You are on page 1of 74

‫جامعة العربي التبسي – تبــسة – الجزائر‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر‬


‫تخصص ‪ :‬قانون جنائي و علوم جنائية‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫جريمة الإهانة و التعدي على الموظف‬

‫إشراف االستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫شارني نوال‬ ‫عياشي صباح‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫اإلسم و اللقب‬


‫رئيسا‬ ‫‪-‬أستاذ محاضر ‪-‬أ‬ ‫أجعود سعاد‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫‪-‬أستاذ مساعد ‪-‬أ‬ ‫شارني نوال‬
‫مناقشا‬ ‫‪-‬أستاذ محاضر ‪-‬أ‬ ‫مقران ريمة‬

‫السنة الجامعية ‪2019/2020:‬‬


‫“الكلية ال تتحمل المسؤولية على ما يرد في هذه‬
‫المذكرة من آراء“‬
‫قال اهلل تعالى ‪َ { :‬يا َأُّيَه ا اَّلِذ يَن آَم ُنوا اَل َتُك وُنوا‬

‫َك اَّلِذ يَن آَذ ْو ا ُم وَس ٰى َفَبَّر َأُه الَّلُه ِم َّم ا َقاُلواۚ َو َك اَن ِع نَد‬
‫الَّلِه َو ِج يًه ا } األحزاب ‪69 :‬‬
‫شكــر وتقديــــــر‬
‫شكـــــر و تقـديـــــــــر‬
‫نشكر اهلل عّز و جّل على أن وفقنا إلتمام هذا العمل‬

‫كمـا نوجه شكـرنا إلى األستاذة الفاضـلة شارني نوال لما منحتنا‬

‫من جهد ووقت و توجيهات وإ رشادات و دعم إلنجاز هذا البحث‬

‫و نتقدم بالشكر و التقدير إلى األساتذة أعضاء اللجنة الموقرة والذين‬

‫وافقوا على مناقشة هذه المذكرة ‪.‬‬

‫و أخيرا أتقدم بالشكر لكل من ساهم من ق ــريب أو بعيد في إنجاز هذا‬

‫العمل‪.‬‬
‫قائمة المختصرات‬
‫قائمة المختصرات‬

‫ق‪.‬ع‪.‬ج‪ :‬قانون العقوبات الجزائري‬ ‫‪-‬‬


‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ :‬قانون اإلجراءات الجزائية‬ ‫‪-‬‬
‫د‪.‬ب‪.‬ن‪ :‬دون بلد النشر‬ ‫‪-‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬ن‪ :‬دون تاريخ النشر‬ ‫‪-‬‬
‫د‪.‬ط‪ :‬دون طبعة‬ ‫‪-‬‬
‫ص‪ :‬الصفحة‬ ‫‪-‬‬
‫ج‪.‬ر‪ :‬الجريدة الرسمية‬ ‫‪-‬‬
‫د‪.‬ج ‪ :‬دينار جزائري‬ ‫‪-‬‬
‫مقـــــــــــــــــــــدمة‬
‫مقدمة‬

‫تم ــارس الدول ــة نش ــاطها من خالل موظفيه ــا‪ ،‬فهم أداة الدول ــة و س ــاعدها لتحقي ــق‬
‫أهـ ــدافها‪ ،‬فاتسـ ــاع نشـ ــاطها و عـ ــدم إقتصـ ــارها على األمن الـ ــداخلي و الخـ ــارجي و حـ ــل‬
‫المنازعــات بين األفــراد ‪ ،‬و إزديــاد تــدخلها في شــتى المجــاالت اإلقتصــادية و اإلجتماعيــة‬
‫قاد بالضرورة الى إزدياد عدد الموظفين ‪ ،‬بإعتبارهم الركـيزة األساسـية لتسـيير األجهـزة‬
‫اإلدارية للدولة‪ ،‬و تحقيق أهدافها المرجوة‪،‬‬
‫و نتيجــة للــدور الــذي يلعبــه الموظــف في خدمــة الدولــة ‪ ،‬أصــبح من الضــروري‬
‫اإلهتم ــام ب ــه و حمايت ــه من أي إعت ــداء يلحق ــه أثن ــاء تأدي ــة وظيفت ــه أو بس ــببها‪ ،‬و بم ــا أن‬
‫الموظـ ــف هـ ــو ممثـ ــل السـ ــلطة العامـ ــة و يعمـ ــل بإسـ ــمها و لحسـ ــابها فإنـ ــه من الطـ ــبيعي أن‬
‫يتعرض أكثر من غيره لمخاطر اإلجرام عند ممارسته لواجبات الوظيفة العامة‪.‬‬
‫و يكتسب موضوع اإلهانة و التعدي على الموظــف‪ ،‬أهميــة خاصــة إلتصــاله بــأهم‬
‫شـ ــريحة من شـ ــرائح المجتمـ ــع‪ ،‬أال و هي المـ ــوظفين العـ ــاميين الـ ــذين يعـ ــبرون عن إرادة‬
‫الدولة من خالل ممارسة وظائفها‪ ،‬و تنفيذ برامجها و ترجمة سياســتها إلى أرض الواقــع‬
‫العملي فهم عقلهــا المفكــر و ســاعدها المنفــذ في كــل مــا تنــوي القيــام بــه‪ ،‬خدمــة للمصــلحة‬
‫و ق ــد ب ــرزت مكان ــة ه ــذه الش ــريحة تبع ــا لتع ــاظم دور الدول ــة ال ــذي أص ــبحت‬ ‫العام ــة‬
‫تلعبه ‪.‬‬
‫ولقـ ــد أقـ ــرت معظم الـ ــدول الحمايـ ــة الجنائيـ ــة للموظـ ــف‪ ،‬من خالل تشـ ــديد العقـ ــاب‬
‫الموقع على الجاني الذي إرتكب جريمته ضد الموظف أثناء تأدية وظيفته أو بسببها‪.‬‬
‫أهمية الموضوع ‪ :‬تتجلى أهمية الموضوع من خالل ‪:‬‬

‫األهميـــة العمليـــة ‪ :‬و تتمث ـ ــل في تس ـ ــليط الض ـ ــوء على جريم ـ ــة اإلهان ـ ــة و التع ـ ــدي على‬
‫الموظ ــف و الخط ــر ال ــذي يمس بكرامت ــه‪ ،‬و فاعلي ــة األلي ــات المعتم ــدة من قب ــل المش ــرع‬
‫الجزائري لحمايته‪.‬‬

‫األهمية العلمية ‪ :‬وتبرز في محاولـة اإلحاطـة واإلهتمـام بمختلـف جـوانب الموضـوع من‬
‫خالل التعرف على الجريمة وإ براز العقوبات المقررة لها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫الدوافع الشخصية ‪ :‬إن دراســة هــذا الموضــوع جــاءت بنــاء على رغبــة شخصــية لإللمــام‬
‫بمختلف جوانب هذه الجريمة‪ ،‬كوني موظفة و نتعرض لهذا السلوك السلبي يوميا تقريبــا‬
‫من قبل المواطنين ‪.‬‬

‫األس ــباب الموض ــوعية ‪ :‬يتعلـ ــق هـ ــذا الموضـ ــوع بفئـ ــة هامـ ــة من المجتمـ ــع أال وهي فئـ ــة‬
‫الموظفين وإ ن التعدي عليهم يعد تعدي على اإلدارة والدولة‪.‬‬
‫و هو من المواضيع التي يهتم بها القانون الجنائي‪ ،‬كون التعدي وإ هانة الموظف ظــاهرة‬
‫خطيرة فيها مساس بكرامة و سالمة الموظف و إعتداء على هيبة الدولة ‪.‬‬

‫اإلشكالية ‪:‬‬

‫بم ــا أن جريم ــة اإلهان ــة و التع ــدي على الموظ ــف فيه ــا مس ــاس بالس ــالمة الجس ــدية‬
‫و المعنوية للموظف‪ ،‬و تهدد بإسـتقرار و إحـترام الوظيفــة داخـل المجتمــع و ضــمان سـير‬
‫العمل‪ ،‬فإنه يتبادر إلى أذهاننــا تسـاؤل يثــيره الموضــوع و مقتضــاه ‪ :‬كيــف عــالج المشـرع‬
‫الجزائري جريمة اإلهانة و التعدي على الموظف و ما هي الجزاءات المقررة لذلك ؟‬

‫المنهج المتبع ‪:‬‬

‫لإلجابة على هذه اإلشكالية تم إتباع المناهج التالية‪:‬‬

‫المنهج الوصـ ـ ــفي من أجـ ـ ــل اإللمـ ـ ــام و التعريـ ـ ــف بجريمـ ـ ــة االهانـ ـ ــة و التعـ ـ ــدي من حيث‬
‫التعري ـ ــف بهم ـ ــا‪ ،‬و دراس ـ ــة الفع ـ ــل الج ـ ــرمي لك ـ ــل جريم ـ ــة باإلض ـ ــافة لبقي ـ ــة األرك ـ ــان‪ ،‬و‬
‫للض ـ ــرورة العلمي ـ ــة اس ـ ــتعنا ب ـ ــالمنهج التحليلي‪ ،‬ال ـ ــذي يعتم ـ ــد على التفس ـ ــير و التحلي ـ ــل و‬
‫الغ ــوص في التفاص ــيل من خالل مختل ــف الم ــواد القانوني ــة المتعلق ــة بالموض ــوع إلب ــراز‬
‫الجريمة و أركانها‪.‬‬

‫أهداف الدراسة ‪:‬‬

‫تكمن أهداف دراسة هذا الموضوع في مايلي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫اإلحاط ـ ــة بجريم ـ ــة اإلهان ـ ــة و التع ـ ــدي على الموظ ـ ــف من حيث تبي ـ ــان األرك ـ ــان‬ ‫‪-‬‬
‫المكونة لها و الجزاءات المقررة لها في قانون العقوبات ـ‬

‫حماية الموظف جنائيا لضمان سير العمل الوظيفي‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫لم نجد دراسات سـابقة تنــاولت الموضــوع‪ ،‬خاصــة الجزائريــة منهــا وإ نعــدامها في‬
‫المواق ــع اإللكتروني ــة م ــا ع ــدا الدراس ــة ال ــتي تناوله ــا إب ــراهيم بن محم ــد المف ــيز‪ ،‬بعن ــوان‬
‫اإلعتــداء على الموظــف العــام – دراســة تأصــيلية تطبيقيــة مقارنــة‪ -‬جامعــة نــايف العربيــة‬
‫للعلوم األمنية ‪.2006‬‬
‫صعوبات البحث ‪:‬‬
‫ك ــأي بحث علمي ال يخل ــو من الص ــعوبات‪ ،‬فق ــد واجهتن ــا مش ــاكل في إع ــداد ه ــذا‬
‫البحث ونذكر منها ‪:‬‬
‫*قل ـ ــة المراج ـ ــع العام ـ ــة والدراس ـ ــات الجزائري ـ ــة منه ـ ــا خاص ـ ــة و المتخصص ـ ــة في ه ـ ــذا‬
‫و عــدم توافقــه مــع غــيره من التشــريعات المقارنــة ‪،‬ويظهــر ذلــك جليــا كــون‬ ‫الموضــوع‬
‫هــذه األخــيرة وضــعت جــرائم للموظــف لم ينص عليهــا المشــرع الجزائــري ‪ ،‬األمــر الــذي‬
‫أدى إلى عدم إعطاء الموضوع حقه ‪،‬خاصة أنه يمس شريحة حساسة في المجتمع ‪.‬‬
‫*كــذلك من ضــمن المشــاكل الــتي واجهتنــا هــو تعليــق الدراســة وغلــق أبــواب الجامعــة بمــا‬
‫فيهــا المكتبــة الجامعيــة‪ ،‬إثــر جائحــة كورونــا كوفيــد ‪ 19‬الــتي إجتــاحت بالدنــا على غــرار‬
‫الكثــير من دول العــالم‪ ،‬ممــا صــعب علينــا التحصــل على المراجــع أو الكتب الجامعيــة أو‬
‫التواصل مع جامعات اخرى في ظل هذه الظروف اإلستثنائية ‪.‬‬

‫التصريح بالخطة ‪:‬‬


‫حـ ـ ــتى يتسـ ـ ــنى لنـ ـ ــا اإلجابـ ـ ــة على اإلشـ ـ ــكالية المطروحـ ـ ــة إنتهجنـ ـ ــا خطـ ـ ــة ثنائيـ ـ ــة‬
‫من فصلين ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫ش ـ ــمل الفص ـ ــل األول ‪ :‬جريم ـ ــة إهان ـ ــة الموظ ـ ــف‪ ،‬وقس ـ ــمناه إلى ثالث ـ ــة مب ـ ــاحث‪ ،‬تناولن ـ ــا‬
‫في المبحث األول مفه ـ ــوم جريم ـ ــة اإلهان ـ ــة‪ ،‬ثم أركانه ـ ــا في المبحث الث ـ ــاني‪ ،‬ثم العقوب ـ ــة‬
‫المقررة لها في المبحث الثالث‪.‬‬
‫أمــا عن الفصــل الثــاني قســمناه الى ثالثــة مبــاحث ‪ ،‬فكــان لدراســة جريمــة التعــدي‬
‫على الموظــف‪ ،‬من خالل تبيــان تعريــف جريمــة التعــدي في المبحث األول وفي المبحث‬
‫الثاني تناولنا أركان الجريمة ثم تطرقنا لعقوبة جريمة التعدي في المبحث الثالث‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفـــصـــــــل األول‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫الفصل األول‪ :‬جريمة إهانة الموظف‬


‫إن أغلب التش ــريعات الجنائي ــة‪ ،‬ق ــد تنبهت إلى م ــا ق ــد يتع ــرض ل ــه الموظ ــف الع ــام‬
‫أثنــاء ت ــأدية واجباتــه الوظيفيــة أو بســببها من أفعــال‪ ،‬رغم مساســها بشــرفه أو إعتبــاره إال‬
‫ال تدخل في نطاق القذف أو السب‪ ،‬فعمدت إلى تجريمها في نصــوص خاصــة‬ ‫أنها‬
‫بوص ـ ــفها إهان ـ ــة ‪ 1‬ل ـ ــذلك س ـ ــنتعرض في ه ـ ــذا الفص ـ ــل إلى تعري ـ ــف اإلهان ـ ــة ثم أركانه ـ ــا‬
‫وعقوبتها ‪.‬‬
‫المبحث أألول‪ :‬مفهوم جريمة اإلهانة‬

‫قبل أن نتطرق إلى جريمة إهانة الموظف‪ ،‬سنعرج إلى تعريف اإلهانة ثم‬
‫التمييز بينهما و بين الجرائم المشابهة لها ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف اإلهانة‪.‬‬

‫اإلهانــة لغــة‪ :‬مش ــتقة من ه ــون و اله ــون الخ ــزي‪ ،‬و في التنزي ــل الك ــريم " اْلَي ْو َم ُتْج َز ْو َن‬
‫َع َذ اَب اْلُهوِن "‪.1‬‬
‫والهون والهوان نقيض العز‪ ،‬وأهانه وهونه وإ ستهان به وتهاون أي إستخف به‪.‬‬
‫و اإلس ــم اله ــوان و المهان ــة ‪،‬و رجــل في ــه مهان ــة أي ذل وض ــعف‪ ،‬و االهان ــة اإلس ــتخفاف‬
‫بالشيء و اإلستحقار ‪.2‬‬
‫هي أيضـ ـ ــا تعـ ـ ــني اإلسـ ـ ــتخفاف و اإلذالل بشـ ـ ــيء أوشـ ـ ــخص‪ ،‬فيقـ ـ ــال أهـ ـ ــان فالن األمـ ـ ــر‬
‫أو الشخص أي إستخف به أو أذله ‪.3‬‬

‫‪-1‬صباح مصباح محمود السليمان‪ ،‬الحماية الجنائية للموظف العام‪ ،‬دار الحامد للنشروالتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬عمان‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬ن ص ‪.128‬‬
‫‪-‬األية ‪ 93‬من سورة األنعام ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬عبد الجليل ابراهيم حمادي الفهداوي ‪ ،‬خوارق العادات عند المسلمين‪ ،‬دار الكتاب العلمية ‪،‬بيروت ‪،‬لبنان‪،‬‬
‫د‪.‬ت ‪.‬ن‬
‫ص ‪293‬‬
‫‪ -3‬صباح مصباح محمود السليمان‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪129‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫اإلهانة إصطالحا ‪ :‬لقد وضعت عدة تعاريف منها ماهو فقهي ومنها ماهو قضائي ومنها‬
‫ماهو تشريعي‪.‬‬

‫على صعيد الفقه‬

‫نجد أن الفقه الفرنسي عرف اإلهانة بأنها‪ ":‬كل تعبير عن فعل ناب يمس‬
‫الموظف العام ووظيفته مباشرة‪.‬‬
‫وعرفها أخر بأنها ‪ ":‬فعل غير محدد يمكن إرتكابه بكيفيــات مختلفــة ومن شــأنه المســاس‬
‫بشرف الشخص المهان وكرامته" ‪.1‬‬
‫وما يالحظ على هذين التعريفين‪ ،‬أنهما اتفقا على أن اإلهانة تشمل كل فعل يمس‬
‫الكرامة والشرف‪ ،‬ويختلفان من حيث أن األول اشترط صفة الموظف حتى تكون‬
‫اإلهانة موجهة إليه‪ ،‬بينما الثاني ال يشترط ذلك حيث جاءت كلمة الشخص مطلقة ‪ ،‬ما‬
‫يفيد أنها تشمل الشخص العادي أيضا‪.‬‬
‫بينمــا ذهب جــانب من الفقــه المصــري إلى تعريــف اإلهانــة بأنهــا ‪ ":‬عبــارة عن أي‬
‫ق ــول أو إش ـ ــارة يؤخ ــذ من ظاهره ــا االحتق ــار أو االس ــتخفاف ب ــالموظف الموجه ـ ــة إلي ــه‬
‫األلفــاظ أو اإلشارات‪ ،‬وفيهــا مسـاس بشـرف الموظــف و اعتبــاره كرفـع الصــوت أو عمــل‬
‫حركة بالرأس أو الكتف أو الضحك بقهقهة" ‪.2‬‬
‫كماعرفهـ ــا البعض على أنهـ ــا" كـ ــل تعـ ــدي يمس الشـ ــرف والكرامـ ــة‪ ،‬على أن كـ ــل‬
‫األقوال‬
‫أواإلشـ ــارات الـ ــتي تـ ــدل على إحتقـ ــار لشـ ــخص الموظـ ــف أو ألعمالـ ــه أو لوظيفتـ ــه تعتـ ــبر‬
‫إهانة" ‪.3‬‬
‫وما يالحظ على هذين التعريفين‪ ،‬أن كالهما حددا طرق إرتكاب اإلهانة بالقول‬
‫واإلشــارة واشــتراطهما صــفة الموظــف العــام في الشــخص المهــان‪ ،‬فــالتعريف األول أدق‬
‫من الث ــاني إلى ح ــد م ــا ‪،‬ألن التعري ــف الث ــاني ق ــد قس ــم اإلهان ــة إلى ن ــوعين يتمث ــل الن ــوع‬

‫‪ -1‬صباح مصباح محمود السليمان‪ ،‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪129‬‬


‫‪- 2‬صباح مصباح محمود السليمان‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.130‬‬
‫‪-‬محمد ابراهيم الدسوقي علي‪ ،‬حماية الموظف العام جنائيا ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2006،‬ص ‪.115‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫األول بتلك التي توجه إلى شخص الموظف العام‪ ،‬و يتمثل النوع الثاني بتلك الــتي توجــه‬
‫إلى وظيفت ــه‪ ،‬في حين أن الواق ــع الق ــانوني يق ــول ب ــأن اإلهان ــة عن ــدما توج ــه إلى ش ــخص‬
‫الموظـ ــف العـ ــام في أثنـ ــاء تأديـ ــة مهامـ ــه الوظيفيـ ــة أو بسـ ــببها‪ ،‬فإنهـ ــا تمس وظيفتـ ــه أيضـ ــا‬
‫وبالمقابل فإن اإلهانة عندما توجـه إلى الوظيفـة العامـة مباشـرة‪ ،‬فإنهـا حتمـا تمس شـرف‬
‫أو إعتبار الشخص القائم بها ‪.1‬‬
‫كمــا حــاول جــانب من الفقــه العــراقي‪ ،‬تحديــد معــنى اإلهانــة إذ عرفهــا أحــد الفقهــاء‬
‫بأنـه‪ ":‬كـل مـا من شـانه أن يمس شـرف الشـخص فتشـمل بمعناهـا اللغـوي القـذف و السـب‬
‫الواقعين ضد الموظف او غير الموظف " ‪.2‬‬
‫و عرفهــا أخــر" بأنهــا كــل مــايمس الشــرف و اإلعتبــار أو يقلــل من إحــترام النــاس‬
‫وال يشترط أن تكون مشتملة على إسناد عيب معين "‪.‬‬
‫ولقد إنتقد هذين التعريفين ألنهما يشمالن ما يمس شرف و إعتبار الموظف وغير‬
‫‪3‬‬
‫الموظف‪.‬‬
‫أما عن موقف القضاء الجنائي من تحديد معنى اإلهانة ‪:‬‬
‫فقــد ذهبت محكمــة النقض الفرنســية إلى تعريــف اإلهانــة بأنهــا " كــل تعــد أيــا كــانت صــفته‬
‫قــذف كــان أم مجــرد قــول مــاس بالكرامــة ‪ ،‬بــل يشــمل حــتى تلــك الــتي تكــون في ظاهرهــا‬
‫غير مهينة‪ ،‬ولكنها تخفي وراءها السخرية والتهكم و اإلستهتار بحق من وجهت إليه "‪.‬‬
‫أما محكمة النقض المصـرية فعـرفت اإلهانـة في قـرار لهـا بأنهـا " كـل قـول أو فعـل يحكم‬
‫العـرف بأنـه فيـه إزدراء و حطـا من الكرامـة في أعين النـاس ‪،‬وإ ن لم يشـمل قـذفا أو سـبا‬
‫‪2‬‬
‫أو إفتراء ‪".‬‬
‫كال التعريفين يتصفان بالشمولية‪ ،‬بحيث ينطبقان على كل جرائم اإلهانة من دون‬
‫التقييد بصفة الشخص أو الشيء المهان‪ ،‬وإ شتمل التعريف األول على كــل فعــل أو قــول‬

‫‪-1‬صباح مصباح محمود السليمان ‪،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.130‬‬


‫‪ -2‬ابراهيم بن محمد المفيز‪ ،‬االعتداء على الموظف العام ‪ ،‬دراسة تأصيلية تطبيقية مقارنة‪ ،‬جامعة نايف العربية‬
‫للعلوم األمنية ‪ ، 2006 ،‬ص‪.76‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 59‬من قانون العقوبات الفلسطيني الثوري‪ ،‬لعام‪.1977‬‬
‫‪ -22‬حكم محكمة النقض المصرية‪( ،‬جلسة ‪ 22‬يناير ‪،)1932‬مجموعة القواعد القانونية‪ ،‬الج ــزء األول‪ ،‬الطعن رقم‪6‬‬
‫‪.11‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫يص ــدر عن الج ــاني‪ ،‬بقص ــد الس ــخرية و التهكم و اإلس ــتهتار بح ــق من وجهت إلي ــه ح ــتى‬
‫و لو كان ظاهر الفعل أو القول غير مهين‪.‬‬
‫أما عن موقف التشريعات الجنائية من تعريف اإلهانة‪.‬‬

‫فنجد أن كال من قانون العقوبات األردني وقــانون العقوبــات الثــوري الفلســطيني‪ 3‬يعرفــان‬
‫اإلهانــة بقولهمــا " التحقــير‪:‬هــو كــل تحقــير أو ســباب غــير الــذم والقــدح يوجــه إلى المعتــدي‬
‫عليــه وجهــا لوجــه‪ ،‬بــالكالم أو الحركــات أو بكتابــة أو رســم لم يجعال علنــيين أو مخــابرة‬
‫برقية أو هاتفية أو بمعاملة غليظة "‪.‬‬
‫وممـ ــا يؤخـ ــذ على هـ ــذا النص أنـ ــه لم يعـ ــرف مصـ ــطلح اإلهانـ ــة بـ ــل أورد تحديـ ــد‬
‫للوسائل التي يمكن أن يستخدمها الجاني في توجيه اإلهانة للمجني عليه‪.‬‬
‫أما بقيـة التشـريعات الجنائيـة ومنهـا التشـريع الجزائـري فـإن نصوصـها لم تتضـمن‬
‫أيــة إشــارة على معــنى اإلهانــة‪ ،‬و الســبب يعــود إلى ســعة مــا تــدل عليــه فكــرة اإلهانــة من‬
‫أقــوال وأفعــال بحيث يصــعب حصــرها في تعريــف واحــد‪ ،‬كمــا أن فكــرة االهانــة يكتنفهــا‬
‫الغمــوض واإلبهــام فهي أمــر نســبي يتغــير تبعــا للظــروف و المالبســات‪ ،‬فالعبــارة الواحــدة‬
‫إذا وجهه ــا ش ــخص إلى ش ــخص آخ ــر في مك ــان وزم ــان أو ظ ــرف معين ق ــد تع ــد مهين ــة‪،‬‬
‫بينمــا إذا وجههــا إلى ‪ 1‬شــخص من طبقــة أخــرى في مكــان أو زمــان أو ظــرف آخــر فال‬
‫تحمل صفة اإلهانة‪.‬‬

‫‪ -‬صباح مصباح محمود السلمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬صباح مصباح محمود السليمان ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 132‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التمييز بين جريمة اإلهانة و الجرائم المشابهة لها‬

‫إن جريمة اإلهانة تتميز عن جريمتي السب والقذف في امور نجملها في ما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫اإلهانة ال تقع إال على موظف عام أو من في حكمه ‪،‬بينما القذف و السب فيقعان‬ ‫‪-‬‬
‫في حق موظف عام أو غيره ‪.‬‬
‫اإلهانة يجوز أن تقع أثناء تأدية الوظيفة أو بسببها‪ ،‬أما القذف و السب في حق‬ ‫‪-‬‬
‫الموظف العام فيجوز وقوعهما في أي وقت الحق و ألي سبب كان ‪،‬و لكن ال يعاقب‬
‫عليهما بالعقوبات المشددة إال اذا وقع بسبب تأدية الوظيفة ‪.‬‬

‫إن العالنية ليست ركنا في جريمة اإلهانة فيعاقب على اإلهانة سواء كانت‬ ‫‪-‬‬
‫عالنية أو غير عالنية ‪ ،‬أما القذف و السب فال يعاقب عليهما إال إذا وقعا عالنية‪.‬‬
‫ال تقع جريمة اإلهانة إال بالقول أو اإلشارة أو التهديد أما جريمتي القذف و‬ ‫‪-‬‬
‫السب فيمكن وقوعهما بهذه الطرق و بغيرها من وسائل العالنية و منها الكتابة و‬
‫الرسوم و الصور و الرموز ‪.‬‬
‫يشترط في جريمة اإلهانة وقوعها في مواجهة الموظف الموجه اليه اإلهانة أو‬ ‫‪-‬‬
‫على األقل أن تصل إلى علمه بإرادة المتهم ‪ ،‬لكن في جريمتي القذف و السب ال‬
‫يشترط ذلك‪.‬‬
‫المتهم باإلهانة التقبل منه إقامة الدليل إلثبات األمور المهينة التي أسندها‬ ‫‪-‬‬
‫للموظف أو من في حكمه ‪ ،‬أما القذف و السب في حق موظف عام فيقبل فيهما هذا‬
‫‪1‬‬
‫اإلثبات‪.‬‬

‫‪-‬محمد ابراهيم الدسوقي علي‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.147-146‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫المبحث الثاني ‪:‬أركان جريمة اإلهانة‪.‬‬

‫إن لوج ــود أي جريم ــة يتطلب رك ــنين أساس ــيين أح ــدهما م ــادي و اآلخ ــر معن ــوي‪،‬‬
‫وهن ــاك قس ــم من الج ــرائم تتخ ــذ من ال ــركن المف ــترض وال ــذي ق ــد يك ــون عب ــارة عن ص ــفة‬
‫ماديـ ــة محـ ــددة كوجـ ــود جثـ ــة القتيـ ــل‪ ،‬أوعبـ ــارة عن صـ ــفة طبيعيـ ــة في الشـ ــخص الجـ ــاني‬
‫والمجــني عليــه‪ ،‬وقــد يكــون الــركن المفــترض عبــارة عن صــفة قانونيــة‪ ،‬يــوجب المشــرع‬
‫توافرها في شخص المجني عليه كصــفة الموظــف العــام‪ ،‬في جــرائم الرشــوة و اإلختالس‬
‫أو في شخص المجني عليه‪ 1‬كصفة الموظف العام‪ ،‬أيضا في جريمة اإلهانــة و اإلعتــداء‬
‫على الموظف‪.‬‬

‫وسنتعرض في هــذا المبحث إلى كــل ركن بالتفصــيل إنطالقــا من نص المــادة ‪144‬‬
‫من قــانون العقوبــات الجزائــري‪ ،‬الــتي تعــاقب " كــل من أهــان قاضــيا أو موظفــا أو قائــدا‬
‫أو ظابطـ ــا عموميـ ــا أو أحـ ــد رجـ ــال القـ ــوة العموميـ ــة ‪ ،‬بـ ــالقول أو اإلشـ ــارة أو التهديـ ــد أو‬
‫بإرسـال أوتسـليم أي شـيء إليهم‪ ،‬أو بالكتابــة أو الرسـم غــير العلنــيين أثنــاء تأديــة وظــائفهم‬
‫أو بمناس ــبة تأديته ــا‪ ،‬وذل ــك بقص ــد المس ــاس بش ــرفهم أو بإعتب ــارهم أو ب ــاإلحترام ال ــواجب‬
‫لسلطتهم"‪.2‬‬
‫ومن هذا النص نستخلص أركـان الجريمـة والـتي سـنتعرض لهـا في ثالثـة مطـالب‬
‫وهي ‪ : 3‬الركن الشرعي والركن المادي و الركن المعنوي‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬الركن الشرعي ‪.‬‬

‫‪-11‬صباح مصباح محمود السلبمان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫أنظر األمر رقم ‪ 66/156‬المؤرخ في ‪ 08/06/1966‬المتضمن قانون العقوبات الجزائري المعدل و المتمم‪.‬‬
‫‪-22‬‬

‫‪-33‬أحسن بوسقيعة ‪،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪،‬الجرائم ضد األشخاص‪ ،‬الجرائم ضد األموال وبعض‬
‫الجرائم‬
‫الخاصة‪ ،‬دارهومة‪،‬الطبعة العشرون‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص‪.255‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫حرص ـ ــت الق ـ ــوانين على توف ـ ــير اإلح ـ ــترام الالزم لش ـ ــخص الموظ ـ ــف و وظيفت ـ ــه‪،‬‬
‫فجــرمت م ــا يتع ــرض ل ــه بنص ــوص خاص ــة‪،‬عمال بمب ــدأ ال جريم ــة و ال عقوب ــة إال بنص‬
‫وعدم معاقبة الشخص عن الفعل الذي ارتكبه إال إذا كان الفعل مجرما بنص قانوني‪.‬‬
‫و جريمـ ــة اإلهانـ ــة تسـ ــتمد شـ ــرعيتها من نص المـ ــادة ‪ 1144‬من قـ ــانون العقوبـ ــات‬
‫الجزائ ــري ‪ ،‬إال أن ــه لم يتم النص على جريم ــة الإهان ــة ض ــمن القس ــم الخ ــامس من ق ــانون‬
‫العقوبات الجزائري‪ ،‬المتعلق باإلعتـداء على الشـرف و اإلعتبـار بـل جـاءت ضـمن القسـم‬
‫األول من الفص ــل الخ ــامس تحت عن ــوان الإهان ــة و التع ــدي على الم ــوظفين و مؤسس ــات‬
‫الدولة‪.‬‬
‫ونتيج ــة لتط ــور بعض األش ــكال الجدي ــدة لإلج ــرام و ال ــتي ع ــرفت انتش ــارا كب ــيرا‬
‫في السـ ــنوات األخـ ــيرة ‪ ،‬و أصـ ــبحت تهـ ــدد اللحمـ ــة اإلجتماعيـ ــة لمجتمعنـ ــا‪،‬أقـ ــر المشـ ــرع‬
‫الجزائري بعض التعديالت على قانون العقوبات‪ ،‬وما يهمنا فيــه هــو تشــديد العقوبــات في‬
‫جــرائم االهانــة و التعــدي‪ ،‬فأدخــل تعــديالت على المــادة ‪ 144‬من ق‪.‬ع‪.‬ج و ذلــك بــالرفع‬
‫من حدي العقوبة األدنى و األقصى و قيمــة الغرامــة و إضــافة بعض الفئــات الــتي لم تكن‬
‫في السـابق وهم فئــة األئمــة و هــذا بــالنظر إلى اإلعتــداءات المتكــررة‬ ‫مذكورة‬
‫التي طالتهم في اآلونة األخيرة أثناء ممارسة مهامهم‪.‬‬
‫من ق‪.‬ع‪.‬ج المعدلـ ــة مـ ــؤخرا كمـ ــايلي‪ ":‬يعـ ــاقب‬ ‫‪2‬‬
‫وقـ ــد أصـ ــبح نص المـ ــادة ‪144‬‬
‫ب ـ ـ ـ ــالحبس من س ـ ـ ـ ــتة(‪ )6‬أش ـ ـ ـ ــهر إلى ثالث (‪ )3‬س ـ ـ ـ ــنوات و بغرام ـ ـ ـ ــة من ‪100.000‬دج‬
‫إلى ‪500.000‬دج أو بإحـ ــدى هـ ــاتين العقوبـ ــتين فقـ ــط‪ ،‬كـ ــل من أهـ ــان قاضـ ــيا أو موظفـ ــا‬
‫أو ضــابطا عموميــا أو قائــدا أو أحــد رجــال القــوة العموميــة بــالقول أو الإشــارة أو التهديــد‬
‫أو بإرسـ ــال أو تسـ ــليم أي شـ ــيء إليهم‪ ،‬أو بالكتابـ ــة أو الرسـ ــم غـ ــير العلنـ ــيين أثنـ ــاء تأديـ ــة‬
‫وظــائفهم أو بمناســبة تأديتهــا‪ ،‬و ذلــك بقصــد المســاس بشــرفهم أو بإعتبــارهم أو بــالإحترام‬
‫الواجب لسلطتهم‪.‬‬

‫‪- 1‬المادة‪ 144‬من قانون العقوبات الجزائري ‪ ،‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 06-20‬المؤرخ في ‪ 28‬أفريل ‪2020‬‬
‫‪ - 2‬العقوبات السابقة التي نصت عليها المادة ‪ 144‬من ق‪.‬ع‪.‬ج الفقرة االولى كانت الحبس من شهرين الى سنتين‪ ،‬و الغرامة من ‪.20‬الف دج‬
‫الى ‪ 100‬الف دج ‪ ،‬اما الفقرة الثانية من نفس المادة الخاصة بإهانة قاضي أومحلف في جلسة المحكمة أو المجليس القضائي فالعقوبة‬
‫كانت من سنة إلى سنتين‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫إلى ثالث(‪ )3‬سـ ـ ـ ـ ــنوات و الغرامـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫وتكـ ـ ـ ـ ــون العقوبـ ـ ـ ـ ــة الحبس من سـ ـ ـ ـ ــنة(‪)1‬‬
‫من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج ‪ ،‬إذا كانت الإهانة الموجهة إلى قـاض أو عضــو‬
‫محلف أو أكثر قد وقعت في جلسة محكمة أو مجلس قضائي ‪.‬‬
‫تطبق نفس العقوبة إذا كانت اإلهانة موجهة إلى إمام ووقعت في المسجد بمناســبة‬
‫تأدية العبادات‪.‬‬
‫و يج ــوز للجه ــة القض ــائية في جمي ــع الح ــاالت أن ت ــأمر ب ــأن ينش ــر الحكم و يعل ــق‬
‫بالشروط التي حددت فيه على نفقة المحكوم عليه دون أن تتجاوز هــذه المصــاريف الحــد‬
‫األقصى للغرامة المبينة اعاله "‪.1‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬الركن المادي ‪.‬‬


‫إن ما يميز الجريمة التي نحن بصدد الحديث عنها األن عن بقيـة الجـرائم الواقعـة‬
‫على األشــخاص هــو أن المشــرع يتطلب أن يكــون المجــني عليــه فيهــا موظفــا عامــا أومن‬
‫يعـ ــد بحكمـ ــه‪ ،‬وبغض النظـ ــر عن مـ ــا إذا كـ ــانت قـ ــد وقعت عليـ ــه مباشـ ــرة أو على الهيئـ ــة‬
‫النظامية التي يمارس عن طريقها مهام وظيفته ‪.2‬‬
‫وعليــه يمكن القــول أن الــركن المــادي يتــألف من ثالثــة عناصــر‪ :‬األول هــو وقــوع‬
‫الجريمة على الموظف العام والثاني هو الوسيلة المستعملة ‪،‬وأخيرا وقوع الجريمة أثنــاء‬
‫أداء الواجب أو سببه ‪.3‬‬

‫أوال‪ :‬وقوع الجريمة على الموظف العام أو من بحكمه‪.‬‬


‫كــل دولــة لهــا مفهومــا خــاص تحــدد بموجبــه تعريــف الموظــف العــام لــديها بــل قــد‬
‫يختلف داخل النظام الواحد‪ ،‬وسوف يتم استعراض بعض التعريفات الواردة من ذلك‪.‬‬

‫‪-‬المادة ‪،144‬من قانون العقوبات الجزائري ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬صباح مصباح محمود السليمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬


‫‪ -3‬ابراهيم بن محمد المفيز‪ ،‬الرسالة السابقة ص‪.86‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫تعريــف القضــاء الفرنســي للموظــف بأنــه " الشــخص الــذي يعهــد إليــه بوظيفــة دائمــة داخلــة‬
‫ضمن كادر الوظائف الخاص بمرفق عام‪."1‬‬
‫أما الفقه المصري فقد عرفه بأنه‪ " :‬الشخص الذي يعهد إليه بعمل دائم في خدمة مرفق‬
‫عام تديره الدولة أو أحد أشخاص القانون العام ‪." 2‬‬

‫إن توضـ ــيح مفهـ ــوم الموظـ ــف العـ ــام‪ ،‬الـ ــذي نريـ ــده وهـ ــو مفهـ ــوم الموظـ ــف العـ ــام‬
‫في الق ـ ــانون اإلداري و لق ـ ــد تع ـ ــددت التع ـ ــاريف و إختلفت في الق ـ ــانون الإداري عن ـ ــه في‬
‫فروع األنظمة القانونية األخرى‪.‬‬
‫ففي ظــل قــانون العقوبــات الجزائــري‪ ،‬فإنــه يعتــبر موظفــا كــل شــخص يتــولى تحت‬
‫أي ــة تس ــمية وب ــأي وض ــع ك ــان أي ــة وظيف ــة أو مهم ــة ول ــو مؤقت ــة ذات أج ــر أوبغ ــير أج ــر‪،‬‬
‫وي ــؤدي به ــذا الوص ــف خدم ــة للدول ــة أو لإلدارات العمومي ــة أو أي ــة خدم ــة ذات مص ــلحة‬
‫عمومية و تعيين صفة الموظف يوم وقوع الجريمة‪.3‬‬
‫وعـ ــرفت الفقـ ــرة ب من المـ ــادة ‪ 2‬من القـ ــانون رقم ‪ 01-06‬المتعلـ ــق بالوقايـ ــة من‬
‫الفساد ومكافحته الموظف العمومي على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫ك ــل ش ــخص يش ــغل منص ــبا تش ــريعيا أو تنفي ــذيا أو إداري ــا أو قض ــائيا أو في أح ــد‬ ‫‪-‬‬
‫المجــالس الشــعبية المحليــة المنتخبــة‪ ،‬وســواء كــان معينــا أو منتخبــا دائمــا أو مؤقتــا‬
‫مدفوع األجر أو غير مدفوع األجر بصرف النظر عن رتبته أو أقدميته‪.‬‬
‫كــل شــخص أخــر يتــولى ولــو مؤقتــا وظيفــة أو وكالــة بــأجر أو بــدون أجــر و يســهم‬ ‫‪-‬‬
‫بهــذه الصــفة في خدمــة هيئــة عموميــة أو مؤسســة عموميــة أو أيــة مؤسســة أخــرى‬
‫تملك الدولة كل أو بعض رأسمالها أو أية مؤسسة تقدم خدمة عمومية‪.‬‬

‫‪ - 1‬سليمان بن محمد الجريش‪ ،‬إساءة إستعمال السلطة في الوظيفة العامة وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫بحث مقدم لنيل درجة الماجيستر في العدالة الجنائية ‪،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض ‪ 2002،‬ص‪.24‬‬
‫‪ - 2‬نجار لويزة‪،‬التصدي المؤسساتي و الجزائي لظاهرة الفساد في التشريع الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2014-2013‬ص ‪.278‬‬
‫‪ - 3‬حورية أوراك‪ ،‬اإلجراءات االتأديبية للموظف العام في الجزائر‪ ،‬مجلة اإلجتهاد للدراسات القانونية و االقتصادية‬
‫المركز الجامعي ‪،‬تامنغاست‪،‬سداسية محكمة‪،‬عدد جانفي‪ ،2012 ،‬ص ‪.144‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫ك ــل ش ــخص أخ ــر مع ــرف بأن ــه موظ ــف عم ــومي أو من في حكم ــه طبق ــا للتش ــريع‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫والتنظيم المعمول بهما‬
‫وهو تعريف مستمد من إتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد( المادة ‪ 2‬الفقرة أ)‬
‫المؤرخة في ‪ 31‬أكتوبر‪. 2003‬‬
‫ويشمل مصطلح الموظف العمومي كما جاء في هذا القانون أربع فئات هي‪:‬‬
‫ذو المناصب التنفيذية و اإلدارية و القضائية‬ ‫‪-‬‬
‫ذو الوكالة‬ ‫‪-‬‬
‫من يت ـ ــولى وظيف ـ ــة أو وكال ـ ــة في مرف ـ ــق ع ـ ــام أو في مؤسس ـ ــة عمومي ـ ــة أو في‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسة ذات الرأس المال المختلط‬
‫‪4‬‬
‫من في حكم الموظف العمومي‬ ‫‪-‬‬
‫و بــالرجوع إلى األمــر المــؤرخ في ‪ 15‬يوليــو ‪ 2006‬المتضــمن القــانون األساســي‬
‫الع ــام للوظيف ــة العمومي ــة خاص ــة الم ــادة ‪ 04‬من ــه ‪ ،‬نج ــد أن المش ــرع ق ــد حص ــر مفه ــوم‬
‫الموظـ ــف في‪ ":‬كـ ــل عـ ــون معين في وظييفـ ــة عموميـ ــة دائمـ ــة ورسـ ــم في رتبـ ــة في السـ ــلم‬
‫‪5‬‬
‫اإلداري"‬
‫و حسـ ـ ــب نص المـ ـ ــادة ‪ 02‬من نفس القـ ـ ــانون فإنـ ـ ــه يطبـ ـ ــق على المـ ـ ــوظفين الـ ـ ــذين‬
‫يمارس ـ ـ ــون نش ـ ـ ــاطهم في المؤسس ـ ـ ــات و اإلدارات العمومي ـ ـ ــة و يقص ـ ـ ــد بالمؤسس ـ ـ ــات و‬
‫اإلدارات العمومية حسب الفقرة الثانية من المادة ‪" 02‬المؤسســات العموميــة و اإلدارات‬
‫و المص ـ ــالح غ ـ ــير الممرك ـ ــزة التابع ـ ــة له ـ ــا‪ ،‬و الجماع ـ ــات‬ ‫المركزي ـ ــة في الدول ـ ــة‬
‫اإلقليمي ــة والمؤسس ــات العمومي ــة ذات الط ــابع اإلداري والمؤسس ــات ذات الط ــابع العلمي‬
‫والتكنولوجي وكل مؤسسة يمكن أن يخضع مستخدموهاألحكام هذا القانون األساسي "‪.6‬‬

‫‪ -‬أنظر القانون رقم ‪، 01-06‬المؤرخ في ‪،20/02/2006‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪،‬جرائم الفساد ‪،‬جرائم المال و األعمال ‪،‬جرائم التزوير‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫دار‬
‫هومة للطباعة والنشر و التوزيع‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة السابعة عشر ‪.2018،‬‬
‫‪ -‬أنظر األمر المؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ ،2006‬المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية الجريدة الرسمية‬ ‫‪5‬‬

‫السنة ‪ ،43‬رقم العدد ‪ ،46‬المؤرخة في ‪ 16‬يوليو ‪.2006‬‬


‫‪ -‬المادة ‪،02‬من االمر نفسه ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫و انطالقا من هذا التعريف وهوالمكرس في القانون اإلداري فإنه البد من وجود‬


‫أربعة شروط إلسباغ صفة الموظف على العاملين لدى اإلدارة العامة و تتمثل في ‪:‬‬
‫أن يتم التع ــيين من قب ــل الس ــلطة المختص ــة عن طري ــق ص ــدور أداة قانوني ــة يعين‬ ‫ا‪.‬‬
‫بمقتضاها قد تكون في شكل مرسوم رئاسي أو تنفيذي أو في شــكل قــرار وزاري‬
‫أو والئي أو في شكل مقرر صادر عن سلطة إدارية ‪.‬‬
‫القيام بعمل دائم ‪،‬أن يشغل الشـخص وظيفتــه على وجـه االســتمرار بحيث ال تنفــك‬ ‫ب‪.‬‬
‫عنه اال بالوفاة أو االستقالة أو العزل أو التقاعد و من ثم ال يعد موظفــا المســتخدم‬
‫المتعاقد و ال المستخدم مؤقتا و لو كلف بخدمة عمومية ‪.‬‬
‫الترس ــيم في رتب ــة في الس ــلم االداري و ه ــو الإج ــراء ال ــذي يتم من خالل ــه تث ــبيت‬ ‫ج‪.‬‬
‫الموظف في رتبة و من ثم ال يعد موظفا من كان في فترة تربص ‪.‬‬
‫ممارسة نشاط في مؤسسة أو إدارة عمومية ‪.1‬‬ ‫د‪.‬‬

‫من في حكم الموظف ‪:‬‬


‫لقد ذكر المشرع الجزائري في نهاية المادة ‪ 2‬من األمر‪ 02-06‬المتعلق بالفساد‬
‫األشخاص الذين يعتبرون موظفيين عموميين أو الــذين هم في حكم الموظــف‪ ،‬وفي هــذا‬
‫الص ــدد ذهب ج ــانب من الفق ــه إلى الق ــول أن ــه ‪ << :‬ينطب ــق ه ــذا المفه ــوم الس ــيما على‬
‫المستخدمين العسكريين و المدنيين للدفاع الوطني والضباط العموميين >>‪.2‬‬
‫فأما المستخدمون العسكريون و المــدنيون للــدفاع الوطــني فقــد إســتثنتهم المــادة ‪2‬‬
‫من القــانون األساســي للوظيفــة العموميــة من مجــال تطبيقــه ويحكمهم األمــر رقم ‪02-06‬‬
‫المـ ـ ـ ــؤرخ في ‪ 28‬فـ ـ ـ ــبراير ‪ 2006‬المتضـ ـ ـ ــمن القـ ـ ـ ــانون األساسـ ـ ـ ــي العـ ـ ـ ــام للمسـ ـ ـ ــتخدمين‬
‫العسكريين‪. 3‬‬

‫‪ -‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائري الخاص ‪،‬الجزء الثاني ‪،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬تبون عبد الكريم ‪،‬الحماية الجنائية للمال العام في مجال الصفقات العمومية ‪،‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة‬ ‫‪2‬‬

‫دكتوراه‪،‬جامعة‬
‫أبي بكر بالقايد ‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2018 -2017‬ص‪.129‬‬
‫‪ -3‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع نفسه ‪،‬ص ‪. 226‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫أمــا الضــباط العموميــون فتم إدراجهم ضــمن طائفــة األشــخاص الــذين هم في حكم‬
‫الموظف على أساس أنهم يتولون وظيفتهم بتفويض من السـلطة العموميـة‪ ، 1‬على الـرغم‬
‫من أن تعريف الموظف العمومي كما ورد في الفقرتـيين ‪ 2-1‬من قـانون مكافحـة الفسـاد‬
‫ال يشملهم كما ال ينطبـق عليهم تعريـف الموظـف كمـا ورد في القـانون األساسـي للوظيفـة‬
‫العامــة و مــع ذلــك فــإنهم يحصــلون الحقــوق والرســوم المختلفــة لحســاب الخزينــة العامــة‬
‫األمر الذي يؤهلهم لكي يدرجوا ضمن من في حكم الموظف ‪.2‬‬
‫وتض ـ ــم ه ـ ــذه الطائف ـ ــة ك ـ ــل من الم ـ ــوثقين‪3‬والمحض ـ ــرين القض ـ ــائيين‪ 4‬الم ـ ــترجمين‬
‫الرسميين‪ 5‬وكذا محافظي البيع بالمزايدة ‪.6‬‬
‫ونسـ ـ ــتخلص صـ ـ ــفة المجـ ـ ــني عليـ ـ ــه من نص المـ ـ ــادة ‪ 144‬من قـ ـ ــانون العقوبـ ـ ــات‬
‫الجزائري التي تنص على أنه كل من أهان قاضيا أو موظفا أو قائدا أو ضــابطا عموميــا‬
‫أو أحد رجال القوة العموميــة بــالقول أو اإلشــارة أو التهديــد أو إرســال أو تســليم أي شــيء‬
‫إليهم أو بالكتابة أو بالرسم‬
‫فصفة المجني عليهم هم القاضي ‪،‬الموظف ‪،‬الضابط العمومي ‪،‬القائد أحــد رجــال‬
‫القوة العمومية ‪،‬العضو المحلف ‪ ،‬اإلمام‪.‬‬
‫‪ -‬القاضــي ســواء كــان ينتمي إلى النظــام العــادي أو النظــام اإلداري‪ ،7‬كمــا تنطبــق صــفة‬
‫القاضي على رئيس الجمهورية بإعتباره القاضي األول للبالد‪.‬‬

‫‪ - 1‬تبون عبد الكريم ‪،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.129‬‬


‫‪ - 2‬أحسن بوسقيعة‪،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪، 3‬من القانون رقم ‪، 02-06‬المؤرخ في ‪ ،20/02/2006‬المتضمن مهنة التوثيق‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪،‬العدد‬
‫رقم ‪ ،14‬بتاريخ‪.08/03/2006‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ،4‬من القانون رقم ‪، 03-06‬المؤرخ في ‪، 20/02/2006‬المتضمن تنظيم مهنة‬ ‫‪4‬‬

‫المحضرالقضائي‪،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪،‬العدد رقم ‪ ،14‬بتاريخ‪.08/03/2006‬‬
‫‪ - 5‬المادة ‪ ،4‬من االمر رقم ‪،13-95‬المؤرخ في ‪ ،11/03/1995‬المتضمن تنظيم مهنة المترجم ‪،‬الترجمان‬
‫الرسمي‪،‬الجريدة الرسمية ‪،‬العدد رقم ‪ 17‬بتاريخ ‪.29/03/1995‬‬
‫‪- 6‬المادة ‪ ،4‬من القانون رقم ‪ ،07-16‬المؤرخ في في ‪ ،03/08/2016‬المتضمن تنظيم مهنة محافظ البيع‪،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪،‬العدد ‪، 46‬بتاريخ ‪.03/08/2016‬‬
‫‪-‬أحسن بوسقيعة ‪،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪ ،‬الجزء األول ‪،‬ص‪.225‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫‪ -‬الموظف سبق تعريفه ‪.1‬‬


‫‪-‬الضابط العمومي ويشمل كل من الموثق‪ ،‬المحظر القضائي‪ ،‬محافظ البيع العلني ‪.‬‬
‫‪ -‬القائد المقصود به كل ذي رتبة في الجيش‪.‬‬
‫‪ -‬رج ــل الق ــوة العمومي ــة وه ــو ال ــذي يعم ــل على تنفي ــذ أوام ــر الس ــلطة الت ــابع له ــا كرج ــل‬
‫الشرطة و الدركي ‪.2‬‬
‫‪ -‬العض ــو المحل ــف إذا وقعت الجريم ــة في جلس ــة هيئ ــة قض ــائية مهم ــا ك ــانت درجته ــا‬
‫باإلضافة إلى األشخاص المذكورين قد يكون المجني عليه‪.‬‬
‫‪-‬اإلمام ‪ :‬هو الذي يأتم به الناس و يكون ممن يصح اإلقتداء بهم و ال يقــف عمــل االمــام‬
‫على تقدم الناس في الصالة و إقتدائهم به بل يتعدى إلى هداية الناس و إرشادهم‪.‬‬
‫‪ -‬المح ـ ـ ــامي تعت ـ ـ ــبر الم ـ ـ ــادة ‪ 26‬من الق ـ ـ ــانون رقم ‪ 13/07‬الم ـ ـ ــؤرخ في‪29/10/2013‬‬
‫المتضـ ــمن قـ ــانون المحامـ ــاة اإلهانـ ــة الموجهـ ــة إلى محـ ــام بمثابـ ــة اإلهانـ ــة الموجهـ ــة إلى‬
‫‪3‬‬
‫قاضي‬
‫‪ -‬أو مـ ــواطن مكلـ ــف بأعبـ ــاء خدمـ ــة عموميـ ــة ( المـ ــادة ‪ 440‬ق‪.‬ع‪.‬ج ) كوكيـ ــل التفليسـ ــة‬
‫الخبير القضائي أو المترجم القضائي المحلف ‪.4‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الوسيلة المستعملة‬


‫تقتض ــي جريم ــة اإلهان ــة أن تتم بإح ــدى الوس ــائل الم ــذكورة في الم ــادة ‪ 144‬ق‪.‬ع‪.‬ج‬
‫كاألتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬سبق تعريف الموظف في الصفحات ‪9،10،11‬‬


‫‪ - 2‬نادية سخان ‪ ،‬الحماية الجنائية للشرف و االعتبار ‪ ،‬دراسة مقارنة بين الفقه االسالمي و القانوني الجنائي‬
‫الجزائري‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬تخصص الفقه و االصول ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة ‪ ، 1‬السنة الجامعية ‪2015/2016‬‬
‫ص‪.131‬‬
‫‪- 3‬أنظر القانون رقم ‪ 13/07‬المؤر خ في ‪ 29/10/2013‬المتضمن تنظيم مهنة المحامااة ‪ ،‬العدد ‪.55‬‬
‫‪-4‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪.226‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫الكالم ‪:‬سواء كان شعرا أو نثرا و لو بتقليـد صـوت الحيـوان ‪ 1‬مهمـا كـانت وسـيلة‬ ‫‪.1‬‬
‫التعبير ‪ ،‬و من هذا القبيل اللغو و القول و العياط واالستقباح بالصــفير و تقتضــي‬
‫اإلهانة بالكالم أن يكون الكالم موجها للشخص المستهدف ‪.2‬‬
‫اإلشارة‪ :‬بشرط أن تدل على معنى خاص كوضـع اليـدين فـوق األذنين إشـارة إلى‬ ‫‪.2‬‬
‫أذني الحمار ‪ 3‬أو نزع وثائق من يد حائزها ‪. 4‬‬
‫الكتابة ‪:‬الكتابة بأي لغة باليد أو طباعة على ورق أو قماش أو حائط ‪ 5‬و يشــترط‬ ‫‪.3‬‬
‫فيها أن ال يكون علني و إال تحول الفعل إلى قذف أو سب حسب الحالة ‪.6‬‬
‫التهديد ‪ :‬معناه أن يصدر من الفاعل إشارة مهينة على مرأى الحاضــرين موجهــة‬ ‫‪.4‬‬
‫إلى الموظـ ــف‪ ،‬و يكـ ــون عـ ــادة بـ ــالقول أو بالكتابـ ــة أو باالشـ ــارة فـ ــالقول مضـ ــمونه‬
‫اإلهانــة و التهديــد مضــمونه إنــذار بإلحــاق األذى و هــو في الــوقت ذاتــه إهانــة ألن‬
‫كل تهديد إهانة و لكن ليست كل إهانة تهديد ‪.7‬‬
‫‪8‬‬
‫الرسم‪ :‬و يشترط فيه أن اليكون علنيا و إال تحول إلى قذف على غرار الكتابـة‬ ‫‪.5‬‬
‫و أن يحمل معنى اإلحتقار‪.‬‬
‫إرسـال أو تسـليم شـيء ‪ :‬كمن يرسـل ظرفـا فيـه صـور بذيئـة أو يسـلم غـيره طـردا‬ ‫‪.6‬‬
‫به كفن أو قاذورات ‪.‬‬
‫وفي كــل األحيــان يتعين أن يــذكر في حكم اإلدانــة األفعــال و األلفــاظ و اإلشــارات‬
‫المستعملة و إال كان الحكم مشوبا بالقصور ‪.9‬‬

‫‪-1‬نادية سخان‪،‬االطروحة السابقة ‪،‬ص‪.132‬‬


‫‪-2‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬الجزء األول ‪،‬المرجع نفسه ص‪.226‬‬
‫‪-3‬نادية سخان‪،‬االطروحة نفسها ‪،‬ص‪132‬‬
‫‪-4‬أحسن بوسقيعة ‪،‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪.227‬‬
‫‪-5‬نادية السخان‪،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫‪-6‬أحسن بوسقيعة ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪.127‬‬
‫‪- 7‬العاقل غريب احمد‪ ،‬جرائم االهانة و القذف و السب ‪،‬معلقا عليها باحكام محكمة النقض و المحكمة االدارية العليا‪،‬‬
‫مركز معلومات النيابة االدارية ‪،‬ص‪.4‬‬
‫‪-8‬نادية السخان ‪ ،‬االطروحة السابقة ‪،‬ص ‪.132‬‬
‫‪-9‬أحسن بوسقيعة ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.227‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫و من الج ـ ــدير بال ـ ــذكر أن ع ـ ــددا من التش ـ ــريعات الجنائي ـ ــة ع ـ ــدت البالغ الك ـ ــاذب‬
‫الموجه من قبل أحد األفراد إلى السلطة العامـة إهانـة لهـا ‪،‬و عـاقبت عليهـا بهـذا الوصـف‬
‫إذ نصـ ــت المـ ــادة ‪ 145‬من ق‪.‬ع‪.‬ج على أنـ ــه "تعتـ ــبر إهانـ ــة و يعـ ــاقب عليهـ ــا على هـ ــذا‬
‫اإلعتبــار قيــام أحــد األشــخاص بتبليــغ الســلطات العموميــة بجريمــة يعلم بعــدم وقوعهــا أو‬
‫تقديمـه دليال كاذبـا متعلقـا بجريمـة وهميـة‪ ،‬أو تقريـره أمـام السـلطة القضـائية بأنـه مـرتكب‬
‫جريمة لم يرتكبها أو لم يشترك في إرتكابها "‬
‫و بهــذا المعــنى جــاءت أيضــا المــادة ‪ 264‬من قــانون العقوبــات المغــربي ‪1‬و للعلم‬
‫فإن المـادة ‪ 145‬من ق‪.‬ع‪.‬ج الـتي اعتـبرت البالغ الكـاذب إهانـة قـد أضـافت بـذلك وسـيلة‬
‫‪2‬‬
‫اخرى و هي التبليغ شفويا أو كتابة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن تتم اإلهانة أثناء أداء الواجب أوبسببه‬


‫يتكون هذا العنصر من حـالتين يكفي تحقــق أحـدهما لقيــام الجريمــة و تتمثــل هــاتين‬
‫الحالتين فيما يلي ‪:‬‬

‫ا‪ .‬أن تقع اإلهانة أثناء أداء الواجب ‪:‬‬

‫تقتضي هذه الحالة وقوع الجريمة خالل الوقت الـذي يمـارس فيـه الموظـف العـام‬
‫واجباته الوظيفية ‪ ،‬إذ أن المعيار في ذلك زمني بمعنى أنه يشترط أن تكون ثمــة عالقــة‬
‫زمنية بين الجريمة و أداء واجبات الوظيفة ‪.3‬‬
‫وه ــو م ــا نص ــت علي ــه الم ــادة ‪ 144/1‬من ق‪.‬ع ‪.‬ج بقوله ــا"‪..‬أثن ــاء تأدي ــة وظ ــائفهم‬
‫أو بمناس ــبة تأديته ــا و ذل ــك بقص ــد المس ــاس بش ــرفهم و باعتب ــارهم أو ب ــاإلحترام ال ــواجب‬
‫لسلطتهم‪" ،‬‬

‫‪-1‬صباح مصباح محمود السليمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.133‬‬


‫‪ -2‬نادية السخان ‪ ،‬االطروحة السابقة ‪،‬ص‪.132‬‬
‫‪ -3‬صباح مصباح محمود السليمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.124‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫فــإذا وقعت اإلهانــة في الــوقت الــذي يكــون فيــه الشــخص محــل الحمايــة الجنائيــة يمــارس‬
‫وظيفت ـ ــه تحققت الجريم ـ ــة ‪ ،‬بغض النظ ـ ــر عن ك ـ ــون موض ـ ــوع اإلهان ـ ــة متعلق ـ ــا بأعم ـ ــال‬
‫الوظيفة أو بحياته الخاصة ‪.1‬‬
‫وال يهم إلعتب ــار الموظ ــف الع ــام في أثن ــاء أداء ال ــواجب ارتدائ ــه لل ــزى الرس ــمي‬
‫الخاص لوظيفته أو حمله لإلشارات أو العالمات المميزة لها ‪ ،‬و ال يقصد بالمكان المعــد‬
‫للواجب الدائرة الرسمية أو الحكومي فحسب بل يمتد ليشمل كل مكـان أخـر يقـع خارجهـا‬
‫‪2‬‬
‫متى إستدعت ظروف عمل الموظف العام اإلنتقال إليه‬
‫وال يعد مكانا ألداء الواجب الطريق الذي يسلكه الموظف متجها من منزله إلى‬
‫دائرتـ ــه الرس ــمية أو الحكوميـ ــة ‪ ،‬إذ أنـ ــه يلـ ــزم الوصـ ــول الفعلي لمكـ ــان الوظيفـ ــة كي يعـ ــد‬
‫الموظــف العــام في أثنــاء أداء الــواجب ‪ ،‬وكــذلك قــد يضــطر الموظــف العــام "نتيجــة عملــه‬
‫المتراكم "‬

‫إلى حمل بعض أوراقه و ملفاته النجازها في منزله أو يفضل الذهاب إلى دائرته‬
‫الرسمية في يـوم عطلـة رسـمية إلتمـام ذلـك‪ ،‬فال يعـد في هـذه األحـوال أثنـاء أداء الـواجب‬
‫‪.3‬‬

‫أن تقع اإلهانة بمناسبة تأدية الوظيفة‬ ‫ب‪.‬‬

‫يمكن أن تقع اإلهانة خـارج مكـان الوظيفـة ‪ ،‬لكن اإلعتـداء وقـع بـالنظر إلى الوظيفـة‬
‫التي يشغلها ‪،‬كمن يهين موظفـا و هـو في طريقـه إلى عملـه أو عنـد مغادرتـه مكـان عملـه‬
‫بشرط أن ترتبط اإلهانة بأعمال الوظيفة‪.4‬‬
‫و تصــدق اإلهانــة الموجهــة إلى عــون األمن أو رجــل الــدرك الوطــني الــذي يكــون مرتــديا‬
‫بدلته النظامية حتى خارج اوقات العمل ‪.5‬‬

‫‪ -1‬نادية السخان ‪ ،‬االطروحة السابقة ‪،‬ص‪.133‬‬


‫‪ -‬صباح مصباح محمود السليمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.125‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬صباح مصباح محمود السليمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.125‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ - 4‬نادية السخان ‪ ،‬االطروحة السابقة ‪،‬ص‪.133‬‬


‫‪-‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.228‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫في حالــة وقــوع الجريمــة بســبب أداء الــواجب تتطلب مســبقا لتحققهــا قيــام الموظــف العــام‬
‫بمباشرة عمل من أعماله الوظيفية على نحو ال يرضي الجاني ‪.1‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الركن المعنوي‬


‫تعتبر جريمة اإلهانة من الجرائم العمدية الــتي تقتضــي لقيامهــا تــوافر القصــد العــام‬
‫و القصد الخاص‪.‬‬
‫القصد العام ‪:‬‬
‫حيث يتحقق القصد العام بعلم الجاني بطبيعة الوقائع المشـينة و بصـفة المجـني عليـه مـع‬
‫إتجاه إرادته إلى إسنادها له ‪.2‬‬
‫و لقد ذهب جانب من الفقه الجنائي إلى القـول بـأن جريمـة اإلهانـة هي من جـرائم‬
‫القصد العام ال القصد الخاص‪ ،‬إذ يكفي لقيامها علم الجاني بأن السلوك الصادر عنــه فيــه‬
‫إسـ ــاءة لشـ ــرف أو إعتبـ ــار الشـ ــخص الموجـ ــه لـ ــه و أن هـ ــذا الشـ ــخص هـ ــو موظـ ــف عـ ــام‬
‫أو من بحكمه وقد تعـرض لسـلوكه االجـرامي في أثنـاء تأديـة واجبـه الـوظيفي أو بسـببه‬
‫مع إتجاه إرادته إلى تحقيق كل ذلك رغم علمه السابق ‪.3‬‬
‫و تبعا لذلك فال تقوم اإلهانة إذا كان الجاني يجهل صفة الضحية ‪.4‬‬
‫القص ــد الخ ــاص ‪ :‬يتض ــح من خالل ق ــراءة عب ــارة نص الم ــادة ‪ 144/1‬من ق‪.‬ع‪.‬ج "‪...‬‬
‫بقصــد المســاس بشــرفهم أو بإعتبــارهم أو بــاالحترام الــواجب لســلطتهم "‪،‬أن المشــرع عــد‬
‫جريمـ ــة اإلهانـ ــة من ج ــرائم القصـ ــد الخ ــاص‪ ،‬ويتحقـ ــق القصـ ــد الخ ــاص إذا تـ ــوافرت نيـ ــة‬
‫المساس بشرف المجني عليه أو إعتباره أو التقليل من الواجب المهني للمجني ‪.5‬‬

‫‪ -1‬صباح مصباح محمود السليمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.127‬‬


‫‪ -‬نادية السخان ‪ ،‬االطروحة السابقة ‪،‬ص‪.133‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬صباح مصباح محمود السليمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.149‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬الجزء األول ص‪.228‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ - 5‬نادية السخان ‪ ،‬االطروحة السابقة ‪،‬ص‪.133‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫و يقصد بعبارة الشرف ‪ :‬أن شرف االنسان ال يعني قيمتــه في نظــر غــيره و انمــا‬
‫يعني قيمته في تصوره هو كشخص مرتاح الضمير ‪ ،‬من ثم فالفعل الماس بالشــرف هــو‬
‫الفعل الذي يمس قيمة االنسان عند نفسه و هو الفعل المخالف للنزاهة و اإلخالص ‪.1‬‬
‫أو هو ‪":‬إحساس يهب لنا التقدير ألنفسنا من خالل الشعور بأداء الواجب "‪.2‬‬
‫و أمــا إعتبــار االنســان فيخص الصــورة الــتي يريــد أن يكــون عليهــا في نظــر غــيره‬
‫و من ثم فالفع ـ ــل الم ـ ــاس باإلعتب ـ ــار ه ـ ــو الفع ـ ــل ال ـ ــذي يحـ ــط من كرام ـ ــة االنسـ ــان أو من‬
‫شخصيته عند الغــير و من هــذا القبيــل اإلدعــاء أن المحـامي أهمــل الــدفاع عن موكلــه في‬
‫جناية ألنه ندب للدفاع عنه في إطار المساعدة القضائية ‪ ،‬أو أن طبيبا أهمــل في معالجــة‬
‫مريض ألنه لم يدفع له أجرا يرضيه ‪. 3‬‬
‫و أم ــا كلم ــة اإلح ــترام فهي مرادف ــة لإلعتب ــار بوص ــفها تنط ــوي على ق ــدر م ــا يكن ــه‬
‫المجتمــع من قيمــة للشــخص والكرامــة و علــو النســب مــع حميــد الصــفات تــرادف الشــرف‬
‫النهـ ــا تـ ــدل على مـ ــا مـ ــدى مـ ــا يصـ ــر االنسـ ــان على اإلحتفـ ــاظ بـ ــه من أخالق و قيم في‬
‫مجتمعه ‪.4‬‬
‫و اإلحترام الواجب يتعلق بما تكتسي الوظائف العمومية من هيبة تستوجب اإلحترام‬

‫‪ -‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.199‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬نادية السخان ‪ ،‬االطروحة السابقة ‪،‬ص‪.17‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪199‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬نادية السخان ‪ ،‬األطروحة السابقة ‪،‬ص‪.26‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫المبحث الثالث ‪:‬عقوبة جريمة اإلهانة‬

‫إختلفت عقوب ــة جريم ــة اإلهان ــة ض ــد الموظ ــف الع ــام أثن ــاء تأدي ــة واجب ــه ال ــوظيفي‬
‫أو بسـ ــببه ب ـ ــإختالف التشـ ــريعات الجنائي ـ ــة فمنه ـ ــا من فرض ـ ــت عقوب ـ ــة الحبس فق ـ ــط على‬
‫مـرتكب الجريمـة كالقـانون السـوري و اللبنـاني و الليـبي ‪1،‬ومنهـا لم تكتـف بعقوبـة الحبس‬
‫لـ ــذا أضـ ــافت إليهـ ــا عقوبـ ــة الغرامـ ــة أيضـ ــا كقـ ــانون العقوبـ ــات الجزائـ ــري و المغـ ــربي و‬
‫مـ ــا قـ ــررت عقوبـ ــة الحبس أو الغرامـ ــة كمصـ ــر‪ 2 ،‬وهنـ ــاك من‬ ‫التونسـ ــي‪ ،‬ومنهـ ــا‬
‫التشــريعات الجنائيــة مــا فرضــت على جريمــة اإلهانــة عقوبــة الحبس أو الغرامــة او بهمــا‬
‫مع ـ ــا أي انه ـ ــا أجـ ــازت للقض ـ ــاء الجم ـ ــع بينهم ـ ــا كق ـ ــانون العقوب ـ ــات السـ ــوداني و االردني‬
‫والقطري ‪.3‬‬
‫أما بالنسبة لعقوبة جريمة اإلهانة في قانون العقوبات الجزائــري فسنوضــحها في المطلب‬
‫األول ثم في المطلب الثاني سنتطرق للشكوى في جريمة اإلهانة‪.‬‬
‫المطلب األول العقوبة األصلية و التكميلية‬
‫أوال ‪ :‬العقوبة األصلية‬
‫ح ــدد المش ــرع عقوب ــة جريم ــة إهان ــة الموظ ــف ب ــالحبس من س ــتة(‪ )06‬أش ــهر إلى ثالث (‬
‫‪)03‬س ـ ــنوات وغرام ـ ــة مالي ـ ــة من ‪ 100.000‬دج الى ‪ 500.000‬دج أو بإح ـ ــدى ه ـ ــاتين‬
‫العقوبــتين فقــط ولقــد تضــمن القــانون حكم ممــيز هــو تشــديد عقوبــة اإلهانــة الموجهــة إلى‬
‫قاض ـ ــي أو محل ـ ــف في جلس ـ ــة برف ـ ــع الح ـ ــد األقص ـ ــى لعقوب ـ ــة الحبس إلى ثالث س ـ ــنوات‬
‫و الغرامة من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج(المادة ‪)144/2‬‬
‫و نصـ ــت الفقـ ــرة ‪ 3‬من نفس المـ ــادة على أنـ ــه ‪ :‬تطبـ ــق نفس العقوبـ ــة إذا كـ ــانت اإلهانـ ــة‬
‫موجهة إلى إمام ووقعت في المسجد بمناسبة تأدية العبادات‬
‫وتطبق على إهانة محامي نفس العقوبات المقررة إلهانة قاضي (المادة ‪ 26‬من القــانون‬
‫رقم ‪ 07-13‬المؤرخ في ‪ 29/10/2013‬المتضمن قانون المحاماة )‪.‬‬

‫‪ - 1‬صباح مصباح محمود السليمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.153‬‬


‫‪ -‬ابراهيم بن محمد المفيز‪ ،‬الرسالة السابقة‪ ،‬ص‪.117‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬صباح مصباح محمود السليمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.154‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫ثانيا ‪:‬العقوبة التكميلية‬


‫فيم ــا يخص العقوب ــة التكميلي ــة لجريم ــة إهان ــة الموظ ــف ف ــإن الق ــانون أج ــاز لجه ــة‬
‫الحكم االمر بنشر الحكم وتعليقه بالشروط الــتي تحــددها ‪,‬ويكــون ذلــك على نفقــة المحكــوم‬
‫عليــه على أن ال تتجــاوز هــذه المصــاريف الحــد االقصــى للغرامــة المقــررة جــزاء الجنحــة‬
‫وذلك بناء على نص المادة (‪ )144/4‬من قانون العقوبات الجزائري‬
‫وتجدر االشارة إلى أن اإلستفزاز على جريمة اإلهانة ال يسقط عقوبتها ‪ ,‬فإذا‬
‫إستفز الموظف الشخص فرد عليه األخير باإلهانة فإن العقوبة ال تسقط عنه‪ 1‬إال إذا‬
‫كان مصدر اإلستفزاز هو خروج الموظف العام عن حدود مهامه الوظيفية بشكل‬
‫‪2‬‬
‫صارخ ووقوع اإلهانة جراء ذلك فتعد كأنها موجهة إلى شخص عادي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الشكوى في جريمة اإلهانة ‪.‬‬

‫لم يتطرق المشـرع الجزائــري إلى هــذه المسـالة على إعتبــار أن المسـاس بالشـرف‬
‫و اإلعتبـ ــار مسـ ــالة ذاتيـ ــة ‪ ،‬لـ ــذلك فتحريـ ــر الـ ــدعوى العموميـ ــة يكـ ــون بنـ ــاء على شـ ــكوى‬
‫المضرور‪ ،‬وهذا ما هو معمـول بـه في التشـريعات الجنائيـة االخـرى كالتشـريع المصـري‬
‫و الفرنسـ ــي و األردني ‪ ،‬فـ ــإذا لم تقـ ــدم الشـ ــكوى من طـ ــرف الشـ ــخص المضـ ــرور و هـ ــو‬
‫الموظف ال تحرك الدعوى العمومي‪.‬‬
‫و تعتبر الشكوى شرطا لتحريك الدعوى العمومية بالنسبة لألشخاص المنصــوص‬
‫عليهم بمـ ــوجب المـ ــادتين (‪ )144،440‬من قـ ــانون العقوبـ ــات الجزائـ ــري و هم‪ :‬القاضـ ــي‬
‫الموظف الضابط العمومي ‪ ،‬القائد و رجل القــوة العموميــة ‪ ،‬العضــو المحلــف ‪ ،‬المكلــف‬
‫بخدمة عمومية ‪.‬‬

‫أمـ ــا النيابـ ــة العامـ ــة فأنهـ ــا تباشـ ــر الـ ــدعوى العموميـ ــة تلقائيـ ــا بالنسـ ــبة لألشـ ــخاص‬
‫المحمي ـ ــون بم ـ ــوجب الم ـ ــواد (‪ 144‬مك ـ ــرر‪144 ،‬مك ـ ــرر‪ )2،146‬من ق ـ ــانون العقوب ـ ــات‬

‫‪ -‬نادية السخان ‪ ،‬االطروحة السابقة ‪،‬ص‪.134‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬صباح مصباح محمود السليمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪155‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫الجزائ ـ ــري و هم ‪ :‬رئيس الجمهوري ـ ــة ‪،‬البرلم ـ ــان بغرفتي ـ ــه ‪،‬الجيش الوط ـ ــني الش ـ ــعبي ‪،‬‬
‫المحــاكم و المجــالس القضــائية ‪ ،‬الهيئــات العموميــة ‪ ،‬الرســول (صــلى اهلل عليــه وســلم) و‬
‫بقية االنبياء عليهم السالم ‪ ،‬المكلف بأعباء خدمة عمومية ‪.1‬‬
‫أم ــا فيم ــا يخص مس ــألة التق ــادم في جريم ــة االهان ــة س ــنربطها بجريم ــة الق ــذف ألن‬
‫المادة ‪ 144‬مكرر تنص على ان ‪ ":‬العبارات التي تتضمن إهانة أو سبا أو قذفا"‪.‬‬
‫ألن هذه الجـرائم من جـرائم االعتبــار و لم ينص المشـرع الجزائــري في قـانون العقوبــات‬
‫الجزائري على مهلة خاصة بتقادم الدعوى العمومية‪ ،‬لهذا تسري مدة تقادم الجنح بصــفة‬
‫عام ـ ــة و هي ثالث س ـ ــنوات من ت ـ ــاريخ ارتكابه ـ ــا‪ ،‬بينم ـ ــا التريع ـ ــات المقارن ـ ــة كالتش ـ ــريع‬
‫المصري الذي أخذ بثالث أشـهر في هـذه الجـرائم لمـا لهـا من خصوصـية و كـذا التشـريع‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫و لم يتضمن قانون العقوبات الجزائري قواعد خاصة لجريمة االهانة مما يجعلها‬
‫تطب ــق عليه ــا القواع ــد العام ــة لالختص ــاص المحلي ال ــذي نص علي ــه ق ــانون االج ــراءات‬
‫الجزائية في المادة ‪.2 329‬‬
‫و لقـ ــد نصـ ــت المـ ــادة ‪ 30‬من القـ ــانون األساسـ ــي العـ ــام للوظيفـ ــة العموميـ ــة ‪ 3‬على‬
‫حمايـ ــة الموظـ ــف العـ ــام من أي شـ ــكل من أشـ ــكال اإلهانـ ــة و اإلعتـ ــداء عليـ ــه أثنـ ــاء أدائـ ــه‬
‫أو بمناســبة تأديتهــا‪ ،‬بقولهــا أنــه "يجب على الدولــة حمايــة الموظــف‬ ‫لوظيفتــه‬
‫ممــا قــد يتعــرض لــه من تهديــد أو إهانــة أو شــتم أو قــذف أو إعتــداء من أي طبيعــة كــانت‬
‫أو بمناســبتها ‪ ،‬و يجب عليهــا ضــمان تعــويض لفائدتــه عن‬ ‫أثنــاء ممارســة وظيفتــه‬
‫الضرر الذي قد يلحق به‪.‬‬
‫و تحل الدولة في هذه الظروف محل الموظف للحصول على التعويض من مرتكب تلــك‬
‫االفعال ‪.‬‬
‫كما تملك الدولة ‪ ،‬لنفس الغرض حق القيام برفع دعوى مباشرة أمام القضاء عن‬
‫طريق التأسيس كطرف مدني أمام الجهة القضائية المختصة ‪.‬‬

‫‪- 1‬نادية السخان‪،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪124‬و ‪133‬‬


‫‪ -‬أنظر االمر ‪ 155 -66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬المتضمن قانون االجراءات الجزائية المعدل و المتمم‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬أنظر األمر رقم ‪ 03-06‬المؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ 2006‬يتضمن القانون االساسي للوظيفة العامة‬ ‫‪3‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول ‪:‬جريمة إهانة الموظف‬

‫خالصة الفصل‬

‫لقـ ــد تطرقنـ ــا في دراسـ ــة الفصـ ــل األول إلى التعريـ ــف بجريمـ ــة اإلهانـ ــة وأركانهـ ــا‬
‫الثالثــة بمــا فيهــا الــركن الشــرعي بنص المــادة ‪ 144‬من قــانون العقوبــات الجزائــري ‪ ،‬و‬
‫الوسائل المستعملة لقيام جريمـة اإلهانـة أو السـلوك االجـرامي الـذي يقـوم بـه الجـاني ضـد‬
‫ثم العقوبات الصادرة ضد مرتكيبيها ‪،‬وهي الجريمة التي تطــال الموظــف‬ ‫الموظف‬
‫أثن ــاء تأدي ــة وظيفت ــه أوبس ــببها بإعتب ــاره عنص ــر مهم في المجتم ــع وتجب حمايت ــه من ك ــل‬
‫في كرامتــه والمســاس بشــرفه وبــاإلحترام الــواجب لــه ولوظيفتــه‪ ،‬و‬ ‫إهانــة تســتهدفه‬
‫حتى يتسنى له تقديم عمله على أكمل وجه‬
‫ونظــرا لألهميــة البالغــة الــتي أوالهــا المشــرع لــه فقــد شــرع عقوبــات رادعــة لكــل‬
‫من حــاول النيــل من الموظــف باعتبــار أن كــل مســاس بــه يعــد مســاس بالدولــة الــتي تقــوم‬
‫مقامــه وتحــل محلــه في حالــة تعرضــه لهــذه الجريمــة بمباشــرة رفــع الــدعوى و الحصــول‬
‫على التع ـ ــويض من الج ـ ــاني ‪ ،‬و غايته ـ ــا في ذل ـ ــك ه ـ ــو حماي ـ ــة الموظ ـ ــف و رد اعتب ـ ــاره‬
‫والمحافظة على هيبة الوظيفة التي تمس هيبتها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفــــصل الثـــــــــــاني‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬


‫إن الموظ ــف الع ــام ه ــو ممث ــل الس ــلطة العام ــة للدول ــة و يعم ــل لحس ــابها و بإس ــمها‬
‫و هـ ــو معـ ــرض لإلعتـ ــداء عنـ ــد ممارسـ ــته لواجباتـ ــه الوظيفيـ ــة و ال سـ ــيما و أن عـ ــددا من‬
‫األفـ ــراد تتعـ ــارض مصـ ــالحهم مـ ــع هـ ــذه الواجبـ ــات‪ ،‬ممـ ــايؤدي إلى قيـ ــام هـ ــؤالء االفـ ــراد‬
‫باإلعت ــداء على الموظ ــف الع ــام أثن ــاء تأدي ــة عمل ــه أو بس ــببه ‪ ،‬ل ــذلك أحاطت ــه التش ــريعات‬
‫الجنائية بحماية إضافية في مجال التجريم و العقاب‬
‫و سنتعرض في دراستنا لهذا الفصــل على التعريــف بجريمــة التعــدي في المبحث‬
‫األول ثم أركــان جريمــة التعــدي على الموظــف في المبحث الثــاني ثم العقوبــات المقــررة‬
‫لهذه الجريمة في المبحث الثالث ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬

‫المبحث األول ‪ :‬التعريف بجريمة التعدي على الموظف‬


‫قب ـ ــل أن نتع ـ ــرض ألرك ـ ــان جريم ـ ــة التع ـ ــدي على الموظ ـ ــف يجب أن نع ـ ــرف مفه ـ ــوم‬
‫مصـ ـ ــطلحي العنـ ـ ــف و القـ ـ ــوة الـ ـ ــوارد ذكرهمـ ـ ــا في المـ ـ ــادة ‪ 148‬من قـ ـ ــانون العقوبـ ـ ــات‬
‫في المطلب األول أما المطلب الثاني فنتناول حكم االعتداء على‬ ‫الجزائري‪ ،‬و هذا‬
‫الموظف ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬التعريف بمصطلحي القوة و العنف‬


‫أوال ‪ :‬تعريف القوة‪:‬‬
‫الق ــوة في اللغ ــة نقيض الض ــعف و الجم ــع ق ــوى و ق ــوى و رج ــل ش ــديد الق ــوى اي‬
‫شديد البنية الجسدية قـال سـبحانه و تعـالى ‪َ( :‬ع َّلَم ُه َش ِد يُد اْلُق َو ى) ‪ 1‬قيـل هـو جبريـل عليـه‬
‫السالم نزل بالوحي وهو شديد القوة الظاهرة والباطنة‪.‬‬
‫و كذلك تأتي بمعنى الخصلة الواحدة بقوى الحبل ‪.2‬‬
‫و حين نتتبــع آيــات القــرآن الكــريم الــتي وردت فيهــا كلمــة القــوة نجــد أنهــا متعــددة المعــاني‬
‫و منهــا القــوة بمعــنى البطش و الشــدة في قولــه تعــالى ‪َ( :‬فَأَّم ا َع اٌد َفاْس َتْك َبُر وا ِفي اَأْلْر ِض‬
‫ِبَغْي ِر اْلَح ِّق َو َق اُلوا َم ْن َأَش ُّد ِم َّن ا ُق َّو ًةۖ َأَو َلْم َي َر ْو ا َأَّن الَّل َه اَّل ِذ ي َخ َلَقُهْم ُه َو َأَش ُّد ِم ْن ُهْم ُق َّو ًةۖ ‬
‫َو َك اُنوا ِبآَياِتَنا َيْج َح ُد وَن )‪.3‬‬
‫تعريف القوة إصطالحا‪:‬‬
‫يعرف علم االجتماع القوة ‪"4‬بالقدرة على إحداث أمر معين " ‪.‬‬
‫و في رأي كارل فريديريك فإن أفضل تعريف للقوة هي القدرة على إنشاء عالقة تبعيــة‬
‫فعن ــد الق ــول أن لإلنس ــان م ــا ق ــوة سياس ــية تف ــوق ق ــوى اآلخ ــرين فه ــذا يع ــني أن اآلخ ــرين‬

‫‪ -‬األية ‪ 5‬من سورة النجم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬ابراهيم محمد النفيز‪ ،‬المذكرة السابقة ‪ ،‬ص‪.83‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬األية ‪ 15‬من سورة فصلت ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬علي زياد العلي‪ ،‬المرتكزات النظرية في السياسة الدولية ‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع ‪ ،2017،‬ص‪.138‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫يتبعون نظام و القوة ليست مجرد التسلط و لكنها تتضــمن أيضــا القــدرة على اإلســتمالة و‬
‫النفوذ لدى األخرين ‪. 1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعريف العنف‬


‫العنـ ــف في اللغـ ــة ‪ :‬الخـ ــرق بـ ــاألمر و قلـ ــة الرفـ ــق بـ ــه و هـ ــو ضـ ــد الرفـ ــق عنـ ــف بـ ــه و‬
‫عليه‪،‬يعنف عنفا ‪ ،‬وعنافة ‪ ،‬و أعنفه ‪ ،‬وعنفه تعنيفا ‪ ،‬و هو عنيف إذا لم يكن عنيفا في‬
‫و إعتنــف األمــر أخــذه بعنــف‪ 2‬و هــو الشــدة و المشــقة ‪ ،‬و كــل مــا في‬ ‫أمــره‬
‫الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله ‪. 3‬‬
‫العنف إصطالحا ‪ :‬هـو اإليـذاء باليـد أو باللسـان ‪ ،‬بالفعـل أو بالكلمـة و يعـرف سـاندا بـول‬
‫روكين ــغ ‪":‬العن ــف اإلس ــتخدام غ ــير الش ــرعي للق ــوة أو التهدي ــد بإس ــتخدامها إللح ــاق األذى‬
‫و الضرر باآلخرين ‪.4‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬حكم اإلعتداء على الموظف‬

‫إن الجرائم و اإلعتداءات هي من األمور غير المشروعة في القــانون و قــد حــددت‬


‫العقوبات لمرتكبي الجرائم ضد الموظفين العموميين في النصوص القانونية ‪.‬‬
‫و ذلــك الن اإلعتــداء على الموظــف العــام قــد يصــدر بقصــد حمــل الموظــف على اإلخالل‬
‫‪5‬‬
‫بواجبه ‪ ،‬من هنا كان البد من تغليظ العقوبة إلسباغ الحماية الالزمة له ألداء واجبه‬
‫و يكتســب موضــوع الحمايــة الجنائيــة للموظــف أهميتــه الخاصــة من إتصــاله بــأهم شــريحة‬
‫من ش ــرائح المجتم ــع أال و هي الم ــوظفين الع ــاميين ال ــذين يع ــبرون عن إرادة الدول ــة من‬

‫‪ -1‬علي زياد العلي ‪،‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪.138‬‬


‫‪ - 2‬كمال بوطورة ‪ ،‬مظاهر العنف المدرسي‪ ،‬و تداعيته في المدارس الثانوية و الجزائيرة ‪ ،‬اطروحة دكتوراه ‪،‬في‬
‫علم االجتماع ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪،‬بسكرة ‪،‬السنة الجامعية ‪ ، 2016/2017‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -‬ابراهيم محمد النفيز ‪ ،‬المذكرة السابقة ‪،‬ص‪.83‬‬ ‫‪3‬‬

‫كمال بوطورة ‪ ،‬األطروحة السابقة‪،‬ص‪.19‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬ابراهيم محمد النفيز ‪ ،‬المذكرة السابقة ‪،‬ص‪.99‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫خالل ممارسـ ــة وظائفهـ ــا و تنفيـ ــذ برامجهـ ــا و ترجمـ ــة سياسـ ــتها إلى الواقـ ــع العملي ‪ ،‬فهم‬
‫عقلها المفكر و ساعدها المنفذ في كل ما تنوي القيام به خدمة للمصلحة العامة‪.1‬‬
‫فــالقوانين الوضــعية تجــرم االعتــداء على الموظــف العــام و قــد وضــعت النصــوص‬
‫القانوني ــة والم ــواد في ق ــانون العقوب ــات‪ ،‬ال ــتي تنص على حماي ــة الموظ ــف الع ــام ‪ ،‬فعلى‬
‫س ــبيل المث ــال ال الحص ــر م ــا نص علي ــه المش ــرع الجزائ ــري في الم ــادة ‪ 148‬من ق ــانون‬
‫العقوبات الجزائري بقولها ‪ ":‬يعاقب بالحبس من سنتين الى خمس سـنوات و بغرامـة من‬
‫‪ 200‬الــف دج إلى ‪ 500‬ألــف دج كــل من يتعــدى بــالعنف أو القــوة على أحــد القضــاة أو‬
‫أو رج ــال الق ــوة العمومي ــة أو الض ــباط العموم ــيين في مباش ــرة‬ ‫أح ــد الم ــوظفين‬
‫أعمال وظائفهم أو بمناسبة مباشرتها‪. 2 ".‬‬
‫ك ــذلك م ــا فعل ــه الق ــانون المص ــري في الم ــادة ‪ 136‬من ق ــانون العقوب ــات وال ــتي‬
‫تنص على أنه‪ ":‬كل من اعتـدى على أحـد الموظفـيين العمومـيين أو رجـال الضـبط أو أي‬
‫انس ــان مكل ــف بخدم ــة عمومي ــة أو قاوم ــه ب ــالقوة او العن ــف اثن ــاء نأدي ــة وظيفت ــه أو بس ــبب‬
‫تأديتهــا يعــاقب بــالحبس مــدة ال تزيــد على ســتة شــهور أو بغرامــة ال تتجــاوز مــائتي جنيــه‬
‫مصري"‪. 3‬‬
‫كم ــا أن الق ــانون يج ــرم العدي ــد من االفع ــال ال ــتي تق ــع على الموظ ــف أثن ــاء تأدي ــة‬
‫واجباتــه الوظيفيــة أو بســببها و فــرض على ذلــك عقوبــات شــديدة بســبب مــا يــترتب على‬
‫وقوعها من أضرار تمس شخص الموظف العام و وظيفته في آن واحد ‪.‬‬
‫وق ــد ب ــرزت مكان ــة ه ــذه الش ــريحة تبع ــا لتع ــاظم دور الدول ــة وتوس ــع نش ــاطها في‬
‫مختلف ميادين الحياة ‪ ،‬مما زاد من االعتمـاد على المـوظفين في تصـريف شـؤون الدولـة‬
‫المتشعبة مما زاد من اهتمام الدولة بهم الى درجة احـاطتهم بحمايـة جنائيـة أكـثر من تلـك‬
‫المقررة لبقية أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬صباح مصباح محمود السليمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ ،148‬من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬


‫‪-‬ابراهيم بن محمد المفيز ‪ ،‬المذكرة السابقة ‪ ،‬ص ‪99‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫و ممــا ســبق يتضــح أن الموظــف العــام يتمتــع في ظــل قــانون العقوبــات الجزائــري‬
‫بحمايـ ــة واسـ ــعة و أن حكم االعتـ ــداء عليـ ــه و إرتكـ ــاب الجـ ــرائم بحقـ ــه هـ ــو أمـ ــر مجـ ــرم‬
‫في القانون‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أركان جريمة اإلعتداء على الموظف‬

‫يحمي القـ ـ ــانون حـ ـ ــق اإلنسـ ـ ــان في الحيـ ـ ــاة و حقـ ـ ــه في سـ ـ ــالمة جسـ ـ ــمه حـ ـ ــتى يتمكن‬
‫من التمتع بالحياة وهو سـليما معـافى وحمايـة الحـق في سـالمة الجسـم تقتضـي تجـريم كـل‬
‫صور اإلعتداء على السالمة البدنية ‪. 1‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن بعض القــوانين الجنائيــة لم تنص على صــورة المقاومــة بــل اكتفت‬
‫بــالنص على صــورة االعتــداء فقــط ‪،‬مثــل قــانون العقوبــات الجزائــري و قــانون العقوبــات‬
‫المغربي في حين نصت غالبية القوانين الجنائية على صورتي االعتداء و المقاومة معا‬
‫و تتمثل المقاومة بكل سلوك إجرامي يقع على الموظــف العــام و لكنــه يأخـذ شـكال دفاعيــا‬
‫ال هجوميــا كاالعتــداء ‪،‬فالمقاومــة مــاهي اال رد فعــل يصــدر عن الجــاني تجــاه مــا يقــوم بــه‬
‫الموظــف العــام من واجب وظيفي ‪ ،‬فال يمكن حــدوثها مــا لم يســبقها أداء واجب من قبــل‬
‫الموظف‪.2‬‬
‫و ستقتص ــر دراس ــتنا في ه ــذا المبحث على جريم ــة التع ــدي الواقع ــة على الموظ ــف‬
‫العـام وينقسـم المبحث إلى ثالثـة مطـالب نتنـاول فيهـا أركـان جريمـة اإلعتـداء بـدء بـالركن‬
‫الشرعي و المادي ثم المعنوي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الركن الشرعي‬

‫تأثر المشرع الجزائري فيمــا يخص أعمــال العنــف بقــانون العقوبــات الفرنســي قبــل‬
‫تعديلــه حيث كــان يعتمــد التقســيم الربــاعي لجــرائم العنــف والــتي تشــتمل‪ :‬الضــرب الجــرح‬
‫أعمــال العنــف و التعــدي وهــو التقســيم الــذي يعتمــده المشــرع الجزائــري في حين إســتغنى‬
‫المشــرع الفرنســي عنــه و إســتبدله بمصــطلح أعمــال العنــف إثــر صــدور قــانون العقوبــات‬

‫‪ - 1‬حسين فريجة‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري ‪،‬جرائم االشخاص ‪،‬جرائم االموال ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعبة‬
‫الطبعة الثالثة ‪ ،‬ص‪.137‬‬
‫‪ -‬ابرهيم بن محمد المفيز‪ ،‬المذكرة السابقة ‪ ،‬ص ‪91‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫الفرنسـي سـنة ‪.11992‬و المشـرع الجزائــري أكــد هــذا التقسـيم في المــادة ‪ 148‬من قـانون‬
‫العقوب ـ ــات الجزائ ـ ــري حيث نص على أن ـ ــه‪" :‬يع ـ ــاقب ب ـ ــالحبس من س ـ ــنتين(‪ )2‬إلى خمس‬
‫سنوات (‪ )5‬و بغرامة من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج كــل من يتعــدى بــالعنف و‬
‫أو أحـ ــد المـ ــوظفين أو رجـ ــال القـ ــوة العموميـ ــة أو الضـ ــباط‬ ‫القـ ــوة على أحـ ــد القضـ ــاة‬
‫العموميين في مباشرة أعمال وظائفهم أو بمناسبة مباشرتها ‪.‬‬
‫وإ ذا تــرتب عن العنــف إســالة دمــاء أو جــرح أو مــرض أو وقــع عن ســبق إصــرار‬
‫أو ترصــد ســواء ضــد أحــد القضــاة أو األعضــاء المحلفين في جلســات محكمــة أو مجلس‬
‫قضـ ــائي‪ ،‬أو على إمـ ــام في المسـ ــجد بمناسـ ــبة تأديـ ــة العبـ ــادات ‪ ،‬تكـ ــون العقوبـ ــة السـ ــجن‬
‫المـ ــؤقت من خمس (‪ )5‬سـ ــنوات إلى عشـ ــر(‪ )10‬سـ ــنوات و الغرامـ ــة من ‪500.000‬دج‬
‫إلى ‪1.000.000‬دج ‪.‬‬
‫وإ ذا تــرتب عن العنــف تشــويه أو بــتر أحــد األعضــاء أو عجــز عن إســتعماله أو فقــد‬
‫النظر أو فقد أبصار إحدى العينين أو أيـة عاهـة مسـتديمة فتكـون العقوبـة السـجن المـؤقت‬
‫من عشر سنوات (‪ )10‬إلى عشرين (‪ )20‬سنة ‪.‬‬
‫وإ ذا أدى العنـف إلى المـوت دون أن يكـون الفاعـل قصـد إحـداثها فتكـون العقوبـة السـجن‬
‫المؤبد‪.‬‬
‫وإ ذا أدى العنف إلى الموت وكان قصد الفاعل هو إحداثه فتكون العقوبة اإلعدام ‪.‬‬
‫ويجوز حرمان الجاني المحكوم عليه بالحبس من مباشرة الحقوق الــواردة في المــادة ‪14‬‬
‫من هــذا القــانون لمــدة ســنة على األقــل و خمس ســنوات على األكــثر تبــدأ من اليــوم الــذي‬
‫تنفذ فيه العقوبة ‪ ،‬و الحكم عليه بالمنع من اإلقامة من سنتين إلى خمس سنوات"‪.2‬‬
‫ويتــبين من خالل هــذه المــادة أن المشــرع يعــاقب على التعــدي على الموظــف العــام بــالقوة‬
‫أو العنف أثناء تأدية وظيفته أو بسببها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحسين بوسقيعة‪،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص ‪،‬الجزء االول ‪ ،‬دار هومة ‪،‬الطبعة العشرون‪ ، 2018،‬ص ‪-‬‬
‫‪50‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬أنظر قانون العقوبات الجزائري المعدل بالقانون رقم ‪ 06-20‬المؤرخ في ‪ 28‬أفريل ‪- 2020‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫ويجب أن يت ـ ــوفر في المج ـ ــني علي ـ ــه ص ـ ــفة الموظ ـ ــف الع ـ ــام في ه ـ ــذه الجريم ـ ــة و‬
‫الموظف العام كما سبق القول بأنه كـل شـخص يعهـد إليـه قانونـا بـأداء عمـل بصـفة دائمـة‬
‫في خدمة مرفق عام تديره الدولة أو أحد األشخاص المعنوية بطريقة اإلستغالل المباشر‬

‫أمــا المشــرع الفرنســي نص على أنــه كــل من تعــدى على موظــف عــام أثنــاء تأديــة‬
‫وظيفت ــه أو بس ــببها و نتج عن التع ــدي نزي ــف أو ج ــرح يع ــاقب ب ــالحبس م ــدة ال تق ــل عن‬
‫خمس س ــنوات وال تزيـ ــد عن عش ــر س ــنوات ‪ ،‬أمـ ــا إذا أدى التعـ ــدي إلى مـ ــوت الموظـ ــف‬
‫فيع ــاقب باألش ــغال الش ــاقة المؤب ــدة ‪ 1‬و المش ــرع يس ــتهدف من وراء تج ــريم األفع ــال ال ــتي‬
‫تشـكل إعتــداء على الموظــف العــام حمايــة الوظيفــة العامــة من شـر ذلــك االعتــداء ‪.‬كمــا أن‬
‫التجريم يأتي حفاظا على كرامة الموظف العام و هيبته‪.2‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الركن المادي‬

‫ال ــركن الم ــادي لجريم ــة التع ــدي على الموظ ــف الع ــام المنص ــوص عليه ــا في الم ــادة‬
‫‪ 148‬من قـانون العقوبــات يتمثــل أمــا في الضــرب أو الجـرح و أمــا في عمــل من أعمــال‬
‫أو االعتــداء‪، 3‬و هي األفعــال المنصــوص و المعــاقب عليهــا في المــواد ‪264‬‬ ‫العنــف‬
‫و في المادتين ‪ 442‬و ‪ 442‬مكرر من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬ ‫الى ‪276‬‬
‫والركن المادي يقوم على ثالثة عناصــر هي ‪ :‬فعــل اإلعتــداء أو الســلوك اإلجــرامي‬
‫للجاني ثم النتيجة التي أحدثها فعل اإلعتداء ثم العالقة السببية بين فعل الجــاني و النتيجــة‬
‫المحققة‪،‬و كذا وقوع التعدي أثناء أداء الوظيفية أو بسببها و هو ما يميز هذه الجريمة ‪.‬‬

‫‪ -‬ابراهيم محمد الدسوقي علي‪ ،‬المرجع السابق ص ‪77‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬صباح مصباح محمود السليمان ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.123‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ .‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪- 50‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫أوال‪ -‬السلوك اإلجرامي ‪:‬نص المشرع الجزائري على حماية االنسان في سالمة جســمه‬
‫‪ ،‬كما جرم قانون العقوبات الجزائري جرائم اإلعتداء عليه ‪ ،‬و جعـل كـل سـلوك أو فعـل‬
‫منها محققا إلحدى جرائم اإلعتداء ‪.4‬‬
‫و بـ ـ ــالرجوع إلى نص المـ ـ ــادة ‪ 148‬الـ ـ ــتي نصـ ـ ــت على" كـ ـ ــل من تعـ ـ ــدى بـ ـ ــالعنف أو‬
‫القــوة‪ "....‬فقصــد بالتعــدي ‪:‬تلــك األعمــال الماديــة الــتي وإ ن كــانت التصــيب جسـم الضــحية‬
‫مباشــرة فإنهــا تســبب لهــا إنزعاجــا أو رعبــا شــديدا من شــأنه أن يــؤدي إلى إضــطراب في‬
‫أو العقلي ــة‪ ،‬ومن ه ــذا القبي ــل إطالق عي ــار ن ــاري ألحــداث ال ــرعب في‬ ‫قواه ــا الجســدية‬
‫و تهديـ ــد شـ ــخص بمسـ ــدس أو بسـ ــكين أو بمـ ــذراة أو بعصـ ــا ‪ ،‬أو‬ ‫نفس الشـ ــخص‪،‬‬
‫أو قذف ــه بالم ــاء ‪ ،‬وإ رس ــال لش ــخص ظرف ــا يحت ــوي على‬ ‫البص ــق في وج ــه ش ــخص‬
‫قاذورات أو رسائل تحتوي على صور األكفان‪. 2‬‬
‫ولقد قضت محكمة النقض المصرية بأن القوة قد تكون مادية أو معنوية ‪,‬ويعد من‬
‫قبيـ ــل القـ ــوة الماديـ ــة البصـ ــق في وجـ ــه الموظـ ــف العـ ــام أو تمزيـ ــق مالبسـ ــه أودفعـ ــه بشـ ــدة‬
‫أوحجـزه في مكـان معين أو ضـربه ‪،‬ويعـد من قبيـل القـوة المعنويـة التـأثير على معنويـات‬
‫الموظ ــف الع ــام عن طري ــق التهدي ــد بإس ــتخدام الس ــالح وذل ــك إلرهاب ــه وبث الخ ــوف في‬
‫‪3‬‬
‫نفسيته‬
‫وأمــا التعــدي الــذي يشــتمل على أعمــال عنــف فيقصــد بهــا تلــك األعمــال الــتي تصــيب‬
‫جسم الضحية دون أن تؤثر عليه أو تـترك أثـرا فيـه ومن هـذا القبيـل دفـع شـخص إلى أن‬
‫يس ــقط أرض ــا ‪,‬ج ــذب الش ــعر ‪,‬قص ش ــعر ش ــخص عن ــوة ‪,‬لمس إم ــرأة على وجهه ــا ‪,‬جلب‬
‫شخص أو جذبه من أذنيه ‪,‬لوي ذراع شخص ‪.4...‬‬

‫‪ -4‬حسين فريحة‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري ‪،‬جرائم االشخاص ‪،‬جرائم األموال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫الطبعة ‪ 3‬ص‪140‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪- 50‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد إبراهيم على الدسوقي ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪- 79‬‬
‫‪4‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪- 30‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫و التعدي على الموظف قد يأخذشكل هجومي و يسمى في هذه الحالــة تعــديا ‪ ،‬و قــد‬
‫يأخــذ شــكل دفــاعي فيســمى في هــذه الحالــة مقاومــة ‪ ،‬و يتمــيز هــذا االعتــداء بأنــه مقترنــا‬
‫بالقوة أو العنف ‪ ،‬و ال يشترط أن يجتمع القوة و العنف معا ‪.1‬‬
‫والمش ــرع الجزائ ــري في الم ــادة ‪ 264‬ق‪.‬ع‪.‬ج يجع ــل النص متض ــمنا كاف ــة أن ــواع‬
‫اإلعت ـ ــداء <<‪.....‬أو إرتكب أي عم ـ ــل أخ ـ ــر من أعم ـ ــال العن ـ ــف أو اإلعت ـ ــداء ‪>> ....‬‬
‫كتسـليط أشـعة تعطـل أجهـزة الجسـم الباطنيـة أو تتلفهـا ‪,‬وحسـنا مافعـل المشـرع الجزائـري‬
‫‪2‬‬
‫لتشمل أنواع اإليذاء التي يكشف عنها التقدم العلمي‬
‫وهـ ــذه األفعـ ــال من التعـ ــدي أو أعمـ ــال العنـ ــف تقـ ــع على األشـ ــخاص أثنـ ــاء مباشـ ــرة‬
‫أو بسبب األعمال المنوطة بهم دون غيرهم ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬النتيجة المترتبة عن فعل االعتداء‬


‫أما نتائج السلوك اإلجرامي التي تقع على الموظف نتيجة اإلعتداء بالعنف أو القوة‬
‫عليه فقد تكون إحدى النتائج التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الضرب ‪ :‬و يراد به كل تأثير على جسم االنسان و ال يشترط أن يحدث جرحا‬
‫او يتخلف عنه أثر أو يستوجب عالجا ‪.‬‬
‫و يقصد بالضرب أيضا ‪:‬كل ضغط مادي على الجسم ‪ ،‬ال يؤدي إلى إحداث قطع‬
‫فيه أو تمزيق ألنسجته ‪ ،‬و ال يشترط أن يكون إال ضغط على جسم االنسان بإستعمال‬
‫أداة معينة و إنماالي قد يحدث ذلك بغير استعمال أداة لذلك يعتبر من قبيل الضرب‬
‫توجيه توجيه صفعة بيد‪. 3‬‬
‫و لقد قضت المحكمة العليا في القرار المؤرخ في ‪ 30/04/1984 :‬بأن " فعل‬
‫الضرب معاقب عليه في حد ذاته ‪،‬أيا كانت النتيجة المترتبة عليه ‪ ،‬لذلك يعتبر مخالفا‬
‫للقانون و يستوجب النقض قرار غرفة االتهام التي بعد ان تأكدت من أن المتهم قام‬
‫بإيذاء الضحية قضت بإنتفاء وجه الدعوى"‪.‬‬
‫‪ - 1‬محمد إبراهيم على الدسوقي ‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪80‬‬
‫‪2‬‬
‫حسين فريحة ‪,‬المرجع السابق ‪,‬ص ‪-143‬‬
‫‪- 3‬حسين فريجة ‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪141‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫فالقانون ال يتطلب في الضرب المعاقب عليه أن يكون على درجة معينةمن‬
‫الجسامة فالعقاب على الضرب واجب مهما كان بسيطا و لو لم يترك أي أثر ظاهر في‬
‫الجسم‪.‬‬
‫‪ -2‬الجرح ‪ :‬و يراد بالجرح كل قطعة او تمزيق في الجسم أو في انسجته يترك اثر‬
‫يدل عليه كالعض و الحروق و الكسر والسلخ والرضوض ‪ ،‬مهما كانت باطنية أو‬
‫و يحدث جرح بأي شيء مادي يالمس الجسم و يصدمه كالسالح الناري‬ ‫ظاهرية‬
‫أو حجر أو أداة قاطعة كالسكين أو إبرة أو غير ذلك ‪ ،‬و قد يحصل‬ ‫أو عصا‬
‫‪1‬‬
‫الجرح بفعل حيوان كالكلب أو الثور ‪ ...‬الخ‬
‫أو يستعمل الجاني أعضاء جسمه في الجرح كاألسنان و األظافر و نحوها وال عبرة إذا‬
‫كان الدم قد سال من الجرح خارج الجسم أو يتجمع الدم تحت الجلد ويحدث زرقة قاتمة‬
‫يظهر أثرها على الجلد‪.2‬‬
‫‪ -3‬المرض ‪ :‬يعرف المرض على أنه كل ما من شأنه أن يؤدي إختالل في وظائف‬
‫‪3‬‬
‫أعضاء الجسم ‪،‬يستوي أن يكون مصحوب باأللم من عدمه‬
‫أو هو إعتالل الصحة الذي يضعف من مقاومة اإلنسان أو من مقدرة األعضاء على‬
‫القيام بوظائفها ‪.4‬‬
‫كما عرفه الدكتور حسين فريجة بأنه‪":‬كل اعتالل في الصحة يؤدي الى اإلخالل‬
‫بالسير الطبيعي لوظيفة من وظائف الحياة في الجسم ‪ ،‬سواء أن يكون المرض بدنيا‬
‫‪5‬‬
‫أو نفسيا أو عقليا ‪ ،‬و يترتب عن المرض عجز عن العمل‪".‬‬

‫‪ -‬محمد صبحي نجم ‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري (القسم الخاص)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪1‬‬

‫السابعة ‪ ، 2017‬ص ‪. 49‬‬


‫‪ - 2‬حسين فريجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪141‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ، .‬حسان صادق المرصفاوي‪ ،‬المرصفاوي في قانون العقوبات الخاص ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ، 1975‬ص‪- 238‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬محمد صبحي نجم ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪- 51‬‬
‫‪ -5‬حسين فريجة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪،‬ص ‪155‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫‪-4‬العجز عن االستعمال‪:‬العجز عن استعمال العضو ليس المقصود به العجز‬
‫عن القيام باألعمال التي تتطلبها مهنة المجني عليه بل المقصود به العجز عن االشغال‬
‫الجسمية أي تعطيل وظائف االعضاء اليد و القدم ‪ ،‬فمقدار العقوبة يتحدد بمقدار جسامة‬
‫االصابات و بعجز المجني عليه من مزاولة االشغال البدنية ‪.1‬‬
‫‪ -5‬العاهة المستديمة‪ :‬يقصد بالعاهة المستديمة فقد منفعة عضو من أعضاء الجسم‬
‫فقدا كليا أو جزئيا ‪ ،‬سواء بفصل العضو أو بتعطيل وظيفته أو مقاومته على أن يكون‬
‫ذلك بصفة مستديمة أي ال يرجى شفاء منه ‪.‬‬
‫و تقدير هذا متروك لقاضي الموضوع يبت فيه بناء على حالة المصاب وما يستخصله‬
‫من تقرير الطبيب ‪ 2‬و تنص المادة ‪ 264‬في فقرتها على أمثلة بما يعتبر عاهة مستديمة‬
‫وهي بتر أحد األعضاء ‪،‬الحرمان من إستعمال أحد األعضاء ‪،‬فقد البصر ‪ ،‬فقد أبصار‬
‫أحد العينين‪.‬‬
‫وقد حكم بأنه يعد عاهة مستديمة ‪،‬ضعف بصر أحـد العيــنين ‪،‬بــتر ذراع ‪،‬فقــد جـزء‬
‫من فائدة الذراع بصفة دائمة ‪،‬وخلــع كتــف و تخلــف عسـر دائم في حركتــه و فقــد سـالمية‬
‫من أحد أصابع اليد ‪ ،‬وعدم إمكان ثني أصبع اليد ‪،‬و تقصير الفخذ و عدم إمكان انطباق‬
‫الف ــك العل ــوي على الف ــك االســفل تمام ــا ‪،‬و العســر في حرك ــات العن ــق من رفــع أو خفض‬
‫أو التف ــات يمين ــا و ش ــماال ‪ ،‬وفق ــد ج ــزء من عظ ــام ال ــرأس و فص ــل ص ــوان األذن بأكمل ــه‬
‫و استئصال طحال المجني عليه بعد تمزقه من ضربة أحدثها المتهم و كذلك االعاقـة في‬
‫حرك ــة ث ــني اإلص ــبع الوس ــطى للك ــف مم ــا يقل ــل من كف ــاءة المص ــاب على العم ــل بح ــوالي‬
‫‪.3%30‬‬
‫باإلضافة إلى النتـائج األخـرى الـتي تـترتب عن السـلوك اإلجـرامي الـتي ذكـرت في‬
‫المادة ‪ 148‬من ق‪.‬ع‪.‬ج و هي ‪:‬‬
‫*إسالة الدماء‬
‫*التشويه‬

‫‪ -‬محمد صبحي نجم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪52‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫احسن بوسقيعة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬الطبعة العشرون ‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬ص‪- 52‬‬
‫‪ -‬محمد صبحي نجم‪ ،‬المرجع نفسه‪،‬ص ‪52‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫*فقدان البصر‬
‫*فقدان ابصار احد العينين‬
‫*كــذلك العنــف و القــوة إذا أدى الى المــوت دون قصــد إحداثــه كــدفع المجــني عليــه فيســقط‬
‫على حافة الطريق مما يؤدي إلى موته‪.‬‬
‫أما إذا كان المــوت بقصــد حيث يتجـه فيــه قصــد الجـاني إلى المسـاس بحيــاة المجـني‬
‫علي ــه و ذل ــك باس ــتعمال العن ــف و الق ــوة إلى أن يردي ــه ق ــتيال وهن ــا ت ــدخل الني ــة الجرمي ــة‬
‫للجاني و هي قتل المجني عليه و مثال ذلك الخنق ‪.‬‬
‫و قـد تعـتري السـلوك االجـرامي بعض الظـروف الـتي تسـبق فعـل التعـدي و أعمـال‬
‫العنـ ـ ــف وهي سـ ـ ــبق االصـ ـ ــرار و الترصـ ـ ــد والـ ـ ــتي تـ ـ ــؤدي الى إسـ ـ ــالة الـ ـ ــدماء ‪،‬الجـ ـ ــرح‬
‫الضرب‪،‬المرض و الموت‪.‬‬
‫* ســبق اإلصــرار‪ :‬ومــؤداه أن الجــاني قــد فكــر في الجريمــة تفكــيرا هادئــا قبــل التصــميم‬
‫عليها وتنفيذها‪ ،‬فالجريمة تخطر للجاني كفكرة ال يرتكبها على الفور‪،‬و إنما يفكر بهــدوء‬
‫وروي ــة بحيث يت ــدبر عواقبه ــا و يقلب االم ــر على وجوه ــه المختلف ــة ثم يع ــزم االم ــر على‬
‫ارتكابها‪. 1‬‬
‫ولقد عرفته المادة ‪ 256‬من قانون العقوبات الجزائــري على أنــه‪ ":‬ســبق االصــرار‬
‫هـو عقـد العـزم قبـل ارتكـاب فعـل االعتـداء على شـخص معين أو حـتى شـخص يتصـادف‬
‫وجـوده أو مقابلتـه و حـتى لـو كـانت هـذه النيـة متوقفـة على أي ظـرف أو شـرط كـان" أمـا‬
‫الفق ــه فق ــد ع ــرف س ــبق اإلص ــرار بأن ــه التفك ــير اله ــادىء بالجريم ــة قب ــل التص ــميم عليه ــا‬
‫و تنفيذها‪.2‬‬

‫* الترصـ ــد‪ :‬عـ ــرف المشـ ــرع الجزائـ ــري الترصـ ــد في المـ ــادة ‪ 257‬من ق‪.‬ع‪.‬ج بقولـ ــه‪":‬‬
‫الترصــد هــو انتظــار شــخص لفــترة طــالت أو قصــرت في مكــان أو أكــثر و ذلــك إلزهــاق‬
‫أو اإلعتــداء عليــه" فالترصــد معنــاه تــربص الجــاني و ترقبــه للمجــني‬ ‫روحــه‬

‫‪ - 1‬حسين فريجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪68‬‬


‫‪ - 2‬ماهر عبد شويش الدرة ‪ ،‬شرح قانون العقوبات ‪،‬القسم الخاص ‪،‬الطبعة الثانية‪،‬د ت س‪،‬المكتبة القانونية ‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫ص ‪154‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫عليــه فــترة من الــزمن طــالت أم قصــرت في مكــان يعتقــد مالءمتــه لتنفيــذ الجريمــة تنفيــذا‬
‫مباغت ــا ‪ ،‬فق ــد يك ــون المك ــان خاص ــا أو في الطري ــق الع ــام و ال ع ــبرة أثن ــاء االنتظ ــار أن‬
‫يكــون الجــاني مختبئــا ام ظــاهرا ‪ ،‬و ال عــبرة بقصــر المــدة أو طولهــا فتقــدير المــدة يرجــع‬
‫الى قاضي الموضوع‪.1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬العالقة السببية بين سلوك الجاني اإلجرامي و نتيجة الفعل اإلجرامي‪:‬‬
‫هـ ــو التعـ ــدي بـ ــالعنف أو القـ ــوة المرتبطـ ــة نتيجـ ــة الفعـ ــل اإلجـ ــرامي و يتمثـ ــل فعـ ــل‬
‫اإلعتــداء في األذى الــذي يلحــق بجســم المجــني عليــه أي أن النتيجــة الــتي يجرمهــا القــانون‬
‫هي المساس بحق المجني عليه في سالمة جسمه ‪ ،‬فإذا لم يــترتب على الفعــل أي مسـاس‬
‫بسالمة جسم المجني عليه فال تقوم الجريمة ‪.‬‬
‫و يجب أن تت ــوافر الرابط ــة الس ــببية بين فع ــل المتهم و م ــا تحق ــق من أذى ‪ ،‬ف ــإذا‬
‫أنتفت رابطـ ــة السـ ــببية ‪ ،‬أنتفت مسـ ــؤولية المتهم ‪2‬و تكـ ــون النتيجـ ــة قائمـ ــة عنـ ــدما ترتبـ ــط‬
‫بالس ــلوك ال ــذي أت ــاه الج ــاني دون ت ــدخل عوام ــل ش ــاذة ‪،‬أي أن رابط ــة الس ــببية تق ــوم على‬
‫أساس التوقع و االحتمال ‪.‬‬
‫و توضيح عالقة السببية يعد من المسائل التي هي منوطة بقاضي الموضــوع دون‬
‫رقابــة المحكمــة العليــا عليــه مــتى كــان فصــله فيهــا مبنيــا على أســباب معقولــة ‪ ،‬و قاضــي‬
‫الموضــوع ملــزم بتبيــان عالقــة الســببية إذا أدان الجــاني كمــا انهــا شــرط لتحمــل المســؤولية‬
‫عنها‪.3‬‬

‫رابعا ‪ :‬وقوع التعدي أثناء أداء الوظيفة أو بسببها ‪.‬‬

‫‪ -‬حسين فريجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪51‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.‬حسين فريحة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪- 147‬‬
‫‪-‬حسين فريجة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.148‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫نص المشـ ـ ــرع في المـ ـ ــادة ‪ 148‬من ق‪.‬ع ‪.‬ج على أن جريمـ ـ ــة التعـ ـ ــدي بـ ـ ــالعنف‬
‫أو ب ـ ـ ــالقوة على الموظ ـ ـ ــف تك ـ ـ ــون أثن ـ ـ ــاء‪... ":‬مباش ـ ـ ــرة أعم ـ ـ ــال وظ ـ ـ ــائفهم أو بمناس ـ ـ ــبة‬
‫مباشرتها ‪.'"...‬‬
‫أي أن المشـ ــرع إشـ ــترط أن تكـ ــون أفعـ ــال التعـ ــدي أو أعمـ ــال العنـ ــف أن تقـ ــع على‬
‫الموظـف أثنـاء مباشـرة عملـه أو بسـبب األعمـال المنوطـة لـه دون غـيره ‪ ،‬وهـذا مـا ذهب‬
‫إلي ــه الق ــرار الص ــادر عن مجلس قض ــاء الجزائ ــر‪":‬حيث ت ــبين للمجلس من خالل المل ــف‬
‫و المناقشــات بــأن التهمــة المنســوبة للمتهم ثابتــة في حقــه لقيامــه بإهانــة موظــف (الضــحية)‬
‫أثناء تأدية مهامه و هو عون أمن و وقاية عندما كان يمـارس مهامـه وهـذا مؤكـد بشـهادة‬
‫الشهود الواردة بمحضـر الضـبطية القضـائية و عليـه فـإن القاضـي االول أخطـأ في حكمـه‬
‫ممــا يتعين إلغــاء الحكم المســتأنف والقضــاء من جديــد بإدانــة المتهم بــالجرم المنســوب إليــه‬
‫ومعاقبته طبقا للقانون"‪. 1‬‬
‫و يح ــدث ذل ــك عن ــدما يك ــون الموظ ــف قائم ــا بعم ــل من أعم ــال وظيفت ــه و يح ــدث‬
‫التعدي عليه أثناء عمله ‪ ،‬أو أن يكون العمل الذي قام به سبب وقوع التعدي عليه‪.‬‬
‫و ق ــد قض ــت محكم ــة النقض المص ــرية في حكم له ــا بت ــاريخ ‪ 1982‬على أن ــه " إذا‬
‫ذكــر في الحكم أن المجــني عليــه بصــفته عمــدة ســمع صــياحا فــذهب نحــوه فقابلــه المتهم و‬
‫قــام بالتعــدي عليــه بالضــرب بعصــا مثال و هــو يحافــظ على األمن العــام عنــدما شــرع في‬
‫‪2‬‬
‫اإلستطالع أسباب الصياح و يكون التعدي هنا حدث أثناء تأدية وظيفته"‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الركن المعنوي ‪.‬‬

‫جريم ـ ــة التع ـ ــدي على الموظ ـ ــف الع ـ ــام من الج ـ ــرائم العمدي ـ ــة إذ ال يتطلب ركنه ـ ــا‬
‫المعنـ ــوي سـ ــوى تالزم عنصـ ــري العلم و اإلرادة ‪ ،3‬أي علم الجـ ــاني الجـ ــاني بوقـ ــائع أو‬
‫ماديات الجريمة و اتجاه إرادتـه الى ارتكـاب الفعـل المكـون لهـا و تحقيـق نتيجتـه يلـزم أن‬
‫يكــون الجــاني عالمــا بصــفة المجــني عليــه بأنــه موظــف عــام أو مكلــف بخدمــة عامــة و أن‬
‫‪-‬قرار صادر عن مجلس قضاء الجزائر ‪،‬ملف رقم ‪ 09/06790‬بتاريخ ‪.12/10/2009‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.‬محمد ابراهيم الدسوقي علي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪- 71‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬ابراهيم محمد النفيز ‪ ،‬المذكرة السابقة ‪ ،‬ص ‪- 150‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫التعــدي عليــه أثنــاء تأديــة الوظيفــة أو بسـببها ‪ ،‬كمــا يشـترط أن يكــون عالمــا بجميــع أركــان‬
‫الجريمة و أن تتجه إرادته إلى إرتكاب فعله ‪. 1‬‬
‫و فضــال عن عنصــر العلم بوقــائع الجريمــة البــد ايضــا من اتجــاه إرادة الجــاني إلى‬
‫تحقيقهــا بغيــة إكتمــال عناصــر القصــد الجــرمي و يجب أن تكــون ارادتــه في ذلــك معتــبرة‬
‫قانونــا فــإن لم تكن كــذلك كمــا لــو كــانت غــير متمــيزة أو غــير حــرة فال يصــور عنــد ذلــك‬
‫تحقق القصد الجرمي لإلعتداء‪.2‬‬
‫و بتوافر عنصري العلم و اإلرادة تقوم جريمة التعدي على الموظــف تبعــا لــذلك ال‬
‫يهم الـ ــدافع من وراء االعتـ ــداء على الموظـ ــف‪ ،‬سـ ــواء كـ ــان بـ ــدافع اإلنتقـ ــام أو اإلصـ ــالح‬
‫فالب ــاعث ق ــد يك ــون ل ــه أث ــر في تق ــدير العقوب ــة إال ان ــه ليس ل ــه أي أث ــر في قي ــام أو إنتف ــاء‬
‫القصد الجرمي لهذه الجريمة ‪ ،‬و تطبيقـا لـذلك قضـت محكمـة النقض المصـرية في قـرار‬
‫لها بالقول " ال يعتد بالبـاعث في جـرائم اإلعتـداء على المـوظفين و مقـاومتهم الـواردة في‬
‫البــاب الســابع من قــانون العقوبــات الجزائــري ‪ ،‬و إنمــا يكفي لتــوافر الــركن المعنــوي في‬
‫تلك الجرائم أن يرتكب الجاني اإلعتداء و هو مدرك لمــا يفعــل ‪ ،‬عالمــا بشــروط الجريمــة‬
‫‪3‬‬
‫التي ال يلزم لوجودها غير توافر القصد الجنائي العام "‬

‫‪1‬‬
‫محمد ابراهيم الدسوقي علي ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪- 72‬‬
‫‪2‬‬
‫صباح مصباح محمود السلمان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪- 150‬‬
‫‪3‬‬
‫صباح مصباح محمود السلمان‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪- 151‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬عقوبة جريمة التعدي على الموظف‪.‬‬

‫إختلفت التشريعات الجنائية بشأن تحديد عقوبة جريمة اإلهانة ‪ ،‬كمــا إختلفت أيضــا‬
‫بشأن عقوبة جريمة اإلعتداء أو المقاومة ‪،‬إذ فرضت بعضها على مــرتكب هــذه الجريمــة‬
‫عقوبة الحبس فقط ‪ ،‬كالقانون الليبي و المغربي مثال ‪ ،‬في حين لم تكتــف بعضــها بعقوبــة‬
‫الحبس و أضـ ــافت إليهـ ــا عقوبـ ــة الغرامـ ــة أيضـ ــا كقـ ــانون العقوبـ ــات الجزائـ ــري و قـ ــانون‬
‫العقوب ـ ــات التونس ـ ــي وس ـ ــلطنة عم ـ ــان ‪ ،‬في حين خ ـ ــيرت البعض األخ ـ ــر من التش ـ ــريعات‬
‫الجنائي ـ ــة محكم ـ ــة الموض ـ ــوع بين الحكم بعقوب ـ ــة الحبس أو الغرام ـ ــة أو كليهم ـ ــا كق ـ ــانون‬
‫و اإلمــارتي و الســوداني ‪،‬أمــا قــانون العقوبــات المصــري فقــد‬ ‫العقوبــات القطــري‬
‫أو الغرامة دون الجمع بينهما ‪.1‬‬ ‫عاقب مرتكبها بالحبس‬
‫وس ــنتناول في ه ــذا المبحث عقوب ــة اإلعت ــداء على الموظ ــف في ق ــانون العقوب ــات‬
‫الجزائري في المطلب االول تم أسباب تشديد العقوبة في المطلب الثاني ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬العقوبات االصلية و التكميلية ‪.‬‬

‫بالرجوع الى نص المادة ‪ 148‬من ق ‪.‬ع ‪.‬ج نجدها قد حددت العقوبــات األصــلية‬
‫و التكميلية في حالة التعدي على الفئات التي ذكرتهم بما فيهم الموظف ‪.2‬‬

‫أوال – العقوبــات االصــلية ‪ :‬نص ــت الم ــادة ‪ 148‬من ق ع ج على أن ــه " يع ــاقب ب ــالحبس‬
‫من س ــنتين إلى خمس ــة س ــنوات و بغرام ــة مالي ــة من ‪ 200.000‬دج الى ‪ 500.000‬دج‬

‫‪ -1‬صباح مصباح محمود السلمان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪155‬‬


‫‪ -2‬الفئ ــات الم ــذكورة في الم ــادة ‪ 148‬ق ‪.‬ع ‪.‬ج هي القض ــاة ‪ ،‬رج ــال الق ــوة العمومي ــة ‪ ،‬الق ــواد ‪ ،‬الض ــباط العموم ــيين‬
‫الموظفين و اإلمام‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫كـ ــل من يتعـ ــدى بـ ــالعنف أو القـ ــوة على أحـ ــد القضـ ــاة أو أحـ ــد المـ ــوظفين أو رجـ ــال القـ ــوة‬
‫العموميين أو الضباط العموميين في مباشرة أعمال وظائفهم أو بمناسبة مباشرتها "‪.‬‬
‫فالمش ــرع الجزائ ــري يم ــيز من حيث الج ــزاء بين المج ــني عليهم ‪ ،‬فالعقوب ــة واح ــدة‬
‫مهما كانت صفة الضحية إال أن العقوبة السالبة للحرية ترفع في حالة التعدي على أحـد‬
‫القضاة أو أحد األعضاء المحلفين في جلسة المحاكمة أو مجلس قضائي قضــائي أو على‬
‫إمام المسجد بمناسبة تأديـة العبـادات‪ ،‬من خمسـة سـنوات إلى عشـرة سـنوات ‪ ،‬و الغرامـة‬
‫من ‪ 500.000‬الـ ــف دج الى ‪ 1.000.000‬دج إذا تـ ــرتب عن العنـ ــف إسـ ــالة دمـ ــاء أو‬
‫مرض أو وقع عن سبق إصرار أو ترصد ‪.‬‬
‫و تكون العقوبة السجن المؤقت من عشرة سنوات إلى عشــرين ســنة ‪ ،‬إذا تــرتب‬ ‫‪‬‬
‫عن أعمــال العنــف تشــويه أو بــتر أحــد األعضــاء أو عجــز عن إســتعماله‪ ،‬أو فقــد‬
‫النظر ‪ ،‬أو فقد أبصار إحدى العينين أو أية عاهة مستديمة ‪.‬‬
‫أمــا في حالــة إذا مــا أدى العنــف إلى المــوت دون أن يكــون الفاعــل قصــد إحــداثها‬ ‫‪‬‬
‫فتكون العقوبة السجن المؤبد ‪.‬‬
‫أما إذا أدى العنف إلى الوفاة و كان الفاعل قصدها فتكون العقوبة اإلعدام ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا ‪ :‬العقوبات التكميلية ‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 148‬من ق‪.‬ع‪.‬ج على جواز حرمان الجاني المحكوم عليــه بــالحبس‬
‫من مباشــرة الحقــوق الــواردة في نص المــادة ‪ 14‬من هــذا القــانون لمــدة ســنة على األقــل‬
‫و خمس ســنوات على األكــثر ‪ ،‬تبــدأ من يــوم الــذي تنفــذ فيــه العقوبــة و الحكم عليــه بــالمنع‬
‫من اإلقامة من سنتين الى خمس سنوات ‪.‬‬
‫و لقــد أحــالت المــادة ‪ 14‬من ق‪.‬ع‪.‬ج إلى المــادة ‪ 09‬مكــرر ‪ 1‬من ق‪.‬ع‪.‬ج ‪1‬و الــتي‬
‫تحدد الحرمان من الحقوق الوطنية و المدنية و العائلية وهي ‪:‬‬
‫العزل و االقصاء من جميع الوظائف و المناصب العمومية التي لها عالقة بالجريمة ‪.‬‬
‫الحرمان من حق اإلنتخاب أو الترشح من حمل أي وسام ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 09‬مكرر‪ 01‬من قانون العقوبات الجزائــري المعدلـة بالقـانون رقم ‪ ، 23-06‬المــؤرخ في ‪ 20 :‬ديسـمبير‬ ‫‪1‬‬

‫‪.2006‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫عــدم أهليــة ألن يكــون مســاعدا محلفــا أو خبــيرا أو شــاهدا على أي عقــد أو شــاهد‬ ‫‪‬‬
‫أمام القضاء إال على سبيل االستدالل ‪.‬‬
‫الحرمان من الحق في حمل االســلحة و في التــدريس في إدارة مدرســة أو الخدمــة‬ ‫‪‬‬
‫في مؤسسة التعليم بوصفه أستاذ أو مدرسا أو مراقبا ‪.‬‬
‫‪‬عدم أهلية ألن يكون وصيا أو قيما ‪.‬‬
‫‪‬سقوط حقوق الوالية كلها أو بعضها ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اسباب تشديد العقوبة‬

‫نصت غالبية التشريعات على تشديد عقوبة الجريمــة اذا حصــل مــع فعــل االعتــداء‬
‫أو المقاومــة ضــرب او نشــأ عنــه جــرح ‪ ،‬بــل ان البعض من هــذه التشــريعات ذهبت الى‬
‫أبعـ ــد من ذلـ ــك ‪ ،‬إذ شـ ــددت أكـ ــثر من عقوبـ ــة الجريمـ ــة و في ذات النص اذا تـ ــرتب على‬
‫الفعل بتر ألحد االعضاء أو عجز عن إستعماله او فقـد النظـر أو ايـة عاهـة مسـتديمة أو‬
‫الموت بقصد أو بدون قصد ‪.1‬‬
‫و تكمن علة التشديد في رغبة المشــرع في حمايــة المــوظفين كي يتمكنــوا من أداء‬
‫مهامهم على أكمل وجه ‪ ،‬و يضمن السير الحسن للمؤسسات و اإلدارات العمومية ‪.‬‬
‫و لقد ميز المشـرع بين جـرائم اإلعتــداء الواقعــة على الموظــف العــام في المــادة ‪ 148‬من‬
‫ق‪ .‬ع‪.‬ج و األشــخاص العــاديين في المــواد ‪ ،265 ،264 ، 263‬من ق‪.‬ع‪.‬ج ‪ ،‬و الــتي‬
‫تخص جرائم التعدي و العنف على الشخص العادي ‪.‬‬
‫حيث نص المش ـ ــرع في الم ـ ــادة ‪ 264‬ق‪.‬ع‪.‬ج ‪2‬على ان ـ ــه‪":‬ك ـ ــل من أح ـ ــدث عم ـ ــدا‬
‫جــروح للغــير أو ضــربه أو ارتكب أي عمــل آخــر من أعمــال العنــف أو التعــدي‪ ،‬يعــاقب‬
‫ب ـ ـ ــالحبس من س ـ ـ ــنة الى خمس س ـ ـ ــنوات و بغرام ـ ـ ــة من ‪ 100.000‬دج إلى ‪500.000‬‬
‫دج ‪"...‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ -‬صباح مصباح محمود السلمان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 156‬‬


‫‪-‬المادة ‪، 264‬من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬
‫بينمــا رفــع المشــرع من الحــد األدنى في جريمــة اإلعتــداء على الموظــف في نص‬
‫المادة ‪ 148‬من سنة إلى سنتين و أبقى على الحد األقصى و هو خمس سنوات‪.‬‬
‫أم ــا عن االفع ــال ال ــتي ح ــددتها الم ــادة ‪" 1148‬إذا ت ــرتب عن العن ــف تش ــويه أو ب ــتر أح ــد‬
‫األعضاء أو عجز عن إستعماله أو فقد النظـر أو فقـد ابصـار إحـدى العيـنين أو أيـة عاهـة‬
‫مسـ ــتديمة فتكـ ــون العقوبـ ــة السـ ــجن المـ ــؤقت من ‪ 10‬سـ ــنوات الى ‪ 20‬سـ ــنة ‪ ،‬بينمـ ــا نفس‬
‫االفع ــال م ــذكورة في الم ــادة ‪ 3/ 264‬و ال ــتي تخص االش ــخاص الع ــاديين فنج ــد عقوب ــة‬
‫الجـاني منخفضـة مـرتكب الجريمـة ضـد الشـخص العـادي بالسـجن المـؤقت من ‪ 5‬سـنوات‬
‫إلى ‪10‬سنوات‪.‬‬
‫أمــا الفقــرة ‪ 4‬من المــادة ‪ 264‬فقــد أقــرت عقوبــة الســجن المــؤقت من ‪ 10‬الى ‪20‬‬
‫سنة في حالــة أفضــى الضــرب أو الجـرح الى المــوت دون قصــد إحـداثها‪ ،‬في حين أقـرت‬
‫نفس الفقــرة من المــادة ‪ 148‬على عقوبــة الســجن المؤبــد إذا أدى التعــدي و العنــف على‬
‫الموظف الى الموت لكن دون قصد الجاني احداثها‪.‬‬
‫أمــا في حالــة التعــدي المفضــي إلى المــوت بقصــد إحــداثها فالعقوبــة نفســها في كال‬
‫المادتين ‪ 148‬و المادة ‪ 2263‬و هي عقوبة اإلعدام‪.‬‬
‫ولق ــد ش ــدد العقوب ــة إذا ك ــان اإلعت ــداء على المج ــني علي ــه وقت أداء عمل ــه خاص ــة‬
‫بتوافر بعض الظروف التي نصت عليها الفقرة الثانية من المادة ‪ 148‬ق‪.‬ع‪.‬ج ‪ ،‬و الــتي‬
‫تق ـ ــع على القاض ـ ــي و المحل ـ ــف في جلس ـ ــة المحاكم ـ ــة أو المجلس القض ـ ــائي ‪،‬حيث رف ـ ــع‬
‫المشــرع العقوبــة من ‪ 5‬ســنوات إلى ‪ 10‬ســنوات اذا ارتبطت بظــروف معينــة حــددها في‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 148‬وهي ‪ :‬إسالة الدماء ‪،‬الجرح ‪ ،‬المــرض على أن يكــون هــذا‬
‫مع سبق اإلصرار و الترصد ‪ ،‬و هي ظروف مشددة تتوقف على درجة جســامة النتيجــة‬
‫حيث أن اإلعت ــداء يك ــون على س ــالمة الجس ــم عم ــدا و المش ــرع الجزائ ــري خص القض ــاة‬
‫و المحلفين في الجلسات دون مراعاة بقية الموظفين ‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 148‬من قانون العقوبات الجزائري‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 263‬من قانون العقوبات الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬جريمة التعدي على الموظف العام‬

‫خالصة الفصل‬
‫خصـ ـ ـ ــص المشـ ـ ـ ــرع حمايـ ـ ـ ــة خاصـ ـ ـ ــة للموظـ ـ ـ ــف أثنـ ـ ـ ــاء قيامـ ـ ـ ــه بـ ـ ـ ــأداء واجبـ ـ ـ ــات‬
‫وظيفتــه ‪،‬وجــرم كــل اعتــداء أو عنــف من شــأنه أن يــؤدي إلى المســاس بســالمة جســده أو‬
‫حياته‪.‬‬
‫ولقد شدد المشرع في العقوبات التي تقع على الموظف أثناء تأدية وظيفة‬
‫أو بسببها وميزها عن العقوبات الصادرة ضد الشخص العادي وذلك ألن المشرع‬
‫يهدف من وراء تجريم أفعال العنف التي تشكل اعتداء على الموظف هو حماية الوظيفة‬
‫العامة من شر ذلك اإلعتداء وحفاظا على كرامة الموظف وهيبته‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الخــــــــــــــاتمـة‬
‫الخاتمة‬

‫من خالل دراستنا لموضوع جريمة اإلهانة و التعدي على الموظف وفقا للتشريع‬
‫الجزائـري يمكن القـول بـأن الموظـف هـو ممثـل الدولـة و يعمـل لحسـابها وبإسـمها ‪ ،‬و أن‬
‫أي إعتداء عليه أثناء تأدية وظيفته أو بسببها هو اعتداء على الدولة‪.‬‬
‫و ل ــذلك خص المش ــرع الجزائ ــري الموظ ــف بحمايت ــه من أي إهان ــة تس ــتهدفه في‬
‫كرامتــه و المســاس بشــرفه و اعتبــاره و بــاالحترام الــواجب لــه و لوظيفتــه وذلــك انطالقــا‬
‫من نص المــادة ‪ 144‬من قــانون العقوبــات الجزائــري الــتي تعــاقب كــل من أهــان موظفــا‬
‫اثن ــاء أداء وظيفت ــه او بس ــببها بش ــتى الوس ــائل و الط ــرق ال ــتي ذكره ــا في الم ــادة من كالم‬
‫س ــواء ك ــان ش ــعرا أو ن ــثرا‪ ،‬او باإلش ــارة أو الكتاب ــة و الرس ــم ‪ ،‬او بالتهدي ــد أو إرس ــال أو‬
‫تسليم شيء إليه متى توافر إلى علم الجـاني و إنصــراف إرادتــه إلرتكــاب جريمــة اإلهانــة‬
‫ضد الموظف و النص على عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه ذلك ‪.‬‬
‫كم ــا ان ــه ج ــرم أي إعت ــداء أو عن ــف يلح ــق بس ــالمة جس ــده و س ــالمته أثن ــاء قيام ــه‬
‫بواجبه الوظيفي أو بسببها‪ ،‬بمقتضى المادة ‪ 148‬من قانون العقوبات و ذلـك بتجـريم كـل‬
‫صــور اإلعتــداء على الســالمة البدنيــة من ضــرب و جــرح وأعمــال عنــف كفقــد البصــر أو‬
‫فقد أبصار أحد العينين أو بـتر أحـد األعضـاء وقـد يـؤدي إسـتعمال القـوة والعنـف بالجـاني‬
‫إلى موت المجني عليه (الموظف) سواء قصد إحداث ذلك أم لم يقصد حدوث الوفاة‬
‫ولقــد شــدد المشــرع الجزائــري في العقوبــات المســلطة على الجــاني و ميزهــا عن‬
‫عقوبــات الشــخص العــادي‪ ،‬الــذي تعــرض باالعتــداء على الموظــف و الــتي قــد تصــل إلى‬
‫درجة اإلعدام إذا أدى التعدي إلى وفاة الموظف‪.‬‬
‫والمشرع الجنائي لم يهدف من تشديد العقــاب أن ينشـئ امتيــازا شخصــيا للموظــف‬
‫و إنمـ ــا أراد تحقيـ ــق إحـ ــترام الوظيفـ ــة العامـ ــة و ضـ ــمان سـ ــير العمـ ــل الـ ــوظيفي و حمايـ ــة‬
‫المــوظفين بإعتبــاره ممثال للدولــة من أي إهانــة تمس بكرامتــه و شخصــه أو إعتــداء يلحـق‬
‫بسالمة جسده و روحه‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الخاتمة‬

‫ولقد توصلنا الى النتائج التالية‪:‬‬

‫أن المشـ ــرع الجزائـ ــري خص جريمـ ــة االهانـ ــة و التعـ ــدي على الموظـ ــف بحمايـ ــة‬ ‫‪-‬‬
‫خاصـ ــة مثـ ــل بقيـ ــة التشـ ــريعات الجنائيـ ــة و ذلـ ــك ضـ ــمن القسـ ــم األول من الفصـ ــل‬
‫الخ ـ ــامس الخ ـ ــاص بالجنايـ ـ ــات و الجنح الـ ـ ــتي يرتكبهـ ـ ــا االش ـ ــخاص ضـ ـ ــد النظـ ـ ــام‬
‫العمومي‪.‬‬
‫إن إهانــة الموظــف أثنــاء تأديــة وظيفتــه أو بســببها بــأي وســيلة كــانت تعــد مســاس‬ ‫‪-‬‬
‫بكرامته و إعتباره و إحترامه و تعتبر اهانته مساس بالدولة‪.‬‬
‫اإلعتداء على الموظف بالعنف أو القوة وبأي شــكل من أشــكال العنــف هــو اعتــداء‬ ‫‪-‬‬
‫على الدولة‬
‫تشـ ــديد العقوبـ ــة السـ ــالبة للحريـ ــة على الجـ ــاني الـ ــذي ارتكب فعلـ ــه الجـ ــرمي على‬ ‫‪-‬‬
‫الموظف أثناء تأديته لوظيفته أو بسببها ‪،‬عكس مــا أقرهــا للشـخص العــادي‪،‬و ذلــك‬
‫لحماية الموظفين و ضمان السير الحسن للمؤسسات و االدارات العمومية‪.‬‬
‫المشرع لم يتطرق الى جريمة قتــل الموظــف أثنــاء تأديــة وظيفتــه أو بســببها عكس‬ ‫‪-‬‬
‫بعض التشريعات المقارنة التي نصت عليها‪.‬‬
‫لم يتطرق المشرع الجزائري الى إجراءات المتابعة في جريمة االهانــة و التعــدي‬ ‫‪-‬‬
‫على الموظف ‪،‬بل نتبع في ذلك االجراءات العامة‪.‬‬
‫المشـ ــرع الجزائـ ــري إكتفى بـ ــالنص على ضـ ــروة االعتـ ــداء و لم يتطـ ــرق أو ينص‬ ‫‪-‬‬
‫على بعض الصــور الــتي وردت في التشــريعات المقارنــة مثــل المقاومــة و جريمــة‬
‫االعتداء على الموظف بالتهديد واإلكراه‪.‬‬
‫نن ــوه بم ــا فعل ــه المش ــرع الجزائ ــري وذل ــك بتش ــديد العقوب ــات في ج ــرائم اإلهان ــة و‬ ‫‪-‬‬
‫التع ــدي ‪،‬و إس ــتدراكه للفئ ــات الجدي ــدة ال ــتي تم إض ــافتها لنص ــي الم ــادتين ‪ 144‬و‬
‫‪ 148‬من قـ ــانون العقوبـ ــات الجزائـ ــري‪ ،‬و الـ ــتي تخص فئـ ــة اآلئمـ ــة الـ ــتي طالهـ ــا‬
‫االعتداء أثناء ممارسة مهامهم في السنوات األخيرة‬

‫‪54‬‬
‫الخاتمة‬

‫االقتراحات‪:‬‬

‫ضـ ــرورة توسـ ــيع البحث العلمي في مجـ ــال جـ ــرائم المـ ــوظفين الـ ــتي تقـ ــع منهم أو‬ ‫‪-‬‬
‫عليهم لإلحاطة بها نظرا للقصور الواضح في المراجع في هذه الجرائم‪.‬‬
‫تدارك النقص الكامن في النصوص اإلجرائية الخاصة بالموظف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحث على مواكبـ ــة التطـ ــور العصـ ــري في مجـ ــال التشـ ــريع فيمـ ــا يخص الجـ ــرائم‬ ‫‪-‬‬
‫الماسة بـالموظفين و ذلـك السـتغالل مرتكـبي الجريمـة وسـائط و مواقـع التواصـل‬
‫االجتماعي في إهانة و سب الموظفين بسبب أداء وظائفهم ‪.‬‬
‫رقمنــة الخــدمات المقدمــة من طــرف المــوظفين للحــد من جريمــة اإلهانــة و التعــدي‬ ‫‪-‬‬
‫على الموظفين الناتج عن االحتكاك و التعامل المباشر مع المواطنين‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال ‪ :‬المصادر‬

‫القران الكريم‬ ‫‪-‬‬


‫القوانين‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫قانون العقوبات الجزائري الصادر باألمر رقم ‪ 66/156‬المؤرخ في‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ 08/06/1966‬المعدل و المتمم‬
‫قانون االجراءات الجزائية رقم ‪ 155 -66‬المؤرخ في ‪8‬يونيو ‪ 1966‬المعدل‬ ‫‪-2‬‬
‫و المتمم‬
‫القانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20/02/2006‬المتعلق بالوقاية من الفساد‬ ‫‪-3‬‬
‫ومكافحته‪.‬‬
‫‪-4‬القانون رقم ‪ 02-06‬المؤرخ في ‪ 20/02/2006‬المتضمن مهنة التوثيق الجريدة‬
‫الرسمية العدد رقم ‪ 14‬بتاريخ‪08/03/2006‬‬
‫القانون رقم ‪ 03-06‬المؤرخ في ‪ 20/02/2006‬المتضمن تنظيم مهنة‬ ‫‪-5‬‬
‫المحضر القضائي الجريدة الرسمية العدد رقم ‪ 14‬بتاريخ‪.08/03/2006‬‬
‫‪ -6‬قانون العقوبات األردني رقم ‪. 16/1960‬‬
‫قانون العقوبات الفلسطيني الثوري لعام‪.1977‬‬ ‫‪-7‬‬
‫القانون رقم ‪ 13/07‬المؤرخ في‪ 29/10/2013‬المتضمن تنظيم مهنة المحاماة‬ ‫‪-8‬‬
‫العدد ‪.55‬‬
‫القانون رقم ‪ 07-16‬المؤرخ في في ‪ 03/08/2016‬المتضمن تنظيم مهنة‬ ‫‪-9‬‬
‫محافظ البيع من الجريدة الرسمية ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش العدد ‪ 46‬بتاريخ ‪03/08/2016‬‬
‫األوامر‬ ‫‪-‬‬
‫االمر رقم ‪13-95‬المؤرخ في ‪ 11/03/1995‬المتضمن تنظيم مهنة المترجم –‬ ‫‪.1‬‬
‫الترجمان الرسمي ‪-‬الجريدة الرسمية‪،‬العدد رقم ‪ 17‬بتاريخ ‪29/03/1995‬‬
‫األمر رقم ‪ 03-06‬المؤرخ في ‪ 15‬يوليو‪ 2006‬المتضمن القانون األساسي العام‬ ‫‪.2‬‬
‫للوظيفة العمومية ‪،‬الجريدة الرسمية السنة ‪ 43‬رقم العدد ‪ 46‬المؤرخة في ‪16‬‬
‫يوليو ‪.2006‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫األحكام القضائية‬

‫‪ -‬حكم محكمة النقض (جلسة ‪ 22‬يناير ‪)1932‬مجموعة القواعد القانونية الجزء‬ ‫‪01‬‬
‫األول الطعن رقم ‪.116‬‬
‫‪ -‬قرار رقم ‪ 04‬قضية رقم ‪ 09/06790‬تاريخ الحكم ‪ 12/10/2009‬صادر‬ ‫‪02‬‬
‫عن مجلس قضاء الجزائر‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬المراجع‬
‫الكتب‬ ‫ا‪.‬‬

‫‪-01‬أحمد ماهرعبد شويش الدرة ‪ ،‬شرح قانون العقوبات ‪،‬القسم الخاص‪،‬الطبعة‬


‫الثانية‪،‬د ت ن‪،‬المكتبة القانونية ‪ ،‬بغداد‬

‫‪-02‬أحسن بوسقيعة ‪،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪،‬الجرائم ضد األشخاص‬


‫الجرائم ضد األموال وبعض الجرائم الخاصة‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫الجزء األول‪ ،‬الطبعة العشرون ‪.2018،‬‬

‫‪ -‬أحسن بوسقيعة الوجيز في القانون الجزائي الخاص ‪،‬جرائم الفساد ‪،‬جرائم‬ ‫‪03‬‬
‫و األعمال ‪ ،‬جرائم التزوير‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر و‬ ‫المال‬
‫التوزيع‪ ،‬الجزء الثاني الطبعة السابعة عشر ‪.2018،‬‬
‫‪-‬العاقل غريب احمد‪ ،‬جرائم االهانة و القذف و السب ‪،‬معلقا عليها باحكام‬ ‫‪04‬‬
‫محكمة النقض و المحكمة االدارية العليا ‪،‬مركز معلومات النيابة االدارية‪.‬د ت ن‬
‫‪-‬حسين فريجة‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪،‬جرائم االشخاص ‪،‬جرائم‬ ‫‪05‬‬
‫االموال‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬الطبعة الثالثة ‪.2015،‬‬
‫‪-‬حسان صادق المرصفاوي‪ ،‬في قانون العقوبات الخاص ‪ ،‬منشأة المعارف‬ ‫‪06‬‬
‫‪. 1975‬‬
‫‪-‬علي زياد العلي ‪،‬المرتكزات النظرية في السياسة الدولية ‪،‬دار الفجر للنشر‬ ‫‪07‬‬
‫والتوزيع‪.2017,‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-‬عبد الجليل ابراهيم حمادي الفهداوي ‪ ،‬خوارق العادات عند المسلمين ‪،‬دار‬ ‫‪08‬‬
‫الكتاب العلمية ‪،‬بيروت ‪،‬لبنان‪.‬‬
‫‪-‬صباح مصباح محمود السليمان‪،‬الحماية الجنائية للموظف العام‪،‬دار الحامد‬ ‫‪09‬‬
‫للنشر والتوزيع‪،‬االردن ‪،‬عمان ‪،‬د‪.‬ت ‪.‬ن‪.‬‬
‫‪-‬محمد ابراهيم الدسوقي على‪ ,‬حماية الموظف العام جنائيا ‪،‬دار النهضة العربية‬ ‫‪10‬‬
‫القاهرة‪2006،‬‬
‫‪-‬محمد صبحي نجم ‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري (القسم الخاص)‪ ،‬ديوان‬ ‫‪11‬‬
‫المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الطبعة السابعة ‪. 2017‬‬

‫أطروحات ومذكرات‬ ‫ب‪.‬‬


‫الدكتوراه‪:‬‬
‫‪-01‬تبون عبد الكريم ‪،‬الحماية الجنائية للمال العام في مجال الصفقات‬
‫العمومية ‪،‬دراسة مقارنة ‪،‬اطروحة دكتوراه‪،‬جامعة ابي بكر بالقايد‪ ،‬تلمسان‪،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2018-2017‬‬

‫‪- 02‬كمال بوطورة ‪ ،‬مظاهر العنف المدرسي وتداعيته في المدارس الثانوية و‬


‫الجزائرية اطروحة دكتوراه في علم االجتماع ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪،‬بسكرة ‪،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2016/2017‬‬

‫‪ -03‬نادية سخان ‪ ،‬الحماية الجنائية للشرف و االعتبار‪،‬دراسة مقارنة بين الفقه‬


‫االسالمي و القانوني الجنائي الجزائري‪،‬اطروحة دكتوراه تخصص الفقه واالصول‪،‬‬
‫جامعة الحاج لخضر باتنة ‪ ، 1‬السنة الجامعية ‪.2016-2015‬‬

‫‪-04‬نجار لويزة‪،‬التصدي المؤسساتي و الجزائي لظاهرة الفساد في التشريع الجزائري‬


‫دراسة مقارنة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪. 2014-2013‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫الماجستير‪:‬‬

‫‪ -01‬ابراهيم بن محمد المفيز‪ ،‬االعتداء على الموظف العام – دراسة تاصيلية‬


‫تطبيقية مقارنة‪ -‬جامعة نايف العربية للعلوم االمنية ‪.2006‬‬
‫‪ -02‬سليمان بن محمد الجريش ‪.‬إساءة إستعمال السلطة في الوظيفة العامة ويطبق‬
‫بها في المملكة العربية السعودية بحث مقدم لنيل درجة الماجيستر في العدالة الجبائية‬
‫أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية الرياض ‪.2002‬‬
‫المجالت‪:‬‬
‫‪-01‬حورية أوراك اإلجراءات االتأديبية للموظف العام في الجزائر مجلة اإلجتهاد‬
‫للدراسات القانونية واالقتصادية المركز الجامعي تامنغاست سداسية محكمة ‪/‬ع ‪1‬‬
‫جانفي ‪2012‬‬
‫خالصة الموضوع‬
‫خالصة الموضوع‬

‫خالصة الموضوع‬

‫بمــا أن الموظــف هــو ممثــل الدولــة وســاعدها في تطــبيق القــانون وبرامجهــا وحــتى‬
‫يستطيع مزاولة عمله على أحسن مايرام ولحمايته من كل الضغوطات و التهديدات التي‬
‫قــد تطالــه كــان على المشــرع وضــع قــوانين وعقوبــات تحمي الموظــف من اإلعتــداء عليــه‬
‫أو إهانتـ ــه أثنـ ــاء أداء وظيفتـ ــه أو بس ــببها من كـ ــل مـ ــا يعـ ــد انتقـ ــاص من كرامتـ ــه و ش ــرفه‬
. ‫أو اإلعتداء على سالمة جسمه وحياته‬, ‫أو تعرضه ألي شكل من أشكال العنف‬
‫ولقد حاولنا من خالل هذا البحث تسليط الضوء على هذه الجريمة –جريمــة اإلهانــة‬
‫والتعـدي على الموظـف –والـتي وجـدنا نقصـا في تناولهـا من طـرف البـاحثين في القـانون‬
‫بالرغم مما تكتسبه من أهمية فسالمة الموظــف وحمايتــه تعــني إسـتقرار وإ سـتمرار السـير‬
. ‫الحسن للوظيفة و من ثم إستقرار أمن الدولة‬

Since the employee is the representative of the state and assisted in


applying the law and its programs and in order to be able to carry out his
work in the best manner and to protect him from all pressures and
threats that may affect him, the legislator had to put in place laws and
penalties that protect the employee from assaulting him or insulting him
during the performance of his job or because of it from whatever is
considered a diminution From his dignity and honor or his exposure to
any form of violence, or assaulting the integrity of his body and life.
We have tried through this research to shed light on this crime the crime
of insult and transgression against the employee - which we found a lack
of handling by researchers in the law, despite what it acquires of the
importance of employee safety and protection, which means the stability
and continuity of the proper functioning of the job and then the stability
of state security.
‫الفهـــــرس‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪-‬‬ ‫شكر والتقدير‬
‫‪1-4‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪5-28‬‬ ‫الفصل األول‪:‬جريمة إهانة موظف‬
‫‪5‬‬ ‫تمهيد‪:‬‬
‫‪6-10‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم جريمة اإلهانة‬
‫‪6‬‬ ‫المطلب األول‪:‬تعريف اإلهانة‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التمييز بين جريمة اإلهانة و الجرائم المشابهة لها‬
‫‪11-24‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬أركان جريمة اإلهانة‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب األول‪:‬الركن الشرعي‬
‫‪13-22‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬الركن المادي‬
‫‪22-24‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬الركن المعنوي‬
‫‪25-27‬‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬عقوبة جريمة اإلهانة‬
‫‪26‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬العقوبات األصلية و التكميلية‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الشكوى في جريمة اإلهانة‬
‫‪28‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪29-45‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬جريمة التعدي على الموظف‬
‫‪29‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪30-32‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬التعريف بجريمة التعدي على الموظف‬
‫‪30-31‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التعريف بمصطلحي القوة و العنف‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حكم اإلعتداء على الموظف‬
‫‪33-40‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أركان جريمة اإلعتداء على الموظف‬
‫‪33-53‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الركن الشرعي‬
‫‪35-42‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الركن المادي‬
‫الفهرس‬

‫‪42-34‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬الركن المعنوي ‪.‬‬


‫‪44‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬عقوبة جريمة التعدي على الموظف‬
‫‪445-4‬‬ ‫المطلب االول ‪ :‬العقوبات االصلية و التكميلية‬
‫‪46-74‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬اسباب تشديد العقوبة‬
‫‪48‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪52-50‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪-‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬

You might also like