‬
‫(‪ )187‬عؿكمجيقزمتػؿقشماظشكصمأوماحملؾ؟ م‬

‫تقتصر سمطة مأمور الضبط القضائي سواء في القبض أو التفتيش‬


‫(‪)1‬‬
‫أو الحكمي ومف ثـ إنفاذ‬ ‫عمى اكتشاؼ حالة مف حاالت التمبس الحقيقي‬
‫اآلثار التي تترتب عمى ذلؾ مف القبض والتفتيش سواء بالنسبة لمشخص او‬
‫المحؿ ذاتو‪ ،‬وال يتقيد مأمور الضبط القضائي في ىذه الحالة بالحصوؿ‬
‫عمى إذف مسبؽ بتفتيش المحؿ‪.‬‬

‫(‪ )188‬عؿكمخيضعمتػؿقشماحملولمأوماألعوطـماظعوعي مألحؽوممتػؿقشم‬


‫ادللوطـ؟ م‬

‫كقاعدة عامة فإف المحاؿ أو األماكف العامة ال تتمتع بحرمة المسكف‪،‬‬


‫ومع ذلؾ فإنو رغـ ذلؾ فقد تنسحب عمييا أحكاـ حماية المسكف مف جانب‬
‫وجوب الحصوؿ عمى إذف قضائي مسبؽ بتفتيشيا وذلؾ في حالتيف‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫فإذا دخؿ مأمور الضبط القضائي‪ ،‬مقيى أحد األشخاص‪ ،‬وما أف شاىده حتى أسرع‬
‫بالخروج وأخرج مف الجيب العموي لمجمباب الذي كاف يرتديو‪ ،‬قطعة داكنة الموف تشبو‬
‫أرضا فتتبعيا مأمور الضبط‬
‫الحشيش ممفوفة بورقة سموفانية صفراء الموف‪ ،‬وألقى بيا ً‬
‫القضائي حتى استقرت والتقطيا فقاـ بضبطو وتفتيشو وعثر معو عمى باقي المضبوطات‪.‬‬
‫فيذا يعني توافر المظاىر الخارجية التي تجيز لو القبض والتفتيش‪ ،‬ويكوف الدفع بالبطبلف‬
‫في غير محؿ‪ .‬نقض ‪ ،1987/11/1‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض س ‪ 57‬ؽ‪ ،‬رقـ‬
‫‪ ،169‬ص ‪.917‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪075‬‬

‫))‬
‫(‪ )189‬احلوظي ماألودي‪ :‬مادلؽوتى مأو مادللوطـ مادلؾقؼي مبوحملؾ مأوم‬
‫ادلؽونماظعوم‪ :‬م‬

‫ويقصد بيا ذلؾ الجزء الذي قد يخصصو رب العمؿ أو مف ينوب‬


‫عنو في إدارة العمؿ كما في غرفة المدير‪ ،‬أو غرفة خصصت داخؿ ىذا‬
‫المحؿ أو المكاف ليسكف فييا أو يخمد لمراحة‪ ،‬أو الغرفة المخصصة‬
‫لمحارس أو مبلحظ األمف‪.‬‬

‫(‪ )190‬احلوظيماظـوغقي‪:‬مدخقلماحملؾماظعوممبعدمإشالقمأبقابف‪ :‬م‬

‫ونعني بيذا أف حرمة المسكف تنسحب عمى ىذا المحؿ أو المكاف‬


‫العاـ طواؿ فترة إغبلقو سواء كاف ذلؾ بمناسبة انتياء مواعيد العمؿ أو في‬
‫إجازة أسبوعية أو سنوية أو طارئة إلضراب أو حجز أو لوفاة صاحب‬
‫المحؿ أو أحد أقاربو أو إلجراء إصبلحات جذرية أو صيانة سنوية أو‬
‫دورية‪ .‬والعبرة ىنا بحقيقة الواقع‪ ،‬كما لو أغمؽ المحؿ أو المكاف العاـ أبوابو‬
‫قبؿ الوقت المحدد أو المعتاد لئلغبلؽ‪ ،‬أو أغمؽ أبوابو في الوقت المحدد‬
‫لئلغبلؽ وسمح مع ذلؾ لبعض الرواد بالبقاء فيو‪.‬‬

‫(‪ )191‬اظلقوراتموودوئؾماظـؼؾماظعوعيمودقوراتماألجرة‪ :‬م‬

‫تعد ىذه السيارات ووسائؿ النقؿ العامة مف قبيؿ المحاؿ أو األماكف‬


‫العامة ومف ثـ فبل تسري عمييا حرمة المسكف‪ ،‬وبالتالي فإنو يجوز لمأمور‬
‫الضبط القضائي دخوليا لمراقبة تطبيؽ القوانيف والموائح وحفظ النظاـ دوف‬
‫توقؼ عمى حدوث جريمة متمبس بارتكابيا وىذا الدخوؿ أو التواجد فييا يعد‬
‫ممارسة لوظيفتي الضبط اإلداري والضبط القضائي عمى اعتبار أف ىذا‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪076‬‬

‫))‬
‫أيضا لمبحث عف أحد مرتكبي الجرائـ وجمع‬ ‫ً‬ ‫الدخوؿ يمكف أف يكوف‬
‫التحريات أو إجراء االستدالالت بشأف جريمة ارتكبت بالفعؿ‪.‬‬

‫ويترتب عمى التكييؼ المتقدـ‪ ،‬أنو يجوز لمأمور الضبط تفتيش ىذه‬
‫السيارات ووسائؿ النقؿ العامة المختمفة ولو إذا شاىد جريمة متمبس‬
‫بارتكابيا داخؿ أي منيما‪ ،‬أف يمارس سمطاتو أو اختصاصاتو القضائية أو‬
‫االستثنائية وذلؾ بالنسبة لمقبض والتفتيش دوف حاجة إلى إذف مسبؽ‪.‬‬

‫(‪ )192‬دخقلمادللوطـ‪ :‬م‬

‫ال يعني ىذا الدخوؿ تفتيشيا في أعقاب ارتكاب مالكيا أو حائزىا‬


‫مسببا‬
‫ً‬ ‫قضائيا‬
‫ً‬ ‫إذنا‬
‫أمر أو ً‬
‫لجريمة متمبس بارتكابيا وىو الذي يتطمب اآلف ًا‬
‫ومسبقًا لمقياـ بذلؾ وانما نعني بو الدخوؿ لغير غرض التفتيش‪.‬‬

‫(‪ )193‬حوالت مدخقل مادللوطـ مادؿـودًا مسؾك ماظضرورة مورؾىم‬


‫ادللوسدةمعـماظداخؾ‪ :‬م‬
‫(‪ )194‬احلوظيماألودي‪:‬محوظيماظضرورة‪ :‬م‬

‫وتعني ىذه الحالة أف الضرورة ىي التي دفعت مأمور الضبط‬


‫القضائي أو رجؿ السمطة العامة لدخوؿ المسكف سواء برضاء مف مالكو أو‬
‫حائزه أو ب دوف توافر مثؿ ىذا الرضا‪ .‬والصياغة التشريعية ليذه الحالة‬
‫أوردت أمثمة لمضرورة التي تبرر ىذا الدخوؿ كما في حالة الحريؽ أو‬
‫الغرؽ أو في حالة إقداـ شخص في ىذا المسكف عمى االنتحار بإلقاء نفسو‬
‫مف شرفة المسكف وال يشترط لتحقؽ ىذه الحالة وجود صاحب المسكف أو‬
‫غائبا عنو في سفر بعيد أو قريب أو زيارة‪،‬‬
‫حائزه وقت الدخوؿ فقد يكوف ً‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪077‬‬

‫))‬
‫واندلعت النيراف في منزلو مف جراء انفجار أنبوبة أو تمديدات الغاز وغير‬
‫ذلؾ مف مسببات الحرائؽ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تعقب المتيـ والقبض عميو وذلؾ إذا‬ ‫كما يدخؿ في نطاؽ الضرورة‬
‫صدر بشأنو أمر ضبط واحضار أو أمر قبض‪.‬‬

‫(‪ )195‬احلوظيماظـوغقي‪:‬مرؾمادللوسدةمعـماظداخؾ‪ :‬م‬

‫يستند الدخوؿ في ىذه الحالة عمى قبوؿ ورضاء أصحاب األف وذلؾ‬
‫بطمبيـ المساعدة مف مأموري الضبط القضائي أو رجاؿ السمطة العامة‪.‬‬
‫كما في حالة وجود خطر ييددىـ بالموت أو مشاجرة بيف أطراؼ األسرة‬
‫داخؿ المنزؿ‪ ،‬أو عدـ استطاعة أحد ممف بداخؿ المنزؿ مغادرتو لمرض‬
‫أقعده عف الحركة وغير ذلؾ مف الفروض المحتممة‪.‬‬

‫(‪ )196‬جقازمتػؿقشماألذكوصموادللوطـميفمأحقالمإبوحيمدخقهلو‪ :‬م‬

‫إباحة الدخوؿ وفقًا لما تقدـ مف حاالت ال يبيح لمأمور الضبط‬


‫القضائي تفتيش األشخاص أو ىذه المساكف إال إذا تحققت حالة مف حاالت‬
‫التمبس وما يترتب عمييا مف إجازة القبض والتفتيش وطالما أف الدخوؿ كاف‬
‫مشروعا فإف وسيمة اكتشاؼ التمبس تكوف مشروعة‪ ،‬وعمى العكس مف ذلؾ‬
‫ً‬
‫فإنو إذا كاف الدخوؿ غير مشروع واكتشؼ حالة مف حاالت التمبس فإنو أي‬

‫(‪)1‬‬
‫عمى العكس مف ذلؾ‪ ،‬ترى بعض اآلراء الفقيية‪ ،‬أف سند الدخوؿ ىنا ال يقوـ عمى حالة‬
‫الضرورة‪ ،‬وانما يقوـ عمى تنفيذ أمر قانوف صادر مف سمطة مختصة‪.‬‬
‫أنظر في تفاصيؿ ذلؾ‪ ،‬الدكتور‪ :‬سامي الحسيني‪ ،‬النظرية العامة لمتفتيش‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫ص ‪.85‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪078‬‬

‫))‬
‫مأمور الضبط القضائي تكوف إجراءات التي قاـ باتخاذىا عمى أثر ذلؾ‬
‫سواء كانت القبض أو التفتيش غير مشروعة كذلؾ يبطؿ الدليؿ الذي ينجـ‬
‫عف ىذا اإلجراء الباطؿ‪.‬‬

‫(‪ )197‬دخقلمادلـوزلمظؿـػقذمأعرمبوظؼؾضمسؾكماظشكصموتػؿقشف‪ :‬م‬

‫تعقبا لشخص صدر أمر القبض عميو وتفتيشو‪،‬‬ ‫كما أف دخوؿ المنازؿ ً‬
‫ال يترتب عميو البطبلف‪ ،‬حيث ال يعد انتيا ًكا لحرمة مسكف المقبوض عميو‪،‬‬
‫فإذا كانت الواقعة أف رجاؿ الرقابة اإلدارية قاموا بالدخوؿ لمسكف المتيـ‬
‫لمجرد القبض عميو وتفتيشو تنفي ًذا لؤلمر القضائي الصادر بذلؾ‪ ،‬فيو أمر‬
‫اقتضتو ضرورة تعقبو بعد أف تحققت موجبات القبض عميو وتفتيشو(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1987/1/11‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،5‬ص ‪.51‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪079‬‬

‫))‬
‫انفظم انثبنث‬
‫(‪)1‬‬
‫انُذة نهتحمُك أو اإلَبثخ انمضبئُخ‬

‫‪Commission Rogatoire‬‬

‫(‪ )198‬عربراتمغدبمعلعقرماظضؾطماظؼضوئلمظؾؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫تستند ىذه المبررات بالدرجة األولى‪ ،‬عمى التحقؽ مف العبء الواقع‬


‫عمى السمطة المختصة بالتحقيؽ أو لظروؼ االستعجاؿ‪ ،‬وذلؾ بمشاركة‬
‫جانبا مف ممارسة اختصاصاتيا وال‬‫مأمور الضبط القضائي ليذه السمطة ً‬
‫يعد حالة مف حاالت التمبس مف مبررات ىذا الندب‪ .‬وفي المقابؿ فإف ىناؾ‬
‫بعض التشريعات اإلجرائية الجنائية المقارنة ورد بيا نص صريح يحدد‬
‫الندب‪ ،‬عند تعذر أو استحالة تنفيذ اإلجراءات مف قبؿ سمطة التحقيؽ(‪.)2‬‬

‫(‪ )199‬عوػقيماظـدبمظؾؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫ىو أمر يصدر مف السمطة المختصة بالتحقيؽ‪ ،‬يوجو إلى مأمور‬


‫الضبط القضائي‪ ،‬يفوض بموجبو لمقياـ بعمؿ أو أكثر مف األعماؿ التي‬
‫تدخؿ في نطاؽ اختصاص السمطة التي أصدرت ىذا األمر‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المصدر األصمي لقانوف اإلجراءات الجنائية في االنتداب لمتحقيؽ‪ ،‬القانوف الفرنسي‪ ،‬وذلؾ‬
‫منذ قانوف تحقيؽ الجنايات‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المادة (‪ )81‬مف قانوف اإلجراءات الجنائية الفرنسي‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪081‬‬

‫))‬
‫(‪ )200‬اجلفيماآلعرةمبوظـدب‪ :‬م‬

‫أمر الندب‪ ،‬قد يصدر مف النيابة العامة أو مف قاضي التحقيؽ‬


‫ويكوف اآلمر في ىذه الحالة إلى أحد أعضاء النيابة العامة (بوصفو مف‬
‫مأموري الضبط القضائي) أو أحد مأموري الضبط القضائي‪ ،‬كما قد يصدر‬
‫ىذا األمر مف كؿ مف المستشار المندوب مف محكمة الجنايات أو محكمة‬
‫النقض‪.‬‬

‫(‪ )201‬اظؼققدماظيتمتردمسؾكمغدبمعلعقرماظضؾطماظؼضوئل‪ :‬م‬

‫إذا كاف المشرع اإلجرائي قد أجاز كقاعدة ندب السمطة المختصة‬


‫بالتحقيؽ‪ ،‬لمأمور ال ضبط القضائي‪ ،‬لمقياـ بعمؿ أو أكثر مف األعماؿ التي‬
‫تدخؿ في نطاؽ اختصاص ىذه السمطة‪ ،‬إال أف ىناؾ بعض القيود التي‬
‫ترد عمى ىذه الصبلحية والتي تتعمؽ بعدـ جواز تضمف ىذا األمر بعض‬
‫األعماؿ‪ ،‬وىذه القيود تجد سندىا في قانوف اإلجراءات الجنائية وغيرىا مف‬
‫القوانيف ونستعرض فيما يمي ىذه القيود‪.‬‬

‫(‪ )202‬سدممجقازمادؿفقابمادلؿفؿ‪ :‬م‬

‫ال يجوز أف يتضمف أمر الندب الصادر مف السمطة المختصة‬


‫بالتحقيؽ‪ ،‬تفويض مأمور الضبط القضائي لمقياـ بيذا العمؿ‪ ،‬ومرد ىذا‬
‫القيد ىو خطورة االستجواب ومساسو بحرية المستجوب وما قد يترتب عميو‬
‫مف إدانة المستجوب لنفسو ومف ثـ فإنو ينبغي أف تحوطو الضمانات‬
‫الكافية سواء مف جانب القائـ بيذا االستجواب واستقبللو وحريتو‪ ،‬وكذلؾ‬
‫ضماف عدـ تعرض المستجوب لمقير أو اإلكراه لمحصوؿ عمى اعتراؼ منو‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪080‬‬

‫))‬
‫بارتكاب الجريمة محؿ االستجواب‪ ،‬واالستجواب المحظور عمى مأمور‬
‫بل‬
‫الضبط القضائي القياـ بو؛ ىو مواجية المتيـ بأدلة االتياـ دليبلً دلي ً‬
‫ليقوؿ كممتو فييا(‪.)1‬‬

‫أساسا مف‬
‫ً‬ ‫وفي تقديرنا أف ىذه المبررات وتمؾ المحاذير‪ ،‬ال تجد ليا‬
‫صادر مف قاضي التحقيؽ أو المستشار المنتدب‬
‫ًا‬ ‫الصحة‪ ،‬إذا كاف الندب‬
‫لمتحقيؽ ألحد أعضاء النيابة العامة‪ ،‬ىذا ويجوز عمى سبيؿ االستثناء‬
‫استجواب المتيـ وذلؾ في األحواؿ التي يخشى فييا فوات الوقت‪ ،‬كما لو‬
‫كاف يحتضر أو سوؼ تجري عميو جراحة غير مأمونة العواقب‪ ،‬والتعويؿ‬
‫عمى مشروعية االستجواب‪ ،‬يترؾ لمسمطة التقديرية لمحكمة الموضوع‪.‬‬

‫(‪ )203‬حظرماظـدبميفماحلؾسماالحؿقورل‪ :‬م‬

‫أثر مف آثار القيد األوؿ حيث أنو ال‬


‫في الواقع فإف ىذا القيد يعد ًا‬
‫يجوز الحبس االحتياطي لممتيـ قبؿ القياـ باستجوابو فإذا حظر عمى مأمور‬
‫الضبط القضائي القياـ بيذا االستجواب فإنو بالتبعية يحظر عميو حبس‬
‫احتياطيا‪ ،‬إضافة إلى أف مبررات جواز الندب ذاتو ال تتوافر في مثؿ‬
‫ً‬ ‫المتيـ‬
‫ىذا اإلجراء‪ ،‬حيث ال يتوافر مبرر السرعة أف االستعجاؿ‪.‬‬

‫(‪ )204‬حظرمعؾوذرةماظـدبمظؾؼقوممبنجراءمعـمإجراءاتماظؿقؼقؼمضؾؾم‬
‫حموممأومضؾوطماظشرري‪،‬موأصرادماظؼقاتمادللؾقي‪ :‬م‬

‫يجد ىذا القيد سنده في قانوف المحاماة رقـ ‪ 17‬لسنة ‪ 1983‬المادة‬


‫‪ 51‬والتي تنص عمى أنو "ال يجوز التحقيؽ مع محاـ أو تفتيش مكتبو‪ ،‬إال‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1987/11/2‬مجموعة أحكاـ نقض‪ ،‬س ‪ 57‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،174‬ص ‪.948‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪082‬‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫ومؤدى ىذا القيد وجوب مباشرة سمطة‬ ‫بمعرفة أحد أعضاء النيابة العامة"‬
‫التحقيؽ ذاتيا ألي إجراء مف إجراءات التحقيؽ مع محاـ‪ ،‬فبل تستطيع ندب‬
‫مأمور الضبط القضائي لمقياـ بإجراء التفتيش أو االستجواب‪ ،‬وىذا القيد‬
‫قاصر عمى مأمور الضبط القضائي فقط‪ ،‬بمعنى أنو إذا كاف القائـ عمى‬
‫أمر بندب‬
‫التحقيؽ قاضي التحقيؽ أو المستشار المنتدب لمتحقيؽ وأصدر ًا‬
‫أحد أعضاء النيابة العامة‪ ،‬فبل محؿ لتقيده بيذا القيد أما بالنسبة لضباط‬
‫(‪)2‬‬
‫المسمحة ضباط أو ضباط صؼ أو جنود فإف ىذا‬ ‫الشرطة وأفراد القوات‬
‫القيد قد ورد في التعميمات القضائية لمنيابات‪.‬‬

‫(‪ )205‬سدممجقازماظـدبماظعوم‪ :‬م‬

‫ونعني بيذا القيد‪ ،‬عدـ جواز ندب مأمور الضبط القضائي لمقياـ‬
‫بتحقيؽ قضية بأكمميا بمعنى أف يقوـ بجميع إجراءات التحقيؽ المتعمقة‬
‫بيا‪ ،‬باستثناء الحالة التي يكوف فييا المنتدب لمتحقيؽ معاوف نيابة‪ ،‬حيث‬
‫يجوز ندبو لمتحقيؽ في قضية برمتيا‪ ،‬واذا تـ ذلؾ فإنو يجوز لو بالتبعية أي‬
‫المعاوف المندوب‪ ،‬ندب مأمور الضبط القضائي لمقياـ بإجراء أو أكثر مف‬
‫إجراءات التحقيؽ(‪.)3‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ويسري ىذا الحظر كذلؾ عمى ندبو لتفتيش مقار نقابة المحاميف ونقاباتيا الفرعية‪ ،‬وذلؾ‬
‫حسبما قررتو المادة ‪ 224‬مف قانوف المحاماة‪ ،‬وعمى نحو مماثؿ بالنسبة لمقار نقابة‬
‫الصحفييف ونقاباتيا الفرعية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وذلؾ إذا كانت الجريمة ال تدخؿ في اختصاص القضاء العسكري‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نقض ‪ ،1971/5/11‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 21‬رقـ ‪ 164‬ص ‪.196‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪083‬‬

‫))‬
‫(‪ )206‬ذروطمصقيماظـدب‪ :‬م‬

‫نعني بذلؾ الشروط التي تتعمؽ باألمر بالندب والمندوب والقواعد‬


‫أخير القواعد المتعمقة بالتنفيذ‪.‬‬
‫الشكمية ألمر الندب و ًا‬

‫(‪ )207‬أوالً‪:‬ماظشروطمادلؿعؾؼيمبوآلعرمبوظـدب‪ :‬م‬


‫أ‪ -‬يتعيف أف يصدر أمر الندب ممف خولو القانوف صبلحية إصدار مثؿ‬
‫ىذا األمر عمى سبيؿ الحصر سواء كاف النيابة العامة‪ ،‬أو قاضي‬
‫التحقيؽ أو المستشار المنتدب لمتحقيؽ‪.‬‬
‫ونوعيا‪ ،‬ويتحقؽ ىذا الشرط‪ ،‬إذا‬
‫ً‬ ‫مكانيا‬
‫ً‬ ‫ب‪ -‬أف يكوف اآلمر بالندب مختص‬
‫استنادا عمى معيار أو‬
‫ً‬ ‫كاف اآلمر قد انعقد لو االختصاص المكاني‬
‫أكثر مف معايير االختصاص التي وردت عمى سبيؿ الحصر(‪ ،)1‬كما‬
‫يتحقؽ إذا كاف اآلمر بالندب لو صبلحية القياـ بنفسو باإلجراء محؿ‬
‫الندب عمى اعتبار أنو أصيؿ واالختصاص ىنا يقص بو بحقيقة‬
‫الواقع‪ ،‬فإذا أصدر عضو مف أعضاء المكتب الفني لمنائب إذف تفتيش‬
‫بناء عمى محضر تحريات أحيؿ إليو مف رئيس ىذا المكتب‪ ،‬ولـ يكف‬
‫متضمنا مثؿ ىذه‬
‫ً‬ ‫قرار النائب العاـ بإنشاء المكتب المذكور‬
‫الصبلحيات سواء لرئيس المكتب أو أحد أعضائو فإف ىذا اإلذف يكوف‬
‫باطبلً(‪ ،)2‬والدفع بعدـ االختصاص النوعي لمنادب مف الدفوع الجوىرية‬
‫مشوبا بالقصور(‪.)3‬‬
‫ً‬ ‫بحيث إذا أغفمت المحكمة الرد عميو كاف حكميا‬

‫(‪)1‬‬
‫انظر ص ( ) مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1984/3/26‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 35‬رقـ ‪ 74‬ص ‪.341‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نقض ‪ ،1983/5/4‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 34‬رقـ ‪ 123‬ص ‪.618‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪084‬‬

‫))‬
‫(‪ )208‬ثوغقًو‪:‬ماظشروطمادلؿعؾؼيمبودلـدوب‪ :‬م‬
‫صادر إلى إحدى مأموري الضبط‬‫ًا‬ ‫أ‪ -‬يشترط أف يكوف أمر الندب‬
‫ونوعيا‪ ،‬ومؤدى ىذا الشرط‪ ،‬أنو يبطؿ أمر‬
‫ً‬ ‫مكانيا‬
‫ً‬ ‫القضائي المختص‬
‫الندب الصادر إلى معاوني أو مرؤوسي الضبطية القضائية‪.‬‬
‫ب‪ -‬أف تتوافر في المندوب الصبلحية الوظيفية لمقياـ بتنفيذ الندب‪ ،‬ونعني‬
‫بذلؾ أال يكوف المندوب موقوفًا عف العمؿ أو أنو ينفذ عقوبة سالبة‬
‫احتياطيا أو أحيؿ إلى االحتياط أو التقاعد‪.‬‬
‫ً‬ ‫محبوسا‬
‫ً‬ ‫لمحرية أو‬
‫ج‪ -‬إذا صدر أمر الندب باسـ الشخص الذي يتولى تنفيذه فإنو يتعيف‬
‫االلتزاـ يمثؿ ىذا التحديد‪.‬‬

‫(‪ )209‬ثوظـًو‪:‬ماظشروطمادلؿعؾؼيممبقضقعماظـدب" م‬
‫أ‪ -‬كما سبؽ القوؿ‪ ،‬فإنو يجوز الندب في القياـ بأي عمؿ يدخؿ في‬
‫اختصاص سمطة التحقيؽ القياـ بو‪ ،‬مع مراعاة القيود التي ترد عمى‬
‫صبلحية اآلمر بالندب(‪.)1‬‬
‫ب‪ -‬كما يجب أف يحدد صراحة اإلجراء أو العمؿ المطموب القياـ بو تنفي ًذا‬
‫ألمر الندب‪ ،‬ومف ثـ فبل يجوز الندب العاـ‪ ،‬أي الندب الذي ال يحدد‬
‫اإلجراء أو اإلجراءات المطموب اتخاذىا بدقة‪ ،‬وعمى العكس مف ذلؾ‬
‫(‪)2‬‬
‫القضاء الفرنسي عمى جواز الندب دوف تحديد لئلجراء‬ ‫فقد استقر‬
‫المطموب‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫انظر بند ( ) ص ( ) مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حيث لـ يكف ىذا القضاء يأخذ بوجية النظر ىذه ‪– Pradel: Pénal Procédure ..‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪085‬‬

‫))‬
‫ج‪ -‬كما ال يجوز أف يكوف موضوع الندب متعمقًا بجريمة لـ ترتكب بعد‪،‬‬
‫أي جريمة مستقبمية‪.‬‬

‫(‪ )210‬رابعًو‪:‬ماظشروطماظشؽؾقيمألعرماظـدب‪ :‬م‬

‫ىناؾ عدة شروط شكمية ينبغي توافرىا لصحة األمر نستعرضيا فيما يمي‪:‬‬

‫مكتوبا‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬أف يكوف الندب‬

‫لـ يرد في قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪ ،‬ما يشترط كتابة ىذا‬
‫(‪)1‬‬
‫قد استقرت أحكاميا عمى وجوب كتابة ىذا‬ ‫األمر‪ ،‬إال أف محكمة النقض‬
‫استنادا عمى أف األصؿ في اإلجراءات الجنائية ىو تحريرىا حتى‬
‫ً‬ ‫األمر‪،‬‬
‫تكوف حجة عمى الجميع‪ .‬واذا تـ اإلذف أو الندب شفاىة فإنو ال يغني عف‬
‫وجود أصؿ مكتوب‪ ،‬وال يغني عف ذلؾ مجرد إثبات التبميغ في دفتر‬
‫اإلشارات التميفونية‪.‬‬

‫ىذا واذا كاف الندب لمعاوف نيابة فإنو ال يشترط عند الضرورة صدور‬
‫األمر كتابة وانما يجب ثبوت ذلؾ الندب مف قبؿ رئيس النيابة المختص(‪.)2‬‬

‫‪ -2‬تحديد أجؿ لتنفيذ أمر الندب‪:‬‬

‫ليس ىناؾ ما يمزـ مصدر األمر بتحديد أجؿ او مدة لتنفيذه وىو أمر‬
‫طا عمى المتيـ ومع‬
‫ال يتفؽ وصيانة الحريات الشخصية ويعد سيفًا مسم ً‬
‫ذلؾ فإذا صدر وبو مثؿ ىذا التحديد فإنو يجب التقيد بو كما أنو يجوز‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1967/11/13‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 18‬رقـ ‪ ،229‬ص ‪.11-1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1972/2/23‬مجموعة محكمة النقض ص ‪ ،21‬رقـ ‪ ،69‬ص‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪086‬‬

‫))‬
‫تجديده بمعرفة اآلمر بو‪ ،‬وفي حساب المدة ال يحسب يوـ صدور الندب‪،‬‬
‫وانما مف تاريخ وصولو إلى مأمور الضبط أو المندوب بشكؿ عاـ‪.‬‬

‫‪ -3‬تحديد الشخص أو المكاف الذي يتـ فيو مواجيتو أو فيو أمر‬


‫الندب‪:‬‬

‫نافيا لمجيالة‪ ،‬فإذا صدر‬


‫تحديدا ً‬
‫ً‬ ‫ويعني ىذا الشرط تحديد محؿ التنفيذ‬
‫عاما فإنو يصمح لمتنفيذ ضد أي شخص أو مكاف‪ ،‬وقضاء‬ ‫أمر التفتيش ً‬
‫محكمة النقض المصرية‪ ،‬استقر عمى أف الخطأ في اسـ الشخص المراد‬
‫تفتيشو أو رقـ الشقة المطموب تفتيشيا ال يبطؿ أمر التفتيش‪ ،‬وذلؾ إذا تبيف‬
‫لممحكمة أف الشخص الذي حصؿ تفتيشو ىو المقصود باألمر‪ ،‬أو أف‬
‫المكاف الذي تـ تفتيشو رغـ الخطأ في تحديده ىو المكاف المعني فعبلً‬
‫بالتفتيش(‪.)1‬‬

‫(‪ )211‬ضقاسدمتـػقذماظـدب‪ :‬م‬

‫صحيحا وفقًا لما تقدـ مف شروط‪،‬‬


‫ً‬ ‫إذا ما صدر أمر أو إذف الندب‬
‫فإنو يتعيف عمى المندوب االلتزاـ بتنفيذه وفقًا لمقواعد التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب تنفيذه خبلؿ األجؿ المحدد‪:‬‬

‫إذا صدر األمر وبو أجؿ محدد‪ ،‬فإنو يجب تنفيذ اإلجراء أو‬
‫اإلجراءات المطموبة خبلؿ ىذا األجؿ سواء في بداية المدة التي تضمنيا‬
‫األمر أو في نيايتيا ال فرؽ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1977/6/5‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 28‬رقـ ‪ 145‬ص ‪.691‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪087‬‬

‫))‬
‫‪ -2‬تنفيذ الندب لمرة واحدة‪:‬‬

‫وتعني ىذه القاعدة أف الندب يستنفذ قوتو القانونية بتنفيذ اإلجراء‬


‫المعني مرة واحدة فقط‪ ،‬فإذا كاف الندب لتفتيش مسكف أحد المتيميف‪ ،‬وتـ‬
‫التفتيش فعبلً بموجب ىذا الندب فبل يجوز العودة مرة ثانية لمقياـ بتفتيش‬
‫منزلو‪.‬‬

‫واذا دعت الحاجة أو الضرورة إلعادة ىذا التفتيش لنفس المسكف فإنو‬
‫يجب إصدار أمر جديد مستوفي لشروط صحة الندب(‪.)1‬‬

‫‪ -3‬تنفيذ المندوب بنفسو لموضوع الندب‪:‬‬

‫شخصيا‪ ،‬أي تعيف اسـ الشخص المندوب فإنو يجب‬ ‫ً‬ ‫إذا صدر الندب‬
‫عميو القياـ باإلجراء أو اإلجراءات بنفسو‪ ،‬أما إذا لـ يتـ مثؿ ىذا التعييف‪،‬‬
‫ونوعيا القياـ بتنفيذه‪،‬‬
‫ً‬ ‫مكانيا‬
‫ً‬ ‫فإنو يجوز ألي مأمور ضبط قضائي مختص‬
‫فإذا أصدر وكيؿ النيابة العامة المختص بعد أف أجرى معاينة نباتات القنب‬
‫اليندي والخشخاش المضبوطة في األرض المنزرعة بيا‪ ،‬أوامره أو كمؼ‬
‫مرافقيو مف رجاؿ الشرطة دوف تحديد باقتبلع ىذه النباتات وارساليا إليو‬
‫صحيحا(‪.)2‬‬
‫ً‬ ‫فيكوف ىذا اإلجراء‬

‫وليس لمأمور الضبط القضائي سواء عيف االسـ أو لـ يعيف ندب‬


‫(‪)3‬‬
‫غيره لتنفيذ ما تضمنو أمر الندب‪ ،‬إال إذا صرح لو بذلؾ اآلمر‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1981/1/3‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 31‬رقـ ‪ ،5‬ص ‪.33‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1982/2/16‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 55‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،59‬ص ‪.283‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نقض ‪ ،1963/5/17‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،14‬رقـ ‪ ،116‬ص ‪.555‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪088‬‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫بالندب ‪ ،‬باستثناء الندب الصادر مف عضو نيابة إلى آخر أو مف قاض‬
‫إلى قاض آخر ومرد إجازة ذلؾ إلى أف ىؤالء ىـ السمطة األصمية التي‬
‫تممؾ سمطة الندب ابتداء وفي ىذه الحالة فإنو ال يشترط أف يكوف ىذا‬
‫الندب الفرعي ثابتًا بالكتابة‪ .‬ىذا وال تصادر ىذه القاعدة عمى قياـ معاونيو‬
‫أو مرؤوسيو أي مأمور الضبط القضائي بتنفيذه تحت إشرافو المباشر‪.‬‬

‫‪ -4‬اصطحاب كاتب عند مباشرة إجراء مف إجراءات الندب‪:‬‬

‫ليس ىناؾ نص صريح في قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪،‬‬


‫يستوجب ذلؾ‪ ،‬إال أنو بالنظر إلى قياـ المندوب أي مأمور الضبط القضائي‬
‫بعمؿ مف أعماؿ التحقيؽ االبتدائي فإنو يمتزـ بما تمتزـ بو الجية األصمية‬
‫المختصة بيذا التحقيؽ والتي يمزميا القانوف باصطحاب كانت عند القياـ‬
‫(‪)2‬‬
‫بعمؿ مف األعماؿ التي تندرج في مفيوـ التحقيؽ االبتدائي‪ ،‬وقد أخذ‬
‫قضاء محكمة النقض المصرية بيذا الرأي في حكـ ليا‪ ،‬ثـ عدلت عنو‬
‫وقضت بأنو ال ضرورة لتقيد مأمور الضبط القضائي باستصحاب كاتب‬
‫عند تنفيذه إلنابة قضائية لئبل يصرفو ذلؾ عف ميمتو األصمية(‪.)3‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ومف ثـ فبل يشترط قياـ مف ندب لمتفتيش ندب غيره مف مأموري الضبط القضائي كتابة‪،‬‬
‫ألف مف يجري التفتيش في ىذه الحالة أال تجريو باسـ مف ندبو وانما يجريو باسـ النيابة‬
‫العامة اآلمرة لو‪.‬‬
‫نقض ‪ ،1987/2/11‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،37‬ص ‪.246‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1961/2/2‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 12‬رقـ ‪ ،41‬ص ‪.232‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نقض ‪ ،1961/11/23‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ ،12‬رقـ ‪ 165‬ص ‪.841‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪089‬‬

‫))‬
‫‪ -5‬جواز قياـ المندوب بتنفيذ إجراء أو أكثر لـ يتضمنو أمر الندب‪:‬‬

‫نطاؽ تطبيؽ ىذه القاعدة‪ ،‬محدد في اإلجراء أو اإلجراءات التي‬


‫تتصؿ بالعمؿ المنتدب لو‪ ،‬والقيد األساسي ىو لزوميا لكشؼ الحقيقة‪ ،‬كما‬
‫شاىدا آخر لـ يرد اسمو في‬
‫ً‬ ‫لو انتدب لسماع أقواؿ شاىد وعمـ أف ىناؾ‬
‫أمر الندب وىو عمى وشؾ السفر خارج الببلد‪ ،‬أو يعاني مف سكرات‬
‫الموت‪ ،‬وال يوجد لدى المأمور وقت لمحصوؿ عمى إذف بمثؿ ىذا اإلجراء‬
‫فإنو يجوز لو القياـ بو‪.‬‬

‫‪ -6‬التقيد بتنفيذ الندب في نطاؽ االختصاص المكاني لآلمر بالندب‬


‫والمندوب‪:‬‬

‫ال تعني ىذه القاعدة التقيد بالمكاف الذي حدده أمر الندب لتنفيذ‬
‫تحديدا بالنسبة لتفتيش شخص المتيـ‪ ،‬حيث يجوز تنفيذ ىذا‬
‫ً‬ ‫اإلجراء‪ ،‬وذلؾ‬
‫الندب في مكاف آخر تواجد فيو المطموب تفتيشو وذلؾ بشرط أف يقع ىذا‬
‫المكاف في نطاؽ اختصاص كؿ مف اآلمر بالندب والمندوب‪.‬‬

‫‪ -7‬جواز االستعانة بالقوة العسكرية(‪:)1‬‬

‫نطاؽ ىذه القاعدة يجد أساسو في أف اآلمر بالندب لو مثؿ ىذه‬


‫الصبلحية‪ ،‬ومف ثـ فإف ذلؾ يستتبع تمتع المندوب بنفس ىذه الصبلحية‬
‫ىذا ورغـ الشروط والضوابط التي يصدر في إطارىا وينفذ الندب لمتحقيؽ‬
‫الصادر لمأمور الضبط القضائي‪ ،‬إال أنو في تقديرنا يجب عدـ التوسع في‬
‫ىذا الندب واقتصاره عمى المبررات المباشرة‪ ،‬دوف االعتماد في ىذا الشأف‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة (‪ )61‬مف قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪091‬‬

‫))‬
‫عمى مبرر ضغط العمؿ أو تعدد أعباء السمطة المختصة بالتحقيؽ خاصة‬
‫واف ضمانات مأموري الضبط القضائي المماثمة لضمانات سمطة التحقيؽ‬
‫االبتدائي تكاد تكوف منعدمة‪ ،‬األمر الذي يشكؿ خطورة بالغة إزاء التوسع‬
‫في ندبيـ لمتحقيؽ االبتدائي‪.‬‬
‫‪ -8‬أف تكوف لممندوب سمطة مف ندبو باستثناء ما حظر فيو الندب‪:‬‬

‫فإذا ندب مأمور الضبط القضائي مف قبؿ النيابة العامة بوصفيا‬


‫سمطة تحقيؽ‪ ،‬فتكوف لو سمطة مف ندبو‪ ،‬ويعد محضره محضر تحقيؽ‪ ،‬فإذا‬
‫ندب لتفتيش مسكف فإنو تسري عمى ىذا التفتيش األحكاـ الخاصة بقاضي‬
‫التحقيؽ‪ ،‬بحيث يتـ بحضور المتيـ أو مف ينيبو عنو إف أمكف ذلؾ(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1987/4/22‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 57‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،1-7‬ص ‪.632‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪090‬‬

‫))‬

‫انمطى انثبٍَ‬

‫انذػىي اجلُبئُخ وانذػىي ادلذَُخ ادلرتجغخ‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪092‬‬

‫))‬
‫(‪ )212‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫بعد االنتياء مف المرحمة التمييدية إلعداد الدعوى الجنائية وىي‬


‫مرحمة جمع االستدالالت‪ ،‬تقدر النيابة العامة عمى ضوء ما أسفرت عنو‬
‫ىذه المرحمة مف دالئؿ‪ ،‬خطتيا بشأف الدعوى الجنائية فيي إما أف تحفظيا‪،‬‬
‫أو أف تقتضي حؽ الدولة في العقاب بواسطة الدعوى الجنائية‪ ،‬وفي‬
‫فروض أخرى قد ترى قياميا بالتحقيؽ االبتدائي إما ألف القانوف يمزميا‬
‫بذلؾ كما ىو الحاؿ بالنسبة لمجنايات‪ ،‬أو ترى ىي نفسيا مبلءمة قياميا‬
‫بيذا التحقيؽ‪.‬‬

‫فإذا كاف األمر األوؿ أي تحريؾ الدعوى الجنائية‪ ،‬فإنيا تقوـ باتخاذ‬
‫مثؿ ىذا اإلجراء‪ ،‬وال يكوف ذلؾ إال في مواجية المتيـ بارتكاب الجريمة فبل‬
‫يجوز تحريكيا ضد مجيوؿ‪ ،‬ويشاركيا ىذا الحؽ في نطاؽ محدد المضرور‬
‫مف الجريمة وجيات الحكـ بالمخالفة لقواعد توزيع االختصاص‪ ،‬ولكف حؽ‬
‫أخير فإف‬
‫التحريؾ ليس مطمقًا حيث ترد عميو بعض القيود المؤقتة‪ .‬و ًا‬
‫مدعيا‬
‫ً‬ ‫المضرور مف الجريمة أعطى لو القانوف الحؽ في أف يقيـ نفسو‬
‫بحقوؽ مدنية أماـ المحكمة المنظورة أماميا الدعوى الجنائية وتكوف الدعوى‬
‫في ىذه الحالة تابعة لمدعوى الجنائية‪.‬‬

‫يفمػذاماظؼلؿمغؿـوولمبوظشرحمواظؿقؾقؾميف‪ :‬م‬

‫انذػىي اجلُبئُخ‪.‬‬ ‫انجبة األول ‪:‬‬

‫انذػىي ادلذَُخ‪.‬‬ ‫انجبة انثبٍَ‪:‬‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪093‬‬

‫))‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪094‬‬

‫))‬

‫انجبة األول‬
‫انذػىي اجلُبئُخ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪095‬‬

‫))‬
‫(‪ )213‬تؼلقؿ‪ :‬م‬

‫ينقسـ ىذا الباب إلى فصوؿ أربعة‪:‬‬

‫مماخلصقمميفماظدسقىماجلـوئقي‪ .‬م‬ ‫اظػصؾماألول م‪:‬‬

‫ماظؼققد ماظيت مترد مسؾك محرؼي ماظـقوبي ماظعوعي ميفم‬ ‫اظػصؾماظـوغل م‪:‬‬
‫حترؼؽماظدسقىماجلـوئقي‪ .‬م‬

‫محترؼؽ مادلدسل مادلدغل مواحملوطؿ مظؾدسقىم‬ ‫اظػصؾماظـوظٌم‪:‬‬


‫اجلـوئقي‪ .‬م‬

‫ماغؼضوءماظدسقىماجلـوئقي‪ .‬م‬ ‫اظػصؾماظرابع م‪:‬‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪096‬‬

‫))‬
‫انفظم األول‬

‫اخلظىو يف انذػىي اجلُبئُخ‬

‫(‪ )214‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫أطراؼ الدعوى الجنائية أو خصوميا بشكؿ أساسي‪ ،‬ىـ المتيـ‬


‫(‪)1‬‬
‫بوصفيا المدعي وفي بعض‬ ‫بوصفو المدعى عميو‪ ،‬والنيابة العامة‬
‫أيضا مدعى عميو‪ ،‬وذلؾ في‬
‫األحياف‪ ،‬المسئوؿ عف الحقوؽ المدنية بوصفو ً‬
‫حالة قياـ النيابة العامة بإدخالو في الدعوى بقصد الحكـ عميو بمصروفات‪.‬‬

‫وينقسـ ىذا الفصؿ إلى مبحثيف‪:‬‬

‫مادلؿفؿمبقصػفمادلدسكمسؾقف‪ .‬م‬ ‫األول م‪:‬‬


‫ماظـقوبيماظعوعيمبقصػفومادلدسل‪ .‬م‬ ‫اظـوغلم‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ىنات اتجاه فقيي يرى أف النيابة العامة ال ينطبؽ عمييا صفة الخصـ‪ ،‬أنظر عمى سبيؿ‬
‫المثاؿ الدكتور‪ :‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬‬
‫ص ‪ 111‬وما بعدىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪097‬‬

‫))‬
‫ادلجحث األول‬

‫ادلتهى‬

‫(‪ )215‬تعرؼػمادلؿفؿ‪ :‬م‬


‫(‪)1‬‬
‫وآخر‬ ‫تعددت اآلراء الفقيية في تعريؼ المتيـ بيف مفيوـ متسع‬
‫وآخر وسط(‪ ،)3‬ومرد ىذا التعدد يقوـ عمى اختبلؼ المعايير التي‬ ‫(‪)2‬‬
‫ضيؽ‬
‫يستند إلييا في التعريؼ‪ ،‬خاصة وأف تشريع اإلجراءات الجنائية المصري‬
‫وغالبية التشريعات اإلجرائية المقارنة لـ يرد بيا تعريؼ لممتيـ(‪)4‬؛ وفي‬
‫تقديرنا أنو مف األىمية تحديد ىذا التعريؼ وذلؾ لمتفرقة بينو بيو المشتبو‬
‫فيو الذي ال تصؿ األدلة أو القرائف ضده إلى حد توجيو االتيا إليو وتحريؾ‬
‫الدعوى الجنائية قبمو‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬رمسيس بيناـ‪ ،‬اإلجراءات الجنائية تأصيبلً وتحميبلً‪ ،1988 ،‬ص ‪.175‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ :‬حسف عموب‪ ،‬استعانة المتيـ بمحاـ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة‬
‫القاىرة‪ ،1971 ،‬ص ‪11‬؛ الدكتور‪ :‬توفيؽ الشناوي‪ ،‬فقو اإلجراءات الجنائية‪ ،1954 ،‬ص‬
‫‪117‬؛ الدكتور‪ :‬مأموف سبلمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.236‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الدكتور‪ :‬حسنيف إبراىيـ عبيد‪ ،‬شكوى المجني عميو‪ ،‬مجمة القانوف واالقتصادي‪،1974 ،‬‬
‫ص ‪.165‬‬
‫(‪)4‬‬
‫في قانوف اإلجراءات الجنائية الفرنسي‪ ،‬فإف اإلجراءات التي تباشرىا الشرطة ضد شخص ما‬
‫يطمؽ عميو أو يعبر عنو بالشخص ‪.Personé‬‬
‫وفي مرحمة التحقيؽ يطمب عميو ‪ ،inculpé‬أما إذا كاف محاالً إلى محكمة الجنح‬
‫والمخالفات فإنو يطمؽ عميو ‪ .Prévenu‬واذا كاف محاالً إلى محكمة الجنايات فإنو يطمؽ‬
‫عميو ‪.Accusé‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪098‬‬

‫))‬
‫وفي اعتقادنا أف الوصوؿ إلى تعريؼ دقيؽ لممتيـ‪ ،‬يتطمب أف نضع‬
‫في اعتبارنا العديد مف الحقائؽ‪ ،‬أوليا أنو ليس ىناؾ ارتباط بيف ىذا‬
‫التعريؼ ومرحمة معينة مف مراحؿ الدعوى الجنائية‪ ،‬وثاني ىذه الحقائؽ ال‬
‫متيما أنو قد ارتكب الجريمة محؿ االتياـ بالفعؿ‬
‫ً‬ ‫يعني أف يكوف الشخص‬
‫فيو يظؿ بر ًيئا حتى تثبت إدانتو بحكـ قضائي وثالث ىذه الحقائؽ؛ أف‬
‫الشخص طواؿ مدة محاكمتو يظؿ لو صفة المتيـ حتى تنقضي الدعوى‬
‫الجنائية المقامة ضده بحكـ بات في موضوعيا وسواء باإلدانة أو البراءة‪.‬‬

‫والتعريؼ الذي نرى مبلءمتو لممتيـ‪ ،‬بأنو الشخص الذي نسب إليو‬
‫ارتكاب جريمة جنائية مف قبؿ سمطة مختصة بتوجيو مثؿ ىذا االتياـ‪ ،‬أو‬
‫تحريؾ الد عوى الجنائية ضده مف قبؿ سمطة أو فرد لو مثؿ ىذه الصبلحية‬
‫يترتب عميو اتخاذ إجراء أو أكثر ضده‪.‬‬

‫ىذا ويسمح ىذا التعريؼ بمواجية عدة فروض أوليا القبض عمى‬
‫المتيـ بمعرفة مأموري الضبط القضائي في الحاالت التي يجيز ليـ القانوف‬
‫اتخاذ مثؿ ىذا اإلجراء‪ ..‬وكذلؾ تحريؾ الدعوى الجنائية بمعرفة المدعي‬
‫المدني بطريؽ االدعاء المباشر‪ ،‬وتوجيو االتياـ مف قبؿ النيابة العامة أو‬
‫أخير تحريؾ الدعوى‬
‫السمطة المختصة بالتحقيؽ االبتدائي بشكؿ عاـ‪ ،‬و ًا‬
‫الجنائية بمعرفة المحاكـ الجنائية والمدنية والتجارية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪099‬‬

‫))‬
‫(‪ )216‬اظشروط ماظيت مجيى متقاصرػو ميف مادلدسك مسؾقف ميف ماظدسقىم‬
‫اجلـوئقي‪ :‬م‬
‫(‪ )217‬اظشرطماألول‪:‬مأنمؼؽقنمعؿفؿًومبورتؽوبمجرمييمجـوئقي‪ :‬م‬

‫سبؽ أف تعرضنا بالشرح والتحميؿ لمفيوـ المتيـ مف وجية النظر‬


‫الجنائية ومؤدى ذلؾ أنو ال يجوز أف ترفع ىذه الدعوى عمى المسئوؿ عف‬
‫الحقوؽ المدنية‪ ،‬عمى الرغـ مف جواز اختصامو في الدعوى المدنية التي‬
‫ت رفع عمى المتيـ‪ ،‬وكذلؾ فإنو يجوز لمنيابة العامة أف تدخمو في الدعوى‪،‬‬
‫متيما‪،‬‬
‫ً‬ ‫وذلؾ ليس بغرض الحكـ عميو بأية عقوبة جنائية حيث أنو ال يعد‬
‫وانما فقط بغرض الحكـ عميو بالمصاريؼ والتي تعد مف قبيؿ التعويضات‬
‫المدنية المستحقة لمحكومة بسبب رفع الدعوى‪ ،‬ونفس الحكـ بالنسبة لورثة‬
‫تأسيسا عمى أف المسئولية الجنائية ال تورث‪.‬‬
‫ً‬ ‫فاعؿ الجريمة إذا توفى‪ ،‬وذلؾ‬
‫كما أف تدخؿ المسئوؿ عف الحقوؽ المدنية في الدعوى في أية حالة كانت‬
‫خصما فييا بدليؿ أنو ال يجوز أف يطعف في الحكـ الذي‬
‫ً‬ ‫عمييا‪ ،‬ال تجعمو‬
‫يصدر فييا باإلدانة‪ ،‬حيث أف الغرض مف جواز تدخمو مف تمقاء نفسو في‬
‫الدعوى‪ ،‬ىو الدفاع الوقائي عف مصالحو‪ ،‬وذلؾ أنو لو حكـ عمى المتيـ‬
‫فإف ذلؾ يستتبع مطالبتو بالتعويض‪ .‬ومف ثـ يدافع عف مصالحو بشكؿ‬
‫غير مباشر وذلؾ بواسطة الدفاع عف المتيـ ذاتو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪211‬‬

‫))‬
‫(‪ )218‬اظشرطماظـوغل‪:‬مأنمؼؽقنمذكصًومرؾقعقًو‪ :‬م‬

‫ويترتب عمى ىذا الشرط‪ ،‬عدـ جواز إقامة الدعوى الجنائية عمى‬
‫الجماد أو الحيواف(‪ )1‬أو حتى اإلنساف بعد وفاتو‪ ،‬واتساقًا مع ذلؾ الشرط‪،‬‬
‫معنويا‪،‬‬
‫ً‬ ‫شخصا‬
‫ً‬ ‫فإنو ال يجوز أف يكوف المدعى عميو في الدعوى الجنائية‬
‫عمى اعتبار أف االعتراؼ باألشخاص المعنوية وبالعديد مف الحقوؽ التي‬
‫تترتب عمى ىذا االعتراؼ اقتصر فقط عمى ما يتعمؽ بمباشرة نشاطيا‬
‫وليس مف بيف ىذه الحقوؽ ما يعد لصيقًا بصفة اإلنساف الطبيعية‪ ،‬واف كاف‬
‫بعضا منيا مشترًكا كما في الذمة المالية واألىمية القانونية‪ ،‬وبالتالي فقد‬
‫ً‬
‫تحققت مسئولتييا المدنية سواء في ذلؾ المسئولية التقصيرية أو التعاقدية‬
‫(‪)2‬‬
‫تحقؽ المسئولية‬ ‫ومع ذلؾ فإف ىناؾ مف االتجاىات الفقيية ما ينكر‬
‫الجنائية لؤلشخاص المعنوية األمر الذي ال يجوز معو أف تكوف مدعى‬
‫(‪)3‬‬
‫تحقؽ‬ ‫عمييا في الدعوى الجنائية‪ ،‬في المقابؿ فإف ىناؾ مف يرى جواز‬
‫المسئولية عمى اعتبار أف الجريمة التي ارتكبيا ممثؿ الشخص المعنوي‪ ،‬قد‬
‫ارتكبيا باسـ ىذا الشخص ولحسابو‪ ،‬وبالتالي يسأؿ كما لو كاف ذلؾ‬
‫لحسابو الخاص أي ممثمو القانوني‪.‬‬

‫وقصارى القوؿ فإف الرأي القائؿ بالمسئولية الجنائية لؤلشخاص‬


‫المعنوية وما يترتب عميو مف إمكاف تحريؾ الدعوى الجنائية ضد الشخص‬
‫(‪)1‬‬
‫كانت التشريعات القديمة‪ ،‬تعترؼ بمسئولية جثث الموتى والحيوانات عمى اعتبار أف أسس‬
‫المسئولية الجنائية وليدة التطور التشريعي الحديث‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Garraud: Traite the orque et pratique de droit pénale, Français,‬‬
‫‪3ed, 1913, p. 537.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Donnedieu de vabres : Traite de droit pénale, p. 449.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪210‬‬

‫))‬
‫المعنوي‪ ،‬يحوؿ دوف التسميـ بو عمى إطبلقو عدـ وجود إرادة لدى ىذا‬
‫الشخص ومف ثـ فإنو يستحيؿ أف يرتكب الجريمة مف وجية النظر المادية‪،‬‬
‫ويستتبع ذلؾ عدـ إمكاف مسئوليتو الجنائية التي تتطمب اإلدراؾ والتمييز إال‬
‫في نطاؽ ضيؽ وعمى سبيؿ االستثناء وفي جميع األحواؿ فإنو ال توقع‬
‫عميو عقوبة جنائية إال تمؾ التي تتفؽ مع طبيعتو وترفع الدعوى عمى ممثمو‬
‫القانوني ليس بصفتو الشخصية وانما بصفتو ممثبلً لو‪ .‬إال إذا أمكف نسبة‬
‫شخصيا‪ ،‬وفي ىذه الحالة ال تكوف لصفتو التمثيمية ليذا‬
‫ً‬ ‫الجريمة إليو‬
‫الشخص أي دور‪.‬‬

‫(‪ )219‬اظشرطماظـوظٌ‪:‬مأنمؼؽقنمادلدسكمسؾقفمذكصًومحمددًا‪ :‬م‬

‫ومؤدى ىذا الشرط‪ ،‬أنو ال يجوز أف تحرؾ الدعوى الجنائية ضد‬


‫مجيوؿ أي شخص غير معيف‪ ،‬وفي المقابؿ فإف إجراءات التحري‬
‫واالستدالؿ والتحقيؽ االبتدائي ال يشترط في جميع حاالتيا مثؿ ىذا‬
‫الشرط(‪.)1‬‬

‫ىذا وليس مف متطمبات ىذا الشرط‪ ،‬أف يكوف المدعي معروفًا باسمو‬
‫اسما غير‬
‫ولقبو‪ ،‬إنما يكفي أف يكوف معروفًا بشخصو حتى ولو انتحؿ ً‬
‫اسمو أو تسمى باسـ مستعار‪.‬‬

‫(‪ )220‬اظشرطماظرابع‪:‬مأنمؼؽقنمادلدسكمسؾقفمعؿؿؿعًومبؼقاهماظعؼؾقي‪ :‬م‬

‫والنطاؽ الزمني أو المرحمي ليذا الشرط يتعمؽ بمرحمة التحقيؽ‬


‫والمحاكمة عمى اعتبار أف ذلؾ مف شروط تحريؾ الدعوى الجنائية وبصفتو‬

‫(‪)1‬‬
‫صغيرا‪ ،‬حيث يتعيف رفعيا مف قبؿ ولو أو الوصي عميو‪.‬‬
‫ً‬ ‫كما لو كاف‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪212‬‬

‫))‬
‫متمتعا‬
‫ً‬ ‫مدعى عميو في ىذه الدعوى‪ ،‬والعبرة بوقت ىذا التحريؾ‪ ،‬فقد يكوف‬
‫بقواه العقمية وقت ارتكاب الجريمة‪ ،‬إال أنو وقت تحريكيا فقدىا‪ ،‬حيث يتعيف‬
‫إرجاء ىذا التحريؾ حتى يشفى‪ ،‬وفي فرض آخر قد يكوف في كامؿ قواه‬
‫العقمية وقت التحريؾ إال أنو أثناء المحاكمة فقد قواه العقمية‪ ،‬وفي ىذا‬
‫الفرض فإنو يتعيف عمى أف توقؼ إجراءات المحاكمة حتى يعود إلى رشده‪،‬‬
‫وقد قنف ذلؾ قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪ ،‬وذلؾ في المادة ‪1/339‬‬
‫مف ىذا القانوف(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫إذا ثبت أف المتيـ غير قادر عمى الدفاع عف نفسو‪ ،‬بسبب عاىة في عقمو طرأت بعد وقوع‬
‫الجريمة يوقؼ رفع الدعوى عميو أو محاكمتو حتى يعود إلى رشده‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪213‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبٍَ‬

‫انُُبثخ انؼبيخ‬

‫ادلغهت األول‬

‫غظومماظـقوبيماظعوعي م‬

‫(‪ )221‬تشؽقؾماظـقوبيماظعوعي‪ :‬م‬

‫تشكؿ النيابة العامة مف جيازيف مستقميف األوؿ‪ :‬لو االختصاص العاـ‬


‫بممارسة وظيفة النيابة والثاني‪ :‬لو اختصاص خاص بممارسة نفس الوظيفة‬
‫أما بالنسبة لمجياز األوؿ فإنو يقوـ بأداء وظيفة النيابة العامة لدى سائر‬
‫المحاكـ باستثناء محكمة النقض‪ ،‬ويسند إلى كؿ مف النائب العاـ أو أحد‬
‫النواب العاميف المساعديف أو المحاميف العاميف األوؿ أو المحاميف العاميف‬
‫أو رؤساء النيابة أو وكبلئيا أو مساعدييا أو معاونييا‪ ،‬ممارسة األعماؿ‬
‫التي تتطمبيا ممارسة ىذه الوظيفة دوف إخبلؿ باختصاص البعض مف‬
‫ىؤالء باختصاصات ينفردوف بيا بحكـ وظائفيـ‪.‬‬

‫أما الجياز الثاني‪ :‬فإف اختصاصو في ممارسة وظيفة النيابة العامة‬


‫مقصور عمى محكمة النقض ويمثمو نيابة النقض(‪ .)1‬وىو يتبع وزير العدؿ‬
‫ويتـ اختيار رئيس نيابة النقض مف بيف مستشاري النقض أو االستئناؼ أو‬
‫المحاميف العاميف عمى األقؿ‪ ،‬ويعاونو عدد كاؼ مف األعضاء مف درجة‬
‫مدير واألعضاء وذلؾ بواسطة الندب لمدة سنة واحدة قابمة لمتجديد لمدة أو‬
‫(‪)1‬‬
‫المادة ‪ 24‬مف قانوف السمطة القضائية‪ ،‬الصادر بالقرار بالقانوف رقـ ‪ 46‬لسنة ‪1972‬‬
‫والمعدؿ بالقانوف رقـ ‪ 32‬لسنة ‪.1984‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪214‬‬

‫))‬
‫لمدد أخرى مماثمة‪ ،‬وذلؾ بموجب قرار مف وزير العدؿ بعد أخذ رأي رئيس‬
‫محكمة النقض وموافقة مجمس القضاء األعمى‪ ،‬ويكوف ليذه النيابة بناء‬
‫عمى طمب المحكمة حضور مداوالت الدوائر المدنية والتجارية واألحواؿ‬
‫الشخصية دوف أف يكوف لممثميا صوت معدود رسمي‪.‬‬

‫(‪ )222‬تشؽقؾماجلفوزماظعوعيمظؾـقوبيمحبلىماظؿدرجماظرئودل‪ :‬م‬

‫يشكؿ ىذا الجياز مف مكتب النائب العاـ – نيابة االستئناؼ – النيابة‬


‫الكمية – النيابة الجزئية – النيابات المتخصصة‪.‬‬

‫(‪ )223‬أوالً‪:‬معؽؿىماظـوئىماظعوم‪ :‬م‬

‫ويشكؿ مف عدد مف النواب العاميف المساعديف والمحاميف العاميف‬


‫ورؤساء النيابة ووكبلئيا‪ ،‬ويمحؽ بيذا المكتب كؿ مف إدارة النيابات وادارة‬
‫التفتيش القضائي لمنيابة العامة والتي رأسيا نائب عاـ مساعد والمكتب‬
‫الفني لمنائب العاـ‪.‬‬

‫(‪ )224‬ثوغقًو‪:‬مغقوبيماالدؿؽـوف‪ :‬م‬

‫وتوجد ىذه النيابة في مقر كؿ محكمة مف محاكـ االستئناؼ ويشرؼ‬


‫عمى ىذه النيابة محاـ عاـ ويعاونو عدد مف أعضاء النيابة ويكوف لو تحت‬
‫إشراؼ النائب العاـ جميع حقوقو واختصاصاتو المنصوص عمييا في‬
‫القوانيف‪ ،‬ولرؤساء نيابة االستئناؼ ما لممحامي العاـ‪ ،‬وذلؾ في القياـ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪215‬‬

‫))‬
‫بأعماؿ االتياـ والتحقيؽ في جميع الجرائـ التي تقع في دائرة محكمة‬
‫االستئناؼ(‪.)1‬‬

‫(‪ )225‬ثوظـًو‪:‬ماظـقوبيماظؽؾقي‪ :‬م‬

‫وتوجد ىذه النيابة في مقر كؿ محكمة ابتدائية‪ ،‬ويديرىا رئيس نيابة‬


‫ويعاونو عدد كاؼ مف أعضاء النيابة مف وكبلء ومساعديف ومعاونيف‪،‬‬
‫وتخضع ىذه النيابة إلشراؼ المحامي العاـ بمحكمة االستئناؼ التي تقع‬
‫النيابة الكمية في دائرتيا‪.‬‬

‫(‪ )226‬رابعًو‪:‬ماظـقوبيماجلزئقي‪ :‬م‬

‫وتوجد ىذه النيابة بدائرة كؿ محكمة جزئية‪ ،‬وتتبع النيابة الكمية‬


‫لممحكمة االبتدائية التابعة ليا المحكمة الجزئية‪ ،‬ويتولى إدارة ىذه النيابة‬
‫وكيؿ أو مساعد نيابة‪ ،‬وتخضع إلشراؼ رئيس النيابة الكمية التي تتبعيا‪.‬‬

‫(‪ )227‬خوعلًو‪:‬ماظـقوبوتمادلؿكصصي‪ :‬م‬

‫أجاز القانوف لوزير العدؿ وبحسب الحاجة‪ ،‬إنشاء نيابات مختصة‬


‫بنوع معيف مف الجرائـ‪ ،‬تختص بتحقيقيا دوف سواىا مف الجرائـ‪ ،‬ويحدد‬
‫القرار الذي يصدر بإنشاء النيابة اختصاصيا النوعي والمكاني‪ ،‬ويتولى‬
‫إدارتيا محاـ عاـ أو رئيس نيابة وذلؾ بحسب القرار الخاص بيا‪ .‬ومف‬
‫حاليا نيابة أمف الدولة‪ ،‬وقد ألغيت نيابة‬
‫ً‬ ‫أمثمة ىذه النيابات القائمة‬
‫المخدرات ونيابة اآلداب لما كشؼ عنو العمؿ مف تكدس التحقيقات أماـ‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬رمسيس بيناـ‪ ،‬اإلجراءات الجنائية تأصيبلً وتحميبلً‪ ،1988 ،‬ص ‪.175‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪216‬‬

‫))‬
‫ىذه النيابات‪ ،‬ومف ثـ عاد االختصاص بتحقيؽ ىذه القضايا لمنيابة التي‬
‫تقع الجريمة في دائرة اختصاصيا‪ ،‬وىي عمى العموـ في حكـ النيابة‬
‫الكمية‪.‬‬

‫ىذا وفي جميع األحواؿ فإف إنشاء نيابات متخصصة‪ ،‬ىو بمثابة قرار‬
‫(‪)1‬‬
‫قانونا لمنيابات بالمحاكـ العادية‪.‬‬
‫ً‬ ‫تنظيمي ال يحد مف السمطات المخولة‬

‫(‪ )228‬تعقنيمأسضوءماظـقوبيماظعوعي‪ :‬م‬

‫بالنسبة لمنائب العامة‪ ،‬فإنو يعيف بقرار مف رئيس الجميوري‪ ،‬عمى أف‬
‫يتـ تعيينو مف بيف نواب رؤساء محاكـ االستئناؼ أو مستشاري محكمة‬
‫النقض أو المحاميف العاميف األوؿ عمى األقؿ وليس ىناؾ ما يمزـ بأخص‬
‫رأي مجمس القضاء األعمى في تعييف النائب العاـ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لباقي األعضاء أي النائب العاـ المساعد والمحامي العاـ‬


‫األوؿ وغيرىـ مف األعضاء فإنو يمزـ أخذ رأي مجمس القضاء األعمى قبؿ‬
‫صدور القرار الجميوري بالتعييف وذلؾ إذا لـ يكف التعييف ينطوي عمى‬
‫ترقية‪ .‬أما إذا كاف كذلؾ أي ترقية أو كاف العضو المعيف مف غير رجاؿ‬
‫القضاء أو النيابة العامة فإف التعييف يكوف بموافقة مجمس القضاء األعمى‪.‬‬

‫ىذا ويجب عمى أعضاء النيابة العامة‪ ،‬قبؿ ممارسة أعماؿ وظائفيـ‪،‬‬
‫أداء اليميف القانونية بالصيغة المحددة في القانوف وتختمؼ الجية التي‬
‫يؤدى أماميا اليميف بحسب ما إذا كاف العضو ىو النائب العاـ أو باقي‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬رمسيس بيناـ‪ ،‬اإلجراءات الجنائية تأصيبلً وتحميبلً‪ ،1988 ،‬ص ‪.175‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪217‬‬

‫))‬
‫األعضاء‪ .‬حيث يكوف أداء اليميف أماـ رئيس الجميورية في الحالة األولى‬
‫وأماـ وزير العدؿ في الحالة الثانية‪.‬‬

‫(‪ )229‬حتدؼدمحمؾمإضوعيمأسضوءماظـقوبيموغؼؾفؿموغدبفؿ‪ :‬م‬

‫يكوف بقرار مف وزير العدؿ بناء عمى اقتراح النائب العاـ وبعد موافقة‬
‫وزير العدؿ يتـ تعييف محاؿ إقامة أعضاء النيابة ونقميـ خارج النيابة الكمية‬
‫التابعيف ليا‪.‬‬

‫كما يكوف لمنائب العاـ حؽ نقؿ أعضاء النيابة بدائرة المحكمة‬


‫المعينيف بيا‪ ،‬ولو حؽ ندبيـ خارج ىذه الدائرة لمدة ال تزيد عمى ستة‬
‫أشير‪ .‬كما أف لمنائب العاـ عند الضرورة ندب أحد رؤساء النيابة لمقياـ‬
‫بعمؿ محاـ عاـ النيابة الكمية لمدة ال تزيد عف أربعة أشير قابمة لمتجديد‬
‫لمدة واحدة وليذا الرئيس المنتدب أف يمارس جميع االختصاصات المخولة‬
‫قانونيا لممحامي العاـ‪.‬‬
‫ً‬
‫أخير فإنو يحؽ لممحامي العاـ ندب عضو في دائرتو لمقياـ بعمؿ‬
‫و ًا‬
‫عضو آخر بتمؾ الدائرة عند الضرورة‪.‬‬

‫(‪ )230‬األسؿولماحملظقرةمسؾكمأسضوءماظـقوبيماظعوعي‪ :‬م‬

‫القاسـ المشترؾ بيف ىذه األعماؿ ىو ضماف حياد رجؿ النيابة العامة‬
‫والبعد بو عف مواطف الشبيات واستغبلؿ الوظيفة‪ ،‬وىي أعماؿ تتعمؽ‬
‫بالجوانب السموكية بالدرجة األولى‪ ،‬دوف إخبلؿ بخضوعو لنفس االلتزامات‬
‫واألعماؿ المحظورة والتي نظميا قانوف الوظائؼ العامة المدنية باعتباره‬
‫عموميا‪.‬‬
‫ً‬ ‫موظفًا‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪218‬‬

‫))‬
‫ومف أىـ ىذه األعماؿ المحظورة والتي يكوف العضو عرضة لمقياـ‬
‫بيا سواء عف قصد أو دوف قصد‪ ،‬إبراز صفتو الوظيفية دوف مبرر أو في‬
‫غير األحواؿ التي تتطمب ذلؾ‪ .‬كما في حالة حجز مقعد في قطار ويصر‬
‫العضو عمى أف يكوف بجانب النافذة ويبرز صفتو الوظيفية لموظؼ الحجز‬
‫أيضا إبداء عضو النيابة رأيو في‬
‫ً‬ ‫عند إببلغو بعدـ توافر ىذا المقعد‪،‬‬
‫الصحافة أو اإلذاعة أو التميفزيوف أو حتى في الندوات‪ ،‬فيما يتعمؽ بقضايا‬
‫ال تزاؿ متداولة أماـ المحاكـ أو عقد المؤتمرات الصحفية والتي تدور حوؿ‬
‫مفتوحا بمعرفة ىذا العضو ولـ يتـ التصرؼ‬
‫ً‬ ‫قضايا ال يزاؿ التحقيؽ فييا‬
‫فييا بعد‪ .‬أو أف يتوسط لدى زميؿ لو لصالح طرؼ مف أطراؼ خصومة أو‬
‫يطمب اتخاذ إجراء ضد أحد األشخاص عمى سبيؿ التأديب أو التيديد‪ ،‬أو‬
‫يبدي رأيو عبلنية في األمور السياسة سواء كاف ذلؾ بالتأييد أو المعارضة‬
‫أو المدح أو الذـ‪ ،‬أو أف يشترؾ في اجتماعات حزبية حتى ولو كانت‬
‫اجتماعات لمحزب الحاكـ‪.‬‬

‫عضوا في مجالس‬
‫ً‬ ‫ئيسا أو‬
‫كما يحظر عمى عضو النيابة أف يكوف ر ً‬
‫إ دارة األندية المحمية‪ ،‬ودوف اإلخبلؿ بحؽ في االشتراؾ في ىذه األندية‬
‫عضوا فييا‪ .‬أما بالنسبة لؤلعماؿ المحظورة عمى عضو النيابة‬
‫ً‬ ‫بوصفو‬
‫والتي تتعمؽ بشكؿ مباشر بأعماؿ الوظيفة‪ ،‬فإنو يحظر عميو الحضور إلى‬
‫مكتب النائب العاـ إال ألمر يتعمؽ بعممو القضائي‪ ،‬ويكوف إبداء الرغبات‬
‫إلى النائب العاـ كتابة كما يحظر عميو مغادرة مقر عممو دوف الحصوؿ‬
‫عمى أجازة عارضة أو اعتيادية أو مرضية‪ ،‬وال يجوز لممحاميف العاميف‬
‫ورؤساء النيابة الكمية الترخيص ألعضاء النيابة بمغادرة مقر عمميـ عمى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪219‬‬

‫))‬
‫خبلؼ ذلؾ‪ ،‬أو القياـ بطمس الق اررات التي تصدر عنيـ في حالة العدوؿ‬
‫عنيا‪ ،‬حيث يجب إثبات ىذا العدوؿ كتابة دوف طمس‪ ،‬كما أنو ال يجوز‬
‫لعضو النيابة أف يتغيب عف مقر عممو قبؿ أف يخطر رئيس النيابة‪ ،‬وال أف‬
‫ينقطع عنو لغير سبب مفاجئ قبؿ أف يرخص لو في ذلؾ كتابة‪ ،‬فإذا أخؿ‬
‫بيذا االلتزاـ أو الواجب‪ ،‬نبيو رئيس النيابة إلى ذلؾ كتابة‪.‬‬

‫(‪ )231‬تلدؼىمأسضوءماظـقوبي‪ :‬م‬

‫القاعدة أف تأديب أعضاء النيابة العامة والضمانات التي يقررىا‬


‫القانوف ليـ تماثؿ القضاة‪ .‬بمعنى أف تأديبيـ يختص بو مجمس تأديب‬
‫ئسا‪ ،‬وأقدـ ثبلثة مف رؤساء‬
‫القضاة والذي يشكؿ مف رئيس محكمة النقض ر ً‬
‫محاكـ االستئناؼ وأقدـ ثبلثة مف مستشاري محكمة النقض أعضاء‬
‫والجزاءات التأديبية التي يجوز ليذا المجمس أف يحكـ بيا عمى أعضاء‬
‫النيابة ىي الموـ والعزؿ وىي ذات الجزاءات التي يجوز الحكـ بيا عمى‬
‫القضاة‪.‬‬

‫طا‪ ،‬فإنو في ىذه‬


‫واذا كاف إخبلؿ أعضاء النيابة بواجباتيـ إخبلالً بسي ً‬
‫الحالة لكؿ مف وزير العدؿ والنائب العاـ أف يوجو لمعضو المخالؼ تنبييًا‬
‫شفاىة أو كتابة‪ .‬ولمعضو أف يعترض عمى التنبيو الصادر إليو ويتـ‬
‫االعتراض كتابة وذلؾ خبلؿ أسبوع مف تاريخ إببلغو إياه ويقدـ إلى المجنة‬
‫المنصوص عمييا في الفقرة الثانية مف المادة ‪ 6‬مف القانوف رقـ ‪ 82‬لسنة‬
‫‪ 1969‬في شأف المجمس األعمى لمييئات القضائية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪201‬‬

‫))‬
‫وصبلحيات ىذه المجنة تتمثؿ في إجراء تحقيؽ حياؿ الواقعة أو‬
‫الوقائع التي تعمؽ بيا ىذا التنبيو وبعد سماع أقواؿ العضو المعني وليا في‬
‫ذلؾ القياـ بالتحقيؽ بنفسيا أو تنتدب أحد أعضائيا وليذه المجنة صبلحية‬
‫قرراتيا إلى وزير العدؿ‪ ،‬وال يجوز‬
‫تأييد التنبيو أو تعتبره كأف لـ يكف‪ ،‬وتبمغ ا‬
‫عضوا بالمجنة المذكورة ويحؿ محمو مف‬
‫ً‬ ‫لمف قاـ بإصدار التنبيو أف يكوف‬
‫يميو مف األقدمية‪.‬‬

‫نيائيا‪ ،‬ومع ذلؾ إذا‬


‫ً‬ ‫ىذا واذا تأيد التنبيو مف قبؿ ىذه المجنة أصبح‬
‫تكررت مف نفس العضو نفس المخالفة أو استمرت رفعت الدعوى التأديبية‬
‫ضده ويتولى النائب العاـ رفعيا في جميع األحواؿ‪.‬‬

‫كما يجوز لكؿ مف وزير العدؿ والنائب العاـ‪ ،‬أف يوقؼ عضو النيابة‬
‫الذي يجري معو التحقيؽ إلى أف يتـ الفصؿ في الدعوى التأديبية‪.‬‬

‫ويبلحظ أف الضمانات المقررة ألعضاء النيابة العامة ال تسري عمى‬


‫معاوني النيابة حيث يجوز عزليـ كما يجوز فصميـ أو نقميـ إلى وظائؼ‬
‫غير قضائية‪ ،‬بغير الطريؽ التأديبي وذلؾ بعد موافقة مجمس القضاء‬
‫األعمى‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪200‬‬

‫))‬
‫ادلغهت انثبٍَ‬

‫اخؿصوصوتمأسضوءماظـقوبيماظعوعي م‬

‫(‪ )232‬تعددماخؿصوصوتماظـقوبيماظعوعي‪ :‬م‬

‫جانبا مف‬
‫ً‬ ‫تتعدد وتتنوع ىذه االختصاصات حيث تمارس‬
‫االختصاصات ذات الطبيعة المدنية واإلدارية ولكف أىـ ىذه االختصاصات‬
‫تمؾ ذات الطابع الجنائي وىي التي تتمثؿ في رفع ومباشرة الدعوى‬
‫الجنائية‪.‬‬

‫(‪ )233‬االخؿصوصوتمذاتماظطوبعماإلداري‪ :‬م‬

‫وىي االختصاصات التي تمارسيا أو تقتضييا وظيفتيا اإلدارية‬


‫ونستعرض فيما يمي أبرز ىذه االختصاصات‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلشراؼ عمى السجوف وغيرىا مف األماكف التي تنفذ فييا األحكاـ‬


‫الجنائية‪ ،‬وذلؾ بزيارتيا واالطبلع عمى دفاترىا واالتصاؿ بأي محبوس‬
‫فييا‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلشراؼ عمى مأموري الضبط القضائي فيما يتعمؽ بأعماؿ وظائفيـ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلشراؼ عمى األعماؿ المتعمقة بنقود المحاكـ‪.‬‬

‫(‪ )234‬اخؿصوصوتمأسضوءماظـقوبيماظعوعيمصقؿومؼؿعؾؼمبوظدسقىماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫تبعا الختبلؼ درجات أعضاء النيابة‬


‫تختمؼ ىذه االختصاصات ً‬
‫تبعا‬
‫العامة‪ ،‬ونتناوؿ فيما يمي بالشرح والتحميؿ ىذه االختصاصات وذلؾ ً‬
‫لمتدرج اليرمي لتشكيؿ النيابة العامة‪ ،‬وذلؾ بالبدء بقمة ىذا اليرـ إلى أف‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪202‬‬

‫))‬
‫نصؿ إلى قاعدتو‪ ،‬حيث يرتبط ذلؾ بالتدرج الرئاسي فيما بيف أعضاء‬
‫النيابة‪.‬‬

‫(‪ )235‬اظـوئىماظعوم‪ :‬م‬

‫وصؼ النائب العاـ بأوصاؼ متعددة‪ ،‬القاسـ المشترؾ بينيا بأنو‬


‫األميف أو األصيؿ أو الوكيؿ األصمي لمصالح المجتمع في مواجية مف‬
‫يرتكب جريمة جنائية‪ ،‬ويتولى اقتضاء حؽ الدولة في عقاب مرتكبيا‪ ،‬ولذلؾ‬
‫فقد اعترؼ لو القانوف بالعديد مف االختصاصات أو الصبلحيات التي‬
‫يستطيع باستخداميا تأدية الميمة التي أسند إليو المجتمع القياـ بيا‪ ،‬إما‬
‫منفر أو باالستعانة بغيره مف أعضاء النيابة‪ ،‬فإذا قاـ عضو منيا بعمؿ أو‬
‫ًا‬
‫أكثر فإنما يقوـ بذلؾ بوصفو وكيبلً عنو واذا اقتضى المنطؽ وحسف توزيع‬
‫العمؿ والرقابة واإلشراؼ وخطورة بعض األعماؿ أف يحتفظ النائب العاـ‬
‫لنفسو لصبلحية القياـ ببعض األعماؿ بنفسو‪ ،‬أو أف يسمح ألعوانو بالقياـ‬
‫بيا إالأف شرط ذلؾ وجود تفويض خاص وبدوف ىذا التفويض ال يستطيع‬
‫عضو النيابة أف يمارس عمبلً أو أكثر يدخؿ في نطاؽ االختصاصات‬
‫ذاتيا يتمثؿ في‬
‫اختصاصا ً‬
‫ً‬ ‫الذاتية لمنائب العاـ وفي الوقت نفسو فإف لو‬
‫معا عمى أعضاء النيابة العامة خبلفًا‬
‫الرئاسة المباشرة القضائية واإلدارية ً‬
‫لرئاسة وزير العدؿ والتي ىي رئاسة إدارية محضة ال يترتب عمييا أي أثر‬
‫قضائي‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪203‬‬

‫))‬
‫(‪ )236‬االخؿصوصوتماظذاتقيمأوماالدؿــوئقيمظؾـوئىماظعوم‪ :‬م‬

‫جانبا مف أىـ ىذه االختصاصات‪:‬‬


‫نستعرض فيما يمي ً‬
‫‪ -1‬يستطيع أف يمغي األمر الصادر مف أعضاء النيابة العامة بأال وجو‬
‫إلقامة الدعوى الجنائية وذلؾ في خبلؿ ثبلثة شيور مف تاريخ صدور‬
‫ىذا األمر‪ ،‬وليس ىناؾ التزاـ عمى النائب العاـ بأف يكوف سنده في‬
‫ىذا اإللغاء أدلة جديدة‪ ،‬وانما ال يجوز لمنائب العاـ استخداـ صبلحياتو‬
‫ىذه في الحالة التي يصدر فييا قرار سواء مف محكمة الجنايات أو مف‬
‫محكمة الجنح المستأنفة‪ ،‬برفض الطعف المرفوع عف ىذا األمر‪.‬‬
‫‪ -2‬المدة التي يستطيع خبلليا النائب العاـ‪ ،‬رفع االستئناؼ عف الجنح ىي‬
‫يوما‪ ،‬بالمقابؿ لغيره مف أعضاء النيابة حيث تكوف ىذه المدة‬
‫ثبلثوف ً‬
‫عشرة أياـ مف وقت صدور الحكـ‪.‬‬
‫‪ -3‬منع المتيـ مف التصرؼ في أموالو أو إدارتيا‪ ،‬وغير ذلؾ مف‬
‫اإلجراءات التحفظية‪ ،‬وذلؾ إذا قامت مف التحقيؽ دالئؿ كافية عمى‬
‫جدية االتياـ في الجرائـ المنصوص عمييا في الباب الرابع مف الكتاب‬
‫الثاني مف قانوف العقوبات(‪ .)1‬وغيرىا مف الجرائـ التي تقع عمى‬
‫األمواؿ الممموكة لمحكومة أو الييئات والمؤسسات العامة والوحدات‬
‫ضمانا‬
‫ً‬ ‫التابعة ليا أو غيرىا مف األشخاص االعتبارية العامة‪ ،‬وذلؾ‬
‫لتنفيذ ما عسى أف يقضي بو مف العقوبات المالية والتعويضات لمجية‬
‫المجني عمييا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وىي جرائـ اختبلس الماؿ العاـ والعدواف عميو والغدر وىي الجرائـ المنصوص عمييا في‬
‫المواد مف ‪ 119-112‬مكرر مف قانوف العقوبات‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪204‬‬

‫))‬
‫‪ -4‬بالنسبة إلعادة النظر في أي حكـ نيائي صادر في جناية أو جنحة‬
‫يختص النائب العاـ دوف غيره برفعو إلى محكمة النقض‪.‬‬
‫‪ -5‬يختص بتقديـ طمب رفع الحصانة عف القاضي أو عضو النيابة‪ ،‬وذلؾ‬
‫تمييدا التخاذ إجراءات التحقيؽ معو أو رفع الدعوى الجنائية عميو في‬
‫ً‬
‫جناية أو جنحة‪.‬‬
‫ىذا ومف بيف االختصاصات التي يباشرىا النائب العاـ ومشاركة كؿ‬
‫مف المحامي العاـ ورئيس النيابة‪ ،‬رفع الدعوى الجنائية ضد أي‬
‫موظؼ أو مستخدـ عاـ أو أحد رجاؿ الضبط لجناية أو جنحة وقعت‬
‫منو أثناء تأدية وظيفتو أو بسببيا وذلؾ عدا الجرائـ المشار إلييا في‬
‫المادة ‪ 123‬عقوبات‪.‬‬
‫‪ -6‬كما يكوف لمنائب العامة الحؽ في ندب أحد أعضاء النيابة العامة ممف‬
‫يعمموف في أي نيابة سواء كانت مف النيابات المتخصصة‪ ،‬جزئية أو‬
‫كمية أو بإحدى نيابات االستئناؼ‪ ،‬وذلؾ لتحقيؽ أي قضية أو إجراء‬
‫أي عمؿ قضائي مما يدخؿ في واليتو‪ ،‬ولو لـ يكف داخبلً في‬
‫اختصاص العضو بحسب التحديد النوعي أو الجغرافي‪ ،‬بشرط أال تزيد‬
‫المدة البلزمة إلنجاز التحقيؽ والعمؿ المنوط بالعضو المنتدب عمى‬
‫ستة أشير(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1993/6/6‬الطعف رقـ ‪ 4826‬لسنة ‪ 6‬ؽ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪205‬‬

‫))‬
‫(‪ )237‬اظـؿوئٍماظيتمترتتىمسؾكمحتدؼدماالخؿصوصوتماظذاتقيمظؾـوئىم‬
‫اظعوم‪ :‬م‬

‫ال يترتب عمى تحديد ىذه االختصاصات المصادر عمى حؽ النائب‬


‫العاـ في تفويض غيره مف أعضاء النيابة العامة في ممارسة اختصاص أو‬
‫أكثر مف ىذه االختصاصات‪ .‬ولكف يجب لصحة ممارسة‪ .‬كما يستطيع كؿ‬
‫محامي عاـ لدى محكمة االستئناؼ أف يباشر االختصاصات الذاتية لمنائب‬
‫العاـ دوف توكيؿ منو ولكف ذلؾ مقيد بدائرة االستئناؼ التي يعمؿ بيا‪ .‬ومف‬
‫ثـ فإذا تصرؼ تصرفًا مطابقًا لمشروط القانونية فإف النائب العاـ ال يستطيع‬
‫أف يمغي أو يعدؿ مف ىذا التصرؼ‪.‬‬

‫(‪ )238‬اظـوئىماظعوممادللوسد‪ :‬م‬

‫ىذه الوظيفة المستحدثة‪ ،‬يجوز أف يشغميا أكثر مف شخص واليدؼ‬


‫مف استحداثيا معاونة النائب العاـ في إدارة شئوف النيابة العامة‪ ،‬ولكف لـ‬
‫ينص عمى اختصاصات محددة يمارسيا النائب العاـ المساعد‪ ،‬ومف ثـ‬
‫فيو يعمؿ في إطار تفويضات مف قبؿ النائب العاـ‪ ،‬باستثناء الحالة أو‬
‫الحاالت التي يحؿ فييا محؿ النائب العاـ لقياـ مانع يحوؿ دوف قياـ‬
‫األخير بميامو أو لشغر ىذه الوظيفة‪ ،‬حيث يباشر ميامو في ىذه الحالة‬
‫أقدـ النواب المساعديف في حالة تعددىـ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪206‬‬

‫))‬
‫(‪ )239‬احملوعلماظعومماألولمواحملوعلماظعوم‪ :‬م‬
‫(‪)1‬‬
‫تعديؿ قانوف السمطة أصبح اختصاصو‬ ‫المحامي العاـ األوؿ‪ ،‬بعد‬
‫مماثبلً الختصاص المحامي العاـ‪ ،‬ومف ثـ فيو ال يعدو ىذا المسمى إال‬
‫درجة وظيفية أعمى توازي درجة نائب رئيس محكمة االستئناؼ‪.‬‬

‫ىذا ويعيف لدى كؿ محكمة استئناؼ محاـ عاـ‪ ،‬وقد جرى العمؿ عمى‬
‫أف يكوف المحامي العاـ لدى ىذه المحكمة بدرجة محاـ عاـ أوؿ‪ ،‬يعاونو‬
‫عدد مف المحاميف العاميف ولو دوف غيرىـ جميع الحقوؽ واالختصاصات‬
‫التي نص القانوف عمى منحيا لمنائب العاـ‪ ،‬ويكوف ليذا األخير سمطة‬
‫اإلشراؼ القضائي عمى تصرفات المحامي العاـ‪ ،‬وفي تقديرنا أف المقصود‬
‫بيذه االختصاصات‪ ،‬ىي االختصاصات االستثنائية أو الذاتية(‪.)2‬‬

‫أما المحامي العاـ لمنيابة الكمية في دائرة محكمة االستئناؼ فإف‬


‫اختصاصاتو تنحصر فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬بعد إلغاء مستشار اإلحالة في الجنايات‪ ،‬فإف المحامي العاـ أو مف‬


‫يقوـ مقامو؛ يختص بإحالة الدعوى في مواد الجنايات إلى محكمة‬
‫الجنايات مباشرة‪.‬‬
‫‪ -2‬أف يمغي األمر الجنائي‪ ،‬الذي صدر عف رئيس النيابة لخطأ في‬
‫تطبيؽ القانوف في خبلؿ عشرة أياـ مف تاريخ صدوره‪ ،‬وحتى ولو قبؿ‬
‫بو المتيـ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وذلؾ بالقانوف رقـ ‪ 138‬لسنة ‪.1981‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ :‬حسف المرصفاوي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪207‬‬

‫))‬
‫‪ -3‬رفع الدعوى الجنائية‪ ،‬ضد موظؼ أو مستخدـ عاـ أو أحد رجاؿ‬
‫الضبط لجناية أو جنحة وقعت منو أثناء تأدية وظيفتو أو بسببيا‪.‬‬
‫‪ -4‬ندب عضو مف أعضاء النيابة في دائرتو‪ ،‬وذلؾ لمقياـ بعمؿ عضو‬
‫آخر بتمؾ الدائرة عند الضرورة‪.‬‬

‫(‪ )240‬رئقسماظـقوبي‪ :‬م‬

‫إضافة إلى اإلشراؼ اإلداري عمى أعضاء النيابة العامة التابعيف لو‪،‬‬
‫فإف لو بعض االختصاصات الذاتية والتي يشارؾ في بعضيا مع النائب‬
‫العاـ أو المحامي العاـ وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬رفع الدعوى الجنائية‪ ،‬ضد موظؼ أو مستخدـ عاـ أو أحد رجاؿ‬


‫الضبط لجناية أو جنحة وقعت منو أثناء تأدية وظيفتو أو بسببيا‪.‬‬
‫‪ -2‬تمثيؿ النيابة العامة أماـ محكمة النقض (يشارؾ في ذلؾ مع المحامي‬
‫العاـ)‪.‬‬
‫‪ -3‬إلغاء األمر الجنائي الصادر مف وكيؿ النيابة مف الفئة الممتازة‬
‫الصادر في جنحة أو مخالفة لخطأ في تطبيؽ القانوف‪.‬‬

‫(‪ )241‬وطقؾماظـقوبي‪ :‬م‬

‫لو اختصاصات رئيس النيابة‪ ،‬باستثناء اختصاصاتو الذاتية‪ ،‬كما أف‬


‫القانوف خص الوكيؿ مف الفئة الممتازة بصبلحية إصدار األوامر الجنائية‪،‬‬
‫في الجنح والمخالفات وذلؾ في أحواؿ معينة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪208‬‬

‫))‬
‫(‪ )242‬علوسدماظـقوبي‪ :‬م‬

‫لو شأف رؤساء ووكبلء النيابة‪ ،‬جميع اختصاصات النائب العامة‬


‫العادية في التحقيؽ واالتياـ‪ ،‬بحكـ نيابتيـ عنو وذلؾ بموجب وكالة‬
‫مفترضة قائمة إلى أف تمغى صراحة‪ ،‬وال يجوز لمساعد النيابة إصدار‬
‫األمر الجنائي‪.‬‬

‫(‪ )243‬ععوونماظـقوبي‪ :‬م‬

‫أساسا بتمثيؿ النيابة‬


‫ً‬ ‫وفقًا ألحكاـ قانوف السمطة القضائية‪ ،‬فيو يختص‬
‫العامة أماـ جميع درجات المحاكـ الجنائية‪ ،‬باستثناء محكمة النقض‪ ،‬كما‬
‫يمكف ندبو لمباشرة بعض إجراءات التحقيؽ‪ ،‬وعند الضرورة يجوز تكميفو‬
‫بتحقيؽ قضية بأكمميا(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ترى بعض اآل ارء الفقيية‪ ،‬عدـ جواز قياـ المعاوف برفع الدعاوى والطعف في أوامر سمطات‬
‫التحقيؽ أو في األحكاـ‪ ،‬أنظر الدكتور‪ :‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪209‬‬

‫))‬
‫ادلغهت انثبنث‬

‫خصوئصماظـقوبيماظعوعي‬

‫لمنيابة العامة عدة خصائص تميزىا عف غيرىا مف الييئات القضائية‪.‬‬


‫ونستعرض فيما يمي بالشرح والتحميؿ ىذه الخصائص‪-:‬‬

‫(‪ )244‬اظؿؾعقيماظؿدرجيقيم‪ :Subordination Hiérarchique‬م‬

‫تعني ىذه التبعية أف كؿ عضو مف أعضاء النيابة العامة يتبع مف‬


‫فوقو مف المرتبة وذلؾ بحسب ىيكؿ النيابة العامة والذي يجعؿ النائب العاـ‬
‫ع مى رأس ىذا الييكؿ التنظيمي بحكـ أنو يجمع بيف السمطات اإلدارية‬
‫والقضائية ويمارسيا عمى ما دونو في ترتيب ىذا الييكؿ‪ ،‬خبلفًا لوزير‬
‫العدؿ الذي ليس لو عمى أعضاء النيابة العامة إال سمطة إدارية وليست‬
‫إجرائية‪ ،‬بمعنى أنو ال يستطيع إعطاء تعميمات بالتصرؼ عمى أي نحو في‬
‫التحقيقات التي تجرييا النيابة وسواء بوصفيا سمطة تحقيؽ أو سمطة اتياـ‪.‬‬

‫وىذه التبعية ليست مطمقة بدوف حدود‪ ،‬ذلؾ أف عضو النيابة إذا قاـ‬
‫بإجراء يسمح لو القانوف بالقياـ بو‪ ،‬أي أنو يستمد سمطتو في القياـ بو مف‬
‫القانوف مباشرة‪ ،‬فإنو في ىذ الحالة يصح اإلجراء الذي قاـ بو مف الوجية‬
‫القانونية واف خالؼ أمر رئيسو‪ .‬أما إذا كاف عضو النيابة بالنسبة إلجراء ما‬
‫يستمد سمطتو في القياـ بو بموجب تفويض أو وكالة فإنو يمتزـ في القياـ بو‬
‫أي بيذا اإلجراء بحدودىما فإذا خالفيما كاف اإلجراء باطبلً‪ ،‬وأوضح ما‬
‫يكوف ذلؾ بالنسبة إلجراءات التحقيؽ مف استجواب وحبس احتياطي وقبض‬
‫وتفتيش‪ ،‬حينما يمارس عضو النيابة إجراء مف ىذه اإلجراءات فإنو يستمد‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪221‬‬

‫))‬
‫سمطتو في اتخاذ اإلجراء المعني مف القانوف مباشرة‪ .‬أما إذا تعمؽ األمر‬
‫بإجراء مف إجراءات االتياـ فإنو ال يجوز لعضو النيابة مخالفة تعميمات‬
‫(‪)1‬‬
‫بيذا الصدد واال كاف اإلجراء باطبلً إضافة إلى تحقؽ‬ ‫النائب العاـ‬
‫المسئولية اإلدارية لمعضو المخالؼ وليس ليذه التبعية التدريجية أي أثر‬
‫عندما يقوـ عضو النيابة بتمثيؿ النيابة أماـ المحكمة الجنائية المختصة‬
‫حيث ال يتبع تعميمات رؤسائو(‪ ،)2‬وانما ما يراه محققًا لمعدالة بمعنى أف‬
‫ممثؿ النيا بة إذا أيقف ببراءة المتيـ وأف أدلة اتيامو ال سند ليا مف الصحة‪،‬‬
‫يمكف أف يطمب البراءة أو يفوض األمر لممحكمة وليس ىذا األمر مخالفًا‬
‫لطبيعة النيابة العامة وتمثيميا لممجتمع والدفاع عف مصالحو‪ ،‬والتي تعني‬
‫أنيا عمى خصومة مع المتيـ أو المدعى عميو ولكنيا خصومة نزيية‬
‫شريفة عادلة غايتيا تحقيؽ العدالة واقرار الحقيقة‪.‬‬

‫(‪ )245‬وحدةماظـقوبيماظعوعيمأومسدممجتزئؿفوم‪ :Indivisibilité‬م‬

‫ويعني ذلؾ أف عضو النيابة العامة عندما يمارس عممو في حدود‬


‫منسوبا إلى النائب العاـ بوصفو األصيؿ في ىذا‬
‫ً‬ ‫اختصاصاتو يكوف العمؿ‬
‫العمؿ ومف ثـ ال ينظر إلى شخص العضو الذي قاـ بو وانما إلى صفتو‬
‫الوظيفية أي باعتباره وكيبلً عف النائب العاـ‪ ،‬ومف ثـ فإف كؿ عضو مف‬
‫أعضاء النيابة العامة يقوـ مقاـ اآلخريف‪ ،‬إال إذا نص القانوف عمى أف‬
‫(‪)1‬‬
‫ونفس الحكـ إذا كانت ىذه التعميمات صادرة مف المحاـ العاـ األوؿ حيث يمارس‬
‫اختصاصات النائب العامة العادية والذاتية في دائرة اختصاصو المحمي سواء تمؾ التي‬
‫يباشرىا بحكـ وظيفتو أو بحكـ صفتو‪.‬‬
‫نقض ‪ ،1986/1/5‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 57‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ 6‬ص ‪.24‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أسير فإف المساف طميؽ"‪.‬‬
‫القاعدة المتعارؼ عمييا واستقر األخذ بيا ىي أنو "إذا كاف القمـ ًا‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪220‬‬

‫))‬
‫معينا يدخؿ في اختصاص عضو معيف سواء كاف النائب العاـ أو‬ ‫عمبلً ً‬
‫المحامي العاـ أو رئيس النيابة أو غيرىـ‪.‬‬

‫ونتيجة لذلؾ فإنو يجوز أف يمثؿ النيابة في دعوى ما منظورة أماـ‬


‫المحكمة الجنائية عضو نيابة وفي جمسة أخرى يحؿ محمو عضو آخر‬
‫عمى الرغـ مف أف الدعوى واحدة كما يجوز أف يتعدد أشخاص أعضاء‬
‫النيابة في ممارسة اإلجراءات في دعوى واحدة منذ دخوليا في حوزة‬
‫القضاء الجنائي المختص وحتى صدور حكـ فييا وىذه الوحدة نطاؽ األخذ‬
‫بيا قاصر عمى مباشرة النيابة وظيفة االتياـ أما وىي بصد مباشرة وظيفة‬
‫التحقيؽ فإف الوحدة ال تعني تجاوز قواعد االختصاص المكاني‪ ،‬فيقوـ‬
‫عضو النيابة بمباشرة إجراء ما مف إجراءات التحقيؽ خارج حدود‬
‫اختصاصو المكاني أو النوعي ويحؿ بذلؾ محؿ صاحب االختصاص‬
‫األصمي كميما في اتخاذ ىذا اإلجراء الذي يقع باطبلً‪.‬‬

‫ىذا وال تأثير عمى وحدة النيابة العامة أو عدـ تجزئتيا مف وجود‬
‫النيابة ذات المستويات المختمفة والتي يستمزميا حسف توزيع العمؿ ومراعاة‬
‫أحكاـ االختصاص المكاني وقواعد الدرج الرئاسي‪.‬‬

‫(‪ )246‬ادؿؼاللماظـقوبيماظعوعي‪ :‬م‬

‫ويعني ذلؾ عدـ خضوعيا لرقابة أو إشراؼ أي جية دوف اإلخبلؿ‬


‫بخاصية التدرج الرئاسي أو التبعية التدريجية فيما بيف أعضاء النيابة‬
‫أنفسيـ‪ ،‬سواء كاف قضاء الحكـ أو جية اإلدارة بمختمؼ شعبيا حتى وىي‬
‫تمارس وظيفتيا باعتبارىا رئيسة الضبطية القضائية‪ ،‬ويسري ىذا االستقبلؿ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪222‬‬

‫))‬
‫حتى بالنسبة لغيرىا مف الييئات القضائية‪ ،‬وذلؾ ىي تمارس الوظيفة أو‬
‫األعماؿ القضائية‪.‬‬

‫وال يخؿ بيذا االستقبلؿ إقرار السمطة التشريعية لمقوانيف المتعمقة‬


‫بالنيابة العامة وغيرىا مف الييئات القضائية‪ ،‬وال في قياـ رئيس الجميورية‬
‫بوصف و مف السمطة التنفيذية بتعييف أعضاء النيابة العامة لممرة األولى في‬
‫بعيدا عف‬
‫وظائفيـ‪ ،‬وال في قياـ وزير العدؿ باإلشراؼ اإلداري أو التوجيو ً‬
‫ممارسة النيابة العامة لموظيفة القضائية‪.‬‬

‫ىذا وقد تكوف ىذه الخاصية محبلً لمتساؤؿ مف جانب العبلقة بيف‬
‫وتحديدا المحاكـ الجنائية‪ ،‬حيث تكوف النيابة‬
‫ً‬ ‫النيابة العامة وقضاء الحكـ‬
‫الزما مف عناصر صحة انعقاد المحكمة الجنائية لمفصؿ في‬‫عنصر ً‬
‫ًا‬ ‫العامة‬
‫الدعاوى الجنائية التي تنظرىا وذلؾ في مختمؼ أنواع ودرجات المحاكـ‬
‫الجنائية‪.‬‬

‫وىذا المزوـ ال ينفي استقبلليا عف ىذا القضاء الذي ال يجوز لو‬


‫توجيو التعميمات إلى ممثميا الحاضر بالجمسة وال توجيو الموـ أو التقريع لما‬
‫قامت بو مف أعماؿ مطروحة أماـ محكمة الجنائية بصدد دعوى منظورة‬
‫أماميا(‪.)1‬‬

‫إضافة إلى ما تقدـ فإف القاعدة ىي استقبلؿ النيابة العامة بتحريؾ‬


‫الدعوى الجنائية‪ ،‬وعمى سبيؿ االستثناء في نطاؽ محدد اعترؼ المشرع‬

‫(‪)1‬‬
‫تأسيسا عمى ىذا‬
‫ً‬ ‫حيث يجوز متى تحقؽ ىذا الفرض‪ ،‬قياـ النيابة بالطعف في ىذا الحكـ‬
‫التصرؼ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪223‬‬

‫))‬
‫اإلجرائي لممحاكـ بحقيا في التصدي وتحريؾ الدعوى الجنائية في جرائـ‬
‫الجمسات سواء كانت المحكمة مدنية أو جنائية ويقؼ دور المحكمة عند‬
‫ىذا الحد وتتولى النيابة العامة مباشرة الدعوى‪.‬‬

‫كما يتضح ىذا االستقبلؿ مف جانب آخر‪ ،‬في عدـ جواز جموس‬
‫عضو النيابة الذي أجرى عمبلً مف أعماؿ التحقيؽ في قضية ما‪ ،‬لمحكـ‬
‫في نفس ىذه القضية‪ ،‬حيث يكوف القاضي في ىذه الحالة قد أبدى رأيو في‬
‫الدعوى حتى ولو كاف األمر في نطاؽ التحقيؽ أو االتياـ‪.‬‬

‫(‪ )247‬سدممعلؽقظقيماظـقوبيماظعوعيمسـمغؿقفيمدسقاػو‪ :‬م‬

‫وىذه الخاصية منطقة والقوؿ بغير بذلؾ يضع عقبة مف العسير عمى‬
‫عضو النيابة تجاوزىا‪ ،‬فإذا قاـ عمى سبيؿ المثاؿ بالتحقيؽ في جناية‬
‫اختبلس وأجرى العديد مف إجراءات التحقيؽ في ىذه الجناية وأحاؿ المتيـ‬
‫تأسيسا عمى أف‬
‫ً‬ ‫لممحاكمة أماـ محكمة الجنايات وصدر الحكـ بالبراءة‬
‫سبب‪ ،‬فإف ذلؾ يعني إمكاف رجوع المحكوـ لو بالبراءة عمى عضو النيابة‬
‫لما لحقو مف تشيير وما فوت عميو مف فرص لمكسب وغير ذلؾ مف‬
‫سندا لمرجوع عمى مف تسبب في إحداث ضرر لمغير‪،‬‬
‫المبررات التي تصمح ً‬
‫وقد وقع في ىذا الفرض ضرر ال محالة‪.‬‬

‫ولذلؾ فإف القاعدة ىي عدـ مسئولية النيابة العامة عف نتيجة الدعوى‬


‫التي رفعتيا عمى المتيـ‪ ،‬ولكف القوؿ بعدـ المسئولية عمى النحو المتقدـ‬
‫اضا غير صحيح في كؿ األحواؿ‪ ،‬بتصرؼ‬ ‫بشكؿ مطمؽ يفترض افتر ً‬
‫تماما لمقوانيف والق اررات المعنية وحسف نيتو في‬
‫عضو النيابة بشكؿ مطابؽ ً‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪224‬‬

‫))‬
‫دائما وفي كؿ األحواؿ وبالنسبة‬
‫الوقت نفسو‪ ،‬وىو افتراض ال يجوز تعميمو ً‬
‫لجميع أعضاء النيابة العامة‪ .‬ولذلؾ فقد خفؼ المشرع مف خطورة ىذا‬
‫اإلطبلؽ وتمؾ الحماية المطمقة وذلؾ بإجازة خضوع عضو النيابة العامة‬
‫لممخاصمة والرد كما ىو الحاؿ بالنسبة لمقضاة واستند في تنظيـ ذلؾ عمى‬
‫قواعد قانوف المرافعات‪.‬‬

‫(‪ )248‬عؿكمجيقزمخموصؿيمسضقماظـقوبي؟ م‬

‫حدد المشرع عمى سبيؿ الحصر أسباب المخاصمة عمى النحو‬


‫التالي‪:‬‬

‫(‪ )249‬أوالً‪:‬مإذاموضعمششمعـف‪ :‬م‬

‫إذا وقع غش مف عضو النيابة أثناء مباشرة عمؿ مف األعماؿ التي‬


‫تدخؿ في اختصاصو‪ .‬والغش المعني في ىذا السبب ىو أف يكوف القرار أو‬
‫اإلجراء الذي قاـ باتخاذه كاف تحت تأثير رشوة مف أحد الخصوـ‪،‬‬
‫وينصرؼ مصطمح الخصوـ ىنا إلى المجني عميو أو المضرور مف‬
‫الجريمة بشكؿ عاـ‪.‬‬

‫(‪ )250‬ثوغقًو‪:‬مارتؽوبمسضقماظـقوبيمتدظقلًو‪ :‬م‬

‫إذا وقع مف عضو النيابة بمناسبة القياـ بعمؿ مف األعماؿ التي‬


‫مفيوما عمى أنو محاباة خصـ عمى حساب‬
‫ً‬ ‫تدخؿ في اختصاصو تدليس‪،‬‬
‫آخر أي أف يكوف دافعو المحاباة والمجاممة ألي سبب‪ ،‬أي ال يوجد سبب‬
‫موضوعي مجرد دفعو إلى التصرؼ عمى ىذا النحو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪225‬‬

‫))‬
‫(‪ )251‬ثوظـًو‪:‬مإذاموضعمشدرمعـمسضقماظـقوبي‪ :‬م‬

‫ويعني ىذا المصطمح مف وجية النظر الجنائية‪ ،‬طمب رسوـ أو‬


‫اجبا دفعيا‪ ،‬أو تزيد عمى ما‬
‫غرامات أو أخذىا دوف أف تكوف مستحقة أو و ً‬
‫ىو مستحؽ مع عممو أي عضو النيابة بذلؾ‪.‬‬

‫(‪ )252‬رابعًو‪:‬مارتؽوبمسضقماظـقوبيمخلطلمعفينمجلقؿ‪ :‬م‬

‫ويعني ىذا السب تصرؼ العضو باتخاذ قرار أو إجراء يخالؼ أبسط‬
‫جسيما وفقًا ليذا‬
‫ً‬ ‫قواعد الخبرة الفنية لمقائـ باتخاذ اإلجراء‪ ،‬ومف ثـ فإنو يعد‬
‫احتياطيا في جريمة ال يجوز الحبس فييا‬
‫ً‬ ‫المفيوـ حبس أحد األشخاص‬
‫احتياطيا أو األمر بالقبض عمى أحد األشخاص رغـ تمتعو بالحصانة وفي‬ ‫ً‬
‫غير األحواؿ التي يجوز فييا مثؿ القبض عمى الرغـ مف عمـ العضو‬
‫بصفة المقبوض عميو ىذا وال يعني جواز المخاصمة إذا تحقؽ سبب في‬
‫ىذه األسباب‪ ،‬أنيا أي المخاصمة بديؿ عف المسئولية الجنائية لعضو‬
‫النيابة إذا تحققت أسبابيا واتخاذ اإلجراءات الجنائية التي حددىا القانوف‬
‫تجاه العضو في حالة ارتكابو جناية أو جنحة ‪ .....‬وقد تكفؿ قانوف‬
‫المرافعات المدنية والتجارية بوضع القواعد واألحكاـ اإلجرائية التفصيمية‬
‫لمخاصمة القضاة وأعضاء النيابة إذا تحقؽ سبب مف األسباب التي يجوز‬
‫االستناد عمييا لقبوؿ ىذه المخاصمة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪226‬‬

‫))‬
‫(‪ )253‬سدم مجقاز مرد ماظـقوبي مإذا مطوغً مخصؿًو مأصؾقًو ميف ماظدسقىم‬
‫‪ :Partie Principale‬م‬

‫ويعني ذلؾ أنو في الحالة التي تمارس فييا النيابة العامة وظيفة‬
‫خصما لممتيـ‪،‬‬
‫ً‬ ‫التحقيؽ واالتياـ فإنيا بذلؾ تمارس وظيفتيا األصمية وتكوف‬
‫أسيسا عمى قاعدة عدـ جواز قياـ‬
‫ومف ثـ فبل يجوز لو أي المتيـ ردىا ت ً‬
‫الخصـ برد خصمو‪ ،‬وليس ىناؾ ما يبرر طمب رد عضو النيابة وىو يمثؿ‬
‫النيابة العامة لدى قضاء الحكـ ألف رأيو غير ممزـ ليذا القضاء وال يشترط‬
‫في مداوالت المحكمة‪ ،‬ومف ثـ فإف حظر رده إذا كاف عمى ىذا النحو ألنو‬
‫خصما لمنيابة العامة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ليس فيو مظنة تحقؽ أي ضرر لممتيـ بوصفو‬

‫متضما‬
‫ً‬ ‫خصما‬
‫ً‬ ‫وعمى العكس مما تقدـ‪ ،‬فإنو إذا كاف النيابة العامة‬
‫‪ Partie Jointe‬في الحاالت التي يسمح ليا القانوف بذلؾ‪ ،‬كما ىو الشأف‬
‫في الدعاوى المدنية والتجارية‪ ،‬فإنو يجوز في ىذه الحالة ردىا شأنيا في‬
‫ذلؾ شأف القاضي‪ ،‬ألنيا بالفعؿ تكوف بمثابة القاضي حيث تبدي رأييا في‬
‫الدعوى‪ ،‬وقد يتوافر لدى العضو المنضـ مف األسباب ما يخرجو عف‬
‫الحيدة تجاه الخصوـ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪227‬‬

‫))‬
‫انفظم انثبٍَ‬

‫انمُىد ادلإلتخ انتٍ ترد ػهً حرَخ انُُبثخ انؼبيخ‬

‫يف حترَك انذػىي اجلُبئُخ‬

‫(‪ )254‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫سبؽ لنا ونحف بصدد دراسة النظـ اإلجرائية المختمفة‪ ،‬التعرض‬


‫لعيوب كؿ نظاـ مف ىذه األنظمة‪ ،‬وبشكؿ خاص بالنسبة لمركز كؿ مف‬
‫المتيـ والمجني عميو في الدعوى الجنائية‪ ،‬وأىمية تحقيؽ نوع مف التوازف‬
‫في ىذه المراكز واستحالة ذلؾ إذا أخذنا بنظاـ منفرد دوف غيره‪ ،‬ومف ثـ‬
‫نوعا مف أنواع العبلج لعيوب كؿ‬
‫فإف قيود تحريؾ الدعوى الجنائية تمثؿ ً‬
‫مف مذىبي االتياـ الفردي واالتياـ العاـ‪.‬‬

‫ذلؾ أنو في ظؿ النظاـ األوؿ أي االتياـ الفردي توضع بعض القيود‬


‫عمى مباشرة المجني عميو لمدعوى الجنائية‪ ،‬وفي المقابؿ ولمتخفيؼ مف‬
‫عيوب استئثار النيابة العامة لبلتياـ وفي سمطة مباشرة الدعوى الجنائية‬
‫وفي ظؿ النظاـ االتيامي العاـ توضع بعض القيود التي في جانب منيا‬
‫توصؼ بصفة التأقيت‪ ،‬وفي جانب آخر تكوف القيود مؤبدة‪ ،‬ونستعرض‬
‫فيما يمي الشرح والتحميؿ القيود المؤقتة والتي تتمثؿ في الشكوى والطمب‬
‫واإلذف‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪228‬‬

‫))‬
‫ادلجحث األول‬

‫انشــــكىي‬

‫(‪ )255‬عوػقؿفو‪ :‬م‬

‫لـ يرد نص تشريعي يحدد ماىية الشكوى‪ ،‬ولذلؾ فإف العديد مف‬
‫اآلراء الفقيية تعرضت لتعريفيا عمى نحو يسمح باختبلطيا بالببلغ الذي‬
‫يعد ىو اآلخر وسيمة إلخطار أو إعبلـ السمطة العامة بوقوع جريمة‪ ،‬وىو‬
‫عمى نحو مماثؿ لمشكوى ال يمزـ فيو شكؿ خاص حيث يمكف تقديمو شفاىة‬
‫خطيا‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ونرى في تعريؼ الشكوى بأنيا إخبار مف قبؿ المجني عميو أو وكيمو‬
‫الخاص في القياـ بيذا اإلخبار‪ ،‬يقدـ إلى النيابة العامة أو أحد مأموري‬
‫الضبط القضائي‪ ،‬واضح الداللة برغبتو في تحريؾ الدعوى الجنائية ضد‬
‫مف ارتكب جريمة مف الجرائـ التي يستمزـ القانوف لتحريؾ الدعوى فييا‬
‫التقدـ بشكوى ضد المتيـ‪.‬‬

‫(‪ )256‬ممـمتؼدمماظشؽقى‪ :‬م‬


‫(‪)1‬‬
‫مفيوما‬
‫ً‬ ‫دوف غيره‪،‬‬ ‫يقتصر الحؽ في تقديميا عمى المجني عميو‬
‫عمى أنو الشخص الذي وقعت عميو الجريمة ومف ثـ فإف ىذه الصفة تكوف‬

‫(‪)1‬‬
‫لـ يرد نص قانوني يعرؼ المجني عميو‪ ،‬حيث تختمؼ اآلراء الفقيية حياؿ تعريفو‪ ،‬ومف‬
‫جانبا يأخذ بمعيار الضرر لتعريفو‪ ،‬وفي‬
‫ً‬ ‫تحميؿ مختمؼ ىذه اآلراء‪ ،‬فإنو يتضح لنا أف‬
‫المقابؿ يأخذ الجانب اآلخر بمعيار المصالح المحمية‪ ،‬ومف نماذج االتجاه األوؿ‪ :‬أف‬
‫أساسا واف لـ يصبره‬
‫ً‬ ‫المجني عميو؛ ىو الشخص الذي قصد بارتكاب الجريمة اإلضرار بو‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪229‬‬

‫))‬
‫أكثر ضيقًا مف صفة المضرور مف الجريمة والذي أضرت بو الجريمة‬
‫(‪)1‬‬
‫شخصا‬
‫ً‬ ‫أو‬ ‫ذاتو‬ ‫عميو‬ ‫المجني‬ ‫ىو‬ ‫يكوف‬ ‫أف‬ ‫يمكف‬ ‫حيث‬ ‫بآخر‬ ‫أو‬ ‫بشكؿ‬
‫آخر‪ .‬وليس في ذلؾ مساس بمصالحو حيث يستطيع أف يتدخؿ في الدعوى‬
‫المدنية التابعة لمدعوى الجنائية وذلؾ لمدفاع عف مصالحو التي وقع عمييا‬
‫الضرر بالجريمة المرتكبة‪.‬‬

‫شخصيا‪ ،‬وانما يجوز‬


‫ً‬ ‫ىذا‪ ،‬وال يشترط تقديـ الشكوى مف المجني عميو‬
‫تقديميا مف شخص غيره‪ ،‬وذلؾ بموجب توكيؿ خاص يسمح لو بتقديميا وال‬
‫يتأتى ذلؾ إال إذا كاف ىذا التوكيؿ الحقًا عمى ارتكاب الجريمة محؿ‬
‫الشكوى‪.‬‬

‫شخصيا‪ ،‬فإنو يشترط أال تقؿ‬


‫ً‬ ‫واذا قدمت الشكوى مف المجني عميو‬
‫سنو عف خمس عشرة سنة‪ ،‬واال قدمت مف الشخص الذي تثبت لو الوالية‬

‫=ضرر أو تعدي ضرره إلى غيره‪.‬‬


‫أنظر في تفاصيؿ ىذا االتجاه‪ ،‬الدكتور‪ :‬عبد الوىاب العشماوي‪ ،‬االتياـ الفردي أو حؽ‬
‫الفرد في الخصومة‪ ،1953 ،‬ص ‪.389‬‬
‫ومف نماذج االتجاه الثاني‪ :‬أف المجني عميو؛ ىو صاحب الحؽ الذي يحميو القانوف بنص‬ ‫*‬
‫مباشر عميو‪.‬‬
‫ًا‬ ‫التجريـ ووقع الفعؿ اإلجرامي عدوا ًنا‬
‫أنظر في تفاصيؿ ذلؾ‪ ،‬الدكتور‪ :‬محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عرفت محكمة النقض المجني عميو؛ بأنو الذي يقع عميو الفعؿ أو يتناولو الترؾ المؤثـ‬
‫معنويا‪ ،‬بمعنى أف يكوف ىذا الشخص نفسو محبلً‬
‫ً‬ ‫طبيعيا أو‬
‫ً‬ ‫شخصا‬
‫ً‬ ‫قانوًنا‪ ،‬سواء كاف‬
‫لمحماية القانونية التي ييدؼ إلييا الشارع‪.‬‬
‫نقض ‪ ،1962/2/2‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 11‬رقـ ‪ 26‬ص ‪.142‬‬
‫الدكتور‪ :‬رؤوؼ عبيد‪ ،‬مبادئ اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ 62‬وما بعدىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪231‬‬

‫))‬
‫أيضا تقدـ منو أي الولي عمى النفس سواء كانا والدا المجني‬
‫عمى النفس‪ ،‬و ً‬
‫مصابا بعاىة عقمية‪.‬‬
‫ً‬ ‫عميو أو غيرىما‪ ،‬إذا كاف المجني عميو‬

‫ىذا واذا تعدد المجني عمييـ‪ ،‬فإنو يكفي أف تقدـ الشكوى مف أحدىـ‪،‬‬
‫واذا تقدـ بيا‪ ،‬فإف النيابة العامة تسترد حريتيا في تحريؾ الدعوى الجنائية‪.‬‬

‫(‪ )257‬ضدمعـمتؼدمماظشؽقى؟ م‬

‫تقدـ الشكوى ضد مرتكب الجريمة التي عمؽ المشرع تحريؾ الدعوى‬


‫الجنائية فييا عمى تقديـ شكوى‪ ،‬وسواء كاف فاعبلً أو شري ًكا فييا‪ ،‬بمعنى‬
‫أنو إذا وجد متيموف آخروف ال تتوافر بشأنيـ عبلقة القرابة أو غيرىا مف‬
‫العبلقات كما في عبلقة الزوجية‪ ،‬فإنو ال يتوافر بشأنيـ ىذا القيد في يستمزـ‬
‫تقديـ شكوى حتى تحرؾ الدعوى الجنائية قبميـ‪.‬‬

‫(‪ )258‬األحؽومماخلوصيمجبرمييماظزغو‪ :‬م‬

‫لجريمة الزنا أحكاـ خاصة بالنسبة ليذه الجزئية‪ ،‬وقد أممتيا ما يترتب‬
‫عمى ىذه الجريمة مف آثار اجتماعية تمحؽ بغير أطرافيا مف أقارب‬
‫مرتكبييا‪ ،‬فإذا كانت ىذه الجريمة مف الجرائـ التي ال يجوز تحريؾ الدعوى‬
‫الجنائية فييا‪ ،‬إال إذا تقدـ المجني عميو بشكوى ضد الزوج أو الزوجة الزانية‬
‫حسب المقتضى‪ ،‬إال أف الشريؾ في ىذه الجريمة ال يجوز تحريؾ الدعوى‬
‫ضده إال إذا قدمت ىذه الشكوى‪ ،‬حيث أف تحريكيا ضد الشريؾ فقط سوؼ‬
‫يدفع ال محالة إلى التعرض لمفاعؿ األصمي ومف ثـ تنتفي الحكمة مف‬
‫اشتراط الشكوى في ىذه الجريمة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪230‬‬

‫))‬
‫(‪ )259‬اجلفيماظيتمتؼدممهلوماظشؽقى‪ :‬م‬

‫يجوز لممجني عميو أو وكيمو الخاص‪ ،‬تقديـ شكواه إلى النيابة العامة‬
‫شخصيا أو جياز‬
‫ً‬ ‫ومكانيا‪ ،‬وسواء قدمت إلى عضو النيابة‬
‫ً‬ ‫نوعيا‬
‫المختصة ً‬
‫المعاوف لو بطمب عرضيا عمى ىذا العضو‪ ،‬وفي ىذه الحالة فإنو يجب أف‬
‫تكوف الشكوى مكتوبة‪ .‬كما يجوز في الوقت نفسو تقديـ ىذه الشكوى إلى‬
‫أحد مأموري الضبط القضائي ممف يتمتعوف بيذه الصفة‪ ،‬حيث يتـ عرضيا‬
‫أيضا مراعاة االختصاص‬
‫بمعرفتيـ عمى النيابة العامة المختصة وينبغي ً‬
‫النوعي والمكاني لمأمور الضبط القضائي الذي تقدـ لو الشكوى(‪.)1‬‬

‫حاضر مف‬
‫ًا‬ ‫ىذا وعمى سبيؿ االستثناء فإنو يمكف تقديميا لمف كاف‬
‫رجاؿ السمطة العامة في الجرائـ المتمبس بيا وفي ىذه الحالة يقوـ رجؿ‬
‫السمطة العامة بعرضيا عمى مأمور الضبط القضائي لمتصرؼ حياليا‪.‬‬
‫ومفاد ذلؾ أف تكوف مكتوبة وليس شفاىة‪.‬‬

‫كما تقدـ الشكوى إلى قاضي التحقيؽ أو المستشار المنتدب لمتحقيؽ‬


‫في األحواؿ التي يتولى فييا ىؤالء سمطة التحقيؽ‪.‬‬

‫أخير فإنو إذا حرؾ المجني عميو الدعوى الجنائية بطريؽ االدعاء‬
‫و ًا‬
‫المباشر‪ ،‬فإف ذلؾ التحريؾ يعد بمثابة الشكوى ضد مف حركت ضده‬
‫الدعوى الجنائية بيذا الطريؽ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أنظر عكس ذلؾ الحكـ الصادر في ‪ ،1973/11/21‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س‬
‫‪ 24‬رقـ ‪ 658‬ص ‪.1133‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪232‬‬

‫))‬
‫ومف ذلؾ يتضح لنا بجبلء أف كافة ىذه الجيات أو األشخاص ممف‬
‫يجوز أف تقدـ ليـ الشكوى التي يتطمبيا القانوف السترداد النيابة العامة‬
‫حريتيا في تحريؾ الدعوى الجنائية ىي جيات أو أشخاص ليا قدر مف‬
‫االختصاص بالدعوى في جميع مراحميا‪ .‬ومف ثـ فبل تعد جية مختصة‬
‫الجيات اإلدارية التي يعمؿ بيا أو يتبعيا الجاني‪ ،‬أو حتى النيابة العامة أو‬
‫ومكانيا‪ ،‬أو النيابة اإلدارية‬
‫ً‬ ‫نوعيا‬
‫مأموري الضبط القضائي غير المختصيف ً‬
‫أو الجيات الرقابة‪.‬‬

‫(‪ )260‬ذؽؾموعضؿقنماظشؽقى‪ :‬م‬

‫محددا لمشكوى حيث يمكف أف‬


‫ً‬ ‫بل‬
‫لـ يشترط القانوف المصري‪ ،‬شك ً‬
‫تكوف كتابة أو شفاىة‪ ،‬وانما يتعيف أف تكوف واضحة الداللة في اإلفصاح‬
‫عف رغبة الشاكي في اتخاذ اإلجراء القانوني ضد المتيـ بارتكاب الجريمة‪،‬‬
‫وليس مجرد اإلخبار أو اإلخطار عف ارتكاب الجريمة أو طمب أخذ‬
‫التعيدات البلزمة عمى مرتكبيا بعدـ التعرض لمشاكي أو معاودة ارتكاب‬
‫الجريمة أو تعميؽ اتخاذ اإلجراء القانوني حاؿ تحريؾ الدعوى عمى شرط‬
‫ميما كاف نوع ىذا الشرط‪.‬‬

‫(‪ )261‬أحقالماظشؽقى‪ :‬م‬

‫ونعني بيا الجرائـ التي استمزـ القانوف تقديـ شكوى ضد المتيـ‪ ،‬حتى‬
‫تسترد النيابة العامة حريتيا في تحريؾ الدعوى الجنائية ضده‪ .‬والقاسـ‬
‫المشترؾ بيف ىذه الجرائـ أنيا مف الجنح وبالتالي فإذا كانت الجريمة التي‬
‫تقع عمى سبيؿ المثاؿ بيف األصوؿ والفروع أو العكس مف نفس طبيعة‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪233‬‬

‫))‬
‫الجريمة التي قيد المشرع تحريؾ الدعوى فييا عمى تقديـ شكوى لكنيا‬
‫جناية‪ ،‬كما في سرقة اقترف بيا ظرؼ مشدد‪ ،‬فإنيا تخرج مف أحكاـ القيد‬
‫اإلجرائي المعني‪ ،‬بالنظر إلى خطورتيا‪.‬‬

‫كما أف البعض مف ىذه الجرائـ قد ورد النص عميو في قانوف‬


‫اإلجراءات الجنائية والبعض اآلخر في قانوف العقوبات‪ ،‬وقد تحفظ المشرع‬
‫اإلجرائي المصري عمى التقيد بالجرائـ التي ورد بيا نص في قانوف‬
‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬وذلؾ حينما أردؼ بعد تعداد جرائـ الشكوى في نص‬
‫المادة ‪/3‬ج قولو "وكذلؾ في األحواؿ األخرى التي ينص عمييا القانوف"‪.‬‬

‫ىذا ومف المبلحظ أ الجرائـ المعنية بقيد الشكوى تنقسـ إلى جرائـ‬
‫أشخاص وأخرى جرائـ أمواؿ فبل يدخؿ فييا جرائـ االعتداء عمى المصمحة‬
‫العامة‪.‬‬

‫ونستعرض فيما يمي جرائـ الشكوى‪ ،‬ونقتصر بالدرجة األولى عمى‬


‫األحكاـ اإلجرائية الخاصة بيذه الجرائـ‪ ،‬أما تفاصيؿ أركانيا فنحيؿ بشأنيا‬
‫إلى شروحات القسـ الخاص لقانوف العقوبات‪.‬‬

‫(‪ )262‬أوالً‪:‬مجرائؿماألذكوص‪ :‬م‬

‫في إطار ىذه الجرائـ‪ ،‬فإف قيد الشكوى يتعمؽ بجريمة الزنا وجرائـ‬
‫القذؼ والسب والفعؿ الفاضح غير العمني‪ ،‬جرائـ عدـ تسميـ الصغير لمف‬
‫أخير الحدث‬
‫لو الحؽ في حضانتو أو خطفو مف قبؿ الوالديف أو الجديف‪ ،‬و ًا‬
‫المارؽ مف سمطة أبيو أو وليو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪234‬‬

‫))‬
‫(‪ )263‬جرمييماظزغو‪ :‬م‬

‫فرؽ المشرع في األحكاـ اإلجرائية بيف زنا الزوجة وزنا الزوج‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة لزنا الزوجة‪ ،‬فإنو في حالة ارتكابيا ىذه الجريمة وىي جنحة فإف‬
‫تحريؾ الدعوى الجنائية ضدىا مف قبؿ النيابة العامة ال يجوز إال إذا تقدـ‬
‫زوجيا بشكوى تتضمف اتخاذ اإلجراءات القانونية ضدىا أي تحريؾ‬
‫الدعوى‪ ،‬وتقديـ الشكوى ىو حؽ شخصي لمزوج‪ ،‬فإذا مات قبؿ تقديـ‬
‫الشكوى فإف ىذا الحؽ ال ينتقؿ إلى ورثتو‪ ،‬واذا كانت سف الزوج أقؿ مف‬
‫خمسة عشرة سنة‪ ،‬فإف حؽ الشكوى يكوف لوليو وفي حالة عدـ وجوده فإنو‬
‫(‪)1‬‬
‫كما ىو الشأف في حالة المحجور عميو لعاىة في‬ ‫ينتقؿ إلى النيابة العامة‬
‫عقمو‪ .‬وال يصادر الحجر عمى الزوج لسفو أو لمحكـ عميو بعقوبة جنائية‪،‬‬
‫عمى حقو في الشكوى ضد زوجتو في حالة ارتكابيا جريمة الزنا وحتى‬
‫تكوف شكوى الزوج مقبولة فإنو يجب إضافة إلى توافر شروط الشكوى‬
‫وصحيحا وقت الشكوى‬
‫ً‬ ‫قائما‬
‫بشكؿ عاـ‪ ،‬فإنو يتعيف أف يكوف الزواج ً‬
‫ويدخؿ في مفيوـ الزواج الصحيح القائـ الزواج العرفي‪ ،‬وينسحب ذلؾ عمى‬
‫الزوجة التي أوقع عمييا زوجيا يميف الطبلؽ ولـ تنتو مدة مراجعتيا حيث‬
‫بائنا‬
‫أيضا في ىذه المدة‪ ،‬أما إذا كاف الطبلؽ ً‬ ‫ترتكب الزوجة ىذه الجريمة ً‬
‫فبل يحؽ لممطمؽ في ىذا الفرض تقديـ الشكوى‪ .‬أما بالنسبة لمزوج فإنو حقو‬
‫ضمنا‪ ،‬أو إذا‬
‫ً‬ ‫مقدما بزنى الزوجة صراحة أو‬
‫في الشكوى ينقضي إذا رضي ً‬
‫سبؽ ارتكابو ىو نفسو ىذه الجريمة وثبوتيا بموجب حكـ جنائي بات ضده‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ال ينتقؿ ىذا الحؽ لموصي‪ ،‬ألف حدود وصايتو ىي الماؿ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪235‬‬

‫))‬
‫(‪ )264‬األحؽومماخلوصيمبوظؿـوزلمسـماظشؽقىميفمجرمييماظزغو‪ :‬م‬

‫بالنظر إلى طبيعة ىذه الجريمة‪ ،‬فإف المشرع قد خصيا بأحكاـ‬


‫خاصة عمى خبلؼ األحكاـ العامة لمتنازؿ في جرائـ الشكوى حيث أجاز‬
‫القانوف في حالة توفي الزوج الشاكي أثناء نظر الدعوى ألوالده مف الزوجة‬
‫الزانية أف يتنازلوا عف الشكوى وذلؾ فرادى أو جماعة‪ ،‬وتنقضي الدعوى‬
‫بذلؾ التنازؿ وذلؾ بشرط أف يتـ ذلؾ قبؿ صدور حكـ بات فييا‪.‬‬

‫أما إذا صدر حكـ بعقوبة عمى الزوجة الزانية‪ ،‬فإف لمزوج أف يوقؼ‬
‫تنفيذه إذا رضي بمعاشرتو ليا كما كانت حيث يمثؿ ىذا التصرؼ مف‬
‫نوعا مف العفو أو الصفح عف خيانتيا‪ ،‬ويتحقؽ أثر ىذه‬‫جانب الزوج ً‬
‫المعاشرة حتى ولو قاـ بطبلقيا بعد ذلؾ‪.‬‬

‫وليس ىناؾ نص مماثؿ لمحؽ الممنوح لمزوج في إيقاؼ تنفيذ الحكـ‬


‫الصادر عمى زوجتو الزانية‪ ،‬بمعنى أف الزوجة ال تستطيع وقؼ تنفيذ الحكـ‬
‫بائنا قبؿ تقديـ‬
‫الصادر عمى زوجيا‪ .‬واذا طمؽ الزوج الزاني زوجتو طبلقًا ً‬
‫الشكوى‪ ،‬امتنع عميو تقديميا النتياء عبلقة الزوجية وقت تقديميا ومف ثـ‬
‫فقد انتفى شرط مف الشروط الجوىرية لصحة الشكوى في جريمة الزنا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪236‬‬

‫))‬
‫(‪ )265‬جرمييتماظؼذف(‪)1‬ماظلى(‪ :)2‬م‬

‫عرؼ المشرع القذؼ بأنو مف أسند لغيره بواسطة إحدى الطرؽ التي‬
‫أمور لو كانت صادقة ألوجبت عقاب مف أسندت إليو‬ ‫حددىا القانوف‪ً ،‬ا‬
‫قانونا أو أوجبت احتقاره عند أىؿ وطنو‪.‬‬
‫بالعقوبات المقررة لذلؾ ً‬
‫كما عرؼ السب بأنو خدش لشرؼ شخص واعتباره بشكؿ عمدي‬
‫دوف أف يتضمف ذلؾ إسناد واقعة معينة لممجني عميو في ىذه الجريمة‬
‫وذلؾ بأي طريقة مف طرؽ التعبير‪.‬‬

‫(‪ )266‬جرمييماظػعؾماظػوضحمشريماظعؾين‪ :‬م‬

‫وىي الجريمة التي ورد بيا نص المادة ‪ 279‬مف قانوف العقوبات‬


‫والتي تعاقب بالحبس مدة ال تزيد عف سنة أو غرامة ال تجاوز خمسيف‬
‫أمر مخبلً بالحياء ولو في غير‬
‫جنييا مصرًيا‪ ،‬كؿ مف ارتكب مع امرأة ًا‬
‫عبلنية‪ ،‬وتقدـ الشكوى في ىذه الجريمة مف المجني عمييا أو وكيميا‬
‫الخاص أو ممف لو الوالية عمييا وذلؾ إذا كانت سنيا أقؿ مف السف الذي‬
‫تقبؿ ممف بمغيا الشكوى‪.‬‬

‫(‪ )267‬جرمييتماالعؿـوعمسـمتلؾقؿماظصغريمدلـمظفماحلؼميفمحضوغؿفم‬
‫أومخطػفمعـمضؾؾمأحدماظقاظدؼـمأوماجلدؼـ‪ :‬م‬

‫ورد النص عمى ىذه الجريمة في المادة ‪ 292‬مف قانوف العقوبات‬


‫وتقدـ الشكوى بالنسبة لياتيف الجريمتيف مف المجني عميو وىو المحكوـ لو‬
‫(‪)1‬‬
‫المواد مف ‪ 312‬إلى ‪ 319‬مف قانوف العقوبات‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المادة ‪ 365‬مف قانوف العقوبات‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪237‬‬

‫))‬
‫بحضانة الطفؿ أو حفظو‪ ،‬وذلؾ بشرط صدور حكـ أو قرار مف جية‬
‫القضاء المختص يعطي لو حؽ الحضانة أو الحفظ‪.‬‬

‫(‪ )268‬جرمييمعروقماحلدثمعـمدؾطيمأبقفمأوموظقف‪ :‬م‬

‫نص عمى ىذه الجريمة قانوف األحداث المشرديف‪ ،‬وىي تتعمؽ بخروج‬
‫الحدث عف طاعة أبيو أو مف لو الوالية عميو وعدـ االنصياع لو‪ .‬واذا‬
‫كانت الصياغة التشريعية بالنسبة لمقيد الذي يرد عمى حرية النيابة العامة‬
‫في اتخاذ اإلجراءات ضد الحدث المارؽ‪ ،‬قد ورد بيا اإلذف ولكف حقيقة‬
‫األمر ينصرؼ إلى الشكوى‪ ،‬ألف حكمة القيد يكوف ممحوظًا فييا المصمحة‬
‫الخاصة لمحدث وليس مف منطمؽ المصمحة العامة‪.‬‬

‫(‪ )269‬ثوغقًو‪:‬مجرائؿماألعقال‪ :‬م‬

‫يندرج في إطار ىذه الجرائـ والتي ورد النص عمييا صراحة كؿ مف‬
‫جريمة السرقة بيف األزواج واألصوؿ والفروع‪ ،‬والجرائـ المماثمة ليا رغـ عدـ‬
‫اعتمادا عمى جواز القياس في‬
‫ً‬ ‫ورود النص عمى اشتراط القيد بالنسبة ليا‪،‬‬
‫غير مجاؿ الجريمة والعقاب كما في حالة جرائـ نصب وخيانة األمانة‬
‫واالغتصاب‪ ،‬إضافة إلى توافر عمة القيد في ىذه الجرائـ‪ ،‬وىي المحافظة‬
‫عمى صبلت القربى والروابط األسرية(‪.)1‬‬

‫والشكوى بالنسبة ليذه الجرائـ تشترط فقط بالنسبة إلى المتيـ الذي‬
‫تتوافر فيو صمة القرابة دوف غيره مف المتيميف في حالة تعددىـ فاعميف أو‬
‫شركاء حيث تتحرؾ الدعوى الجنائية قبميـ دوف مف توافرت بشأنو ىذه‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1981/5/12‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 21‬رقـ ‪ ،118‬ص ‪.615‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪238‬‬

‫))‬
‫أيضا عمى حالة النزوؿ عف الشكوى حيث ال يستفيد‬
‫الصمة‪ ،‬ويسري ذلؾ ً‬
‫مف ىذا النزوؿ إال مف اشترطت بشأنو الشكوى‪ ،‬ومف ثـ تستمر المحكمة‬
‫في نظر الدعوى بالنسبة لغير ىؤالء‪.‬‬

‫كما تدخؿ في نطاؽ جرائـ األمواؿ التي يشترط تقديـ شكوى لتحريؾ‬
‫الدعوى الجنائية بشأنيا‪ ،‬جريمة االمتناع عف دفع النفقة المحكوـ بيا‪ ،‬حيث‬
‫يثبت حؽ تقديـ الشكوى بالنسبة ليذه الجريمة لصاحب الحؽ في النفقة‬
‫سواء كانت الزوجة أو المطمقة (طالما أف سبب النفقة ىو رابطة الزواج) أو‬
‫غيرىا مف األقارب أو األصيار‪ ،‬وأف يكوف موضوع الشكوى ىو نفقة‬
‫تقررت بحكـ قضائي واجب النفاذ أو أجرة حضانة أو رضاعة أو مسكف‪.‬‬

‫(‪ )270‬اآلثورماظيتمترتتىمسؾكماذرتاطمضقدماظشؽقى‪ :‬م‬

‫نص المشرع عمى ىذه اآلثار بشكؿ عاـ ووضع قاعدة تنسحب عمى‬
‫قيد الشكوى واإلذف والطمب‪ ،‬وتتمثؿ في عدـ جواز اتخاذ إجراءات التحقيؽ‬
‫استثناء‬
‫ً‬ ‫أيضا‬
‫في الجريمة المعنية بقيد الشكوى إال بعد تقديميا‪ ،‬كما وضع ً‬
‫موظفا‬
‫ً‬ ‫عاما مف ىذه القاعدة‪ ،‬بالنسبة لمجريمة التي يكوف المجني عميو فييا‬
‫ً‬
‫شخصا ذا صفة نيابية عامة أو مكمفًا بخدمة عامة وكاف ارتكاب‬ ‫ً‬ ‫أو‬
‫الجريمة بسبب أداء الوظيفة أ و النيابة العامة أو الخدمة العامة‪ ،‬حث يجوز‬
‫اتخاذ إجراءات التحقيؽ فييا دوف حاجة إلى تقديـ شكوى أو طمب أو إذف‪.‬‬

‫(‪ )271‬اإلجراءاتماظيتمحيظرماختوذػومضؾؾمتؼدؼؿماظشؽقى‪ :‬م‬

‫إذا كانت الصياغة التشريعية لآلثار محؿ البحث‪ ،‬قد حظرت بشكؿ‬
‫عاـ اتخاذ إجراءات التحقيؽ ضد مرتكب الجريمة التي يتعمؽ بيا القيد سواء‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪239‬‬

‫))‬
‫كاف شكوى أو إذف أو طمب‪ ،‬فإف ذلؾ يفسر عمى ضوء تحديد إجراءات‬
‫الخصومة أو المحظة التي تتحرؾ فييا الدعوى الجنائية‪ ،‬حيث يكوف ذلؾ‬
‫مف المحظة التي تقوـ فييا النيابة العامة بالتحقيؽ بنفسيا بوصفيا سمطة‬
‫تحقيؽ‪ ،‬أو بواسطة مف تقوـ بانتدابو لذلؾ مف مأموري الضبط القضائي‪ ،‬أو‬
‫برفع الدعوى أماـ قضاء الحكـ ومف ثـ فبل يجوز ليا اتخاذ أي إجراء مف‬
‫ماسا بشخص المتيـ أو غير ماس‪،‬‬ ‫إجراءات التحقيؽ سواء كاف ذلؾ ً‬
‫ويدخؿ في إطار ذلؾ طمب ندب قاضي لمتحقيؽ عمى اعتبار أف ذلؾ مف‬
‫إجراءات التحقيؽ ويسري ذلؾ الحظر عمى ندب أحد مأموري الضبط‬
‫القضائي‪ ،‬واذا تـ ذلؾ قبؿ التقدـ بالشكوى فإنو يترتب عمى ىذا اإلجراء‬
‫البطبلف‪ ،‬وبالتبعية يكوف باطبلً كؿ إجراء آخر يترتب عمى ىذا اإلجراء‬
‫الباطؿ وال يصححو تقديـ الشكوى بعد اتخاذ اإلجراء‪ ،‬وىو بطبلف يتعمؽ‬
‫بالنظاـ العاـ‪ ،‬ومؤدى وصفو عمى ىذا النحو جواز الدفع بو ألوؿ مرة أماـ‬
‫محكمة النقض‪ ،‬كما أنو يجوز لممحكمة أف تقضي بو مف تمقاء نفسيا‪،‬‬
‫ولذلؾ فإنو يجب عمى المحكمة أف تذكر في حكميا أف الدعوى قد رفعت‬
‫معيبا‪.‬‬
‫صحيحة متى تعمؽ بيا قيد مف ىذه القيود واال كاف حكميا ً‬
‫(‪ )272‬جقازماختوذمعلعقريماظضؾطماظؼضوئلمظإلجراءاتماظيتمتؿطؾؾفوم‬
‫عرحؾيمذيعماالدؿدالالت‪ :‬م‬

‫وحكمة جواز اتخاذ مثؿ ىذه اإلجراءات ىي خروجيا عف مفيوـ‬


‫بعيدا عف شخص المتيـ وال‬
‫إجراءات الدعوى الجنائية‪ ،‬إضافة إلى أنيا تتـ ً‬
‫تمس مركزه‪ ،‬والقوؿ بغير ذلؾ تضييؽ خطير لصبلحيات مأموري الضبط‬
‫القضائي يترتب عمييا ضياع معالـ الجريمة‪ ،‬في حالة ما إذا تقدـ المجني‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪241‬‬

‫))‬
‫عميو بالشكوى أو صدر اإلذف أو الطمب‪ ،‬وىذه اإلجراءات يجوز القياـ بيا‬
‫مباشرة مف مأموري الضبط القضائي‪ ،‬أو بموجب تعميمات مف النيابة العامة‬
‫وبعيدا عف ممارسة وظيفة أو سمطة‬
‫ً‬ ‫بوصفيا رئيسة الضبط القضائي‪،‬‬
‫التحقيؽ‪.‬‬

‫(‪ )273‬االدؿــوءمعـماظؼوسدةماظعوعي‪ :‬م‬

‫حصر المشرع ىذا االستثناء في جرائـ القذؼ والسب والتي يكوف‬


‫شخصا ذا صفة نيابية عامة أو مكمفًا‬
‫ً‬ ‫عموميا أو‬
‫ً‬ ‫المجني عميو فييا موظفًا‬
‫بخدمة عامة وكانت الجريمة قد وقعت عميو بسبب أداء الوظيفة أو الخدمة‬
‫العامة أو النيابة‪.‬‬

‫ومرد ىذا االستثناء قائـ عمى كفالة االحتراـ لموظيفة العامة أو النيابة‬
‫أو الخدمة العامة‪ ،‬إضافة إلى مساس ىذه الجرائـ بالمصمحة العامة مف‬
‫زاوية المساس بأشخاص القائميف عمى ىذه األعماؿ‪ .‬ولكف ىذا االستثناء‬
‫يقؼ فقط عند حدود إجراءات التحقيؽ وال يتجاوزه إلى رفع الدعوى الجنائية‬
‫أماـ قضاء الحكـ والذي يستوجب تقديـ المجني عميو لمشكوى وفقًا لؤلحكاـ‬
‫التفصيمية الخاصة بالشكوى أو الطمب أو اإلذف‪.‬‬

‫(‪ )274‬األحؽومماخلوصيمبوظؿؾؾسمجبرمييمؼؿقضػمحترؼؽماظدسقىمصقفوم‬
‫سؾكمتؼدؼؿماظشؽقى‪ :‬م‬

‫إذا كاف االستثناء بالنسبة لجرائـ القذؼ والسب التي تقع عمى‬
‫الموظؼ العاـ أو المكمؼ بخدمة عامة أو لو صفة النيابة العامة يتسع‬
‫ليشمؿ كافة إجراءات التحقيؽ الماسة بشخص مرتكب الجريمة‪ ،‬فإف األمر‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪240‬‬

‫))‬
‫ىنا أقؿ نطاقًا مف حيث مساس ىذه اإلجراءات بشخص المتيـ‪ ،‬حيث أجاز‬
‫متمبسا بارتكابيا‪ ،‬وكذلؾ‬
‫ً‬ ‫المشرع القبض عميو وذلؾ بشرط أف تكوف الجريمة‬
‫حاضر مف رجاؿ السمطة العامة‪.‬‬
‫ًا‬ ‫بشرط تقديـ شكوى إلى مف كاف‬

‫ومعنى ذلؾ أف القبض ىنا يتقيد بتوافر مثؿ ىذه الشروط‪ ،‬ورغـ‬
‫توافرىا إال أف ذلؾ ال يسمح إال بالقبض فقط‪ ،‬فبل يجوز لو اتخاذ أي إجراء‬
‫آخر مف اإلجراءات التي تشترؾ مع القبض في المساس بحرية الشخص‪.‬‬
‫مع مبلحظة أف رجؿ السمطة العامة الذي تمقى الشكوى ال يجوز أف يقوـ‬
‫بإلقاء القبض عمى المتيـ المشكو في حقو وانما يكوف لو فقط اتخاذ إجراء‬
‫االقتياد المادي ومف ثـ يقوـ مأمور الضبط باتخاذ إجراء تحفظي ضد ىذا‬
‫الشخص وبالتالي تصدر سمطة التحقيؽ المختصة األمر بالقبض عميو‪،‬‬
‫وحظر اتخاذ اإلجراءات الماسة بشخص المتيـ يخاطب فيو المشرع السمطة‬
‫المختصة باتخاذ إجراءات التحقيؽ وىي النيابة العامة أو قاضي التحقيؽ أو‬
‫المستشار المنتدب لمتحقيؽ في األحواؿ التي يتـ فييا قياميـ بالتحقيؽ‪،‬‬
‫وتشمؿ ىذه اإلجراءات االستجواب والتفتيش سواء كاف لشخص المتيـ أو‬
‫لمسكنو والحبس االحتياطي والمواجية‪ ،‬وفي الوقت نفسو تخرج اإلجراءات‬
‫التي ال تمس شخص المتيـ مف نطاؽ الحظر‪ ،‬كما في حالة االنتقاؿ‬
‫وسماع الشيود والتحريز لممضبوطات‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪242‬‬

‫))‬
‫(‪ )275‬أحؽوم ماظشؽقى ميف محوظيمارتؾوط مجرمييمعـ مجرائؿفو مجبرائؿم‬
‫أخرىمالمؼؿعؾؼمبفومضقدمعـماظؼققد‪ :‬م‬

‫ىذا االرتباط في الواقع إما أف يكوف ارتباطًا يقبؿ التجزئة أو ال يقبميا‬


‫حيث يختمؼ الحكـ بحسب درجة ووصؼ ىذا االرتباط‪.‬‬

‫(‪ )276‬حوظيماالرتؾوطماظذيمؼؼؾؾماظؿفزئي‪ :‬م‬

‫وتتضمف ىذه الحالة التعدد الحقيقي لمجرائـ والتعدد المعنوي‪.‬‬

‫(‪ )277‬اظؿعددماحلؼقؼلمظؾفرائؿ‪ :‬م‬

‫تقتصر أعماؿ القيد اإلجرائي عمى تحريؾ الدعوى الجنائية عمى‬


‫الجريمة التي يتعمؽ بيا القيد فقط دوف األخرى‪ ،‬التي يكوف لمنيابة العامة‬
‫كامؿ الحرية في تحريؾ الدعوى الجنائية بشأنيا كما في جريمة إتبلؼ‬
‫وسب أو سب واصابة عمدية‪.‬‬

‫(‪ )278‬اظؿعددمادلعـقيمظؾفرائؿ‪ :‬م‬

‫احدا‬
‫وفي ىذه الحالة وخبلفًا لمحالة األولى‪ ،‬يكوف السموؾ اإلجرامي و ً‬
‫ولكنو يخضع ألوصاؼ متعددة‪ ،‬في ىذه الحالة إذا كانت الجريمة الجنائية‬
‫التي يتوقؼ تحريؾ الدعوى فييا عمى شكوى ذات الوصؼ األشد فبل يجوز‬
‫اتخاذ إجراء مف إجراءات التحقيؽ سواء بالنسبة ليا أو بالنسبة لمجريمة ذات‬
‫الوصؼ األخؼ‪.‬‬

‫أما إذا كانت الجريمة ذات الوصؼ األشد‪ ،‬ال تستمزـ شكوى مف‬
‫المجني عميو‪ ،‬فإف قياـ النيابة العامة باتخاذ إجراء مف إجراءات التحقيؽ أو‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪243‬‬

‫))‬
‫رفع الدعوى أماـ قضاء الحكـ جائز فقط بالنسبة ليا دوف الجريمة األخرى‬
‫التي يتعمؽ بيا قيد الشكوى‪.‬‬

‫(‪ )279‬حوظيماالرتؾوطماظذيمالمؼؼؾؾماظؿفزئي‪ :‬م‬

‫احدا‪ ،‬وىذا الشكؿ‬


‫غرضا و ً‬
‫ً‬ ‫وتعني بيا حالة وقوع عدة جرائـ تستيدؼ‬
‫مف أشكاؿ االرتباط‪ ،‬يعتبرىا المشرع أنيا جريمة واحدة ويحكـ فييا بالعقوبة‬
‫المقررة ألشد ىذه الجرائـ‪.‬‬

‫وفي ىذه الحالة ينظر إلى أشد ىذه الجرائـ‪ ،‬فإذا كانت مف جرائـ‬
‫الشكوى أي يشترط لتحريؾ الدعوى فييا تقديـ شكوى مف المجني عميو‪،‬‬
‫وكاف الفصؿ فييا يستمزـ إثبات وقوع الجريمة األخرى األخؼ‪ ،‬فبل يجوز‬
‫اتخاذ أي إجراء فييا مف قبؿ النيابة العامة سواء بالنسبة لمجريمة األشد أو‬
‫حتى األخؼ قبؿ تقديـ شكوى مف المجني عميو‪.‬‬

‫أما إذا كانت الجريمة ذات الوصؼ األشد‪ ،‬ال يتوقؼ تحريؾ الدعوى‬
‫فييا عمى شكوى مف المجني عميو‪ ،‬فإف النيابة ليا كامؿ الحرية في اتخاذ‬
‫اإلجراءات القانونية حياؿ مرتكبيا‪ ،‬حتى ولو لـ يتقدـ المجني عميو بشكوى‬
‫بالنسبة لمجريمة ذات الوصؼ األخؼ‪ .‬ولكف المحكمة تمتزـ بالفصؿ فقط‬
‫بالنسبة لمجريمة التي ال يتعمؽ بيا قيد الشكوى‪.‬‬

‫(‪ )280‬اغؼضوءماحلؼميفماظشؽقىماظالإراديمواإلرادي‪ :‬م‬

‫ىناؾ أسباب إذا تحققت فإف الحؽ في الشكوى ينقضي والنوع األوؿ‬
‫مف األسباب يوصؼ بأنو ال إرادي بمعنى ال دخؿ إلرادة الجاني في‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪244‬‬

‫))‬
‫تحقيقيا‪ ،‬أما النوع الثاني فإنو يوصؼ بأنو إرادي أي أنو يتدخؿ المجني‬
‫عميو وفعمو ىو ذاتو‪.‬‬

‫(‪ )281‬األدؾوبماظالإرادؼي‪ :‬م‬

‫تنحصر ىذه األسباب في وفاة المجني عميو‪ ،‬ووفاة الجاني ومضي‬


‫المدة‪.‬‬

‫(‪ )282‬وصوةماجملينمسؾقف‪ :‬م‬

‫الشكوى ذات طبيعة شخصية‪ ،‬فيي ال تورث ومف ثـ فإف الحؽ في‬
‫تقديميا ينقضي إذا توفي المجني عميو قبؿ تقديميا‪ ،‬وال أثر لوفاة وكيمو‬
‫شخصيا أو‬
‫ً‬ ‫الخاص قبؿ تقديميا‪ ،‬حيث أنو بمكنة المجني عميو التقدـ بيا‬
‫بموجب توكيؿ آخر‪ ،‬إال إذا تمت الوفاة قبؿ تقديـ الوكيؿ لمشكوى محؿ‬
‫الوكالة‪ .‬ومؤدى ذلؾ أنو ال يجوز لورثة المجني عميو تقديـ الشكوى بعد‬
‫وفاتو‪.‬‬

‫ىذا واذا حدثت الوفاة بعد تقديـ الشكوى إلى السمطة المختصة فإنو ال‬
‫أثر ليذه الوفاة عمى االستمرار في إنفاذ آثارىا سواء في مرحمة التحقيؽ أو‬
‫المحاكمة‪.‬‬

‫(‪ )283‬وصوةماجلوغل‪ :‬م‬

‫إذا توفي الجاني قبؿ تقديـ الشكوى مف قبؿ المجني عميو‪ ،‬انقضى‬
‫الحؽ في تقديميا‪ ،‬واذا توفي في مرحمة مف مراحؿ التحقيؽ أو المحاكمة‬
‫تتوقؼ اإلجراءات ضده وال يجوز االستمرار في نظرىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪245‬‬

‫))‬
‫(‪ )284‬عضلمادلدةماحملددةمظؿؼدؼؿماظشؽقى(‪ :)1‬م‬

‫حدد المشرع اإلجرائي مدة محددة يتعيف أف يتقدـ خبلليا المجني عميو‬
‫أو وكيمو الخاص بشكواه خبلليا واال انقضى حقو في تقديميا وىذه المدة ال‬
‫يرد عمييا الوقؼ أو االنقطاع‪ ،‬وقد روعي فييا أال تكوف مف الطوؿ بحيث‬
‫يظؿ خبلليا الجاني تحت رحمة المجني عميو وتيديده بتقديميا‪ ،‬وأال تكوف‬
‫مف القصر بحيث ال يكوف لدى المجني عميو مف الوقت الكافي لمتبصر في‬
‫تقديميا أو عدـ تقديميا بحسب موازنتو لمختمؼ االعتبارات المحيطة بو‪،‬‬
‫وىذه المدة حددت في القانوف المصري بثبلثة أشير ويبدأ حسابيا مف يوـ‬
‫العمـ بالواقعة ومرتكبيا‪ ،‬وليس مف تاريخ الوقت الفعمي لمجريمة الذي في‬
‫خافيا عمى المجني عميو‪ ،‬واذا تعمؽ األمر بجريمة وقعت‬
‫الغالب قد يكوف ً‬
‫عمى شخص مشموؿ بالوالية عمى النفس أو الماؿ‪ ،‬فإف حساب ىذه المدة‬
‫يبدأ مف تاريخ عمميما بارتكاب ىذه الجريمة وليس مف تاريخ عمـ المجني‬
‫عميو بارتكابيا‪ ،‬وال يعتد بيذا الشأف بمجرد الظف بارتكاب الجريمة أو‬
‫نسبتيا إلى مرتكبيا‪.‬‬

‫وينصرؼ مفيوـ العمـ عمى شخص الجاني الذي يتعمؽ بو القيد سواء‬
‫كاف فاعبلً لمجريمة أو شري ًكا‪ ،‬دوف غيره مف المساىميف في الجريمة تحت‬
‫أي وصؼ‪ ،‬كما ال ينصرؼ العمـ إلى اسـ الجاني وانما يكفي العمـ‬
‫بشخصيتو‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ومف المنطقي انقضاء حؽ تقديـ الشكوى‪ ،‬بسقوط الجريمة بمضي المدة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪246‬‬

‫))‬
‫ويبلحظ أف قيد المدة ىذا‪ ،‬إنما ينصرؼ إلى تقييد حرية النيابة العامة‬
‫عمى تحريؾ الدعوى الجنائية‪ ،‬ومف ثـ فإف ذلؾ ال يصادر عمى تحريؾ‬
‫الدعوى ضد المتيـ بطريؽ االدعاء المباشر خبلؿ نفس ىذه المدة‪ ،‬حيث‬
‫يعد بمثابة شكوى(‪.)1‬‬

‫كما أف الدفع بعدـ قبوؿ الدعوى المباشرة لمضي أكثر مف ثبلثة‬


‫أشير عمى عمـ المجني عميو بالجريمة ومرتكبيا متعمؽ بالنظاـ العاـ‪ .‬ومف‬
‫ثـ يجوز إثارتو ألوؿ مرة أماـ محكمة النقض(‪.)2‬‬

‫(‪ )285‬اظؿـوزلمسـماظشؽقى‪ :‬م‬

‫بما أف الحؽ في الشكوى ىو مف الحقوؽ الشخصية‪ ،‬فإنو مف‬


‫مفيوما عمى أنو تعبير عف‬
‫ً‬ ‫المنطقي االعتراؼ لممجني عميو بالتنازؿ عنيا‪،‬‬
‫إرادة الشاكي في عدـ اتخاذ اإلجراءات القانونية حياؿ الجاني أو االستمرار‬
‫في اتخاذىا إذا كانت قد تـ اتخاذ البعض منيا‪ .‬ولـ يقيد الشارع التنازؿ‬
‫ضمنيا وانما‬
‫ً‬ ‫يحا أو‬
‫بشكؿ معيف حيث يجوز أف يكوف كتابة أو شفاىة صر ً‬
‫يجب أف يفيـ منو اتجاه إرادة المجني عميو إلى ذلؾ األثر‪ ،‬واذا تـ التنازؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫صحيحا‪ ،‬فبل يجوز العدوؿ عف ىذا التنازؿ‪ ،‬ولو كاف ميعاد‬
‫ً‬ ‫عف الشكوى‬
‫ممتدا‪.‬‬
‫الشكوى ما زاؿ ً‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1993/1/4‬الطعف رقـ ‪ 8877‬س ‪ 59‬ؽ‪ ،‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1986/6/5‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 55‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ 44‬ص ‪.314‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نقض ‪ ،1986/11/8‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ ،54‬رقـ ‪ ،135‬ص ‪.711‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪247‬‬

‫))‬
‫(‪ )286‬اظـطوقماظزعينمظؾؿـوزل‪ :‬م‬

‫اعتبار مف وقت تقديـ الشكوى‪ ،‬أما قبؿ‬


‫ًا‬ ‫يتحدد ىذا النطاؽ الزمني‬
‫تقديميا فإف ذلؾ يدخؿ في أحكاـ رضاء المجني عميو باعتباره مف أسباب‬
‫اإلباحة التي يعتد بيا متى توافرت شروط صحتو ويظؿ لممجني عميو الحؽ‬
‫في استعماؿ حقو في التنازؿ إلى أف يصدر في الدعوى حكـ بت‪ ،‬وبصدوره‬
‫ينقضي ىذا الحؽ باستثناء حالتيف‪:‬‬

‫(‪ )287‬احلوظيماألودي‪:‬مجرمييمزغوماظزوجي‪ :‬م‬

‫وقد قمنا باستعراض األحكاـ الخاصة بالتنازؿ مف قبؿ الزوج‪.‬‬

‫(‪ )288‬احلوظيماظـوغقي‪:‬مجرائؿماألعقالمبنيماألصقلمواظػروع‪ :‬م‬

‫حيث يجوز التنازؿ عف الشكوى بعد صدر حكـ بات في الدعوى‪،‬‬


‫وترتب عمى ذلؾ إيقاؼ تنفيذ العقوبة المقضي بيا عمى المتيـ في أي‬
‫وقت‪.‬‬

‫(‪ )289‬اآلثورماظيتمترتتىمسؾكماظؿـوزلمسـماظشؽقى‪ :‬م‬

‫تختمؼ ىذه اآلثار باختبلؼ المرحمة التي قدمت فييا‪ ،‬فإذا تـ تقديميا‬
‫في مرحمة التحقيؽ االبتدائي‪ ،‬فإنو يجب عمى النيابة العامة إصدار أمرىا‬
‫بالحفظ أو بأال وجو إلقامة الدعوى حسب المقتضى‪ ،‬واذا تـ التنازؿ أثناء‬
‫نظر الدعوى فبل تستمر المحكمة في نظرىا وتقضي بالبراءة النقضاء‬
‫الدعوى الجنائية‪ ،‬واذا ما تـ تقديميا بعد الحكـ البات في األحواؿ التي‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪248‬‬

‫))‬
‫يجوز فييا تقديميا بعد صدوره يتـ إنفاذ األثر المترتب عمى التنازؿ والذي‬
‫يتمثؿ في إيقاؼ تنفيذ العقوبة‪.‬‬

‫(‪ )290‬سدممجقازماظرجقعميفماظـزولمسـماظشؽقى‪ :‬م‬

‫صحيحا‪ ،‬فبل يجوز لممجني عميو أف‬


‫ً‬ ‫متى وقع النزوؿ عف الشكوى‬
‫يرجع عنو ألي سبب‪ ..‬ولكف ىذا النزوؿ ال يقيده إذا اكتشؼ وقائع أخرى‬
‫تشكؿ جرائـ منفصمة عف الجريمة محؿ الشكوى حيث يمكنو في ىذا‬
‫الفرض أف يتقدـ بشكوى جديدة‪.‬‬

‫(‪ )291‬ادللؿػقدمعـماظؿـوزل‪ :‬م‬

‫صحيحا عمى المتيـ الذي‬


‫ً‬ ‫تقتصر االستفادة مف التنازؿ متى وقع‬
‫يستمزـ القانوف تقديـ الشكوى ضده حتى تسترد النيابة العامة حريتيا في‬
‫تحريؾ الدعوى الجنائية دوف غيره مف المتيميف في حالة تعددىـ ودوف‬
‫بل أو‬
‫توقؼ عمى دوره في الجريمة محؿ الشكوى أي سواء بوصفو فاع ً‬
‫شري ًكا‪.‬‬

‫ولكف يستثنى مف ذلؾ الشريؾ في جريمة الزنا‪ ،‬حيث يستفيد مف‬


‫التنازؿ الذي يقوـ بو المجني عميو‪ ،‬وذلؾ في حالة شريؾ الزوجة الزانية‪،‬‬
‫إال إذا تقدـ زوجتو ضده بشكوى‪ ،‬حيث ال أثر لتنازؿ الزوج عف شكواه ضد‬
‫زوجتو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪249‬‬

‫))‬
‫(‪ )292‬أثرماظؿـوزلمبوظـلؾيمحلوظيمتعددمادلؿفؿنيمأوماجملينمسؾقفؿ‪ :‬م‬

‫بالنسبة لمحالة األوؿ‪ ،‬إذا كاف القانوف يستمزـ الشكوى بالنسبة ليـ‬
‫جميعا‪ ،‬فإف التنازؿ مف قبؿ المجني عميو ألي منيـ يستفيد منو باقي‬
‫ً‬
‫المتيميف‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمحالة الثانية‪ ،‬فإنو خبلفًا لعدـ اشتراط تقديـ الشكوى منيـ‬
‫جميعا‪ ،‬فإف التنازؿ المقدـ مف أحدىـ ال أثر لو إال إذا تنازؿ المجني عمييـ‬
‫ً‬
‫اآلخروف‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪251‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبٍَ‬

‫انغهــت‬

‫(‪ )293‬عوػقيماظطؾى‪ :‬م‬

‫ىو قيد مف القيود التي ترد عمى تحريؾ الدعوى الجنائية‪ ،‬ويتمثؿ في‬
‫إفصاح جية مف الجيات العامة‪ ،‬عف رغبتيا كتابة إلى النيابة العامة‪،‬‬
‫التخاذ إجراءات تحريؾ الدعوى الجنائية ضد شخص معيف الرتكاب جريمة‬
‫مف الجرائـ التي حددىا القانوف ويطمب لتحريؾ الدعوى بشأنيا التقدـ‬
‫بطمب‪.‬‬

‫(‪ )294‬اجلفيماظيتمتؿؼدممبوظطؾى‪ :‬م‬

‫حدد القانوف بالنسبة لبعض الجرائـ الشخص الذي سند إليو تقديـ‬
‫الطمب المعني‪ ،‬وىو وزير العدؿ ووزير االقتصاد ومدير الجمارؾ‪ ،‬وبالنسبة‬
‫لغيرىا مف الجرائـ الممثؿ القانوني لمسمطات أو الييئات أو المصالح التي‬
‫مست الجريمة مصالحيا واعتبارىا أو مف ينوب عف ىؤالء‪.‬‬

‫وقد قرر المشرع في تحديد صفة مقدـ الطمب أنو يمثؿ أعمى سمطة‬
‫في الجية التي تضررت مف وقوع الجريمة‪ ،‬إضافة إلى أف اشتراط تقديـ‬
‫الطمب مف وزير العدؿ بالنسبة لبعض مف الجرائـ‪ ،‬روعي فيو مساس ىذه‬
‫الجرائـ بالعبلقات الثنائية بيف مصر والدولة التي يمثميا المجني عميو‪ ،‬ومف‬
‫عضوا في‬
‫ً‬ ‫ثـ فيو أقدر عمى تقييـ أبعاد ىذه العبلقة ومدى تأثرىا باعتباره‬
‫الحكومة فيو يتصرؼ عمى ضوء السياسات العامة لمدولة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪250‬‬

‫))‬
‫(‪ )295‬اجلرائؿماظيتمؼشرتطمظؿقرؼؽماظدسقىمبشلغفومتؼدؼؿماظطؾى‪ :‬م‬

‫طابع ىذه الجرائـ أنيا تندرج في إطار الجرائـ القولية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫أنيا مف الجنح وليست مف الجنايات‪ ،‬والبعض منيا ورد بو النص في قانوف‬
‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬والبعض اآلخر في قوانيف خاصة‪.‬‬

‫(‪ )296‬جرمييماظعقىميفمحؼمرئقسمدوظيمأجـؾقي‪ :‬م‬

‫وطمب تحريؾ الدعوى بالنسبة ليذه الجريمة‪ ،‬يقدـ مف وزير العدؿ‪،‬‬


‫وينحصر نطاؽ ىذه الجريمة في الرؤساء الحالييف لمدوؿ دوف توقؼ عمى‬
‫المسمى الدستوري لرئيس الدولة المجني عميو‪ ،‬ومف ثـ فبل تنسحب أحكاـ‬
‫ىذه الجريمة عمى رؤساء الحكومات أو المنظمات اإلقميمية أو الدولية‪.‬‬

‫(‪ )297‬جرمييماظعقىميفمحؼمممـؾمظدوظيمأجـؾقي‪ :‬م‬

‫وكما ىو الوضع بالنسبة لمجريمة السابقة‪ ،‬يختص وزير العدؿ بتقديـ‬


‫طمب تحريؾ الدعوى‪ ،‬ونطاؽ ىذه الجريمة يشمؿ العيب ضد الممثميف‬
‫السياسييف المعتمديف في مصر‪ ،‬وال تنسحب إلى القناصؿ أو ممثمي‬
‫المنظمات الدولية أو اإلقميمية‪.‬‬

‫(‪ )298‬اجلرائؿماظقاضعيمسؾكماهلقؽوتموادلصوحلماظعوعي‪ :‬م‬

‫ويقصد بيا جرائـ إىانة أو سب مجمس الشعب أو الشورى أو غيرىما‬


‫مف الييئات والمصالح العامة‪ ،‬مثؿ المحاكـ أو الجيش أو الشرطة‪ ،‬ويقدـ‬
‫الطمب مف رؤساء ىذه الييئات أو المصالح العامة باعتبارىـ الممثميف‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪252‬‬

‫))‬
‫القانونييف ليا‪ ،‬وىـ أقدر عمى وزف ومبلءمة االعتبارات التي يستندوف عمييا‬
‫في تقديـ الطمب أو االمتناع عف تقديمو‪.‬‬

‫(‪ )299‬اجلرائؿماألخرىماظيتموردتميفمضقاغنيمأخرىمخالفمضوغقنم‬
‫اإلجراءاتماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫مف ىذه الجرائـ‪ ،‬الجرائـ الضريبية والتي فوض وزير المالية مدير‬
‫مصمحة الضرائب في تقديـ الطمبات بشأنيا‪ ،‬وكذلؾ جرائـ التيرب الجمركي‬
‫والتي يختص وزير االقتصاد بطمب تحريؾ الدعوى بشأنيا‪ ،‬أو مف يندبو‬
‫لذلؾ وىو مدير عاـ مصمحة الجمارؾ والذي يجوز لو تفويض غيره في‬
‫إصدار الطمب‪ ،‬فإذا صدر الطمب مف مراقب عاـ ضرائب اإلنتاج باألقاليـ‬
‫مفوضا مف قبؿ مدير عاـ مصمحة‬‫ً‬ ‫في واقعة إنتاج وغش كحوؿ وكاف‬
‫الجمارؾ فإنو يترتب عمى ذلؾ صحة إجراءات رفع كؿ مف الدعوى الجنائية‬
‫والدعوى المدنية(‪.)1‬‬

‫(‪ )300‬األحؽوممادلؿقزةمظؾطؾىمبودلؼوبؾمظؾشؽقى‪ :‬م‬

‫تقتصر ىنا عمى استعراض ىذه األحكاـ‪ ،‬التي تميز الطمب باعتباره‬
‫قيدا مف قيود تحريؾ الدعوى الجنائية‪ ،‬بالمقابؿ لمشكوى حيث يختمؼ أساس‬
‫ً‬
‫وحكمة قيد الطمب‪ ،‬في مساس الجريمة بمصمحة عامة حتى في الحاالت‬
‫التي تكوف الجريمة موجية ضد أشخاص كما في جرائـ العيب ضد رؤساء‬
‫الدوؿ األجنبية والممثميف المعتمديف لمدوؿ األجنبية في مصر‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1987/4/16‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،115‬ص ‪.621‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪253‬‬

‫))‬
‫واضافة عمى ما تقدـ فإنو يشترط أف يقدـ الطمب كتابة ومف‬
‫األشخاص الذيف ورد بيـ النص المعني بيذا القيد ليس باعتبارىـ مجني‬
‫عمييـ عمى النحو الذي تتطمبو الشكوى وانما فحسب بالنظر لصفاتيـ‬
‫ضمنيا‬
‫ً‬ ‫الوظيفية أو التمثيمية‪ ،‬كما أف التنازؿ عف الطمب يمكف أف يكوف‬
‫وذلؾ بالتصالح مع المتيـ‪.‬‬

‫أخير فإف النطاؽ الزمني لمتقدـ بالطمب ال ينقضي بمدة التقادـ‬


‫و ًا‬
‫الخاصة بالشكوى وىي ثبلثة أشير‪ ،‬وانما ينقضي بمدد تقادـ أو سقوط‬
‫الجريمة التي يتعمؽ بيا الطمب‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪254‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبنث‬

‫اإلرٌ‬

‫(‪ )301‬عوػقؿف‪ :‬م‬

‫ىو إفصاح جية عامة أو نيابة عف إرادتيا كتابة بالموافقة عمى اتخاذ‬
‫إجراءات جنائية مف سمطة التحقيؽ ضد شخص معيف ينتمي إلييا اتيـ‬
‫بارتكاب جريمة مف الجرائـ‪.‬‬

‫(‪ )302‬األحؽوممادلؿقزةمظإلذنمبودلؼوبؾمظؾشؽقى‪ :‬م‬

‫األساس في اشتراط اإلذف ىو توفير الحماية أو الحصانة اإلجرائية‬


‫لبعض الموظفيف أو المكمفيف بخدمة أو نيابة ضد التسرع في اتخاذ‬
‫اإلجراءات الجنائية ضدىـ إلشباع حقد أو ضغائف أو تعسؼ مف قبؿ‬
‫السمطة المختصة بيذه اإلجراءات‪ ،‬وىو في نياية األمر تقتضيو ضرورات‬
‫المصمحة العامة‪.‬‬

‫كما أف اإلذف شخصي‪ ،‬فإذا صدر فإنما يصدر متعمقًا بمف تضمنو‬
‫اإلذف دوف غيره ممف ساىموا في ارتكاب الجريمة ويتطمب القانوف صدور‬
‫إذف سابؽ لتحريؾ الدعوى الجنائية او اتخاذ أي إجراء مف إجراءات‬
‫التحقيؽ الماسة بيـ‪ .‬وعمى خبلؼ الشكوى‪ ،‬فإف اإلذف ال تنقضي مكنة‬
‫إصداره إال بمضي المدة المقررة لسقوط الجريمة التي يتعمؽ بيذا اإلذف‪.‬‬

‫وبالنسبة لئلجراءات التي يجوز لمنيابة العامة أو سمطة التحقيؽ بشكؿ‬


‫عاـ اتخاذىا‪ ،‬فإنيا ال تصادر عمى سمطتيا في اتخاذ كؿ إجراء ال يمس‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪255‬‬

‫))‬
‫شخص وحرية وحرمة الشخص المعني باإلذف‪ ،‬باستثناء حالة التمبس‬
‫بارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫ىذا واذا ما صدر اإلذف فبل يجوز سحبو أو تعديمو مف الجية التي‬
‫صدر عنيا‪.‬‬

‫(‪ )303‬األحؽوممادلؿقزةمظإلذنمبودلؼوبؾمظؾطؾى‪ :‬م‬

‫كثير مف أحكاـ الطمب‪ ،‬وأىـ األحكاـ المميزة لؤلوؿ أي‬


‫يقترب اإلذف ًا‬
‫اإلذف‪ ،‬يتمثؿ في عدـ جواز اتخاذ أي إجراء في جرائـ الطمب قبؿ التقدـ بو‬
‫سواء اتصؼ ىذا اإلجراء بصفة إجراءات التحقيؽ أو االستدالؿ مس المتيـ‬
‫أو لـ يمسو خبلفًا لئلذف عمى النحو المتقدـ بالمقابمة بينو وبيف قيد‬
‫الشكوى‪.‬‬

‫(‪ )304‬اظلؾطيمادلكؿصيمبطؾىماإلذن‪ :‬م‬

‫سمطة طمب اإلذف تختمؼ باختبلؼ الجرائـ التي يتعمؽ بيا اإلذف فإذا‬
‫منسوبا ارتكابيا إلى قاضي أو عضو مجمس الشعب أو‬
‫ً‬ ‫كانت الجريمة‬
‫الشورى‪ ،‬فإف سمطة طمب اإلذف تكوف مف اختصاص النائب العاـ‪ ،‬وتكوف‬
‫مف النيابة العامة المختصة بالنسبة لغيرىـ كما في الجرائـ الجمركية التي‬
‫تقع مف موظفي الجمارؾ ومف في حكميـ‪.‬‬

‫(‪ )305‬اظػؽوت ماظيت مؼؿطؾى ماظـلؾي مهلو ماحلصقل مسؾك مإذن مضؾؾ ماختوذم‬
‫إجراءمعـمإجراءاتماظؿقؼقؼمادلوديمبشكصفومأومحرعيمعلؽـفو‪ :‬م‬

‫أىـ ىذه الفئات ىـ القضاة‪ ،‬وأعضاء مجمسي الشعب والشورى‪.‬‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪256‬‬

‫))‬
‫(‪ )306‬أوالً‪:‬مجرائؿماظؼضوة‪ :‬م‬

‫تقررت الحصانة اإلجرائية الجنائية لمقضاة‪ ،‬بموجب نص المادة ‪106‬‬


‫استنادا عمى أحكاـ ىذه الحصانة فإنو في‬
‫مف قانوف السمطة القضائية‪ ،‬و ً‬
‫غير حاالت التمبس بالجريمة‪ ،‬ال يجوز القبض عمى القاضي وحبسو‬
‫احتياطيا إال بعد الحصوؿ عمى إذف بذلؾ مف المجنة المختصة بإصدار‬
‫ً‬
‫مثؿ ىذا اإلذف (وىذه المجنة تتكوف مف رئيس محكمة النقض وأحد نوابيا‬
‫ورئيس محكمة استئناؼ القاىرة)‪.‬‬

‫وفي حاالت التمبس يجب عمى النائب العاـ عند القبض عمى القاضي‬
‫وحبسو أف يرفع األمر إلى المجنة المذكورة في مدة األربع وعشريف ساعة‬
‫التالية ولمجنة أف تقرر إما استمرار الحبس أو اإلفراج بكفالة أو بغير كفالة‪،‬‬
‫ولمقاضي أف يطمب سماع أقوالو أماـ المجنة عند عرض األمر عمييا‪،‬‬
‫وتحدد المجنة مدة الحبس في القرار الذي يصدر برفعو أو باستم ارره وتراعى‬
‫اإلجراءات سالفة الذكر كمما تقرر الحبس االحتياطي بعد انقضاء المدة‬
‫التي قررتيا المجنة‪ ،‬وفيما عدا ما ذكر ال يجوز اتخاذ أي إجراء مف‬
‫إجراءات التحقيؽ مع القاضي أو رفع الدعوى الجنائية عميو في جناية أو‬
‫جنحة إال بإذف مف المجنة المذكورة وبناء عمى طمب النائب العاـ‪.‬‬

‫ىذا ويبلحظ أنو قبؿ صدور اإلذف فإنو يمكف اتخاذ أي إجراء مف قبؿ‬
‫سمطة التحقيؽ ولكف ذلؾ مشروط بعدـ مساسو أي اإلجراء بحرية القاضي‬
‫أو حرمة مسكنو‪ ،‬بمعنى أنو ال يجوز القبض عميو وال تفتيشو أو تفتيش‬
‫احتياطيا أو استجوابو باستثناء حاالت التمبس والتي متى‬
‫ً‬ ‫مسكنو أو حبسو‬
‫تحققت حالة مف حاالتيا فإنو يجوز القبض عمى القاضي وما يستتبع ذلؾ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪257‬‬

‫))‬
‫احتياطيا‬
‫ً‬ ‫احتياطيا ويستتبع ذلؾ استجوابو قبؿ حبسو‬
‫ً‬ ‫مف تفتيشو وحبسو‬
‫وذلؾ طبقًا لقواعد الحبس االحتياطي‪.‬‬

‫(‪ )307‬جرائؿمأسضوءمجمؾللماظشعىمواظشقرى‪ :‬م‬


‫(‪ )308‬احلدودماظشكصقيمواظزعـقيمظؾقصوغي‪ :‬م‬

‫يتمتع أعضاء مجمسي الشعب والشورى بحصانة إجرائو‪ ،‬طالما استمر‬


‫العضو في التمتع بالصفة البرلمانية‪ ،‬وحتى في الحالة التي يتـ فييا رفع‬
‫الحصانة عف العضو المعني‪ ،‬فإف أثر ىذا الرفع يقتصر عمى الجريمة التي‬
‫متمتعا بالحصانة في غير‬
‫ً‬ ‫تعمؽ بيا رفع الحصانة عنو‪ ،‬بمعنى أنو يظؿ‬
‫ىذه الجريمة‪ ،‬وتزوؿ ىذه الحصانة بزواؿ الصفة النيابية عف العضو(‪ ،)1‬مع‬
‫مبلحظة أف الصفة النيابية تمتد لتشمؿ األعضاء الذيف ليـ وظائؼ عامة‬
‫إضافة إلى شغميـ لمقاعد في البرلماف‪ ،‬وسواء اكتسب العضو ىذه الصفة‬
‫باالنتخاب أو التعييف‪.‬‬

‫ىذا وتستمر الحصانة اإلجرائية الجنائية لمعضو‪ ،‬أثناء دور االنعقاد‬


‫العادي وغير العادي وما بيف أدوار االنعقاد‪ ،‬وال أثر إليقاؼ جمسات‬
‫المجمس أو تأجيميا عمى ىذه الحصانة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫تسري الحصانة البرلمانية بشقييا الموضوعي واإلجرائي منذ لحظة إعبلف نتيجة انتخابات‬
‫المجمس بصفة رسمية وذلؾ بالنسبة لمعضو المنتخب‪ ،‬ومف تاريخ إصدار قرار التعييف‬
‫بالنسبة لمعضو المعيف‪ ،‬وتنتيي ىذه الحصانة بانتياء أو زواؿ صفة العضوية سواء كاف‬
‫طبيعيا وذلؾ بانتياء مدة المجمس والتي حددىا الدستور بمدة خمس سنوات‬
‫ً‬ ‫ىذا االنتياء‬
‫استثنائيا وذلؾ في حالة إسقاط عضوية عضو المجمس‪ ،‬إذا فقد الثقة‬
‫ً‬ ‫ميبلدية‪ ،‬أو‬
‫واالعتبار‪ ،‬أو أحد شروط العضوية أو صفة العامؿ أو الفبلح التي انتخب عمى أساسيا‪ ،‬أو‬
‫أخؿ بواجبات عضويتو‪ ،‬أو متى تقدـ باستقالتو مف المجمس وقبميا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪258‬‬

‫))‬
‫(‪ )309‬عػفقم ماإلجراء ماجلـوئل ماظذي مؼؿؿؿع مإزاءه مسضق مجمؾللم‬
‫اظشعىمواظشقرىمبوحلصوغيماإلجرائقي‪ :‬م‬

‫لـ تكف الصياغة الدستورية ليذه الحصانة حاسمة أو واضحة الداللة‬


‫فقد ورد في نص المادة ‪ 99‬مف الدستور المصري عاـ ‪ 1971‬أنو "ال‬
‫يجوز في غير حالة التمبس بالجريمة‪ ،‬اتخاذ أية إجراءات جنائية ضد‬
‫عضو مجمس الشعب إال بإذف سابؽ مف المجمس‪ .‬وفي غير دور انعقاد‬
‫المجمس يتعيف أخذ إذف رئيس المجمس‪ ،‬ويخطر المجمس عند أوؿ انعقاد لو‬
‫بما اتخذه مف إجراءات‪.‬‬

‫ومف تحميؿ ىذه الصياغة فإف التساؤؿ الذي يطرح نفسو عف مفيوـ‬
‫اإلجراءات الجنائية محؿ الحظر‪ ،‬ىؿ كاف إجراء جنائي بشكؿ مطمؽ‬
‫يحظر اتخاذه ضد عضو مجمسي الشعب والشورى‪ ،‬أو أف المقصود‬
‫اإلجراء الجنائي الذي يمس شخص العضو وحرمة مسكنو؟‬

‫وبيذا الشأف فإننا نميؿ إلى األخذ بالمفيوـ الضيؽ لئلجراءات الجنائية‬
‫محؿ الحظر‪ ،‬عمى اعتبار أنيا تتفؽ والمقاصد التشريعية لتقرير الحصانة‬
‫اإلجرائية الجنائية لعضو المجمس‪ ،‬وسواء كانت ىذه المقاصد دستورية أو‬
‫إجرائية جنائية‪.‬‬

‫وتأسيسا عمى المفيوـ الضيؽ‪ ،‬فإف الحصانة اإلجرائية ال تصادر‬


‫ً‬
‫عمى قياـ الضبطية اإلدارية بمياميا في المحافظة عمى األمف العاـ‬
‫والسكينة العامة‪ ،‬ومراقبة المشتبو فييـ وغير ذلؾ مف مياـ الضبط اإلداري‪،‬‬
‫وفي الوقت نفسو فإف ىذه الحصنة ال تصادر عمى ممارسة الضبطية‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪259‬‬

‫))‬
‫القضائية لمياميا والتي تتمثؿ في البحث عف الجرائـ ومرتكبييا والقياـ‬
‫بأعماؿ االستدالؿ والتحري ولكف ذلؾ بشرط عدـ جواز اتخاذ أي إجراء‬
‫يمس شخص العضو أو حرمة مسكنو أو مكتبو‪.‬‬

‫وىكذا فإف الحصانة اإلجرائية الجنائية‪ ،‬ال يتحوؿ دوف قبوؿ التبميغات‬
‫والشكاوى ضد عضو المجمس عف جريمة ارتكبيا‪ ،‬كما ال تحوؿ دوف جمع‬
‫المعمومات عف ىذه الجريمة‪ ،‬ويدخؿ في ىذا النطاؽ إجراء المعاينات‬
‫البلزمة واالستعانة برأي الخبراء وسماع الشيود دوف تحميفيـ اليميف‪ ،‬كما ال‬
‫تحوؿ ىذه الحصانة دوف تحرير محاضر يثبت فييا ما تـ مف إجراءات‪،‬‬
‫ومف ثـ إحالتيا إلى النيابة العامة المختصة إلجراء شؤونيا‪.‬‬

‫(‪ )310‬حتدؼد ماإلجراءات ماجلـوئقي ماظيت مؼؿؿؿع محقوهلو ماظعضقم‬


‫بوحلصوغي‪ :‬م‬

‫الضابط العاـ ليذه اإلجراءات‪ ،‬ىو تمتع العضو بالحصانة حياؿ كؿ‬
‫إجراء يمس شخص العضو أو مسكنو أو محمو‪ ،‬وذلؾ بالنسبة إلى الجنايات‬
‫والجنح والمخالفات(‪ .)1‬وعمى الرغـ مف أف ىناؾ آراء في الفقو الدستوري‬
‫تخرج مسكف العضو مف نطاؽ الحصانة اإلجرائية‪ ،‬إال أنو في تقديرنا أف‬
‫مسكف العضو ما يمحؽ بو مثؿ مكتبو داخؿ المجمس أو خارجو يتمتع‬
‫بحصانة إجرائية مزدوجة تتمثؿ في اإلذف برفع الحصانة ثـ اإلذف مف‬
‫النيابة العامة بالتفتيش‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Georges Burdeau : Droit constitutionnel et institution Politiques,‬‬
‫‪p. 529.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪261‬‬

‫))‬
‫ويترتب عمى ذلؾ‪ ،‬عدـ جوا سؤاؿ العضو المشتبو في ارتكابو‬
‫الجريمة أماـ مأمور الضبط القضاء أو عضو النيابة العامة‪ ،‬أو تكميفو‬
‫بالحضور أو إصدار أمر بالضبط واإلحضار أو القبض عميو أو ضبط‬
‫الخطابات الصادرة منو أو الواردة إليو‪ ،‬أو مراقبة محادثاتو التميفونية أو‬
‫القياـ بتسجيؿ أحاديثو‪.‬‬

‫وينسحب ىذا الحظر ليشمؿ عدـ جواز رفع الدعوى الجنائية عميو‪،‬‬
‫سواء بتكميؼ العضو بالحضور مباشرة أماـ المحكمة الجزئية مف قبؿ‬
‫النيابة العامة أو مف المدعي بالحقوؽ المدنية أي طريؽ االدعاء المباشر‪،‬‬
‫بالنسبة لمجنح والمخالفات‪ ،‬أو باإلحالة إلى محكمة الجنايات مف قبؿ النيابة‬
‫العامة أو قاضي التحقيؽ أو المستشار المنتدب لمتحقيؽ‪ ،‬ومف المبلحظ أف‬
‫تقرير حصانة العضو تجاه االدعاء المباشر‪ ،‬مردىا الصياغة الدستورية‬
‫التي قررت ىذه الحصانة والتي تفرؽ بيف الجية أو الشخص الذي يتخذ‬
‫اإلجراء الجنائي‪.‬‬

‫(‪ )311‬عومخيرجمعـماحلصوغيماإلجرائقيماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫بعد استعراض اإلجراءات الجنائية التي ال يجوز اتخاذىا قبؿ‬


‫الحصوؿ عمى اإلذف برفع الحصانة‪ ،‬والتي كما نرى أف طابعيا ىو‬
‫المساس بشخص العضو أو حرمة مسكنو أو مكتبو‪ ،‬فإنو في المقابؿ كؿ‬
‫إجراء ليس لو مثؿ ىذا الطابع فإنو يجوز اتخاذه كما في اإلجراءات التي‬
‫تستمزميا الدعاوى المدنية‪ ،‬ما لـ تتحوؿ إلى إجراء جنائي كما إذا امتنع عف‬
‫الحضور بعد طمبو بصفتو شاىد فبل يجوز إصدار أمر بضبطو واحضاره‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪260‬‬

‫))‬
‫(‪ )312‬حوالتمإؼؼوفمدرؼونماحلصوغيماإلجرائقيماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫يقؼ سرياف ىذه الحصانة في حالتيف‪:‬‬

‫متمبسا بارتكاب‬
‫ً‬ ‫األودي‪ :‬ضبط عضو مجمسي الشعب والشورى‬
‫جريمة جنائية‪.‬‬

‫اظـوغقي‪ :‬إذف المجمس برفع الحصانة‪ ،‬أو إذف رئيسو متى طمب ذلؾ‬
‫في غير أدوار انعقاد المجمس‪.‬‬

‫فإف تحققيا مرده بالدرجة األولى قانوف اإلجراءات الجنائية والذي ورد‬
‫بو النص عمى حاالت التمبس عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬وترى بعض اآلراء‬
‫الفقيية الدستورية حصر التمبس عمى حاالت التمبس الحقيقي وىي التمبس‬
‫حاؿ ارتكاب الجريمة أو عقب ارتكابيا ببرىة يسيرة‪ ،‬عمى اعتبار أف مظنة‬
‫الدس أو الكيد أو التعسؼ مستبعدة‪ ،‬أما بالنسبة لحاالت التمبس العيني فإنو‬
‫يترؾ لمبرلماف بحث توافرىا مف عدمو(‪.)1‬‬

‫مبسا بارتكاب الجريمة‪ ،‬ال يرفع عنو‬


‫وفي تقديرنا‪ ،‬فإف ضبط العضو مت ً‬
‫الحصانة إال بالنسبة لئلجراء الذي اتخذ قبمو‪ ،‬والذي تصؿ بالجريمة‬
‫المتمبس بيا مباشرة وال يتجاوز ىذا اإلجراء‪ ،‬ومع ذلؾ فإف ىناؾ بعض‬
‫متمبسا بارتكاب الجريمة‬
‫ً‬ ‫اآلراء الفقيية التي ترى أنو في حالة ضبط العضو‬
‫فإف الحصانة البرلمانية تسقط عنو وتسترد النيابة حريتيا في اتخاذ كافة‬
‫اإلجراءات الجنائية(‪ ،)2‬بما في ذلؾ رفع الدعوى الجنائية(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Esmein : Droit Constitutionnel Français et Compare, t. 2, p. 319.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتورة ‪ /‬فوزيت عبد الستار‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط ‪ ،1986‬ص ‪،196‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪262‬‬

‫))‬
‫ومع ذلؾ فإف الرأي الذي نأخذ بو يخفؼ مف خطورة إيقاؼ سرياف‬
‫الحصانة اإلجرائية في حالة التمبس‪ ،‬وذلؾ يحصر األثر الذي يترتب عمى‬
‫التمبس‪ ،‬بجواز اتخاذ اإلجراء الذي يتصؿ بالجريمة المتمبس بيا بشكؿ‬
‫مباشر‪.‬‬

‫(‪ )313‬احلوظيماظـوغقي‪:‬مصدورماإلذن‪ :‬م‬

‫وىذا اإلذف إما أف يصدر مف مجمسي الشعب أو الشوري حسب‬


‫المقضي‪ ،‬أو مف رئيس المجمس‪.‬‬

‫(‪ )314‬صدورماإلذنمعـمجمؾللماظشعىمأوماظشقرى‪ :‬م‬

‫في حالة الحاجة إلى اتخاذ أي إجراء جنائي ضد عضو المجمس‬


‫بالمفيوـ الذي انتيينا إليو‪ ،‬فإنو ال يجوز اتخاذه إال بعد تقديـ طمب إلى‬
‫المجمس الذي يتبعو العضو‪ ،‬ويستيدؼ ىذا الطمب رفع الحصانة عف‬
‫تمييدا التخاذ اإلجراء أو اإلجراءات المطموبة ضده‪.‬‬
‫ً‬ ‫العضو المعني‪ ،‬وذلؾ‬

‫ىذا ويوجو طمب اإلذف برفع الحصانة إلى رئيس المجمس مف وزير‬
‫العدؿ إذا كاف اإلجراء المطموب اتخاذه يتعمؽ بإحدى الييئات القضائية‬
‫ومف غيره بالنسبة لتحريؾ الدعوى بواسطة االدعاء المباشر‪.‬‬

‫الدكتور ‪ /‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط ‪ ،1991‬ص ‪.432‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Esmein: op. cit., p. 427.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪263‬‬

‫))‬
‫(‪ )315‬إذنمرئقسماجملؾس‪ :‬م‬

‫يختص رئيس المجمس بإصدار اإلذف برفع الحصانة وذلؾ متى طمب‬
‫ذلؾ بيف أدوار انعقاده أو وقؼ جمساتو أو تأجيميا‪ ،‬وليست لو ىذه‬
‫الصبلحية أثناء أدوار انعقاده‪ ،‬وانما يحيؿ طمب اإلذف إلى المجنة المعنية‬
‫ببحثو وىي المجنة التشريعية ثـ يتـ عرض رأي المجنة عمى المجمس وفقًا‬
‫لقواعد الفصؿ في طمبات رفع الحصانة‪.‬‬

‫ىذا ويختص رئيس المجمس دوف غيره بإصدار الموافقة أو رفضيا‬


‫وىي سمطة يختص بيا وىي غير قابمة لمتفويض إلى وكبلء المجمس‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسو فقد يرى رئيس المجمس مبلءمة تأجيؿ البت في ىذا الطمب‬
‫حتى يحؿ موعد انعقاد المجمس ومف ثـ يطرحو عميو لمتصرؼ‪.‬‬

‫واذا ما صدر اإلذف برفع الحصانة مف قبؿ رئيس المجمس فإنو يمتزـ‬
‫عمما بذلؾ‪ ،‬في أوؿ انعقاد لو تاؿ عمى اإلذف برفع‬
‫بإحاطة المجمس ً‬
‫الحصانة‪ ،‬وال يعني ذلؾ أخذ تصديؽ المجمس عمى ذلؾ أو طرح الطمب‬
‫عميو‪ ،‬ويستتبع ذلؾ أف المجمس يمتنع عميو إلغاء ىذا اإلذف أو إعادة‬
‫مناقشتو‪.‬‬

‫وفي تقديرنا فإف اإلذف الذي يصدر مف رئيس المجمس ينتيي أثره‬
‫باستنفاذ الموضوع الذي تعمؽ بو‪ ،‬أي أنو إذا صدر اإلذف بشكؿ جزئي فبل‬
‫يجوز اتخاذ إجراء آخر لـ يتضمنو ىذا اإلذف‪.‬‬

‫وفي حالة ما إذا اتخذ إجراء جنائي حياؿ العضو قبؿ ثبوت صفتو‬
‫النيابية‪ ،‬وأريد استكماؿ باقي اإلجراءات ضده‪ ،‬فإنو ال مناص مف تقديـ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪264‬‬

‫))‬
‫طمب برفع ىذه الحصانة وانتظار صدور إذف بذلؾ مف المجمس الذي يتبعو‬
‫العضو‪.‬‬

‫(‪ )316‬غطوقمإؼؼوفمدرؼونماحلصوغيماإلجرائقي‪ :‬م‬

‫متى تحققت حالة مف حاالت إيقاؼ سرياف الحصانة اإلجرائية عمى‬


‫النحو المتقدـ‪ ،‬فإف اإليقاؼ يقتصر نطاقو عمى الحالة المعنية فقط‪ ،‬وال أثر‬
‫لو عمى استمرار تمتع العضو بالحصانة اإلجرائية المؤقتة‪ ،‬الميـ إال إذا‬
‫تعارضت اإلجراءات الجنائية التي تـ اتخاذىا ضد العضو‪ ،‬مع ممارستو‬
‫احتياطيا أو اعتقؿ‪.‬‬
‫ً‬ ‫لوظيفتو البرلمانية كما إذا حبس‬

‫ومؤدى تحديد ىذا النطاؽ‪ ،‬ىو وجوب الحصوؿ عمى إذف جديد في‬
‫حالة ارتكاب جريمة أخرى جديدة منبتة الصمة بالجريمة محؿ اإلذف‪ ،‬وترى‬
‫السمطة المختصة اتخاذ إجراء جنائي حياؿ ىذه الجريمة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪265‬‬

‫))‬
‫انفظم انثبنث‬

‫حترَك ادلذػٍ ادلذٍَ واحملبكى نهذػىي اجلُبئُخ‬

‫(‪ )317‬تؼلقؿ‪ :‬م‬

‫نتناوؿ في ىذا الفصؿ‪ ،‬تحريؾ الدعوى الجنائية مف غير النيابة‬


‫العامة‪ ،‬وذلؾ في مبحثيف‪:‬‬

‫األوؿ ‪ :‬حؽ المدعي المدني في تحريؾ الدعوى‪ ،‬أو فيما يعرؼ باالدعاء‬
‫المباشر‪.‬‬

‫حؽ كؿ مف محكمتي الجنايات والنقض في تحريؾ الدعوى‬ ‫الثاني ‪:‬‬


‫الجنائية فيما يعرؼ بحؽ التصدي‪.‬‬

‫وحؽ المحاكـ الجنائية والمدنية عمى اختبلؼ درجاتيا في تحريكيا‬


‫بالنسبة لجرائـ الجمسات‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪266‬‬

‫))‬
‫ادلجحث األول‬

‫حك ادلذػٍ ادلذٍَ يف حترَك انذػىي اجلُبئُخ‬

‫ثغرَك االدػبء ادلذٍَ ادلجبشر‬

‫(‪ )318‬عربراتماحلؼ‪ :‬م‬

‫حؽ المدعي المدني في تحريؾ الدعوى الجنائية‪ ،‬ىو حؽ استثنائي قد‬


‫اعترؼ بو المشرع خبلفًا لؤلصؿ العاـ الذي يجعؿ االختصاص بذلؾ‬
‫لمنيابة العامة(‪ )1‬عمى اعتبار أف الدعوى الجنائية ممؾ لممجتمع وحده‬
‫يباشرىا بواسطة النيابة العامة التي تمثمو‪ ،‬خاصة وأف طريؽ االدعاء‬
‫المدني قائـ يمكف لممدعي الذي أصابو ضرر مف الجريمة ولوجو لممطالبة‬
‫بالتعويض المناسب عف الضرر الذي نجـ عف الجريمة ووقع عميو‪ ،‬وىذا‬
‫الحؽ الذي شاع في العمؿ استعماؿ مصطمح "الجنحة المباشرة" لمداللة‬
‫عمى التحريؾ المباشر لمدعوى الجنائية بواسطة المدعي المدني‪.‬‬

‫أساسا لبلعتراؼ بيذا الحؽ‬


‫ً‬ ‫وىناؾ العديد مف المبررات التي تصمح‬
‫االستثنائي لممدعي المدني‪ ،‬ورغـ اختبلؼ توجياتيا إال أنو مف المبلحظ أف‬
‫بل مف أشكاؿ نظاـ االتياـ الفردي‪ ،‬وفي‬
‫االعتراؼ بيذا الحؽ يمثؿ شك ً‬
‫ضمانا لممدعي المدني مف تعسؼ النيابة العامة في‬
‫ً‬ ‫الوقت نفسو تشكؿ‬
‫تصرفاتيا بشكؿ يضر بمصالحو‪ ،‬فيكوف لو الحؽ في االلتجاء مباشرة إلى‬

‫(‪)1‬‬
‫وقد تحفظ المشرع عمى ذلؾ‪ ،‬ويتضح تحفظو ىذا مف صياغة نص المادة األولى نياية‬
‫الفقرة الثانية حيث أردؼ أف الدعوى الجنائية‪ ،‬ال ترفع مف غيرىا إال في األحواؿ المبينة في‬
‫القانوف‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪267‬‬

‫))‬
‫القضاء الجنائي لتبلفي مثؿ ىذا التعسؼ أو اإلىماؿ قبؿ مصالحو‪ ،‬وتميؿ‬
‫بعض االتجاىات الفقيية إلى تبرير ذلؾ إلى أف المشرع منح المدعي‬
‫مقدما‪،‬‬
‫ً‬ ‫المدني حقًا أصيبلً يمكنو استعمالو دوف المجوء إلى النيابة العامة‬
‫األمر الذي يعني في تقديرنا أنو أي المدعي المدني لو استعماؿ ىذا الحؽ‬
‫دوف توافر أي مبرر مف المبررات سالفة الذكر‪.‬‬

‫ويبلحظ بحؽ أف االدعاء المباشر ىو أسرع الطرؽ لوضع الدعوى‬


‫في حوزة قضاء الحكـ ولعؿ في وصفو بالمشار أنو يتخطى الخطوات‬
‫التقميدية التي يتـ اتباعيا إذا كاف األمر بواسطة النيابة العامة‪.‬‬

‫(‪ )319‬ذروطمضؾقلماالدسوءمادلؾوذر‪ :‬م‬

‫ىناؾ عدة شروط يتعيف توافرىا لقبوؿ االدعاء المباشر‪:‬‬

‫(‪ )320‬أوالً‪:‬مأنمؼصدرماالدسوءمعـمادلضرورمعـماجلرميي‪ :‬م‬

‫مف صياغة النص المعني في قانوف اإلجراءات الجنائية المصري‪،‬‬


‫يتضح لنا أف المشرع خص ىذا الحؽ لممضرور مف الجريمة وىو مصطمح‬
‫أوسع نطاقًا مف المجني عميو‪ ،‬فقد يكوف المجني عميو أو غيره ولكف ذلؾ‬
‫بشرط أف يكوف قد أصابو ضرر مف الجريمة وليس مطمؽ الضرر‪ ،‬وانما‬
‫مباشر‬
‫ًا‬ ‫يتعيف أف يتوافر في ىذا الضرر عدة ضوابط‪ ،‬حيث يجب أف يكوف‬
‫أي تتوافر الصمة المباشرة بيف الجريمة التي ارتكبت وبيف ىذا الضرر‪.‬‬

‫قائما لـ يتـ تعويضو أو التصالح‬


‫كما ينبغي أف يكوف ىذا الضرر ً‬
‫عميو مف قبؿ المدعي المدني‪ ،‬كما في حالة تعويض الجاني لممدعي‬
‫صمحا أو تنازؿ المدعي المدني عف حقو في التعويض الشخصي‬
‫ً‬ ‫المدني‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪268‬‬

‫))‬
‫محاؿ إليو أو و ارثًا لـ يمحؽ بو أي ضرر وانما انتقؿ إليو مف المضرور مف‬
‫الجريمة في التعويض عف طريؽ الحوالة أو الميراث‪.‬‬

‫ىذا ويتسع مصطمح المضرور مف الجريمة ليشمؿ الشخص الطبيعي‬


‫أو االعتباري‪.‬‬

‫(‪ )321‬ثوغقًو‪ :‬مأن متؽقن ماجلرميي محمؾ ماظدسقى مادلؾوذرة مجـقي مأوم‬
‫خموظػي‪ :‬م‬

‫استبعد المشرع اإلجرائي المصري الجنايات مف نطاؽ االدعاء‬


‫المباشر لخطورتيا‪ .‬إضافة إلى أنيا تمقى االىتماـ مف قبؿ سمطة التحقيؽ‬
‫المختصة وآية ذلؾ أف التحقيؽ فييا بمعرفة ىذه السمطة وجوبي‪ .‬ومف ثـ‬
‫فقد اقتصر تحريؾ الدعوى الجنائية بطريؽ االدعاء المدني المباشر عمى‬
‫أيضا المشرع الحؽ بالنسبة ليذه الجرائـ مف‬
‫الجنح والمخالفات‪ .‬وقد قيد ً‬
‫جانب عدـ جواز االدعاء المباشر أماـ بعض المحاكـ الجنائية حتى ولو‬
‫كانت الجريمة جنحة أو مخالفة إضافة إلى اعتبارات المبلءمة التي ترؾ‬
‫تقديرىا إلى سمطة التحقيؽ مف ذلؾ الجنح التي ترتكب خارج مصر وكذلؾ‬
‫توفر نوع مف الحماية اإلجرائية لبعض الطوائؼ كما في الجنح والمخالفات‬
‫التي تقع مف موظؼ أو مستخدـ عاـ أو أحد رجاؿ الضبط أثناء تأدية‬
‫وظيفتو أو بسببيا عدا بعض الجرائـ المستثناة مف حظر االدعاء المباشر‬
‫التي وردت عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬كذلؾ الجرائـ التي تختص بيا محاكـ‬
‫أخير محاكـ القضاء‬
‫األحداث ومحاكـ أمف الدولة العادية والطوارئ‪ ،‬و ًا‬
‫العسكري‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪269‬‬

‫))‬
‫(‪ )322‬ثوظـًو‪:‬مأالمتؽقنماجلرمييمحمؾمحتؼقؼمعػؿقح‪ :‬م‬

‫ومؤدى ىذا الشرط أنو إذا كانت الجنحة أو المخالفة محؿ تحقيؽ مف‬
‫قبؿ سمطة التحقيؽ المختصة عمى سبيؿ األصؿ أو انتدبت مأمور الضبط‬
‫القضائي لمقياـ بإجراء أو أ‪:‬ثر مف إجراءات التحقيؽ فييا‪ ،‬فإنو ال يجوز‬
‫تحريؾ الدعوى الجنائية في ىذه الحالة بطريؽ االدعاء المباشر‪ ،‬حيث أف‬
‫ذلؾ يعد مصادرة عمى سمطة التحقيؽ التي لـ تنتو بعد مف تحقيقيا وكذلؾ‬
‫سندا في ىذه الحالة‪ ،‬ومف باب‬
‫فإف مبررات االدعاء المباشر ال تجد ليا ً‬
‫أولى إذا تحركت الدعوى الجنائية ودخمت في حوزة قضاء الحكـ‪ ،‬وفي‬
‫جميع األحواؿ فإف المضرور مف الجريمة لف تضار مصالحو‪ ،‬حيث يمكنو‬
‫اتخاذ اإلجراء البلزـ عمى ضوء ما يسفر عنو التحقيؽ مف قرار فإذا لـ‬
‫يرتضيو فإنو يمكنو استئناؼ ىذا القرار أماـ محكمة الجنح المستأنفة منعقدة‬
‫في غرفة المشورة‪ ،‬وبحسب ما يسفر عنو قرار المحكمة يتخذ اإلجراء‬
‫المناسب والذي ال يكوف بالطبع تحريؾ الدعوى الجنائية بطريؽ االدعاء‬
‫المباشر إذا رفض طعنو‪ ،‬حيث يمكنو رفع دعواه بالتعويض أماـ المحكمة‬
‫مدعيا بحقوؽ مدنية إذا قبؿ االستئناؼ وتحركت‬
‫ً‬ ‫المدنية‪ ،‬أو يقيـ نفسو‬
‫الدعوى الجنائية أماـ المحكمة الجنائية المختصة‪.‬‬

‫(‪ )323‬رابعًو‪:‬مأنمتؽقنماظدسقىمادلدغقيمعؼؾقظي‪ :‬م‬

‫ويأتي ىذا الشرط قبؿ شرط قبوؿ الدعوى الجنائية عمى اعتبار أنيا‬
‫األساس في قياـ أو دخوؿ الدعوى الجنائية في حوزة قضاء الحكـ‪ ،‬وحتى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪271‬‬

‫))‬
‫يتحقؽ ىذا الشرط‪ ،‬فإنو ينظر إلى صاحب الحؽ في رفعيا والغرض مف‬
‫أخير إجراءاتيا‪.‬‬
‫رفعيا و ًا‬
‫(‪)1‬‬
‫وىو المدعي المدني أي‬ ‫حيث يتعيف أف يكوف مف رفعيا لو صفة‬
‫الذي لحقو ضرر مف الجريمة سواء كاف المجني عميو أو غيره‪ ،‬كما يتعيف‬
‫أف يكوف غرضيا تعويض ىذا الضرر‪ ،‬فإذا تنازؿ المضرور عف ىذا‬
‫صمحا أو لـ تكف الجريمة قد ترتب عمييا‬
‫ً‬ ‫التعويض‪ ،‬أو تـ الحصوؿ عميو‬
‫ضرر‪ ،‬أو تقادـ الحؽ في التعويض بحسب أحكاـ القانوف المدني‪.‬‬

‫ىذا وحتى تكوف الدعوى المدنية مقبولة‪ ،‬فإنو يجب أف تكوف إجراءات‬
‫رفعيا صحيحة وذلؾ طبقًا ألحكاـ قانوف المرافعات المدنية والتجارية‪.‬‬

‫(‪ )324‬خوعلًو‪:‬مأنمتؽقنماظدسقىماجلـوئقيمعؼؾقظي‪ :‬م‬

‫األساس في قبوؿ ىذه الدعوى أف يشكؿ الفعؿ جريمة جنائية‪ ،‬واذا‬


‫كاف القانوف يقيد حرية النيابة العامة في تحريؾ الدعوى الجنائية ببعض‬
‫القيود وىي صاحبة االختصاص األصيؿ‪ ،‬فإف المضرور الذي اعترؼ لو‬
‫بالحؽ االستثنائي في تحريؾ الدعوى يتقيد مف باب أولى بيذه القيود وسواء‬
‫في ذلؾ كانت ىذه القيود مؤقتة أو مؤيدة‪ ،‬فبل يجوز سموؾ طريؽ االدعاء‬
‫المباشر لتحريؾ الدعوى الجنائية ضد الموظؼ العاـ عف الجرائـ التي‬
‫يرتكبيا أثناء قيامو بواجبات وظيفتو أو بسببيا(‪.)2‬‬

‫(‪)1‬‬
‫صغيرا‪ ،‬حيث يتعيف رفعيا مف قبؿ وليو أو الوصي عميو‪.‬‬
‫ً‬ ‫كما لو كاف‬
‫(‪)2‬‬
‫وكما ىو الشأف بالنسبة لمقضاء‪ ،‬أنظر في تفاصيؿ ذلؾ الدكتور‪ :‬عبد العظيـ وزير‪،‬‬
‫الجوانب اإلجرائية لجرائـ الموظفيف والقائميف بأعباء السمطة العامة ‪ ،1987‬ص ‪ 118‬مع‬
‫مبلحظة أف محكمة الموضوع تستقؿ بالفصؿ في توافر صفة الموظؼ العاـ في المتيـ‪،‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪270‬‬

‫))‬
‫كما يتعيف وفقًا ليذا الشرط‪ ،‬أال يكوف الحؽ في تحريؾ الدعوى‬
‫الجنائية قد انقضى ألي سبب مف أسباب االنقضاء كما في حالة وفاة‬
‫المتيـ‪ ،‬أو بالعفو أو مضي المدة أو بصدور حكـ نيائي فييا‪ ،‬أو أف يكوف‬
‫المضرور قد سبؽ أف اختار الطريؽ المدني لممطالبة بتعويض الضرر‬
‫الذي لحؽ بو‪.‬‬

‫أخير فإف الدعوى الجنائية ال تكوف مقبولة إذا صدر عف سمطة‬ ‫و ًا‬
‫التحقيؽ أمر بأال وجو إلقامة الدعوى الجنائية ورفض االستئناؼ المقدـ ضد‬
‫ىذا القرار حيث ال يكوف أماـ المضرورة إال أف يقيـ دعواه أماـ القضاء‬
‫المدني المختص وذلؾ بطمب التعويض‪.‬‬

‫(‪ )325‬إجراءاتمحترؼؽماظدسقىمبطرؼؼماالدسوءمادلؾوذر‪ :‬م‬

‫الطريؽ الوحيد لرفع الدعوى بالنسبة لممدعي المدني‪ ،‬ىو تكميؼ‬


‫المتيـ بالحضور‪ ،‬بموجب صحيفة تعمف إلى المتيـ وىو اإلجراء الذي يتـ‬
‫بو االدعاء المباشر ويرتب كافة اآلثار القانونية(‪.)1‬‬

‫ويتضمف التكميؼ بالحضور بعض البيانات الجوىرية التي تعد شرطًا‬


‫النعقاد الخصومة الجنائية‪ ،‬وىي في شؽ تتعمؽ بالدعوى الجنائية وذلؾ‬
‫ببياف موضوع االتياـ الذي ينسب إلى المتيـ أي الجريمة التي ارتكبيا‬
‫ومواد القانوف التي تنص عمييا وعمى العقوبة المقررة ليا‪ ،‬وفي شؽ آخر‬

‫مستندا إلى‬
‫ً‬ ‫سميما‬
‫ً‬ ‫وتحقؽ القذؼ والسب أثناء تأديتو لوظيفتو أو بسببيا‪ ،‬ما داـ استدالليا‬
‫ما لو أصؿ صحيح في األوراؽ‪.‬‬
‫نقض ‪ ،1987/11/19‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض س ‪،56‬‬
‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1986/6/5‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض ‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،124‬ص ‪.652‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪272‬‬

‫))‬
‫تتعمؽ بالدعوى المدنية وذلؾ ببياف التعويض المطموب مف المتيـ مقابؿ‬
‫الضرر الذي أحدثو بالمدعي المدني‪.‬‬

‫ىذا ويكوف تكميؼ المتيـ بالحضور أماـ المحكمة قبؿ انعقاد الجمسة‬
‫بيوـ كامؿ في المخالفات‪ ،‬وبثبلثة أياـ كاممة عمى األقؿ في الجنح‪ ،‬غير‬
‫مواعيد مسافة الطريؽ طبقًا لمقواعد المقررة لذلؾ في قانوف المرافعات‪.‬‬

‫(‪ )326‬آثورماالدسوءمادلؾوذر‪ :‬م‬

‫إذا توافرت شروط االدعاء المباشر مجتمعة‪ ،‬يكوف ىناؾ دعوييف أماـ‬
‫المحكمة الجنائية عوى مدنية أوالً تحركت في الوقت نفسو بالتبعية ليا‬
‫دعوى جنائية وبالتالي فإف سمطة النيابة العامة‪ ،‬تنحصر بعد ذلؾ في‬
‫مباشرة الدعوى الجنائية واالستئثار بيا وينتيي دور المدعي المدني بالنسبة‬
‫ليا إال إذا كاف استعمالو لحقوقو المتعمقة بالدعوى المدنية مدخمة إثبات‬
‫خصما لو أي المتيـ في الدعوى‬
‫ً‬ ‫التيمة بالنسبة لممتيـ ولذلؾ فيو ال يعد‬
‫الجنائية‪.‬‬

‫وكما ىو الشأف في حالة تحريؾ النيابة العامة لمدعوى الجنائية أماـ‬


‫مقيدا بالوصؼ القانوف والمواد التي‬
‫قضاء الحكـ‪ ،‬فإف ىذا القضاء ال يكوف ً‬
‫ضمنيا المدعي المدني صحيفة التكميؼ بالحضور عمى اعتبار أنو ليس‬
‫متخصصا في إعطاء القيود واألوصاؼ القانونية لمجرائـ فقد يرفعيا أي‬
‫ً‬
‫الدعوى بنفسو دوف وكالة محاـ‪ ،‬كما لو كانت الواقعة في حقيقتيا قذفًا‬
‫سبا أو سرعة واعتبرىا إتبلفًا لمنقوالت‪ ،‬مف ثـ تقوـ المحكمة‬
‫واعتبرىا ً‬
‫بإعطاء الواقعة الوصؼ القانوني الصحيح‪ ،‬وفي الوقت نفسو وبالنظر إلى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪273‬‬

‫))‬
‫استئثار النيابة العامة بمباشرة الدعوى الجنائية دوف مشاركة مف قبؿ‬
‫المدعي المدني‪ ،‬فإنيا ال تكوف ممتزمة باألخذ بوجية نظره وتبني طمباتو بؿ‬
‫قد تطمب النيابة العامة البراءة لممتيـ‪ ،‬أو أف تفوض األمر لممحكمة‪.‬‬

‫معا في ذات الحكـ‪،‬‬


‫والقاعدة أنو إذا كاف يتعيف الفصؿ في الدعوييف ً‬
‫إال أنو مف المتصور أف تقوـ الدعوى الجنائية بمفردىا أماـ المحكمة ىذا‬
‫ىو الوضع العادي‪ ،‬كما لو ط أر عمى الدعوى المدنية ما ينيي وجودىا‪ ،‬كما‬
‫لو ترؾ المدعي بالحقوؽ المدنية دعواه أماـ المحكمة الجنائية‪ ،‬حيث تستمر‬
‫خصما فييا‪،‬‬
‫ً‬ ‫المحكمة في نظر الدعوى الجنائية بمفردىا‪ ،‬حيث أنو ال يعد‬
‫كما يتصور أف تقوـ الدعوى المدنية وحدىا أماـ القضاء الجنائي‪ ،‬وذلؾ‬
‫متى طعف في الشؽ المدني دوف الجنائي الذي ال يممؾ الطعف فيو(‪،)1‬‬
‫وبالتالي تنظر محكمة الطعف الشؽ المدني فقط‪.‬‬

‫والحالة الوحيدة التي يترتب عمى تنازؿ المدعي المدني عف دعواه‬


‫انسحاب ذلؾ عمى الدعوى الجنائية‪ ،‬تتمثؿ في الجرائـ التي يتوقؼ تحريؾ‬
‫الدعوى الجنائية فييا عمى شكوى مف المجني عميو‪.‬‬

‫ىذا ويترتب عمى إساءة استعماؿ الحؽ في االدعاء المباشر المسئولية‬


‫المدنية (التعويض) والجنائية إذا توافرت أركانيا (جريمة الببلغ الكاذب)‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫كما أف طعف النيابة العامة‪ ،‬ينحصر في الشؽ الجنائي فقط‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪274‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبٍَ‬

‫ضهغخ احملبكى يف رفغ انذػىي اجلُبئُخ‬

‫(‪ )327‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫سبؽ ونحف بصدد بحث خصاص النيابة العامة‪ ،‬التعرض بالشرح‬


‫والتحميؿ لخاصية استقبلؿ النيابة العامة‪ ،‬والتي تضمنت فيما تضمنتو مف‬
‫جوانب متعددة‪ ،‬مظاىر ىذا االستقبلؿ في مواجية قضاء الحكـ وىو عدـ‬
‫مشاركة ىذا القضاء لمنيابة العامة في وظيفتيا في تحريؾ الدعوى الجنائية‬
‫ورفعيا ومباشرتيا أماـ القضاء‪.‬‬

‫إال أف ىذه القاعدة ورد عمييا استثناء يتمثؿ في اعتراؼ المشرع‬


‫اإلجرائي وفي إطار ضوابط محددة لقضاء الحكـ‪ ،‬بتحريؾ الدعوى الجنائية‬
‫في حالتيف‪:‬‬

‫مف قبؿ محكمتي الجنايات والنقض فيما يعرؼ بالتصدي‪.‬‬ ‫األولى ‪:‬‬

‫في جرائـ الجمسات وىي ليست مقصورة عمى المحاكـ‬ ‫الثانية ‪:‬‬
‫الجنائية وانما ىو حؽ تقرر لجميع المحاكـ وال تتوقؼ عند‬
‫التحريؾ بالنسبة لمدعوى الجنائية وانما تمتد في بعض الحاالت‬
‫لتشمؿ تحقيؽ الدعوى والحكـ فييا‪ ،‬ونتناوؿ بالبحث ىذه السمطة‬
‫وذلؾ في‪:‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪275‬‬

‫))‬
‫ادلغهت األول‬

‫حترَك انذػىي اجلُبئُخ يٍ حمكًتٍ‬

‫اجلُبَبد وانُمض أو حك انتظذٌ‬

‫‪Droit d’évocation‬‬

‫(‪ )328‬اظؼقاسد ماظعوعي ماظيت مخوظػفو مادلشرع ميف ماالسرتاف محبؼم‬


‫اظؿصدي‪ :‬م‬

‫أوؿ ىذه القواعد ىي تقيد قضاء الحكـ عند نظره لمدعوى الجنائية‬
‫مفيوما‬
‫ً‬ ‫والتي تمت إحالتيا إليو بالحدود العينية والشخصية ليذه الدعوى‪،‬‬
‫عمى وجوب تقيد المحكمة بالواقعة (وليس بتكييفيا القانوني) وبالشخص أو‬
‫األشخاص المتيميف بارتكاب الجريمة‪ ،‬فإذا كانت الواقعة سرقة فبل تحاكمو‬
‫عمى جريمة قتؿ‪ ،‬واذا نسب قرار االتياـ الواقعة إلى زيد فبل تحاكـ عمرو‬
‫فإذا خالفت المحكمة ىذه القاعدة‪ ،‬ترتب عمى الحكـ الصادر عنيا بالمخالفة‬
‫ليا البطبلف ويوصؼ ىنا بأنو بطبلف مطمؽ لتعمقو بالنظاـ العاـ‪.‬‬

‫وثاني ىذه القواعد مخالفة القواعد العامة اإلجرائية المتعقمة‬


‫باالختصاص‪ ،‬وثالث ىذه القواعد ىي تمؾ المتعمقة بالفصؿ بيف سمطتي‬
‫االتياـ والحكـ‪.‬‬

‫أما عف مخالفة ذلؾ لقواعد االختصاص‪ ،‬فإنو يتضح مف االعتراؼ‬


‫لممحكمة المدنية بأداء وظيفة أو اختصاص المحكمة الجنائية بتحريكيا‬
‫الدعوى الجنائية في جرائـ الجمسات‪ ،‬كما تتضح ىذه المخالفة مف جانب‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪276‬‬

‫))‬
‫آخر في عدـ التقيد بقواعد االختصاص النوعي أي بحسب جسامة الجريمة‬
‫التي رفعت بيا الدعوى‪ ،‬وذلؾ بإجازة نظر المحكمة لمجريمة التي وقعت‬
‫بجمستيا دوف التقيد بيذه القواعد‪ ،‬وبالنسبة لمفصؿ بيف سمطتي االتياـ‬
‫والحك ـ‪ ،‬فإف القاعدة اإلجرائية المستقرة ىي تعدد الييئات أو السمطات التي‬
‫تقوـ باتخاذ اإلجراءات الجنائية‪ ،‬األمر الذي يشكؿ ضمانة حقيقية األفراد‬
‫تحوؿ دوف التعسؼ‪ ،‬إذا ما تـ لؤلفراد بيا‪.‬‬

‫(‪ )329‬اظـصقصماظؼوغقغقيمادلـظؿيمحلؼماظؿصدي‪ :‬م‬

‫نظـ المشرع اإلجرائي حؽ التصدي‪ ،‬وذلؾ بالمواد ‪ 12 ،11‬مف‬


‫قانوف اإلجراءات الجنائية المصري حيث قررت المادة ‪ 12‬مف ىذا القانوف‬
‫أنو‪" :‬إذا رأت محكمة الجنايات في دعوى مرفوعة أماميا‪ ،‬أف ىناؾ متيميف‬
‫غير مف أقيمت الدعوى عمييـ‪ ،‬أو وقائع أخرى غير المسندة فييا إلييـ‪ ،‬أو‬
‫أف ىناؾ جناية أو جنحة مرتبطة بالتيمة المعروضة عمييا‪ ،‬فميا أف تقيـ‬
‫الدعوى عمى ىؤالء األشخاص أو بالنسبة ليذه الوقائع وتحيميا إلى النيابة‬
‫العامة لتحقيقيا والتصرؼ فييا طبقًا لمباب الرابع مف الكتاب األوؿ مف ىذا‬
‫القانوف ولممحكمة أف تندب أحد أعضائيا لمقياـ بإجراءات التحقيؽ‪ ،‬وفي‬
‫ىذه الحالة تسري عمى العضو المنتدب جميع األحكاـ الخاصة بقاضي‬
‫التحقيؽ‪.‬‬

‫واذا صدر قرار في نياية التحقيؽ بإحالة الدعوى إلى المحكمة وجب‬
‫إحالتيا إلى محكمة أخرى وال يجوز أف يشترؾ في الحكـ فييا أحد‬
‫المستشاريف الذيف قرروا إقامة الدعوى‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪277‬‬

‫))‬
‫واذا كانت المحكمة لـ تفصؿ في الدعوى األصمية‪ ،‬وكانت مرتبط مع‬
‫طا ال يقبؿ التجزئة وجب إحالة القضية كميا إلى‬
‫الدعوى الجديدة ارتبا ً‬
‫محكمة أخرى‪.‬‬

‫ىذا وفيما يتعمؽ بسمطة محكمة النقض في التصدي‪ ،‬فقد تقررت‬


‫القواعد المتعمقة بيذه السمطة في المادة ‪ 12‬والتي نصت عمى أنو "لمدائرة‬
‫الجنائية بمحكمة النقض عند نظر الموضوع‪ ،‬بناء عمى الطعف في المرة‬
‫الثانية حؽ إقامة الدعوى‪ ،‬طبقًا لما ىو مقرر بالمادة السابقة‪ ،‬واذا طعف في‬
‫الحكـ الذي يصدر في الدعوى الجديدة لممرة الثانية‪ ،‬فبل يجوز أف يشترؾ‬
‫أخير في المادة‬
‫في نظرىا أحد المستشاريف الذيف قرروا إقامتيا كما نص ًا‬
‫‪ 13‬مف نفس القانوف عمى أف لمحكمة الجنايات أو محكمة النقض في‬
‫حالة نظر الموضوع إذا وقعت أفعاؿ مف شأنيا اإلخبلؿ بأوامرىا أو‬
‫باالحتراـ الواجب ليا‪ ،‬أو التأثير في قضائيا‪ ،‬أو في الشيود وكاف ذلؾ في‬
‫صدد دعوى منظورة أماميا أف تقيـ الدعوى عمى المتيـ طبقًا لممادة ‪.11‬‬

‫(‪ )330‬احملوطؿماظيتماسرتفمهلومادلشرعمحبؼماظؿصدي‪ :‬م‬

‫قصر المشرع استعماؿ حؽ التصدي لكؿ مف محكمة الجنايات‬


‫ومحكمة النقض وذلؾ فقط عند نظر الموضوع بناء عمى الطعف في الحكـ‬
‫لممرة الثانية‪ ،‬أما إذا كاف الطعف ىو األوؿ فإنو ال يجوز لمحكمة النقض‬
‫استعماؿ ىذا الحؽ‪ ،‬حيث أف حكميا يكوف فقط في نطاؽ أوراؽ الدعوى‪،‬‬
‫أما بالنسبة لممرة الثانية فإنيا تنقمب إلى محكمة موضوع مما يجعميا مؤىمة‬
‫الستعماؿ ىذا الحؽ وما يستتبعو مف تحقيؽ في الوقائع أو مع المتيميف‬
‫الجدد‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪278‬‬

‫))‬
‫(‪ )331‬ذروطماظؿصدي‪ :‬م‬
‫(‪ )332‬اظشرطماألول‪:‬مادؿعؿوظفمعـمضؾؾمحمؽؿيتماجلـوؼوتمواظـؼض‪ :‬م‬

‫وىذا الشرط استمزمو المشرع وقصره عمى محاكـ الجنايات ومحكمة‬


‫النقض الدائرة الجنائية‪ ،‬عند نقض الحكـ لممرة الثانية‪ ،‬أي أنو يفترض أف‬
‫حكما ما طعف فيو بالنقض‪ ،‬وبعد نظر الطعف قضت المحكمة بقبولو‬ ‫ً‬
‫واإلحالة‪ ،‬وبعد ذلؾ صدر الحكـ مف المحكمة التي أحيمت عمييا الدعوى‪،‬‬
‫وقاـ المحكوـ عميو بالطعف بالنقض لممرة الثانية في ىذا الحكـ وتستعمؿ‬
‫محكمة النقض صفتيا في التصدي متى توافرت حالة مف حاالتو والتي‬
‫نستعرضيا بالشرح والتحميؿ في الشرط الثالث‪.‬‬

‫(‪ )333‬اظشرطماظـوغل‪:‬مأنمتؽقنمػـوكمدسقىمععروضيمأعومماحملؽؿي‪ :‬م‬

‫ويقصد مف ىذا الشرط‪ ،‬أف تكوف الدعوى التي بمناسبتيا استعممت‬


‫المحكمة صفتيا في التصدي‪ ،‬قد تحركت أماميا أي دخمت في حواتيا مف‬
‫قبؿ سمطة االتياـ‪ ،‬إنما إذا كانت ال تزاؿ في حوزة سمطة التحقيؽ أو أف‬
‫التحقيؽ لـ ينتو أو لـ تحرؾ باتباع القواعد القانونية المحددة لتحريؾ‬
‫افرا‪.‬‬
‫الدعاوى‪ ،‬فبل يعد ىذا الشرط متو ً‬
‫(‪ )334‬اظشرطماظـوظٌ‪:‬مأنمتؿقاصرمحوظيمعـمحوالتماظؿصدي‪ :‬م‬

‫حدد المشرع اإلجرائي المصري‪ ،‬عمى سبيؿ الحصر الحاالت التي‬


‫يحؽ لممحكمة متى توافرت حالة منيا أف تستعمؿ حقيا في التصدي‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪279‬‬

‫))‬
‫(‪ )335‬حوالتماظؿصدي‪ :‬م‬
‫(‪ )336‬احلوظيماألودي‪:‬ماظيتمجيقزمصقفوماظؿصدي‪ :‬م‬

‫في الواقع فإف ىذه الحالة يندرج في إطارىا عدة صوؿ‪:‬‬

‫‪ -1‬الصورة األولى‪ :‬وىي أف ترى المحكمة أف ىناؾ متيميف غير‬


‫مف رفعت عمييـ الدعوى‪ ،‬وأنو مف وجية نظر المحكمة‪ ،‬أنو كاف يجب أف‬
‫ترفع عمييـ وسواء بوصفيـ فاعميف أو شركاء ووجية النظر ىذه تنتيي إلييا‬
‫المحكمة مف أوراؽ الدعوى دوف تحقيؽ مف قبميا‪.‬‬

‫‪ -2‬الصورة الثانية‪ :‬أف تكوف ىناؾ وقائع أخرى ارتكبيا المتيموف‬


‫الذيف أقيمت عمييـ الدعوى لـ يتضمنيا االتياـ‪.‬‬

‫وتفترض ىذه الصورة‪ ،‬أف المحكمة مف اطبلعيا عمى أوراؽ الدعوى‪،‬‬


‫قد تبيف ليا أف ىناؾ جرائـ أخرى ارتكبيا المتيـ أو المتيموف الذيف تمت‬
‫إحالتيـ لممحاكمة أماميا ولـ يتضمنيا االتياـ والغرض أنو لـ يصدر مف‬
‫سمطة التحقيؽ قرار بشأنيا وسواء كانت ىذه الجرائـ جنايات أو جنح ال‬
‫فرؽ وسواء اتصمت بالجريمة أو الجرائـ التي تضمنيا االتياـ في الدعوى‬
‫التي تنظرىا أـ ليس ىناؾ أي ارتباط ولكف القيد الوحيد في ىذه الصورة‪،‬‬
‫ىو أف تتوافر وحدة المتيـ أو المتيميف أي أف مرتكب الجريمة التي‬
‫يتضمنيا االتياـ ىو نفسو مرتكب الجريمة أو الجرائـ التي لـ يتضمنيا ىذا‬
‫االتياـ‪.‬‬

‫‪ -3‬الصورة الثالثة‪ :‬أف ترى أف ىناؾ جناية أو جنحة مرتبطة‬


‫بالتيمة المعروضة عمييا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪281‬‬

‫))‬
‫وتتضمف ىذه الصورة فرضيف‪ ،‬األوؿ‪ :‬أف المتيـ أو المتيميف الذيف‬
‫تمت إحالتيـ لممحاكمة أماميا‪ ،‬قد ارتكبوا جناية أو جنحة لـ يتضمنيا‬
‫االتياـ‪ ،‬وىي مرتبطة بالجريمة التي يحاكموف عمييا‪ ،‬سواء كاف االرتباط‬
‫بسيطًا أو ال يقبؿ التجزئة‪.‬‬

‫الفرض الثاني‪ :‬أف يكوف ىناؾ متيـ أو متيميف لـ تتـ إحالتيـ‬


‫لممحاكمة أماميا‪ ،‬وارتكبوا جناية أو جنحة مرتبطة بالجريمة التي تنظرىا‬
‫المحكمة‪.‬‬

‫(‪ )337‬احلوظيماظـوغقي‪:‬معـمحوالتماظؿصدي‪ :‬م‬

‫تض ـ ىذه الحالة عدة صور يجمع بينيا أنيا تمثؿ إىانة لممحكمة‬
‫بعيدا عف أي تأثير‪ ،‬كما أف الشرط المشترؾ‬
‫وعرقمة ألداء دورىا في حيدة ً‬
‫لتحقيؽ ىذه الحالة‪ ،‬ىو وقوعيا خارج جمسة المحكمة سواء كانت محكمة‬
‫الجنايات أو النقض وليس داخميا‪ .‬مع مبلحظة أف الصياغة التشريعية التي‬
‫تضمنت ىذه الحالة‪ ،‬لـ يرد بيا حصر لمجرائـ التي تندرج في إطار ىذه‬
‫الصور‪.‬‬

‫الصورة األولى‪ :‬إذا وقعت أفعاؿ مف شانيا اإلخبلؿ بأوامرىا‪.‬‬

‫الصورة الثانية‪ :‬إذا وقعت أفعاؿ تخؿ باالحتراـ الواجب ليا‪.‬‬

‫الصورة الثالثة‪ :‬إذا وقعت أفعاؿ مف شأنيا التأثير في قضاء المحكمة أو‬
‫شيود ا لدعوى المنظورة أماميا ويندرج في إطار ىذه الصورة العديد مف‬
‫الجرائـ التي يمكف أف ترتكب‪ ،‬وتمثؿ عدو ًانا عمى الحقوؽ أو المصالح التي‬
‫تضمنتيا ىذه الصور‪ ،‬كما في حالة التظاىر خارج المحكمة ورفع البلفتات‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪280‬‬

‫))‬
‫سبا ليا‪ ،‬أو محاولة رشوة‬
‫والشعارات التي تندد بيا أو التي تمثؿ قذفًا أو ً‬
‫أحد أعضاء المحكمة أو تيديده بالقتؿ إذا حكـ عمى غير ىدده مف ىوده‪،‬‬
‫التوسط لدى القاضي لصالح المتيـ والجرائـ التي تقع عمى األحراز التي‬
‫أمرت المحكمة بوضع األختاـ عمييا‪ ،‬أو االعتداء عميو بالضرب أو السب‬
‫أو القذؼ أو نشر المرافعات القضائية رغـ حظر المحكمة ليذا النشر‪.‬‬

‫(‪ )338‬غطوقمادؿعؿولمحؼماظؿصدي‪ :‬م‬

‫تستعمؿ محكمة الجنايات أو النقض حقيا في التصدي في إطار‬


‫قيودا عمى استعماؿ‬
‫ضوابط محددة‪ ،‬تشكؿ في الوقت نفسو في جانب منيا ً‬
‫ىذا الحؽ‪.‬‬

‫(‪-1- )339‬مسدممجقازماحلؽؿميفماظدسقى‪ :‬م‬

‫يقتصر استعماؿ كؿ مف محكمتي الجنايات والنقض لمحؽ في‬


‫التصدي عمى تحريؾ الدعوى الجنائية بالنسبة لموقائع واألشخاص‪ ،‬دوف أف‬
‫تفصؿ فييا بحكـ وذلؾ خبلفًا لسمطة المحاكـ الجنائية والمدنية والتجارية‬
‫بالنسبة لجرائـ الجمسات‪ ،‬حيث يكوف ىنا االلتزاـ بالقاعدة العامة التي‬
‫تفصؿ بيف سمطتي االتياـ والحكـ محؿ تطبيؽ‪.‬‬

‫(‪-2- )340‬مجقازمغدبمأحدمأسضوءماحملؽؿيمظؾؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫قد ترى المحكمة أنو مف المبلئـ قياميا بالتحقيؽ بالنسبة لموقائع‬


‫واألشخاص موضوع التصدي‪ ،‬بدالً مف إحالتيا إلى النيابة العامة لتحقيقيا‬
‫والتصرؼ فييا وفي ىذه الحالة فإنيا تقوـ بندب أحد أعضائيا ليتولى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪282‬‬

‫))‬
‫إجراءات التحقيؽ والتصرؼ فيو‪ ،‬ويسري عمى العضو المندوب جميع‬
‫األحكاـ الخاصة بقاضي التحقيؽ‪.‬‬

‫ادلغهت انثبٍَ‬

‫دؾطيماحملوطؿماجلـوئقيموادلدغقيميفمحترؼؽ م‬

‫اظدسقىماجلـوئقيمسـمجرائؿماجلؾلوت م‬

‫(‪ )341‬عوػقيمجرائؿماجلؾلوت‪ :‬م‬

‫لـ يحدد المشرع مفيوـ جرائـ الجمسات‪ ،‬كما اختمفت وتعددت اآلراء‬
‫الفقيية في وضع مفيوـ محدد لممقصود بالجمسة‪ ،‬وفي تقديرنا ومف تحميؿ‬
‫النصوص المعنية بسمطة المحاكـ في تحريؾ الدعوى الجنائية ومع‬
‫االقتصار عمى الجانب اإلجرائي في ىذه الجرائـ بما يتفؽ وطبيعة ىذا‬
‫المؤلؼ أف لجرائـ الجمسات مفيوـ مضيؽ وآخر متسع‪ ،‬أما األوؿ فإنو‬
‫ال بنظاـ الجمسة أو تعدًيا عمى ىيئة‬‫يعني كؿ فعؿ أو امتناع يشكؿ إخبل ً‬
‫المحكمة أو أحد الموظفيف بيا وذلؾ في مكاف انعقاد الجمسة وأثنائيا‪.‬‬

‫أما المفيوـ اآلخر وىو المتسع‪ ،‬فإنو يعني كؿ جناية أو جنحة أو‬
‫مخالفة ترتكب في مكاف انعقاد الجمسة وأثنائيا‪.‬‬

‫(‪ )342‬عػفقمماجلؾلي‪ :‬م‬

‫مف التعريؼ المتقدـ لجرائـ الجمسات‪ ،‬فإنو سواء المضيؽ أو الموسع‬


‫قد تضمف وقوع الجريمة في مكاف انعقاد الجمسة وأثنائيا األمر الذي نرى‬
‫معو مبلءمة األخذ بمعيار مكاني ومعيار إجرائي ومعيار زمني‪ ،‬وأما عف‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪283‬‬

‫))‬
‫المعيار األوؿ فإننا نعني بو مكاف انعقاد الجمسة سواء كاف ذلؾ ىو المكاف‬
‫المعتاد أي مقر المحكمة التي تعقد فيو الجمسات‪ ،‬أو أي مكاف آخر انتقمت‬
‫إليو المحكمة كما في حالة إجراء معاينة لمكاف الجريمة كما يمتد مفيوـ‬
‫مكاف انعقاد الجمسة إلى غرفة المداولة في حالة وجودىا في حالة انعقاد‪،‬‬
‫وأما عف المعيار الثاني اإلجرائي فيو يتعمؽ بانعقاد الجمسة‪ ،‬واالنعقاد يعني‬
‫مف وجية النظر اإلجرائية استكماؿ المحكمة لتشكيميا القانوني حسبما ورد‬
‫بو النص المعني بتشكيميا والذي يتكوف مف عناصر ثبلثة القضاة‪ ،‬وممثؿ‬
‫أخير كاتب الجمسة بحيث يبطؿ تشكؿ المحكمة ومف ثـ انعقادىا‬
‫النيابة‪ ،‬و ًا‬
‫إذا تخمؼ عنصر مف ىذه العناصر‪.‬‬

‫وفيما يتعمؽ بالمعيار الثالث‪ ،‬أي المعيار الزمني فيو يعني أف ترتكب‬
‫الجريمة سواء وفقًا لممفيوـ المضيؽ أو الموسع في أي لحظة منذ بدء‬
‫أعماؿ المحكمة وحتى االنتياء منيا‪.‬‬

‫اظػرعماألول م‬

‫احملوطؿماجلـوئقي م‬

‫(‪ )343‬حصر ماجلرائؿ ماظيت محترك مصقفو ماحملؽؿي ماظدسقى موتصدرم‬


‫حؽؿًومصقفو‪ :‬م‬

‫ىذه الجرائـ ىي‪ ،‬عدـ االمتثاؿ ألمر رئيس الجمسة بالخروج مف‬
‫القاعدة والتمادي في اإلخبلؿ بالنظاـ‪ ،‬وارتكاب جنحة أو مخالفة وأما‬
‫بالنسبة لمجريمة األولى‪ ،‬فإنيا تفترض إخبلؿ الفاعؿ بنظاـ الجمسة دوف أف‬
‫يصؿ األمر أو يشكؿ جناية أو جنحة أو مخالفة‪ ،‬كما تفترض كذلؾ سبؽ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪284‬‬

‫))‬
‫التنبيو عمى الفاعؿ بالتزاـ النظاـ أو اليدوء أو األمر بخروجو دوف تنبيو‪،‬‬
‫وقياـ الفاعؿ برفض الخروج والتمادي في ىذا اإلخبلؿ وفي ىذه الحالة تقوـ‬
‫المحكمة سواء كانت مشكمة مف قاضي فرد أو أكثر بالحكـ عمى الفاعؿ‬
‫بالحبس لمدة أربع وعشريف ساعة أو بغرامة عشرة جنييا ولممحكمة أف‬
‫تعدؿ عف ىذا الحكـ إلى ما قبؿ انتياء الجمسة فإذا انتيت دوف تحقؽ ىذا‬
‫حكما باتًا ال يقبؿ الطعف فيو باالستئناؼ‪ ،‬وبالطبع‬
‫ً‬ ‫العدوؿ‪ ،‬أصبح‬
‫المعارضة حيث أنو بالقطع حكـ حضوري‪ ،‬واذا انغمؽ االستئناؼ انغمؽ‬
‫طريؽ الطعف بالنقض‪.‬‬

‫وأما بالنسبة الرتكاب جنحة أو مخالفة في الجمسة فإف لممحاكـ‬


‫الجنائية الحؽ في تحريؾ الدعوى الجنائية عمى مرتكبيا في الحاؿ وتحكـ‬
‫فييا بعد سماع أقواؿ النيابة العامة ودفاع المتيـ‪ ،‬ولف يكوف في سماع‬
‫نظر لتمثيؿ النيابة العامة في نفس الجمسة التي‬
‫أقواليا مضيعة لموقت ًا‬
‫ارتكبت فييا الجنحة أو المخالفة‪.‬‬

‫ىذا وال يشترط أف يكوف المجني عميو في الجنحة والمخالفة قاضي أو‬
‫أحد قضاة المحكمة أو النيابة أو الكاتب وانما يتسع لكؿ الفروض‪ ،‬كما ال‬
‫(‪)1‬‬
‫أف تكوف ىذه الجريمة داخمة في االختصاص النوعي لممحكمة‬ ‫يشترط‬
‫التي أصدرت الحكـ‪ ،‬حيث يمكف أف تكوف داخمة في اختصاص محكمة‬
‫أعمى درجة مف ىذه المحكمة‪ ،‬أو أنيا تدخؿ ىذه اختصاص محكمة أخرى‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أنظر عكس ىذا الرأي‪ ،‬الدكتورة ‪ /‬آماؿ عثماف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،82‬الدكتور ‪/‬‬
‫مأموف سبلمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،619‬الدكتور ‪ /‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬المرجع‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.393‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪285‬‬

‫))‬
‫تأسيسا عمى شخص مرتكب الجريمة كما ىو الحاؿ بالنسبة الختصاص‬
‫ً‬
‫المحاكـ العسكرية‪.‬‬

‫وبالنظر إلى أف المشرع لـ يخصص الجنحة أو المخالفة التي تحرؾ‬


‫بشأنيا الدعوى الجنائية ويفصؿ فييا بمعرفة المحكمة وباألخذ بالمفيوـ‬
‫الواسع‪ ،‬فإنو يندرج في إطارىا جنح االمتناع عف الشيادة أو أداء اليميف‪.‬‬

‫(‪ )344‬اجلرائؿ ماظيت متؼؿصر مصقفو مدؾطي ماحملؽؿي مسؾك محترؼؽم‬


‫اظدسقىماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫إذا كانت الجريمة التي تـ ارتكابيا تامة أو شرع في ارتكابيا جناية‬


‫فإف سمطة المحكمة الجنائية بشأنيا تقتصر عمى تحريؾ الدعوى الجنائية‬
‫ضد المتيـ‪ ،‬دوف أف تتولى التحقيؽ والمحاكمة واصدار الحكـ فييا‪ ،‬وذلؾ‬
‫عمى عكس الجنح والمخالفات التي ترتكب في الجمسة‪.‬‬

‫ىذا وفي حالة وقوع الجناية في الجمسة‪ ،‬يقوـ رئيس المحكمة سواء‬
‫كانت مف قاضي فرد أو أكثر مف قاضي بإحالة المتيـ إلى النيابة‬
‫المختصة التي تمتزـ بإجراء التحقيؽ في الواقعة‪ ،‬ثـ التصرؼ فييا وفقًا‬
‫لمسمطات المخولة ليا دوف أف تمتزـ بالتصرؼ عمى نحو معيف‪ ،‬وال تستطيع‬
‫المحكمة حتى ولو كانت محكمة جنايات أف تجري فييا تحقيقًا ولكف ذلؾ‬
‫في إطار ال يخؿ بسمطاتيا فيما يتعمؽ بأحكاـ التصدي‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪286‬‬

‫))‬
‫اظػرعماظـوغل م‬

‫احملوطؿمادلدغقيمواظؿفورؼي م‬

‫(‪ )345‬غظوممدؾطيمػذهماحملوطؿ‪ :‬م‬

‫خبلفًا لممحاكـ الجنائية‪ ،‬فإف سمطتيا في توجيو االتياـ إلى المتيـ في‬
‫جرائـ الجمسات في نفس الجمسة التي ارتكبت فييا الجريمة والحكـ عمى‬
‫المتيـ بارتكابيا سواء في نفس ىذه الجمسة أو في جمسة تالية ليا ال فرؽ‪،‬‬
‫قاصرة عمى جنح التعدي عمى ىيئة المحكمة(‪ .)1‬أو عمى أحد أعضائيا أو‬
‫أحد العامميف فييا أو جريمة الشيادة الزور‪ .‬أما االمتناع عف أداء اليميف أو‬
‫أداء الشيادة في غير األحواؿ التي يجيز القانوف لمشاىد ذلؾ‪ ،‬فيي ال تمثؿ‬
‫امتيانا لممحكمة أو االحتراـ الواجب ليا مع اختبلؼ في‬
‫ً‬ ‫بشكؿ مباشر‬
‫وجيات النظر الفقيية حياؿ ىذا االمتناع(‪ .)2‬دوف أف يخؿ ذلؾ باعتبارىا‬
‫مف الجرائـ التي ترتكب أثناء انعقاد الجمسة وفقًا لممفيوـ الموسع(‪.)3‬‬

‫(‪)1‬‬
‫لممحكمة أف تحكـ عمى الفور عمى مف يخؿ بنظاـ المحكمة ولـ يمثؿ ألمر المحكمة‬
‫أربعا وعشريف ساعة أو تغريمو عشرة جنييا‬
‫بالخروج مف القاعة وجائز ليا أف تحبسو ً‬
‫نيائيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ويكوف حكميا بذلؾ‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ :‬حسف صادر المرصفاوي‪ ،‬المرجع الساؽ‪ ،‬ص ‪ ،142‬الدكتور‪ :‬رؤوؼ عبيد‪،‬‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أنظر ص ( ) مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪287‬‬

‫))‬
‫(‪ )346‬دؾطؿفوميفمشريماجلرائؿمادلوديمبفوموبوحرتاعفوموجرائؿماظشفودةم‬
‫اظزور‪ :‬م‬

‫يقتصر دور المحاكـ في ىذه األحواؿ في تحريؾ الدعوى الجنائية‪،‬‬


‫دوف الفصؿ فييا بحكـ‪ ،‬حيث يكوف لرئيس الجمسة إذا وقعت الجريمة مف‬
‫محضر‬
‫ًا‬ ‫ىذه الجرائـ سواء كانت جناية أو جنحة أو مخالفة‪ ،‬أف يحرر‬
‫بالجريمة وأف يتخذ ما يمزـ مف إجراءات التحقيؽ‪ ،‬ثـ يأمر بإحالة األوراؽ‬
‫إلى النيابة إلجراء ما يمزـ حياليا‪ ،‬كما أف يأمر بالقبض عمى المتيـ إذا‬
‫اقتضت الحاؿ ذلؾ وال يصادر ذلؾ عمى سمطة النيابة العامة في أف يكوف‬
‫ليا مطمؽ التصرؼ في اتخاذ اإلجراء الذي ترى مبلءمتو عمى ضوء‬
‫التحقيؽ الذي تجريو والذي يستطيع أف تندب مف تراه مف مأموري الضبط‬
‫القضائي لمقياـ بإجراء أو أكثر مف إجراءات التحقيؽ‪.‬‬

‫(‪ )347‬رؾقعيماحلؽؿماظصودرمعـماحملؽؿيمادلدغقيمأوماظؿفورؼي‪ :‬م‬

‫حكما‪ ،‬ويترتب عمى‬


‫الحكـ الصادر عنيا في جرائـ الجمسات يعتبر ً‬
‫االعتراؼ ليذا الحكـ بالصفة الجنائية عمى سبيؿ االستثناء رغـ صدوره مف‬
‫محكمة مدنية أو تجارية‪ ،‬أف الطعف فيو يخضع لنظـ الطعف الجنائية وذلؾ‬
‫سواء كاف الطعف باالستئناؼ أو النقض بحسب درجة المحكمة الجنائية‬
‫التي أصدرت الحكـ محؿ الطعف‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪288‬‬

‫))‬
‫ادلغهت انثبنث‬

‫االدؿــوءاتماظيتمتردمسؾكمحرؼيماحملوطؿميفمحترؼؽماظدسقىماجلـوئقي م‬

‫(‪ )348‬أدوسمػذهماالدؿــوءات‪ :‬م‬

‫الصفة الشخصية لمرتكب الجريمة سواء كانت جناية أو جنحة أو‬


‫مخالفة‪ ،‬ىي أساس ىذه االستثناءات والتي تنحصر في عدـ جواز تحريؾ‬
‫الدعوى الجنائية في جرائـ الجمسات التي تقع مف محاـ‪ ،‬وكذلؾ سرياف ىذا‬
‫الحظر إذا وقعت ىذه الجريمة مف حدث‪.‬‬

‫اظػرعماألول م‬

‫جرائؿماجلؾلوتماظيتمتؼعمعـمحموم م‬

‫(‪ )349‬اظلـدماظؼوغقغلمحلظرمحترؼؽماظدسقى‪ :‬م‬

‫يجد ىذا الحظر سنده القانوني في كؿ مف نصوص قانوني اإلجراءات‬


‫الجنائية والمحاماة‪ .‬أما بالنسبة لمقانوف األوؿ فقد نص في المادة ‪145‬‬
‫عمى أنو "استثناء مف األحكاـ المنصوص عمييا في المادتيف السابقتيف إذا‬
‫وقع مف المحامي أثناء قيامو بواجبو في الجمسة وبسببيا ما يجوز اعتباره‬
‫جنائيا‪ ،‬يحرر رئيس الجمسة‬
‫ً‬ ‫تشوي ًشا مخبلً بالنظاـ أو ما يستدعي مؤاخذتو‬
‫محضر بما حدث ولممحكمة أف تقرر إحالة المحامي إلى النيابة العامة‬‫ًا‬
‫جنائيا‪ ،‬والى رئيس‬
‫ً‬ ‫إلجراء التحقيؽ إذا كاف ما وقع منو يستدعي مؤاخذتو‬
‫تأديبيا‪ ،‬وفي الحالتيف ال‬
‫ً‬ ‫المحكمة إذا كاف مف ما وقع منو يستدعي مؤاخذتو‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪289‬‬

‫))‬
‫يجوز أف يكوف رئيس الجمسة التي وقع فييا الحادث أو أحد أعضائيا‬
‫عضوا في الييئة التي تنظر الدعوى‪.‬‬
‫ً‬
‫ىذا وبالنسبة لمقانوف الثاني(‪ ،)1‬فقد نص في المادة ‪ 49‬مف ىذا‬
‫القانوف عمى أنو "‪ ........‬واستثناء مف األحكاـ الخاصة بنظاـ الجمسات‪،‬‬
‫والجرائـ التي تقع فييا والمنصوص عمييا في قانوف المرافعات واإلجراءات‬
‫الجنائية‪ ،‬إذا وقع مف المحامي أثناء وجوده بالجمسة ألداء واجبو أو بسببو‬
‫جنائيا‪ ،‬يأمر‬
‫ً‬ ‫نقابيا أو‬
‫إخبلؿ بنظاـ الجمسة أو أي أمر يستدعي محاسبتو ً‬
‫رئيس الجمسة بتحرير مذكرة بما حدث ويحيميا إلى النيابة العامة وتخطر‬
‫النقابة الفرعية بذلؾ"‪.‬‬

‫(‪ )350‬احلؽؿيمعـماالدؿــوء‪ :‬م‬

‫القواعد اإلجرائية الخاصة بجرائـ الجمسات التي تقع مف المحامي‬


‫ليست مف قبيؿ الحصانة وانما فقط ىي نوع مف المبلءمة في كيفية اتخاذ‬
‫اإلجراء‪ ،‬بحيث ال يتـ اتخاذه ضد المحامي بشكؿ فوري يضر بمركزه أماـ‬
‫الجميور وبشكؿ خاص أماـ موكمو‪ ،‬وفي الوقت نفسو مراعاة العبلقة فيما‬
‫بيف وظيفة القضاء والمحاماة مف روابط وعبلقات مشتركة‪ .‬األمر الذي‬
‫تقدير ليذه‬
‫يسمح لممحكمة بالتريث في اتخاذ اإلجراء المعني ضد المحامي ًا‬
‫االعتبارات وقد ينتيي األمر بعدوؿ المحكمة عف اتخاذ إجراء ما ضد‬
‫المحامي‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وىو القانوف رقـ ‪ 17‬لسنة ‪ ،1973‬بشأف إصدار قانوف المحاماة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪291‬‬

‫))‬
‫(‪ )351‬ذروطمتطؾقؼماالدؿــوء‪ :‬م‬
‫(‪)1‬‬
‫المحاميف المشتغميف‬ ‫‪ -1‬توافر صفة المحامي‪ ،‬أي قيده في جدوؿ‬
‫ويتمتع بيذه الصفة المحامي تحت التمريف والمحامي المقيد بطريؽ الخطأ‬
‫أي المحامي الذي ليس لو حؽ القيد في جدوؿ المشتغميف إما بطريؽ السيو‬
‫أو بتقديـ مستندات غير صحيحة ترتب عمييا قيده كما تنسحب ىذه الصفة‬
‫عمى محامي القطاع العاـ والييئات الحكومية المقيديف في جدوؿ خاص‬
‫وفقًا لنظاـ اإلدارات القانونية‪.‬‬

‫‪ -2‬أف ترتكب الجريمة مف قبمو أثناء وجوده في الجمسة ألداء واجبو‬


‫أو بسببو‪.‬‬

‫ومؤدى ىذا الشرط توافر مفيوـ الجمسة وفقًا لممعيار المكاني والزمني‬
‫واإلجرائي‪ .‬إضافة إلى أف يكوف السبب مف وجوده في الجمسة التي ارتكبت‬
‫فييا الجريمة ىو تأدية واجباتو كمحاـ ومفيوـ الواجب يتسع لكؿ ما يتعمؽ‬
‫بأعماؿ المحاماة حتى ولو اقتصر وجوده عمى االستفسار عف قضية‬
‫لموكمو أو أف يكوف وجوده باإلنابة عف زميؿ لتقديـ مذكرة أو طمب تأجيؿ‪.‬‬

‫ومف باب أولى إذا كانت لو قضية نظرتيا المحكمة أو لـ تنظرىا بعد‬
‫اجدا في الجمسة‪.‬‬
‫حتى ولو قامت بتأجيميا واستمر متو ً‬

‫(‪)1‬‬
‫بموجب القانوف رقـ ‪ 11‬لسنة ‪ ،1983‬فقد تقررت ألعضاء ىيئة قضايا الدولة قواعد‬
‫إجرائية مماثمة لما تضمنو قانوف المحاماة رقـ ‪ 17‬لسنة ‪.1983‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪290‬‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫التي ترى معاممة‬ ‫عمى العكس مف ذلؾ بعض اآلراء الفقيية‬
‫المحامي في ىذا الفرض معاممة الجميور أو الشخص العادي ألف وجوده‬
‫في الجمسة لـ يعد ألداء واجبو أو بسببو‪ ،‬وفي تقديرنا أف الفيصؿ في تفسير‬
‫عبارة "أثناء وجوده في الجمسة ألداء واجبو أو بسببو" ىي الواقعة التي‬
‫تواجد بسببيا المحامي فإذا كانت تتصؿ بصفتو كمحاـ فإف الحظر أو‬
‫اجدا بسبب أو لواقعة ال تتصؿ‬
‫االستثناء يسري في حقو‪ ،‬أما إذا كاف متو ً‬
‫بعممو كمحاـ فإنو يعامؿ معاممة الشخص العادي إذا ارتكب جريمة يصدؽ‬
‫موجودا لبلستماع إلى مرافعة‬
‫ً‬ ‫عمييا مفيوـ جريمة الجمسة‪ ،‬كما لو كاف‬
‫زميؿ أو ألداء الشيادة في دعوى منظورة أماـ المحكمة‪ ،‬أو مجرد التواجد‬
‫دوف عمؿ محدد‪.‬‬

‫ىذا ويمتد االستثناء ليشمؿ المحاكـ الجنائية والمدنية والتجارية‪ ،‬كما‬


‫يشمؿ كذلؾ الجنايات والجنح والمخالفات‪ .‬واذا ما تمت إحالة المذكرة التي‬
‫قدميا رئيس المحكمة إلى النيابة العامة‪ ،‬فإنيا تتولى مباشرة التحقيؽ‬
‫والتصرؼ فيو وفقًا لمقواعد العامة في التصرؼ في التحقيؽ فيي إما أف‬
‫أمر بأال وجو إلقامة الدعوى الجنائية‪ ،‬أو تقوـ برفعيا أو تحيمو‬
‫تصدر ًا‬
‫لممحاكمة التأديبية‪ ،‬واذا لـ تكف األفعاؿ المنسوبة إلى المحامي تستأىؿ ذلؾ‬
‫أي ليست عمى قدر مف الجسامة يبرر مثؿ ىذه اإلحالة‪ ،‬فإنو يجوز ليا أي‬
‫النيابة العامة‪ ،‬أف ترسؿ التحقيقات التي أجريت مع المحامي إلى مجمس‬
‫نقابة المحاميف ليتخذ ما يراه بيذا الشأف مع المحامي عمى ضوء ىذه‬
‫التحقيقات‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪292‬‬

‫))‬
‫اظػرعماظـوغل م‬

‫اجلرائؿماظيتمتؼعمعـماألحداث م‬

‫(‪ )352‬غطوقماخؿصوصماحملوطؿماجلـوئقيموادلدغقيماظعودؼي‪ :‬م‬

‫في الحالة التي يرتكب فييا الحدث جريمة مف جرائـ الجمسات أماـ‬
‫محكمة جنائية أو مدنية أو تجارية‪ ،‬فبل تختص المحكمة التي ارتكب الفعؿ‬
‫أماميا بتحريؾ الدعوى والحكـ فييا‪ ،‬وكؿ ما يمكف أف تتخذه مف إجراء ىو‬
‫تحرير محضر بالجريمة التي تـ ارتكابيا واحالة األوراؽ لمنيابة المختصة‬
‫إلجراء ما يمزـ حياليا‪ ،‬والقبض عمى المتيـ إذا دعت الحاجة إلى اتخاذ‬
‫مثؿ ىذا اإلجراء‪ .‬أما إذا وقعت جريمة الجمسة مف الحدث أماـ محكمة‬
‫نظر‬
‫األحداث فإف الوضع مختمؼ حيث تحرؾ الدعوى ضده وتفصؿ فييا ًا‬
‫ألنيا ىي المحكمة المختصة دوف غيرىا(‪ ،)1‬وبالتالي فتكوف ىي المختصة‬
‫بالفصؿ في جريمة الحدث التي يرتكبيا أثناء الجمسة وتطبيؽ القواعد العامة‬
‫لمحكـ الصادر عمى الحدث بالنسبة لجريمة الجمسة مف جانب خضوعو‬
‫لمطعف فيو باالستئناؼ أو النقض حسب المقتضى‪ ،‬إال إذا كاف العقوبة‬
‫التي صدر بيا الحكـ عمى الحدث ىي التوبيخ أو تسميمو لوالديو أو لمف لو‬
‫الوالية عميو(‪.)2‬‬

‫كما تفصؿ محكمة األحداث في جرائـ الجمسات متى وقعت مف بالغ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة (‪ )29‬مف القانوف رقـ ‪ 31‬لسنة ‪ ،1974‬وتعديبلتو بشأف األحداث‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والحكـ الذي يتضمف ىذه العقوبات ال يجوز استئنافو إال لخطأ في تطبيؽ القانوف أو بطبلف‬
‫في الحكـ أو اإلجراءات أثر فيو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪293‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انراثغ‬

‫اَمضبء انذػىي اجلُبئُخ‬

‫(‪ )353‬أدؾوبماغؼضوءماظدسقىماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫تتنوع وتتعدد أسباب انقضاء الجنائية‪ ،‬إلى سبب طبيعي والى أسباب‬
‫عارضة‪ .‬ومف حيث نطاؽ تطبيؽ السبب ىناؾ أسباب خاصة ببعض‬
‫الجرائـ‪ ،‬وأخرى عامة تشمؿ كؿ جريمة‪.‬‬

‫وأما عف السبب الطبيعي الوحيد النقضاء الدعوى فيو الحكـ البات‬


‫وفقا‬
‫والذي يعني أف الدعوى الجنائية قد مرت بجميع درجات المحاكـ ً‬
‫الختصاصاتيا المنصوص عمييا في القانوف إلى أف صدر فييا حكـ بات‪.‬‬

‫أما األسباب العارضة فيي األسباب التي تحوؿ دوف بموغ الدعوى‬
‫الجنائية غايتيا النيائية وىي الحكـ البات فيي قد تط أر قبؿ رفعيا أو بعد‬
‫رفعيا أي أثناء نظرىا وقبؿ صدور حكـ بات فييا‪.‬‬

‫وحيدا يتعمؽ ببعض‬


‫ً‬ ‫سببا‬
‫وبالنسبة لؤلسباب الخاصة‪ ،‬فإف ىناؾ ً‬
‫الجرائـ وىو التنازؿ عف الشكوى أو الطمب وىما قيداف قررىما المشرع عمى‬
‫حرية النيابة العامة في تحريؾ الدعوى الجنائية فإذا تـ تقديميما استردت‬
‫حريتيا‪ ،‬واذا تـ التنازؿ عنيما بعد تقديميما انقضت الدعوى الجنائية إذا‬
‫كانت قد تحركت أو امتنع عمى النيابة العامة تحريؾ الدعوى الجنائية بشأف‬
‫الجرائـ التي تعمقت بيا ىذه القيود‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪294‬‬

‫))‬
‫أما عف األسباب العامة النقضاء الدعوى الجنائية فيي إضافة إلى‬
‫الحكـ البات‪ ،‬والتي تشكؿ في الوقت نفسو األسباب العارضة(‪ ،)1‬فيي‬
‫األسباب التي تسري عمى كؿ جريمة‪ ،‬وىي القرار أو األمر البات الذي‬
‫تصدره النيابة العامة بأال وجو إلقامة الدعوى الجنائية في أعقاب التحقيؽ‬
‫الذي تجريو في جناية أو جنحة وبحث ىذا السبب نتناولو ونحف بصدد‬
‫شرح األحكاـ الخاصة بالق اررات التي تصدرىا سمطة التحقيؽ االبتدائي‬
‫لمتصرؼ في ىذا التحقيؽ‪ ،‬أما الحكـ البات فإف بحث األحكاـ الخاصة بو‬
‫موضعيا المناسبة الجزء الثاني مف ىذا المؤلؼ والخاص بالمحاكمة‬
‫والطعوف‪ .‬ومف ثـ فإننا نقتصر عمى بحث كؿ مف وفاة المتيـ‪ ،‬والعفو عف‬
‫أخير التقادـ‪.‬‬
‫الجريمة و ًا‬

‫ادلجحث األول‬

‫وفبح ادلتهى‬

‫(‪ )354‬عربراتماغؼضوءماظدسقىماجلـوئقيمبقصوةمادلؿفؿ‪ :‬م‬

‫ىناؾ العديد مف المبررات التي يمكف االستناد عمييا لؤلخذ بيذا‬


‫السبب‪ ،‬منيا اتفاؽ ىذا السبب مع مبدأ شخصية العقوبة بحيث ال تنفذ‬
‫العقوبة إال عمى فاعؿ الجريمة وال تمتد إلى غيره مف األقارب أو الورثة واف‬
‫كاف ذلؾ يفترض أف الحكـ الذي سوؼ يصدر عمى المتيـ الذي توفي‬
‫صحيحا في كؿ األحواؿ‪ ،‬بؿ إف‬
‫ً‬ ‫سوؼ يكوف باإلدانة وىو فرض ليس‬

‫(‪)1‬‬
‫عارضا‪.‬‬
‫ً‬ ‫سببا‬
‫ال يعد الحكـ البات ً‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪295‬‬

‫))‬
‫ىناؾ العدي د مف الحاالت أو الفروض العممية التي كانت تقطع بأف الحكـ‬
‫بالبراءة سوؼ يصدر ببراء المتيـ‪.‬‬

‫ولعؿ في شرط قبوؿ الدعوى الجنائية بأف ترفع عمى إنساف حي‬
‫باعتبار أف ذلؾ الشرط شرط ابتداء وشرط استمرار‪ ،‬ينتفي في حالة وفاة‬
‫المتيـ‪ ،‬إضافة إلى أف الدعوى باعتبارىا وسيمة الدولة القتضاء حقيا في‬
‫العقاب‪ ،‬ال يكوف ىناؾ مضموف أو مصمحة في اإلصرار عمى ىذا‬
‫االقتضاء مف شخص ال وجود لو‪.‬‬

‫(‪ )355‬األثرمادلرتتىمسؾكماظقصوةميفمعراحؾماظدسقىماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫ىناؾ عدة فورض لوفاة المتيـ في خبلؿ مراحؿ الدعوى الجنائية‬


‫المختمفة‪ .‬ويختمؼ األثر الناجـ عف الوفاة باختبلؼ المرحمة التي حدثت‬
‫فييا‪ .‬ونستعرض فيما يمي ىذه الفروض المختمفة‪.‬‬

‫(‪ )356‬يفمعرحؾيماظؿقؼقؼماالبؿدائل‪ :‬م‬

‫إذا حدثت الوفاة وال تزاؿ الدعوى في مرحمة التحقيؽ االبتدائي ولـ يتـ‬
‫رفعيا بعد إلى المحكمة المختصة‪ ،‬تصدر النيابة العامة إذا كانت الوفاة‬
‫ار بأال وجو إلقامة الدعوى الجنائية عمى المتيـ‬‫بعد البدء في التحقيؽ قرًا‬
‫لوفاتو‪ ،‬أو تأمر بحفظ األوراؽ إذا لـ يكف التحقيؽ قد بدأ فييا ونفس الحكـ‬
‫إذا توفي المتيـ في مرحمة جمع االستدالالت‪ ،‬يتـ رفع األمر لمنيابة العامة‬
‫المختصة إلصدار األمر عمى النحو المتقدـ‪ ،‬وفي ىذه المرحمة تكوف‬
‫المصادرة الوجوبية مف قبؿ النيابة العامة لممضبوطات التي تخضع ليا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪296‬‬

‫))‬
‫(‪ )357‬يفمعرحؾيماحملوطؿي‪ :‬م‬

‫إذا حدثت الوفاة بعد رفع الدعوى‪ ،‬يمتنع عمى المحكمة االستمرار في‬
‫نظر الدعوى ويتعيف عمييا أف تحكـ بانقضاء الدعوى لوفاة المتيـ‪ ،‬وال‬
‫يجوز أف تستمر في نظر الدعوى حتى ولو كانت براءة المتيـ مؤكدة‪.‬‬
‫ولكف ذلؾ ال يمنع مف الحكـ بالمصادرة لؤلشياء المضبوطة التي يعد‬
‫صنعيا أو استعماليا أو حيازتيا أو عرضيا لمبيع جريمة في ذاتو ولو لـ‬
‫تكف مم ًكا لممتيـ‪.‬‬

‫(‪ )358‬وصوةمادلؿفؿمبعدمصدورمحؽؿمشريمبوت‪ :‬م‬

‫إذا حدثت الوفاة بعد صدور مثؿ ىذا الحكـ‪ ،‬وكاف قاببلً لمطعف أو‬
‫طعف فيو بالفعؿ ثـ توفي المتيـ وسواء كاف الحكـ باإلدانة‪ ،‬أو بالبراءة‬
‫طعنت فيو النيابة العامة‪ ،‬فبل يجوز االستمرار في نظر الطعف أماـ‬
‫المحكمة المعنية‪ ،‬واذا لـ تكف قد طعنت فيو يمتنع عمييا الطعف‪ ،‬والحكـ‬
‫الصادر بالبراءة وفاة المحكوـ لو قبؿ أف يصبح باتًا‪ ،‬تكوف براءتو مؤكدة‬
‫استنادا إلى أف قرينة البراءة التي تبلزـ كؿ إنساف بحسب األصؿ(‪ )1‬إضافة‬
‫ً‬
‫إلى استحالة المحكوـ لو بالبراءة أف يدافع عنيا في مواجية طعف النيابة‬
‫العامة عمى ىذا الحكـ عمى فرض إجازتو‪.‬‬

‫ولنفس السبب ونفس النتيجة في حالة وفاة المتيـ بعد صدور حكـ‬
‫بإدانتو وقبؿ الطعف فيو أو أثناء نظره حيث يعد في حكـ البريء ذلؾ أف‬
‫الحكـ حتى لحظة وفاتو لـ يكف باتًا والحجية وعنواف الحقيقة فقط لؤلحكاـ‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬عوض محمد‪ ،‬قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪297‬‬

‫))‬
‫الباتة وليست النيائية‪ ،‬ولذلؾ فإف ىذا الحكـ يسقط ويمتنع تنفيذه سواء‬
‫بالنسبة لمعقوبات السالبة لمحرية أو المالية مثؿ الغرامة والمصاريؼ‬
‫والمصادرة إال إذا كاف وجوبية‪.‬‬

‫(‪ )359‬وصوةمادلؿفؿمبعدماحلؽؿماظؾوت‪ :‬م‬

‫الدعوى الجنائية في حد ذاتيا ال تتأثر بيذه الوفاة النقضائيا بتحقؽ‬


‫السبب الطبيعي وىو الحكـ البات‪ ،‬وانما أثر الوفاة ينحصر في االلتزاـ‬
‫بتنفيذ العقوبات السالبة لمحرية‪ ،‬أما باقي العقوبات فإنيا تنفذ مثؿ العقوبات‬
‫المالية والتعويضات وما يجب رده والمصاريؼ‪ ،‬وذلؾ مف تركة المحكوـ‬
‫عميو باعتبارىا مف ديف التركة والتي ال تسقط بالوفاة‪.‬‬

‫(‪ )360‬أثرموصوةمادلؿفؿمسؾكمشريهمعـمادللوػؿنيميفماجلرميي‪ :‬م‬

‫ال أثر ليذه الوفاة في أي مرحمة مف مراحؿ الدعوى الجنائية عمى‬


‫غيره مف المساىميف في الجريمة تحت أي وصؼ أي سواء بصفة فاعؿ‬
‫أصمي أو شريؾ‪ ،‬حيث يتعيف استمرار اإلجراءات بالنسبة ليـ‪.‬‬

‫ىذا وبالنسبة لجريمة الزنا فقد اختمؼ الفقو حياؿ األثر الذي ترتب‬
‫عمى وفاة الفاعؿ في ىذه الجريمة والحكـ بانقضاء الدعوى الجنائية بالنسبة‬
‫لو عمى الشريؾ في الجريمة‪ .‬سواء كاف ذلؾ شريؾ الزوجة الزانية وشريكو‬
‫الزوج الزاني‪ ،‬حيث يرى االتجاه الفقيي الغالب تقرير انقضاء الدعوى‬
‫الجنائية‪ ،‬كذلؾ بالنسبة لمشريؾ ذلؾ الرتباط مصيره بمصير الفاعؿ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪298‬‬

‫))‬
‫حتما‬
‫األصمي الذي توفي‪ ،‬حيث أف القضاء بإدانة شريؾ المتوفى يتضمف ً‬
‫إدانة الفاعؿ المتوفي سواء كاف الزوجة أو الزوج(‪.)1‬‬

‫وفي تقديرنا أف مبرر ىذا الرأي إذا أخذنا بو فإنو ينبغي أف يسري‬
‫عمى جميع الجرائـ وليس جريمة الزنا وحدىا‪ ،‬إضافة إلى أنو ال يوجد نص‬
‫يسمح بذلؾ‪ ،‬وطالما أف القيد اإلجرائي وىو الشكوى قد زاؿ بتقديميا‪ ،‬فإنو‬
‫ينبغي االستمرار في محكمة الشريؾ رغـ الحكـ بانقضاء الدعوى الجنائية‬
‫لوفاة الفاعؿ األصمي(‪.)2‬‬

‫(‪ )361‬احلؽؿ ماظغقوبل مبنداغي معؿفؿ مجتفؾماحملؽؿي موصوتف‪ ،‬مأو ماحلؽؿم‬


‫بوغؼضوء ماظدسقى ماجلـوئقي مظقصوة مادلؿفؿ مجتفؾ ماحملؽؿي مأغفم‬
‫سؾكمضقدماحلقوة‪ :‬م‬
‫(‪ )362‬اظػرض ماألول‪ :‬مأي ماحلؽؿ ماظغقوبل مبنداغي معؿفؿ مجتفؾم‬
‫احملؽؿيماظيتمأصدرتماحلؽؿمبقصوتف‪ :‬م‬

‫فإف ىذا الفرض ال يثير مشكمة إذا كاف الحكـ بالبراءة‪ .‬حيث تنحصر‬
‫نظر لما قد يشكمو ىذا الحكـ مف تمويث لذكرى المحكوـ‬
‫المشكمة في اإلدانة ًا‬
‫عميو وأضرار لورثتو أو أقاربو‪ ،‬الستحالة قيامو بالطعف في ىذا الحكـ أو‬
‫حتى بواسطة ورثتو أو النيابة العامة وذلؾ ألف الحكـ ليس لو وجود‪ .‬وبيذا‬
‫ا لشأف ترى بعض اآلراء الفقيية‪ ،‬أنو يجوز لورثة المحكوـ عميو الذي توفي‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬الدكتورة‪ :‬فوزية عبد الستار‪،‬‬ ‫الدكتور‪ :‬محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مف ىذا الرأي األستاذ العرابي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،99-98‬الدكتور‪ :‬عوض محمد‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬‬
‫ىامش ص ‪.138‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪299‬‬

‫))‬
‫أيضا لمنيابة العامة أف يطمبوا مف المحكمة التي أصدرت حكـ اإلدانة أف‬
‫و ً‬
‫حكما بانقضاء الدعوى الجناية‬
‫عوضا عنو ً‬
‫ً‬ ‫تعدؿ عف حكميا ىذا‪ ،‬وتصدر‬
‫قضائيا في أحكاـ محكمة‬
‫ً‬ ‫لوفاة المحكوـ عميو وىو ما صادؼ تطبيقًا‬
‫النقض المصرية‪ .‬حيث يبرر ىذا االتجاه والحكـ لدى مف يعارضو مف‬
‫الفقياء عمى أساس أف ذلؾ يعد مف قبيؿ الخطأ المادي الذي يمكف لمييئة‬
‫التي وقعت فيو أف تصححو مف تمقاء نفسيا أو بناء عمى طمب مف أحد‬
‫(‪)1‬‬
‫وذلؾ النتياء والية المحكمة‬ ‫الخصوـ‪ .‬وىو بحؽ استناد منتقد مف أساسو‬
‫بمجرد الفصؿ في الدعوى إضافة إلى أف ىذه الواقعة التي جيمتيا المحكمة‬
‫ليست بالفعؿ مف قبيؿ األخطاء المادية التي يقصدىا المشرع ويسمح‬
‫لممحكمة بتصحيحيا‪.‬‬

‫معدوما‬
‫ً‬ ‫وقصارى القوؿ فإف أثر ىذا الحكـ مف الناحية الواقعية يكوف‬
‫فبل يمكف تنفيذه‪ ،‬ويكوف لكؿ مف لو مصمحة أف يستشكؿ في حالة محاولة‬
‫تنفيذه وعمى األخص بالنسبة لمعقوبات المالية‪.‬‬

‫(‪ )363‬اظػرضماظـوغل‪:‬مأيمأنمحتؽؿماحملؽؿيمبوغؼضوءماظدسقىمظقصوةم‬
‫ادلؿفؿميفمحنيمأنمحؼقؼيماألعرمأغفمسؾكمضقدماحلقوة‪ :‬م‬

‫يستوي في ذلؾ خطأ مف جانب المحكمة أو أف المعمومات التي‬


‫وصمت إلييا تفيد ذلؾ أو كاف ذلؾ بناء عمى طمب النيابة‪ ،‬فإف النتيجة‬
‫واحدة وىي صدور ىذا الحكـ عمى غير الحقيقة أو بدوف سند حقيقي يقوـ‬
‫عميو وىو واقعة وفاة المتيـ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬عوض محمد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪311‬‬

‫))‬
‫وتكمف مشكمة تصحيح ىذا الخطأ في الحالة التي يكوف الحكـ‬
‫الصادر قد أصبح باتًا‪ ،‬حيث يرى جانب مف الفقو‪ ،‬أنو ال يتخذ أي إجراء‬
‫مف قبيؿ التصحيح حياؿ ىذا الحكـ(‪ .)1‬ومع ذلؾ فإف االتجاه السائد سواء‬
‫بالنسبة لمفقو أو القضاء‪ ،‬أف مثؿ ىذا الحكـ وعمى الرغـ مف أنو بات إال‬
‫أنو ال يحوؿ دوف إعادة نظر الدعوى‪ ،‬ولـ يقدـ السند الذي يمكف االحتجاج‬
‫بو إلعادة نظر الدعوى‪ ،‬والذي يتمثؿ في حقيقة األمر في تحديد مفيوـ‬
‫األحكاـ التي ال يجوز لمقضاء إعادة النظر فييا‪ ،‬حيث أف صفة الحكـ‬
‫قائما بذاتو‪ ،‬وانما يتعيف أف يكوف‬
‫سندا ً‬
‫البات بمفردىا ال تصمح أف تكوف ً‬
‫إلى جانبو سند آخر وىو أف تكوف ىذه األحكاـ فاصمة في الموضوع‪ .‬وىي‬
‫أسانيد بحؽ ال تتوافر في الحكـ الصادر بانقضاء الدعوى الجنائية لوفاة‬
‫المتيـ وذلؾ بطريؽ الخطأ لجيؿ المحكمة بأف المتيـ ال يزاؿ عمى قيد‬
‫الحياة‪ .‬ومف ثـ فإنو يمكف رفع الدعوى مف جديد وتجاىؿ الحكـ الذي صدر‬
‫عمى ىذا النحو طالما أنو قد أصبح باتًا‪ ،‬وقضاء محكمة النقض يعتبر في‬
‫ىذه الحالة‪ ،‬أف ذلؾ مجرد خطأ مادي مف سمطة محكمة الموضوع‬
‫إصبلحو‪ ،‬وسبيؿ ذلؾ الرجوع إلى المحكمة نفسيا التي أصدرتو حيث‬
‫تستدرؾ ىي خطأىا(‪.)2‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬حسف صادؽ المرصفاوي‪ ،‬المرصفاوي في أصوؿ اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط ‪،1996‬‬
‫ص ‪.381‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1986/4/24‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،112‬ص ‪.516‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪310‬‬

‫))‬
‫(‪ )364‬أثرةماظقصوةمبوظـلؾيمظؾدسقىمادلدغقي‪ :‬م‬

‫يتوقؼ ىذا األثر ويختمؼ بحسب المرحمة التي توفي فييا المتيـ‪ ،‬فإذا‬
‫تبعا لرفع الدعوى الجنائية‪ ،‬تستمر‬
‫حدثت الوفاة بعد رفع الدعوى المدنية ً‬
‫المحكمة في نظر الدعوى المدنية بمفردىا وذلؾ ضد الورثة بقصد الحكـ‬
‫في مواجيتيـ بالتعويض مف تركة مورثيـ المتيـ‪.‬‬

‫أما إذا حدثت الوفاة قبؿ رفع الدعوى الجنائية‪ ،‬فإف المحكمة الجنائية‬
‫ال تكوف مختصة بنظر ىذه الدعوى‪ ،‬ويكوف أماـ المضرور طريؽ المحكمة‬
‫المدنية فقط وذلؾ بقصد مطالبة الورثة بالتعويض عف الضرر الذي أحدثو‬
‫مورثيـ مف جراء الجريمة التي ارتكبيا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪312‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبٍَ‬

‫انؼفى انشبيم‪ -‬تؼرَف انؼفى انشبيم‬

‫(‪ )365‬عوػقؿف‪ :‬م‬

‫ىو قانوف تصدره السمطة التشريعية – بغرض محو الصفة اإلجرامية‬


‫عف جريمة أو أكثر يحددىا القانوف(‪ ،)1‬أو عف شخص أو أكثر لجرائـ تـ‬
‫ارتكابيا وتظؿ ليا الصفة اإلجرامية بعد صدور ىذا القانوف‪.‬‬

‫يتـ المجوء إلى العفو الشامؿ في الغالب إلسداؿ ستار مف النسياف‬


‫نوعا مف التصالح يمجأ إليو النظاـ السياسي‬
‫عمى حقبة مف تاريخ الدولة أو ً‬
‫في الدولة مع معارضيو أو خصومو‪ ،‬كما يمجأ إليو النظاـ السياسي الجديد‬
‫إلصبلح مساوئ النظاـ السابؽ‪ .‬والتعريؼ عمى عمة إصدار قانوف لمعفو‬
‫الشامؿ يمكف استخبلصيا مف صياغة القانوف ذاتو والمناقشات البرلمانية‬
‫التي صاحبت إصداره باعتبار أف األداة التشريعية ليذا العفو تكوف ممثمة‬
‫بقانوف‪.‬‬

‫(‪ )366‬تطؾقؼوتماظعػقماظشوعؾميفمعصر‪ :‬م‬


‫(‪)2‬‬
‫لمعفو الشامؿ في مصر في ظؿ قانوف‬ ‫صدرت عدة قوانيف‬
‫العقوبات الحالي وأبرز ىذه القوانيف ىي المرسوـ بقانوف رقـ ‪ 241‬لسنة‬
‫‪ 1952‬بالعفو الشامؿ عف الجرائـ السياسية التي وقعت في مصر في المدة‬

‫(‪)1‬‬
‫أنظر عكس ىذا التعريؼ‪ ،‬الدكتور‪ :‬عوض محمد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أنظر في تفاصيؿ ذلؾ‪ ،‬فيرست التشريعات المصرية الصادرة عف الفترة مف ‪ 1834‬إلى‬
‫‪ ،1971‬الصادر عف لجنة الشئوف التشريعية بمجمس الشعب عاـ ‪.1972‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪313‬‬

‫))‬
‫ما بيف ‪ 26‬أغسطس سنة ‪ 1936‬و ‪ 23‬يوليو ‪ .1952‬حيث تقرر في‬
‫صدر المادة األولى في ىذا القانوف بالعفو الشامؿ عف الجنايات والجنح‬
‫والشروع فييا التي ارتكبت لسبب أو لغرض سياسي وتكوف متعمقة بالشئوف‬
‫الداخمية لمببلد‪ ،‬ذلؾ في المدة ما بيف ‪ 26‬أغسطس ‪ – 1936‬و ‪ 23‬يوليو‬
‫‪ ،1952‬وتأخذ حكـ الجريمة السابقة كؿ جريمة أخرى اقترنت بيا أو‬
‫تقدمتيا أو تمتيا وكاف القصد منيا التأىب لفعميا وتسييميا وارتكابيا بالفعؿ‬
‫ومساعدة مرتكبييا أو شركائيـ عمى اليرب والتخمص مف العقوبة أو إيوائيـ‬
‫او إخفاء أدلة الجريمة‪.‬‬

‫(‪ )367‬آثورماظعػقماظشوعؾ‪ :‬م‬

‫نص قانوف العقوبات المصري بشكؿ إجمالي عمى ىذه اآلثار بشكؿ‬
‫عاـ وذلؾ في المادة ‪ 76‬مف ىذا القانوف حيث نصت عمى "العفو الشامؿ‬
‫يمنع أو يوقؼ السير في إجراءات الدعوى أو يمحو حكـ اإلدانة‪ ،‬وال يمس‬
‫حقوؽ الغير إال إذا نص القانوف الصادر بالعفو عمى خبلؼ ذلؾ"‪.‬‬

‫(‪ )368‬أوالً‪:‬متلثريهمبوظـلؾيمظؾدسقىماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫إذا صدر ىذا القانوف قبؿ رفع الدعوى‪ ،‬امتنع عمى النيابة العامة‬
‫أمر بأال وجو إلقامتيا‬
‫رفعيا وتعيف عمييا إذا بدئ في تحقيقيا أف تصدر ًا‬
‫لصدور ىذا القانوف أو أف تصدر قرارىا بالحفظ لذات السبب(‪ .)1‬أما إذا‬
‫صدر بعد رفع الدعوى ودخوليا في حوزة المحكمة فإنو يمتنع عمييا‬

‫(‪)1‬‬
‫ولذات السبب فبل يجوز اتخاذ أي إجراء مف إجراءات التحري أو االستدالؿ والتحقيؽ ضد مف‬
‫شممو العفو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪314‬‬

‫))‬
‫استنادا عمى قانوف العفو الشامؿ‬
‫ً‬ ‫االستمرار في نظرىا‪ ،‬وتحكـ بانقضائيا‬
‫وذلؾ في أي درجة مف درجات المحاكـ ومف تمقاء نفسيا دوف طمب‪ ،‬حيث‬
‫يكوف انقضاء الدعوى عمى ىذا النحو مف النظاـ العاـ‪.‬‬

‫ومف المبلحظ أنو ال تأثير ليذا القانوف عمى الجريمة المرتبطة‬


‫بالجريمة التي شمميا العفو ولو كاف االرتباط غير قابؿ لمتجزئة‪.‬‬

‫(‪ )369‬ثوغقًو‪:‬متلثريهمسؾكماحلؼققمواظدسقىمادلدغقي‪ :‬م‬

‫في الواقع أف ىذا التأثير محكوـ بقواعد القانوف المدني وقانوف‬


‫اإلجراءات الجنائية ذاتو‪ ،‬أما عف األوؿ فقد قرر صراحة أف كؿ خطأ سبب‬
‫ضرر لمغير يمزـ مف ارتكبو بالتعويض‪ .‬وأما بالنسبة لمثاني فإف األصؿ فيو‬
‫ًا‬
‫ىو أف العفو الشامؿ ال يمس حقوؽ الغير (ويقصد بو الحؽ في‬
‫التعويض)‪ ،‬إال إذا نص القانوف الصادر بالعفو عمى خبلؼ ذلؾ‪.‬‬

‫وتأسيسا عمى ذلؾ فإف المدعي المدني ال يمس حقوقو المدنية كقاعدة‬
‫ً‬
‫تقبؿ االستثناء صدور قانوف بالعفو الشامؿ‪ .‬عمى اعتبار أف الجريمة التي‬
‫ضرر بالفعؿ وال ينفي قانوف العفو الشامؿ ىذا‬
‫ًا‬ ‫ارتكبت بمثابة خطأ سبب‬
‫الوصؼ حيث اقتصر عمى نفي صفة الجريمة فحسب عنيا‪ ،‬األمر الذي‬
‫يعني أف المحكمة الجنائية تستمر في نظر الدعوى المدنية رغـ صدور‬
‫قانوف العفو‪ ،‬وقد قنف ىذا األثر في المادة ‪ 2/259‬مف قانوف اإلجراءات‬
‫الجنائية‪ ،‬حيث نصت عمى أنو "إذا سقطت الدعوى الجنائية بعد رفعيا‬
‫لسبب مف األسب اب الخاصة بيا‪ ،‬فبل تأثير لذلؾ في سير الدعوى المدنية‬
‫المرفوعة معيا"‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪315‬‬

‫))‬
‫ىذا واعماؿ األثر السالؼ ذكره‪ ،‬قاصر عمى الحالة التي تكوف فييا‬
‫الدعوى المدنية تابعة لمدعوى الجنائية بمعنى أنو إذا صدر قانوف العفو‬
‫الشامؿ‪ ،‬فبل يستطيع صاحب الحؽ المدنيأف يرفعيا أماـ المحكمة الجنائية‪،‬‬
‫حيث يكوف شرط قبوليا أف تكوف الدعوى الجنائية مقبولة وىي ىنا ال يمكف‬
‫قبوليا لصدور قانوف العفو‪.‬‬

‫أما إذا نص قانوف العفو صراحة عمى سقوط الحقوؽ أو الدعاوى‬


‫المدنية أو األحكاـ الصادرة فييا‪ ،‬وىو مسمؾ تشريعي نادر الحدوث‪ ،‬فإف‬
‫قواعد العدالة تتطمب تعويض الدولة ذاتيا لمف لحقو ضرر مف الجريمة‪.‬‬

‫واذا كانت القاعدة أنو ال أثر لقانوف العفو الشامؿ عمى استمرار نظر‬
‫المحكمة المدنية لدعوى التعويض وىذا ال يثير مشكمة‪ .‬ولكف المشكمة التي‬
‫تعددت اآلراء حياليا‪ ،‬تتحدد بمدى تقيد المحكمة المدنية بالحكـ الجنائي‬
‫الذي سقط بموجب قانوف العفو الشامؿ أي ىؿ تمتزـ بو رغـ سقوطو بالعفو‬
‫الشامؿ‪ ،‬حيث نرى التزاـ القاضي المدني بو عمى اعتبار أف سقوط الحكـ‬
‫الجنائي قاصر عمى آثاره الجنائية وأف الخطأ قد ثبت بثبوت الجريمة(‪.)1‬‬

‫(‪ )370‬خصوئصماظعػقماظشوعؾ‪ :‬م‬

‫أىـ خصائص ىذا العفو أنو ذو طابع موضوعي بالنظر إلى أنو ينفي‬
‫ركن ا مف أركاف الجريمة وىو الركف الشرعي‪ ،‬وال يخؿ بيذا الطابع أف تكوف‬
‫ً‬

‫(‪)1‬‬
‫ائيا عمى‬
‫أنظر في التفاصيؿ ذلؾ‪ ،‬الدكتور‪ :‬عاطؼ النقيب‪ ،‬أثر القضية المحكوـ بيا جز ً‬
‫الدعوى المدنية وعمى الدعوى العامة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬ص ‪ 197‬وما بعدىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪316‬‬

‫))‬
‫لو آثار إجرائية بؿ أف ىناؾ بعض اآلراء الفقيية عمى النحو الذي سبؽ أف‬
‫أشرنا إليو ترى أف آثار العفو تنحصر في األثر اإلجرائي‪.‬‬

‫كما أف مف خصائصو أنو يمتد ليشمؿ جميع المساىميف في الجريمة‬


‫بوصفيـ شرك اء‪ ،‬ولو أثر رجعي يمتد حتى لحظة ارتكاب الفعؿ أو االمتناع‬
‫أخير فإإلف العفو الشامؿ يصادر عمى سمطة‬
‫الذي تعمؽ بو ىذا القانوف‪ .‬و ًا‬
‫التحقيؽ أو الحكـ تجاه إعطاء أي تكييؼ أو وصؼ آخر محتمؿ لمفعؿ أو‬
‫االمتناع محؿ العفو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪317‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبنث‬

‫انتمــبدو‬

‫(‪ )371‬عوػقيماظؿؼودم‪ :‬م‬

‫ال يستقؿ القانوف الجنائي بشقيو الموضوعي واإلجرائي بالتقادـ‪ ،‬حيث‬


‫نجد أف فروع القانوف العاـ والخاص قد أقرتو‪ ،‬ومحور البحث يتعمؽ ىنا‬
‫بأحكاـ تقادـ الدعوى الجنائية باعتباره مف جزئيات ىذا المؤلؼ‪ ،‬عمى الرغـ‬
‫مف أف المشرع قد نظـ أحكاـ تقادـ العقوبة في قانوف اإلجراءات‬
‫الجنائية(‪.)1‬‬

‫ىذا وقد أقر المشرع اإلجرائي بتقادـ الدعوى الجنائية‪ ،‬وذلؾ في المادة‬
‫‪ 15‬مف ىذا القانوف وذلؾ بالنص عمى أف تنقضي الدعوى الجنائية في‬
‫مواد الجنايات بمضي عشر سنيف مف يوـ وقوع الجريمة‪ ،‬وفي مواد الجنح‬
‫بمضي ثبلث سنيف وفي مواد المخالفات بمضي سنة‪ ،‬ما لـ ينص القانوف‬
‫عمى خبلؼ ذلؾ‪ ،‬وقد نص عمى أحكاـ إجرائية مميزة لكؿ مف الجرائـ‬
‫مكررا‪،‬‬
‫ً‬ ‫المنصوص عمييا في المواد ‪309 ،282 ،127 ،126 ،117‬‬
‫‪ 309‬مكرر (أ) مف قانوف العقوبات والتي تقع بعد تاريخ العمؿ بيذا‬
‫القانوف‪ ،‬حيث ال تنقضي الدعوى الجنائية الناشئة عنيا بمضي المدة‪ ،‬كما‬
‫وضع الم شرع قاعدة خاصة بالنسبة لبدء حساب مدد التقادـ بالنسبة لمجرائـ‬

‫(‪)1‬‬
‫ورد النص عمى تقادـ العقوبة في المادة (‪ )528‬مف قانوف اإلجراءات الجنائية بقوليا‬
‫"تسقط العقوبة المحكوـ بيا في جناية بمضي عشريف سنة ميبلدية إال عقوبة اإلعداـ فإنيا‬
‫تسقط بمضي ثبلثيف سنة‪ ،‬العقوبة المحكوـ بيا في جنحة بمضي خمس سنيف‪ ،‬وتسقط‬
‫العقوبة المحكوـ بيا في مخالفة بمضي سنتيف"‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪318‬‬

‫))‬
‫المنصوص عمييا في الباب الرابع مف الكتاب الثاني مف قانوف العقوبات‬
‫والتي تقع مف موظؼ عاـ‪ ،‬حيث تبدأ ىذه المدد مف تاريخ انتياء الخدمة‬
‫أو زواؿ الصفة ما لـ يبدأ التحقيؽ فييا قبؿ ذلؾ‪ ،‬مع التأكيد عمى خضوع‬
‫ىذه الجرائـ لمدد تقادـ الدعوى الجنائية سواء بالنسبة لمجنايات أو الجنح أو‬
‫المخالفات‪.‬‬

‫وفي تعريؼ التقادـ فإف اإلجماع الفقيي والقضائي عمى انقضاء‬


‫الدعوى الجنائية بسبب التقادـ ومف ثـ فيو يمثؿ عقبة إجرائية دائمة تحوؿ‬
‫دوف تحريؾ الدعوى أو استمرار نظرىا‪ ،‬إال أننا نرى في تعريؼ التقادـ أنو‬
‫سبب مف أسباب انقضاء حؽ الدولة ذاتو في معاقبة مرتكب الجريمة‪،‬‬
‫وبانقضاء ىذا الحؽ تنقضي وسيمة المطالبة بيذا الحؽ والتي تتمثؿ في‬
‫الدعوى الجنائية(‪.)1‬‬

‫(‪ )372‬أدوسماظؿؼودم‪ :‬م‬

‫كما سبؽ القوؿ؛ فإف التقادـ ال يستقؿ باألخذ بو قانوف اإلجراءات‬


‫الجنائية أو القانوف الجنائي بشكؿ عاـ‪ ،‬إال أف األساس الذي يمكف االستناد‬
‫أساسا لتقادـ‬
‫ً‬ ‫عميو لتبرير التقادـ في فروع القانوف األخرى‪ ،‬ال يصمح‬
‫الدعوى الجنائية‪.‬‬

‫وبيذا الشأف فقد تعددت النظريات القانونية لتحديد األساس القانوني‬


‫لتقادـ سمطة الدولة في العقاب أي في تنفيذ العقوبة المحكوـ بيا‪ ،‬وليست‬
‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬عبد الفتاح الصيفي‪ ،‬حؽ الدولة في العقاب‪ ،‬ط ‪ ،1985‬ص ‪ ،321‬وفي نفس‬
‫المعنى‪ ،‬الدكتور‪ :‬محمد عوض األحوؿ‪ ،‬انقضاء سمطة العقاب بالتقادـ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ – جامعة القاىرة‪.1964 ،‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪319‬‬

‫))‬
‫أساسا لتقادـ الدعوى الجنائية‪ ،‬واف‬
‫ً‬ ‫سندا أو‬
‫كؿ ىذه النظريات تصمح ً‬
‫صمحت لتقادـ العقوبة حيث نجد أف مف بيف ىذه(‪ )1‬النظريات التي تصمح‬
‫أساسا لتقادـ الدعوى الجنائية‪ ،‬نظرية ضياع األدلة‪ ،‬ومضمونيا أف مرور‬
‫ً‬
‫فترة زمنية طويمة بيف ارتكاب الجريمة والبدء في اتخاذ إجراء جنائي مف‬
‫إجراءات تحريؾ الدعوى‪ ،‬يترتب عميو صعوبة تجميع أدلة االتياـ ضد‬
‫المتيـ مف شيود أو أدلة مادية‪ ،‬األمر الذي قد يدفع سمطة التحقيؽ أو‬
‫تعويضا عف‬
‫ً‬ ‫االتياـ إلى اصطناع ىذه األدلة بقصد إلصاؽ التيـ بالمتيـ‬
‫عجزىا عف جمع أدلة حقيقية‪ .‬وفي فرض آخر قد تحيؿ المتيـ إلى‬
‫المحاكمة دوف أدلة اتياـ كافية ومف ثـ فإنو يحصؿ عمى البراءة بشكؿ‬
‫مؤكد‪.‬‬

‫أساسا لتقادـ الدعوى الجنائية‪،‬‬


‫ً‬ ‫كذلؾ مف بيف النظريات التي تصمح‬
‫نظرية النسياف‪ ،‬والفكرة األساسية التي تبنى عمييا ىذه النظرية ىو أف‬
‫المجتمع والرأي العاـ عمى وجو الخصوص يفقد االىتماـ بأمر الجريمة التي‬
‫مر عمى ارتكابيا وقت طويؿ دوف اتخاذ إجراء جنائي بشأنيا‪ ،‬ومف ثـ فإنو‬
‫يكوف مف األفضؿ لصالح األمف االجتماعي إسداؿ ستار مف النسياف عمى‬
‫ىذه الجريمة‪ ،‬حيث لف تكوف الدعوى الجنائية التي يستيدؼ مف تحريكيا‬
‫عقاب المتيـ ذات أثر عمى المجتمع‪ .‬مف جانب المحافظة عمى األمف‬
‫ومنطقيا‬
‫ً‬ ‫أساسا مقبوالً‬
‫ً‬ ‫أخير تأتي نظرية االستقرار القانوف لتقدـ‬
‫العاـ‪ .‬و ًا‬
‫لتقادـ الدعوى الجنائية‪ ،‬عمى اعتبار أنو ينبغي تصفية وتحديد المراكز‬

‫(‪)1‬‬
‫أنظر في تفاصيؿ النظريات األخرى‪ ،‬الدكتور‪ :‬محمد عوض األحوؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪ 37‬وما بعدىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪301‬‬

‫))‬
‫القانونية في أسرع وقت حتى ينصرؼ أفراد المجتمع لممارسة أنشطتيـ دوف‬
‫تيديد بإجراء يتخذ ضدىـ إلى ما ال نياية‪ ،‬ومف ثـ فبل يجوز أف يكوف حؽ‬
‫الدولة في العقاب ووسيمتو الدعوى الجنائية سيفًا مسمطًا عمى األفراد دوف‬
‫حدود زمنية‪ .‬وبالتالي فإف متطمبات االستقرار القانوني تتطمب وضع حدود‬
‫مقدما ومعروفة لمكافة والتقادـ بذلؾ‬
‫زمنية لمنزاع بيف الدولة واألفراد محددة ً‬
‫مظير أو شكبلً مف أشكاؿ االستقرار القانوني المنشود‪.‬‬
‫ًا‬ ‫يؤدي دوره باعتباره‬

‫(‪ )373‬تؼققؿماظؿؼودممطلؾىمعـمأدؾوبماغؼضوءماظدسقىماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫لـ يسمـ التقادـ مف االنتقادات الفقيية‪ ،‬بؿ أف بعض التشريعات‬


‫الجنائية لـ تعترؼ بو‪ ،‬أو قامت بوضع القيود المتعددة عميو لتضييؽ نطاؽ‬
‫تطبيقو‪ ،‬واف كانت االنتقادات التي قيؿ بيا تصمح في العديد مف جوانبيا‬
‫بالنسبة لتقادـ العقوبة عمى اعتبار أف إدانة المتيـ قد ثبتت وأف عقوبتو كاف‬
‫اجبا عمى المجتمع تنفيذىا ولـ تنفذ‪ ،‬إال أف األمر ليس عمى ىذا النحو‬
‫و ً‬
‫بالنسبة لتقادـ الدعوى الجنائية حيث لـ تثبت إدانة مرتكب الجريمة أو مف‬
‫يشتبو في ارتكابو ليا بؿ قد يكوف الحكـ بالبراءة مف نصيبو فيما لو‬
‫استكممت إجراءات الدعوى الجنائية ضده حتى صدور حكـ فييا‪ .‬ولعؿ أىـ‬
‫ما يمكف أف يوجو إلى تقادـ الدعوى مف انتقادات‪ ،‬ىو أف األذكياء مف‬
‫المجرميف ىـ الذيف يستفيدوف مف ىذا السبب وذلؾ بالتبلعب في سير‬
‫اإلجراءات حتى تنقضي الدعوى بالتقادـ‪ .‬ولكف يضعؼ مف ىذا االنتقاد أف‬
‫الخطأ ىو بالدرجة األولى يكمف في السمطة المختصة باقتضاء حؽ الدولة‬
‫في العقاب وتقاعسيا عف اتخاذ اإلجراءات القانونية ضد مرتكب الجريمة‪،‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪300‬‬

‫))‬
‫وتحديدا‬
‫ً‬ ‫أو مبلحقتو وىي مسئولية تقع عمى كافة المعنييف بالدعوى الجنائية‬
‫في مرحمتي االستدالالت والتحقيؽ االبتدائي‪.‬‬

‫(‪ )374‬عدةمتؼودمماظدسقىماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫مددا مختمفة في تحديد مدة تقادـ الدعوى الجنائية‪،‬‬ ‫حدد المشروع ً‬


‫األساس في تحديد ىذه المدة واختبلفيا قائـ عمى نوع الجريمة التي ارتكبت‪،‬‬
‫بمعنى أنو فرض مدة أطوؿ لمتقادـ كمما كانت الجريمة جسيمة والمعيار في‬
‫ذلؾ العقوبة التي قررىا لمفعؿ أو االمتناع‪ ،‬حيث تكوف العقوبات المقررة‬
‫لمجنايات ىي أشد العقوبات جسامة بالنظر إلى أف الجنايات ىي أشد‬
‫الجرائـ خطورة‪ ،‬حيث يعاقب عمييا باإلعداـ أو األشغاؿ الشاقة المؤبدة أو‬
‫المؤقتة أو السجف‪ ،‬في حيف أف العقوبات المقررة لمجنح أقؿ شدة مف تمؾ‬
‫المقررة لمجنايات‪ ،‬حيث يعاقب عمييا بالحبس أو الغرامة التي يزيد حدىا‬
‫األقصى عمى مائة جنيو‪ ،‬ثـ تأتي المخالفات والتي قرر ليا المشروع عقوبة‬
‫الغرامة التي ال يتجاوز حدىا األقصى مائة جنيو‪ .‬ىذا وال يحدد نوع‬
‫الجريمة أي تكييفيا الوصؼ الذي أعطتو إياه النيابة العامة أو الذي رفعت‬
‫بو الدعوى(‪ ،)1‬وانما ىي ما تنتيي إليو المحكمة التي تنظر الدعوى الجنائية‬
‫بالنسبة ليذه الجريمة والتي يكوف عمى أساسو تحديد مدة التقادـ بالنسبة‬
‫ليذه الجريمة(‪.)2‬‬

‫(‪)1‬‬
‫كذلؾ ال يتوقؼ التكييؼ القانوني لمجريمة عمى نوع المحكمة التي رفعت إلييا الدعوى‬
‫الجنائية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1986/2/12‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 55‬ؽ‪ ،‬ص ‪.264‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪302‬‬

‫))‬
‫وعمى ذلؾ تكوف مدة تقادـ الدعوى الجنائية في الجنايات بمضي‬
‫عشر سنيف‪ ،‬وفي الجنح بمضي ثبلث سنوات‪ ،‬وفي المخالفات بمضي‬
‫سنة‪.‬‬

‫(‪ )375‬عؿكمؼؾدأمحلوبمعدةماظؿؼودممواظؼقاسدمادلؿعؾؼيمبف؟ م‬

‫القاعدة التي أخذ بيا المشرع اإلجرائي حساب التقادـ تبدأ ومف يوـ‬
‫وقوع الجريمة(‪ ،)1‬ولكف الصؿ خرج عيو المشرع في العديد مف الحاالت‪،‬‬
‫وقد تحفظ مسبقًا عمى ىذا األصؿ وذلؾ بالنص عميو أي عمى ىذا األصؿ‬
‫والتحفظ الذي اتبعو في قولو "ما لـ ينص القانوف عمى خبلؼ ذلؾ" وىو‬
‫تحفظ في تقديرنا ينصب عمى مبدأ التقادـ ذاتو ومدتو وبدء احتساب ىذه‬
‫المدة‪.‬‬

‫ىذا ومف بيف االستثناءات التي وردت في قانوف اإلجراءات الجنائية‬


‫الم صري‪ ،‬وفي نفس المادة المعنية التي أقرت القاعدة بالنسبة لبدء حساب‬
‫مدة التقادـ‪ .‬بعض الجرائـ التي ترتكب مف موظؼ عاـ‪ ،‬وىي الجرائـ‬
‫المنصوص عمييا في الباب الرابع مف الكتاب الثاني مف قانوف‬
‫العقوبات(‪ ،)2‬حيث يبدأ حساب مدة التقادـ ليس مف يوـ وقوع الجريمة‪ ،‬وانما‬
‫مف تا ريخ انتياء الخدمة أو زواؿ الصفة‪ ،‬أو التحقيؽ في ىذه الجرائـ إذا تـ‬
‫قبؿ ذلؾ‪ ،‬والحكمة في ذلؾ أف الموظؼ طالما كاف في الخدمة فإف إخفاء‬

‫(‪)1‬‬
‫حيث ترى محكمة النقض المصرية أف المقصود بذلؾ ىو تاريخ تماميا وليس تاريخ ارتكاب‬
‫السموؾ اإلجرامي‪.‬‬
‫نقض ‪ 1986/6/5‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ‪ ،‬ص ‪.652‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وىي الجرائـ المتعمقة باختبلس الماؿ العاـ والعدواف عميو والغدر‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪303‬‬

‫))‬
‫اعتمادا عمى سمطتو‬
‫ً‬ ‫الجريمة والتيرب مف مسئولية ارتكابيا يتاح لو‬
‫الوظيفية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫السياسية‪ ،‬حيث ورد بو أف‬ ‫وكما في قانوف تنظيـ مباشرة الحقوؽ‬
‫الدعوى العمومية والمدنية تسقطاف في الجرائـ المنصوص عمييا في ىذا‬
‫القانوف‪ ،‬بمضي ستة أشير مف يوـ إعبلف نتيجة االنتخاب أو االستفتاء‪،‬‬
‫جرائـ الغش في االنتخابات والرشوة فييا‪ ،‬وجرائـ سرية وحرية التصويت‪.‬‬

‫وتحديد بدء سرياف التقادـ مف يوـ وقوع الجريمة ال يأخذ في االعتبار‬


‫وقت ارتكابيا في ىذا اليوـ(‪ ،)2‬حيث يستوي ىذا الوقت بالنسبة لوقوعيا في‬
‫مساء‪ ،‬واذا كاف المشرع قد اعتمد‬
‫ً‬ ‫ظير أو‬
‫صباحا أو ًا‬‫ً‬ ‫يوـ ارتكابيا سواء‬
‫بالنسبة لتقادـ العقوبة عمى التقويـ الميبلدي الحتساب مدة التقادـ‪ ،‬ولـ يتبع‬
‫نفس المنيج بالنسبة لمتقويـ الذي يعتمد عميو في الدعوى الجنائية‪ ،‬فإف ذلؾ‬
‫يعني األخذ بالقاعدة العامة في ىذا القانوف بالنسبة لممدد وىي التقويـ‬
‫الميبلدي وقد نص صراحة عمى ذلؾ في المادة ‪ 560‬مف قانوف اإلجراءات‬
‫الجنائية المصري‪ ،‬في قوليا "جميع المدد المبينة في ىذا القانوف تحسب‬
‫بالتقويـ الميبلدي"‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أنظر في ذلؾ‪ :‬القانوف ‪ 73‬لسنة ‪ 1956‬في شأف مباشرة الحقوؽ السياسية وتعديبلت‬
‫المادة ‪ 511‬مف ىذا القانوف‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ومع ذلؾ فإف االتجاه الفقيي‪ :‬األحكاـ القضائية‪ ،‬عمى أف يوـ وقوع الجريمة ال يحتسب‬
‫وانما يحتسب مف اليوـ التالي ليوـ وقوع الجريمة‪ ،‬عمى اعتبار أف التقادـ يحسب باألياـ‬
‫الكاممة ليس بجزء مف اليوـ ومف المؤكد أف الجريمة قد ارتكبت في جزء منو األمر الذي‬
‫يؤدي إلى إنقاص مدة التقادـ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪304‬‬

‫))‬
‫(‪ )376‬حتدؼدمؼقممارتؽوبماجلرميي‪ :‬م‬

‫بشكؿ عاـ فإف تعييف تاريخ وقوع الجرائـ‪ ،‬يستقؿ بو قاضي الموضوع‬
‫وال رقابة عميو في ذلؾ لمحكمة النقض(‪ ،)1‬وىذا التحديد غاية في األىمية‬
‫عمى اعتبار أنو منذ ىذا اليوـ أو اليوـ الذي يميو يبدأ حساب مدة التقادـ‪،‬‬
‫إال أف تحديد ىذا اليوـ ال ينبغي أف يتـ بمعزؿ عف أحكاـ النظرية العامة‬
‫لمجريمة وبالتحديد إلى االعتبارات التي تتصؿ بالركف المادي لمجريمة‪،‬‬
‫وبيذا الشأف تعددت اآلراء الفقيية حياؿ العديد مف تقسيمات الجرائـ التي‬
‫تتعمؽ بالركف المادي لمجريمة‪ ،‬ويخرج مف ىذا التعدد الجريمة الوقتية مثؿ‬
‫القتؿ أو الضرب‪ ،‬حيث تكوف لحظة الفعؿ أو النشاط اإلجرامي وتحقؽ‬
‫النتيجة اإلجرامية واحدة في الغالب مف صورىا أو أشكاليا(‪.)2‬‬

‫واف كانت ىناؾ بعض الجرائـ الوقتية التي قد ثار حياليا الجدؿ في‬
‫الجزئية محؿ البحث‪ ،‬والتي منيا جريمة خيانة األمانة(‪ ،)3‬وجريمة التزوير‪،‬‬
‫متيسر معرفة يوـ‬
‫ًا‬ ‫حيث تثور المشكمة بالنسبة لمجريمة األولى إذا لـ يكف‬
‫إتياف السموؾ اإلجرامي‪ ،‬حيث يعد يوـ االمتناع عف أداء األمانة ىو يوـ‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1986/5/5‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ رقـ ‪ ،124‬ص ‪.652‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ :‬حساـ الديف محمد أحمد‪ ،‬شرح قانوف العقوبات – القسـ العاـ – النظرية العامة‬
‫‪.‬‬ ‫لمجريمة‪ ،‬ط ‪ ،1996‬ص‬
‫(‪)3‬‬
‫ومف بيف ىذه الجرائـ‪ ،‬جريمة النصب‪ ،‬جريمة خيانة األمانة في األوراؽ الممضاة أو‬
‫المختومة عمى بياض‪ ،‬حيث قضي بأف جريمة النصب جريمة وقتية تقع وتنتيي بمجرد‬
‫وقوع فعؿ االستيبلء نقض ‪ ،1987/11/18‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 57‬ؽ رقـ‬
‫‪ ،182‬ص ‪.1114‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪305‬‬

‫))‬
‫متيسر معرفة تحقؽ‬
‫ًا‬ ‫وقوع الجريمة‪ ،‬وبالنسبة لمجريمة الثانية‪ ،‬إذا لـ يكف‬
‫تغيير الحقيقة فإف يوـ وقوعيا يكوف يوـ ظيور المحرر المزور‪.‬‬

‫(‪ )377‬اجلرمييماظقضؿقيمعرتاخقيماظـؿقفي‪ :‬م‬

‫وىي الجريمة التي يقع فييا السموؾ اإلجرامي في لحظة معينة وبعدىا‬
‫بمدة تتحقؽ النتيجة اإلجرامية‪ ،‬كما في جريمة الضرب الذي أفضى إلى‬
‫عاىة مستديمة حيث يتراخى وقت حدوث ىذه العاىة إلى مدة زمنية طويمة‬
‫تفصؿ بينيا وبيف وقت حدوث فعؿ الضرب‪ ،‬أو إعطاء الجاني ضحيتو‬
‫سما بطيء المفعوؿ وذلؾ في جريمة واحدة وبعدىا بمدة تحدث النتيجة‬ ‫ً‬
‫اإلجرامية متمثمة في الوفاة‪.‬‬

‫وبيذا الشأف يرى االتجاه الفقيي(‪ ،)1‬الغالب أف التقادـ يبدأ حسابو مف‬
‫يوـ القياـ بالفعؿ أو السموؾ اإلجرامي‪ ،‬دوف اليوـ الذي تتحقؽ فيو النتيجة‪،‬‬
‫وفي المقابؿ ترى بعض اآلراء عكس ىذا االتجاه‪ ،‬وأف حساب مدة التقادـ‬
‫يبدأ مف يوـ تحقؽ النتيجة اإلجرامية‪ ،‬وأنو واف صح أف الدعوى الجنائية‬
‫تنشأ بمجرد البدء في ارتكابو الجريمة‪ ،‬إال أنو ال تبلزـ بالضرورة بيف أف‬
‫تكوف لحظة نشوئيا ىي لحظة البدء في تقادميا(‪.)2‬‬

‫واذا كاف لمرأي السالؼ ذكره وجاىتو‪ ،‬خاصة وأنو يتصور أف تكوف‬
‫مجردا عف نتيجتو اإلجرامية ىي‬
‫ً‬ ‫الدعوى بالنسبة إلى لحظة ارتكاب الفعؿ‬
‫دعوى الشروع‪ ،‬فإف الدعوى بالنسبة ليوـ تحقؽ النتيجة اإلجرامية‪ ،‬إال أف‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬الدكتور‪ :‬حسف صادؽ‬ ‫الدكتور‪ :‬محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‬
‫المرصفاوي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ :‬عوض محمد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪306‬‬

‫))‬
‫األخذ بيذا الرأي عمى إطبلقو واف صمح لمجرائـ ذات النتيجة‪ ،‬فإنو ال‬
‫يصمح بالنسبة لمجرائـ ذات السموؾ اإلجرامي المحض‪ ،‬كما في جريمة‬
‫امتناع قاضي عف الحكـ في دعوى منظورة أمامو‪ ،‬كذلؾ فإف النتيجة‬
‫اإلجرامية تخرج عف إرادة الجاني وعف نشاطو‪.‬‬

‫(‪ )378‬اجلرمييمادللؿؿرة‪ :‬م‬

‫بالنظر إلى أف الجريمة المستمرة وقت تماميا تختمؼ عف وقت‬


‫انتيائيا‪ ،‬كما في جرائـ إخفاء األشياء المسروقة‪ ،‬واحراز األسمحة بدوف‬
‫ترخيص‪ ،‬وحيازة المخدرات وخطؼ األشخاص‪ ،‬فإف التقادـ ال يبدأ مف وقت‬
‫ارتكاب الفعؿ أو السموؾ اإلجرامي والذي بو تكتمؿ الجريمة‪ ،‬وانما مف يوـ‬
‫انتياء حالة االستمرار فيكوف ىذا اليوـ يوـ ارتكاب الجرـ الذي يحسب عمى‬
‫أساسو تقادـ الدعوى كما في يوـ التخمي اإلرادي أو غير اإلرادي عف‬
‫المسروقات أو إطبلؽ سراح المخطوؼ أو ضبط المستند المزور‪ ،‬أو ضبط‬
‫السبلح أو المخدر أو قياـ المتيـ بتسميمو طواعية‪.‬‬

‫(‪ )379‬اجلرمييمادلؿؿوبعيماظػعول‪ :‬م‬

‫إذا ثبت تحقؽ وحدة الجريمة‪ ،‬أي أف يجمعيا مشروع إجرامي واحد‬
‫احدا(‪ ،)1‬وكاف ىناؾ تقارب زمني بيف كؿ فعؿ‬
‫واستيدفت باالعتداء حقًا و ً‬
‫مف األفعاؿ التي ارتكبيا الجاني‪ ،‬كما في حالة السرقة عمى دفعات‪ ،‬أو‬
‫سرقة التيار الكيربائي عمى فترات متقطعة(‪ ،)2‬فإف تحديد يوـ ارتكاب‬

‫(‪)1‬‬
‫وتكوف الجريمة بيذا الوصؼ‪ ،‬حتى ولو تعدد المجني عمييـ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫يرى بعض الفقياء أف ىذه الجريمة صورة مف صور الجريمة المستمرة‪ ،‬وىي تكوف عمى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪307‬‬

‫))‬
‫الجريمة يبدأ مف آخر فعؿ صدر عف الجاني‪ ،‬عمى اعتبار أف كؿ فعؿ مف‬
‫أفعاؿ ىذه الجريمة يعد جريمة في حد ذاتو‪ ،‬إال أف القانوف اعتبر كؿ ىذه‬
‫الجرائـ جريمة واحدة وبالتالي فبل يوقع عمييا إال عقوبة واحدة‪ ،‬ويكوف‬
‫حساب التقادـ عمى إجمالي ىذه الجرائـ‪.‬‬

‫(‪ )380‬جرائؿماالسؿقود‪ :‬م‬

‫ىذا النوع مف الجرائـ ال يتحقؽ الركف المادي فيو إال بتكرار األفعاؿ‬
‫التي يتطمبيا القانوف وىي وفقًا ألحكاـ (المواد ‪ 339‬مف قانوف العقوبات‪9 ،‬‬
‫فقرة مف القانوف رقـ ‪ 10‬لسنة ‪ 1961‬في شأف مكافحة الدعارة) فإنو يجب‬
‫تكرار أفعاؿ اإلقراض أو الفجور أو الدعارة‪ ،‬ومحؿ اتفاؽ أف الحد األدنى‬
‫لقياـ ىذه الجريمة ىو ارتكاب فعميف عمى األقؿ مف األفعاؿ التي تشكؿ‬
‫جرائـ االعتياد‪ ،‬وقد تعددت اآلراء الفقيية حياؿ مدى اشتراط أال تنقضي‬
‫مدة التقادـ بيف األفعاؿ التي تكوف ىذه الجريمة‪ ،‬حيث تعتد بعض اآلراء‬
‫بالفعؿ األخير في حساب مدة التقادـ وتضيؼ إليو الفعؿ أو األفعاؿ السابقة‬
‫عمى ارتكابو ميما كاف تاريخ ارتكابيا بمعنى أنو حتى ولو مضت عميو‬
‫المدة المقررة لمتقادـ حيث تكوف العبرة بآخر ىذه األفعاؿ‪.‬‬

‫وفي تقديرنا وىو ما أخذت بو محكمة النقض المصرية وجانب مف‬


‫الفقو الجنائي في مصر‪ .‬أف حساب مدة التقادـ يكوف مف آخر فعؿ مف‬
‫أفعاؿ االعتياد‪ ،‬ولكف ذلؾ مشروط بأال تفصؿ بينو وبيف الفعؿ الذي تقدمو‬
‫المدة المقررة لسقوط الدعوى الجنائية بالتقادـ‪ ،‬ألنو إذا مضت ىذه المدة‪،‬‬

‫ىذا النحو إذا استمر استيبلؾ التيار دوف انقطاع‪ ،‬أنظر في ذلؾ الدكتور‪ :‬محمود نجيب‬
‫حسني‪ ،‬شرح قانوف العقوبات – القسـ العاـ‪ ،‬ص ‪.231‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪308‬‬

‫))‬
‫فإننا لف نكوف إال بصدد فعؿ واحد وىو آخر أفعاؿ جريمة االعتياد وىو ال‬
‫يكفي بذاتو لتوافر ىذه الجريمة ومف ثـ فمف يكوف ىناؾ ثمة حاجة إلى‬
‫بحث التقادـ بالنسبة ليا‪.‬‬

‫(‪ )381‬إؼؼوفماظؿؼودم‪ :‬م‬

‫سببا مف أسباب انقضاء الدعوى الجنائية‪ ،‬جوىره‬


‫التقادـ باعتباره ً‬
‫يتعمؽ بالزمف‪ ،‬والسؤاؿ الذي يثور ىؿ يمكف إيقاؼ عجمة الزمف عف‬
‫بالغا‬
‫ضرر ً‬‫ًا‬ ‫الدوراف؟ إذا أمكف تحقيؽ ذلؾ فإنو مما ال شؾ فيو سوؼ يشكؿ‬
‫لممتيـ حيث يترتب عميو إطالة مدة التقادـ عما ىو مقرر في القانوف‪،‬‬
‫خاصة وانو أي اإليقاؼ يمكف أف يستمر فترة طويمة طالما كاف سبب‬
‫قائما لـ ينقضي‪ .‬ولذلؾ فقد انقسـ الفقو الجنائي بيف معارض‬
‫اإليقاؼ ً‬
‫أيضا التشريعات الجنائية جانب منيا نص‬
‫ومؤيد إلجازة إيقاؼ التقادـ‪ ،‬و ً‬
‫صراحة وعمى سبيؿ األصؿ عمى عدـ األخذ بيذا النظاـ واستثناء إجازتو‬
‫في بعض الجرائـ وبالنسبة لطائفة خاصة مف المتيميف ومف بيف ىذه‬
‫أخير‬
‫حكما ينظـ ذلؾ و ًا‬
‫التشريعات القانوف المصري وجانب آخر لـ يتضمف ً‬
‫تشريعات إجازتو صراحة‪.‬‬

‫واذا جاز لنا أف نعرؼ اإليقاؼ‪ ،‬فإنو يمكف تعريفو بأنو عبارة عف‬
‫موانع قانونية أو طارئة تحوؿ دوف قياـ السمطة المختصة بالسير في‬
‫الدعوى أو رفعيا ابتداء‪ ،‬ويترتب عمى زواليا استمرار مدة التقادـ في‬
‫السرياف بعد استنزاؿ المدة التي استمر فييا المانع مف مدة التقادـ الكمية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪309‬‬

‫))‬
‫وىذا ونعني بالمانع القانوني‪ ،‬ذلؾ المانع الذي يجد سنده في القانوف‬
‫ذاتو دوف أف ينسب إلى السمطة المعنية أو قوة خارجية التسبب في حدوثو‬
‫أي أف القانوف أوجده أو أمر بو إذا توافرت الشروط أو الحاالت التي نص‬
‫عمييا في القانوف المعني‪.‬‬

‫ومثاؿ المانع القانوني‪ ،‬الحاالت التي يجب فييا عمى القاضي الجنائي‬
‫أف يوقؼ الفصؿ في الدعوى الجنائية في انتظار قياـ محكمة أخرى جنائية‬
‫أو مدنية بالفصؿ في أمر مف األمور التي يتوقؼ عمى الفصؿ فييا الحكـ‬
‫في الدعوى المنظورة أمامو‪ ،‬كما في جريمة الزنا حيث تدفع الزوجة ببطبلف‬
‫زواجيا وأف دعوى البطبلف منظورة أماـ محكمة األحواؿ الشخصية وكما‬
‫في حالة الفصؿ في المسائؿ المتعمقة بالممكية العقارية أو الحقوؽ العينية‬
‫العقارية وفي اإلجماؿ كؿ ما يعد مف المسائؿ الفرعية سواء كانت جنائية أو‬
‫مدنية‪ ،‬وكما في حالة رفع الحصانة البرلمانية عف عضو مجمس الشعب‬
‫والشورى‪.‬‬

‫أما بالنسبة لممانع الطارئ أو الفعمي فيو ذلؾ السبب الذي يخرج عف‬
‫إرادة السمطة المختصة فبل تستطيع حيالو أف تستمر في الدعوى الجنائية أو‬
‫أف ترف عيا ابتداء‪ .‬ومثاؿ ذلؾ جنوف المتيـ بعد ارتكاب الجريمة أو أثناء‬
‫محاكمتو والحروب األىمية والغزو الخارجي‪.‬‬

‫وبالنسبة لموقؼ قانوف اإلجراءات الجنائية المصري مف إيقاؼ التقادـ‬


‫فقد كاف قانوف تحقيؽ الجنايات المختمط يأخذ بإيقاؼ التقادـ‪ ،‬وىو نفس‬
‫المنيج الذي كاف عميو مشروع الحكومة بالنسبة لقانوف اإلجراءات الجنائية‬
‫الحالي‪ ،‬إال أف المناقشات البرلمانية أسفرت عف عدـ األخذ باإليقاؼ وىو‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪321‬‬

‫))‬
‫ما نص صراحة في المادة ‪ 36‬مف ىذا القانوف في قوليا "ال يوقؼ سرياف‬
‫المدة التي تسقط بيا الدعوى الجنائية ألي سبب كاف"‪.‬‬

‫(‪ )382‬االدؿــوءمعـمسدممإجوزةمإؼؼوفماظؿؼودم‪ :‬م‬

‫ورد ىذا االستثناء في تعديؿ تشريعي‪ ،‬استثنى فيو جرائـ اختبلس‬


‫األمواؿ األميرية والغدر مف عدـ إيقاؼ التقادـ‪ ،‬بحيث ال تبدأ المدة‬
‫المسقطة لمدعوى العمومية في الجرائـ المذكورة في ىذا الباب إال مف تاريخ‬
‫انتياء الوظيفة‪ ،‬ما لـ يبدأ التحقيؽ قبؿ ذلؾ وىو بيذا االستثناء‪ ،‬لـ يأخذ‬
‫بأحكاـ اإليقاؼ بشكؿ كمي‪ ،‬حيث لف تكوف ىناؾ مدة سابقة عمى اإليقاؼ‬
‫تضاؼ إلى المدة البلحقة عمى انتياء سبب اإليقاؼ وكذلؾ فإف األصح ىو‬
‫اعتبار ذلؾ تعديبلً في قواعد حساب مدد اإليقاؼ بحيث ال تبدأ مف يوـ‬
‫وقوع الجريمة وانما مف تاريخ انتياء الوظيفة سواء باالستقالة أو بموغ سف‬
‫تأديبيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫المعاش أو‬

‫(‪ )383‬اغؼطوعماظؿؼودم‪ :‬م‬

‫يعني انقطاع التقادـ‪ ،‬أف ىناؾ إجراء قد اتخذ أثناء سرياف مدة التقادـ‬
‫وذلؾ بشروط معينة يترتب عميو ضياع ما انقضى مف ىذه المدة‪ ،‬وبدء‬
‫حساب المدة مف جديد ابتداء مف تاريخ انتياء ىذا اإلجراء‪ ،‬واذا تعددت‬
‫اإلجراءات فإف سرياف المدة يبدأ مف تاريخ آخر إجراء‪.‬‬

‫(‪ )384‬اإلجراءاتماظيتمؼرتتىمسؾقفوماغؼطوعماظؿؼودم‪ :‬م‬

‫حدد المشرع اإلجرائي المصري عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬اإلجراءات‬


‫القاطعة لمتقادـ وىي عمى النحو التالي‪:‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪320‬‬

‫))‬
‫‪ -1‬إجراءات التحقيؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬إجراءات االتياـ‪.‬‬
‫‪ -3‬إجراءات المحاكمة‪.‬‬
‫‪ -4‬األمر الجنائي‪.‬‬
‫‪ -5‬إج ارءات االستدالؿ إذا اتخذت في مواجية المتيـ أو أخطر بيا بوجو‬
‫رسمي‪.‬‬

‫ونتناوؿ بالشرح والتحميؿ في إيجاز اإلجراءات التي تقطع لمتقادـ‬


‫ونحيؿ بالنسبة لمتفاصيؿ في موضع ىذه الجزئيات إلى موضعيا في ىذا‬
‫المؤلؼ‪.‬‬

‫(‪ )385‬أوالً‪:‬مإجراءاتماظؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫ويقصد بيا تمؾ اإلجراءات التي تصدر عف سمطة مختصة بالتحقيؽ‬ ‫ُ‬
‫الجنائي سواء كانت السمطة األصمية(‪ ،)1‬أو المنتدبة كما في حالة ندب‬
‫مأموري الضبط القضائي وتحققت شروط صحة الندب‪ ،‬وال يشترط أف‬
‫تجري في حضور المتيـ‪ ،‬حيث يكوف ليا األثر القاطع لمتقادـ ولو أجريت‬
‫في غيبتو(‪ .)2‬ومف أمثمة اإلجراءات التي يترتب عمييا انقطاع التقادـ‬
‫االنتقاؿ إلى محؿ الواقعة – التكميؼ بالحضور – أوامر الضبط واإلحضار‬
‫– القبض – الحبس االحتياطي – إصدار األمر بأال وجو إلقامة الدعوى‬
‫الجنائية‪ ،‬وكذلؾ اإلجراءات التي يقوـ بيا مأمور الضبط القضائي في حالة‬

‫(‪)1‬‬
‫ويعد عمى ىذا النحو التحقيؽ الذي تقوـ بو المحكمة في حالة التصدي بواسطة أحد أعضاء‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1985/11/7‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 55‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،181‬ص ‪.991‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪322‬‬

‫))‬
‫التمبس بارتكاب الجريمة‪ ،‬حيث ال تعد مف قبيؿ إجراءات االستدالؿ‪ ،‬ومف‬
‫ثـ فبل يقطع المدة مجرد تأشيرة وكيؿ النيابة تكميؼ مندوب االستيفاء‪ ،‬وىو‬
‫ليس مف بيف مأموري الضبط القضائي بسرعة االنتقاؿ إلى نيابة األحداث‬
‫لبياف ما تـ في واقعة سرقة(‪.)1‬‬

‫(‪ )386‬ثوغقًو‪:‬مإجراءاتماالتفوم‪ :‬م‬

‫تعني ىذه اإلجراءات‪ ،‬أف السمطة المختصة سواء كانت النيابة العامة‬
‫أو قاضي التحقيؽ اتخذت إجراء توضح فيو قياميا بإسناد الجريمة إلى‬
‫شخص معيف وما يستتبع ذلؾ مف اتخاذ سمسمة مف اإلجراءات التابعة كما‬
‫في تكميؼ المتيـ بالحضور أماـ محكمة الجنح وأوامر اإلحالة والطعف في‬
‫الق اررات واألحكاـ مف قبؿ سمطة االتياـ وكما تكوف اإلجراءات إيجابية أي‬
‫ضد المتيـ يمكف أف تكوف سمبية أي لمصمحتو كما في حالة أمر الحفظ‬
‫والذي تصدره النيابة العامة بناء عمى محضر االستدالؿ وىي بصدد‬
‫ممارستيا لوظيفتيا االتيامية‪ ،‬حيث أف ىذا األمر تقوـ بإصداره دوف‬
‫تحقيؽ‪.‬‬

‫(‪ )387‬ثوظـًو‪:‬مإجراءاتماحملوطؿي‪ :‬م‬

‫ونعني بيذه اإلجراءات كؿ ما يتـ اتخاذه بعد دخوؿ الدعوى الجنائية‬


‫في حوزة قضاء الحكـ‪ ،‬أي بعد مرحمة التحقيؽ االبتدائي ومتضمنة األحكاـ‬
‫الصادر مف المحكمة بشرط أال تكوف باتة‪ ،‬ومرد ذلؾ إلى أف مثؿ ىذه‬
‫األحكاـ يترتب عمييا تقادـ العقوبة وليس الدعوى الجنائية‪ ،‬ومثاؿ ىذه‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1986/4/17‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 55‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،99‬ص ‪.494‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪323‬‬

‫))‬
‫اإلجراءا ت التحقيؽ النيائي الذي تجريو المحكمة والحبس االحتياطي‪،‬‬
‫واإلفراج المؤقت‪ .‬وقرار التأجيؿ الذي يصدر مف المحكمة‪ ،‬وذلؾ في‬
‫قانونا‪.‬‬
‫حضور المتيـ أو في جمسة أعمف بيا ً‬
‫(‪ )388‬رابعًو‪:‬ماألعرماجلـوئل‪ :‬م‬

‫عمى الرغـ مف تعدد اآلراء الفقيية حياؿ تحديد طبيعتيا القانونية؛ إال‬
‫قاطعا لمتقادـ‪ ،‬وفي تقديرنا فإنو يعد‬
‫ً‬ ‫أف المشرع نص صراحة عمى اعتباره‬
‫جنائيا لو آثار ىذا الحكـ واف ميزه القانوف بأحكاـ خاصة روعيت فييا‬
‫ً‬ ‫حكما‬
‫ً‬
‫البساطة والسرعة‪.‬‬

‫(‪ )389‬إجراءاتماالدؿدالل(‪ :)1‬م‬

‫يترتب عمى اتخاذ إجراء أو أكثر مف إجراءات االستدالؿ انقطاع مدة‬


‫التقادـ سواء اتخذت مف قبؿ سمطة استدالؿ أو مف النيابة العامة بوصفيا‬
‫رئيسة ليذه السمطة ال فرؽ‪ ،‬لكف بشرط مراعاة قواعد االختصاص‬
‫ومشروعية اإلجراء‪ .‬وبالنظر إلى خروج ىذه اإلجراءات مف مفيوـ إجراءات‬
‫التحقيؽ واالتياـ‪ ،‬فقد اشترط المشرع إلى جانب الشروط العامة لصحة أي‬
‫إجراء قاطع لمتقادـ توافر أحد شرطيف‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬أف تتـ ىذه اإلجراءات في مواجية المتيـ‪ ،‬أو أف يخطر بيذه‬
‫اإلجراءات عمى وجو رسمي(‪ ،)2‬ويحتسب األثر القاطع لمتقادـ مف تحقؽ‬
‫اإلجراء أو القياـ باإلخطار إذا لـ يتـ اإلجراء في مواجية المتيـ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وما بعدىا‪ ،‬في ىذا المؤلؼ‪.‬‬ ‫أنظر في مفيوـ ىذه اإلجراءات‪ ،‬ص‬
‫(‪)2‬‬
‫عمى أف ذلؾ اإلخطار يتعيف فيو أف يتـ لشخص المتيـ ومف ثـ فبل تسري عميو أحكاـ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪324‬‬

‫))‬
‫(‪ )390‬اآلثورماظيتمترتتىمسؾكماالغؼطوع‪ :‬م‬

‫في الواقع أف ىذه اآلثار تتعدد بالنظر إلى المحؿ الذي يتعمؽ بيا إلى‬
‫أخير بالمساىميف‬
‫آثار خاصة بمدد التقادـ وأخرى خاصة بالجرائـ ذاتيا و ًا‬
‫في ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫(‪ )391‬أوالً‪:‬مآثورماالغؼطوعمبوظـلؾيمدلدةماظؿؼودم‪ :‬م‬

‫يترتب عمى انقطاع مدة التقادـ استبعاد المدة التي مضت مف التقادـ‬
‫والسابقة عمى تاريخ ا إلجراء القاطع‪ ،‬ومف ثـ فبل تحتسب مف المدة الكمية‬
‫لمتقادـ وتعتبر كأنيا لـ تكف‪ ،‬وتبدأ مدة جديدة مف تاريخ االنقطاع‪ ،‬واذا‬
‫تعددت اإلجراءات القاطعة لمتقادـ يبدأ سرياف المدة مف جديد مف تاريخ‬
‫آخر إجراء قاطع لممدة‪ ،‬ويمكف أف يتكرر االنقطاع دوف حد أقصى ليذا‬
‫التكرار(‪ ،)1‬عمى النحو الذي أخذ بو قانوف اإلجراءات الجنائية الحالي‪ ،‬بعد‬
‫قيدا عمى ىذا التكرار(‪.)2‬‬
‫تعديبلت متعاقبة لمنص األصمي الذي كاف يضع ً‬
‫(‪ )392‬ثوغقًو‪:‬مآثورماالغؼطوعمبوظـلؾيمظألذكوص‪ :‬م‬

‫طابع ىذه اآلثار ىو الطابع العيني‪ ،‬ومؤدى ذلؾ أنو في حالة تعدد‬
‫المتيميف‪ ،‬فإف انقطاع المدة بالنسبة ألحدىـ يترتب عميو انقطاعيا بالنسبة‬
‫لمباقيف ولو لـ تكوف قد اتخذت ضدىـ إجراءات قاطعة لممدة وبذلؾ تكوف‬

‫وقواعد اإلعبلف في قانوف المرافعات‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫بعض التشريعات‪ ،‬قيدت ىذا التكرار بقيد زمني‪ ،‬والبعض اآلخر أطمقو دوف حدود‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المادة ‪ 17‬الفقرة الثالثة قبؿ تعديميا "ال يجوز في أية حالة أف تطوؿ المدة المقررة النقضاء‬
‫الدعوى الجنائية بسبب االنقطاع ألكثر مف نصفيا"‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪325‬‬

‫))‬
‫اإلجراءات القاطعة لمتقادـ عمى عكس التقادـ ذاتو‪ ،‬تضر الفاعميف والشركاء‬
‫في حالة تعدد المساىميف في الجريمة عمى الرغـ مف أنيا اتخذت حياؿ‬
‫أحدىـ فقط دوف اآلخريف(‪ ،)1‬حتى ولو كاف أحدىـ مجيوالً‪ ،‬وتعبر محكمة‬
‫النقض المصرية عف ذلؾ بأف الجريمة في باب التقادـ تعتبر وحدة قائمة‬
‫بنفسيا غير قابمة لمتجزئة‪.‬‬

‫(‪ )393‬آثورماالغؼطوعمبوظـلؾيمإديماجلرائؿ‪ :‬م‬

‫الوضع الطبيعي أف آثار االنقطاع بالنسبة إلى الجرائـ تنحصر في‬


‫الجريمة التي يتـ التحقيؽ فييا دوف غيرىا مف الجرائـ‪ ،‬وباألشخاص الذيف‬
‫ارتكبوا ىذه الجريمة تحت أي وصؼ‪ .‬ولكف المشكمة تثور حياؿ تحديد ىذه‬
‫اآلثار بالنسبة لغير ذلؾ مف الجرائـ‪ ،‬أي الجرائـ التي ترتبط بالجريمة‬
‫المعنية باالنقطاع‪.‬‬

‫بادئ ذي بدء‪ ،‬فإنو إذا كانت ىناؾ جريمة أخرى مرتبطة بالجريمة‬
‫طا أي قاببلً لمتجزئة‪ ،‬فإنو ال مشكمة في‬
‫طات بسي ً‬
‫المعنية باالنقطاع ارتبا ً‬
‫التعامؿ مع كؿ جريمة منيما عمى حده‪ ،‬ولكف المشكمة تظؿ قائمة بالنسبة‬
‫لمجرائـ المرتبطة ارتباطًا ال يقبؿ التجزئة‪.‬‬

‫(‪ )394‬عقضػماظؼوغقنموأحؽومماظؼضوءمواظػؼفمعـماجلرائؿمادلرتؾطي‪ :‬م‬

‫ال توجد معالجة تشريعية لمجرائـ المرتبطة ارتباطًا ال يقبؿ التجزئة إال‬
‫تأثر بمنيج القضاء الفرنسي بيذا الشأف‪،‬‬
‫أف محكمة النقض المصرية ًا‬

‫(‪)1‬‬
‫ويستثنى مف ذلؾ بالطبع إجراءات االستبلؿ والتي يشترط العمـ بيا بالنسبة لمف اتخذت‬
‫ضده‪ ،‬دوف اشتراط عمـ اآلخريف‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪326‬‬

‫))‬
‫اعتبرت في العديد مف أحكاميا أف النقطاع التقادـ أثر عيني يمتد إضافة‬
‫إلى جميع المتيميف في حالة تعددىا ولو لـ يكونوا طرفًا في اإلجراءات‬
‫التي قطعت التقادـ‪ ،‬يمتد أثره أي اإلجراء القاطع لمتقادـ ليشمؿ الجرائـ‬
‫المرتبطة بالجريمة المعنية بالتقادـ كما في حالة استعماؿ محرر مزور‪،‬‬
‫قاطعا لمتقادـ في‬
‫ً‬ ‫حيث يكوف اإلجراء القاطع لمتقادـ في ىذه الجريمة‪،‬‬
‫جريمة تزوير محرر‪.‬‬

‫(‪ )395‬اجلرائؿمادللؿــوةمعـمتؼودمماظدسقىماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫القا عدة أف جميع الجرائـ تخضع الدعاوى الجنائية التي تنشأ عنيا‬
‫لمتقادـ‪ ،‬واالستثناء خروج بعض ىذه الجرائـ مف أحكاـ التقادـ‪ ،‬ويتطمب ذلؾ‬
‫النص صراحة عمى ىذا االستثناء‪ .‬وىو ما أخذ بو المشرع المصري‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مبدأ دستوري ورد بو صراحة النص في دستور ‪ 1971‬وىو‬ ‫استنادا عمى‬
‫ً‬
‫أف االعتداء عمى الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة لممواطنيف‬
‫وغيرىا مف الحقوؽ والحريات التي يكفميا الدستور والقانوف جريمة ال تسقط‬
‫الدعوى الجنائية وال المدنية الناشئة عنيا بالتقادـ‪.‬‬

‫ولذلؾ فقد عدلت نصوص قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬بإضافة فقرة‬


‫حصر لمجرائـ‬
‫ًا‬ ‫جديدة إلى نص المادة ‪ 15‬مف ىذا القانوف‪ ،‬وتضمنت‬
‫المستثناة مف التقادـ أخ ًذا بيذا المبدأ الدستوري والنتفاء عمة التقادـ وما‬
‫كشفت عنو األحداث والتطورات السياسية التي واكبت ىذا التعديؿ وىذه‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة (‪ )57‬مف دستور سنة ‪.1971‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪327‬‬

‫))‬
‫الجرائـ ىي تعذيب متيـ لحممو عمى االعتراؼ‪ ،‬استخداـ العماؿ سخرة‪،‬‬
‫معاقبة محكوـ عميو بعقوبة لـ يحكـ بيا أو بأشد‪.‬‬

‫وعمى صعيد الفقو فإنو إلى جانب االتجاه لتعدي أثر االنقطاع ليشمؿ‬
‫طا ال يقبؿ التجزئة‪ ،‬ىناؾ اتجاه فقيي آخر يقيـ‬
‫الجريمة المرتبطة ارتبا ً‬
‫التفرقة في اآلثار التي تترتب عمى اإلجراء الذي يقطع التقادـ عمى أساس‬
‫جسامة الجريمة‪ ،‬فإذا كانت الجريمة األشد ىي التي تعمؽ بيا اإلجراء‬
‫صحيحا‪ ،‬وذلؾ‬
‫ً‬ ‫القاطع‪ ،‬فإنو ينسحب عمى الجريمة األخؼ‪ ،‬والعكس ليس‬
‫ائيا في الجريمة األشد(‪ .)1‬وفي‬
‫تأسيسا عمى أف الجريمة األخؼ تندمج إجر ً‬
‫ً‬
‫رأي يأخذ كذلؾ بتعدي األثر ليشمؿ الجريمة األشد أو العكس أي األخؼ‪،‬‬
‫ولكف فقط إذا كاف اإلجراء الذي اتخذ بالنسبة ليا مف إجراءات التحقيؽ أو‬
‫االستدالؿ‪ ،‬أما إذا كاف اإلجراء مف إجراءات االتياـ فإنو يقتصر أثرىا فقط‬
‫عمى الجريمة األخؼ التي تعمؽ بيا ىذا اإلجراء(‪.)2‬‬

‫(‪ )396‬آثورماظؿؼودم‪ :‬م‬

‫متى تـ استكماؿ مدة التقادـ دوف انقطاع بالنسبة لجريمة معينة‪ ،‬فبل‬
‫يجوز رفع الدعوى بشأنيا أماـ المحكمة المختصة‪ ،‬ومع افتراض الخطأ فإنو‬
‫يجب عمى ىذه المحكمة أف تحكـ بانقضاء ىذه الدعوى‪ ،‬واذا فصمت فييا‬
‫مطموبا مف المحكمة أف تحكـ بالبراءة(‪،)3‬‬
‫ً‬ ‫معيبا‪ ،‬وليس‬
‫فإف حكميا يكوف ً‬
‫ولكف محكمة النقض المصرية ترى خبلؼ ذلؾ‪ ،‬بمعنى أنو يجوز لممحكمة‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.243‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ :‬مأموف سبلمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نقض ‪ ،1965/6/28‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،16‬رقـ ‪ ،122‬ص ‪.624‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪328‬‬

‫))‬
‫رغـ انقضاء الدعوى بالتقادـ أف تصدر مثؿ ىذا الحكـ‪ ،‬ولعؿ المحكمة في‬
‫اتجاىيا ىذا‪ ،‬أعممت األثر الذي يترتب عمى مضي المدة‪ ،‬مف جانب أنو‬
‫يمحو كؿ صيغة جنائية لمجريمة(‪.)1‬‬

‫(‪ )397‬رؾقعيماظدصعمبوظؿؼودم‪ :‬م‬

‫ىذا الدفع مف الدفوع المتعمقة بالنظاـ العاـ‪ ،‬ويترتب عمى ذلؾ جواز‬
‫الدفع بو ولو ألوؿ مرة أماـ محكمة النقض‪ ،‬وتقضي بو المحكمة مف تمقاء‬
‫نفسيا وبدوف طمب‪ ،‬ومف ثـ إذا رفضت ىذا الدفع فإنو يجب عمييا أف‬
‫تسبب ىذا الرفض بشكؿ مفصؿ حتى يمكف لممحكمة األعمى أف تراقب‬
‫صحة أسانيد رفض ىذا الدفع‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫األستاذ العرابي‪ ،‬المبادئ األساسية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.142‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪329‬‬

‫))‬

‫انجبة انثبٍَ‬
‫انذػىي ادلذَُخ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪331‬‬

‫))‬
‫(‪ )398‬متفقد‪ :‬م‬

‫قد يبدو غر ًيبا ونحف في رحاب قانوف اإلجراءات الجنائية باعتباره‬


‫الشؽ الثاني لمقانوف الجنائي والذي تكوف الدعوى الجنائية محوره األساسي‪.‬‬
‫أف نبحث في الدعوى المدنية والتي ىي في األصؿ يعني ببحثيا فرع‬
‫مستقؿ ومتميز عف القانوف الجنائي‪ .‬وتزوؿ الغرابة إذا وجدنا مف التحميؿ‬
‫الدقيؽ لموضوع الدعوى المدنية أف ىناؾ قاسـ مشترؾ رئيسي يجمع بيف‬
‫كؿ مف الدعوى الجنائية والدعوى المدنية‪ .‬يبرر معالجة ىذا الموضوع في‬
‫إطار قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ويبرر في الوقت نفسو الخروج عمى قواعد‬
‫توزيع االختصاص القضائي بيف المحاكـ الجنائية والمحاكـ المدنية‪ ،‬ويتمثؿ‬
‫ذلؾ في الجريمة الجنائية وما ترتب عمييا مف ضرر‪ ،‬وىي في أغمب‬
‫أشكاليا تعد عمؿ غير مشروع مف الجانب المدني وال تجاوز إذا اعتبرنا‬
‫أنيا تشكؿ جريمة مدنية جوىرىا الخطأ الذي يستوجب وفقًا لمقواعد المدنية‬
‫المستقرة في التشريع والقضاء‪ ،‬والفقو تعويض مف أصابو ضرر مف‬
‫ارتكابيا ووسيمة اقتضاء ىذا التعويض ىي الدعوى المدنية والتي يكوف‬
‫موضوعيا مطالبة المضرور تعويضو عف الضرر الذي لحقو مف جراء‬
‫ارتكاب ىذه الجريمة‪.‬‬

‫ىذا ومف الواضح أف ارتكاب الجريمة الجنائية يترتب عميو في أغمب‬


‫موضوعا لمعديد مف‬
‫ً‬ ‫األحواؿ آثار مدنية خبلؼ الضرر‪ ،‬تصمح أف تكوف‬
‫الدع اوى المدنية خبلؼ التعويض‪ ،‬وعمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬جريمة القتؿ الخطأ‬
‫بواسطة سيارة‪ ،‬قد يترتب عمييا دعوى تتعمؽ بالتأميف ضد الحوادث‪ ،‬وأخرى‬
‫تعويض عف األضرار التي تترتب عمى الفعؿ‪ .‬وأخرى بفسخ عقد العمؿ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪330‬‬

‫))‬
‫المبرـ مع سائؽ السيارة التي تسببت في الحادث‪ .‬وفي جريمة الفعؿ‬
‫الفاضح أو ىتؾ العرض قد يترتب عمييا طمب المجني عمييا تعويضيا عف‬
‫الضرر الذي لحؽ بيا‪ ،‬ودعوى طبلؽ مف زوجة الجاني الستحالة العشرة‬
‫مع زوجيا‪ ،‬ودعوى تأديبية مف قبؿ الجية اإلدارية التي ينتسب إلييا‬
‫الجاني‪.‬‬

‫ومف ذلؾ يتضح لنا أف ىناؾ دعوى واحدة مف بيف ىذه الدعاوى‬
‫تتعمؽ بفعؿ مباشر بالجريمة الجنائية وىي دعوى التعويض عف الضرر‬
‫الناشئ مباشرة عف الجريمة‪ ،‬والتي أطمؽ عمييا الدعوى المدنية بالمعنى‬
‫الضيؽ‪ .‬أما باقي الدعاوى المدنية التي يمكف أف تترتب عمى الجريمة‪،‬‬
‫يطمؽ عمييا دعوى المطالبات المدنية‪ ،‬وتتضمف مف بيف ما يمكف أف‬
‫تتضمنو دعوى التعويض عف الضرر الذي لـ ينشأ مباشرة عف الجريمة‪.‬‬

‫وقد تخير المشرع المصري مف بيف ىذه الدعاوى‪ ،‬الدعوى المدنية‬


‫بالمعنى الضيؽ وأجاز لمقضاء الجنائي نظرىا‪ ،‬وذلؾ بحسب رغبة‬
‫المضرور مف الجريمة‪ ،‬الذي خولو حؽ الخيار بيف إقامة دعواه المدنية‬
‫بالتعويض أماـ القضاء المدني باعتباره صاحب االختصاص األصيؿ‬
‫بنظر ىذه الدعاوى‪ ،‬او إقامتيا أماـ القضاء الجنائي الذي ينظر الدعوى‬
‫الجنائية عف الجريمة التي تعمؽ بيا طمب التعويض‪ ،‬ومف ثـ تكوف الدعوى‬
‫المدنية في ىذه الحالة تابعة لمدعوى الجنائية وينظر القاضي الجنائي‬
‫معا في مرحمة واحدة‪ ،‬وىو األمر الذي يبرر اختصاص القضاء‬
‫الدعوييف ً‬
‫الجنائي بالفصؿ في دعوى التعويض حيث يكوف في ذلؾ اختصار لموقت‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪332‬‬

‫))‬
‫والنفقات‪ .‬ومسمؾ المشرع في ذلؾ يأخذ في االعتبار الصفة االستثنائية‬
‫الختصاص القضاء الجنائي بالدعوى المدنية‪.‬‬

‫ولعؿ التبرير المنطقي واألكثر وجاىة‪ ،‬أف المضرور مف الجريمة‬


‫صاحب مصمحة محققة في إثبات االتياـ ومف ثـ إدانة مرتكب الجريمة‪،‬‬
‫حتى يتحقؽ غرضو مف رفع الدعوى المدنية وىو الحصوؿ عمى تعويض‬
‫عف الضرر الذي لحقو مف جراء ارتكابيا‪ ،‬وبالتالي فيو يساىـ بشكؿ غير‬
‫مباشر في محاولة إثبات ارتكابو أي المتيـ لمجريمة‪ ،‬ومف منطمؽ الدفاع‬
‫عف مصمحتو حتى ال يقع عمييا ضرر‪ ،‬خاصة وأف الحكـ الجنائي الصادر‬
‫مف المحكمة الجنائية في موضوع الدعوى الجنائية بالبراءة أو باإلدانة‪ ،‬لو‬
‫قوة الشيء المحكوـ بو أماـ المحاكـ المدنية‪ ،‬وذلؾ في موضوع الدعاوى‬
‫نيائيا فيما يتعمؽ بوقوع الجريمة وبصفيا‬
‫ً‬ ‫التي لـ يكف قد فصؿ فييا‬
‫القانوني ونسبتيا إلى فاعميا‪.‬‬

‫(‪ )399‬تؼلقؿ‪ :‬م‬

‫نتناوؿ شرح وتحميؿ أحكاـ الدعوى المدنية أماـ القضاء الجنائي في فصوؿ‬
‫أربعة‪:‬‬

‫في عناصر الدعوى المدنية‪.‬‬ ‫األول م‪:‬‬

‫قواعد خيار المدعي المدني بيف الطرفيف الجنائي والطريؽ‬ ‫اظـوغل م‪:‬‬
‫المدني‪.‬‬

‫قواعد نظر الدعوى الجنائية أماـ القضاء الجنائي‪.‬‬ ‫اظـوظٌ م‪:‬‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪333‬‬

‫))‬
‫آثار الدعوى الجنائية أو الحكـ الجنائي عمى الدعوى‬ ‫اظرابع م‪:‬‬
‫الجنائية أو الحكـ الجنائي عمى الدعوى المدنية المنظورة أماـ‬
‫القضاء الجنائي‪.‬‬

‫انفظم األول‬

‫ػُبطر انذػىي ادلذَُخ‬


‫(‪ )400‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫لمدعوى المدنية سبب يتعيف تحققو ويتمثؿ ىذا السبب في الجريمة‬


‫والضرر الناشئ عنيا وتوافر السببية المباشرة بيف ىذه الجريمة والضرر‪.‬‬
‫كما أف ليا شأف كؿ الدعاوى موضوع‪ ،‬وىو في الدعوى المدنية تعويض‬
‫أخير فإف ليا خصوـ‪ ،‬وخصوميا ىـ المدعي وىو‬
‫الضرر الناشئ عنيا‪ .‬و ًا‬
‫مف لحقو ضرر الجريمة‪ ،‬والمدعى عميو وىو المتيـ‪ ،‬كما يصح كذلؾ أف‬
‫ترفع الدعوى المدنية ضد المسئوؿ عف الحقوؽ المدنية وعمى المؤمف عميو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪334‬‬

‫))‬
‫ادلؾقٌماألول م‬

‫اجلرميـي م‬

‫(‪ )401‬عػفقمماجلرميي‪ :‬م‬

‫حتى ينعقد االختصاص االستثنائي لمقضاء الجنائي بنظر الدعوى‬


‫المدنية‪ ،‬فإنو يجب أف يكوف الفعؿ أو االمتناع الذي ترتب عميو تحقؽ‬
‫الضرر جريمة جنائية وسواء كانت جناية أو جنحة أو مخالفة ال فرؽ أما‬
‫إذا تجرد الفعؿ أو االمتناع مف الصفة الجنائية‪ ،‬فبل ينعقد االختصاص‬
‫بنظر ىذه الدعوى لممحكمة الجنائية‪ .‬حيث ال يجوز أف ترفع ابتداء إلى‬
‫ىذه المحكمة إال تابعة لدعوى جنائية ولف يتحقؽ ذلؾ إال إذا كاف الفعؿ‬
‫جريمة جنائية ليا أركانيا المحددة ونص عمييا في قانوف العقوبات أو‬
‫القوانيف الممحقة بو أو أي نص تجريمي آخر‪.‬‬

‫وتأسيسا عمى ذلؾ‪ ،‬فإنو إذا أصدرت المحكمة الجنائية في دعوى‬ ‫ً‬
‫حكما بالبراءة عمى اعتبار أف الفعؿ الذي نسب إلى المتيـ ارتكابو‬
‫جنائية ً‬
‫والذي بموجبو رفعت الدعوى الجنائية‪ ،‬ال يعد جريمة وأنو مجرد نزاع مدني‬
‫يتجرد مف الصبغة الجنائية‪ ،‬فإنو يتعيف عمى المحكمة أف تحكـ بعدـ‬
‫اختصاصيا بالفصؿ في الدعوى المدنية المرفوعة بالتبعية لمدعوى الجنائية‬
‫رجوعا‬
‫ً‬ ‫ويكوف االختصاص في ىذه الحالة معقود لممحكمة المدنية وذلؾ‬
‫وتطبيقًا لؤلصؿ العاـ‪.‬‬

‫وقد قضي بأف الحكـ الصادر في دعوى تبديد البراءة عمى اعتبار أف‬
‫الواقعة في حقيقتيا عبارة عف منازعة مدنية تدور حوؿ عدـ الوفاء بفرض‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪335‬‬

‫))‬
‫وقد ألبست ثوب جريمة التبديد عمى غير أساس مف القانوف أو سند مف‬
‫الواقع‪ ،‬فإنو يمزـ عنو الحكـ بعدـ االختصاص بالفصؿ في الدعوى الجنائية‬
‫المدنية(‪.)1‬‬

‫(‪ )402‬وجقبماطؿؿولمأرطونماجلرميي‪ :‬م‬

‫حتى يتحقؽ اختصاص القضاء الجنائي بالفصؿ في الدعوى المدنية‪،‬‬


‫فإنو يشترط أف تكوف الجريمة التي تعمؽ بيا طمب التعويض باعتباره‬
‫موضوع الدعوى المدنية‪ ،‬قد وقعت مكتممة األركاف‪ ،‬أو توقفت عند حد‬
‫الشروع المعاقب عمييا‪ ،‬ويستوي في ذلؾ الركف المادي أو المعنوي‪ .‬حيث‬
‫أف تخمؼ ركف مف أركاف الجريمة يتعيف عمى المحكمة في ىذه الحالة أف‬
‫تحكـ بالبراءة ويستتبع ذلؾ الحكـ في شؽ آخر بعدـ اختصاصيا بنظر‬
‫الدعوى المدنية وىو الرأي الذي نرى وجاىتو واتفاقو مع المنطؽ حيث أنو‬
‫إذا انتفى ركف مف أركاف الجريمة‪ ،‬فمف يكوف ىناؾ جريمة وىي األساس في‬
‫تحقؽ اختصاص القضاء الجنائي بنظر الدعوى المدنية‪ ،‬وفي الوقت نفسو‬
‫فيي مسألة أولية يتعيف عمى القاضي الجنائي حسميا قبؿ التطرؽ لباقي‬
‫العناصر أو األركاف المتعمقة بالدعوى المدنية(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫يفرؽ بيف الركف المادي والركف‬ ‫فقييا‬
‫اتجاىا ً‬
‫ً‬ ‫ومع ذلؾ فإف ىناؾ‬
‫المعنوي لمج ريمة‪ ،‬فإذا تخمؼ الركف المادي ومف ثـ قضت المحكمة بالبراءة‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1971/3/2‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ ،13‬رقـ ‪ ،81‬ص ‪.325‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ /‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬شرح قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ط ‪ ،1988‬ص ‪.162‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الدكتور‪ /‬مأموف محمد سبلمة‪ ،‬قانوف اإلجراءات الجنائية معمقًا عميو بالفقو وأحكاـ النقض‪،‬‬
‫ط ‪ ،1981‬ص ‪.643‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪336‬‬

‫))‬
‫استنادا عمى ذلؾ‪ ،‬فإنو يجب عمييا أف تقضي بعدـ اختصاصيا بنظر‬ ‫ً‬
‫الدعوى المدنية‪ ،‬أما إذا تحقؽ ىذا الركف وتخمؼ الركف المعنوي‪ ،‬فإنو‬
‫يتعيف عمى المحكمة أف تفصؿ في الدعوى المدنية‪ ،‬وقد أخذت محكمة‬
‫النقض بيذا الرأي(‪.)1‬‬

‫(‪ )403‬أنمتؽقنمػـوكمدسقىمجـوئقيمعرصقسيمأعومماحملؽؿي‪ :‬م‬

‫الدعوى المدنية أماـ القضاء الجنائي‪ ،‬تكوف تابعة لمدعوى الجنائية‪،‬‬


‫فإذا لـ ترفع ىذه الدعوى األخرى أماـ القضاء الجنائي المختص فمف تتحقؽ‬
‫مثؿ ىذه التبعية أو حكمة االختصاص استثنائي لمقضاء الجنائي‪ ،‬وفي ىذه‬
‫الحال ة فإنو يجب عمى المحكمة الجنائية أف تحكـ بعدـ اختصاص المحكمة‬
‫بالفصؿ في الدعوى المدنية‪.‬‬

‫ومؤدى ما نقدـ فإنو إذا كانت الدعوى الجنائية غير مقبولة أماـ‬
‫القضاء الجنائي وذلؾ لبطبلف إجراءات واجراءات رفعيا‪ ،‬فإنو يجب عمى‬
‫المحكمة أف تقضي بعدـ قبوؿ الدعوى المدنية ولو كانت إجراءات رفعيا قد‬
‫تمت صحيحة‪ ،‬كما لو تـ رفعيا دوف التقدـ بشكوى أو صدور إذف في‬
‫الحاالت التي يتطمبيا القانوف لتحريؾ الدعوى الجنائية‪ ،‬أو في حالة رفعيا‬
‫قائما‬
‫رغـ صدور أمر أال وجو إلقامة الدعوى الجنائية ولـ يمغي أي كاف ً‬
‫وقت رفعيا‪ .‬وىكذا كمما قضت المحكمة الجنائية بعدـ قبوؿ الدعوى‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1963/3/5‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 14‬رقـ ‪ 36‬ص ‪.169‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪337‬‬

‫))‬
‫الجنائية بالنسبة لواقعة ما‪ ،‬يستوجب القضاء بعدـ قبوؿ الدعوى المدنية‬
‫الجنائية عنيا(‪.)1‬‬

‫(‪ )404‬أنمؼرتتىمسؾكماجلرمييمإحلوقمضررمبودلدسل‪ :‬م‬

‫ال يكفي أف تكوف ىناؾ جريمة جنائية رفعت بشأنيا الدعوى الجنائية‬
‫أماـ القضاء الجنائي المختص‪ ،‬وانما يجب أف يترتب عمييا نشوء ضرر‬
‫لحؽ بالمدعي المدني‪ ،‬يبرز طمبو بتعويض ىذا الضرر‪.‬‬

‫(‪ )405‬أغقاعماظضرر‪ :‬م‬

‫يستوي في الضرر الذي تقوـ عمى أساسو الدعوى المدنية بالتعويض‪،‬‬


‫أف يكوف ضرر مادي أو أدبي‪ ،‬ويعرؼ الضرر المادي بأنو ما يصيب‬
‫(‪)2‬‬
‫وليس ىناؾ صعوبة في تقديره‪ ،‬أما الضرر‬ ‫الذمة المالية لممضرور‬
‫األدبي فيو الذي يصيب المضرور في توازنو النفسي أو عواطفو أو شعوره‬
‫أو كرامتو‪ ،‬وىو ذو طابع معنوي يصعب تقديره ووضع القواعد والضوابط‬
‫لمتعويض عف الضرر مف ىذا النوع‪.‬‬

‫ومع ذلؾ فقد أقر القانوف المدني المصري جواز التعويض عنو مع‬
‫التضييؽ مف نطاؽ االدعاء بو أو المطالبة ومف ثـ الحكـ بالتعويض‬
‫استنادا عمى ىذا النوع مف أنواع الضرر‪ ،‬وذلؾ بوضع مراتب لمقرابة التي‬
‫ً‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1987/3/13‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 55‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ 85‬ص ‪.517‬‬
‫(‪)2‬‬
‫صحيحا تعريفو بأنو ما يصيب جسـ المجني عميو‪.‬‬
‫ً‬ ‫وليس‬
‫أنظر تفاصيؿ ذلؾ الدكتور‪ :‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ص‬
‫‪ ،1993‬ص ‪.211‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪338‬‬

‫))‬
‫استنادا عمى تحقؽ الضرر‬
‫ً‬ ‫يجوز ليا أف ترفع الدعوى المدنية بالتعويض‬
‫األدبي أو المعنوي‪.‬‬

‫حيث تقرر ىذا الحؽ‪ ،‬أي حؽ رفع الدعوى المدنية بالتعويض‬


‫واستحقاؽ ىذا التعويض متى توافرت شروط وضوابط الحكـ بو وذلؾ لكؿ‬
‫مف األزواج واألقارب إلى الدرجة الثانية(‪ ،)1‬وقد وصؼ الضرر األدبي أو‬
‫المعنوي بأنو ما يصيب ىؤالء مف ألـ مف جراء موت المصاب"‪.‬‬

‫وتحديدا في حالة موتو‪،‬‬


‫ً‬ ‫وينصرؼ ىذا القيد إلى غير المجني عميو‪،‬‬
‫حيا‪ ،‬فإنو‬
‫أما إذا كاف المضرور مف الجريمة ىو ذاتو المجني عميو وكاف ً‬
‫يجوز أف يؤسس دعواه المدنية أماـ القضاء الجنائي بالتبعية لمدعوى‬
‫الجنائية‪ .‬عمى أساس الضرر األدبي أو المعنوي الذي لحؽ بشرفو أو‬
‫سمعتو أو اعتباره وتقديره‪ ،‬كما في جريمة االغتصاب وىتؾ العرض والفعؿ‬
‫الفاضح العمني وغير العمني والقذؼ والسب‪.‬‬

‫(‪ )406‬ذروطماظضررمادللؿقجىمظؾؿعقؼض‪ :‬م‬

‫ال يكفي مجرد وقوع الضرر سواء كاف ضرر مادي أو أدبي وانما‬
‫يتعيف أف تتوافر عدة شروط في ىذا الضرر نستعرضيا فيما يمي بالشرح‬
‫والتحميؿ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ويقصد بيؤالء كؿ مف يرتبط برابطة القرابة المباشرة دوف وسيط مع المتوفي مف جراء‬
‫الجريمة‪ ،‬مثؿ األب – األـ – االبف – اآلنسة – أو يرتبط بالمتوفي بوسط واحد مثؿ الج –‬
‫استنادا عمى‬
‫ً‬ ‫الجدة – الحفيد – الحفيدة – األخ – األخت ودوف توقؼ عمى كوف المدعي‬
‫تحقؽ الضرر األدبي أو المعنوي وارثًا لممتوفي مف عدمو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪339‬‬

‫))‬
‫(‪ )407‬أوالً‪:‬مأنمؼؽقنمحمؼؼًو‪ :‬م‬

‫بمعنى أف يكوف وقوعو ثابتًا عمى وجو يقيني وغير مفترض‪ ،‬وىو ال‬
‫يكوف عمى ىذا ال نحو إال إذا كاف نتيجة الزمة لمجريمة التي تـ ارتكابيا‬
‫حتى ولو لـ يتضح مداه أو نتيجتو في الحاؿ كما في حالة ضرب أفضى‬
‫إلى عاىة مستديمة لـ يتضح مداىا إال بعد أف استقرت حالة المجني عميو‬
‫مطموبا منو االنتظار حتى تستقر الحالة الصحية ويتضح‬
‫ً‬ ‫بمعنى أنو ليس‬
‫أف الجريمة تخمؼ عنيا عاىة مستديمة‪ ،‬حيث يجوز أف يقتصر في دعواه‬
‫عمى طمب التعويض المؤقت مع حفظ حقو في استكماؿ ىذا التعويض‬
‫المؤقت وذلؾ عمى ضوء استقرار الحالة الصحية لممجني عميو وفي ىذه‬
‫الحالة يحتفظ بحقو في استيفاء التعويض الكامؿ‪.‬‬

‫واذا استبعد الضرر المفترض فإف ذلؾ مف باب أولى يؤدي بنا إلى‬
‫استبعاد الضرر االحتمالي ويكوف الضرر عمى ىذا النحو‪ ،‬إذا كاف وقوعو‬
‫أمر غير مقطوع بو‪ ،‬بمعنى أنو قد يتحقؽ أو ال يتحقؽ‪.‬‬
‫في المستقبؿ ًا‬

‫(‪ )408‬ثوغقًو‪:‬مأنمؼؽقنماظضررمعؾوذرًامسـماجلرميي‪ :‬م‬

‫ويعتبر عف ىذا الشرط‪ ،‬بوجوب توافر عبلقة السببية بيف الضرر‬


‫الذي يقوـ المدعي بطمب التعويض عنو والجريمة التي ارتكبت‪ ،‬بمعنى أف‬
‫الضرر كاف نتيجة مباشرة لتنفيذ الجريمة‪ ،‬وأنو لوال الجريمة التي ارتكبت لما‬
‫تحقؽ الضرر‪ ،‬ويسترشد في مدى تحقؽ ىذه العبلقة بالظروؼ العادية‬
‫المتوقعة التي أحاطت بالجريمة وما نجـ عنيا مف ضرر‪ ،‬وىذه العبلقة في‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪341‬‬

‫))‬
‫وا قع األمر مماثمة لعبلقة التي يتعيف توافرىا لتحقيؽ المسئولية المدنية‪،‬‬
‫وذلؾ بيف كؿ مف الخطأ والضرر‪.‬‬

‫ومؤدى ما تقدـ وما استقر عميو الفقو الحديث إزاء ىذه الجزئية‪ ،‬أف‬
‫الدعوى المدنية إذا استند المدعي المدني في رفعيا عمى الضرر الذي لحؽ‬
‫بو مف جراء اإلخبلؿ بالتزاـ مدني‪ ،‬وليس عمى الضرر الناشئ عف ارتكاب‬
‫الجريمة التي رفعت عنيا الدعوى الجنائية‪ ،‬فإنو يتعيف عمى المحكمة‬
‫الجنائية أف تقضي بعدـ اختصاصيا بنظر الدعوى المدنية‪.‬‬

‫صحيحا أف سبب الدعوى الجنائية والدعوى المدنية‬


‫ً‬ ‫ذلؾ أنو ليس‬
‫واحد يتمثؿ في الجريمة التي تـ ارتكابيا‪ ،‬وانما الصحيح أف كؿ دعوى‬
‫تستقؿ بأسبابيا الجنائية سببيا مخالفة النص الجنائي بفعؿ أو امتناع يشكؿ‬
‫جريمة سواء كانت جناية أو جنحة أو مخالفة‪ ،‬أما المدنية فإف سببيا ىو‬
‫الضرر الذي يجب تعويضو وفقًا ألحكاـ القانوف المدني‪ ،‬فإذا كاف الضرر‬
‫المؤسسة عميو الدعوى المدنية لـ ينشأ مباشرة عف جريمة اإلصابة الخطأ‬
‫موضوع الدعوى الجنائية‪ ،‬بؿ عف واقعة إتبلؼ لـ ترفع بيا الدعوى فإف‬
‫ذلؾ يوجب عمى المحكمة أف تقضي بعدـ االختصاص بنظر الدعوى‬
‫المدنية(‪.)1‬‬

‫وقصارى القوؿ فإنو إذا انتفت السببية المباشرة بيف الجريمة والضرر‬
‫فإف االختصاص بالفصؿ في التعويض ينعقد لممحاكـ المدنية عمى اعتبار‬
‫أنيا صاحبة االختصاص األصيؿ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1987/2/26‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،19‬ص ‪.133‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪340‬‬

‫))‬
‫(‪ )409‬ثوغقًو‪:‬مأنمؼؽقنماظضررمذكصقًو‪ :‬م‬

‫ومؤدى ىذا الشرط بمفيوـ المخالفة أف الضرر الذي يصيب الغير أي‬
‫سندا لرفع الدعوى المدنية‪ ،‬ميما‬
‫خبلؼ المدعي بالحقوؽ المدنية ال يصمح ً‬
‫كانت صمة ىذا الغير المدعي المدني‪ ،‬ويتوافر ىذا الشرط وحتى ولو لـ يتـ‬
‫مف نجؿ المجني عميو‪ ،‬وأرممتو عف نفسيا وبصفتيا وصية عمى أوالد‬
‫مدنيا عمى المتيـ لما أصابيـ مف ضرر مباشر(‪.)1‬‬
‫المجني عميو االدعاء ً‬
‫شخصا بالتبعية‪ ،‬عف طريؽ ضرر أصاب‬ ‫ً‬ ‫ىذا واذا اصاب الضر‬
‫ضرر‬
‫ًا‬ ‫شخصا آخر‪ ،‬فبلبد مف توفر حؽ ليذا الغير‪ ،‬يعتبر اإلخبلؿ بو‬
‫ً‬
‫أصابو‪ ،‬فإذا نجـ عف الجريمة وفاة أحد األشخاص فإف مف يدعي أف ىذه‬
‫ماديا أصابو‪ ،‬عميو إثبات أف المجني عميو كاف‬
‫ضرر ً‬‫ًا‬ ‫الوفاة قد ترتب عمييا‬
‫يعولو فعبلً وقت وفاتو وعمى نحو مستمر دائـ‪ ،‬وأف فرصة االستمرار في‬
‫ذلؾ مستقببلً كانت محققة(‪.)2‬‬

‫(‪ )410‬ادؿــوءمذرطماظلؾؾقيمادلؾوذرةمعـماظضررماظذيمؼصقىمادلؿفؿ‪ :‬م‬

‫قد يتسرع المدعي المدني في رفع دعواه المدنية أماـ القضاء الجنائي‪،‬‬
‫كما لو كاف دافعو ىو مجرد الكيد والتشيير أو االنتقاـ مف المتيـ‪ .‬ولذلؾ‬
‫(‪)3‬‬
‫الحؽ في مطالبة المدعي‬ ‫فقد أجاز المشرع اإلجرائي لممتيـ دوف غيره‬
‫المدني بالتعويض عف الضرر الذي لحقو بسبب رفع دعواه المدنية‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1987/2/19‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ رقـ ‪ ،44‬ص ‪.315‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1987/11/21‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،57‬رقـ ‪ 147‬ص ‪.811‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كما لو رفع المسئوؿ عف الحقوؽ المدنية ىذه الدعوى‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪342‬‬

‫))‬
‫والضرر الذي يطالب بالتعويض عنو ىنا ال يشترط فيو السببية المباشرة‬
‫ألنو ليس متصبلً بالجريمة‪ ،‬وانما ىو فعؿ المدعي بالحقوؽ المدنية‪.‬‬

‫والقضاء بالتعويض المطموب‪ ،‬يتطمب إثبات المتيـ توافر الخطأ في‬


‫جانب المدعي المدني‪ ،‬وأي درجة مف درجات الخطأ تكفي بيذا الصدد‪،‬‬
‫إضافة بالطبع إلى إثباتو تحقؽ الضرر الذي لحؽ بو‪ ،‬ويخرج مف مفيوـ‬
‫الخطأ والضرر الناجـ عنو المطالبة بتعويض عف اتيامو بارتكاب الجريمة‬
‫دوف ترو أو بسوء نية‪.‬‬

‫(‪ )411‬سدم ماخؿصوص ماحملؽؿي ماجلـوئقي ميف محوظي ماغؿػوء ماظضررم‬


‫ادلؾوذر‪ :‬م‬

‫إذا ثبت لممحكمة الجنائية أف الضرر الذي ادعى المدعي بالحقوؽ‬


‫مباشر أي متر ًتبا عمى الجريمة‬
‫ًا‬ ‫المدنية في دعواه المدنية بحدوثو‪ ،‬لـ يكف‬
‫محؿ الدعوى الجنائية بشكؿ مباشر‪ ،‬فإنيا تقضي بعدـ اختصاصيا بنظر‬
‫ىذه الدعوى‪ .‬وىو دفع متعمؽ بالنظاـ العاـ تقضي بو المحكمة مف تمقاء‬
‫نفسيا وفي أي مرحمة مف مراحؿ الدعوى أو في أي حالة تكوف عمييا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪343‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبٍَ‬

‫يىضىع انذػىي ادلذَُخ‬

‫(‪ )412‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫إذا ارتكبت الجريمة ورفعت عنيا الدعوى الجنائية‪ ،‬وثبت تحقؽ‬


‫الضرر المحقؽ والمباشر عنيا‪ ،‬فقد أجاز القانوف لممدعي بالحقوؽ المدنية‪،‬‬
‫أف يرفع دعواه المدنية أماـ القضاء الجنائي الذي رفعت أمامو الدعوى‬
‫الجنائية ويكوف موضوعيا أي الدعوى المدنية‪ ،‬إصبلح أو جبر الضرر‬
‫الذي نشأ عف الجريمة أو التخفيؼ منو‪ .‬وىذا اإلصبلح أو التخفيؼ يأخذ‬
‫احدا مف ىذه‬
‫عدة أشكاؿ ليس بالضرورة اجتماعيا فقد يصمح شكبلً و ً‬
‫موضوعا لمدعوى المدنية‪ .‬واألشكاؿ المألوفة يجمعيا التعويض‬
‫ً‬ ‫األشكاؿ‬
‫بالمفيوـ الواسع تكوف عمى النحو التالي‪:‬‬

‫شيوعا وأكثرىا فاعمية في‬


‫ً‬ ‫أوالًم‪ :‬التعويض النقدي وىو أكثر األشكاؿ‬
‫إصبلح ضرر الجريمة‪.‬‬

‫بل لو‪.‬‬
‫نقدا مقاب ً‬
‫عينا أو ً‬
‫الرد حيث يمكف أف يكوف ً‬ ‫ثوغقًو م‪:‬‬

‫ثوظـًوم‪ :‬المصروفات‪.‬‬

‫ونتناوؿ فيما يمي بالشرح والتحميؿ األشكاؿ المألوفة والتي تصمح أف‬
‫موضوعا لمدعوى المدنية‪.‬‬
‫ً‬ ‫تكوف‬

‫وجميع ىذه األشكاؿ تندرج في نطاؽ التعويض بالمفيوـ الواسع‪.‬‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪344‬‬

‫))‬
‫ادلغهت األول‬

‫اظؿعقؼض م‬

‫(‪ )413‬عػفقمماظؿعقؼضمطؿقضقعمظؾدسقىمادلدغقي‪ :‬م‬

‫يتحدد ىذا المفيوـ باألخذ في االعتبار‪ ،‬الكيفية التي يكوف عمييا‬


‫والغرض منو‪ ،‬حيث يمكننا تعريؼ التعويض‪ ،‬بأنو عبارة عف المطالبة بدفع‬
‫مبمغ مف الماؿ أو القياـ بعمؿ يجبر الضرر المادي أو األدبي أو كبلىما‬
‫معا والذي لحؽ بالمدعي المدني‪.‬‬
‫ً‬
‫ومقياس الضرر المادي يتثمؿ فيما أصابو مف خسارة وما فاتو مف‬
‫كسب‪ ،‬وىو المقياس الذي تضمنو القانوف المدني المصري ليذا الضرر‬
‫والذي جعؿ مف بيف أغراض التعويض إضافة إلى الضرر المادي الضرر‬
‫األدي الذي يجوز تعويضو بمبمغ مف الماؿ حتى ولو اقتصر ضرر‬
‫الجريمة عميو فقط‪ .‬أي أنو لـ يكف ىناؾ ضرر مادي‪.‬‬

‫والمقياس في شقو األوؿ‪ :‬سيؿ التطبيؽ النضواء غالبية الجرائـ‬


‫تحتو‪ ،‬خبلفًا ل مشؽ الثاني مف ىذا المقياس والذي يتمثؿ في فوات الكسب‬
‫ميسور وواسع النطاؽ عمى الصعيد المدني فإنو ليس عمى‬
‫ًا‬ ‫والذي إذا كاف‬
‫ىذا النحو عمى الصعيد الجنائي‪ ،‬حيث يقتصر عمى البعض مف الجرائـ‬
‫التي يترتب عمييا إعاقة المجني عميو عف العمؿ بصفة مؤقتة أو دائمة وقد‬
‫تكوف اإلع اقة جزئية أو كمية‪ ،‬عمى أف مقياس الضرر المادي عمى النحو‬
‫المتقدـ‪ .‬ال يصمح لمضرر األدبي والذي يجوز التعويض عنو‪ ،‬والمصمحة‬
‫تقتضي إزاء الخبلؼ الفقيي المتشعب حياؿ مبدأ جواز التعويض عنو‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪345‬‬

‫))‬
‫والمقياس الذي يستند عميو بشأف تحديده‪ .‬ىذه المصمحة تقتضي ترؾ ذلؾ‬
‫لقاضي الموضوع عمى ضوء ظروؼ ومبلبسات الواقعة التي ترتب عمييا‬
‫أدبيا بحت‪ ،‬خبلفًا لمضرر الذي يمس الشرؼ‬
‫مثؿ ىذا الضرر متى كاف ً‬
‫واالعتبار‪ ،‬والناجـ عف جرائـ القذؼ والسب واإلىانة والفعؿ الفاضح وىتؾ‬
‫العرض واالغتصاب‪.‬‬

‫(‪ )414‬اظشؽؾماظذيمؼؽقنمسؾقفماظؿعقؼضميفمادلػفقمماظضقؼ‪ :‬م‬

‫الشكؿ المألوؼ الذي يكوف عميو التعويض‪ ،‬يتمثؿ في إلزاـ المتيـ‬


‫والمسئوؿ عف الحقوؽ المدنية بدفع مبمغ مف النقود إلى مف وقع عميو ضرر‬
‫مف الجريمة المرتكبة وىو المدعي بالحقوؽ المدنية والذي يحدد دعواه ابتداء‬
‫مناسبا مف وجية نظره إلصبلح‬
‫ً‬ ‫أو أثناء سير الدعوى مبمغ النقود الذي يراه‬
‫الضرر الذي لحؽ بو أو التخفيؼ مف حدتو بمغ ما بمغ ىذا التحديد‪ ،‬حيث‬
‫محددا مف الماؿ حتى ينعقد‬
‫ً‬ ‫نصابا‬
‫ً‬ ‫ال يكوف لممحكمة الجنائية بيذا الشأف‬
‫ليا االختصاص بنظر الدعوى المدنية‪ ،‬كما ىو الشأف في قواعد توزيع‬
‫االختصاص بيف مختمؼ درجات المحاكـ المدنية والذي يأخذ بقيمة الدعوى‬
‫أو الحؽ المتنازع عميو لتحديد اختصاص المحكمة في الفصؿ في الدعوى‪،‬‬
‫وكما قد يقضي بالتعويض النقدي‪ ،‬قد يقضي إلى جانبو بالرد‪.‬‬

‫(‪ )415‬تؼدؼرمعؾؾغماظؿعقؼض‪ :‬م‬

‫تستقؿ بو المحكمة الجنائية باعتبارىا محكمة الموضوع‪ ،‬حسبما تراه‬


‫مناسبا وفقًا لما تتبينو ىي مف مختمؼ ظروؼ الدعوى‪ ،‬وه ال تمتزـ ببياف‬
‫ً‬
‫ىذه الظروؼ في حيثيات حكميا‪ ،‬طالما أف الحكـ بالتعويض قد اكتممت لو‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪346‬‬

‫))‬
‫عناصره القانونية‪ ،‬واذا تعدد المدعيف بالحؽ المدني‪ ،‬فإنو يجوز لممحكمة‬
‫أف تقضي بمبمغ التعويض ليـ جممة أو تحدد نصيب كؿ واحد منيـ حسبما‬
‫أصابو مف ضرر(‪.)1‬‬

‫ادلغهت انثبٍَ‬

‫اظـــــرد م‬

‫(‪ )416‬عػفقعف‪ :‬م‬

‫ىو مطالبة المتيـ مف قبؿ مالؾ الشيء أو حائزه والذي فقده بسبب‬
‫عينا إذا تـ ضبطو أو يدفع ثمنو إذا لـ يضبط أو‬
‫الجريمة‪ ،‬برد ىذا الشيء ً‬
‫استنادا عمى حقوقو الثابتة عمى الشيء قبؿ ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫ً‬ ‫استحاؿ رده‪،‬‬

‫ومف التعريؼ المتقدـ يتضح لنا أف الرد الذي يصمح أف يكوف‬


‫موضوعا لمدعوى المدنية أماـ القضاء الجنائي‪ ،‬يطالب بو مف تكوف لو‬ ‫ً‬
‫الممكية أو الحيازة الثابتة قبؿ وقوع الجريمة لمشيء أو األشياء التي فقدىا‬
‫بسبب الجريمة‪ ،‬كما في سيارة تمت سرقتيا أو ماؿ تـ اختبلسو‪ ،‬وىو في‬
‫احا وىو ما‬
‫النياية يستيدؼ إعادة الحاؿ إلى ما ىو عميو إذا كاف ذلؾ مت ً‬
‫يختمؼ باختبلؼ طبيعة الشيء محؿ الرد‪.‬‬

‫(‪ )417‬اظردماإلداري‪ :‬م‬

‫خبلفًا لمرد بمفيومو السابؽ‪ ،‬فإنو يقصد بالرد اإلداري‪ ،‬فقد المالؾ أو‬
‫الحائز لمشيء بسبب ضبطو بمناسبة القياـ بإجراءات التحقيؽ وىذا النوع ال‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1975/4/28‬مجموعة أحكاـ النقض‪ ،‬س ‪ ،26‬ص ‪.367‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪347‬‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫يتطمب دعوى مدنية يرفعيا المدعي بالحقوؽ المدنية وانما مجرد طمب‬
‫لسمطات التحقيؽ أو لممحكمة التي تنظر الدعوى‪ ،‬وقد نظـ قانوف‬
‫اإلجراءات الجنائية عمى نحو مفصؿ قواعد الرد سواء في مرحمة التحقيؽ‬
‫أو مرحمة المحاكمة‪.‬‬

‫ادلغهت انثبنث‬

‫م‬ ‫(‪)2‬‬
‫ادلصورؼػ‬

‫(‪ )418‬عػفقممادلصورؼػ‪ :‬م‬

‫بالمعنى الواسع ىو كؿ ما يتـ إنفاقو أو تكبده في الدعاوى أماـ‬


‫القضاء وذلؾ سواء بالنسبة لمدعوى الجنائية أو المدنية‪.‬‬

‫أما مفيوـ المصاريؼ بالمعنى الضيؽ والذي يتعمؽ بالدعوى المدنية‬


‫باعتبارىا محؿ البحث في ىذه الجزئية‪ ،‬فيو كؿ ما يتـ إنفاقو مف قبؿ‬
‫رسوما مستحقة‬
‫ً‬ ‫المدعي المدني في سبيؿ دعواه سواء كاف ذلؾ بوصفو‬
‫أساسيا‬
‫ً‬ ‫لمخزانة العامة يتـ تقديرىا مف قبؿ الدولة واعتبار دفعيا شرطًا‬
‫لرفعيا‪ ،‬إضافة إلى الشروط الموضوعية اإلجرائية المتصمة بالدعوى المدنية‬
‫ذاتيا‪ ،‬أو كاف ذلؾ بوصفيا نفقات قاـ بدفعيا مف قبمو لمغير في سبيؿ‬
‫دعواه كما في نفقات الخبراء وأتعاب المحاميف‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وضع ذلؾ فقد أجاز القانوف قياـ جيات التحقيؽ أو المحاكمة بالرد بدوف طمب‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بحثنا قاصر عمى المصاريؼ التي كوف محميا الدعوى المدنية التابعة لمدعوى الجنائية‪،‬‬
‫وبالتالي يخرج مف البحث مصاريؼ الدعوى الجنائية التي أجاز القانوف الحكـ بيا عمى‬
‫المتيـ كتعويض لمدولة عما تكبدتو مف نفقات في الدعوى الجنائية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪348‬‬

‫))‬
‫والمصروفات في حالة القضاء بيا مف قبؿ المحكمة الجنائية لممدعي‬
‫بالحقوؽ المدنية‪ ،‬ال تعد مف عناصر التعويض موضوع الدعوى المدنية‪،‬‬
‫ألنيا ال تترتب عمى الجريمة مباشرة بمعنى أنيا ال تصمح أف تكوف‬
‫موضوعا مستقبلً لمدعوى المدنية‪.‬‬
‫ً‬
‫(‪ )419‬ادلصروصوتماظيتمتؽقنمعقضقسًومظالدسوءمادلدغل‪ :‬م‬

‫وعا لمدعوى المدنية‪ ،‬يكوف الحكـ‬


‫ىذه المصروفات التي تكوف موض ً‬
‫لممدعي المدني بيا مف قبؿ المحكمة الجنائية مختمفًا بحسب اختبلؼ وضع‬
‫المتيـ المسئولة عف الحقوؽ المدنية في فروض متعددة‪.‬‬

‫(‪ )420‬اظػرضماألول‪:‬ماحلؽؿمبنداغيمادلؿفؿميفماجلرميي‪ :‬م‬

‫متى تحقؽ ىذا الفرض‪ ،‬فإنو يجب الحكـ عمى المتيـ بالمصاريؼ‬
‫التي تحمميا المدعي بالحقوؽ المدنية‪ ،‬وقد تحفظ المشرع لمواجية الحالة‬
‫التي قد يغالي فييا المدعي بالحقوؽ المدنية في مطالبتو‪ ،‬حيث أجازت‬
‫لممحكمة أف تخفض مقدارىا إذا رأت أف بعض ىذه المصاريؼ كاف غير‬
‫الزـ‪.‬‬

‫(‪ )421‬اظػرضماظـوغل‪:‬مإذامملمحيؽؿمظؾؿدسلمبوحلؼققمادلدغقيمبؿعقؼضوتم‬
‫أو مبؾعضفو مأو مادؿفوبً مظطؾؾف مادؿفوبي مجزئقي‪ ،‬موذظؽ مبوظؼضوء مظفم‬
‫جبزءمممومؼطؾؾف‪ :‬م‬

‫ومتى تحقؽ ىذا الفرض‪ ،‬فإنو أي المدعي المدني في الشؽ األوؿ‬


‫يتحمؿ بالمصاريؼ التي استمزميا دخولو في الدعوى‪ .‬أما في الشؽ الثاني‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪349‬‬

‫))‬
‫مف ىذا الفرض‪ :‬فإنو يجوز لممحكمة أف تستجيب لطمبو بالمصاريؼ وفي‬
‫ىذه الحالة تقدر ىذه المصاريؼ عمى نسبة تبيف في الحكـ‪.‬‬

‫(‪ )422‬اظػرض ماظـوظٌ‪ :‬مإذا محؽؿ مبرباءة مادلؿفؿ موإظزاعف مبوظؿعقؼضوتم‬


‫طؾفومأومبعضفو‪ :‬م‬

‫مف المتصور أف يرد عمى الدعوى الجنائية وأثناء نظرىا بسبب مف‬
‫األسباب الخاصة التي تنقضي بيا‪ ،‬ومتى تحقؽ ىذا الفرض‪ ،‬فإنو يجب‬
‫عمى المحكمة الجنائية‪ ،‬أف تمزـ المتيـ بأف يدفع لممدعي بالحؽ المدني‬
‫المصاريؼ التي تحمميا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪351‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبنث‬

‫اخلظىو يف انذػىي ادلذَُخ‬

‫ادلغهت األول‬

‫ادلدسـل م‬

‫(‪ )423‬صػوتف‪ :‬م‬


‫(‪)1‬‬
‫لمتقاضي‬ ‫الصفة الرئيسية التي يتعيف توافرىا فيو‪ ،‬إضافة إلى أىميتو‬
‫ىو أف يمحقو ضرر شخصي مف الجريمة وليس بالضرورة أف تكوف‬
‫(‪)2‬‬
‫أصابو ضرر منيا‪ ،‬كما لو قاـ المتيـ بتوجيو‬ ‫الجريمة قد وقعت عف مف‬
‫ألفاظ السباب والقذؼ إلى زوجة المدعي والتي تتضمف خد ًشا لمشرؼ‬
‫ومساسا بالعرض(‪ ،)3‬كما أنو ليس بشرط أف يكوف المدعي في الدعوى‬
‫ً‬
‫معنويا طالما أف‬
‫ً‬ ‫شخصا‬
‫ً‬ ‫طبيعيا‪ ،‬حيث يمكف أف يكوف‬
‫ً‬ ‫شخصا‬
‫ً‬ ‫المدنية‬
‫الص فة األساسية قد توافرت فيو وىو أف يحمقو أي الشخص المعنوي ضرر‬
‫شخصي مف الجريمة وسواء كاف مف أشخاص القانوف العاـ أو الخاص‪.‬‬

‫ىذا ومف المتصور أف يتعدد المدعوف بالحؽ المدني‪ ،‬كما لو كانت‬


‫الجريمة التي تـ ارتكابيا قد أصابت بالضرر أكثر مف شخص‪ ،‬وفي ىذه‬
‫(‪)1‬‬
‫فإذا كاف فقاد األىمية أو ناقصيا‪ ،‬فإف الدعوى المدنية ال تقبؿ إال ف وليو أو الوصي عميو‬
‫أو القيـ حسب المقتضى‪ .‬وغذا لـ يكف لو مف يمثمو قانوًنا فإنو يجوز لممحكمة التي تنظر‬
‫الدعوى أف تعيف لو بناء عمى طمب النيابة العامة وكيبلً ليتولى نيابة عنو االدعاء بالحقوؽ‬
‫المدنية‪ ،‬وال يترتب عمى ذلؾ إلزامو بالمصاريؼ القضائية ولو خسر دعواه‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ذلؾ أنو ال يتطمب أف تتوافر في المدعي المدني أف يكوف ىو المجني عميو ذاتو‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نقض ‪ ،1986/2/2‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 55‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،44‬ص ‪.214‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪350‬‬

‫))‬
‫الحالة ال يجوز أف تقضي المحكمة الجنائية بتعويض واحد لكؿ ىؤالء‪.‬‬
‫وانما يتعدد التعويض بتعدد المضروريف وعمى الرغـ مف أف الجريمة واحدة‬
‫والمدعى عميو واحد‪.‬‬

‫ومؤدى تطمب تحقؽ الضرر الشخصي في المدعي المدني‪ ،‬أنو ميما‬


‫كانت الصمة وثيقة بيف شخص ما ومف أصابو ضرر‪ ،‬فميس لؤلوؿ حؽ‬
‫المطالبة بالتعويض‪.‬‬

‫(‪ )424‬غطوقماالدسوءمادلدغلمبوظـلؾيمظؾـؼوبوتمواجلؿعقوت‪ :‬م‬

‫شخصا‬
‫ً‬ ‫كما سبؽ القوؿ فإنو ليس بشرط أف يكوف المدعي المدني‬
‫معنويا أو اعتبارًيا ويقوـ بتمثيمو شخص‬
‫ً‬ ‫طبيعيا وانما يمكف أف يكوف‬
‫ً‬
‫طبيعي وىو الممثؿ القانوني ليذا الشخص‪ ،‬وينسحب ذلؾ عمى النقابات‬
‫قانونا‪ .‬ويمكف أف تمس الجريمة التي تـ ارتكابيا‬
‫ً‬ ‫والجمعيات المشكمة‬
‫بالضرر مصالح ىذه األشخاص المعنوية‪.‬‬

‫ومع ذلؾ فإنو ال يجوز ليا االدعاء المدني في مواجية الضرر الذي‬
‫يمس مصالحيا أو حقوقيا بشكؿ مطمؽ وانما يقتصر ذلؾ عمى الضرر‬
‫الذي يصيب مصالحيا الجماعية بالنسبة لممينة أو الحرفة التي تمثميا كما‬
‫ىو الحاؿ بالنسبة لنقابات الميندسيف واألطباء والمحاميف والمحاسبيف‬
‫والممثميف‪ ،‬أما الجمعيات فميس ليا مثؿ ىذا الحؽ أي ليس ليا حؽ االدعاء‬
‫المدني في مواجية الضرر الذي يقع عمى مصمحة جماعية ألعضائيا(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وانظر في االتجاىات الفقيية التي ترى جواز ذلؾ‪ ،‬الدكتور‪ :‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ 232‬وما بعدىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪352‬‬

‫))‬
‫(‪ )425‬عدى مجقاز ماغؿؼول ماحلؼ ميف مإضوعي ماظدسقى مادلدغقي مأعومم‬
‫اظؼضوءماجلـوئل‪ :‬م‬

‫االتجاه الفقيي الغالب يجيز ىذا االنتقاؿ بالنسبة لمف أضرت بو‬
‫(‪)1‬‬
‫شخصيا وذلؾ لكؿ مف ورثتو ودائنيو والمحاؿ إلييـ‪ ،‬وفي تقديرنا‬
‫ً‬ ‫الجريمة‬
‫أمر غير مبرر‪ ،‬وذلؾ أف قواعد القانوف‬ ‫أف إباحة مثؿ ىذا االنتقاؿ يعد ًا‬
‫المدني إذا كانت تجيز ذلؾ‪ ،‬فإنو ليس بالضرورة أف تجيزه قواعد اإلجراءات‬
‫الجنائية‪ .‬لما لمقانوف الجنائي بشقيو مف ذاتية خاصة – أضؼ إلى ما تقدـ‬
‫فإف جواز رفع الدعوى المدنية بالتعويض أماـ القضاء الجنائي ىو استثناء‬
‫مف األصؿ العاـ لقواعد توزيع االختصاص القضائي بيف المحاكـ‪ ،‬ومف ثـ‬
‫فإنو يجب عدـ التوسع في مثؿ ىذا االستثناء وذلؾ بتقرير جواز انتقاؿ‬
‫الحؽ في إقامة الدعوى المدنية أماـ القضاء الجنائي‪ ،‬كما أف جواز ذلؾ‬
‫يخالؼ المحكمة مف تقرير رفع الدعوى المدنية أماـ القضاء الجنائي‪.‬‬

‫ومف ثـ يقصر الحؽ في رفعيا عمى مف أصابو ضرر شخصي مف‬


‫الجريمة(‪.)2‬‬

‫شخصيا وكذلؾ‬
‫ً‬ ‫ىذا ولف يضار ورثة ودائني مف أضرت بو الجريمة‬
‫دائني ىذا المضرور‪ ،‬حيث يكوف أماميـ رفع دعواىـ أماـ المحكمة المدنية‬
‫رجوعا لؤلصؿ العاـ‪.‬‬
‫ً‬ ‫طبقًا لقواعد القانوف المدني‬

‫(‪)1‬‬
‫وانظر في نفس االتجاه‪ ،‬الدكتور‪ :‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪،175‬‬
‫والدكتور‪ :‬عوض محمد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.231‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وانظر في االتجاىات الفقيية التي ترى جواز ذلؾ الدكتور‪ :‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬المرجع‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ 232‬وما بعدىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪353‬‬

‫))‬
‫ادلغهت انثبٍَ‬

‫ادلدسكمسؾقفميفماظدسقىمادلدغقي م‬

‫(‪ )426‬تعرؼػف‪ :‬م‬

‫ىو الشخص الذي يمتزـ طبقًا لقواعد القانوف المدني بتعويض الضرر‬
‫الذي ترتب عمى الجريمة‪ .‬وقد يتصور أف يتعدد الممتزموف بالتعويض وفي‬
‫ىذه الحالة يكونوا متضامنيف في ىذا االلتزاـ‪.‬‬

‫ووفقًا لمتعريؼ المتقدـ لممدعى عميو في الدعوى المدنية أماـ القضاء‬


‫جنائيا عف الجريمة‬
‫ً‬ ‫الجنائي بالتبعية لمدعوى الجنائية‪ ،‬فإنو يكوف المسئوؿ‬
‫مدنيا إذا وجد‪.‬‬
‫والمسئوؿ ً‬
‫(‪ )427‬أوالً‪:‬مادللؽقلمجـوئقًومسـماجلرميي‪ :‬م‬

‫والمعني بيذه المسئولية في جميع األحواؿ ىو المتيـ بارتكاب‬


‫أصميا أو شري ًكا‪ ،‬وقد يتعدد المتيموف في ارتكاب‬
‫ً‬ ‫الجريمة وسواء كاف فاعبلً‬
‫جريمة واحدة والتي نجـ عنيا الضرر‪ ،‬وفي ىذه الحالة يتضامنوف في‬
‫االلتزاـ بالتعويض والمدعي المدني لو الحؽ في رفع الدعوى ضد واحد‬
‫بل‪.‬‬
‫منيـ أو بعضيـ ويطمب بالتعويض كام ً‬
‫وقد قضي بأنو ال يؤثر في المسئولية التضامنية في حالة التعدد عدـ‬
‫ثبوت االتفاؽ بينيـ عمى ارتكاب الجريمة‪ ،‬حيث يكفي بيذا الشأف مجرد‬
‫توارد خواطرىـ عمى االعتداء وتبلقي إ اردة كؿ منيـ مع إرادة اآلخريف عمى‬
‫إيقاعو‪ ،‬وفي ذلؾ يتحدد نطاؽ التفرقة بيف المسئولية المدنية والمسئولية‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪354‬‬

‫))‬
‫الجنائية التي تتطمب ثبوت االتفاؽ وىو ما تقتضيو المسئولية الجنائية عف‬
‫فعؿ الغير‪.‬‬

‫احدا في‬
‫والتضامف المعني في حالة التعدد يتطمب أف يكوف الضرر و ً‬
‫مداه وذاتو‪ ،‬أما بالنسبة لمخطأ الذي ينسب إلى المتيميف فبل يشترط أف‬
‫احدا وانما يكفي أف يكوف قد وقع مف كؿ منيـ خطأ ساه مع أخطاء‬
‫يكوف و ً‬
‫الغير في تحقؽ الضرر‪ ،‬وىو ما ال يتطمب وحدة زمنية وانما يمكف أف‬
‫تتباعد ىذه األخطاء طالما أنيا أدت في النياية إلى تحقؽ الضرر‪.‬‬

‫(‪ )428‬وجقبمتقاصرمأػؾقيماظؿؼوضلمظدىمادلؿفؿ‪ :‬م‬

‫عمى نحو مماثؿ في تطمب أىمية التقاضي في المدعي بالحقوؽ‬


‫المدنية فإنو يشترط كذلؾ بالنسبة لممتيـ‪ .‬أما إذا كاف فاقد األىمية ألي‬
‫سبب مف األسباب فإف الدعوى ترفع عمى مف يمثمو واذا لـ يكف لو مف‬
‫يمثمو وجب عمى المحكمة أف تعيف لو مف يمثمو ونفس الوضع في حالة‬
‫التعارض بيف مصمحة المتيـ ومف يمثمو‪.‬‬

‫(‪ )429‬ثوغقًو‪:‬مادللؽقلمسـماحلؼققمادلدغقي‪ :‬م‬

‫إذا كاف األصؿ بالنسبة لكؿ مف المسئولية الجنائية والمدنية أنيا‬


‫شخصية وال تكوف عف فعؿ الغير إال عمى سبيؿ االستثناء في القانوف‬
‫أيضا عمى المسئوؿ‬
‫الجنائي‪ ،‬وكذلؾ المدني فإنو يجوز رفع الدعوى المدنية ً‬
‫معنويا‪ ،‬وىو يكوف عمى‬
‫ً‬ ‫طبيعيا أو‬
‫ً‬ ‫شخصا‬
‫ً‬ ‫عف الحقوؽ المدنية وسواء كاف‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪355‬‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫ورد عمييما‬ ‫قانونا عف عمؿ غيره وذلؾ في حالتيف‬ ‫ً‬ ‫ىذا النحو مسئوالً‬
‫نص القانوف المدني‪ ،‬وحالة ثالثة نص عمييا قانوف اإلجراءات(‪.)2‬‬

‫احلوظيماألودي م‪:‬حالة المتبوع ويكوف مسئوالً عف فعؿ تابعو‪.‬‬

‫قانونا أو اتفاقًا رقابة شخص في‬


‫ً‬ ‫احلوظيماظـوغقي ‪:‬حالة مف يجب عميو‬
‫حاجة إلى الرقابة‪.‬‬

‫احلوظيماظـوظـي م‪:‬المؤمف لديو ويعني النص شركات التأميف‪ ،‬حيث يجوز‬


‫رفع الدعوى المدنية قبميا لتعويض الضرر الناشئ عف‬
‫الجريمة أماـ المحكمة التي تنظر الدعوى الجنائي‪ .‬وفي‬
‫ىذه الحالة تسري عمى المؤمف لديو جميع األحكاـ الخاصة‬
‫بالمسئوؿ عف الحقوؽ المدنية‪.‬‬

‫(‪ )430‬تدخؾمادللؽقلمسـماحلؼققمادلدغقي‪ :‬م‬

‫ظا عمى مصالح المسئوؿ عف الحقوؽ المدنية‪ ،‬فإنو يجوز تدخمو‬


‫حفا ً‬
‫مف تمقاء نفسو في الدعوى المدنية المرفوعة ضد المتيـ في أي حالة كانت‬
‫عمييا الدعوى وت قبؿ مف النيابة العامة والمدعي بالحقوؽ المدنية المعارضة‬
‫في قبوؿ تدخمو‪.‬‬

‫يجوز لممسئوؿ عف الحقوؽ المدنية أف يتدخؿ مف تمقاء نفسو في‬


‫الدعوى الجنائية في أية حالة كانت عمييا ىذه الدعوى‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أنظر في ذلؾ المواد ‪ 174 ،173‬مف القانوف المدني‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أنظر في ذلؾ القانوف رقـ ‪ 85‬لسنة ‪ ،1976‬بإضافة مادة جديدة برقـ ‪ 258‬وبنفس‬
‫القانوف أضيؼ إلى نياية المادة ‪ 253‬مف قانوف اإلجراءات الجنائية عبارة "والمؤمف لديو"‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪356‬‬

‫))‬
‫وفي المقابؿ فإنو يجوز إدخالو في الدعوى مف قبؿ المدعي بالحقوؽ‬
‫المدنية‪.‬‬

‫انفظم انثبٍَ‬

‫لىاػذ خُبر ادلذػٍ ادلذٍَ ثني انغرَك اجلُبئٍ وانغرَك ادلذٍَ‬

‫(‪ )431‬تؼلقؿموتلصقؾمػذهماظؼقاسد‪ :‬م‬

‫لممضرور مف الجريمة الحؽ في أف يختار أحد طريقيف المدني أو‬


‫الجنائي‪ ،‬ولكف ىذا الحؽ ليس مطمقًا‪ ،‬ذلؾ أنو قد ال يكوف لو مثؿ ىذا‬
‫الحؽ ابتداء‪ ،‬وذلؾ في الحاالت التي ال يجوز فييا رفع الدعوى المدنية أماـ‬
‫القضاء الجنائي‪.‬‬

‫وفي تفسير ىذه الحاالت‪ ،‬فقد يقوـ أوالً باختيار الطريؽ المدني فيقوـ‬
‫برفع دعواه أماـ المحكمة المدنية‪ ،‬وقد يعدؿ عف ىذا االختيار ويقوـ بترؾ‬
‫دعواه أماـ ىذه المحكمة ويختار الطريؽ الجنائي متى رفعت الدعوى‬
‫الجنائية بعد رفع دعواه المدنية أماـ المحكمة المدنية‪.‬‬

‫وقد يختار أوالً الطريؽ الجنائي وذلؾ بتحريؾ الدعوى الجنائية مباشرة‬
‫بشروط محددة‪ ،‬أو أف يتدخؿ أماـ المحكمة الجنائية فيما لو أقيمت أماميا‬
‫الدعوى الجنائية‪.‬‬

‫أخير فإف حؽ االختيار قد يسقط متى اختار أوالً الطريؽ المدني‬‫و ًا‬
‫لرفع دعواه المدنية في الوقت الذي كانت فيو الدعوى الجنائية مرفوعة أماـ‬
‫المحكمة الجنائية‪ ،‬حيث يسقط حقو في ترؾ الطريؽ المدني‪ ،‬ورفع دعواه‬
‫أماـ المحكمة الجنائية‪ ،‬متى توافرت باقي شروط ىذا السقوط‪ ،‬وحيث نرى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪357‬‬

‫))‬
‫أف حقيقة ىذا السقوط ليس في االختيار فقد يثبت لو ابتداء‪ ،‬وانما السقوط‬
‫المعني ىنا ىو الحؽ في العدوؿ عف اختيار الطريؽ المدني‪.‬‬

‫(‪ )432‬احلوالتماظيتمالمجيقزمصقفومرصعماظدسقىمادلدغقيمأعومماظؼضوءم‬
‫اجلـوئلمابؿداء‪ :‬م‬

‫متى توافرت حالة مف ىذه الحاالت‪ ،‬فإنو ال يكوف لممدعي المدني‬


‫حؽ االختيار في رفع دعواه بيف القضاء الجنائي والقضاء المدني‪ ،‬بمعنى‬
‫آخر فإنو يسد أمامو باب القضائي الجنائي‪.‬‬

‫(‪ )433‬احلوظيماألودي‪:‬مسدممحتركماظدسقىماجلـوئقيمأعومماظؼضوءماجلـوئل‪ :‬م‬

‫األساس في اختصاص القضاء الجنائي بالدعوى المدنية‪ ،‬قائـ عمى‬


‫تبعيتيا لمدعوى الجنائية التي ينظرىا فإذا لـ تكف ىناؾ دعوى جنائية قائمة‬
‫أمامو فبل يجوز ابتداء رفع الدعوى المدنية أماـ ىذا القضاء‪ ،‬ويتحقؽ ذلؾ‬
‫في عدة فروض‪ :‬األوؿ‪ :‬أف الدعوى الجنائية ذاتيا لـ يتـ رفعيا سواء مف‬
‫قبؿ النيابة العامة أو غيرىا مف الجيات التي ليا مثؿ ىذا الحؽ بواسطة‬
‫االدعاء المباشر‪.‬‬

‫صحيحا أماـ القضاء‬


‫ً‬ ‫الثاني‪ :‬فيو عدـ تحريؾ الدعوى ابتداء تحري ًكا‬
‫الجنائي‪ ،‬كما لو كانت الجريمة التي تعمقت بيا الدعوى الجنائية يتوقؼ‬
‫تحريؾ الدعوى فييا عمى شكوى أو إذف ولـ تقدـ الشكوى أو يصدر اإلذف‪.‬‬

‫وفي فرض ثالث‪ :‬قد تنقضي الدعوى الجنائية قبؿ رفع الدعوى‬
‫المدنية كما في حالة وفاة المتيـ أو العفو الشامؿ أو صدور حكـ بات‬
‫فييا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪358‬‬

‫))‬
‫أخير وفي فرض رابع‪ :‬قد ال تكوف المحكمة الجنائية مختصة وفقًا‬
‫و ًا‬
‫ألحكاـ قواعد االختصاص بنظر الدعوى الجنائية‪ ،‬ومف ثـ فإف ذلؾ يستتبع‬
‫عدـ جواز نظرىا لمدعوى المدنية قائمة بذاتيا ولو تـ رفعيا بإجراءات‬
‫صحيحة‪.‬‬

‫(‪ )434‬احلوظي ماظـوغقي‪ :‬مسدم مجقاز ماالدسوء مادلدغل مأعوم ماحملؽؿيم‬


‫اجلـوئقيمضوغقغًو‪ :‬م‬

‫وعدـ الجواز ىذا سنده القانوف ذاتو‪ ،‬حيث يحظر االدعاء المدني أماـ‬
‫بعض المحاكـ الجنائية كما بالنسبة لممحاكـ العسكرية ومحاكـ أمف الدولة‬
‫ومحكمة األحداث(‪.)1‬‬

‫وىكذا ومف استعراض الحاالت سالفة الذكر‪ ،‬فإنو يتضح لنا أف حؽ‬
‫االختيار بيف القضاء الجنائي والقضاء المدني‪ ،‬لـ يثبت أصبلً أو ابتداء‬
‫لممدعي بالحقوؽ المدنية‪.‬‬

‫(‪ )435‬رصعماظدسقىمادلدغقيمأعومماحملؽؿيمادلدغقيمأوالً‪ :‬م‬

‫ويعني ىذا أف المدعي المدني أخذ الطريؽ العادي والمألوؼ ألحكاـ‬


‫االختصاص القضائي بيف المحاكـ‪ ،‬ورفع دعواه المدنية أماـ المحكمة‬
‫المدنية المختصة‪ .‬وفي ىذه الحالة ال مجاؿ لمتحدث عف حؽ اختيار‪،‬‬
‫لماذا؟ ألف ىذه الحالة تفترض أف الدعوى الجنائية‪ ،‬لـ تكف قد رفعت بعد‬
‫أماـ القضاء الجنائي‪ ،‬ومف ثـ فمـ يكف أماـ المدعي المدني‪ ،‬إال طريؽ‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة (‪ )37‬مف القانوف رقـ ‪ 31‬لسنة ‪ 1974‬بشأف األحداث‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪359‬‬

‫))‬
‫واحد لسموكو وىو القضاء المدني‪ ،‬حيث رفع دعواه بالفعؿ أماـ ىذا‬
‫القضاء‪.‬‬

‫(‪ )436‬ثؾقتمحؼماالخؿقورمظؾؿدسلمادلدغلمبعدمرصعمدسقاهمادلدغقيم‬
‫أوالًمأعومماحملؽؿيمادلدغقي‪ :‬م‬

‫لثبوت ىذا الحؽ‪ ،‬فإنو يفترض أف الدعوى الجنائية قد رفعت إلى‬


‫المحكمة الجنائية‪ ،‬بعد قياـ المدعي المدني برفع دعواه المدنية أماـ‬
‫المحكمة المدنية‪ ،‬حيث يقوـ المدعي المدني بالخيار بيف أف يستمر في‬
‫دعواه أماـ المحكمة المدنية‪ ،‬أو أف يترؾ دعواه أماـ ىذه المحكمة‪ ،‬ويرفعيا‬
‫أماـ المحكمة الجنائية لتنظر فييا ىذه المحكمة مع الدعوى الجنائية‪.‬‬

‫(‪ )437‬ذروطمادؿعؿولمادلدسلمادلدغلمحلؼماالخؿقور‪ :‬م‬

‫إذا تحققت الحالة سالفة الذكر‪ ،‬فإف استعماؿ المدعي المدني لحقو في‬
‫اختيار الطريؽ المدني أو االستمرار فيو‪ ،‬أو رفع دعواه أماـ المحكمة‬
‫الجنائية‪ ،‬فيما يطمؽ عميو بحؽ الترؾ‪ .‬يشترط فيو أوالً‪ :‬رفع الدعوى الجنائية‬
‫تاليا لرفع المدعي المدني دعواه أماـ المدنية‪ ،‬كما‬
‫وأف يكوف ىذا الرفع ً‬
‫ثانيا‪ :‬أال يكوف بمكنة المدعي المدني تحريؾ الدعوى المباشرة‪ .‬ومف‬
‫يشترط ً‬
‫ث ـ فإنو يتعيف أف يكوف رفع الدعوى الجنائية قد تـ مف قبؿ النيابة العامة أو‬
‫قاضي التحقيؽ أو المحاكـ في الحاالت التي أجيز ليا حؽ تحريؾ الدعوى‬
‫الجنائية‪ ،‬أو المدعي بالحقوؽ المدنية إذا كاف ممف يتطمب القانوف منو‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪361‬‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫أخير أف يترؾ‬
‫ًا‬ ‫شكوى أو طمب لتحريؾ الدعوى الجنائية‪ ،‬كما يشترط‬
‫المدعي المدني دعواه أماـ المحكمة المدنية‪.‬‬

‫(‪ )438‬اظؼقد ماظذي مؼرد مسؾك محؼ مادلدسل مبوحلؼقق مادلدغقي ميفم‬
‫اخؿقورماظطرؼؼماجلـوئل‪ :‬م‬

‫يفترض ىذا القيد أف باب رفع الدعوى المدنية أماـ القضاء الجنائي‬
‫مفتوحا أماـ المدعي بالحقوؽ المدنية دوف عائؽ‪ ،‬إال أنو اختار رفع‬
‫ً‬ ‫كاف‬
‫دعواه أماـ القضاء المدني‪ ،‬وحتى يسقط حقو في االختيار فإنو يجب أف‬
‫تتوافر عدة شروط‪.‬‬

‫(‪ )439‬أوالً‪ :‬مأن مؼرصع مادلدسل مبوحلؼقق مادلدغقي مدسقاه مأعوم ماظؼضوءم‬
‫ادلدغل‪ :‬م‬

‫والمرجع في تحديد ما إذا كاف قد تـ رفع الدعوى مف عدمو‪ ،‬ىو‬


‫قانوف المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬حيث تكوف عمى ىذا النحو أي تـ رفعيا‬
‫إذا تـ إيداع صحيفتيا في قمـ كتاب المحكمة بناء عمى طمب المدعي‪،‬‬
‫حتى ولو لـ تقيد بالفعؿ لخروج ىذه اإلجراءات مف مفيوـ إجراءات رفع‬
‫الدعوى‪.‬‬

‫كما ال تعد الدعوى المدنية مرفوعة أماـ القضاء المدني وفقًا ليذا‬
‫الشرط إذا تـ رفعيا أماـ محكمة غير مصرية‪ ،‬أو رفعت بإجراءات صحيحة‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬حسف صادؽ المرصفاوي‪ ،‬المرص فاوي في الدعوى المدنية أماـ المحاكـ الجنائية‪،‬‬
‫ط ‪ ،1989‬ص ‪.354‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪360‬‬

‫))‬
‫ولكف القضاء المدني الذي رفعت أمامو قضى بعدـ اختصاصو بنظرىا‪،‬‬
‫وبالتالي فإنو يستطيع أف يرفعيا إلى القضاء الجنائي‪.‬‬

‫كما يشترط لبلدعاء في ىذه المرحمة‪ ،‬أف يتـ أماـ محكمة الدرجة‬
‫األولى وذلؾ حفاظًا عمى حقوؽ المدعى عميو سواء كاف المتيـ أو المسئوؿ‬
‫عف الحقوؽ المدنية أو كبلىما‪ ،‬ألف إجازة االدعاء المدني في غير ذلؾ‬
‫يعد تفويت درجة مف درجات التقاضي يعود بالضرر عمى المدعى عميو في‬
‫ىذه الدعوى‪ ،‬كما في حالة االدعاء المدني ألوؿ مرة أماـ محكمة الجنح‬
‫المستأنفة‪ ،‬وتفصؿ المحكمة الجنائية في قبوؿ االدعاء أو رفضو(‪.)1‬‬

‫مدنيا في المعارضة‬
‫ً‬ ‫ىذا ويجوز لممضرور مف الجريمة االدعاء‬
‫المرفوعة مف المتيـ أماـ محكمة أوؿ درجة‪ ،‬وذلؾ ألف المعارضة تعيد‬
‫القضية إلى حالتيا األولى‪ ،‬فبل يحرـ المتيـ بذلؾ مف إحدى درجات‬
‫التقاضي‪ ،‬ومف ثـ تكوف محكمة أوؿ درجة قد خالفت القانوف إذا قضت‬
‫مدنيا في المعارضة(‪.)2‬‬
‫مدعيا ً‬
‫ً‬ ‫بعدـ قبوؿ تدخؿ المضرور بوصفو‬

‫(‪ )440‬ثوغقًو‪ :‬مأن متؽقن ماظدسقى ماجلـوئقي مضد مرصعً مأعوم ماحملؽؿيم‬
‫اجلـوئقي مضؾؾ مضقوم مادلدسل مادلدغل مبرصع مدسقاه مأعومم‬
‫احملؽؿيمادلدغقي‪ :‬م‬

‫(‪)1‬‬
‫ويسري ذلؾ في حالة المعارضة ولو كاف ذلؾ أماـ محكمة أوؿ درجة‪ ،‬ومحكمة الموضوع في‬
‫حالة إعادة الفصؿ فييا بعد قبوؿ طعف النقض‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نقض ‪ ،1987/11/29‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬ص ‪ 55‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ ،166‬ص‬
‫‪.915‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪362‬‬

‫))‬
‫مفتوحا أماـ المدعي المدني‬
‫ً‬ ‫ومفاد ىذا الشرط أف الطريؽ الجنائي كاف‬
‫ولكنو اخت ار الطريؽ المدني ورفع دعواه أماـ المحكمة المدنية‪ ،‬وبالتالي فقط‬
‫تمسؾ باالختصاص األصيؿ وتنازؿ في الوقت نفسو في استعماؿ حقو في‬
‫ولوج الطريؽ الجنائي‪.‬‬

‫وتعد الدعوى الجنائية مرفوعة منذ المحظة التي تدخؿ فييا حوزة‬
‫(‪)1‬‬
‫التي تفسر عبارة رفع الدعوى‬ ‫قضاء الحكـ‪ ،‬خبلفًا لبعض اآلراء الفقيية‬
‫رجما بالغيب فقد تنتيي‬
‫بأف تكوف الدعوى قائمة أماـ سمطة التحقيؽ يعد ً‬
‫ىذه السمطة إلى إصدار أمرىا بأال وجو إلقامة الدعوى الجنائية‪ ،‬ومف ثـ‬
‫فمف تكوف ىناؾ دعوى جنائية حتى نبحث في حؽ الخيار بيف القضاء‬
‫الجنائي والقضاء المدني‪ ،‬إضافة إلى ما تقدـ فإف سقوط حؽ االختيار‬
‫يفترض أف المدعي المدني كاف أمامو كبل المحكمتيف المدنية والجنائية‪،‬‬
‫وىذا غير صحيح‪ ،‬فقد كاف أمامو في ىذا الفرض أو المفيوـ لرفع الدعوى‬
‫جية واحدة وىي المحكمة المدنية‪.‬‬

‫ومف الطبيعي أف يمجأ إلييا وال يدؿ ذلؾ عف تنازلو عف حؽ المجوء‬


‫إلى المحكمة الجنائية لرفع دعواه المدنية‪ ،‬وأف حقو في االختيار لـ يسقط‪،‬‬
‫وذلؾ إذا لـ تأمر المحكمة بإحالة الدعوى إلى المحكمة المختصة وفقًا لما‬
‫تقضي بو أحكاـ قانوف المرافعات المدنية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الدكتور‪ :‬توفيؽ الشناوي‪ ،‬نقد اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1954 ،‬ص ‪144‬‬
‫ىامش (‪.)11‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪363‬‬

‫))‬
‫(‪ )441‬ثوظـًو‪ :‬مأن متؽقن ماظدسقى ماظيت مؼراد مرصعفو مأعوم ماحملوطؿم‬
‫اجلـوئقيمػلمغػلفوماظدسقىماظيتمرصعفومبوظػعؾمأعومماحملؽؿيم‬
‫ادلدغقي‪ :‬م‬

‫ويعني ىذا الشرط‪ ،‬أنو إذا اتحدت الدعوى السابؽ رفعيا أماـ المحكمة‬
‫المدنية في السبب أو الموضوع أو الخصوـ‪ ،‬مع الدعوى التي يرغب في‬
‫رفعيا أماـ القضاء الجنائي سواء ابتداء أو ترؾ الدعوى المدنية أماـ‬
‫القضاء المدني ليذا السبب‪ ،‬فإنو وفقًا ليذا المفيوـ يسقط حقو في المجوء‬
‫إلى المحكمة الجنائية‪.‬‬

‫وبمفيوـ المخالفة فإنو إذا اختمفت الدعوى المدنية التي يرغب في‬
‫رفعيا أماـ المحكمة الجنائية في موضوعيا أو خصوميا مع تمؾ التي‬
‫قائما وال‬
‫رفعيا بالفعؿ أماـ المحكمة المدنية‪ ،‬فإف حقو في االختيار يعد ً‬
‫يسقط‪ ،‬كما لو كانت الدعوى المدنية أماـ القضاء المدني طرد مف عيف‬
‫لمغصب‪ ،‬فإف ذلؾ ال يسقط حؽ المضرور أو المدعي المدني في رفع‬
‫دعواه بالتعويض أماـ القضاء الجنائي‪ ،‬عف تزوير عقد إيجار العيف التي‬
‫تـ اغتصابيا(‪.)1‬‬

‫وال يعني االتحاد في الموضوع أو السبب أو الخصوـ أف تكوف كؿ‬


‫ىذه العناصر متحدة‪ ،‬وذلؾ أنو إذا اختمؼ عنصر واحد منيا‪ ،‬ظؿ حؽ‬
‫قائما‪ .‬ذلؾ أنو مف المتصور أف‬
‫المدعي المدني في اختيار الطريؽ الجنائي ً‬
‫يكوف المدعي المدني قد رفع دعواه المدنية أماـ المحكمة المدنية بطمب‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1977/11/12‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 28‬رقـ ‪ ،194‬ص ‪.925‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪364‬‬

‫))‬
‫التعويض عف المتيـ الذي ارتكب الجريمة‪ ،‬فإف ذلؾ ال يصادر عمى حقو‬
‫في رفع دعوى التعويض أماـ المحكمة الجنائية بطمب التعويض مف‬
‫المسئوؿ عف الحقوؽ المدنية وذلؾ الختبلؼ الخصوـ ومف ثـ فمـ تتحقؽ‬
‫الوحدة عمى الرغـ مف وحدة الموضوع‪.‬‬

‫كما أف الدعوى المدنية لممطالبة بقيمة الشيء تختمؼ في موضوعيا‬


‫عف الدعوى المباشرة إلعطاء شيؾ بدوف رصيد‪ ،‬ألف األخيرة موضوعيا ىو‬
‫التعويض المترتب عمى عدـ دفع الشيؾ(‪.)1‬‬

‫(‪ )442‬رابعًو‪ :‬مأن مؼؽقن مادلدسل مبوحلؼقق مادلدغقي مسؾك مسؾؿ مبلغف مضحم‬
‫يفماظطرؼؼماجلـوئلمضوئؿًوموضًمرصعمدسقاه‪ :‬م‬

‫وىذا الشرط يتطمبو المنطؽ وعمى الرغـ مف عدـ ورود نص إجرائي‬


‫ضمنا‪ ،‬ذلؾ أف سقوط حؽ االختيار بيف القضاء‬ ‫ً‬ ‫يتضمنو صراحة أو‬
‫المدني والجن ائي أو غمؽ الطريؽ الجنائي أماـ المدعي بالحقوؽ المدنية‬
‫لتنازلو عف ولوجو‪ ،‬ال يفترض وانما يجب أف يثبت عممو بأف حقو في رفع‬
‫قائما وقت رفع دعواه المدنية أماـ‬
‫دعواه المدنية أماـ القضاء الجنائي كاف ً‬
‫المحكمة المدنية‪ ،‬وعميو وحده أي المدعي بالحقوؽ المدنية أف يثبت جيمو‬
‫بقياـ ىذا الحؽ ليس بالنسبة لمنصوص اإلجرائية التي تعطيو مثؿ ىذا الحؽ‬
‫فيو دفع غير مقبوؿ في مجاؿ النصوص الجنائية بشقييا الموضوعي‬
‫واإلجرامي‪ ،‬وانما حيمة بالوقائع التي تتعمؽ بيذا الحؽ‪ .‬وذلؾ ال يحدث إال‬
‫بمناسبة قياـ المتيـ أو المسئوؿ عف الحقوؽ المدنية بإثارة ىذا الدفع أي‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1974/4/4‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 26‬رقـ ‪ 8‬ص ‪.393‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪365‬‬

‫))‬
‫سقوط حؽ المدعي بالحقوؽ المدنية في اختيار الطريؽ الجنائي‪ .‬حيث أف‬
‫ىذا الدفع ال يتعمؽ بالنظاـ العاـ‪ ،‬األمر الذي يعني أف المحكمة الجنائية‬
‫التي رفعت أماميا الدعوى المدنية رغـ سقوط حؽ المدعي المدني في‬
‫رفعيا أماميا‪ ،‬ال تستطيع أف تقضي بو مف تمقاء نفسيا‪ ،‬إذا لـ يدفع بو‪ ،‬أو‬
‫يتكمـ في الموضوع دوف أف يدفع بو حيث يفسر مسمؾ المتيـ أو المسئوؿ‬
‫عف الحقوؽ المدنية في ىذا الفرض عمى أنو يعد متنازالً عنو‪ .‬أي عف ىذا‬
‫الدفع‪ .‬كما أنو ال يجوز أف يدفع بو ألوؿ مرة أماـ محكمة النقض‪.‬‬

‫(‪ )443‬ادلرحؾيماظيتمجيقزمصقفوماالدسوءمادلدغلموطقػقؿف‪ :‬م‬

‫بادئ ذي بدء فإف االدعاء المدني جائز في جميع مراحؿ الدعوى‬


‫الجنائية ابتداء مف لحظة نشوء الخصومة‪.‬‬

‫(‪ )444‬أوالً‪:‬ميفمعرحؾيمذيعماالدؿدالالت‪ :‬م‬

‫يجوز االدعاء المدني في ىذه المرحمة‪ ،‬ذلؾ أنو لمف يدعي حصوؿ‬
‫مدعيا بحقوؽ مدنية في الشكوى التي‬
‫ً‬ ‫ضرر لو مف الجريمة‪ ،‬أف يقيـ نفسو‬
‫ي قدميا إلى النيابة العامة أو إلى أحد مأموري الضبط القضائي‪ ،‬وفي ىذه‬
‫المرحمة ال يفصؿ في ىذا الطمب سواء بالقبوؿ أو الرفض‪ ،‬ومرد ذلؾ عمى‬
‫أف الخصومة الجنائية لـ تبدأ بعد(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫يجب عمى مأمور الضبط القضائي في ىذه الحالة‪ ،‬أف يقوـ بتحويؿ الشكوى إلى النيابة‬
‫العامة مع المحضر الذي يحرره‪ ،‬وعمى النيابة العامة عند إحالة الدعوى إلى قاضي التحقيؽ‬
‫أف يحيؿ معيا الشكوى المذكورة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪366‬‬

‫))‬
‫ىذا ويترتب عمى مجرد تقديـ الطمب‪ ،‬ثبوت حؽ المدعي المدني في‬
‫وجوب قياـ النيابة العامة بإخطاره بأمر الحفظ في حالة صدوره مف قبميا‬
‫بعد اطبلعيا عمى المحضر المرفؽ بالطمب المقدـ منو‪ ،‬واذا توفي كاف‬
‫اإلعبلف لورثتو جممة في محؿ إقامتو‪.‬‬

‫(‪ )445‬ثوغقًو‪:‬ميفمعرحؾيماظؿقؼقؼماالبؿدائل‪ :‬م‬

‫يجوز االدعاء في ىذه المرحمة‪ ،‬سواء كانت النيابة العامة ىي التي‬


‫تتولى التحقيؽ‪ ،‬أو قاضي التحقيؽ‪ ،‬يكوف ذلؾ بموجب طمب يقدـ مف‬
‫المضرور مف الجريمة إلى الجية القائمة عمى التحقيؽ‪ ،‬ويتعيف الفصؿ في‬
‫ىذا الطمب بقبولو أو رفضو في خبلؿ ثبلثة أياـ مف تقديـ ىذا االدعاء وفي‬
‫تقديرنا أنو إذا كاف قد سبؽ لممضرور تقديـ طمب االدعاء في مرحمة جمع‬
‫االستدالالت‪ ،‬فإنو ليس ىناؾ ثمة ضرورة إلعادة تقديمو وتحتسب المدة‬
‫التي يتعيف الفصؿ فييا مف تاريخ ورود طمب االدعاء مف مأمور الضبط‬
‫القضائي إلى السمطة المختصة بالتحقيؽ االبتدائي‪.‬‬

‫يحا قد‬
‫وقبوؿ االدعاء المدني مف قبؿ سمطة التحقيؽ‪ ،‬كما يكوف صر ً‬
‫ضمنيا(‪ ،)1‬وفي تقديرنا أف عدـ إعبلف المدعي بالحقوؽ المدنية مف‬
‫ً‬ ‫يكوف‬
‫قبؿ ىذه السمطة بالقبوؿ أو الرفض خبلؿ ىذه المدة ىو قبوؿ االدعاء‬
‫أماميا‪ ،‬أما الرفض فإنو يشترط أف يكوف صراحة‪ ،‬وكذلؾ فقد أوجب القانوف‬
‫في ىذه الحالة إعبلنو بقرار الرفض‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وذلؾ بعدـ االعتراض عمى حضوره التحقيؽ أو إخطاره بموعد التحقيؽ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪367‬‬

‫))‬
‫ويترتب عمى ىذا نتيجة ىامة تتمثؿ في جواز قياـ المدعي المدني‬
‫بالطعف في قرار رفض طمبو‪ ،‬أماـ محكمة الجنح المستأنفة منعقدة في‬
‫غرفة المشورة‪ ،‬وذلؾ في خبلؿ ثبلثة أياـ مف وقت إعبلنو بالقرار‪.‬‬

‫(‪ )446‬ثوظـًو‪:‬ميفمعرحؾيماحملوطؿي‪ :‬م‬

‫إذا لـ يسبؽ لممدعي بالحقوؽ المدنية‪ ،‬تقديـ طمب االدعاء المدني ولـ‬
‫يكف ىناؾ ما يسقط حقو في االلتجاء إلى الطريؽ الجنائي فإنو يرفع دعواه‬
‫(‪)1‬‬
‫أماـ المحكمة الجنائية التي تنظر الدعوى الجنائية وذلؾ في أي‬ ‫المدنية‬
‫مرحمة مف مراحؿ نظر الدعوى حتى قفؿ باب‪.‬‬

‫(‪ )447‬احلؼقق ماظيت متـؾً مظؾؿدسل مادلدغل ميف محوظي مضؾقل مدسقاهم‬
‫ادلدغقي‪ :‬م‬

‫تختمؼ ىذه الحقوؽ باختبلؼ المرحمة التي تـ فييا قبوؿ دعواه أو طمبو‪.‬‬

‫(‪ )448‬أوالً‪:‬ميفمعرحؾيماظؿقؼقؼماالبؿدائل‪ :‬م‬

‫القاسـ المشترؾ في حقوؽ المدعي المدني في ىذه المرحمة ىو عممو‬


‫بمجريات التحقيؽ مف منطمؽ الدفاع عف مصالحو‪ ،‬والتي تتمثؿ في إثبات‬
‫التيمة عمى المتيـ‪ ،‬ولذلؾ فإف لو الحؽ في حضور جميع إجراءات‬
‫التحقيؽ وذلؾ ما لـ يرى المحقؽ ضرورة التحقيؽ في غيبتو‪ ،‬ويثبت لو‬
‫الحؽ كذلؾ في تقديـ كافة الدفوع والطمبات التي يرى تقديميا أثناء التحقيؽ‬

‫(‪)1‬‬
‫حاضر في الجمسة التي‬
‫ًا‬ ‫ويتـ ذلؾ إما بإعبلف المتيـ عمى يد محضر‪ ،‬أو أنو إذا كاف المتيـ‬
‫حاضرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫تنظر الدعوى الجنائية يقوـ المدعي المدني بتقديـ طمب بيذا المعنى فإذا لـ يكف‬
‫وجب تأجيؿ نظر الدعوى ويكمؼ المدعي المدني بإعبلف المتيـ بطمباتو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪368‬‬

‫))‬
‫عمى ضوء ما يرى لزومو‪ ،‬كما أف لو أي المدعي المدني الحؽ في أف‬
‫صور مف األوراؽ ًأيا كاف نوعيا – إال إذا‬
‫ًا‬ ‫يطمب عمى نفقتو أثناء التحقيؽ‬
‫كاف التحقيؽ حاصبلً بغير حضوره بناء عمى قرار صادر بذلؾ مف المحقؽ‬
‫وفي األحواؿ التي تتطمب ذلؾ‪ ،‬ويثبت لو الحؽ كذلؾ في طمب سماع‬
‫بعض الشيود وأف يبدي مبلحظاتو عمى أقواؿ مف تمت أخذ أقوالو بيذه‬
‫الصفة‪ .‬وتسري ىذه الحقوؽ حتى في الحالة التي يقوـ فييا مأمور الضبط‬
‫القضائي بالتحقيؽ بعد انتدابو لذلؾ مف قبؿ السمطة المخولة حؽ الندب‪.‬‬

‫ىذا وبالنسبة لمق اررات واألوامر التي تصدر خبلؿ ىذه المرحمة كما‬
‫في حالة القرار بعدـ وجود وجو إلقامة الدعوى‪ .‬وكذلؾ األوامر المتعمقة‬
‫بمسائؿ االختصاص‪ ،‬فإف لممدعي المدني أف يستأنفيا ولذلؾ فقد أوجب‬
‫القانوف أف يعيف المدعي المدني لو محبلً في البمدة الكائف فييا مركز‬
‫المحكمة التي يجري التحقيؽ فييا‪ ،‬ما لـ يكف أصبلً ىو مقيـ فييا واذا لـ‬
‫صحيحا(‪.)1‬‬
‫ً‬ ‫يفعؿ ذلؾ يكوف إعبلنو في قمـ الكتاب بكؿ ما يمزـ إعبلنو بو‬

‫(‪ )449‬ثوغقًو‪:‬ميفمعرحؾيماحملوطؿي‪ :‬م‬

‫متى قبؿ االدعاء أماـ المحكمة الجنائية التي تنظر الدعوى الجنائية‬
‫بالتبعية ليا‪ ،‬فإف المدعي المدني تثبت لو كافة الحقوؽ التي تثبت لمخصوـ‪،‬‬
‫حيث يتقدـ بكافة الطمبات التي تتعمؽ بسماع الشيود ومناقشتيـ وكؿ ما‬
‫يتعمؽ بالدعوى المدنية باستثناء حؽ االستئناؼ والنقض حيث يقتصر‬

‫(‪)1‬‬
‫المادة ‪ 79‬مف قانوف اإلجراءات‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪369‬‬

‫))‬
‫استعمالو ليذا الحؽ عمى الحكـ الذي تصدره المحكمة الجنائية في الدعوى‬
‫المدنية المرفوعة أماميا مف قبمو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪371‬‬

‫))‬
‫انفظم انثبنث‬

‫لىاػذ َظر انذػىي ادلذَُخ أيبو انمضبء اجلُبئٍ‬

‫(‪ )450‬متفقد‪ :‬م‬

‫متى قبؿ االدعاء المدني أماـ المحكمة الجنائية التي تنظر الدعوى‬
‫الجنائية‪ ،‬فإف ىناؾ مجموعة مف القواعد اإلجرائية الجنائية التي تحكـ‬
‫نظرىا ليذه الدعوى‪ ،‬عمى اعتبار أف اإلجراءات تتبع االختصاص حتى ولو‬
‫استثنائيا وحتى ولو كانت الدعوى المدنية قائمة بمفردىا‬
‫ً‬ ‫اختصاصا‬
‫ً‬ ‫كاف‬
‫أماـ ىذا القضاء في حاالت استثنائية محددة عمى سبيؿ الحصر‪ .‬كما يبرر‬
‫تطبيؽ قواعد اإلجراءات الجنائية عمى الدعوى المدنية‪ ،‬أنيا دعوى تابعة‬
‫لمدعوى الجنائية وما يترتب عمى ىذه التبعية مف نتائج ىامة‪.‬‬

‫ىذا ونستعرض بالشرح والتحميؿ‪ ،‬قواعد نظر ىذه الدعوى أماـ‬


‫القضاء الجنائي حتى صدور حكـ بات فييا‪ ،‬وتفترض ىذه القواعد أف‬
‫الدعوى قد تـ رفعيا بإجراءات صحيحة‪ ،‬وأف حؽ المدعي المدني في‬
‫قائما وقت رفعيا ولـ يسقط‪.‬‬
‫اختيار الطريؽ الجنائي كاف ً‬
‫(‪ )451‬أوالً‪:‬موجقبماظػصؾميفماظدسقىماجلـوئقيموادلدغقيمحبؽؿمواحد‪ :‬م‬

‫وىذا الوجوب نتيجة حتمية لقاعدة تبعية الدعوى المدنية لمدعوى‬


‫الجنائية التي تنظرىا المحكمة الجنائية التي رفعت أماميا الدعوى المدنية‬
‫بالتعويض أو قبمت االدعاء المدني أماميا‪ ،‬ومف ثـ يقوـ القاضي الجنائي‬
‫بالفصؿ في الدعوى المدنية في نفس الحكـ الذي يفصؿ فيو في الدعوى‬
‫الجنائية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪370‬‬

‫))‬
‫وتأسيسا عمى ذلؾ فإنو ال يجوز الفصؿ في الدعوى الجنائية وتأجيؿ‬
‫ً‬
‫الفصؿ في الدعوى المدنية التابعة ليا ألي سبب‪ ،‬ومتى تـ ذلؾ فإف ىذه‬
‫الدعوى لف يكف ليا وجود‪ ،‬طالما أف الدعوى الجنائية قد تـ الفصؿ فييا‪.‬‬
‫عسير خاصة‬
‫ًا‬ ‫أمر‬
‫ومف الواضح أف التزاـ المحكمة الجنائية عمى ىذا النحو ًا‬
‫وأنيا أي ىذه المحكمة ذات طابع واختصاص جنائي‪ ،‬والبت في موضوع‬
‫الدعوى المدنية والذي يتمثؿ في التعويض قد يستغرؽ الفصؿ فيو وقتًا‬
‫بل أو تحقيقات إضافية(‪ )1‬تخرج في مجمميا عف التحقيقات المألوفة أماـ‬
‫طوي ً‬
‫القضاء الجنائي‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى تعطيؿ الفصؿ في الدعوى الجنائية‬
‫رغـ صبلحيتيا لمفصؿ فييا وذلؾ حتى تنتيي المحكمة مف الشؽ الخاص‬
‫بالدعوى المدنية ليشمميا حكـ واحد‪ .‬ليذه االعتبارات فقد أجاز المشرع‬
‫اإلجرائي وعمى سبيؿ االستثناء مف ىذا االلتزاـ ورغـ قبوؿ المحكمة‬
‫(‪)2‬‬
‫المدنية إلى المحكمة‬ ‫الجنائية لبلدعاء المدني أماميا‪ ،‬أف تحيؿ الدعوى‬
‫المدنية ببل مصاريؼ يتحمميا المدعي المدني حيث لـ يخطئ ورفع دعواه‬
‫بإجراءات صحيحة وتـ قبوؿ دعواه‪ ،‬فإذا أغفؿ الحكـ الصادر في الدعوى‬
‫الجنائية الفصؿ في الدعوى المدنية التبعية‪ ،‬فإنو يكوف لممدعي المدني أف‬
‫يرجع إلى ذات المحكمة لمفصؿ فيما أغفمتو(‪.)3‬‬

‫(‪)1‬‬
‫كما ولو تطمب األ مر إجراء تحقيؽ لتحديد قيمة األمواؿ المسروقة‪ ،‬أو مقدار الضرر أو‬
‫تحديد صفة المدعيف بالحؽ المدني‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وال يجوز لممدعي أف يطعف في حكـ اإلحالة‪ ،‬ألنو ال ينيي الخصومة وال يمنع مف السير‬
‫فييا‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نقض ‪ ،1986/12/4‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ رقـ ‪ 191‬ص ‪،1112‬‬
‫نقض ‪ ،1986/3/9‬ص ‪ ،55‬رقـ ‪ ،74‬ص ‪.359‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪372‬‬

‫))‬
‫(‪ )452‬ثوغقًو‪ :‬مسدم مجقاز ماظػصؾ ميف ماظدسقى مادلدغقي مبدون مدسقىم‬
‫جـوئقيمضوئؿيمأعومماحملؽؿي‪ :‬م‬

‫ىذه القاعدة الفرعية تجد مصدرىا وتتفرع عف القاعدة األصمية والتي‬


‫تتمثؿ في قاعدة تبعية الدعوى المدنية لمدعوى الجنائية‪ ،‬فإذا لـ تكف ىذه‬
‫الدعوى الجنائي قد تـ رفعيا ودخمت في حوزة قضاء الحكـ‪ ،‬أو تـ رفعيا‬
‫بإجراءات غير صحيحة‪ ،‬فإف المحكمة الجنائية ال يجوز ليا أف تفصؿ في‬
‫الدعوى المدنية‪ ،‬ومؤدى ذلؾ أنو إذا كانت الدعوى الجنائية قد تـ رفعيا‬
‫أماـ المحكمة الجنائية بإجراءات صحيحة وأثناء نظرىا سقطت ىذه الدعوى‬
‫لسبب مف األسباب الخاصة بيا‪ ،‬إف الدعوى الجنائية في ىذا الفرض لف‬
‫تكوف قائمة أماـ المحكمة الجنائية ومف ثـ فبل يجوز ليذه المحكمة أف‬
‫تفصؿ في الدعوى المدنية التي رفعت أماميا بالتبعية لمدعوى الجنائية التي‬
‫سقطت‪ ،‬ونفس الحكـ في حالة الطعف في الحكـ الصادر في الدعوى‬
‫المدنية مف قبؿ المدعي وحده(‪.)1‬‬

‫(‪ )453‬ادؿــوءاتماظؼوسدة‪ :‬م‬

‫(‪ )454‬االدؿــوءماألول‪:‬مدؼقطماظدسقىماجلـوئقيمبعدمرصعفو‪ :‬م‬

‫وفي الفرض األخير السالؼ ذكره‪ ،‬أجاز المشروع لممحكمة الجنائية‬


‫أف تفصؿ في الدعوى المدنية وحدىا في غيبة الدعوى الجنائية متى كانت‬

‫(‪)1‬‬
‫كما ولو تطمب األمر إجراء تحقيؽ لتحديد نسبة قيمة األمواؿ المسروقة‪ ،‬أو مقدار الضرر‬
‫أو تحديد صفة المدعيف بالحؽ المدني‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪373‬‬

‫))‬
‫غيبتيا ناجمة عف وفاة المتيـ أو العفو الشامؿ أو التقادـ‪ ،‬ولذلؾ فإنو تعيف‬
‫عمى المحكمة أف تعرض لبحث عناصر الجريمة وتوافر أركانيا(‪.)1‬‬

‫(‪ )455‬االدؿــوء ماظـوغل‪ :‬ماظطعـ ميف ماحلؽؿ معـ مادلدسل مادلدغلم‬


‫دون غيره‪:‬‬

‫يفترض ىذا االستثناء‪ ،‬أف المحكمة تقيدت بالقاعدة الفرعية وىي‬


‫وجوب الفصؿ في الدعوييف أي الجنائية والمدنية في حكـ واحد‪ ،‬وبعد‬
‫صدور ىذا الحكـ‪ ،‬لـ يطعف المتيـ أو النيابة العامة في الشؽ الجنائي مف‬
‫الحكـ‪ ،‬في المقابؿ قاـ المدعي المدني بالطعف في الشؽ الخاص بالدعوى‬
‫المدنية‪ ،‬أو قاـ المتيـ أو المسئوؿ عف الحقوؽ المدنية بالطعف في ىذا‬
‫الشؽ فقط‪.‬‬

‫في الفرض المتقدـ‪ ،‬فإف محكمة الطعف سواء كانت المحكمة‬


‫االستئنافية أو محكمة النقض حسب المقتضى‪ ،‬سوؼ تنظر الدعوى المدنية‬
‫قاصر عمييا دوف الدعوى الجنائية والتي أصبح‬
‫ًا‬ ‫فقط وحكميا سوؼ يكوف‬
‫حائز لقوة الشيء المقضي فيو‪.‬‬
‫الحكـ الصادر فييا باتًا ًا‬

‫ولكف ىذه الحجية ال تصادر في الوقت نفسو عمى مخالفة الحكـ الذي‬
‫يصدر مف محكمة الطعف‪ ،‬لما قضى بو الحكـ الجنائية في الدعوى‬
‫الجنائية حتى في ثبوت الواقعة أو نسبتيا إلى المتيـ وكؿ ذلؾ تطبيقًا‬
‫لمقواعد اإلجرائية الجنائية في صبلحيات محكمة الطعف‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1987/6/4‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 54‬ؽ‪ ،‬رقـ ‪ /131‬ص ‪.735‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪374‬‬

‫))‬
‫(‪ )456‬االدؿــوءماظـوظٌ‪:‬مدسقىمادلؿفؿمضدمادلدسلمادلدغل‪ :‬م‬

‫سبؽ لنا ونحف بصدد بحث موضوع الدعوى المدنية‪ ،‬أنو يجوز لممتيـ‬
‫أف يطالب المدعي بالحقوؽ المدنية بتعويض الضرر الذي لحقو بسبب‬
‫الدعوى المدنية عميو‪ ،‬وىذه الدعوى تقوـ وترفع أماـ نفس المحكمة الجنائية‬
‫التي تنظر الدعوى الجنائية والدعوى المدنية التي رفعيا المدعي بالحقوؽ‬
‫المدنية‪.‬‬

‫ووجو االستثناء ىنا قد ال يكوف عمى القدر مف الوضوح لما سبقو مف‬
‫استثناءات ذلؾ أنو بالفعؿ توجد دعوى جنائية قائمة‪ .‬ولكف دعوى المتيـ ال‬
‫صمة ليا بيذه الدعوى‪ ،‬وانما صمتيا فقط تنحصر في االدعاء بخطأ‬
‫المدعي بالحقوؽ المدنية لما تشكمو دعواه ضد المتيـ مف ضرر قد وقع‬
‫عميو ومف ثـ تكوف دعواه بالتعويض ضد المدعي بالحقوؽ المدنية قائمة‬
‫بمفردىا أماـ المحكمة الجنائية دوف دعوى جنائية تابعة ليا‪ .‬ولعؿ الصحيح‬
‫أف دعوى المتيـ ىنا تكوف تابعة لمدعوى المدنية المرفوعة مف قبؿ المدعي‬
‫بالحقوؽ المدنية‪.‬‬

‫(‪ )457‬ثوظـًو‪:‬مالمتلثريمظرتكماظدسقىمادلدغقيمسؾكماظدسقىماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫وجود الدعوى الجنائية وحدىا أماـ القضاء الجنائي ىو الوضع‬


‫الطبيعي واألصؿ في قواعد توزيع االختصاص القضائي بيف المحاكـ‪ ،‬وقد‬
‫يتصور أف تنقضي الدعوى المدنية لسبب مف األسباب الخاصة بيا كما في‬
‫حالة التقادـ أو الوفاة أو التنازؿ‪ ،‬كما قد يترؾ المدعي بالحقوؽ المدنية‬
‫دعواه فما تأثير ىذا الترؾ عمى الدعوى الجنائية؟‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪375‬‬

‫))‬
‫أجاز المشرع لممدعي بالحقوؽ المدنية‪ ،‬أف يترؾ دعواه أماـ المحاكـ‬
‫الجنائية في أية حالة كانت عمييا الدعوى‪ ،‬أي الدعوى المدنية طالما أنو لـ‬
‫يصدر فييا بالطبع حك ـ بات فبل أثر في ىذه الحالة لترؾ دعواه‪ ،‬وكما‬
‫يحا ويتـ ذلؾ بوسيمة أو أكثر مف الوسائؿ التي وردت في‬
‫يكوف الترؾ صر ً‬
‫ضمنيا عمى النحو‬
‫ً‬ ‫قانوف المرافعات المدنية عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬قد يكوف‬
‫الذي أجازه قانوف اإلجراءات الجنائية في أحواؿ محددة عمى سبيؿ الحصر‬
‫منيا‪:‬‬

‫أنو يعتبر ترًكا لمدعوى عدـ حضور المدعي أماـ المحكمة بغير عذر‬
‫مقبوؿ بعد إعبلنو لشخصو‪ ،‬أو عدـ إرسالو وكيبلً عنو وكذلؾ عدـ إبدائو‬
‫طمباتو بالجمسة‪.‬‬

‫وآثار الترؾ تكوف مقصورة عمى الدعوى المدنية التي تعمؽ بيا الترؾ‬
‫وعمى التارؾ دوف غيره‪ ،‬وأىميا إلغاء جميع إجراءاتيا بما في ذلؾ صحيفة‬
‫الدعوى‪ ،‬وال يمتد أثر ىذا الترؾ إلى أصؿ الحؽ المرفوعة بو الدعوى‬
‫أيضا‪ ،‬فإف لـ يكف عمى‬
‫المدنية إال إذا سرح المدعي بالتنازؿ عف ىذا الحؽ ً‬
‫ىذا النحو‪ ،‬أجاز القانوف لو أي لممدعي بالحقوؽ المدنية أف يرفعيا مف‬
‫جديد إلى المحكمة المدنية المختصة‪ ،‬ولكف ليس لو طرح ىذه الدعوى أماـ‬
‫المحكمة الجنائية مرة أخرى متى سبؽ الحكـ بإثبات تركو ليا(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1992/5/28‬الطعف رقـ ‪ 7831‬لسنة ‪ 59‬ؽ‪ ،‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪376‬‬

‫))‬
‫وقصارى القوؿ أنو ال أثر ليذا الترؾ عمى الدعوى الجنائية‪ ،‬حيث‬
‫تستمر المحكمة في نظرىا‪ ،‬دوف توقؼ عمى الجية أو الشخص الذي‬
‫حركيا‪ ،‬أي حتى ولو تـ تحريكيا بطريؽ االدعاء المباشر‪.‬‬

‫سببا مف أسباب‬
‫ىذا وترؾ الدعوى المدنية عمى النحو المتقدـ‪ ،‬يمثؿ ً‬
‫انقضاء الدعوى المدنية‪ ،‬التي نص عمييا وأخضعيا ألحكامو قانوف‬
‫اإلجراءات الجنائية وذلؾ في المواد (‪ .)290-263‬إضافة إلى أف ىناؾ‬
‫أسبابا أخرى النقضاء ىذه الدعوى ورد النص عمييا ونظميا القانوف المدني‬ ‫ً‬
‫أخير التقادـ‪.‬‬
‫وىي الوفاء والمقاصة واإلبراء واستحالة التنفيذ و ًا‬

‫(‪ )458‬رابعًو‪ :‬ماظؼضوء مبرباءة مادلؿفؿ مظعدم مثؾقت ماظؿفؿي مؼؿالزم مععفم‬
‫احلؽؿمبرصضماظدسقى‪ :‬م‬

‫مؤدى ىذه القاعدة‪ ،‬أنو إذا استند حكـ المحكمة الجنائية في الدعوى‬
‫الجنائية عمى أساس عدـ ثبوت التيمة في حؽ المتيـ‪ ،‬فإنو يتعيف عمى‬
‫ال محكمة أف تحكـ برفض الدعوى المدنية المرفوعة بالتبعية لمدعوى النائية‬
‫في نفس منطوؽ الحكـ الصادر في ىذه الدعوى‪ ،‬حتى ولو ينص عمى ذلؾ‬
‫في منطوؽ الحكـ الجنائي(‪ ،)1‬ومف ثـ فإف المدعي بالحقوؽ المدنية يتوافر‬
‫لو الصفة والمصمحة في الطعف في الحكـ برفض الدعوى المدنية‪.‬‬

‫استنادا عمى عدـ حصوؿ الواقعة أصبلً أو‬


‫ً‬ ‫كما أف الحكـ بالبراءة‬
‫أيضا معو الحكـ برفض الدعوى عمى اعتبار أف‬
‫عمى عدـ صحتيا‪ ،‬يتبلزـ ً‬
‫اعتبار بأف قواـ‬
‫ًا‬ ‫المحكمة ال تممؾ أف تقضي بالتعويض عمى المتيـ‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1994/4/17‬الطعف رقـ ‪ 49117‬لسنة ‪ 59‬ؽ‪ ،‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪377‬‬

‫))‬
‫المسئوليتيف الجنائية والمدنية كمتييما ىو ثبوت حصوؿ الواقعة وصحة‬
‫نسبتيا إلى مقارفييا(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1989/1/22‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 55‬ؽ ‪ 27‬ص ‪.127‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪378‬‬

‫))‬
‫انفظم انراثغ‬

‫آثبر انذػىي اجلُبئُخ أو احلكى اجلُبئٍ‬

‫ػهً انذػىي ادلذَُخ ادلُظىرح أيبو انمضبء ادلذٍَ‬

‫(‪ )459‬متفقد‪ :‬م‬

‫الفرض ىنا أنو ال توجد عبلقة تبعية بيف الدعوى المدنية والدعوى‬
‫الجنائية فبل تعد األولى تابعة لمثانية‪ ،‬وذلؾ الختبلؼ جية القضاء التي‬
‫تنظر كؿ دعوى‪ ،‬األولى تنظرىا المحكمة المدنية والثانية تنظرىا المحكمة‬
‫الجنائية‪ ،‬كما أف القواعد القانونية التي تحكـ نظر كؿ دعوى تختمؼ عف‬
‫األخرى‪ .‬األولى تخضع لقواعد قانوف المرافعات المدنية والثانية تخضع‬
‫أخير فإف المضرور قد اختار الطريؽ‬
‫لقواعد قانوف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬و ًا‬
‫المدني لرفع دعواه المدنية دوف الجنائي فيو اتبع األصؿ في االختصاص‬
‫دوف االستثناء‪.‬‬

‫ورغـ كؿ ىذه االعتبارات المتقدمة التي ال تبرر وجود أثر أو أكثر‬


‫لمدعوى الجنائية أو لمحكـ الجنائي عمى الدعوى المدنية فإنو مع ذلؾ يظؿ‬
‫لمجريمة التي حركت الدعوى الجنائية أو صدر الحكـ بمناسبتيا‪ ،‬أثرىا عمى‬
‫الدعوى المدنية التي يكوف سببيا الضرر الذي أحدثتو وموضوعيا‬
‫التعويض عف ىذا الضرر‪ ،‬في الوقت الذي ال يكوف لؤلحكاـ المدنية أي‬
‫حجية أماـ القضاء الجنائي فيما يتعمؽ بوقوع الجريمة ونسبتيا إلى فاعميا‪،‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪379‬‬

‫))‬
‫حيث يتمسؾ المشرع بحرفية قواعد توزيع االختصاص القضائي أماـ جيات‬
‫المحاكـ(‪.)1‬‬

‫ومف تحميؿ آثار الدعوى والحكـ الجنائي عمى الدعوى المدنية نستطيع‬
‫إفراغيا في قاعدتيف‪:‬‬

‫حجية الحكـ الجنائي إزاء الدعوى المدنية‪.‬‬ ‫األولى ‪:‬‬

‫إيقاؼ الفصؿ في الدعوى المدنية حتى يفصؿ في الدعوى‬ ‫الثانية ‪:‬‬


‫الجنائية متى تـ رفعيا‪.‬‬

‫ونتناوؿ فيما يمي بالشرح والتحميؿ تفاصيؿ كؿ مف القاعدتيف‪:‬‬

‫(‪ )460‬أوالً‪:‬مضوسدةمحفقيماحلؽؿماجلـوئلمأعومماظؼضوءمادلدغل‪ :‬م‬

‫يخاطب المشرع بيذه القاعدة القاضي المدني ويقيده وىو بصدد نظر‬
‫الدعوى المدنية‪ ،‬بعدـ إصدار حكـ فييا يخالؼ ما قضى بو ىذا الحكـ‪.‬‬

‫(‪ )461‬ذروطماالظؿزاممبفذهماظؼوسدة‪ :‬م‬

‫حتى يمتزـ القاضي المدني بيذه القاعدة فإنو يتعيف توافر عدة شروط‬
‫مجتمعة‪:‬‬

‫(‪ )462‬أوالً‪:‬مصدورمحؽؿمجـوئل‪ :‬م‬

‫والحكـ الجنائي الذي تكوف لو الحجية‪ ،‬يتعيف أف تتوافر فيو عدة‬


‫ضوابط‪ ،‬حيث ينبغي أف يتحد منشأه مع موضوع الدعوى المدنية(‪،)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نقض ‪ ،1992/5/21‬الطعف رقـ ‪ 23647‬لسنة ‪ 59‬ؽ‪ ،‬حكـ غير منشور‪ ،‬نقض‬
‫‪ ،1986/5/29‬مجموعة أحكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 55‬ؽ رقـ ‪ ،117‬ص ‪.593‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪381‬‬

‫))‬
‫مفيوما عمى أف المحكمة المدنية ال تستطيع أف تفصؿ في موضوعيا دوف‬
‫ً‬
‫التعرض لمجريمة التي ارتكبت ومدى صحة نسبتيا إلى المتيـ بوصفو‬
‫صادر‬
‫ًا‬ ‫المدعى عميو في الدعوى المدنية‪ ،‬ويستوي في ىذا الحكـ أف يكوف‬
‫مف القضاء العادي أو االستثنائي شريطة أف يكوف مف محاكـ القضاء‬
‫(‪)2‬‬
‫حكما فاصبلً في موضوع الدعوى الجنائية‬ ‫ً‬ ‫يكوف‬ ‫أف‬ ‫ينبغي‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫الجنائي‬
‫سواء بالبراءة أو اإلدانة‪ ،‬األمر الذي يعني استبعاد األحكاـ الجنائية السابقة‬
‫أخير فإف الحكـ الجنائي الذي تكوف لو مثؿ‬
‫عمى الفصؿ في الموضوع‪ ،‬و ًا‬
‫صادر مف محكمة مصرية‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ىذه الحجية‪ ،‬يجب أف يكوف‬

‫(‪ )463‬ثوغقًو‪:‬مأالمؼؽقنمضدمصدرميفماظدسقىمادلدغقيمحؽؿًومبوتًو‪ :‬م‬

‫زمنيا‬
‫بموجب ىذا الشرط فإف لمحجية المتعمقة بالحكـ الجنائي نطاقًا ً‬
‫ال يتعده وىو أف يصدر الحكـ الجنائي البات‪ ،‬قبؿ صدور الحكـ المدني‬
‫البات بمعنى أف إصدار الحكـ البات في الدعوى المدنية‪.‬‬

‫تكوف لو قوة الشيء المقضي فيو وال يجوز المساس بو بموجب حكـ‬
‫تاليا لو‪.‬‬
‫جنائي صدر ً‬

‫(‪)1‬‬
‫وال يعني ذؾ االتحاد بيف الدعوى الجنائية والدعوى في الموضوع أو الخصوـ أو السبب‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وفي رأيي أف القرار الصادر مف جية إدارية ذات اختصاص قضائي بشأف فعؿ أو امتناع‬
‫جنائيا ويحوز الحجية المطمقة أماـ القضاء المدني‪ ،‬أنظر في‬
‫ً‬ ‫حكما‬
‫يجرمو القانوف‪ ،‬يعد ً‬
‫تفاصيؿ ذلؾ الدكتور‪ :‬إدوارد غالي الذىبي‪ ،‬حجية الحكـ الجنائي أماـ القضاء المدني‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1981‬ص ‪ 114‬وما بعدىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪380‬‬

‫))‬
‫(‪ )464‬ثوظـًو‪ :‬مأن مؼػصؾ ماحلؽؿ ماجلـوئل ميف مادلقضقسوت ماظيت مأدؾغم‬
‫سؾقفومادلشرعماحلفقي‪ :‬م‬

‫مفيوـ ىذا الشرط‪ ،‬أف المشرع لـ يسبغ الحجية عمى كؿ أجزاء الحكـ‬
‫الجنائي‪ ،‬وانما تخير بعض األجزاء التي قدر مسبقًا‪ ،‬أف المساس بيا مف‬
‫مساسا بحجية الحكـ الجنائي في الدعوى الجنائية‪،‬‬
‫ً‬ ‫قبؿ القاضي المدني يعد‬
‫كما قدر أنيا أي ىذه األجزاء ىي التر ترتبط بموضوع الدعوى المدنية‪،‬‬
‫وبمفيوـ المخالفة فإف أجزاء الحكـ األخرى ال تثبت ليا ىذه الحجية إال إذا‬
‫كاف فصؿ الحكـ الجنائي فييا ضرورًيا‪ ،‬والموضوعات أو األجزاء مف‬
‫الحكـ الجنائي التي تقتصر الحجية عمييا وردت عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬وذلؾ‬
‫عمى النحو التالي‪:‬‬

‫(‪-1- )465‬موضقعماجلرميي‪ :‬م‬

‫القاضي الجنائي ىو صاحب االختصاص في الفصؿ في وقوع‬


‫الجريمة ونسبتيا إلى المتيـ لموصوؿ إلى الغاية النيائية لمحكـ الذي يصدره‬
‫وتحديدا بالنسبة لعناصر الركف المادي لمجريمة‪،‬‬
‫ً‬ ‫سواء بالبراءة أو اإلدانة‪،‬‬
‫حكما‬
‫حيث ال يجوز لمقاضي المدني وىو ينظر الدعوى المدنية أف يصدر ً‬
‫مخالفًا لما فصمت فيو المحكمة الجنائية متعمقًا بأي عنصر مف عناصر‬
‫ىذا الركف‪ ،‬فإذا انتيت المحكمة الجنائية في واقعة ضرب أف المتيـ يسأؿ‬
‫عف ضرب بسيط‪ ،‬وال يسأؿ عف العاىة المستديمة التي حدثت لممجني‬
‫عميو‪ ،‬وذلؾ النتفاء عبلقة السببية بيف الفعؿ والنتيجة التي أفضت إلى‬
‫ذلؾ‪ ،‬فإنو يترتب عمى ذلؾ أنو ال يجوز لمقاضي المدني أف يحكـ لممدعي‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪382‬‬

‫))‬
‫المدني بالتعويض عف العاىة المستديمة التي لحقت بو والتي طمب‬
‫التعويض عف تحققيا حيث أف ذلؾ يخالؼ الحكـ الجنائي الذي نفى توافر‬
‫عنصر مف عناصر الركف المادي لمجريمة وىو عنصر عبلقة السببية بيف‬
‫الفعؿ والنتيجة اإلجرامية التي حدثت‪.‬‬

‫(‪-2- )466‬مغلؾيماجلرمييمإديمادلؿفؿ‪ :‬م‬

‫ال يكفي وقوع الجريمة أو ارتكابيا مف الجانب المادي أو الواقعي‬


‫وانما يجب أف يتضمف الحكـ الذي تكوف لو الحجية‪ ،‬نسبة ىذه الجريمة إلى‬
‫المتيـ سواء كاف فاعبلً أو شري ًكا‪ ،‬وال يقتصر ذلؾ عمى إدانة المتيـ عمى‬
‫ىذا النحو وانما تسري ىذه الحجية إذا نفى الحكـ إسناد الجريمة إلى المتيـ‬
‫ومف ثـ قضى بالبراءة وال فرؽ في أسانيد ىذه البراءة بيف نفييا عف المتيـ‬
‫قاطعا أي أنو لـ يرتكب الجريمة‪ ،‬أو عدـ كفاية أدلة اتيامو وىو ما‬
‫ً‬ ‫نفيا‬
‫ً‬
‫يستوجب الحكـ بالبراءة حيث يفسر الشؾ لصالح المتيـ في مرحمة‬
‫المحاكمة‪.‬‬

‫(‪-3- )467‬ماظقصػماظؼوغقغلمظؾفرميي‪ :‬م‬

‫لكؿ جريمة جنائية قيد ووصؼ ترفع بو الدعوى الجنائية‪ ،‬وقد تعدؿ‬
‫المحكمة مف وصؼ الجريمة فبل يقيدىا بيذا الشأف الوصؼ الذي تمت بو‬
‫إحالة الدعوى الجنائية‪ ،‬فإذا أصدرت حكميا بإدانة المتيـ بارتكاب الجريمة‬
‫بوصؼ محدد‪ ،‬فإنو ال يجوز لممحكمة المدنية أف تفصؿ في موضوعيا‬
‫استنادا عمى وصؼ آخر مغاير لوصؼ الحكـ الجنائي لمجريمة‪.‬‬
‫ً‬ ‫بالتعويض‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪383‬‬

‫))‬
‫(‪-4- )468‬مأنمؼؽقنمعومصصؾمصقفماحلؽؿماجلـوئلمضرورؼًو‪ :‬م‬

‫ومؤدى ىذا الشرط‪ ،‬أف تعرض القاضي الجنائي في حكمو لمفصؿ في‬
‫جزئية ال يدخؿ في نطاؽ اختصاصو الفصؿ فييا‪ .‬أو أنيا ال تتعمؽ‬
‫بالجريمة موضوع الدعوى الجنائية‪ .‬وال يقتضييا إثبات أو نفؽ التيمة‪ ،‬ال‬
‫مفيوما عمى أنو‬
‫ً‬ ‫تمزـ القاضي المدني وبالتالي تستبعد مف حجية الحكـ‪،‬‬
‫بموجب ىذا الشرط فإنو يجوز تجزئة حجية األحكاـ الجنائية‪ ،‬وقصرىا عمى‬
‫الجزء أو األجزاء مف الحكـ التي كاف الفصؿ فييا مف قبؿ المحكمة‬
‫عمديا لمنقوؿ فإف تعرضيا‬
‫ً‬ ‫الجنائية ضرورًيا‪ ،‬فإذا كانت الواقعة إتبلفًا‬
‫لمالؾ المنقوؿ يعد فصبلً في مسألة ضرورية لمقضاء ببراءة المتيـ‪ ،‬عمى‬
‫العكس مف ذلؾ إذا كانت الواقعة جريمة سرقة‪ .‬فإف فصؿ المحكمة في‬
‫حكميا باإلدانة بتعييف شخص معيف خبلؼ الجاني بوصفو مالؾ ىذه‬
‫األشياء يعد فصبلً في مسألة غير ضرورية مف جية إثبات أو نفي التيمة‬
‫ومف ثـ فإف ىذه الجزئية مف الحكـ ال تمزـ المحكمة المدنية وىي بصدد‬
‫شخصا آخر‬
‫ً‬ ‫نظرىا لمدعوى المدنية التي رفعيا مالؾ ىذا الشيء ولو كاف‬
‫خبلؼ ما ورد في حكـ المحكمة الجنائية‪.‬‬

‫وكما في جريمة النصب التي يتعيف لقياميا مف بيف أركانيا‬


‫وعناصرىا‪ ،‬أف يكوف المتيـ غير مالؾ لمماؿ الذي قاـ المتيـ بالتصرؼ فيو‬
‫وليس لو الحؽ في ذلؾ‪ ،‬وال يدخؿ في توافر ىذه الجريمة تحديد المالؾ‬
‫الحقيقي ليذا الماؿ‪ ،‬فإذا تعرض الحكـ الجنائي الصادر في الدعوى‬
‫الجنائية لنسبة ىذا الماؿ لشخص معيف‪ ،‬فإف ذلؾ يعد فصبلً في مسألة‬
‫غير ضرورية‪ ،‬ال يترتب عمييا أي حجية أماـ المحكمة المدنية وىي بصدد‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪384‬‬

‫))‬
‫نظرىا لمدعوى المدنية ومف ثـ فإنو يجوز لغير ىذا الشخص أف يطالب‬
‫بثبوت ممكيتو لذلؾ الماؿ بوصفو مال ًكا لو‪.‬‬

‫وكما في جريمة إصدار شيؾ بدوف رصيد‪ ،‬ال يعتد في توافرىا بسبب‬
‫تحريره أو الباعث عمى إصداره‪ ،‬ولذلؾ فإنو إذا تعرض الحكـ لسبب معيف‬
‫إلصدار الشيؾ‪ ،‬فإنو يكوف بذلؾ قد فصؿ في مسألة غير ضرورية ال‬
‫يترتب عمييا أي حجية أماـ المحكمة المدنية‪ ،‬بحيث أنو يجوز لممحكوـ‬
‫عميو باإلدانة مف قبؿ المحكمة الجنائية في ىذه الجريمة‪ ،‬أف يدفع مطالبة‬
‫سببا آخر غير‬
‫المستفيد بقيمة الشيؾ أماـ المحكمة المدنية‪ ،‬بأف لمشيؾ ً‬
‫مشروع خبلفًا لمسبب الذي ورد في حكـ المحكمة الجنائية‪ ،‬بأف كاف سبب‬
‫إصداره سداد ديف قمار أو مقابؿ لعبلقة غير شرعي أو غير ذلؾ مف‬
‫أسباب البطبلف‪.‬‬

‫(‪ )469‬المحفقيمظؾقؽؿماجلـوئلمبوظرباءةمألنماظػعؾمالمسوضىمسؾقفماظؼوغقن‪ :‬م‬

‫أسانيد البراءة متعددة ورغـ تعددىا ىذا فإف الحكـ الجنائي الذي يستند‬
‫عمييا لو الحجية بالنسبة لمدعوى المدنية‪ ،‬باستثناء الحكـ الجنائي الصادر‬
‫استنادا عمى أف القانوف ال يعاقب عمى الفعؿ الذي رفعت بو‬ ‫ً‬ ‫بالبراءة‬
‫الدعوى الجنائية‪ ،‬ومف ثـ فإف المحكمة المدنية التي تنظر الدعوى المدنية‬
‫ال تتقيد بيذا الحكـ‪ ،‬ومرد إىدار ىذه الحجية‪ ،‬قائـ عمى أف أحكاـ كؿ مف‬
‫المسئولية الجنائية والمسئولية المدنية تختمؼ عف األخرى‪ .‬والقوؿ بأف‬
‫الخطأ الجنائي انتفي أو ليس لو وجود‪ ،‬ال يعني القوؿ بالتبعية بانتفاء‬
‫الخطأ المدني الذي تقوـ عمى أساسو المسئولية المدنية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪385‬‬

‫))‬
‫(‪ )470‬رؾقعيماظدصعمحبفقيماحلؽؿماجلـوئل‪ :‬م‬

‫ىذا الدفع يعد مف الدفوع المتعمقة بالنظاـ العاـ‪ ،‬ومؤدى وصفو عمى‬
‫ىذا النحو‪ ،‬أنو يجب عمى المحكمة أف تقضي بو مف تمقاء نفسيا وال يجوز‬
‫النزوؿ عنو‪ ،‬إضافة إلى أنو أي ىذا الدفع يمكف االحتجاج بو في أية حالة‬
‫كانت عمييا الدعوى المدنية ويسري ذلؾ حتى لو كاف الدفع بو ألوؿ مرة‬
‫أماـ محكمة النقض‪.‬‬

‫(‪ )471‬اظؼوسدةماظـوغقي‪:‬مإؼؼوفماظػصؾميفماظدسقىمادلدغقيمإديمحنيم‬
‫اظػصؾميفماظدسقىماجلـوئقيمحبؽؿمبوت(‪ :)1‬م‬

‫النطاؽ الزمني لتطبيؽ ىذه القاعدة‪ ،‬يتحدد ىذا النطاؽ بأف تكوف‬
‫الدعوى الجنائية قد تـ تحريكيا أماـ سمطات التحقيؽ‪ ،‬أو دخوليا في حوزة‬
‫قضاء الحكـ المختص وأنو قد سبؽ ذلؾ رفع الدعوى المدنية أماـ المحكمة‬
‫المدنية‪ ،‬أو العكس تحركت الدعوى الجنائية‪ ،‬أو دخمت في حوزة القضاء‬
‫الجنائي المختص‪ ،‬ثـ رفع المدعي بالحقوؽ المدنية دعواه أماـ المحكمة‬
‫المدنية المختصة‪ ،‬أو تكوف الدعوى الجنائية قد تحركت بمباشرة النيابة‬
‫العامة لسمطتيا في تحريؾ الدعوى(‪.)2‬‬

‫(‪)1‬‬
‫قررت المادة ‪ 265‬مف قانوف اإلجراءات المصري أنو "إذا رفعت الدعوى المدنية أماـ‬
‫نيائيا في الدعوى الجنائية المقامة‬
‫ً‬ ‫المحاكـ المدنية‪ ..‬يجب وقؼ الفصؿ فييا حتى يحكـ‬
‫قبؿ رفعيا أو في أثناء السير فييا‪ ،‬عمى أنو إذا أوقؼ الفصؿ في الدعوى الجنائية لجنوف‬
‫المتيـ بفصؿ في الدعوى المدنية"‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكتور‪ /‬محمد زكي أبو عامر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.634‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪386‬‬

‫))‬
‫(‪ )472‬سؾيمػذهماظؼوسدة‪ :‬م‬

‫إقرار استمرار نظر كؿ مف الدعوى الجنائية والمدنية في وقت واحد‪،‬‬


‫يترتب عميو احتماؿ التعارض بيف األحكاـ إضافة إلى أف الفصؿ في‬
‫موضوع الدعوى المدنية‪ ،‬يتوقؼ عمى الفصؿ في جزئيات ىامة متعددة مف‬
‫الوجية الجنائية‪.‬‬

‫(‪ )473‬األثرماظذيمحيدثفمحترؼؽمأومرصعماظدسقىماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫يمزـ القانوف القاضي المدني بإيقاؼ نظر الدعوى أي إيقاؼ سيرىا‬


‫ويعتبر عف ذلؾ بأف "الجنائي يوقؼ المدني"‪ ،‬ومف الطبيعي لتحقؽ ىذا‬
‫األثر‪ ،‬أف تكوف الدعوى المدنية التي تخضع ليذه القاعدة قائمة عمى طمب‬
‫موضوعا لمدعوى‬
‫ً‬ ‫التعويض عف نفس الواقعة التي تشكؿ جريمة‪ ،‬وتكوف‬
‫أساسا‬
‫ً‬ ‫الجنائية سواء في مرحمة التحقيؽ االبتدائي أو المحاكمة أي أف ىناؾ‬
‫مشترًكا يجمع بيف كمييما‪.‬‬

‫(‪ )474‬عؿكمؼـؿفلماإلؼؼوف؟ م‬

‫بداىة ال يجوز أف يستمر إيقاؼ الدعوى المدنية ألجؿ غير مسمى‬


‫إنكار لمعدالة بشكؿ غير مباشر‪ ،‬حيث ينتيي ىذا اإليقاؼ‬
‫ًا‬ ‫وبالتالي يعد‬
‫بصدور حكـ بات في الدعوى الجنائية‪ ،‬وبالطبع يخرج مف ىذا المفيوـ أي‬
‫الحكـ البات كؿ مف األحكاـ االبتدائية والغيابية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪387‬‬

‫))‬
‫(‪ )475‬ادؿــوءمخوصمعـموجقبمصدورماحلؽؿماظؾوت‪ :‬م‬

‫يستثنى الحكـ الغيابي الصادر مف محكمة الجنايات في جناية‪ ،‬حيث‬


‫ال يكوف لو ميعاد لمطعف‪ ،‬وتعاد محاكمة المتيـ عند ضبطو أو حضوره‬
‫طواعية‪ ،‬وتاريخ أو أجؿ ذلؾ غير معموـ‪ ،‬ومف ثـ فإف اإليقاؼ في ىذه‬
‫الحالة ينتيي ويستمر نظر الدعوى الذاتية‪ ،‬بمجرد النطؽ بالحكـ الغيابي‬
‫في جناية‪.‬‬

‫أيضا مف وجوب صدور الحكـ الجنائي البات حتى‬ ‫ً‬ ‫كما يستثنى‬
‫ينتيي إيقاؼ نظر أو سرياف الدعوى المدنية‪ ،‬الحالة التي يتـ فييا إيقاؼ‬
‫الفصؿ في الدعوى الجنائية لجنوف المتيـ وذلؾ لتحقؽ نفس عمة االستثناء‬
‫األوؿ‪ ،‬حيث أف شفاء المتيـ الذي أصيب بالجنوف أمر غير مقطوع بو‬
‫وغير معموـ تاريخو‪ ،‬ومف ثـ فإنو يجب االستمرار في نظر الدعوى المدنية‬
‫وانياء اإليقاؼ‪.‬‬

‫(‪ )476‬ضوسدةماإلؼؼوفمعـماظـظومماظعوم‪ :‬م‬

‫مؤدى ذلؾ أف لكؿ خصـ الحؽ في التمسؾ بتطبيقيا إضافة إلى‬


‫وجوؼ األمر بيا دوف طمب وذلؾ متى توافرت مقتضيات تطبيقيا وفي أي‬
‫مرحمة كانت عمييا الدعوى المدنية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪388‬‬

‫))‬

‫انمطى انثبنث‬

‫انتحمُك اإلثتذائً‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪389‬‬

‫))‬
‫(‪ )477‬تؼلقؿ‪ :‬م‬

‫تناوؿ بالشرح والتحميؿ في ىذا القسـ االجراءات التى تندرج في‬


‫اطار التحقيؽ االبتدائى‪ ،‬والتى تقوـ باتخاذىا سمطة التحقيؽ وفقاً لسمطاتيا‬
‫التقديرية ما لـ يمزميا القانوف باتخاذىا‪ ،‬ثـ الفروض العممية التى ينتيى بيا‬
‫التحقيؽ االبتدائى‪ ،‬والتى اما اف تكوف باالحالة الى المحكمة المختصة‪،‬‬
‫واصدارىا لؤلمر باال وجو القامة الدعوى الجنائية ‪ ،‬وأخي اًر طرؽ الطعف في‬
‫اوامر التحقيؽ االبتدائى‪.‬‬

‫وذلؾ في بابيف‪:‬‬

‫األول‪:‬مخصوئصماظؿقؼقؼماالبؿدائكمواجراءاتف‪ .‬م‬

‫اظـوغك‪:‬ماظؿصرفميفماظؿقؼقؼماالبؿدائك‪ .‬م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪391‬‬

‫))‬

‫انجبة األول‬

‫خظبئض انتحمُك االثتذائً واجراءاته‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪390‬‬

‫))‬
‫انفظم األول‬

‫خظبئض انتحمُك االثتذائً‬

‫ادلجحث االول‬

‫االختظبص ثبنتحمُك االثتذائً‬

‫يحكـ ىذا االختصاص الجمع بيف وظيفتى االتياـ والتحقيؽ عمى‬


‫الرغـ مف مزايا الفصؿ بينيما‪ ،‬وقد تردد المشرع االجرائى المصرى بيف‬
‫االخذ بنظاـ الفصؿ‪ ،‬والتوسع في اختصاص قاضى التحقيؽ بإسناده إليو‬
‫عمى سبيؿ األصؿ ولمنيابة العامة عمى سبيؿ االستثناء‪ ،‬ثـ استقر عمى‬
‫نظاـ الجمع بيف وظيفتى االتياـ والتحقيؽ‪ ،‬واسند التحقيؽ لمنيابة العامة‬
‫ع مى سبيؿ األصؿ ‪ ،‬وتخويمو لقاضى التحقيؽ عمى سبيؿ االستثناء وفى‬
‫حاالت معينة‪.‬‬

‫(‪ )478‬اظـقوبيماظعوعي‪ :‬م‬

‫ىى صاحبة االختصاص االصيؿ في مباشرة التحقيؽ وفقاً‬


‫لمتعديبلت التشريعية التى اعتنقت الجمع بيف سمطتى االتياـ والتحقيؽ‪.‬‬

‫(‪ )479‬اظؼوضكمادلـؿدبمظؾؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫وفقا لمنظاـ االجرائى الجنائى المصرى‪ ،‬فبل توجد وظيفة قضائية‬


‫يطمؽ عمى شاغميا قاضى التحقيؽ عمى النحو المعموؿ بو في النظاـ‬
‫االجرائى الجنائى الفرنسى‪ ،‬وانما يجوز لمنيابة العامة في مواد الجنايات او‬
‫الجنح ‪ ،‬اذا ما رأت اف تحقيؽ الدعوى فييا بمعرفة قاضى التحقيؽ ‪ ،‬اكثر‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪392‬‬

‫))‬
‫مبلءمة بالنظر الى ظروفيا الخاصة‪ ،‬فإنيا تطمب في اية حالة كانت عمييا‬
‫الدعوى الى رئيس المحكمة االبتدائية ندب احد قضاة المحكمة لمباشرة ىذا‬
‫التحقيؽ ‪ ،‬ويتعيف االستجابة ليذا الطمب حتى ولو لـ تتوافر مبرراتو‪.‬‬

‫ىذا وقد منح المشرع المتيـ وكذلؾ المدعى بالقوؽ المدنية‪ ،‬حؽ‬
‫توجيو نفس الطمب الى رئيس المحكمة االبتدائية‪ ،‬الذى يصدر ق ارره بالندب‬
‫متى تحققت االسباب التى تبرر ذلؾ‪ ،‬واال رفض ىذا الندب ‪ ،‬ويكوف ق ارره‬
‫بيذا الشأف غير قابؿ لمطعف ويصدر بعد سماع اقواؿ النيابة العامة بشأف‬
‫طمب الندب‪ ،‬واذا صدر القرار بالموافقة تستمر النيابة العامة في مباشرة‬
‫اجراءات التحقيؽ االبتدائى الى اف يباشر التحقيؽ القاضى المنتدب‪.‬‬

‫ويستثنى مف جواز الندب بناء عمى طمب المتيـ او المدعى‬


‫بالحقوؽ المدنية‪ ،‬الدعوى التى تكوف موجية ضد موظؼ او مستخدـ عاـ‬
‫او احد رجاؿ الضبط لجريمة وقعت منو اثناء تأدية وظيفتو او بسببيا‪.‬‬

‫وبالموافقة عمى الندب ومباشرة قاضى التحقيؽ لمتحقيؽ تنفيذا لقرار‬


‫ندبو‪ ،‬يكوف ىو وحده مختصاً دوف غيره بتحقيؽ الدعوى ‪ ،‬وتكوف واليتو‬
‫قاصرة عمى الجريمة موضوع التحقيؽ وما يرتبط بيا مف جرائـ ارتباطا ال‬
‫يقبؿ التجزئة‪ .‬وال يخؿ بيذا االستئثار باالختصاص ‪ ،‬جواز قياـ القاضى‬
‫بتكميؼ احد اعضاء النيابة او احد مأمورى الضبط القضائى بالقياـ بعمؿ‬
‫معيف او اكثر مف اعماؿ التحقيؽ المتعمقة بالدعوى التى يقوـ بالتحقيؽ فييا‬
‫ندباً‪ ،‬باستثناء استجواب المتيـ حيث تكوف النيابة العامة بيذا شأنيا مأمور‬
‫الضبط القضائى وىذا امر غير منطقى حيث انيا تختص اصبل بسمطة‬
‫التحقيؽ االبتدائى‪ ،‬وحكمة حظر االستجواب بالنسبة لمأمور الضبط‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪393‬‬

‫))‬
‫القضائى ال تتحقؽ بالنسبة الستجواب النيابة العامة لممتيـ ندبا مف قاضى‬
‫التحقيؽ‪.‬‬

‫(‪ )480‬ادللؿشورمادلـؿدبمظؾؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫يجوز متى توافرت مبررات اسناد التحقيؽ االبتدائى لغير النيابة‬


‫العامة وانسحبت ىذه المبررات كذلؾ عمى ندب قاضى لمتحقيؽ‪ ،‬اف يقوـ‬
‫وزير العدؿ بتقديـ طمب يندب مستشار لمتحقيؽ‪ .‬وذلؾ مف بيف مستشارة‬
‫محكمة االستئناؼ‪ ،‬حيث يقدـ ىذا الطمب الى محكمة االستئناؼ‪ ،‬وىو في‬
‫حقيقتو قاضى لمتحقيؽ بدرجة مستشار‪ ،‬ىذا ويختص المستشار المنتدب‬
‫لمتحقيؽ‪ ،‬بإجراء التحقيؽ والتصرؼ فيو وذلؾ بصدد جناية او جنحة معينة‪،‬‬
‫او بالنسبة لعدة جرائـ مف نوع معيف يتـ تحديدىا في قرار الندب‪ ،‬ويمتد‬
‫اختصاصو لغير ىذه الجرائـ والجنايات او الجنح إذا كانت ىناؾ جرائـ‬
‫اخرى مرتبطة بيذه الجرائـ ارتباطاً ال يقبؿ التجزئة‪ ،‬ويحظر عمى النيابة‬
‫العامة ف اتخاذ اجراء او اكثر مف اجراءات التحقيؽ في ىذه الجرائـ‪ ،‬اذا ما‬
‫تـ انتداب قاض لتحقيقيا وتمتزـ كذلؾ بنفس ىذا الحظر اذا ما صدر قرار‬
‫الندب بالنسبة لممستشار ومباشرتو لمتحقيؽ استنادًا ليذا الندب‪ ،‬وصبلحيات‬
‫المستشار المنتدب لمتحقيؽ بالنظر الى درجتو في السمـ القضائى لقضاة‬
‫الحكـ‪ ،‬تكوف بالنسبة لمجرائـ محؿ الندب اكثر مف صبلحيات النيابة العامة‬
‫وقاضى التحقيؽ‪ ،‬حيث تكوف لو نفس الصبلحيات المقررة قانونا لمحكمة‬
‫الجنح المستأنفة منعقدة في غرفة المشورة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪394‬‬

‫))‬
‫ىذا وخبلفا لتولى القاضى او المستشار لمتحقيؽ االبتدائى بطريؽ‬
‫الندب سواء بناء عمى طمب النيابة العامة او المدعى المدنى أو المتيـ او‬
‫وزير العدؿ فانو يمكف القياـ بمثؿ ىذا التحقيؽ في احواؿ التصدى‪)1(.‬‬

‫(‪ )481‬علعقرماظضؾطماظؼضوئكمادلـؿدبمظؾؿقؼقؼ(‪ :)2‬م‬

‫يجوز ندب مأمور الضبط القضائى لعمؿ معيف او اكثر مف اعماؿ‬


‫التحقيؽ‪ ،‬ويصدر ىذا الندب سواء مف النيابة العامة او قاضى التحقيؽ‬
‫المنتدب‪ ،‬او مستشار التحقيؽ المنتدب‪ ،‬والقاسـ المشترؾ لصبلحيات‬
‫المأمور في حالة انتدابو مف اى جية مف جيات التحقيؽ المختصة اصبلً‬
‫او عمى سبيؿ االستثناء ىو عدـ جواز اف يشمؿ ندبو استجواب المتيـ‪ ،‬اال‬
‫اذا توافرت مبررات الخروج عمى ىذا الحظر‪ ،‬وقد وضع المشرع ضابطاً‬
‫عاماً لذلؾ وىو االحواؿ التى يخشى فييا فوات الوقت‪ ،‬ويشترط اف يكوف‬
‫بل بالعمؿ المندوب لو والزماً في كشؼ الحقيقة‪.‬‬
‫ىذا االستجواب متص ً‬

‫‪1‬‬
‫) انظر فى تفاصيؿ ذلؾ بند رقـ ( ) ص( )‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) انظر فى تفاصيؿ ذلؾ بند رقـ ( ) ص( ) مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪395‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبًَ‬

‫خظبئض انتحمُك االثتذائً‬

‫(‪ )482‬متفقد‪ :‬م‬

‫لمتحقيؽ اإلبتدائى الذى تقوـ بو النيابة العامة باعتبارىا الجية‬


‫االصمية المختصة مميزة عف التحقيؽ النيائى الذى يقوـ بو قضاء الحكـ‪،‬‬
‫وىذه الخصائص واحدة ال تختمؼ باختبلؼ الجية التى تقوـ بو عمى سبيؿ‬
‫األصؿ أو االستثناء سواء كانت قاضى التحقيؽ المنتدب‪ ،‬أو مستشار‬
‫التحقيؽ المنتدب‪ ،‬أو مأمور الضبط القضائى المنتدب‪ ،‬كما يتصؼ‬
‫التحقيؽ الذى يجرى في احواؿ التصدى بنفس ىذه الخصائص‪.‬‬

‫وأىمية ىذه الخصائص تتضح في اف البطبلف يترتب عمى فقد‬


‫التحقيؽ لبعض الخصائص الجوىرية كما في حالة االخبلؿ ببعض‬
‫ضمانات المتيـ في اثناء التحقيؽ معو‪ ،‬والتى قررىا القانوف بشكؿ الزامى‪،‬‬
‫وفى تقديرنا فإف ىذه الخصائص يمكف تفسيرىا في اطار ضمانات التحقيؽ‬
‫والتى تفترض دوف اف يكوف ذلؾ مف خصائص التحقيؽ اف جية التحقيؽ‬
‫جية محايدة تسعى الى كشؼ الحقيقة واف خصومتيا لممتيـ خصومة‬
‫شريفة ال تقوـ عمى االفتراء او التعسؼ او كيؿ االتيامات جزافاً حيث يكوف‬
‫ذلؾ اوضح في حالة تبنى النظاـ االجرائى الجنائى لمبدأ الفصؿ بيف‬
‫سمطتى التحقيؽ واالتياـ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪396‬‬

‫))‬
‫ادلغهت األول‬

‫تدوؼـماظؿقؼقؼ م‬

‫(‪ )483‬عوػقيماظؿدوؼـ‪ :‬م‬

‫مفيومو المعنى في ىذه الخاصية‪ ،‬ىو االثبات بالكتابة بمعرفة كاتب‬


‫النيابة المختص أو كاتب المحكمة حسب المقتضى‪ ،‬ومف يقوـ المحقؽ‬
‫بندبو بيذه الصفة أى كاتب التحقيؽ(‪ ،)1‬إلجراءات التحقيؽ التى تستمزـ‬
‫التدويف ومثاليا استجواب المتيـ– سماع الشيود‪ -‬اجراء المعاينة(‪)2‬‬

‫(‪ )484‬عومخيرجمعـمعػفقمماظؿدوؼـ‪ :‬م‬

‫ويخرج مف االلتزاـ بالتدويف‪ ،‬كؿ اجراء مف اجراءات التحقيؽ التى ال‬


‫تستمزـ تحرير محاضر كما في اوامر الضبط واالحضار والتفتيش والقبض‪،‬‬
‫واف كانت ىذه االجراءات يتـ اثباتيا في محاضر التحقيؽ بوصفيا مف‬
‫االجراءات التى قاـ بيا المحقؽ‪ ،‬بمعنى انو ال يشترط وجود كاتب عند‬
‫تحرير المحقؽ ألوامر التحقيؽ سالفة الذكر‪ ،‬النتفاء حكمة وجود الكاتب‬
‫وتدويف التحقيؽ‪ ،‬والتى تتمثؿ في تركيز المحقؽ الفكاره وتقييـ ودود افعاؿ‬
‫المتيـ والشيود مف خبلؿ التحقيؽ والتى يخرج منيا في تقديرنا رقابة‬
‫المحقؽ العماؿ الكاتب واوجب القانوف قياـ الكاتب اضافة الى المحقؽ‬

‫‪1‬‬
‫) ويشترط تحميفو اليميف القانونية قبؿ توليو تدويف التحقيؽ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) نقض ‪ ، 1993/3/2‬الطعف رقـ ‪ 7612‬لسنة ‪61‬ؽ ‪ ،‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪397‬‬

‫))‬
‫‪1‬‬
‫بالتوقيع عمى محاضر التحقيؽ والتى تـ تدوينيا بمعرفة الكاتب( )‪ ،‬وال‬
‫ينصرؼ االلتزاـ بتوقيع الكاتب عمى االجراءات الخاصة بالتحقيؽ التى ال‬
‫تدوف بمعرفة الكاتب كما في اوامر الحبس االحتياطى والقبض واالحضار‬
‫والتفتيش‪.‬‬

‫(‪ )485‬جزاءماالخاللمبوالظؿزاممبوظؿدوؼـ‪ :‬م‬

‫وااللتزاـ بتدويف اجراءات التحقيؽ التى تتطمب طبيعتيا ىذا التدويف‬


‫يترتب عمى االخبلؿ بو البطبلف النسبى‪ ،‬مفيوماً عمى انو مقرر لمف لو‬
‫مصمحة مباشرة في الحكـ ببطبلنو‪ ،‬وانو يجب الدفع والتمسؾ بو اماـ‬
‫محكمة الموضوع وال يجوز اثارتو ألوؿ مرة اماـ محكمة النقض‪ ،‬واخي اًر ال‬
‫يجوز لممحكمة اف تقضى بو مف تمقاء نفسيا‪.‬‬

‫ىذا وال تيدر كؿ قيمة لمحضر التحقيؽ الذى يقوـ وكيؿ النيابة‬
‫بتحريره بنفسو دوف االستعانة بالكاتب المختص او المنتدب ‪ ،‬حيث يعد‬
‫رغـ ذلؾ مف اجراءات االستدالؿ التى يصح االعتماد عمييا عمى اعتبار‬
‫اف مأمور الضبط القضائى ال يمتزـ بتدويف محاضره بمعرفة كاتب لمتحقيؽ‪،‬‬
‫والنيابة العامة رئيسة لمضبطية القضائية ومنثـ فبل تيدر كؿ قيمة لمحضر‬
‫التحقيؽ الذى لـ يدوف بمعرفة الكاتب المختص‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) يكتفى بيذا الشأف بتوقيع الكاتب عمى الصفحة االخيرة لممحضر بخبلؼ المحقؽ الذى يجب‬
‫عميو القياـ بالتوقيع عمى كؿ صفحة مف صفحاتو ‪ ..‬ويعتبر اف التحقيؽ قد تـ طبقاً لمقانوف ولو‬
‫لـ يوقع الكاتب عمى صفحاتو‪.‬‬
‫نقض ‪ ، 1993/6/6‬الطعف رقـ ‪ 2611‬لسنة ‪ 61‬ؽ ‪ ،‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪398‬‬

‫))‬
‫(‪ )486‬عومخيوظػماظؿدوؼـ‪ :‬م‬

‫ومفيوـ التدويف المعنى‪ ،‬ينصرؼ الى التسجيؿ الكتابى الحرفى لما‬


‫يتعمؽ بإجراء التحقيؽ المعنى كما في حالة استجواب المتيـ او سؤاؿ‬
‫الشيود‪ ،‬وال يغنى عنو تمخيص االقواؿ الذى قد يقوـ بو المحقؽ عمى سبيؿ‬
‫التيسير عمى الكاتب او اختصا ار لموقت‪ ،‬ويخؿ بالتدويف اغفاؿ الكاتب‬
‫اثبات جانب مف االقواؿ او تنقيحيا سواء بتعميمات مف المحقؽ او مف تمقاء‬
‫نفسو‪ ،‬وىو االمر الذى تترتب عميو المسئولية الجنائية والتأديبية متى‬
‫توافرت شروطيما‪.‬‬

‫ادلغهت انثبًَ‬

‫اظعالغقيماجلزئقيمظؾؿقؼقؼ م‬

‫(‪ )487‬اظؿقؼقؼمشريمسؾـكمبوظـلؾيمظؾفؿفقر‪ :‬م‬

‫نقصد بالعبلنية الجزئية‪ ،‬اف المشرع االجرائى لـ يأخذ بنظاـ السرية‬


‫المطمقة بالنسبة لمتحقيؽ االبتدائى لمكفالة‪ ،‬وانما قصرىا اى ىذه السرية‬
‫عمى الجميور او العامة‪.‬‬

‫ومؤدى ذلؾ انو ال يجوز حضور التحقيؽ في مكاف اجرائو او‬


‫االطبلع عمى اوراقو او اخذ صور عنيا لمجميور او العامة فيو يدور في‬
‫غرؼ مغمقة ال يتواجد فييا اال مف ليـ صفة قانونية في ىذا التواجد‪.‬‬

‫ولتأكيد الطابع غير العمنى او السرى لمتحقيؽ عمى النحو المتقدـ فقد‬
‫اعتبر المشرع اجراءات ىذا التحقيؽ والنتائج التى تسفر عنيا مف االسرار‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪399‬‬

‫))‬
‫والتى يعاقب عمى افشائيا ويسرى االلتزاـ بالكتماف عمى قضاة التحقيؽ‬
‫ومساعدييـ مف كتاب وغيرىـ ممف يتصموف بالتحقيؽ او يحضرونو بسبب‬
‫وظائفيـ او مينتيـ‪.‬‬

‫وليس ىناؾ مف لو مصمحة في الدفع بانتفاء السرية‪ ،‬اال اذا كاف‬


‫القصد منو اثبات حضور التحقيؽ مف قبؿ اشخاص ليست ليـ صفة‬
‫بل الى دفع اخر مؤداه اف اكراىا معنوياً قد وقع عمى نفسية المتيـ‬
‫توصي ً‬
‫عند استجوابو‪ ،‬كما لو حضر سجاف المتيـ التحقيؽ‪ ،‬وفى تقديرنا انو ليست‬
‫ىناؾ ضرورة(‪ )1‬لحضور احد مف أمورى الضبط القضائى الجراءات‬
‫التحقيؽ خاصة في حالة مباشرة استجواب المتيـ اال لضرورة تقدر بقدرىا‬
‫وال تخرج مف رقابة المحكمة االعمى لسبلمة مبررات الموافقة عمى حضوره‪،‬‬
‫ومع ذلؾ فاف اجراء التحقيؽ عبلنية ال يبطمو اال اذا كاف ذلؾ سندا لدفع‬
‫آخر يتصؿ بانتفاء السرية‪.‬‬

‫(‪ )488‬اظؿقؼقؼمسؾـكمبوظـلؾيمظؾفؿفقر(‪ )2‬م‬

‫القاعدة ىى العبلنية بالنسبة لمخصوـ ومفيوـ الخصوـ ينصرؼ الى‬


‫كؿ مف المتيـ والمجنى عميو والمدعى بالحقوؽ المدنية والمسئوؿ عنيا‬

‫‪1‬‬
‫) وىو ما اكدتو تعميمات النيابة العامة فى المادة (‪ )326‬مف تفادى حضور رجاؿ الشرطة اثناء‬
‫التحقيؽ‪ ،‬حتى ال يؤثر حضورىـ عمى ارادة الخصوـ اثناء ادالئيـ بأقواليـ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) وىو ما يسمح لكؿ خصـ بالدفاع عف مصالحو‪ ،‬وتوفى االضرار بياف وفى الوقت نفسو يشكؿ‬
‫ىذا الحضور نوعا مف الرقابة عمى اعماؿ المحقؽ بحيث يباشر العكؿ وىو متيقف مف اف كؿ‬
‫خصـ سوؼ يدافع عف مصمحتو التى قد يضر بيا مسمؾ خاطئ مف المحقؽ عمديا او غير‬
‫عمدى‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪411‬‬

‫))‬
‫اضافة الى وكبلئيـ والنيابة العامة اذا كاف القائـ بالتحقيؽ جية اخرى‬
‫خبلفيا‪.‬‬

‫وحضور المتيـ ىو امر ضرورى ولكنو مقصور عمى جمسة التحقيؽ‬


‫او االجراء الذى يتطمب حضوره كما في حالة استجوابو او سؤاؿ الشيود او‬
‫اجراء معاينة تصويرية لمحؿ الجريمة او مسرحيا وال يجوز اجراء التحقيؽ‬
‫في غيبتو اال اذا كاف ىاربا او بدر منو ما يستوجب ابعاده بصفة مؤقتة‬
‫واالستمرار في التحقيؽ‪ ،‬كما لو كاف في حالة ىياج شديد‪ ،‬وال يخؿ بيذه‬
‫الخاصية استمرار المحقؽ في مباشرة التحقيؽ بدوف حضور المتيـ لمرضو‪،‬‬
‫والمحامى الموكؿ او المنتدب ال يجوز منعو مف حضور التحقيؽ حتى ولو‬
‫تعدد المحاموف عف نفس المتيـ‪ ،‬واذا ابعد المتيـ مؤقتا اثناء اجراء التحقيؽ‬
‫او حاؿ طارئ عرضى دوف حضوره‪ ،‬فبل يجوز منع محاميو مف حضور‬
‫اجراءات التحقيؽ التى تتطمب طبيعتيا حضور المتيـ عمى اعتبار اف‬
‫المحامى ىو وكيؿ عنو فبل يجوز اف تشممو سرية التحقيؽ عمى النحو‬
‫السالؼ ذكره‪.‬‬

‫والمجنى عميو اذا لـ يدع مدنيا يعد بمثابة شاىد ومف ثـ تطبؽ عميو‬
‫احكاـ الشيود واجراءات حضورىـ لمتحقيؽ‪ ،‬اما اذا كاف في الوقت نفسو‬
‫مدعيا بالحؽ المدنى فانو يعد خصما مف خصوـ الدعوى الجنائية‪ ،‬يجب‬
‫حضوره اجراءات التحقيؽ ولكف ذلؾ بشرط ثبوت صفتو ىذه وقبوؿ جية‬
‫التحقيؽ ذلؾ‪ ،‬وما يسرى عمى المدعى بالحقوؽ المدنية‪ ،‬يسرى عمى‬
‫المسئوؿ عف الحقوؽ المدنية وذلؾ مف منطمؽ الدفاع عف مصالحو الميددة‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪410‬‬

‫))‬
‫بالخطر في حالة ادانة المتيـ‪ ،‬وكما يجوز حضورىـ بأشخاصيـ يجوز‬
‫حضر وكبلؤىـ لمتحقيؽ‪ ،‬وبشكؿ خاص محامى الخصـ‪.‬‬

‫(‪ )489‬حوالتماجراءماظؿقؼقؼميفمشقؾيماخلصقم‪ :‬م‬

‫ىذه االحواؿ محددة عمى سبيؿ الحصر في كؿ مف حالة‬


‫الضرورة(‪ )1‬وحالة االستعجاؿ‪ ،‬وال يكوف تقدير توافر ىذه الحاالت بمنأى‬
‫عف رقابة القضاء لمتثبيت مف توافر مبررات اجراء التحقيؽ في غيبة‬
‫الخصوـ‪.‬‬

‫(‪ )490‬طقػقيمحتؼقؼماظعالغقي‪ :‬م‬

‫اضافة الى حضور الخصوـ الشخصى او بوكبلء عنيـ الجراءات‬


‫التحقيؽ عمى اعتبار اف ذلؾ يمثؿ الصورة والتجسيد العممى لعبلنية التحقيؽ‬
‫بالنسبة ليـ‪ ،‬فقد اوجب القانوف اخطارىـ باليوـ الذى تباشر فيو اجراءات‬
‫التحقيؽ ومكاف التحقيؽ ولـ يحدد القانوف الشكؿ الذى يكوف عميو ىذا‬
‫االخطار فيو قد يكوف كتابة بخطاب مسجؿ او باالعبلف عمى يد محضر‬
‫او في قمـ الكتاب اذا لـ يعيف الخصـ محبل في البمدة الكائف فييا مركز‬
‫المحكمة التى يجرى التحقيؽ فييا اف لـ يكف مقيما فييا باستثناء المتيـ‬
‫الذى يكوف اعبلنو في محؿ اقامتو‪ ،‬واذا لـ يكف معموماً فإنو يصح اعبلنو‬
‫في قمـ الكتاب‪ ،‬كذلؾ يجوز اف يكوف االخطار شفاىة او تميفونيا‪ ،‬وفى‬

‫‪1‬‬
‫) والقصد مف ىذه الضرورة ىو مصمحة التحقيؽ ذاتو التى تجيز لممحقؽ اف يجرى التحقيؽ فى‬
‫سرية تشمؿ عدـ الحضور اضافة الى عدـ الحصوؿ عمى صور مف اوراؽ التحقيؽ خبلؿ الجمسة‬
‫او الجمسات التى فرضت عمييا السرية مف قبؿ المحقؽ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪412‬‬

‫))‬
‫جميع االحواؿ فإنو يجب اثبات اتخاذ ىذه الخطوات في محضر التحقيؽ‬
‫حتى يمكف فيما بعد تحقيؽ الدفع الذى قد يقدـ بالنسبة لبللتزاـ باإلعبلف‬
‫والعبلنية‪.‬‬

‫(‪ )491‬جزاءماالخاللمبوظعالغقي‪ :‬م‬

‫عمى الرغـ مف اف القضاء الجنائى‪ ،‬ال يرتب البطبلف كجزاء‬


‫لمخالفة العبلنية وحضور الخصوـ‪ ،‬اال اف الصحيح ىو بطبلف االجراء‬
‫وتحديدا بالنسبة لممتيـ عمى اعتبار اف ذلؾ يمثؿ ضمانة مف ضمانات‬
‫الدفاع وقد اىدرت باتخاذ االجراء في غيبتو وعمى دوف مقتض مف توافر‬
‫حالة الضرورة او االستعجاؿ‪ ،‬وىو اى البطبلف يعد نسبياً وال يجوز الدفع‬
‫بو لغير المتيـ حيث اف ذلؾ يتصؿ بالدرجة االولى بحقوؽ الدفاع التى‬
‫تقررت لمصمحتو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪413‬‬

‫))‬
‫انفظم انثبًَ‬

‫ئجراءاد انتحمُك االثتذائً‬

‫(‪ )492‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫الغاية والقصد مف التحقيؽ ىى كؼ الحقيقة والتحقيؽ مف صحة‬


‫االشتباه في ارتكاب الشخص لمجريمة‪ ،‬ولذلؾ فاف ما تـ في خبلؿ مرحمة‬
‫التحرى واالستدالؿ يعاد تقييمو مف قبؿ المحقؽ وتستخمص االدلة التى يرى‬
‫المحقؽ انيا عمى ىذا النحو‪ ،‬او يباشر اجراء او اكثر يرمى الى تأكيدىا‬
‫عمى نحو يقطع بصحة ىذا االشتباه او ينفيو‪ ،‬وكؿ ذلؾ مقدمة حتمية‬
‫وضرورية التخاذ القرار المناسب لمتصرؼ في التحقيؽ‪.‬‬

‫والمحقؽ لتحقيؽ الغاية والقصد مف التحقيؽ‪ ،‬اعترؼ لو المرع‬


‫بصبلحية اتخاذ العديد مف االجراءات ومنحو العديد مف السمطات لتحقيؽ‬
‫ذلؾ‪ ،‬جانب منيا يستيدؼ جمع االدلة وتمحيصيا وجانب آخر يستيدؼ‬
‫الحيمولة دوف ىروب المتيـ او تأثيره عمى االدلة‪ ،‬ونستعرض بالشرح‬
‫والتحميؿ في مبحثيف كؿ مف اجراءات جمع االدلة واالجراءات االحتياطية‬
‫ضد المتيـ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪414‬‬

‫))‬
‫ادلجحث األول‬

‫اجراءاد مجغ االدنخ‬

‫(‪ )493‬علؾؽمادلشرعماإلجرائلمحقولمحتدؼدػو‪ :‬م‬

‫لـ ترد ىذه االجراءات عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬وانما اورد المشرع النص‬
‫عمى مجموعة مف االجراءات التى يجوز لممحقؽ اتخاذىا ليس جميعيا‬
‫وانما البعض منيا‪ ،‬وىذه االجراءات عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬ولـ يكف مف حسف‬
‫السياسة التشريعية حصر ىذه االجراءات التى تستيدؼ جمع االدلة حيالة‬
‫جريمة قد تـ ارتكابيا بالفعؿ ذلؾ اف كؿ اجراء يكوف غرضو عمى ىذا‬
‫النحو واستوفى قواعد وضوابط الشرعية االجرائية بعد اجراء صحيحا ويندرج‬
‫في اطار اجراءات جمع االدلة والتى يجوز لممحقؽ اف يتخذىا بنفسو او اف‬
‫يأمر باتخاذىا‪ ،‬وفى النياية فاف سمطة تقدير ووزف ما اسفرت عنو ىذه‬
‫االجراءات تعود اليو وحده باعتباره القائـ والمسئوؿ عف ىذا التحقيؽ‪.‬‬

‫ويستثنى مف ذلؾ االجراءات التى تمس حرية الشخص الخاضع ليا‬


‫والتى وردت عمى سبيؿ الحصر ونستطيع االستدالؿ عمييا مف تزيد المشرع‬
‫في وضع ضوابط وشروط صحتيا‪ ،‬واحكاـ البطبلف المتعمقة بمخالفة قواعد‬
‫اتخاذىا‪.‬‬

‫واالجراءات التى تندرج في اطار ىذا الغرض اى جمع االدلة وتمحيصيا‬


‫ىى‪:‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪415‬‬

‫))‬
‫ادلغهت األول‬

‫االغؿؼولموادلعوؼـي م‬

‫غالبا ما يتبلزـ كبل االجراءيف‪ ،‬ذلؾ أنو اذا أبمغ المحقؽ بوقوع‬
‫الجريمة سواء مف قبؿ سمطة االستدالؿ او عمـ بيا مف غيرىا بأى وسيمة‬
‫مف وسائؿ العمـ والمعرفة‪ ،‬وكانت طبيعة الجريمة(‪ )1‬في تقدير المحقؽ‬
‫تتطمب مثؿ ىذا االنتقاؿ قاـ بو بشخصو ومعو كاتب التحقيؽ وسواء كانت‬
‫الجريمة التى انتقؿ الى مسرحيا او محؿ محاؿ ارتكابيا جناية او جنحة ال‬
‫فرؽ‪ ،‬وفى القميؿ مف الفروض العممية يقتصر االمر عمى االنتقاؿ فقط‪،‬‬
‫كما لو تعمؽ االمر بسؤاؿ شاىد مريض ال يقوى عمى الحضور الى مقر‬
‫المحقؽ‪ ،‬أو المجنى عميو المصاب اصابة خطيرة‪ ،‬أو استجواب متيـ نقؿ‬
‫الى المستشفى أو مسكف المتيـ لتفتيشو‪ ،‬والقاعدة في االنتقاؿ اف تقدير‬
‫االنتقاؿ مف عدمو متروؾ لسمطة المحقؽ التقديرية‪ ،‬باستثناء اخطاره بجناية‬
‫متمبس بيا حيث يمتزـ باالنتقاؿ الى مسرح الجناية دوف اف يترتب عمى‬
‫مخالفة ىذا الوجوب بطبلف او تحقؽ مسئوليتو التأديبية عف ذلؾ‪.‬‬

‫اما المعاينة المبلزمة ليذا االنتقاؿ‪ ،‬فيى اثبات حالة االشخاص‬


‫واالمكنة واالشياء وكؿ ما يفيد في كشؼ الحقيقة في محؿ او مسرح‬
‫الجريمة‪ ،‬وىكذا يكوف االنتقاؿ ىو المقدمة الطبيعية لممعاينة‪ ،‬وىذا االجراء‬
‫كما سبؽ استعراضو بالشرح والتحمؿ ونحف بصدد سمطات مأمور الضبط‬
‫القضائى يشكؿ اىمية خاصة اذا كؿ القائـ باالجراء ىو سمطة التحقيؽ‬

‫‪1‬‬
‫) ال جدوى مف االنتقاؿ فى جريمة سب او قذؼ ‪ ،‬او تزوير او ببلغ كاذب‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪416‬‬

‫))‬
‫ذاتيا فيو في حالة معاينة مأمور الضبط لمسرح الجريمة فإف المحقؽ يرى‬
‫ىذا المسرح بعيوف واحاسيس وفطنة مأمور الضبط‪ ،‬اما في المعاينة التى‬
‫يقوـ بيا بنفسو تكوف اكثر قرباً لمحقيقة فيو يرى مسرح الجريمة بعينو ىو‬
‫ذاتو‪.‬‬

‫وحتى تتحقؽ الفائدة مف المعاينة فإنيا يجب اف تتصؼ بالواقعية فبل‬


‫معنى لمعاينة جريمة ارتكبت منذ فترة طويمة او اف تكوف آثارىا قد اتمحت‬
‫بحكـ الظروؼ الجوية‪.‬‬

‫أما فحص االدلة المادية بمعرفة المحقؽ داخؿ مكاف التحقيؽ وطمب‬
‫افادة المتيـ عنيا او الشيود فبل تعد مف قبؿ المعاينة بوصفيا مف اجراءات‬
‫جمع االدلة‪.‬‬

‫وكما يجوز اف تتـ المعاينة في االماكف العامة‪ ،‬فإنو يجوز القياـ بيا‬
‫في االماكف الخاصة‪ ،‬ولكف ذلؾ بشرط االلتزاـ باألحكاـ االجرائية الخاصة‬
‫بدخوؿ ىذه االماكف‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪417‬‬

‫))‬
‫ادلغهت انثبًَ‬

‫غدبماخلرباء م‬

‫(‪ )494‬سؾيماظـدب‪ :‬م‬

‫قد تكوف ىنا بعض الجوانب الفنية التى يستعصى عمى المحقؽ‬
‫معرفتيا او االلماـ بيا‪ ،‬سواء بالنسبة ألدوات الجريمة التى يستبو في انيا‬
‫كذلؾ‪ ،‬كما في مسدس ضبط في محؿ الجريمة او مع المتيـ يشتبو في انو‬
‫اداة ارتكابيا او اثار توجد في جسـ الجانى ذاتو‪ ،‬يشتبو في صمتيا‬
‫بالجريمة كا في آثار جروح او خدوش برقبة المتيـ بارتكابو جريمة عمييا‬
‫الداخمية يشتب و في انيا بقع منوية في جريمة اغتصاب‪ ،‬او اتياـ احدى‬
‫الفتيات لشخص بمواقعتيا بإكراه وغير ذلؾ مف الجوانب الفنية التى يستحيؿ‬
‫عمى المحقؽ اف يقطع فييا برأى حيث يتطمب تحديد كنييا ومدى صمتيا‬
‫بالجريمة رأى اصحاب االختصاص اى الخبراء في مجاؿ التخصيص‬
‫المتعمؽ بالجانب المطموب فحصو وابداء الرأى الفنى حيالو‪.‬‬

‫(‪ )495‬اجلفيمادلكؿصيمبوظـدبمواجراءاتف‪ :‬م‬

‫األصؿ اف تكوف الجية القائمة بالتحقيؽ االبتدائى ليا مثؿ ىذه‬


‫الصبلحية مف تمقاء نفسيا دعما لمغاية مف اجراءات التحقيؽ التى تقوـ بيا‪،‬‬
‫ومع ذلؾ فقد اجاز قانوف االجراءات الجنائية المصرى‪ ،‬لمخصوـ طمب‬
‫ذلؾ‪ ،‬فإذا رأى المحقؽ مبلءمتو اى ىذا الطمب اصدر ق ارره او امره بندب‬
‫الخبير المعنى‪ ،‬ذلؾ انو قد يكوف مف مصمحة المتيـ نفسو اثبات حقيقة ما‬
‫نسب اليو مف اطبلؽ النيراف مف المسدس المضبوط‪ ،‬او كونو عنيتاً في‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪418‬‬

‫))‬
‫ادعاء بمواقعة انثى وغير ذلؾ مف الفروض فاذا كاف الندب بناء عمى طمب‬
‫المتيـ فاف الحبير يعد بذلؾ خبي اًر استشارياً ومف ثـ فانو ندبو ال يعد مف‬
‫اجراءات التحقيؽ وال يجوز تحميفو اليميف قبؿ اداء ميمتو حيث يقتصر ذلؾ‬
‫عمى الخبير المنتدب مف قبؿ سمطة التحقيؽ وبتقديرىا ىى وبشرط اال يكوف‬
‫قد سبؽ لو حمؼ اليميف قبؿ اعتماده في جدوؿ الخبراء كما في حالة‬
‫االطباء الشرعييف وخبراء االدلة الجنائية والمعمؿ الجنائى‪ ،‬ويترتب عمى‬
‫اغفاؿ تحميؼ الخبير المنتدب مف قبؿ سمطة التحقيؽ وبتقديرىا ىى (أى‬
‫ليس بناء عمى طمب الخصوـ) ‪ ،‬بطبلف التقرير الكتابى المقدـ منو والذى‬
‫يمتزـ بتقديمو عند االنتياء مف ميمتو‪.‬‬

‫ىذ ا وال يجوز الندب العاـ او المبيـ لمخبير‪ ،‬وانما يتعيف بدقة تحديد‬
‫المسائؿ المطموب الرأى الفنى حياليا وذلؾ عمى ضوء ظروؼ ومبلبسات‬
‫الجريمة التى يقوـ المحقؽ باحاطة الخبير عمماً بيا في مذكرة مكتوبة‪.‬‬

‫كما يجب عمى المحقؽ تحديد اجؿ لمخبير يتعيف في خبللو تقديـ‬
‫تقريره ويعد تجاوز ىذا األجؿ مبر اًر الستبداؿ ىذا الخبير بأخر والخبير‬
‫المنتدب مف قبؿ سمطة التحقيؽ يجوز رده مف قبؿ الخصوـ بما فييـ النيابة‬
‫العامة اذا كاف التحقيؽ تباشره جية خبلفيا‪ ،‬ويستند الرد عمى فقد الخبير‬
‫لمحيدة او الموضوعية في اداء ميمتو ف ويقدـ طمب الرد الى المحقؽ الذى‬
‫يجب عميو اف يفصؿ فيو بالقبوؿ او الرفض في خبلؿ ثبلثة اياـ مف يوـ‬
‫تقديمو‪ ،‬ومتى قدـ الطمب عمى ىذا النحو فإنو يجب عمى الخبير التوقؼ‬
‫عف االستمرار في مباشرة الميمة ‪ ،‬ما لـ يطمب منو المحقؽ االستمرار اذا‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪419‬‬

‫))‬
‫توافرت حالة مف حاالت االستعجاؿ‪ ،‬ومرد ذلؾ الى السمطة التقديرية لجية‬
‫الندب وىى سمطة التحقيؽ‪.‬‬

‫ادلغهت انثبنث‬

‫اظؿػؿقش م‬

‫(‪ )496‬متفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫اجراء التفتيش وحؽ القياـ بو او االمر بو‪ ،‬يعد مف اخطر‬


‫االجراءات التى تمس الحرية الفردية او حرمة المسكف‪ ،‬ولذلؾ فقد عنى‬
‫المشرع االجرائى بوضع العديد مف الشروط والضوابط الموضوعية‬
‫واالجرائية ليذا االجراء وذلؾ الحؽ‪ ،‬حتى ال ينحرؼ عف الغاية التى‬
‫استيدفا االعتراؼ لسمطة التحقيؽ بيذه الصبلحية الخطيرة‪.‬‬

‫ىذا وقد سبؽ لنا التعرض لمعديد مف الجزئيات المتصمة بالتفتيش‬


‫ونحف بمعرض شرح وتحميؿ االختصاصات االستثنائية لمأمور الضبط‬
‫القضائى ‪ ،‬التى تعرضنا ليا في ايجاز مقصود وكؿ ذلؾ في اطار التفتيش‬
‫الذى تقوـ بو أو تأمر بو سمطة التحقيؽ االبتدائى وذلؾ بالنسبة لكؿ مف‪:‬‬

‫أوالً‪:‬مادللوطـ‪ .‬م‬

‫ثوغقوً‪:‬ماالذكوص‪ .‬م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪401‬‬

‫))‬
‫اظػرعماألول م‬

‫تػؿقشمادللوطـ م‬

‫(‪ )497‬عػفقممادللؽـ‪ :‬م‬

‫لممسكف محؿ التفتيش مفيوـ اجرائى متميز عمى اعتبار اف احكاـ‬


‫التفتيش يقدر ما تشكؿ اعتداء عمى حرمتو ولكنو اعتداء تبرره المصمحة‬
‫العامة والعدالة التى تتطمب جمع االدلة في جريمة تـ ارتكابيا وىى في‬
‫الوقت نفسو تعد سياجاً لمحماية‪ ،‬فيى احكاـ بالغ المشرع في تفاصيميا‬
‫لتوفير اكبر قدر مف حماية حرمة المسكف ذلؾ انو اذا تـ التقيد بالشروط‬
‫الموضوعية واالجرائية لمتفتيش فانو لف يكوف ىناؾ انتياؾ ليذه الحرمة مف‬
‫الوجية القانونية‪ ،‬واف ظؿ مف الوجية العممية االنتياؾ قائما بمجرد التفتيش‬
‫حتى ولو تـ االلتزاـ بيذه الشروط‪.‬‬

‫والمشرع المصرى شأنو في ذلؾ شأف العديد مف التشريعات‬


‫االجرائية المقارنة‪ ،‬لـ يتضمف تعريفاً لممسكف الذى ىو محؿ التفتيش والذى‬
‫تحميو في الوقت نفسو شروط التفتيش الموضوعية واالجرائية‪.‬‬

‫وفى اعتقادنا اف التعريؼ االمثؿ لممسكف ىو الذى يأخذ في‬


‫االعتبار الغاية مف تقرير القواعد الخاصة بالتفتيش وىو حرمة الشخص‬
‫وحريتو الفردية وخصوصيتو‪ ،‬وىى اعتبارات تستبعد اوال كؿ مكاف عاـ‪،‬‬
‫ويتبقى بعد ذلؾ المكاف الخاص وليس كؿ مكاف خاص سكناً ومف ثـ وفى‬
‫تعريؼ المسكف عمى ضوء ذلؾ فإنو يكوف" المكاف الذى يقيـ فيو الشخص‬
‫فعبلً اى يمارس فيو حياتو العامة ويتمتع فيو بالخصوصية او المكاف الذى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪400‬‬

‫))‬
‫اعد ليذا الغرض دوف اشتراط االقامة فيو بصفة دائمة" ويصنؼ المسكف‬
‫عمى انو مف االماكف الخاصة ومف التعريؼ المتقدـ لممسكف محؿ الحماية‬
‫يتضح لنا اف معيار الغرض مف االستعماؿ ومعيار الممارسة الحياتية‬
‫العادية لبلنساف ىما المعوؿ عمييما في تعريفو‪ .‬ومف ثـ فإنو يخرج مف ىذا‬
‫المفيوـ االماكف العامة‪ ،‬واالماكف الخاصة التى لـ تعد لبلقامة فييا كما في‬
‫حالة مكاتب المحاميف واالطباء‪ ،‬ومع ذلؾ فإف استقطع جزء منيا وخصص‬
‫لمسكف فانو يعد مسكناً‪.‬‬

‫وكما ىو الشأف في االماكف العامة التى تتضمف غرفا لسكف‬


‫االطباء او الممرضات‪ ،‬او غرفا لمحراسة‪ ،‬وال دخؿ لتمتع المكاف بصفة‬
‫المسكف عمى سند الحيازة‪ ،‬ذلؾ اف حرمة المسكف ال ينظر فييا الى حماية‬
‫الحيازة‪ ،‬ومؤدى ذلؾ اف الغاصب لممكاف تحميو قواعد التفتيش وال عبرة‬
‫كذلؾ بمدة االقامة فقد تكوف االقامة مستمرة او متقطعة او مؤقتة عمى‬
‫النحو الذى جرى عميو عرؼ االستعماؿ في المصايؼ او المشاتى وال عبرة‬
‫كذلؾ بالمادة او الشكؿ الذى يكوف عميو المسكف فقد يكوف مف الطوب وىو‬
‫الشكؿ المعتاد‪ ،‬او مف الخشب او القماش او الصفيح او اية مادة اخرى‬
‫يمكف اف تحقؽ لمشخص الخصوصية‪ ،‬وكما يكوف ثابتا وىو الشكؿ‬
‫المعتاد‪ ،‬قد يكوف متحركاً في عربات النوـ لمرحبلت ‪ ،‬او القوارب او السفف‬
‫النيمية او البحرية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪402‬‬

‫))‬
‫(‪ )498‬عؾقؼوتمادللؽـ‪ :‬م‬

‫لـ يرد نص تشريعى(‪ )1‬في قانوف االجراءات المصرى يوفر الحماية‬


‫او يضع القيود والضوابط لممحقات المسكف بالتبعية ‪ ،‬لعدـ تعريفو لما يعد‬
‫مف ممحقات المسكف‪ ،‬ومف ثـ فاف امتداد مفيوـ المسكف مف ابتداع الفقو‬
‫اخذا بروح التشريع ولما عميو الواقع الفعمى لممساكف مف تخصيص بعض‬
‫المرافؽ لخدمة المسكف واف لـ تكف بغرض السكف‪ ،‬بؿ ويضميا مع المسكف‬
‫حيز مكانى واحد‪ ،‬بحيث يعد المسكف والممحؽ وحدة واحدة‪ ،‬ولتحديد مفيوـ‬
‫ممحقات المسكف يمكف االخذ بمعيار الشكؿ والغرض معاً‪ .‬وبالتالى فاف‬
‫ممحقات المسكف يقصد بيا كؿ ما يشغؿ حي از مكانياً واحداً مع المسكف‬
‫ويخصص لخدمة ساكنيو في االغراض المختمفة المعتادة كما في جراج‬
‫المسكف والحديقة وغرؼ الغسيؿ وحتى الغرؼ المخصصة لتربية الطيور‬
‫في اعمى المسكف والغرؼ المخصصة لمتخزيف وسمـ المسكف الداخمى‬
‫والخارجى(‪.)2‬‬

‫ولتحقيؽ ىذا المفيوـ‪ ،‬فاف الحيز المكانى الواحد يعنى اف تكوف ىذه‬
‫الممحقات‪ ،‬جزءاً مف ذات المبنى السكنى او منفصمة عنو ولكف يضميا مع‬
‫المسكف قطعة واحدة مف االرض تظير لمعياف انيا اى ىذه الممحقات تابعة‬
‫لممسكف‪ ،‬كما في حالة وجود سور دوف توقؼ عمى مادتو‪ ،‬اما اذا كانت‬

‫‪1‬‬
‫) خبلفاً لبعض القوانيف التى نصت صراحة عمى امتداد مفيوـ المسكف ليشمؿ ممحقاتو ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) الدكتور‪ /‬عبد المييمف بكر‪ :‬قانوف العقوبات – القسـ الخاص‪ -‬جرائـ االعتداء عمى‬
‫االشخاص واالمواؿ ‪ ،‬ص‪. .437‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪403‬‬

‫))‬
‫غير متصمة بالمسكف عمى ىذا النحو كما في المزارع فانو ال حاجة لصدور‬
‫اذف بالتفتيش(‪.)1‬‬

‫واوضح ما يكوف بالنسبة ليذه الجزئي حديقة المنزؿ‪ ،‬وحظائر‬


‫المواشى والتى ال يتصور االتصاؿ المادى بالمسكف ذاتو بالنسبة ليا(‪.)2‬‬

‫(‪ )499‬ذروطمصقيمتػؿقشمادللؽـ‪ :‬م‬

‫تنقسـ ىذه الشروط الى شروط موضوعية وأخرى اجرائية‪.‬‬

‫(‪ )500‬أوالً‪:‬ماظشروطمادلقضقسقيمظصقيماظؿػؿقش‪:‬‬

‫(‪-1- )501‬محتدؼدمادللؽـمحمؾماظؿػؿقش‪ :‬م‬

‫ويعنى ىذا الشرط‪ ،‬وجوب تحديد المسكف تحديدا نافيا لمجيالة‪ ،‬وليذا‬
‫التحديد اشكاؿ متعددة‪ ،‬فقد يكوف بذكر اسـ صاحب المسكف‪ ،‬او عنوانو‪،‬‬
‫او عبلمة مميزة لممسكف‪ ،‬كما في اذف التفتيش الصادر بتفتيش الشقة‬
‫الموجودة في الطابؽ االوؿ في العقار الموجود بو محؿ معيف شيير او اف‬
‫يصدر اذف التفتيش بتفتيش مسكف احد االشخاص فيكوف االذف صالحا‬
‫لتفتيش كؿ مسكف ليذا الشخص في حالة تعدد مساكنو‪ ،‬واذا اخطأ االذف‬
‫في اسـ المطموب تفتيشو فإف ذلؾ ال يبطؿ التفتيش طالما انو وقع عمى‬
‫بل‪.‬‬
‫مسكنو فع ً‬

‫‪1‬‬
‫) نقض ‪ ، 1993/11/3‬الطعف رقـ ‪ ، 19739‬ص ‪ 61‬ؽ‪ ،‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) الدكتور‪ /‬عبد المييمف بكر‪ :‬قانوف العقوبات – القسـ الخاص‪ -‬جرائـ االعتداء عمى‬
‫االشخاص واالمواؿ ‪ ،‬ص‪.437‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪404‬‬

‫))‬
‫(‪-2- )502‬ماالمؼؿؿؿعمادللؽـمحبصوغيمعمبدة‪ :‬م‬

‫ويقصد بيذا الشرط‪ ،‬انو ال يجوز تفتيش المساكف التى تتمتع بحصانة‬
‫مؤيدة أى ليست مرىونة باتخاذ اجراء سابؽ يجيز رفعيا كما في حالة‬
‫مساكف(‪ )1‬المبعوثيف الدبموماسييف والتى يقرر العرؼ الدولى حصانتيا في‬
‫بشروط ثبوت الصفة‬ ‫مواجية االجراءات الجنائية ومف بينيا التفتيش‬
‫الدبموماسية لصاحب المسكف‪ ،‬وكذلؾ مسكف عضو مجمس الشعب او‬
‫الشورى وذلؾ بالنسبة لؤلفعاؿ التى تدخؿ في نطاؽ الحصانة الموضوعية‬
‫والتى نص عمييا الدستور المصرى في المادة ‪ "98‬ال يؤاخذ اعضاء مجمس‬
‫الشعب‪ ،‬عما يبدونو مف االفكار واآلراء في اداء اعماليـ في المجمس او‬
‫في لجانو"‪.‬‬

‫اما اذا رفعت الحصانة عف العضو المعنى‪ ،‬وذلؾ بصدور اذف بذلؾ‬
‫مف المجمس المعنى الذى يتبعو العضو فانو يجوز في ىذه الحالة تفتيش‬
‫مسكنو‪.‬‬

‫(‪ -3- )503‬مان متؽقن ماجلرميي ماظؿك مؼؿعؾؼ مبفو ماظؿػؿقش مجـوؼي ماوم‬
‫جـقيموضعًمصعال‪ :‬م‬

‫ومؤدى ىذا الشرط‪ ،‬استبعاد المخالفات مف نطاؽ الجرائـ التى يجوز‬


‫تفتيش المساكف بالنسبة لممتيـ بارتكابيا‪ ،‬كما تستبعد ايضا الجرائـ التى لـ‬

‫‪1‬‬
‫) بالنسبة لحرمة مقر البعثة الدبموماسية ‪ ،‬فانو يتمتع بحصانة دبموماسية‪ ،‬ومف ثـ فمو حصانة‬
‫اجرائية ‪ ،‬فبل يجوز اقتحامو او تفتيشو الى سبب مف االسباب اال بموافقة رئيس البعثة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪405‬‬

‫))‬
‫تقع فعبل اى الجرائـ المستقبمية او التى يحتمؿ ارتكابيا ميما كاف ىذا‬
‫االحتماؿ قويا او شبو مؤكد‪.‬‬

‫(‪-4- )504‬مانمؼؿفؿمصوحىمادللؽـماومحوئزةمبورتؽوبماجلرمييموانم‬
‫تؿقاصرمدالئؾمطوصقيمسؾكماتفوعف‪ :‬م‬

‫ال يكفى اف تكوف ىناؾ جناية او جنحة قد تـ ارتكابيا بالفعؿ ‪ ،‬وانما‬


‫يجب اف ينسب ارتكابيا الى شخص محدد وىو الشخص المطموب تفتيش‬
‫مسكنو‪ ،‬ومجرد االتياـ ال يكفى وانما يجب اف تتوافر(‪ )1‬دالئؿ كافية عمى‬
‫نسبة او صحة ىذا االتياـ ذلؾ اف مجرد التبميغ عف ارتكاب شخص لجناية‬
‫او جنحة ال يكفى لمقياـ بتفتيش مسكنو او القبض عميو‪ .‬وانما يجب اف‬
‫تكوف ىناؾ تحريات جدية يستخمص منيا توافر دالئؿ كافية عمى صحة‬
‫اتياـ ىذا الشخص ومف ثـ االذف بتفتيش مسكنو وغير ذلؾ مف االجراءات‬
‫التى يرى المحقؽ مناسبتيا‪ ،‬وتقدير جدية ىذه التحريات السمطة التحقيؽ ‪،‬‬
‫وذلؾ تحت اشراؼ محكمة الموضوع بحيث اذا اقرت ما انتيت اليو ىذه‬
‫السمطة‪ ،‬فبل يجوز المجادلة فيو اماـ محكمة النقض‪.‬‬

‫ىذا وفى حالة ما اذا تطمب االمر تفتيش مسكف غير المتيـ فإنو ال‬
‫يجوز لمنيابة العامة اف تأمر او تأذف بو‪ ،‬اال بعد صدور اذف مف القاضى‬

‫‪1‬‬
‫) وقد قضى بأف ما شاىده الضبط الشخاص يحتسوف الخمر فى احد المحبلت قبؿ صدور‬
‫ترخيص ليا‪ ،‬اضافة الى ضبط زجاجتيف مفتوحتيف بالمحؿ ال يعد دليبل عمى جدية تحريات الشرطة‬
‫عمى النحو الذى خمصت اليو محكمة الموضوع ألف ذلؾ بعد عنص ار جديدا فى الدعوى الحقا عمى‬
‫تحريات الشرطة وعمى اصدار اإلذف بالتفتيش‪.‬‬
‫نقض ‪ ، 1986/12/11‬مجموعة احكاـ محكمة النقض ‪ ،‬س ‪ 56‬ؽ رقـ ‪ 211‬ص‪.1159‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪406‬‬

‫))‬
‫الجزئى بذلؾ وبشرط اف تكوف ىناؾ امارات قوية عمى اف غير المتيـ حائز‬
‫الشياء تتعمؽ بالجريمة‪ ،‬ويصدر القاضى الجزئى ىذا االذف بعد اطبلعو‬
‫عمى االوراؽ وسماع اقواؿ مف يرى لزوـ تفتيش منزلو‪.‬‬

‫(‪-5- )505‬ماظؿؼقدمحبدودماظغرضمعـماظؿػؿقش(‪ :)1‬م‬

‫ويستيدؼ ىذا الشرط‪ ،‬مواجية التفتيش التعسفى او التحكمى‪ ،‬الذى ال‬


‫يكوف ىدفو البحث عف االشياء او االوراؽ الخاصة بالجريمة التى اجاز‬
‫القانوف التفتيش مف اجؿ ضبط ادلة ارتكابيا‪.‬‬

‫ومع ذلؾ فاف ىناؾ استثناءات مف التقيد بأحكاـ ىذا الشرط ويسرى‬
‫ىذاف االستثناءاف سواء كانت النيابة العامة ىى القائمة بالتفتيش او مأمور‬
‫الضبط القضائى الذى تندبو ليذا الغرض‪ ،‬وقد سبؽ لنا استعراض اوجو‬
‫االستثناء ىذه ونحف بمعرض شرح وتحميؿ االختصاصات االستثنائية‬
‫لمأمور الضبط القضائى‪.‬‬

‫(‪ )506‬االدؿــوء ماألول‪ :‬متػؿقش معـ مؼؿقاجد ممبلؽـ مادلؿفؿ ماثـوءم‬


‫تػؿقشف‪ :‬م‬

‫القاعدة أف االذف بتفتيش المسكف ال ينصرؼ الى تفتيش االشخاص‬


‫ا لموجوديف بيذا المسكف‪ ،‬ومف ثـ يتقيد القائـ بالتفتيش سواء كاف سمطة‬

‫‪1‬‬
‫) ذلؾ اف المادة (‪ ) 51‬مف قانوف االجراءات الجنائية تنص عمى انو ال يجوز التفتيش اال‬
‫لمبحث عف االشياء الخاصة بالجريمة الجارى جمع االستدالالت او حصوؿ التحقيؽ بشأنيا ومع‬
‫ذلؾ اذا ظير عرضا اثناء التفتيش وجود اشياء تعد حيازتيا جريمة او تفيد فى كشؼ الحقيقة فى‬
‫جريمة اخرى جاز لمأمور الضبط اف يضبطيا ‪ ،‬ىذا وما تقدـ يسرى عمى تفتيش المساكف‬
‫واالشخاص ال فرؽ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪407‬‬

‫))‬
‫التحقيؽ او مأمور الضبط القضائى بتفتيش المكاف وما بو مف منقوالت او‬
‫امتعة وشرط االخذ بيذا االستثناء‪ ،‬اف يكتشؼ توافر حالة مف حاالت‬
‫التمبس‪ ،‬بالنسبة لممتيـ‪ ،‬او اى شخص اخر موجود في مكاف التفتيش اى‬
‫المسكف‪.‬‬

‫(‪ )507‬االدؿــوء ماظـوغك‪ :‬مضؾط ماالذقوء ماظؿك متعد محقوزتفو مجرميي ماوم‬
‫تػقدميفمطشػماحلؼقؼيميفمجرمييمأخرى(‪ )1‬م‬

‫مرد ىذا االستثناء ىو خروج التفتيش عف الغرض المحدد لو ف وشروط‬


‫تطبيؽ ىذا االستثناء اف تظير الجريمة االخرى عرضاً اثناء اجراء التفتيش‬
‫االصمى‪ ،‬اى دوف سعى او تنقيب عنيا حيث نكوف في ىذه الحالة اماـ‬
‫حالة تمبس يترتب عمييا التفتيش والضبط‪.‬‬

‫(‪-6- )508‬مانمؼؼقممبوظؿػؿقشماومانمؼؿؿماالذنمبفمعـمدؾطيمخمؿصي‪ :‬م‬

‫لكؿ مف النيابة العامة وقاضى التحقيؽ او المستشار المنتدب لمتحقيؽ‬


‫او المحكمة المختصة التى تنظر الدعوى اف تأمر او تأذف بو ‪ ،‬اما مأمور‬
‫الضبط القضائى فانو ليس مف صبلحياتو اف يأمر او يأذف بو‪ ،‬وانما ينتدب‬
‫لذلؾ اى الجراء او تنفيذ التفتيش وذلؾ مف قبؿ سمطة التحقيؽ المختصة‪،‬‬
‫اما القاضى الجزئى فاف سمطتو تقتصر عمى األمر او اإلذف بالتفتيش دوف‬
‫القياـ بتنفيذ ىذا التفتيش‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) فإذا كاف اذف التفتيش قد صار متعمقا بالبحث عف اسمحة وذخائر ‪ ،‬وتـ ضبط المخدر دوف‬
‫سعى مف رجاؿ الضبط وانما كاف عرضا ونتيجة لما يقتضيو امر البحث عف الذخيرة فاف التفتيش‬
‫يكوف صحيحا‪ ،‬انظر نقض ‪ 1989/12/14‬الطعف رقـ ‪ ،15339‬س‪ 59‬ؽ‪ .‬نقض‬
‫‪ ،1993/316‬الطعف رقـ ‪ 11754‬س ‪61‬ؽ‪ ،‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪408‬‬

‫))‬
‫(‪-7- )509‬مأنمؼلؾؼمصدورماالذنمحترؼوتمجدؼي‪ :‬م‬

‫في الواقع فإف ىذا الشرط ال يستقؿ بو إذف تفتيش المساكف وانما‬
‫ينسحب ايضاً عمى تفتيش االشخاص‪ ،‬حيث يمثؿ المسوغ المبرر إلصدار‬
‫ىذا اإلذف‪ ،‬ويتعيف اف يتحقؽ اى جدية التحريات قبؿ صدوره‪ ،‬فإذا توافرت‬
‫التحريات او االستدالالت الجدية تالية عمى صدوره‪ ،‬فإف ىذا الشرط ينتفى‪،‬‬
‫واذا كاف تقدير جدية التحريات وكفايتيا الصدار االذف بالتفتيش يكوف‬
‫مرجعو اوال لمسمطة اآلمرة بذا التفتيش وىى سمطة التحقيؽ االبتدائى‪ ،‬اال اف‬
‫ذلؾ ال يصادر عمى رقابة محكمة الموضوع في وزف وتقييـ المسوغات التى‬
‫استندت عمييا سمطة التحقيؽ في اصدارىا ليذا اإلذف‪ ،‬ومتى انتيت الى‬
‫عدـ قناعتيا بجدية التحريات التى بناء عمييا صدر االذف‪ ،‬فانيا تبطؿ ىذا‬
‫االذف وما يترتب عميو مف آثار مباشرة‪ ،‬كما لو كاف المحضر الذى حرره‬
‫مأمور أذف التفتيش لعدـ جدية التحريات التى استند الييا ىذا االذف مف‬
‫الدفوع الجوىرية والتى يتعيف عمى المحكمة اف تعرض لو واف ترد عميو‬
‫بالقبوؿ او الرفض وذلؾ بأسباب سائغة(‪ ،)1‬ومع ذلؾ فانو ال يقدح في‬
‫جدية التحريات التى استند عمييا في اصدار إذف التفتيش‪ ،‬أف يكوف رجؿ‬
‫وقت طويبلً في ىذه الحريات او انو شخصيا‬ ‫الضبط القضائى قد امضى ً‬
‫قاـ بيا‪ ،‬حيث يحؽ لو االستعانة برجاؿ السمطة العامة والمرشديف السرييف‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫) نقض ‪ ،1989/1/17‬الطعف رقـ ‪ 5798‬س ‪ 58‬ؽ‪ :‬نقض ‪ ،1989/11/27‬الطعف رقـ‬
‫‪ 1417‬لسنة ‪ ، 58‬نقض ‪ 1992/2/5‬الطعف رقـ ‪ 124‬س ‪6‬ؽ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪409‬‬

‫))‬
‫ومف يتولوف اببلغو بما وقع بالفعؿ مف جرائـ ‪ ،‬ماداـ انو اقتنع شخصيا‬
‫بصحة ما نقموه اليو بصدؽ ما تمقاء مف معمومات(‪.)1‬‬

‫(‪)509‬مثوغقوً‪:‬ماظشروطماظشؽؾقيمظصقيمتػؿقشمادللؽـ‪ :‬م‬

‫(‪)510‬م‪-1-‬متلؾقىمأعرموإذنماظؿػؿقش‪ :‬م‬

‫يوجب القانوف عمى السمطة اآلمرة بالتفتيش اف تسبب ىذا االمر ‪،‬‬
‫بحيث يمكف الرجوع فيما يعد لمتأكد مف جدية االمر بو بالنظر الى خطورة‬
‫ما يترتب عمى اصداره مف المساس بحرمة المساكف ف والمشرع االجرائى‬
‫في ذلؾ يمثؿ استجابة لقاعدة دستورية مستقرة بأف ‪ " :‬لممساكف حرمة فبل‬
‫يجوز دخوليا وال تفتيشيا اال بأمر قضائى مسبب وفقاً ألحكاـ القانوف(‪.)2‬‬

‫إال انو بالنظر لعدـ نص القانوف عمى شكؿ محدد لمكيفية التى يكوف‬
‫عمييا التسبيب دفع االحكاـ القضائية الى تبنى اتجاه مرف في االلتزاـ‬
‫بالتسبيب‪ ،‬حيث تعتبر االذف قد استوفى ىذا الشرط الشكمى‪ ،‬إذا تـ صدوره‬
‫بعد االطبلع عمى محضر التحريات واثبات صدور االذف استناداً عمى ىذا‬
‫المحضر‪ ،‬كما تعتبر محكمة النقض اإلذف مستوفيا لمشروط الموضوعية‬
‫والشكمية بحيث يكوف قد صدر صحيحا ‪ ،‬اذا كاف واضحاً ومحدداً بالنسبة‬
‫الى تعييف االشخاص واالماكف المراد تفتيشيا ‪ ،‬واف يكوف مصدره مختصاً‬
‫مكانياً بإصداره واف يكوف مدوناً بخطة وموقعاً عميو بإمضائو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) نقض ‪ ،1993/3/17‬الطعف رقـ ‪ ، 7344‬س‪61‬ؽ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) المادة ‪ 44‬مف الدستور المصرى لسنة ‪.1971‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪421‬‬

‫))‬
‫(‪)511‬م‪-2-‬ماحلضقرماظضرورىمظؾعضماألذكوصمأثـوءمتـػقذماظؿػؿقش‪ :‬م‬

‫اوجب القانوف حضور بعض االشخاص اثناء تنفيذ التفتيش ‪ ،‬وذلؾ‬


‫لتوقى الدفع ببطبلف التفتيش لتعسفو او لمخافتو لشروط صحتو‪ ،‬كما اف‬
‫وجود الشخص المعنى ذاتو يشكؿ نوعاً مف انواع الرقابة عمى اعماؿ القائـ‬
‫بالتفتيش‪ ،‬واف كانت الصياغة التشريعية ليذا الشرط‪ ،‬مرنة بما يجيز في‬
‫العديد مف الحاالت التحمؿ مف تطبيقو حيث تحفظت عمى ىذا الحضور‬
‫بالربط بينو وبيف امكاف ذلؾ اى بحسب ظروؼ التفتيش‪.‬‬

‫ووفقا ليذا الشرط‪ ،‬فانو في حالة تفتيش مسكف المتيـ او غيره ‪ ،‬فانو‬
‫يتـ في حضور المتيـ‪ ،‬فإذا لـ يكف حاض ار او تعذر حضوره ألى سبب يتـ‬
‫التفتيش في حضور مف ينيبو اذا امكف ذلؾ‪ ،‬واذا كاف التفتيش في غير‬
‫مسكف المتيـ يدعى صاحبو لمحضور بنفسو او بواسطة مف ينيبو عنو اف‬
‫امكف ذلؾ‪.‬‬

‫وبالنسبة لتفتيش مكتب المحامى‪ ،‬فاف محكمة (‪ )1‬النقض المصرية‬


‫فسرت النص المعنى‪ ،‬بأف وجوب حضور مف يمثؿ النقابة العامة او‬
‫الفرعية‪ ،‬ال يتعمؽ بتفتيش مكتب المحامى‪ ،‬وانما فقط في حالة التحقيؽ‬
‫معو‪ ،‬يتعيف عمى النيابة العامة اخطار مجمس النقابة قبؿ الشروع في‬
‫التحقيؽ معو بوقت مناسب‪.‬‬

‫(‪ 3 )512‬م‬

‫‪1‬‬
‫) نقض ‪ ، 1991/5/15‬الطعف رقـ ‪ ، 119‬س ‪61‬ؽ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪420‬‬

‫))‬
‫(‪ - )513‬ماظؿؼقد مبؼقاسد ماالخؿصوص مبوظـلؾي مالصدار ماإلذن ماوم‬
‫تـػقذه‪:‬‬

‫قواعد(‪ )1‬االختصاص النوعى واالقميمى يتعيف التقيد بيا سواء‬


‫بالنسبة لمف اصدره اى االذف او مف قاـ بتنفيذه اذا كاف اصيبل او‬
‫منتدباً‪ ،‬وذلؾ بأف يكوف مختصاً نوعياً ومحمياً ‪ ،‬ومع ذلؾ فإذا صدر‬
‫إذف مف وكيؿ نيابة مختص بتفتيش شخص ومسكف متيـ بجريمة‬
‫وقعت في دائرة اختصاصو‪ ،‬فانو يمكف لمأمور الضبط تفتيش مسكنو‬
‫ولو كاف خارج ىذه الدائرة(‪)2‬‬

‫(‪-4- )514‬مأنمؼؽقنمإذنماظؿػؿقشمعدوغوً‪ :‬م‬

‫يشترط اف يكوف ىذا االذف مدوناً وبخط الشخص اآلمر بو وليس‬


‫عمى نموذج مطبوع‪ ،‬وقد يبمغ شفوياً لمضرورة او لدواعى االستعجاؿ‬
‫ولكف ينبغ ى اف يكوف لو اصؿ موقع عميو ‪ ،‬ويدوف فيو اسـ المأذوف‬
‫بتفتيشو او صفتو‪ ،‬ومحؿ اقامتو‪ ،‬او عنواف المنزؿ المراد تفتيشو(‪)3‬‬

‫‪1‬‬
‫) عمى سبيؿ المثاؿ‪ :‬فاف وكيؿ النيابة الكمية ‪ ،‬يختص بإصدار اذف التفتيش فى دائرة النيابة‬
‫الكمية التى يعمؿ بيا بغير حاجة الى الحصوؿ عمى تفويض مف رئيس النيابة او المحامى العاـ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) نقض ‪ ، 1991/1/17‬الطعف رقـ ‪ ، 78‬س ‪61‬ؽ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫) وقد قضى بأف خمو االذف مف اسـ المأذوف بتفتيشو كامبل او حتى الخطأ فى االسـ ال يناؿ‬
‫مف صحتو ماداـ انو الشخص المقصود باإلذف ‪ ،‬نقض ‪ ، 1991/1/2‬الطعف رقـ ‪، 61999‬‬
‫س‪59‬ؽ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪422‬‬

‫))‬
‫(‪-5- )515‬مانمؼؽقنماإلذنمثوبًماظؿورؼخموعقضعوًمسؾقف‪ :‬م‬

‫واىمية ىذا الشرط بالغة‪ ،‬وذلؾ بالنسبة لمدفوع المتعمقة بالتفتيش‬


‫بدوف اذف او التفتيش البلحؽ عمى صدور اإلذف‪ ،‬كما اف التوقيع عميو‬
‫يسمح بمراقبة صدوره مستوفياً شرطى االختصاص الشخصى والنوعى‪،‬‬
‫كما اف ذلؾ الشرط ينصرؼ الى ساعة صدوره‪ ،‬والدفوع المتعمقة بتاريخ‬
‫ووقت صدور اإلذف مف الدفوع الموضوعية التى تختص بالنظر فييا‬
‫محكمة الموضوع ويكفى لمرد عمييا اطمئناف ىذه المحكمة الى وقوع‬
‫التفتيش بعد صدوره(‪.)1‬‬

‫(‪-6-)515‬محترؼرمحمضرماظؿػؿقش‪ :‬م‬

‫بالنظر الى اف التفتيش مف أعماؿ التحقيؽ فإنو يتعيف اثباتو بالكتابة‬


‫شأنو في ذلؾ شأف اعماؿ التحقيؽ االخرى ‪ ،‬وسواء تحرر محضر‬
‫منفصؿ عف ىذا التفتيش وما اسفر عنو مف نتائج‪ ،‬او كاف استكماالً‬
‫لمحضر التحقيؽ ال فرؽ‪.‬‬

‫ىذا وطريقة التفتيش متروكة (‪ )2‬لمقائـ بو ماداـ مأذوناً لو بالتفتيش‪،‬‬


‫وذلؾ عمى ضوء تقديره لظروؼ التفتيش القائـ بو‪ ،‬فإذا رأى دخوؿ‬
‫المسكف محؿ التفيش مف سطح منزؿ مجاور لو‪ ،‬وكاف في استطاعتو‬
‫دخولو مف بابو فبل تثريب عميو في ذلؾ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) نقض ‪ ، 1991/12/13‬الطعف رقـ ‪ 6636‬لسنة ‪9‬ؽ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) نقض ‪ ، 1994/1/5‬الطعف رقـ ‪ ، 11919‬س‪ 61‬ؽ‪ ،‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪423‬‬

‫))‬
‫اظػرعماظـوغك م‬

‫تػؿقشماالذكوص م‬

‫(‪-)516‬ماظطوبعماظعوممألحؽوممتػؿقشماألذكوص‪ :‬م‬

‫حماية الشخص في مواجية التفتيش الذى يقع عميو‪ ،‬طابعيا االـ‬


‫عدـ تشدد المشرع ازاءىا عمى النحو الذى نبلحظو بالنسبة لتفتيش‬
‫المسكف‪ ،‬ومف ثـ تكوف حرمة المسكف اعمى منزلة مف حرمة الشخص‬
‫والصحيح التسوية بينيا‪ ،‬وقد استعرضنا بالشرح والتحميؿ التفصيمى‬
‫احكاـ تفتيش االشخاص بمناسبة بحث االختصاصات االستثنائية‬
‫لمأمور الضبط القضائى ونقصرىا عمى بحث القواعد المميزة لتفتيش‬
‫االشخاص وذلؾ في حالة القياـ بو او االمر بو مف قبؿ سمطات‬
‫التحقيؽ االبتدائى ‪ ،‬سواء في ذلؾ النيابة العامة او قاضى التحقيؽ‪.‬‬

‫(‪-)517‬ماظؼقاسدمادلؿقزةمإلصدارماذنمتػؿقشماالذكوص‪ :‬م‬

‫خبلفاً لمحاالت(‪ )1‬التى يجوز فييا تفتيش االشخاص بدوف اذف‬


‫صادر مف سمطة التحقيؽ المختصة سواء كانت النيابة العامة او‬
‫قاضى التحقيؽ‪ ،‬فانو ال يجوز تفتيش الشخص اال بصدور اذف يجيز‬
‫ذلؾ وفقا لمقواعد المعموؿ بيا في اإلذف الصادر بتفتيش المسكف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) الحالة االولى‪ :‬فى االحواؿ التى يجوز فييا القبض قانوناً عمى المتيـ يجوز لمأمور الضبط‬
‫القضائى اف يفتشو ‪ ،‬واذا كاف المتيـ انثى وجب اف يكوف التفتيش بمعرفة انثى بندبيا لذلؾ‬
‫مأمور الضبط القضائى‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬اذا قامت اثناء تفتيش منزؿ المتيـ سواء بالنسبة لممتيـ او غيره‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪424‬‬

‫))‬
‫(‪)518‬م‪-1-‬متػؿقشمادلؿفؿ‪ :‬م‬

‫يختص باصدار إذف التفتيش النيابة العامة او قاضى التحقيؽ‬


‫حسب المقتضى‪ ،‬او مأمور الضبط القضائى في حالة التمبس بارتكاب‬
‫الجريمة في الحاالت التى حددىا القانوف عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬واذا ما‬
‫صدر امر النيابة اليامة بتفتيش شخص المتيـ‪ ،‬فاف ذلؾ يشمؿ‬
‫بالضرورة ما يكوف متصبلً بو ‪ ،‬كما في األمتعة او السبلؿ التى‬
‫يحمميا‪ ،‬وسيارتو الخاصة‪ ،‬ذلؾ اف خدمة السيارة الخاصة مستمدة ـ‬
‫اتصاليا بشخص صاحبيا او حائزىا(‪.)1‬‬

‫(‪)519‬م‪-2-‬متػؿقشمشريمادلؿفؿ‪ :‬م‬

‫يجوز لقاضى التحقيؽ اذا اتضح لو مف امارات قوية انو يخفى‬


‫اشياء تفيد في كشؼ الحقيقة‪ ،‬اما النيابة العامة فانيا ال تستطيع القياـ‬
‫بيذا التفتيش اال اذا حصمت عمى إذف مسبؽ مف القاضى الجزئى‬
‫بموجبو يتـ تفتيش غير المتيـ‪.‬‬

‫ىذا وال تتقيد سمطة التحقيؽ في تفتيش االشخاص بما يتقيد بو‬
‫مأمور الضبط القضائى بعدـ جواز التفتيش اال اذا كاف الشخص في‬
‫حالة مف الحاالت التى تجيز قانونا لمقبض عميو بمعنى انو يجوز‬
‫تفتيش الشخص او اإلذف بتفتيشو حتى ولو لـ يكف مف الجائز القبض‬
‫عميو‪ .‬اال انيا يصير شأنيا في ذلؾ شأف مأمور الضبط القضائى بعدـ‬
‫جواز تفتيش االنثى في اجزاء مف جسدىا تعد عورة اال بواسطة انثى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) نقض ‪ ، 1994/2/13‬الطعف رقـ ‪ ، 4998‬ص ‪ 61‬ؽ‪ -‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪425‬‬

‫))‬
‫ومما يميز إذف تفتيش االشخاص‪ ،‬انو اذا صدر فميس مف شروط‬
‫صحتو تحديد المكاف الذى يجرى فيو ىذا التفتيش‪ ،‬وانو ال يجوز‬
‫لمقاضى الجزئى اف يندب مباشرة مأمور الضبط القضائى لتفتيش‬
‫شخص غير متيـ‪ ،‬اال انو اذا صدر االذف مف قاضى التحقيؽ لمنيابة‬
‫فانو يجوز ليا اف تندب لتفتيشو مأمور الضبط القضائى ‪ ،‬وال تتقيد‬
‫النيابة العامة بيذا االذف في جرائـ أمف الدولة(‪)1‬‬

‫ادلغهت انراثغ‬

‫ضؾطماألذقوء م‬

‫(‪)530‬م‪-‬معػفقمماظضؾط‪ :‬م‬

‫يعنى الضبط قياـ سمطة التحقيؽ بوضع يدىا عمى شئ او اشياء‬


‫متعمقة بالجريمة التى تـ ارتكابيا‪ ،‬وتفيد في كشؼ الحقيقة وسواء كاف‬
‫ذلؾ اثباتاً لبلتياـ او نفياً‪.‬‬

‫(‪)531‬م‪-‬مودقؾيماظضؾط‪ :‬م‬

‫ىذه الوسيمة اما اف تكوف متمثمة في التفتيش‪ ،‬حيث يكوف الغرض‬


‫منو ضبط االشياء‪ ،‬او اف يكوف الضبط بدوف تفتيش وانما بموجب امر‬
‫تصدره سمطة التحقيؽ لحائز شئ ترى ضبطو او االطبلع عميو وذلؾ‬
‫بتقديمو ليا اذا تيقنت مف وجود الشئ المعنى في حيازتو‪ ،‬فإذا امتنع‬
‫عف االستجابة ليذا االمر عد مرتكب ًا لجريمة يعاقب عمييا بالعقوبة‬

‫‪1‬‬
‫) المادة ‪ 7‬مف القانوف رقـ ‪ 115‬لسنة ‪ 1981‬والخاص بمحاكـ أمف الدولة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪426‬‬

‫))‬
‫المقررة لمشاىد الذى يمتنع عف اداء اليميف او اليادة‪ ،‬وتصدر النيابة‬
‫العامة ىذا االمر منيا مباشرة دوف حاجة الى استئذاف القاضى الجزئى‪،‬‬
‫وبالطبع ال يجبر المتيـ عمى ذلؾ‪.‬‬

‫(‪-)522‬محمؾماظضؾطماوماالرالع‪ :‬م‬

‫وردت االشياء التى تصمح اف تكوف محبلً لمضبط او االطبلع سواء‬


‫كانت الوسيمة الى ذلؾ التفتيش او االمر بتقديـ الشئ ف وردت عمى‬
‫سبيؿ المثاؿ وليس الحصر‪ ،‬فقد ورد في صياغة النص المعنى بيذا‬
‫االجراء بأنيا "االوراؽ واالسمحة وكؿ ما يحتمؿ انو استعمؿ في ارتكاب‬
‫الجريمة او نتج عنيا او وقعت عميو وكؿ ما يفيد في كشؼ الحقيقة"‪،‬‬
‫وىى صياغة منطقية حيث اف تحديد ألشياء عمى سبيؿ الحصر يعد‬
‫مصادرة عمى صبلحيات القائـ بالضبط وتوحيداً غير منطقى لظروؼ‬
‫جميع الجرائـ‪ ،‬ومع ذلؾ فاف االمر ليس عمى اطبلقو حيث يتعيف اف‬
‫تكوف ىذه االشياء عمى صمة او عبلقة بالجريمة التى تـ ارتكابيا او‬
‫تمؾ التى تعمؽ بيا اجراء التفتيش او االمر بالتقديـ ‪ ،‬كما اف توسع‬
‫المشرع في عدـ تحديد محؿ الضبط‪ ،‬حيث اردؼ في نياية الصياغة‬
‫(كؿ ما يفيد في كشؼ الحقيقة) يعنى ايضا مف وجية نظرنا انو ليس‬
‫فحسب ا لشئ الذى يتعمؽ بالجريمة وانما ايضا اف يكوف مف شأنو كشؼ‬
‫حقيقة الجريمة‪ ،‬اى لو قيمة في ادلة الجريمة إثباتا او نفياً‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪427‬‬

‫))‬
‫(‪)523‬م‪-‬ماظلؾطيمادلكؿصيمبوظضؾط‪ :‬م‬

‫ىى سمطة التحقيؽ االبتدائى بشكؿ عاـ وسواء في ذلؾ قاضى‬


‫التحقيؽ او النيابة العامة‪ ،‬مع اختبلؼ في نطاؽ الصبلحية اتساعاً‬
‫بالنسبة لقاضى التحقيؽ وضيقا بالنسبة لمنيابة العامة فيما يتعمؽ‬
‫بالخطابات والبرقيات والمطبوعات والطرود‪.‬‬

‫(‪-)524‬مدؾطوتمضوضكماظؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫إذا كاف قاضى التحقيؽ ىو الذى يباشره وذلؾ وفقاً ألحكاـ الندب ‪ ،‬فانو‬
‫يصدر امره بضبط االشياء وفقا لمشروط التالية وذلؾ بالطبع خبلفاً‬
‫لمضبط الذى تكوف وسيمتو ىى التفتيش‪.‬‬

‫(‪-)525‬مأ‪-‬مأنمؼردماظضؾطمسؾكماذقوءمحمددة‪ :‬م‬

‫وىى الخطابات والرسائؿ والجرائد والمطبوعات والطرود لدى مكاتب‬


‫البريد وجميع البرقيات لدى مكاتب البرؽ‪.‬‬

‫(‪)536‬م‪-‬ب‪-‬مأنمؼؽقنماظغرضمعـفمطشػمأومزفقرماحلؼقؼي‪ :‬م‬

‫ويمثؿ ىذا الشرط الغرض مف االعتراؼ لقاضى التحقيؽ بيذه‬


‫الصبلحية‪ ،‬فبل معنى لضبط اشياء واف كانت تخص المتيـ اال انيا‬
‫ليست ليا فائدة تذكر في كشؼ الحقيقة‪.‬‬

‫(‪ )527‬م‪-‬جـ‪ -‬مأن متؽقن ماجلرميي ماظؿك مؼؿعؾؼ مبفو ماظشه مجـوؼي ماوم‬
‫جـقيمععوضىمسؾقفومبوحلؾسمدلدةمتزؼدمسؾكمثالثيمأذفر‪ :‬م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪428‬‬

‫))‬
‫ومؤدى ىذا الشرط استبعاد المخالفات ‪ ،‬والجنح التى يعاقب عمييا‬
‫بالحبس لمدة ثبلثة اشير فأقؿ‪.‬‬

‫(‪)528‬م‪-‬د‪-‬متلؾقىماعرماظضؾط‪ :‬م‬

‫وفى ذلؾ يختمؼ امر الضبط عف التفتيش ‪ ،‬وذلؾ باالكتفاء بالنسبة‬


‫لمثانى بمحضر جمع االستدالالت ‪ ،‬واستيفاء اإلذف لمشروطالموضوعية‬
‫واالجرائية لصدوره‪.‬‬

‫(‪)529‬م‪-‬ػـ‪-‬محتدؼدمأجؾمظلرؼونماعرماظضؾط‪ :‬م‬

‫الحد االقصى الذى يجوز خبللو ممارسة الضبط‪ ،‬ىو ثبلثيف يوما مف‬
‫تاريخ صدور األمر‪ ،‬يتـ في خبلليا ضبط االشياء الموجودة فعبلً أو ما‬
‫يرد منيا الى مكاتب البريد والبرؽ وما يماثميا كما في الموانئ والمداخؿ‬
‫البرية والبحرية والجوية لمدولة‪.‬‬

‫اما النيابة العامة فانيا ال تستطيع مباشرة ىذه السمطات اال اذا حصمت‬
‫عمى امر مسبب بذلؾ مف القاضى الجزئى وينفس شروط االمر‬
‫الصادر مف قاضى التحقيؽ‪.‬‬

‫(‪)530‬م‪-‬ماألذقوءماظؿكمالمجيقزمضؾطفو‪ :‬م‬

‫وردت ىذه االشياء عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬دوف توقؼ عمى الوسيمة التى‬
‫تـ اتخاذىا اى سواء كانت التفتيش او االمر بالتقديـ‪ ،‬وعمة حظر‬
‫الضبط بالنسبة ليذه االشياء ىى حماية حؽ الدفاع وعدـ جواز اف‬
‫يجبر المتيـ عمى تقديـ ادلة ادانتو او اف يديف نفسو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪429‬‬

‫))‬
‫‪1‬‬
‫وىذه االشياء ىى االوراؽ والمستندات التى قاـ المتيـ( ) بتسميميا الى‬
‫بل او منتدباً او قاـ بتسميميا الى‬
‫المحامى المدافع عنو سواء كاف موك ً‬
‫الخبير االستشارى الذى استعاف بو المتيـ‪ ،‬وكذلؾ المراسبلت المتبادلة‬
‫بينيا والمتعمقة بالجريمة التى اتيـ بارتكابيا حيث يمكف اف تتضمف ىذه‬
‫االوراؽ والمستندات ادانة لممتيـ‪.‬‬

‫ىذا ويخرج مف نطاؽ الحظر ادوات الجريمة او جسـ الجريمة او ما‬


‫نتج عف الجريمة‪ ،‬حيث ال تتعمؽ ىذه االشياء بحؽ الدفاع ومف‬
‫الضبط والحظر السالؼ الذكر يسرى في مواجية قاضى التحقيؽ‬
‫تولى اى منيما التحقيؽ‪.‬‬

‫(‪-)531‬ماالرالعمسؾكماالوراقمادلضؾقري‪ :‬م‬

‫إذا كانت وسيمة الضبط ىى تفتيش مسكف المتيـ ووجدت بو ازراؽ‬


‫مختومة او مغمقة بأية طريقة‪ ،‬فبل يجوز لمأمور الضبط القضائى‬
‫المنتدب لتنفيذ التفتيش اف يفضيا وانما عميو القياـ بتسميميا الى السمطة‬
‫المختصة والتحقيؽ اى السمطة التى انتدبتو ليذا االجراء‪.‬‬

‫فإذا كانت ىذه السمطة قاضى التحقيؽ فانو يطمع وحده عمى االوراؽ‬
‫والخطابات التى تـ ضبطيا‪ ،‬او التى تحصؿ عمييا بتسمميا مف حائزىا‪،‬‬
‫عمى اف يتـ ىذا االطبلع في حضور المتيـ او الحائز ليا او المرسمة‬
‫اليو متى امكف ذلؾ حيث انو قبؿ ىذا االطبلع لـ يكف بالطبع مف‬

‫‪1‬‬
‫) وال يشترط التسميـ مف المباشر بيف المتيـ والمدافع عنو والخبير االستشارى حيث يسرى‬
‫الخطر حتى ولو قاـ بالتسميـ شخص آخر خبلؼ المتيـ لتحقؽ حكمة الحظر فى ىذا الفرض‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪431‬‬

‫))‬
‫الممكف تقييـ اىميتيا‪ ،‬فإذا لـ تكف ذات قيمة في التحقيؽ يأمر بردىا‬
‫مف كاف حائ از ليا او مرسمة اليو‪ ،‬اما اذا كانت تشكؿ اىمية بالنسبة‬
‫ليذا التحقيؽ‪ ،‬فانو يأمر بضميا الى ممؼ القضية‪.‬‬

‫ىذا ويقوـ قاضى التحقيؽ بإببلغ المتيـ بالخطابات والبرقيات التمغرافية‬


‫المضبوطة او المرسمة اليو ما لـ يشكؿ ذلؾ اض ار اًر بالتحقيؽ‪.‬‬

‫والنيابة العامة نفس ىذه الصبلحيات متى حصمت عمى إذف بذلؾ مف‬
‫القاضى الجزئى‪.‬‬

‫(‪)532‬م‪-‬ماظؿصرفميفماألذقوءمادلضؾقري‪ :‬م‬

‫وردت أحكاـ تفصيمية لكيفية التصرؼ في االشياء التى تـ ضبطا‪،‬‬


‫وذلؾ في المواد مف ‪ 101‬الى ‪ 109‬مف قانوف االجراءات‪.‬‬

‫وىى تسرى في الحاالت التى ال تكوف فييا ىناؾ ضرورة لبلحتفاظ‬


‫بالمضبوطات ‪ ،‬حيث يأخذ ىذا التصرؼ اما شكؿ الرد او البيع او‬
‫تممؾ الدولة لممضبوطات‪.‬‬

‫حيث انو ال حظر عمى رد االشياء التى ضبطت اثناء التحقيؽ حتى‬
‫ولو كاف ذلؾ قبؿ صدور حكـ في الدعوى التى تعمقت بيا ىذه‬
‫المضبوعات ‪ ،‬اال اذا كانت الزمة لمسير في الدعوى او كانت ىذه‬
‫المضبوطات مف االشياء التى يجب مصادرتيا‪.‬‬

‫والجيات التى تختص باالمر بالرد ىى قاضى التحقيؽ او النيابة العامة‬


‫باعتبارىما الجية المختصة بالتحقيؽ ‪ ،‬ومحكمة الجنح المستأنفة منعقدة‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪430‬‬

‫))‬
‫في غرفة المشورة‪ ،‬وذلؾ في احواؿ المنازعة حوؿ ممكية المضبوطات‬
‫او مف لو حؽ استردادىا متى ثار نزاع حياؿ ذلؾ‪.‬‬

‫وأخي اًر المحكمة التى تنظر الدعوى متى تـ االستمرار في التحفظ لى‬
‫المضبوطات‪ ،‬وقد حدد القانوف حداً اقصى لبلحتفاظ بالمضبوطات التى‬
‫لـ يتقدـ احد الستبلميا وىى مدة ثبلث سنوات مف تاريخ صدور حكـ‬
‫بات في الدعوى‪ ،‬حيث تؤوؿ ممكيتيا بعد ذلؾ الى الدولة دوف حاجة‬
‫الى صدور حكـ بذلؾ‪.‬‬

‫ومف بيف اشكاؿ التصرؼ في المضبوطات بيعيا بالمزاد العمنى‪ ،‬وذلؾ‬


‫اذا كانت المضبوطات بحكـ طبيعتيا سريعة التمؼ ‪ ،‬او سوؼ تنتيى‬
‫صبلحيتيا اذا استمر التحفظ عمييا او كانت نفقات حفظ ىذه‬
‫المضبوطات تستغرؽ قيمتيا‪ ،‬ولصاحب الحؽ في ىذه المضبوطات اف‬
‫يطالب بالثمف الذى تـ بيعيا بو وذلؾ خبلؿ مدة ال تتجاوز ثبلث‬
‫سنوات مف تاريخ انتياء الدعوى‪.‬‬

‫ىنا واذا كانت المنازعة حوؿ ممكية المضبوطات متشعبة اى اف اكثر‬


‫مف شخص يدعى ممكيتيا‪ ،‬وىى مسائؿ مدنية بطبيعتيا فانو يجوز في‬
‫ىذه الحالة ‪ ،‬قياـ المحكمة التى تنظر الدعوى او غرفة المشورة التى‬
‫تنظر ىذا بالنزاع بإحالة الخصوـ الى المحكمة المدنية المختصة اذا‬
‫رأت موجباً لذلؾ‪ ،‬وفى ىذا الفرض يجوز وضع االشياء المضبوطة‬
‫محؿ النزاع تحت الحراسة او اتخاذ وسائؿ تحفيظو اخرى حياليا‪.‬‬

‫ادلطؾىماخلوعس م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪432‬‬

‫))‬
‫مسوعماظشفقد م‬

‫(‪-)533‬ماػؿقيمػذاماالجراء‪ :‬م‬

‫تمثؿ الشيادة الدليؿ العادى او المألوؼ والذى يطمئف اليو في الغالب‬


‫قضاء التحقيؽ والحكـ اذا كانت الشيادة جادة ومتصمة بالواقع اتصاالً‬
‫مباش اًر ولـ تكف ىناؾ مطعف عمى شخص الشاىد‪ ،‬ومع ذلؾ فإف اتخاذ‬
‫ىذا االجراء ليس متاح ًا في كؿ الظروؼ‪ ،‬فقد ال يكوف ىناؾ شيود عمى‬
‫الواقعة‪ ،‬او قد ال يرى المحقؽ ضرورة سماع الشيود‪.‬‬

‫(‪-)534‬ماظلؾطيمادلكؿصيمبودؿدسوءماظشفقدمظلؿوعماضقاهلؿ‪ :‬م‬

‫سمطة االستدعاء مقررة لسمطة التحقيؽ االبتدائى ‪ ،‬سواء كانت قاضى‬


‫التحقيؽ او النيابة العامة او المستشار المنتدب لمتحقيؽ ‪ ،‬وفى الوقت‬
‫نفسو فإف الخصوـ طمب سماع شاىد أو اكثر ‪ ،‬ولسمطة التحقيؽ‬
‫االستجابة لذلؾ او رفضو اذا لـ تكف ىناؾ فائدة مف سماعو ورفضيا‬
‫يكوف بدوف تسبيب‪.‬‬

‫(‪-)535‬مطقػقيمادؿدسوءماظشوػد‪ :‬م‬

‫قد يحضر الشاىد مف تمقاء نفسو‪ ،‬وفى ىذه الحالة يقوـ المحقؽ بسماع‬
‫شيادتو واثبات ذلؾ في المحضر‪ ،‬وفى غير ىذه الحالة تقوـ النيابة‬
‫العامة بإعبلف الشيود الذيف ترى او يقرر قاضى التحقيؽ سماعيـ‪،‬‬
‫وذلؾ بتكميفيـ بالحضور ‪ ،‬سواء بواسطة المحضريف او رجاؿ السمطة‬
‫العامة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪433‬‬

‫))‬
‫(‪-)536‬ماظؿزاعوتمعـمدسكمظؾشفودةموجزاءماالخاللمبفو‪ :‬م‬

‫ىناؾ عدة التزامات يتعيف عمى الشاىد القياـ بيا‪:‬‬

‫االظؿزام ماالول‪ :‬ىو تمبية طمب االستدعاء لمشيادة حيث يترتب عمى‬
‫امتناعو عف الحضور‪ ،‬جواز الحكـ عميو بغرامة ال تتجاوز خمسيف‬
‫جنييا وذلؾ اذا كاف قاضى التحقيؽ ىو الذى طمب حضوره الشيادة‪،‬‬
‫اما اذا كانت النيابة العامة ىى نفسيا التى قامت بطمب حضوره‬
‫لمشيادة‪ ،‬وامتنع عف الحضور‪ ،‬فإف االختصاص بإصدار الحكـ عميو‬
‫ينعقد لمقاضى الجزئى في الجية التى طمب حضور الشاىد فييا وذلؾ‬
‫بعد سماع اقواؿ النيابة العامة‪ ،‬وفى حالة الحاجة الى سماع شيادتو‬
‫فانو رغـ الحكـ عميو اى عمى الشاىد بالغرامة‪ ،‬فإنو يجوز لممحقؽ سواء‬
‫كاف قاضى التحقيؽ او النيابة العامة ‪ ،‬اف يصدر ام اًر بتكميفو‬
‫بالحضور ثانية عمى نفقتو الخاصة(‪ ،)1‬او اف يأمر بضبطو واحضاره‪،‬‬
‫ورغبة مف المشرع في قياـ الشاىد بأداء الشيادة دوف اف يتأثر بالحكـ‬
‫الجنائى الذى صدر عميو ‪ ،‬فقد قرر نوعاً مف المصالحة وذلؾ باعفائو‬
‫ـ الغرامة بعد سماع اقواؿ النيابة وذلؾ اذا حضر الشاىد اماـ قاضى‬
‫التحقيؽ استجابة لطمب التكميؼ بالحضور او مف تمقاء نفسو وابدى‬
‫اعذا اًر مقبولة‪ ،‬كما يجوز منحو ىذا االعفاء بناء عمى طمب يقدـ منو‬
‫اذا لـ يستطع الحضور بنفسو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) ذلؾ أف المحقؽ بناء عمى طمب الشيود‪ ،‬يقوـ بتقدير المصاريؼ والتعويضات ‪ 559‬التى‬
‫يستحقونيا بسبب حضورىـ ألداء الشيادة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪434‬‬

‫))‬
‫أما اذا كاف الشاىد مريضاً وال يقوى عمى الحضور‪ ،‬او اف ىناؾ حائبلً‬
‫آخر يحوؿ دوف حضوره ‪ ،‬فيقوـ المحقؽ باالنتقاؿ اليو لسماع اقوالو اذا‬
‫رأى لذلؾ ضرورة فإذا تبيف عدـ صحة عذره جاز الحكـ عميو بغرامة ال‬
‫تتجاوز مائة جنيو‪.‬‬

‫وتخضع احكاـ الغرامة سالفة الذكر‪ ،‬لمطعف فييا مف قبؿ المحكوـ عميو‬
‫سواء بطريؽ المعارضة او االستئناؼ حسب المقتضى‪.‬‬

‫واالظؿزامماظـوغك ‪ :‬يتعمؽ بقواعد سماع الشيادة اماـ سمطة التحقيؽ التى‬


‫تتطمب اف يقوـ الشاىد بحمؼ اليميف قبؿ االدالء بشيادتو(‪ )1‬فإذا امتنع‬
‫عف حمؼ اليميف ولـ يكف ىناؾ سبب قانونى يبيح لو حؽ االمتناع عف‬
‫الشيادة وبالطبع ما يسبقيا مف حمؼ اليميف عوقب عمى ىذا المبيح‪،‬‬
‫والعقوبة ىى الغرامة التى ال تزيد عمى مائتى جنيو ويصدر الحكـ عميو‬
‫في ىذه الحالة مف القاضى الجزئى اذا كانت النيابة العامة ىى التى‬
‫تتولى التحقيؽ‪ ،‬او مف قاضى التحقيؽ‪.‬‬

‫أعو ماالظؿزام ماظـوظٌ‪ :‬وىو مف االلتزاـ الجوىرية ‪ ،‬حيث تكتمف في‬


‫االلتزاـ الحرفى بو حكمو قياـ سمطة التحقيؽ باتخاذ ىذا االجراء اى‬
‫سماع الشيادة‪ ،‬فيو يتمثؿ في التزاـ الصدؽ في شيادتو اى تقرير‬
‫الحقيقة‪ ،‬والتى يعمميا حيث ال تكميؼ بمستحيؿ‪ ،‬ومؤدى ذلؾ اف الخطأ‬
‫غير العمدى في اداء الشيادة ال ليعد سموكاً مجرماً اما تعمد الشيادة‬

‫‪1‬‬
‫) ومع ذلؾ فإف تعمد عدـ حمؼ اليميف مف قبؿ الشاىد‪ ،‬او سيو المحقؽ فى تحميفو ال يبطؿ‬
‫شيادتو كمية وانما تعتبر مف اجراءات االستدالؿ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪435‬‬

‫))‬
‫عمى غير الحقيقة سواء كاف ذلؾ في صالح المتيـ او لغير صالحو‪،‬‬
‫فإنو في مرحمة التحقيؽ االبتدائى ال يشكؿ جريمة الشيادة الزور والتى‬
‫ال تكوف اال في مرحمة المحاكمة‪ ،‬ومع ذلؾ فإذا كانت الشيادة التى‬
‫ادلى بيا الشاىد قد تعمد فييا الكذب لصالح المتيـ‪ ،‬فإف ذلؾ يشكؿ‬
‫تضميبلً لمعدالة واعانة لمجانى عمى القرار منيا‪ ،‬االمر الذى يمكف اف‬
‫يعد جريمة وفقاً ألحكاـ المادة ‪ 145‬مف قانوف العقوبات ويجوز لممحقؽ‬
‫اف يحرؾ الدعوى الجنائية حياؿ الشاىد المعنى متى توافرت اركانيا‬
‫االخرى‪ ،‬ومع ذلؾ فإف الشاىد اذا عدؿ عف الكذب وادلى بأقواؿ حقيقية‬
‫قبؿ انتياء التحقيؽ او عدؿ عنيا اماـ المحكمة التى رفعت الييا‬
‫الدعوى فبل عقاب عميو‪.‬‬

‫(‪ -)537‬مضقاسد ممسوع ماحملؼؼ مظؾشفودة موحؼقق ماظدصوع ماثـوءم‬


‫االدالءمبوظشفودة‪ :‬م‬

‫متى حضر الشاىد الى مقر التحقيؽ مف تمقاء نفسو او بطمب مف‬
‫المحقؽ‪ ،‬يبدأ المحقؽ بعد تحميؼ الشاىد اليميف‪ ،‬االستماع الى شيادتو‬
‫بعد تحرير البيانات المعتادة لمحاضر التحقيؽ(‪ ،)1‬ويتـ سماع كؿ شاىد‬
‫عمى انفراد مغبة تأثير بعضيـ عمى بعض‪ ،‬مع مراعاة عدـ اتصاؿ‬
‫الشاىد الذى ادلى بأقوالو بالشيود ممف لـ يأتى دورىـ يعد لؤلدالء‬
‫بشيادتيـ ‪ ،‬كما اف لممحقؽ مواجية الشيود بعضيـ ببعض عند‬
‫تعارض اقواليـ الستخبلص الحقيقة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) مثؿ اسـ الشاىد‪ :‬ولقبو وسنو وصناعتو وعنوانو ومسكنو ‪ ،‬وبالنسبة لمشاىد توضيح عبلقتو‬
‫بالمتيـ وصفتيا – عائمية – زميؿ – جار‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪436‬‬

‫))‬
‫وفى حالة حضور الخصوـ لمتحقيؽ وطمبيـ توجيو سؤاؿ او اكثر‬
‫لمشاىد‪ ،‬فاف مف صبلحية المحقؽ االمتناع عف توجييو اذا لـ يكف‬
‫منتجاً اى ليست لو قيمة او فيو تعريض بالشاىد او الغير كما انو يجوز‬
‫لممتيـ وكذلؾ سائر الخصوـ متى انتيى المحقؽ مف سماع اقواؿ‬
‫الشاىد‪ ،‬ابداء مبلحظاتيـ عمييا‪ ،‬أو يطمب مف المحقؽ اعادة استيضاح‬
‫الشاىد او سماع اقوالو عف نفط اخرى يتـ ايضاحيا لممحقؽ ولو سمطة‬
‫االعتراض عمى ذلؾ اذا كاف العتراضو وجو‪.‬‬

‫وفى جميع االحواؿ فإنو ال يجوز سماع اقواؿ المتيـ بوصفو شاىدا اذا‬
‫اتضح بعد االستمرار في التحقيؽ انو مرتكب الجريمة حيث يجب عمى‬
‫المحقؽ منذ لحظة ىذا التحوؿ احاطتو عمماً بيذا االتياـ والتعامؿ معو‬
‫عمى ىذا النحو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪437‬‬

‫))‬

‫ادلطؾىماظلودس م‬

‫ادؿفقابمادلؿفؿ م‬

‫(‪-)538‬مادلػفقمماظقادعمظالدؿفقاب‪ :‬م‬

‫لـ يعرؼ المشرع االستجواب‪ ،‬اال انو بالنظر الى كيفية القياـ بو او‬
‫الشكؿ الذى يكوف عميو‪ ،‬فإنو يمكننا تعريفو مناقشة المحقؽ لممتيـ في‬
‫تفاصيؿ التيمة الموجية اليو متضمنو كؿ ادلة اتيامو وطمب الرد عمييا‬
‫بما يفندىا او يؤكدا ومواجيتو بالشيود‪ ،‬وذلؾ لمكشؼ عف حقيقة االتياـ‬
‫وتصرؼ المحقؽ عمى ضوء ما يسفر عنو االستجواب‪.‬‬

‫ألف كافة االدلة‬ ‫واالجراء عمى النحو المتقدـ يتصؼ بخطورة بالغة‪،‬‬
‫التى تحت يديو وىى بمثابة األسمحة اليجومية في الوقت الذى يكوف‬
‫فيو المتيـ اعزؿ مف الناحية القانونية وىو لذلؾ كاف محؿ انتقاد فقيى‬
‫ولذلؾ فقد اجيز القياـ بو في مرحمة التحقيؽ االبتدائى دوف توقؼ عمى‬
‫قبوؿ المتيـ ‪ ،‬واشترط المشرع موافقتو في مرحمة المحاكمة‪.‬‬

‫التيمة‬ ‫ومع ذلؾ فإف االستجواب سبلح ذو حديف فيو وسيمة‬


‫بدرجة اكبر مف نفييا‪ ،‬وىو وسيمة المتيـ لدفع التيمة عف نفسو في ىذه‬
‫المرحمة‪.‬‬

‫(‪-)539‬معػفقممادلقاجفي‪ :‬م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪438‬‬

‫))‬
‫االستجواب بالمفيوـ الواسع يتضمف الواجية ‪ ،‬اال انو قد يتصور القياـ‬
‫بالمواجية فقط وذلؾ اذا اقتصر المحقؽ عمى وضع المتيـ وجياً لوجو‬
‫اماـ متيـ اخر في نفس القضية او شاىد او اكثر‪ ،‬وذلؾ لسماع اقواليـ‬
‫في جزئية محددة وليس في جميع الوقائع او االدلة‪.‬‬

‫(‪-)540‬موجقبماالدؿفقاب‪ :‬م‬

‫القاعدة اف االستجواب امر جوازى يترؾ تقدير اتخاذه لممحقؽ وفقاً‬


‫لظروؼ ومبلبسات الجريمة محؿ التحقيؽ‪ ،‬اال اف القانوف يمزـ المحقؽ‬
‫باستجواب المتيـ في مرحمة التحقيؽ االبتدائي في حالتيف‪:‬‬

‫األولى‪ :‬إذا عرض عمى المحقؽ بعد القبض عميو بمعرفة مأمور الضبط‬
‫القضائى في الحاالت التى يجوز فييا القبض بدوف امر او إذف مف‬
‫سمطة التحقيؽ أو بموجب امر منيا‪.‬‬

‫وليس صحيح ًا ما انتيت اليو بعض االحكاـ القضائية في التسوية بيف‬


‫سؤاؿ المتيـ واستجوابو(‪ )1‬وذلؾ بمعرض تحديد حاالت االستجواب‬
‫الوجوبى‪.‬‬

‫(‪ -)541‬ضمانات االستجواب‪:‬‬

‫‪ )1‬واذا تعذر استجواب المتيـ بصفة فورية‪ ،‬يودع في السجف الى حيف استجوابو ‪ ،‬ويجب اال تزيد‬
‫مدة ايداعو عمى اربع وعشريف ساعة ‪ ،‬فإذا مضت ىذه المدة دوف استجوابو وجب عمى مأمور‬
‫السجف تسميمو الى النيابة العامة التى تطمب مف قاضى التحقيؽ استجوابو‪ -‬كما اف ليا عند‬
‫االقتضاء اف تطمب مف القاضى الجزئى استجوابو‪ ،‬او مف رئيس المحكمة او اى قاضى اخر‬
‫يعينو رئيس المحكمة لمقياـ بيذا االستجواب واال امرت بإخبلء سبيمو( انظر في ذلؾ المادة ‪131‬‬
‫مف قانوف االجراءات الجنائية)‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪439‬‬

‫))‬
‫بالنظر الى خطورة ىذا االجراء فإف ىناؾ العديد مف الضمانات التى‬
‫يجب توافرىا حتى يقع االستجواب صحيحاً ومف ثـ يعتد بالنتائج التى‬
‫تـ التوصيؿ الييا مف خبللو حتى ولو كاف ثمرتو اعتراؼ المتيـ‬
‫بارتكاب الجريمة‪ ،‬والجانب االكبر مف ىذه الضمانات حرص المشرع‬
‫عمى النص عميو صراحة‪ ،‬بالمقابؿ لضمانو رئيسية اخرى تستخمص مف‬
‫خصائص العمؿ االجرائى واالعتداد بو وىى مشروعية العمؿ‪،‬‬
‫ونستعرض فيما يمى بالشرح والتحميؿ ىذه الضمانات‪.‬‬

‫(‪ -)542‬أوالً‪ :‬اقتصار االستجواب عمى سمطة التحقيؽ االصمية‪:‬‬

‫ومؤدى ىذه الضمانة ‪ ،‬انو ال يجوز لغير قاضى التحقيؽ او النيابة‬


‫العامة او المستشار المنتدب لمتحقيؽ استجواب المتيـ‪ ،‬االمر الذى‬
‫يعنى عدـ جواز قياـ مأمور الضبط القضائى باستجوابو ‪ ،‬وال اف‬
‫يتضمف الندب مف قبؿ سمطة التحقيؽ االصمية لمأمور الضبط القضائى‬
‫ندبو لمقياـ بيذا االستجواب‪ ،‬ويستثنى مف ىذا الحظر االحواؿ التى‬
‫يخشى فييا مف فوات الوقت متى كاف متصبلً بالعمؿ المندوب لو والزماً‬
‫في كشؼ الحقيقة(‪.)1‬‬

‫(‪-)543‬مثوغقوً‪:‬محضقرمحموعكمادلؿفؿمظالدؿفقاب‪ :‬م‬

‫تتعمؽ ىذه الضمانة بحقوؽ الدفاع‪ ،‬ولما كاف االخذ بيا عمى اطبلقو قد‬
‫يترتب عميو تأخير الفصؿ في التحقيؽ فقد حرص المشرع عمى وضع‬

‫‪1‬‬
‫) نقض ‪ 1966/5/31‬مجموعة احكاـ محكمة النقض ‪ ،‬س‪.17‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪441‬‬

‫))‬
‫الضوابط لوضعيا موضع التنفيذ والتى قد تشكؿ في الوقت نفسو معوقاً‬
‫لؤلخذ بيا‪.‬‬

‫فقد اقتصر ذلؾ عمى الجنايات دوف الجنح ‪ ،‬حيث ال يجوز استجواب‬
‫المتيـ فييا او مواجيتو يغمره مف المتيميف او الشيود اال بعد دعوة‬
‫محاميو لمحضور اف وجد‪ ،‬وااللتزاـ عمى ىذه النحو مف قبؿ المحقؽ ال‬
‫يعد قائماً اال اذا قاـ المتيـ باالعبلف عف اسـ محاميو‪ ،‬وذلؾ بتقرير‬
‫يكتب في قمـ كتاب المحكمة او الى مأمور السحف‪ ،‬كما يجوز لممحامى‬
‫نفسو اف يتولى ىذا االقرار او االعبلف‪ ،‬كما يجوز التحمؿ مف ىذا‬
‫االلتزاـ في حاالت التمبس والسرعة بسبب الخوؼ مف ضياع األدلة(‪،)1‬‬
‫ومف ثـ فإذا قعد المتيـ او محاميو عف القياـ بيذا االجراء اى االعبلف‪،‬‬
‫فبل يجوز اف يدفع بعد ذلؾ ببطبلف اقوالو بتحقيؽ النيابة لعدـ دعوة‬
‫محامية في الوقت المناسب(‪.)2‬‬

‫ىذا ودور المحامى متى حضر التحقيؽ ليس فعاالً ويكاد ينحصر أثره‬
‫في الجانب النفسى لممتيـ عندما يجد المدافع عنو بجواره‪ ،‬حيث ال‬
‫يجوز لممحامى الكبلـ اال اذا اذف لو المحقؽ بذلؾ‪ ،‬واذا لـ يأذف لو‬
‫المحقؽ بذلؾ وجب اثبات ذلؾ في المحضر التحقيؽ‪ ،‬كما انو في ىذه‬
‫المرحمة ال يمارس مياـ الدفاع ‪ ،‬واف جاز لو اف يطمب مناقشة الشاىد‬
‫في جزئية ما او استيضاحو فييا وذلؾ مف خبلؿ المحقؽ ذاتو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) وحاالت التحمؿ مف ىذا االلتزاـ تخضع لرقابة محكمة لموضوع حتى ال يتصؼ المحقؽ في‬
‫االستناد عمييا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) نقض ‪ ، 1994/2/9‬الطعف رقـ ‪ 4819‬لسنة ‪ 62‬ؽ‪ .‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪440‬‬

‫))‬
‫(‪ -)544‬مثوظـوً‪ :‬ممتؽني محموعك مادلؿفؿ معـ ماالرالع مسؾك ماظؿقؼقؼم‬
‫ضؾؾماالدؿفقاب‪ :‬م‬

‫يقصد مف تقرير ىذه الضمانة ‪ ،‬اف يكوف محامى المتيـ عمى عمـ‬
‫بموقؼ موكمو في القضية حتى ولو تـ اتخاذ اجراء او اكثر مف‬
‫اجراءات التحقيؽ في غيبتو‪ ،‬ومف ثـ يعد نفسو ألداء دوره عمى ضوء ما‬
‫يتضمنو اوراؽ التحقيؽ بالتنسيؽ مع موكمو قبؿ استجوابو‪ ،‬وقد حدد‬
‫الشرع اجبلً قصي اًر لمقياـ بيذا االطبلع وىو اليوـ السابؽ عمى‬
‫االستجواب او المواجية‪ ،‬ويمكف بحسب السمطة التقديرية لممحقؽ اف‬
‫يكوف قبؿ يوـ االستجواب بعدة أياـ‪.‬‬

‫وال محؿ لتطبيؽ ىذه الضمانة‪ ،‬اذا كاف التحقيؽ يجرى في سرية او اف‬
‫المحقؽ رأى عدـ مبلءمة اطبلعو وفى جميع االحواؿ فإنو يتعيف اف‬
‫يكوف لدى المحقؽ المبرر المناسب لعدـ االطبلع ‪ ،‬وليس ىناؾ تبلزـ‬
‫بينف عدـ اطبلعو وعدـ السماح لو بحضور االستجواب فبل يجوز‬
‫الفصؿ بيف المتيـ ومحاميو الحاضر معو التحقيؽ‪.‬‬

‫(‪-)545‬مرابعوً‪:‬محرؼيمارادةمادلؿفؿمادللؿفقب‪ :‬م‬

‫مؤدى ىذه الضمانة‪ ،‬أف المتيـ عند استجوابو يجب اف تكوف ارادتو حرة‬
‫دوف تأثير عمييا مف اى نوع او مف اى شخص‪ ،‬حيث انو ليس مف‬
‫مقاصد االستجواب اجبار المتيـ عمى االعتراؼ أو االدالء بأقوالو او‬
‫اجباره عمى ادانة نفسو بتقديـ دليؿ عمى اتيامو‪ ،‬ومف ثـ فبل يجوز‬
‫االكراه المادى الذى يكوف محمو المتيـ‪ ،‬او االكراه المعنوى الذى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪442‬‬

‫))‬
‫يستيدؼ التأثير عمى نفسيتو ويدفعو الى االعتراؼ كما لو كاف في‬
‫شكؿ تيديده بحبس زوجتو او ىتؾ عرضيا وغير ذلؾ مف االساليب‬
‫النفسية التى توقع الرعب واليمع في نفسو واذا ما ثبت وقوع مثؿ ىذه‬
‫االكراه بشقيو المادى والمعنوى فإف اى اعتراؼ لو ترتيب مباشرة عف‬
‫استجوابو الذى الزمة مثؿ ىذا االكراه فإف ذلؾ يبطمو‪ ،‬كما يمحؽ‬
‫باإلكراه الوعد بعدـ اتخاذ اجراء ضده او ضده او الخديعة كما في‬
‫اببلغو باعتراؼ شريكو عميو وذلؾ كذبا او العثور عمى دليؿ ادانتو‪.‬‬

‫وفى تقديرنا انو يمكف اف يشكؿ اكراىاً ادبياً حضور رجاؿ السمطة‬
‫العامة او مأمورى الضبط القضائى االستجواب دوف ضرورة تستدعيو‪،‬‬
‫وخاصة اذا كاف لمحاضر صمة بالمتيـ بحكـ وظيفتو كما لو كاف‬
‫المسئوؿ عف المحبس الذى يحتجز فيو المتيـ وغير ذلؾ مف الفروض‬
‫‪ .‬كم ا اف فى اجراء التحقيؽ فى غير المكاف المحدد لممحقؽ باعتباره‬
‫محؿ التحقيؽ ‪ ،‬كما فى السجوف او مقار المخابرات العامة او الرقابة‬
‫االدارية دوف ضرورة وقد يصؿ االمر الى حد االكراه المعنوى اذا ثبت‬
‫اف ليذه المكاف داللة معينة تمقى بتأثيرىا عمى نفسية المتيـ‪.‬‬

‫(‪-)546‬مخوعلوً‪:‬مسؾؿمادلؿفؿمبوظؿفؿيمادلـلقبيماظقف‪ :‬م‬

‫يعد ذلؾ مف حقوؽ الدفاع بدرجة اكثر مف اعتباره مف ضمانات‬


‫االستجواب‪ ،‬والعمـ المعنى ىو معرفة المتيـ بالجريمة المنسوب اليو‬
‫ارتكابيا وال يشترط فى ىذا العمـ القيد والوصؼ لمجريمة‪ ،‬وانما فقط‬
‫مجرد االحاطة وىو امر تمييدى يتعيف عمى المحقؽ اف يبدأ بو محضر‬
‫التحقيؽ بعد الديباجة المعتادة لمحاضر التحقيقات وذلؾ عند حضور‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪443‬‬

‫))‬
‫المتيـ ألوؿ مرة اماـ المحقؽ حيث يكوف جواب المتيـ اساساً فى تتابع‬
‫اسئمة المحقؽ ورسـ خط التحقيؽ منذ البداية‪ ،‬فقد يعترؼ وقد ينكر‬
‫ويترتب عمى اييما نيج فى التحقيؽ يختمؼ عف االخر‪.‬‬

‫وعمى ضوء معرفة المتيـ لمتيمة لممنسوبة اليو يعد نفسو لئلجابة عمى‬
‫اسئمة المحقؽ او االستجواب دوف اف يفاجأ بيذا االتياـ فى سباؽ‬
‫التحقيؽ‪.‬‬

‫(‪-)547‬مبطالنماالدؿفقابموعومؼرتتىمسؾقف‪ :‬م‬

‫اذا ما انتفى عف االستجواب ضمانو جوىرية مف ضماناتو والمتعمقة‬


‫بصفة القائـ بو او حرية ارادة المتيـ المستجوب ‪ ،‬فإنو يترتب عمى ذلؾ‬
‫بطبلف االستجواب ‪ ،‬وىو فى ىذه الحالة بطبلف متعمؽ بالنظاـ العاـ‪،‬‬
‫ومتى ثبت ذلؾ فإنو يترتب عميو استبعاد الدليؿ المستمد مف ىذا‬
‫االستجواب وعدـ األخذ حتى لو ترتب عميو اعتراؼ المتيـ‪.‬‬

‫اما اذا انتفى عف االستجواب ضمانو اخرى خبلؼ ما ذكر‪ ،‬وثبت‬


‫اخبلليا بحقوؽ المتيـ فى الدفاع ‪ ،‬فإنو يترتب عمى ذلؾ البطبلف‬
‫النسبى ‪ :‬مفيوماً عمى اف المحكمة ال تقضى بو مف تمقاء نفسيا‪،‬‬
‫وجواز تنازؿ المتيـ عف التمسؾ بو‪.‬‬

‫ادلطؾىماظلوبع م‬

‫عراضؾيماحملودثيموتلفقؾفو م‬

‫(‪-)548‬مخطقرةماإلجراء‪ :‬م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪444‬‬

‫))‬
‫وضع المشرع تحت تصرؼ المحقؽ العديد مف االجراءات التى تعينو عمى‬
‫كشؼ الحقيقة وال يتحقؽ ذلؾ اال بجمع األدلة وتمحيصيا وجانب كبير مف‬
‫ىذه االجراءات يمثؿ مساساً بالحقوؽ والحريات الفردية ولذلؾ حرص‬
‫المشرع عمى وضع الضوابط والقيود لممارسة االجراء المعنى كما انو يقع‬
‫عمى عاتؽ القضاء التشدد فى وضعيا موضع التنفيذ دوف مرونة تحت‬
‫مسميات الصالح العاـ او تحقيؽ العدالة واجراء المراقبة والتسجيؿ‬
‫لممحادثات واحد مف ىذه االجراءات فيو فى حد ذاتو اعتداء عمى الحؽ فى‬
‫الخصوصية التى كفمتيا القواعد والمبادئ الدستورية واعبلنات الحقوؽ‬
‫والمواثيؽ ‪ ،‬بؿ ىو جريمة ورد عمييا النص فى قانوف العقوبات(‪)1‬‬

‫واذا كاف االعتداء عمى الحؽ فى السرية والخصوصية بالمراقبة والتسجيؿ‬


‫لو تبريره المنطقى فى بعض الحاالت التى تتطمب ذلؾ‪ ،‬فقد تدخؿ المشرع‬
‫بتعديؿ تشريعى لوضع الضوابط والقيود عمى ممارسة ىذا االجراء االمر‬
‫الذى يشكؿ فى الوقت نفسو ضمانات لمحؽ فى السرية والخصوصية(‪)2‬‬

‫(‪-)549‬معػفقممادلراضؾيمواظؿلفقؾ‪ :‬م‬

‫المراقبة تعنى فى الحقيقة التنصت ومحميا المحادثات التى تدور بيف اكثر‬
‫مف شخص سواء بواسطة االجيزة التميفونية او البلسمكية او اجيزة الشفرة‬
‫او كانت مباشرة بيف شخص او اكثر وكانت بطريقة يقصد منيا اطرافيا اال‬
‫تكوف مسموعة لمغير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) المواد ‪ 3 /9‬مكر ارً ‪ 3 ،9 ،‬مكر ارً أ مف قانوف العقوبات المصرى‪ ،‬وانظر كذلؾ المواد ‪95‬‬
‫‪ 216،‬مف قانوف االجراءات الجنائية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) القانوف رقـ ‪ 37‬لسنة ‪ ، 1972‬نشر بالجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 39‬فى ‪.1972/9/28‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪445‬‬

‫))‬
‫أما التسجيؿ فيو النقؿ الحرفى لبلحاديث التى تدور عمى النحو السابؽ‬
‫بحالتيا وذلؾ بواسطة االجيزة الفنية المخصصة لذلؾ‪ ،‬وفى وقت حدوثيا‪.‬‬

‫ويخرج مف نطاؽ مفيوـ المراقبة والتسجيؿ عمى النحو المتقدـ‪ ،‬االحاديث‬


‫العامة التى تدور بطريقة مسموعة لمغير االمر الذى يعنى اف اطرافيا لـ‬
‫يقصدوا اضفاء طابع الخصوصية عمييا‪.‬‬

‫واف كانت صياغة نصوص المواد المعنية وآراء بعض الفقياء وما تأخذ بو‬
‫احكاـ المحاكـ ترى غير ذلؾ وتأخذ بمعيار المكاف فما يدور فى مكاف‬
‫خاص فيو خاضع لقيود المراقبة والتسجيؿ والتى نص عمييا القانوف‪ ،‬وما‬
‫يجرى مف احاديث فى مكاف عاـ يخرج مف ىذه القيود ‪ ،‬وىو فى تقديرنا‬
‫يخالؼ واقع الحاؿ مف جواز االحاديث فى مكاف عاـ مف شخص او اكثر‬
‫وبطريقة تدؿ داللة واضحة عمى اف اطرافو يقصدوف اسباغ السرية‬
‫والخصوصية عمى ما يدور بينيـ‪ ،‬والعكس صحيح بالنسبة لممكاف الخاص‬
‫وقصد اطراؼ الحديث اف يدور فى عبلنية‪.‬‬

‫‪-550‬مذروطماختوذماجراءمادلراضؾيمواظؿلفقؾ‪ :‬م‬

‫ىناؾ عدة شروط يتعيف توافرىا لصحة ىذا االجراء ‪ ،‬ومف ثـ االعتداد بما‬
‫يسفر عنو مف دليؿ ‪ ،‬واال اىدر ىذا الدليؿ متى فقد االجراء المعنى شرطاً‬
‫او اكثر مف شروط صحتو ‪ ،‬مع مبلحظة انو ليس بالضرورة اف يتبلزـ‬
‫اجراء المراقبة مع التسجيؿ‪ ،‬ولكف عمى العكس فإف التسجيؿ يتطمب المراقبة‬
‫بحكـ الضرورة ‪ ،‬ومع ذلؾ فإف شروط صحة كؿ مف اجراء المراقبة‬
‫والتسجيؿ واحدة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪446‬‬

‫))‬
‫(‪-)551‬مأوالً‪:‬مصدورمأعرمعـمدؾطيماظؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫اذا كاف التحقيؽ يباشره قاضى التحقيؽ ‪ ،‬فإنو يكوف ىو المختص باصدار‬
‫احد مأمورى الضبط‬ ‫االمر بمراقبة المحادثات التميفونية ‪ ،‬وانتداب‬
‫القضائى لتنفيذىا‪.‬‬

‫أما اذا كانت النيابة العامة ىى التى تباشره ‪ ،‬فإف سمطة االمر بالمراقبة‬
‫يختص بيا القاضى الجزئى بناء عمى طمب النيابة العامة‪ ،‬وبعد صدور‬
‫االذف منو‪ ،‬تقوـ النيابة العامة بمباشرة االجراء بنفسيا او ندب احد مأمورى‬
‫الضبط القضائى لتنفيذ االمر‪ .‬مع مبلحظة اف القاضى الجزئى ليس لو‬
‫صبلحية تنفيذ المراقبة بنفسو او اف يندب احد مأمورى الضبط القضائى‬
‫لذلؾ ‪ .‬وفى الوقت نفسو فإنو يحتفظ بسمطة تقديرية ازاء طمب النيابة‬
‫العامة‪ ،‬حيث يجوز لو اف يرفض منح االذف او االمر بالمراقبة‪ ،‬وىو فى‬
‫ذلؾ يخضع لرقابة محكمة الموضوع‪.‬‬

‫ىذا وال محؿ لتطبيؽ ىذا الشرط‪ ،‬اذا كاف التحقيؽ الذى تباشره النيابة‬
‫العامة‪ ،‬متعمقاً بجناية مف الجنايات التى تختص بيا محكمة امف الدولة‬
‫العميا‪ ،‬حيث منحت فى ىذه الحالة سمطات قاضى التحقيؽ(‪)1‬وذلؾ بالنسبة‬

‫‪1‬‬
‫) المادة ‪ 7‬مف القانوف رقـ ‪ 115‬لسنة ‪ 1981‬بإنشاء محاكـ امف الدولة تختص النيابة العامة‬
‫باالتياـ والتحقيؽ فى الجرائـ التى تدخؿ فى اختصاص محاكـ امف الدولة‪ ،‬وتباشر ىذه الوظيفة‬
‫وفقا لمقواعد واالجراءات المنصوص عمييا فى قانوف االجراءات الجنائية ما لـ ينص القانوف عمى‬
‫غير ذلؾ‪ .‬ويكوف لمنيابة العامة باإلضافة الى اختصاصاتيا اختصاصات قاضى التحقيؽ فى‬
‫تحقيؽ الجنايات التى تختص بيا محكمة امف الدولة العميا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪447‬‬

‫))‬
‫لجنايات امف الدولة مف جية الخارج والداخؿ‪ ،‬حيازة واستعماؿ المرفقعات ‪،‬‬
‫الرشوة ‪ ،‬اختبلس االمواؿ االميرية والغدر‪.‬‬

‫ىذا وبالنسبة لتسجيؿ المحادثات التى تجرى فى مكاف خاص ‪ ،‬فإنو يتـ‬
‫بمعرفة السمطة القائمة عمى التحقيؽ االبتدائي فإذا كانت النيابة العامة‪،‬‬
‫فإنيا تقوـ بذلؾ االجراء بنفسيا دوف طمب مف قاضى التحقيؽ او القاضى‬
‫الجزئى‪ ،‬او تقوـ بندب مف تراه مف مأمورى الضبط القضائى‪ ،‬والذى يجوز‬
‫لو اى المأمور ندب غيره مف مأمورى الضبط مكانياً ونوعياً‪)1(.‬‬

‫(‪ )552‬ماالحؽوم ماخلوصي مبلعر مادلراضؾي ماظؿؾقػقغقي مجلرائؿ ماظؿلؾىم‬


‫سؿداًمصكمازسوجماظغري مبندوءةمادؿعؿولماظؿؾقػقنم‪،‬مواظؼذفمواظلىم‬
‫بطرؼؼماظؿؾقػقن‪ :‬م‬

‫فى حالة شكوى الشخص المعنى‪ ،‬بوقوع جريمة مف ىذه الجرائـ عميو وذلؾ‬
‫باستخداـ التميفوف‪ ،‬فإف االختصاص بوضع تميفوف المجنى عميو تحت‬
‫المراقبة ‪ ،‬يصدره رئيس المحكمة االبتدائية المختصة وذلؾ فى حالة قياـ‬
‫دالئؿ قوية عمى اف مرتكب جريمة مف ىذه الجرائـ المحددة عمى سبيؿ‬
‫الحصر‪ ،‬قد استعاف فى ارتكابيا بجياز تميفونى معيف‪ ،‬ويصدر االمر‬
‫المذكور بناء عمى تقرير مف مدير عاـ ىيئة المواصبلت السمكية والبلسمكية‬
‫وشكوى المجنى عميو تحت المراقبة المدة التى يحددىا‪ ،‬ىذا االمر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) باعتبار اف ندب مأمور الضبط القضائى‪ ،‬لغيره ممف ليست ليـ ىذه الصفة يترتب عميو‬
‫بطبلف ىذا التسجيؿ‪.‬‬
‫نقض ‪ ،1986/1/1‬مجموعة احكاـ محكمة النقض‪ ،‬س ‪ 55‬ؽ رقـ ‪ 2‬ص‪.9‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪448‬‬

‫))‬
‫ومف الواضح أف ىذه األحكاـ الخاصة‪ ،‬قد روعى فييا مصمحة المجنى‬
‫عميو‪ ،‬وفى الوقت نفسو فإف انتياؾ حؽ السرية او الخصوصية لممجنى‬
‫عميو قد ثـ برغبتو وبرضاء مسبؽ ألف المراقبة عمى ىذا النحو تخرج مف‬
‫نطاؽ مفيوـ المراقبة والتسجيؿ الذى عنتو احكاـ المواد ‪ 206 ،95‬مف‬
‫قانوف االجراءات الجنائية حيث يكوف شخص المتيـ فى ىذه الحالة‪،‬‬
‫مجيوؿ اليوية‪ ،‬والمراقبة مف الوجية الفنية تسعى الى تحديد شخصيتو او‬
‫رقـ التميفوف الذى يستخدمو الرتكاب ىذه الجرائـ المحددة عمى سبيؿ‬
‫الحصر‪.‬‬

‫اما فى حالة معرفة الفاعؿ ليذه الجريمة وذلؾ بتوافر دالئؿ قوية عمى ذلؾ‪،‬‬
‫فإف االمر بوضع تميفوف المتيـ فى ىذه الحالة ال يدخؿ فى اغراضو معرفة‬
‫ىوية الفاعؿ وانما يدخؿ فى اطار جمع االدلة وتمحيصيا وبالتالى فإف امر‬
‫المراقبة يخضع اصداره لشروط صدور امر المراقبة وفقاً الحكاـ المواد ‪95‬‬
‫‪ 206 ،‬مف قانوف االجراءات الجنائية‪.‬‬

‫(‪)553‬مثوغقوً‪:‬متلؾقىماعرمادلراضؾي‪ :‬م‬

‫عمى الرغـ مف اف القاعدة الدستورية‪ ،‬والنص االجرائى الجنائى يستوجباف‪،‬‬


‫تسبيب االمر الصادر بالمراقبة اال اف التطبيقات القضائية ‪ ،‬عمى نحو‬
‫مماثؿ الوامر واذونات التفتيش ‪ ،‬تفسر القاعدة والنصوص المعنية بشكؿ‬
‫مرف‪ ،‬حيث يكوف االمر او االذف المعنى مستوفياً لشرط التسبيب ‪ ،‬إذا‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪449‬‬

‫))‬
‫صدر بعد اطبلع القاضى عمى محضر التحريات‪ ،‬واتخاذ ما جاء بو‬
‫اسباباً لقرار المراقبة يعد(‪ )1‬تسبيباً مطابقا لنصوص القانوف التى تتطمبو‪.‬‬

‫(‪-)554‬مثوظـوً‪:‬مانمؼؿعؾؼماالعرماظصودرمجبـوؼيماومجـقيمععوضىمسؾقفوم‬
‫بوحلؾسمدلدةمتزؼدمسؾكمثالثيماذفرم‪،‬موضعًمصعال‪ :‬م‬

‫مؤدى ىذا الشرط استبعاد المخالفات ‪ ،‬مف نطاؽ الجرائـ التى يجوز فييا‬
‫اصدار االمر بالمراقبة ف وجواز صدوره فى جميع انواع الجرائـ سواء‬
‫الجنايات او الجنح التى يجوز فييا الحبس االحتياطى‪.‬‬

‫كما اف اشتراط وقوع الجريمة التى تعمؽ بيا االمر بالفعؿ‪ ،‬يفيد استبعاد‬
‫الجرائـ المحتممة او المستقبمية ميما كاف مرجحا حدوثيا فى المستقبؿ‬
‫القريب ‪ ،‬ذلؾ اف االمر بالمراقبة ليس مف اغراضو التحرى عف وقوع‬
‫الجرائـ تطبيقا لمقيد العاـ فى وسائؿ التحرى واالستدالؿ والذى يجب اف‬
‫يكوف مشروعاً‪.‬‬

‫(‪)555‬مرابعوً‪:‬مانمؼؾـكمصدورماالعرماوماالذنمسؾكمحترؼوتمجدؼي‪ :‬م‬

‫ىذا الشرط ال ينفرد بو االمر او االذف بالمراقبة والتسجيؿ وانما ىو شرط‬


‫الزـ لكؿ اجراء يمس الحرية الشخصية لبلنساف فى اى جانب مف جوانبيا‬
‫ف ومفيوـ ىذا الشرط فى الجزئية محؿ البحث ‪ ،‬اف يصدر االمر او االذف‬
‫بعد اف يكوف مسبوقاً بتحريات جدية يرجع معيا نسبة الجريمة الى المأذوف‬
‫بتسجيؿ احاديثو او مراقبة تميفونو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) نفض ‪ 1973/11/25‬مجموعة احكاـ محكمة النقض‪ ،‬ص‪ ، 24‬رقـ ‪ 219‬ص‪.1153‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪451‬‬

‫))‬
‫(‪)556‬خوعلوً‪:‬مانمؼؽقنمادلراضؾيماوماظؿلفقؾمضرورؼيمظؾؽشػمسـم‬
‫احلؼقؼي‪ :‬م‬

‫يبرر ىذا الشرط الطبيعية االستثنائية الجراء المراقبة وخطورة االجراء‬


‫وبالتالى فبل يتـ االمر او االذف بو اال فى نطاؽ ضيؽ ومحدود بالغرض‬
‫الذى مف اجمو اتخاذه وىو الكشؼ عف الحقيقة ف فاذا لـ يكف عمى ىذا‬
‫النحو اى كاف غير الزـ او غير ضرورى او غير منتج فبل يجوز اتخاذه‪.‬‬

‫وتقدير ضرورة ذلؾ االجراء وصمتو بالكشؼ عف الحقيقة يترؾ تقديره‬


‫السمطة االمرة وذلؾ تحت رقابة قاضى الموضوع‪ ،‬والستخبلص ىذه‬
‫الضرورة يمكف اف يكوف ىناؾ عدة مؤشؤات ‪ ،‬فقد ال تكوف ىناؾ طريقة‬
‫اخرى لمكشؼ عف الحقيقة او يكوف المتيـ مف الدىاء والحرص بحيث‬
‫تحجز الوسائؿ او االجراءات االخرى فى اماطة المثاـ عف الجريمة وجمع‬
‫االدلة ضده‪.‬‬

‫(‪)557‬مدوددوً‪:‬محتدؼدمعدةمادلراضؾيمصكماالعرماوماالذنماظصودر‪ :‬م‬

‫مؤدى ىذا الشرط ‪ :‬انو ال يجوز اف يصدر امر المراقبة او التسجيؿ دوف‬
‫تحديد واال كاف باطبلً ‪ ،‬والحد االقصى ليذه المدة ىو ثبلثوف يوماً قابمة‬
‫لمتجديد لمدة او لمدد اخرى وسواء صدر االمر مف القاضى الجزئى او‬
‫قاضى التحقيؽ ال فرؽ ويعنى ىذا فى الوقت نفسو جواز اف يحدد االمر او‬
‫االذف الصادر بالمراقبة او التسجيؿ او بكمييما معاً مدة اقؿ‪ ،‬الميـ اال‬
‫يتجاوز الحد االقصى لممدة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪450‬‬

‫))‬
‫وتجديد مدة االذف يجب اف يتـ قبؿ انتياء مدتو‪ ،‬واف تتحقؽ االعتبارات او‬
‫المبررات ليذا التجديد فى كؿ مرة مف مرات التجديد‪ ،‬واذا صدر عف‬
‫القاضى الجزئى فإنو يكوف وحده ىو المختص بالتجديد‪ ،‬وبناء عمى طمب‬
‫تتقدـ بو النيابة العامة ولو صبلحية االستجابة لطمب التجديد او رفضو‬
‫وذلؾ وفقاً لسمطتو التقديرية ويخضع ذلؾ لرقابة محكمة الموضوع‪ ،‬شأنو فى‬
‫ذلؾ شأف االمر او االذف يصدره قاضى التحقيؽ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪452‬‬

‫))‬
‫انفظم انثبًَ‬

‫اإلجراءاد االحتُبعُخ ضذ ادلتهى‬

‫(‪)556‬ممتفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬

‫أثناء التحقيؽ اإلبتدائى وقبؿ التصرؼ فيو مف قبؿ المحقؽ قد‬


‫يتطمب اتخاذ اجراء او اكثر مف االجراءات التى تمثؿ فرض قيود عمى‬
‫حرية المتيـ وىى قيود مؤقتة ال تدؿ عمى تصرؼ نيائى فى التحقيؽ‪.‬‬

‫كما توصؼ بأنيا اجراءات احتياطية ألف طابعيا العاـ توقى ىروب‬
‫المتيـ او عدـ حضوره التحقيؽ أو تأثيره عمى االدلة او الشيود ولذلؾ فإف‬
‫لممحقؽ يمجأف التخاذىا بغية تحقؽ األغراض سالفة الذكر‪ ،‬كما أنو ليس‬
‫بالضرورة اف يقوـ باتخاذىا‪ ،‬وانما االمر مرده الى السمطة التقديرية‬
‫لممحقؽ‪.‬‬

‫واالجراءات التى تتصؼ بيذا الطابع اى الطابع االحتياطى والمؤقت‬


‫يصدرىا المحقؽ‪ ،‬فى شكؿ اوامر وليا شروط شكمية يتعيف توافرىا فى‬
‫االمر المعنى‪ ،‬حيث يجب اف يشتمؿ االمر عمى اسـ المتيـ ولقبو‬
‫وصناعتو ومحؿ اقامتو والتيمة المنسوبة اليو وتاريخ االمر وامضاء المحقؽ‬
‫والختـ الرسمى وتعمف ىذه االوار الى المتيـ بواسطة احد المحضريف او‬
‫احد رجاؿ السمطة العامة وتسمـ لو صورة منيا‪.‬‬

‫ونستعرض فيما يمى بالشرح والتحميؿ االجراءات االحتياطية التى‬


‫يجوز لممحقؽ اتخاذىا ضد المتيـ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪453‬‬

‫))‬
‫أوالً‪:‬مأعرمأومرؾىماحلضقر‪ .‬م‬

‫ثوغقوً‪:‬ماألعرمبوظؼؾض‪ .‬م‬

‫ثوظـوً‪:‬ماألعرمبوحلؾسماإلحؿقورك‪ .‬م‬

‫ادلجحث األول‬

‫أير أو عهت احلضىر(‪)1‬‬

‫(‪)557‬ماجلفيمادلكؿصيمبنصداره‪ :‬م‬

‫كما سبؽ القوؿ فإف ىذا اإلجراء يشترؾ فى اصداره كؿ مف مأمور‬


‫الضبط القضائى وسمطة التحقيؽ االبتدائي سواء فى ذلؾ قاضى التحقيؽ‬
‫او النيابة العامة أو المستشار المنتدب لمتحقيؽ‪ ،‬وىو اجراء واف كاف‬
‫احتياطياً فيو ال يمس حرية الشخص المطموب‪ ،‬فبل يتوقؼ االمر عمى‬
‫حضور المتيـ فقط وانما يمكف اف يصدر بالنسبة لمشاىد وىو يتحرر مف‬
‫االجبار او القير فبل يجوز تنفيذه بالقوة‪ ،‬ويصدر دوف توقؼ عمى نوع‬
‫الجريمة فيو كما يصدر فى الجنايات يصدر فى الجنح او المخالفات‪.‬‬

‫ويترتب عمى مخالفتو مف قبؿ مف تعمؽ بو‪ ،‬جواز صدور االمر بالقبض‬
‫عميو واحضاره اماـ المحقؽ الذى اصدره‪ ،‬حتى ولو كانت الواقعة مما ال‬
‫يجوز فييا حبس المتيـ احتياطياً(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫) ص( ) مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬ ‫) أنظر بند (‬
‫‪2‬‬
‫) أى كاف معاقباً عمييا بالغرامة فقط‪ ،‬أو بالحبس الذى ال تزيد مدتو عمى ثبلثة اشير‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪454‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبًَ‬

‫األير ثبنمجض أو انضجظ واإلحضبر‬

‫(‪)557‬ممتفقد‪ :‬م‬

‫يعد األمر بيما مف اجراءات التحقيؽ‪ ،‬ويصدر األوؿ إذا كاف المتيـ معموماً‬
‫مكانو سواء لممحقؽ أو رجاؿ السمطة العامة او مأمورى الضبط القضائى‪،‬‬
‫أما إذا كاف غائباً فيصدر الثانى وىو يعنى البحث عنو وضبطو واحضاره‬
‫أماـ المحقؽ الذى اصدر األمر ‪ ،‬وىذا األمر ينفذ جب اًر أى تستعمؿ القوة‬
‫المعقولة لحمؿ المتيـ عمى االمتثاؿ لو‪.‬‬

‫(‪)558‬مدؾطيمإصداره‪ :‬م‬

‫يقتصر اصدار األمر بالقبض عمى سمطة التحقيؽ االبتدائى ممثمة‬


‫فى قاضى التحقيؽ والنيابة العامة والمستشار المنتدب لمتحقيؽ‪ ،‬وقضاء‬
‫الحكـ فى احواؿ التصدى ‪ ،‬ومف ثـ فبل يجوز لمأمور الضبط القضائى‬
‫اصداره‪.‬‬

‫(‪)559‬محوالتماصداره‪ :‬م‬

‫حدد المشرع المصرى حاالت اصدار االمر بالقبض عمى سبيؿ‬


‫الحصر‪ ،‬وذلؾ بالطبع خارج الحالة االستثنائية التى يمكف لمأمور الضبط‬
‫القضائى فييا اف يقبض عمى المتيـ بدوف وجود مثؿ ىذا األمر‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪455‬‬

‫))‬
‫(‪)560‬ماحلوظيماألودي‪ :‬م‬

‫إذا قاـ مأمور الضبط القضائى‪ ،‬باتخاذ اجراء التحفظ عمى احد‬
‫االشخاص فى الحاالت التى يمنحو القانوف صبلحية اتخاذه‪ ،‬حيث تتوقؼ‬
‫صبلحياتو عند ىذا الحد‪ ،‬ويطمب مف النيابة العامة اف تصدر أم اًر بالقبض‬
‫عمى الشخص الذى تحفظ عميو(‪)1‬‬

‫(‪)561‬ماحلوظيماظـوغقي‪ :‬م‬

‫إذا كاف المتيـ مضبوطاً بموجب امر ضبط واحضار صدر مف‬
‫مأمور الضبط القضائى‪ ،‬وذلؾ فى حالة ما إذا كاف متمبساً بارتكاب جناية‬
‫أو جنحة‪ ،‬معاقب عمييا بالحبس لمدة تزيد عمى ثبلثة اشير‪ ،‬ومتى وجدت‬
‫دالئؿ كافية عمى اتيامو‪.‬‬

‫(‪)562‬ماحلوظيماظـوظـي‪:‬م م‬

‫وتشكؿ ىذه الحالة القاعدة العامة فى اصدار اوامر القبض مف‬


‫سمطة التحقيؽ‪ ،‬حيث تكوف الواقعة المنسوب ارتكابيا الى الشخص الذى‬
‫صدر ضده االمر بالقبض محؿ تحقيؽ لدى السمطة اآلمرة‪ ،‬واف ىذه‬
‫الوا قعة تشكؿ جناية او جنحة يجوز فييا الحبس االحتياطى‪ .‬وكما ىو‬
‫معموـ فإنو يجوز الحبس االحتياطى فى الجنايات دوف توقؼ عمى حد‬

‫‪1‬‬
‫) ص(‬ ‫) المادة ‪ 2/35‬مف قانوف االجراءات المصرى‪ ،‬وانظر فى تفاصيؿ ذلؾ البند رقـ (‬
‫مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪456‬‬

‫))‬
‫العقوبة المقررة ليا‪ ،‬أما الجنح فبل يجوز الحبس االحتياطى فييا كقاعدة اال‬
‫إذا كاف معاقباً عمييا بالحبس مدة تزيد عمى ثبلثة أشير(‪)1‬‬

‫(‪)563‬مادؿــوءاتماظؼوسدةماظعوعي‪ :‬م‬

‫يستثنى مف القاعدة العامة فى اصدار امر القبض والتى تضمنتيا‬


‫الحالة الثالثة عدة استثناءات وردت عمى سبيؿ الحصر‪.‬‬

‫(‪)1-563‬ماإلدؿــوءماألول‪:‬مإذامملمحيضرمادلؿفؿمبعدمتؽؾقػفمبوحلضقرم‬
‫دونمسذرمعؼؾقل‪ :‬م‬

‫إذا صدر امر او طمب الحضور وامتنع المتيـ او مف تعمؽ بو ىذا‬


‫األمر عف الحضور‪ :‬فإنو يجوز لمنيابة العامة اف تصدر أم اًر بالقبض او‬
‫الضبط واالحضار دوف التقيد بقاعدة جواز الحبس االحتياطى فى الجريمة‬
‫التى تعمؽ بيا األمر بالقبض‪.‬‬

‫(‪)2-563‬ماالدؿــوءماظـوغك‪:‬مإذامخقػمػروبمادلؿفؿ‪ :‬م‬

‫تفترض ىذه الحالة‪ ،‬أف الشخص المعنى‪ ،‬اتيـ بارتكاب جريمة مما‬
‫ال يجوز فييا الحبس االحتياطى‪ ،‬وأف الدالئؿ تشير الى اعداد المتيـ العدة‬
‫لميرب مف مكاف اقامتو المعتاد سواء داخؿ الببلد او خارجيا‪ ،‬او انو يصدد‬
‫االختفاء والتوارى عف االنظار‪ ،‬ومف ثـ فيكوف امر القبض ىو الوسيمة‬
‫المناسبة الجياض مشروعات المتيـ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) المادة ‪ 35‬مف قانوف االجراءات الجنائية المصرى‪ ،‬وانظر بند رقـ ( ) ص( ) ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪457‬‬

‫))‬
‫(‪)3-564‬ماالدؿــوءماظـوظٌ‪:‬مإذامملمؼؽـمظؾؿؿفؿمحمؾماضوعيمععروف‪ :‬م‬

‫يقصد بيذا االستثناء اال يكوف لممتيـ محؿ لمسكف معروؼ يمكف اف‬
‫تعمف فيو االوراؽ القضائية او اتخاذ اى اجراء فى مواجيتو ‪ ،‬كما لو كاف‬
‫المتيـ دائب التنقؿ مف مكاف الى آخر‪ ،‬او اعتاد االقامة فى الفنادؽ والشقؽ‬
‫المفروشة‪ ،‬وأوضح ما يكوف ذلؾ بالنسبة لؤلجانب او البدو الرحؿ‪.‬‬

‫(‪)565‬ماحلوظيماظرابعي‪:‬مإذامطوغًماجلرمييمصكمحوظيمتؾؾس‪ :‬م‬

‫وىذه الحالة تتحقؽ فى حالة االقتياد المادى سواء مف قبؿ االفراد او‬
‫رجاؿ السمطة العامة‪ ،‬او اف ترتكب الجريمة فى وجود او حضور األمر‬
‫بالقبض‪.‬‬

‫(‪)566‬ماظـطوقماظزعـكمألعرماظؼؾض‪ :‬م‬

‫(‪)567‬معـمحقٌمعدتف‪ :‬م‬

‫أف تحديد مدة لصبلحية امر القبض لو اىميتو الخاصة‪ ،‬فبل يجوز‬
‫اف يكوف الشخص المطموب القبض عميو ميدداً الى وقت غير معموـ‪ ،‬وال‬
‫يجوز مف آخر أف تعتمد السمطات المخولة تنفيذه عمى عدـ وجود مدة‬
‫لتنفيذه ومف ثـ فإنو مف الممكف تقاعسيا عف السعى وراء المتيـ لتنفيذ‬
‫االمر‪ ،‬وىكذا فإف ىناؾ العديد مف االعتبارات التى تستوجب ىذا التحديد‬
‫وىو االمر الذى اخذ بو المشرع المصرى خبلفاً لمعديد مف التشريعات‬
‫المقارنة التى لـ يرد بيا مثؿ ىذا التحديد حيث تنتيى صبلحيتو بتنفيذه اى‬
‫القبض فعبلً عمى الشخص المعنى‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪458‬‬

‫))‬
‫ىذا وقد تحددت مدة صبلحية األمر بالقبض بمدة ستة اشير مف تاريخ‬
‫صدوره‪.‬‬

‫(‪)568‬معـمحقٌموضًمتـػقذه‪ :‬م‬

‫لـ يرد فى القانوف المصرى قيود عمى وقت تنفيذ القبض حيث يجوز‬
‫تنفيذه فى اى وقت ليبلً او نيا اًر وفى اى يوـ مف اياـ االسبوع‪ ،‬خبلفاً‬
‫لبعض التشريعات االجرائية المقارنة‪ ،‬والتى ال تجيز القبض فى الجنح ليبلً‬
‫ما لـ يصدر توجيو مخالؼ مف القاضى او فى اياـ االحاد مف االسبوع‪.‬‬

‫(‪)569‬ماظؼؾضمسؾكمادلؿفؿمخورجمغطوقماالخؿصوصمادلؽوغك‪ :‬م‬

‫قد يصدر امر القبض مستوفي ًا لقواعد االختصاص المكانى لؤلمر‬


‫بالقبض سواء فى ذلؾ النيابة العامة او قاضى التحقيؽ او المستشار‬
‫المنتدب لمتحقيؽ‪ ،‬ولكف قد يتـ تنفيذه اى القبض عمى المتيـ بموجب ىذا‬
‫االمر خارج دائرة اختصاص النيابة أو سمطة التحقيؽ الذى اصدرتو‪ ،‬وفى‬
‫ىذه الحالة يرسؿ المقبوض عميو الى النيابة العامة التى يقع مكاف القبض‬
‫فى نطاؽ اختصاصيا المكانى‪ ،‬حيث تقوـ بالتحقؽ مف جميع البيانات‬
‫الخاصة بشخصية وتحيطو عمماً بالواقعة المنسوبة اليو‪ ،‬وتدوف أقوالو فى‬
‫شأنيا وتثبت كؿ ذلؾ فى محضر يحرر بمعرفتيا‪ ،‬ويرسؿ مع المتيـ الى‬
‫النيابة التى يجرى فييا التحقيؽ‪ ،‬وقد منح المشرع لممتيـ الحؽ فى‬
‫االعتراض عمى نقمو الى ىذه النيابة او االمتناع عف اتماـ نقمو اذا كانت‬
‫حالتو الصحية ال تسمح بيذا النقؿ‪ ،‬ويتحقؽ ذلؾ الفرض فى حالة بعد‬
‫المسافة بيف مكاف القبض والنيابة المختصة بالتحقيؽ ‪ ،‬ومتى تحققت النيابة‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪459‬‬

‫))‬
‫التى وقع فى دائرتيا القبض مف جدية االعتراض يتـ اخطار النيابة‬
‫المختصة او قاضى التحقيؽ الجراء البلزـ‪.‬‬

‫(‪)570‬مأدؾقبمتـػقذمأعرماظؼؾض‪ :‬م‬

‫األصؿ فى تنفيذ امر القبض عدـ استخداـ القوة واالستثناء‬


‫استخداميا وذلؾ متى قاوـ المتيـ تنفيذ امر القبض اما إذا استسمـ دوف‬
‫مقاومة‪ ،‬فإف استعماليا حينئذ يكوف ام اًر غير مبرر‪ ،‬بؿ قد يشكؿ جريمة‬
‫جنائية متى توافرت اركانيا اضافة الى المسئولية المدنية والتأديبية حسب‬
‫المقتضى‪.‬‬

‫أما إذا قاوـ فإف استعماؿ القوة يكوف ام اًر ال مفر منو‪ ،‬ولكف المشكمة‬
‫أف مفيوـ القوة التى تستعمؿ لمواجية مقاومة المتيـ لـ يرد بيا نص‬
‫تشريعى يحددىا‪ ،‬ولـ يكف مف المتيسر تحديد ذلؾ ألنيا مسائؿ نسبية تنبو‬
‫بطبيعتيا عف التحديد وتختمؼ باختبلؼ ظروؼ كؿ حالة مف حاالت‬
‫المقاومة ودرجاتيا‪.‬‬

‫وفى تقديرنا فإف مفيوـ القوة المناسبة‪ ،‬يعنى كؿ فعؿ يستيدؼ‬


‫التغمب عمى مقاومة اجراء تنفيذ القبض عمى اف يوجو الى مصدر ىذه‬
‫المقاومة‪ ،‬واف يكوف الزماً لمتغمب عمييا ومناسباً مع مقدار ىذه المقاومة‬
‫واف ينتيى بانتيائيا‪ ،‬ومف ثـ فبل يجوز اف تكوف ىذه القوة عمبلً وقائياً او‬
‫احت ارزيا‪.‬‬

‫ومف اشكاؿ القوة التى يجوز استعماليا لتنفيذ امر القبض فى حالة‬
‫المقاومة مف قبؿ المتيـ استعماؿ السبلح وىو اخطر اشكاليا‪ ،‬حيث نص‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪461‬‬

‫))‬
‫قانوف ىيئة الشرطة فى مصر عمى جواز استعماؿ السبلح فى مواجية كؿ‬
‫محكوـ عميو بعقوبة جنائية‪ ،‬أو الحبس لمدة تزيد عمى ثبلثة اشير إذا قاوـ‬
‫او حاوؿ اليرب‪ ،‬وكذلؾ فى مواجية كؿ متيـ بجناية او متمبس بجنحة‬
‫يجوز القبض فييا بدوف إذف‪ ،‬او كؿ متيـ صدر أمر بالقبض عميو إذا قاوـ‬
‫او حاوؿ اليرب وخطورة الصياغة العامة لما تقدـ مف الحاالت التى تجيز‬
‫استعماؿ السبلح‪ ،‬يجعؿ مف الضرورى االخذ بمعيار المزوـ والتناسب‬
‫وتطبيقو فى حاالت استعماؿ السبلح ووجوب توافر الجوانب التنظيمية‬
‫لكيفية استعمالو‪ ،‬حيث ال يعنى ذلؾ استعمالو بغرض القتؿ أو إباحتو‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪460‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبنث‬

‫احلجص االحتُبعً‬

‫(‪)571‬ممتفقد‪ :‬م‬

‫مف أثقؿ االجراءات التى يتخذىا المحقؽ عمى نفسية المتيـ‪ ،‬ذلؾ‬
‫انو رغـ تصنيؼ االجراء فى ىذه المرحمة بأنو مف إجراءات التحقيؽ‬
‫االبتدائى التى تستيدؼ جمع االدلة وتمحيصيا ‪ ،‬إال أف االجراء فى ىذه‬
‫المرحمة مف مراحؿ التحقيؽ ال يتقيد فى الحقيقة بيذه االغراض العامة‬
‫لبلجراءات التى يجوز لممحقؽ اتخاذىا‪ ،‬حيث تكوف االدلة قد تـ جمعيا‬
‫ومف ثـ يكوف الغرض ىنا ىو حمايتيا مف العبث بيا مف قبؿ المتيـ او اف‬
‫يمارس تأثيره عمى الشيود او غير ذلؾ مف اغراض الحبس االحتياطى‪،‬‬
‫كما اف ىذا االجراء فى حقيقتو يعد عقوبة بدوف حكـ بدليؿ اف المشرع‬
‫اعترافاً منو بيذه الطبيعة فإنو يقوـ باستنزاؿ مدة الحبس االحتياطى مف‬
‫العقوبة التى حكـ بيا عمى المتيـ‪ ،‬وىو االمر نفسو الذى دفع العديد مف‬
‫التشريعات االجرائية الجنائية المقارنة‪ ،‬الى جواز تعويض مف حبس‬
‫احتياطياً بمبمغ نقدى متى توافرت شروط استحقاؽ ىذا التعويض فى‬
‫القانوف المعنى‪ ،‬عمى النحو الذى أخذ بو قانوف االجراءات الجنائية‬
‫الفرنسى‪.‬‬

‫(‪)571‬معػفقمماحلؾسماالحؿقورك‪ :‬م‬

‫الحب االحتياطى ىو اجراء مف اجراءات التحقيؽ بمقتضاه يتـ إيداع‬


‫المتيـ أحد السجوف فترة مف الزمف‪ ،‬والواقع انو عمى الرغـ مف اف الحبس‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪462‬‬

‫))‬
‫االحتياطى يتعارض مع اصؿ البراءة المفترض فى االنساف وحؽ االنساف‬
‫فى التنقؿ الذى كفمتو المادة ‪ 41‬مف الدستور المصرى اال اف المشرع‬
‫الجنائى قد عنى بوضع تنظيـ كامؿ لمحبس االحتياطى لكى يكوف المتيـ‬
‫تحت تصرؼ المحقؽ كمما رأى محبلً الستجوابو او مواجيتو والحيمولة دوف‬
‫تمكيف المتيـ مف العبث باألوراؽ او التأثير عمى الشيود او تيديد المجنى‬
‫عميو‪ .‬وبالنظر الى كوف الحبس االحتياطى أحد االجراءات التى يبرز فييا‬
‫التناقض بيف مقتضيات احتراـ حرية الفرد وسمطة الدولة فى العقاب فقد‬
‫كفؿ التشريع المصرى ذلؾ االجراء بمجموعة مف الضمانات التى تكفؿ‬
‫مشروعيتو ولتأكيد قرينة البراءة التى يتمتع بيا المتيـ‪.‬‬

‫(‪)572‬متـظقؿماحلؾسماإلحؿقورك‪ :‬م‬

‫تناوؿ قانوف االجراءات الجنائية المصرى تنظيـ احكاـ الحبس‬


‫االحتياطى فى نصوص عدة مواد متفرقة تناولت تنظيـ الحبس اإلحتياطى‬
‫ووضع الضوابط المحددة لو مف حيث سمطة اصدار األمر والجريمة التى‬
‫يصدر بشأنيا االمر ومدة الحبس االحتياطى‪ ،‬كما صدر القانوف ‪145‬‬
‫لسنة‪ 2006‬بتعديؿ بعض احكاـ قانوف االجراءات الجنائية وبموجب ذلؾ‬
‫القانوف ادخؿ المشرع تعديبلً عمى نصوص المواد" ‪ 142 ،136 ،134‬فقرة‬
‫اولى‪ 143،‬فقرة اخيرة‪ 164 ،150 ،‬فقرة ثانية ‪ 168 ، 166 ،‬الفقرات‬
‫األولى والثانية والثالثة ‪ 167 ،‬الفقرتاف االولى والثانية‪ 201 ،‬مكرر فقرة‬
‫اولى ‪ 202 ،‬فقرة ثانية ‪ 205 ،‬فقرة ثانية ‪ 206 ،‬مكرر فقرة اولى " مف‬
‫قانوف االجراءات الجنائية وىى تعديبلت استيدؼ بيا المشرع وضع المزيد‬
‫مف الضوابط لمحبس االحتياطى والضمانات التى اكد فييا المشرع اف‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪463‬‬

‫))‬
‫الحبس االحتياطى ىو محض اجراء مؤقت وليس تدبير احت ارزياً أو عقوبة‬
‫لممتيـ‪.‬‬

‫(‪)573‬معربراتماحلؾسماإلحؿقورك‪ :‬م‬

‫لـ يضع المشرع المصرى مبررات محددة الصدار االمر بالحبس‬


‫االحتياطى واف كانت بعض التشريعات – مثؿ التشريع الفرنسى‪ -‬قد فعمت‬
‫ذلؾ وانما تركيا المشرع لتقدير سمطة بالحبس االحتياطى‪ ،‬تقدرىا عمى نحو‬
‫ما يقتضيو حسف سير اجراءات التحقيؽ وحماية االدلة والشيود والمجنى‬
‫عميو‪ ،‬ومف ثـ كاف عمى المحقؽ دائما اف يستوثؽ قبؿ اصدار األمر‬
‫بالحبس اإلحتياطى مف تحقيؽ احد مبرراتو اف يضع دائماً نصب عينو اف‬
‫الحبس االحتياطي ليس عقوبة فى حد ذاتو‪.‬‬

‫وباستقراء نصوص القانوف االجراءات الجنائية يتبيف أف المشرع قد‬


‫وضع الضوابط التى يجب عمى المحقؽ مراعاتيا قبؿ اصدار األمر‬
‫بالحبس االحتياطي‪ ،‬مثؿ كوف الجريمة محؿ التحقيؽ متمبس بيا أو غير‬
‫متمبس بيا ومدى وجوب تنفيذ الحكـ الصادر فى الجريمة فور صدوره كما‬
‫ىو الحاؿ فى الجنايات وجنح السرقة والمخدرات وغير ذلؾ مف الحاالت‬
‫المنصوص عمييا قانوناً‪ ،‬كما قد يكوف مبر اًر لحبس المتيـ خشية ىربو او‬
‫اض ارره بمصمحة التحقيؽ سواء بالتأثير عمى المجنى عميو او الشيود او‬
‫العبث فى االدلة او القرائف المادية او بإجراء اتفاقات مع باقى الجناة لتتغير‬
‫الحقيقة او طمس معالميا او لتوقى االخبلؿ الجسيـ باألمف والنظاـ العاـ‬
‫الذى قد يترتب عمى جسامو الجريمة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪464‬‬

‫))‬
‫(‪)574‬ذروطماحلؾسماالحؿقورل‪:‬‬

‫يشترط لصدور االمر بالحبس االحتياطي عدة شروط منيا ما يتعمؽ‬


‫لسمطة اصدار االمر ومنيا ما يتعمؽ بالجريمة التى يصدر بشأنيا االمر‬
‫ومنيا ما يتعمؽ بشخصية المتيـ‪.‬‬

‫(‪)575‬مأوالً‪:‬مدؾطيمإصدارماألعر‪ :‬م‬

‫الشؾ أف الحبس االحتياطى ال يجوز اال بعد استجواب المتيـ ما لـ‬


‫يكف ىارباً‪ ،‬ولكف ال يشترط اف يتـ اصدار االمر بالحبس لممتيـ بعد‬
‫االستجواب مباشرة بؿ يجوز ذلؾ فى اى وقت بعد االستجواب‪ ،‬ويصدر‬
‫االمر بحبس المتيـ احتياطياً مف المحكمة او قاضى التحقيؽ او مف النيابة‬
‫العامة بشرط اف تكوف درجة عضو النيابة مصدر االمر بدرجة وكيؿ عمى‬
‫األقؿ‪ ،‬ومف ثـ ال يجوز لمعاوف او مساعد النيابة اف يصدر امر بالحبس‬
‫االحتياطى كما ال يجوز ندبو الصدار ذلؾ األمر‪.‬‬

‫واذا رأى معاوف او مساعد النيابة المحقؽ وافر شروط ومبررات‬


‫الحبس االحتياطي فى قضية يتولى تحقيقيا فيجب عرض االمر عمى وكيؿ‬
‫نيابة عمى االقؿ الصدار امر الحبس االحتياطى او احد التدابير البديمة‬
‫لمحبس عمى نحو ما سيرد ذكره‪ ،‬وعمى ذلؾ فإف سمطة الحبس االحتياطي‬
‫قاصرة عمى الفئات السابقة دوف سواىا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪465‬‬

‫))‬
‫(‪ )576‬مثوغقوً‪ :‬ماجلرائؿ ماظؿك مجيقز ماصدار ماالعر مبوحلؾس ماالحؿقوركم‬
‫بشلغفو‪ :‬م‬

‫يجوز حبس المتيـ احتياطياً إذا توافرت الدالئؿ الكافية عمى ارتكابو‬
‫احدى الجنايات او الجنح المعاقب عمييا بالحبس مدة ال تقؿ عف سنة متى‬
‫توافرت احدى الحاالت او الدواعى اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كانت الجريمة فى حالة تمبس ويجب تنفيذ الحكـ فور صدوره‬
‫كما ىو الحاؿ فى الجنايات وجنح السرقة والمخدرات وغير ذلؾ مف‬
‫الحاالت المنصوص عمييا قانوناً‪.‬‬
‫‪ -‬خشية االضرار بمصمحة التحقيؽ سواء بالتأثير عمى المجنى عميو‬
‫او الشيود او بالعبث فى االدلة او القرائف المادية او بإجراء اتفاقات‬
‫مع باقى الجناه لتغيير الحقيقة او طمس معالميا‪.‬‬
‫‪ -‬توقى االخبلؿ الجسيـ باألمف والنظاـ العاـ الذى قد يترتب عمى‬
‫جسامة الجريمة‪.‬‬

‫والعبرة فى ىذه الجنح بالحد االقصى المنصوص عميو فى القانوف‬


‫لمعقوبة التى يجوز لممحكمة توقيعيا عمى مرتكب الجريمة ومع ذلؾ يجوز‬
‫الحبس االحتياطى فى اى جريمة اخرى رغـ اف العقوبة المقررة لمرتكبيا‬
‫الحبس لمدة وذلؾ واذا لـ يكف لممتيـ محؿ اقامة ثابت ومعموـ فى مصر‪،‬‬
‫حيث يعد عدـ وجود محؿ اقامة لممتيـ مبر اًر لحبس المتيـ احتياطياً فى‬
‫ىذه الحالة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪466‬‬

‫))‬
‫(‪ )577‬ماجلرائؿ ماظؿك مال مجيقز مصقفو ماحلؾس ماالحؿقورل مرشؿ متقاصرم‬
‫ذرورف‪ :‬م‬

‫(‪)578‬مجرائؿماظصقوصي‪ :‬م‬

‫ومع ذلؾ فإف ىناؾ احواؿ حظر فييا القانوف الحبس االحتياطي‬
‫حتى ولو توفرت شروطو كما ىو الحاؿ بشأف الجرائـ التى تبع بواسطة‬
‫الصحؼ واذ انو طبقاً لممادة ‪ 41‬مف القانوف ‪ 96‬لسنة ‪ 1996‬بشأف تنظيـ‬
‫الصحافة فإنو" ال يجوز الحبس االحتياطي فى الجرائـ التى تقع بواسطة‬
‫الصحؼ اال فى الجريمة المنصوص عمييا فى المادة ‪ 179‬مف قانوف‬
‫العقوبات(‪.)1‬‬

‫(‪)579‬مجرائؿماألحداثمبشروط‪ :‬م‬

‫إذا كاف المشرع قد اجاز الحبس االحتياطي فى الجنايات والجنح طبقاً‬


‫لضوابط السالؼ بيانيا باعتبار اف ذلؾ يندرج فى االطار الموضوعى‬
‫لمحبس االحتياطي‪ ،‬فقد اىتـ المشرع ايضاً باالطار الشخصى لمحبس‬
‫االحتياطى بالنص عمى عدـ جواز حبس الحدث احتياطياً متى لـ يتجاوز‬
‫عمره خمس عشرة سنة والعبرة فى حساب عمر الحدث بوقت ارتكاب‬
‫الجريمة‪ ،‬عمى انو متى كانت ظروؼ الدعوى تستدعى التحفظ عمى المتيـ‬
‫الحدث الذى لـ يبمغ عمره خمس عشر سنة فيجوز ايداعو احدى دور‬

‫‪1‬‬
‫) تنص المادة ‪ 179‬مف قانوف العقوبات " يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عمى سنتيف كؿ مف ىاف‬
‫رئيس الجميورية باحدى الطرؽ المتقدـ ذكرىا"‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪467‬‬

‫))‬
‫المبلح ظة مدة ال تزيد عمى اسبوع ويجوز مد تمؾ المدة بأمر محكمة‬
‫االحداث طبقاً لقواعد الحبس االحتياطي‪.‬‬

‫(‪)580‬متلؾقىمأعرماحلؾسماالحؿقوركموتـػقذه‪ :‬م‬

‫اوجب المشرع بموجب التعديبلت االخيرة‪ -‬اف يشتمؿ امر الحبس عمى‬
‫بياف الجريمة المسنده الى المتيـ والعقوبة المقررة ليا واالسباب الذى بنى‬
‫عمييا‪ ،‬ويراعى فى ىذا الشأف ما يمى‪:‬‬

‫‪ -‬أف يثبت عضو النيابة المختص بمحضر التحقيؽ ق ارره بحبس‬


‫المتيـ احتياطيا عمى ذمة التحقيؽ المدة المقررة قانوناً وفقاً لما‬
‫تضمنو امر الحبس الصادرة منو‪.‬‬
‫‪ -‬يجب اف يتضمف ذلؾ االمر بياناً بالجريمة المسندة الى المتيـ‬
‫والعقوبة المقررة ليا واالسباب التى بنى عمييا حتى ال يكوف عرضو‬
‫لبطبلنو وبطبلف ما يترتب عميو مف االجراءات‪.‬‬
‫‪ -‬وتمؾ الضوابط تسرى بصرؼ النظر عف السمطة التى اصدرت امر‬
‫الحبس االحتياطى‪.‬‬

‫(‪)581‬معدةماحلؾسماالحؿقورك‪ :‬م‬

‫احالت المادة ‪ 41‬مف الدستور المصرى الى القانوف فى تحديد مدة‬


‫الحبس االحتياطى وىو امر مؤداه اف الحبس االحتياطي ىو اجراء مؤقت‬
‫يجب اف يكوف لو حد اقصى وعدـ جواز اف يكوف ىذا الحبس مطمقاً بغير‬
‫قيد زمنى‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪468‬‬

‫))‬
‫وتختمؼ مدة الحبس االحتياطي بحسب جية التحقيؽ اآلمره بو عمى‬
‫النحو التالى‪:‬‬

‫(‪)582‬مدؾطيمضوضكماظؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫اذا كاف قاضى التحقيؽ ىو القائـ بالتحقيؽ فإف لو طبقاً لممادة ‪142‬‬
‫اجراءات اف يأمر بحبس المتيـ احتياطياً لمدة خمس عشرة يوماً ولو‬
‫تجديدىا مدة او مددا اخرى بحيث ال تزيد مدة الحبس فى مجموعة عف ‪45‬‬
‫يوماً اى اف سمطتو االجمالية خمسة وأربعوف يوماً‪.‬‬

‫(‪)583‬مدؾطيماظـقوبيماظعوعي‪ :‬م‬

‫األمر الصادر بالحبس مف النيابة العامة يكوف لمدة اقصاىا اربعة‬


‫اياـ تبدأ مف اليوـ التالى لمقبض عمى المتيـ او تسميمو لمنيابة اذا كاف‬
‫مقبوضاً عميو مف قبؿ‪ ،‬واذا رأت النيابة العامة مد الحبس االحتياطي قبؿ‬
‫انتياء ىذه المدة فيجب عمييا عرض االوراؽ عمى القاضى الجزئى ولو أف‬
‫يأمر بتجديد حبس المتيـ‪ -‬بعد سماع اقواؿ النيابة والمتيـ فى كؿ مرة –‬
‫لمدة او مدد متعاقبة ال تجاوز كؿ منيا خمسة عشر يوماً وبحيث ال تزيد‬
‫مدد الحبس المجددة بمعرفتو عمى خمسة واربعيف يوماً‪ ،‬أو يأمر باإلفراج‬
‫عف المتيـ بكفالة او بدوف كفالة فإذا لـ ينتو التحقيؽ خبلؿ ىذه المدة ورأت‬
‫النيابة العامة مد الحبس االحتياطى ‪ ،‬فإف عمييا قبؿ انقضاء مدة الحبس‬
‫اف تعرض االوراؽ عمى محكمة الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة المنشورة‬
‫لتصدر امرىا‪ -‬بعد سماع اقواؿ النيابة والمتيـ فى كؿ مرة – بمد الحبس‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪469‬‬

‫))‬
‫مدداً متعاقبة ال تزيد كؿ منيا عمى خمسة واربعيف يوماً او االفراج عف‬
‫المتيـ بكفالة او بغير كفالة‪.‬‬

‫(‪)584‬محلوبمعدةماحلؾسماالحؿقورل‪ :‬م‬

‫عمى انو فى كيفية حساب مدة الحبس االحتياطي ينبغى التفرقة بيف‬
‫الجنح والجنايات‪ ،‬فإذا كانت الواقعة جنحة فإنو ال يجوز اف تزيد مدة‬
‫الحبس االحتياطى‪ -‬بما فى ذلؾ مد الحبس المقرر لمنيابة العامة والقاضى‬
‫الجزئى ومحكمة الجنح المستأنفة – عمى ثبلثة اشير ما لـ يكف المتيـ قد‬
‫اعمف بإحالتو الى المحكمة المختصة قبؿ انتياء ىذه المدة‪ ،‬وفى حالة‬
‫اعبلف المتيـ باالحالة فى مواد الجنح يجب عمى النيابة العامة اف تعرض‬
‫امر الحبس خبلؿ مدة ال تجاوز خمسة اياـ مف تاريخ االعبلف باالحالة‬
‫عمى المحكمة المختصة لمنظر فى استمرار حبس المتيـ او االفراج عنو‪،‬‬
‫عمى انو متى تـ احالة الدعوى الى محكمة جنح غير مختصة ‪ ،‬فإف‬
‫االختصاص بنظر استمرار حبس المتيـ او االفراج عنو ينعقد لفرقة‬
‫المشورة ‪ ،‬عمى أنو – فى مواد الجنح‪ -‬يفرج فو اًر عف المتيـ المحبوس‬
‫احتياطياً اذا بمغت ممدة حبسو ثبلثة اشير ولـ يكف قد اعمف بإحالتو الى‬
‫المحكمة المختصة او أعمف بيذه االحالة ولـ يعرض امر حبسو عمى‬
‫المحكمة المختصة خبلؿ خمسة اياـ مف تاريخ االعبلف باالحالة‪ ،‬ويستفاد‬
‫مف ذلؾ اف المتيـ فى جنحة ال يجوز حبس احتياطياً – فى مرحمة‬
‫التحقيؽ‪-‬اكثر مف ثبلثة اشير وفى جميع االحواؿ ال يجوز اف تجاوز مدة‬
‫الحبس االحتياطى فى مرحمة التحقيؽ وسائر مراحؿ الدعوى الجنائية ثمث‬
‫الحد االقصى لمعقوبة السالبة لمحرية بحيث ال تجاوز ستة اشير فى الجنح‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪471‬‬

‫))‬
‫اما اذا كانت التيمة المنسوبة الى المتيـ جناية فبل يجوز اف تزيد مدة‬
‫الحبس االحتياطي عمى خمسة شيور اال بعد الحصوؿ قبؿ يجوز اف تزيد‬
‫مدة الحبس االحتياطى عمى خمسة شيور اال بعد الحصوؿ قبؿ انقضائيا‬
‫عمى امر ف المحكمة المختصة بعد الحبس مدة ال تزيد عمى خمسة‬
‫واربعيف يوماً قابمة لمتجديد لمدة او مدد اخرى مماثمة ‪ ،‬واال وجب االفراج‬
‫عف المتيـ ويقصد بالمحكمة المختص ىنا محكمة الجنايات وفى جميع‬
‫االحواؿ ال يجوز اف تجاوز مدة الحبس االحتياطى فى مرحمة التحقيؽ‬
‫وسائر مراحؿ الدعوى الجنائية ثمث الحد االقصى لمعقوبة السالبة لمحرية‬
‫بحيث ال تجاوز ثمانية عشر شي اًر فى الجنايات وسنتيف إذا كانت العقوبة‬
‫المقررة لمجريمة السجف المؤبد او االعداـ‪.‬‬

‫ويبلحظ مما سبؽ اف المشرع قد قيد سمطة التحقيؽ فى الحبس‬


‫االحتياطي‪ -‬فى مواد الجنح‪ -‬بعدـ جواز اف يتجاوز الحبس االحتياطي فى‬
‫مرحمة التحقيؽ عمى ثبلثة اشير دوف ادراج ذلؾ القيد فى مواد الجنايات‪،‬‬
‫وكاف يجرد بالمشرع عند تحديده حداً اقصى لمحبس االحتياطي فى مواد‬
‫الجنح والجنايات أف يفصؿ فى حساب تمؾ المدد بيف مرحمة التحقيؽ‬
‫ومرحمة المحاكمة لما تتسـ بو كؿ مرحمة بظروؼ معينة ليا ابمغ األثر فى‬
‫حساب مدة الحبس االحتياطي خبلليا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪470‬‬

‫))‬
‫(‪ )585‬محوالت مادؿعؿول ماظـقوبي ماظعوعي مظلؾطوت مشريػو مصك ماحلؾسم‬
‫االحؿقورل‪ :‬م‬

‫يجوز لمنيابة العامة– باالضافة إلى السمطة المقررة ليا‪ -‬استعماؿ‬


‫سمطة قاضى التحقيؽ فى الحبس االحتياطي عند مباشرة التحقيؽ فى‬
‫الجنايات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬الجنايات المضرة بأمف الحكومة مف جية الخارج‪.‬‬


‫‪ -‬الجنايات المضرة بأمف الحكومة مف جية الداخؿ‪.‬‬
‫‪ -‬المفرقعات‪.‬‬
‫‪ -‬اختبلس الماؿ العاـ والعدواف عميو والضرر‪.‬‬

‫وىى الجنايات المنصوص عمييا فى االبواب األوؿ‪ ،‬والثانى والثانى‬


‫مكرر والرابع مف الكتاب الثانى مف قانوف العقوبات‪.‬‬

‫ويكوف لمنيابة العامة فضبلً عف ذلؾ سمطة محكمة الجنح المستأنفة‬


‫منعقدة فى غرفة المشورة والسالؼ بيانيا فى تحقيؽ جرائـ االرىاب‬
‫المنصوص عمييا فى القسـ االوؿ مف الباب الثانى مف الكتاب الثانى‬
‫مف قانوف العقوبات بشرط اال تزيد مدة الحبس فى كؿ مرة عمى خمسة‬
‫عشر يوماً‪.‬‬

‫وفى الحالتيف السابقيف يجب اف يصدر امر الحبس االحتياطي مف‬


‫رئيس نيابة عمى االقؿ وال يجوز ندب مف دونو فى ذلؾ‪.‬‬

‫كما يجوز لمنيابة العامة – باالضافة لمسمطة المقررة ليا‪ -‬استعماؿ‬


‫سمطة قاضى التحقيؽ فى الحبس االحتياطى فى تحقيؽ الجرائـ التى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪472‬‬

‫))‬
‫تختص بنظرىا محاكـ أمف الدولة " طوارئ" طبقاً لنص المادة ‪ 10‬مف‬
‫القانوف ‪ 162‬لسنة ‪ 1958‬بشأف حالة الطوارئ وىى‪:‬‬

‫‪ -1‬الجرائـ التى تقع بالمخالفة لؤلوامر العسكرية التى يصدرىا رئيس‬


‫الجميورية او مف يقوـ مقامو‪.‬‬
‫‪ -2‬الجرائـ المنصوص عمييا فى الكتاب الثانى مف قانوف العقوبات فى‬
‫األبواب اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الباب االوؿ " الجنايات والجنح المضرة بأمف الحكومة مف‬
‫جية الخارج‪.‬‬
‫الباب الثانى " الجنايات والجنح المضرة بأمف الحكومة‬ ‫ب‪-‬‬
‫مف جية الداخؿ‪.‬‬
‫ج‪-‬الباب الثانى مكرر "المفرقعات"‪.‬‬
‫‪-3‬المواد اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬المادة ‪" 172‬التحريض بواسطة الصحؼ وغيرىا فى ارتكاب‬
‫جنايات القتؿ والنيب او الحرؽ"‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪"174‬التحريض عمى قمب نظاـ الحكـ او ترويج المذاىب‬
‫التى تيدؼ الى تغير الدستور او النظـ االساسية لمييئة االجتماعية‬
‫بالقوة او االرىاب‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ " 175‬تحريض الجند عمى الخروج عمى الطاعة"‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ " 176‬التحريض عمى التميز ضد طائفة متى كاف مف شأف‬
‫ذلؾ تكدير السمـ العاـ"‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ "177‬التحريض عمى عدـ االنقياد لمقانوف"‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪473‬‬

‫))‬
‫‪ -‬المادة ‪" 179‬إىانة رئيس الجميورية"‪.‬‬
‫‪ -4‬الجرائـ المنصوص عمييا فى القانوف ‪ 394‬لسنة ‪ 1954‬بشأف‬
‫االسمحة والذخائر وكذا المنصوص عمييا فى القانوف ‪ 10‬لسنة‬
‫‪ 1914‬بشأف التجمير وكذا المنصوص عمييا فى القانوف رقـ‬
‫‪ 14‬لسنة ‪ 1923‬بشأف االجتماعات العامة والمظاىرات‪.‬‬

‫ويصدر امر الحبس االحتياطى فى تمؾ الجرائـ السالفة مف وكيؿ نيابة‬


‫عمى األقؿ‪.‬‬

‫(‪ )586‬مضقابط مادؿعؿول ماظـقوبي ماظعوعي مدؾطي مضوضك ماظؿقؼقؼم‬


‫وحمؽؿيماجلـحمادللؿلغػي‪ :‬م‬

‫إذا اقتضت مصمحة التحقيؽ استعماؿ النيابة العامة سمطة قاضى‬


‫التحقيؽ والمنصوص عمييا فى المادة ‪ 142‬اجراءات فيجب عمى عضو‬
‫النيابة العامة المختص‪ -‬طبقا لما سمؼ بيانو‪ -‬اف يأمر بحبس المتيـ‬
‫احتياطيا لمدة ال تجاوز خمسة عشر يوماً متى تبيف لو‪ -‬بعد استجواب‬
‫المتيـ او فى حالة ىربو‪ -‬قياـ دالئؿ كافية عمى ارتكابو احدى الجرائـ‬
‫سالفة البياف ويجوز مد الحبس المشار اليو بمعرفة عضو النيابة العامة‬
‫المختص لمدتيف متماثميف متعاقبتيف بحيث ال تزيد مدة الحبس فى مجموعة‬
‫عمى خمسة واربعيف يوماً‪ ،‬وعميو فى كؿ مرة اف يسمع دفاع المتيـ ودفاع‬
‫محاميو فى حالة حضوره‪ ،‬واذا لـ ينتو التحقيؽ ورأى عضو النيابة المحقؽ‬
‫مدة الحبس االحتياطي زيادة عمى مد الخمسة واربعيف يوما المشار الييا‪،‬‬
‫فيجب عميو قبؿ انقضاء تمؾ المدة عرض االوراؽ عمى محكمة الجنح‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪474‬‬

‫))‬
‫المستأنفة منعقدة فى غرفة المشورة لتصدر امرىا بعد سماع اقواؿ النيابة‬
‫والمتيـ‪ -‬بمد الحبس مدة او مدداً متعاقبة ال تزد كؿ منيا عمى خمسة‬
‫واربعيف يوماً او االفراج عف المتيـ بكفالة او بدوف كفالة‪ -‬مع مراعاة ما‬
‫سبؽ االشارة اليو بشأف تحويؿ النيابة العامة سمطة محكمة الجنح المستأنفة‬
‫منعقدة فى غرفة المشورة فى مد الحبس االحتياطي فى تحقيؽ جرائـ‬
‫االرىاب ويراعى فى جميع االحواؿ السابقة الحد االقصى لمدة الحبس‬
‫االحتياطى المقرر قانونا والسالؼ بيانيا مع وجوب تسبيب األمر بحبس‬
‫المتيـ احتياطيا او بمد ىذا الحبس عند استعماؿ سمطة قاضى التحقيؽ او‬
‫محكمة الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة المشورة‪.‬‬

‫(‪)587‬مادؿؽـوفماعرماحلؾسماالحؿقوركماومعدمػذاماحلؾس‪ :‬م‬

‫يجوز لممتيـ اف يستأنؼ االمر الصادر بحبسو احتياطياً او بمد ىذا‬


‫الحبس فى اى وقت مف تاريخ صدور ذلؾ االمر او مده‪ ،‬وفى حالة رفض‬
‫استئنافو اف يتقدـ باستئناؼ جديد كمما انقضت مدة ثبلثيف يوماً مف تاريخ‬
‫صدور قرار الرفض‪.‬‬

‫ويجب اال تجاوز تاريخ الجمسة المحددة لنظر االستئناؼ ثمانى واربعيف‬
‫ساعة مف تاريخ التقدـ بو وتحدد الجية المنوط بيا نظر ذلؾ االستئناؼ‬
‫حسب السمطة التى اصدرت امر الحبس او مدة عمى النحو التالى‪:‬‬

‫‪ -‬يرفع استئناؼ المتيـ اماـ محكمة الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة‬


‫المشورة إذا كاف امر الحبس او مد ىذا الحبس صادر " مف النيابة‬
‫او مف قاضى التحقيؽ او مف القاضى الجزئى ويرفع االستئناؼ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪475‬‬

‫))‬
‫أماـ محكمة الجنايات منعقدة فى غرفة المنشورة اذا كاف أمر الحبس‬
‫صاد اًر مف محكمة الجنح المستأنؼ منعقدة فى غرفة المشورة‪ ،‬واذا‬
‫كاف امر الحبس او مده صاد اًر مف محكمة الجنايات حيث يدفع‬
‫االستئناؼ الى الدائرة المختصة التى تخصص فى محكمة الجنايات‬
‫لذلؾ‪ ،‬ويجب االفراج فو اًر عف المحبوس احتياطياً اذا لـ يفصؿ فى‬
‫الطعف فى امد الحبس االحتياطي او مدة خبلؿ ثمانى واربعيف‬
‫ساعة مف تاريخ رفع الطعف‪ ،‬ومتى افرج عف المحبوس احتياطياً‬
‫بقبوؿ استئنافو او بقوة القانوف نتيجة عدـ الفصؿ فيو فى المواعيد‪،‬‬
‫فإف لمنيابة العامة وحدىا الحؽ فى استئناؼ امد االفراج المؤقت‬
‫خبلؿ اربع وعشريف ساعة مف تاريخ صدور االمر مع وجوب تحديد‬
‫م يعاد جمسة نظر االستئناؼ خبلؿ ثمانى واربعيف ساعة مف تاريخ‬
‫تقرير النيابة العامة بو وفى ىذه الحالة يرفع استئناؼ النيابة العامة‬
‫اماـ محكمة الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة المشورة اذا كاف امر‬
‫االفراج صادر مف القاضى الجزئى او مف قاضى التحقيؽ ويرفع‬
‫االستئناؼ اماـ محكمة الجنايات منعقدة فى غرفة المشورة اذا كاف‬
‫امر االفراج صادر مف محكمة الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة‬
‫المشورة مع وجوب الفصؿ فى االستئناؼ خبلؿ مدة ثمانى واربعيف‬
‫ساعة مف تاريخ التقرير بو أى اف االفراج المؤقت بحؽ المتيـ‬
‫االوضاع السابقة ينفذ فى حالتيف‪:‬‬
‫األودي‪ :‬اذا لـ تستأنفو النيابة العامة فى الموعد المقرر قانونا "اربع‬
‫وعشريف ساعة مف تاريخ صدوره"‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪476‬‬

‫))‬
‫اظـوغقي‪ :‬اذا لـ يفصؿ فى االستئناؼ خبلؿ ثمانى واربعيف ساعة مف‬
‫التقرير بو‪ ،‬اى اف االفراج المؤقت الصادر بحؽ المتيـ يصبح وجوبياً بقوة‬
‫القانوف يتوافر احدى ىاتيف الحالتيف‪.‬‬

‫(‪)588‬ماإلصراجمادلمضًمسـماحملؾقسماحؿقورقوً‪ :‬م‬

‫اف الحبس االحتياطى باعتباره اجراءاً استثنائياً يتسـ بطابع التأقيت‬


‫ومف ثـ اجاز المشرع اخبلء سبيؿ المحبوس احتياطياً بضوابط محددة‪ ،‬كما‬
‫اوجب المشرع اخبلء سبيؿ المحبوس احتياطياً متى توفرت شروط معينة‪.‬‬

‫(‪)589‬مأوالً‪:‬ماالصراجمادلمضًماجلقازى‪ :‬م‬

‫نظـ المشرع ضوابط ذلؾ االفراج فى المادتيف ‪ 204 ،144‬اجراءات‬


‫حيث اجازت المادة االولى لقاضى التحقيؽ مف تمقاء نفسو او بناءاً عمى‬
‫طمب المتيـ اف يأمر بعد سماع اقواؿ النيابة العامة – باالفراج المؤقت عف‬
‫المتيـ اذا كاف ىو مف حبسو احتياطيا شريطو اف يتعيد المتيـ بالمثوؿ عند‬
‫طمبو واال يفر مف تنفيذ الحكـ الذى يمكف اف يصدر ضده‪ ،‬كذلؾ فإف‬
‫لمنيابة العامة اف تفرج عف المتيـ بكفالة أو بدوف كفالة متى كانت ىى مف‬
‫اصدرت امر الحبس االحتياطىعمى المتيـ او حتى ولو كاف مد الحبس‬
‫االحتياطى قد صدر مف سمطة اخرى بناءاً عمى طمبيا وذلؾ عمى نحو ما‬
‫نصت عميو المادة ‪ 204‬اجراءات مع االشارة الى انو متى كاف امر الحبس‬
‫االحتياطى صاد اًر مف محكمة الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة المشورة‬
‫بناءاً عمى استئناؼ النيابة العامة لؤلمر باإلفراج والسابؽ صدوره مف‬
‫قاضى التحقيؽ فبل يجوز صدور أمر جديد باالفراج اال منيا وقد اجاز‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪477‬‬

‫))‬
‫المشرع فى االفراج الجوازى اف يكوف بضماف او بدوف ضماف والضماف‬
‫منو ما يكوف مالياً ويعرؼ بالكفالة والتى يخصص جزء منيا لتخمؼ المتيـ‬
‫عف الحضور فى اى اجراء مف اجراءات التحقيؽ ـ ‪ 148 ،146‬اجراءات‬
‫ويخصص الجزء الباقى لما قد يصدر مف عقوبات مالية ضد المتيـ‬
‫والمصاريؼ التى صرفتيا الحكومة‪.‬‬
‫ونشير فى ىذا الصدد الى اف االفراج المؤقت عف المحبوس‬
‫احتياطياً نتيجة استئناؼ المتيـ امر الحبس االحتياطى الصادر قبمو‪-‬‬
‫والسالؼ االشارة الى ضوابطو – ىو مما يندرج فى اطار االفراج المؤقت‬
‫الجوازى‪.‬‬

‫(‪)590‬ماإلصراجماظقجقبكمسـمادلؿفؿماحملؾقسماحؿقورقوً‪ :‬م‬

‫ويقصد بو االفراج الذى يتـ بقوة القانوف دوف سمطة تقديرية لمجية‬
‫القائمة بالحبس االحتياطى ويمكف ايجاز حاالت االفراج الوجوبى كاآلتى‪:‬‬

‫(‪)591‬ماحلوظيماألودي‪ :‬م‬

‫أف يكوف المتيـ قد قضى فى الحبس االحتياطى ثمانية اياـ بدءًا مف‬
‫تاريخ استجوابو متى كاف لو محؿ اقامة معروؼ فى مصر وكانت الجريمة‬
‫المسند لو ارتكابيا جنحة حدىا االقصى لمعقوبة المقررة قانوناً ال يتجاوز‬
‫سنة واحدة ولـ يكف المتيـ عائداً او سبؽ الحكـ عميو بالحبس اكثر منذ‬
‫سنة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪478‬‬

‫))‬
‫(‪)592‬ماحلوظيماظـوغقي‪ :‬م‬

‫إذا لـ يتـ التجديد لممحبوس احتياطياً فى المواعيد المقررة قانوناً‪،‬‬


‫كما لو تـ عرض امر مد حبس المحبوس احتياطياً اربعة اياـ مف النيابة‬
‫العامة عمى القاضى الجزئى فى اليوـ الخامس ففى ىذه الحالة يجب‬
‫االفراج فو اًر عف المتيـ ألف حبسو يصبح بدوف وجو حؽ‪.‬‬

‫(‪)593‬ماحلوظيماظـوظـي‪ :‬م‬

‫اذا لـ يعرض استئناؼ امر الحبس االحتياطى عمى الجية‬


‫المختصة بنظره خبلؿ ثمانية واربعيف ساعة مف التقرير بو او لـ يفصؿ فى‬
‫ذلؾ االستئناؼ خبلؿ تمؾ المدة‪.‬‬

‫(‪)594‬ماحلوظيماظرابعي‪ :‬م‬

‫إذا صدر امر االفراج المؤقت عمى المتيـ‪ -‬بموجب استئنافو ألمر‬
‫الحبس االحتياطى الصادر ضده‪ -‬ولـ تستأنفو النيابة العامة فى الميعاد‬
‫المقرر او استأنفو ولـ يفصؿ منو فى الميعاد المقرر عمى نحو ما سمؼ‬
‫االشارة اليو‪.‬‬

‫(‪)595‬ماحلوظيماخلوعلي‪ :‬م‬

‫إذا كانت الجريمة المسند الى المتيـ ارتكابيا جنحة ومضت ستة‬
‫اشير عمى حبس المتيـ احتياطياً دوف صدور حكـ عميو فييا او جناية‬
‫مضت ثمانى عشرة شي اًر عمى حبس المتيـ احتياطياً دوف صدور حـ فييا‬
‫ما لـ تكف الجناية معاقباً عمييا بالسجف المؤبد او االعداـ حيث يفرج عمى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪479‬‬

‫))‬
‫المتيـ المحبوس احتياطياً وجوباً اذا انقضى عمى حبسو اربع وعشريف شي اًر‬
‫دوف صدور حكـ فى تمؾ الدعوى‪.‬‬
‫(‪)596‬ماحلوظيماظلوددي‪:‬‬
‫متى اصدرت سمطة التحقيؽ المختصة ام اًر باألوجو إلقامة الدعوى‬
‫او صدور حكـ ببراءة المتيـ المحبوس احتياطياً ‪ ،‬ويكوف االفراج فى‬
‫الحاالت السالفة بدوف ضماف ـ ‪145‬اجراءات‪.‬‬
‫(‪)597‬مخصوئصمأعرماالصراجمورؾقعؿفماظؼوغقغقي‪ :‬م‬
‫إذا ما صدر ىذا االمر سواء مف قضاء لتحقيؽ او الحكـ حسب‬
‫المقتضى فأف اآلثار التى تترتب عميو سواء كاف وجوبياً او جوازياً ال تتعدى‬
‫اخبلء سبيؿ المتيـ المحبوس‪.‬‬

‫(‪-1-)598‬ماألعرمبوالصراج‪ :‬م‬

‫إذا اخذنا بالمعيار الشكمى فى التمييز بيف القرار االدارى والقرار‬


‫القضائى‪ ،‬فأف االمر باالفراج يكوف ق ار اًر قضائياً بالنظر الى اف السمطة‬
‫المختصة بإصداره ىى سمطة قضائية تصدره بمناسبة ممارستيا لموظيفة او‬
‫العمؿ القضائى‪.‬‬

‫(‪-2-)599‬مأعرماالصراجمعمضً‪ :‬م‬

‫ذلؾ أنو يصدر قبؿ الفصؿ النيائى فى الدعوى الجنائية وسواء‬


‫صدر خبلؿ مرحمة التحقيؽ االبتدائى وىذا ىو االصؿ او اخبلؿ مرحمة‬
‫المحاكمة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪481‬‬

‫))‬
‫(‪)600‬م‪-3-‬مأعرماالصراجمظقلًمظفمحفقي‪ :‬م‬

‫وىذا يترتب عمى الخاصية السابقة‪ ،‬فيو ال يكسب المفرج عنو اى‬
‫وضع قانونى تجاه السمطة التى اصدرتو ‪ ،‬وال يعنى اف المفرج عنو برئ مف‬
‫االتياـ الموجو اليو‪.‬‬

‫(‪)601‬مذروطماالصراج‪ :‬م‬

‫ليس المقصود مف ىذه الشروط وضع قيد عمى السمطة اآلمرة بو‪،‬‬
‫وانما ىى بمثابة شروط تشترطيا ىذه السمطة حتى تصدر االمر بو وىى‬
‫بيذا المفيوـ يقع تنفيذىا او االلتزاـ بيا عمى المتيـ المحبوس احتياطياً ‪،‬‬
‫وطبقاً لذلؾ فيى تكوف مف الشروط االجرامية التى يتعيف توافرىا حتى تقوـ‬
‫السمطة التنفيذية المختصة بتنفيذىا امر االفراج‪ ،‬حتى ولو صدر دوف اف‬
‫يتضمف مثؿ ىذه الشروط‪.‬‬

‫(‪)602‬م‪-1-‬ماظؿعفداتماظشكصقي‪ :‬م‬

‫موضوع ىذه التعيدات ينقسـ الى شقيف‪ :‬األول‪ :‬يتضمف تيد‬


‫المفرج عنو مؤقتاً بالحضور كمما طمب منو ذلؾ فى الدعوى التى تعمؽ بيا‬
‫االمر الصادر باإلفراج ‪.‬‬
‫اظـوغك ‪ :‬يغمب عميو الطابع االحترازى ومجاؿ تنفيذىا يتوقؼ عمى‬
‫صدور باإلدانة عمى المفرج عنو‪ ،‬ولذلؾ فيو يتعيد بتسميـ او تقديـ نفسو‬
‫متى صدر عميو ىذا الحكـ وكاف تنفيذه مستوجباً ذلؾ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪480‬‬

‫))‬
‫(‪)603‬م‪-2-‬ماخؿقورمحمؾماضوعي‪ :‬م‬

‫السمطة المختصة بتنفيذ امر االفراج‪ ،‬وذلؾ باختيار محؿ لئلقامة‬


‫فى الجية الكائف بيا مركز المحكمة‪ ،‬إذا لـ يكف لممفرج عنو محؿ اقامة‬
‫فييا‪.‬‬

‫(‪)604‬مضققدماالصراجماجلقازي‪ :‬م‬

‫قد يصدر امر االفراج مطمقاً دوف اف يقيد بأى قيد‪ ،‬وقد يرى المحقؽ‬
‫فرض قيد عمى اصدار االمر بو‪ ،‬وىو فى الوقت نفسو يعد نوع ًا مف انواع‬
‫ضمانات االفراج وىو أخي اًر يعد مف بدائؿ الحبس االحتياطى‪ ،‬والغاية مف‬
‫ىذه القيود ضماف التزاـ المتيـ بالحضور كمما طمب وكذلؾ البقاء تحت‬
‫اعيف السمطات فبل يختفى واخي اًر لتنفيذ الحكـ الذى قد يصدر بإدانتو‪.‬‬

‫(‪)605‬م‪-1-‬مأوالً‪:‬ماظؽػوظيمادلوظقي‪ :‬م‬

‫ىذه الكفالة تمثؿ الضماف التقميدى لبلفراج المؤقت والبديؿ التقميدى‬


‫فى الوقت نفسو لمحبس االحتياطى‪ ،‬وغالبية التشريعات االجرائية الجنائية‬
‫المقارنة اعترفت بيا ونظمتيا‪ ،‬حتى الدوؿ التى نظمت بدائؿ محددة لمحبس‬
‫االحتياطى‪ ،‬اوردت الكفالة المالية بوصفيا التزاماً مف بيف االلتزامات التى‬
‫يمكف اف يخضع ليا المتيـ الذى وضع تحت المراقبة القضائية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪482‬‬

‫))‬
‫(‪)606‬مذؽؾماظؽػوظيمادلوظقي‪ :‬م‬

‫ورد فى قانوف االجراءات الجنائية المصرى(‪ )1‬تحديداً لشكؿ ىذه‬


‫الكفالة او وعائدىا وىى النقد او السندات الحكومية او المضمونة مف‬
‫الحكومة‪ ،‬ومف ثـ فأنو يستبعد مف ىذا الشكؿ او الوعاء خبلؼ ما ذكر‬
‫مثؿ االسيـ واألحمى‪ ،‬وفى تقديرنا فأنو ليس ىناؾ ما يمنع مف تقديـ‬
‫الكفاالت البنكية باعتبارىا ضماناً مالياً ال يرقى اليو شؾ‪.‬‬
‫ىذا وليس ىناؾ ما يحوؿ دوف تعدد الكفاالت بتعدد التيـ المنسوبة‬
‫الى المتيـ فى جرائـ منفصمة‪.‬‬

‫(‪)607‬محدودماظؽػوظي‪ :‬م‬

‫رغـ اىمية وضع حدود ليذه الكفالة لضماف عدـ التعسؼ او الغمو‬
‫فى تحديدىا اال اف القانوف المصرى لـ يرد بو مثؿ ىذا التحديد سواء فى‬
‫حدىا االدنى او االقصى‪ ،‬ومف ثـ فأنو يدخؿ فى نطاؽ السمطة التقديرية‬
‫لؤلمر باالفراج بكفالة‪ ،‬ومع ذلؾ يظؿ وضع ضوابط ليذا التحديد ام اًر ممحاً‪،‬‬
‫حتى ال تكوف المغاالة فى تحديدىا سبباً أللقاء ظبلؿ مف الشؾ حوؿ‬
‫عدالتيا وحيادىا‪.‬‬

‫(‪)608‬مررقمدصعماظؽػوظي‪ :‬م‬

‫فيما يتعمؽ بالقانوف المصرى‪ ،‬فأف الطريؽ الوحيد لدفع الكفالة‬


‫المالية ىو دفعيا بالفعؿ‪ ،‬ذلؾ أنو متى قررت السمطة المختصة االفراج عف‬
‫التيـ بكفالة مالية‪ ،‬فأنو ال يقبؿ منو التعيد بدفعيا‪ ،‬او بدفعيا عمى اقساط‪،‬‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 147‬مف قانوف االجراءات الجنائية المصرى‪.‬‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪483‬‬

‫))‬
‫ذلؾ مآؿ الكفالة عند اخبلؿ المفرج عنو بشروط االفراج قد حدده القانوف‬
‫بشكؿ ال يسمع بغير ذلؾ‪.‬‬

‫(‪)609‬معكظيماظؽػوظي‪ :‬م‬

‫الفرض او االصؿ اف الكفالة المالية مؤقتة ‪ ،‬فبل يجوز اف تحتفظ‬


‫بيا الدولة الى ماال نياية‪ ،‬فيى ليست مف نفس طبيعة الغرامة المالية‬
‫وىناؾ اوضاع متعددة يكوف عمييا مآؿ الكفالة‪.‬‬

‫(‪)610‬م‪-‬أ‪-‬مضدمتردمطوعؾيمشريمعـؼقصي‪ :‬م‬

‫ويتـ ذلؾ اذا لـ يتخمؼ المفرج عنو عف القياـ بكفالة الواجبات‬


‫المفروضة عميو قانوناً او تكؿ التى تضمنيا االمر باالفراج‪.‬‬

‫(‪)611‬م‪-‬ب‪-‬ماظردماظـلؾكماوماجلزئكمدلؾؾغماظؽػوظي‪ :‬م‬

‫اذا تـ تخصيص مبمغ الكفالة عمى جزئيف وىو امر وارد فى القانوف‬
‫المصرى‪ ،‬فأف ىذا التخصيص يكوف عمى النحو التالى‪:‬‬
‫(‪)612‬ماجلزءماألولمعـمعؾؾغماظؽػوظي‪ :‬م‬
‫تتعمؽ بحضوره اى اجراءات التحقيؽ والدعوى‪ ،‬او التقدـ لتنفيذ‬
‫الحكـ والقياـ بكافة الواجبات االخرى التى قد تفرض عميو بمعرفة السمطة‬
‫اآلمرة باالفراج‪.‬‬

‫(‪)613‬ماجلزءماظـوغكم‪:‬مؼغطكمػذاماجلزءمعومؼلتكمحبلىمأوظقؼيموروده‪ :‬م‬

‫(‪-1-)614‬مادلصورؼػماظؿكمدصعفومادلدسكمبوحلؼققمادلدغقي‪ :‬م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪484‬‬

‫))‬
‫(‪)615‬م‪-2-1-‬ماظعؼقبوتمادلوظقيماظؿكمضدمحيؽؿمبفومسؾكمادلؿفؿ‪:‬م م‬

‫وفى حالة اخبلؿ المفرج عنو بالتزاـ او اكثر مف االلتزامات‬


‫المفروضة عميو يصادر الجزء االوؿ‪ ،‬واذا استحقت عميو مصروفات‬
‫يصادر الجزء الثانى‪ ،‬واذا تبقى منو اى مبمغ فأنو يرد عمى المتيـ‪.‬‬
‫وجدير بالذكر انو ليس ىناؾ ما حوؿ دوف اعتبار اجزاء الكفالة‬
‫جزءاً واحداً بالنسبة الستكماؿ اى مبمغ بشرط االلتزاـ بالترتيب الذى نص‬
‫عميو التخصيص‪ ،‬أما إذا ورد مبمغ الكفالة بشكؿ اجمالى دوف تخصيص‪،‬‬
‫فأف السمطة المختصة تتمتع ازاء ذلؾ بصبلحيات ومرونة اوسع‪.‬‬

‫(‪)616‬مثوغقوً‪:‬ماظؽػوظيماظشكصقي‪ :‬م‬

‫ىى عبارة عف تعيد احد االشخاص‪ ،‬بضماف تنفيذ المتيـ المفرج‬


‫عنو لبللتزاـ التى فرضيا عميو األمر الصادر باالفراج‪ ،‬بحيث يتحمؿ ىذا‬
‫الكفيؿ نتائج ىذا االخبلؿ‪ ،‬والتى تتمثؿ فى دفع كامؿ مبمغ الكفالة التى‬
‫تضمنيا التعيد او جزء منيا حسب المقتضى‪ ،‬وىذا المفيوـ لمكفالة‬
‫الشخصية‪ ،‬يحمؿ عمى معنى التأميف الشخصى وىو قريب مف مفيوـ‬
‫الكفالة فى النطاؽ المدنى‪.‬‬
‫وقد أخذ القانوف المصرى بالكفالة الشخصية وورد النص عمييا فى‬
‫المادة ‪ 147‬مف قانوف االجراءات الجنائية " يجوز أف يقبؿ مف اى شخص‬
‫ممئ‪ ،‬التعيد بدفع المبمغ المقدر لمكفالة اذا أخؿ المتيـ بشرط مف شروط‬
‫االفراج‪ ،‬ويؤخذ عميو التعيد بذلؾ فى محضر التحقيؽ او بتقرير فى قمـ‬
‫الكتاب‪ ،‬ويكوف لممحضر أو التقرير قوة السند الواجب التنفيذ"‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪485‬‬

‫))‬
‫(‪)618‬ذروطماظؽػوظيماظشكصقي‪ :‬م‬

‫مف تحميؿ النص المعنى فأنو يمكننا استخبلص عدة شروط ليذه الكفالة‪:‬‬

‫(‪)619‬ماظشرطماألول‪:‬معالءةماظؽػقؾ‪ :‬م‬

‫ويقصد بو قدرتو عمى الوفاء بتعيده اذا أخؿ المتيـ بشرط مف‬
‫شروط الكفالة‪.‬‬

‫(‪)620‬اظشرطماظـوغك‪:‬محتدؼدمضقؿيماظؽػوظي‪ :‬م‬

‫وىى القيمة التى يمتـ بدفعيا وىى نفسيا القيمة المقدرة فى أمر االفراج‪.‬‬

‫(‪)621‬اظشرطماظـوظٌ‪:‬مأنمتلخذماظؽػوظيمذؽالًمحمدداً‪ :‬م‬

‫ويتمثؿ ىذا الشكؿ فى التعيد الكتابى والذى يتـ صياغتو فى اى‬


‫عبارات تفيد ىذا التعيد وااللتزاـ بو عمى أف يتضمنو محضر التحقيؽ إذا‬
‫صدر فى مرحمة التحقيؽ االبتدائي‪.‬‬
‫(‪)622‬مثوظـوً‪:‬متعفدمادلػرجمسـفمبؾعضماالظؿزاعوتماالجيوبقيماوماظلؾؾقي‪ :‬م‬
‫بل‬
‫ىذا التعيد بالقياـ او االمتناع عف القياـ ببعض االعماؿ يمثؿ بدي ً‬
‫مف بدائؿ الكفالة وينص فى امر االفراج عمى ىذه االلتزامات والتى يكوف‬
‫منيا بوصفيا ايجابية‪ ،‬تقديـ نفسو لمكتب البوليس فى االوقات التى تحدد‬
‫ليا فى امر االفراج‪ ،‬عمى أف تكوف مبلئمة مع ظروفو االسرية والمعيشية‪،‬‬
‫وكما فى اختيار مكاف لبلقامة فيو غير المكاف الذى وقعت فيو الجريمة‪،‬‬
‫ومف االلتزامات السمبية‪ ،‬الحظر عمى المفرج عنو ارتياد مكاف معيف او‬
‫اكثر مف مكاف‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪486‬‬

‫))‬
‫(‪)623‬مإسودةمحؾسمادلؿفؿمبعدماالصراجمسـف‪ :‬م‬

‫األمر الصادر باالفراج عف المتيـ ال يمنع منو اصدار امر جديد‬


‫بالقبض عميو او حبسو متى ظيرت ادلة جديدة ضده او اخؿ بالشروط‬
‫المفروضة عميو او جدت ظروؼ تستدعى اتخاذ مثؿ ذلؾ االجراء مع عدـ‬
‫االخبلؿ بالحد االقصى المقرر قانون ًا لمدة الحبس االحتياطى مع وجوب‬
‫تسبيب ذلؾ األمر الجديد بالحبس او بمدة طبقاً لمضوابط السالؼ بيانيا‪.‬‬
‫(‪)624‬مبدائؾماحلؾسماالحؿقوركمادللؿقدثي‪ :‬م‬
‫استحدث المشرع‪ -‬بموجب التعديبلت التى ادخمت عمى نصوص قانوف‬
‫االجراءات الجنائية بعض البدائؿ عف حبس المتيـ احتياطياً وذلؾ تقدي اًر‬
‫منو لخطورة الحبس االحتياطى كإجراء مؤقت عسى اف يكوف فى تمؾ‬
‫البدائؿ ما يحقؽ اليدؼ الذى شرع منو اجمو نظاـ الحبس االحتياطى اذا‬
‫اجازت المادة ‪ 1/201‬اجراءات لمسمطة المختصة بالحبس االحتياطى اف‬
‫تصدر بدالً مف حبس المتيـ احتياطياً امر بأحد التدابير اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الزاـ المتيـ بعدـ مبارحة مسكنة او موطنو‪.‬‬
‫‪ -‬الزاـ المتيـ بأف يقدـ نفسو لمشرطة فى اوقات محددة‪.‬‬
‫‪ -‬حظر ارتياد المتيـ اماكف محددة‪.‬‬
‫واذا خالؼ المتيـ احد االلتزامات المتعمقة بتمؾ التدابير جاز حبسو‬
‫احتياطياً‪ ،‬ويراعى فى ىذا الصدد انو يسرى فى شأف تمؾ التدابير مف‬
‫حيث مدة التدبير ومدة واستئناؼ االمر الصادر بو او بمده ذات القواعد‬
‫المقررة بالنسبة الى الحبس االحتياطى وكذلؾ االمر بالنسبة الى الجرائـ‬
‫التى يجوز بشأنيا ذلؾ التدبير وشخص المتيـ كما ىو الوضع بالنسبة‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪487‬‬

‫))‬
‫الى المتيميف االحداث وذلؾ عمى نحو ما سبؽ واف تناولناه فى الحبس‬
‫االحتياطى لؤلحداث‪.‬‬
‫(‪)625‬محؼققمادلؿفؿماحملؾقسماحؿقورقوً‪ :‬م‬
‫حرصاً مف المشرع عمى اال يكوف لمحبس االحتياطى او بدائمو سمة‬
‫العقوبة باعتباره اجراءاً قسرياً عمى الحرية الفردية فقد وضع المشرع‬
‫مجموعة مف الحقوؽ لممحبوس احتياطياً لمتخفيؼ مف حدة ذلؾ االجراء‬
‫تمثمت فيما يمى‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬حظر اتصاؿ رجاؿ السمطة بالمحبوس احتياطيا اذ اف اتصاؿ‬
‫رجاؿ السمطة مف الشرطة وغيرىـ فيو قدر مف االكراه المعنوى لممحبوس‬
‫احتياطياً لما لو مف مظنة التأثير عميو ولذلؾ حظرت المادة ‪ 140‬اجراءات‬
‫عمى مأمور السجف السماح لرجاؿ السمطة باالتصاؿ بالمحبوس احتياطياً‬
‫اال بموجب إذف كتابى مف النيابة العامة بالتصريح بذلؾ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬حؽ المحبوس احتياطيا فى االتصاؿ دائماً بمدافعة واالنفراد‬
‫بو لمترتيب لكيفية الدفاع عف المتيـ وبالنظر الى اف حؽ الدفاع ىو احد‬
‫الحقوؽ التى كفميا الدستور فإنو ال يجوز التنصت لمما يتـ مف احاديث‬
‫بينيما ونبلحظ اف المشرع قد استخداـ عبارة المدافع ومف ثـ ال يقتصر‬
‫االمر عمى محامى المتيـ اذ قد يكوف مدافعا عنو احد اقاربو او احد‬
‫الخبراء فى اى مجاؿ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬نشر الحكـ ببراءة مف سبؽ حبسو احتياطياً‪:‬‬
‫اوجب المشرع عمى النيابة العامة اف تقوـ بنشر كؿ حكـ يصدر‬
‫بالبراءة عمى متيـ سبؽ حبسو احتياطيا شريطو اف يكوف حكـ بات وكذلؾ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪488‬‬

‫))‬
‫اوجب المشرع ذات االمر متى صدر مف النيابة العامة االمد باالوجو‬
‫القامة الدعوى الجنائية قبؿ متيـ سبؽ بسو احتياطيا ويكوف النشر فى‬
‫جريدتيف يوميف واسعى االنتشار عمى نفقة الحكومة ويكوف النشر مف قبؿ‬
‫النيابة العامة اما مف تمقاء نفسيا او بناءاً عمى طمب المتيـ‪ ،‬او احد اقاربو‬
‫او احد ورثتو عمماً بأف النشر فى حالة صدور األمد باألوجو جوازى لمنيابة‬
‫العامة وىو ما تناولتو المادة ‪ 312‬مكرر اجراءات بالتنظيـ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪489‬‬

‫))‬

‫انجبة انثبًَ‬
‫انتظرف فً انذػىي ثؼذ انتحمُك االثتذائً‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪491‬‬

‫))‬
‫(‪)626‬ممتفقدموتؼلقؿ‪ :‬م‬
‫فى ختاـ مرحمة التحقيؽ االبتدائى وبعد اف تقطع سمطة التحقيؽ‬
‫الشوط لى نياية تقيـ االدلة التى تكشؼ عنيا التحقيؽ وتمحصيا وعمى‬
‫ضوء ذلؾ تقوـ بالتصرؼ فى التحقيؽ وذلؾ فى شكؿ اوامر تصدر عنيا‪،‬‬
‫وىذا التصرؼ عمى أحد وجييف‪.‬‬
‫األوؿ‪ :‬إحالة الدعوى الى محكمة الموضوع‪.‬‬
‫الثانى‪ :‬االمر بعدـ وجود وجو إلقامة الدعوى الجنائية‪.‬‬
‫وىذه األوامر ال تخرج عف الرقابة حيث اجاز القانوف الطعف فييا‬
‫ووضع القواعد المنظمة ليذا الطعف والتى تختمؼ باختبلؼ االمر محؿ‬
‫الطعف‪.‬‬
‫ونتناوؿ بحث الموضوعات التالية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬احالة الدعوى الى محكمة الموضوع‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬االمر بعدـ وجود وجو إلقامة الدعوى‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الطعف فى اوامر التحقيؽ االبتدائى‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪490‬‬

‫))‬
‫انفظم األول‬
‫ئحبنخ انذػىي اىل حمكًخ ادلىضىع‬
‫(‪)627‬متؼلقؿ‪ :‬م‬
‫إذا انتيى المحقؽ مف تحقيقو الى توافر دالئؿ كافية عمى وقوع‬
‫الجريمة ونسبتيا الى المتيـ يقوـ بإحالتيا الى المحكمة المختصة وتختمؼ‬
‫االحالة باختبلؼ القائـ بالتحقيؽ والجريمة التى تعمؽ بيا‪ ،‬فإذا كاف قاضى‬
‫التحقيؽ ىو الذى يباشره يصدر امر احالة‪ ،‬وكذلؾ اذا تمت االحالة بمعرفة‬
‫المحامى العاـ او مف ينوب عنو وذلؾ بالنسبة لمجنايات‪ ،‬اما النيابة العامة‬
‫فإنيا تحيؿ مباشرة دوف امر احالة وذلؾ فى مواد الجنح والمخالفات‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪492‬‬

‫))‬
‫ادلجحث األول‬
‫اإلحبنخ فً يىاد اجلُح وادلخبنفبد‬
‫(‪)628‬ماظلؾطيمادلكؿصيمبوإلحوظي‪ :‬م‬
‫يختص باالحالة الى محكمة الموضوع بالنسبة لكؿ مف الجنح والمخالفات‬
‫كؿ مف‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬قاضى التحقيؽ اذا كاف يباشر التحقيؽ فى الحاالت التى‬
‫ينتدب فييا لذلؾ‪ ،‬وال يجوز لو التصرؼ بإصدار االمر باال وجو او‬
‫باالحالة اال بعد اتخاذ اجراءات معينة(‪)1‬‬
‫ثانياً‪ :‬النيابة العامة اذا كانت ىىالتى تباشر التحقيؽ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬المدعى بالحقوؽ المدنية وذلؾ فى الحاالت التى يجوز فييا‬
‫االدعاء المباشر‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬محكمة الجنح المستأنؼ منعقدة فى غرفة المشورة‪...‬‬
‫وذلؾ إذا طعف المدعى بالحقوؽ المدنية فى االمر الصادر مف‬
‫النيابة العامة‪ ،‬وقررت الغرفة قبوؿ الطعف والغاء االمر باال وجو ‪ ،‬حيث‬
‫يجب عمييا فى ىذا الحالة اف تعيد القضية واف تعيف الجريمة التى تثبت‬
‫لدييا واالفعاؿ المرتكبة ونص القانوف المنطبؽ عمييا‪ ،‬وذلؾ الحالتيا الى‬
‫المحكمة المختصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) ترسؿ االوراؽ الى النيابة العامة بعد االنتياء مف التحقيؽ ‪ ،‬ويخطر باقى الخصوـ لتقديـ ما‬
‫لدييـ مف اوراؽ او طمبات او اقواؿ‪ ،‬وعمى النيابة العامة اف تقدـ طمباتيا اف وجدت خبلؿ ثبلثة‬
‫اياـ وذلؾ كتابة ‪ ،‬وبعد مرور ىذه المدة يتصرؼ فى التحقيؽ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪493‬‬

‫))‬
‫(‪)629‬احملؽؿيماظؿكمحتولماظقفوماظدسقى‪ :‬م‬
‫المحكمة المختصة ىنا‪ ،‬تكوف اما محكمة الجنح او المخالفات‬
‫حسب نوع الجريمة‪ ،‬ولكف ليس فى كؿ االحواؿ يكوف االمر عمى ىذا‬
‫النحو‪ ،‬حيث يكوف معيار شخص المتيـ وطبيعة الجريمة ىى األساس‬
‫لبلحالة الى غيرىما مف المحاكـ‪ ،‬فقد تكوف االحالة الى محكمة االحداث‪،‬‬
‫اذا ارتكب الجريمة حدث وحده‪ ،‬اما اذا ساىـ مع بالغ فتكوف احالتو الى‬
‫غيرىا‪ ،‬كما اف الجنح التى تقع بواسطة الصحؼ او غيرىا مف طرؽ النشر‬
‫عدا الجنح المضرة بأفراد الناس‪ ،‬تكوف االحالة عمى سبيؿ االستثناء إلى‬
‫محكمة الجنايات مباشرة‪ ،‬وىى المحكمة التى قرر القانوف اختصاصيا‬
‫بنظر ىذه الجرائـ‪.‬‬
‫(‪)630‬ماجراءاتماالحوظيمصكماجلـحموادلكوظػوت‪ :‬م‬
‫تختمؼ ىذه االجراءات باختبلؼ الجية التى قامت باإلحالة‪:‬‬
‫(‪)631‬م‪-‬أ‪-‬مضوضكماظؿقؼقؼ‪ :‬م‬
‫اذا كاف التحقيؽ يباشره قاضى التحقيؽ‪ ،‬فإف إحالة الدعوى الى‬
‫المحكمة تكوف بموجب امر احالة يصدره كؿ مف قاضى التحقيؽ او‬
‫محكمة الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة المشورة وذلؾ متى قبمت الطعف‬
‫المقدـ ضد االمر الصادر باالوجو القامة الدعوى الجنائية والذى صدر عف‬
‫النيابة العامة‪.‬‬
‫والدعوى الجنائية فى ىذه الحالة تكوف مرفوعة منذ لحظة صدور‬
‫امر االحالة دوف توقؼ عمى اعبلف المتيـ بصدور ىذا األمر‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪494‬‬

‫))‬
‫‪1‬‬
‫ومتى صدر االمر عمى ىذا النحو مستوفياً البيانات القانونية( ) مف‬
‫اسـ المتيـ ولقبو وسنو ومحؿ ميبلده وسكنو وصناعتو والواقعة المنسوبة‬
‫اليو ووصفيا القانونى‪ ،‬فإنو يجب عمى النيابة اف تقوـ بإرساؿ جميع‬
‫االوراؽ الى قمـ كتاب المحكمة وذلؾ فى ظرؼ يوميف العبلف الخصوـ‬
‫بالحضور اماـ المحكمة فى اقرب جمسة وفى المواعيد المقررة واذا لـ تقـ‬
‫النيابة العامة بيذا االجراء ألى سبب‪ ،‬جاز لممحكمة بالنظر الى دخوؿ‬
‫الدعوى فى حوزتيا بالفعؿ عمى النحو المتقدـ ‪ ،‬اف تقوـ مف تمقاء نفسيا‬
‫باالعبلف المطموب مشموالً بتاريخ الجمسة المحددة لنظر الدعوى‪ ،‬واذا لـ‬
‫يعمف امر االحالة ‪ ،‬فإنو ال ينبنى عميو بطبلنو‪ ،‬فإذا حضر المتيـ الجمسة‬
‫بنفسو او بوكيؿ عنو فميس لو اف يتمسؾ بيذا البطبلف (‪ ،)2‬كما اف الدفع‬
‫ببطبلنو يجب اف يكوف اماـ محكمة الموضوع ‪ ،‬وبالتالى فبل يجوز الدفع‬
‫بو ألوؿ مرة اماـ محكمة النقض وىذا ىو شأف جميع اوجو البطبلف‬
‫المتعمقة باالجراءات السابقة عمى المحكمة(‪.)3‬‬
‫(‪)632‬م‪-‬ب‪-‬ماظـقوبيماظعوعي‪ :‬م‬
‫اذا كاف التحقيؽ تباشره النيابة االمة‪ ،‬فإف االحالة الى محكمة الجنح‬
‫او المخالفات‪ ،‬تكوف عف طريؽ التكميؼ بالحضور‪ ،‬وىى نفس الطريؽ او‬
‫االسموب الذى يتبعو المدعى بالحقوؽ المدنية عف طريؽ االدعاء المباشر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) المواد‪ 232 ،161 :‬مف قانوف االجراءات الجنائية‪.‬‬
‫‪ )2‬نقض ‪ ، 1993/1/3‬طعف رقـ ‪ 6461‬لسنة ‪61‬ؽ ‪ ،‬حكـ غير منشور‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫) وسواء كاف ذلؾ متعمقاً بأوامر االحالة او ق اررات االتياـ‪.‬‬
‫نقض ‪ ،1993/1/7‬طعف رقـ ‪ ،6142‬لسنة ‪59‬ؽ‪ ،‬حكـ غير منشور ‪ ،‬ونقض ‪، 1993/4/7‬‬
‫طعف رقـ ‪ ، 13518‬لسنة ‪61‬ؽ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪495‬‬

‫))‬
‫واالحالة الى المحكمة بيذه الطريقة‪ ،‬تختمؼ عف االحالة بواسطة او‬
‫عف ط ريؽ امر االحالة حيث ال تكوف الدعوى مرفوعة اال اذا أعمف المتيـ‬
‫بصحيفة التكميؼ بالحضور‪)1(.‬‬
‫(‪)632‬مبقوغوتماعرماالحوظيمواظؿؽؾقػمبوحلضقر‪ :‬م‬
‫تضمف قانوف االجراءات الجنائية‪ ،‬نصوصاً متعددة شممت البيانات‬
‫التى يجب ذكرىا فى ىذه االوامر والقاسـ المشترؾ فييا ىو رفع الجيالة‬
‫التى يمكف اف تشوب ىذه االوامر وذلؾ بعمـ المتيـ باالتياـ الموجو اليو‪.‬‬
‫وىذا ال يتأتى اال اذا تحدد اسـ المتيـ تحديداً صحيحاً‪ ،‬وتكييؼ الواقعة‬
‫ونصوص القانوف التى تحكميا وال يشترط فى ذلؾ اف يكوف ىذا التحديد‬
‫نيائياً حيث تممؾ المحكمة المعنية تعديؿ الوصؼ القانونى لما نرى انو ىو‬
‫الوصؼ الصحيح‪.‬‬
‫واذا كانت االحالة بموجب ورقة التكميؼ بالحضور‪ ،‬فإنو يتعيف‬
‫تحديد المحكمة التى سوؼ تنظر الدعوى او التى يجب الحضور اماميا‬
‫وتاريخ الجمسة المحددة لنظر الدعوى ويراعى فى مواعيد ىذه الجمسات اف‬
‫يكوف التكميؼ بالحضور قبؿ انعقاد الجمسة بيوـ كامؿ فى المخالفات وثبلثة‬
‫اياـ عمى األقؿ فى الجنح بخبلؼ مواعيد مسافة الطريؽ‪ ،‬اما اذا كانت‬
‫الجريمة فى حالة تمبس فيكوف التكميؼ بالحضور بغير ميعاد ‪.‬‬

‫‪ ) 1‬ومؤدى ذلؾ اف النيابة العامة رغـ وضع تأشيرتيا باإلحالة عمى اوراؽ التحقيؽ ‪ ،‬فإف ذلؾ ال‬
‫يعنى استيفاء التكميؼ بالحضور شكمة القانونى‪ ،‬او اف الدعوى قد رفعت اماـ المحكمة وال يعدو‬
‫ذلؾ اال بمثابة امر ادارى مف وكيؿ النيابة الى الكاتب المختص العداد االوراؽ المطموبة لمتكمؼ‬
‫بالحضور‪ ،‬وبالتالى فإف التحقيؽ لـ يخرج مف حوزة النيابة التى تستطيع التصرؼ فيو خبلفاً‬
‫لئلحالة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪496‬‬

‫))‬
‫وتعمف الورقة لشخص المعمف اليو فى محؿ اقامتو وذلؾ بالطرؽ‬
‫المحددة فى قانوف المرافعات‪ ،‬ويجوز اعبلنو بواسطة رجاؿ السمطة العامة‬
‫فى مواد المخالفات‪ ،‬وبعض مواد الجنح التى يعينيا وزير العدؿ بقرار منو‬
‫بعد موافقة وزير الداخمية‪.‬‬
‫(‪)634‬متقجقفماظؿفؿيماديمادلؿفؿماحلوضرمبوجلؾلي‪ :‬م‬
‫قد يكوف المتيـ حاض اًر اماـ محكمة الجنح او المخالفات بأى صفة‬
‫خبلؼ انو متيـ‪ ،‬شاىد – خبير‪ -‬مف الجميور‪ ،‬فإنو يجوز االستغناء عف‬
‫التطميؼ بالحضور‪ ،‬إذا وجيت النيابة العامة التيمة اليو فى الجمسة وقبؿ‬
‫ال صريحاً‪ ،‬وفى ىذه المحظة تكوف‬
‫المتيـ محاكمتو عمى ىذا النحو قبو ً‬
‫الدعوى مرفوعة اماـ المحكمة وصالحة لمنظر فييا والفصؿ حسب ما تراه‬
‫المحكمة مناسباً ‪ ،‬وىذه الوسيمة االستثنائية ال يرخص باستعماليا اال لمنيابة‬
‫العامة وحدىا وفى مواد الجنح والمخالفات فقط‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪497‬‬

‫))‬
‫ادلجحث انثبًَ‬
‫اإلحبنخ فً اجلُبَبد‬
‫(‪)635‬ماظـظومماحلوديمظإلحوظي‪ :‬م‬
‫يعد العديد مف التعديبلت التشريعية(‪ ،)1‬الغى نظاـ مستشار االحالة‬
‫نيائياً واصبحت الدعوى فى مواد الجنايات تحاؿ مباشرة مف سمطة التحقيؽ‬
‫الى محكمة الجنايات‪.‬‬
‫ىذا وتختمؼ اجراءات االحالة باختبلؼ جية التحقيؽ‪ ،‬فإذا كاف‬
‫القاضى ىو الذى يباشر التحقيؽ‪ ،‬وانتيى فى تحقيقو الى اف االدلة كافية‬
‫عمى ارتكاب المتيـ لجناية‪ ،‬يحيؿ الدعوى الى المحكمة الجنايات‬
‫المختصة‪ ،‬ويكمؼ النيابة العامة بإرساؿ االوراؽ الييا فو اًر‪.‬‬
‫كما انو لغرفة المشورة‪ ،‬عند الغاء االمر باأل وجو إلقامة الدعوى‬
‫الجنائية بناء عمى الطعف المقدـ مف المدعى بالحقوؽ المدنية اف تعيد‬
‫القضية الحالتيا الى المحكمة المختصة‪)2(.‬‬
‫أما اذا كانت النيابة العامة ىى التى تباشر التحقيؽ‪ ،‬فإف الدعوى‬
‫ترفع فى الجنايات بإحالتيا الى المحكمة المختصة عف طريؽ المحامى‬
‫العاـ او مف يقوـ مقامو‪ ،‬وذلؾ بموجب تقرير اتياـ‪ ،‬تبيف فيو الجريمة‬
‫المسندة الى المتيـ بأركانيا المكونة ليا وكافة الظروؼ المشددة او المخففة‬
‫لمعقوبة ومواد القانوف المراد تطبيقيا عمى ىذه الواقعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) وذلؾ بالقانوف رقـ ‪ 171‬لسنة ‪ ، 1981‬والذى تضمف الغاء مستشر االحالة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) واالختصاص ىذا لمحكمة الجنايات منعقدة فى غرفة المشورة‪ ،‬وذلؾ بعد تعيينيا الجريمة‬
‫واالفعاؿ المرتكبة ونص القانوف المطبؽ عمييا‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪498‬‬

‫))‬
‫ىذا وقد اوجب القانوف عمى النيابة العامة اعداد قائمة بمؤدى اقواؿ‬
‫شيود المتيـ وادلة االثبات ضده وارفاقيا بتقرير االتياـ‪ ،‬ولكؿ خصـ اف‬
‫يعمف شيوده الذيف لـ تتضمنيـ القائمة بموعد الجمسة مع تحممو نفقات‬
‫االعبلف وايداع مصاريؼ انتقاؿ الشيود‪ ،‬وسواء تحدد اسـ الشاىد فى قائمة‬
‫ا لشيود او بتكميفو بالحضور عف طريؽ االعبلف مف قبؿ الخصوـ‪ ،‬فإف‬
‫ذلؾ ال يمزـ المحكمة التى تنظر الدعوى بسماع غير ىؤالء الشيود سواء‬
‫بطمب منيا او اذا تقدموا مف تمقاء انفسيـ ألداء الشيادة‪.‬‬
‫(‪)636‬ماالجراءاتماظؿوظقيمظصدورماعرماإلحوظي‪ :‬م‬
‫متى صدر أمر االحالة عمى النحو السالؼ ذكره‪ ،‬يقوـ المحامى‬
‫العاـ مف تمقاء نفسو اى بدوف طمب مف المتيـ بندب محامى لممتيـ اذا لـ‬
‫يكف قد وكؿ محامياً لمدفاع عنو‪ ،‬وىذا التعييف االلزامى لممحامى يجد‬
‫اساسو فى القاعدة الدستورية التى ورد عمييا نص المادة ‪ 67‬مف الدستور‬
‫"كؿ متيـ فى جناية يجب اف يكوف لو محاـ يدافع عنو" وكذلؾ ما ورد بو‬
‫نص المادة ‪ 241‬مف قانوف االجراءات الجنائية متضمنة ىذا االلتزاـ‪.‬‬
‫كما يجب عمى النيابة العامة‪ ،‬اعبلف الخصوـ باألمر الصادر‬
‫باإلحالة الى محكمة الجنايات خبلؿ العشرة اياـ التالية لصدوره وفى الوقت‬
‫نفسو يجب عمييا ارساؿ ممؼ القضية الى قمـ كتاب محكمة االستئناؼ فو اًر‬
‫واذا ما طمب محامى المتيـ الموكؿ او المنتدب اجبلً لئلطبلع عمى الممؼ‪،‬‬
‫يحدد لو رئيس المحكمة ميعاداً ال يجاوز عشرة اياـ ويتعيف عمى المحامى‬
‫االطبلع عمى الممؼ خبلؿ ىذه المدة‪ ،‬ويبقى الممؼ فى قمـ كتاب المحكمة‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪499‬‬

‫))‬
‫خبلؿ ىذه المدة حتى يتسنى االطبلع عميو فى مكانو دوف اف ينقؿ مف ىذا‬
‫القمـ‪.‬‬
‫انفظم انثبًَ‬
‫األير ثبأل وجه إللبيخ انذػىي‬
‫(‪)637‬معضؿقنماألعرماوماظغوؼيمعـف‪ :‬م‬
‫يقصد بيذا االمر اف سمطة التحقيؽ بعد االنتياء منو قررت عدـ‬
‫استكماؿ السير فى الدعوى‪ ،‬اى عدـ اقامة الدعوى وذلؾ بعدـ احالتيا الى‬
‫قضاء الحكـ‪ ،‬وىو يصدر فى كؿ الجرائـ سواء كانت جنايات او جنح او‬
‫مخالفات‪.‬‬
‫(‪)638‬ماظلؾطيمادلكؿصيمبنصدارماألعر‪ :‬م‬
‫القاعدة العامة اف السمطة التى ليا صبلحية التحقيؽ االبتدائى سواء‬
‫كانت النيابة العامة او قاضى التحقيؽ او المستشار المنتدب لمتحقيؽ ىى‬
‫التى تختص بإصدار مثؿ ىذا األمر‪.‬‬
‫(‪)639‬مأدؾوبماصدارماألعرمبلالموجف‪ :‬م‬
‫تعدد االسباب التى متى تحقؽ يقوـ المحقؽ بإصدار االمر بأال وجو‬
‫إلقامة الدعوى الجنائية‪ ،‬والجانب االكبر مف ىذه االسباب ورد بيا نص فى‬
‫قانوف االجراءات الجنائية‪ ،‬وذلؾ فى المادة ‪ 154‬مف ىذا القانوف " إذا رأى‬
‫قاضى التحقيؽ اف الواقعة ال يعاقب عمييا القانوف‪ ،‬او اف االدلة عمى‬
‫المتيـ غير كافية يصدر أم اًر بأال وجو إلقامة الدعوى‪ ،‬ويفرج عف المتيـ‬
‫اف لـ يكف محبوساً لسبب أخر‪ .‬ويجب اف يشتمؿ االمر عمى االسباب التى‬
‫بنى عمييا‪ ،‬ومف تحميؿ النص المتقدـ فإنو يتضع لنا اف االسباب التى يبنى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪511‬‬

‫))‬
‫عمييا ىذ ا األمر تنقسـ الى اسباب قانونية اى تجد اساسيا فى القانوف ذاتو‬
‫او انو يأمر بيا‪ ،‬وىو ما يعنيو المشرع ى صياغة المادة المعنية سالفة‬
‫الذكر بقولو " الواقعة ال يعاقب عمييا القانوف"‪.‬‬
‫وىذه األسباب قد تكوف ذات طابع اجرائى اى تجد سندىا فى احكاـ‬
‫قانوف االجراءات الجنائية‪ ،‬وىى فى الوقت نفسو تنقسـ الى اسباب عامة او‬
‫اسباب خاصة‪.‬‬
‫وقد تكوف ىذه االسباب ذات طابع موضوعى اى تجد سندىا فى‬
‫االحكاـ العامة لقانوف العقوبات‪.‬‬
‫وأخي ارً قد تكوف االسباب التى يستند عمييا إلصدار ىذا االمر اسباباً‬
‫خاصة ويندرج فى اطارىا سبب عدـ كفاية االدلة او عدـ األىمية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪510‬‬

‫))‬
‫ادلجحث األول‬
‫األضجبة انمبَىَُخ راد انغبثغ االجرائً‬
‫(‪)640‬م‪-1-‬ماألدؾوبماظعوعي‪ :‬م‬
‫ىناؾ اسباب عامة نص عمييا قانوف االجراءات الجنائية عمى سبيؿ‬
‫الحصر‪ ،‬النقضاء الدعوى الجنائية‪ ،‬وىى وفاة المتيـ‪ -‬التقادـ – العفو‬
‫الشامؿ‪ -‬الحكـ البات‪ ،‬وباستثناء السبب األخير والذى يعد سبباً طبيعياً‬
‫النقضاء الدعوى الجنائية‪ ،‬تعد باقى االسباب عارضة‪.‬‬
‫وقد سبقا لنا تناوؿ ىذه االسباب بالشرح والتحميؿ‪.‬‬
‫(‪)641‬م‪-2-‬ماألدؾوبماخلوصي‪ :‬م‬
‫تتصؿ ىذه االسباب بالقيود التى ترد عمى حرية النيابة العامة فى‬
‫تحريؾ الدعوى الجنائية‪ ،‬فإذا وجد القيد فبل تستطيع النيابة العامة مباشرة‬
‫التحقيؽ ولف يكوف ىناؾ ثمة بحث متعمؽ بإصدار االمر باأل وجو إلقامة‬
‫الدعوى‪ .‬أما إذا زاؿ القيد استردت النيابة العامة حريتيا وباشرت التحقيؽ‬
‫والتصرؼ فيو‪.‬‬
‫فإذا عاد القيد اثناء مباشرة سمطة التحقيؽ لمتحقيؽ ‪ ،‬تعيف عمييا‬
‫اصدار ىذا االمر‪ ،‬وعودة القيد تتمثؿ فى تنازؿ مف لو الحؽ فى الشكوى او‬
‫الطمب عف شكواء او طمبو ضد المتيـ ‪ ،‬وطابع ىذه االسباب اف سمطة‬
‫التحقيؽ تصدر االمر بناء عمييا اى عمى تحقؽ ىذه االسباب دوف ارادتيا‬
‫استجابة ألحكاـ القانوف وذلؾ الطبع بشروط توافر الجوانب القانونية لصحة‬
‫التنازؿ حتى يحدث اثره وأخي اًر فى حالة التصالح بيف المتيـ والجية التى‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪512‬‬

‫))‬
‫اناط بيا القانوف قبوؿ مثؿ ىذا التصالح عمى النحو الذى ورد بو النص فى‬
‫كؿ مف قانوف المرور وقانوف تحقيؽ العدالة الضريبية وقانوف الجمارؾ‪.‬‬
‫ادلجحث انثبًَ‬
‫األضجبة انمبَىَُخ را انغبثغ ادلىضىػً‬
‫(‪)642‬اخلوصقيماظعوعيمهلذهماألدؾوب‪ :‬م‬
‫القاسـ المشترؾ ليذه االسباب ىو تأثيرىا عمى اركاف الجريمة‪،‬‬
‫بحيث تنفى ركناً او اكثر االمر الذى يستوجب اصدار االمر باأل وجو‬
‫إلقامة الدعوى الجنائية‪ ،‬وفى فرض اخر قد يترتب عمى تحقؽ سبب او‬
‫اكثر منيا امتناع المسئولية عنيا او امتناع عقاب مرتكبيا وىو ما يؤدى‬
‫الى تحقؽ نفس األثر وىو اصدار األمر باأل وجو‪.‬‬
‫(‪)643‬محتدؼدماالدؾوبماظؼوغقغقيمذاتماظطوبعمادلقضقسك‪ :‬م‬
‫تتمثؿ ىذه االسباب فى كؿ مف‪:‬‬
‫(‪- )644‬أ‪ -‬اسباب اإلباحة‪:‬‬
‫وىى تنحصر فى الدفاع الشرعى‪ -‬أداء الواجب – استعماؿ الحؽ‪.‬‬
‫واذا ما تحقؽ سبب منيا‪ ،‬فإف الصفة االج ارمية‪ ،‬تنتفى عف الفعؿ‬
‫ويرجع الى اصمو مف المشروعية‪ ،‬وال يكوف اماـ المحقؽ اال اف يصدر ىذا‬
‫األمر‪.‬‬
‫(‪-)645‬ب‪ -‬موانع المسئولية‪:‬‬
‫ويندرج فى اطارىا حالة الضرورة‪ -‬الجنوف او العاىة العقمية –‬
‫السكر المانع لممسئولية – صغر السف‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪513‬‬

‫))‬
‫(‪-)646‬جػ‪ -‬موانع العقاب‪:‬‬
‫خبلفاً لما تقدـ مف اسباب فإف موانع العقاب ليا سمتيا الخاصة ذلؾ‬
‫انو رغـ وجودىا اال انو ال تأثير ليا عمى تحقؽ الجريمة فى ركنيا المادى‬
‫والمعنوى فيى قائمة ومف ارتكبيا تتحقؽ مسئوليتو الجنائية‪ ،‬اضؼ الى ما‬
‫تقدـ فإف األثر الذى يترتب عمى تحققيا يتمثؿ فى اعفاء المتيـ فى العقاب‪،‬‬
‫وىو عمؿ يدخؿ فى االصؿ فى اختصاص قضاء الحكـ تقريره وليس‬
‫قضاء التحقيؽ‪.‬‬
‫ومف تطبيقات موانع العقاب فى القانوف المصرى‪ ،‬اعفاء كؿ مف‬
‫بادر مف الجناة بأخبار الحكومة بوجود اتفاؽ جنائى‪ ،‬وبمف اشتركوا فيو قبؿ‬
‫وقوع اى جناية او جنحة‪ ،‬وقبؿ بحث وتفتيش الحكومة عف اولئؾ الجناة‪،‬‬
‫وكذ لؾ اعفاء الراشى او الوسيط مف العقوبة اذا اخبر السمطات بالجريمة او‬
‫اعترؼ بيا‪.‬‬
‫ورغـ التحفظ حياؿ منح سمطة التحقيؽ االبتدائى‪ ،‬صبلحية اصدار‬
‫االمر بأال وجو إلقامة الدعوى الجنائية استناداً عمى ىذا السبب اال اف‬
‫الضرورة العممية والمنطؽ يتطمباف االعتراؼ ليذه السمطة يمثؿ ىذه‬
‫الصبلحية‪ ،‬وليس ىناؾ ثمة ضرورة لئلصرار عمى االحالة فى الوقت الذى‬
‫ثبت فيو لممحقؽ تحقؽ السبب المانع لمعقاب‪.‬‬
‫(‪)647‬ماألدؾوبماخلوصي‪ :‬م‬
‫يدخؿ فى نطاؽ ىذه االسباب كؿ مف عدـ كفاية االدلة – وعدـ‬
‫االىمية‪ ،‬والسبب األخير لـ يرد بو نص اال اف العمؿ جرى عمى االعتراؼ‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪514‬‬

‫))‬
‫لسمطة التحقيؽ ممثمة فى النيابة العامة وحدىا بإصدار االمر استناداً عمى‬
‫ىذا السبب‪.‬‬
‫(‪ )648‬سدممطػوؼيماألدظي‪:‬‬

‫ووجو الخصوصية فى السبب األوؿ وىو عدـ كفاية االدلة‪ ،‬اف المحقؽ‬
‫ال يستند عمى نص اجرائى او موضوعى إلصداره األمر باأل وجو‪ ،‬وانما‬
‫نتيجة لممارسة وظيفية التحقيؽ التى تتطمب البحث والتقصى والتحميؿ‬
‫واالستنتاج واالستجواب والمواجية ‪ ،‬لذلؾ فإنو يقوـ بإصدار ىذا االمر‬
‫استناداً عمى ىذا السبب وبناء عمى ذلؾ فقد وصؼ عمى انو مف االسباب‬
‫الموضوعية لمداللة عمى صمتو بالواقع وليس بنصوص القانوف االجرائى او‬
‫الموضوعى واالدلة التى يعد عدـ كفايتيا سبباً يستند عميو فى اصدار‬
‫االمر بأال وجو‪ ،‬ليست ىى ذاتيا التى يستند عمييا قضاء الحكـ لمفصؿ فى‬
‫الدعوى باإلدانة او البراءة‪ ،‬حيث يكوف التعبير المناسب ليذا السبب ىو‬
‫عدـ كفاية الدالئؿ‪ ،‬ذلؾ اف مصطمح الدليؿ يتفؽ مفيومو مع مرحمة الحكـ‬
‫او قضاء الحكـ‪ ،‬عمى اعتبار انو الواقعة التى يستمد منيا القاضى البرىاف‬
‫عمى اثبات اقتناعو بالحكـ الذى ينتيى اليو سواء بالبراءة او باإلدانة‪.‬‬

‫فى المقابؿ فإف المحقؽ ال يقوـ بنفس الدور الذى يقوـ بو القاضى حيث‬
‫انو ليس مف وظيفتو الحكـ‪.‬‬

‫وعدـ كفاية االدلة الذى يظير فى االمر الصادر مف المحقؽ باأل وجو‬
‫إلقامة الدعوى الجنائية‪ ،‬وىو بمثابة نتيجة ينتيى الييا المحقؽ تأخذ فى‬
‫العمؿ فروضاً متعددة وىى تخرج مف اطار التجديد التشريعى ‪ ،‬فقد يكوف‬
‫لعدـ وقوع الجريمة أصبل ‪ ،‬او عدـ صحة الواقعة او عدـ معرفة الفاعؿ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪515‬‬

‫))‬
‫(‪)648‬مسدمماألػؿقي‪ :‬م‬

‫ىذا السبب تستقؿ بو النيابة العامة دوف غيرىا مف سمطات التحقيؽ وال‬
‫يجد سنداً لو اى فى القانوف الموضوعى او االجرائى او حتى الوقائع ف‬
‫ولذلؾ فيو عديـ السند قانونا‪ ،‬وىو سمطة خطيرة تتميز بيا النيابة العامة‬
‫حيث تتحقؽ الجريمة فى كؿ اركانيا وتصح نسبتيا الى شخص محدد‬
‫وتتوافر الدالئؿ عمى ارتكابو ليذه الجريمة‪ ،‬ومع ذلؾ تصدر النيابة العامة‬
‫امرىا باأل وجو إلقامة الدعوى الجنائية لعدـ األىمية والتبرير الوحيد‬
‫لبلعتراؼ لمنيابة العامة بيذه السمطة‪ ،‬يجد سنده فى اعتبارات المبلئمة او‬
‫المصمحة العامة‪.‬‬

‫(‪)649‬حفقيماألعرمبعدمموجقدموجفمإلضوعيماظدسقى‪ :‬م‬

‫متى صدر االمر باأل وجو إلقامة الدعوى صحيحاً فإنو يترتب عمى‬
‫ذلؾ اف يكوف لمف صدر لصالحو ىذا األمر‪ -‬اى المتيـ‪ -‬الحؽ فى عدـ‬
‫اتخاذ اجراء جنائى ضده تتعمؽ بالجريمة التى صدر بشأنيا ىذا االمر‬
‫طالما كاف قائماً لـ يمغى‪ ،‬وىذا االمر واف جاز اف يستفاد مف تصر او‬
‫اجراء اخر يدؿ عميو‪ ،‬اال انو ال يصح اف يفترض ‪ ،‬او يؤخذ فيو بالظف‪)1(.‬‬

‫ووفقاً لممفيوـ المتقدـ لحجية االمر باأل وجو إلقامة الدعوى‪ ،‬فإنو يتضح‬
‫لنا اف ليذه الحجية خصائص مميزة عف الحجية التى تترتب عمى األحكاـ‬
‫الجنائية الباتة نستعرضيا تاليا فى ايجاز غير محؿ‪.‬‬

‫‪ )1‬نقض ‪ ، 1993/5 /24‬الطعف رقـ ‪ 16145‬لسنة ‪ ، 59‬حكـ غير منشور‪.‬‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪516‬‬

‫))‬
‫(‪)650‬خصوئصمحفقيماالعرمبوألموجفمإلضوعيماظدسقى‪ :‬م‬

‫اخلوصقيماألودي‪:‬مأنمحفقيمػذاماألعرمعمضؿي‪ .‬م‬

‫اخلوصقيماظـوغقي‪:‬مأنمحفقؿفمغلؾقف‪ .‬م‬

‫(‪)651‬أوالً‪:‬مماحلفقيمادلمضؿيمظألعر‪ :‬م‬

‫ال يعنى صدور ىذا األمر اف مركز المتيـ الذى صدر لصالحو قد‬
‫استقر بشكؿ نيائى‪ ،‬وانما يجوز رغـ صدوره صحيحاً العدوؿ عنو والعودة‬
‫مرة اخرى الى التحقيؽ فى الجريمة التى تعمؽ بيا ىذا األمر اذا ظيرت‬
‫دالئؿ جديدة‪.‬‬

‫وفى الوقت نفسو فإنو يجوز لمنائب العاـ الغاء ىذا األمر‪ ،‬وذلؾ فى‬
‫خبلؿ مدة الثبلثة اشير التالية لصدور ىذا األمر مف عضو النيابة‬
‫المختصة‪ ،‬إال إذا كاف ىذا االمر قد سبؽ لممدعى المدنى استئنافو ورفض‪.‬‬

‫(‪)652‬ماحلفقيماظـلؾقي‪ :‬م‬

‫ومظير الحجية النسبية‪ ،‬يتضح فى انيا قاصرة عمى مف صدر األمر‬


‫لصالحو‪ ،‬ومف ثـ تستمر اجراءات التحقيؽ بالنسبة لغيره فى حالة تعدد‬
‫المساىميف‪ ،‬وذلؾ يحدث مف الناحية العممية فى حاالت استناد االمر عمى‬
‫اسباب قانونية سواء ذات طابع موضوعى او اجرائى‪ ،‬اما اذا صدر استناداً‬
‫عمى اسباب عينيو فإف كافة المساىميف يستفيدوف منو‪.‬‬

‫كما اف حجية ىذا األمر مقصورة عمى الدعوى الجنائية التى صدر فييا‬
‫ىذا االمر طالما كاف قائماً لـ يمغى ‪ ،‬فى حيف اف نفس ىذا األمر ليست لو‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪517‬‬

‫))‬
‫مثؿ ىذه الحجية اماـ القضاء المدنى‪ ،‬وذلؾ فى الحالة التى يرفع فييا‬
‫المضرور مف الجريمة الدعوى المدنية اماـ القضاء الجنائى‪.‬‬

‫(‪)653‬معؿكمتزولمحفقيماالعر‪ :‬م‬

‫كما سبؽ القوؿ فإنو مف خصائص حجية ىذا االمر أنيا مؤقتة ويعنى‬
‫ىذا أف الحجية تظؿ قائمة طالما كاف االمر قائماً‪ ،‬وبمفيوـ المخالفة‪ ،‬جواز‬
‫إلغاء ىذا األمر ومف ثـ تزوؿ حجيتو‪ ،‬وحاالت الغاء ىذا االمر وردت عمى‬
‫سبيؿ الحصر ونستعرض فيما يمى ىذه الحاالت بالشرح فى ايجاز‪.‬‬

‫(‪)654‬مزفقرمدالئؾمجدؼدة‪ :‬م‬

‫مف بيف األسباب التى يبنى عمييا ىذا األمر ‪ ،‬عدـ كفاية االدلة بمعنى‬
‫أنو ال يوجد دليؿ كاؼ يرجح إدانة المتيـ متى أحيؿ الى المحكمة الجنائية‪،‬‬
‫او ال يوجد دليؿ كاؼ ينسب الى المتيـ ارتكاب ىذه الجريمة‪.‬‬

‫إال انو اذا ظيرت بعد صدور ىذا األمر دالئؿ جديدة‪ ،‬يمكف االستناد‬
‫عمييا مف ثبوت الواقعة ونسبتيا الى المتيـ فإنو يجوز لمجية التى امرت بو‬
‫او اصدرتو اف تمغيو وتعود مرة اخرى لمتحقيؽ فى الواقعة مباشرة‬
‫صبلحياتيا التى نص عمييا القانوف‪ .‬والقيد العاـ الذى تمتزـ بو الجية االمرة‬
‫باإللغاء ىو اف يكوف ظيور األدلة الجديدة وبالتبعية الغاء األمر السابؽ‬
‫صدوره‪ ،‬قبؿ انتياء المدة المقررة لسقوط الدعوى الجنائية فى الجريمة التى‬
‫تعمؽ بيا ىذا األمر والقوؿ بغير ذلؾ يجعؿ المركز القانونى لمف صدر‬
‫لصالحو ىذا األمر ميدداً الى ماال نياية‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪518‬‬

‫))‬
‫(‪)655‬مذروطماالسؿدادمبوظدالئؾماجلدؼدة‪ .‬م‬

‫(‪)656‬ماظشرطماألول‪:‬ماالمتؽقنمضدمدؾؼمسرضفومسؾكماحملؼؼ‪ :‬م‬

‫ومؤدى ىذا الشرط‪ ،‬اف تكوف ىذه الدالئؿ جديدة‪ ،‬اما اذا كاف قد سبؽ‬
‫عرضيا عمى المحقؽ ولـ يعرىا اىتماماً او يحقؽ فييا‪ ،‬فأنيا ال تكوف عمى‬
‫ىذا النحو اى ال تعد جديدة‪.‬‬

‫أما اذا كانت موجودة ولكف لـ تعرض عميو اى مجيولة بالنسبة لو فأنيا‬
‫تندرج فى مفيوـ الدالئؿ الجديدة‪.‬‬

‫(‪ )657‬ماظشرط ماظـوغك‪ :‬متؼقؼي ماظدالئؾ ماظلوبؼي ماو مزؼودة ماالؼضوحم‬


‫ادلمدىمإديمزفقرماحلؼقؼي‪ :‬م‬

‫ويعنى ىذا الشرط اف تقييـ الدليؿ الجديد الذى لـ يسبؽ عرضو عمى‬
‫ال بالنسبة لو وقت اصداره لؤلمر باأل وجو إلقامة‬
‫المحقؽ او كاف مجيو ً‬
‫الدعوى‪ ،‬ىو أنو يؤدى الى تدعيـ االدلة التى لـ يجدىا المحقؽ كافية‬
‫وبالتالى اصدر األمر‪ ،‬او تكشؼ الغموض الذى البس الواقعة وتعذر‬
‫بالتالى عمى المحقؽ نسبة الجريمة الى المتيـ‪.‬‬

‫والمحقؽ يستقؿ بتقدير ىذا التقييـ المتقدـ لؤلدلة الجديدة وذلؾ تحت‬
‫رقابة محكمة الموضوع او محكمة الطعف متى طعف فى ىذا األمر‪.‬‬

‫وحتى يخفؼ المشرع مف صعوبة تحديد مفيوـ الدالئؿ الجديدة فقد نص‬
‫عمى امثمة او نماذج لما يعد عمى ىذا النحو‪ ،‬فقد اعتبر مف ىذه الدالئؿ‬
‫شيادة الشيود بشرط عدـ سماعيـ قبؿ اصدار االمر‪ ،‬او ورود اسماء‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪519‬‬

‫))‬
‫الشيود فى التحقيؽ دوف استدعاء مف قبؿ المحقؽ ‪ ،‬كما اعتبر عمى ىذا‬
‫النحو اعتراؼ المتيـ وبشرط اف يكوف قضائياً والحق ًا عمى صدور االمر‬
‫وصريحاً وواعياً‪ ،‬وكذلؾ تقرير الخبير بشرط اال يكوف ضمف اوراؽ التحقيؽ‬
‫ولـ يطمع عميو المحقؽ‪ ،‬أو أمر بو ولكنو لـ يقدـ اال بعد صدور االمر ومف‬
‫ثـ فمـ يتسنى لو تقدير امكانية االستناد عميو‪.‬‬

‫(‪)658‬اظشرطماظـوظٌ‪:‬مزفقرماألدظيماجلدؼدةمضؾؾماغؿفوءمادلدةمادلؼررةم‬
‫ظلؼقطماظدسقى‪ :‬م‬

‫وىذا الشرط يعد فى الوقت نفسو قيداً عمى االعتداد باألدلة الجديدة‪،‬‬
‫ويستيدؼ ىذا الشرط حماية المراكز القانونية وكفالة االستقرار ليا‪ .‬والمعوؿ‬
‫عميو فى تحقيؽ ىذا الشرط ىو نوع الجريمة بعد ظيور االدلة الجديدة‪ ،‬فقد‬
‫يترب عمى ىذه االدلة اف تكوف الواقعة التى صدر بشأنيا االمر باأل وجو‬
‫جنحة‪ ،‬وبموجب ىذه االدلة الجديدة اصبحت جناية‪ ،‬وبالتالى فإف المدة‬
‫المقررة لسقوط الدعوى فى ىذا الفرض ىى المدة المقررة لتقادـ الجنايات‬
‫وليس الجنح‪.‬‬

‫(‪)659‬ماآلثورماظؼوغقغقيمظألعرمبوألموجفمإلضوعيماظدسقى‪ :‬م‬

‫طالما أف األمر قائـ لـ يمغى فأنو يترتب عميو عدة(‪ )1‬اآلثار‪ ،‬اضافة‬
‫الى االفراج الوجوبى عف المتيـ المحبوس احتياطياً‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬ ‫)ص(‬ ‫) انظر بند (‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪501‬‬

‫))‬
‫(‪ )660‬مأوالً‪ :‬مسدم مجقاز ماختوذ ماى ماجراء معـ ماجراءات ماظؿقؼقؼ ماوم‬
‫رصعماظدسقى‪ :‬م‬

‫حيث ال تستطيع سمطة التحقيؽ األمر بالقبض عمى مف صدر االمر‬


‫لصالحو او تفتيش مسكنو‪ ،‬او سماع شاىد او حتى طمب تحريات او‬
‫استدعاء الشخص إلعادة سؤالو او استجوابو وغير ذلؾ مف اجراءات‬
‫التحقيؽ الماسة بو او غير الماسة بو وكؿ اجراء بالمخالفة لذلؾ يعد باطبل‪.‬‬

‫كما يمتنع اعادة تحريؾ الدعوى‪ ،‬مف قبؿ ىذه السمطة‪ ،‬واذا تـ ذلؾ‬
‫بالفعؿ فإنو يمتنع نظرىا مف قبؿ قضاء الحكـ‪ ،‬ويتعيف عمى ىذا القضاء‬
‫الحكـ بعدـ قبوليا‪ .‬والدفع المتعمؽ بعدـ قبوليا تأسيساً عمى سبؽ صدور‬
‫امر باأل وجو قائـ ولـ يمغى بعد‪ ،‬يعد مف الدفوع المتعمقة بالنظاـ العاـ‪،‬‬
‫تقضى بو المحكمة مف تمقاء نفسيا‪ ،‬كما يجوز ابداء ىذا الدفع ألوؿ مرة‬
‫اماـ محكمة النقض‪.‬‬

‫(‪)661‬مسؾكماغفمؼشرتطمظؼؾقلمػذاماظدصعمتقاصرمذررني‪ :‬م‬

‫(‪)662‬ماألول‪:‬موحدةماظقاضعي‪ :‬م‬

‫بمعنى اف تكوف الواقعة التى صدر بشأنيا االمر باأل وجو ىى نفسيا‬
‫الواقعة المرفوعة بيا الدعوى‪ ،‬أما اذا اختمفت فإف ىذا الشرط ينفى‪ ،‬كما لو‬
‫كانت الواقعة التى صدر بمناسبتيا األمر جريمة سرقة‪ ،‬والواقعة التى رفعت‬
‫بيا الدعوى جريمة ضرب افضى الى عاىة مستديمة‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪500‬‬

‫))‬
‫(‪)663‬ماظـوغك‪:‬موحدةمادلؿفؿ‪ :‬م‬

‫ويعنى ىذا الشرط اف يكوف المتيـ الذى صدر لصالحو األمر باأل وجو‬
‫ىو ذات المتيـ المطموب محاكمتو ‪ ،‬مع مراعاة احكاـ الحجية النسبية فى‬
‫حالة تعدد المساىميف فى جريمة واحدة‪)1(.‬‬

‫(‪)664‬مثوغقوً‪:‬مدؼقطمحؼمادلدسكمادلدغكمصكماالدسوءمادلؾوذر‪ :‬م‬

‫المدعى بالحقوؽ المدنية خصـ لممتيـ شأنو فى ذلؾ شأف النيابة‪ ،‬ومف‬
‫ثـ فإف المشرع يسوى فى االثار التى ترتب عمى ىذا االمر بيف النيابة‬
‫العامة التى ال تستطيع تحريؾ الدعوى الجنائية اماـ قضاء الحكـ‪ ،‬والمدعى‬
‫بالحقوؽ المدنية الذى ال يستطيع ىو اآلخر تحريكيا وذلؾ عف طريؽ‬
‫تكميؼ المتيـ بالحضور مباشرة اماـ المحكمة الجنائية‪ ،‬وقد نص القانوف‬
‫صراحة عمى ىذا االثر وذلؾ بموجب التعديؿ الذى ادخؿ عمى نص المادة‬
‫‪ 232‬مف قانوف االجراءات الجنائية فبل يجوز(‪ )2‬وفقاً ليذا النص لممدعى‬
‫بالحقوؽ المدنية‪ ،‬اف يرفع الدعوى الى المحكمة بتكميؼ خصمو مباشرة‬
‫بالحضور اماميا‪ :‬إذا صدر امر مف قاضى التحقيؽ او النيابة العامة‪ ،‬بأف‬
‫ال وجو إلقامة الدعوى‪ ،‬ولـ يستأنؼ المدعى بالحقوؽ المدنية ىذا االمر فى‬
‫الميعاد او استأنفو فأيدتو محكمة الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة المشورة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) انظر بند ( ) ص ( ) مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) وىذا الحظر كذلؾ ي شمؿ الدعوى المواجية ضد موظؼ عاـ او مستخدـ عاـ او احد رجاؿ‬
‫الضبط لجريمة وقعت منو اثناء تأدية وظيفتو او بسببيا ما لـ تكف مف الجرائـ المشار الييا فى‬
‫المادة ‪ 123‬عقوبات‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪502‬‬

‫))‬
‫(‪)665‬مثوغقوً‪:‬ماإلصراجمسـمادلؿفؿموردمادلضؾقروت‪ :‬م‬

‫يترتب عمى ىذا األثر بقوة القانوف أى يدخؿ فى نطاؽ اإلفراج‬


‫الوجوبى(‪ ،)1‬والرد(‪ )2‬االدارى لممضبوطات‪.‬‬

‫انفظم انثبنث‬

‫انغؼٍ فً اواير انتحمُك االثتذائً‬

‫(‪)666‬متؼلقؿ‪ :‬م‬

‫أجاز المشرع الطعف فى اوامر التحقيؽ االبتدائى‪ ،‬سواء تمؾ التى‬


‫تصدر اثناء مباشرتو‪ ،‬أو تمؾ لتى تصدر بالتصرؼ فيو بعد االنتياء منو‪.‬‬

‫وطريؽ الطعف المتاح حالياً ضد ىذه االوامر ىو الطعف بطريؽ االستئناؼ‪.‬‬

‫ونتناوؿ بالشرح الطعف فى ىذه االوامر الصادرة اثناء التحقيؽ – وامر‬


‫التصرؼ فيو بعد االنتياء منو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) انظر بند ( ) ص ( ) مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) انظر بند ( ) ص ( ) مف ىذا المؤلؼ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪503‬‬

‫))‬
‫ادلجحث االول‬

‫األواير انظبدرح اثُبء انتحمُك‬

‫النظاـ االجرائى لمطعف فى ىذه االوامر فرؽ بيف االوامر التى تصدره‬
‫المستشار المندوب لمتحقيؽ‪ ،‬وكؿ ىؤالء اعترؼ ليـ المشرع بصبلحية‬
‫مباشرة التحقيؽ االبتدائى‪ ،‬مع االخذ فى االعتبار اف النيابة العامة ىى‬
‫الجية االصمية المنوط بيا مباشرة ىذا التحقيؽ‪.‬‬

‫(‪)667‬ماألواعرماظصودرةمسـماظـقوبيماظعوعي‪ :‬م‬

‫القاعدة أف ىذه االوامر ال تقبؿ الطعف فييا بأى طريؽ دوف اف يصادر‬
‫عمى ذلؾ حؽ المتضرر مف الشكوى لمرؤساء او التظمـ مف العضو الذى‬
‫اصدر االجراء المعنى بيذه الشكوى‪ ،‬واستثناء مف ىذه القاعدة فقد اجاز‬
‫المشرع االجرائى الطعف فى نوعيف مف ىذه االوامر‪:‬‬

‫(‪ )668‬ماظـقع ماألول‪ :‬مضرار ماظـقوبي مبعدم مضؾقل مادلدسك مادلدغك مبفذهم‬
‫اظصػيمصكماظؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫كما تقدـ فإف المضرور مف الجريمة يمكف اف يقيـ نفسو مدعياً بالحؽ‬
‫المدنى اماـ النيابة التى تباشر ىذا التحقيؽ وليا – اى النيابة‪ -‬رفض قبولو‬
‫بيذه الصفة‪ ،‬حيث يمكنو الطعف فى قرار النيابة برفضو‪ ،‬وذلؾ اماـ محكمة‬
‫الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة المشورة ‪ ،‬وذلؾ خبلؿ ثبلثة اياـ تسرى‬
‫مف وقت اعبلنو بالقرار‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪504‬‬

‫))‬
‫(‪)669‬ماظـقعماظـوغك‪:‬مضرارماظـقوبيمبرصضمرؾىمردماالذقوءمادلضؾقري‪ :‬م‬

‫إذا رفضت النيابة تسميـ االشياء المضبوطة لمف يدعى حقاً فييا‪ ،‬او‬
‫ثارت منازعة او الشؾ فى ممكية ىذه المضبوطات ‪ ،‬فإف محكمة الجنح‬
‫المستأنفة منعقدة فى غرفة المشورة تنظر فى تظمـ مف يدعى ممكيتو ليا او‬
‫اف لو حقاً فييا‪ .‬كما يحاؿ الى لغرفة طمبات اصحاب الشأف عند المنازعة‬
‫او الشؾ فى الممكية لتأمر بما تراه او بإحالة الخصوـ الى المحاكـ المدنية‬
‫لتقضى بما تراه‪.‬‬

‫(‪)700‬ماالواعرماظصودرةمعـمضوضكماظؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫األصؿ اف جميع االوامر التى يصدرىا قاضى التحقيؽ تقبؿ الطعف فييا‬
‫مف قبؿ النيابة العامة مف تمقاء نفسيا او بناء عمى طمب الخصوـ‪ ،‬وينظر‬
‫ىذا الطعف محكمة الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة المشورة حتى ولو كاف‬
‫ىذا الطعف لصالح المتيـ‪ ،‬وليس لغيرىا مف الخصوـ ىذا الحؽ باستثناء‬
‫االوامر المتعمقة باالختصاص‪.‬‬

‫ويستثنى مف ذلؾ‪ ،‬اى مف الطعف أنو ال يجوز لمنيابة الطعف فى كؿ‬


‫مف اوامر االفراج المؤقت عف المتيـ المحبوس احتياطياً فى جنحة‪ ،‬وكذلؾ‬
‫ق ارره يرفض قبوؿ المدعى المدنى بيذه الصفة فى التحقيؽ الذى يباشره‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪505‬‬

‫))‬
‫(‪ )701‬األواعرماظصودرةمعـمادللؿشورمادلـدوبمظؾؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫القاعدة عدـ جواز الطعف فى االوامر التى يصدرىا‪ ،‬باستثناء االوامر‬


‫المتعمقة بمسائؿ االختصاص‪)1(.‬‬

‫ادلجحث انثبًَ‬

‫أواير انتظرف فً انتحمُك‬

‫ىذه األوامر اما اف تكوف بإحالة الدعوى الى محكمة الموضوع او االمر‬
‫باأل وجو إلقامة الدعوى الجنائية‪.‬‬

‫(‪)702‬مأوالً‪:‬ماواعرماإلحوظي‪:‬‬

‫يقتصر الطعف فقط عمى اوامر االحالة الصادرة مف قاضى التحقيؽ‬


‫بإحالة الدعوى الى المحكمة الجزئية‪ ،‬باعتبار الواقعة جنحة او مخالفة‬
‫وبالطبع فإف حؽ االستئناؼ مقصور عمى النيابة العامة وحدىا‪.‬‬

‫(‪)703‬مثوغقوً‪:‬ماالعرمبعدمموجقدموجفمإلضوعيماظدسقىماجلـوئقي‪ :‬م‬

‫(‪)704‬م‪-1-‬ماظطعـمصكماالعرماظصودرمعـماظـقوبيماظعوعي‪:‬‬

‫حؽ الطعف مقرر فقط لممدعى بالحقوؽ المدنية الذى سبؽ لو االدعاء‬
‫مدنياً فى الدعوى‪ ،‬اال اذا كاف الطعف متعمقاً بأمر صادر فى تيمة موجية‬
‫ضد موظؼ او مستخدـ عاـ او احد رجاؿ الضبط لجريمة وقعت منو فى‬

‫‪1‬‬
‫) ‪ 2/167‬مف قانوف االجراءات مضافة بالقانوف رقـ ‪ 171‬لسنة ‪.1981‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪506‬‬

‫))‬
‫اثنا ء تأدية وظيفتو لو يسببيا ما لـ تكف مف الجرائـ التى ورد بيا نص‬
‫المادة ‪ 123‬عقوبات‪.‬‬

‫(‪)705‬ماجراءاتماظطعـمواجلفيمادلكؿصيمبـظره‪:‬‬

‫يحصؿ الطعف بتقرير فى قمـ الكتاب فى ميعاد عشرة اياـ مف تاريخ‬


‫اعبلف المدعى بالحؽ المدنى باألمر(‪)1‬‬

‫واذا كاف االمر متعمقاً بجنحة أو مخالفة فإف الطعف يرفع الى محكمة‬
‫الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة المشورة‪.‬‬

‫واذا كاف االمر متعمقاً بجناية‪ ،‬فأنو يرفع الى مكمة الجنايات منعقدة فى‬
‫غرفة المشورة(‪)2‬‬

‫ويؤسس الطعف اما عمى اسباب قانونية او اسباب موضوعية‪.‬‬

‫(‪)706‬م‪-2-‬ماألعرماظصودرمعـمضوضكماظؿقؼقؼ‪:‬‬

‫لكؿ مف المدع ى بالحقوؽ المدنية والنيابة العامة حؽ الطعف فى ىذا‬


‫األمر اماـ محكمة الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة المشورة او الجنايات‬
‫منعقدة فى غرفة المشورة حسب المقتضى‪.‬‬

‫ويبلحظ اف احتساب مدة االستئناؼ تكوف فى ميعاد عشرة اياـ تبدأ مف‬
‫تاريخ صدور االمر اذا كانت النيابة العامة ىى المستأنفة ‪ ،‬ومف تاريخ‬
‫االعبلف بالنسبة لغيرىا مف الخصوـ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫) وفقاً لنص المادة ‪ 3/219‬اجراءات فإنو يجب اعبلف االمر لممدعى بالحقوؽ المدنية‪ ،‬واذا‬
‫كاف قد توفى يكوف االعبلف لورثتو جممة فى جممة اقامتو‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫) المعوؿ عمى وصؼ الجريمة ‪ ،‬ىو الوصؼ الذى ورد فى االمر‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪507‬‬

‫))‬
‫(‪)707‬م‪-3-‬ماالعرماظصودرمعـمادللؿشورمادلـدوبمظؾؿقؼقؼ‪ :‬م‬

‫تنظر الطعف فيو محكمة الجنايات منعقدة فى غرفة المشورة ‪ ،‬والقرار‬


‫الصادر عنيا يكوف باتاً فبل يقبؿ الطعف فيو بالنقض‪.‬‬

‫(‪)708‬مأثرمادؿؽـوفمأواعرماظؿقؼقؼ‪:‬‬

‫القاعدة عدـ تأثر اجراءات التحقيؽ باالستئناؼ واالستثناء ىو االخذ‬


‫باألثر الموقؼ لبلستئناؼ الذى اخذ بو المشرع المصرى‪.‬‬

‫فإذا كاف االفراج الوجوبى الفورى يترتب عمى اصدار االمر باأل وجو‬
‫إلقامة الدعوى الجنائية‪ ،‬اال انو يترتب عمى استئناؼ النيابة العامة ليذا‬
‫األمر سواء فى مواد الجنح او المخالفات ايقاؼ تنفيذ االفراج عف المتيـ‬
‫الذى صدر لصالحو ىذا القرار ويسرى ىذا االيقاؼ حتى انتياء المدة‬
‫المقررة لمطعف فيو او حتى الفصؿ فيو وذلؾ خبلؿ المدة التى حددىا‬
‫القانوف وىى ثبلثة اياـ مف تاريخ التقرير بو‪ ،‬وأوجب االفراج بتماميا اذا لـ‬
‫يتـ الفصؿ فى االستئناؼ‪.‬‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪508‬‬

‫))‬
‫ثؼض االضئهخ ػهً حمتىَبد انكتبة‬
‫س‪:1‬مادلػفقمماإلجرائلمدلؾدأماظشرسقيماجلـوئقيمسؾكماظـققمادلؿؼدمم‬
‫ؼرتتىمسؾقفمسدةمغؿوئٍمعومػكمػذهماظـؿوئٍ؟ م‬

‫س‪:2‬معوماظػرقمبنيمععوؼريماظؿػرضيمبنيماظضؾطماإلداريمواظضؾطم‬
‫اظؼضوئل؟ م‬

‫س‪:3‬معومػقمعػفقمماالدؿداللم؟ م‬
‫س‪ :4‬متؽؾؿ مسـ ماإلجراءات ماظيت مميوردفو معلعقر ماظضؾط ماظؼضوئلم‬
‫جلؿعماالدؿدالالت؟ م‬
‫س‪:5‬معػفقمماإلجراءاتماظؿقػظقي؟ م‬

‫س‪:6‬مسرفمعػفقمماظؿصرفم؟ م‬

‫س‪ :7‬متؽؾؿ مسـ ماظلؾطي مادلكؿصي مبوظؿصرف ميف محمضر مذيعم‬


‫االدؿدالالت؟ م‬

‫س‪ :8‬م مأدؾوب ماحلػظ ماظؼوغقغقي مادؿـودًا مإدي مضوغقن ماظعؼقبوت مميؽـم‬
‫تصـقػمػذهماألدؾوبمإديمثالثيمرقائػمرئقلقيمعومػك؟ م‬

‫س‪:9‬مسرفماظؿؾؾسموعومػكمحوالتفم؟ م‬

‫س‪-10‬معومػكماظشروطماظعوعيمظصقيماظؿؾؾس؟ م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪509‬‬

‫))‬
‫س‪-11‬معومػكماإلجراءاتماظيتمؼؼقممبفومعلعقرماظضؾطماظؼضوئلمميفم‬
‫حوظيمحتؼؼماظؿؾؾس؟ م‬

‫س‪:12‬مسرفمعػفقمماظؼؾضم؟ م‬
‫س‪:13‬متؽؾؿمسـمععقورماظـطوقماظزعينمأومادلرحؾيمظإلجراءماظؼؾضم؟ م‬
‫س‪ :14‬متؽؾؿ مسـ مععقور ماظشؽؾ ماظذي مؼؽقن مسؾقف مإجراء ماظؼؾض مأوم‬
‫ادلعقورمادلودي؟ م‬
‫س‪:15‬متؽؾؿمسـمادلعقورمادلكؿؾط؟ م‬

‫س‪:16‬متؽؾؿمسـمذروطمضقوممعلعقرماظضؾطماظؼضوئلمعوػقيماالدؿقؼوف؟ م‬

‫س‪:17‬معومػقماظػرقمبنيماظؼؾضمواالدؿقؼوف؟ م‬

‫س‪:18‬متؽؾؿمسـماحلوالتماظؿكمميؽـمبفوماظؼؾضمسؾكمادلؿفؿمبدونم‬
‫أعر‪ .‬م‬

‫س‪:19‬مؼؽؾؿمسـمعػفقمماألعرمبوظضؾطمواإلحضور‪ .‬م‬

‫س‪:20‬معومػقممأوجفماظؿشوبفمبنيماظؼؾضمواإلجراءماظؿقػظل؟ م‬

‫س‪:21‬متؽؾؿمسـمعوػقيماظؿػقشمعؾقـوًمتػؿقشماالذكوصموادلـوزل؟م م‬

‫س‪ :22‬مؼقجد مسدة مذروط مظؿقؼقؼ محوظي متػؿقش ماألذكوص مأثـوءم‬


‫تػؿقشمادلـوزلمعومػكم؟ م‬

‫س‪:23‬متؽؾؿمسـمتػؿقشمادلـوزلمواحملولماظعوعي؟ م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪521‬‬

‫))‬
‫س‪:24‬متؽؾؿمسـمعربراتمغدبمعلعقرماظضؾطماظؼضوئلمظؾؿقؼقؼ؟ م‬

‫س‪:25‬مسرفمععـكماخلصقمميفماظدسقىماجلـوئقي؟ م‬

‫س‪ :26‬معو مػك ماظشروط ماظيت مجيى متقاصرػو ميف مادلدسك مسؾقف ميفم‬
‫اظدسقىماجلـوئقي؟ م‬

‫س‪:27‬متؽؾؿمسـماظؼققدماظيتمتردمسؾكمحرؼيماظـقوبيماظعوعيميفمحترؼؽم‬
‫اظدسقىماجلـوئقي؟ م‬

‫س‪:28‬متؽؾؿمسـممتشؽقؾماظـقوبيماظعوعي؟‪ .‬م‬

‫س‪:29‬متؽؾؿمسـماخؿصوصوتمأسضوءماظـقوبيماظعوعي؟‪ .‬م‬

‫س‪:30‬متؽؾؿمسـماغؼضوءماظدسقىماجلـوئقي؟ م‬

‫س‪:31‬متؽؾؿمسـماظعػقماظشوعؾم–موتعرؼػفم؟‪ .‬م‬

‫س‪:32‬ماظؿؼــــــــــــــودم؟ م‬

‫س‪ :33‬متؽؾؿ مسـ م حترؼؽ مادلدسل مادلدغل مواحملوطؿ مظؾدسقىم‬


‫اجلـوئقي؟ م‬

‫س‪:34‬متؽؾؿمسـمعقضقعماظدسقىمادلدغقي؟ م‬

‫س‪:35‬متؽؾؿمسـمعػفقمماظؿعقؼـــــــض؟ م‬

‫س‪:36‬متؽؾؿمسـمادلػفقمماظــــرد؟ م‬

‫س‪:37‬متؽؾؿمادلػفقممادلصورؼػ؟ م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪520‬‬

‫))‬
‫م م‬ ‫س‪:38‬متؽؾؿمسـمخصوئصماظؿقؼقؼماالبؿدائكمواجراءاتف؟‬

‫س‪:39‬متؽؾؿمسـمتدوؼـماظؿقؼقؼ؟ م‬

‫س‪:40‬متؽؾؿمسـماجراءماظؿقؼقؼماالبؿدائكمعؾقـومصقفماجراءاتمذيعم‬
‫االدظيم؟ م‬

‫س‪:41‬متؽؾؿمسـماالغؿؼولموادلعوؼـيموغدبماخلرباءم؟ م‬

‫س‪ :42‬متؽؾؿ مسـ مضؾط ماالذقوء مومسوع ماظشفقد موادؿفقاب مادلؿفؿم‬


‫وعراضؾيماحملودثوتموتلفقؾفو؟ م‬

‫س‪:43‬متؽؾؿمسـماالجراءاتماالحؿقورقيمضدمادلؿفؿ؟ م‬

‫م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪522‬‬

‫))‬
‫انفهرش‬

‫طفحخ‬ ‫ادلىضـــــــــــــىع‬ ‫و‬

‫انفظم انتًهُذي‪ :‬ادلجبدئ األضبضُخ فً لبَىٌ االجراءاد‬ ‫‪-1‬‬


‫اجلُبئُخ‬

‫‪-‬تعريؼ قانوف اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫موضوع قانوف االجراءات الجنائية‬ ‫‪-3‬‬

‫أىمية قانوف اإلجراءات الجنائية‬ ‫‪-4‬‬

‫العبلقة بيف قانوف اإلجراءات الجنائية وغيره مف فروع القانوف‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫العبلقة بيف قانوف اإلجراءات الجنائية والدستورية‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫العبلقة بيف قانوف اإلجراءات الجنائية وقانوف المرافعات المدنية والتجارية‬ ‫‪-7‬‬

‫العبلقة بيف قانوف اإلجراءات الجنائية وقانوف االحكاـ العسكرية‬ ‫‪-8‬‬

‫العبلقة بيف قانوف اإلجراءات الجنائية والقانوف االدارى‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫‪ -10‬انظمة االجراءات الجنائية‪.‬‬

‫‪ -11‬النظاـ االتيامى او النظاـ االتياـ الفردى‪.‬‬

‫‪ -12‬النظاـ التنقيبى او التحقيقي‬

‫‪ -13‬المرحمة االولى‪ :‬مرحمة البحث والتحرى‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪523‬‬

‫))‬
‫‪ -14‬المرحمة الثانية‪ :‬مرحمة التحقيؽ االبتدائى‬

‫‪ -15‬المرحمة الثالثة‪ :‬مرحمة التحقيؽ النياى او المحاكمة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬المرحمة المختمط‬ ‫‪16‬‬

‫المرحمة االولى ‪ :‬مرحمة التحرى والتحقيؽ‬ ‫‪17‬‬

‫المرحمة الثانية‪ :‬مرحمة المحاكمة‬ ‫‪18‬‬

‫الخطة التشريعية العامة فى االخذ باالنظمة االجرائية‬ ‫‪19‬‬

‫المفيوـ االجرائى لمبد الشرعية الجنائية‬ ‫‪20‬‬

‫أوالً‪ :‬التشريع المكتوب ىو المصدر الوحيد لمقاعدة االجرائية والجنائية‬ ‫‪21‬‬

‫نطاؽ تطبيؽ قانوف االجراءات الجنائية مف حيث الزماف‬ ‫‪22‬‬

‫سرياف قانوف االجراءات الجنائية مف حيث الزماف‬ ‫‪23‬‬

‫سرياف قانوف االجراءات الجنائية حيث المكاف‬ ‫‪24‬‬

‫تطور قانوف االجراءات الجنائية فى مصر‬ ‫‪25‬‬

‫قانوف تحقيؽ الجنايات الصادر فى ‪1883/11/3‬‬ ‫‪26‬‬

‫قانوف تحقيؽ الجنايات الصادرة فى ‪1883/11/3‬‬ ‫‪27‬‬

‫قانوف التحقيؽ االجراءات الجنائية الصادرة فى ‪1904/2/13‬‬ ‫‪28‬‬

‫قانوف االجراءات الجنائية الحالى الصادر فى ‪1950/9/3‬‬ ‫‪29‬‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪524‬‬

‫))‬
‫تقسيـ‪:‬‬ ‫‪30‬‬

‫انمطى االول‪ :‬ادلرػُخ انتًهُذَخ نهذػىي اجلُبئُخ االضتذالل‬ ‫‪31‬‬

‫تمييد وتقسيـ‪:‬‬ ‫‪32‬‬

‫انجبة االول‪ :‬االضتذالل االشخبص ادلختظني ثبنمُبو ثه‬

‫انفظم االول ‪ :‬االضتذالل‬

‫مفيوـ مرحمة االستدالؿ‬

‫أىمية مرحمة االستدالؿ‬

‫انفظم انثبًَ‪ :‬انضجغُخ انمضبئُخ‬

‫تمييد وتقسيـ‬

‫ادلجحث األول‪:‬ماظضؾطقيماالدارؼي م‬

‫تمييد وتقسيـ‪:‬‬

‫ادلطؾىماالول‪:‬معػفقمماظضؾطقيماالدارؼيم م‬

‫مفيوـ الضبط االدارى‬

‫اغراض الضبط االدارى‬

‫ىيئات الضبطية االدارية‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪525‬‬

‫))‬
‫اوال‪ :‬محافظ االقاليـ‬

‫ثانياً‪ :‬ىيئة الشرطة‬

‫التنظيـ الييكمى لو ازرة الداخمية‬

‫االجيزة المركزية‬

‫القطاع االوؿ‪ :‬االمف العاـ‬

‫القطاع الثانى‪ :‬أمف الدولة‬

‫القطاع الثالث‪ :‬األمف االقتصادى‬

‫القطاع الرابع‪ :‬االمف االجتماعى‬

‫القطاع الخامس‪ :‬الشرطة المختصة‬

‫القطاع السادس‪ :‬االمف المركزى وقوات األمف‬

‫الشعب الخارجية لؤلجيزة المركزية‬

‫مديريات االمف‬

‫مباحث امف الدولة بالمديرية‬

‫المباحث الجنائية بالمديرية‬

‫ادلطؾىماظـوغك‪:‬مععوؼريماظؿػرضيمبنيماظضؾطماالدارةمواظضؾطماظؼضوئك م‬

‫ادلطؾىماظـوظٌ‪:‬ماسضوءماظضؾطقي م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪526‬‬

‫))‬

‫انجبة انثبًَ‪ :‬اختظبطبد يأيىري انضجظ انمضبئً انؼبدَخ‬

‫انفظم األول‪ :‬انجحث ػٍ اجلرائى ويرتكجُهب‬

‫انفظم انثبًَ‪ :‬لجىل انتجهُغبد وانشكبوي‬

‫انفظم انثبنث‪ :‬مجغ االضتذالالد‬

‫انفظم انراثغ ‪ :‬االجراءاد انتحفظُخ‬

‫انفظم اخلبيص‪ :‬حك االضتؼبَخ مبحبو فً يرحهخ االضتذالالد‬

‫انفظم انطبدش‪ :‬انتظرف فً حمضر مجغ االضتذالالد‬

‫انجبة انثبًَ‪ :‬االختظبص انمضبئً دلأيىر انضجظ انمضبئً‬

‫انفظم األول‪ :‬انتهجص‬

‫ادلجحث االول‪ :‬حوالتماظؿؾؾس‬

‫ادلجحث انثبًَ‪ :‬اظشروطماظعوعيمظصقيماظؿؾؾس‬

‫ادلجحث انثبنث‪:‬ماالجراءاتماظؿكمؼؼقممبفومعلعقرماظضؾطماظؼضوئكمصكم‬
‫حوظيمحتؼؼماظؿؾؾس م‬

‫انفظم انثبًَ‪ :‬انمجض‬

‫ادلجحث االول‪ :‬عػفقمماظؼؾض‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪527‬‬

‫))‬

‫ادلجحث انثبًَ‪ :‬ذروط مضقوم معلعقر ماظضؾط ماظؼضوئك مبوظؼؾض مسؾكم‬


‫ادلؿفؿمبدونماعر‬

‫ادلجحث انثبنث‪ :‬االجراءاتماظؿكمتشقفماظؼؾض‬

‫ادلطؾىماالول‪:‬ماالدؿقؼوف م‬

‫ادلطؾىماظـوغك‪:‬ماظؿعرضمادلودىماوماالضؿقود م‬

‫ادلطؾىماظـوظٌ‪:‬مصػيماظؼوئؿمبفذاماالجراءم م‬

‫ادلطؾىماظرابع‪:‬ماواعرماحلضقر م‬

‫ادلطؾىماخلوعس‪:‬ماألعرمبعدمماظؿقرك م‬

‫ادلطؾىماظلودس‪:‬ماالجراءاتماظؿقػظقي م‬

‫انفظم انثبًَ‪ :‬انتفتُش‬

‫ادلجحث األول‪ :‬تػؿقشماالذكوص‬

‫ادلجحث انثبًَ‪ :‬تػؿقشمادلـوزلمواحملولماظعوعي‬

‫انفظم انثبنث‪ :‬انُذة نهتحمُك او االَبثخ انمضبئُخ‬

‫انمطى انثبًَ‪ :‬انذػىي اجلُبئُخ وانذػىي ادلذَُخ ادلرتجغخ‬

‫انجبة االول‪ :‬انذػىي اجلُبئُخ‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪528‬‬

‫))‬

‫انفظم األول‪ :‬اخلظىو فً انذػىي اجلُبئُخ‬

‫ادلجحث االول‪ :‬ادلؿفؿ‬

‫ادلجحث انثبًَ‪ :‬اظـقوبيماظعوعي‬

‫ادلطؾىماالولم‪:‬مغظومماظـقوبيماظعوعي م‬

‫ادلطؾىماظـوغك‪:‬ماخؿصوصوتماسضوءماظـقوبيماظعوعي م‬

‫ادلطؾىماظـوظٌ‪:‬مخصوئصماظـقوبيماظعوعي م‬

‫انفظم انثبًَ‪ :‬انمُىد ادلإلتخ انىت ترد ػهً حرَخ انُُبثخ انؼبيخ‬
‫فً حترَك انذػىي اجلُبئُخ‬

‫ادلجحث األول‪ :‬اظشؽقى‬

‫ادلجحث انثبًَ‪ :‬اظطؾى‬

‫ادلجحث انثبنث‪ :‬اإلذن‬

‫انفظم انثبنث‪ :‬حترَك ادلذػً ادلذًَ واحملبكى نهذػىي اجلُبئُخ‬

‫ادلجحث األول‪ :‬حؼمادلدسكمادلدغكمصكمحترؼؽماظدسقىماجلـوئقيم‬


‫بطرؼؼماالدسوءمادلدغكمادلؾوذر‬

‫ادلجحث انثبًَ‪ :‬سمطة المحاكـ فى رفع الدعوى الجنائية‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪529‬‬

‫))‬

‫ادلطؾى ماألول‪ :‬محترؼؽ ماظدسقى ماجلـوئقي معـ محمؽؿؿك ماجلـوؼوتم‬


‫واظـؼضماومحؼماظؿصدى م‬

‫ادلطؾى ماظـوغك‪ :‬مدؾطي ماحملوطؿ ماجلـوئقي موادلدغقي مصك محترؼؽم‬


‫اظدسقىماجلـوئقيمسـمجرائؿماجلؾلوتم م‬

‫ادلطؾىماظـوغك‪:‬ماحملوطؿمادلدغقيمواظؿفورؼي م‬

‫ادلطؾى ماظـوظٌ‪ :‬ماالدؿــوءات ماظؿك مترد مسؾك محرؼي ماحملوطؿ مصكم‬


‫حترؼؽماظدسقى م‬

‫ادلجحث انثبنث‪ :‬اغؼضوءماظدسقىماجلـوئقي‬

‫ادلجحث االول‪ :‬وصوةمادلؿفؿ‬

‫ادلجحث انثبًَ‪ :‬اظعػقماظشوعؾم–متعرؼػماظعػقماظشوعؾ‬

‫ادلجحث انثبنث‪ :‬اظؿؼودم‬

‫انجبة انثبًَ‪ :‬انذػىي ادلذَُخ‬

‫انفظم االول‪ :‬ػُبطر انذػىي ادلذَُخ‬

‫ادلجحث األول‪ :‬اجلرميي‬

‫ادلجحث انثبًَ‪ :‬عقضقعماظدسقىمادلدغقي‬

‫ادلطؾىماالول‪:‬ماظؿعقؼض م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪531‬‬

‫))‬

‫ادلطؾىماظـوغك‪:‬ماظرد م‬

‫ادلطؾىماظـوظٌ‪:‬مادلصورؼػ م‬

‫ادلجحث انثبنث‪ :‬اخلصقممصكماظدسقىمادلدغقي‬

‫ادلطؾىماألول‪:‬مادلدسك م‬

‫انفظم انثبًَ‪ :‬لىاػذ خُبر ادلذػً ادلذًَ ثني انغرَك اجلُبئً‬


‫وانغرَك ادلذًَ‬

‫انفظم انثبنث‪ :‬لىاػذ َظر انذػىي ادلذَُخ ايبو انمضبء اجلُبئً‬

‫انفظم انراثغ ‪ :‬اثبر انذػىي اجلُبئُخ او احلكى اجلُبئً ػهً‬


‫انذػىي اجلُبئُخ ادلُظىر ايبو انمضبء ادلذًَ‬

‫انمطى انثبنث‪ :‬انتحمُك االثتذائً‬

‫انجبة االول‪ :‬خظبئض انتحمُك االثتذائً واجراءاته‬

‫انفظم االول‪ :‬االختظبص ثبنتحمُك االثتذائً‬

‫ادلجحث انثبًَ‪ :‬خصوئصماظؿقؼقؼماالبؿدائك‬

‫ادلطؾىماالول‪:‬ممتدوؼـماظؿقؼقؼ م‬

‫ادلطؾىماظـوغك‪:‬ماظعالغقيماجلزئقيمظؾؿقؼقؼ م‬
‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪530‬‬

‫))‬

‫انفظم انثبًَ‪ :‬اجراء انتحمُك االثتذائً‬

‫ادلجحث االول‪ :‬اجراءاتمذيعماألدظي‬

‫ادلطؾىماالول‪:‬ماالغؿؼولموادلعوؼـيم م‬

‫ادلطؾىماظـوغك‪:‬مغدبماخلرباء م‬

‫ادلطؾىماظـوظٌ‪:‬ماظؿػؿقش م‬

‫ادلطؾىماظرابع‪:‬مضؾطماالذقوء م‬

‫ادلطؾىماخلوعس‪:‬ممسوعماظشفقد م‬

‫ادلطؾىماظلودس‪:‬مادؿفقابمادلؿفؿ م‬

‫ادلطؾىماظلوبع‪:‬معراضؾيماحملودثوتموتلفقؾفو م‬

‫انفظم انثبًَ‪ :‬االجراءاد االحتُبعُخ ضذ ادلتهى‬

‫ادلجحث االول‪ :‬اعرماومرؾىماحلضقر‬

‫ادلجحث انثبًَ‪ :‬االعرمبوظؼؾضماوماظضؾطمواالحضور‬

‫ادلجحث انثبنث‪ :‬احلؾسماالحؿقورك‬

‫انجبة انثبًَ‪ :‬انتظرف فً انذػىي ثؼذ انتحمُك االثتذائً‬

‫انفظم االول‪ :‬احبنخ انذػىي اىل حمكًخ ادلىضىع‬


‫شرح لبَىٌ اإلجراءاد اجلُبئُخ ‪-‬ئجراءاد انتحرٌ واالضتذالل ويرحهخ انتحمُك االثتذائٍ‬
‫‪532‬‬

‫))‬

‫ادلجحث االول‪ :‬االحوظيماديمعقادماجلـحموادلكوظػوت‬

‫ادلجحث انثبًَ‪ :‬االحوظيمصكماجلـوؼوت‬

‫انفظم انثبًَ‪ :‬االير ثأال وجه إللبيخ انذػىي‬

‫ادلجحث األول‪ :‬االدؾوبماظؼوغقغقيمذاتماظطوبعماالجرائك‬

‫ادلجحث انثبًَ‪:‬ماالدؾوبماظؼوغقغقيمذاتماظطوبعمادلقضقسك م‬

‫انفظم انثبنث‪:‬انغؼٍ فً اواير انتحمُك االثتذائً‬

‫ادلجحث االول‪ :‬االواعرماظصودرةماثـوءماظؿقؼقؼ‬

‫ادلجحث انثبًَ‪ :‬اواعرماظؿصرفمصكماظؿقؼقؼ‬

‫‪‬‬

You might also like