You are on page 1of 28

‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫تطبيقات نظرية الوضغ الظاهر يف القانون التجاري‬

‫بحث مستل‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫الملخص‬
‫إن القانون ضرورة اجتماعٌة ال ؼنى عنه لضبط وتنظٌم سلوك وعالقات ومعامالت األفراد فً‬
‫المجتمع ‪ ،‬فقواعد القانون تحدد ما لكل فرد من أفراد المجتمع من حقوق وما علٌه من التزامات ‪ ،‬أي‬
‫أنها تحدد المراكز القانونٌة التً ٌمكن أن ٌشؽلها األفراد فً المجتمع ‪ ،‬وهً األصل واألساس الذي ٌعتد‬
‫به المشرع وٌعول علٌه فً ضبط وتنظٌم عالقات وتصرفات األفراد فً المجتمع ‪ ،‬وإلى جانب هذه‬
‫المراكز القانونٌة توجد مراكز أخرى ٌشؽلها بعض األفراد ال تستند فً وجودها إلى القانون ‪ ،‬فهً تنشؤ‬
‫وتتكون وتوجد فً الواقع االجتماعً على خالؾ القانون ‪ ،‬وذلك ألنها تفتقد ألحد أو بعض العناصر‬
‫الالزمة التفاقها مع قواعد القانون وأحكامه وٌطلق علٌها ( المراكز الفعلٌة ) ‪ ،‬وهً تستند إلى الواقع‬
‫ولٌس القانون ‪ .‬ومن أمثلتها التاجر الظاهر ‪ ،‬والشركة الظاهرة والمدٌر المفوض الفعلً ‪ ، ...‬وقد تم‬
‫االعتراؾ بالمراكز الفعلٌة واعتمادها والتعوٌل علٌها وحماٌة من ٌتعامل مع أصحابها على أساس أنهم‬
‫أصحاب مراكز قانونٌة ‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‬
‫صاحب الوضع الظاهر ‪ ،‬المراكز الفعلٌة ‪ ،‬المراكز القانونٌة ‪ ،‬التاجر الظاهر ‪ ،‬الشركة الظاهرة ‪،‬‬
‫المدٌر المفوض الفعلً ‪.‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪118‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫حسن فضالة موسى‬.‫د‬.‫م‬.‫أ‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬


Application of the situationin apparent in the
commercial law
Esraa Abdel-Zahra Kate Sultan Assist. Prof. Dr. ( Hassan Fadalla Mousa )

Abstract
The law is an indispensable social necessity for controlling and
regulating the conduct, relationships and transactions of individuals in
society. The rules of law define the rights and obligations of each
member of society, that is, the legal centers that individuals can occupy
in society, It is the origin and basis of the legislator and relies on him to
control and regulate the relations and actions of individuals in society.
Besides these legal centers there are other centers occupied by some
individuals whose existence is not based on the law, They are created,
formed and exist in social reality, unlike the law, because they lack one
or some of the elements necessary for their agreement with the rules
and provisions of the law and are called (actual centers), which are
based on reality rather than law. Such as the apparent trader, the visible
company and the actual executive director … , The actual centers have
been recognized, approved and relied upon and protected from dealing
with their owners on the grounds that they have legal status .

Key ward:- The apparent situation, Actual centers, Legal Centers, The
apparent merchant, The actual company, The actual delegated director

2222 ‫ لسنة‬1‫العدد‬/22 ‫المجلد‬ 119


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫مقدمة البحث‬
‫أن نظرٌة الوضع الظاهر ٌلزم لقٌامها توافر المظاهر المادٌة الخارجٌة التً تتكون من الوجود‬
‫الحقٌقً للمركز الظاهر وممارسة اختصاصاته من قبل شخص ٌفتقر إلى الصفة القانونٌة الالزمة ‪ ،‬وهذا‬
‫األمر ٌإدي إلى وقوع الؽٌر حسن النٌة فً ؼلط شابع حول توافر الصفة الالزمة بالنسبة لصاحب‬
‫الوضع الظاهر ‪ ،‬وألجل إثبات الكٌفٌة التً طبق بها القانون التجاري تلك األفكار وما أخذ به القضاء‬
‫والفقه من أحكام النصوص القانونٌة ‪ ،‬باعتبارهما أصحاب الرأي فً تلك النصوص للتثبت من سالمتها‬
‫وكمالها أو نقصها وقصورها ‪ ،‬وبما أن للوضع الظاهر وجود قوي ومإثر فً القانون التجاري فؤنه ال‬
‫توجد دراسة متكاملة لهذه النظرٌة ‪ ،‬وإنما مجرد اإلشارة لها عند دراسة بعض الموضوعات ‪ ،‬ألجله‬
‫كان من الدوافع المهمة الختٌار هذا الموضوع أهمٌته من الناحٌة العملٌة ‪ ،‬كذلك كثرة تطبٌقاته فً‬
‫الواقع العملً ‪ ،‬ألن الواقع العملً هو المحك الدابم لمصداقٌته ‪ ،‬ومن المعلوم أن القانون التجاري ٌستمد‬
‫من ذاتٌة النشاط التجاري الذي ٌحكمه والمعتمد على سرعة الحركة والقدرة على حسم الموقؾ واتخاذ‬
‫القرار من ؼٌر تردد ثم تحمل مسإولٌة القرار ضرراً أو نفعا ً ‪ ،‬فهو نشاط ال ٌحبذ القٌود أو الشكلٌات‬
‫حتى ولو كانت تهدؾ إلى حماٌة إرادة المتصرؾ ‪ ،‬إذ أن حاجة التاجر إلى مرونة الحركة وسهولة‬
‫النشاط أهم بكثٌر من حاجته إلى حماٌة إرادته ‪ ،‬لذا أخذ القانون التجاري بنظرٌة الوضع الظاهر بسهولة‬
‫وٌسر عن طرٌق التطبٌقات المتعلقة بتلك النظرٌة ‪ ،‬وذلك على خالؾ القانون المدنً الذي تشدد فً‬
‫ق بولها ‪ ،‬ففً الوقت الذي ٌهتم فٌه القانون المدنً بتبرٌر الوضع الظاهر بالرجوع إلى الؽلط الشابع ٌولد‬
‫الحق وؼٌرها من األفكار ‪ ،‬نجد أن القانون التجاري ٌتقبل السند لمجرد احتوابه على العناصر الالزمة‬
‫لصحته بؽض النظر عن سببه الحقٌقً ‪.‬‬
‫وفً الواقع أن دراسة موضوع ( تطبٌقات الوضع الظاهر فً القانون التجاري ) جدٌدة تإدي إلى سد‬
‫ٌلق االهتمام الفقهً الكافً‪،‬‬
‫النقص القابم فً المكتبة القانونٌة العراقٌة أو العربٌة ‪ ،‬ألن هذا الموضوع لم ٍ‬
‫إذ لم تناقش أوجهه القانونٌة المختلفة بصورة معمقة ‪ ،‬كما أن هنالك ندرة فً الدراسات والمراجع‬
‫ا لقانونٌة لهذا الموضوع والسٌما وأن البحوث فً القانون المقارن التً تناولته على الرؼم من ندرتها‬
‫فؤنها جاءت مقتضبة فعالً عن وحدة مضامٌنه ‪ ،‬وهذه النظرٌة تمتد لتشمل كل فروع القانون ‪ ،‬وقد‬
‫ارتؤٌت أن أقصر دراستً على هذا الموضوع ‪ ،‬حٌث ٌتساءل الباحث عن األجوبة المناسبة والتً تمثل‬
‫فرضٌات البحث ‪ ،‬ومن هذه التساإالت ‪ ،‬ما المقصود بالوضع الظاهر وما هً طبٌعته القانونٌة‬
‫وعناصره ‪ ،‬وما هً تطبٌقات الوضع الظاهر فً القانون التجاري والقوانٌن األخرى ‪ ،‬حٌث تكمن‬
‫المشكلة فً إٌجاد األجوبة لما ذكرناه ‪ ،‬ألجل المحافظة على حقوق الؽٌر الذي ٌتعامل مع صاحب‬
‫الوضع الظاهر وتحقٌق االستقرار قدر اإلمكان فً التعامل التجاري ‪ ،‬ولهذا ٌجب علٌنا إعادة النظر فٌها‬
‫على نحو ٌثٌر أو ٌحفز المشرع إلصالحها أو األخذ بما لم ٌإخذ منها ‪ ،‬لذلك خصصنا هذه الدراسة ألهم‬
‫تطبٌقات نظرٌة الوضع الظاهر فً القانون التجاري ‪ ،‬لذا نتناول الموضوع فً مبحثٌن ‪ ،‬وعلى النحو‬
‫األتً ‪-:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬التعرٌؾ بنظرٌة الوضع الظاهر‬


‫المطلب األول‪ :‬تعرٌؾ الوضع الظاهر‬
‫المطلب الثانً‪ :‬الطبٌعة القانونٌة للوضع الظاهر‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عناصر الوضع الظاهر‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬تطبٌقات الوضع الظاهر فً القانون التجاري‬
‫المطلب األول ‪ :‬الوضع الظاهر ومحترفً األعمال التجارٌة‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬المدٌر المفوض الفعلً‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الوضع الظاهر فً األوراق التجارٌة‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪121‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫املبحث األول‬
‫التؼريف بنظرية الوضغ الظاهر‬
‫للتعرٌؾ بنظرٌة الوضع الظاهر ٌنبؽً علٌنا بٌان مفهومها وطبٌعتها القانونٌة والعناصر المكونة لها ‪،‬‬
‫وهذا ما نتناوله فً ثالثة مطالب وعلى النحو األتً‪-:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعرٌؾ الوضع الظاهر‬
‫المطلب الثانً‪ :‬الطبٌعة القانونٌة للوضع الظاهر‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عناصر الوضع الظاهر‬

‫املطلب األول‬
‫تؼريف الوضغ الظاهر‬
‫أن الحكم على الشًء ٌتؤتى من إدراكه وتوصٌفه ‪ ،‬فإذا لم ٌكن للوضع الظاهر فً أذهاننا مفهوم‬
‫وصورة واضحة له ال ٌمكن أن ٌصدر حكما ً ‪ ،‬حٌث أن للوضع الظاهر العدٌد من المعانً ‪ ،‬فنحاول أن‬
‫نوضح بعضا ً منها من خالل بٌان معنى مفردة ( الوضع ) و ومفردة ( الظاهر ) فً اللؽة العربٌة ‪،‬‬
‫فٌقال ‪َ ،‬وضِ َع الرجل فً تجارته ‪ ،‬أي خسر فٌها ‪ ،‬فهو موضوع فً تجارته ‪ ،‬ال ٌزال موضوعا ً فً‬
‫تجارته (ٔ) ‪ ،‬وقد تؤتً بمعنى االختالؾ فٌقال ‪ ،‬وضع الحدٌث ‪ ،‬أي افتراه وكذبه ‪ ،‬واختلقه (ٕ) ‪ ،‬وقد‬
‫الوضْ ع ال َّشرعًّ ) أي السّمة أو الحالة القانونٌة لشخص أو لشًء ‪َ ،‬وضْ ع أحدهم خارج ما‬
‫ٌراد بها ( َ‬
‫(ٖ)‬
‫ٌنص علٌه القانون ‪ ،‬وقد تؤتً الكلمة للداللة على المركز كمركز أحدهم فً العالم األكادٌمً ‪.‬‬
‫إما ( الظاهر ) فً اللؽة العربٌة ‪ ،‬فقد ٌراد به معنى (الزوال) ومنه ظهر عنه العار أي زال ولم ٌعلق‬
‫به (ٗ) ‪ ،‬والظاهر هو اسم من أسمابه جل وعال فهو ( هو األول واآلخر والظاهر والباطن وهو بكل‬
‫شًء علٌم ) (٘) ‪ ،‬وٌؤتً (الظاهر ) بمعنى (الؽالب أو الفابز ) كما فً قوله تعالى ( ٌا قوم لكم الملك‬
‫الٌوم ظاهرٌن فً األرض فمن ٌنصرنا من بؤس هللا أن جاء ) (‪ ، )ٙ‬وقد ٌراد بالظاهر ( البارز أو‬
‫الواضح ) فهو المحسوس الذي ٌدركه العقل والحواس والظاهر المحسوس هو مبلػ علم أكثر الناس ‪،‬‬
‫كما فً قوله تعالى ( ولكن أكثر الناس ال ٌعلمون ‪ٌ ،‬علمون ظاهراً من الحٌاة الدنٌا وهم عن اآلخرة هم‬
‫ؼافلون ) (‪ ، )7‬فتدل اآلٌة الكرٌمة على أن أكثر الناس ال ٌعلمون إال بعض مظاهر الحقابق فً الحٌاة‬

‫(ٔ) اإلمام ‪ ،‬إسماعٌل بن حماد الجوهري ‪ ،‬معجم الصحاح قاموس عربً – عربً ‪ ،‬اعتنى به ‪ ،‬خلٌل مؤمون شٌحا ‪ ،‬دار‬
‫المعرفة ‪ ،‬بٌروت – لبنان ‪ ،‬ص ٘ٗٔٔ ‪.‬‬
‫(ٕ) مجمع اللؽة العربٌة ‪ ،‬المعجم الوجٌز ‪ ،‬طبعة خاصة بوزارة التربٌة والتعلٌم ‪ ،‬القاهرة ‪ ، ٔ999 - ٔ991 ،‬ص ٖ‪.ٙ7‬‬
‫(ٖ) اإلمام ‪ ،‬العالمة أبن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬طبعة مصححة ‪ ،‬ج ‪ ، 9‬دار الحدٌث ‪ ،‬القاهرة ‪ ، ٕٖٓٓ ،‬ص ٖٖٔ ‪،‬‬
‫وأٌضا ً ‪ ،‬إبراهٌم مصطفى وآخرون ‪ ،‬المعجم الوسٌط ‪ ،‬المكتبة اإلسالمٌة ‪ ،‬استانبول – تركٌا ‪ ،‬مادة وضع ‪ ،‬ص‬
‫ٕ‪. ٔٓ1‬‬
‫(ٗ) إبراهٌم مصطفى وآخرون ‪ ،‬المعجم الوسٌط ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، ٘71‬وأٌضا ً ‪ ،‬مجد الدٌن محمد بن ٌعقوب‬
‫الفٌروز أبادي ‪ ،‬القاموس المحٌط ‪ ،‬جٕ ‪ ،‬باب الراء ‪ ،‬فصل الظاء ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بٌروت ‪ ،‬ص ٕ‪ ، 1‬اإلمام ‪ ،‬العالمة‬
‫أبن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬طبعة مصححة ‪ ،‬ج ‪ ، ٙ‬دار الحدٌث ‪ ،‬القاهرة ‪ ، ٕٖٓٓ ،‬ص ‪. ٖٙ‬‬
‫(٘) سورة الحدٌد ‪ /‬اآلٌة رقم ( ٖ) ‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬سورة ؼافر ‪ /‬اآلٌة ( ‪. )ٕ9‬‬
‫(‪ )7‬سورة الروم ‪ /‬اآلٌة ( ‪ ٙ‬و ‪. ) 7‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪121‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫(ٔ)‬
‫‪،‬‬ ‫الدنٌا ‪ ،‬ولكنهم ؼافلون عن جواهر تلك الحقابق التً ٌإدي إدراكها إلى التؤكد من الحٌاة األخرى‬
‫وعلٌه فإن أحكام الناس تجري على الظاهر ‪.‬‬
‫(ٕ)‬
‫وفً المجال الفقهً ‪ ،‬فقد عرؾ الوضع الظاهر بؤنه ( اسم لكالم ظهر المراد به للسامع بصٌؽته ) ‪،‬‬
‫فمن خالل الصٌؽة ظهر المقصود من الكالم وفهم على هذا الوضع الظاهر منه ‪.‬‬
‫أن نظرٌة الوضع الظاهر تعتمد فً حكمها على ما ٌظهر فً الواقع بصرؾ النظر عن كونه الحقٌقة‬
‫أو ال ‪ ،‬فهً تقترب فً جوهرها من فكرة االعتماد فً الحكم على ما ٌظهر من قرابن إي (العالمات أو‬
‫األمارات) ‪ ،‬أو هً من األمور التً ٌحكم فٌها لظاهر الحال وشاهده ‪ ،‬وهذه المسابل ٌزخر فٌها الفقه‬
‫اإلسالمً ‪ ،‬وقد دل القرآن الكرٌم على االعتماد على الوضع الظاهر فً قوله تعالى " وجاءوا على‬
‫قمٌصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جمٌل وهللا المستعان على ما تصفون " (ٖ) ‪ ،‬فقد‬
‫حكم فً قضٌة قتل الذبب لٌوسؾ ( ع ) بؤنه لم ٌقتله مع وجود الدم على القمٌص استدالالً بما ظهر من‬
‫القرٌنة وحال القمٌص عمالً بالوضع الظاهر ‪ ،‬فإن أخوة ٌوسؾ عندما جاءوا بقمٌص ٌوسؾ إلى أبٌهم‬
‫ٌعقوب نظر إلٌه و تؤمله فلم ٌجد فٌه أي تمزق ‪ ،‬فقال لهم ما عهدت الذبب حلٌما ً ٌؤكل ٌوسؾ وال ٌمزق‬
‫القمٌص ‪ ،‬فدل ذلك على كذبهم ‪ ،‬فؤستدل العلماء بهذه اآلٌة الكرٌمة فً إعمال العالمات واألمارات فً‬
‫مسابل كثٌرة من الفقه (ٗ) ‪.‬‬
‫وفً المجال القانونً ‪ ،‬قد عرؾ الوضع الظاهر فً القانون المدنً بؤنه المحسوس المخالؾ للحقٌقة‬
‫الذي ٌوهم الؽٌر بؤنه مركز ٌحمٌه القانون ) (٘) ‪ ،‬فهنا نجد أن صاحب الوضع الظاهر لٌس دابما ً سًء‬
‫النٌة ومركزه ؼٌر مشروع أو مخالؾ للقانون ‪ ،‬بل هو مركز لم ٌقره القانون أو لم ٌحمٌه لعدم توافر‬
‫شروط الحماٌة أو ألن القانون ٌعطً األفضلٌة لمركز أخر وٌكون هذا التفضٌل هو أساس إطالق وصؾ‬
‫القانونٌة على هذا المركز (‪ ، )ٙ‬وعرفه البعض األخر بؤنه (وضع مخالؾ للحقٌقة القانونٌة ‪ ،‬قد نشؤ‬
‫نتٌجة أفعال وتصرفات محسوسة مقترنة بعوامل محٌطة من شؤنها أن توقع الؽٌر فً التعامل مع هذا‬
‫الوضع الظاهر كما لو كؤن وضعا ً حقٌقٌا ً ٌقرره وٌحمٌه القانون ) (‪. )7‬‬
‫أما القانون التجاري ال ٌوجد فٌه تعرٌؾ تشرٌعً أو فقهً للوضع الظاهر فً ‪ ،‬على الرؼم من توافر‬
‫العناصر المكونة له ‪ ،‬من خالل المظاهر المادٌة الخارجٌة والمتمثلة بممارسة شخص لسلطات ومزاٌا‬
‫مركز لٌس له صفة فً حٌازته ( أي حٌازته لصفة التاجر التً لم تتحقق بعض شروط اكتساب هذه‬
‫الصفة ) (‪ )1‬هذا من جانب ‪ ،‬ومن جانب أخر توافر العنصر المعنوي والمتمثل بالتعامل مع الؽٌر الذي‬
‫تخدعه تلك المظاهر المادٌة الخارجٌة لصاحب الوضع الظاهر (التاجر الظاهر ) وٌبرم العقود‬
‫والصفقات التجارٌة معه ‪ ،‬مما ٌإدي إلى اعتراؾ المشرع بنظرٌة الوضع الظاهر من أجل حماٌة الؽٌر‬
‫حسن النٌة وتوفٌر القدر الكافً من الثقة واالبتمان فً المعامالت التجارٌة ‪ ،‬وهذا ما نالحظه فً‬
‫نصوص القانون التجاري فً حالة ممارسة النشاط التجاري باسم مستعار ‪.‬‬

‫(ٔ) د‪ .‬ماجد راؼب الحلو ‪ ،‬نظرٌة الظاهر فً القانون اإلداري ‪ ،‬مجلة الحقوق والشرٌعة ‪ ،‬السنة الرابعة ‪ ،‬العدد األول ‪،‬‬
‫ٓٓٗٔ هـ ‪ ٔ91ٓ ،‬م ‪ ،‬ص ‪. ٗٙ‬‬
‫(ٕ) أبو البركات عبد هللا أبن أحمد ‪ ،‬كشؾ األسرار شرح المتن على المنار ‪ ،‬ج ٔ ‪ ،‬دار الكتب العلمٌة ‪ ،‬بال سنة طبع ‪،‬‬
‫ص ٕ٘ٓ ‪.‬‬
‫(ٖ) سورة ٌوسؾ ‪ ،‬اآلٌة ( ‪. ) ٔ1‬‬
‫(ٗ) الطبري ‪ ،‬جامع البٌان ‪ ،‬ج ٕٔ ‪ ،‬دار الفكر ‪ ٕٔٗٓ ،‬هـ ‪ ٔ999 -‬م ‪ ،‬ص ٕٗٔ ‪ ،‬عبد هللا محمد بن أحمد األنصاري ‪،‬‬
‫‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن ( تفسٌر القرطبً ) ‪ ،‬ج ٘ ‪ ،‬دار القلم للتراث ‪ ،‬بال سنة طبع ‪ ،‬ص ٖٔ٘ ‪.‬‬
‫(٘) د‪ .‬نعمان محمد خلٌل جمعة ‪ ،‬أركان الظاهر كمصدر للحق – التنازع بٌن القانون والواقع المستقر ‪ ،‬معهد البحوث‬
‫والدراسات العربٌة بجامعة الدول العربٌة ‪ ، ٔ977 ،‬ص ٗ ‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. ٙ‬‬
‫(‪ )7‬د‪ .‬نجوان عبد الستار علً مبارك ‪ ،‬الوضع الظاهر فً القانون المدنً ‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة ‪ ، ٕٓٔ٘ ،‬ص ٖ٘ ‪.‬‬
‫(‪ )1‬المادة ( السابعة ‪ )ٔ/‬من قانون التجارة العراقً رقم ٖٓ لسنة ٗ‪ ٔ91‬المعدل ‪ٌ ،‬قابله المادة ( العاشرة ‪ ) ٔ /‬من قانون‬
‫قانون التجارة المصري الجدٌد رقم ‪ ٔ7‬لسنة ‪. ٔ999‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪122‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫لذا ٌمكن أن نعرؾ الوضع الظاهر فً القانون التجاري بؤنه ( القٌام بتصرفات قانونٌة سواء كان بقصد‬
‫المضاربة من قبل تاجر أو القٌام بؤعمال تجارٌة من تاجر أو ؼٌر تاجر توهم الؽٌر حسن النٌة المتعامل‬
‫مع صاحب الوضع الظاهر بقانونٌة هذا التصرؾ المتولد عنه المركز الواقعً من خالل ما ٌحٌط به من‬
‫مظاهر وعوامل خارجٌة جعلته ٌثق بهذا الوضع الظاهر كما لو كؤن وضعا ً حقٌقٌا ً ٌسبػ القانون حماٌته‬
‫علٌه ) ‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫الطبيؼة القانونية للوضغ الظاهر‬
‫إن الطبٌعة القانونٌة للوضع الظاهر تستوجب توضٌح وتحدٌد الؽموض ‪ ،‬وذلك لعدم وجود دراسة‬
‫متكاملة فً هذا الموضوع تجمع مفاهٌمه وتكون ذات أثر فً مٌدان الدراسات القانونٌة ‪ ،‬فنبحث الطبٌعة‬
‫القانونٌة للوضع الظاهر فً فروعٌن وعلى النحو األتً ‪-:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الوضع الظاهر مبدأ قانونً‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬الوضع الظاهر نظرٌة قانونٌة‬

‫الفرع األول‬
‫الوضغ الظاهر مبدأ قانوني‬
‫المبدأ القانونً ٌمثل األساس لمجموعة من الحلول القانونٌة (ٔ) ‪ ،‬ومثالها مبدأ الكفاٌة الذاتٌة فً الورقة‬
‫التجارٌة ‪ ،‬والمبدأ القانونً أما أن ٌكون مكتوب منصوص علٌه فً القانون من قبل المشرع أو ؼٌر‬
‫مكتوب ٌستقر فً ضمٌر الجماعة وال ٌحتاج إلى نص ٌقرره ‪ ،‬وهذا المبدأ ٌستند إلى العدالة والكثٌر من‬
‫المبادئ ؼٌر المكتوبة قد تبناها المشرع من خالل النص علٌها فً القانون (ٕ) ‪ ،‬كما أن المبدأ القانونً‬
‫ٌتصؾ بالعمومٌة ألنه ٌمكن انطباقه على القواعد القانونٌة (ٖ) ‪ ،‬ونظرٌة الوضع الظاهر من ناحٌة‬
‫الطبٌعة القانونٌة تإدي إلى التوفٌق بٌن الفلسفة النظرٌة والواقع العملً ‪ ،‬وهذه الفلسفة تقتضً التمسك‬
‫بالمبادئ القانونٌة على نحو قد ٌتعارض مع مقتضٌات الحٌاة ومتطلبات التطور ‪ ،‬إذ ال ٌمكن للقانون‬
‫الذي ٌنظم أمور المجتمع أن ٌعٌش بمعزل عن المجتمع ‪ ،‬وإنما ٌجب أن ٌتماشى مع الواقع والفطرة‬
‫اإلنسانٌة لكل ما تحمله من التناقضات وإال لكان الواقع والمجتمع فً جانب والقانون فً جانب أخر (ٗ) ‪،‬‬
‫‪ ،‬وبهذا الصدد تؽٌرت األنشطة التً أثرت بشكل أو بؤخر على القانون التجاري ‪ ،‬فالوضع الظاهر ٌمثل‬
‫حالة واقعٌة ؼٌر صحٌحة وعدم صحتها راجع إلى اختفابها وراء مركز حقٌقً وهذا ما ٌإدي إلى‬
‫إضفاء القوة القانونٌة على التصرفات الصادرة من صاحب الوضع الظاهر ‪ ،‬من خالل إبرامه‬
‫للتصرفات مع الؽٌر حسن النٌة على اعتبار أنه صاحب الحق ‪ ،‬لكنه فً الحقٌقة لٌس كذلك كما فً حالة‬
‫مباشرة صاحب الوضع الظاهر مزاٌا أو سلطات مركز ال ٌجوز له مباشرته ‪ ،‬ومثاله عندما تضٌع‬
‫الورقة التجارٌة المظهرة على بٌاض أو للحامل فٌجدها شخص ولنفترض أنه صاحب الوضع الظاهر‬

‫(ٔ) د‪ .‬مالك دوهان الحسن ‪ ،‬المدخل لدراسة القانون ‪ ،‬ج ٔ ‪ ،‬مطبعة الجامعة المستنصرٌة ‪ ،‬بؽداد – العراق ‪، ٔ97ٕ ،‬‬
‫ص ٕٓ ‪.‬‬
‫(ٕ) د‪ .‬سمٌر عبد السٌد تناؼو ‪ ،‬النظرٌة العامة للقانون ‪ ،‬منشؤة المعارؾ ‪ ،‬اإلسكندرٌة – مصر ‪ ، ٔ91ٗ ،‬ص ‪ ٕ٘1‬وما‬
‫بعدها ‪.‬‬
‫(ٖ) د‪ .‬منذر الشاوي ‪ ،‬فلسفة القانون ‪ ، ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزٌع ‪ ،‬عمان – األردن ‪ ، ٔ999 ،‬ص ٖٕٕ ‪.‬‬
‫(ٗ) علً حمٌد كاظم الشكري ‪ ،‬استقرار المعامالت المالٌة ‪ ،‬أطروحة دكتوراه مقدمة إلى كلٌة القانون ‪ -‬جامعة كربالء ‪،‬‬
‫ٕٗٔٓ ‪ ،‬ص ٘٘ وما بعدها ‪.‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪123‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫وٌقوم بتسلٌمها إلى شخص أخر ولنفترض أنه الؽٌر حسن النٌة من أجل وفاء دٌن فً ذمة صاحب‬
‫الوضع الظاهر إلى هذا الؽٌر حسن النٌة الذي ال ٌعلم بظروؾ حصول صاحب الوضع الظاهر على‬
‫الورقة التجارٌة ‪ ،‬ففً مثل هذه الحالة سٌجد الؽٌر حسن النٌة شخص منازعا ً له ٌتمثل فً شخص‬
‫صاحب الحق ( المالك الحقٌقً للورقة التجارٌة ) التً فقدت منه ‪ ،‬فنكون بصدد خصمٌن هما الحابز‬
‫(الؽٌر ) حسن النٌة ومالك الورقة التجارٌة ( صاحب الحق ) ‪ ،‬فؤٌهما ٌكون صاحب الحق فً الورقة‬
‫التجارٌة ؟ ولكً ال ٌعرقل تداول الورقة التجارٌة أو تقل أهمٌتها االقتصادٌة ‪ ،‬فقد حدد المشرع العراقً‬
‫صاحب الحق فٌها على أساس األخذ بنظرٌة الوضع الظاهر ‪ ،‬ذلك ألن الورقة التجارٌة هً من‬
‫المنقوالت ‪ ،‬والقاعدة تقضً أن حٌازة المنقول بحسن نٌة سند الملكٌة ‪ ،‬لذا ٌمكن اعتبار ( الؽٌر ) حابز‬
‫الورقة التجارٌة حامالً قانونٌا ً لها ما لم ٌثبت أنه قد حصل علٌها بسوء نٌة أو ارتكب فً سبٌل الحصول‬
‫علٌها خطؤ جسٌما ً (ٔ) ‪.‬‬
‫مما تقدم ووفقا ً للمبدأ القانونً المتعارؾ علٌه فً الورقة التجارٌة وهو مبدأ الكفاٌة الذاتٌة الذي على‬
‫أساسه طرحت الورقة الجارٌة فً التعامل مما أدى إلى اعتبار الؽٌر الذي انتقلت إلٌه الورقة التجارٌة‬
‫بحسن نٌة حامالً قانونٌا ً لها وفقا ً لطبٌعة الوضع الظاهر من حٌث كونه مبدأ قانونً ‪ ،‬ونطاق المبدأ‬
‫ٌنحصر فً تنظٌم حالة قانونٌة معٌنة لهذه فطبٌعة الوضع الظاهر نظرٌة قانونٌة وهذا ما نبحثه فً‬
‫األتً‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫الوضغ الظاهر نظرية قانونية‬
‫ٌقصد بالنظرٌة القانونٌة مجموعة من ال نصوص القانونٌة التً تمثل قواعد قانونٌة تعنى بتنظٌم وجه‬
‫من أوجه معامالت األشخاص الٌومٌة (ٕ) ‪ ،‬فالنظرٌة القانونٌة تعمل على توضٌح العالقة بٌن السبب‬
‫واألثر وتفسٌر المتؽٌرات ‪ ،‬كذلك تتعلق بتنظٌم جزبٌة معٌنة من القانون الذي ٌنظم أوجه النشاط كلها‬
‫وتنظم سٌر الحٌاة فً المجتمع ‪ ،‬فعندما ٌفقد الوضع الظاهر العناصر الالزمة التفاقه مع أحكام القانون ‪،‬‬
‫وفً أحٌان أخرى قد ٌتوافر للوضع الظاهر بعض العناصر القانونٌة الخاصة بصاحب الحق كما فً‬
‫حالة بطالن عقد الشركة الذي ٌنتج عنه مركز فعلً ٌتمثل بالشركة الفعلٌة (ٖ) ‪ ،‬فالحالة الواقعٌة هنا تنتج‬
‫ذات اآلثار التً تنتجها التصرفات القانونٌة الصحٌحة (ٗ) ‪ ،‬ذلك أن الؽٌر حسن النٌة المتعامل مع الشركة‬
‫الذي وثق بالتصرفات الصادرة من ممثلٌها دون أي تقصٌر أو إهمال من جانبه ‪ ،‬ودون العلم بالعٌوب‬
‫التً تشوب تصرفات الشركة جدٌر بالحماٌة العتبارات تتعلق بالثقة المشروعة ‪ ،‬والواقع أن الثقة‬
‫عنصر أساسً فً المجامالت القانونٌة واالقتصادٌة والمالٌة ‪ ،‬وأٌضا ً فً مجال العالقات العابلٌة والودٌة‬
‫أو الفكرٌة التً ٌقٌمها األفراد فٌما بٌنهم ‪ ،‬وانعدام هذه الثقة أمر تستحٌل معه الحٌاة بصورة عامة (٘) ‪،‬‬
‫فحماٌة الؽٌر حسن النٌة تقتضً نفاذ التصرؾ الذي قام به المدٌر المفوض الظاهر لمصلحة الشركة ‪،‬‬

‫(ٔ) المادة ( ‪ ) ٘ٙ‬من قانون التجارة العراقً رقم ٖٓ لسنة ٗ‪ ٔ91‬المعدل ‪ ،‬د‪ .‬فوزي محمد سامً ‪ ،‬د‪ .‬فابق محمود‬
‫الشماع ‪ ،‬القانون التجاري – األوراق التجارٌة ‪ ،‬الناشر ‪ ،‬العاتك لصناعة الكتاب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬توزٌع ‪ ،‬المكتبة القانونٌة‬
‫‪ ،‬بؽداد ‪ ، ٕٓٔٔ ،‬ص ٖٕٔ ‪..‬‬
‫(ٕ) مصطفى أحمد الزرقا ‪ ،‬المدخل الفقهً العام ‪ ،‬ج ٕ ‪ ،‬ط ٕ ‪ ،‬دار القلم ‪ ،‬دمشق – سورٌا ‪ ، ٕٓٓٗ ،‬ص ‪. 9ٙٙ‬‬
‫(ٖ) د‪ .‬محمد صدٌق محمد عبد هللا ‪ ،‬موضوعٌة اإلرادة التعاقدٌة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. ٔٙٙ‬‬
‫(ٗ) علً حمٌد كاظم الشكري ‪ ،‬استقرار المعامالت المالٌة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، ٘9‬المستشار ‪ ،‬فتٌحة قرة ‪ ،‬أحكام‬
‫الوضع الظاهر ‪ ،‬الناشر ‪ ،‬منشؤة المعارؾ باإلسكندرٌة ‪ ،‬بال سنة طبع ‪ ،‬ص ٕٗ وما بعدها ‪.‬‬
‫(٘) لهذا تجمع التشرٌعات الجنابٌة على االعتراؾ بالثقة كمصلحة جدٌرة بالحماٌة ‪ ،‬د‪ .‬محمد عٌد ؼرٌب ‪ ،‬الثقة العامة‬
‫ومدى الحماٌة التً ٌكفلها له قانون العقوبات ‪ ،‬مجلة إدارة قضاٌا الحكومة ‪ ،‬السنة الثانٌة والعشرون ‪ ،‬العدد الثانً ‪،‬‬
‫ٗ‪ ، ٔ91‬ص ‪. 1‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪124‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫ألنه وثق بالوضع الظاهر ‪ .‬والواقع أن حماٌة الؽٌر حسن النٌة ال تهدؾ لمجرد توفٌر الحماٌة لذاته ‪،‬‬
‫ولكنها تهدؾ أٌضا ً لكفالة استقرار وأمن المعامالت ‪ ،‬ألن إهدار اآلثار المتولدة عن التصرفات التً‬
‫ٌبرمها المدٌر المفوض الظاهر فً مواجهة الؽٌر من شؤنه التضحٌة باالستقرار الالزم فً المعامالت‬
‫القانونٌة ‪ ،‬وال ٌمكن ألي تنظٌم قانونً االستؽناء عن مبدأ االستقرار الذي ٌشكل أحد أهم دعابمه (ٔ) ‪،‬‬
‫وعلٌه فإن توفٌر االستقرار ٌقتضً عدم خذالن من تعامل مع مدٌر الشركة الظاهر الذي توافرت له‬
‫مختلؾ المظاهر المادٌة لخارجٌة التً من شؤنها اإلٌهام بؤنه صاحب مركز قانونً صحٌح فً الواقع ‪،‬‬
‫أي وكؤنه ٌجسد إرادة الشخص المعنوي ( الشركة ) فً الحقٌقة والواقع ‪ ،‬فاالستقرار ٌقتضً أن ٌكون‬
‫للتصرؾ الظاهر المبرر ذات اآلثار التً ٌنتجها التصرؾ الصحٌح ‪ ،‬وبدون االستقرار ال ٌتصور قٌام‬
‫عدالة أو تحقٌق تقدم (ٕ) ‪ ،‬وبالتالً فإن حماٌة الؽٌر وهً دعامة هذا االستقرار تمس أمراً حتمٌا ً تفرضه‬
‫هذه الحماٌة علٌه وذلك لضرورة وطبٌعة المعامالت التجارٌة ‪ ،‬وأٌضا ً تقتضً العدالة حماٌة الؽٌر حسن‬
‫النٌة الذي تعامل مع ممثل الشركة الظاهر وهو ٌعتقد أنه ٌتعامل مع ذي صفة ‪ ،‬خاصة إذا كان هذا‬
‫االعتقاد مبرراً ‪ ،‬أي ال ٌمكن أن ٌنسب لصاحبه أي تقصٌر أو إهمال فً البحث عن الحقٌقة وتحرٌها‬
‫واالستعالم عنها (ٖ) ‪ ،‬فالعدالة تمثل أحد األهداؾ السامٌة التً ٌسعى القانون إلى تحقٌقها ‪.‬‬
‫والبد من اعتبار الوضع الظاهر من حٌث الطبٌعة القانونٌة نظرٌة ولٌس مبدأ ‪ ،‬حٌث أن القول بؤن‬
‫الوضع الظاهر مبدأ قانونً محل نظر ‪ ،‬إذ أن نطاق المبدأ ٌختلؾ عن نطاق النظرٌة ‪ ،‬والنظرٌة ال‬
‫تساوي المبدأ ‪ ،‬فالنظرٌة تتضمن تطبٌقات ‪ ،‬كنظرٌة العقد بوجه عام وتطبٌقاتها من العقود الواردة على‬
‫الملكٌة واالنتفاع بالشًء والعمل ‪ ،‬فً حٌن أن المبدأ ٌمثل فكرة عامة ال تحتوي على تطبٌقات ‪ ،‬كمبدأ‬
‫حسن النٌة فً تكوٌن العقود ‪ ،‬فنطاق المبدأ ٌنحصر فً تنظٌم حالة قانونٌة معٌنة ‪ ،‬أما نطاق النظرٌة‬
‫فؤنه أوسع من نطاق المبدأ وال ٌتناسب معه ‪ ،‬وبالتالً فنطاق النظرٌة ٌعمل على توضٌح العالقة بٌن‬
‫السبب واألثر وتفسٌر المتؽٌرات ‪ ،‬وتتعلق فً تنظٌمها بجزبٌة محددة من القانون الذي ٌنظم أوجه‬
‫النشاط كلها وٌنظم سٌر الحٌاة فً المجتمع (ٗ) ‪ ،‬وبالتالً فطبٌعة الوضع الظاهر فً القانون التجاري‬
‫ٌمثل نظرٌة ولٌس مبدأ ألنه الوضع الظاهر ٌشتمل على العدٌد من التطبٌقات وال ٌختص بحالة معٌنة‬
‫كمبدأ قانونً ولهذا ٌصح القول نظرٌة الوضع الظاهر ولٌس مبدأ الوضع الظاهر ‪.‬‬

‫(ٔ) د‪ٌ .‬اسٌن محمد الطباخ ‪ ،‬االستقرار كؽاٌة من ؼاٌات القانون – دراسة مقارنة ‪ ،‬ط ٔ ‪ ،‬المكتب الجامعً الحدٌث ‪،‬‬
‫ٕٕٔٓ ‪ ،‬ص ‪. ٗ7‬‬
‫(ٕ) ٌذهب جانب من الفقه إلى أن اعتبار العدالة ال ٌمكن التسلٌم به ألنه وأن كان ٌقؾ إلى جانب الؽٌر ‪ٌ ،‬مكن أثارته أٌضا ً‬
‫فً جانب صاحب الحق ‪ ،‬فالعدالة ال ٌمكن أن تكون سنداً لتجرٌد صاحب الحق من حقه بؽٌر إرادته وبدون خطؤ من‬
‫جانبه ‪ ،‬والبعض األخر من الفقه ٌوضح أن اعتبار العدالة ؼٌر ذا أهمٌة فً الوقت الحاضر الذي ؼابت فٌه المصلحة‬
‫العامة أي مصلحة الجماعة ‪ ،‬فالقانون لم ٌعد علم العدالة بقدر ما هو علم الرخاء والوفرة االقتصادٌة‬
‫‪ٌ ،‬نظر ‪ ،‬د‪ .‬نعمان محمد خلٌل جمعة ‪ ،‬أركان الظاهر كمصدر للحق ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. ٘9‬‬
‫(ٖ) هذه األفكار لألستاذ الفرنسً ( إٌمانوٌل لٌفً ‪ ،‬أشار لها د‪ .‬عبد الباسط محمد جمٌعً ‪ ،‬نظرٌة األوضاع الظاهرة –‬
‫المظهر المخالؾ للحقٌقة وما ٌترتب علٌه من أثار ‪ ،‬القاهرة ‪ ، ٔ9٘٘ ،‬ص‪ ٔٓ1‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(ٗ) ‪Tomes.R.S, Conkling.E.C. and Greats the Geography of Economic Activity, New‬‬
‫‪ ، York, 1968, p. 886 .‬د‪ .‬عبد األمٌر كاظم زاهد ‪ ،‬دراسة فً الفقه اإلسالمً المقارن ‪ ،‬ط ٔ ‪ ،‬العارؾ‬
‫للمطبوعات ‪ ،‬بٌروت ‪ -‬لبنان ‪ ، ٕٕٓٔ ،‬ص ٖٔ ‪. .‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪125‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬


‫املطلب الثالث‬
‫ػناصر الوضغ الظاهر‬
‫تتطلب دراسة عناصر الوضع الظاهر تقسٌمها إلى عنصرٌن حسب ما أعتاد علٌه الفقه ‪ ،‬وهً‬
‫عنصر مادي ٌتعلق بصاحب الوضع الظاهر وعنصر معنوي ٌتعلق بالؽٌر المتعامل مع صاحب الوضع‬
‫الظاهر (ٔ) ‪ ،‬وهذا ما نتناوله فً فرعٌن على النحو األتً ‪-:‬‬
‫الفرع األول ‪ -:‬العنصر المادي للوضع الظاهر‬
‫الفرع الثانً ‪ -:‬العنصر المعنوي للوضع الظاهر‬

‫الفرع األول‬
‫الؼنصر املادي للوضغ الظاهر‬
‫ٌراد بالعنصر المادي هو ذلك العنصر أو مجموعة العناصر التً تلزم لقٌام المركز الواقعً أو تإدي‬
‫إلى االستدالل علٌه (ٕ) ‪ ،‬أما المركز القانونً لصاحب الحق قد ٌستدل علٌه بعقد صحٌح ‪ ،‬وقد ٌستدل‬
‫علٌه بممارسة صاحب الحق لسلطات ومزاٌا ومكنات ٌخولها له هذا العقد ‪ ،‬فالمركز القانونً لممثل‬
‫الشركة ٌمكن االستدالل علٌه عن طرٌق عقد الشركة الذي ٌحدد سلطاته وصالحٌاته ‪ ،‬وأٌضا ً ٌستدل‬
‫علٌه عن طرٌق مزاولة هذا الممثل لسلطاته التً ٌخولها له عقد الشركة ‪ ،‬وقد ٌظهر صاحب الوضع‬
‫الظاهر كؤنه صاحب الحق عندما ٌكون مركزه مدعوما ً بوقابع مادٌة تقع تحت سمع وبصر اآلخرٌن ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ارتداء المركز الظاهر ثوب المركز القانونً ‪ ،‬كما هو الحال عندما ٌتوافر للشرٌك الظاهر‬
‫فً الشركة التجارٌة ذات الحق فً التصرؾ بحصته أو أسهمه مقارنة بالشرٌك القانونً الذي ٌكون له‬
‫حق التصرؾ فٌها ‪ ،‬وذلك عندما ٌكون عقد الشرٌك الظاهر ؼٌر متنازع فٌه وقت إبرامه ألي‬
‫تصرؾ(ٖ)‪.‬‬
‫والعنصر المادي للوضع الظاهر قد ٌتخذ صور متعددة منها ‪ ،‬ما ٌكون فً صورة ( تصرؾ قانونً‬
‫باطل أو منعدم ) ‪ ،‬ومثاله صدور التصرؾ من شخص منعدم األهلٌة كالمجنون أو الصبً ؼٌر الممٌز ‪،‬‬
‫أو قد تكون اإلرادة ؼٌر جدٌة أو صورٌة ‪ ،‬وأٌضا ً فً حالة السند المزور كسند الشحن الذي ٌحرر على‬
‫ورقة مطبوعة باسم الشاحن ٌحتوي على جمٌع البٌانات المطلوبة ‪ ،‬وأٌضا ً فً حالة الصك المحرر على‬
‫أوراق البنك المطبوع باسم العمٌل الذي زور توقٌعه (ٗ) ‪ ،‬وفً أحٌان أخرى ٌتمثل العنصر المادي‬
‫للوضع الظاهر فً صورة خداع الؽٌر فً عنوان الشركة إذا كؤن ذلك العنوان ٌتضمن أشخاص ال‬
‫ٌنتمون إلى الشركة أو فً حالة التعامل مع الشرٌك المتضامن الذي أنسحب من الشركة دون أن ٌعلن‬
‫انسحابه (٘) ‪ ،‬وقد ٌكون العنصر المادي للوضع الظاهر فً صورة حكم قضابً ٌتبٌن بطالنه لخطؤ فً‬
‫القانون أو الستناده إلى واقعة ؼٌر صحٌحة أو إلى سند ثبت فٌما بعد أنه مزور (‪ ، )ٙ‬وقد ٌتمثل العنصر‬

‫(ٔ) د‪ .‬نعمان محمد خلٌل جمعة ‪ ،‬أركان الظاهر كمصدر للحق ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. ٘9‬‬
‫(ٕ) د‪ .‬نعمان محمد خلٌل جمعة ‪ ،‬أركان الظاهر كمصدر للحق ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ ، ٘9‬وأٌضا ً المستشار ‪ ،‬فتٌحة قرة‬
‫‪ ،‬أحكام الوضع الظاهر ‪ ،‬الناشر ‪ ،‬منشؤة المعارؾ باإلسكندرٌة ‪ ،‬بال سنة طبع ‪ ،‬صٖٔ ‪.‬‬
‫(ٖ) د‪ .‬سالمة عبد الفتاح حلٌبة ‪ ،‬أحكام الوضع الظاهر فً عقود المعاوضات المالٌة فً الفقه اإلسالمً والقانون الوضعً‬
‫– فً الفقه المقارن ‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة للنشر ‪ ، ٕٓٓ٘ ،‬ص ‪. ٔٙ9‬‬
‫(ٗ) د‪ .‬نعمان محمد خلٌل جمعة ‪ ،‬أركان الظاهر كمصدر للحق ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ٓ‪ ٙ‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(٘) د‪ .‬سعدون حسن سرحان ‪ ،‬نحو نظرٌة لحماٌة الؽٌر حسن النٌة المتعاملٌن مع الشركات التجارٌة ‪ -‬دراسة تحلٌلٌة‬
‫تؤصٌلٌة مقارنة ‪ ،‬بال مكان طبع ‪ ،‬بال سنة طبع ‪ ،‬ص‪. ٕٓ9‬‬
‫(‪ )ٙ‬مثال ذلك ‪ ،‬قضٌة البوسنٌر الشهٌرة التً أثٌرت أمام القضاء الفرنسً ‪ ،‬حٌث أن القضاء قد حكم بؤموال التركة‬
‫لموصى له ثبت فٌما بعد أنه قد زور الوصٌة ‪ ،‬حٌث كان حكم القضاء الفرنسً آنذاك هو اعتباره وارثا ً ظاهراً بالرؼم‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪126‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫المادي للوضع الظاهر فً تسجٌل تصرؾ معٌن ‪ ،‬كما فً حالة الشخص المعنوي ( الشركة ) عندما‬
‫ٌقوم بعض األشخاص بتكوٌنها ٌخلقون ؼلطا ً ٌخدع الؽٌر حول وجود ومشروعٌة هذه الشركة ‪ ،‬وأٌضا ً‬
‫ٌتمثل العنصر المادي فً صورة عدم اإلعالن عن نقل ملكٌة المحل التجاري ‪ ،‬فإن ذلك ٌجعل من البابع‬
‫مالكا ً ظاهراً للمحل التجاري وٌلتزم بما ٌلتزم به المشتري وكؤنه وكٌل عنه أو تابعا ً له (ٔ) ‪.‬‬
‫من كل ما تقدم نجد أن هنالك ؼلطا ً قد وقع فٌه الؽٌر المتعامل مع صاحب الوضع الظاهر وهذا الؽلط‬
‫ٌعتبر من العناصر الجوهرٌة ذات األثر المنشا فً نظرٌة الوضع الظاهر ‪ ،‬وأن الفكرة العامة ذات‬
‫األثر الهام فً أنشاء نظرٌة الوضع الظاهر هً فكرة الؽلط الشابع (ٕ) ‪ ،‬وفٌها ٌجب أن ٌكون من شؤن‬
‫المظاهر المادٌة الخارجٌة أن تولد االعتقاد لدى الؽٌر بقانونٌة مركز صاحب الوضع الظاهر ‪ ،‬وٌراد‬
‫بالؽلط فً مجال الوضع الظاهر هو االعتقاد الواهم فً مركز معٌن على خالؾ الحقٌقة والواقع (ٖ) ‪ ،‬أو‬
‫الجهل القانونً متى كؤن هذا الجهل مصحوبا ً بحسن نٌة ‪ ،‬وهذه القاعدة لم ترد بنص القانون فهً ولٌدة‬
‫المبادئ العامة (ٗ)‪ ،‬وٌتوافر هذا الؽلط من جانب الؽٌر فً كل حالة ٌتضح فٌها أن الوضع الظاهر الذي‬
‫استند إلٌه المتصرؾ ظاهر مستقر قوي ومعقول ‪ ،‬أي أنه ٌبدو وكؤنه مركز قانونً وبذلك ٌكون الؽٌر‬
‫معذوراً فً ؼلطه (٘) ‪.‬‬
‫وقد ذهب البعض من الفقه (‪ ، )ٙ‬إلى أن العنصر المادي للوضع الظاهر المكون للؽلط نوعٌن األول‬
‫ذاتً ‪ ،‬والذي ٌتعلق بالؽٌر ‪ ،‬أما النوع الثانً ‪ ،‬فٌقوم على حالة الوضع الظاهر ‪ ،‬بعبارة أخرى أن ٌكون‬
‫العنصر المادي للوضع مستنداً إلى وقابع متقنة الشبه مع تلك التً ٌستند إلٌها المركز القانونً فً مثل‬
‫هذه الظروؾ ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الؼنصر املؼنوي للوضغ الظاهر‬
‫ٌتصل العنصر المعنوي بالؽٌر المتعامل مع صاحب الوضع الظاهر ‪ ،‬وهذا الؽٌر ال ٌنسب إلٌه ؼش‬
‫أو سوء النٌة أو رؼبة األضرار باآلخرٌن ‪ ،‬وهذا ما نحاول بحثه فً نقطتٌن متتالٌن ‪ ،‬وعلى النحو‬
‫األتً‪-:‬‬
‫أوالً ‪ :‬التعرٌؾ بالؽٌر المتعامل مع صاحب الوضع الظاهر‬
‫ثانٌا ً ‪ :‬حسن نٌة الؽٌر والؽلط الشابع‬

‫من إلؽاء وصٌته ‪ ،‬وذلك ألن الؽٌر قد تعامل معه على أساس ذلك الحكم القضابً الذي أعترؾ بصفته كموصى له ‪،‬‬
‫أشارت له ‪ ،‬المستشار ‪ ،‬فتٌحة قرة ‪ ،‬أحكام الوضع الظاهر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ٖٔ ‪.‬‬
‫(ٔ) د‪ .‬نجوان عبد الستار علً مبارك ‪ ،‬الوضع الظاهر فً القانون المدنً ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ٘9‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(ٕ) البعض من الفقه ٌرى أن الوضع الظاهر له ثالثة أركان وهً ‪ ،‬الركن األول ‪ ،‬وجود أفعال وتصرفات محسوسة‬
‫ٌطلق علٌها بالشواهد المادٌة والخارجٌة ‪ ،‬والركن الثانً ‪ ،‬هو العوامل التً أحاطت بتلك األفعال المحسوسة وبسببها‬
‫وٌطلق علٌها الؽلط الشابع ‪ ،‬والركن الثالث ‪ ،‬هو اعتقاد الؽٌر بقانونٌة مركز صاحب الوضع الظاهر ( المتصرؾ ) ‪،‬‬
‫وهذا التقسٌم أشارت له د‪ .‬نجوان فً مإلفها ‪ ،‬الوضع الظاهر فً القانون المدنً ‪ ،‬فتقول ‪ ،‬أن الفقه اعتاد على تقسٌم‬
‫أركان الوضع الظاهر إلى ركنٌن ‪ ،‬األول ‪ ،‬الركن المادي ‪ ،‬والثانً ‪ ،‬الركن المعنوي ‪ ،‬وبالرؼم من هذا التقسٌم الثنابً‬
‫ألركان الوضع الظاهر إال أن الفقه أختلؾ حول تحدٌد مشتمالت كال الركنٌن ‪ ،‬فالبعض قد أدمج الؽلط الشابع مع‬
‫الشواهد المادٌة والخارجٌة كركن مادي ‪ ،‬والبعض األخر قد أدمج الؽلط الشابع مع حسن نٌة الؽٌر ( المتعامل مع‬
‫صاحب الوضع الظاهر ) كركن معنوي ‪ ،‬وكال الرأٌٌن له أسبابه ومبرراته التً حملته على ذلك التقسٌم ‪.‬‬
‫(ٖ) ‪Jobard-Bachellier (M.N), L'apparence en droit international privé, OP . P.13 .‬‬
‫د‪ .‬محسن عبد الحمٌد إبراهٌم البٌه ‪ ،‬نظرٌة الوارث الظاهر ‪ ،‬مكتبة الجالء الجدٌدة ‪ ،‬المنصورة ‪ ، ٔ99ٖ ،‬ص ‪. 91‬‬
‫(ٗ) ‪L.Aymes, phillip M alaurie - Cours de droit civil, éd. Cayes. 1991, p175 .‬‬
‫(٘) د‪ .‬نجوان عبد الستار علً مبارك ‪ ،‬الوضع الظاهر فً القانون المدنً ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 71‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬د‪ .‬عبد الباسط محمد جمٌعً ‪ ،‬نظرٌة األوضاع الظاهرة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 79‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪127‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫أوالً ‪ :‬التعريف بالغير المتعامل مع صاحب الوضع الظاهر‬


‫لم ٌستطع الفقه أن ٌضع تعرٌفا ً لمصطلح ( الؽٌر ) ٌشمل كل تطبٌقاته ‪ ،‬إال أن هنالك محاوالت من‬
‫قبل الفقه لتعرٌؾ الؽٌر فً عدة مفاهٌم لتعدد أوضاعه ‪ ،‬من هذه المحاوالت فً الفقه محاوالت األستاذ‬
‫(أوسٌل ) الذي ٌرى أن مصطلح الؽٌر من المصطلحات ؼٌر المنضبطة ‪ ،‬إذ أنها من المصطلحات التً‬
‫لها معانً متعددة ‪ ،‬فمن معانٌها الؽٌر فً الصورٌة إلى الؽٌر فً ثبوت التارٌخ ‪ ،‬وٌستنتج من ذلك فكرة‬
‫الؽٌر هً فكرة مؽلوطة ومستعصٌة تماما ً على أي تعرٌؾ عام ٌحٌط بكل جوانبها (ٔ) ‪ ،‬وٌرى األستاذ‬
‫السنهوري (ٕ) ‪ ،‬أن مصطلح الؽٌر ٌختلؾ تحدٌده تبعا ً ألوضاعه المختلفة ‪ ،‬فالؽٌر فً حجٌة الورقة‬
‫العرفٌة وفً ثبوت التارٌخ وفً حجٌة الشًء المقضً به وفً الصورٌة ‪ ،‬وله تحدٌد خاص ٌختلؾ عما‬
‫تقدم فً أثر العقد أو سرٌانه وفً التسجٌل ‪ ،‬وهو فً كل وضع من هذه األوضاع ٌتحدد على نحو ٌتالءم‬
‫مع هذا الوضع ‪ ،‬إال أن الفكرة المشتركة بٌن جمٌع هذ ِه األوضاع أن أثراً قانونٌا ً معٌنا ً قد ٌمتد لشخص‬
‫تقضً المبادئ العامة للقانون بحماٌته من أن ٌمتد إلٌه فٌعتبر من الؽٌر بالنسبة إلى هذا األثر(ٖ) ‪.‬‬
‫وفً مجال بحثنا ‪ ،‬نجد أن هناك قدراً من الحماٌة من أجل حماٌة المصالح الخاصة للشخص من جهة‬
‫وحماٌة الجماعة من جهة أخرى وتلك الحماٌة أملتها اعتبارات العدالة وتوفٌر األمن واالستقرار فً‬
‫التعامل ‪.‬‬
‫(ٗ)‬
‫وٌرى البعض من الفقه ‪ ،‬أن مصطلح ( الؽٌر ) بوجه عام ٌعنً ( كل شخص ٌتؤثر بوضع قانونً‬
‫قانونً معٌن وال ٌكون طرفا ً أو ممثالً فٌه أو ساهم فً قٌامه ) ‪ ،‬وفً اعتقادنا أن هذا التعرٌؾ‬
‫لمصطلح الؽٌر هو أكثر وضوحا ً وعموما ً لبٌان معناه فً القانون ‪ ،‬إال أنه ال ٌسعفنا فً تحدٌد معناه فً‬
‫نطاق بحثنا ‪ ،‬لذا وجدنا البعض من الفقه (٘) عرفه وبالخصوص فً نظرٌة الوضع الظاهر بؤنه (‬
‫األجنبً عن الظاهر أي الشخص الذي لم ٌقم ولم ٌساهم فً وجوده واستقراره ولٌس خلفا ً عاما ً أو ممثالً‬
‫بواسطته صاحب الوضع الظاهر فً خصوص هذا الوضع ‪ ،‬وهو فً ذات الوقت قد تعامل مع صاحب‬
‫الوضع الظاهر بقصد الحصول منه على حق أو مٌزة ) ‪.‬‬
‫وٌقصد بالؽٌر فً القانون التجاري ذلك الشخص الذي ٌتعامل مع التاجر الظاهر أو ممثل الشركة‬
‫الظاهر أو المستفٌد الظاهر من الورقة التجارٌة معتمداً على المظاهر الخارجٌة التً ولدت لدٌه االعتقاد‬
‫بقانونٌة مركز صاحبة ومطابقته للحقٌقٌة ‪ ،‬فعلى سبٌل المثال الشخص الذي ٌقوم بإبرام عقد تجاري‬
‫معٌن مع تاجر ظاهر ٌنشؤ له حق فً مواجهة التاجر الحقٌقً ( المستتر ) ‪ ،‬أي أنه ٌعتبر من (الؽٌر)‬
‫بالنسبة للوضع الظاهر ‪ ،‬فً حٌن أنه المتصرؾ إلٌه من قبل التاجر الظاهر ( الساتر ) لذا فهو المتعاقد‬
‫األخر بالنسبة للتصرؾ الذي أجراه التاجر الظاهر وبهذا المفهوم نستبعد التاجر الظاهر من الحماٌة التً‬
‫توافرها هذه الحماٌة فال ٌمكن اعتبار التاجر الظاهر من الؽٌر ألنه قد ٌساهم فً خلق ونشؤة الوضع‬
‫الظاهر المخالؾ للحقٌقة ‪ ،‬ولهذا ال ٌهم توافر حسن النٌة أو عدم توافرها ‪ ،‬وأٌضا ً التاجر الحقٌقً ال‬
‫ٌمكن اعتباره من الؽٌر ‪ ،‬فؤما أن ٌكون قد علم بالوضع المخالؾ للحقٌقة ‪ ،‬ولم ٌتخذ الوسابل التً من‬
‫شؤنها أن تزٌل ذلك الوضع الظاهر الزابؾ ‪ ،‬وأما أنه ال ٌعلم بذلك الوضع وال ٌخلو األمر من إهمال من‬
‫جانبه وتقاعس عن القٌام بواجبه على الوجه المطلوب ‪.‬‬

‫(ٔ) د‪ .‬صبري حمد خاطر ‪ ،‬الؽٌر عن العقد ‪ ،‬أطروحة دكتوراه مقدمة إلى كلٌة القانون – جامعة بؽداد ‪ ، ٔ99ٕ ،‬ص ‪7‬‬
‫‪ ،‬د‪ .‬سعدون حسن سرحان ‪ ،‬نحو نظرٌة لحماٌة الؽٌر حسنً النٌة المتعاملٌن مع الشركات التجارٌة ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬‬
‫ص ‪. ٔ1ٙ‬‬
‫(ٕ) د‪ .‬عبد الرزاق أحمد السنهوري ‪ ،‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً الجدٌد ‪ ،‬نظرٌة االلتزام بوجه عام – اإلثبات –‬
‫أثار االلتزام ‪ ،‬ج ٕ ‪ ،‬دار أحٌاء التراث العربً ‪ ،‬القاهرة ‪ ، ٔ9٘ٙ ،‬ص ‪. ٔٓ11‬‬
‫(ٖ) د‪ .‬سلٌمان مرقص ‪ ،‬قوة المحررات العرفٌة فً اإلثبات ‪ ،‬مقال منشور فً مجلة القانون واالقتصاد ‪ ،‬العدد ٗ‪ ، 7‬السنة‬
‫الرابعة عشر ‪ ،‬مارس – ابرٌل – ماٌو ‪ ، ٔ9ٗٗ /‬ص ٖ‪. ٕٙ‬‬
‫(ٗ) عبد الباسط محمد جمٌعً ‪ ،‬نظرٌة األوضاع الظاهرة ‪ ،‬المرجع السابق صٖ‪ 9‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(٘) د‪ .‬نعمان محمد خلٌل جمعة ‪ ،‬أركان الظاهر كمصدر للحق ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. ٕٔ1‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪128‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬


‫وفً كلتا الحالتٌن نجد أن هناك مساهمة ومشاركة من قبل التاجر الحقٌقً فً خلق الوضع الظاهر ‪،‬‬
‫وبالتالً ال ٌمكن اعتباره من الؽٌر ‪.‬‬
‫فالعبرة أذن بحسن نٌة الؽٌر المتعامل مع التاجر الظاهر الذي ٌإثر على فاعلٌة نظرٌة الوضع الظاهر‬
‫بشكل جوهري من أجل حماٌته ‪ ،‬لذا من الضروري بحث حسن النٌة فً الفرع الثانً وعلى النحو‬
‫األتً‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬حسن نية الغير والغلط الشائع‬


‫أن حسن النٌة هو مبدأ أدبً أخالقً ٌقوم علٌه التعاقد القانونً واالجتماعً ‪ ،‬الؽاٌة منه التخفٌؾ من‬
‫قساوة القواعد القانونٌة من خالل التطبٌقات المالبمة والمناسبة للمبادئ األخالقٌة ‪ ،‬فمفهوم حسن النٌة‬
‫ٌهدؾ إلى ربط المبادئ القانونٌة بمبادئ العدالة األساسٌة ‪ ،‬وبالرؼم من أهمٌة هذا المبدأ وتؤثٌره فً‬
‫القانون لم تعرفه القوانٌن الوضعٌة بشكل واضح ودقٌق لصعوبة حصره وتحدٌده فً بعض العبارات ‪،‬‬
‫فهو مفهوم لصٌق باألنصاؾ ‪ ،‬فهو روح العمل القانونً وقوامه وهو اإلرادة األخالقٌة التً تهدؾ إلى‬
‫ربط المبادئ القانونٌة باألفكار الجوهرٌة للعدالة ‪ ،‬فهو ٌمثل األمانة واألخالق واالستقامة والصدق‬
‫والعدالة والحرص على االلتزام بحدود القانون فً التصرفات القانونٌة وبالذات العقد (ٔ) ‪.‬‬
‫وفً الواقع ‪ ،‬أن حسن النٌة لفظ شابع االستعمال فً النصوص التشرٌعٌة ولٌس له معنى عام ٌوجد‬
‫فً جمٌع الحاالت وإنما ٌختلؾ من حالة إلى أخرى ‪.‬‬
‫أن حسن النٌة فً تنفٌذ العقد ٌقصد به األمانة واالستقامة ‪ ،‬بٌنما فً حاالت كسب الحقوق على خالؾ‬
‫القواعد العامة فهو عدم العلم بالعٌب الذي ٌشوب التصرؾ أو ٌجعل التصرؾ ؼٌر فعال (ٕ) ‪.‬‬
‫أما حسن النٌة فً مجال نظرٌة الوضع الظاهر لم ٌكن لها موقفا ً محدداً لبٌان مفهومها ‪ ،‬فبرزت وجهة‬
‫نظر أولى تعتبر أن حسن النٌة هو الخطؤ أو الؽلط الشابع الذي ٌشوب تصرؾ صاحب الوضع الظاهر‬
‫من عدم المشروعٌة بسبب تخلؾ الصفة الالزمة ‪ ،‬حٌث ٌلجؤ الؽٌر إلى التعامل معه معتقداً أنه ٌتعامل‬
‫مع صاحب الحق الذي ٌحمٌه القانون ‪ ،‬أما وجهة النظر الثانٌة ‪ ،‬ترى بؤن حسن النٌة هو قصد االلتزام‬
‫بحدود القانون ‪ ،‬فالنٌة هً قصد الشخص فً اتخاذ قرار داخلً لمواجهة مشكلة معٌنة متؤثرة بعوامل‬
‫داخلٌة وخارجٌة كالرؼبات والعواطؾ والشهوات وؼٌرها من العوامل وهً إرادة داخلٌة باطنه تبقى فً‬
‫نفس صاحبها طالما أنه لم ٌعبر عنها وإال تحولت إلى تصرؾ قانونً منشؤ للحقوق وااللتزامات فالنٌة‬
‫التً تبقى خفٌة ومستترة فً نفس صاحبها من دون أن ٌرافقها تصرؾ خارجً معٌن ال ٌرتب علٌها‬
‫القانون أي أثر (ٖ) ‪.‬‬
‫وحتى ٌكون الؽٌر حسن النٌة ٌجب أن ٌقصد االلتزام بحدود القانون وقصد االلتزام ٌختلؾ عن‬
‫االلتزام ذاته ‪ ،‬ألنه قد ٌقصد الشخص احترام القانون ومع ذلك تحصل منه المخالفة أما لعدم أدركه لكل‬
‫حقابق الموضوع وأما لجهله القانون فقصد االلتزام شًء مستقل عن التحقٌق الفعلً لهذا االلتزام (ٗ) ‪.‬‬
‫ومن الواضح أنه ال ٌوجد فارق جوهري بٌن الوجهتٌن ‪ ،‬أي بٌن من ٌعتبر أن حسن النٌة هً ؼلط‬
‫شابع وبٌن من ٌعتبرها قصد االلتزام بحدود القانون ‪ ،‬فحسن النٌة فً نظرٌة الوضع الظاهر تقوم على‬
‫المزج بٌن جهل الؽٌر بصفة الشخص الذي تعامل معه وبٌن قصد هذا الؽٌر االلتزام بحدود القانون‬
‫فٌكون الؽٌر حسن النٌة عندما ٌبرم تصرفا ً ٌسعى من خالله الحصول على حق وفق حكم القانون‬

‫ٔ‪ )ٔ( .‬لوزان أمٌن الحاج سلٌمان ‪ ،‬الوكالة الظاهرة بٌن الواقع والقانون ‪ ،‬ط ٔ ‪ ،‬منشورات الحلبً الحقوقٌة ‪، ٕٓٔ7 ،‬‬
‫ص ٓٓٔ ‪.‬‬
‫(ٕ) عالء حسٌن علً الجوعانً ‪ ،‬مبدأ حسن النٌة فً تكوٌن العقود – دراسة قانونٌة مقارنة ‪ ،‬رسالة ماجستٌر مقدمة إلى‬
‫كلٌة الحقوق ‪ -‬جامعة صدام " سابقا ً " ‪ ، ٕٕٓٓ ،‬ص ٗ ‪ ،‬رشٌد مجٌد محمد الربٌعً ‪ ،‬مبدأ حسن النٌة فً تنفٌذ‬
‫االلتزامات الدولٌة ‪ ،‬رسالة مقدمة إلى جامعة بؽداد ‪ ،‬كلٌة القانون والسٌاسة ‪ ، ٔ91ٖ ،‬ص ٖٕ ‪ ،‬د‪ .‬نعمان محمد خلٌل‬
‫جمعة ‪ ،‬أركان الظاهر كمصدر للحق ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ٖٓٔ ‪.‬‬
‫(ٖ) د‪ .‬نعمان محمد خلٌل جمعة ‪ ،‬أركان الظاهر كمصدر للحق ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ٖ٘ٔ ‪. ،‬‬
‫(ٗ) د‪ .‬محسن عبد الحمٌد إبراهٌم البٌه ‪ ،‬نظرٌة الوارث الظاهر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. ٔٓٙ‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪129‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬


‫فٌتعامل مع ؼٌر ذي صفة قانونٌة من دون علمه بذلك ‪ ،‬فتحمٌه نظرٌة الوضع الظاهر من بطالن‬
‫التصرؾ عن طرٌق تصحٌح هذا العٌب (ٔ) ‪.‬‬
‫وفً تصورنا أن حسن النٌة وأن كان ضرورٌا ً لتصحٌح تصرؾ معٌن فإنه ال ٌكفً لوحده فً تحقٌق‬
‫هذا األثر فإذا كان تصحٌح الوضع ٌتقرر للؽٌر الذي ٌتعامل مع صاحب الوضع الظاهر سواء كان تاجر‬
‫ظاهر أو مدٌر الشركة الظاهر ‪ ،‬ألنه كؤن مخدوعا ً وحٌث ٌختلط حسن النٌة بالؽلط المشروع (ٕ) ‪ ،‬فإن‬
‫من الواجب أن ٌكون هذا الؽلط الذي وقع فٌه ذلك الشخص قد استمد مشروعٌته من عنصر ظاهر‬
‫ومحسوس مختلؾ عن الحقٌقة المستترة ‪ ،‬وهذا هو العنصر المادي للنظرٌة والمتمثل بالمظاهر‬
‫الخارجٌة والتً تبدو وكؤنها مظاهر قانونٌة ‪ ،‬ولهذا نجد أن حسن النٌة لكً ٌصبح فعاالً ٌلزم أن ٌعتمد‬
‫على الظاهر المشروع أو المبرر والمقنع من أجل أن ٌعذر الؽٌر بجهله فً حقٌقة الواقع (ٖ) ‪.‬‬

‫املبحث الثاني‬
‫تطبيقات الوضغ الظاهر يف القانون التجاري‬
‫لم ٌنظم المشرع العراقً سواء فً القانون المدنً أو القانون التجاري نظرٌة الوضع الظاهر ‪،‬‬
‫وإنما أورد تطبٌقات لها من خالل النصوص المتفرقة فٌه (ٗ) ‪ ،‬فقد تدخل الفقه وصاغ نظرٌة الوضع‬
‫الظاهر بما ٌتفق مع روح التشرٌع وال ٌخالؾ نصا ً تشرٌعٌا ً فً القانون ‪ ،‬فقد قضً بنفاذ تصرؾ‬
‫صاحب الوضع الظاهر والؽٌر حسن النٌة فً مواجهة صاحب الحق ‪.‬‬
‫أن الطرٌق الوحٌد إلثبات أي نظرٌة وإبرازها ٌكون عن طرٌق التطبٌقات ‪ ،‬وألهمٌة الوضع الظاهر‬
‫فً القانون التجاري ‪ ،‬ظهرت لنا أهم تطبٌقاته التشرٌعٌة فً نطاق القانون التجاري ‪ ،‬وقد أعتد القانون‬
‫التجاري بنظرٌة الوضع الظاهر فً عدة تطبٌقات سنبٌنها فً المطالب الثالثة اآلتٌة ‪-:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الوضع الظاهر ومحترفً األعمال التجارٌة‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬المدٌر المفوض الفعلً‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الوضع الظاهر فً األوراق التجارٌة‬

‫املطلب األول‬
‫الوضغ الظاهر وحمرتيف األػمال التجارية‬
‫القانون التجاري تقبل نظرٌة الوضع الظاهر ؼٌر تردد لما ٌتمتع به من سرعة وابتمان أو ثقة وبرز‬
‫ذلك فً أهم حالة نموذجٌة تتصل بمحترفً التجارة تحت تطبٌق ( التاجر الظاهر ) ‪ ،‬فصفة التاجر البد‬
‫فٌها من شروط وضعها القانون الكتسابها بقصد تنظٌم شإونه وحصوله على المزاٌا والتسهٌالت التً‬
‫منحها القانون لمن ٌكتسب تلك الصفة ‪ ،‬وفً ذات الوقت تحمله العدٌد من الواجبات الضرورٌة والمهمة‪،‬‬
‫من أجل حماٌة الؽٌر الذي تعامل معه على هذا األساس ‪ ،‬وأٌضا ً تحقٌق الضمان الخاص الذي أحاط به‬

‫(ٔ) خدٌجة شرٌؾ ‪ ،‬نظرٌة الظاهر فً القانون المدنً والتجاري – دراسة مقارنة بٌن القانونٌن اللبنانً والفرنسً ‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه مقدمة إلى كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة واإلدارٌة – الفرع األول – الجامعة اللبنانٌة ‪ ، ٔ999 ،‬ص‬
‫٘‪. ٔ1‬‬
‫(ٕ) لوزان أمٌن الحاج سلٌمان ‪ ،‬الوكالة الظاهرة بٌن الواقع والقانون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ٖٔٔ وما بعدها ‪.‬‬
‫(ٖ) عارؾ صالح مخلؾ ‪ ،‬نظرٌة الظاهر فً القانون اإلداري ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬رسالة ماجستٌر مقدمة إلى كلٌة صدام‬
‫للحقوق " سابقا ً " ‪ ، ٔ991 ،‬ص‪ ، ٗٙ‬وأٌضا ً المستشار فتٌحة قرة أحكام الوضع الظاهر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬صٖٗ ‪.‬‬
‫(ٗ) أن هذا الحكم جاء خالفا ً للقانون المدنً الفرنسً الذي تضمن مواد بحثت بالوارث الظاهر واألهلٌة الظاهرة والدابن‬
‫الظاهر ‪ ،‬لوزان أمٌن الحاج سلٌمان ‪ ،‬الوكالة الظاهرة بٌن الواقع والقانون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ٕ٘ ‪.‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪131‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬


‫(ٔ)‬
‫القانون من ٌتعامل مع التاجر ‪ ،‬لهذا صفة التاجر تمثل مصلحة المتعاقدٌن معه ‪ ،‬واألمر هذا ٌتطلب‬
‫ظهور الشخص أمام الؽٌر مكتسبا ً لصفة التاجر وٌتعامل معهم على أساس هذا الظهور ‪ ،‬ومع ذلك فإن‬
‫الظهور بالعمل التجاري وممارسة كافة صالحٌات المركز الذي ٌخوله القانون للتاجر له دور أكٌد فً‬
‫زٌادة الثقة به واالطمبنان إلٌه والرؼبة فً التعامل معه ‪ ،‬وألن هذا الؽٌر حسن النٌة وال ٌستحق اللوم‬
‫لذلك كان الزما ً على القانون أن ٌتدخل لحماٌة الثقة التً أوالها الؽٌر للوضع الظاهر بؤن ٌجعل من‬
‫مجرد مركز التاجر سببا ً لترتٌب اآلثار كافة التً تترتب على ذات المركز عن طرٌق افتراض اكتسابه‬
‫صفة التاجر وتحمٌله النتابج كافة التً تترتب على اكتساب هذه الصفة الحقٌقٌة (ٕ) ‪ ،‬ولهذا فؤن الظهور‬
‫القانونً فً اكتساب صفة التاجر لها تطبٌقات عدٌدة ٌمكن لمحترؾ األعمال التجارٌة أن ٌظهر بها ‪ ،‬فقد‬
‫ٌمارس تجارته وهو مستتراً وراء شخص أخر ٌتاجر بؤمواله وٌعمل لحسابه وٌظهر أمام الؽٌر على أنه‬
‫التاجر الحقٌقً فٌتعامل باسمه دون إشارة إلى الشخص المستتر ‪ ،‬أو قد ٌمنع من ممارسة التجارة‬
‫ألسباب معٌنة ‪ ،‬أو قد ٌظهر شخص بمظهر التاجر ‪ ،‬كما أن احتراؾ األعمال التجارٌة بقصد تحقٌق‬
‫الربح من قبل الشخص الطبٌعً أو المعنوي ٌكون سببا ً الكتساب الصفة التجارٌة ‪ ،‬وهذا االحتراؾ‬
‫لألعمال التجارٌة ٌتصل عادة بالعالنٌة (ٖ) التً تتمثل بنشاط منظم وفقا ً لطرق فنٌة مالبمة ومظاهر دالة‬
‫على إعالن الجمهور بمباشرة هذا النشاط والقٌام بالمعامالت التجارٌة على نحو متصل ومعتاد واتخاذ‬
‫اسم تجاري ومسك دفاتر تجارٌة ونحو ذلك (ٗ)‪ ،‬وبالنسبة لمحترؾ األعمال التجارٌة قد تعتبر األموال‬
‫التً تعود للؽٌر ملكا ً له باعتباره تاجر إذا كانت فً حٌازته عند إفالسه أو قد ٌظهر بؤنه مالك لبضاعة‬
‫على خالؾ الحقٌقة ‪ ،‬أو قد ٌعهد هذا التاجر إلى شخص أخر بإدارة سفٌنته ‪ ،‬فإذا ما خدع الؽٌر بها‬
‫تداركته نظرٌة الوضع الظاهر ووفرت الحماٌة له ‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫املدير املفوض الفؼلي‬
‫أن القضاء الفرنسً (٘) قد اعتاد االستجابة إلى اعتبارات العدالة والمصلحة العامة لكً ٌتصدى‬
‫لحماٌة بعض األوضاع التً ال ٌحمٌها التشرٌع ‪ ،‬ومن بٌن هذه الحاالت حماٌة الؽٌر الذي تعامل مع‬
‫الظاهر وقد استند القضاء فً تبرٌره لهذه الحماٌة إلى أفكار عدٌدة منها فكرة المدٌر المفوض الفعلً‬

‫(ٔ) د‪ .‬باسم محمد صالح ‪ ،‬القانون التجاري – القسم األول ‪ ،‬الناشر ‪ ،‬العاتك لصناعة الكتاب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬توزٌع ‪ ،‬المكتبة‬
‫القانونٌة ‪ ،‬بؽداد ‪ ،‬بال سنة طبع ‪ ،‬ص ‪ ، 17‬د‪ .‬أحمد إبراهٌم البسام ‪ ،‬القانون التجاري ‪ ،‬جٔ ‪ ،‬بؽداد ‪، ٔ9ٙٔ ،‬‬
‫صٖٕٔ ‪.‬‬
‫(ٕ) د‪ .‬سمٌحة القلٌوبً ‪ ،‬الوسٌط فً شرح القانون التجاري المصري ‪ ،‬ج ٔ ‪ ،‬ط‪ ، 7‬دار النهضة العربٌة ‪ ، ٕٓٔ٘ ،‬ص‬
‫ٗ‪ ، ٔ9‬د‪ .‬مصطفى كمال طه ‪ ،‬أ‪ .‬وابل أنور بندق ‪ ،‬أصول القانون التجاري ‪ ،‬دار الفكر الجامعً ‪، ٕٖٓٔ ،‬صٖٗٔ‪.‬‬
‫(ٖ) د‪ .‬باسم محمد صالح ‪ ،‬القانون التجاري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، ٔٔ9‬حسٌن عواد ‪ ،‬القانون التجاري المقارن –‬
‫دراسة مقارنة ‪ ،‬محاضرات لطالب السنة الثالثة حقوق ‪ ،‬الجامعة اللبنانٌة – كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة واإلدارٌة ‪،‬‬
‫الفرع األول ‪ ،‬مجلس فرع الطالب ‪ ،‬دابرة شإون المطبوعات ‪ ، ٔ99ٗ ،‬ص ٕ‪ ، ٔٙ‬د‪ .‬أكثم أمٌن الخولً ‪ ،‬قانون‬
‫التجارة المقارن ‪ – ،‬مقدمة عامة – األعمال التجارٌة – والتجار – حقوق الملكٌة الصناعٌة – المتجر والعقود الواردة‬
‫علٌه ‪ ،‬ج ٔ ‪ ،‬دار النهضة العربٌة للطباعة والنشر ‪ ،‬بٌروت – لبنان ‪ ، ٔ9ٙ7 ،‬ص ٗ‪. ٔ1‬‬
‫(ٗ) د‪ .‬باسم محمد صالح ‪ ،‬القانون التجاري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، ٔٔ7‬د‪ .‬سمٌحة القلٌوبً ‪ ،‬الوسٌط فً شرح القانون‬
‫التجاري المصري ‪ ،‬ج ٔ ‪ ،‬ط ‪ ، 7‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ٕ٘ٔ ‪.‬‬
‫(٘) القضاء الفرنسً كان من مإسسً نظرٌة األوضاع الظاهرة ‪ ،‬فطبقها بال تردد بمختلؾ تطبٌقاتها المدٌر المفوض‬
‫الفعلً والوكٌل الظاهر والوارث الظاهر والشركة الفعلٌة ‪ ،‬حٌث آمن بؤن نظرٌة األوضاع الظاهرة وقاعدة الؽلط‬
‫الشابع ٌولد الحق هً قاعد قانونٌة واجبة التطبٌق ‪ ،‬مكتفٌا ً فً تطبٌقها بالظاهر المقنع فقط ‪ ،‬وهذا األمر ٌجعل الوضع‬
‫الظاهر مصدراً من مصادر الحق وهذا ما أستقر علٌه القضاء الفرنسً بؤعلى هٌباته ‪ ،‬سركوت إسماعٌل حسٌن ‪،‬‬
‫الظاهر ودوره فً اإلثبات – دراسة مقارنة ‪ ،‬ط ٔ ‪ ،‬منشورات الحلبً الحقوقٌة ‪ ، ٕٓٓ9 ،‬ص ٖ‪. ٙ‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪131‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫فهً من صنع القضاء ابتدعها لؽرض تحقٌق أكبر قدر من الحماٌة لجمهور المتعاملٌن الذٌن ؼالبا ً ما‬
‫ٌعتمدون فً معامالتهم التجارٌة على الوضع الظاهر (ٔ) ‪.‬‬
‫وقد أثٌرت فكرة المدٌر الفعلً بشكل أكثر شٌوعا ً فً العمل فً مجال التعامل مع مدٌر الشركة‬
‫الظاهر ‪ ،‬أن المشرع الفرنسً لم ٌضع تعرٌؾ أو تحدٌد لهذه الفكرة ‪ ،‬لذلك فقد انطلق القضاء بهذه‬
‫الفكرة إلى أفاق واسعة ‪ ،‬فقد استند إلى هذه الفكرة فً العدٌد من أحكامه لتقرٌر مسإولٌة الشركة تجاه‬
‫الؽٌر عن أعمال المدٌر خروجا ً على مقتضى القواعد العامة متى كان نظام الشركة قد خول المدٌر‬
‫السلطات الظاهرة مما أدى إلى خدٌعة الؽٌر حسن النٌة المتعامل معه (ٕ) ‪ ،‬وفً الحقٌقة أن القضاء‬
‫الفرنسً عندما اقتضى لنفسه هذا الدور لم ٌبالػ فً استخدامه لهذه الفكرة وإنما كان معتدالً ومتزنا ً بحٌث‬
‫لم ٌستخدمها إال فً حاالت اقتضتها العدالة أو مصلحة المجتمع ‪ ،‬وحٌث ال ٌوجد نص تشرٌعً لٌحقق‬
‫هذه األهداؾ وٌبرر موقؾ القضاء الفرنسً قدم التقنٌنات التً ترجع إلى بداٌة القرن التاسع عشر ولم‬
‫تعد تتناسب مع واقع المجتمع الذي كان محالً لتطوٌر هابل وعمٌق (ٖ) ‪ ،‬أما عن الوضع فً مصر ‪ ،‬فلم‬
‫ٌحاول القضاء المصري تقلٌد القضاء الفرنسً فً هذا الشؤن كما وأن المشرع المصري كنظٌره‬
‫ٌعن بتحدٌد هذه الفكرة وكان من الطبٌعً والحال كذلك أن تظل المسؤلة بعٌدة عن اهتمام‬ ‫الفرنسً لم َ‬
‫الفقه فً مصر ‪.‬‬
‫ونعود للوضع فً فرنسا حٌث توسع القضاء الفرنسً فً تطبٌقه لهذه الفكرة بشكل ملحوظ وخاصة‬
‫فً مجال الشركات ذات المسإولٌة المحدودة فً حالة تجاوز المدٌر لسلطاته أو ألؼراض الشركة‬
‫مستهدفا ً بذلك حماٌة الؽٌر حسن النٌة من مخاطر المسإولٌة المحدودة للشركاء فً هذه الشركة (ٗ) ‪ ،‬بل‬
‫لقد لجؤ القضاء إلى هذه الفكرة فً حالة انعدام سلطات المدٌر وهً تلك الحالة التً كانت مثار حٌرة‬
‫القضاء الذي ٌجتهد فً تلمس أي خطؤ ٌمكن نسبته إلى الشركة لتقرٌر مسإولٌتها عن األعمال التً‬
‫أجراها ذلك المدٌر المزعوم مع الؽٌر حسن النٌة مع أنه لم ٌنسب إلٌها ثمة خطؤ ولم ٌصدر عنها أٌة‬
‫تفوٌض ‪ ،‬وإذا كان اصطالح المدٌر الفعلً قد اكتسب على هذا النحو قدراً من الشٌوع مشهود ‪ ،‬حٌث‬
‫رددت العدٌد من أحكام القضاء وجرت به أقالم الشراح فً فرنسا إال أنه ظل رؼم هذا كله بعٌداً عن‬
‫التحدٌد (٘) ‪ ،‬وإزاء صمت المشرع عن تحدٌد داللته الفعلٌة فقد أظهر تطبٌقه فً مجال معٌن كثٌراً من‬
‫الحٌرة واالضطراب وكان من الطبٌعً أن تستوقؾ هذه الظاهرة أنظار الباحثٌن والشراح ‪ ،‬فصار‬
‫االصطالح موضوعا ً لدراسات قدٌمة وحدٌثة فً فرنسا عنً بعض الشراح بتحدٌد داللته الفنٌة فً إطار‬
‫فكرة الوضع الظاهر ‪ ،‬بٌنما عنً البعض األخر بمعالة فكرة المدٌر الفعلً كبناء قانونً له سند تشرٌعً‪،‬‬
‫وٌمكن حصر هذه المحاوالت فً اتجاهٌن ربٌسٌٌن ‪ ،‬أولهما ‪ ،‬ذهب إلى معالجة الفكرة فً إطار نظرٌة‬

‫(ٔ) ‪Raad Hashim Ameen Al-Temimi , Companies Directors in Iraq Law and their‬‬
‫‪Divided Loyalty; Lessons Drawn from English Law , A Thesis Submitted to Bangor‬‬
‫‪University , 23 June 2015 , p. 41 .‬‬
‫(ٕ) ‪Cour de cassation , 29, Sept , 1975 , Revue Trimestrielle de droit Commerical ,‬‬
‫‪1975 , p. 864 .‬‬
‫حٌث اعتبرت المحكمة الوكٌل المفوض عن الشركة ذات المسإولٌة المحدودة مدٌراً فعلٌا ً استناداً إلى أنه كان ٌتعامل مع‬
‫الؽٌر على وجه معتاد بصفته مدٌراً للشركة بما كان من شؤنه أن ٌخلق وضعا ً ظاهراً ٌولد لدى الؽٌر االعتقاد بمطابقة‬
‫هذا المظهر للحقٌقة ‪ ،‬د‪ .‬سعدون حسن سرحان ‪ ،‬نحو نظرٌة لحماٌة الؽٌر حسنً النٌة المتعاملٌن مع الشركات‬
‫التجارٌة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ٕ٘ٗ ‪.‬‬
‫(ٖ) د‪ .‬سعدون حسن سرحان ‪ ،‬نحو نظرٌة لحماٌة الؽٌر حسنً النٌة المتعاملٌن مع الشركات التجارٌة ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬‬
‫ص ‪. ٕٗٙ‬‬
‫(ٗ) د‪ .‬أبو زٌد رضوان ‪ ،‬شركات المساهمة ( وفقا لقانون ألحكام القانون رقم ‪ ٔ٘9‬لسنة ٔ‪ ) ٔ91‬والقطاع العام ‪ ،‬دار‬
‫ً‬
‫الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪ ، ٔ91ٖ ،‬هامش ٔوٕوٖ ‪ ،‬ص ٘٘ٔ ‪.‬‬
‫(٘) د‪ .‬سعدون حسن سرحان ‪ ،‬نحو نظرٌة لحماٌة الؽٌر حسنً النٌة المتعاملٌن مع الشركات التجارٌة ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬‬
‫ص ‪. ٕٗ1‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪132‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫الوضع الظاهر ‪ ،‬بٌنما ركز االتجاه األخر اهتمامه فً ضوء نص المادة ( ‪ ) 99‬من قانون الشركات‬
‫النافذ الصادر ٖٔ‪ ٔ9ٙ7 /7 /‬الخاص بنظام السندٌك ( وكٌل التفلٌسة ) ‪ ،‬ونوضح كالً من االتجاهٌن فً‬
‫فرعٌن وعلى النحو األتً‪-:‬‬
‫أوالً ‪ :‬فكرة المدٌر الفعلً فً ضوء نظرٌة الوضع الظاهر ‪ ،‬من خالل البحث عن مفهوم دقٌق لفكرة‬
‫المدٌر الفعلً ظهرت محاوالت لصٌاؼة هذه الفكرة فً إطار نظرٌة الوضع الظاهر ‪ ،‬ومن أبرزها‬
‫محاولة األستاذ ( كالٌه أولوي ‪ ، ) Calais, Auloy‬إذ ٌرى ن وصؾ المدٌر الفعلً ٌنطبق على ذلك‬
‫الشخص الذي ٌظهر أمام الؽٌر باعتباره ممثالً عن الشركة على خالؾ الواقع أو بعبارة أخرى من ٌلزم‬
‫الشركة بمقتضى فكرة الظاهر وهذا المعنى هو الذي درجت علٌه أحكام عدٌدة فً القضاء الفرنسً ‪،‬‬
‫وتقوم فكرة الظاهر فً هذا الصدد وفقا ً لما استقر علٌه الرأي فً الفقه والقضاء الفرنسً على حماٌة‬
‫الؽٌر حسن النٌة الذي تعامل مع الظاهر دون علم بؤوجه النقص أو العٌب فً القرار الصادر من ممثل‬
‫الشركة الظاهرة والذي ٌتجاوز حدود سلطاته المقررة له فً العقد أو تجاوزه ألؼراض الشركة بل وفً‬
‫حالة انعدام سلطته أصالً فً بعض األحوال متى كانت المظاهر والشواهد التً أحاطت بالتعاقد من شؤنها‬
‫أن تولد االعتقاد لدى الؽٌر بمطابقة المظهر للحقٌقة ‪ ،‬فإن مدٌر الشركة الظاهر هو بالضرورة مدٌر‬
‫فعلً والعكس ؼٌر صحٌح أي أن المدٌر الفعلً لٌس فً كل األحوال مدٌر ظاهر ‪ ،‬لهذا فإننا نإثر‬
‫إطالق لفظ المدٌر الفعلً على الحاالت التً تقوم على فكرة الظاهر فقط حتى ال ٌدعو ذلك إلى االعتقاد‬
‫بؤن المدٌر الفعلً هو دابما ً مدٌر ظاهر ‪.‬‬
‫ثانٌا ً ‪ :‬فكرة المدٌر الفعلً فً ضوء نص المادة ( ‪ ) 99‬من قانون الشركات الفرنسً رقم ‪ٙٙ / ٖ٘7‬‬
‫بتارٌخ ٕٗ ‪ /‬تموز ‪ ، ٔ9ٙٙ /‬اتجه فرٌق أخر فً الفقه وجهة أخرى وهو بصدد البحث عن مفهوم دقٌق‬
‫لفكرة المدٌر الفعلً وقد تلمس األستاذ ( ‪ ) Rives - Lang‬فً نص المادة ( ‪ ) 99‬من قانون الشركات‬
‫الفرنسً رقم ‪ ٙٙ / ٖ٘7‬بتارٌخ ٕٗ ‪ /‬تموز ‪ ٔ9ٙٙ /‬والخاصة بنظام السندٌك سنداً تشرٌعٌا ً لهذه الفكرة‬
‫إذ نصت هذه المادة على ( التزام مدٌري الشركات على وجه التضامن تجاه الؽٌر من دابنً الشركة‬
‫والمساهمٌن عن كل ما ٌظهر من أخطاء أو إهمال منسوب إلٌهم أثناء تولٌهم إدارة الشركة ) ‪ ،‬وٌتضح‬
‫من هذا النص أنه فً حالة عجز الشركة عن الوفاء بدٌونها ٌتكفل جمٌع مدٌري الشركة بالتضامن‬
‫بالوفاء بدٌونها من أموالهم الخاصة فً حالة ثبوت أخطاء أو إهمال منسوب إلٌهم أثناء تصرٌفهم ألمور‬
‫الشركة ‪ ،‬ومن خالل هذا النص فإن المشرع الفرنسً قد توسع كثٌراً فً مسإولٌة الشركة تجاه الؽٌر‬
‫عن أعمال ممثلٌها فؤخضع لحكم هذه المادة كل من ٌظهر أمام الؽٌر على نحو عادي ومضطرد باعتباره‬
‫ٌجسد إرادة الشركة سواء فً الواقع القانونً أو الفعلً وسواء كان ظاهراً أو مستتراً وهكذا ٌعتبر مدٌراً‬
‫فعلٌا ً وفقا ً لنص المادة ( ‪ ) 99‬من هذا القانون كل شخص ٌباشر بحرٌة واستقالل اختصاص وسلطات‬
‫اإلدارة على وجه عادي ومضطرد مما ٌحمل الؽٌر المتعاملٌن مع الشركة على االعتقاد بؤن هذا‬
‫الشخص ٌملك سلطة التصرؾ نٌابة عن الشركة فً الواقع المادي والقانونً دون أن ٌكون له فً الحقٌقة‬
‫والواقع سلطة التعامل نٌابة عنها فٌنطبق هذا الوصؾ على كل شخص ٌمارس سلطاته باسم الشركة‬
‫سواء كان ظاهراً العتباره مدٌراً للشركة أو كان مستتراً أو بوصؾ مستعار لكً ٌبقى المدٌر الحقٌقً‬
‫فً الظل بعٌداً عن أي مسإولٌة ‪ ،‬كالبنك الذي ٌساهم باٌجابٌة وفاعلٌة فً نشاط الشركة أو ٌكون‬
‫المحرك الفعلً فً تموٌل شركة تحت التؤسٌس ‪ ،‬وكذلك الشخص الذي ٌظهر أمام الؽٌر باعتباره مفوضا ً‬
‫عن الشركة بالتوقٌع عن أعمالها أو كان له اختصاصا ً فً شؤن تعٌٌن الموظفٌن بها ‪ ،‬وكذلك من كانت له‬
‫سلطة التصرؾ فً حسابات البنك ‪ ،‬ومع ذلك فقد خلص األستاذ ( رٌؾ النج ) فً بحثه ‪ ،‬أن نص المادة‬
‫( ‪ ) 99‬سالفة الذكر لم تقدم سوى مساهمة ضعٌفة ال طابل منها فً تحدٌد المقصود من فكرة المدٌر‬
‫الفعلً ‪ ،‬لذا لجؤ إلى وضع بعض التحدٌدات أو المعاٌٌر التً ٌراها ضرورٌة بؽٌة الوصول إلى مفهوم‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪133‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫دقٌق لفكرة المدٌر الفعلً وتتمثل هذه المعاٌٌر فً ثالثة عناصر مجتمعة (ٔ) ‪ ،‬وعناصر قٌام فكرة المدٌر‬
‫الفعلً تتمثل باألتً ‪-:‬‬
‫ٔ‪ٌ -‬شترط النطباق وصؾ المدٌر الفعلً القٌام بنشاط إٌجابً وفعال ‪ ،‬وٌعتبر الشخص الذي ٌتعامل باسم‬
‫الشركة مدٌراً فعلٌا ً وفقا ً لهذا المعٌار متى كان الشخص ٌباشر سلطاته فً تصرٌؾ أمور الشركة بفاعلٌة‬
‫وإٌجابٌة على نحو ٌإدي إلى تحقٌق أؼراضها ‪ ،‬أما االمتناع عن ممارسة نشاط أو أمر ما ولو كان محل‬
‫انتقاد أو مساءلة ال ٌكفً ‪ -‬فً هذا المقام – لقٌام وصؾ المدٌر الفعلً ‪ ،‬وعلى ذلك ال ٌعتبر مدٌراً فعلٌا ً‬
‫رجل البنك الذي ٌقتصر دوره على مجرد متابعة أوجه مصروفات الشركة بالنسبة لألموال التً‬
‫اقترضتها ‪.‬‬
‫ٕ‪ٌ -‬جب أن ٌكون مفهوم اإلدارة محدداً تحدٌداً دقٌقا ً وٌتحدد مفهوم اإلدارة للشركة وفقا ً لهذه الوجهة فً‬
‫ضوء طبٌعة النشاط الذي تقوم علٌه الشركة ‪ ،‬بحٌث ٌبدو الشخص الذي ٌنطبق علٌه وصؾ المدٌر‬
‫الفعلً وكان بمقدوره أو بوسعه أن ٌقرر مصٌر المشروع من الناحٌة التجارٌة والمالٌة ‪ ،‬وعلى ذلك‬
‫ٌعتبر مدٌراً فعلٌا ً من ٌقترض من البنك لحساب الشركة دون حاجة ملجبة لذلك أو ٌقترض بالزٌادة عن‬
‫القدر المطلوب مما ٌتسبب عنه خسارة أو ٌعرض الشركة لإلفالس ‪ ،‬وكذلك من ٌقوم بشراء السلع‬
‫والحاجات التً ال ٌقوم علٌها نشاط الشركة وبصفة عامة ٌشترط لقٌام وصؾ المدٌر الفعلً وفقا ً لهذا‬
‫المعٌار أن ٌكون التصرؾ الذي أجراه الشخص باسم الشركة متوافراً فٌه شرط الخطؤ المستوجب‬
‫للمسإولٌة المدنٌة ولكن لٌس معنى ذلك أن ٌتحمل الؽٌر إثبات الخطؤ فً جانب المدٌر الفعلً فالخطؤ هنا‬
‫مفترض فً جانب المدٌر الذي ٌتجاوز حدود سلطاته أو ٌتجاوز أؼراض الشركة وإنما ٌجب على الؽٌر‬
‫إثبات الشواهد أو المظاهر التً كان من شؤنها أن تولد لدٌه االعتقاد بؤن هذا المدٌر إنما ٌجسد إرادة‬
‫الشركة فً الواقع خالفا ً للحقٌقة ‪.‬‬
‫ٖ‪ٌ -‬فترض وصؾ المدٌر الفعلً نشاطا ً فعاالً ٌقوم به الشخص بمطلق الحرٌة واالستقالل ‪ٌ ،‬جب على‬
‫الشخص الذي ٌنطبق علٌه وصؾ المدٌر الفعلً وفقا ً لهذا المعٌار أن ٌباشر سلطاته واختصاصاته فً‬
‫حدود المعتاد بالنسبة لمن كان فً مثل وضعه فً الشركات التً تمارس نفس نوع النشاط الذي تقوم به‬
‫الشركة ‪ ،‬وعلى ذلك ال ٌنسحب وصؾ المدٌر الفعلً على الشخص الذي ٌخضع فً مباشرة سلطاته‬
‫واختصاصاته إلشراؾ أو تعلٌمات صادرة إلٌه من سلطة علٌا بحٌث ٌبدو وكؤنه مجرد أداة تنفٌذٌة لهذه‬
‫السلطة وكذلك ٌستبعد أٌضا ً الشخص الذي تربطه بالشركة عالقة عمل حٌث ٌفترض فٌه قٌام رابطة‬
‫التبعٌة ‪ ،‬وهكذا تبدو فكرة المدٌر الفعلً وفقا ً لتقدٌر هذه الوجهة وبخالؾ االتجاه األول كبنٌان قانونً‬
‫ولٌس مجرد حالة واقعٌة بحتة ومن ثم ٌخضع وصؾ المدٌر الفعلً من حٌث الشروط التً ٌقوم علٌها‬
‫والحاالت التً ٌتواجد فٌها لرقابة محكمة النقض ‪ ،‬ولكن من ٌقع علٌه عبء إثبات وصؾ المدٌر الفعلً‬
‫؟ ٌجٌب األستاذ ( رٌؾ النج ) على هذا التساإل قابالً‪ :‬أنه ٌجب على المدعً وهو السندٌك وفقا ً لنص‬
‫المادة ( ‪ ) 99‬أنفة الذكر ‪ ،‬أن ٌقٌم الدلٌل على أن المدعى علٌه كانت له صفة المدٌر الفعلً ولقاضً‬
‫الموضوع فً هذا سلطة تقدٌرٌة واسعة وٌخضع فً ذلك لرقابة محكمة النقض ‪.‬‬
‫خالصة القول ‪ ،‬أن وصؾ المدٌر الفعلً وفق االتجاه األول ٌنطبق على كل من ٌظهر أمام الؽٌر‬
‫باعتباره ممثالً للشركة على خالؾ الحقٌقة والواقع أو بمعنى أدق من كان ٌلزم الشركة بمقتضى نظرٌة‬
‫الوضع الظاهر فهو بهذا ٌفترض ؼلطا ً ٌقع فٌه الؽٌر بالنسبة للمتصرؾ أو المدٌر الظاهر مما ٌبرر‬
‫احتجاج الؽٌر على الشركة بالتصرؾ الذي أجراه مع ذلك المدٌر الذي ٌتجاوز سلطاته أو ٌتجاوز‬
‫أؼراض الشركة ‪ ،‬وعلى ذلك ووفقا ً لهذا االتجاه فإن عبء إثبات توافر وصؾ المدٌر الفعلً بالنسبة‬
‫للشخص الذي أجرى التصرؾ الذي شابه عٌب التجاوز ٌتحمله الؽٌر وتتلك مسؤلة من مسابل الواقع التً‬
‫تخضع فً تقدٌرها لمطلق سلطان قاض الموضوع وال ٌخضع فً ذلك لرقابة محكمة النقض ‪.‬‬

‫(ٔ) وٌقول األستاذ ( رٌؾ النج ) أنه باستقراء أراء الفقه واتجاهات القضاء فً هذا الشؤن ٌعكس تحدٌد مفهوم فكرة المدٌر‬
‫الفعلً عن طرٌق تكملة النصوص ووضع بعض التحدٌدات الضرورٌة لها ‪.‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪134‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫أما بالنسبة لالتجاه األخر فقد حصر مفهوم المدٌر الفعلً فً إطار قانونً ‪ ،‬واقتفى لقٌام هذا الوصؾ‬
‫شروط وضوابط محددة ٌلزم توافرها فً الشخص الذي ٌنطبق علٌه ذلك الوصؾ ‪ ،‬كما وضع أمام‬
‫القضاء عدة معاٌٌر موضوعٌة لكً ٌسترشد بها وهو بصدد أعماله لهذه الفكرة ‪ ،‬على أن ٌخضع قضاة‬
‫الموضوع فً تقدٌرهم لقٌام وصؾ المدٌر الفعلً لرقابة محكمة النقض (ٔ) ‪.‬‬
‫وفً اعتقادنا ‪ ،‬أنه ال ٌوجد فارق جوهري بٌن االتجاهٌن وبصفة خاصة ‪ ،‬فٌما ٌتعلق باإلثبات ‪،‬‬
‫فسواء كانت فكرة المدٌر الفعلً باعتبارها مسؤلة من مسابل الواقع أو كانت من مسابل القانون فإن‬
‫النتٌجة على األقل بالنسبة للؽٌر – هدؾ هذه الدراسة – تكون فً الحالتٌن واحدة إذ ٌقع على الؽٌر فً‬
‫جمٌع األحوال عبء إثبات الؽلط الذي وقع فٌه ‪ ،‬وجعله ٌعتقد بؤن ذلك الشخص الذي أجرى معه‬
‫التصرؾ ‪ ،‬إنما ٌجسد إرادة الشركة فً الواقع المادي والقانونً ‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬فإننا أقرب إلى تؤٌٌد الرأي الذي ٌقول به أنصار االتجاه األول ‪ ،‬حٌث ٌساعد على تحدٌد‬
‫الطبٌعة الحقٌقة لفكرة المدٌر الفعلً ‪ ،‬باعتبارها مسؤلة واقع ‪ ،‬مما ٌساهم فً تسهٌل مهمة الؽٌر فً‬
‫اإلثبات ‪ ،‬فضالً على ما ٌحققه هذا الوصؾ من نطاق أوسع لحماٌة الؽٌر حسن النٌة الذي تعامل مع‬
‫الوضع الظاهر ‪ ،‬فال ٌضار الؽٌر من بطالن فً التصرؾ الذي أجراه معه مدٌر الشركة على خالؾ‬
‫األصول المتبعة والمرعٌة فً هذا الشؤن ‪ ،‬وال ٌتضرر كذلك من تجاوز المدٌر لحدود سلطاته أو تجاوز‬
‫أؼراض الشركة من أعمال المدٌر ولو لم تكن هناك ثمة عالقة فً األصل بٌن الشركة والمدٌر ‪.‬‬

‫املطلب الثالث‬
‫الوضغ الظاهر يف األوراق التجارية‬
‫أن لقاعدة التطهٌر من الدفوع أهمٌة فً تٌسٌر تداول األوراق التجارٌة وفٌها ضمانة للحامل القانونً‬
‫من المفاجبة بعدم التسدٌد (ٕ)‪ ،‬لهذا نصت المادة ( ‪ ) ٘7‬من قانون التجارة (ٖ) على أنه " لٌس لمن أقٌمت‬
‫علٌه دعوى بحوالة أن ٌحتج على حاملها بالدفوع المبنٌة على عالقاته الشخصٌة بساحبها أو بحاملٌها‬
‫السابقٌن ما لم ٌكن الحامل وقت حصوله على الحوالة قد تصرؾ بقصد األضرار بالمدٌن " ‪ ،‬حٌث‬
‫جاءت هذه القاعدة من أجل الثقة باألوراق التجارٌة وإلضفاء نوع من االبتمان فً بٌاناتها ٌستحٌل من‬
‫خاللها على المسحوب علٌه القابل للورقة التجارٌة أن ٌتمسك فً مواجهة الحامل حسن النٌة بالدفوع أي‬
‫( وسابل الدفاع ) التً كان باستطاعته التمسك بها فً مواجهة الساحب (ٗ) ‪.‬‬
‫لذا نحاول أن نقتصر على حاالت متعلقة باألوراق التجارٌة وخاصة الحوالة التجارٌة على اعتبار أنها‬
‫تمثل النظرٌة العامة فً األوراق التجارٌة مع أمكانٌة القٌاس علٌها بالنسبة لباقً األوراق التجارٌة التً‬
‫لها دوراً ابتمانٌا ً فً البٌبة التجارٌة (٘) ‪ ،‬وهذه الحاالت هً ‪-:‬‬

‫(ٔ) د‪ .‬سعدون حسن سرحان ‪ ،‬نحو نظرٌة لحماٌة الؽٌر حسنً النٌة المتعاملٌن مع الشركات التجارٌة ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬‬
‫ص ٕٗٗ وما بعدها ‪.‬‬
‫(ٕ) د‪ .‬علً فوزي الموسوي ‪ ،‬الوجٌز فً األوراق التجارٌة ‪ – ،‬دراسة فً قانون التجارة العراقً النافذ ‪ ،‬مكتبة‬
‫السنهوري ‪ ،‬بؽداد ‪ ، ٔٓٔٗ ،‬ص ٓ‪. 9‬‬
‫(ٖ) المادة ( ‪ ) ٘7‬من قانون التجارة العراقً رقم ٖٓ لسنة ٗ‪ ٔ91‬المعدل ‪ ،‬وأٌضا ً نصت علٌها المادة ( ‪ ) ٖ97‬من‬
‫قانون التجارة المصري الجدٌد رقم ‪ ٔ7‬لسنة ‪. ٔ999‬‬
‫(ٗ) د‪ .‬مصطفى كمال طه ‪ ،‬األوراق التجارٌة واإلفالس ‪ ،‬الدار الجامعٌة للطباعة والنشر ‪ ، ٔ91ٕ ،‬ص ٖ‪. 7‬‬
‫(٘) د‪ .‬فوزي محمد سامً ‪ ،‬د‪ .‬فابق محمود الشماع ‪ ،‬القانون التجاري – األوراق التجارٌة ‪ ،‬الناشر ‪ ،‬العاتك لصناعة‬
‫الكتاب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬توزٌع ‪ ،‬المكتبة القانونٌة ‪ ،‬بؽداد ‪ ، ٕٓٔٔ ،‬ص ٕ٘ ‪.‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪135‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫(‪)1‬‬
‫أوالً ‪ :‬توقيع الورقة على بياض والورقة الناقصة‬
‫الورقة على بٌاض هً تلك الورقة التً ٌتفق أطرافها ذوي العالقة على عدم ذكر بعض بٌاناتها‬
‫الجوهرٌة أي ( اإللزامٌة ) فً السند أي تركها على بٌاض على أمل تكملتها فٌما بعد وفقا ً لالتفاق المبرم‬
‫بٌنهما ‪ ،‬وبالرجوع إلى قانون جنٌؾ الموحد (ٕ) وبالذات المادة ( ٓٔ ) منه نالحظها نصت صراحة‬
‫على هذا النوع من األوراق التجارٌة ‪ ،‬وهً الكمبٌالة على بٌاض أو الكمبٌالة الناقصة (ٖ) ‪ ،‬وتعتبرها‬
‫صحٌحة ‪ ،‬حٌث نصت على أنه " إذا كانت الكمبٌالة ناقصة عند سحبها وتم أكمالها بعد ذلك خالفا ً‬
‫لالتفاق الحاصل فإن أكمالها على الوجه المذكور ال ٌمكن إٌراده دفعا ً تجاه الحامل ‪ ،‬ما لم ٌكن الحامل‬
‫قد تملك الكمبٌالة الموضوعة البحث بسوء نٌة أو كان قد أرتكب خطؤ جسٌما ً " ‪ ،‬وقد ذهب قانون‬
‫التجارة الملؽً (ٗ) فً المادة ( ‪ ) ٖ9ٙ‬إلى أنه " إذا كانت البولٌصة ناقصة عند سحبها وتم إكمالها بعد‬
‫ذلك خالفا ً التفاق الحامل فإن إكمالها على هذا الوجه المذكور ال ٌمكن إٌراده دفعا ً تجاه الحامل ‪ ،‬ما لم‬
‫ٌكن قد تملك البولٌصة الموضوعة البحث بسوء نٌة أو كان قد أارتكب خطؤ ً جسٌما ً عند ذلك " ‪ ،‬وعلٌه‬
‫فإن الساحب ٌلتزم قبل الحامل حسن النٌة للحوالة التجارٌة المستكملة خالفا ً إلرادة الساحب ‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لقانون التجارة النافذ فلم ٌرد فٌه نص ٌقابل نص المادة أنفة الذكر ‪ ،‬وعلى الرؼم من سكوت النص‬
‫التشرٌعً نجد أن الفقه المعاصر (٘) ال ٌرى مانعا ً من إقرار مسإولٌة الساحب قبل الحامل حسن النٌة‬
‫الذي اكتسب الحوالة بعد استكمالها عن طرٌق التظهٌر ‪ ،‬بخالؾ الحال بالنسبة للحامل سًء النٌة وهو‬
‫الذي ٌعلم حٌن تملكه للحوالة أنها كانت قد سحبت ناقصة وتم إكمالها خالفا ً إلرادة الساحب ‪.‬‬
‫ونالحظ أن التشرٌع العراقً النافذ لم ٌتطرق إلى بٌان مدى التزام الساحب قبل من خالؾ إرادته‬
‫بالذات من جانب ‪ ،‬وقبل من آلت إلٌه الورقة عبر هذا األخٌر من جانب أخر ‪ ،‬إال أنه بالنسبة للقضاء‬
‫هناك تطبٌقات فً هذا الشؤن والمتمثلة بالتزام ساحب الورقة التجارٌة الناقصة قبل من خالؾ إرادته ‪،‬‬
‫فقد قضت محكمة التمٌٌز (‪ )ٙ‬بؤنه " إذا ثبت أن من أإتمن على التوقٌع وضع بٌانات ؼٌر التً أتفق علٌها‬
‫علٌها‬

‫(ٔ) الورقة على بٌاض هً الورقة التً تخلو من جمٌع البٌانات اإللزامٌة عدا بٌان التسمٌة والتوقٌع ‪ ،‬أما الورقة الناقصة‬
‫هً الورقة التً تخلو من الذي ال ٌمكن افتراضه بحكم القانون وأٌضا ً تعتبر الورقة ناقصة إذا ذكر فٌها البٌانات التً‬
‫ٌجوز افتراضها ولكن بشكل ؼٌر جدي أو إذا لم ٌذكر العنوان بجانب اسم الساحب أو المسحوب علٌه ‪ ،‬والفرق بٌنهما‬
‫هو أن اإلؼفال ٌكون عن سهو أو إهمال فً الورقة الناقصة وٌكون اإلؼفال عن تعمد فً الورقة على بٌاض ‪ ،‬د‪ .‬أكم ٌا‬
‫ملكً ‪ ،‬القانون التجاري – األوراق التجارٌة – دراسة مقارنة – ( للسفتجة وللكمبٌالة والشٌك ) ‪ ،‬ط ٕ ‪ ،‬بؽداد ‪،‬‬
‫‪ ، ٔ971‬ص ٓ٘ ‪.‬‬
‫(ٕ) لقد فكر المجتمع الدولً فً وضع قانون موحد ٌنظم األوراق التجارٌة ‪ ،‬أي وضع قانون الصرؾ ‪ ،‬وقد تحقق ذلك فً‬
‫مإتمر جنٌؾ قً ٖٔ‪ /‬ماٌس – حزٌران ‪ ٔ9ٖٓ /‬حٌث تم المصادقة على ثالثة اتفاقٌات وقد وافقت علٌها ٕ٘ دولة‬
‫بتارٌخ ‪ٌ 7‬ونٌو ٖٓ‪ ٔ9‬تتعلق بالكمبٌالة والسند ألمر وفً شهر فبراٌر سنة ٖٔ‪ ٔ9‬تم عقد مإتمر جنٌؾ أٌضا ً حٌث تم‬
‫التوقٌع على قانون موحد خاص بالشٌك فً ‪ ٔ9‬مارس ٖٔ‪ ، ٔ9‬وهكذا سارعت العدٌد من الدول فٌما بعد إلى األخذ‬
‫بقانون جنٌؾ الموحد وإدخاله فً قوانٌنها الوطنٌة ‪.‬‬
‫(ٖ) أن استعمال مصطلح " حوالة تجارٌة أو سفتجة " فً القانون العراقً ٌتفق مع ما ذهب إلٌه المشروعان المقترحان من‬
‫قبل جامعة الدول العربٌة واتحاد المحامٌن العرب كمحاولة إلحالله محل المصطلحات األخرى المستعملة فً مختلؾ‬
‫البلدان العربٌة ‪ ،‬حٌث تذهب التشرٌعات التجارٌة فً كل من مصر والمؽرب ولٌبٌا وتونس والكوٌت والسعودٌة وقطر‬
‫إلى ا ستعمال مصطلح " كمبٌالة " ‪ ،‬فً حٌن ٌذهب التشرٌع اللبنانً إلى استعمال مصطلح " سند السحب " ‪ ،‬والقانون‬
‫السوري واللبنانً ٌستعمالن مصطلح " سفتجة " ‪ ،‬أما القانون األردنً ٌستعمل مصطلح " سند السحب أو بولٌصة أو‬
‫سفتجة " ‪ٌ ،‬نظر د‪ .‬أكرم ٌاملكً ‪ ،‬القانون التجاري – األوراق التجارٌة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ٕ7‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(ٗ) المادة ( ‪ ) ٖ9ٙ‬من قانون التجارة العراقً الملؽى رقم ٓ‪ ٙ‬لسنة ٖٗ‪. ٔ9‬‬
‫(٘) د‪ .‬أحمد إبراهٌم البسام ‪ ،‬قاعدة تطهٌر الدفوع فً مٌدان األوراق التجارٌة ‪ ،‬مطبعة العانً ‪ ،‬بؽداد ‪، ٔ9ٙ9 ،‬‬
‫ص‪.ٕٔ1‬‬
‫(‪ )ٙ‬تمٌٌز ٗ‪ / 7‬مدنٌة ثانٌة ‪ 7ٖ /‬فً ‪ ، ٔ97ٖ ، ٗ ، ٔٙ‬النشرة القضابٌة ‪ ،‬السنة الرابعة ‪ ،‬العدد الثانً ص ‪، ٕٔ1‬‬
‫وبالنسبة للقضاء المقارن فً هذا الصدد نشٌر إلى قرار قضابً سوري أخر ‪ ،‬الذي قضت به محكمة النقض السورٌة‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪136‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫مع الموقع فقدت الورقة حجٌتها " ‪ ،‬نستخلص من هذا القرار التمٌٌزي ‪ ،‬أن الموقع على ورقة تجارٌة‬
‫ناقصة ال ٌلتزم قبل من أإتمن علٌها متى قام هذا األخٌر بوضع بٌانات مخالفة إلرادة ساحب هذه‬
‫الورقة‪ ،‬وأن هذا الحل الذي أخذت به محكمة التمٌٌز فً العراق هو ذات الحل الذي أخت به العدٌد من‬
‫التطبٌقات القضابٌة العربٌة واألجنبٌة (ٔ) ‪ ،‬وفقا ً ما علٌه القواعد العامة حٌث أن سًء النٌة ٌرد بمثلها ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬حواالت المجاملة‬


‫من الواضح فً هذا النوع من الحواالت أن ٌطلب ذكر سببا ً لألمر ال ٌتفق مع ما ٌقرره القانون‬
‫المدنً ‪ ،‬حٌث أنه ٌفترض أن لكل التزام وجود سبب أنه سبب مشروع (ٕ) ‪ ،‬وهً تلك الحواالت التً‬
‫تبدو فً ظاهرها مستوفٌة لجمٌع البٌانات التً ٌفرضها القانون كما لو كان حوالة حقٌقٌة أي جدٌة ‪ ،‬مع‬
‫أن الحقٌقة أن أرادة المتعاقدٌن قد انصرفت إلى الحصول على ابتمان وهمً ال عالقة له بالحقٌقة ٌرمً‬
‫باألساس إلى خداع الؽٌر من هذا الوضع الظاهر ‪ ،‬وعلٌه فهً ورقة أو حوالة ال تعبر عن عالقة سابقة‬
‫بٌن الساحب والمسحوب علٌه نبرر للساحب أن ٌسحب الحوالة على المسحوب علٌه ‪ ،‬فالوضع الطبٌعً‬
‫أن ٌكون المسحوب علٌه مدٌنا ً للساحب بدٌن هو مقابل وفاء الحوالة ‪ ،‬وفً صورة حوالة المجاملة ال‬
‫ٌكون هناك مقابل وفاء ‪ ،‬ومع ذلك ٌقبلها المسحوب علٌه دون أن ٌكون لدٌه مقابل وفاء وقت إنشابها‬
‫ولكنه ال ٌنوي – المسحوب علٌه – وفاءها أطالقا ً وإنما وضع توقٌعه بقصد خلق ابتمان وهمً للساحب‬
‫‪ ،‬وفً هذه الحالة تكون الحوالة عمالً ؼٌر مشروع ‪ ،‬وٌشتبه بها الحوالة التً تسحب على شخص وهمً‬
‫وتسمى هذه الصورة السحب فً الفراغ (ٖ) ‪ ،‬وهذا النوع من السحب ٌسحب على شخص ؼٌر مدٌن‬
‫وبدون علمه ‪ ،‬وقد تكون المجاملة متبادلة بٌن الساحب والمسحوب علٌه فٌسحب كل منهما حوالة على‬
‫األخر وٌقبلها على سبٌل المجاملة ‪ ،‬وفً جمٌع هذه الصور ٌكون مركز الساحب المالً مضطربا ً‬
‫فٌسعى إلى الحصول على نقود وٌستخدم الحوالة وسٌلة إلقناع الؽٌر بإعطابه ما ٌرٌد ‪ ،‬وٌستخدم قبول‬
‫المسحوب علٌه كؤداة إلقناع الؽٌر بؤن له حقوقا ً قبله وأنه ال ٌزال جدٌراً بالثقة ‪ ،‬ومتى ما كانت هذه‬
‫الحوالة ال تستند على عالقة جدٌة ولم ٌكن لدى أحد قصد جدي فً وفابها كانت باطلة لقٌامها على قصد‬
‫الؽش من الساحب أو المسحوب علٌه ‪ ،‬كما أنه ال ٌجوز االحتجاج بهذا البطالن على الحامل حسن النٌة‬
‫إذ ٌكون من حقه مطالبة الساحب والمسحوب علٌه بوفابها نتٌجة توقٌع كل منهما ‪ ،‬أما الحامل سًء النٌة‬
‫أي الذي ٌعلم بالحقٌقة وقت تلقٌه الورقة فال حق له فً المطالبة ‪ ،‬أما الساحب نفسه فٌعتبر مرتكبا ً‬
‫جرٌمة نصب إذا حصل على نقود من الؽٌر بطرٌق هذه الحوالة ‪ ،‬وإذا أفلس وتبٌن أنه استخدم هذا‬
‫األسلوب إلطالة حٌاته التجارٌة جاز اعتباره مرتكبا ً لجرٌمة اإلفالس بالتقصٌر (ٗ) ‪.‬‬

‫والتً ذهبت إلى ذات الرأي ‪ ،‬حٌث جاء فً قرار لها أن ( توقٌع السند على بٌاض ال ٌجعله باطالً إال إذا ثبت إن حامله‬
‫دون فٌه خالؾ المتفق علٌه ) ‪ ،‬قرار محكمة النقض السورٌة ‪ /‬الؽرفة الثانٌة ‪ /‬قرار رقم ‪ / ٗ79‬أساس ‪ ٘٘7‬جلسة ‪9‬‬
‫‪ ٔ9ٙ7 / ٔٓ ،‬د‪ .‬حسن الفكهانً ‪ ، ،‬موسوعة القضاء والفقه للدول العربٌة ‪ ،‬ج ٔٔ ‪ ،‬ص ٓ‪. 79‬‬
‫أما القرارات القضابٌة األجنبٌة منها ما ورد فً‪:‬‬
‫‪Ripert, G., par Roblot, R., Traite élémentaire de Droit Commercial, tome 1, 1968, p.‬‬
‫‪ ، 126 .‬د‪ .‬فوزي محمد سامً ‪ ،‬د‪ .‬فابق محمود الشماع ‪ ،‬القانون التجاري ‪ -‬األوراق التجارٌة ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬‬
‫ص ‪. 91‬‬

‫(ٕ) المادة ( ٕٖٔ ) من القانون المدنً العراقً رقم ٓٗ لسنة ٔ٘‪ ، ٔ9‬وأٌضا ً المادة ( ‪ ) ٖٔ7‬من القانون المدنً‬
‫المصري رقم ٖٔٔ لسنة ‪.ٔ9ٗ1‬‬
‫(ٖ) وفً كل األحوال ٌشترط فً المسحوب علٌه أن ٌكون شخصا حقٌقٌا ال وهمٌا ‪ ،‬وإال كان السحب من عملٌات النصب‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واالحتٌال التً ٌعاقب علٌها القانون العراقً فً المادة ( ‪ ) ٗ٘ٙ‬من قانون العقوبات العراقً رقم ٔٔٔ لسنة ‪، ٔ9ٙ9‬‬
‫د‪ .‬فوزي محمد سامً ‪ ،‬د‪ .‬فابق محمود الشماع ‪ ،‬القانون التجاري – األوراق التجارٌة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. ٙ1‬‬
‫(ٗ) المادة إفالس بالتقصٌر تقابل ٖٖٓ عقوبات مصري‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪137‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬


‫وعلى الرؼم من مشاركة المسحوب علٌه فً عملٌة الؽش فإنه متى ما أوفى مبلػ الورقة فإن له أن‬
‫ٌرجع بما وفاه على الساحب على أساس الكسب دون سبب ‪ ،‬ولكن إذا أفلس الساحب فهو ٌحرم من‬

‫الدخول فً تفلٌسة الساحب بما دفعه ألن فً هذا الرجوع ضرراً على الدابنٌن ألنهم برٌبون من كل‬
‫ؼش(ٔ) ‪.‬‬
‫ونظراً لما ٌترتب على التعامل بهذه األوراق الوهمٌة من إشاعة االضطراب فً الحٌاة التجارٌة‬
‫وتقوٌض الثقة بٌن التجار وإحداث تضخم مصطنع فً األوراق التجارٌة التً تقوم مقام النقود ‪ ،‬فقد‬
‫أجمعت التشرٌعات الحدٌثة على بطالن هذه األوراق بطالنا ً مطلقا ً لمخالفتها النظام العام ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫عدم مشروعٌة سببها حٌث أن الدافع على االلتزام فٌها هو خلق ابتمان وهمً لالحتٌال على الؽٌر‬
‫وإٌهامه بصحة االلتزام الوارد فً الورقة ‪ ،‬وبما أنه قد اختلفت وجهات النظر الفقهٌة فً فرنسا حول‬
‫آثار هذا البطالن وما إذا كان ٌجوز لمنشا ورقة المجاملة الذي وفى قٌمتها للحامل عند حلول مٌعاد‬
‫االستحقاق ‪ ،‬أن ٌرجع بهذه القٌمة على المستفٌد ‪ ،‬فذهب فرٌق إلى القول بامتناع هذا الرجوع استناداً إلى‬
‫أن العقد الباطل ال ٌنشا حقا ً لمن اشترك فٌه ‪ ،‬إال أن الرأي الراجح فً الفقه الفرنسً ٌمٌل إلى إجازة‬
‫هذا الرجوع تؤسٌسا ً على أنه وأن كان طرفا المجاملة قد اشتركا فً العمل الباطل إال أن من العدل‬
‫ترجٌح كفة من دفع منهما شٌبا ً على من لم ٌدفع شٌبا ً وأثرى على حساب األخر ‪ ،‬وعلى ذلك ٌجوز‬
‫لمنشا ورقة المجاملة الذي وفى قٌمتها للحامل أن ٌرجع على المستفٌد بما وفاه عنه حتى ال ٌثري على‬
‫حسابه ‪ ،‬وبهذا الرأي أخذ الفقه العراقً مستنداً فً تؤٌٌده إلى نص المادة ( ‪ )ٕ( ) ٕ / ٖٔ1‬من القانون‬
‫المدنً التً نصت على أنه " فإذا بطل العقد ٌعاد المتعاقدان إلى الحالة التً كانا علٌها قبل العقد ‪، " ...‬‬
‫وعلٌه ٌجوز للمتعاقد فً العقد الباطل – أٌا ً كان سبب البطالن – استرداد ما سلمه للمتعاقد األخر وفاء‬
‫عنه ‪ ،‬وبالتالً ٌحق لمحرر ورقة المجاملة الرجوع على المستفٌد بقٌمة الورقة التً أوفى بها للحامل‬
‫على الرؼم من بطالن هذه الورقة (ٖ) ‪.‬‬
‫ومما تقدم ‪ ،‬فؤن القانون العراقً وقانون جنٌؾ الموحد ‪ ،‬ال نجد أدنى أثر لهذا النوع من الحواالت‬
‫الوهمٌة ومع ذلك فإنها تعتبر صحٌحة فً كل من القانون األلمانً واالنكلٌزي واالٌطالً ‪ ،‬أما القضاء‬
‫والفقه قد أجمعا على بطالن حواالت المجاملة لعدم مشروعٌة السبب وذلك الن من ٌوقع على ورقة‬
‫المجاملة أنما ٌستهدؾ تمكٌن الساحب أو المستفٌد من الحصول على ابتمان وهمً زابؾ وهو أمر‬
‫مخالؾ لنظام العام وٌنافً االبتمان التجاري الذي ٌجب أن ٌسود فً المعامالت التجارٌة ‪ ،‬إال أن نتابج‬
‫البطالن وأثارها تختلؾ بالنسبة لألطراؾ عنها بالنسبة للؽٌر ‪ ،‬فبالنسبة لألطراؾ ذوي العالقة ٌنتج‬
‫البطالن أثارة فً مواجهتهم ‪ ،‬وذلك على اعتبار أن إرادتهم لم تنصرؾ أصالً إلى أنشاء أي التزام‬
‫صرفً النعدام وجود مقابل الوفاء ‪ ،‬أما بالنسبة للؽٌر فٌجب التمٌٌز بٌن الؽٌر سًء النٌة الذي ال‬
‫ٌستحق أي حماٌة والؽٌر حسن النٌة الذي ال ٌسوغ التمسك فً مواجهته فً بطالن حوالة المجاملة ‪،‬‬
‫وذلك لكونه اطمبن إلى ظاهر الورقة والتً تحمل كافة البٌانات القانونٌة وموقعا ً علٌها بالقبول من طرؾ‬
‫المسحوب علٌه رؼم عدم وجود مقابل الوفاء (ٗ) ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬الوفاء لغير الحامل الشرعي للورقة التجارية‬

‫(ٔ) د‪ .‬علً جمال الدٌن عوض ‪ ،‬األوراق التجارٌة – السند األذنً ‪ ،‬الكمبٌالة ‪ ،‬الشٌك – دراسة للقضاء ‪ ،‬مطبعة جامعة‬
‫القاهرة والكتاب الجامعً ‪ ، ٔ99٘ ،‬ص ‪. ٔٗٙ‬‬
‫(ٕ) من القوانٌن المقارنة ‪ ،‬المادة ( ٖٗٔ ) من القانون المدنً السوري الصادر بالمرسوم التشرٌعً رقم ٗ‪ 1‬لسنة ‪ٔ9ٗ9‬‬
‫‪ ،‬والمادة ( ٕٗٔ ) من القانون المدنً المصري رقم ٖٔٔ لسنة ‪. ٔ9ٗ1‬‬
‫(ٖ) د‪ .‬علً جمال الدٌن عوض ‪ ،‬األوراق التجارٌة – السند األذنً ‪ ،‬الكمبٌالة ‪ ،‬الشٌك – دراسة للقضاء ‪ ،‬المرجع السابق‬
‫‪ ،‬ص ‪. ٗ7‬‬
‫(ٗ) د‪ .‬عز الدٌن بستنً ‪ ،‬الظاهر فً القانون البنكً ‪ ،‬ص ٖٔ – بحث منشور فً صفحة مجلة قوانٌن التجارة واألعمال‬
‫بتارٌخ ٕ‪ / 1/‬سبتمبر ‪ ،‬الساعة ‪ 9:ٕ9‬م ‪ ،‬منشورة على الموقع ‪https:||mobile.twitter.com :‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪138‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬


‫فً الواقع العملً كثٌر ما ٌفاجؤ المسحوب علٌه القابل للحوالة التجارٌة بوجود واقعة أدت إلى انقضاء‬
‫االلتزام الصرفً ‪ ،‬ومثالها حالة ما إذا سحبت حوالة حالة فسخ العالقة األصلٌة التً كانت سببا ً إلنشاء‬

‫االلتزام الصرفً ‪ ،‬كما لو حرر الساحب الورقة التجارٌة وفاء لثمن بٌع ولم ٌقم المستفٌد بتنفٌذ ما‬
‫ٌفرضه علٌه البٌع من التزامات فاضطر الساحب إلى طلب الفسخ وقضى به ‪ ،‬فإذا رجع المستفٌد بقٌمة‬
‫السند التجاري على الساحب ‪ ،‬كان للساحب التمسك فً مواجهته بانقضاء االلتزام الصرفً نظراً لفسخ‬
‫ظهرت الورقة التجارٌة ‪ ،‬فإن التظهٌر سٌطهر‬ ‫البٌع الذي كان سبب إنشاء الورقة التجارٌة ‪ ،‬ولكن إذا ُ‬
‫الورقة من الدفوع ‪ ،‬وعلٌه ال ٌمكن للساحب رفض رجوع الحامل القانونً حسن النٌة بحجة فسخ البٌع‬
‫المذكور (ٔ) ‪ ،‬فٌمتنع على المسحوب علٌه التمسك بهذا الدفع فً مواجهة الحامل القانونً حسن النٌة ‪.‬‬
‫وفً التشرٌع المقارن نجد أن القانون المؽربً أوضح بؤن المسحوب علٌه القابل للورقة التجارٌة والذي‬
‫ٌإدي مبلؽها للساحب ؼالبا ً ما ٌطالب من قبل المظهر إلٌه بؤداء قٌمة الورقة التجارٌة فً مٌعاد‬
‫االستحقاق على اعتبار أنه الحامل الشرعً ‪ ،‬وفً هذه الحالة ٌكون المسحوب علٌه مجبراً على األداء‬
‫مرة ثانٌة للحامل الشرعً للحوالة التجارٌة ولٌس باستطاعته أن ٌتمسك فً مواجهته بالدفع باألداء‬
‫للساحب ‪.‬‬

‫خامتة البحث‬
‫وبعد أن انتهٌنا من هذه الدراسة التً وجهنا فٌها الضوء على موضوع ( تطبٌقات الوضع الظاهر فً‬
‫القانون التجاري ) ‪ ،‬فقد توصلنا إلى جملة من النتابج والتوصٌات التً ٌمكن االنطالق منها لمعالجة‬
‫الموضوع ‪ ،‬وهذه النتابج والتوصٌات ٌمكن أجمالها فٌما ٌؤتً ‪-:‬‬
‫أوالً ‪ -:‬النتائج‬
‫توصلنا من خالل دراستنا للموضوع إلى أهم النتابج اآلتٌة ‪-:‬‬
‫ٔ‪ -‬أن نظرٌة الوضع الظاهر هً من النظرٌات التً تستمد عناصرها من المواجهة بٌن الواقع الذي‬
‫ٌخالؾ القانون وحكمه والذي ال ٌمكن إهداره أو تجاهله من جانب ‪ ،‬وبٌن القانون ونصوصه من‬
‫جانب أخر ‪ ،‬وهذه المواجهة هً التً جعلت نظرٌة الوضع الظاهر تعمل على التوفٌق بٌن القانون‬
‫والواقع ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬إن االلتزام ال ٌزال رابطة قانونٌة بٌن شخصٌن وال تزال اإلرادة الحرة تحدث من اآلثار القانونٌة ما‬
‫تتجه إلى أحداثه ‪ ،‬وال ٌزال االلتزام اإلرادي ٌقوم على اإلرادة المشتركة للدابن والمدٌن‪ ،‬إال أن‬
‫القضاء استثنى تلك القواعد لصالح الؽٌر حسن النٌة والتً مإداها إعمال أثر الوضع الظاهر الذي‬
‫ٌختلؾ عما هو علٌه فً الحقٌقة القانونٌة بشرط أن ٌكون الؽٌر ؼٌر عالما ً بالحقٌقة ‪ ،‬وكانت لدٌه‬
‫أسباب قوٌة تدعوه إلى االعتقاد بصحة الوضع الظاهر‪ ،‬فشكل ذلك وسٌلة مالبمة لحل الصراع بٌن‬
‫الحق والعدالة ‪ ،‬ولهذا تعتبر العدالة ومصلحة المجتمع وسالمة المعامالت وحماٌة الؽٌر حسن النٌة‬
‫من أهم مبررات قٌام نظرٌة الوضع الظاهر ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬أن الوضع الظاهر نظرٌة عامة مستقلة ومتكاملة القواعد تحدد مفهومها وعناصرها القانونٌة ‪،‬‬
‫والشروط التً ٌخضع لها كل تطبٌق من تطبٌقاتها ضمن ضوابط وقٌود توفر حلوالً نهابٌة مستقرة‬
‫لحاالت الوضع الظاهر التً تستند إلى الحٌاة التجارٌة وتجاربها ‪ ،‬فؤصبح الوضع الظاهر مصدراً‬

‫(ٔ) وٌطبق ذات الحكم فً حالة قٌام المسحوب علٌه أو أحد الملتزمٌن بموجب الورقة التجارٌة بوفاء قٌمتها مكتفٌا ً بمخالفة‬
‫عادٌة دون استرداد السند التجاري فً حٌن انتقل هذا السند بالرؼم من الوفاء إلى شخص أخر توفرت فٌه شروط‬
‫الحامل الشرعً حسن النٌة ‪ٌ ،‬نظر تمٌٌز ٘ٓ٘ٔ ‪ /‬ص ‪ ٔ9٘ٔ /‬فً ٕ٘ ‪ ، ٔ9٘ٔ / 7 /‬أشار إلٌه المحامً‪ ،‬عبد‬
‫الرزاق القٌسً ‪ ،‬الصٌػ القانونٌة لرفع الدعاوى التجارٌة ‪ ،‬بال مكان طبع ‪ ،‬بال سنة طبع ‪ ،‬ص ‪. ٕٓ7‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪139‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬


‫للحق بالنسبة للؽٌر حسن النٌة ‪ ،‬ولهذا تقدم الحقوق التً ٌقررها الوضع الظاهر على الحقوق التً‬
‫ٌقررها القانون ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬إن نظرٌة الوضع الظاهر عندما نعتمد علٌها لحماٌة الؽٌر نكون قد اعتبرناها واقعة قانونٌة تتشابه‬
‫مع واقعة الحق فهً ال تقوم من فراغ ‪ ،‬وقد اتفق الفقهاء على أن هنالك عنصرٌن ٌجب أن ٌتوافرا‬
‫من أجل أن تترتب على نظرٌة الوضع الظاهر أثارها وهما ‪ ،‬عنصر مادي ٌتمثل بالمظاهر المادٌة‬
‫الخارجٌة التً تلفت إلى وجود الحق وتدل علٌه وتولد اعتقاداً مشروعا ً بؤن الوضع الظاهر هو‬
‫الحقٌقة ‪ ،‬والعنصر المعنوي وهو حسن النٌة الذي ٌتصل بالؽٌر لٌحدد اآلثار القانونٌة التً تترتب‬
‫على وجود الوضع الظاهر ‪ ،‬فتشكل بذلك المبرر األدبً الذي ٌجعل الؽٌر ٌتمتع بالحماٌة القانونٌة‬
‫من جانب ‪ ،‬كما تعتبر السبب الجوهري لتؽلٌب مصلحة الؽٌر على مصلحة صاحب الحق ‪ ،‬ألن هذه‬
‫النظرٌة وجدت لحماٌة الؽٌر حسن النٌة الذي أطمبن للوضع الظاهر المستقر ‪.‬‬
‫٘‪ -‬إن التطبٌقات العملٌة المختلفة لنظرٌة الوضع الظاهر الذي ٌمثل الواقع الذي ٌفرض نفسه على أنه‬
‫الحقٌقة وتكون نتٌجته نقضا ً لوضع قانونً قابم خفً لم ٌستطع الؽٌر اكتشافه لعذر منعه من تبٌن‬
‫الحقٌقة ‪ ،‬فقد ٌكون منشؤ الوضع الظاهر البٌانات التً فرضها القانون فً السندات التجارٌة ‪ ،‬حٌث‬
‫بدأ التطبٌق األصٌل لنظرٌة الوضع الظاهر فً قاعدة التطهٌر من الدفوع ‪ ،‬ألن تشجٌع تداول‬
‫األوراق التجارٌة باعتبارها سندات ابتمان أضفت على الوضع الظاهر دوراً جدٌداً وهو إنشاء حق‬
‫مستقل معزول تماما ً عن أي حقٌقة أخرى سواء أكان هذا الوضع الظاهر مطابقا ً للحقٌقة التً كانت‬
‫سببا ً فً إنشاء الورقة أو فً تظهٌرها أم مخالفا ً لها ‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬ونظرٌة الوضع الظاهر قد بٌنت بشكل أجمالً وحدة هذه النظرٌة فً مختلؾ تطبٌقاتها ‪ ،‬وذلك عن‬
‫طرٌق تدخل المشرع بسلطته الالزمة فً تطوٌر المجتمع وازدهاره إلى أن ٌعتبر تلك األوضاع‬
‫التً ٌقوم علٌها مظهر الحق ال مجرد أن ٌنتفع الؽٌر حسن النٌة بآثارها فقط ‪ ،‬وهذا ما حققته‬
‫نصوص القانون التجاري التً كشفت عن وجود تطبٌقات كثٌرة لنظرٌة الوضع الظاهر فً إطار‬
‫هذا الفرع من فروع القانون ‪ ،‬فقد اعتبرت من ٌمارس التجارة وهو ممنوع من ذلك تاجراً بكل ما‬
‫تحمله هذه الصفة من صالحٌات وامتٌازات دون أن تلزمه ببعض االلتزامات والقٌود كخضوعه‬
‫لنظام اإلفالس ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ -:‬المقترحات‬
‫من خالل بحثنا نوصً باألتً ‪-:‬‬
‫ٔ‪ -‬ندعو المشرع العراقً إلى النص صراحة على نظرٌة الوضع الظاهر متى ما ورد تطبٌق لها فً أي‬
‫فرع من فروع القانون ‪ ،‬وأن ٌضع لها األسس والعناصر والشروط التً تإدي إلى قٌامها وتنظٌم‬
‫أحكامها فً الباب األول من القانون التجاري النافذ ( أسس القانون ونطاق سرٌانه ) ‪ ،‬فٌضاؾ إلى نص‬
‫المادة ( الرابعة ) منه الفقرة ( ثالثا ً ) وٌكون نصها كاألتً ( تسري أحكام الوضع الظاهر المتولدة عن‬
‫الؽلط الشابع الذي اعتقده الؽٌر حسن النٌة فً أثناء تعامله بقصد الربح مع أصحاب الوضع الظاهر من‬
‫التجار أو ؼٌرهم ممن ٌمارسون األعمال التجارٌة إذا تحققت العناصر والشروط الدالة على قانونٌة‬
‫مركز صاحب الوضع الظاهر ) ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ندعو المشرع العراقً إلى إعادة العمل بنص المادة ( ‪ ) ٔ1‬من قانون التجارة العراقً الملؽً رقم‬
‫‪ ٔٗ9‬لسنة ٓ‪ ٔ97‬من خالل تعدٌل قانون التجارة الحالً لتكون بالشكل األتً " إذا زاول التجارة أحد‬
‫األشخاص الذٌن حظر علٌهم االتجار بمقتضى قوانٌن أو أنظمة خاصة ‪ ،‬اعتبر تاجراً وسرت علٌه‬
‫أحكام هذا القانون " ‪ ،‬وذلك القانون الملؽً ذهب إلى اعتبار الممنوعٌن من ممارسة التجارة إذا ما‬
‫خالفوا المنع تجاراً ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬ندعو المشرع العراقً أٌضا ً إلى تفعٌل نص المادة ( ‪ ) ٔ9‬من قانون التجارة العراقً الملؽً رقم‬
‫‪ ٔٗ9‬لسنة ٓ‪ ٔ97‬والتً تنص على أنه " تثبت صفة التاجر لكل من احترؾ التجارة باسم مستعار أو‬
‫كان مستتراً وراء شخص آخر فضالً عن ثبوتها للشخص الظاهر " ‪.‬‬
‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪141‬‬
‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬


‫ففً النصٌن المتقدمٌن قد لجؤ إلى إدخال هإالء األشخاص إلى طابفة التجار مع أنهم لم تتوفر فٌهم‬
‫الشروط التً تطلبها القانون الكتساب الصفة التجارٌة ‪ ،‬وبذلك ٌكون القانون العراقً فً هذا النص قد‬

‫وفر حماٌة مطلقة للؽٌر فً مواجهة صاحب الوضع الظاهر ‪ ،‬وبالنص علٌهما مجدداً ٌكون قد عوض‬
‫الصمت فً نصوص قانون التجارة العراقً النافذ ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬وأخٌرا ندعو المشرع العراقً أن ٌؤخذ بعٌن االعتبار تلك المقترحات التً إذا نفذت فً وقتها تؽٌرت‬
‫أحوال كثٌرة ‪ ،‬وبالتالً تساعد المشرع فً االستفادة من هذه التوصٌات حٌث نقترح على وزارة التعلٌم‬
‫العا لً والبحث العلمً أن تشكل لجنة علمٌة للنظر فً توصٌات الباحثٌن القانونٌٌن ووضعها فً مشارٌع‬
‫القوانٌن من أجل مناقشتها واألخذ بها ‪.‬‬

‫هذا ومن هللا التوفيق ‪.‬‬

‫الباحثة‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪141‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬


‫املراجـــغ‬
‫أوالً ‪ :‬القرآن الكريم‬
‫ثانيا ً ‪ :‬المعاجم والقواميس‬
‫ٔ‪ .‬إبراهٌم مصطفى وآخرون ‪ ،‬المعجم الوسٌط ‪ ،‬المكتبة اإلسالمٌة ‪ ،‬استانبول – تركٌا ‪ ،‬مادة وضع ‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬اإلمام العالمة ‪ ،‬أبن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬طبعة مصححة ‪ ،‬ج ‪ ، ٙ‬دار الحدٌث ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫ٖٕٓٓ ‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬اإلمام العالمة ‪ ،‬أبن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬طبعة مصححة ‪ ،‬ج ‪ ، 9‬دار الحدٌث ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫ٖٕٓٓ ‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬اإلمام ‪ ،‬إسماعٌل بن حماد الجوهري ‪ ،‬معجم الصحاح قاموس عربً – عربً ‪ ،‬اعتنى به ‪ ،‬خلٌل‬
‫مؤمون شٌحا ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬بٌروت – لبنان ‪.‬‬
‫٘‪ .‬مجد الدٌن محمد بن ٌعقوب الفٌروز أبادي ‪ ،‬القاموس المحٌط ‪ ،‬جٕ ‪ ،‬باب الراء ‪ ،‬فصل الظاء ‪ ،‬دار‬
‫الفكر ‪ ،‬بٌروت ‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬مجمع اللؽة العربٌة ‪ ،‬المعجم الوجٌز ‪ ،‬طبعة خاصة بوزارة التربٌة والتعلٌم ‪ ،‬القاهرة ‪- ٔ991 ،‬‬
‫‪. ٔ999‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬الكتب الفقهية‬
‫ٔ‪ .‬أبو البركات عبد هللا أبن أحمد ‪ ،‬كشؾ األسرار شرح المتن على المنار ‪ ،‬ج ٔ ‪ ،‬دار الكتب العلمٌة ‪،‬‬
‫بال سنة طبع ‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬الطبري ‪ ،‬جامع البٌان ‪ ،‬ج ٕٔ ‪ ،‬دار الفكر ‪ ٕٔٗٓ ،‬هـ ‪ ٔ999 -‬م ‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬د‪ .‬عبد األمٌر كاظم زاهد ‪ ،‬دراسة فً الفقه اإلسالمً المقارن ‪ ،‬ط ٔ ‪ ،‬العارؾ للمطبوعات ‪،‬‬
‫بٌروت ‪ -‬لبنان ‪. ٕٕٓٔ ،‬‬
‫ٗ‪ .‬عبد هللا محمد بن أحمد األنصاري ‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن ( تفسٌر القرطبً ) ‪ ،‬ج ٘ ‪ ،‬دار القلم‬
‫للتراث ‪ ،‬بال سنة طبع ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬الكتب القانونية‬
‫ٔ‪ .‬د‪.‬أبو زٌد رضوان ‪ ،‬شركات المساهمة ( وفقا ً لقانون ألحكام القانون رقم ‪ ٔ٘9‬لسنة ٔ‪) ٔ91‬‬
‫والقطاع العام ‪ ،‬دار الفكر العربً ‪ ،‬مصر ‪. ٔ91ٖ ،‬‬
‫ٕ‪ .‬د‪ .‬أحمد إبراهٌم البسام ‪ ،‬القانون التجاري ‪ ،‬جٔ ‪ ،‬بؽداد ‪. ٔ9ٙٔ ،‬‬
‫ٖ‪ .‬د‪ .‬أحمد إبراهٌم البسام ‪ ،‬قاعدة تطهٌر الدفوع فً مٌدان األوراق التجارٌة ‪ ،‬مطبعة العانً ‪ ،‬بؽداد ‪،‬‬
‫‪. ٔ9ٙ9‬‬
‫ٗ‪ .‬د‪ .‬أكثم أمٌن الخولً ‪ ،‬قانون التجارة المقارن – مقدمة عامة – األعمال التجارٌة – والتجار –‬
‫حقوق الملكٌة الصناعٌة – المتجر والعقود الواردة علٌه ‪ ،‬ج ٔ ‪ ،‬دار النهضة العربٌة للطباعة‬
‫والنشر ‪ ،‬بٌروت – لبنان ‪. ٔ9ٙ7 ،‬‬
‫٘‪ .‬د‪ .‬أكرم ٌا ملكً ‪ ،‬القانون التجاري – األوراق التجارٌة – دراسة مقارنة – ( للسفتجة وللكمبٌالة‬
‫والشٌك ) ‪ ،‬ط ٕ ‪ ،‬بؽداد ‪. ٔ971 ،‬‬
‫‪ .ٙ‬د‪ .‬باسم محمد صالح ‪ ،‬القانون التجاري – القسم األول ‪ ،‬الناشر ‪ ،‬العاتك لصناعة الكتاب ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ،‬توزٌع ‪ ،‬المكتبة القانونٌة ‪ ،‬بؽداد ‪ ،‬بال سنة طبع ‪.‬‬
‫‪ .7‬حسٌن عواد ‪ ،‬القانون التجاري المقارن – دراسة مقارنة ‪ ،‬محاضرات لطالب السنة الثالثة حقوق ‪،‬‬
‫الجامعة اللبنانٌة – كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة واإلدارٌة ‪ ،‬الفرع األول ‪ ،‬مجلس فرع الطالب ‪،‬‬
‫دابرة شإون المطبوعات ‪. ٔ99ٗ ،‬‬
‫‪ .1‬سركوت إسماعٌل حسٌن ‪ ،‬الظاهر ودوره فً اإلثبات – دراسة مقارنة ‪ ،‬ط ٔ ‪ ،‬منشورات الحلبً‬
‫الحقوقٌة ‪. ٕٓٓ9 ،‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪142‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬


‫‪ .9‬د‪ .‬سعدون حسن سرحان ‪ ،‬نحو نظرٌة لحماٌة الؽٌر حسن النٌة المتعاملٌن مع الشركات التجارٌة ‪-‬‬
‫دراسة تحلٌلٌة تؤصٌلٌة مقارنة ‪ ،‬بال مكان طبع ‪ ،‬بال سنة طبع ‪.‬‬
‫ٓٔ‪ .‬د‪ .‬سالمة عبد الفتاح حلٌبة ‪ ،‬أحكام الوضع الظاهر فً عقود المعاوضات المالٌة فً الفقه‬
‫اإلسالمً والقانون الوضعً – فً الفقه المقارن ‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة للنشر ‪. ٕٓٓ٘ ،‬‬
‫ٔٔ‪ .‬د‪ .‬سمٌحة القلٌوبً ‪ ،‬الوسٌط فً شرح القانون التجاري المصري ‪ ،‬جٔ ‪ ،‬ط ‪ ، 7‬دار النهضة‬
‫العربٌة ‪. ٕٓٔ٘ ،‬‬
‫ٕٔ‪ .‬د‪ .‬سمٌر عبد السٌد تناؼو ‪ ،‬النظرٌة العامة للقانون ‪ ،‬منشؤة المعارؾ ‪ ،‬اإلسكندرٌة – مصر ‪،‬‬
‫ٗ‪. ٔ91‬‬
‫ٖٔ‪ .‬د‪ .‬عبد الباسط محمد جمٌعً ‪ ،‬نظرٌة األوضاع الظاهرة – المظهر المخالؾ للحقٌقة وما ٌترتب‬
‫علٌه من أثار ‪ ،‬القاهرة ‪. ٔ9٘٘ ،‬‬
‫ٗٔ‪ .‬د‪ .‬عبد الرزاق أحمد السنهوري ‪ ،‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً الجدٌد ‪ ،‬نظرٌة االلتزام‬
‫بوجه عام – اإلثبات – أثار االلتزام ‪ ،‬ج ٕ ‪ ،‬دار أحٌاء التراث العربً ‪ ،‬القاهرة ‪. ٔ9٘ٙ ،‬‬
‫٘ٔ‪ .‬د‪ .‬علً جمال الدٌن عوض ‪ ،‬األوراق التجارٌة – السند أألذنً ‪ ،‬الكمبٌالة ‪ ،‬الشٌك – دراسة‬
‫للقضاء ‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة والكتاب الجامعً ‪. ٔ99٘ ،‬‬
‫‪ .ٔٙ‬د‪ .‬علً فوزي الموسوي ‪ ،‬الوجٌز فً األوراق التجارٌة ‪ ،‬التجارٌة – دراسة فً قانون التجارة‬
‫العراقً النافذ ‪ ،‬مكتبة السنهوري ‪ ،‬بؽداد ‪. ٔٓٔٗ ،‬‬
‫‪ .ٔ7‬المستشار ‪ ،‬فتٌحة قرة ‪ ،‬أحكام الوضع الظاهر ‪ ،‬الناشر ‪ ،‬منشؤة المعارؾ باإلسكندرٌة ‪ ،‬بال سنة‬
‫طبع ‪.‬‬
‫‪ .ٔ1‬د‪ .‬فوزي محمد سامً ‪ ،‬د‪ .‬فابق محمود الشماع ‪ ،‬القانون التجاري – األوراق التجارٌة ‪ ،‬الناشر‬
‫‪ ،‬العاتك لصناعة الكتاب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬توزٌع ‪ ،‬المكتبة القانونٌة ‪ ،‬بؽداد ‪. ٕٓٔٔ ،‬‬
‫‪ .ٔ9‬لوزان أمٌن الحاج سلٌمان ‪ ،‬الوكالة الظاهرة بٌن الواقع والقانون ‪ ،‬ط ٔ ‪ ،‬منشورات الحلبً‬
‫الحقوقٌة ‪. ٕٓٔ7 ،‬‬
‫ٕٓ‪ .‬د‪ .‬مالك دوهان الحسن ‪ ،‬المدخل لدراسة القانون ‪ ،‬ج ٔ ‪ ،‬مطبعة الجامعة المستنصرٌة ‪ ،‬بؽداد‬
‫– العراق ‪. ٔ97ٕ ،‬‬
‫ٕٔ‪ .‬د‪ .‬محسن عبد الحمٌد إبراهٌم البٌه ‪ ،‬نظرٌة الوارث الظاهر ‪ ،‬مكتبة الجالء الجدٌدة ‪ ،‬المنصورة‬
‫‪. ٔ99ٖ ،‬‬
‫ٕٕ‪ .‬د‪ .‬مصطفى كمال طه ‪ ،‬أ‪ .‬وابل أنور بندق ‪ ،‬أصول القانون التجاري ‪ ،‬دار الفكر الجامعً ‪،‬‬
‫ٖٕٔٓ ‪.‬‬
‫ٖٕ‪ .‬د‪ .‬مصطفى كمال طه ‪ ،‬األوراق التجارٌة واإلفالس ‪ ،‬الدار الجامعٌة للطباعة والنشر ‪. ٔ91ٕ ،‬‬
‫ٕٗ‪ .‬د‪ .‬منذر الشاوي ‪ ،‬فلسفة القانون ‪ ، ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزٌع ‪ ،‬عمان – األردن ‪،‬‬
‫‪ ، ٔ999‬ص ٖٕٕ ‪.‬‬
‫ٕ٘‪ .‬د‪ .‬نجوان عبد الستار علً مبارك ‪ ،‬الوضع الظاهر فً القانون المدنً ‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة ‪،‬‬
‫ٕ٘ٔٓ ‪.‬‬
‫‪ .ٕٙ‬د‪ .‬نعمان محمد خلٌل جمعة ‪ ،‬أركان الظاهر كمصدر للحق – التنازع بٌن القانون والواقع‬
‫المستقر ‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربٌة بجامعة الدول العربٌة ‪. ٔ977 ،‬‬
‫‪ .ٕ7‬د‪ٌ .‬اسٌن محمد الطباخ ‪ ،‬االستقرار كؽاٌة من ؼاٌات القانون – دراسة مقارنة ‪ ،‬ط ٔ ‪ ،‬المكتب‬
‫الجامعً الحدٌث ‪. ٕٕٓٔ ،‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬الرسائل واألطاريح‬
‫ٔ‪ .‬خدٌجة شرٌؾ ‪ ،‬نظرٌة الظاهر فً القانون المدنً والتجاري – دراسة مقارنة بٌن القانونٌن اللبنانً‬
‫والفرنسً ‪ ،‬اطروحة دكتوراه مقدمة إلى كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة واإلدارٌة – الفرع األول –‬
‫الجامعة اللبنانٌة ‪. ٔ999 ،‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪143‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬حسن فضالة موسى‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬


‫ٕ‪ .‬رشٌد مجٌد محمد الربٌعً ‪ ،‬مبدأ حسن النٌة فً تنفٌذ االلتزامات الدولٌة ‪ ،‬رسالة مقدمة إلى كلٌة‬
‫القانون والسٌاسة – جامعة بؽداد ‪. ٔ91ٖ ،‬‬
‫ٖ‪ .‬صبري حمد خاطر ‪ ،‬الؽٌر عن العقد ‪ ،‬اطروحة دكتوراه مقدمة إلى كلٌة القانون – جامعة بؽداد ‪،‬‬
‫ٕ‪. ٔ99‬‬
‫ٗ‪ .‬عارؾ صالح مخلؾ ‪ ،‬نظرٌة الظاهر فً القانون اإلداري – دراسة مقارنة ‪ ،‬رسالة ماجستٌر مقدمة‬
‫إلى كلٌة صدام للحقوق " سابقا ً " ‪. ٔ991 ،‬‬
‫٘‪ .‬عالء حسٌن علً الجوعانً ‪ ،‬مبدأ حسن النٌة فً تكوٌن العقود – دراسة قانونٌة مقارنة ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستٌر مقدمة إلى كلٌة الحقوق ‪ -‬جامعة صدام " سابقا ً " ‪. ٕٕٓٓ ،‬‬
‫‪ .ٙ‬علً حمٌد كاظم الشكري ‪ ،‬استقرار المعامالت المالٌة ‪ ،‬أطروحة دكتوراه مقدمة إلى كلٌة القانون –‬
‫جامعة كربالء ‪. ٕٓٔٗ ،‬‬

‫سادسا ً ‪ :‬المقاالت والبحوث‬


‫ٔ‪ .‬د‪ .‬سلٌمان مرقص ‪ ،‬قوة المحررات العرفٌة فً اإلثبات ‪ ،‬مقال منشور فً مجلة القانون واالقتصاد ‪،‬‬
‫العدد ٗ‪ ، 7‬السنة الرابعة عشر ‪ ،‬مارس – ابرٌل – ماٌو ‪. ٔ9ٗٗ /‬‬
‫ٕ‪ .‬د‪ .‬ماجد راؼب الحلو ‪ ،‬نظرٌة الظاهر فً القانون اإلداري ‪ ،‬بحث منشور فً مجلة الحقوق‬
‫والشرٌعة ‪ ،‬السنة الرابعة ‪ ،‬العدد األول ‪ ٔٗٓٓ ،‬هـ ‪ ٔ91ٓ ،‬م ‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬د‪ .‬محمد عٌد ؼرٌب ‪ ،‬الثقة العامة ومدى الحماٌة التً ٌكفلها له قانون العقوبات ‪ ،‬بحث منشور فً‬
‫مجلة إدارة قضاٌا الحكومة ‪ ،‬السنة الثانٌة والعشرون ‪ ،‬العدد الثانً ‪. ٔ91ٗ ،‬‬

‫سابعا ً ‪ :‬القوانين واألنظمة والتعليمات‬


‫ٔ‪ .‬قانون جنٌؾ الموحد الخاص بالحوالة التجارٌة والسند ألمر لعام ٖٓ‪. ٔ9‬‬
‫ٕ‪ .‬قانون جنٌؾ الموحد الخاص بالشٌك بتارٌخ ‪ / ٔ9‬مارس ‪. ٔ9ٖٔ /‬‬
‫ٖ‪ .‬قانون التجارة العراقً الملؽً رقم ٓ‪ ٙ‬لسنة ٖٗ‪. ٔ9‬‬
‫ٗ‪ .‬القانون المدنً المصري رقم ٖٔٔ لسنة ‪. ٔ9ٗ1‬‬
‫٘‪ .‬القانون المدنً السوري الصادر بالمرسوم التشرٌعً رقم ٗ‪ 1‬لسنة ‪. ٔ9ٗ9‬‬
‫‪ .ٙ‬القانون المدنً العراقً رقم ٓٗ لسنة ٔ٘‪. ٔ9‬‬
‫‪ .7‬قانون العقوبات العراقً رقم ٔٔٔ لسنة ‪. ٔ9ٙ9‬‬
‫‪ .1‬قانون التجارة العراقً رقم ٖٓ لسنة ٗ‪ ٔ91‬المعدل ‪.‬‬
‫‪ .9‬قانون التجارة المصري الجدٌد رقم ‪ ٔ7‬لسنة ‪. ٔ999‬‬

‫ثامنا ً ‪ :‬مواقع الشبكة الدولية للمعلومات (االنترنت)‬


‫ٔ‪ .‬د‪ .‬عز الدٌن بستنً ‪ ،‬نظرٌة الظاهر فً القانون البنكً – بحث منشور فً صفحة مجلة قوانٌن‬
‫التجارة واألعمال بتارٌخ ٕ‪ / 1/‬سبتمبر ‪ ،‬الساعة ‪ 9:ٕ9‬م ‪ ،‬منشورة على الموقع ‪:‬‬
‫‪https:||mobile.twitter.com‬‬

‫المجلد ‪/22‬العدد‪ 1‬لسنة ‪2222‬‬ ‫‪144‬‬


‫تطبيقات نظرية الوضع الظاهر في القانون التجاري‬

‫حسن فضالة موسى‬.‫د‬.‫م‬.‫أ‬ ‫إسراء عبد الزهرة كاطع سلطان‬

‫ المراجع األجنبية‬: ً ‫تاسعا‬


1- Jobard-Bachellier (M.N), L'apparence en droit international privé,
th.-paris - L.G.D.J 1984 .
2- L.Aymes, phillip M alaurie - Cours de droit civil, éd. Cayes. 1991 .
3- Raad Hashim Ameen Al-Temimi , Companies Directors in Iraq Law
and their Divided Loyalty; Lessons Drawn from English Law , A
Thesis Submitted to Bangor University , 23 June 2015 .
4- Ripert, G., . par Roblot, R., traité élémentaire de droit commercial,
tome 1, 1968 .
5- Tomes.R.S, conkling.E.C.and Greats the Geography of Economic
Activity, New York, 1968 .

2222 ‫ لسنة‬1‫العدد‬/22 ‫المجلد‬ 145

You might also like