You are on page 1of 21

‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪/‬المجلد (‪/)10‬العدد (‪/)38‬العام (‪)2021‬‬

‫واجب املوظف يف كتمان السر الوظيفي‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬


‫م‪.‬د‪ .‬أمحد قاسم علي شرهان السوداني‬
‫‪ahmedq8255@gmail.com‬‬
‫كلية املنارة للعلوم الطبية‬

‫‪THE EMPLOYEE'S DUTY TO CONCEAL THE JOB‬‬


‫‪SECRET - A COMPARATIVE STUDY -‬‬
‫‪Lecturer.Dr.Ahmed Qasim Ali Sharhan Al-Sudani‬‬
‫‪Al-Manara College of Medical Sciences‬‬
‫المستخلص‬
‫يعد واجب االلتزام بكتمان السر الوظيفي من االلتزامات السلبية المترتبة على الموظف‬
‫العام بمقتضى القوانين المنظمة للوظيفة العامة‪ ،‬والذي يمكن عن طريقة قياس مدى والء‬
‫الموظف العام للدولة التي ينتمي إليها واإلدارة التابع لها‪ ،‬فواجب كتمان السر الوظيفي‬
‫يتصل اتصاالً وثيقاً بالحياة الخاصة‪ ،‬فلكل فرد الحق في أن يحتفظ بأس ارره‪ ،‬وهذا الواجب‬
‫فرضته قواعد الدين واألخالق والشرف واألمانة‪ ،‬حيث أن إفشاء أي فعل يدل على خيانة‬
‫لألمانة واعتداء على الحرية الشخصية‪ ،‬لذا فهو التزام أخالقي وقانوني حيث نصت علية‬
‫جميع التشريعات الوظيفية‪ ،‬وأن إخالل الموظف بواجب كتمان السر الوظيفي يعد من‬
‫األعمال المحظورة والتي تستوجب مساءلته جنائياً ومدنياً وتأديبياً‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬السر‪ -‬الموظف‪ -‬كتمان – الوظيفة‪ -‬واجب‪.‬‬
‫‪Summary‬‬
‫‪The obligation to conceal the job secret is one of the negative‬‬
‫‪obligations of the public employee according to the laws regulating‬‬
‫‪the public office, which can be measured by the method of measuring‬‬
‫‪the loyalty of the public employee to the country to which he belongs‬‬
‫‪and the administration to which he belongs. To keep his secrets, and‬‬
‫‪this duty imposed by the rules of religion, morals, honor and honesty,‬‬
‫‪as the disclosure of any act indicates a betrayal of trust and an assault‬‬
‫‪on personal freedom, so it is an ethical and legal obligation as all‬‬
‫‪functional legislation stipulates it, and that the employee’s breach of‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪129‬‬
‫واجب الموظف في كتمان السر الوظيفي‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬

‫‪the duty to conceal a job secret is a prohibited act. Which requires‬‬


‫‪criminal, civil and disciplinary accountability.‬‬
‫‪Key words: secret - employee - confidentiality - job – duty.‬‬
‫المقدمة‬
‫إن تقلد الوظيفة العامة من قبل أحد األفراد يعني وضعه في مركز قانوني يضم جملة من‬
‫الواجبات الوظيفية ويقابلها في الوقت ذاته مجموعة حقوق وظيفية مالية وغيرها وغاية تلك‬
‫الوظيفة تقديم الخدمات واشباع حاجات األفراد لذلك تعدها بعض التشريعات كما الحال في‬
‫عبر عنها المشرع العراقي بأنها‬ ‫ِ‬
‫التشريع العراقي أمانة وطنية‪ ،‬وان هذه الوظيفة العامة التي ّ‬
‫أمانة وطنية ال يمكن أدائها على وجه أكمل إال من خالل االلتزام بعدد من الواجبات‬
‫الوظيفية‪ ،‬ومنها واجب كتمان السر الوظيفي الذي يعد من المواضيع ذات األهمية الكبيرة‬
‫لصلته الوثيقة بالحياة الخاصة للموظف في الوظيفة العامة‪ ،‬وقد زادت أهمية هذا الواجب‬
‫نتيجة لزيادة الوعي والثقافة القانونية لإلفراد بشكل عام والموظفين بشكل خاص‪ ،‬لذا يعد‬
‫االلتزام بالمحافظة على األسرار الوظيفية وعدم إفشائها من الواجبات المهمة الملقاة على‬
‫عاتق الموظف العام‪ ،‬حيث أن حماية الحياة الشخصية لألفراد وأسرارهم سبب كاف لفرض‬
‫واجب الحفاظ على السر الوظيفي‪ ،‬لذا بات من الضروري أن يفرض القانون عقاباً على كل‬
‫من يصيب أي شخص في سمعته وكرامته‪ ،‬وعلى من يخون الثقة بإفشاء السر الذي أوتمن‬
‫عليه غير مكترث لما يترتب عليه من فضائح أو إساءة إلى السمعة والكرامة‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬أهمية الموضوع‪ :‬تظهر أهمية الموضوع من خالل توضيح واظهار األحكام القانونية‬
‫المتعلقة بواجب الموظف في كتمان السر الوظيفي وتسليط الضوء عليها مما يفيد في زيادة‬
‫الوعي والثقافة القانونية لإلفراد بشكل عام والموظفين بشكل خاص‪ ،‬كذلك تظهر أهمية‬
‫الموضوع من خالل وجود مصالح عامة متعلقة بالدولة أو اإلدارة العامة‪ ،‬أو خاصة متعلقة‬
‫باألفراد‪ ،‬تقتضي كتمان األسرار‪ ،‬ولو أتاحت للجميع لسببت أض ار اًر فادحة خاصة إذا كان‬
‫السر الوظيفي متعلقاً بالدولة أو اإلدارة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬إشكالية الدراسة‪ :‬تظهر إشكالية الدراسة من خالل تحديد مفهوم السر الوظيفي‪ ،‬وذلك‬
‫ألن السر الوظيفي من المواضيع الغامضة‪ ،‬حيث ظهر خالف فقهي حول نطاقه وظهرت‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬

‫‪130‬‬
‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪/‬المجلد (‪/)10‬العدد (‪/)38‬العام (‪)2021‬‬

‫بذلك عدة نظريات لتبين ذلك النطاق‪ ،‬كذلك معرفة الجزاءات المترتبة على مخالفة هذا‬
‫الواجب‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬منهج الدراسة‪ :‬اعتمدنا في كتابة هذه البحث على المنهج التحليلي القائم على أساس‬
‫تحليل النصوص القانونية ونقدها لمعرفة مدى استجابتها للواقع الوظيفي‪ ،‬والمنهج المقارن‬
‫من خالل مقارنة التشريعات العراقية مع التشريع الفرنسي و المصري‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬خطة الدراسة‪ :‬ومن أجل توضيح الموضوع اآلنف الذكر جاءت الدراسة مقسمة إلى‬
‫مبحثين‪ ،‬بحيث نتناول في المبحث األول التزام الموظف العام بكتمان األسرار الوظيفية‬
‫وموقف التشريعات منه‪ ،‬ويتضمن مطلبين‪ ،‬األول لدراسة تعريف الموظف العام والسر‬
‫الوظيفي‪ ،‬والثاني لدراسة موقف التشريعات من السر الوظيفي‪ ،‬أما المبحث الثاني لدراسة‬
‫نظريات السر الوظيفي وعقوبة اإلخالل به‪ ،‬ويتضمن مطلبين األول لدراسة نظريات السر‬
‫الوظيفي وأنواعه‪ ،‬والثاني لدراسة عقوبة اإلخالل بواجب كتمان السر الوظيفي واالستثناءات‬
‫التي ترد عليها‪.‬‬
‫المبحث األول‬
‫التزام الموظف العام بكتمان األسرار الوظيفية وموقف التشريعات منه‬
‫إن الموظف يطلع على الكثير من المعلومات عند قيامه بأعمال الوظيفة العام والتي تعد‬
‫من األسرار الوظيفية ويعد الحفاظ عليها من أهم الواجبات الوظيفية‪ ،‬حيث تقتضي أصول‬
‫الشرف واألمانة االلتزام بعدم إفشاء األسرار الوظيفية‪.‬‬
‫لذا سوف نقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬نتناول في المطلب األول تعريف الموظف‬
‫العام والسر الوظيفي‪ ،‬والثاني لدراسة موقف التشريعات من السر الوظيفي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الموظف العام والسر الوظيفي‬
‫أوالً‪ :‬الموظف العام‪ :‬إن اإلدارة تباشر مهمتها وأنشطتها بواسطة أشخاص آدميين يعملون‬
‫باسمها ولحسابها وتنظم مراكزهم القوانين واألنظمة المتعلقة بالوظيفة العامة‪ ،‬حيث أن قوانين‬
‫ونظم الخدمة المدنية تعطي للموظف أهمية كبيرة‪ ،‬ألن نجاح اإلدارة في أداء وظيفتها‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪131‬‬
‫واجب الموظف في كتمان السر الوظيفي‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬

‫وخدمتها للجمهور يتوقف على نوعية الموظفين ومدى كفاءتهم واحساسهم بالمسؤولية وخدمة‬
‫المصلحة العامة(‪.)1‬‬
‫ولم تتضمن التشريعات الفرنسية التي صدرت في مجال الوظيفة العامة تعريفاً محدداً‬
‫هذه التشريعات التي تعرضت لمصطلح‬ ‫للموظف العام‪ ،‬يتسم بالعمومية والشمول‪ ،‬وذلك ألن ِ‬
‫الموظف العام اكتفت بتحديد معناه في مجال انطباقها فقط‪ ،‬وظل تعريف الموظف لفترة‬
‫طويلة يحدده قضاء مجلس الدولة دون تعريف تشريعي له حتى صدور تشريع ‪ 19‬أكتوبر‬
‫‪ 1946‬الذي نصت المادة األولى منه فقرة (أ) على أن‪ ..." :‬يطبق هذا القانون على‬
‫األشخاص الذين يعينون في وظيفة دائمة‪ ،‬ويكونون مثبتين في درجة في الحكومة‪ ،‬في‬
‫إحدى كوادر اإلدارة المركزية للدولة أو المرافق الخارجية التابعة لها أو المؤسسات العامة‬
‫للدولة"‪ ،‬ولم يختلف الوضع كثي اًر بعد صدور األمر رقم ‪ 244‬فبراير ‪ 1959‬بشأن النظام‬
‫العام للموظفين‪ ،‬حيث ورد في مادته(‪ )2‬األشخاص الذين ال يخضعون لهذا النظام وهم‬
‫قضاة القضاء العادي‪ ،‬والعسكريون واألفراد العاملون في المرافق والمؤسسات العامة ذات‬
‫الطابع الصناعي أو التجاري الخاص بالدولة(‪.)2‬‬
‫أما المشرع المصري فقد أكتفى بذكر األشخاص الخاضعين ألحكام هذا القانون‪ ،‬ولم‬
‫يعرف الموظف تعريفا محدداً شأنه شأن المشرع الفرنسي فقد عرف الموظف بأنه‪" :‬كل من‬
‫يولي وظيفة دائمة أو مؤقته في خدمة مرفق عام يدار بطريقة مباشرة"(‪ ،)3‬والبعض اآلخر‬
‫فه بأنه‪" :‬من يعهد إلية بعمل دائم في خدمة مرفق عام تديره الدولة أو السلطات اإلدارية‬‫عر ُ‬
‫بطريقة مباشرة" (‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ماهر صالح عالوي الجبوري‪ ،‬مبادى القانون اإلداري‪ (،‬بغداد‪-‬العراق‪ :‬المكتبة القانونية‪ ،‬بال سنة‬
‫نشر‪ ،‬ص‪.)120‬‬
‫(‪ )2‬أحمد قاسم علي شرهان السوداني‪ ،‬التزام الموظف بالحياد السياسي بين النص والممارسة‪ ،‬ط‪(،1‬‬
‫بيروت‪ -‬لبنان‪ :‬منشورات زين الحقوقية‪ ،2019 ،‬ص‪.)48‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬القانون اإلداري‪( ،‬اإلسكندرية – مصر‪ :‬دار المطبوعات الجامعية‪،1999 ،‬‬
‫ص‪.)233‬‬
‫(‪ )4‬د‪.‬سلمان محمد الطماوي‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪( ،‬القاهرة – مصر‪ :‬دار الفكر العربي‪،1966 ،‬‬
‫ص‪.)430‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬

‫‪132‬‬
‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪/‬المجلد (‪/)10‬العدد (‪/)38‬العام (‪)2021‬‬

‫أما في العراق فقد تصدت التشريعات المنظمة لشؤون الوظيفة إلى تعريف الموظف‬
‫فه قانون الخدمة المدنية العراقي رقم ‪ 24‬لسنة ‪ 1960‬بأن الموظف العام هو‪:‬‬
‫العام‪ ،‬فقد عر ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫فه‬
‫"كل شخص عهدت إليه وظيفة دائمة داخلة في المالك الخاص بالموظفين" ‪ ،‬وقد عر ُ‬
‫كذلك قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم ‪ 14‬لسنة ‪ 1991‬على أن الموظف‬
‫هو‪" :‬كل شخص عهدت إليه وظيفة داخلة في مالك الو ازرة أو الجهة غير المرتبطة‬
‫بو ازرة"(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬السر الوظيفي‪ :‬إن تحديد مفهوم السر يمثل معيا اًر أساسياً يهتدى به الموظف العام‬
‫حتى يتمكن من تقدير حقيقة المعلومات المتوافرة بين يديه وحتى يتمكن من تقييمها ليتبين‬
‫مدى سريتها‪ ،‬واألسرار اإلدارية متعددة بطبيعتها فهي تختلف من إدارة إلى أخرى ومن مرفق‬
‫لمرفق وقد تتمتع المعلومة بصفة السرية سواء عن طريق النص على سريتها أو لكونها‬
‫بطبيعتها سرية أو حتى لمجرد صدور أمر إداري بعدم إفشائها‪ ،‬ولم يورد المشرع سواء في‬
‫فرنسا و مصر والعراق تعريفاً للسر الوظيفي الذي يلتزم الموظف العام باحترامه‪ ،‬وذلك ألن‬
‫تقدير مدى سرية المعلومات يترك لإلدارة وبالتالي حمايتها من اإلفشاء وتعريض الموظف‬
‫للعقوبة التأديبية في حالة إذاعتها(‪ ،)3‬فسرية المعلومات قد ترجع لطبيعتها وأهميتها سواء للفرد‬
‫أو الوطن‪ ،‬كأن يفصح صاحب الشأن في عدم إذاعتها أو تكون السرية بسبب النص على‬
‫سريتها بصدور قرار إداري أو الئحة تقتضي إفشائها وهذا يعني أنه على الموظف أن يتحرى‬
‫الدقة في المعلومات التي بين يديه وفي حوزته طالما لم يصدر ما يرفع عنها قيد السرية‬
‫مسترشداً في ذلك بالعادات والتقاليد واألعراف السائدة في المجتمع ويحكم ضميره ليحدد ما‬
‫يعد س اًر بحكم وظيفته وال يعتبر كذلك ما لم تصدر ق ار ارت تقتضي بعدم سريتها‪.‬‬
‫فقد عرف السر الوظيفي بأنه‪ ":‬ما يكتم و األسرار خالف اإلعالن وهو ما يفضي به‬
‫شخص إلى شخص آخر مستكتماً إياه ويدخل فيه كل أمر تدل القرائن على طلب كتمانه أو‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬المادة (‪ )2‬من قانون الخدمة المدنية العراقي رقم (‪ )24‬لسنة ‪ 1960‬المعدل‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬المادة (‪ /1‬ثالثاً) من قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام العراقي رقم (‪ )14‬لسنة ‪1991‬‬
‫المعدل‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬طارق حسن الزيات‪ ،‬حرية الرأي لدى الموظف العام‪ ،‬دراسة مقارنة مصر وفرنسا‪ ،‬ط‪( ،2‬القاهرة –‬
‫مصر‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،1998 ،‬ص‪.)291‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪133‬‬
‫واجب الموظف في كتمان السر الوظيفي‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬

‫كان العرف يقضي بكتمانه كما يدخل في الشؤون الشخصية والعيوب التي يكره صاحبها أن‬
‫يط لع عليها الناس‪ ،‬ومنه األسرار الطبية الخاصة بالمرضى التي يطلع عليها الطبيب أو‬
‫غيرها ممن يمارسون المهنة الطبية"(‪ ،)1‬وعرف كذلك بأنه ‪ ":‬معلومة يفترض في إفشائها‬
‫ضر اًر أو تفويت مصلحة وذلك خالل مدة معينة"‪ ،‬وعرف أيضاَ بأنه‪ ":‬أمر يتصل بشخص‬
‫أو بشيء ما من خاصيته أن يظل مجهوالً لكل شخص غير من هو مكلف قانوناً بحفظه أو‬
‫باستخدامه بحيث يكون العلم به ال يتجاوز عدداً محدداً من األفراد هم الذين كلفوا بحفظه أو‬
‫باستخدامه"(‪ ،)2‬ونرى بأن السر الوظيفي هو ‪ ":‬شيء يخشى من كشفه اطالع اآلخرين عليه‬
‫وقوع ضر اًر أو تفويت مصلحة مشروعة"‪.‬‬
‫إن المصلحة المحمية في حماية األسرار الوظيفية هي حماية المصالح اإلدارية وصيانة‬
‫ضرورات المرفق وحسن أدائه لوظيفته وتقدير هذه الضرورات منوط بجهة اإلدارة‪ ،‬ولها دائماً‬
‫أن تفرض السرية على أية معلومة قد ترى في إفشائها إض ار اًر بهذه المصالح‪ ،‬ويعتبر فرض‬
‫السرية على المعلومات الوظيفية من قبيل اإلجراءات الداخلية للمرفق فال يجوز للموظف أن‬
‫يهاجم هذه التعليمات أمام القضاء بفرض رفع حجب السرية عن هذه المعلومات حتى ولو‬
‫كان يرى مصلحة له في ذلك(‪.)3‬‬
‫إن الموظف يطلع بحكم عمله على الكثير من أسرار المرفق الذي يعمل به أو المرافق‬
‫األخرى التي يتعامل معها وكذلك على أسرار األفراد المتعاملين معه وخصوصاً الوظائف‬
‫التي تتعلق بخصوصيات المواطنين كاألطباء والصيادلة ورجال الشرطة ومكلفي الضرائب‬
‫وغيرهم أو أن يطلع على جانب من أسرار الدولة وخصوصاً تلك التي تتعلق بالمصالح العليا‬
‫في الدولة كمرفق الدفاع‪ ،‬لذا يعد واجب المحافظة على األسرار المهنية واجب أساسي‪ ،‬ألنه‬
‫يتعلق بالمقام األول بالخلق القويم الذي يجب أن يتحلى به الموظفين عموماً ممن خصتهم‬
‫الدولة بأسرارها وجعلتهم أهل ثقة الناس‪ ،‬فهو يعد قيداً على حرية الموظف في التعبير عن‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حسني محمود نجيب‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ (،‬القاهرة – مصر‪ :‬دار النهضة العربية‪،1982 ،‬‬
‫ص‪.)753‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬السيد عبد الحميد محمد العربي‪ ،‬ممارسة الموظف للحريات العامة في القانون اإلداري والقانون‬
‫الدولي‪ ،‬دراسة مقارنة‪( ،‬بال مكان نشر‪ -‬بال دار نشر‪ ،2003 :‬ص‪.)31-30‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬طارق حسن الزيات‪ ،‬حرية الرأي لدى الموظف العام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.293‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬

‫‪134‬‬
‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪/‬المجلد (‪/)10‬العدد (‪/)38‬العام (‪)2021‬‬

‫أرائه حيث ال يجوز له أن يفشي أسرار الوظيفة أو يستغل البيانات أو المعلومات التي يطلع‬
‫عليها بحكم وظيفته لمصلحته الشخصية‪ ،‬وأن واجب كتمان األسرار الوظيفية هو واجب‬
‫مستمر يالحق الموظف داخل المرفق وخارجه‪ ،‬فالتزام الموظف بعدم اإلفشاء ال ينفك عنه‬
‫حتى بعد تركه الخدمة أو هجر الوظيفة‪ ،‬وهذا الواجب يعد تجسيداً لواجب التحفظ المقرر‬
‫على الموظفين‪ ،‬وأن كتمان السر الوظيفي يحقق أمرين‪.:‬‬
‫‪ -1‬مصلحة األفراد‪ :‬التي تتمثل في صون أسرارهم والتي لو أذيعت ألضرت بهم ضر اًر مادياً‬
‫أو أدبياً وفي نفس الوقت فأن كتمان األسرار يزيد من ثقة الجمهور في التعامل مع المرافق‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬مصلحة اإلدارة‪ :‬إن المحافظة على األسرار المهنية تحمي مصلحة اإلدارة نفسها مما قد‬
‫يصيبها من أضرار من جراء إفشاء أسرارها بل ويعرقل نشاطها وسيرها المنتظم ويعوق‬
‫تقدمها(‪.)1‬‬
‫إن األسرار الوظيفية ليست ملكاً شخصياً للموظف فال يجوز له إطالع غيره عليها إال‬
‫إذا كان ذلك واجباً عليه بحكم القانون أو التعليمات واألضرار التي يمكن أن يسببها الموظف‬
‫ألسرار عمله قد تكون جسيمة على المصلحة العامة أو على األشخاص‪ ،‬ويجب أن ال يترك‬
‫أمر خشية الضرر لتقدير الموظف‪ ،‬ألن ذلك أمر نسبي يختلف من شخص إلى آخر‪ ،‬لذلك‬
‫يجب وضع معيار موضوعي لخشية الضرر من إفشاء األمور التي يطلع عليها الموظف‬
‫بمقتضى وظيفته وهذه الحالة األولى‪ ،‬أما الحالة الثانية التي تتمثل بواجب كتم األمور التي‬
‫يطلع عليها بحكم عمله هي األمور التي يوصيه رؤساؤه حتى بعد انتهاء خدمته(‪.)2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬موقف التشريعات من السر المهني‬
‫إن واجب الموظف في كتمان األسرار الوظيفية يجد سنده في النصوص الصريحة‬
‫الواردة في التشريعات الوظيفية المقارنة‪ ،‬ففي فرنسا فقد نص القانون الوظيفي رقم ‪ 6-84‬أ‬
‫الصادر في ‪ 11‬يناير ‪ 1984‬على هذا الواجب في المادة (‪ )26‬التي نصت على التزام‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬السيد عبد الحميد محمد العربي‪ ،‬ممارسة الموظف للحريات العامة في القانون اإلداري والقانون‬
‫الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.578-577‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬ماهر صالح عالوي الجبوري‪ ،‬مبادى القانون اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪135‬‬
‫واجب الموظف في كتمان السر الوظيفي‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬

‫الموظف في الحفاظ على األسرار الوظيفية والتي تصل إلى علمه‪ ،‬كذلك نصت المادة (‪)26‬‬
‫من القانون رقم ‪ 63-83‬الصادر سنة ‪ 1983‬على ضرورة احترام األسرار المهنية وأحال‬
‫في تلك المادة على القواعد المقررة في القانون الجنائي لحماية األسرار الوظيفية‪ ،‬كذلك‬
‫نصت المادة (‪ )226‬من القانون الصادر سنة ‪ 1992‬والتي عاقبت على إفشاء المعلومات‬
‫ذات الطبيعة السرية بواسطة شخص أودعت لديه بسبب الظروف أو المهنة وسواء بسبب‬
‫عمل أو مهمة مؤقتة(‪ ،)1‬ونجد أن المشرع الفرنسي قد بالغ كثي اًر في واجب كتمان األسرار‬
‫الوظيفية‪ ،‬حيت تلزمه النصوص بااللتزام بالمحافظة على سرية كافة الوقائع والمستندات‬
‫والمعلومات التي تتعلق باإلدارة والتي يقف عليها أثناء مباشرته لوظيفته أيا كان سبيله‪ ،‬ولم‬
‫يشترط المشرع الفرنسي شكالً معيناً إلفشاء السر سواء كان عن طريق الحديث الشفوي أو‬
‫النشر أو كتابة المنشورات وتوزيعها أو التصريحات الصحفية‪.‬‬
‫وقد شدد مجلس الدولة الفرنسي حيث ذهب إلى أنه ال يغير من طبيعة اإلفشاء والمعاقبة‬
‫عليه أن يتم بناء على طلب أحد األفراد تحقيقاً لمصلحة مشروعة‪ ،‬ففي قضية (‬
‫‪(Batton‬الذي كان يعمل سكرتي اًر في أحد أقسام الشرطة ثم أحيل إلى المعاش تأديبياً‪ ،‬تقدم‬
‫بطلب لتسجيل أسمه بنقابة المحامين‪ ،‬فأرسلت أسمه إلى و ازرة الداخلية لغرض معرفة بيانها‬
‫عن أسباب القرار الصادر بإحالته على المعاش لمعرفة ما إذا كان من شأن تلك األسباب أن‬
‫تحول دون طلبه بقيده في النقابة من عدمه‪ ،‬إال أن و ازرة الداخلية رفضت اإلجابة على هذا‬
‫الطلب‪ ،‬فأقام السيد (‪ (Batton‬دعوه أمام مجلس الدولة ضد و ازرة الداخلية عما أصابه من‬
‫ضرر‪ ،‬إال أن مجلس الدولة قضى برفض الدعوى مؤسساً ذلك على عدم وجود نص قانوني‬
‫يلزم اإلدارة بالكشف عن أسباب الجزاءات التأديبية التي تتخذها ضد أي من أعضائها وعدم‬
‫أحقيتهم في استالم أوراق تتعلق بأسباب تلك الجزاءات الموقعة ضدهم‪ ،‬كذلك ال يجوز‬
‫الكشف عن أي أوراق أو مستندات تتعلق بنشاط اإلدارة في غير الحاالت المقررة في ذلك‬
‫حتى تقرر اإلدارة نشرها والكشف عن سريتها‪ ،‬حتى ولو كان ذلك بدافع نقابي(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬السيد عبد الحميد محمد العربي‪ ،‬ممارسة الموظف للحريات العامة في القانون اإلداري والقانون‬
‫الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.580-579‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬علي عبد الفتاح محمد خليل‪ ،‬الموظف العام وممارسة الحرية السياسية‪ ،‬ط‪( ،1‬القاهرة – مصر‪ :‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،2002 ،‬ص‪.)444-443‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬

‫‪136‬‬
‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪/‬المجلد (‪/)10‬العدد (‪/)38‬العام (‪)2021‬‬

‫وفي مصر فقد نصت قوانين التوظف على هذا الواجب‪ ،‬فقد نص قانون رقم ‪210‬‬
‫لسنة ‪ 1951‬على أنه ال يجوز لمستخدم الحكومة أن يقضي بمعلومات أو إيضاحات عن‬
‫المسائل التي ينبغي أن تبقى سرية بطبيعتها أو بمقتضى تعليمات خاصة ويبقى االلتزام‬
‫بالكتمان قائماً ولو بعد انفصال الموظف عن عمله"‪ ،‬كذلك نص قانون رقم ‪ 46‬لسنة ‪1964‬‬
‫على أن يحظر على العامل أن يفشي األمور التي يطلع عليها بحكم وظيفته إذا كانت سرية‬
‫بطبيعتها أو بموجب تعليمات تقضي بذلك ويبقى هذا االلتزام قائماً ولو بعد ترك العامل‬
‫الخدمة‪ ،‬كذلك نص قانون العاملين بالدولة النافذ رقم ‪ 47‬لسنة ‪ 1978‬على حظر إفشاء‬
‫الموظف العام لألسرار التي يطلع عليها بحكم وظيفته إذا كانت سرية بطبيعتها أو بموجب‬
‫تعليمات تقضى بذلك ويبقى واجب الكتمان قائماً حتى لو ترك العامل الخدمة بالمرفق(‪.)1‬‬
‫إن واجب كتمان األسرار الوظيفية في القانون المصري يظهر من خالل حظر النشر عن‬
‫طريق الصحف وغيرها‪ ،‬حيث يحظر على الموظف العام اإلفضاء بأي تصريح أو بيان‬
‫أعمال وظيفته بطريق الصحف أو غير ذلك من طرق النشر‪ ،‬فال يجوز له وهو في سبيل‬
‫ممارسته للحريات العامة أو السياسية منها اإلفضاء باألمور التي يطلع عليها بحكم وظيفته‬
‫وتخص المرفق الذي يعمل به‪ ،‬فقد صدرت إحدى الفتاوى من مجلس الدولة بأنه‪ ":‬ال يجوز‬
‫لمستخدمي الحكومة أن يعطوا أخبا اًر إلى الجرائد التي تنشر في القطر المصري وفي الخارج‬
‫وسواء كانت باللغة العربية أو بأية لغة أخرى وال أن يبدوا ملحوظات شخصية بواسطة‬
‫الجرائد‪ ...‬وكل موظف يخالف هذا الحكم يكون قابالً للعزل"‪ ،‬كذلك يظهر هذا الواجب من‬
‫خالل االحتفاظ لنفسه باألوراق الرسمية أو نزعها من الملفات المخصصة لحفظها‪ ،‬فهو ملزم‬
‫بحفظ األوراق الرسمية بما يضمن سالمة وسرية تلك األوراق وعدم الكشف عنها أو تعرضها‬
‫للضياع‪ ،‬وتظهر أهمية هذا الجانب في الحريات السياسية‪ ،‬ألن الموظف يطلع بحكم وظيفته‬
‫على أدق األسرار الوظيفية التي تتضمنها الملفات والمستندات واألوراق الرسمية بصفة‬
‫عامة‪ ،‬وقد يسيء الموظف العام استعمال هذه األوراق‪ ،‬إذا ما تسربت إلى جهات تتربص‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬المادة (‪ )75‬من قانون موظفي الدولة المصري رقم (‪ )210‬لسنة ‪1951‬؛ المادة (‪ )56‬من قانون‬
‫موظفي الدولة المصري رقم (‪ )46‬لسنة ‪1964‬؛ المادة (‪ )8/77‬من قانون العاملين بالدولة المصري رقم‬
‫(‪ )47‬لسنة ‪.1978‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪137‬‬
‫واجب الموظف في كتمان السر الوظيفي‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬

‫باإلدارة وتتحين الفرص للنيل منها والكيد لها كاألحزاب السياسية‪ ،‬والصحافة أو بعض‬
‫الجهات األجنبية وخصوصاً إذا كانت هذه األوراق تتعلق بأسرار إدارية ذات أهمية أمنية‬
‫واقتصادية‪ ،‬كما قد يسرب الموظف هذه األوراق إلى خصوم اإلدارة السياسيين إذا كانت‬
‫ميوله السياسية منحازة إليهم(‪.)1‬‬
‫وفي العراق فقد نص قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم ‪ 14‬لسنة ‪1991‬‬
‫بأن يحظر على الموظف االحتفاظ لنفسه بأصل أي ورقة ثبوتية رسمية أو نزع هذا األصل‬
‫من الملفات المخصصة لحفظه للتصرف به لغير األغراض الرسمية‪ ،‬وكذلك نص قانون‬
‫اإلثبات رقم ‪ 107‬لسنة ‪ 1979‬بأنه ال يجوز للموظفين والمكلفين بخدمة عامة إفشاء ما‬
‫وصل إلى علمهم أثناء قيامهم بواجباتهم من معلومات لم تنشر بالطريق القانوني ولم تأذن‬
‫الجهة المختصة في إذاعتها ولو بعد تركهم العمل ومع ذلك فلهذه الجهة أن تأذن لهم‬
‫بناء على طلب المحكمة أو أحد الخصوم(‪.)2‬‬
‫بالشهادة ً‬
‫إن الموظف يلتزم بالكتمان في مواجهة كل ما هو غريب عن جهة اإلدارة التي يعمل‬
‫بها‪ ،‬وكل من ليس له حق االطالع على أسرار ومستندات وأعمال وظيفته‪ ،‬فالموظف ملزم‬
‫بهذا الكتمان قبل الغير سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات أو هيئات كالصحافة وغيرهما‪ ،‬كما أنه‬
‫ملزم حتى في مواجهة نفس األفراد الذين يعملون معه في نفس اإلدارة طالما أنهم ال يحق له‬
‫االطالع أو الكشف على هذه األسرار‪ ،‬كما أن هذا االلتزام يقوم في مواجهة الجهات اإلدارية‬
‫األخرى‪ ،‬فال يجوز إفشاء سر وظيفي يخص مصلحة إلى العاملين في مصلحة أخرى‪،‬‬
‫وبذلك قضى مجلس الدولة المصري بأنه ال يجوز لمصلحة الضرائب إفشاء أسرار الممولين‬
‫ولو لجهة حكومية أخرى إال إذا نص قانون على ذلك صراحة ويذكر في ذلك (‪.)3‬‬
‫وال يتطلب المشرع في الدول المقارنة طريقة أو شكالً معيناً إلفشاء السر الوظيفي‬
‫فالموظف مطالب دائماً بتجنب كل األفعال التي قد تؤدي إلى إفشاء السر سواء أكان ذلك‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬علي عبد الفتاح محمد خليل‪ ،‬الموظف العام وممارسة الحرية السياسية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪-450‬‬
‫‪.461-451‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬المادة (‪ )13/5‬من قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام العراقي رقم (‪ )14‬لسنة ‪1991‬؛‬
‫المادة (‪ )88‬من قانون اإلثبات العراقي رقم (‪ )107‬لسنة ‪. 1979‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬علي عبد الفتاح محمد خليل‪،‬الموظف العام وممارسة الحرية السياسية‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.465-464‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬

‫‪138‬‬
‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪/‬المجلد (‪/)10‬العدد (‪/)38‬العام (‪)2021‬‬

‫عن طريق الحديث الشفوي أو عن طريق النشر أو الكتابة أو التصريحات الصحفية أو‬
‫اللقاءات اإلعالمية‪ ،‬وينتج عن السر أثره سواء في مواجهة أحاد الناس أو تم في مواجهة‬
‫العاملين في المرفق ما دام ليس مصرحاً لهم باالطالع على هذه األسرار‪ ،‬كما أن هذا‬
‫االلتزام يقوم في مواجهة الجهات اإلدارية األخرى فال يجوز إفشاء سر وظيفي إلى العاملين‬
‫في مصلحة أخرى‪ ،‬إذا الفرض دائماً أن إفشاء السر يحقق ضر اًر أو يفوت مصلحة بغض‬
‫النظر عن ذاتية من أفشى إليهم السر(‪.)1‬‬
‫إن واجب كتمان األسرار الوظيفية يبقى مستم اًر حتى بعد ترك الوظيفة العامة‪ ،‬فيبقى‬
‫الموظف ملتزماً بكتمان األسرار المهنية التي اطلع عليها أثناء مباشرته عمله والجهة اإلدارية‬
‫وحدها تمتلك تحديد مدة بقاء السر محتفظاً بالحماية من اإلفشاء طبقاً لطبيعة السر وما تراه‬
‫اإلدارة من ضرورة عدم نشره‪ ،‬فالمعلومات العسكرية مثالً تبقى سرية‪ ،‬ألن طبيعتها تقتضي‬
‫ذلك أما غيرها من األسرار فيرتفع عنها قيد السرية بعد استنفاذ الغرض منها حيث أن األمور‬
‫تتباين حسب طبيعتها وأهميتها فبعضها يبقى سرياً ما لم تقرر اإلدارة الحظر عنه‪ ،‬والبعض‬
‫األخر يرتفع الحظر عنه بمجرد انتهاء الغاية من سريته(‪.)2‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫نظريات السر الوظيفي وعقوبة اإلخالل به‬
‫إن العمل على تحديد نطاق السر الوظيفي يعد من األمور الصعبة والبالغة التعقيد‪ ،‬ألن‬
‫مفهوم السر يختلف من شخص آلخر‪ ،‬لذا سوف نقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬نتناول في‬
‫المطلب األول نظريات السر الوظيفي وأنواعه‪ ،‬والثاني لدراسة عقوبة اإلخالل بواجب كتمان‬
‫السر الوظيفي واالستثناءات التي ترد عليها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نظريات السر الوظيفي وأنواعه‬
‫يوجد اختالف حول مسألة تحديد نطاق السر الوظيفي‪ ،‬لذا ظهرت عدت نظريات بهذا‬
‫الشأن‪ ،‬منها‪.:‬‬

‫(‪ )1‬د‪.‬طارق حسن الزيات‪ ،‬حرية الرأي لدى الموظف العام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.294-293‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬السيد عبد الحميد محمد العربي‪ ،‬ممارسة الموظف للحريات العامة في القانون اإلداري والقانون‬
‫الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.585‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪139‬‬
‫واجب الموظف في كتمان السر الوظيفي‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬

‫‪ -1‬نظرية الضرر‪ :‬لقد ذهب البعض إلى أن إفشاء السر الوظيفي ال يكون جريمة إال إذا‬
‫كانت الواقعة المفشاة ذات طبيعة ضارة باعتبار الغير‪ ،‬فالسر هو ما يضر إفشاؤه بسمعة‬
‫مودعه وكرامته‪ ،‬وهذا المفهوم جرى قبوله لدى الكثير من الشراح الذي ذهبوا إلى أن إفشاء‬
‫السر هو نوه من السب‪ ،‬واشترط أن يكون ضا اًر بمصلحة من عهد به‪ ،‬بينما يرى أخرون بأن‬
‫جريمة اإلفشاء هي وسط بين جريمة السب والقذف‪ ،‬فلكي يعاقب على اإلفشاء وجب أن‬
‫تتضمن في طياته قذفاً أو سباً‪ ،‬وقد انتقدت هذه النظرية‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية التفرقة بين الوقائع السرية والوقائع العلنية‪ :‬ويرى أنصار هذه النظرية أنه ال يعد‬
‫من يستحق الحماية القانونية صاحب الواقعة المعروفة للناس‪ ،‬فاإلفشاء هو كل عمل ينقل‬
‫الواقعة المفشاة من واقع السرية إلى واقعة معروفة‪ ،‬فال يكون اإلفشاء جريمة إذا انصب على‬
‫معلومة عرفت من قبل أو من المعلومات العامة‪ ،‬إذ أن من الوقائع المعروفة ما يكون عاماً‬
‫بطبيعته تسمح للعلم بها منذ أول بادرة‪ ،‬وال يحق الكالم عن سر بالنسبة لها‪ ،‬كحالة الطبيب‬
‫الذي يقوم بعمل شهادة لشخص قطع ذراعه فهذه الحالة ال تعد س اًر‪ ،‬وتوجد وقائع معروفة‬
‫ولكن يخيم عليها بعض الغموض‪ ،‬فالمرض معروف كإشاعة‪ ،‬واإلفشاء المعروف ال يضيف‬
‫جديداً سوى تأكيد أمر مشكوك فيه لصدوره من رجل متخصص‪ ،‬فالواقعة المعروفة ال تكون‬
‫س اًر بأي حال(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬نظرية إرادة المودع في بقاء األمر س اًر‪ :‬يرى أنصار هذه النظرية بأن تعريف السر يدخل‬
‫فيه ركن خاص وهو إرادة المودع في بقاء األمر س اًر‪ ،‬وينبغي وجود تعبير صريح عن هذه‬
‫اإلرادة لكي تكون الواقعة س اًر‪ ،‬فاألمر يكون كذلك إذا عهد به صاحبه إلى األمين على أنه‬
‫س اًر‪.‬‬
‫ويذهب بعضهم إلى أنه ال يمكن األخذ بأي نظرية من هذه النظريات بتعريف السر‬
‫المهني‪ ،‬فالضرر وحده ال يكفي للتعريف كما أن تحديد السر قد يرجع إلى ما جرى به العرف‬
‫وظروف كل حادثة على انفراد مما يسمح للسلطة التقديرية للقاضي أن تحدد السر كل حالة‬

‫(‪ )1‬أحمد كامل سالمة‪ ،‬الحماية الجنائية ألسرار المهنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪( ،‬القاهرة – مصر‪ :‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1988‬ص‪.)43-42-40‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬

‫‪140‬‬
‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪/‬المجلد (‪/)10‬العدد (‪/)38‬العام (‪)2021‬‬

‫على حدة(‪ ،)1‬يمكن لألسرار الوظيفية أن تتعدد وتنقسم في إطار العمل الوظيفي بصورة عامة‬
‫حسب‪.:‬‬
‫‪ -1‬أسرار الدولة‪ :‬ويقصد بها هي كل األسرار المتعلقة بالمصالح العليا للدولة وتشمل‬
‫المعلومات والوثائق واألخبار التي تخص الدولة وسالمتها‪ ،‬وأسرار الدولة هي معلومات‬
‫يؤدي إفشاء مضمونها ألشخاص ال تقتضي طبيعة عملهم االطالع عليها واالحتفاظ بها أو‬
‫حيازتها إلى حدوث أضرار خطيرة بأمن الدولة الداخلي أو الخارجي أو إلى فائدة عظيمة‬
‫ألية دولة أخرى من شأنها أن تشكل أو يحتمل أن تشكل خط اًر على الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬أسرار األفراد‪ :‬وهي األسرار التي تخص اإلنسان ويحرص على إخفائها من غيره‪ ،‬وتشمل‬
‫عيوبه وأمراضه وأمواله ومسيرة حياته وقد عرفت األسرار الفردية على أنها خصوصيات‬
‫الفرد‪ ،‬والتي يحق له أن يحتفظ بها لنفسه‪ ،‬وتكون بعيدة عن أعين الناس وألسنتهم‪ ،‬والتي ال‬
‫تمس واجباته نحو لمجتمع وليس لها تأثير في الصالح العام وال يتحقق بنشر هذه األسرار‬
‫سوى تشويه سمعته وزعزعة ثقة الناس به‪.‬‬
‫‪ -3‬األسرار اإلدارية‪ :‬إن الموظف يقوم عند مباشرته لمهام وظيفته باالطالع على كثير من‬
‫المعلومات والوثائق والبيانات التي في حوزته‪ ،‬والتي يكون من المصلحة العامة أن ال يعلم‬
‫بها إال من يؤتمن عليها‪ ،‬ويختلف مضمون األسرار الوظيفية من إدارة إلى أخرى‪ ،‬بل أن‬
‫السر اإلداري يختلف بوجه عام عن األسرار الحكومية التي تهتم الدولة ككل وتختلف عن‬
‫األسرار الخاصة باألفراد‪ ،‬ويشمل السر اإلداري كل ما يتعلق بعمل اإلدارة السري كخطة‬
‫إعادة تنظيم المرفق العام‪ ،‬أو خطة اإلدارة في تخفيض العملة الوطنية‪ ،‬واذا حدث تنازع بين‬
‫المصلحة العامة واإلدارة التي يعمل بها كان على المحكمة أن تفصل في هذا التنازع مع‬
‫تفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة‪ ،‬ويجب ممارسة شيء من الرقابة على هذه‬
‫السرية حتى ال تستخدم في غير الغرض الذي تقرر من أجله‪ ،‬فالتزام الموظف بالسر‬
‫اإلداري مستقل تماماً على التزام الموظف بالسر المهني نحو الفرد(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أحمد كامل سالمة‪ ،‬الحماية الجنائية ألسرار المهنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫(‪ )2‬أحمد مصبح الكتب ي‪ ،‬المسؤولية الجنائية الناشئة عن إفشاء السر المهني‪ ،‬بحث منشور في مجلة الشارق‪،‬‬
‫االمارات العربية المتحدة‪ ،‬المجلد ‪ ،16‬العدد ‪ ،2019 ،2‬ص‪.310-309-307‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪141‬‬
‫واجب الموظف في كتمان السر الوظيفي‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬

‫ويمكن أن تظهر مظاهر السر الوظيفي من خالل االلتزام بالسر المهني في المجال‬
‫الطبي‪ ،‬حيث أن االلتزام به يعد بمثابة ضمانة الثقة الواجبة في ممارسة المهنة الطبية‬
‫واإلخالل به يمس بأمن المريض‪ ،‬نظ اًر لما يترتب على عدم كتمانه من أضرار جسيمة تمس‬
‫النظام العام‪ ،‬فقد صدر حكم في ‪ 1971 /12/1‬من محكمة ليون الفرنسية في قضية‬
‫(‪ ،)Game‬حيث حصل أحد األطباء من إحدى الممرضات على ملف طبي لمريض لم تكن‬
‫تربطه أي صلة‪ ،‬لتعتبر المحكمة بأن هذا لم يكن بوسعه تجاهل الطابع العام والمطلق للسر‬
‫الذي يحمي الملف المعد من األطباء المعالجين للمرضى‪ ،‬بحيث أصبح هذا الطبيب شريكاً‬
‫بحكم إثارته وافشائه لهذه المعلومات خارق بذلك التزاماً معنياً معاقب عليه قانوناً‪.‬‬
‫كذلك يظهر هذا االلتزام في الوسط المهني عموماً‪ ،‬فهو التزام عام يسري على جميع‬
‫العاملين باختالف نشاطهم‪ ،‬فهم ملزمون بكتمان أية واقعة أو معلومة أو استعمال أي وثيقة‬
‫إال في حدود مقتضيات تنفيذ الخدمة بهدف تفادي إلحاق أي ضرر مادي أو معنوي بالجهة‬
‫المستخدمة أو مؤسسة ما‪ ،‬كذلك يظهر هذا االلتزام في سرية المراسالت كالمراسالت‬
‫المكتوبة والتي يعتبر االعتداء عليها من قبيل الجنح‪ ،‬كقيام شخص ذوي النوايا السيئة بفتح‬
‫أو تأخير أو تحويل مراسلة وصلت إلى وجهتها عن طريق البريد‪ ،‬أو عن طريق أخر‪،‬‬
‫وكذلك المراسالت الصادرة أو الواردة عن طريق المواصالت(‪.)1‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عقوبة اإلخالل بواجب كتمان السر الوظيفي واالستثناءات التي ترد عليها‬
‫يطلع الموظف العام بحكم عمله على أسرار المواطنين وخصوصياتهم والتي كثي اًر ما‬
‫يضطرون للكشف عنها مكرهين لبعض الموظفين كاألطباء وموظفي مصلحة الضرائب‬
‫وغيرهم فمصلحة هؤالء تستوجب التزام الموظف العام بالمحافظة على مثل هذه األسرار حتى‬
‫تحتفظ بسريتها وأساس هذا االلتزام هو حماية مصلحة المواطنين من ناحية ومصلحة الدولة‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬فمصلحة الدولة تقتضي المحافظة على األسرار الوظيفية لتوفير الثقة بين‬
‫المواطنين واإلدارة‪ ،‬حتى ال يتهرب المواطن من الكشف عن البيانات الضرورية للعمليات‬

‫(‪ )1‬طالبي كريمة‪ ،‬مسؤولية الموظف عن اإلخالل بواجب كتمان السر المهني في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ( ،‬سعيدة –الجزائر‪ :‬جامعة د‪ .‬الطاهر موالي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،2017 ،‬ص‪-24‬‬
‫‪.)25‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬

‫‪142‬‬
‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪/‬المجلد (‪/)10‬العدد (‪/)38‬العام (‪)2021‬‬

‫اإلحصائية وحتى ال يعطي للدولة بيانات غير صحيحة خوفاً من استعمالها في أغراض‬
‫أخرى‪ ،‬وال يخفى على أحد اآلثار الخطيرة التي تترتب على عدم دقة البيانات‪ ،‬فالبيانات‬
‫الدقيقة هي أساس خطط الدولة العصرية كما أن المصلحة العامة تقتضي المحافظة على‬
‫أسرار كثيرة يترتب على الكشف عنها أضرار بالغة الخطورة بمصلحة المجتمع وسالمة‬
‫الدولة في أسرار الدفاع(‪.)1‬‬
‫إن كشف السر الوظيفي يعد في المقام األول جريمة تأديبية‪ ،‬إال أن التشريعات في‬
‫الدول لم تكتف بالمسؤولية التأديبية بل قرروا لها عقوبة جنائية‪ ،‬فقد كان قانون العقوبات‬
‫الفرنسي القديم يعاقب على هذه الجريمة بالحبس الذي ال يقل عن شهر وال يزيد عن ستة‬
‫أشهر والغرامة التي ال تقل عن (‪ )100‬فرنك وال تزيد عن(‪ )500‬فرنك‪ ،‬ثم بعد ذلك شدد‬
‫قانون العقوبات النافذ لسنة ‪ 1994‬العقوبة على جنحة إفشاء األسرار لتصبح الحبس لمدة‬
‫سنة والغرامة (‪ )100000‬فرنك فرنسي‪.‬‬
‫وفي مصر فقد نص قانون العقوبات المصري رقم ‪ 95‬لسنة ‪ 2003‬على كل من األطباء‬
‫أو الجراحين أو الصيادلة أو القوابل أو غيرهم مودعاً إليه بمقتضى صناعته أو وظيفته س اًر‬
‫خصوصياً اؤتمن عليه فأفشاه في غير األحوال التي يلزمه القانون فيها بتبليغ ذلك يعاقب‬
‫بالحبس مدة ال تزيد على ستة شهور أو بغرامة ال تتجاوز خمسمائة جنيه مصري(‪.)2‬‬
‫وفي العراق فقد نص قانون العقوبات رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 1969‬على أن يعاقب بالحبس‬
‫مدة ال تزيد عن سنتين وبغرامة ال تزيد عن مائتي دينار أو بأحد هاتين العقوبتين كل من‬
‫علم بحكم وظيفته أو صناعته أو فنه أو طبيعة عمله بسر فأفشاه في غير األحوال المصرح‬
‫بها قانوناً أو استعمله لمنفعته أو منفعة شخص أخر‪ ،‬كذلك نص قانون المحاماة رقم ‪173‬‬
‫لسنة ‪ 1965‬بأن ال يجوز للمحامي أن يفشي س اًر اؤتمن عليه أو عرفه عن طريق مهنته ولو‬
‫بعد انتهاء وكالته إال إذا كان ذلك من شأنه منع ارتكاب جريمة‪ ،‬كذلك نص قانون العقوبات‬
‫العسكري رقم ‪ 19‬لسنة ‪ 2007‬على إنزال عقوبة االعدام على موظفي و ازرة الدفاع والقوات‬

‫(‪ )1‬د‪.‬علي عبد الفتاح محمد خليل‪،‬الموظف العام وممارسة الحرية السياسية‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.440-439‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬المادة (‪ )622‬من قانون العقوبات الفرنسي لسنة ‪1810‬؛ المادة (‪ )310‬من قانون العقوبات‬
‫المصري رقم (‪ )95‬لسنة ‪.2003‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪143‬‬
‫واجب الموظف في كتمان السر الوظيفي‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬

‫المسلحة إذا ما ارتكب أحدهم جرم إفشاء السر أو سر الليل أو اإلشارة الخاصة أو التنبيهات‬
‫أو الوصاية السرية المختصة بالحراس والخفراء والمخافر والشفرات العسكرية أثناء زمن‬
‫النفير بقصد إعانة العدو واألضرار بالجيش أو إحدى قوات الحكومات المتحالف معها(‪.)1‬‬
‫ونرى بأن التشريعات تجمع على وجوب كتمان األسرار الوظيفية وحرمة إفشائها لما لها‬
‫من ضرر يصيب الدولة أو األشخاص المعنيين بها‪ ،‬ويؤدي بأمنها وأمنهم الشخصي ما‬
‫يجعل األسرار الوظيفية أمانة في عنق الموظف الذي يحوزها أو يعرفها بحكم وظيفته أو‬
‫إثنائها ليس له إفشاؤها للغير‪ ،‬ألن في اإلفشاء خيانة لألمانة التي عهدت إليه‪ ،‬كما أن‬
‫حفظه لها مظهر من مظاهر أدائه لواجبات وظيفته بأمانة واخالص‪ ،‬وتوجد حاالت ال‬
‫يتعرض فيها الموظف للمسائلة إذا خالف هذا الواجب‪ ،‬وتتمثل بما يلي‪.:‬‬
‫‪ -1‬الشهادة أمام المحاكم‪ :‬يلتزم الموظف بالحضور إذا دعى للشهادة أمام المحاكم‪ ،‬وفي‬
‫فرنسا فيمكن التمييز بين الشهادة أمام القضاء الجنائي أو الشهادة أمام القضاء المدني أو‬
‫اإلداري‪ ،‬فالموظف في فرنسا ال يستطيع إفشاء األسرار المهنية في شهادته أمام القضاء‬
‫اإلداري أو المدني وأن كان األمر يختلف في الشهادة أمام القضاء الجنائي حيث ال يستطيع‬
‫الموظف التذرع بواجب الكتمان للتنصل من أداء الشهادة أمام القاضي الجنائي فهو ملزم‬
‫بالشهادة‪ ،‬وهذا ما اتجهت إلية محكمة النقض الفرنسية‪ ،‬وال يستطيع رفض اإلجابة عن أسئلة‬
‫القاضي المتعلقة بأسرار الدفاع واألسرار الطبية‪ ،‬وفي مصر فهو ملزم بكتمان األسرار‬
‫الوظيفية وهو األصل‪ ،‬ويبقى محظو اًر عليه إفشاء ما لديه من أسرار ومع ذلك فللسلطة‬
‫المختصة أن تأذن للموظف بالشهادة بناء على طلب من المحكمة أو أحد الخصوم ويكون‬
‫ً‬
‫اإلذن مقصور على األسرار الوظيفية التي وصلت إلى علمه بخصوص الواقعة محل‬
‫الشهادة دون غيرها وال يمكن أن يتطرق هذا اإلذن إلى األسرار المتعلقة باألفراد إذ أن اإلدارة‬
‫ال تمتلك هذه األسرار لكي تأذن بإفشائها‪ ،‬فالموظف ملتزم عند أداء الشهادة بالمادة (‪)310‬‬
‫من قانون العقوبات المصري‪ ،‬فإذا تعدى حدود هذه المادة تترتب مسئوليته وهذا يظهر مدى‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬المادة (‪ )437‬من قانون العقوبات العراقي رقم (‪ )111‬لسنة ‪1969‬؛ المادة (‪ )1/46‬من قانون‬
‫المحاماة العراقي رقم (‪ )173‬لسنة ‪1965‬؛ المادة (‪ )29‬من قانون العقوبات العسكري العراقي رقم (‪)19‬‬
‫لسنة ‪.2007‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬

‫‪144‬‬
‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪/‬المجلد (‪/)10‬العدد (‪/)38‬العام (‪)2021‬‬

‫أهمية المحافظة على األسرار حتى على حساب تحقيق العدالة ذاتها‪ ،‬كما يوضح العبء‬
‫الذي يقع عاتق الموظف في هذا المجال والذي يحد بدرجة كبيرة من حريته في التعبير عما‬
‫لديه من معلومات يمكن أن تخدم العدالة وتظهر الحقيقة إال أن الهدف من ذلك هو تحقيق‬
‫هدف أسمى إال وهو بث ثقة الجمهور في الموظفين(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬األسرار المشتركة‪ :‬وذلك في حالة ما إذا اشترك الموظف مع غيره في إعداد الموضوعات‬
‫وفي هذه الحالة تصبح األسرار شائعة فيما بينهم بحكم وظائفهم ويضطر كل منهم أن يطلع‬
‫األخرين على ما يقف عليه من معلومات متصلة بتلك الملفات‪ ،‬في هذه الحالة ال تثريب‬
‫على الموظف على ما يقف عليه من معلومات وبيانات تتعلق بهذه الملفات طالما إفشاء‬
‫هذه البيانات قاصر على دائرة الموظفين‪ ،‬وبالتالي تقع المسؤولية إذا هو أفشى تلك األسرار‬
‫لمن سواهم من الغير‪.‬‬
‫وقد استثنى القانون المصري الطبيب في اإلبالغ عن األمراض المعدية أو الخطيرة‪،‬‬
‫كذلك يجب على االطباء العاملين في اللجان الطبية المختصة بتوقيع الكشف الطبي على‬
‫المتقدمين لشغل الوظائف العامة أن يطلعوا أرباب العمل والجهات اإلدارية على التقارير‬
‫التي تقرر مدى صالحية المرشح للوظيفة من عدمه وذلك دون الخوض في تفصيل ما‬
‫يعانون منه من أمراض(‪ ،)2‬حيث قضت محكمة النقض المصرية بتبرئة طبيب في قضية‬
‫تتلخص وقائعها بأن زوجة المدعي (المريض) طلبت من الطبيب المشرف على حالة زوجها‬
‫ورقة تبين حالة المريض الطبية لغرض عرضها على مجموعة من األطباء األجانب‪ ،‬قام‬
‫الطبيب بمنح الزوجة بيانات عن الحالة الصحية‪ ،‬وبعد أن قام المريض برفع دعوى على‬
‫الطبيب متهما إياه بإفشاء األسرار الطبية وحالته الصحية قررت المحكمة االبتدائية المصرية‬
‫بأنه ال عقاب بمقتضى المادة (‪ )310‬وذلك ألن الطبيب اعتقد أن طلب الزوجة للشهادة‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬السيد عبد الحميد محمد العربي‪ ،‬ممارسة الموظف للحريات العامة في القانون اإلداري والقانون‬
‫الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.592-591‬‬
‫(‪ )2‬المرجع ذاته‪ ،‬ص‪.594-593‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪145‬‬
‫واجب الموظف في كتمان السر الوظيفي‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬

‫نيابة عن المريض إضافة إلى ما ذكرته برغبة المريض في عرضها على طبيب أخر‪،‬‬
‫فالطبيب ال يسأل عن إفشاء األسرار إذا سلمها إلى اسرته أو إلى السلطات العامة(‪.)1‬‬
‫‪-3‬اإلبالغ عن الجرائم‪ :‬فقد نص قانون اإلجراءات الجنائية الفرنسي لسنة ‪ 1995‬على أن‬
‫أي فرد يصل إلى عمله سوء معاملة أو حجز موقع على صبي أقل من خمسة عشر عاماً‬
‫أو أي شخص في حالة ال تسمح له بحماية نفسه بسبب سنه أو مرضه أو ضعفه أو بسبب‬
‫إعاقة جسدية أو ذهنية أو بسبب حالة حمل وال يخطر السلطات اإلدارية أو القضائية يعاقب‬
‫بالسجن لمدة ‪ 3‬سنوات وغرامة قدرها ‪ 200000‬فرنك‪ ،‬أما قانون العقوبات المصري فقد‬
‫نص على أن يلزم كافة األفراد باإلبالغ عن جرائم أمن الدولة وهذا االلتزام يسري في مواجهة‬
‫الكافة‪ ،‬كذلك تنتفي مسئولية الموظف عن إفشاء األسرار التي أطلع عليها بحكم وظيفته إذ‬
‫أذن أو رضى صاحب السر أو من تقررت الحماية لمصلحته بهذا اإلفشاء‪ ،‬ويكون للمؤتمن‬
‫بناء على هذا األذن كما له أن يرفض إفشاؤه غير أنه في حالة‬‫على هذا السر أن يفشيه ً‬
‫إفشائه للسر بناء على طلب صاحبه ال تقوم مسئوليته سواء الجنائية أو التأديبية‪ ،‬ويجمع‬
‫الفقه سواء في فرنسا ومصر على أن رضاء صاحب السر باإلفشاء يعفى األمين عليه من‬
‫مسئولية إفشائه وقد تبنى القضاء الفرنسي هذا الرأي‪ ،‬وتوجد حاالت أخرى ساهم في إنشائها‬
‫القضاء ويجوز فيها إفشاء السر غير الحاالت السابقة ودون مسئولية على المؤمن على هذا‬
‫السر إفشاء الموظف لسر مهني بسبب تعرضه للمحاكمة أو إفشائه إلثبات براءته حيث‬
‫تساهل القضاء الفرنسي بالنسبة لمثل هذه الحاالت(‪.)2‬‬
‫وهنالك شروط يجب توفرها لكي تتحقق الحماية الجنائية للسر المهني‪ ،‬وتتمثل هذه الشروط‬
‫بما يلي‪.:‬‬
‫‪ -1‬يجب أن يكون السر قد عهد بسبب المهنة‪ :‬ويعني هذا الشرط بأن تكون المعلومة التي‬
‫وصلت إلى علم الجاني مكتسبة بسبب ممارسة مهنته أو بمناسبة هذه الممارسة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬قرار محكمة النقض في مصر‪ ،‬في ‪ 21‬ابريل ‪ ،‬سنة ‪ ،1938‬اشار إلية أحمد مصبح الكتبي‪،‬‬
‫المسؤولية الجنائية الناشئة عن إفشاء السر المهني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.324‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬السيد عبد الحميد محمد العربي‪ ،‬ممارسة الموظف للحريات العامة في القانون اإلداري والقانون‬
‫الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.595-594‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬

‫‪146‬‬
‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪/‬المجلد (‪/)10‬العدد (‪/)38‬العام (‪)2021‬‬

‫‪ -2‬يجب أن يكون السر منسوب لشخص معين‪ :‬يجب أن ينسب إفشاء السر إلى شخص‬
‫معين فإذا اقتصرت اإلذاعة على اإلفشاء فقط سواء كانت أمراض أو وقائع دون نسبتها إلى‬
‫شخص معين لم يكن هناك إفشاء فإذا قال الطبيب فقط أنه عالج مرض ذا طبيعة معينة‪،‬‬
‫فإن هذا ال يعد إفشاء مكون للجريمة فالسر ليس هو مرض نفسه ولكن عالقة المرض‬
‫بشخص ما‪.‬‬
‫‪ -3‬إن تكون الوقائع المراد إضفاء السرية عليها ذات صلة بمهنة من تلقاها‪ :‬إن اعتراف‬
‫الفقه والقضاء بالصفة السرية ليس فقط بالنسبة للوقائع التي أفضى لهم بها‪ ،‬أو تم لهم‬
‫معاينتها‪ ،‬ولكن أيضاً بالنسبة لكل ما استطاعوا معرفته من خالل ممارستهم لمهنتهم‪ ،‬وعلى‬
‫عكس ذلك فهناك وقائع قد يغرقها األمناء خالل ممارستهم لعملهم وال عالقة لها بمهنتهم‬
‫وهذه ال تعتبر سر يلتزمون بكتمانه(‪.)1‬‬
‫الخاتمة‬
‫في ختام هذا البحث الموسوم ب ( واجب الموظف في كتمان السر الوظيفي‪ -‬دراسة‬
‫مقارنة) توصلنا إلى جملة من النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫النتائج‬
‫‪ -1‬لقد تبين لنا بأن الموظف العام هو عماد اإلدارة ووسيلتها في اإلصالح اإلداري الذي‬
‫يعد المنطلق الرئيس لإلصالحات األخرى السياسية والمالية واالجتماعية التي يمكن‬
‫للسلطات العامة تنفيذها‪ ،‬لذا البد من ضمان المحافظة على واجب كتمان السر الوظيفي‪.‬‬
‫‪ -2‬ت بين لنا بان السر المهني هو ‪ ":‬شيء يخشى من كشفه اطالع اآلخرين عليه وقوع‬
‫ضر اًر أو تفويت مصلحة مشروعة"‪.‬‬
‫‪ -3‬تبين لنا بأن مخالفة الموظف لهذا الواجب يترتب عليه مسؤولية جزائية‪.‬‬
‫‪ -4‬تبين لنا بوجود ثالثة نظريات لتحديد نطاق واجب كتمان السر الوظيفي والتي تتمثل‬
‫بنظرية الضرر و نظرية التفرقة بين الوقائع السرية والوقائع العلنية و نظرية إرادة المودع في‬
‫بقاء األمر س اًر‪.‬‬

‫(‪ )1‬طالبي كريمة‪ ،‬مسؤولية الموظف عن اإلخالل بواجب كتمان السر المهني في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22-21‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪147‬‬
‫واجب الموظف في كتمان السر الوظيفي‪ -‬دراسة مقارنة ‪-‬‬

‫‪ -5‬تبين لنا بأن األسرار الوظيفية تنقسم إلى أسرار الدولة وأسرار األفراد واألسرار اإلدارية‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫‪ -1‬ضرورة عقد ندوات ودورات متخصصة للموظفين في أخالقيات الوظيفة العامة لغرض‬
‫حماية األسرار الوظيفية‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب عدم االكتفاء بتنظيم السر المهني بموجب نصوص قانونية فقط بل يجب نشر‬
‫الوعي بهذا االلتزام‪ ،‬حيث نجد الكثير من المجتمع يجهل هذا االلتزام الواقع على‬
‫اصحاب الوظائف‪.‬‬
‫‪ -3‬توسيع النطاق الشخصي لاللتزام بعدم إفشاء السر الوظيفي‪ ،‬بحيث ال تقتصر على‬
‫الموظف بل يجب أن يشمل كل مكلف بخدمة عامة وكل من يرتبط بعمل مع اإلدارة‬
‫لخطورة هذا االلتزام‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬

‫‪148‬‬
‫مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪/‬المجلد (‪/)10‬العدد (‪/)38‬العام (‪)2021‬‬

‫المصادر‬
‫أوالً‪ :‬الكتب‬
‫‪ -1‬أحمد قاسم علي شرهان السوداني‪ ،‬التزام الموظف بالحياد السياسي بين النص والممارسة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫( بيروت‪ -‬لبنان‪ :‬منشورات زين الحقوقية‪.)2019 ،‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬السيد عبد الحميد محمد العربي‪ ،‬ممارسة الموظف للحريات العامة في القانون اإلداري والقانون‬
‫الدولي‪ ،‬دراسة مقارنة‪( ،‬بال مكان نشر‪ -‬بال دار نشر‪.)2003 :‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬حسني محمود نجيب‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ (،‬القاهرة– مصر‪ :‬دار النهضة العربية‪.)1982 ،‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬سلمان محمد الطماوي‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪( ،‬القاهرة – مصر‪ :‬دار الفكر العربي‪.)1966 ،‬‬
‫‪ -5‬د‪.‬طارق حسن الزيات‪ ،‬حرية الرأي لدى الموظف العام‪ ،‬دراسة مقارنة مصر وفرنسا‪ ،‬ط‪( ،2‬القاهرة –‬
‫مصر‪ :‬دار النهضة العربية‪.)1998 ،‬‬
‫‪ -6‬د‪.‬علي عبد الفتاح محمد خليل‪ ،‬الموظف العام وممارسة الحرية السياسية‪ ،‬ط‪( ،1‬القاهرة – مصر‪ :‬دار‬
‫النهضة العربية‪.)2002 ،‬‬
‫‪ -7‬د‪.‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬القانون اإلداري‪( ،‬اإلسكندرية – مصر‪ :‬دار المطبوعات الجامعية‪.)1999،‬‬
‫‪ -8‬د‪ .‬ماهر صالح عالوي الجبوري‪ ،‬مبادى القانون اإلداري‪ ( ،‬بغداد‪ -‬العراق‪ :‬المكتبة القانونية‪ ،‬بال سنة‬
‫نشر)‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الرسائل واالطاريح‬
‫‪ -1‬أحمد كامل سالمة‪ ،‬الحماية الجنائية ألسرار المهنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪( ،‬القاهرة – مصر‪ :‬جامعة‬
‫القاهرة‪.)1988 ،‬‬
‫‪ -2‬طالبي كريمة‪ ،‬مسؤولية الموظف عن اإلخالل بواجب كتمان السر المهني في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ( ،‬سعيدة –الجزائر‪ :‬جامعة د‪ .‬الطاهر موالي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.)2017 ،‬‬
‫ثالثاً‪ :‬البحوث‬
‫‪ -1‬أحمد مصبح الكتبي‪ ،‬المسؤولية الجنائية الناشئة عن إفشاء السر المهني‪ ،‬بحث منشور في مجلة الشارق‪،‬‬
‫االمارات العربية المتحدة‪ ،‬المجلد ‪ ،16‬العدد ‪.2019 ،2‬‬
‫رابعاً‪ :‬القوانين‬
‫‪ -1‬قانون الخدمة المدنية العراقي رقم (‪ )24‬لسنة ‪ 1960‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -2‬قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام العراقي رقم (‪ )14‬لسنة ‪ 1991‬المعدل‪.‬‬
‫‪ -3‬قانون موظفي الدولة المصري رقم (‪ )210‬لسنة ‪.1951‬‬
‫‪ -4‬قانون موظفي الدولة المصري رقم (‪ )46‬لسنة ‪.1964‬‬
‫‪ -5‬قانون العاملين بالدولة المصري رقم (‪ )47‬لسنة ‪.1978‬‬
‫‪ -6‬قانون اإلثبات رقم العراقي ‪ 107‬لسنة ‪.1979‬‬
‫‪ -7‬قانون العقوبات الفرنسي لسنة ‪.1810‬‬
‫‪ -8‬قانون العقوبات المصري رقم (‪ )95‬لسنة ‪.2003‬‬
‫‪ -9‬قانون العقوبات العراقي رقم (‪ )111‬لسنة ‪.1969‬‬
‫‪ -10‬قانون المحاماة العراقي رقم (‪ )173‬لسنة ‪.1965‬‬
‫‪ -11‬قانون العقوبات العسكري العراقي رقم (‪ )19‬لسنة ‪.2007‬‬
‫خامساً‪ :‬القرارات‬
‫‪ -1‬قرار محكمة النقض في مصر‪ ،‬في ‪ 21‬ابريل ‪ ،‬سنة ‪.1938‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪149‬‬

You might also like