You are on page 1of 35

‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫نظرية الموظف الفعلي‬


‫"دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه واالجتهاد القضائي"‬

‫*‬
‫د‪ .‬عمار التركاوي‬
‫الملخص‬
‫تعد نظرية الموظف الفعلي إحدى النظريات التي ابتدعها مجلس الدولة الفرنسي في‬
‫معرض قيامه بدوره اإلنشائي الكبير في تشييد مبادئ القانون اإلداري وأحكامه‪ ،‬وقد‬
‫تبنى القضاء اإلداري في مصر وسورية هذه النظرية في مناسبات عديدة‪.‬‬
‫ويعرف الموظف الفعلي بأنه‪ :‬من يتولى وظيفة عامة دون سند شرعي أو دون سند‬
‫إطالقاً‪ ،‬واألصل أن تعد تصرفاته باطلة‪ ،‬ولكن القضاء يعد تصرفاته مشروعة مع كونه غير‬
‫مختص بمباشرتها‪ ،‬وذلك لحماية الغير حسن النية‪ ،‬ودوام سير المرافق العامة بانتظام واطراد‪.‬‬
‫وقد وضع الفقه والقضاء شرطين لقيام نظرية الموظف الفعلي‪:‬‬
‫األول‪ :‬انتفاء الصفة القانونية للموظف الفعلي‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬توافر الظاهر أو الظروف االستثنائية‪.‬‬
‫وهناك آثار عديدة تنتج عن هذه النظرية منها ما يتعلق بتصرفات الموظف الفعلي‪،‬‬
‫وذلك في حالة عدم توليه الوظيفة العامة‪ ،‬وفي حالة بطالن هذه التولية‪ ،‬وحالة‬
‫االستمرار غير المشروع في الوظيفة‪.‬‬
‫وأيضاً هناك آثار لهذه النظرية فيما يتعلق بمركز الموظف الفعلي سواء بالنسبة لحقوق‬
‫الموظف الفعلي وال سيما راتب الوظيفة والمعاش التقاعدي‪ ،‬أم بالنسبة للواجبات‬
‫الوظيفية الملقاة على عاتقه‪.‬‬
‫وتحاول هذه الدراسة اإلحاطة بكل هذه المحاور القانونية واإلجابة على التساؤالت‬
‫القانونية التي تطرحها‪ ،‬مع التركيز على أحكام الفقه والقضاء اإلداري في هذا‬
‫الخصوص والتعليق على النقاط اإلشكالية التي يثيرها الموضوع‪.‬‬

‫*‬
‫أستاذ مساعد في قسم القانون العام‪ -‬كلية الحقوق‪ -‬جامعة دمشق‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ عمار التركاوي‬.‫د‬.. ...... ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه‬

De Facto Employee Theory


"An analytic Study according to the Jurisprudence
and Judiciary rules"

Dr. Ammar Al-Terkawi *


Abstract
De facto employee theory is one of the theories that had been created
by the French state council while trying to establish the principles and
rules of the administrative law, and the Egyptian administrative judiciary
adopted this theory in many cases.
De facto employee is defined as the person who occupy a public office
without legal statues or proper and required legal documents or even
without any document. Originally, all his actions are supposed to be
invalid, but the judiciary system consider his actions legal, despite the
fact that it is not within its domain or direct specialty, in order to
protect others good intention and make sure that the functioning of
the public utilities is continuing. Jurisprudence and judiciary put two
conditions for the de facto employee theory:
The lack of legal statues of the de facto employee.
The existence of outside appearance and the exceptional
circumstances.
There are many consequences to this theory, among them which is
related to the actions of the de facto employee in case of he had not
occupied the public office, and the case of his occupation to this office
terminated or became invalid, and the case of he continue illegally
occupying his position.
Also, there are many other consequences to this theory related to
statues of the de facto employee whether to his rights such as his
salary or retirement pension, or his duties in his position.
This study is trying to capture all legal aspects of this situation
focusing on administrative jurisprudence and judiciary in this area
and elaborating on all problematic points rise from this subject.

*
Associate professor in the department of public law- Faculty of law- Damascus
University.

86
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫أوالً‪-‬التعريف بموضوع الدراسة وبيان أهميته‪:‬‬
‫تعد الوظيفة العامة تكليفاً للقائمين بها‪ ،‬وهدفها خدمةة المةواينين تحقيقةاً للمةةلحة العامةة‪،‬‬
‫يبقاً للقوانين واللوائح والنظم المعمول بها‪ .‬وتولي الوظائف العامة يتيلب توافر رابية قانونية‬
‫ةحيحة بةين اددار وبةين مةن يشةلل الوظيفةة العامةة‪ ،‬وعلية فةنن مقتىةع عةدم تةوافر الةةفة‬
‫المعنةي ةةالحاً لممارسةة أعمالهةا‪ ،‬والتحمةل‬ ‫الالزمة لشلل الوظيفة العامة‪ ،‬أال يكون الشةخ‬
‫بأعبائها ومسؤوليتها‪ ،‬وعلع ذلك فنن شلل الموظف للوظيفة العامةة فةي هةذل الحالةة مةن شةأن‬
‫أن يشوب تةرفات باالنعدام‪.‬‬
‫علةع التةةرفا‬ ‫ومع ذلك فقد استقر الفقة والقىةا بنىةفا الشةرعية فةي بعةض الحةاال‬
‫الةةةادر عمةةن يتةةدخل فةةي الوظيفةةة العامةةة دون ت ةوافر السةةند الةةةحيح‪ ،‬نةةزوالً عنةةد مقتىةةيا‬
‫حماية اللير حسن النية‪ ،‬ودوام سير المرافق العامة بانتظام وايراد‪ ،‬وقد أيلق الفقة علةع مةن‬
‫يقوم بأعمال الوظيفة العامة في هذل الحالة اةيالح "الموظف الفعلي"‪.‬‬
‫وتعد نظرية الموظف الفعلي تيبيقاً لفكر المراكز الفعلية‪ ،‬وهي مراكز تفتقد أحةد العناةةر‬
‫القانونيةةة الالزمةةة النىةةمامها حلةةع الحيةةا القانونيةةة‪ ،‬واىةةفا الشةةرعية عليهةةا‪ ،‬فةةالمراكز الفعليةةة‬
‫‪1‬‬
‫تمثل في الواقع ةور غير مكتملة للمراكز القانونية التي يعترف بها القانون وينظمها‪.‬‬
‫ويشترط لقيام المراكز الفعلية توافر شرطين‪:‬‬
‫األول‪ :‬وجوب توافر الوجود المادي للمركز الفعلي‪ ،‬والثاني‪ :‬تخلف أحةد العناةةر الالزمةة‬
‫دىفا الشرعية علع ذلك الوجود المادي‪ ،‬فةالمركز الفعلةي هةو مركةز لةم يعتةرف بة القةانون؛‬
‫لعدم توافر الشروي الالزمة ل ‪.‬‬

‫‪ 1‬لمزيد من التفاةيل حول فكر المراكز الفعلية انظر د‪ .‬مجدي عز الدين يوسف‪ ،‬األساس القانوني لنظرية‬
‫‪ 2‬وما بعدها‪ .‬ود‪.‬‬ ‫الموظف الفعلي "دراسة مقارنة"‪ ،‬أيروحة دكتورال‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬عام ‪،1987‬‬
‫عايف علي‪ ،‬نظرية األوىاع الظاهر في القانون ادداري "دراسة مقارنة"‪ ،‬أيروحة دكتورال‪ ،‬جامعة عين‬
‫‪ 110‬وما بعدها‪.‬‬ ‫شمس‪ ،‬عام ‪،1992‬‬

‫‪87‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫والمةلحة العامة تقتىةي كفالةة االسةتقرار‪ ،‬والمحافظةة علةع سةير الم ارفةق العامةة بانتظةام‬
‫وايراد؛ لهذا نجد العديد من المراكز غير المشروعة "الفعلية" التةي يرتةب عليهةا الفقة والقىةا‬
‫بعةةض اثةةار الم اركةةز المشةةروعة‪ ،‬كحالةةة تةةدخل األف ةراد فةةي الم ارفةةق العامةةة دون ت ةوافر الةةةفة‬
‫الالزمةةة‪ ،‬وقةةد يكةةون الهةةدف أيىةاً هةةو حمايةةة الليةةر حسةةن النيةةة الةةذي يتعامةةل مةةع اددار دون‬
‫علم بما يشوب تةرفاتها من أوج البيالن‪.‬‬
‫وبنا ً علع ما تقدم يمكن القول‪ :‬حن د ارسةة نظريةة الموظةف الفعلةي كتيبيةق لفكةر الم اركةز‬
‫الفعلية ومعرفة اآلثار والنتائج القانونية المترتبة عليها يكتسب أهمية كبير ‪ ،‬وذلةك لعةد أسةباب‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬عدم وجود تنظيم تشريعي يحيي بها أو ينظمها‪.‬‬
‫ال ةةذي يح ةةيي‬ ‫‪ .2‬حن تحدي ةةد اآلثةةار والنت ةةائج القانونيةةة المترتبةةة عل ةةع النظريةةة يسةةتكمل ال ةةنق‬
‫بالجوانب المختلفة لها‪ ،‬ويستهدف حيجاد الىوابي التي تحقق التوازن المنشود بين المنيق‬
‫الواقة ةةع‪ ،‬دون حهة ةةدار القواعة ةةد المشة ةةروعية‪ ،‬أو التىة ةةحية بمةة ةةلحة‬ ‫القة ةةانوني ومقتىة ةةيا‬
‫األفراد‪ ،‬أو المةلحة العامة‪.‬‬
‫ثانياً‪-‬إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫تتمحةةور حشةةكالية الد ارسةةة حةةول تحديةةد مفهةةوم الموظةةف الفعلةةي لمنةةع اخةةتالي هةةذا المفهةةوم‬
‫والشةروي الالزمةة لتيبيةق النظريةة فةي‬ ‫وتداخل مةع بعةض المفةاهيم األخةرم‪ ،‬ومعرفةة الحةاال‬
‫حيةةار القةةانون العةةام‪ ،‬وبيةةان مةةدم تمتةةع الموظةةف الفعلةةي بةةالحقوق التةةي يتمتةةع بهةةا الموظةةف‬
‫القةةانوني‪ ،‬والسةةيما حق ة ف ةةي األج ةةر وف ةي المعةةال التقاعةةدي‪ ،‬وأيىة ةاً بيةةان مةةدم تقيةةد والتة ةزام‬
‫الوظيفي ةةة المفروى ةةة عل ةةع الموظ ةةف الع ةةام‪ ،‬وةة ةوالً حل ةةع ت ةةأيير‬ ‫الموظ ةةف الفعل ةةي بالواجب ةةا‬
‫قانوني متكامل لنظرية قانونية تؤدي دو اًر مهماً في سير المرافق العامة بانتظام وايراد‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫ثالثاً‪-‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫س ةةيتم اعتم ةةاد الم ةةنهج التأة ةةيلي والم ةةنهج التحليل ةةي ف ةةي ه ةةذل الد ارس ةةة م ةةن خ ةةالل د ارس ةةة‬
‫تيبيقهةةا‪ ،‬وبيةةان اثارهةةا القانونيةةة‪ ،‬مةةع اسةةتعراض‬ ‫مىةةمون نظريةةة الموظةةف الفعلةةي‪ ،‬وحةةاال‬
‫موقف الفق والقىا منها‪ ،‬وبيةان مةدم فاعليةة النظريةة مةن الناحيةة الواقعيةة‪ ،‬وتوىةيح دورهةا‬
‫في ديمومة واستم اررية عمل المرافق العامة‪.‬‬
‫رابعاً‪-‬خطة الدراسة‪:‬‬
‫سةةيتم تقسةةيم الد ارسةةة تقسةةيماً ثنائي ةاً مةةن خةةالل تقسةةيم الموىةةوع حلةةع مبحثةةين‪ ،‬وتقسةةيم كةةل‬
‫مبحث حلع ميلبين‪ ،‬علع النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬مىمون نظرية الموظف الفعلي وشروي قيامها‪.‬‬
‫الميلةةب األول‪ :‬مىةةمون النظريةةة وتمييةةز مفهةةوم الموظةةف الفعلةةي مةةن غي ةرل مةةن المفةةاهيم‬
‫القريبة‪.‬‬
‫الميلب الثاني‪ :‬شروي قيام نظرية الموظف الفعلي‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬اثار نظرية الموظف الفعلي‬
‫الموظف الفعلي‪.‬‬ ‫الميلب األول‪ :‬اثار النظرية بالنسبة لتةرفا‬
‫الميلب الثاني‪ :‬اثار النظرية بالنسبة لمركز الموظف الفعلي‪.‬‬
‫‪ ‬خاتمة‪.‬‬
‫المبحث األول‪ -‬مضمون نظرية الموظف الفعلي وشروط قيامها‬
‫ته ةةدف الوظيف ةةة العام ةةة حل ةةع خدم ةةة المة ةواينين‪ ،‬وتحقي ةةق المة ةةلحة العام ةةة يبقة ةاً للقة ةوانين‬
‫واللةوائح واألنظمةةة النافةةذ ‪ .‬وتةةولي الوظةةائف العامةةة يتيلةةب تةوافر رابيةةة قانونيةةة ةةةحيحة بةةين‬
‫الدولةةة وبةةين مةةن يشةةلل الوظيفةةة العامةةة‪ ،‬وعلةةع ذلةةك فةةنن مقتىةةع عةةدم تةوافر الةةةفة الالزمةةة‬
‫لشة ةةلل الوظيفة ةةة العامة ةةة أال يكة ةةون الموظة ةةف ةة ةةالحاً لممارسة ةةة أعمالهة ةةا‪ ،‬والتحمة ةةل بأعبائهة ةةا‬

‫‪89‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫ومسؤوليتها‪ ،‬وعلي فنن شلل الموظف للوظيفةة فةي هةذل الحالةة مةن شةأن أن يشةوب تةةرفات‬
‫باالنعدام‪.‬‬
‫علةع‬ ‫ومع فقةد اسةتقر الفقة واالجتهةاد القىةائي علةع حىةفا الشةرعية فةي بعةض الحةاال‬
‫الةةةادر عمةةن يتةةدخل فةةي الوظيفةةة العامةةة دون ت ةوافر السةةند الةةةحيح نةةزوالً عنةةد‬ ‫التة ةرفا‬
‫حماية اللير حسن النية‪ ،‬ودوام سير المرافق العامة بانتظام وايراد‪.1‬‬ ‫مقتىيا‬
‫وقد أيلق الفق علع من يقوم بأعمال الوظيفة العامة في هذل الحالةة اةةيالح "الموظةف‬
‫الفعلةةي"‪ ،‬ويخةةتلي هةةذا المفهةةوم بمفةةاهيم أخةةرم قريبةةة من ة ؛ لوجةةود بعةةض العناةةةر المشةةتركة‬
‫بينها‪.‬‬
‫وسنقوم بدراسة هذا المبحث من خالل تقسيم حلع ميلبين علع النحو اآلتي‪:‬‬
‫الميلةةب األول‪ :‬مىةةمون النظريةةة وتمييةةز مفهةةوم الموظةةف الفعلةةي عةةن غيةرل مةةن المفةةاهيم‬
‫القريبة‪.‬‬
‫الميلب الثاني‪ :‬شروي قيام نظرية الموظف الفعلي‪.‬‬
‫الميل ةةب األول‪ :‬مى ةةمون النظري ةةة وتميي ةةز مفه ةةوم الموظ ةةف الفعل ةةي ع ةةن غية ةرل م ةةن المف ةةاهيم‬
‫القريبة‪.‬‬
‫سنستعرض مىمون نظرية الموظف الفعلي‪ ،‬ونقوم بالتمييز بةين مفهةوم الموظةف الفعلةي‪،‬‬
‫وما يختلي ب من مفاهيم مشابهة‪ ،‬وذلك في فرعين علع النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مضمون النظرية‬
‫التةةي ابتةةدعها مجلةةس الدولةةة الفرنسةةي فةةي‬ ‫تعةةد نظريةةة الموظةةف الفعلةةي ححةةدم النظريةةا‬
‫معةةرض قيام ة بةةدورل ادنشةةائي الكبيةةر فةةي تشةةييد مب ةةاد وأحكةةام الق ةةانون ادداري‪ ،‬بمةةا يتفةةق‬
‫واقامةةة الت ةوازن والموا مةةة بةةين مةةةلحة اددار وحقةةوق األف ةراد وحريةةاتهم‪ ،‬وىةةرور أن يكةةون‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عايف علي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ .181 ،‬ود‪ .‬محمد عبد الحميد أبو زيد‪ ،‬دوام سير المرافق العامة‪ ،‬أيروحة‬
‫دكتورال‪ ،‬جامعة القاهر‪ ،‬عام ‪.183-182 ،1975‬‬

‫‪90‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫عمل المرافق العامة في مستوم تحقيق النفع العام الميلوب منها بشكل مسةتمر وفاعةل‪ ،‬وفةق‬
‫‪1‬‬
‫اللاية المحدد لها قانوناً‪.‬‬
‫الفقهي ةةة للموظ ةةف الفعلة ةةي‪ ،‬فقة ةةد ذهةةةب األسة ةةتاذ الة ةةدكتور سة ةةليمان‬ ‫التعريفة ةةا‬ ‫وق ةةد تعة ةةدد‬
‫اليماوي حلةع أن الموظةف الفعلةي أو الةواقعي هةو ذلةك الةذي يعةيان تعيينةاً معيبةاً‪ ،‬أو لةم يةةدر‬
‫قرار بتعيين حيالقاً‪ ،‬ومع أن األةل العام يقتىي بيالن األعمال التي تةدر من لةدورها‬
‫أو ملتة ةةب‪ ،‬ف ةةنن القى ةةا ق ةةد أعل ةةن س ةةالمة تل ةةك األعم ةةال ف ةةي بع ةةض‬ ‫م ةةن غي ةةر مخ ةةت‬
‫‪2‬‬
‫الحاال ‪.‬‬
‫أما األستاذ الدكتور ثرو بدوي فقد ذهب حلع أن الموظف الفعلي هو‪ :‬ذلك العامةل الةذي‬
‫يتةةولع وظيفةةة معينةةة دون سةةند شةةرعي‪ ،‬أو دون سةةند حيالق ةاً‪ ،‬والةةذي تعةةد تةةةرفات مةةع ذلةةك‬
‫‪3‬‬
‫بمباشرتها‪.‬‬ ‫مشروعة‪ ،‬مع كون غير مخت‬
‫الةذي ال‬ ‫كما ذهب األستاذ الدكتور رمزي الشةاعر حلةع أن الموظةف الفعلةي هةو‪ :‬الشةخ‬
‫لة ة بة ةةفة عام ةةة ف ةةي اتخ ةةاذ حجة ة ار حداري مع ةةين‪ ،‬حم ةةا لع ةةدم ة ةةدور قة ةرار بتقلي ةةدل‬ ‫اختة ةةا‬
‫‪4‬‬
‫الوظيفة اددارية‪ ،‬واما لةدور قرار معيب بتعيين فيها‪.‬‬
‫ومقتىع هذل النظرية‪ ،‬ةةحة تةةرفا الموظةف الفعلةي الةذي يعةيان بشةكل معيةب‪ ،‬أو لةم‬
‫ييعيَّن حيالقاً‪ ،‬حمايةً لللير حسن النية‪ ،‬ودوام سير المرافق العامة بشكل دائم ومنتظم‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ -‬تمييز مفهوم الموظف الفعلي عن غيره من المفاهيم القريبة‬
‫يختلي مفهوم الموظف الفعلي ببعض المفاهيم القريبة كمنتحل الوظيفةة العامةة‪ ،‬وملتةةب‬
‫الوظيفة العامة‪ ،‬وسنقوم بتوىيح ذلك علع النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬نظرية الظاهر في القانون ادداري‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬جامعة الكوي ‪ ،‬العدد األول‪ ،‬السنة‬
‫‪ .58‬ود‪ .‬سعيد نحيلي ود‪ .‬عمار التركاوي‪ ،‬القانون ادداري" المباد العامة"‪،‬‬ ‫الرابعة‪ ،‬يناير عام ‪،1980‬‬
‫منشو ار جامعة دمشق‪.115 ،2019-2018 ،‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬سليمان اليماوي‪ ،‬مباد القانون ادداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬يبعة عام ‪.161 ،1979‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬ثرو بدوي‪ ،‬القانون ادداري‪ ،‬دار النهىة العربية‪ ،‬القاهر‪ ،‬عام ‪.419 ،2016‬‬
‫‪.364‬‬ ‫‪ 4‬د‪ .‬رمزي الشاعر‪ ،‬تدرج البيالن في الق ار ار اددارية‪ ،‬دار النهىة العربية‪ ،‬القاهر‪ ،‬عام ‪،2002‬‬

‫‪91‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫أوالً‪ -‬تمييز الموظف الفعلي عن منتحل الوظيفة العامة‪:‬‬


‫الةذي يشةةلل الوظيفةة‪ ،‬ويمةةارس مهامهةةا‪ ،‬دون أي‬ ‫حن منتحةل الوظيفةةة العامةة هةةو الشةةخ‬
‫‪1‬‬
‫تأهيل قانوني‪ ،‬فهو َّ‬
‫يدعي انتما ل للوظيفة العامة دون وج حق‪.‬‬
‫وتختلف الةور العمليةة لمنتحةل الوظيفةة العامةة فةي الظةروف العاديةة عنهةا فةي الظةروف‬
‫الةةذي تقتةةةر فيهةا الظةةروف العاديةةة علةةع حالةةة واحةةد أو فةةرد بعينة ‪،‬‬ ‫االسةةتثنائية‪ ،‬ففةةي الوقة‬
‫ةفة كاذبة‪ ،‬كما لو ادعةع أنة مةن رجةال األمةن أو الجةيل أو المخةاب ار‬ ‫كأن ينتحل شخ‬
‫أن ة مةةن جب ةا‬ ‫العامةةة أو أي ةةةفة أخةةرم؛ ليجنةةي مةةن ورائهةةا مكسةةباً مادي ةاً‪ ،‬أو يةةدعي شةةخ‬
‫الىرائب‪ ،‬ومكلف من الدولة بجبايتها‪.‬‬
‫جماعية‪ ،‬وهذا ما يحدث غالباً في ظل‬ ‫أما في الظروف االستثنائية فقد نكون أمام حاال‬
‫الفعلية(الثورية)‪ ،‬حذ يعد عمال الحكومةة الفعليةة بحكةم المةوظفين القةانونيين بةالمعنع‬ ‫الحكوما‬
‫‪2‬‬
‫الكامل‪ ،‬وتكون تةرفاتهم مشروعة‪.‬‬
‫ومنتحة ةةل الوظيفة ةةة العامة ةةة ال يعة ةةد بحة ةةال مة ةةن األح ة ةوال موظف ة ةاً عمومي ة ةاً‪ ،‬وال تلتة ةةزم اددار‬
‫معدومة وال قيمةة‬ ‫ةبلة قانونية‪ ،‬فهي تةرفا‬ ‫بتةرفات ‪ ،‬وال تكون تةرفات مع األفراد ذا‬
‫لها‪.‬‬
‫جزائيةة رادعةة‪ ،‬تقررهةا مختلةف قةوانين العقوبةا‬ ‫ويتعرض منتحةل الوظيفةة العامةة لعقوبةا‬
‫الس ةةوري الةةةادر ع ةةام ‪ 1949‬وتعديالت ة‬ ‫فةةي العةةالم‪ ،‬ولةةو ع ةدنا حلةةع أحك ةةام قةةانون العقوب ةةا‬
‫علع‪:‬‬ ‫لوجدنا أن الماد ‪ /382/‬من تن‬
‫‪ .1‬مة ةةن ظهة ةةر منة ةةتحالً وظيفة ةةة عامة ةةة عسة ةةكرية أو مدنية ةةة أو مة ةةارس ةة ةةالحياتها عوقة ةةب‬
‫بالحبس من شهرين حلع سنتين‪.‬‬

‫د‪ .‬سليمان اليماوي‪ ،‬الوجيز في القانون ادداري‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬القاهر ‪.393 ،2001 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد اهلل البيول‪ ،‬نظرية الموظف الفعلي فقهاً وقىا ً ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردن‪ ،‬عام ‪،2006‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 35‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫‪ .2‬واذا كةةان الفاعةةل مرتةةدياً فةةي أثنةةا العمةةل زي ةاً أو شةةار خاةةةين بةةالموظفين فةةال‬
‫الحبس عن ستة أشهر‪.‬‬ ‫ينق‬
‫‪1‬‬
‫عقوبتها وفقاً ألحكام الماد ‪.247‬‬ ‫‪ .3‬واذا اقترن الفعل بجريمة أخرم رفع‬
‫ثانياً‪ -‬تمييز الموظف الفعلي عن مغتصب الوظيفة العامة‪:‬‬
‫ثار تساؤ ٌل في الفق حول حمكانية عةد ملتةةب الوظيفةة العامةة موظفةاً فعليةاً‪ ،‬والسةيما أنة‬
‫يشلل الوظيفة دون توافر السند الةحيح لشللها؟‬
‫قبل ادجابة علع هذا التساؤل البد من توىيح مسألة مهمة‪:‬‬
‫حن المتتبةةع ألحكةةام القىةةا والفقة ادداري يتبةةين أن اغتةةةاب الوظيفةةة العامةةة يتةوافر فةةي‬
‫‪2‬‬
‫حالتين‪:‬‬
‫بمزاولةة الوظيفةة دون أن يتةوافر لدية أي ةةفة أو‬ ‫الحالة األولى‪ :‬ترجةع حلةع قيةام شةخ‬
‫أجنبةةي‬ ‫سةةند قةةانوني يخول ة االشةةتراك فةةي الوظيفةةة العامةةة‪ ،‬وتشةةمل هةةذل الحالةةة تةةدخل شةةخ‬
‫تمامةاً فةةي الوظيفةةة‪ ،‬أو اسةةتمرار الموظةةف فةةي ممارسةةتها مةةع بيةةالن سةةند شةةلل لهةةا‪ ،‬أو توقةةف‬
‫ذلك السند عن ححداث اثارل‪.‬‬
‫‪ ،‬كمةا لةو اعتةدم‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬وتتعلق هذل الحالة باالنتهاك الةارخ لقواعد االختةا‬
‫موظف علع سلية المشرع أو القىا ‪ ،‬أو حتيانة بعةض األعمةال التةي تشةكل مخالفةة جسةيمة‬
‫‪ .‬وعموم ةاً فةةنن مةةا يميةةز هةةذل الحالةةة عةةن سةةابقتها هةةي ت ةوافر سةةند قةةانوني‬ ‫لقواعةةد االختةةةا‬
‫‪.‬‬ ‫ةحيح للموظف الذي يخرج عن قواعد االختةا‬

‫‪ 1‬تجدر ادشار حلع أن الماد ‪ 247‬من قانون العقوبا السوري تتعلق باألسباب المشدد العامة‪ ،‬وتن علع‬
‫أن ‪ " :‬حذا لم يعين القانون مفعول سبب مشدد‪ ،‬أوجب السبب المذكور تشديد العقوبة علع الوج التالي‪ :‬يبدل‬
‫ادعدام من األشلال الشاقة المؤبد ‪ ،‬وتزداد كل عقوبة مؤقتة من الثلث حلع النةف وتىاعف اللرامة‪".‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬مجدي عز الدين يوسف‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ 79 ،‬وما بعدها ود‪ .‬عايف علي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪،‬‬
‫‪.187‬‬

‫‪93‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫الةةذي يمةةارس الوظيفةةة العامةةة دون أن يتةوافر لة‬ ‫ولمةةا كةةان الموظةةف الفعلةةي هةةو الشةةخ‬
‫السند القانوني الةحيح‪ ،‬فهل يمكن أن يةبح الملتةب موظفاً فعلياً؟‬
‫ذهب جانب مةن الفقة الفرنسةي والمةةري حلةع أن مةا يميةز الموظةف الفعلةي فةي الظةروف‬
‫العادية عن الملتةب هو حسن نيت ؛ أي الجهل بعدم شةرعية شةلل للوظيفةة‪ ،‬أمةا الملتةةب‬
‫يقحم نفسة فةي الوظيفةة دون تةوافر سةند أو ةةفة ةةحيحة مةع علمة بةذلك‪ ،‬فهةو‬ ‫فهو شخ‬
‫سي النية‪ ،‬يستهدف تحقيق مةالح خاةة‪.‬‬ ‫شخ‬
‫ةق تأييةداً مةن الفقة سةوا فةي فرنسةا أم فةي مةةر‪ ،‬حذ يجمةع الفقهةا‬ ‫حال أن هذا الةرأي لةم يل أ‬
‫علة ةةع أن نظرية ةةة الموظة ةةف الفعلة ةةي مة ةةن شة ةةأنها التخفي ة ةةف م ة ةةن ح ة ةةد النتة ةةائج المترتبة ةةة علة ةةع‬
‫‪1‬‬
‫االغتةاب‪.‬‬
‫والواقةةع أنة ال يمكةةن تمييةةز الملتةةةب للوظيفةةة مةةن الموظةةف الفعلةةي‪ ،‬بحسةةن نيةةة األخيةةر؛‬
‫فةةي األة ةل حماي ةةً للليةةر حسةةن النيةةة‪ ،‬وممةةا يتنةةافع مةةع‬
‫ألن نظريةةة الموظةةف الظةةاهر قام ة‬
‫يبيعتها‪ ،‬أن تيعلَّق هذل الحماية علع حسةن نيةة الموظةف نفسة ‪ .‬فةال ذنةب للليةر المتعامةل مةع‬
‫الموظف الظاهر حذا كان هذا الموظف سي النية‪ ،‬ويعلم بحقيقة مركزل‪ ،‬فسوا كان الموظةف‬
‫الظاهر حسةن النيةة أو غيةر حسةن النيةة‪ ،‬فةنن ذلةك يخةرج عةن اديةار الةذي تعمةل مةن خاللة‬
‫‪2‬‬
‫نظرية الموظف الظاهر‪.‬‬
‫ونتسة ةةا ل هنة ةةا‪ :‬حذا كة ةةان معية ةةار حسة ةةن النية ةةة ال يةة ةةلح للتميية ةةز بة ةةين الموظة ةةف الفعلة ةةي‬
‫والملتةب‪ ،‬فما هو معيار التفرقة بين المفهومين؟‬

‫‪ 1‬د‪ .‬سليمان اليماوي‪ ،‬النظرية العامة للق ار ار اددارية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬القاهر‪.330 ،2005 ،‬‬
‫‪ 2‬لمزيد من التفاةيل حول نظرية الموظف الظاهر‪ ،‬انظر‪ :‬د‪ .‬ثرو بدوي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ 420 ،‬وما‬
‫بعدها‪ .‬ود‪ .‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ 58 ،‬وما بعدها‪ .‬ود‪ .‬نجوان مبارك‪ ،‬الوىع الظاهر في‬
‫القانون المدني‪ ،‬دار الجامعة الجديد ‪ ،‬ادسكندرية‪ ،‬عام ‪ 329 ،2015‬وما بعدها‪ .‬ود‪ .‬شوقي محمد ةالح‪،‬‬
‫نظرية الظاهر في القانون المدني‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬القاهر ‪ ،‬عام ‪ 232 ،2002‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫بمزاولةة‬ ‫حن ادجابة علةع هةذا التسةاؤل تقتىةي منةا حيىةاح متةع يعةد قيةام أحةد األشةخا‬
‫الوظيفة دون توافر الةفة الالزمة لذلك ملتةباً‪ ،‬ومتع يعد موظفاً فعلياً؟‬
‫الموظةف الفعلةي يرجةع حلةع الرغبةة‬ ‫ذهب الفقي ‪ Jeze‬حلع أن االعتةراف بشةرعية تةةرفا‬
‫فةةي حمايةةة الليةةر حسةةن النيةةة الةةذي يجهةةل تمامةاً عةةدم شةةرعية تةةولي الموظةةف للوظيفةةة العامةةة‪،‬‬
‫وحت ةةع يك ةةون اللي ةةر ج ةةدي اًر به ةةذل الحماي ةةة يج ةةب أن يتة ةوافر اعتق ةةادل بش ةةرعية ش ةةلل الموظ ةةف‬
‫للوظيفة‪ ،‬وأن يكون ذلك االعتقاد مبنياً علع أسباب تبررل‪ ،‬وهو األمةر الةذي يقتىةي أن يكةون‬
‫شلل الموظف للوظيفة بيريقة معقولة من شأنها استبعاد أي شك حول شرعية شلل لها‪.‬‬
‫وعلةةع ذلةةك فةةنذا ق ةةام أح ةةد األفةةراد بممارسةةة الوظيفةةة دون أي تقليةةد أو توليةةة له ةةا‪ ،‬أو قةةام‬
‫بشةةللها اسةةتناداً حلةةع توليةةة بايلةةة لةةيس مةةن شةةأنها حيهةةام الليةةر بةةةحتها يعة َّةد ملتةةةباً‪ ،‬أمةةا حذا‬
‫ت ةوافر الشةةلل المعقةةول للوظيفةةة الةةذي مةةن شةةأن حيقةةاع الليةةر بةةالللي بشةةأن ةةةفة مةةن يتةةولع‬
‫الوظيفة يع َّد ذلك الشخ‬
‫‪1‬‬
‫موظفاً فعلياً‪.‬‬
‫ولهذا ذهب الفقي ‪ AUBY‬حلع أن نظرية الموظف الفعلي من شةأنها أن تحةد مةن بيةالن‬
‫التةي يقةوم بهةا الملتةةب الةذي‬ ‫التي يقةوم بهةا الملتةةب‪ ،‬حذ يمكةن عةد التةةرفا‬ ‫التةرفا‬
‫ةادر من موظف يشلل الوظيفةة بسةند‬ ‫ال يتوافر ل أي ةفة لممارسة الوظيفة كما لو كان‬
‫‪2‬‬
‫ةحيح‪ ،‬وذلك حذا توافر مظاهر الشرعية لتلك التةرفا ‪.‬‬
‫والواقع أن فيةل التفرقة بين الملتةب والموظف الفعلي يتمثل في شلل الوظيفة بيريقة‬
‫معقولةةة‪ ،‬فةةنذا قةةام المجلةةس البلةةدي بانتخةةاب عمةةد سةةبق الحكةةم علية بعقوبةةة جنائيةةة‪ ،‬فةةنن ذلةةك‬
‫العمد يعد موظفاً فعليةاً لتةوافر الشةلل المعقةول للوظيفةة‪ ،‬أمةا حذا قةام المجلةس البلةدي بانتخةاب‬
‫لمنةةةب العمةةد ‪ ،‬فنننةةا نكةةون أمةةا ححةةدم حةةاال‬ ‫سةةيد أو يفةل يبلةةم مةةن العمةةر عشةةر سةةنوا‬

‫‪1‬‬
‫‪G-Jeze, les principes general du droit administratif, 3 éme. ed. T.2, 1930, P.298 ets.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪J.M AUBY et DRAGO, Traité de contentieux administraif, 3 éme. ed, 1984, p.‬‬
‫‪442.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫بشةلل وظيفةة‬ ‫االغتةاب؛ لعدم توافر الشلل المعقول للوظيفةة‪ ،‬كةذلك حذا قةام أحةد األشةخا‬
‫بمقتىةةع‬ ‫بمقتىةةع ق ةرار فةةردي‪ ،‬فةةي حةةين أن األمةةر يسةةتلزم حةةةدار الئحةةة‪ ،‬أو نشةةأ‬ ‫نشةةأ‬
‫يعةةد موظف ةاً فعلي ةاً لتةةوفر‬ ‫الئحةةة‪ ،‬فةةي حةةين أن حنشةةا ها يقتىةةي قانون ةاً‪ ،‬فمثةةل ذلةةك الشةةخ‬
‫الشلل المعقول للوظيفة‪1.‬؛ لذلك ذهب جانب مةن الفقة حلةع عةد التةةرف معةدوماً حذا لةم يكةن‬
‫هناك أي مظاهر مةن شةأنها أن تولةد اعتقةاداً لةدم األفةراد بةةحة ذلةك التةةرف‪ ،‬أي حذا كةان‬
‫مظهةةر التةةةرف الةةةادر مةةن اددار ينفةةي عن ة االحت ةرام وواىةةح الداللةةة علةةع ةةةدورل مةةن‬
‫‪2‬‬
‫سلية غير مختةة‪ ،‬أو سلية ال يتوافر لها أي ةفة في ذلك‪.‬‬
‫الةةادر‬ ‫وواىح من هذا الرأي أن يأخةذ بفكةر الظةاهر كمعيةار لالنعةدام‪ ،‬حذ تعةد القة ار ار‬
‫ةةةفة حداريةةة حذا تةوافر لهةةا المظةةاهر الالزمةةة لوجةةود القةرار ادداري‪ ،‬أمةةا حذا‬ ‫مةةن اددار ذا‬
‫كان عدم المشروعية الذي يحيي بالقرار ادداري واىحاً‪ ،‬وال يمكةن أن ينخةدع بة الليةر‪ ،‬فةنن‬
‫تلك الق ار ار تعد معدومة وليس لها أي أثر‪.‬‬
‫مما سبق حلع أن تمييز الموظف الفعلي عن الملتةب أمر خارج عن ذاتية كل‬ ‫ونخل‬
‫منهما‪ ،‬فكالهما يمارس الوظيفة دون توافر السند القانوني‪ ،‬وكالهما قةد يكةون سةي النيةة‪ .‬أمةا‬
‫تلةك الظةروف‬ ‫تمييز كل منهما عن اآلخر فيرجع للظروف التي تحيي بكل منهمةا‪ ،‬فةنذا كانة‬
‫من شأنها حيهام اللير بلير الحقيقة ودفع حلع االعتقاد بةحة شلل الوظيفة‪ ،‬يع َّد عندها ذلك‬
‫الشخ موظفاً فعلياً‪ ،‬أما حذا كانة تلةك الظةروف لةيس مةن شةأنها دفةع الليةر حلةع الللةي يع َّةد‬
‫من يشلل الوظيفة ملتةباً لها‪.‬‬
‫ونتسةةا ل أخية اًر‪ :‬هةةل يمكةةن أن يتحةةول الملتةةةب الةةذي يمةةارس الوظيفةةة دون تةوافر السةةند‬
‫الةحيح علع مرأم ومسمع من الجميع حلع موظف فعلي؟‬

‫‪1‬‬
‫‪G-Jeze, op.cit, p. 288 ets.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪G.TEYTAUD, de l'usurpation de pouvoir en droit administratif, Thése precitée,‬‬
‫‪Paris, 1937, P. 43.‬‬

‫‪96‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫أجاب بعض الفق الفرنسي علع هذا التسةاؤل بأنة مةن الممكةن أن يتحةول الملتةةب حلةع‬
‫موظف فعلي‪ ،‬حذا أةبح شلل للوظيفة بيريقة توحي بةحة تولي لها‪ ،‬كما لو اسةتمر بشةلل‬
‫الوظيفةة مةةد مةةن الةةزمن دون اعتةراض‪ ،‬سةوا مةةن جانةةب اددار أو مةن جانةةب األفةراد‪ ،‬بحيةةث‬
‫اسةةتمر كةةل منهمةةا بالتعامةةل معة خةةالل هةةذل المةةد كمةةا لةةو كةةان يشةةلل الوظيفةةة بسةةند ةةةحيح‪،‬‬
‫ويجب علع القىا فةي هةذل الحالةة أن يأخةذ بالحسةبان مختلةف الظةروف التةي تحةيي بشةاغل‬
‫الوظيفة‪ ،‬فنذا كان من شأن تلك الظروف حيهام الليةر بةأن شةلل الوظيفةة قةد أةةبح مشةروعاً‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫يع َّد الملتةب عندها موظفاً فعلياً‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط قيام نظرية الموظف الفعلي‬
‫يشتري لقيام نظرية الموظف الفعلي توافر شريين‪:‬‬
‫األول‪ :‬انتف ةةا الة ةةفة القانوني ةةة للموظ ةةف الفعل ةةي‪ ،‬والثاااااني‪ :‬تة ةوافر الظ ةةاهر أو الظ ةةروف‬
‫االستثنائية‪ ،‬وسنستعرض ذلك من خالل تقسيم هذا الميلب حلع فرعين علع النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬انتفاء الصفة القانونية للموظف الفعلي‬
‫‪3‬‬
‫يرجع انتفا الةفة القانونية للموظف الفعلي حلع ححدم حاال ثالث‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪G-Jeze, les principes généraux du droit administratif, 3 éme. éd, 1930, P.303 .‬‬
‫‪ 64‬وما بعدها‪ .‬ود‪ .‬عايف علي‪،‬‬ ‫‪ 2‬انظر في هذل الشروي‪ :‬د‪ .‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪،‬‬
‫مرجع سبق ذكرل‪ 196 ،‬وما بعدها‪ .‬ود‪ .‬مجدي عز الدين يوسف‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ 86 ،‬وما بعدها‪ .‬ود‪.‬‬
‫‪ 196‬وما بعدها‪ .‬ود‪ .‬محمد عبد المحسن المقايع‪ ،‬نظرية‬ ‫محمد عبد الحميد أبو زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪،‬‬
‫الموظف الفعلي‪-‬دراسة في القىا والفق في النظام األنجلوسكسوني‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬ادسكندرية‪ ،‬العدد‪،2-1‬‬
‫عام ‪ 580 ،1997‬وما بعدها‪ .‬وأيىاً‪ :‬عبداهلل منةور الشائبي‪ ،‬نظرية الموظف الفعلي والموظف الظاهر‬
‫بين الفق والقىا ‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والشرعية‪ ،‬جامعة الزاوية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪ ،8‬السنة الرابعة‪ ،‬يونيو ‪،2016‬‬
‫‪ 93‬وما بعدها‪ .‬ود‪ .‬محمد أنس قاسم جعفر‪ ،‬الدعاوم اددارية‪ ،‬يبعة خاةة بسورية‪ ،‬عام ‪85 ،2004‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ 14 ،‬وما بعدها‪ .‬ود‪ .‬عايف علي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ 96 ،‬وما‬
‫بعدها‪ .‬ود‪ .‬أحمد فتح اهلل أبو سكينة‪ ،‬النظرية العامة لإلث ار بال سبب في القانون ادداري‪-‬دراسة مقارنة‪ ،‬جامعة‬
‫عين شمس‪ ،‬عام ‪ 424 ،1995‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫أوال‪ -‬حالة عدم التولية‪:‬‬


‫أن يش ةةلل أح ةةد األفة ةراد وظيف ةةة معين ةةة دون س ةةبق التعي ةةين أو‬ ‫يح ةةدث ف ةةي بع ةةض الح ةةاال‬
‫االنتخاب فيها‪ ،‬ويمارس اختةاةاتها‪ ،‬ويتعود األفراد علع رؤيت في هذل الوظيفةة‪ ،‬فيعتقةدون‬
‫أنهم بتعاملهم مع حنما يتعاملون مع موظف شرعي‪ .‬ونظ اًر لةعوبة حدوث ذلك في الظروف‬
‫العاديةةة فةةنن القىةةا يتشةةدد فةةي اسةةتل ازم مظةةاهر جةةاد لشةةلل الوظيفةةة بيريقةةة هادئةةة مسةةتمر ‪،‬‬
‫وقبول لشاغلها‪-‬من جانب كل من األفراد والسلية العامة‪-‬كما لو كان موظفاً نظامياً‪.‬‬
‫وم ةةن أمثل ةةة ذل ةةك أن ت ةةأمر اددار أح ةةد األفة ةراد بالقي ةةام بمه ةةام وظيفي ةةة معين ةةة دون أن ت ةةتم‬
‫لمعاونةةة اددار بممارسةةة أعمةةال وظيفيةةة معينةةة‪،‬‬ ‫تعيين ة فيهةةا‪ ،‬أو أن يتيةةوع شةةخ‬ ‫حج ة ار ا‬
‫فتقبل اددار معاونت أو تعترف بةحة تةرفات ‪.‬‬
‫بةةل حن ملتةةب السةةلية سةةي النيةةة يمكةةن أن ييعتةرف لة بةةةفة الموظةةف الفعلةةي‪ ،‬عنةةدما‬
‫يكون شلل للوظيفة العامة وممارست الختةاةاتها هادئاً مستم اًر‪ ،‬ومقبةوالً مةن جانةب األفةراد‬
‫واددار ‪.‬‬
‫بةفة عارىة ولو مر واحد من ملتةةب‬ ‫ممارسة االختةا‬ ‫ولكن ما الحكم حذا تم‬
‫سلية سي النية‪ ،‬وظهر بمظهر الموظةف الرسةمي بةةور مقبولةة مةن شةأنها أن تخةدع الفةرد‬
‫ةةةل حكةةومي‪ ،‬فيسةةرق حيةةةاال‬
‫العةةادي كةةأن ينتحةةل أحةةد المحتةةالين أو النةةةابين ةةةفة يمح ا‬
‫الس ةةداد‪ ،‬وه ةةي موقع ةةة ومختوم ةةة بخ ةةاتم اددار ‪ ،‬ومع ةةد لالس ةةتخدام‪ ،‬ويق ةةوم ‪-‬قب ةةل أن تكتش ةةف‬
‫اددار األمةةر وتتحةةذ الةةالزم لمنع ة مةةن اسةةتخدامها‪ -‬بةةالمرور علةةع األف ةراد فةةي منةةازلهم مق ةدماً‬
‫ة ةةل اددار ‪ ،‬ويتقاى ةةع م ةةنهم مب ةةالم الرس ةةوم المس ةةتحقة عل ةةيهم مقاب ةةل تق ةةديم‬
‫نفسة ة كونة ة يمح ا‬
‫السداد؟‬ ‫ايةاال‬
‫حةل‪ ،‬ويستخدم ايةةاال‬
‫الم ا‬
‫في مواجهة األفراد بمظهر ي‬ ‫ففي هذل الحالة يظهر الشخ‬
‫ةل القانوني‪ ،‬وبذلك يتحقق مظهر خةادع يوقةع األفة ارد فةي غلةي‬
‫كالمح ا‬
‫اددار الرسمية‪ ،‬تماماً ي‬
‫معقةةول سةةائم‪ ،‬فيوفةةون‪-‬بحسةةن نيةةة‪ -‬بالرسةةوم المسةةتحقة علةةيهم لةةإلدار ‪ ،‬وال تثريةةب علةةيهم فةةي‬

‫‪98‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫ةةةل الةةذي يبةةرز ل ة ايةةةاالً‬


‫المح ا‬
‫ذلةةك‪ ،‬حذ لةةيس مةةن المعتةةاد أو المةةألوف أن ييلةةب الفةةرد مةةن ي‬
‫ةحة مركزل الوظيفي وشرعية ةفت في هذا التحةيل‪.‬‬ ‫رسمياً من اددار أن يثب‬
‫وهنا ليس هناك ما يمنع من تيبيق نظرية الموظف الفعلي علع مثل هذل الحالة مع سةو‬
‫نية مدعي الوظيفة‪ ،‬وانتفا ةفة االستمرار في ممارسة اختةاةاتها‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬حالة بطالن التولية‪:‬‬
‫قد يي أولَّع الشخ ححدم الوظةائف العامةة‪-‬بةالتعيين أو االنتخةاب‪ -‬ويمةارس اختةاةةاتها‬
‫لفتر من الزمن‪ ،‬ويبدو في أعةين النةاس موظفةاً رسةمياً لعةدم وىةوح عةدم مشةروعية توليتة ‪ ،‬ثةم‬
‫ييعلأن بعةد ذلةك بيةالن تعيينة أو انتخابة فةي هةذل الوظيفةة‪ .‬ويرجةع بيةالن قةرار التعيةين حلةع انيوائة‬
‫‪1‬‬
‫علع عيب أو أكثر من عيوب القرار ادداري المعروفة وهي‪:‬‬
‫لةدور قرار التعيين من غير السلية المختةة بنةدارل‪.‬‬ ‫‪ -1‬عيب االختةا‬
‫التي يتيلبها القانون لةحة التعيين‪.‬‬ ‫وادج ار ا‬ ‫‪ -2‬عيب في الشكل لعدم اتباع الشكليا‬
‫‪ -3‬عيب في المحل لمخالفة قرار التعيةين للقةانون بةالمعنع الىةيق‪ ،‬كمةا فةي حالةة عةدم تةوافر‬
‫المعيَّن‪.‬‬
‫ي‬ ‫شروي التعيين في الشخ‬
‫‪ -4‬عيةةب فةةي اللايةةة أو انح ةراف بالسةةلية؛ ألن ق ةرار التعيةةين لةةم يسةةتهدف تحقيةةق المةةةلحة‬
‫العامة‪ ،‬وانما مجرد تحقيق خدمة ألحد األقارب أو األةدقا ‪.‬‬
‫أم ةةا بي ةةالن انتخ ةةاب الم ةةوظفين ال ةةذين يتول ةةون وظ ةةائفهم ع ةةن يري ةةق االنتخ ةةاب‪-‬كأعى ةةا‬
‫المجالس المحلية في كثير من الدول‪ -‬فنن قد يرجع حلع عدم توافر شروي الترشةيح‪ ،‬أو عةدم‬
‫االنتخابيةةة‪ .‬وتعةةد حالةةة‬ ‫االنتخةةاب‪ ،‬أو غيةةاب الن ازهةةة فةةي حسةةاب األة ةوا‬ ‫احت ةرام حج ة ار ا‬

‫‪ 1‬لمزيد من التفاةيل حول عيوب القرار ادداري التي تجعل قابالً لليعن بادللا ‪ ،‬انظر‪ :‬د‪ .‬محمد أنس قاسم‬
‫جعفر‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ 83 ،‬وما ب عدها‪ .‬ود‪ .‬عبد اهلل يلبة‪ ،‬الرقابة القىائية علع أعمال اددار "القىا‬
‫ادداري"‪ ،‬منشو ار جامعة دمشق‪ ،‬عام ‪ 251 ،2017-2016‬وما بعدها‪ .‬ود‪ .‬محمد عبد العال السناري‪،‬‬
‫دعوم التعويض ودعوم ادللا ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،‬بال تاريخ‪ 342 ،‬وما بعدها‪ .‬ود‪ .‬محمد رفع عبد الوهاب‪،‬‬
‫القىا ادداري(الكتاب الثاني)‪ ،‬ي‪ ،1‬منشو ار الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيرو ‪ ،‬عام ‪ 132 ،2005‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫نظريةةة الموظةةف الفعلةةي وأكثرهةةا ذيوعةاً فةةي العمةةل‪ ،‬وال‬ ‫بيةةالن توليةةة الوظيفةةة مةةن أهةةم حةةاال‬
‫يتردد القىا في تيبيق النظرية عليها‪.‬‬
‫ثالثاً‪ -‬حالة االستمرار غير المشروع في ممارسة الوظيفة‪:‬‬
‫أعمةةال الوظيفةةة بعةةد زوال ةةةفت القانونيةةة فةةي ممارسةةتها‪ ،‬سةوا كةةان‬ ‫قةةد يمةةارس الشةةخ‬
‫المتةةلة بهةا بعةد ححالتة حلةع التقاعةد‪ 1،‬أو‬ ‫معيناً أم منتخباً‪ ،‬وذلك كأن ييةدر بعض القة ار ار‬
‫بعةةد انتهةةا مةةد واليتة الوظيفيةةة المحةةدد فةةي نظةةام االنتخةةاب‪ ،‬أو بعةةد قبةةول اسةةتقالة الموظةةف‬
‫ةراحة أو ىمناً‪ ،‬أو بعد وقف عن العمل سوا كان الوقف بقةو القةانون أم كةنج ار احتيةايي‬
‫أم كج از تأديبي‪.‬‬
‫قد يعتقد األفراد أنهم أمام موظف رسمي يمةارس اختةاةة القةانوني‪،‬‬ ‫ففي مثل هذل الحاال‬
‫فعلع سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ ‬يمكن أن يتقدم الموظف باستقالت وتمىي مد ستين يوماً مةن تةاريخ تقةديمها دون رد مةن‬
‫جانةب اددار ‪ ،‬ممةا يعنةةي قبولهةا ىةةمناً وانتهةا العالقةة الوظيفيةةة‪ ،‬ومةع ذلةةك يجهةل األفةراد‬
‫ه ةةذا األمة ةةر‪ ،‬وتعتقة ةةد اددار نفس ةةها أنهة ةةا ال تة ةزال تبحة ةةث أمةةةر قبة ةةول االس ةةتقالة‪ ،‬ويواةة ةةل‬

‫‪ 1‬فقد أكد المحكمة اددارية العليا السورية في قرارها رقم(‪ )2/627‬في اليعن ‪ /632/‬لعام ‪" :2004‬أن بقا‬
‫العامل في الخدمة بعد بلوغ الستين خالفاً للقوانين واألنظمة النافذ يجعل بمنزلة الموظف الفعلي‪ ،‬فيستحق‬
‫ةرف ل عما قام ب من عمل‪ "......‬مجموعة المباد القانونية التي قررتها المحكمة اددارية‬ ‫األجور التي ي‬
‫العليا في األعوام ‪ 2004-2003-2002-2001‬الةادر عن المكتب الفني بمجلس الدولة السوري‪392 ،‬‬
‫وما بعدها‪ .‬كذلك فنن القسم االستشا ري للفتوم والتشريع في مجلس الدولة السوري في الرأي رقم‪ /177/‬في‬
‫القىية رقم ‪ /192/‬لسنة ‪ ، 2015‬قرر بأن استمرار العامل بالعمل بعد بلوغ السن القانونية بخيأ من اددار ‪،‬‬
‫ودون أن يكون للعامل أي دور في ذلك‪ ،‬فنن يستحق األجور عن تلك الفتر التي عمل فيها لدم اددار‬
‫والباللة‪/‬خمسة أشهر‪ /‬بعد بلوغ السن القانونية لإلحالة حلع التقاعد استناداً حلع قاعد أن األجر مقابل العمل‬
‫وأن ال يجوز لإلدار أن تثري علع حساب ‪ ،‬وأن هذل الحالة من تيبيقا نظرية الموظف الفعلي والتي دأب‬
‫القىا ادداري بقسمي االستشاري والقىائي علع تيبيقها حتع غد راسخة في التيبيق ومستقر في النتائج‪،‬‬
‫انظر‪ :‬المجموعة الذهبية الحديثة لآل ار الةادر عن القسم االستشاري للفتوم والتشريع في مجلس الدولة‬
‫السوري الةادر عن المكتب الفني بمجلس الدولة‪ ،‬عام ‪ 373 ،2016‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫الموظف عمل الوظيفي ظنةاً منة أن االسةتقالة لةم تيقبةل وانتظةا اًر لةةدور قةرار ةةريح مةن‬
‫اددار بشأنها‪.‬‬
‫‪ ‬أن تيلب اددار نفسها من شاغل الوظيفة االستمرار في ممارسةة اختةاةةاتها‪ ،‬حتةع ال‬
‫تيتةةرك الوظيفةةة شةةاغر حلةةع حةةين تةةدبير أمةةر مةةن يخلفة فيهةةا‪ ،‬وذلةةك دون اتخةةاذ ادجة ار ا‬
‫القانونية لمد مد الخدمة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ -‬توافر الظاهر أو الظروف االستثنائية‬
‫أوالً‪ -‬توافر الظاهر‪:‬‬
‫ال يقةةةد بالظةةاهر هنةةا الظةةاهر المحسةةوس الةةذي يعبةةر عةةن مركةةز قةةانوني ةةةحيح‪ ،‬وانمةةا‬
‫يقةد بة هنةا الظةاهر الخةادع المخةالف ل وىةاع القانونيةة الةةحيحة‪ ،‬والناشة عةن ممارسةة‬
‫مركز ال ةفة ل في شلل قانوناً‪.‬‬ ‫لسليا‬ ‫شخ‬
‫وتهدف نظرية الموظفين الفعليين في الظروف العاديةة حلةع الموا مةة بةين التيبيةق المجةرد‬
‫الحيا العملية‪ ،‬والتلييةف مةن حةد المنيةق‬ ‫الميلق لمنيق األحكام القانونية‪ ،‬وبين مقتىيا‬
‫القانوني في سبيل حماية مةالح فردية مشروعة‪.‬‬
‫وتعد هذل النظرية تيبيقاً لنظرية أعم منها‪ ،‬وهي نظرية األوىاع الظاهر ‪ ،‬ومقتىةاها أنة‬
‫ح از مركز قانوني معين أو تةرف قةانوني مةا ال يجةوز أن ينحةتام علةع األفةراد القيةام بتحريةا‬
‫‪1‬‬
‫من ةحة هذا التةرف أو ذلك المركز‪ ،‬اعتماداً علع أن الظاهر يكفي‪.‬‬ ‫للتثب‬
‫وقد أسس الفق نظرية الموظف الفعلي علع فكر االعتماد علع الظاهر‪ ،‬فمادام األفراد قد‬
‫اعتمةةدوا علةةع المظةةاهر الخارجيةةة‪-‬بحس ةن نيةةة‪ -‬التةةي تةةوحي بت ةوافر ةةةفة الموظةةف األةةةيل‪،‬‬
‫وجب احترام مةالحهم الناجمة عن هذا التعامل‪ ،‬فالمنيق والقواعد القانونية المجرد يقىيان‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محمد عبد الحميد أبو زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ 195 ،‬وما بعدها‪ .‬ود‪ .‬شوقي محمد ةالح‪ ،‬مرجع سبق‬
‫‪ 246‬وما بعدها‪ ،‬ود‪ .‬مجدي عز الدين يوسف‪ ،‬المراكز الظاهر والفعلية في القانون ادداري‪ ،‬بال‬ ‫ذكرل‪،‬‬
‫تاريخ‪ 5 ،‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫ببيالن جميع تةرفا الموظف الذي يعيان بقرار بايل‪ ،‬ولكةن قةد يلحةق هةذا الةبيالن ىةر اًر‬
‫جسيماً باألفراد الذين تعاملوا مع هةذا الشةخ بحسةن نيةة‪ ،‬معتمةدين علةع المظةاهر الخارجيةة‬
‫‪ ،‬والسةةيما أن ة لةةيس مةةن السةةهل علةةع الجمهةةور‬ ‫التةةي تؤكةةد الةةةفة الرسةةمية فةةي هةةذا الشةةخ‬
‫معرفة ما حذا كان الموظف في هذل الظروف معيناً تعيينةاً سةليماً مةن عدمة ؛ حذ ال يتةةور أن‬
‫ييالب موظفاً يؤدي وظيفة عامةة فةي الظةروف المعتةاد وفةي المكةان المعتةاد ألدائهةا عالنيةة‪،‬‬
‫قانونيةةة شةةلل للوظيفةةة ومناقشةةت فةةي ةةةحة الق ةرار الةةةادر بتعيين ة ‪ ،‬حذا ال يمكةةن أن‬ ‫بنثبةةا‬
‫الةذي يةزاول‬ ‫ييلب من الجمهور أكثر من االيمئنان بحسب الوىع المعتةاد حلةع أن الشةخ‬
‫الوظيفة هو الموظف العام‪.‬‬
‫غيةر‬ ‫واستناداً حلةع هةذل النظريةة والةع المبةدأ الةذي تقةوم علية قةرر الفقة سةالمة التةةرفا‬
‫المشةروعة التةي قةام بهةا الموظةف الفعلةي‪ ،‬ويرجةع عةدم مشةروعيتها حلةع عيةب غيةر ظةاهر ال‬
‫يسهل علع الجمهور معرفت ‪ ،‬حتةع ولةو كةان هةذا الموظةف مةدركاً لهةذا العيةب؛ ألن االسةتثنا‬
‫يشة اةرع لمةةةلحة أف ةراد الجمهةةور الةةذين أةةةابهم الللةةي واعتقةةدوا أن الموظةةف الةةذي أمةةامهم هةةو‬
‫‪1‬‬
‫الموظف القانوني‪.‬‬
‫القائمةةة علةةع م اركةةز ظةةاهر ‪ ،‬نفةةس اآلثةةار‬ ‫ويبقةاً لنظريةةة الوىةةع الظةةاهر تأخةةذ التة ةرفا‬
‫القانونيةةة المسةةتند حلةةع الم اركةةز القانونيةةة الةةةحيحة التةةي تعةةد التةةةرفا‬ ‫القانونيةةة للتةةةرفا‬
‫الظاهر تقليداً لها‪ ،‬حماية لللير حسن النية‪ ،‬وىرور سير المرافق العامة بانتظام وايراد‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬توافر الظروف االستثنائية‪:‬‬
‫يقةةةد بةةالظروف االسةةتثنائية الظةةروف الشةةاذ غيةةر المألوفةةة التةةي يكةةون مةةن شةةأن تيبيةةق‬
‫‪2‬‬
‫القواعد التشريعية عليها تهديد النظام العام وادىرار بالمرافق العامة‪.‬‬

‫‪ .541‬ود‪ .‬محمد عبد الحميد أبو زيد‪،‬‬ ‫القانون ادداري‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪،‬‬ ‫‪ 1‬د‪ .‬سليمان اليماوي‪ ،‬مباد‬
‫مرجع سبق ذكرل‪.196 ،‬‬
‫الىبي ادداري في الظروف االستثنائية‪ ،‬رسالة دكتورال‪ ،‬جامعة عين‬ ‫‪ 2‬د‪ .‬محمد شريف اسماعيل‪ ،‬سليا‬
‫شمس‪ ،‬عام ‪.498 ،1980‬‬

‫‪102‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫ف ةةنذا تة ةوافر تل ةةك الظ ةةروف وك ةةان م ةةن ش ةةأنها ادىة ةرار بس ةةير الم ارف ةةق العام ةةة الختف ةةا‬
‫الشرعية التي تقوم علع حدار تلك المرافق‪ ،‬فنن الفق قد أجاز تدخل األفراد دون أي‬ ‫السليا‬
‫الةادر منهم‪ ،‬فال شك‬ ‫ةفة ددار تلك المرافق‪ ،‬دون أن يترتب علع ذلك بيالن التةرفا‬
‫‪1‬‬
‫أن حدار تلك المرافق ولو بيريقة غير شرعية خير من توقفها خىوعاً للشرعية‪.‬‬
‫ويمكن أن نؤكد هنا مع بعض الفق أن ىرور المحافظة علع كيان الدولة وسةير مرافقهةا‬
‫العامةة بمزيةد مةن الحريةة فةي‬ ‫العامة في مواجهة الظروف االستثنائية توجب التسةليم للسةليا‬
‫التةةةرف‪ ،‬واتخةةاذ تةةدابير اسةةتثنائية دون أن يةةؤدي ذلةةك حلةةع وةةةف تةةةرفاتها بعةةدم الشةةرعية؛‬
‫أل ن قواع ةةد المش ةةروعية ف ةةي الظ ةةروف العادي ةةة تختل ةةف عنه ةةا ف ةةي الظ ةةروف االس ةةتثنائية‪ ،‬فه ةةذل‬
‫العاجلةةة التةةي لةةم‬ ‫القواعةةد تيبةةق فةةي الظةةروف االسةةتثنائية لةةتمكن اددار مةةن اتخةةاذ ادج ة ار ا‬
‫‪2‬‬
‫تعمل للاية سوم المةلحة العامة‪.‬‬
‫الةادر عن الموظفين الفعليين في الظةروف االسةتثنائية تسةتند حلةع‬ ‫فمشروعية التةرفا‬
‫ىرور سير المرافق العامة‪ ،‬دون حاجة‪ ،‬ألن يكون الموظف قد يعاين تعييناً معقوالً‪ ،‬بل يجوز‬
‫‪3‬‬
‫أال يكون قد ةدر قرار ما بتقليدل هذل الوظيفة‪.‬‬
‫مما سبق ننتهي حلع أن يكفي توافر الظةروف االسةتثنائية أو الظةاهر بجةوار انتفةا الةةفة‬
‫موظفاً فعلياً‪ .‬ومن الىروري حتةع تكتمةل‬ ‫فيمن يشلل الوظيفة العامة حتع يعد ذلك الشخ‬
‫هذل الدراسة معرفةة اثةار نظريةة الموظةف الفعلةي‪ ،‬وهةذا مةا سةنقوم بد ارسةت مةن خةالل‬ ‫مقوما‬
‫المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪ .542‬ود‪ .‬ابراهيم الهندي ود‪ .‬عبسي‬ ‫‪ 1‬د‪ .‬سليمان اليماوي‪ ،‬مباد القانون ادداري‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪،‬‬
‫الحسن ود‪ .‬سعيد نحيلي‪ ،‬المرافق العامة‪ ،‬منشو ار جامعة حلب‪ ،‬عام ‪ 110 ،2004‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬محمد عبد الحميد أبو زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪.22 ،‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬سليمان اليماوي‪ ،‬مباد القانون ادداري‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪.387 ،‬‬

‫‪103‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫المبحث الثاني‪ -‬آثار نظرية الموظف الفعلي‪.‬‬


‫حن الظةةاهر الخةةادع المخةةالف ل وىةةاع القانونيةةة السةةليمة ال يمكةةن فةةي حةةد ذاتة أن يرتةةب‬
‫أث ة اًر قانوني ةاً‪ ،‬ولكةةن القاىةةي‪-‬أو المشةةرع مةةن بةةاب أولةةع‪ -‬هةةو الةةذي يسةةتييع تشةةبي الوىةةع‬
‫الظةةاهر فةةي حةةدود معينةةة بةةالمركز القةةانوني الةةذي يةةةورل أو يمثل ة مةةن حيةةث ترتيةةب اآلثةةار‬
‫الةةةادر عةةن شةةاغل الوىةةع الظةةاهر‪ ،‬أم المرتبيةةة‬ ‫القانونيةةة‪ ،‬سةوا تلةةك المتةةلة بالتةةرفا‬
‫بمركز هذا األخير بما يتىمن من حقوق وواجبا ‪.‬‬
‫ويح ةةدث ذل ةةك تجاوبة ةاً م ةةع المة ةةلحة العام ةةة‪ ،‬وع ةةداً للخي ةةأ الش ةةائع وحس ةةن الني ةةة المتة ةةل‬
‫ب ةةالمركز الظ ةةاهر‪ .‬ويش ةةتري القى ةةا لترتي ةةب هةةةذل اآلثةةةار بة ةةفة عام ةةة أال يك ةةون م ةةن شةةةأن‬
‫االعت ةراف بالوىةةع الظةةاهر‪ ،‬وترتيةةب بعةةض اآلثةةار علي ة ادى ةرار بمةةةالح األف ةراد الةةذين لةةم‬
‫يرتكبوا خيأ غير ملتفر‪.‬‬
‫وسنقوم بدراسة اثةار هةذل النظريةة مةن خةالل تقسةيم هةذا المبحةث حلةع ميلبةين علةع النحةو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫الموظف الفعلي‪.‬‬ ‫الميلب األول‪ :‬اثار النظرية بالنسبة لتةرفا‬
‫الميلب الثاني‪:‬اثار النظرية بالنسبة لمركز الموظف الفعلي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬آثار النظرية بالنسبة لتصرفات الموظف الفعلي‬
‫األةةةل أن التةةرفا الةةةادر عةةن غيةةر ةةةاحب السةةلية فةةي حةةةدارها تعةةد بايلةةة يبقةاً‬
‫للقةةانون‪ ،‬ولكةةن القىةةا افتةةرض ةةةحتها م ارعةةا العتبةةا ار قة َّةدر أهميتهةةا‪ ،‬منهةةا أال يكةةون مةةن‬
‫شأن االعتراف بالوىع الظاهر ادىرار بمةالح الليةر حسةن النيةة‪ ،‬ولىةرور سةير الم ارفةق‬
‫العامة بانتظام وايراد‪ ،‬وذلك بشري توافقها مع قواعد الشكل والمىمون التي كةان يجةب علةع‬
‫السلية النظامية مراعاتها في حةدارها‪.‬‬
‫الموظف الفعلي في حاالت المختلفة‪:‬‬ ‫ونوىح فيما يأتي اثار النظرية بالنسبة لتةرفا‬

‫‪104‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫الفرع األول‪ -‬حالة عدم التولية‬


‫قد يحدث أن يشلل أحد األفراد وظيفةة معينةة دون سةبق التعيةين أو االنتخةاب فيهةا‪ ،‬ودون‬
‫الةةةادر منةة معدومةةة‬ ‫ت ةوافر أي سةةند لشةةللها‪ ،‬وقةةد كةةان مةةن اليبيع ةةي أن تك ةةون التةة ةرفا‬
‫األثةةر‪ 1،‬والواقةةع أن ممارسةةة الوظيفةةة قبةةل التعيةةين بنةةا ً علةةع موافقةةة ة ةريحة أو ىةةمنية مةةن‬
‫جانب اددار ‪ ،‬من شأن خلق ظةاهر مخةالف للحقيقةة يةدفع األفةراد حلةع االعتقةاد بشةرعية شةلل‬
‫هةؤال األشةخا‬ ‫الموظف للوظيفة‪ ،‬األمر الذي يستوجب ترتيب جميع اآلثةار علةع تةةرفا‬
‫حمايةً لللير حسن النية‪ ،‬وىماناً لحسن سير المرافق العامة‪.‬‬
‫غيةر المشةروعة التةي قةام بهةا الموظةف الفعلةي‪،‬‬ ‫وقد قرر الفق والقىا سالمة التةةرفا‬
‫وترجع عدم مشروعيتها حلع عيب غير ظاهر ال يسةهل علةع الجمهةور معرفتة ‪ ،‬وان كةان هةذا‬
‫الموظف يمدركاً لهذا العيب؛ ألن االستثنا يشارع لمةلحة أفراد الجمهور الذين أةابهم الللي‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫واعتقدوا أن الموظف الذي أمامهم هو الموظف القانوني‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ -‬حالة بطالن التولية‬
‫يحدث في كثير من األحيان أن يتولع الموظف مباشر الوظيفة‪ ،‬ثم تتبين اددار بعد ذلك‬
‫عدم توافر الشروي الالزمة لشلل الوظيفة‪ ،‬أو بيالن التعيين ألي سبب مةن األسةباب‪ ،‬األمةر‬
‫الذي يتيلب حللا قرار التعيين‪.‬‬
‫ولما كان من المقرر أن فكر ادللا تقتىي حعاد الحال حلع ما كان علية قبةل التعيةين‪،‬‬
‫حال أن الفقة ة والقى ةةا ‪-‬ولمواجه ةةة المش ةةاكل العدي ةةد الت ةةي يثيره ةةا بي ةةالن التعي ةةين‪ -‬لج ةةأ حل ةةع‬
‫الةادر من الموظف الذي تقرر حللا تعيينة تيبيقةاً لنظريةة‬ ‫حىفا الشرعية علع التةرفا‬
‫الناجمةةة عةةن الةةبيالن‪ ،‬وتفةةادي األى ةرار التةةي‬ ‫الموظةةف الظةةاهر‪ ،‬لعةةالج بعةةض المشةةكال‬

‫‪ .80‬ود‪ .‬محمد عبد الحميد أبو زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪،‬‬ ‫د‪ .‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.195‬‬
‫‪.196‬‬ ‫د‪ .‬محمد عبد الحميد أبو زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪105‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫تلح ةةق ب ةةاللير حس ةةن الني ةةة والم ارف ةةق العام ةةة‪ ،‬سة ةوا ك ةةان ش ةةلل الوظيف ةةة العام ةةة ع ةةن يري ةةق‬
‫االنتخاب أو التعيين‪.‬‬
‫التي يقوم بها الموظةف الةذي يتبةين عةدم‬ ‫وقد أجمع الفق المةري علع شرعية التةرفا‬
‫ةةةحة انتخابة ‪ ،‬وذلةةك خةةالل الفتةةر السةةابقة علةةع حللةةا تعيينة حمايةةً للليةةر حسةةن النيةةة الةةذي‬
‫يجهل بيالن سند شلل الوظيفة‪.‬‬
‫أما في حالة شلل الوظيفة عن يريق التعيين فنن حللا قرار التعيةين يتيلةب حللةا جميةع‬
‫الت ةةي قةةام بهةةا الموظةةف قبةةل ادلل ةةا ‪ ،‬وه ةةذا بةةال ش ةةك ي ةةؤدي حل ةةع زعزعةةة الم ارك ةةز‬ ‫التةةةرفا‬
‫القانونيةةة التةةي اسةةتقر حىةةافة حل ةةع ادى ةرار بةةالمرافق العامةةة‪ ،‬ومةةا تتيلبةة مةةن دوام السةةير‬
‫بانتظام وايراد‪ ،‬حىافة حلع أن حعمال األثر الرجعي يةةيدم مةع مبةاد العدالةة التةي تتيلةب‬
‫المحافظةة علةع الحقةوق والم اركةز التةةي حةةل عليهةا األفةراد بحسةةن نيةة‪ ،‬فةال يمكةن توجية أي‬
‫توافر ل مختلف المظاهر التي تقيةع بتةوافر ةةفت العامةة؛‬ ‫لوم حلع من يتعامل مع شخ‬
‫الةةادر قبةل بيةالن تةولي‬ ‫لهذا فقد استقر الفق في مةر علع االعتراف بشةرعية التةةرفا‬
‫‪1‬‬
‫الوظيفة حعماالً لنظرية الموظف الفعلي التي تقوم علع الظاهر‪.‬‬
‫أم ةةا بالنس ةةبة لموق ةةف القى ةةا ادداري المة ةةري فق ةةد اعت ةةرف بش ةةكل ى ةةمني بالتة ةةرفا‬
‫المحكمةةة ادداريةةة العليةةا‬ ‫الةةادر عةةن الموظةةف الةةذي تةةولع الوظيفةةة بشةكل بايةةل‪ ،‬فقةةد قىة‬
‫فةةي ‪ 12‬يونيةةو سةةنة ‪ 1966‬بةةةحة سةةحب ق ةرار تعيةةين أحةةد المةةوظفين لتخلةةف شةةري المؤهةةل‬
‫‪2‬‬
‫الدراسي مع استم اررل في العمل مد عامين‪.‬‬
‫المةةوظفين خةةالل الفتةةر السةةابقة علةةع‬ ‫ولةةم يشةةر هةةذا الحكةةم ألثةةر الةةبيالن علةةع تةةةرفا‬
‫الةادر من الموظفين قبل الةبيالن‪،‬‬ ‫حدوث ‪ ،‬وهو ما ييفسَّر علع أن حقرار بشرعية التةرفا‬

‫‪ 1‬د‪ .‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ 80 ،‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ 2‬مجموعة أحكام المحكمة اددارية العليا المةرية‪ ،‬السنة الحادية عشر ‪ ،‬القىية رقم ‪ 1039‬لسنة ‪8‬ق‪،‬‬
‫‪.715‬‬

‫‪106‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫علةةع ترتيةةب‬ ‫كمةةا أن اددار لةةم تشةةكك مةةن جانبهةةا فةةي ةةةحة تلةةك التةةةرفا ‪ ،‬وقةةد اعتةةاد‬
‫مختلف اآلثار الناجمة عنها‪ ،‬مع ةدور حكم بنللا تعيين من أةدرها‪.‬‬
‫ونحن نعتقد أن يترتب علع ةدور قرار بيةالن شةلل الوظيفةة وجةوب منةع الموظةف فةو اًر‬
‫الةةادر‬ ‫من ممارسة واجباتها‪ ،‬فنذا ما استمر الموظةف فةي وظيفتة مةع ذلةك‪ ،‬فةنن التةةرفا‬
‫من تعد معدومة‪ ،‬وليس من شأنها ترتيب أي اثار قانونية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬حالة االستمرار غير المشروع في الوظيفة‬
‫قةةد يحةةدث عمةالً أن يسةةتمر الموظةةف فةةي شةةلل الوظيفةةة رغةةم ةةةدور قةرار بننهةةا خدمتة ‪،‬‬
‫وانفةام الرابية الوظيفيةة بينة وبةين اددار ‪ ،‬ومةن ثةم يثةور التسةاؤل عةن اآلثةار المترتبةة علةع‬
‫شلل لهةذل الوظيفةة‪ ،‬ومةا حذا كةان جة از االنعةدام يترتةب بةةور دائمةة‪ ،‬أم مةن الممكةن اعتبةار‬
‫الةادر من في بعض األحيان ةحيحة؟‬ ‫التةرفا‬
‫الةادر من الموظف الذي يستمر في شلل‬ ‫يجمع الفق المةري علع اعتبار التةرفا‬
‫هناك دالئةل‬ ‫لوظيفت رغم ةدور قرار أنها الخدمة ةحيحة ومنتجة لجميع اثارها‪ ،‬حذا كان‬
‫‪1‬‬
‫كافية من شأنها أن تولد االعتقاد العام بةحة شلل الموظف للوظيفة‪.‬‬
‫وقةةد يحةةدث عمةالً‪ -‬فةةي بعةةض األحيةةان‪ -‬أن يسةةتمر الموظةةف فةةي الخدمةةة مةةع انتهةةا مةةد‬
‫خدمتة ة ألي س ةةبب م ةةن األسةةةباب بن ةةا ً علةةةع يل ةةب اددار ورغبته ةةا‪ ،‬فق ةةد تيلةةةب اددار مةةةن‬
‫الموظةةف الةةذي انته ة مةةد خدمت ة االسةةتمرار فةةي الخدمةةة فتةةر مةةن الةةزمن منع ةاً لتوقةةف سةةير‬
‫المرافق العامة حتع يتسنع لها حعداد من يحل محل ‪.‬‬
‫الوظيفةةة بعةةد‬ ‫وقةةد ذهةةب بعةةض الفقة حلةةع أن اسةةتمرار الموظةةف فةةي ممارسةةة اختةاةةةا‬
‫انتها الخدمة‪ ،‬بنا ً علع يلب من اددار بلير سند قانوني حتع ال تي أترك الوظيفة شاغر حلع‬

‫‪.60‬‬ ‫د‪ .‬أنور رسالن‪ ،‬نظام العاملين المدنيين‪ ،‬القاهر ‪ ،‬عام ‪،1983‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪107‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫حةةين تةةدبير أمةةر مةةن يخلف ة فيهةةا يمثةةل تيبيق ةاً لنظريةةة الموظةةف الفعلةةي المؤسةةس علةةع فكةةر‬
‫‪1‬‬
‫الظاهر‪.‬‬
‫ونحن ال نتفق مع هذا الرأي‪ ،‬حذ حن استمرار الموظف بالعمل بعد انتها خدمت بنا ً علع‬
‫يلب اددار بالمخالفة ألحكام القانون‪ ،‬حنما يمثل ححدم ةور نظرية الموظف الفعلي تأسيسةاً‬
‫علع فكر ىةرور سةير الم ارفةق العامةة بانتظةام وايةراد‪ ،‬ولةيس علةع فكةر الظةاهر التةي تبناهةا‬
‫الرأي الفقهي المشار حلي أعالل‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار النظرية بالنسبة لمركز الموظف الفعلي‬
‫حن التيبيق القةانوني السةليم للقواعةد القانونيةة يقتىةي عةدم تمتةع الموظةف الفعلةي بةالمركز‬
‫القةةانوني للموظةةف العةةام‪ ،‬ألن ة يشةةلل الوظيفةةة العامةةة دون ت ةوافر السةةند الةةةحيح؛ لةةذلك فةةنن‬
‫القىةا ادداري يىةةع الموظةةف الفعلةةي فةةي مركةةز قةةانوني وسةةي بةةين مركةةز الموظةةف الرسةةمي‬
‫ومركز ملتةب الوظيفة الةذي ال تتةوافر بشةأن شةروي الموظةف الفعلةي كمةا وةةفتها النظريةة‬
‫القى ةةائية‪ ،‬فه ةةو ال يتمت ةةع بك ةةل حق ةةوق الموظ ةةف الق ةةانوني‪ ،‬وال يخى ةةع لك ةةل التزاماتة ة ‪ ،‬وانم ةةا‬
‫‪2‬‬
‫يقتةر أمرل علع جانب من كل منها‪.‬‬
‫وسنسةةتعرض فةةي هةةذا الميلةةب حقةةوق الموظةةف الفعلةةي‪ ،‬والتزامات ة أو واجبات ة الوظيفيةةة‪،‬‬
‫وذلك في فرعين علع النحو اآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حقوق الموظف الفعلي‪.‬‬
‫المحكمةةة‬ ‫ال يتمتةةع الموظةةف الفعلةةي بكةةل حقةةوق الوظيفةةة العامةةة أو مزاياهةةا؛ لةةذلك قى ة‬
‫ادداري ةةة العلي ةةا المةة ةرية ب ةةأن" الم ةةوظفين الفعلي ةةين ال يح ةةق له ةةم ادف ةةاد م ةةن م ازي ةةا الوظيفة ةة‬
‫‪3‬‬
‫العامة؛ ألنهم لم يخىعوا ألحكامها‪ ،‬ولم ييعيَّنوا وفقاً ألةول التعيين فيها‪".‬‬

‫‪.68‬‬ ‫‪ 1‬د‪ .‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪،‬‬


‫‪ .223‬ود‪ .‬مجدي عز الدين يوسف‪ ،‬األساس القانوني لنظرية‬ ‫‪ 2‬د‪ .‬عايف علي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪،‬‬
‫الموظف الفعلي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪.119 ،‬‬
‫‪.99‬‬ ‫‪ 3‬حكم المحكمة اددارية العليا المةرية الةادر في ‪ 29‬نوفمبر سنة ‪ ،1964‬مجموعة السنة العاشر ‪،‬‬

‫‪108‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫وسةنبين حقةةوق الموظةةف الماليةةة المتمثلةةة ب ارتةب الوظيفةةة‪ ،‬والمعةةال التقاعةةدي‪ ،‬وذلةةك علةةع‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ -‬راتب الوظيفة‪:‬‬
‫الراتب أو األجر هو مبلم مالي يتقاىال الموظف بةفة دورية من جهةة عامةة‪ ،‬مقابةل مةا‬
‫وظيفية‪ .‬والواقع أن الموظةف العةام يقةوم بةأدا أعمةال الوظيفةة‪ ،‬ويتحمةل مةا‬ ‫يؤدي من خدما‬
‫وأعبا ‪ ،‬وبالتالي فنن يستحق راتب الوظيفة‪.‬‬ ‫يتةل بها من التزاما‬
‫وهنا يطرح التساؤل اآلتي نفسه‪:‬‬
‫هل يستحق الموظف الفعلي راتب الوظيفة كون يقوم بأدا مختلف أعمالها؟‬
‫ح ن ادجابة علع هذا التساؤل تقتىي منةا التفرقةة بةين أحةوال قيةام نظريةة الموظةف الفعلةي‬
‫في الظروف االستثنائية‪ ،‬وأحوال قيامها في الظروف العادية‪:‬‬
‫‪ -1‬الموظف الفعلي في الظروف االستثنائية‪:‬‬
‫وهنا يعلم الموظف الفعلي بعدم توافر أي ةةفة تخولة تقلةد الوظيفةة العامةة‪ ،‬ولكنة يتةدخل‬
‫بةوازع مةةن تحقيةةق الةةةالح العةةام‪ ،‬وذلةةك فةةي حالةةة وجةةود ظةةروف تهةةدد الحيةةا ادداريةةة والسةةير‬
‫المنتظم للمرافق العامة‪.‬‬
‫وقد اتفق الفق والقىا علع أحقيةة الموظةف الفعلةي فةي الحةةول علةع مقابةل مةا قةام بة‬
‫من أعمال‪ 1.‬وان ثار الخالف التقليدي حول األسةاس القةانوني الةذي يسةو ذلةك‪ ،‬فتةأرجح بةين‬
‫فكرتي الفىالة وادث ار بال سبب‪ ،‬حيث اسةتد الةبعض حلةع الفىةالة‪ ،‬فةاعتبر الموظةف الفعلةي‬
‫فىةةولياً يقةةوم بشةةأن عاجةةل وىةةروري لةةةالح اددار متجةةرداً عةةن النفةةع الشخةةةي‪ ،‬مةةع تةوافر‬
‫نيت في التدخل لمةلحتها‪َّ ،‬‬
‫وفىل فريةق اخةر االسةتناد حلةع نظريةة ادثة ار بةال سةبب كأسةاس‬
‫للتعويض‪ 2،‬حذ تكون اددار قد أثر بال سبب يخولها ذلك في حساب الموظف الفعلي‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد فتح اهلل أبو سكينة‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪.426 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬محمد عبد الحميد أبو زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪.207 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪109‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫وقةةد يح اسةةم الخةةالف لةةةالح نظريةةة ادث ة ار بةةال سةةبب علةةع أسةةاس أن نظريةةة الفىةةالة ال‬
‫‪1‬‬
‫تةلح للتيبيق في مجال القانون العام‪ ،‬وانما مجالها هو المعامال الخاةة‪.‬‬
‫المحكمةةة ادداريةةة العليةةا المة ةرية حعمةةال نظريةةة الفىةةالة فةةي‬ ‫وفةةي هةةذا الةةةدد رفى ة‬
‫القانون العةام‪ ،‬فجةا بحكمهةا الةةادر فةي ‪ 28‬يونيةو سةنة ‪ 1964‬أن‪ ":‬المشةرع ينظةر حلةع مةن‬
‫يقحةةم نفس ة فةةي أمةةور الوظيفةةة العامةةة نظةةر ريبةةة وحةةذر‪ ،‬فةةال يشةةجع المتفىةةل فةةي أوىةةاع‬
‫األفةراد؛ حذ يفتةرض فةي الفىةولي أنة يعمةل فةي شةؤون‬ ‫القانون العام كما يشةجع فةي عالقةا‬
‫غائبة وال غافلة؛ ألن الوظائف والية عامة‬ ‫اللائب بال حذن‪ ،‬واددار في شؤون وظائفها ليس‬
‫تكفل القانون بتحديد حقوق وشروي مةن يتولةون مقاليةدها بقواعةد منىةبية تقيةع السةبيل علةع‬
‫‪2‬‬
‫من يقحمون أنفسهم في اختةاةاتها كما في حالتي غةب السلية والموظف الفعلي‪".‬‬
‫‪ -2‬الموظف الفعلي في الظروف العادية‪:‬‬
‫اختلةةف األمةةر بيبيعةةة الحةةال حيةةث حن تةةدخل الموظةةف الفعلةةي فةةي الظةةروف العاديةةة ال‬
‫القاعد العامةة ال تخةول‬ ‫تحيي اعتبا ار تحقيق الةالح العام‪ ،‬وال تبررل الىرور ‪ .‬واذا كان‬
‫في نهاية األمر؛‬ ‫العدالة قد تللب‬ ‫للموظف الفعلي أي تعويض في هذل الحالة‪ ،‬فنن اعتبا ار‬
‫لتخول التعويض‪.‬‬
‫وقد تأرجح األساس القانوني لهذا التعويض بين عد أفكار‪:‬‬

‫‪ 1‬يرم بعض الفق الفرنسي أن ال يمكن قبول نظرية الفىالة في مجال القانون العام الفرنسي‪ ،‬فجوهر هذل‬
‫النظرية المتمثل في التدخل في مةالح اللير دون علم ‪ ،‬ال يمكن التسليم ب في مجال القانون العام‪،‬‬
‫فالمةلحة العامة تقتىي عدم تشجيع األفراد علع التدخل في أعمال الوظيفة العامة دون علم اددار ‪ ،‬ففكر‬
‫الفىالة ال يمكن أن تشلل مكاناً في مجال التنظيم ادداري للدولة الحديثة‪ ،‬حذ المبدأ السائد فيها أن ممارسة‬
‫الوظيفة العامة ال يكون حال من أشخا تم اختيارهم وفق شروي خاةة واج ار ا معينة‪ ،‬بل حن ممارستهم‬
‫للوظيفة يتم أيىاً وفق قواعد محدد سلفاً‪ .‬انظر د‪ .‬مجدي عز الدين يوسف‪ ،‬األساس القانوني لنظرية الموظف‬
‫الفعلي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪.123 ،‬‬
‫‪ 2‬مشار حلي لدم د‪ .‬أحمد فتح اهلل أبو سكينة‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪.427 ،‬‬

‫‪110‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫أ ‪ -‬األجر مقابل العمل‪:‬‬


‫اتج جانب من الفقة حلةع أن أسةاس حةةول الموظةف الفعلةي علةع مقابةل مةا قةام بة مةن‬
‫أعمةةال هةةو قاعةةد األجةةر مقابةةل العمةةل‪ ،‬وهةةو مةةا تأكةةد فةةي العديةةد مةةن أحكةةام مجلةةس الدولةةة‬
‫الفرنسةةي والمةةةري مةةن عةةدم اسةةتحقاق الموظةةف الةةذي تبةةين عةةدم ةةةحة فةةةل مةةن الوظيفةةة‬
‫لمرتبها‪ ،‬لعدم قيام بأدا أعمالها‪.‬‬
‫ب ‪ -‬رد غير المستحق‪:‬‬
‫بع ةةض أحك ةةام مجل ةةس الدول ةةة الفرنس ةةي حل ةةع ح ةةق الموظ ةةف الفعل ةةي ف ةةي االحتف ةةاظ‬ ‫ذهبة ة‬
‫ةر يتف ةةق والمب ةةاد‬
‫الت ةةي قبى ةةها قب ةةل بي ةةالن س ةةند ش ةةلل الوظيف ةةة‪ ،‬بم ةةا أن ذل ةةك أم ة اً‬ ‫بالمرتب ةةا‬
‫الخاةةةة بةةرد غيةةر المسةةتحق‪ ،‬فقيةةام اددار بةةةرف غيةةر المسةةتحق للموظةةف يعةةد خيةةأ مةةن‬
‫جانبها يوجب تعويض الموظف الذي يلزم برد هذل المبالم‪ ،‬وقد يستلرق ذلك التعويض المبلم‬
‫الذي قبى الموظف‪.‬‬
‫لذلك يةرم بعةض الفقة أنة لةيس هنةاك مجةال لتيبيةق قواعةد رد غيةر المسةتحق فةي أحةوال‬
‫شةلل الوظيفةة بنةةا ً علةع قةرار بايةةل‪ ،‬فالمبةالم التةي حةةةل عليهةا الموظةف قبةةل الةبيالن هةةي‬
‫مبالم مستحقة‪ ،‬وقد استقر مجلس الدولة الفرنسةي علةع شةرعية شةلل الموظةف للوظيفةة يالمةا‬
‫لم ييح أكم بعد ببيالن شللها‪ ،‬ومن ثم فنن تيبيق ذلك المبدأ يقتىي االعتةراف بحةق الموظةف‬
‫فيما حةل علي من مرتب قبةل حللةا التعيةين‪ ،‬فةاألمر يتعلةق بمةا هةو مسةتحق ولةيس بمةا هةو‬
‫‪1‬‬
‫غير مستحق‪.‬‬
‫ج ‪ -‬خطأ اإلدارة‪:‬‬
‫ذهب فريق من الفق حلع االستناد حلع خيأ اددار كأساس لتعويض الموظف الفعلي عما‬
‫قةةام ب ة مةةن أعمةةال‪ ،‬ويتمثةةل الخيةةأ فةةي علةةم اددار بعةةدم شةةرعية تقلةةدل للوظيفةةة‪ ،‬وتركهةةا حيةةال‬

‫‪ 131‬وما‬ ‫‪ 1‬د‪ .‬مجدي عز الدين يوسف‪ ،‬األساس القانوني لنظرية الموظف الفعلي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪،‬‬
‫بعدها‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫يمارس أعبا ها واختةاةاتها دون أن تثني عن ذلك‪ ،‬أو تةحح الوىع القائم‪ ،‬وهو ما يعد‬
‫اددار ب ةةنعالن الموظ ةةف بننه ةةا خدمتة ة‬ ‫خية ةأً مرفقية ةاً منه ةةا يرت ةةب مس ةةؤوليتها‪ ،‬أم ةةا ل ةةو قامة ة‬
‫من ة الكةةف فةةو اًر عةةن مزاولةةة الوظيفةةة‪ ،‬فةةنن اسةةتم اررل فةةي العمةةل بعةةد ذلةةك ال يخول ة‬ ‫ويلب ة‬
‫‪1‬‬
‫بميالبة اددار بأي مقابل لعدم توافر أي خيأ من جانبها‪.‬‬
‫د ‪ -‬اإلثراء بال سبب‪:‬‬
‫اددار مةن‬ ‫َّ‬
‫فىل جانب من الفق رد التعويض حلع نظرية ادث ار بال سةبب‪ ،‬فقةد اسةتفاد‬
‫التي قام بها الموظف‪ ،‬ومةن ثةم فةنن اسةتردادها المبةالم الماليةة التةي سةبق أن دفعتهةا‬ ‫الخدما‬
‫أمةر يتعةارض مةع قواعةد العدالةة‪ ،‬ألن‬ ‫للموظف أو عدم قيامها بدفع أجر مقابل تلك الخةدما‬
‫ةر ذلةك مةا أدال لهةا‬
‫اددار مةن ج ا‬ ‫الموظف الفعلي قد قام بعمل الوظيفةة التةي شةللها‪ ،‬وغنمة‬
‫عين شخةة ةاً اخ ةةر‪ ،‬حذا ل ةةم يش ةةلل‬
‫م ةةن خ ةةدما ‪ ،‬حى ةةافة حل ةةع أن اددار غالبة ةاً م ةةا كانة ة س ةةتي أ‬
‫الموظةةف الفعلةةي هةةذل الوظيفةةة‪ ،‬وكانة سةةتدفع لة بةةاليبع مقةةابالً نظيةةر مةةا يؤدية مةةن أعمةةال‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫هي بذاتها نفس األعمال التي أداها الموظف الفعلي‪.‬‬
‫ونحةةن نعتقةةد أن فكةةر ادث ة ار بةةال سةةبب هةةي األسةةاس القةةانوني السةةليم لتعةةويض الموظةةف‬
‫الفعلي عما قام ب من أعمال وظيفية؛ ألنها تتفق مع المنيق القانوني السةليم مةن جهةة‪ ،‬ومةع‬
‫العدالة مةن جهةة أخةرم‪ .‬مةع التأكيةد علةع ىةرور أن يكةون التعةويض فةي حةدود مةا‬ ‫اعتبا ار‬
‫حققت اددار من حث ار من عمل الموظف الفعلي في خدمة المرفق العام‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬المعاش التقاعدي‪:‬‬
‫علي ة الموظةةف بعةةد انتهةةا العالقةةة‬ ‫المعةةال التقاعةةدي هةةو ال ارتةةب التقاعةةدي الةةذي يح ة‬
‫الوظيفيةةة بين ة وبةةين اددار ‪ ،‬وهةةو بهةةذا المعنةةع يمثةةل أحةةد الحقةةوق المسةةتحقة للموظةةف العةةام‪،‬‬
‫فهل يمكن للموظف الفعلي التمتع بهذا الحق؟‬

‫‪.428‬‬ ‫د‪ .‬أحمد فتح اهلل أبو سكينة‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬رمزي الشاعر‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪.367 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪112‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫حن القاع ةةد المس ةةلم به ةةا أن اس ةةتحقاق المع ةةال التقاع ةةدي يقتى ةةي ش ةةلل الوظيف ةةة بيريق ةةة‬
‫مشروعة‪ ،‬ومن ثم حذا قام الموظف بشلل الوظيفة بنا ً علع سند غير ةحيح فنن ال يستحق‬
‫الحةول علع أي معال أو مكافأ خالل فتر شلل للوظيفة دون ةفة‪.‬‬
‫والواقع أن الموظف الفعلةي فةي ةةورل المختلفةة ال يسةتحق معاشةاً تقاعةدياً أو مكافةأ ؛ ألن‬
‫المعةةال التقاعةةدي أو المكافةةأ يمةةثالن أحةةد الحقةةوق القانونيةةة المرتبيةةة بالوظيفةةة العامةةة التةةي‬
‫تقتىي توافر الرابية الوظيفية بنا ً علع قرار ةةحيح بةالتعيين ممةن يملةك تلةك السةلية‪ ،‬فةنذا‬
‫ك ةةان القة ةرار ب ةةايالً أو انته ةةع أثة ةرل‪ ،‬ف ةةال ينشة ة للموظ ةةف أي ح ةةق ف ةةي المع ةةال التقاع ةةدي أو‬
‫المكافةةأ ‪ ،‬كةةذلك فةةنن مةةد شةةلل للوظيفةةة العامةةة كون ة موظف ةاً فعلي ةاً ال تةةدخل فةةي حسةةاب مةةد‬
‫الخدمةةة التةةي مةةارس خاللهةةا الوظيفةةة بةةةفة قانونيةةة‪ ،‬مةةادام لةةم ينشةةأ فةةي حقة المركةةز القةةانوني‬
‫للموظف‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ -‬واجبات الموظف الفعلي‬
‫الوظيفةةة العامةةة مجموعةةة مةةن الم ازيةةا التةةي يتمتةةع بهةةا شةةاغل هةةذل الوظيفةةة‪ ،‬بةةل هةةي‬ ‫ليسة‬
‫مجموعةةة مةةن الواجبةةا وااللت ازمةةا تيفةةرض علي ة ‪ ،‬ويلتةةزم بأدائهةةا‪ .‬ولمةةا كةةان الموظةةف الفعلةةي‬
‫يقةوم بممارسةة ذا الوظيفةةة التةي يشةللها الموظةةف العةام‪ ،‬فهةل يعنةةي ذلةك خىةوع للواجبةةا‬
‫نفسها المفروىة علي ؟‬
‫‪1‬‬
‫انقسم الفق في ادجابة علع هذا التساؤل حلع ثالثة اتجاها ‪:‬‬
‫الوظيفةة؛ ألنة ال يتمتةع بةةفة‬ ‫االتجاه األول‪ :‬يرم عدم خىوع الموظف الفعلي لواجبةا‬
‫الموظةةف العةةام‪ ،‬وال يشةةلل المركةةز القةةانوني الةةذي يشةةلل ‪ ،‬وعلي ة فةةال محةةل لتكليف ة بالواجبةةا‬
‫التي تفرىها الوظيفة العامة‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عايف علي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ 229 ،‬وما بعدها‪ .‬ود‪ .‬مجدي عز الدين يوسف‪ ،‬األساس القانوني لنظرية‬
‫الموظف الفعلي‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪ 161 ،‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫الوظيفة أمر‬ ‫ويسو أةحاب هذا االتجال رأيهم بأن عدم خىوع الموظف الفعلي لواجبا‬
‫المختلفةة للوظيفةة العامةة تجةد مقةابالً‬ ‫العدالة‪ ،‬فمن المتفق علية أن الواجبةا‬ ‫يتفق ومقتىيا‬
‫لها في المزايا التي تخولها الوظيفة لشاغلها‪ ،‬ولما كان الموظف الفعلي ال يتمتع بتلك الم ازيةا‪،‬‬
‫الوظيفة والقيود المفروىة عليها‪.‬‬ ‫فمن المنيقي أال يلتزم مقابل ذلك بواجبا‬
‫االتجااااه الثااااني‪ :‬وه ةةو رأي غالبيةةة الفقة ة الفرنسةةي وجانةةب م ةةن الفقةة ف ةةي مةةةر‪ ،1‬وي ةةرم‬
‫التي تقتىيها الوظيفة العامةة‪ ،‬علةع أن‬ ‫والواجبا‬ ‫حخىاع الموظف الفعلي لجميع االلتزاما‬
‫جانب ةاً مةةنهم لةةم يشةةر حلةةع ذلةةك ة ةراحةً‪ ،‬وانمةةا اكتفةةع بادشةةار حلةةع خىةةوع الموظةةف الفعلةةي‬
‫الوظيفة العامة‪ .‬ومن اليبيعي أن خىوع‬ ‫للتأديب حذا ارتكب ما من شأن أن يخل بمقتىيا‬
‫الوظيفةة‪ ،‬فةال يعقةل أن يخىةع‬ ‫الموظف الفعلي للتأديب يعني وجوب التزام بمختلف واجبةا‬
‫الوظيفية‪.‬‬ ‫الموظف للتأديب دون أن يكون مكلفاً باحترام القيود والواجبا‬
‫االتجااااه الثالاااث‪ :‬وهةةو يمثةةل مةةذهباً وسةةياً بةةين االتج ةاهين السةةابقين‪ ،‬ويةةرم أن الموظةةف‬
‫الفعلةةي يجةةب أن ي ارعةةي القواعةةد التةةي تحكةةم الوظيفةةة التةةي يشةةللها‪ ،‬ولكنة مةةع ذلةةك ال يخىةةع‬
‫الموظف الرسمي‪ ،‬بل يخىع لقدر منها فقي‪ ،‬ويرجع ذلك حلةع أن الموظةف‬ ‫لمختلف التزاما‬
‫الفعلي ال يشلل المركز القانوني الذي يشلل الموظف العام وال يتمتع بةفت القانونية‪.‬‬
‫الموظةف الرسةمي‪ ،‬فةنذا‬ ‫الموظف الفعلي أقل من التزاما‬ ‫ووفقاً لهذا االتجال فنن التزاما‬
‫كان الموظف فعليةاً يجةب علية أن ي ارعةي القواعةد التةي تحكةم الوظيفةة التةي يشةللها‪ ،‬فننة فةي‬
‫‪2‬‬
‫التأديبية التي يمكن أن توقع علع الموظف الرسمي‪.‬‬ ‫حالة حخالل بها ال يخىع للج از ا‬

‫د‪ .‬سليمان اليماوي‪ ،‬القىا ادداري "قىا التأديب"‪ ،‬الكتاب الثالث‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهر‪،2002 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.76‬‬
‫د‪ .‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬مرجع سبق ذكرل‪.86 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪114‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫الوظيفةةة والقيةةود المفروىةةة‬ ‫ونحةةن نعتقةةد أن الموظةةف الفعلةةي يجةةب أن يخىةةع لواجبةةا‬
‫تسةةتهدف المةةةلحة العامةةة‪ ،‬وهةةي بمثابةةة الحةةدود التةةي يتعةةين علةةع‬ ‫عليهةةا؛ ألن تلةةك الواجبةةا‬
‫الموظف ممارسة أعمال الوظيفة من خاللها‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫نجملها علع النحو اآلتي‪:‬‬ ‫في ختام هذل الدراسة توةلنا حلع مجموعة من النتائج والمقترحا‬
‫أوالً‪ -‬النتائج‪:‬‬
‫القىةةةائية التة ةةي ابت ةةدعها مجل ةةس الدولة ةةة‬ ‫‪ .1‬تع ةةد نظري ةةة الموظ ةةف الفعلةةةي ححة ةةدم النظرية ةةا‬
‫الفرنسةةي‪ ،‬وقةةد تبناهةةا القىةةا ادداري العربةةي وال سةةيما فةةي مةةةر وس ةورية‪ ،‬وتهةةدف هةةذل‬
‫النظرية حلع حماية اللير حسن النية‪ ،‬ودوام سير المرافق العامة بانتظام وايراد‪.‬‬
‫‪ .2‬ييشةةتري لتيبيةةق نظريةةة الموظةةف الفعلةةي تةوافر شةةريين اثنةةين همةةا‪ :‬انتفةةا الةةةفة القانونيةةة‬
‫للموظف الفعلي‪ ،‬وتوافر الظاهر أو الظروف االستثنائية‪.‬‬
‫‪ .3‬رتَّةةب الفق ة والقىةةا عةةد اثةةار حذا تةةم تيبيةةق النظريةةة‪ ،‬وبعةةض هةةذل اآلثةةار ينةةةرف حلةةع‬
‫تةةةرفا الموظةةف الفعلةةي‪ ،‬وبعىةةها اآلخةةر يتعلةةق بمركةةز الموظةةف الفعلةةي‪ ،‬أي بةةالحقوق‬
‫التي يتمتع بها وااللتزاما والواجبا الوظيفية التي ييكلَّف بها‪.‬‬
‫‪ .4‬حن فكر المراكز الفعلية التي تنتمي حليها نظرية الموظف الفعلي‪ ،‬هي ححدم األفكةار التةي‬
‫الجام ةةد ‪ ،‬حت ةةع يمكنه ةةا مواكب ةةة متيلب ةةا‬ ‫تعم ةةل عل ةةع حى ةةفا المرون ةةة عل ةةع التشة ةريعا‬
‫العةر‪ ،‬والمال مة مع متليرات السريعة‪ ،‬مثلها مثل نظرية الظروف االستثنائية‪.‬‬
‫الواقعيةةة المعقةةد التةةي تىةةع‬ ‫ويقةةع علةةع عةةاتق القىةةا وىةةع الحلةةول العادلةةة للمنازعةةا‬
‫أمام ة حقةةائق الحي ةةا العمليةةة‪ ،‬فةةي محاولةةة للتوفي ةةق بةةين الواق ةةع والق ةةانون‪ ،‬وتحقيةةق االس ةةتقرار‬
‫القانونية‪.‬‬ ‫والعالقا‬ ‫للمعامال‬

‫‪115‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫ثانياً‪-‬المقترحات‪:‬‬
‫قةانوني ةةريح‪ ،‬لكثةر‬ ‫‪ .1‬اعتماد نظرية الموظف الفعلي وتبنيها بشكل واىح من خالل ن‬
‫تيبيقاتها في مجال الوظيفة العامة‪ ،‬وعدم ترك الموىوع لالجتهاد القىائي وحدل‪.‬‬
‫القةةانوني النةةاظم لنظريةةة الموظةةف الفعلةةي أن هةةذل النظريةةة ذا‬ ‫‪ .2‬يحةةب أن يتىةةمن الةةن‬
‫يبيعة احتيايية وال يةتم اللجةو حليهةا حال عنةدما يسةتحيل الوةةول حلةع الحةل نفسة بوسةيلة‬
‫قانونية أخرم‪.‬‬
‫وأخية اًر يمكةةن القةةول‪ :‬حن نظريةةة الموظةةف الفعلةةي هةةي فكةةر جةةدير بالد ارسةةة والتعمةةق‪ ،‬حتةةع‬
‫يمكن وىع األسس العامة لها وتنظيمها تشريعياً‪ ،‬لما لها من دور مهم وفاعةل فةي الحيةا‬
‫اددارية‪ ،‬بما يكفل سير المرافق العامة بانتظام وايراد‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫المراجع‬
‫باللغة العربية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أوالً‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬ابة ةراهيم الهن ةةدي ود‪ .‬عبس ةةي الحس ةةن ود‪ .‬س ةةعيد نحيل ةةي‪ ،‬الم ارف ةةق العام ةةة‪ ،‬منش ةةو ار‬
‫جامعة حلب‪ ،‬عام ‪.2004‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬أنور رسالن‪ ،‬نظام العاملين المدنيين‪ ،‬القاهر ‪ ،‬عام ‪.1983‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬ثرو بدوي‪ ،‬القانون ادداري‪ ،‬دار النهىة العربية‪ ،‬القاهر ‪ ،‬عام ‪.2016‬‬
‫ادداريةة‪ ،‬دار النهىةة العربيةة‪ ،‬القةاهر ‪،‬‬ ‫‪ .4‬د‪ .‬رمزي الشةاعر‪ ،‬تةدرج الةبيالن فةي القة ار ار‬
‫عام ‪.2002‬‬
‫‪ .5‬د‪ .‬س ةةعيد نحيل ةةي ود‪ .‬عم ةةار الترك ةةاوي‪ ،‬الق ةةانون ادداري" المب ةةاد العام ةةة"‪ ،‬منشةةةو ار‬
‫جامعة دمشق‪2019-2018 ،‬‬
‫‪ .6‬د‪ .‬س ةةليمان اليم ةةاوي‪ ،‬القى ةةا ادداري "قى ةةا التأدي ةةب"‪ ،‬الكت ةةاب الثال ةةث‪ ،‬دار الفك ةةر‬
‫العربي‪ ،‬القاهر ‪.2002 ،‬‬
‫ادداريةةة‪ ،‬دار الفكةةر الجةةامعي‪ ،‬القةةاهر ‪،‬‬ ‫‪ .7‬د‪ .‬سةةليمان اليمةةاوي‪ ،‬النظريةةة العامةةة للق ة ار ار‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ .8‬د‪ .‬سة ةةليمان اليمة ةةاوي‪ ،‬الة ةةوجيز فة ةةي القة ةةانون ادداري‪ ،‬دار الفكة ةةر الجة ةةامعي‪ ،‬القة ةةاهر ‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ .9‬د‪ .‬سليمان اليماوي‪ ،‬مباد القانون ادداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬يبعة عام ‪.1979‬‬
‫‪ .10‬د‪ .‬شةةوقي محم ةةد ةةةالح‪ ،‬نظري ةةة الظ ةةاهر ف ةةي الق ةةانون الم ةةدني‪ ،‬دار الفكةةر الج ةةامعي‪،‬‬
‫القاهر ‪ ،‬عام ‪.2002‬‬
‫‪ .11‬د‪ .‬عبةةد اهلل يلبةةة‪ ،‬الرقابةةة القىةةائية علةةع أعمةةال اددار "القىةةا ادداري"‪ ،‬منشةةو ار‬
‫جامعة دمشق‪ ،‬عام ‪.2017-2016‬‬

‫‪117‬‬
‫‪..‬د‪ .‬عمار التركاوي‬ ‫نظرية الموظف الفعلي دراسة تحليلية في ضوء أحكام الفقه ‪......‬‬

‫‪ .12‬د‪ .‬مجدي عز الدين يوسف‪ ،‬المراكز الظاهر والفعلية في القانون ادداري‪ ،‬بال تاريخ‪.‬‬
‫‪ .13‬د‪ .‬محمد أنس قاسم جعفر‪ ،‬الدعاوم اددارية‪ ،‬يبعة خاةة بسورية‪ ،‬عام ‪.2004‬‬
‫الحلبةي‬ ‫عبد الوهةاب‪ ،‬القىةا ادداري(الكتةاب الثةاني)‪ ،‬ي‪ ،1‬منشةو ار‬ ‫‪ .14‬د‪ .‬محمد رفع‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيرو ‪ ،‬عام ‪.2005‬‬
‫‪ .15‬د‪ .‬محمةةد عبةةد العةةال السةةناري‪ ،‬دعةةوم التعةةويض ودعةةوم ادللةةا ‪-‬د ارسةةة مقارنةةة‪ ،‬بةةال‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫‪ .16‬د‪ .‬نجة ة ةوان مب ة ةةارك‪ ،‬الوى ة ةةع الظ ة ةةاهر ف ة ةةي الق ة ةةانون الم ة ةةدني‪ ،‬دار الجامع ة ةةة الجدي ة ةةد ‪،‬‬
‫ادسكندرية‪ ،‬عام ‪.2015‬‬
‫ثانياً‪-‬الرسائل العلمية‪:‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬أحمد فتح اهلل أبو سكينة‪ ،‬النظرية العامة لإلث ار بال سبب في القانون ادداري‪ -‬د ارسةة‬
‫مقارنة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬عام ‪.1995‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬عةةايف علةةي‪ ،‬نظريةةة األوىةةاع الظةةاهر فةةي القةةانون ادداري "د ارسةةة مقارنةةة"‪ ،‬رسةةالة‬
‫دكتورال‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬عام ‪.1992‬‬
‫‪ .3‬عبةةد اهلل البيةةول‪ ،‬نظريةةة الموظةةف الفعلةةي فقهةاً وقىةةا ً ‪ ،‬رسةةالة ماجسةةتير‪ ،‬جامعةةة مؤتةةة‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬عام ‪.2006‬‬
‫‪ .4‬د‪ .‬مجةةدي عةةز الةةدين يوسةةف‪ ،‬األسةةاس القةةانوني لنظريةةة الموظةةف الفعلةةي "د ارسةةة مقارنةةة"‪،‬‬
‫رسالة دكتورال‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬عام ‪.1987‬‬
‫الى ةةبي ادداري ف ةةي الظ ةةروف االس ةةتثنائية‪ ،‬رس ةةالة‬ ‫‪ .5‬د‪ .‬محم ةةد شة ةريف اس ةةماعيل‪ ،‬س ةةليا‬
‫دكتورال‪ ،‬جامعة ين شمس‪ ،‬عام ‪.1980‬‬
‫‪ .6‬د‪ .‬محمد عبد الحميةد أبةو زيةد‪ ،‬دوام سةير الم ارفةق العامةة‪ ،‬رسةالة دكتةورال‪ ،‬جامعةة القةاهر ‪،‬‬
‫عام ‪.1975‬‬

‫‪118‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ -‬المجلد ‪ – 37‬العدد الثاني ‪2021‬‬

‫ثالثاً‪ -‬األبحاث والمقاالت‪:‬‬


‫‪ .1‬عبداهلل منةور الشائبي‪" ،‬نظرية الموظف الفعلةي والموظةف الظةاهر بةين الفقة والقىةا "‪،‬‬
‫مجلةةة العلةةوم القانوني ةةة والشةةرعية‪ ،‬جامع ةةة الزاويةةة‪ ،‬ليبي ةةا‪ ،‬الع ةةدد ‪ ،8‬الس ةةنة الرابعةةة‪ ،‬يوني ةةو‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬ماج ةةد ارغ ةةب الحل ةةو‪" ،‬نظري ةةة الظ ةةاهر ف ةةي الق ةةانون ادداري"‪ ،‬مجل ةةة الحق ةةوق‪ ،‬جامع ةةة‬
‫الكوي ‪ ،‬العدد األول‪ ،‬السنة الرابعة‪ ،‬يناير عام ‪.1980‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬محمد عبد المحسةن المقةايع‪" ،‬نظريةة الموظةف الفعلةي‪ -‬د ارسةة فةي القىةا والفقة فةي‬
‫النظام األنجلوسكسوني"‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬ادسكندرية‪ ،‬العدد‪ ،2-1‬عام ‪.1997‬‬
‫رابعاً‪ -‬األحكام واالجتهادات القضائية‪:‬‬
‫‪ .1‬مجموع ةةة المب ةةاد القانوني ةةة الت ةةي قررته ةةا المحكم ةةة ادداري ةةة العلي ةةا ف ةةي األعة ةوام ‪-2001‬‬
‫‪ 2004-2003-2002‬الةادر عن المكتب الفني بمجلس الدولة السوري‪.‬‬
‫‪ .2‬المجموعةةة الذهبيةةة الحديثةةة لةةآل ار الة ةةادر عةةن القس ةةم االستشةةاري للفتةةوم والتشةةريع فةةي‬
‫مجلس الدولة السوري الةادر عن المكتب الفني بمجلس الدولة‪ ،‬عام ‪.2016‬‬
‫‪‬‬ ‫باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪1.‬‬ ‫‪AUBY(J.M) et DRAGO, Traité de contentieux administraif, 3 éme. ed,‬‬
‫‪1984.‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪Jeze (G), les principes general du droit administratif, 3 éme. ed. T.2,‬‬
‫‪1930.‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪Jeze (G), les principes généraux du droit administratif, 3 éme. éd, 1930.‬‬
‫‪4.‬‬ ‫‪TEYTAUD(G), de l'usurpation de pouvoir en droit administratif, Thése‬‬
‫‪prectée , Paris, 1937.‬‬ ‫‪.‬‬

‫تاريخ ورود البحث‪2019/02/03:‬‬


‫تاريخ الموافقة على نشر البحث‪2019/02/20:‬‬

‫‪119‬‬

You might also like