You are on page 1of 38

‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫وز ارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة محمد بوضياف بالمسيلة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة‬


‫لطلبة السنة الثانية‬
‫المجموعة ‪1‬‬

‫إعداد الدكتور‪ /‬عبدلي حمزة‬

‫السنة الجامعية ‪2022/2021‬‬

‫‪1‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫‪ -‬تمهيد وتفصيل في البرنامج المقرر‪:‬‬

‫يعتبر مقياس النظرية العامة للجريمة من أهم المقاييس التي يدرسه ه ههةا للبة الليسه ه ههانس في‬
‫اإللمام بمفةوم الجريمة وأركانةا والمس ه ه ه ه ه ههةولية الج ا ية‬ ‫الحقوق‪ ،‬من خالله يس ه ه ه ه ه ههتلي اللال‬
‫جباحة الفع المجرم‪ ،‬وكنلر التلرق جلا نظرية الج اث الجنا ي‪ ،‬ويتمث‬ ‫وموانعةا‪ ،‬وأسه ه ه ه ه ه ههبا‬
‫برنامج المقياس في التالي‪:‬‬

‫‪ ‬المحور األو ‪ :‬مدخ للقانون الج ا ي وتلور قانون العقوبات‬


‫‪ ‬المحور الثاني‪ :‬نظرية الجريمة‬
‫‪ -‬مفةوم الجريمة‬
‫‪ -‬تقسيم الج ار م‬
‫‪ -‬أركان الجريمة‬
‫‪ ‬المحور الثالث‪ :‬المسةولية الج ا ية‬
‫‪ -‬المسةولية الج ا ية للشخص اللبيعي والمعنوي‬
‫اإلباحة‬ ‫‪ -‬موان المسةولية وأسبا‬
‫‪ ‬المحور الراب ‪ :‬نظرية الج اث الجنا ي‬
‫‪ -‬مفةوم الج اث الجنا ي‬
‫‪ -‬تقسيماته في القانون الج ا ري‬
‫‪ -‬التدابير األمنية‬
‫‪ -‬العقوبات البديلة‬

‫‪2‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫‪ -‬مقدمة‪:‬‬
‫أن تس ه ه ههن وتس ه ه ههود فيةا قواعد‬ ‫ال ش ه ه ههر في القو بان جمي المجتمعات المعاأ ه ه ههر يج‬
‫قانونية تعم علا تنظيم العالقات بين مكونات الدولة الحديثة‪.‬‬
‫علا اتيانةا ‪،‬‬ ‫حيث عرفت الجتمعات االنسانية منن نشاتةا سلوكات تم تجريمةا و العقا‬
‫نظ ار ألن الن عة جلا حماية المأههلحة العامة للمجتم كانت دا ما هي الداف لمحاربة السههلور‬
‫الني يعتدي علا حقوق و حريات و أمالر الغير‪ ،‬و كان تلور المجتم أيضهها هو العنأههر‬
‫األساسي في تلور التجريم و ظةور ج ار م تختلف من عأر بآخر‪.‬‬
‫ولع ه القههانون الجنهها ي العههام يعتبر من أهم هههاتههه التش ه ه ه ه ه ه هريعههات التي يحتههاجةهها المجتم‬
‫المعاأ ه ه ه ه ههر من أج ض ه ه ه ه ههبل عالقات الموالنين وحماية المجتم وتجريم األفعا التي تةدده‬
‫وفرض عقوبات علا المخالفين حماية لألشه ه ههخاص والممتلكات وسه ه ههياد السه ه ههالم و األمن في‬
‫المجتم ‪.‬‬
‫و تختلف مواض ههي القانون الجنا ي العالم عن مواض ههي القانون الجنا ي الخاص حيث أن‬
‫قواعده علا تبيان ك جريمة علا حدى و تحديد شرول و اركان قيامةا‪.‬‬ ‫هنا األخير تنأ‬
‫كما أن قانون االجراثات الج ا ية يةدف جلا تفأ ه ه ه ه ههي أحكام س ه ه ه ه ههير المتابعة الج ا ية‬
‫اتباعةا من أج قيام المحاكمة و توقي الج اث‪.‬‬ ‫الواج‬ ‫والشكليات و الوسا‬
‫أما القانون الجنا ي العام فةو يقتأه ه ههر علا تحديد أحكام المسه ه ههةولية الج ا ية و تبيان‬
‫العقوبات و التدابير المتخن ض ه ههد الس ه ههلور االجرامي و المبادئ العامة التي تحكم ش ه ههرعية‬
‫وقانونية الج ار م فيمكن القو أن ك هنا يمث النظرية العامة للجريمة‪.‬‬
‫و لنلر سه ه ه ه ههنتناو في هنه المحاض ه ه ه ه هرات النظرية العامة للجريمة من اج بيان أركان‬
‫الجريمة والقواعد القانونية الضههابلة لةا و تقسههيم الج ار م و تميي ها عن المخالفات األخرى في‬
‫المجا المدني و التاديبي ‪.‬‬
‫وباعتبار الظرف الأه ه ه ه ه ههحي الراهن‪ ،‬ولريقة التدريس المنتةجة ف ننا نرجوا من أع اثنا‬
‫الللبة التركي وبن الجةد من أج تعظيم اإلسه ه ههتفاد من المحاض ه ه هرات والفةم والنقاش داخ‬
‫المحاضرات الحضورية المقرر في هنا السداسي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬

‫مدخل للنظرية العامة للجريمة‬


‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الجريمة‬
‫التش ه ه ه ه ه ه هريعات الجنا ية المقارنة بتعريف الجريمة حيث تركت نلر للفقه‬ ‫لم تةتم اغل‬
‫الجنهها ي‪ ،‬و الحهها كههنلههر في قههانون العقوبههات الج ا ري حيههث لم تنص قواعههده القههانونيههة علا‬
‫تعريف الجريمة‪.‬‬
‫غير أن هههنا ال ينفي تعريف و تبيههان ك ه جريمههة علا حههدا في قههانون العقوبههات من‬
‫أج معرفة توافر شرول قيامةا و التحديد الدقيق للسلور المجرم‪.‬‬
‫علا نحو المنكور‬ ‫فالمقأه ه ه ههود بعدم تعريف التش ه ه ه هريعات الجنا ية للجريمة ال ينأ ه ه ه ه‬
‫سههابقا ب يقتأههر علا المفةوم العام للسههلور االجرامي في المجتم هنا األخير الني هو في‬
‫تلور مسههتمر و هو ما يفسههر عدم وجود نأههوص قانونية ناهير علا أن الفقه يعتبر االجدر‬
‫في هنا المجا بوض تعريف للجريمة‪.‬‬
‫تعدد المدارس الفقةية و الفكر الجنا ي بأفة عامة‪.‬‬ ‫وقد تعددت هنه التعاريف حس‬
‫المطلب األول‪:‬‬
‫تعريف الجريمة‬
‫يختلف التعريف من حيث اختالف مجا الفقه وباعتبار الجريمة و الس ه ههلور االجرامي‬
‫ظاهر اجتماعية فقد كان لةا أدى في مختلف العلوم‪.‬‬
‫فاهتم بد ارسه ه ه ه ه ه ههتةا و تحديد مضه ه ه ه ه ه ههمونةا علم النفس و علم االجتماع و علم القانون‬
‫ومختلف المدارس األخالقية و كنلر الفقه الجنا ي اإلسههالمي‪ ،‬فكان علم االجتماع يسههتند جلا‬
‫هو الفيأه ه ه ه ه في التفريق بين أنمال الس ه ه ه ههلور المختلفة فما‬ ‫معيار اجتماعي فيجع المجتم‬
‫ينفر منه فةو سلور اجرامي و ما يبيحه فةو سلور مباح‪ ،‬و بناث علا نلر ف ن الجريمة فع‬

‫‪4‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫مههدان اجتمههاعي و أن التجريم حكم قيمي تأه ه ه ه ه ه ه ههدره الجمههاعههة علا بعض أنمههال السه ه ه ه ه ه ههلور‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلنساني‪.‬‬
‫كما أن التشهري الجنا ي اإلسههالمي هدف جلا تجريم ك اعتداث علا المأههلحة العامة‬
‫للمجتم فابر الرسه ه ه ه ه ههو أ ه ه ه ه ه ه ا عليه و سه ه ه ه ه ههلم أهم حقوق األفراد التي يحميةا الشه ه ه ه ه ههارع‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫فقا " ك المسلم علا المسلم حرام دمه و ماله و عرضه "‬ ‫اإلسالمي بالعقا‬
‫ويعرفةا الفقه الجنا ي االس ه ه ه ه ه ههالمي بانةا محظورات ش ه ه ه ه ه ههرعية جر ا عنةا بحد أو‬
‫(‪)3‬‬
‫تع ير‬
‫أما في الفقه القانوني فتعرف الجريمة علا أنةا ك سه ه ه ه ههلور يمكن اسه ه ه ه ههناده جلا فاعله‬
‫(‪)4‬‬
‫يضر أو يةدد بالخلر مألحة اجتماعية معينة بج اث جنا ي ‪.‬‬
‫و تعرف الجريمة أيضا بانةا نشال غير مشروع سواث بعم أو امتناع عن عم يقرر‬
‫(‪)5‬‬
‫له القانون عقوبة أو تدبير احت ار ي و ياتيه شخص عن عمد أو جهما ‪.‬‬
‫ومن خال هنه التعاريف يمكن القو بان الجريمة هي سلور تجرمه نأوص القانون‬
‫و تفرض علا اتيانه عقوبة ج ا ية‪.‬‬
‫ومما سبق يستخلص أن من أهم مقومات الجريمة ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون هنار تجريم من لرف القانون ألحد س ه ه ه ه ه ههلوكات الفرد سه ه ه ه ه ه هواث أتاها عمدا أو‬
‫جهماال‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يأدر هنا السلور عن انسان و بنلر ف ن أي فعال من غير انسان ال يعد جريمة‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يقرر المشرع ج اثا علا اتيان هنا السلور‬

‫‪ -‬عبود السراج‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬الج ث األو ‪ ،‬النظرية العامة للجريمة‪ .‬حل ‪ ،‬لبعة ‪2005‬‬ ‫‪1‬‬

‫حسني‪ ،‬دور الرسو الكريم في ارساث معالم النظام الجنا ي اإلسالمي‪ ،‬دار النةضة العربية‪ ،‬اللبعة‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمود نجي‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1984‬ص ‪.8‬‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبعة ‪ ،1983‬ص ‪.219‬‬ ‫‪ -‬المادودي‪ ،‬األحكام السللانية‪ ،‬دار الكات‬ ‫‪3‬‬

‫‪ - 4‬د‪ .‬عبد ا سليمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات الج ا ري‪ ،‬القسم العام‪ ،‬الج ث‪ ، 1‬ديوان الملبوعات الجامعية ‪ ،‬لبعة ‪،1996‬‬
‫ص ‪59‬‬
‫‪ -‬عاد قرى ‪ ،‬محاضرات في قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام و الجريمة‪ ،‬ديوان الملبوعات الجامعية‪ ،‬ص ‪13‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪5‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫‪ .4‬أن يخضه ه ه ه هنا الس ه ه ههلور جلا ‪ :‬قاعد مبدأ ش ه ه ههرعية الجريمة و العقوبة فال يكفي أن‬
‫أن‬ ‫يكون السه ه ه ه ه ه ههلور مرفوض أخالقيهها أو اجتمههاعيهها للقو بوجود جريمههة حيههث يج ه‬
‫يأدر نص قانون سابق بتجريم هنا السلور‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫تصنيف الجرائم‬
‫أهتم شه هراح قانون العقوبات في تلرقةم جلا النظرية العامة للجريمة بتأ ههنيف الج ار م‬
‫في ظ ما جاث في نأ ه ه ه ههوص قانون العقوبات و بالرجوع جلا هنا األخير نجد أن الماد ‪27‬‬
‫من قانون العقوبات الج ا ري نأه ه ه ههت علا أنه " تقسه ه ه ههم الج ار م تبعا لخلورتةا جلا جنايات و‬
‫جنح و مخالفات و تلبق عليةا العقوبات المقرر للجنايات أو الجنح أو المخالفات "‪.‬‬
‫غير أن الفقه الجنا ي في مختلف اتجاهاته يتفق علا أن تأه ه ههنيف الج ار م و تقسه ه ههيمةا و‬
‫معايير التفرقة بينةا وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬تأنيف الج ار م علا أساس الخلور جلا جنايات و جنح و مخالفات‪.‬‬
‫‪ .2‬تأ ه ههنيف الج ار م علا أس ه ههاس الركن المادي جلا ج ار م ايجابية و ج ار م س ه ههلبية‪ ،‬ج ار م‬
‫وقتية و ج ار م مستمر ‪ ،‬ج ار م بسيلة و ج ار م االعتياد و ج ار م المتعاقبة‪.‬‬
‫‪ .3‬تأنيف الج ار م علا اساس الركن المعنوي‪ ،‬ج ار م عمدية و ج ار م غير عمدية‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬
‫تصنيف الجرائم حسب خطورتها‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬ضابط التفرقة‬
‫من خال الماد ‪ 27‬من قانون العقوبات المنكور سابقا نجد أن المشرع الج ا ري قسم‬
‫خلورتةا جلا جنايات و جنح و مخالفات ‪ ،‬فالجنايات هي اشد الج ار م خلور ‪،‬‬ ‫الج ار م حس‬
‫و األق منةا هي الجنح و األق منةما هي المخالفات‪.‬‬
‫ومن اج معرفة ضه ه ه ههابل التفرقة بينةا يمكن االسه ه ه ههتناد جلا نص الماد ‪ 05‬من قانون‬
‫العقوبات التي نأ ه ه ههت علا أنه " العقوبات األأ ه ه ههلية في ماد الجنايات هي ‪ - :‬اإلعدام ‪-‬‬

‫‪6‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫السه ههجن المةبد ‪ -‬السه ههجن المةقت المد تتراوح بين ‪ 5‬سه ههنوات ‪ 20‬سه ههنة ما عدا في الحاالت‬
‫التي يقرر فيةا القانون حدود أخرى قأوى "‪.‬‬
‫‪ -1‬العقوبات االأ ه ه ههلية في ماد الجنح الحبس لمد تتجاو الش ه ه ههةرين الا ‪ 5‬س ه ه ههنوات ماعدا‬
‫الحاالت التي يقرر فيةا القانون حدودا اخرى ‪.‬‬
‫‪ -2‬الغرامة التي تتجاو ‪ 20‬ألف دينار‪.‬‬
‫العقوبات االأه ه ه ه ههلية في ماد المخالفات هي ‪ :‬الحبس من يوم واحد علا األق الا شه ه ه ه ههةرين‬
‫علا األكثر‬
‫ويتضهح من نلر أن معيار التفرقة هو العقوبة المنأهوص عليةا و أن تسهمية الجريمة‬
‫عليه بعقوبة‬ ‫يعاق‬ ‫تخضه ه ه جلا أ ه ههنف الج اث فالجريمة تكون جناية جنا كان الفع المرتك‬
‫عليه بعقوبة الجنحة و نفس الش ه ه ه ه ه ه هيث‬ ‫يعاق‬ ‫الجناية و تكون جنحة جنا كان الفع المرتك‬
‫بالنسبة للمخالفات‪.‬‬
‫وتأه ه ه ه ه ه ههنيف الج ار م جلا جنه ه ههايه ه ههات و جنح و مخه ه ههالفه ه ههات ‪classification des‬‬
‫‪ ،infractions‬معياره جسامة العقوبة التي نص عليةا القانون في مواجةة الجريمة‪.1‬‬
‫وهنا ما أكده قرار المجلس األعلا سه ه ه ههابقا‪ -‬المحكمة العليا حاليا‪-‬في القرار الأه ه ه ههادر‬
‫بتاريخ ‪ 1979/02/06‬الني نص علا أنه" يسه ه ه ه ه ههتفاد من نص المادتين ‪ 5‬و ‪ 27‬من‬
‫قانون العقوبات أن العبر من وأه ه ه ه ه ه ههف الجريمة بجناية أو جنحة أو مخالفة هي بنوع‬
‫العقوبة المقرر لةا قانونا"‪.2‬‬

‫غير انه في تحديد نوع الجريمة‪ ،‬جناية كانت أو جنحة او مخالفة ال يتغير بالعقوبة‬
‫التي يأه ه ههدرها القاضه ه ههي حيث ال يتغير نوع الجريمة جنا أأه ه ههدر القاضه ه ههي فيةا حكما يلبق‬

‫الدكتور عبد ا سليمان ‪ ،‬شرح قانون العقوبات الج ا ري ‪ ،‬الج اث الجنا ي ‪-،‬الج ث الثاني‪ -‬ديوان الملبوعات الجامعية‬ ‫‪1‬‬

‫الج ا ر ‪ ،‬اللبعة الخامسة ‪ ،2004‬ص‪.427‬‬


‫القرار الأادر في ‪ 06‬فيفري ‪ ، 1979‬الغرفة الج ا ية ‪ ،‬المحكمة العليا‪ ،‬المجلة القضا ية ‪ ،‬العدد ‪ ،1989/02‬ص ‪.223‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪7‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫أأه ه ه ه ه ه ههال علا نوع لخر منةا نتيجة لظروف مخففة للعقوبة أو نتيجة لحالة العود التي يكون‬
‫لبقا لنص الماد ‪ 28‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫عليةا المحكوم عليه‬
‫ففي بعض األحيان يخفف القاضه ههي العقوبة لظروف معينة مث عدم وجود الس ه هوابق‬
‫الفعه المرتكه‬ ‫للمجرم أو غير نلهر‪ ،‬فيحكم بعقوبهة المخهالفهة علا الجريمهة الجنحيهة فيظه‬
‫جنحة رغم جأدار القاضي عقوبة المخالفة‪.‬‬
‫وفي المقاب من هنا يتغير نوع الجريمة جنا نص القانون علا عقوبة تلبق أأه ه ههال‬
‫و مثا نلر ما نص عليه الماد ‪ 350‬من‬ ‫(‪)2‬‬
‫علا نوع لخر أشد منةا نتيجة لظروف مشدد‬
‫عليةا بالحبس من س ه ه ه ه ه ههنة جلا ‪05‬‬ ‫قانون العقوبات حيث قررت أن جريمة الس ه ه ه ه ه ههرقة يعاق‬
‫سنوات فجريمة السرقة جنن جنحة‪.‬‬
‫و غيرها قرر لةا‬ ‫أما جنا اقترن فع الس ههرقة بظروف مش ههدد أخرى مث تس ههلق األبوا‬
‫المشرع عقوبة الجناية في هنه الحالة تأنف علا أنةا جناية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية التصنيف‬
‫‪ -‬من حيث االختصاص القضائي و االجراءات الجزائية‪:‬‬
‫التأه ه ه ههنيف‬ ‫حيث يختلف االختأه ه ه ههاص القضه ه ه هها ي والجةة المخولة لةا المحاكمة حس ه ه ه ه‬
‫السابق حيث أن الجنايات تتم في محكمة الجنايات أما الجنح و المخالفات فتتم علا مستوى‬
‫المحاكم االبتدا ية‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث العقاب على الشروع في الجريمة‪:‬‬
‫نص قانوني فيخضه ه ه الش ه ههروع‬ ‫علا الش ه ههروع في الجريمة في الجنح جال بموج‬ ‫ال يعاق‬
‫جلا مبدأ الش ه ه ه ه ه ههرعية الجنا ية الني يقض ه ه ه ه ه ههي بان ال جريمة وال عقوبة جال بنص قانوني حيث‬
‫عليةا جال‬ ‫نأه ه ه ه ه ه ههت الماد ‪ 31‬من قانون العقوبات علا أنه " المحاولة في الجنحة ال يعاق‬

‫‪ -‬الماد ‪ 08‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الماد ‪ 29‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪8‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫بناثا علا نص أه ه ه هريح في القانون ‪ ." ...‬وبالنس ه ه ههبة للش ه ه ههروع في المخالفات ف نه ال يعاق‬
‫(‪)1‬‬
‫عليه جلالقا‪.‬‬
‫عليه لبقا للماد ‪ 30‬من قانون العقوبات التي نأ ههت‬ ‫غير أن الش ههروع في الجناية يعاق‬
‫جناية تبتدئ بالش ه ه ه ه ههروع في التنفين أو بافعا ال لبس فيةا تةدي‬ ‫علا " ك محاوالت الرتكا‬
‫أثرها جال نتيجة لظروف مسههتقلة‬ ‫مباشههر الرتكابةا تعتبر كالجناية نفسههةا جنا لم توقف أو يخ‬
‫ظرف مادي يجةله مرتكبةا"‬ ‫عن جراد مرتكبةا حتا لو لم يتمكن بلوغ الةدف المقأود بسب‬

‫‪ -‬الماد ‪ 31‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬من حيث التقادم ‪:‬‬
‫يختلف التقادم س ه ه ه ه ه ه هواث بالنسه ه ه ه ه ه ههبة للدعوى العمومية أو العقوبة في الجنايات و الجنح و‬
‫المخالفات كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ .‬بالنسبة للدعوى العمومية‪:‬‬
‫الجريمة انا لم يتخن في تلر الفتر اي‬ ‫الجنايات‪ :‬التقادم ‪ 10‬س ه ه ههنوات تس ه ه ههري من يوم ارتكا‬
‫ججراث من ججراثات التحقيق او المتههابعههة‪ ،‬ف ه نا كههانههت قههد اتخههنت ججراثات في تلههر الفتر ال‬
‫(‪)2‬‬
‫يسري التقادم جال بعد ‪ 10‬سنوات من تاريخ لخر ججراث‪.‬‬
‫الجريمة انا لم يتخن في تلر الفتر اي ججراث من‬ ‫الجنح‪ 3 :‬سه ه ه ه ههنوات تسه ه ه ه ههري من يوم ارتكا‬
‫ججراثات التحقيق او المتابعة‪ ،‬ف نا كانت قد اتخنت ججراثات في تلر الفتر ال يسه ه ه ه ههري التقادم‬
‫جال بعد ‪ 10‬سنوات من تاريخ لخر ججراث‬
‫الجريمة انا لم يتخن في تلر الفتر اي ججراث من‬ ‫المخالفات‪ :‬سه ه ه ههنتين تسه ه ه ههري من يوم ارتكا‬
‫ججراثات التحقيق او المتابعة‪ ،‬ف نا كانت قد اتخنت ججراثات في تلر الفتر ال يسه ه ه ه ههري التقادم‬
‫جال بعد ‪ 10‬سنوات من تاريخ لخر ججراث‬
‫ب‪ -‬بالنسبة للعقوبة‪:‬‬
‫الجنايات‪ 20 :‬سنة ابتداث من التاريخ الني يأدر فيه الحكم نةا يا‪.‬‬
‫الجنح‪ 5 :‬سنوات ابتداث من التاريخ الني يأدر فيه الحكم نةا يا‪.‬‬
‫المخالفات‪ :‬سنتين ابتداث من التاريخ الني يأدر فيه الحكم نةا يا‪.‬‬
‫تلبيقةا‪ ،‬نأ ه ه ههت عليةا المواد‬ ‫غير ان هنه الفترات ترد عليةا اس ه ه ههتثناثات في مختلف جوان‬
‫‪ 615 - 614 -9-8-7‬من قانون العقوبات‬

‫المجرم أو مضي مد بعد المتابعة و النلق‬ ‫الفع‬ ‫‪ -‬يقأد بالتقادم‪ :‬مضي مد معينة بعدها ال يمكن متابعة مرتك‬ ‫‪1‬‬

‫بالعقوبة غير أن هنه األخير لم تلبق لمد معينة‪.‬‬


‫‪ -‬الماد ‪ 7‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫تصنيف الجرائم على أساس الركن المادي‬
‫قسم الفقه الجنا ي الج ار م علا أساس الركن المادي جلا عد تقسيمات هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬جرائم ايجابية وجرائم سلبية‪.‬‬
‫‪ -‬الجريمة االيجابية‪ :‬و هي ك فع يظةر جلا الوجود بنش ه ه ه ه ه ه ههال ايجابي أي ياتيه أو‬
‫عليه القانون‪.‬‬ ‫يفعله الجاني و يعاق‬
‫حيث أن لةنا الفع االيجابي كيان مادي محسه ه ه ه ه ه ههوس يتمث في حركة يةديةا الجاني‬
‫و مثا نلر جريمة السه ههرقة أو جريمة انتةار حرمة‬ ‫(‪)1‬‬
‫عن لريق عضه ههو في جسه ههمه‬
‫بالدخو عليه أو الت وير في المحررات‪.‬‬ ‫المن‬
‫‪ -‬الجريمة السلللللبية‪ :‬و هي امتناع الجاني عن القيام بفع أو تأ ه ههرف يفرض ه ههه القانون‬
‫عليههه كههامتنههاع القههاضه ه ه ه ه ه ههي عن الحكم في الن اع الملروح أمههامههه او االمتنههاع عن دف‬
‫النفقة المحكوم بةا قضاثا‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية التصنيف‪:‬‬

‫تكمن اهمية هنا التأنيف في ج ث فقل من ظروف الجريمة وهو قضية الشروع حيث‬
‫أن الرأي الراجح أنه ال يتأههور الشههروع في الج ار م السههلبية فةي تتم لحظة االمتناع عن أداث‬
‫غير أن هنا األمر ال يستقر دا ما حيث توجد الج ار م السلبية والتي تدعا الج ار م‬ ‫(‪)2‬‬
‫العم‬
‫االيجابية بلريقة الترر او االمتناع فةي تتشابه في السلبية بانةا تق عن لريق االمتناع و‬
‫مثا نلر امتناع األم عن جرض ههاع لفلةا أو ربل الحب الس ههري لوليدها بقأ ههد قتله أو امتناع‬
‫عن جعلاث الدواث للمريض بقأههد قتله أو امتناع المكلف بمأههاحبة شههخص أعما‬ ‫اللبي‬
‫الرشاده و توجيةه و تحنيره من الوقوع في هو بقأد قتله فةنه الج ار م يمكن تأور الشروع‬
‫فيةا ألنةا و جن ارتكبت بلريقة سههلبية جال أننا يمكن نتأههور شههروعا في نلر ومثاله قيام األم‬

‫‪ -‬عاد قور ‪ ،‬المرج نفسه‪ ،‬ص ‪25‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬عاد قور ‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫عن ابنةا رغم تواجدها معه في ظروف عادية لمد معتبر ‪ ،‬فانه ال مجا للش ه ههر‬ ‫بمن الحلي‬
‫في الشروع في قت الرضي بالترر‪.‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬الجرائم الوقتية والجرائم المستمرة والجريمة المتتابعة األفعال‪:‬‬


‫‪ -‬الجرائم الوقتية‪:‬‬
‫و تس ه ه ه ه ه ههما الجريمة ارنية و هي الجريمة التي تق ب تيان الفع من لرف الجاني في‬
‫مد ووقت محدود و ينتةي ضمن هنه المد القأير مث جريمة القت التي تق تنتةي ب هاق‬
‫الروح حتا ولو لو يمت المجني عليه جال بعد فتر من ال من أو السههرقة التي تق بمجرد القيام‬
‫بحيا ما الغير دون رضاه‪.‬‬
‫‪ -‬الجريمة المستمرة‪:‬‬
‫من ارتكابه و‬ ‫يعتبر الس ه ه ههلور االجرامي المكون للركن المادي س ه ه ههلور بلبيعته يلو‬
‫يس ه ه ههتغرق مد من ال من و مثا نلر اخفاث األش ه ه ههياث المس ه ه ههروقة‪ ،‬حيث تق الجريمة بمجرد‬
‫االخفاث و تستمر باستم ارره و كنلر حيا المخدرات أو الحبس لشخص دون وجه حق‪.‬‬
‫فالتميي بين الجريمتين يعتمد علا المد ال منية التي يس ه ه ه ه ههتغرقةا اتيان الواقعة المادية‬
‫المكونة للجريمة‪.‬‬
‫غير أن هههنا التميي ال يقوم علا معيههار مللق فجريمههة القته هي جريمههة وقتيههة علا‬
‫و لكننا نس ه ههتلي أن نتأ ه ههورها جريمة مس ه ههتمر جنا ما قام الجاني بقت خأ ه ههمه‬ ‫النحو الغال‬
‫بتقديمه له جرعات متتالية من الس ه ه ه ه ههم لمد لويلة ‪ ،‬وعلا النقيض من نلر ف ن جريمة اخفاث‬
‫األشه ههياث هي جريمة مسه ههتمر بلبيعتةا و لكننا نسه ههتلي القو بانةا قد تحدث في فتر قأه ههير‬
‫جدا أحيانا و نلر كان تكتشههف الجريمة بعد حيا هنه األشههياث بوقت قأههير جدا ناهير علا‬
‫الركن المادي غير متفق عليه متا تكون مدى‬ ‫أن معيار المد ال منية الني يس ه هتغرقه ارتكا‬
‫(‪)1‬‬
‫قأير أو لويلة‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬عبد ا سلمان‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.374‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫‪ -‬الجريمة المتتابعة األفعال‪:‬‬


‫فيةهها األفعهها و تتكرر بأه ه ه ه ه ه ههور متالحقههة ‪ ،‬ومثهها نلهر‬ ‫و هي الجريمههة التي تتعههاقه‬
‫أو اختالس‬ ‫ض ههر المجني عليه مرات‪ ،‬فالض ههر مر واحد يش ههك جريمة أو تكرار التعني‬
‫الموظف الما العمومي علا دفوعات أو أخنه الرشه ه ه ه ه ه ههو علا دفعات فتعدد هنه األفعا ال‬
‫يشك عد ج ار م ب جريمة واحد و أساس نلر ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬وحد المألحة المعتدى عليةا‪.‬‬
‫‪ ‬وحد الغرض باعتبارها تشك مشروع ججرامي واحد‪.‬‬
‫‪ ‬وحد اإلراد اإلجرامية‪.‬‬
‫ولنلر ف ن األفعا المتعدد و المتعاقبة تكون جريمة واحد و جن تخللتةا فترات منية‬
‫متعاقبة‪.‬‬
‫والفرق بين الج ار م المس ه ه ه ه ههتمر و الج ار م المتتابعة األفعا أن الجريمة المس ه ه ه ه ههتمر تقوم‬
‫بفع واحد فقل ليمتد ل من لوي ‪ ،‬في حين تقوم الج ار م المتتابعة علا عد أفعا متتابعة أو‬
‫خال فتر منية ‪.‬‬ ‫متالحقة تتعاق‬
‫كما تختلف الج ار م المتعاقبة عن الج ار م المركبة فالني يضههر شههخأهها ض هربا متكر ار‬
‫عد‬ ‫هو جريمة متعاقبة األفعا و من يض ه ه ههر عد أش ه ه ههخاص في نفس الش ه ه ههارع فةو يرتك‬
‫ج ار م فةنا ال وجود لوحد المألحة المحمية بالقانون م الشخص المعتدى عليه‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية التصنيف‪ :‬لةنا التأنيف اهمية بالغة و تتمث في العناأر التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬تطبيق القانون الجنائي من حيث الزمان‪:‬‬

‫جن تلبيق القوانين الجديد ال تسه ههري علا الج ار م الوقتية السه ههابقة علا نفانها غير‬
‫أن القههانون الجنهها ي الجههديههد في الج ار م المسه ه ه ه ه ه ههتمر يمكن أن يلبق عنههدمهها تتوقف حههالههة‬
‫االستمرار في ظله أو في حالة انتةاث لخر فع بالنسبة للج ار م المتعاقبة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫ب‪ .‬تطبيق القانون الجنائي من حيث المكان‪:‬‬

‫نظ ار ألن الجريمة المسه ههتمر والجريمة المتعاقبة تسه ههتمر لفتر من ال من ف نه يحتم أن‬
‫يق فع من األفعا داخ دولة أخرى غير دولة الفع الس ه ه ه ه ههابق و بالتالي تس ه ه ه ه ههري عد‬
‫قوانين عليةا‪.‬‬

‫اما الجريمة الوقتية فةي بلبيعتةا تخض ه لقانون دولة واحد باعتبارها قامت و انتةت‬
‫في مد قأير جدا‪.‬‬
‫ج‪ .‬تطيق القانون الجنائي من حيث االختصاص اإلقليمي‬

‫بالنس ه ههبة للجريمة المس ه ههتمر و المتعاقبة ف نه يحتم أن تق أحد أو بعض األفعا في‬
‫مكان غير مكان األفعا األخرى و بنلر ينعقد االختأه ه ه ه ه ههاص لمحاكم متعدد نظ ار لوقوع‬
‫الجريمة فيةا عكس الجريمة الوقتية التي ينعقد باالختأه ه ه ه ه ه ههاص لمحكمة واحد في الغال‬
‫العام‪.‬‬

‫د‪ .‬تطبيق القانون الجنائي من حيث مدة التقادم‪ :‬بالنسه ههبة للجريمة الوقتية يبدأ الحسه هها‬
‫في التقادم من اليوم الثاني لوقوع الجريمة غير أن الجريمة المس ه ه ه ه ههتمر يبدأ الحس ه ه ه ه هها‬
‫التقادم من اليوم الثاني النقلاع حالة االسه ه ه ه ه ه ههتمرار أو من اليوم الثاني إلانتةاث لخر‬
‫فع من افعا الجريمة المتعاقبة ‪.‬‬
‫ذ‪ .‬من حيث قوة الشيء المقضي به‪:‬‬

‫بالنس ه ه ههبة للجريمة المس ه ه ههتمر و الجريمة المتعاقبة ف ن الحكم النةا ي في الجريمة يعتبر‬
‫ش ه ههامال لكافة عناأ ه ههرها فال يجو أن تعاد المحاكمة من اج عنأ ه ههر فيةا قد خفي علا‬
‫التي‬ ‫‪ ،‬غير أن أثر هنا الحكم بلبيعة الحا ال ينأ ههرف للوقا‬ ‫(‪)1‬‬
‫المحكمة عند الحكم‬
‫علا جريمة حم السه ه ه ه ه ه ههالح باعتبارها‬ ‫تمت بعده حيث تعتبر أفعاال جديد فمن عوق‬
‫علا جريمة الض ه ههر المتعدد لش ه ههخص واحد ال يس ه ههتلي أن‬ ‫جريمة مس ه ههتمر ومن عوق‬

‫‪ -‬د‪ .‬عبد ا سليمان‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.349‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪14‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫يس ه ه ههتمر في حم الس ه ه ههالح او االس ه ه ههتمرار في الض ه ه ههر متحججا بأ ه ه ههدور حكم في هاته‬
‫األفعا ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الجرائم البسيطة و جرائم االعتياد‪:‬‬

‫جن معيار التفرقة بين الج ار م البس ه ه ههيلة و ج ار م االعتياد جلا ما يتللبه المش ه ه ههرع لقيام‬
‫الفع ولو لمر واحد حتا تقوم الجريمة‬ ‫الجريمة فيكتفي المش ه ههرع في غالبية الج ار م بارتكا‬
‫و هو ما يسما بالجريمة البسيلة‪.‬‬
‫المشه ه ه ه ه ه ههرع اعتياد الجاني علا نوع من النشه ه ه ه ه ه ههال فال يكفي الفع الواحد‬ ‫أما جنا تلل‬
‫لتكوين الجريمه ههة وانمه هها يل م تكرار الفع ه ه حتا يتم االعتيه ههاد و اله ههني يفترض االنتظه ههام و‬
‫(‪)1‬‬
‫االضلراد في ممارسة نشال معين‪.‬‬
‫فوجه العموم هو ج ار م بسههيلة جن يكتفي المشههرع بتحقق الواقعة المادية مر واحد أما‬
‫الواقعة المادية مر واحد لتمام‬ ‫ج ار م االعتياد و هي قليلة ف ن المشههرع ال يكتفي بحأههو‬
‫(‪.)2‬‬
‫الجريمة ب تكرار تلر الواقعة‬
‫الواحههد أن يكون الجريمههة به البههد من تكوينةهها من فعلين أو‬ ‫ولههنلههر ال يمكن للفعه‬
‫بالحبس من‬ ‫أكثر و مثا نلر ما نأ ه ه ه ه ه ه ههت عليةا الماد ‪ 195‬من قانون العقوبات " يعاق‬
‫شةر جلا ‪ 06‬أشةر ك من اعتاد ممارسة التسو في أي مكان كان "‪.‬‬
‫فةنا نجد أن المشه ههرع يسه ههتل م االعتياد و التكرار في األفعا غير أن الفقه اختلف في‬
‫مرات التكرار بين من يرى التكرار لمر واحههد و بين من يرى التكرار ألكثر من مرتين و‬
‫ظروف ك جريمة ليحدد وجود االعتياد من عدمه‪ ،‬وهو‬ ‫يترر نلر لقاضههي الموضههوع حسه‬
‫(‪)3‬‬
‫الرأي األجدر األخن به‪.‬‬

‫‪ -‬عاد قور ‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪27‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬عبد ا سليمان‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.350‬‬ ‫‪2‬‬

‫حسني‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪. 344‬‬ ‫‪ -‬د‪ .‬عبد ا سليمان‪ ،‬المرج نفسه‪ ،‬ص ‪ ،351‬د‪ .‬محمود نجي‬ ‫‪3‬‬

‫‪15‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫كمهها أن المههد الفههاأ ه ه ه ه ه ه هلههة بين الفعه األو و الفعه الههني يليههه لم يتفق علا معيههار‬
‫الني‬ ‫لتحديدها ويرى البعض انه ليس من المنلق أن تمض ههي مد لويلة بين الفع و الفع‬
‫(‪)1‬‬
‫أن يترر تقدير نلر لقاضي الموضوع‪.‬‬ ‫يليه و يقضي بوجود االعتياد و لنلر يج‬
‫التفرقة بين االعتياد و العود‪ ،‬فالعود هو ظرف مشه ه ههدد يتعلق‬ ‫وجدير بالنكر انه يج‬
‫نفس الجريمة التي تم الحكم فيه مر أخرى‪.‬‬ ‫بارتكا‬
‫العقوبة أشه ه ههد من الحكم األو أما االعتياد ف نه شه ه ههرل لقيام الجريمة ‪،‬‬ ‫فالعود هنا يجع‬
‫عليه جال باكتما الركن المادي الني يس ه ه ه ه ههتل م‬ ‫فمن أتا س ه ه ه ه ههلوكا مجرما مر واحد فال يعاق‬
‫االعتياد أكثر من مر ‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية التصنيف‪ :‬تكمن أهمية التفرقة بين الج ار م البسيلة و االعتياد في التالي‪:‬‬
‫أ‪ .‬من حيث االختصاص االقليمي‪:‬‬
‫فالجريمة البسه ه ه ه ههيلة تختص بةا محكمة محدد واحد ‪ ،‬غير أن جريمة االعتياد يحتم أن‬
‫تخض الختأاص اكثر من محكمة التي اعتاد الجاني تكرار أفعاله بةا‪.‬‬
‫ب‪ .‬من حيث التقادم‪:‬‬
‫التقادم من اليوم الثاني لوقوعةا أما ج ار م االعتياد‬ ‫بالنسههبة للجريمة البسههيلة يبدأ حسهها‬
‫فمن يوم لخر فع يستل م قيام الجريمة‪.‬‬
‫ج‪ .‬من حيث اإلدعاء بالحقوق المدنية أمام القاضي الجزائي‪:‬‬
‫ف ن هنا يمكن ان يكون في الجريمة البس ه ه ه ه ههيلة أما ج ار م االعتياد ف ن من تض ه ه ه ه ههرر من‬
‫الواحد ال يعد متض ههر ار من الجريمة ألنةا ليس ههت قا مة اأ ههال ب يس ههتل م لقيامةا‬ ‫الفع األو‬
‫وجود أكثر من فع ‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬عبد ا سليمان‪ ،‬المرج نفسه‪ ،‬ص ‪.351‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪16‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬
‫تصنيف الجرائم على أساس الركن المعنوي‬
‫‪ -‬الجرائم العمدية‪ :‬هي التي يل م لقيامةا توافر القأه ه ه ههد الجنا ي حيث تتجه جراد الجاني‬
‫(‪)1‬‬
‫الا جحداث نتيجة ججرامية علا أن يحال علمه بكافة عناأه ه ه ه ههر و أركان الجريمة‪،‬‬
‫فالجريمة بقت العمد تكون جنا كان الجاني يعلم بانه يللق النار علا جنسه ه ه ه ه ه ههان حي و‬
‫يريد في الوقت ناته ج هاق الروح‬
‫‪ -‬الجرائم غير العمدية‪ :‬وتقوم هنه الج ار م علا الخلا جن ينتفي القأه ه ه ه ه ه ههد الجنا ي فيةا‬
‫بفرض‬ ‫غير أنههه يخههالف واجبههات الحيلههة و الحههنر فال يتوق النتيجههة م أن الواج ه‬
‫عليه توقعةا و باستلاعته توقعةا‪.‬‬
‫وبالرجوع جلا المثا الس ه ه ههابق ف ن جلالق النار علا حيوان يقأ ه ه ههد اأ ه ه ههلياده و اأ ه ه ههابة‬
‫غير العمدية غير انه لم يقأههد ج هاق روح‬ ‫جنسههان ف ن الفاع يسهها ج ا يا عن جريمة القت‬
‫جنسان حي‪ ،‬ب لم يتحلا بأفة بالحنر و قد كان ب مكانه توقعةا و من ثم تجنبةا‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية التصنيف‪:‬‬
‫التميي بين الج ار م العمدية و غير العمدية اهمية بالغة تتمث في‪:‬‬
‫‪ -‬جع المش ه ههرع بعض الج ار م ج ار م عمدية وفقل فال يمكن أن توأ ه ههف بغير العمدية وتقوم‬
‫علا اسه ه ههاس الخلا مث ج ار م السه ه ههرقة و الت وير في حين جع بعضه ه ههةا يقوم علا عنأه ه ههر‬
‫القأد الجنا ي العمد أو العمد‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن تأه ههور الشه ههروع جال في الج ار م العمدية ألن الركن المعنوي للشه ههروع يتاسه ههس علا‬
‫قأد جتمام الجريمة‪.‬‬
‫‪ -‬تختلف عقوبة نفس الجريمة من حيث ما جنا كانت عمدية أو غير عمدية فعقوبة جريمة‬
‫القت العمدية اشد من عقوبة الجريمة القت غير العمدية‪.‬‬

‫‪ -‬عاد قور ‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪17‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أركان الجريمة‬

‫ال يكتم البنيان القانوني ألي جريمة جال بتوافر مختلف أركانةا‪ ،‬وهي الركن الشه ه ههرعي‬
‫والركن المادي والركن المعنوي‪ ،‬غير أن بعض الج ار م تسه ه ه ه ه ه ههتل م ركن الأه ه ه ه ه ه ههفة أو ما يعرف‬
‫توافرها في ج ار م نوي الأ ه ههفة‬ ‫بج ار م نوي الأ ه ههفة‪ ،‬فقد ثار جد فقةي حو األركان الواج‬
‫مث ج ار م الموظفين‪ ،‬فمن الفقةاث من يجع لةنه الجريمة أركانا مثلةا مث باقي الج ار م وهو‬
‫الركن الش ه ههرعي والركن المادي و الركن المعنوي‪ ،‬غير أن الراجح في الفقه ‪ 1‬يكاد يجم علا‬
‫أن أركان ج ار م الموظفين تتكون من ركن جضه ه ههافي هو أه ه ههفة خاأه ه ههة في الجاني و هو أن‬
‫يكون نا وظيفة‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬
‫الركن المادي‬
‫الركن المادي‪ ،‬هو السه ه ه ه ه ه ههلور اإلجرامي لفع ايجابي أو سه ه ه ه ه ه ههلبي كالترر أو االمتناع‬
‫فالمشههرع الجنا ي يجرم السههلور اإلنسههاني الني يشههك خل ار علا مأههلحة من المأههالح التي‬
‫تةم عموم المجتم أو يشههك ضههر ار للمجتم ‪ ،‬ويقتضههي نلر أن يأههدر من الفاع سههلور أيا‬
‫أثر في العالم الخارجي‪.2‬‬
‫كانت الأور التي يتخنها سلبا أو جيجابا‪ ،‬فيحدث ا‬

‫فع مجرم‪ ،‬يةدف المشرع من‬ ‫ويستل م الركن المادي للجريمة أن يقوم الجاني بارتكا‬
‫خال تجريمه جلا حماية مأه ههالح مادية و معنوية س ه هواث كانت مأه ههالح خاأه ههة أو مأه ههالح‬
‫عامة‪.‬‬

‫وعناأر الركن المادي هي‪:‬‬

‫محمود حسني‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.752‬‬ ‫د‪ .‬نجي‬ ‫‪1‬‬

‫حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.747‬‬ ‫‪ 2‬د‪ .‬محمود نجي‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬السلوك اإلجرامي‪:‬‬

‫يعتبر السه ههلور اإلجرامي عنأ ه ه ار أسه ههاسه ههيا في الركن المادي‪ ،‬باعتباره هو الفع الني‬
‫عنه المسةولية الج ا ية‪.‬‬ ‫ياتيه الجاني وتترت‬

‫المادي من الجريمة‪ ،‬فقد يكون نش ه ه ه ههالا ايجابيا‬ ‫فةو يش ه ه ه ههك المظةر الخارجي للجان‬
‫مث الحركة التي ياتيةا الفرد باحد عناأ ههر جس ههمه كاليدين أو الس ههاقين أو اللس ههان‪ ،‬فمن يريد‬
‫أن يس ههتعم يده لتحقيق النتيجة‪ ،‬أو تكون بنش ههال س ههلبي مث امتناع‬ ‫س ههرقة هاتف نقا ‪ ،‬يج‬
‫األم عن ارضاع لفلةا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬النتيجة المترتبة عن السلوك اإلجرامي‪:‬‬

‫عنه األثر الناتج عنه أي عنأه ه ه ه ه ههر‬ ‫جن السه ه ه ه ه ههلور اإلجرامي الني ياتيه الفاع ‪ ،‬يترت‬
‫النتيجة‪.‬‬

‫ويقأد بالنتيجة األثر المادي الني يحدث في العالم الخارجي كاثر للسلور اإلجرامي‪،‬‬
‫فالسه ه ههلور قد أحدث تغيي ار حسه ه ههيا ملموسه ه هها في الواق الخارجي ومثاله ج هاق الروح في جريمة‬
‫القت وانتقا الحيا في جريمة السرقة‪ ،‬والحأو علا أموا في جريمة النأ ‪.1‬‬

‫وال يةمنا في هنا الأه ه ه ه ههدد أن تكون النتيجة نات ضه ه ه ه ههرر مادي أو معنوي ما دام هنا‬
‫الض ههرر قد وق ‪ ،‬ب أن هنا الض ههرر قد مس جحدى المأ ههالح المحمية قانونا‪ ،‬مث المأ ههلحة‬
‫العامة أو المألحة العامة‪.‬‬

‫ويقسم الفقةاث الج ار م من حيث مدلو الضرر جلا قسمين‪:‬‬

‫‪ -‬المللدلول المللادي للنتيجللة‪ :‬أي أن هن ههار أثر م ههادي علا المجني علي ههه أو المحيل‬
‫الخارجي كك مثا ج هاق روح شه ه ه ه ه ه ههخص في جريمة قت أو حيا الجاني أموا بعد‬
‫اختالسةا‪ ،‬وبنلر تنقسم الا قسمين‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عبد ا س ه ه ه ههليمان‪ ،‬ش ه ه ه ههرح قانون العقوبات الج ا ري‪ ،‬القس ه ه ه ههم العام‪ ،‬الج ث األو ‪ ،‬الجريمة‪ ،‬ديوان الملبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الج ا ر‪ ،‬ص‪.145‬‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫‪ -‬جرائم مادية‪ :‬والتي تستند جلا نتيجة مادية ملموسة مث جريمة الضر والجرح‬
‫لتمام ركنةا المادي قيام النتيجة كما هو‬ ‫‪ -‬جرائم شلللللللللكلية‪ :‬وهي الج ار م التي ال يتلل‬
‫الشه ه ههان في الج ار م المادية‪ ،‬فيكتفي المشه ه ههرع بالسه ه ههلور وحده للقو بقيام الركن المادي‬
‫للجريمههة دون اشه ه ه ه ه ه ههت ارلههه أن تتحقق النتيجههة‪ ،‬ألن هههنا مهها يتللبههه القههانون في الج ار م‬
‫الشكلية‪ 1.‬مث حيا سالح دون رخأة‬
‫‪ -‬المدلول القانوني للنتيجة‪ :‬وهو أن قانون العقوبات وضه ه ه ه أأ ه ه ههال لحماية المأ ه ه ههالح‬
‫الخاأة أو العامة‪.‬‬
‫وال تنفأ ه ه ه المأه ه ههلحة العامة عن المأه ه ههلحة الخاأه ه ههة لألفراد‪ ،‬ألنه حتا ولو كانت‬
‫أحد الناس‪ ،‬ف ن ض ههررها أيض هها يلحق بالمأ ههلحة العامة التي تض ههار‬ ‫الجريمة تأ ههي‬
‫جراث ما نتج عن الجريمة من اضه ههل ار في األمن و جخال بالنظام العام‪ ،‬و هما من‬
‫مقتضههيات المأههلحة العامة‪ ،‬ثم جن هنه المأههلحة العامة ينالةا الضههرر كنلر بالنظر‬
‫جلا أن الفرد هو الخلية األولا للمجتم ومنه يتكون‪ ،‬وما يناله من ض ه هرر يعد ض ه هر ار‬
‫ج يا للمجتم باسهره وهنا أيضها ما يتحقق في شهان الج ار م المضهر بالمأهلحة العامة‬
‫باعتبار الفرد في المجتم هو ج ث منه وما يلحق بالجماعة يحيق بالفرد‪.2‬‬
‫ك ش ه ه ه ه ههخص اعتدى علا هنه الحقوق والمأ ه ه ه ه ههالح بغض النظر عن‬ ‫وبالتالي يعاق‬
‫النتيجة المادية لةا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬العالقة السببية‬

‫يش ه ههترل لتمام الركن المادي نش ه ههوث عالقة س ه ههببية بين الفع والنتيجة من خاللةا نعتبر‬
‫أن النتيجة التي وقعت كان سههببةا السههلور أو النشههال االجرامي‪ ،‬فعندما ال تتوفر هنه العالقة‬
‫مرض كان‬ ‫مث االعتداث بالضه ه ه ههر البسه ه ه ههيل علا شه ه ه ههخص معين ثم يموت بعد مد لسه ه ه ههب‬
‫يال مه فةنا ال عالقة للسه ه ههلور بةنه النتيجة عن الوفا ‪ ،‬وقد أسه ه ههس الفقه لعد نظريات تش ه ه هرح‬
‫أساس العالقة السببية بين الفع والنتيجة وهي‪:‬‬

‫د‪ .‬عبد ا سليمان‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص‪.145‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬أحمد أبحي العلار‪ ،‬ج ار م االعتداث علا المألحة العامة‪ ،‬الةي ة المأرية العامة للكتا ‪ ،‬مأر‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪20‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫‪-1‬نظرية السبب المباشر‬


‫و تقوم هههنه النظريههة علا أنههه ال يمكن اعتبههار النتيجههة أث ار أو نات ارتبههال بس ه ه ه ه ه ه هلور‬
‫الجاني و مسةوليته جال جنا كان هنار ارتبال مباشر بينةا وبين الفع أي أن السلور اإلجرامي‬
‫المباشر في حدوث النتيجة‪.‬‬ ‫الني أتاه الجاني هو السب‬

‫ومثا نلر أن شه ه ههخأه ه هها أللق النار علا المجني عليه فاأه ه ههابه جأه ه ههابة قاتلة أودت‬
‫الوفا المباشر هو الرأاأة القاتلة‪.‬‬ ‫بحياته‪ ،‬فسب‬

‫‪-1‬نظرية تعادل األسباب‬


‫النتيجة‬ ‫تعتبر هنه النظرية أوس ه النظريات التي عالجت العالقة السههببية‪ ،‬فك أسههبا‬
‫متعادلة و متسههاوية لتكون سههببا في حدوثةا بأههرف النظر عن مقدار مسههاهمة ك واحد منةا‬
‫و أهميته في جحداث هنه النتيجة‪.‬‬

‫ومثا نلر أن شخأا أللق النار علا المجني عليه فاأابه جأابة خفيفة في نراعه‬
‫و تم نق الضه ههحية جلا المسه ههتشه ههفا و في اللريق اأه ههلدمت سه ههيار االسه ههعاف بسه ههيار أخرى‬
‫بتوفير العناية الكافية والواجبة‬ ‫الضحية بكسر بساقه و في المستشفي لم يقم اللبي‬ ‫فاأي‬
‫بحروق أدت جلا‬ ‫فتفاقمت حالته الأ ه ههحية و أثناث نلر اندل حريق في المس ه ههتش ه ههفا فاأ ه ههي‬
‫وفاته‪.‬‬

‫وبالرجوع الا أس ه ههاس هنه النظرية‪ ،‬ف ن الجاني يس ه هها عن وفا المجني عليه جن لو ال‬
‫اعتداةه علا المجني عليه بالضه ههر و الجرح لما نق الا المسه ههتشه ههفا و لم يأه ههادف وجوده‬
‫هنا الحريق‪.‬‬ ‫نشو حريق ووفاته بسب‬

‫‪-2‬نظرية السبب المالئم‪:‬‬


‫جلا الجاني‬ ‫مقتضا هنه النظرية هو أن الظروف العادية التي أدت جلا جحداث النتيجة تنس‬
‫جنا كان فعله مال م إلحداثةا‪ ،‬أما الظروف غير المال مة وغير المالوفة‪ ،‬فال يسا عنةا‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫وبالرجوع جلا مثالنا السابق‪ ،‬ف نه يسا علا اإلأابة الخفيفة بالسالح الناري وليس علا وفا‬
‫هو الحريق في المستشفا‪.‬‬ ‫المجني عليه التي ال دخ له فيةا وكان السب‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫الركن المعنوي‬

‫باإلض ه ه ههافة الا الركن المادي فان للركن المعنوي أهمية خاأ ه ه ههة لقيام الجريمة وتحديد‬
‫المسه ه ههةولية الج ا ية لمرتكبةا ليكون الشه ه ههخص مسه ه ههةوال عن سه ه ههلوكه أو فعله االجرامي‪ ،‬وعليه‬
‫جلا ( الفرع األو ) القأه ه ه ههد الجنا ي في الجريمة‪ ( ،‬الفرع الثاني ) تاثير‬ ‫نقسه ه ه ههم هنا الملل‬
‫توافر الغلل و اإلهما علا الجريمة‪ ( ،‬الفرع الثالث ) الباعث‬

‫جنا كنا بأ ه ه ههدد جريمة من الج ار م العمدية‪ ،‬ف نه يس ه ه ههتل م لتوافر أركانةا ثبوت القأ ه ه ههد‬
‫عنأري العلم واإلراد ‪.‬‬ ‫الجنا ي والني يتلل‬

‫الفرع األول‪ :‬القصد الجنائي في الجريمة‬

‫تعتبر الجريمة من الج ار م العمدية‪ ،‬عندما يتخن ركنةا المعنوي أيغة القأد الجنا ي‪،‬‬
‫علا نلههر أنههه ال قيههام للجريمههة جنا لم يتوافر لههدى المتةم فيةهها القأ ه ه ه ه ه ه ههد‬ ‫والنتيجههة التي تترته‬
‫الجنا ي ولو توافر لديه خلا جسيم‪ ،‬غير أنه يمكن أن تقوم المسةولية المدنية و التاديبية عنه‬
‫جنا توافرت عناأرها‪.1‬‬

‫ويعرف القأ ه ه ه ههد الجنا ي علا أنه "جراد اتجةت علا نحو معين ‪ ،‬و س ه ه ه ههيلرت علا‬
‫ماديات الجريمة ‪ ،‬و عبرت عن خلور شه ههخأه ههية الجاني ‪ ،‬و كانت سه ههببا ألن يوجه القانون‬
‫لومه جليه‪.2‬‬

‫حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم الخاص‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.772‬‬ ‫د‪ .‬محمود نجي‬ ‫‪1‬‬

‫حسني‪ ،‬النظرية العامة للقأد الجنا ي " دراسة تاأيلية مقارنة للركن المعنوي في الج ار م العمدية"‪ ،‬دار النةضة‬ ‫د‪ .‬محمود نجي‬ ‫‪2‬‬

‫العربية‪ ،‬مأر ‪ ،‬اللبعة الثالثة ‪ ،1988 ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪22‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫الجريمة بالشههرول التي‬ ‫وبنلر ف نه من المسههتل م أن تنأههرف جراد الجاني جلا ارتكا‬
‫نص عليةا قانون العقوبات‪ ،‬باعتبار أن اإلراد شرل في ك الج ار م العمدية و غير العمدية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تأثير توافر الغلط واإلهمال على الجريمة‬

‫بما أن القأه ه ه ه ههد الجنا ي يقوم علا توافر عنأه ه ه ه ههر العلم بالواقعة ‪ ،‬كان معنا نلر أن‬
‫الجة أو الغلل في هنه الواقعة يةدي جلا انتفاث القأد الجنا ي‪.1‬‬

‫ومن البههديةي أن نقو بههان الغلل الههني ينفي القأه ه ه ه ه ه ه ههد الجنهها ي للمتةم هو المتعلق‬
‫أو بالتكييف القانوني غير الجنا ي‪ ،‬نظ ار ألن العناأه ه ه ه ه ه ههر المتعلقة بالجريمة في حد‬ ‫بالوقا‬
‫ناتةا غير متأه ه ه ه ه ههور فيةا اإلباحة أو اإلعفاث من المسه ه ه ه ه ههةولية الج ا ية فيةا جنا تم الجة بةا‬
‫ليس مفترض ه ه ه هها‪ ،‬أما العلم بتجريم القانون فةو مفترض ‪ ،‬وهنا ما نأ ه ه ه ههت عليه‬ ‫فالعلم بالوقا‬
‫الفقر األولا من الماد ‪ 60‬من الدستور‪ ،2‬بقولةا "ال يعنر بجة القانون‪"...‬‬

‫فالغلل في القانون ال ينفي المس ه ههةولية الج ا ية ألن القاعد في الفقه الجنا ي أن الغلل‬
‫ال يبرر الجريمة و ال يعدم المس ه ههةولية الج ا ية فالمفترض أن ك ش ه ههخص يعلم بالقانون وهنا‬
‫االفتراض يسري مفعوله علا جمي الج ار م عمدية كانت أم غير عمدية‪.3‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الباعث‬

‫تخض ه ه الجريمة للقاعد التي تقضه ههي بان البواعث ليسه ههت من عناأه ههر القأه ههد و أن‬
‫كونةا بواعث نبيلة ال يحو دون توافر أركان الجريمة وقيامةا‪.4‬‬

‫حسني‪ ،‬النظرية العامة للقأد الجنا ي " دراسة تاأيلية مقارنة للركن المعنوي في الج ار م العمدية"‪ ،‬المرج السابق‪،‬‬ ‫‪ 1‬د‪ .‬محمود نجي‬
‫ص ‪49‬‬

‫‪ 2‬الدستور الج ا ري لسنة ‪ ،1996‬الجريد الرسمية العدد ‪ ،76‬الأادر بتاريخ ‪ 08‬ديسمبر ‪ ،1996‬المعد والمتمم بالقانون‬
‫‪ 03-02‬المةرخ في ‪ 20‬أفري ‪ ،2002‬الجريد الرسمية العدد ‪ ،25‬الأادر بتاريخ ‪ 14‬أفري ‪ ،2002‬القانون ‪19-08‬‬
‫المةرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،2008‬الجريد الرسمية العدد ‪ ،63‬الأادر بتاريخ ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،2008‬القانون ‪ 01-16‬المةرخ في‬
‫‪ 06‬مارس ‪ ،2016‬الجريد الرسمية العدد ‪ 14‬الأادر في ‪ 07‬مارس ‪2016‬‬
‫د‪ .‬مةدي منيف تركي‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.418‬‬ ‫‪3‬‬

‫حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم الخاص‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.774‬‬ ‫د‪ .‬محمود نجي‬ ‫‪4‬‬

‫‪23‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫الجريمة و ال يةثر علا تكوينةا‬ ‫فالباعث علا الجريمة ليس له عالقة بتعمد الجاني ارتكا‬
‫و ال عقوبتةا شيث ما‪.1‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‬

‫الج ار م علا األش ه ه ه ه ه ههخاص اللبيعية ب يتعدى نلر في كثير من‬ ‫ال يقتأ ه ه ه ه ه ههر ارتكا‬
‫الحاالت التي يكون فيه الجاني أحد األشخاص المعنوية مث الشركات والجمعيات مثال‪.‬‬

‫الج ار م‬ ‫وسه ههنتناو في هنا المبحث المسه ههةولية الجنا ية للشه ههخص المعنوي عن جرتكا‬
‫في التشري الج ا ري‬

‫المطلب األول‪:‬‬

‫المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‬

‫نص قانون العقوبات علا المس ههةولية الجنا ية لألش ههخاص المعنوية ‪ ،‬حيث تعتبر هنه‬
‫األخير مسه ه ه ه ه ه ههةولة جنا يا عن الج ار م التي يرتكبةا ممثلوها أثناث القيام باعمالةم لمأه ه ه ه ه ه ههلحة‬
‫الشخص المعنوي ولحسابه‪.‬‬

‫ويقأه ه ههد باألشه ه ههخاص المعنوية مجموعة من األشه ه ههخاص أو األموا ترمي جلا تحقيق‬
‫غرض معين‪ ،‬يمنحةا القانون الشخأية القانونية بالقدر الال م لتحقيق هنا الغرض(‪.)2‬‬

‫األو مكرر الني تض ه ه ههمن المواد ‪18‬‬ ‫وتض ه ه ههمنت أحكام هنه المس ه ه ههةولية المواد الوارد بالبا‬
‫و ‪ 18‬مكرر‪ 2‬و ‪ 18‬مكرر ‪ 3‬وكههنلههر مهها ورد في المههاد ‪ 51‬مكرر‬ ‫مكرر و ‪ 18‬مكرر‪1‬‬
‫الثاني من قانون العقوبات و التي نأ ه ه ههت علا أنه"‪......‬يكون الش ه ه ههخص المعنوي‬ ‫في البا‬

‫أقر‪ ،‬القأد الجنا ي ( الركن المادي – المعنوي للجريمة)‪ ،‬بين الفقه اإلسالمي و القانوني والقضاث‬ ‫د‪ .‬يوسف نيا‬ ‫‪1‬‬

‫الج ا ي الكويتي‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت‪ ،‬العدد‪ ،1‬السنة ‪ ،37‬مارس ‪ ،2013‬ص ‪359‬‬
‫د‪.‬فتوح عبد ا الشانلي ‪ ،‬نفس المرج ‪،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪24‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫لحس ههابه من لرف أجة ته أو ممثليه الش ههرعيين عندما‬ ‫مس ههةوال ج ا يا عن الج ار م التي ترتك‬
‫ينص القانون علا نلر‪.‬‬

‫جن المسه ههةولية الج ا ية للشه ههخص المعنوي ال تمن مسه ههاثلة الشه ههخص اللبيعي كفاع‬
‫أألي أو شرير في نفس األفعا "‪.‬‬

‫لحس ههابه سه هواثا‬ ‫ولنلر يكون الش ههخص المعنوي مس ههةوال ج ا يا عن الج ار م التي ترتك‬
‫‪ ،‬مث الشه ههركات اإلنتاجية و الشه ههركات‬ ‫كان يةدف جلا تحقيق الربح أو كان غرضه ههه خيريا‬
‫(‪)1‬‬

‫المدنية أو الجمعيات الخيرية أو نات اللاب الس ههياس ههي و في المقاب من هنا ال تس هها الدولة‬
‫نص الماد ‪51‬‬ ‫و الجماعات المحلية و األشه ههخاص المعنوية الخاضه ههعة للقانون العام حس ه ه‬
‫مكرر من قانون العقوبات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫شروط قيام المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‬

‫ال تقوم هنه المسةولية جال جنا توافرت الشرول التالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إرتكاب الجريمة من أحد األجهزة أو الممثل القانوني للشخص المعنوي‬

‫الشخص المعنوي السلور اإلجرامي جال عن لريق أحد األشخاص‬ ‫ال يمكن أن يرتك‬
‫‪،‬المكونين له حيث تعلا ألحدهم أه ه ه ه ه ه ههفة الممث القانوني للشه ه ه ه ه ه ههخص المعنوي‬ ‫اللبيعيين‬
‫(‪)2‬‬

‫الشه ههخص المعنوي مث المدير العام‬ ‫والني لديه السه ههللة القانونية للتأه ههرف باسه ههم و لحسه هها‬
‫والمستشار القانوني ‪...‬‬

‫د‪ .‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬الوجي في القانون الج ا ي العام ‪،‬المرج السابق ‪،‬ص‪.209‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬المرج السابق ‪ ،‬ص‪.210‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫وقد عرفت الماد ‪ 65‬مكرر‪ 2‬من قانون اإلجراثات الج ا ية الممث القانوني للشههخص‬
‫المعنوي بانه الشه ههخص اللبيعي الني يخوله القانون أو القانون األسه ههاسه ههي للشه ههخص المعنوي‬
‫تفويضا لتمثيله‪.‬‬

‫الجريمة عن لريق أحد أجة الشه ه ه ه ه ه ههخص المعنوي مث مجلس‬ ‫كما يمكن أن ترتك‬
‫اإلدار أو الجمعية العامة للشركة‪...‬‬

‫الجريمة من لرف أحد‬ ‫لقيام المس ه ه ههةولية الج ا ية للش ه ه ههخص المعنوي أن ترتك‬ ‫فيج‬
‫أجة ته أو من يملر سللة التمثي القانوني للشخص المعنوي(‪.)1‬‬

‫وتنتفي هههنه المسه ه ه ه ه ه ههةوليههة جنا ارتكبههت الجريمههة من لرف موظف عههادي يعم ه لههدى‬
‫الشههخص المعنوي ‪ ،‬حيث يسهها هنا األخير جنا يا وحده علا الجريمة التي جرتكبةا حتا ولو‬
‫الشخص المعنوي‪.‬‬ ‫كانت باسم و لحسا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إرتكاب الجريمة لحساب الشخص المعنوي‪:‬‬

‫الش ه ه ه ههخص‬ ‫الجريمة لحس ه ه ه هها‬ ‫اس ه ه ه ههتل مت الماد ‪ 51‬مكرر من قانون العقوبات أن ترتك‬
‫المعنوي لكي تقوم مسةوليته ج ا يا عنةا‪.‬‬

‫أي أن تكون األفعا المكونة للجريمة قد ارتكبت لغرض تتللبته مقتض ه ه ه ههيات العم ‪ ،‬من‬
‫أج تحقيق مألحة أو منفعة للشخص المعنوي(‪ ،)2‬وبنلر ال يكون الشخص المعنوي مسةوال‬
‫أحد ممثليه الشرعيين جريمة بةدف تحقيق مألحة شخأية له‪.‬‬ ‫جنا يا جنا ارتك‬

‫ويعتبر تقرير مبدأ مسه ه ههةولية الشه ه ههخص المعنوي ضه ه ههروري ألن خلور الشه ه ههخص المعنوي‬
‫تفوق بكثير خلور األشخاص اللبيعيين‪.‬‬

‫‪Gaston stefani.gearges levasseur et bernard bouloc .op.cit . p 254.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪Gaston stefani.gearges levasseur et bernard bouloc .op.cit . p 254.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪26‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬نظرية الجزاء‬

‫يةدي توافر و تحقق جمي أركان الجريمة جلا استل ام قيام المسةولية الج ا ية للجاني‪،‬‬
‫المقرر عن ارتكابةا‪.‬‬ ‫فيستحق العقا‬

‫حيث تةدف نأوص قانون العقوبات جلا من ك فع من شانه الكشف عنةا‪ ،‬ونلر‬
‫تجسيدا للردع الال م لمث هنه األفعا ‪ ،‬باعتبار القانون الجنا ي يةدف بلبيعته لقم السلور‬
‫اإلجرامي‪.1‬‬
‫المطلب األول‪:‬‬
‫تعريف العقوبة‬
‫العقوبة هي ج اث جنا ي يقرره القانون و يحكم به القضاث علا المجرم‪ ،2‬كما تعرف‬
‫فعال أو‬ ‫العقوبة أيضا بانةا الج اث الني يقرره القانون لمألحة المجتم علا ك من ارتك‬
‫امتناعا يعده القانون جريمة‪. 3‬‬
‫كما يعرف الج اث الجنا ي أيضا علا أنه رد الفع االجتماعي علا انتةار القاعد‬
‫الج ا ية‪ ،‬ينص عليه القانون و يامر به القضاث‪ ،‬و تلبقه السللات العامة‪ ،‬و يتمث في جأدار‬
‫أو جنقاص أو تقييد محيل الحقوق الشخأية للمحكوم عليه المقرر بالقانون للناس كافة بةدف‬
‫وقاية المجتم من اإلجرام‪.4‬‬
‫هو األسلو الرادع للجنا ‪ ،‬فال جدوى من وجود التجريم م عدم‬ ‫نلر أن هنا العقا‬
‫وجود العقا‬

‫‪Jean et anne-marie larguier , philippe conte, droit pénal spécial ,DALLOZ, 14eme Edition 2008‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪p301‬‬

‫د‪ .‬عبد ا سليمان ‪ ،‬المرج نفسه ‪ ،‬ص‪.417‬‬ ‫‪2‬‬

‫الثاني‪ ،‬دار الملبوعات الجامعية ‪ ،‬مأر لبعة‬ ‫د‪ .‬فتوح عبد ا الشانلي ‪ ،‬شرح قانون العقوبات "القسم العام"‪ ،‬الكتا‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،1997‬ص‪.205‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬عبد ا سليمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات الج ا ري‪ ،‬القسم العام‪ ،‬الج ث الثاني‪ ،‬الج اث الجنا ي‪ ،‬ديوان الملبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الج ا ر‪ ،‬ص ‪.406‬‬

‫‪27‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫ويختلف الج اث الجنا ي عن الج اث التاديبي‪ ،‬حيث أنه في بعض الج ار م يمكن اقتران‬
‫فع واحد‪.‬‬ ‫المسةولية الج ا ية م المسةولية التاديبية عن ارتكا‬
‫علا ثبوت المخالفة في حق المحا جلا التادي‬ ‫والج اث التاديبي هو األثر المترت‬
‫جليه ارتكابه من مخالفات تاديبية بعد تمكينه من تفنيدها أمام هي ة تاديبية ف نا ثبت‬ ‫فيما نس‬
‫حق توقي الج اث‪.1‬‬ ‫الموظف للمخالفة اإلدارية ف ن نلر يمنح سللة التادي‬ ‫ارتكا‬
‫وال يختلف هدف العقوبة التاديبية عن العقوبة الج ا ية حيث تسعا العقوبات التاديبية‬
‫‪2‬‬
‫لتحقيق ثالثة أهداف هي‪:‬‬
‫جلا ضمان سير المرفق العام من خال‬ ‫‪-1‬ضمان سير المرافق العامة‪ :‬يةدف التادي‬
‫جدرار الموظف العمومي أن أي تقأير من جانبه أو جهما في أداث واجباته الوظيفية‬
‫سوف يجابه من قب اإلدار بعقوبات تاديبية‪.‬‬
‫جر الموظف العمومي المخالف‬ ‫‪-2‬الردع‪ :‬جن تةدف العقوبة التاديبية جلا الردع من خال‬
‫مخالفة مر أخرى‪.‬‬ ‫ومنعه من العود مجددا جلا ارتكا‬
‫يةدف جلا كشف العيو في البناث اإلداري تمةيدا إلأالحه‪ ،‬أي‬ ‫‪-3‬اإلصالح‪ :‬ف التادي‬
‫هو ججراث عالجي يرمي جلا سد الثغرات والحيلولة دون وقوع الخلا مستقبال‪.‬‬
‫ومن خال مالحظة هنا األهداف نجد أنةا من بين أهم األهداف التي يسعا جليةا‬
‫الج اث الجنا ي من خال تقرير المسةولية الج ا ية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العقوبات األصلية‬

‫عرفت الماد ‪ 2/14‬من قانون العقوبات ‪ ،‬العقوبات األأ ه ه ه ه ههلية بانةا تلر العقوبات التي يجو‬
‫الحكم بةا دون أن تقترن بةا أية عقوبة أخرى " ‪.‬‬

‫د‪ .‬عبد الع ي عبد المنعم خليفة‪ ،‬الضمانات التاديبية في الوظيفة العامة‪ ،‬ضمانات الج اث في مرحلتي التحقيق والمحاكمة‬ ‫‪1‬‬

‫التاديبية والضمانات الالحقة لتوقيعه‪ ،‬ملاب جامعة المنوفية‪ ،‬مأر‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫د‪ .‬أماني ين بدر فراج‪ ،‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.375‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪28‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫فالعقوبات األأههلية هي العقوبات التي فرضههةا المشههرع باعتبارها الج اث األسههاسههي أو‬
‫األألي المباشر للجريمة أو التي بةا يتحقق معنا الج اث المقاب للجريمة(‪.)1‬‬

‫وقد حددت الماد ‪ 05‬من نفس القانون العقوبات األأ ه ه ه ههلية ‪ ،‬حيث نأ ه ه ه ههت علا أن"‬
‫العقوبات األأه ه ه ههلية في مواد الجنايات هي اإلعدام ‪،‬السه ه ه ههجن المةبد ‪ ،‬والسه ه ه ههجن المةقت لمد‬
‫تتراوح بين( ‪ )05‬خمس س ههنوات و( ‪ )20‬عشه هرين س ههنة و العقوبات األأ ههلية في ماد الجنح‬
‫هي الحبس مد تتجاو ش ه ه ه ه ههةرين جلا (‪ )05‬خمس س ه ه ه ه ههنوات ما عدا الحاالت التي يقرر فيةا‬
‫القانون حدودا أخرى ‪،‬و الغرامة التي تتجاو ‪ 20.000‬دج ‪.‬‬

‫كما أن عقوبة السجن المةقت ال تمن الحكم بعقوبة الغرامة(‪.)2‬‬

‫ولنلر تتمث العقوبات األألية المنأوص عليةا في قانون العقوبات ‪ ،‬في اإلعدام و‬
‫العقوبات السالبة للحرية والعقوبات المالية( الغرامة) ‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬العقوبات السالبة للحرية‬

‫نص المش ه ه ه ه ههرع علا هنه العقوبات بالنس ه ه ه ه ههبة لكثير من الج ار م سه ه ه ه ه هواث مقترنة بعقوبة‬
‫الغرامة للحرية أو يحكم بةا القاضي لوحده‪.‬‬

‫و العقوبات السه ه ه ه ههالبة للحرية هي تلر العقوبات التي يتحقق جيالمةا عن لريق حرمان‬
‫المحكوم عليه من حقه في التمت بحريته ‪ ،‬جن تسه ه ه ههلبه العقوبة هنا الحق ‪ ،‬جما نةا يا أو ألج‬
‫معلوم يحدده حكم القضاث(‪.)3‬‬

‫ويمكن أن تكون هنه العقوبة الس ههالبة للحرية ‪ ،‬الس ههجن سه هواثا المةقت ‪réclusion à‬‬
‫‪temps‬أو المةبد ‪ ،reclusion perpétuelle‬أو الحبس‪.‬‬

‫د‪.‬عبد القادر القةوجي ‪ ،‬نفس المرج ‪ ،‬ص ‪.184‬‬ ‫‪1‬‬

‫الماد ‪ 5‬مكرر من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪.‬فتوح عبد ا الشانلي ‪ ،‬نفس المرج ‪ ،‬ص‪.279‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪29‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫‪-1‬السجن‬
‫تكون عقوبة السههجن مقرر عندما تشههك الجريمة جناية ‪ ،‬وقد يكون هنا السههجن مةقتا‬
‫أي من (‪ )5‬سنوات جلا (‪ )20‬عشرين سنة ‪ ،‬أو سجنا مةبدا مد حيا المحكوم عليه‪.‬‬

‫‪-2‬الحبس‬
‫تعتبر عقوبة الحبس من العقوبات السه ه ه ه ه ه ههالبة للحرية وتكون في ك األحوا عقوبة مةقتة‪،‬‬
‫في مواد الجنح و المخالفات‪.‬‬

‫والعقوبة المةقتة هي العقوبة التي يستغرق تنفينها مد محدد ‪ ،‬سواثا لالت هنه المد أو‬
‫قأرت ‪ ،‬أي متا تحدد لةا أج في حكم االدانة(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات المالية‪:‬‬

‫‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫علا الجريمة‬ ‫تتمث العقوبات المالية في جنقاص للما يفرضه ه ه ه ه ه ههه القانون كعقا‬
‫ويمكن أن تتمث في الغرامة أو المأادر ‪ ،‬هاته األخير التي ال تعتبر من العقوبات األألية‬
‫نص الماد ‪ 05‬من قانون العقوبات ‪ ،‬ب من العقوبات التكميلية ‪ ،‬لبقا لنص الماد‬ ‫حسه ه ه ه ه‬
‫‪ 09‬من قانون العقوبات و بالتالي نتناو الغرامة كاحد العقوبات األأ ه ه ه ه ه ههلية المقرر حسه ه ه ه ه ه ه‬
‫الماد ‪ 5‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫وتتمثه الغ ارمههة ‪ amende‬في جل ام المتةم المحكوم عليههه بههدف مبلل مههالي من النقود‬
‫‪.‬‬ ‫للخ ينة العمومية يقدره القاضي وفق القواعد المقرر بةنا الشان و عمال بمبدأ الشرعية‬
‫(‪)3‬‬

‫د‪ .‬فتوح عبد ا الشانلي ‪ ،‬نفس المرج ‪ ،‬ص‪.256‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪.‬جندي عبد الملر ‪ ،‬نفس المرج ‪ ،‬ص‪.105‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪ .‬عبد ا أوهايبية ‪ ،‬شرح قانون العقوبات ‪ ،‬ص‪.374‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪30‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫وتختلف الغرامة عن التعويض حيث أن الغرامة هي الج اث الناش ههن عن الجريمة ‪ ،‬أما‬
‫التعويض فةو الوسه ه ه ه ه ه ههيلههة إلعههاد التوا ن الههني اخت ه بين نمتين مههاليتين نتيجههة العم ه غير‬
‫المشروع ‪ ،‬أو جبر الضرر الناتج عن هنا العم (‪.)1‬‬

‫وقد اسه ههتغ المشه ههرع أهمية هنه العقوبة في جلار في كثير من الج ار م التي يةدف من‬
‫خاللةا الجاني جلا تحقيق ربح مادي‪ ،‬من أج اأههابته أو ايالمه بنقيض قأههده‪ ،‬م جمكانية‬
‫ما يقرر القانون في‬ ‫أن تكون عقوبة الغرامة مقترنة بالحبس بأ ههفة وجوبية أو جوا ية بحسه ه‬
‫نلر‪.‬‬

‫القانون فيةا نلر‪،‬‬ ‫جر م التي يوج‬


‫وبالتالي ف ن القاض ه ه ه ههي مل م بالحكم بالغرامة في ال ا‬
‫ألن عدم الحكم بالغرامة الوجوبية باإلض ه ه ه ه ه ههافة الا عقوبة الحبس يعرض الحكم جلا البلالن‪،‬‬
‫‪ ،‬نص علا أنه"حيث أن الماد ‪ 266‬من قانون‬ ‫(‪)2‬‬
‫وهنا ما أكدته المحكمة العليا في حكم لةا‬
‫العقوبات ‪ ،‬تنص علا معاقبة المتةم المدان بجريمة الضه ه ه ه ه ه ههر و الجرح العمدي بالسه ه ه ه ه ه ههالح‬
‫األبيض ‪ ،‬بالحبس من ش ههةرين جلا خمس س ههنوات و بغرامة من ‪ 500‬دج الا ‪ 10.000‬دج‬
‫‪ ،"...‬حيث أن المحكمة العليا تثير أيضا نفس الخلا في تلبيق القانون لعدم الحكم بالغرامة‬
‫عقوبة الحبس"‪.‬‬ ‫المقرر في نص الماد ‪ 266‬من قانون العقوبات الملبقة ‪ ،‬جلا جان‬

‫أما بالنسه ههبة لألفعا التي تشه ههك جنايات فان الماد ‪ 5‬مكرر نأه ههت علا أن «عقوبة‬
‫السجن ال تمن الحكم بعقوبة الغرامة" ‪،‬‬

‫د‪.‬علي عبد القادر القةوجي ‪ ،‬نفس المرج ‪ ،‬ص‪.215‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬القرار الأادر في ‪ 12‬جانفي ‪ ، 2000‬الغرفة الجنا ية ‪ ،‬المحكمة العليا ‪ ،‬المجلة القضا ية ‪ ،‬العدد‪ ، 2001/01‬ص‪.302‬‬

‫‪31‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫العقوبات التكميلية‬

‫العقوبة التكميلية عقوبة جضه ههافية تتضه ههمن اإلنتقاص من بعض الحقوق التي يتمت بةا‬
‫المحكوم عليه ‪ ،‬تلحق بعقوبة أألية جناية أو جنحة(‪.)1‬‬

‫حيث نأ ه ه ه ه ه ه ههت الماد ‪ 3/4‬من قانون العقوبات علا أن العقوبات التكميلية هي تلر‬
‫العقوبات التي ال يجو الحكم بةا مسه ههتقلة عن عقوبة أأه ههلية ‪ ،‬فيما عدا الحاالت التي ينص‬
‫عليةا القانون أراحة ‪ ،‬وهي جما اجبارية أو جختيارية‪.‬‬

‫وقد حددها المشه ه ه ههرع بالماد ‪ 09‬من قانون العقوبات‪ ،‬حيث جاث هنا التحديد للعقوبات‬
‫التكميلية علا سبي الحأر بنأةا علا أن" العقوبات التكميلية هي‪:‬‬

‫الحجر القانوني‪،‬‬ ‫‪-1‬‬

‫الحرمان من ممارسة الحقوق الولنية و المدنية و العا لية‪،‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تحديد اإلقامة‪،‬‬ ‫‪-3‬‬

‫المن من اإلقامة‪،‬‬ ‫‪-4‬‬

‫المأادر الج ية لألموا ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬

‫المن المةقت من ممارسة مةنة أو نشال‪،‬‬ ‫‪-6‬‬

‫جغالق المةسسة‪،‬‬ ‫‪-7‬‬

‫اإلقأاث من الأفقات العمومية‪،‬‬ ‫‪-8‬‬

‫الحضر من جأدار الشيكات و‪/‬أو استعما بلاقات الدف ‪،‬‬ ‫‪-9‬‬

‫د‪ .‬عبد ا أوهايبية ‪ ،‬شرح قانون العقوبات ‪ ،‬ص‪ 375‬و ‪.376‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪32‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫رخأة السياقة أو الغاةها م المن من استأدار رخأة‬ ‫‪ -10‬تعليق أو سح‬


‫جديد ‪،‬‬

‫جوا السفر‬ ‫‪ -11‬سح‬

‫‪ -12‬نشر أو تعليق حكم أو قرار االدانة‬

‫ولم ينص المشههرع بمناسههبة معظم الج ار م علا جحدى العقوبات التكميلية السههابقة النكر‬
‫‪ ،‬حيث نأ ه ه ه ه ه ههت المواد المتعلقة بةا علا العقوبات األأ ه ه ه ه ه ههلية فقل ‪،‬وبما أن الماد ‪ 3/4‬من‬
‫قانون العقوبات قد نأه ه ه ه ههت علا أن العقوبات التكميلية يمكن أن تكون جوا ية أوجوبية ‪ ،‬ف ن‬
‫العقوبات األأههلية جنا تعلق‬ ‫علا القاضههي الجنا ي الحكم بةا جلا جان‬ ‫الحالة األخير توج‬
‫األمر بج ار م تشك جنايات(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬الحجر القانوني‬
‫يتمث الحجر القانوني لبقا لنص الماد ‪ 9‬مكرر من قانون العقوبات في حرمان المحكوم‬
‫عليه من ممارس ه ه ه ههة حقوقه المالية أثناث تنفين العقوبة األأ ه ه ه ههلية ‪،‬ويكون الحكم وجوبيا بالحجر‬
‫القانوني في حالة الحكم بعقوبة جناية‪.‬‬

‫كما يسه ههقل هنا الحجر بانتةاث العقوبة األأه ههلية المقرر للجاني ‪ ،‬ألن مد الحجر تسه ههتمر‬
‫مد تنفين العقوبة األأ ه ههلية فانا جنقض ه ههت تلر العقوبة ‪ ،‬رف الحظر عن المحكوم عليه و عاد‬
‫لممارسة حقوقه كاملة(‪.)2‬‬

‫المواد ‪ 9‬مكرر و ‪ 9‬مكرر ‪ 1‬و ‪ 15‬مكرر ‪ 1‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪.‬عبد ا سليمان ‪ ،‬نفس المرج ‪ ،‬ص‪.473‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪33‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫‪ -2‬الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية و المدنية و العائلية‬


‫أل مت الماد ‪ 9‬مكرر‪ 1‬القاضه ه ه ه ه ه ههي بتلبيق هنه العقوبة التكميلية جض ه ه ه ه ه ه ههافة جلا العقوبة‬
‫األأ ه ه ه ه ههلية في الجنايات و نلر من خال حرمان المحكوم عليه من حق أو أكثر من الحقوق‬
‫التالية‪:‬‬

‫العمومية التي لةا عالقة‬ ‫أو االقأه ه ه ه ه ه ههاث من جمي الوظا ف و المناأ ه ه ه ه ه ه ه‬ ‫الع‬ ‫‪-1‬‬
‫بالجريمة‪،‬‬

‫أو الترشح و من حم أي وسام‪،‬‬ ‫الحرمان من حق اإلنتخا‬ ‫‪-2‬‬

‫عدم األهلية ألن يكون مس ههاعدا محلفا‪،‬أو خبيرا‪،‬أو ش ههاهدا علا أي عقد‪،‬أو ش ههاهدا‬ ‫‪-3‬‬
‫أمام القضاث جال علا سبي اإلستدال ‪،‬‬

‫الحرمان من الحق في حم األسلحة ‪ ،‬وفي التدريس و في جدار مدرسة أو الخدمة‬ ‫‪-4‬‬


‫في مةسسسة للتعليم بوأفه أستانا أو مدرسا‪،‬أو مراقبا‪،‬‬

‫عدم األهلية لكي يكون وأيا أو قيما‪،‬‬ ‫‪-5‬‬

‫سقول حقوق الوالية كلةا أو بعضةا‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫وبههنلههر تتمثه هههنه العقوبههة التكميليههة في حرمههان المحكوم عليههه بجنههايههة من التمت ببعض‬
‫الحقوق التي تةثر علا مرك ه األدبي واإلقتأ ههادي في المجتم ‪ ،‬فتعتبر من العقوبات الماس ههة‬
‫بالشرف واإلعتبار(‪.)1‬‬

‫‪ -3‬المصادرة‬
‫تعتبر المأادر عقوبة تكميلية عينية ترد علا ما معين ‪،‬بحيث تنق ملكية ما أو أكثر‬
‫جناية بان تامر‬ ‫جلا الدولة(‪ ، )2‬يحكم بةا القاضه ه ه ه ه ه ههي في حالة جدانة المحكوم عليه بارتكا‬
‫المحكمة بمأ ه ه ه ههادر األش ه ه ه ههياث التي اس ه ه ه ههتعملت أو كانت تس ه ه ه ههتعم في تنفين الجريمة أو التي‬

‫د‪.‬علي عبد القادر القةوجي ‪ ،‬نفس المرج ‪ ،‬ص‪.216‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬مرفت عبد المنعم أادق ‪ ،‬نفس المرج ‪ ،‬ص‪.151‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪34‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫الجريمة ‪،‬‬ ‫تحأه ه ههلت منةا ‪ ،‬وكنلر الةبات أو المناف األخرى التي اسه ه ههتعملت لمكافا مرتك‬
‫م مراعا حقوق الغير حسن النية‪.‬‬

‫وقههد عرفتةهها المههاد ‪ 1/15‬من قههانون العقوبههات بههانةهها" األيلولههة النةهها يههة للههدولههة لمهها أو‬
‫مجموعة أموا معينة ‪ ،‬أو ما يعاد قيمتةا عند االقتضاث"‪.‬‬

‫كما اعتبرت نفس الماد أنه ال يجو أن تق المأادر علا‪:‬‬

‫‪/1‬مح الس ههكن الال م إليواث ال وج و األأ ههو و الفرع من الدرجة األولا للمحكوم عليه ‪،‬جنا‬
‫كانوا يش ه ه ههغلونه فعال عند معاينة الجريمة و علا ش ه ه ههرل أن ال يكون هنا المح مكتس ه ه ههبا عن‬
‫لريق غير مشروع‪.‬‬

‫‪/2‬األموا المههنكور في الفقرات رقم‪ 8.7.6.5.4.3.2‬من المههاد ‪ 378‬من قههانون اإلجراثات‬


‫المدنية‪.‬‬

‫‪/3‬المداخي الضرورية لمعيشة وج وأوالد المحكوم عليه وكنلر األأو النين يعيشون تحت‬
‫كفالته‪.‬‬

‫جناية ‪ ،‬يشههترل المشههرع في أههور‬ ‫وخالفا إلل امية الحكم بالمأههادر في حالة جرتكا‬
‫علا تلر الجنحة أو المخالفة‬ ‫اإلدانة من أج جنحة أو مخالفة أن ينص القانون الني يعاق‬
‫علا األمر بعقوبة المأادر أراحة(‪.)1‬‬

‫ولنلر ال يجو للقاض ه ه ه ههي أن يحكم بالمأ ه ه ه ههادر في مواد الجنح و المخالفات جال بناثا‬
‫علا نص أريح يجي نلر‪.‬‬

‫وهنا ما قررته المحكمة العليا في قرار لةا الني ينص علا أنه"متا كان من المقرر‬
‫قانونا ‪ ،‬أنه ال يجو األمر بمأادر األشياث في حالة الحكم بجنحة أو مخالفة ‪ ،‬جال جنا نص‬

‫الماد ‪ 15‬مكرر‪ 2/1‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪35‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫القانون أ ه ه ه ه ه ه هراحة علا نلر‪ .‬ومن ثم ف ن القضه ه ه ه ه ه ههاث بما يخالف أحكام هنا المبدأ يعد خرقا‬
‫للقانون(‪.")1‬‬

‫لكن رغم هنا يمكن أن يتم الحكم بالمأه ههادر في الجنح‪ ،‬ليس باعتبارها عقوبة تكميلية‬
‫وجوبية ‪ ،‬ب باعتبارها أحد التدابير األمنية ‪،‬حيث نأت الماد ‪ 16‬من قانون العقوبات علا‬
‫أنه" يتعين األمر بمأههادر األشههياث التي تشههك أههناعتةا أو اسههتعمالةا أو حملةا أو حيا تةا‬
‫أو بيعةا جريمة ‪،‬وكنا األشه ه ه ههياث التي تعد في نظر القانون أو التنظيم خلير ومضه ه ه ههر ‪ ،‬وفي‬
‫هنه الحالة تلبق المأادر كتدبير أمن ‪ ،‬مةما يكن الحكم الأادر في الدعوى العمومية"‪.‬‬

‫حيث ال يل م في هنه الحالة جدانة المتةم حتا يحكم بعقوبة المأادر كعقوبة تكميلية‬
‫‪،‬ألن المأادر كتدبير أمن يجو الحكم بةا و لو حكم ببراث المتةم‪.‬‬

‫‪ ،‬بنأ ههه علا أن "تكون المأ ههادر‬ ‫(‪)2‬‬


‫وهنا ما أكدته المحكمة العليا أيض هها في ق ارراها‬
‫تدبير أمني عيني جنا وقعت علا أشههياث تعتبر أههناعتةا أو اسههتعمالةا أو حملةا أو حيا تةا‬
‫أو بيعةا جريمة‪ ،‬و هي بةنه الأههفة ال تعد عقوبة و جنما تدبير أمن يتخن ضههد شههيث بعينه‬
‫ألن أ ه ههناعته أو اس ه ههتعماله أو حيا ته أو بيعه محظور‪ ،‬لنلر يتعين الحكم بمأ ه ههادر هنا‬
‫الشيث حتا و لو أدر الحكم بالبراث تفاديا لتكرار الجريمة‪.‬‬

‫المأادر كاحد التدابير األمنية علا األشياث التي تكون غير مشروعة قانونا‬ ‫وتنأ‬
‫‪ ،‬فةي تعني الوقاية من خلر محتم و هو ما يقتض ه ه ه ه ههي تتب الش ه ه ه ه ههيث لناته و مأ ه ه ه ه ههادرته‬
‫لخلورته علا المجتم (‪.)3‬‬

‫القرار الأادر في ‪ ، 1984/05/29‬الغرفة الجنا ية ‪ ،‬المحكمة العليا ‪ ،‬المجلة القضا ية ‪ ،‬العدد‪، 1990/02‬ص‪276‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬األستان جياللي بغدادي ‪ ،‬االجتةاد القضا ي في المواد الج ا ية ‪ ،‬اللبعة األولا ‪ ،‬الديوان الولني لألشغا التربوية‪ ،‬الج ا ر‬
‫‪ ، 2000‬ص‪.417‬‬ ‫‪،‬الج ث األو‬
‫د‪.‬عبد ا سليمان ‪ ،‬نفس المرج ‪ ،‬ص‪.581‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪36‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫وبالتالي ف نةا تشه ه ه ه ه ه ههك في هنه الحالة جريمة بحد ناتةا دون الحاجة جلا وجود عقوبة‬
‫الوقاية منةا‬ ‫أأههلية علا المتةم ألنةا مأههدر خلر أو أض هرار علا المأههلحة العامة ‪،‬يج‬
‫حيث تكون مأادرتةا واجبة سواثا تعلقت بجناية أو جنحة وسواثا تمت جدانة المتةم أم ال‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪:‬‬

‫العقوبات المقررة للشخص المعنوي‬

‫األو مكرر منه علا العقوبات‬ ‫نص قانون العقوبات في المواد المتضه ه ه ه ه ه ههمنة بالبا‬
‫الملبقهة علا األش ه ه ه ه ه ه هخهاص المعنويهة و التي تتفق م لبيعهة ههنه األخير ونلهر بهالمهاد ‪18‬‬
‫مكرر من قانون العقوبات التي نأت علا أن" العقوبات التي تلبق علا الشخص المعنوي‬
‫في مواد الجنايات و الجنح هي‪:‬‬

‫‪/1‬الغرامة التي تكون من (‪ )1‬مر الا (‪ )5‬مرات الحد األقأ ه ه ه ه هها للغرامة المقرر للش ه ه ه ه ههخص‬
‫علا الجريمة‪.‬‬ ‫اللبيعي في القانون الني يعاق‬

‫‪/2‬واحد أو أكثر من العقوبات األتية‪:‬‬

‫‪ -‬ح الشخص المعنوي‬

‫‪ -‬غلق المةسسة أو فرع من فروعةا لمد ال تتجاو (‪ )5‬خمس سنوات‪.‬‬

‫‪ -‬اإلقأاث من الأفقات العمومية لمد ال تتجاو (‪ )5‬خمس سنوات‪.‬‬

‫‪ -‬المن من م اولة نش ه ه ههال أو عد أنش ه ه ههلة مةنية أو ججتماعية بش ه ه ههك مباش ه ه ههر أو غير‬
‫مباشر ‪،‬نةا يا أو لمد ال تتجاو (‪ )5‬خمس سنوات‪.‬‬

‫الجريمة أو نتج عنةا‪.‬‬ ‫‪ -‬مأادر الشين الني استعم في ارتكا‬

‫‪ -‬نشر و تعليق حكم اإلدانة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫محاضرات في مقياس النظرية العامة للجريمة ‪ -----------------‬السنة الثانية ‪ /‬المجموعة ‪1‬‬

‫الحراسة‬ ‫‪ -‬الوض تحت الحراسة القضا ية لمد ال تتجاو (‪ )5‬خمس سنوات ‪ ،‬وتنأ‬
‫علا ممارسة النشال الني أدى جلا الجريمة أو الني ارتكبت الجريمة بمناسبته‪.‬‬

‫وقد كانت تلبق علا الشه ه ههخص المعنوي قب تعدي قانون العقوبات بالقانون ‪ 23-06‬لسه ه ههنة‬
‫‪ 2006‬عقوبة الغرامة م عقوبة أو أكثر من العقوبات المنأ ه ه ه ههوص عليةا في الفقر ‪ 02‬من‬
‫الماد ‪ 18‬مكرر ‪ ،‬ولكن بعد التعدي أض ه ه ه ههفا المش ه ه ه ههرع علا هنه األخير وأ ه ه ه ههف العقوبات‬
‫التكميلية‪.‬‬

‫غير أنه جنا لم ينص القانون علا عقوبة الغرامة بالنسبة لألشخاص اللبيعيين سواثا في‬
‫الجنايات أو الجنح وتوفرت شههرول قيام المسههةولية الج ا ية للشههخص المعنوي لبقا للماد ‪51‬‬
‫لتلبيق النس ه ه ههبة القانونية‬ ‫مكرر من قانون العقوبات ‪ ،‬ف ن الحد األقأ ه ه هها للغرامة المحتسه ه ه ه‬
‫المقرر للعقوبة يكون كاألتي(‪:)1‬‬

‫‪ 2.000.000 -‬دج عندما تكون الجناية معاقبا عليةا باإلعدام أو السجن المةبد‪،‬‬

‫عليةا بالسجن المةقت‪،‬‬ ‫‪ 1.000.000 -‬دج عندما تكون الجناية معاق‬

‫‪ 500.000 -‬دج بالنسبة للجنحة‪.‬‬

‫ونأ ه ه ه ه ههت الفقر ‪ 02‬من الماد ‪ 435‬مكرر من قانون العقوبات ‪،‬علا تعرض الش ه ه ه ه ههخص‬
‫المعنوي باإلضافة جلا الغرامة ألحد أو أكثر من العقوبات التكميلية المنكور بنص الماد ‪18‬‬
‫مكرر‪.‬‬

‫ولم يس ه ه ههتبعد المش ه ه ههرع بنص الماد ‪ 51‬مكرر من قانون العقوبات ‪ ،‬مس ه ه ههةولية الش ه ه ههخص‬
‫اللبيعي كفاع أأه ه ه ههلي أو ش ه ه ه هرير في نفس األفعا التي أدت جلا قيام المسه ه ه ههةولية الجنا ية‬
‫للشخص المعنوي‪.‬‬

‫الماد ‪ 18‬مكرر‪ 2‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪38‬‬

You might also like