Professional Documents
Culture Documents
محاضرات الفساد
محاضرات الفساد
النناا :حماضرة
دة المحاضرات :ساعة ونصف أسبوعيا خالل الفصل الثاين من السنة اجلامعية ،مبعدل 12حصة.
لغة التدريس :العربية
أسلوب التقييم:امتحان يف هناية السداسي مدتو ساعة ونصف.
سير المحاضرة :ساعة وربع يتم تداول املعلومات املسطرة لكل حماضرة +ربع ساعة يتم تداول أشهر
املفاىيم ذات الصلة واليت قد يثريىا أو يستفهم عنها الطلبة
بالنسبة للجزائر ،وكغريىا من باقي دول العامل مل تنعزل عن النسق العاملي احلديث املناىض للفساد ،ونلمس ىذا من
خالل عالقتها باملؤسسات املذكورة ،فبعد انضمامها ملؤسسة الشفافية الدولية يف ، 2003وتوقيعها أول قانون ملكافحة
الفساد يف ، 2006أصبح تداول موضوع الفساد باجلامعة ضرورة ملحة لتنمية الوعي الطاليب .
ولكون االقتصاد ختصص حموري ،يعزي إىل الفساد جل املشاكل اليت يعاجلها كان لزاما تداول مقياس الفساد وأخالقيات
العمل يف السنة الثانية باعتبارىا من الفًتات التكوينية األساسية للطالب.
أ
ثوصيف املقياس محاضرات الرياضيات املالية
اصطالحات أساسية لتحليل الفساد وأخالقيات العمل :وىي املفاىيم اليت يتم تداوهلا يف الربع ساعة األخري من كل حماضرة
،وتكون من إقًتاح أو إعداد الطلبة أو األستاذ على أن يتشارك اجلميع يف النقاش
*املقياس عبارة عن مفاىيم أساسية تفسر احلالة االقتصادية للمجتمعات و تنشط دورة املنطق والتفكري لدى
الطالب حملاولة فهم واقعو املعاش .
*املقياس ليست جمرد تعريفات أكادميية بقدر ما ىو توسيع حللقة النقاش حول ىذه األكادمييات ليتمكن
الطالب من بناء فكر مستقل وغري موجو يسمح لو بتحديد توجهاتو مبوضوعية تناسب مستواه الثقايف
كطالب جامعي وتبعده عن لغة الشارع واملغالطات العشوائية
*ميرن املقياس الطالب على بناء املفاىيم بعد استيعاب أبعادىا وأسسها واالبتعاد عن احلفظ احلريف األجوف
الذي يضمحل مبجرد انتهاء فًتة االمتحانات
ب
ثوصيف املقياس محاضرات الرياضيات املالية
*املقياس فرصة أمام الطالب لتقوية مالحظاتو وتسلسل أفكاره من خالل بناء حلقات نقاش منظمة حول
مفاىيم حمددة لكل حماضرة
*يوضح املقياس للطالب ضرورة استيعاب خصوصياتو وقدراتو وحىت نقط ضعفو الشخصية للوصول إىل
ىدف يكون قد حدده بنفسو ،كما يكسبو ثقة أكرب لطرح أفكاره ومناقشتها بدل االنسياق األعمى حنو
ما يقع عليو مسعو أو بصره(كتب ،إعالم،انًتنيت،)...ذلك أن الطالب سيدرك نسبية املفاىيم وضرورة
التعامل هبا يف مواقعها الصحيحة.
*تفعيل الوعي بأن ختصصنا ليس مبنيا على األسلوب النظري وإمنا ميزج بني الشقني النظري والتطبيقي
،ويعتمد يف الغالب على حتليل النتائج التطبيقية.
*على المدى القريب :تأىيل الطالب الجتياز االمتحانات بنجاح ،وتنشيط قدراتو الفكرية املنطقية اليت
تساعده يف فهم باقي املقاييس
*على المدى البعيد نسبيا :تأىيل الطالب إىل احلياة العملية من خالل تنمية مهاراتو وقدراتو.
ج
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
كتنطوم ضمن ىذه اجملموعة كل مفاىيم الفساد اليت تعكس األبعاد اليت رباؾ على أساسها العالقات
اإلنسانية متمثلة ُب البعد االجتماعي كالثقاُب ،البعد القانوين ،ك البعد الشرعي ،كذلك ألف األفراد كاعبماعات
يتواصلوف ُب إطار عالقات قانونية ،اجتماعية ثقافية كعقائدية .كنشَت إٔب أف مفهوـ الفساد ضمن ىذه اجملموعة
ىو األقدـ كاألعرؽ (سنوضح ىذا ُب اعبزئية اؼبوالية) حيث تزخر بو عديد األدبيات اليت سنحاكؿ استحضار أبرزىا
دكف اػبوض ُب اغبيثيات.ؽبذا هبدر التنويو بوجود غزير األدبيات اليت ستضطرنا اغباجة البيداغوجية إٔب إغفاؽبا
رغم ثقلها كأنبيتها خاصة عند أصحاب التخصص من الباحثُت ُب علم النفس،القانوف كاالجتماع.
إف مفهوـ الفساد من منظور العالقات اإلنسانية قد سيق إصباال على اعتباره انتهاكا أك خرقا للقانوف
الذم تصدره النخبة،كاألعراؼ كالتقاليد االجتماعية اليت تنتشر بُت العامة ،كاؼبعتقدات الدينية اليت يؤمن هبا األفراد
كعلى ىذا األساس اخًتنا تصنيف األدبيات اؼبتناكلة للفساد ربت ىذا اؼبنظور إٔب قسمُت رئيسيُت:
1
Ehrlich I ,) 1973(, Participation in Illegitimate Activities : A Theorical and Empirical Investigation , Journal of
politicalEconomy, mai-juin 1973p521/565
1
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
إف التقاليد االجتماعية السائدة مثل الرابط العائلي كاعبماعاٌب الوثيق تنعكس ُب أغلب اغباالت على
على سلوؾ مستخدمي الدكلة ،كىذا ما يؤكده البنك الدكٕب الذم يعترب أف الفساد نتاج الشركط االقتصادية
االجتماعية كالسياسية كما العادات كالتقاليد اػباصة بكل بلد .2كما يبدك أكيدا عند ىذا اؼبستول من التحليل
فهم عالقة الفساد بالشرط االجتماعي ،حيث أف اللحمة االجتماعية تأخذ دكرا بارزا ُب تفسَت الرشوة كالفساد
عموما كىذا على مستويي ركابط القرابة ك اعبماعة من جهة ،كالعادات كالتقاليد من اعبهة اؼبقابلة.
إف ربليل الفساد من منظور اللحمة االجتماعية يعمد إٔب رؤية اغباضر باعتباره نتاجا للماضي 3ذلك أنو
يقرؤ اغباضر بعُت اؼباضي كتًتتب عن ىذه القراءة استمرار النظر للمجتمع باعتباره مكونا باألفضلية من صباعات
قبلية كعائلية كإثنية كدينية متماسكة ال زبرقها عالقات السوؽ كال تقسيم العمل كال االنفتاح كسهولة االنتقاؿ ...
كلعل ىذه أبرز نقطة ينتقد على أساسها ىذا التحليل .
Vito Tanziأف ىنالك ؾبموعة من كمن ىذه الزاكية(التحليل من منظور اللحمة االجتماعية) يرل
اػبصائص االجتماعية جملتمع معُت قد زبتلف ُب ؾبتمع آخر ،فعلى سبيل اؼبثاؿ مدل عالقات التحفظ اليت تسود
الركابط ُب العالقات االقتصادية كاالجتماعية ،حيث ُب اجملتمعات اليت تسودىا عالقات التحفظ بسبب
االتصاالت الوثيقة فيما بُت صباعات اؼبواطنُت الذين تربطهم ببعضهم البعض عالقات ضبيمية كيتوقوف إلضفاء
الطابع الشخصي على معظم العالقات فإف دكر الدكلة كلما كاف كبَتا ،ازداد احتماؿ أف أف تستخدـ أدكاهتا من
4
قبل اؼبوظفُت العامُت كاؼبستخدمُت اؼبدنيُت حملاباة ؾبموعة معينة .كغَت بعيد عما أسلفنا ذكره يرىAmselle1992
1
Doig Alan and Mclvor Stephanie , )1999( , corruption and its control in the developmental context,Third World
Quarterly, vol20.Issue3,P659
2
World Bank ,)1992( ,Governance and Development , Washington
3
Ernest Gellner,)1981(,Muslim Sociéty, Cambridge University Press,New York
4فيتو تانزم ( ،ديسمرب ،)1995الفساد ُب األنشطة اغبكومية كاألسواؽ ،ؾبلة التمويل ك التنمية ،العدد ،24ص26
2
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
أف توريد األعماؿ اإلدارية لطائفة الشخص (حيو ،مدينتو ،زمرتو ،قبيلتو)..ىي حالة طبيعية ُب النفس البشرية ُ 1ب
إشارة كاضحة لتربير ترابط اجملموعة للرشوة اليت زبدمها .كباؼبثل فإف Scott1969يبيز بُت فساد القرابة كفساد
2
اؼبساكمة حيث تعكس األكٔب العالقات اإلثنية الطائفية اؼبعتمدة على ثقافة األفراد ،كيساند F. Bayard 1992
نفس اؼبفهوـ حيث يعترب أف اغباجة النفسية ػبدمة األقارب تفوؽ االىتماـ باؼبصلحة العامة اليت تبدك بعيدة ،3إف
الفساد حسب األدبيات اؼبذكورة ىنا مرتبطة بالعالقات اإلنسانية الوثيقة اليت تعترب القرابة على رأسها كمن ٍب
االنتماء إٔب زمرة أك طائفة أك ؾبموعة معينة
من اؼبفاىيم السابقة استنسخ مفهوـ أخطر يدعم ركائز الفساد ُب اجملتمع ،كىو اعتباره طريقا للعودة إٔب التوازف
االجتماعي 4أين ربتضنو اجملتمعات اؼبضطهدة بدعول اسًتجاع اغبقوؽ .
الفساد من ىذا اؼبنظور ىو ربايل كانتهاؾ ُب القيم كالعالقات السياسية خاصة بعد اإلشارة إٔب أف عآب
السياسة دبا يوفره من امتيازات ألعوانو يعترب فضاء خصبا للممارسات الفاسدة أين يربز صراع تبادؿ اؼبصاّب على
حساب القيم كاؼببادئ كُب ىذا الصدد يشَت H.S.Beckerإٔب أف الفساد فعل تنطبق عليو ظبة التبادؿ فوراء
اؼبصاّب اؼبتبادلة أك التقدير اؼبإب لعمل ما يتمحور اػبالؼ على ارتكاز قيم متدرجة سياسيا حيث تتقدـ اؼبصلحة
اػباصة على العامة 6كعلى ىذا األساس فإنو يبكن اعتبار الفساد كفقا ؼبا يقره Hungton Samuelسلوك يتضمن
1
Jean Cartier-Bresson, )1992 (,elements d’analyse pour une économiede la corruption, Revue Tière
Monde,n°131,juillet-septembre
2
Scott, James C, )1969 (,The Analysis of Corruption in Developing Nations , Comparative Studies and History.
3
F. Bayard, )1992(, Malversations et corruption dans les finances françaises , Paris .
4
Jean Cartier-Bresson ,)1997(, Pratiques et contrôle de la corruption , association d’économie financière,
Montchrestien
5سوزاف ركز أكرماف ،)2003(،الفساد كاغبكم ’ األىلية للنشر ،عماف األردف ،الطبعة األكٔب.
6بيَت الكوـ ،ترصبة سوزاف خليل ، )2003 ( ،الفساد ،عُت للدراسات كالبحوث اإلنسانية كاالجتماعية مصر ،الطبعة األكٔب ،ص 37
3
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
يتضمن اكبراؼ اؼبسؤكلُت العامُت كانتهاكهم لألسس اليت يقوـ عليها النظاـ السياسي لتحقيق مصاغبهم اػباصة .1
كال نستطيع بناء اؼبفهوـ السياسي للفساد دكف كلوج مفهوـ الزبونية السياسية اؼبفهوـ األكثر مناىضة
للشفافية كالديبقراطية كالذم يركز دعائم مفهوـ الرشوة فيما ىبص العالقات السياسية .فالزبونية مرتبطة بأنظمة
اغبكم غَت الديبقراطية ،كاليت ال زالت ٓب تبغ مستول متطورا ُب مؤسسة السلطة كدكلة اؼبؤسسات اؼببنية على
حكم القانوف أم اليت ال زالت ُب مستول تشخيص السلطة حيث أف السلطة اؼبشخصة تقوـ على زبناء يوالوف
اغبكاـ كيستمدكف نفوذىم منهم ال من ثقة اؼبواطنُت الذين صوتوا لصاغبهم.كعلى ضوء ما تقدـ يعرؼ الفساد
"كتكلفة تربير لشرعية اغبكم اؼبتسلط من قبل الفاعلُت ُب اغبقل السياسي ،االجتماعي ،الثقاُب كاالقتصادم كُب
أجهزة الدكلة على اختالفها ،كىي البديل األقل تكلفة سياسية من القمع كاإلرغاـ" . 2
كألف األدبيات اليت تناكلت الفساد من الشق االقتصادم كثَتة كمتنوعة سنحاكؿ من جهتنا تبويبها بشكل
بسيط،مركزين على أىم اؼبعطيات االقتصادية اليت تناكلتها ىذه األدبيات،كعلى ىذا األساس نقًتح تقدًن مفهوـ
الفساد من اؼبنظور االقتصادم ُب شقُت رئيسيُت :
1
Huntington, S.P ,) 1968 (, Modernization and corruption , in Political order in Changing Societies
2عبد العزيز النويضي ،)2008 (،الرشوة ك الزبونية السياسية –مبوذج اؼبغرب، -ؾبلة نقد للدراسات كالنقد االجتماعي ،العدد 25اؼبعنوف بالنهب كالفساد ،خريف –شتاء .
3
Jens Chr. Andvig and Odd-Helge Fjeldstad, Inge Amundsen, Tone Sissener, Tina Søreide , )2000( ,Research on
Corruption ; A policy oriented survey , Commissioned by NORAD, Final report, December 2000, Chr.
Michelsen Institute (CMI) & Norwegian Institute of International Affairs (NUPI) , P 12.
4
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
1
Mauro Paolo, )1998( ,Corruption :causes,consequences,and agenda for further research, Finance and
development ,P11
2
R.D.Tollisson ,) 1982 (rent-seeking : a survey , kyklos 35(4) .
3
Becker, G.S. and G.J. Stigler ,) 1974( , Law enforcement, malfeasance, and the compensation of Enforcers ,
Journal of Legal Studies.
4
Jean Cartier-Bresson , )1997(, Pratiques et contrôle de la corruption , association d’économie financière,
Montchrestien
5
Jean Cartier-Bresson, (1992) , elements d’analyse pour une économiede la corruption, Revue Tière
Monde,n°131,juillet-septembre
5
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
كقد ًب ُب ىذه اؼبرحلة استعماؿ مصطلح الفساد من قبل أعرؽ اؼبفكػرين ،الفالسفة كرجاؿ الدين من
أمثاؿ "Platon, Aristote, Thucy-did et Machiavel " :بغرض اإلشارة إٔب كل أفعاؿ األفراد اليت زبل
باؼبعايَت األخالقية للمجتمع ،1كلعل ىذا يربز بوضوح أف مركز ثقل مفهوـ الفساد كاف مرتبطا جبميع التجاكزات
األخالقية اليت بدكرىا تنعكس على اجملتمع مباشرة كمن ٍب على صبيع اؼبستويات الثقافية ،السياسية كالعقائدية،كىنا
تظهر بوضوح اؼبساحة الواسعة اليت ازبذىا الفساد ُب تلك اغبقبة.كفقا ؼبا تقدـ فقد ظل الفساد كلزمن طويل
ؿبتكرا من طرؼ باحثي علم االجتماع كالفلسفة السياسية كاؼبدارس القانونية التقليدية كفق نظرة مشولية تعترب
الفساد اكبرافا عن اؼبعايَت كالقيم اؼبتعارؼ عليها ُب ؾبتمع معُت كُب فًتة زمنية معينة.
،كمن أبرز األمثلة على ذلك 2قبد أف أرسطو Aristoteأثناء تصنيفو للنظم السياسية قدـ أىم النظم الفاسدة من
خالؿ ىيمنة كحكم الفرد كنزكعو ؼبمارسة االستبداد كالطغياف على األعضاء الذين يكونوف ؾبتمع اؼبدينة كتعد
النظم اؼبلكية اؼبطلقة كحكم األقلية إحدل النظم األكثر فسادا من بقية النظم كاغبكومات األخرل .
1
Johnson M., (1996), The Search for Definitions : The Vitality of Politics and the Issue of Corruption, Revue
)International des Sciences Socials n°149, P( 371-387
2
عبدكؿ مصطفى ربت إشراؼ غضباف مربكؾ ،) 2008/2007 ( ،تأثَت الفساد السياسي ُب التنمية اؼبستديبة (حالة اعبزائر ، )2006-1995مذكرة ماجستَت ،زبصص
تنظيمات سياسية كإدارية ،جامعة باتنة ،ص 28
6
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
Adam ُب نفس اإلطار كُب فًتة الحقة (الفكر الكالسيكي)قبد أف األب الركحي لالقتصاد آدـ ظبيث
Smithسار على نفس درب كل من دافيد ىيوـ David Humeكبرنارد ماندفيل ، Bernard Mandvilleىذا
األخَت الذم انطلق من مسلمة أساسية أف اإلنساف تواؽ كؿبب بطبيعتو للهو كالراحة كاؽبناء كلذلك فإف صبيع
اعبهود اليت يبذؽبا تتجو كبو ربقيق منفعتو الشخصية ،حيث يرل آدـ ظبيث Adam Smithبأف اإلنساف ينجذب
دائما كبو ربقيق رغباتو ليثبت ميوالتو ذباه اآلخرين فاألنانية ىي احملرؾ األكثر استعماال لتحقيق مطالب كنزكات
األفراد.1كمن ىنا كانت نواة الفكر اللربإب اليت تفيد بأف البحث عن اؼبنفعة الفردية يبثل العقالنية كيدفع إٔب
التصرفات الرشيدة ،كوبفز التنافس الذم يكوف السوؽ مكانو أين يتحكم العرض كالطلب كليس األخالؽ ،ككوف
القاعدة األساس للتعامل االقتصادم ىي اؼباؿ باعتباره ؿبددا لقيمة التبادؿ ،إال إنو ال يتوقف عند ىذا اغبد ،بل
يتعداه ليصبح ىدفا ُب حد ذاتو كهبذا يبحث األفراد عن شىت السبل للحصوؿ على أرباح أكرب كىذا ما جعل
Marxيؤكد بأف اؼباؿ ىو الذم يفسد الفرد .2
كزبص ىذه اؼبرحلة بداية اؼبرحلة اؼبعاصرة اليت تلت اغبربُت العاؼبيتُت ،أين ًب االىتماـ أكثر بتنظيم شؤكف
الدكؿ كعالقاهتا اػبارجية ،كبالنسبة ؽبذه اؼبرحلة فرغم اذباه مفهوـ الفساد كبو التخصيص كتناكؿ أبعاده االقتصادية
من لدف قدماء االقتصاديُت اؼبعاصرين ،إال أنو ٓب يكن ؿبور دراسات اقتصادية كلية عميقة ،بل سبحور أساسا ُب
دراسات علماء اإلدارة كالقانوف من منطلق كونو سلوؾ اكبراؼ عن الوظيفة العامة كهبذا الزـ البعد اإلنساين
كاالجتماعي للمفهوـ ُب ىذه اؼبرحلة كمن بُت األعالـ الذين تناكلوه ُب ىذا السياؽ نذكر
(Nye 1967, Heidenheimer 1970 ,Berg.Hahn et Schmidhauser1976, Jacek Tarkowski1989
), Becker.Gary1968 , Klitgaard Robert 1988, Rose-Ackerman Susan 1978,J.C.Scott 1972 ...
1
Isabelle Delattretraductrce(2003), La corruption a foison regard sur un phénomène tentaculaire ,La harmattan
,p16.17
2نفس اؼبرجع السابق ،ص 32
7
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
كنبن ذبدر اؼبالحظة إٔب أنو ُب مطلع التسعينات ظهرت اجتهادات أكثر حوؿ تناكؿ مفهوـ الفساد
كمتغَت ُب االقتصاد الكلي للدكؿ(التنمية ،اغبكم الراشد ،العوائد القومية ،الناتج الوطٍت ،البطالة ،الفقر )...ك
كىنا كاف الًتكيز على تأثَت الفساد على العملية التنموية كمن أبرز األظباء اليت تناكلت اؼبوضوع بالتحليل كالبحث
الذم انصب أكثر على الشق اؼبيداين من خالؿ استطالعات الرأم ك ذبميع كتنسيق اؼبعلومات عن اجملمعات
االقتصادية الكلية كتأثرىا بالفساد نذكر على سبيل اؼبثاؿ ال اغبصر كحسب أنبية الدراسات (لكثرة األظباء اليت
سانبت ُب ىذا السياؽ):
استمر الًتكيز على تناكؿ مفهوـ الفساد من الشق االقتصادم بشكل أكسع مع مطلع األلفية الثالثة
حيث شهدت ىذه الفًتة التفاؼ العآب بشقيو النامي كاؼبتقدـ حوؿ ملف الفساد كال أدؿ على ذلك من مساعي
اؼبنظمات اغبكومية كغَت اغبكومية كصبعيات األعماؿ كاجملتمع اؼبدين لتكثيف اعبهود كبو مكافحة الفساد ما أفرز
حبوثا أكثر عمقا توجهت على اػبصوص لدراسة إشكالية الفساد على صعيد االقتصاد اعبزئي كمن ٍب على
مستول اؼبؤسسات (حوكمة الشركات، 1شفافية اؼبنافسة،نزاىة بيئة األعماؿ )...كمن أبرز األظباء اليت أسهمت ُب
ربليل ىذا اعبانب
1طارؽ عبد العاؿ ضباد،)2005( ،حوكمة الشركات (اؼبفاىيم ،اؼببادئ التجارب)،الدار اعبامعية اإلسكندرية،مصر
8
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
2
-بالنسبة للبنك الدولي " :الفساد ىو استغالؿ أك إساءة استعماؿ الوظيفة العامة من أجل اؼبصلحة اػباصة"
1
فراس مسلم أبو قاعود ،)2013(،الوقاية من الفساد اإلدارم كمكافحتو من منظور الفكر اإلسالمي ،ؾبلة كلية بغداد للعلوـ االقتصادية اعبامعة ،العدد 36
2نزيو عبد اؼبقصود ؿبمد مربكؾ )2013(،الفساد االقتصادم أساليبو أشكالو كأثاره أليات مكافحتو ،دار الفكر اعبامعي -اإلسكندرية ،ص 32
9
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
-بالنسبة لصندوق النقد الدولي ":الفساد يعربعن عالقة األيادم الطويلة اؼبتعمدة اليت هتدؼ لالستفادة من
ىذا السلوؾ لشخص كاحد أك ؾبموعةذات عالقة باآلخرين" 1
-بالنسبة لمنظمة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد :الفساد عموما ىو كل عمل يتضمن سوء استخداـ
اؼبنصب العاـ لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسو أك صباعتو ،كبعد عديد االجتهادات كثقت اؼبنظمة التعريف
اؼبوإب"الفساد ىو السلوؾ الذم يبارسو اؼبسئولوف ُب القطاع العاـ كاػباص سواء كانوا سياسيُت أك موظفُت مدنيُت
2
هبدؼ إثراء أنفسهم أك أقارهبم بصورة غَت قانونية كمن خالؿ إساءة السلطة اؼبمنوحة ؽبم"
3
-بالنسبة للبنك اإلفريقي للتنمية يعتربه "استعماؿ العوف العمومي لقوة منصبو كذلك للبحث عن االمتيازات"
يعترب الفساد االقتصادم"إساءة الوظيفة العمومية أك اػباصة لصاّب -من جهتو البنك األسيوي للتنمية
اػبواص"كىو بذلك يتهم القطاع اػباص دبثل القطاع العاـ بالتواطؤ ُب الظاىرة .
التعريفاف األخَتاف يتهماف القطاع العمومي باؼبسؤكلية اؼبطلقة عن الفساد كيعترباف أف كل االكبرافات اؼبوجودة ُب
القطاع العاـ ىي ؿبصلة طبيعية للفساد االقتصادم كفق مصاّب أطرافو ،كما أف ىذه االكبرافات سببا مباشرا ُب
عرقلة القطاع العمومي كمن ٍب مسار النشاط االستثمارم ،االقتصادم ك التنموم.
:سبحورت تعاريف أبرز اؼبنظمات الدكلية كبنوؾ **تحليل مضامين تعاريف المنظمات الدولية واإلقليمية
التنمية اإلقليمية كاحمللية ُب اعتبار الفساد "سوء استخدـ الوظيفة للمصلحة الشخصية"
-تركيز اؼبنظمات الدكلية على الفساد االقتصادم من شقو اإلدارم :تعترب اإلدارة ىي مركز القوة ك القرار ُب
الوحدة االقتصادية العامة كاػباصة على حد سواء ،كمن ٍب اؼبناخ األنسب لتنامي الفساد ،كىو ما جعل اؼبفهوـ ُب
شقو اإلدارم يفرض نفسو بقوة عند ىذا اؼبستول من التحليل .
-تركيز اؼبنظمات الدكلية على الفساد االقتصادم ُب الوظيفة العمومية :حيث ذبمع التعاريف السابقة كغَتىا من
التعاريف غَت اؼبذكورة على اعتبار الفساد االدارم كاؼبإب :انتهاؾ القوانُت كاالكبراؼ عن تأدية الواجبػ ػ ػ ػػات الرظبية
ُب القطاع العاـ لتحقيق مكسب مإب شخصي ،كىو هبذا يبس اإلخالؿ بشرؼ الوظيفة كمهنيتها كبالقيم
كاؼبعتقدات اليت يؤمن هبا الشخص ،ككذلك ىو اخضاع اؼبصلحة العامة للمصاّب الشخصية ،كغالب ػان ما يكوف عن
طريق كسطاء كاليكوف مباشران ..كالفساد هبذا موجود ُب كافة القطاعات اغبكومية منها كاػباصة فهو موجود ُب
أم تنظيم يكوف فيو للشخص قوة مسيطرة أك قوة احتكار .
1
IMF )1999(. Corruption Around the world .IMF Working paper Washington.1999 p08
2
Parwezfarsan ,(2007),administrative corruption in india university of heidelberg , p 03 .
3
Philippe Montigny ,(2006),L’entreprise face à la corruption internationale, Preface de François Périgot , Ellepses
edition marketing
10
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
-1الفساد باعتباره وسيلة غير شرعية للتأثير على القرارات وتوجيهها :تعترب اإلدارة ىي مركز القوة ك القرار
ُب الوحدة االقتصادية العامة كاػباصة على حد سواء ،كمن ٍب اؼبناخ األنسب لتنامي الفساد االقتصادم ،كىو ما
جعل مفهوـ الفساد ُب شقو اإلدارم يفرض نفسو عند ىذا اؼبستول من التحليل ؾ"سوؽ سوداء غبقوؽ اؼبلكيات
أين تعطى للموظفُت العموميوف القدرة على ازباذ القرار ،فالرشوة إذف كسيلة مرنة غَت شرعية للتأثَت على القرارات
اإلدارية " B.Benson J.Baden1كىذا التعريف بدكره يركز على األعواف العموميوف كمرتشوف أساسيوف خاصة
منهم أصحاب القرار .ك مع تداعيات العوؼبة كاالنفتاح تتسع رقعة القطاع اػباص الذم ال يستغٍت أبدا عن قرارات
الدكلة ،كمن ٍب يبدك الفساد كوسيلة لتكييف ىذه القرارات كفق مصاغبو .
-2الفساد باعتباره وسيلة غير شرعية الستغالل المعلومات قصد تقليل المنافسة :مع تزايد حدة اؼبنافسة
تصبح اؼبعلومة رىانا أساسيا للتقليل من الشك االقتصادم فَتتفع شبن اغبصوؿ عليها الستغالؿ الفرص اؼبتاحة
كمواجهة اؼبنافسة.كالفساد االقتصادم ىو الوسيلة غَت الشرعية للحصوؿ على اؼبعلومة األكثر مالئمة،كُب ىذا
السياؽ يرل " Meny 1992أف أطراؼ الفساد االقتصادم تضع ُب اغبسباف دكرة اؼبعلومات ُب مستويات اإلدارة
2
اؼبختلفة للتقليل من عدـ اليقُت كإضعاؼ اؼبنافسة "
-3الفساد يتمثل في العرض و الطلب للبحث عن العوائد :كىنا يربز مفهوـ الفساد االقتصادم من زاكية
3
" اجملتمع يبحث عن R.Tollisson السوؽ الذم يلتقي فيو العرض كالطلب كعلى ىذا األساس ندرج مفهوـ
Becker68-74 العوائد كالفساد شكل خاص كال شرعي للبحث عن العوائد " .من جهتو كُب نفس السياؽ
يوضح أف "االقتصاد السياسي للفساد وبلل اؼبواجهة بُت عرض الفساد كطلبو حسب مبادئ السوؽ كمن منطق
اقتصاد اعبريبة كُب ىذا السياؽ فإف عرض الرشوة ك الطلب عليها نبا اؼبنفذ الوحيد لتحسُت اؼبداخيل ،كىذا ما
1
Jean Cartier-Bresson,(1992),elements d’analyse pour une économiede la corruption,Revue Tière
Monde,n°131,juillet-septembre
2
MENY Y,(1992), La corruption de la République, Paris, éditeur Fayard,
3
R.D.Tollisson ,(1982), rent-seeking : a survey , kyklos 35(4) , 1982
11
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
يستوجب مقارنة األرباح احملتملة باػبسائر احملتملة ( ـباطر العقاب ) فالعرض كالطلب إذف يتطوراف حسب درجة
.1
العقوبة احملتملة"
على ضوء ما تقدـ يبكن اعتبار الفساد االقتصادم"كسيلة غَت شرعية للحصوؿ على اؼبعلومات كالتأثَت على
القرارات باستغالؿ الوظائف العامة غبساب اؼبصاّب الشخصية كفق مبادئ السوؽ اؼبتمثلة ُب العرض كالطلب بغية
ربقيق عوائد كامتيازات تتأثر بدرجة اؼبخاطر احملتملة" .2
**كل اكبراؼ عن اؼبعايَت اليت يضعها اجملتمع مهما كاف بعدىا تعترب فسادا.
**كلما كاف اجملتمع أكثر اتزانا سيكوف أكثر تشددا مع الفساد ألنو سيضع معايَت أكثر دقة
**مفهوـ الفساد مفهوـ نسيب قد ىبتلف من زمن آلخر أك مكاف آلخر (مثاؿ شرب الكحوؿ يعترب طبيعيا ُب
اجملتمعات غَت اؼبسلمة كفسادا ُب اجملتمعات اؼبسلمة ،عما اؼبرأة ُب بعض اجملالالت يعترب فسادا ُب زمن
سابق)....
على ضوء ما تقدـ -كحىت نكوف أكثر دقة -نصوغ بأسلوبنا التعريف اعبامع اؼبفصل التإب " :الفساد
االقتصادم كاؼبإب ىو سلوؾ اكبراؼ عن اؼبعايَت االقتصادية،االجتماعية كالسياسية اؼبتعارؼ عليها عن طريق
انتهاؾ الواجبات اإلدارية كالسياسية االعتيادية أك التحايل عليها(قد يكوف بطريقة قانونية) للتأثَت ُب القرارات أك
كسب اؼبعلومات الكفيلة بتقليل الشك االقتصادم كالسياسي لصاّب فئة معينة ُب بلد معُت كُب فًتة ؿبددة بغية
حبث أطرافها (من القطاعُت العاـ كاػباص)عن عوائد كمداخيل كامتيازات تكوف مادية للبعض ،اثنيو أكسياسية
للبعض اآلخر،أك قد تكوف حبثا عن مركز ريادم ُب السلم االجتماعي ،يتحملها ُب األخَت اجملتمع ،االقتصاد
الوطٍت كالنظاـ كمنو الفرد كمستهلك هنائي ككمواطن ".
1
Becker, G.S. and G.J. Stigler ,(1974), Law enforcement, malfeasance, and the compensation of Enforcers ,
Journal of Legal Studies
2تعريف شامل خاص باأل ستاذ
12
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
حيث يتم التصنيف حسب درجة االتفاؽ بُت رؤية النخبة كالعامة لتصرؼ معُت على أنو فساد كيستحق
العقوبة .1ىنا قبد تصنيف الفساد باأللواف كفقا لدرجة إدراؾ اجملتمع لو من األبيض إٔب األسود .2
***الفساد األبيض :كيعٍت إف ىناؾ اتفاؽ كبَت من قبل اعبمهور كاؼبوظفُت العاملُت ُب اعبهاز اإلدارم على
تقبل كاستحساف العمل اك التصرؼ اؼبعٍت .أم تعاطف الغالبية العظمى مع الظاىرة كبالتإب ال نلمس جهودا بارزة
ؼبكافحتو حيث يصبح حالة عادية عادية تتعايش مع اجملتمع،كحسب Heidenheimerفإف الرشوة البيضاء جنحة
تقبلها النخب كتتساىل الشعوب بشأهنا ،كرغم كجود قواعد قانونية جنائية ُب أكثر األحياف فإنو ال ينظر إليها
بوصفها تعديات على القيم األساسية للمجتمع كبالتإب فإنو ال يتبعها رفض اجتماعي.مثاؿ :قد يعترب فتح كشك
صغَت بدكف رخصة مقبوال إٔب حد بعيد ُب بعض اجملتمعات ُب ظل غياب فرص العمل
***الفساد األسود :كيشَت إٔب اتفاؽ اعبمهور كاؼبوظفُت العاملُت ُب اعبهاز اإلدارم على إدانة عمل أك تصرؼ
سيئ يعتربه Heidenheimerشديد اػبطورة مقارنة بسابقق،حيث هبمع الشعب كالنخبة معا على أنو انتهاؾ
صارخ للمعايَت األخالقية كالقانونية كمن ٍب ذبب إدانتو ،مالحقتو ،كمعاقبة مقًتفيو .
1ىايدهنايبر .أرنولد ج ، )1996 (،معآب الفساد :دراسة من منظور مقارف ،اجمللة الدكلية للعلوـ االجتماعية اليونسكو ،القاىرة العدد 149ص57
2
بيَت الكوـ ،ترصبة سوزاف خليل ، )2003 ( ،الفساد ،عُت للدراسات كالبحوث اإلنسانية كاالجتماعية مصر ،الطبعة األكٔب ،ص 10
13
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
***الفساد الرمادي :كظبي بالفساد الرمادم لعدـ إمكانية احتسابو على أم نوع من النوعُت السابقُت كيدؿ
على عدـ اتفاؽ أك إصباع بُت النخبة كالعامة على اعتبار فبارسة معينة فاسدة ،كبالتإب ال هبمعوف على إدانتها
كمن أمثلة ذلك قضايا التمويل السياسي اليت تعتربىا النخبة من ضركريات اغبياة السياسية بينما يفندىا الشعب.
***الفساد الصغير (:فساد الدرجات الوظيفية الدنيا) كىو الفساد الذم يبارس من فرد كاحد دكف تنسيق مع
اآلخرين لذا نراه ينتشر بُت صغار اؼبوظفُت عن طريق استالـ رشاكل من اآلخرين .
*** الفساد الكبير ( :فساد الدرجات الوظيفية العليا من اؼبوظفُت) كالذم يقوـ بو كبار اؼبسؤكلُت كاؼبوظفُت
لتحقيق مصاّب مادية أك اجتماعية كبَتة كىو أىم كامشل كاخطر لتكليفو الدكلة مبالغ ضخمة .
***فساد القمة :يتعامل بو كبار متخذم القرار ك اؼبسؤكلُت ُب الدكلة من رؤساء ككزراء كجنراالت كغَتىم كيبتد
حىت إٔب التعامل مع اػبارج
***فساد الطبقة الوسطى :يتعامل بو متخذك القرار كاؼبسؤكلوف األدىن درجة من سابقيهم كىم الذين يسَتكف
اؼبؤسسات العمومية من مدراء كمندكبُت ،كيتورطوف غالبا مع فبثلي القمة لتمرير فسادىم...
***فساد القاعدة :ىو اؼبنتشر بُت أفراد الطبقة العادية من الشعب كاؼبوظفُت العموميُت كيكوف عادة الزبلص من
البَتكقراطية كالركتُت اإلدارم
اؼبؤسسة العربية لضماف االستثمار،)1999( ،الفساد ،آثاره االقتصادية كاالجتماعية ،كسبل مكافحتها ،سلسلة اػبالصات اؼبركزة ،ص 2 1
14
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
ضغط طرؼ آخر -كإف كانت أغلب اؼبفاىيم تعترب الظركؼ طرؼ ثاف ُب ىذه األعماؿ الفاسدة -نظرا لدرجة
تشتت األعماؿ الفاسدة الفردية فإهنا تعترب عشوائية حيث ال ىبدـ العمل الفاسد الفردم عمال فاسدا فرديا آخر
كال يتعاكنوف بل وبذر بعضهم بعضا ألف أغلب اؼبفسدين الذاتيُت ال يعرفهم الغَت هبذه الصفة كىو ما يصعب من
مهمتهم ،كلعل ىذا ىو سبب قلة اؼبفاىيم اليت تناكلت الفساد من ىذا اؼبنظور.
***الفساد التآمري :كيشارؾ ُب عملية الفساد من ىذا اؼبنظور طرفاف أك أكثر ،كقد صبت أغلب مفاىيم الفساد
ُب ىذا السياؽ ،كظبي بالتآمرم ألنو اتفاؽ أك مؤامرة بُت طرفُت أك أكثر لالستيالء على اؼباؿ العاـ أك اإلخالؿ
بالقواعد األخالقية أك القانونية أك االقتصادية ،1ىذا اؼبفهوـ للفساد ىو األكثر ركاجا ألنو ببساطة األكثر تواجدا
ُب اجملتمعات كمرد ذلك إٔب اللحمة اليت تنشأ بُت أطرافو ك اليت تؤمن ؽبم اغبماية ؾبتمعُت من األخطار اػبارجية
على عكس الفساد الفردم ،كذلك ما يبيز ىذا النوع من الفساد كونو منظم كتقل العشوائية فيو عن سابقو
كذلك أنو لكي يراعي مصاّب صبيع أطرافو يتكافلوف إلبعاده عن دائرة اػبطر ُب شكل شبكات كؽبذا يسمى
بالفساد اؼبنظم كأمثلتو عديدة كاعبريبة اؼبنظمة ،شبكات اؼبافيا ،شبكات األسلحة ،شبكات العملة ،شبكات
الرشوة،...باختصار فمفهوـ الفساد من ىذا اؼبنظور ىو عالقة تآمرية بُت جهات رظبية كأخرل غَت رظبية تعترب
غطاء ؽبا كاليت تسمح خبلق الثقة بُت متعامليها لتنظيم اؼبعامالت كتطوير العمليات اليت هتدؼ إٔب ربالف ُب
اؼبعلومات ك القرارات. 2
ذبدر اإلشارة إٔب كجود عديد التصنيفات األخرل ،كفقا ؼبعايَت متعددة ،على شاكلة التفريق بُت الفساد
احمللي كالفساد األجنيب ،كالتفريق بُت الفساد اإلرادم كالالإرادم (القسرم كالطوعي)،التفريق بُت الفساد اؼبنظم
كالعشوائي.....
1ضبدم عبد العظيم ، ) 2008 ( ،عوؼبة الفساد كفساد العوؼبة ،الدار اعبامعية اإلسكندرية ،ط ،1ص43
2 Nicolas Hayoz ,) 1993( , Corruption et politique dans la société moderne , Cahiers du Centre
Interdisciplinaire d’Etique et des Droits de l’Homme.
15
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
**الفساد اؼبإب ىو ذلك السلوؾ اؼبناُب للقوانُت كاألخالؽ كالقائم على اإلخالؿ باؼبصاّب كالواجبات العامة من
خالؿ استغالؿ اؼباؿ العاـ لتحقيق مصاّب خاصة .1فالفساد اؼبإب إذف يتمثل ُب كل اؼبخالفات اؼبالية كـبالفة
القواعد ك األحكاـ اؼبالية اليت تنظم سَت العمل اإلدارم كاؼبإب ُب الدكلة كمؤسساهتا ،كـبالفة التعليمات اػباصة
بأجهزة الرقابة اؼبالية كيشمل :صفقات السالح ،اعبريبة اؼبنظمة ،التهرب الضرييب كاعببائي ،ىدر اؼباؿ العاـ..إْب .2
-2الفساد إلاداري:
**الفساد اإلدارم ىو ؾبموعة األعماؿ اؼبخالفة للقوانُت كاؽبادفة للتأثَت بسَت اإلدارة العامة أك قراراهتا أك أنشطتها
هبدؼ االستفادة اؼبادية اؼبباشرة أك غَت اؼبباشرة ،3فالفساد اإلداريإذنويتعلق دبظاىر الفساد كاالكبرافات اإلدارية
كالوظيفية أك التنظيمية كتلك اؼبخالفات اليت تصدر عن اؼبوظف العاـ إثناء تأديتو ؼبهاـ كظيفتو ُب منظومة
التشريعات كالقوانُت كالضوابط كمنظومة القيم الفردية اليت ال ترقى لإلصالح كسد الفراغ لتطوير التشريعات
كالقوانُت اليت تغتنم الفرصة لالستفادة من الثغرات بدؿ الضغط على صناع القرار كاؼبشرعُت ؼبراجعتها كربديثها
باستمرار.
يعترب الفساد اإلدارم كاؼبإب كاجهة للفساد االقتصادم ،حيث أف جل األحباث التناكلة للفساد ُب شقو
االقتصادم تركز على اعبانبُت اإلدارم كاؼبإب ،كزبتزؿ فبارساتو ُب ىذين اعبانبُت كما سنوضح ُب اعبزئية اؼبوالية.
توافقا مع تعريفنا السابق للفساد اؼبإب ،قبد لو عديد اؼبمارسات (اؼبظاىر) كاليت نذكر أنبها على سبيل
اؼبثاؿ ال اغبصر فيما يلي:
الرشوة :كتعٍت حصوؿ الشخص على منفعة تكوف مالية ُب الغالب لتمرير أك تنفيذ أعماؿ خالؼ
التشريع أك أصوؿ مهنية ، 4كىي أيضا سبثل كل نفع وبصل عليو مسبقا موظفا نتيجة تنفيذه عمال غَت قانوين
لصاّب الراشي ،أك حىت اإلمتناع عن تنفيذ عمل هبدؼ إغباؽ ضرر بطرؼ معُت ،على أف يتؤب اؼبستفيذ من عدـ
تنفيذ ىذا العمل دفع رشوة .
16
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
كيتطلب ربقيق الرشوة تفاعل بُت طرفُت ( الراشي كاؼبرتشي) ،الطرؼ األكؿ يبثل جانب العرض كيتعلق بأكلئك
الساعُت دكما للحصوؿ على مزايا أك مصاّب أك مكافئات أك مكاسب كالطرؼ الثاين يبثل جانب الطلب كىم
أصحاب اؼبراكز كالنفوذ كالسلطة الذين يقدموف ميزة أك أفضلية أك يسهلوف اغبصوؿ على مكاسب شخصية.
كىناؾ من يذىب إٔب التفريق بُت الرشوة اؼبوجبة(اؼبيسرة)كاليت تسهم ُب االلتفاؼ على األنظمة كالقوانُت غَت
الفعالة كالركتينية كبطرائق منتظمة من جهة كإضفاء الشرعية على سلوؾ دافعي الرشوة الراغبُت ُب اغبصوؿ على
صفقات كامتيازات معينة من جهة أخرل ،كقد يكوف أحيانا الغرض من تلك الرشوة كضع العراقيل أماـ اؼبستوردين
اؼبنافسُت ُب احمللي ،لذلك فستفعل الرشوة فعلها كآلية العرض كالطلب ،إال أنو باؼبقابل قد تؤدم الرشوة إٔب تدين
ُب مستول النوعية ُب اػبدمة أيا كاف نوعها أك زبفيض ُب التكاليف ُب العقود كالصفقات أك الصفقات من أجل
ربمل مبلغ الرشوة األعلى. 1
النصب واإلحتيال :ىو جريبة إقتصادية تتضمن نوعا من الغش يعمل على تزييف اغبقائق كاؼبعلومات
لتحقيق منافع خاصة كقد تتم عمليات اإلحتياؿ بوساطة مسؤكلُت أك موظفي حكومة ،اك سياسيُت نافذين.2
غسيل األموال :تعد من اعبرائم االقتصادية اغبديثة اليت ،ترتبط بالفساد كاعبريبة اؼبنظمة ،ال سيما منها
اؼبخدرات ،كالفساد السياسي ،الرشوة ،كالتهريب ،حيث ترتبط ىذه اعبريبة بالبنوؾ كاؼبؤسسات اؼبالية ؼبا توفره ىذه
األخَتة من قنوات كأساليب تستخدـ ُب غسيل األمواؿ غَت النظيفة ،ىدفها األساسي إضفاء الشرعية على أمواؿ
غسيل أك تبيض األمواؿ إذف ىو استخداـ كسائل مالية مشركعة ىي ُب األصل ذات مصدر غَت مشركع 3ؼ
فهو إذف لتغطية التعامالت اؼبالية اؼبمنوعة أك غَت النظامية لتضليل السلطات الرظبية كشرعنة األمواؿ الفاسدة
جريبة اقتصادية هتدؼ إٔب إضفاء شرعية قانونية على أمواؿ ؿبرمة (ـبدرات ،ذبارة السالح ،اختالسات ،رشاكم
)...،لغرض حيازهتا أك التصرؼ فيها أك إدارهتا أك حفظها أك إستبداؽبا أك إيداعها أك إستثمارىا أك ربويلها أك
نقلها أك التالعب ُب قيمتها
االبتزاز :أم اغبصوؿ على أمواؿ من طرؼ معُت ُب اجملتمع مقابل تنفيذ مصاّب مرتبطة بوظيفة الشخص
اؼبتصف بالفساد.
اختالس المال العام :كيقصد بو" استيالء العاملُت أك اؼبوظفُت ُب مكاف ما على ما بأيديهم من أمواؿ
1عمر القاضي ،الفساد اإلدارم ك إمكانيات اإلصالح االقتصادم ،ص، 6- 5تاريخ التصفح www.transparency-kwait.org/index.php2012/5/2
2
ابتهاؿ ؿبمد رضا داكد ،)2016(،الفساد اإلدارم كآثاره السياسية كاإلقتصادية مع إشارة خاصة أب ذبربة العراؽ ُب الفساد ،ؾبلة دراسات دكلية ،العدد ، 48بغداد .
3
ابتهاؿ ؿبمد رضا داكد،)2016(،مرجع سابق
17
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
نقدية ككبوىا بدكف سند شرعي"1ىو نوع خاص من السرقة إذ يتمثل ُب االستيالء على اؼباؿ العاـ من قبل من
أككل إليو أمر إدارتو أك جبايتو اك صيانتو.
نهب المال العام :أم اغبصوؿ على أمواؿ الدكلة كالتصرؼ هبا من غَت كجو حق بشكل سرم ربت
مسميات ـبتلفة.2
تبديـد المال الـعـام :كتتحقق ىذه اعبريبة عند قياـ اؼبؤسبن على اؼباؿ بإخراجو من حيازتو باستهالكو أك
التصرؼ فيو تصرؼ اؼبالك كأف يبيعو أك يرىنو أك يقدمو ىبة أك ىدية للغَت ، 3كما يُعترب من قبيل تبديد اؼباؿ
العاـ استخدامو من قبل اؼبسؤكؿ اإلدارم ُب أكجو غَت تلك اليت رصد ؽبا ُب األساس .
التزييف :ىو النسخ اؼبطابق لألصل من مصدر غَت شرعي هبدؼ الغش أك ىو التقليد كتقدًن اؼبقلد
على أنو األصل بغية تغيَت القرارات لصاّب اؼبزكر أك بغرض الًتبح اؼبباشر (.تزييف العملة ،تزييف اؼباركات
كالعالمات التجارية كتقليد البضائع حيث أف اؼبننتجات اؼبزيّمفة تكوف عادة أدىن مستول من اؼبنتجات
األصلية،تزييف أك تزكير أختاـ الدكلة كالدمغات كالطوابع ...
على أساس ما تقدـ لبلص إٔب أف التزكير يعٍت التغيَت ُب احملتول كالتالعب بو أما التزييف فهو النسخ اؼبطابق
لألصل
التهرب الضريبي :التهرب الضرييب ىو عبارة عن صبيع اؼبخالفات القانونية اليت تعٍت عدـ االمتثاؿ
للتشريع أك استعماؿ الفجوات القانونية لصاّب التملص من دفع الضريبة جبميع الوسائل كاألشكاؿ سواء تعلق
األمر باغبركات اؼبادية كالعمليات احملاسبية سواء بالكل أك باعبزء اؼببلغ الواجب الدفع ػبزينة الدكلة الذم تستعملو
1
حسن شحاتو ،)1999(،حرمة اؼباؿ العاـ ُب الشريعة السلمية ،دار النشر للجامعات ،القاىرة،ص36
2
أضبد أبو دية ،)2004(،الفساد :أسبابو كطرؽ مكافحتو ،منشورات االئتالؼ من أجل النزاىة كاؼبساءلة ،نشر أماف ،ص.3
3أحسن بوسقيعة )2006(،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،ط ،3الجزء الثاني ،دار هومة ،الجزائر ،ص .27
18
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
من اجل تغطية نفقاهتا االجتماعية كذلك هبدؼ الوصوؿ باجملتمع كاالقتصاد الوطٍت إٔب التنمية االقتصادية ،كهبذا
فإف التهرب قد يتم بطريقتُت :
**** مشركعة :باللجوء إٔب ثغرة موجودة ُب النصوص التشريعية القانونية اػباصة بالضريبة أم أنو ال يوجد ـبالفة
للنصوص القانونية)
***أكغَت مشركعة :ىو هترب مقصود من طرؼ اؼبكلفُت كذلك عن طريق ـبالفتهم عمدا ألحكاـ القانوف اعببائي
قصدا منهم عدـ دفع الضرائب اؼبستحقة عليهم إما باالمتناع عن تقدًن أم تصريح بأرباحو.أك بتقدًن تصريح
ناقص أك كاذب.أك إعداد سجالت كقيود مزيفة.أك االستعانة ببعض القوانُت اليت سبنع الدكائر اؼبالية االطالع على
حقيقة األرباح إلخفاء قسم منها
التهرب الجمركي :كأبطالو من كبار اؼبسؤكلُت على اعبمارؾ كبعض األعواف ،كُب بعض الدكؿ ىناؾ
شبكات معقدة من األعواف تتيح الفساد اعبمركي ،كتضع كثائق البنك العاؼبي مؤسسات اعبمارؾ كإدارة الضرائب
على رأس دكائر الفساد الكبَت ؼبا ؽبا من انعكاسات على مستول األسعار كمداخيل الدكلة كعلى ربقق اؼبنافسة
الكاملة ُب السوؽ.1
تهريب األموال :يقوـ بعض اؼبسؤكلُت اغبكوميُت ذكم السلوؾ الفاسد من اؼبراتب اؼبختلفة بتهريب
أمواؽبم اليت حصلوا عليهمما بطرؽ غَت قانونية كغَت شرعية إٔب الدكؿ اجملاكرة كاألجنبية الستثمارىا على شكل
2
كدائع ُب بنوؾ تلك الدكؿ لقاء فوائد مرتفعة أك شراء أسهم ُب شركات أجنبية أك شراء عقارات ...اْب
الفساد التجاري :كيشمل صبيع االكبرافات اؼبتعلقة بعمليات البيع كالشراء على شاكلة التالعب باألسعار
الجرائم المتعلقة بالصفقات العمومـية :كتعد ىذه اعبرائم من قبيل اعبرائم اؼبتعلقة بالفساد ،كىي
تأخذ ثالث صور احملاباة ،كاستغالؿ نفوذ أعواف اؽبيئات كاؼبؤسسات العمومية للحصوؿ على امتيازات غَت مربرة،
كقبض العموالت من الصفقات العموميػة أكالرشوة ُب ؾباؿ الصفقات العمومية .3كتعترب الصفقات العمومية فرصة
أك اؼبقاكؿ ،كيستجيب ىذا يغتنمها اؼبوظف الفاسد عبلب الثراء الفاحش عندما يطلب شبنا باىظا من اؼبورد
1
بشَت مصيطفى (،جويلية ، )2005الفساد االقتصادم مدخل إٔب اؼبفهوـ كالتجليات ،مجلة دراسات اقتصادية ،العدد ، ،:06مركز البصَتة للبحوث كالدراسات االنسانية،
الدار اػبلدكنية للنشر كالتوزيع،ص. 14
2
عبد اهلل بن حاسن اعبابرم ،)2006(،الفساد االقتصادم :أنواعو ،أسبابو ،أثاره ،عالجو ،اؼبؤسبر اإلسالمي الثالث ،اؼبملكة العربية السعودية ،جامعة أـ القرل ،ص8
3
ؿبمد صباؿ مظلوـ ،نشوة عبد العظيم ،)2000( ،الفساد :األسباب كالتداعيات ك طرؽ اؼبعاعبة ،كراسات إسًتاتيجية ،العدد 32مركز اػبليج للدراسات اإلسًتاتيجية ،لندف ،ص
23
19
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
األخَت ،كيدفع بسخاء للموظف عمولة مقابل حصولو على فرصة التعاقد مع اإلدارة كتتحوؿ ىذه الفرصة إٔب
مظهر من مظاىر الفساد الكبَت حُت يقبل اؼبوظف الرشوة ،كباؼبقابل فإف الطرؼ اؼبتعاقد مع اإلدارة يتقاصر عن
أداء اػبدمة أك توريد اؼبواد أك التجهيزات ،طبقا ؼبا حصل االتفاؽ عليو ُب دفًت الشركط اؼبعدة سلفا ،كطبقا
ؼبواصفات معينة.
توافقا مع تعريفنا السابق للفساد اإلدارم ،قبد لو عديد اؼبمارسات (اؼبظاىر) كاليت نذكر أنبها على سبيل
اؼبثاؿ ال اغبصر فيما يلي:1
-1االنحرافات التنظيمية:كيقصد هبا تلك اؼبخالفات اليت تصدر عن اؼبوظف ُب أثناء تأديتو ؼبهمات كظيفتو
كاليت تتعلق أساسا بالعمل :
عدـ مراعاة االنضباط ُب العمل ( :التأخر ُب اغبضور– اػبركج ُب كقت مبكر عن كقت الدكاـ الرظبي –
النظر إٔب الزمن اؼبتبقي من العمل بدكف النظر إٔب مقدار إنتاجيتو – قراءة اعبرائد كاستقباؿ الزكار – التنقل
من مكتب إٔب آخر . ) .....
امتناع أك عجز اؼبوظف عن أداء العمل اؼبطلوب منو ( :رفض اؼبوظف أداء العمل اؼبكلف بو – عدـ القياـ
بالعمل على الوجو الصحيح – التأخَت ُب أداء العمل .) ....
الًتاخي كالتكاسل ( :الكسل – الرغبة ُب اغبصوؿ على أكرب اجر مقابل أقل جهد )..
عدـ االلتزاـ بأكامر كتعليمات الرؤساء ( :العدكانية كبو الرئيس – عدـ إطاعة أكامر الرئيس – البحث عن
اؼبنافذ كاألعذار لعدـ تنفيذ أكامر الرئيس .) .....
السلبية ُب العمل ( :الالمباالة – عدـ إبداء الرأم – عدـ اؼبيل إٔب التجديد كالتطوير كاالبتكار – العزكؼ
عن اؼبشاركة ُب ازباذ القرارات – االنعزالية – عدـ الرغبة ُب التعاكف – عدـ تشجيع العمل اعبماعي –
ذبنب االتصاؿ باألفراد . ) ......
1حسُت خلف موسى )2014 (،الفساد االدارل َب اجملتمعات النامية “االسباب – اؼبظاىر – العالج ” مصر مبوذجا،اؼبركز الديبقراطي العريب ً،ب التصفح بتاريخ 2020/05/2
20
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
عدـ ربمل اؼبسؤكلية ( :ربويل األكراؽ من مستول إدارم إٔب آخر – التهرب من اإلمضاءات كالتوقيعات
لعدـ ربمل اؼبسؤكلية . ) .....
إفشاء أسرار العمل :خاصة بالنسبة لبعض اؼبناصب اغبساسة اليت تستوجب السرية
التعتيم كغياب الشفافية :أم عدـ تقدًن صورة كاضحة كحقيقية عن كل ما وبدث ،دبا يضمن ربقيق الثقة
كالنزاىة كاؼبوضوعية ُب اإلجراءات اإلدارية ،إٔب جانب عدـ اإلفصاح السليم كُب الوقت اؼبناسب عن اؼبوضوعات
اؼبهمة .من ٍب عرقلة توصيل آبعلومات سواء كانت ؿباسبية أكإفصاحا ماليا أكغَت مإب،
كنستطيع أف قبمل التعتيم ُب أف تكوف اؼبعلومات غَت صحيحة أك غَت كاضحة أك غَت كاملة إٔب كل األطراؼ
ذات اؼبصلحة.
-2االنحرافات السلوكية
كيقصد هبا تلك اؼبخالفات اإلدارية اليت يرتكبها اؼبوظف كتتعلق دبسلكو الشخصي كتصرفو
عدـ احملافظة على كرامة الوظيفة ( :الكالـ الفاحش كالسوقي ،ارتكاب اؼبوظف لفعل ـبل باغبياء ُب
العمل كاستعماؿ اؼبخدرات أك التورط ُب جرائم أخالقية. ) ...،
فبارسة سلطة اؼبنصب بطريقة تعسفية :كأف يتجاكز اؼبدير فرض احًتامو إٔب درجة ربويلو إٔب كالء
لشخصو كمن ٍب اؼبقربُت منو من أعواف كأفراد العائلة
المحسوبية :أم تنفيذ أعماؿ لصاّب فرد أك جهة ينتمي ؽبا الشخص؛ مثل :حزب أك عائلة أك منطقة،
دكف أف يكونوا مستحقُت ؽبا ،كىي منتشرة ُب الدكؿ العربية بشكل عاـ .
المحاباة :أم تفضيل جهة على أخرل ُب اػبدمة ،بغَت حق للحصوؿ على مصاّب معيَّنة .
كيعرؼ الفساد القائم على احملاباة كاحملسوبية بالفساد األبوم ) (Parochial corruptionعلى أساس أف ىذه اآللية
تنطلق من ركابط القرىب ،كالوضع الطبقي كالو الءا ت التقليدية الضيقة اليت تكوف ـبرجاهتا تقريب صباعات
F. كطبقات كاستبعاد كردبا اضطهاد صباعات كطبقات أخرل على أساس األصوؿ العرقية كاالجتماعية .1كيساند
Bayard 1992ىذه الفكرة حيث يعترب أف اغباجة النفسية ػبدمة األقارب تفوؽ االىتماـ باؼبصلحة العامة اليت
تبدك بعيدة.2
الواسطة :أم التدخل لصاّب فرد ما أك صباعة دكف االلتزاـ بأصوؿ العمل كالكفاءة الالزمة؛ مثل :تعيُت
شخص ُب منصب معُت ألسباب تتعلق بالقرابة أك االنتماء رغم كونو غَت كفء .
1الشيخ داكد .عماد صالح عبد الرزاؽ ، )2003 ( ،الفساد كاإلصالح ،دراسة ،ارباد الكتاب العرب ،دمشق،ص 69
2
F. Bayard, )1992(, Malversations et corruption dans les finances françaises, Paris.
21
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
رغم اختالؼ الباحثُت حوؿ ربديد مفهوـ موحد للفساد إال أنا قبد ؼبمارسات الفساد صفات عديدة
1
مشًتكة نلخصها فيما يلي :
-1السـريـة :كىي صفة تشًتؾ فيها صبيع أنواع األعماؿ الفاسدة ،كوف الفاسدين يعوف التجاكزات اليت يقوموف
هبا كما السرية إال داللة على اػبطأ .كتعترب السرية من أبرز خصائص فبارسات الفساد االقتصادم بسبب خرقها
لتقاليد اجملتمع ،كذبدر اإلشارة إٔب أف ىذه اػباصية قد تزكؿ ُب بعض اغباالت أين ربل ؿبلها العلنية كيكوف ىذا
عند استشراء الظاىرة بشكل مسيطر يفرض على اجملتمع التعايش معها بشكل غَت مستهجن .2
-2جعدد ألاطراف والحىاكض :جدير بالذكر بأف معظم فبارسات الفساد الفساد تندرج ربت نطاؽ ما يسمى
بالتآمرم ُب داللة كاضحة على تعدد األطراؼ اليت تقوـ بالفعل الفاسد ،كما أف أشكاؿ الفساد تتسم بالتناقض
مع اؼبصلحة العامة لصاّب اػباصة.فعال تزداد صعوبة القياـ باؼبمارسة الفاسدة كلما تشدد اجملتمع كالقانوف ُب
مالحقتها ما هبعل من الضركرم إشراؾ أكثر من طرؼ غبماية ىذه اؼبمارسة ،كؽبذا عادة ما تتظافر اعبهود للقياـ
بالفعل الفاسد ،كذلك بغرض سبريره دكف عقاب ،كعادة ما ينجر عن ىذا التعاضد سبرير أعماؿ فاسدة ُب النخاع
بشكل رظبي كقانوين بعد تعاكف اعبهات الرظبية مع اؼبفسدين مقابل منفعة مادية أك معنوية حاضرة أك آجلة.
-3املـروهة :حيث يتعايش الفساد االقتصادم مع صبيع الظركؼ كُب كل األزمنة كال أدؿ على ذلك من تطويره
ألشكاؿ رباكي طبيعة كل مكاف ك زماف،فاؼبمارسات الفاسدة تطور أساليبها لتستوعب كل اؼبتغَتات األصلية
الثابتة كاؼبستحدثة ما هبعل قياسها أمرا صعبا إف ٓب يكن مستحيال ُب أغلب األحياف.
-4الحمـىيه :كىو اإلكثار من مراحل الفعل الفاسد بغرض تغطيتو كىو أسلوب تشًتؾ فيو عديد أشكاؿ الفساد
االقتصادم (تبييض األمواؿ أبرز أشكاؿ الفساد االقتصادم الذم يبتلك ىذه اػباصية)،كلعل خاصية التمويو ىي
اليت تعزز ىامش مركنة اؼبمارسات الفاسدة ذلك أنو كُب سياقها يلجأ اؼبفسدكف إٔب ابتداع عديد اؼبمارسات اليت
من شأهنا أف رباكي طبيعة كل مكاف ك زماف كهبذا تتنامى أشكاؿ الفساد بشكل متصاعد حيث يتعايش الفساد
االقتصادم مع صبيع الظركؼ كُب كل األزمنة .
مالحظة:الفساد االقتصادم ال يستثٍت أم قطاع فهو ينطبق على القطاعات الثالثة اػباص ،كالعاـ ،كاجملتمع
اؼبدين .كما يغطي كال من اؼبكاسب اؼبالية كغَت اؼبالية .كيًتاكح بُت اػبداع ،كاألنشطة غَت القانونية كاإلجرامية.
1
نزيو عبد اؼبقصود ؿبمد مربكؾ ( ،)2013الفساد االقتصادم أساليبو أشكالو كأثاره أليات مكافحتو ،دار الفكر اعبامعي -اإلسكندرية ،ص22
2عبد اجمليد حرارشة ،) 2003( ،الفساد اإلدارم ،رسالة ماجستَت ُب العلوـ االقتصادية كاإلدارية ،إشراؼ :أ.د نعيم نصَت جامعة الَتموؾ ،األردف،ص 41
22
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
23
املحور ألاول :الفساد الاقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
حيث يتم التصنيف حسب درجة االتفاؽ بني رؤية النخبة كالعامة لتصرؼ معني على أنو فساد كيستحق
العقوبة .1ىنا صلد تصنيف الفساد باأللواف كفقا لدرجة إدراؾ اجملتمع لو من األبيض إذل األسود .2
***الفساد األبيض :كيعين إف ىناؾ اتفاؽ كبري من قبل اجلمهور كادلوظفني العاملني ُب اجلهاز اإلدارم على
تقبل كاستحساف العمل اك التصرؼ ادلعين .أم تعاطف الغالبية العظمى مع الظاىرة كبالتارل ال نلمس جهودا بارزة
دلكافحتو حيث يصبح حالة عادية عادية تتعايش مع اجملتمع،كحسب Heidenheimerفإف الرشوة البيضاء جنحة
تقبلها النخب كتتساىل الشعوب بشأهنا ،كرغم كجود قواعد قانونية جنائية ُب أكثر األحياف فإنو ال ينظر إليها
بوصفها تعديات على القيم األساسية للمجتمع كبالتارل فإنو ال يتبعها رفض اجتماعي.مثاؿ :قد يعترب فتح كشك
صغري بدكف رخصة مقبوال إذل حد بعيد ُب بعض اجملتمعات ُب ظل غياب فرص العمل
***الفساد األسود :كيشري إذل اتفاؽ اجلمهور كادلوظفني العاملني ُب اجلهاز اإلدارم على إدانة عمل أك تصرؼ
شديد اخلطورة مقارنة بسابقق،حيث غلمع الشعب كالنخبة معا على أنو انتهاؾ Heidenheimer سيئ يعتربه
صارخ للمعايري األخالقية كالقانونية كمن ٍب ذبب إدانتو ،مالحقتو ،كمعاقبة مقًتفيو .
***الفساد الرمادي :كمسي بالفساد الرمادم لعدـ إمكانية احتسابو على أم نوع من النوعني السابقني كيدؿ
على عدـ اتفاؽ أك إصباع بني النخبة كالعامة على اعتبار شلارسة معينة فاسدة ،كبالتارل ال غلمعوف على إدانتها
كمن أمثلة ذلك قضايا التمويل السياسي اليت تعتربىا النخبة من ضركريات احلياة السياسية بينما يفندىا الشعب.
1ىايدهناؽلر .أرنولد ج ، )1996 (،معادل الفساد :دراسة من منظور مقارف ،اجمللة الدكلية للعلوـ االجتماعية اليونسكو ،القاىرة العدد 149ص57
2
بيري الكوـ ،ترصبة سوزاف خليل ، )2003 ( ،الفساد ،عني للدراسات كالبحوث اإلنسانية كاالجتماعية مصر ،الطبعة األكذل ،ص 10
13
املحور ألاول :الفساد الاقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
***الفساد الصغير (:فساد الدرجات الوظيفية الدنيا) كىو الفساد الذم ؽلارس من فرد كاحد دكف تنسيق مع
اآلخرين لذا نراه ينتشر بني صغار ادلوظفني عن طريق استالـ رشاكل من اآلخرين .
*** الفساد الكبير ( :فساد الدرجات الوظيفية العليا من ادلوظفني) كالذم يقوـ بو كبار ادلسؤكلني كادلوظفني
لتحقيق مصاحل مادية أك اجتماعية كبرية كىو أىم كامشل كاخطر لتكليفو الدكلة مبالغ ضخمة .
***فساد القمة :يتعامل بو كبار متخذم القرار ك ادلسؤكلني ُب الدكلة من رؤساء ككزراء كجنراالت كغريىم كؽلتد
حىت إذل التعامل مع اخلارج
***فساد الطبقة الوسطى :يتعامل بو متخذك القرار كادلسؤكلوف األدىن درجة من سابقيهم كىم الذين يسريكف
ادلؤسسات العمومية من مدراء كمندكبني ،كيتورطوف غالبا مع شلثلي القمة لتمرير فسادىم...
***فساد القاعدة :ىو ادلنتشر بني أفراد الطبقة العادية من الشعب كادلوظفني العموميني كيكوف عادة الزبلص من
البريكقراطية كالركتني اإلدارم
***الفساد التآمري :كيشارؾ ُب عملية الفساد من ىذا ادلنظور طرفاف أك أكثر ،كقد صبت أغلب مفاىيم الفساد
ُب ىذا السياؽ ،كمسي بالتآمرم ألنو اتفاؽ أك مؤامرة بني طرفني أك أكثر لالستيالء على ادلاؿ العاـ أك اإلخالؿ
ادلؤسسة العربية لضماف االستثمار،)1999( ،الفساد ،آثاره االقتصادية كاالجتماعية ،كسبل مكافحتها ،سلسلة اخلالصات ادلركزة ،ص 2 1
14
املحور ألاول :الفساد الاقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
بالقواعد األخالقية أك القانونية أك االقتصادية ،1ىذا ادلفهوـ للفساد ىو األكثر ركاجا ألنو ببساطة األكثر تواجدا
ُب اجملتمعات كمرد ذلك إذل اللحمة اليت تنشأ بني أطرافو ك اليت تؤمن ذلم احلماية رلتمعني من األخطار اخلارجية
على عكس الفساد الفردم ،كذلك ما ؽليز ىذا النوع من الفساد كونو منظم كتقل العشوائية فيو عن سابقو
كذلك أنو لكي يراعي مصاحل صبيع أطرافو يتكافلوف إلبعاده عن دائرة اخلطر ُب شكل شبكات كذلذا يسمى
بالفساد ادلنظم كأمثلتو عديدة كاجلرؽلة ادلنظمة ،شبكات ادلافيا ،شبكات األسلحة ،شبكات العملة ،شبكات
الرشوة،...باختصار فمفهوـ الفساد من ىذا ادلنظور ىو عالقة تآمرية بني جهات رمسية كأخرل غري رمسية تعترب
غطاء ذلا كاليت تسمح خبلق الثقة بني متعامليها لتنظيم ادلعامالت كتطوير العمليات اليت هتدؼ إذل ربالف ُب
ادلعلومات ك القرارات. 2
ذبدر اإلشارة إذل كجود عديد التصنيفات األخرل ،كفقا دلعايري متعددة ،على شاكلة التفريق بني الفساد
احمللي كالفساد األجنيب ،كالتفريق بني الفساد اإلرادم كالالإرادم (القسرم كالطوعي)،التفريق بني الفساد ادلنظم
كالعشوائي......
1ضبدم عبد العظيم ، ) 2008 ( ،عودلة الفساد كفساد العودلة ،الدار اجلامعية اإلسكندرية ،ط ،1ص43
2 Nicolas Hayoz ,) 1993( , Corruption et politique dans la société moderne , Cahiers du Centre
Interdisciplinaire d’Etique et des Droits de l’Homme.
15
املحور ألاول :الفساد الاقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
كادلادم(أمواؿ ،امتيازات ،ىدايا )....كىذا ما غلعل الفساد االقتصادم ينشطر إذل شقني أساسيني علا الفساد
اإلدارم كالفساد ادلارل اللذاف سنحاكؿ الفصل بني مفهوميهما فيما يلي:
-1الفساد املالي :
**الفساد ادلارل ىو ذلك السلوؾ ادلناُب للقوانني كاألخالؽ كالقائم على اإلخالؿ بادلصاحل كالواجبات العامة من
خالؿ استغالؿ ادلاؿ العاـ لتحقيق مصاحل خاصة .1فالفساد ادلارل إذف يتمثل ُب كل ادلخالفات ادلالية كسلالفة
القواعد ك األحكاـ ادلالية اليت تنظم سري العمل اإلدارم كادلارل ُب الدكلة كمؤسساهتا ،كسلالفة التعليمات اخلاصة
بأجهزة الرقابة ادلالية كيشمل :صفقات السالح ،اجلرؽلة ادلنظمة ،التهرب الضرييب كاجلبائي ،ىدر ادلاؿ العاـ..إخل .2
-2الفساد إلاداري:
**الفساد اإلدارم ىو رلموعة األعماؿ ادلخالفة للقوانني كاذلادفة للتأثري بسري اإلدارة العامة أك قراراهتا أك أنشطتها
هبدؼ االستفادة ادلادية ادلباشرة أك غري ادلباشرة ،3فالفساد اإلداريإذنويتعلق دبظاىر الفساد كاالضلرافات اإلدارية
كالوظيفية أك التنظيمية كتلك ادلخالفات اليت تصدر عن ادلوظف العاـ إثناء تأديتو دلهاـ كظيفتو ُب منظومة
التشريعات كالقوانني كالضوابط كمنظومة القيم الفردية اليت ال ترقى لإلصالح كسد الفراغ لتطوير التشريعات
كالقوانني اليت تغتنم الفرصة لالستفادة من الثغرات بدؿ الضغط على صناع القرار كادلشرعني دلراجعتها كربديثها
باستمرار.
يعترب الفساد اإلدارم كادلارل كاجهة للفساد االقتصادم ،حيث أف جل األحباث التناكلة للفساد ُب شقو
االقتصادم تركز على اجلانبني اإلدارم كادلارل ،كزبتزؿ شلارساتو ُب ىذين اجلانبني كما سنوضح ُب اجلزئية ادلوالية.
توافقا مع تعريفنا السابق للفساد ادلارل ،صلد لو عديد ادلمارسات (ادلظاىر) كاليت نذكر أعلها على سبيل
ادلثاؿ ال احلصر فيما يلي:
الرشوة :كتعين حصوؿ الشخص على منفعة تكوف مالية ُب الغالب لتمرير أك تنفيذ أعماؿ خالؼ
16
املحور ألاول :الفساد الاقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
التشريع أك أصوؿ مهنية ، 1كىي أيضا سبثل كل نفع ػلصل عليو مسبقا موظفا نتيجة تنفيذه عمال غري قانوين
لصاحل الراشي ،أك حىت اإلمتناع عن تنفيذ عمل بهدف إلحاق ضرر بطرؼ معني ،على أف يتوذل ادلستفيذ من
عدـ تنفيذ ىذا العمل دفع رشوة .
كيتطلب ربقيق الرشوة تفاعل بني طرفني ( الراشي كادلرتشي) ،الطرؼ األكؿ ؽلثل جانب العرض كيتعلق بأكلئك
الساعني دكما للحصوؿ على مزايا أك مصاحل أك مكافئات أك مكاسب كالطرؼ الثاين ؽلثل جانب الطلب كىم
أصحاب ادلراكز كالنفوذ كالسلطة الذين يقدموف ميزة أك أفضلية أك يسهلوف احلصوؿ على مكاسب شخصية.
كىناؾ من يذىب إذل التفريق بني الرشوة ادلوجبة(ادليسرة)كاليت تسهم ُب االلتفاؼ على األنظمة كالقوانني غري
الفعالة كالركتينية كبطرائق منتظمة من جهة كإضفاء الشرعية على سلوؾ دافعي الرشوة الراغبني ُب احلصوؿ على
صفقات كامتيازات معينة من جهة أخرل ،كقد يكوف أحيانا الغرض من تلك الرشوة كضع العراقيل أماـ ادلستوردين
ادلنافسني ُب احمللي ،لذلك فستفعل الرشوة فعلها كآلية العرض كالطلب ،إال أنو بادلقابل قد تؤدم الرشوة إذل تدين
ُب مستول النوعية ُب اخلدمة أيا كاف نوعها أك زبفيض ُب التكاليف ُب العقود كالصفقات أك الصفقات من أجل
ربمل مبلغ الرشوة األعلى. 2
النصب واإلحتيال :ىو جرؽلة إقتصادية تتضمن نوعا من الغش يعمل على تزييف احلقائق كادلعلومات
لتحقيق منافع خاصة كقد تتم عمليات اإلحتياؿ بوساطة مسؤكلني أك موظفي حكومة ،اك سياسيني نافذين.3
غسيل األموال :تعد من اجلرائم االقتصادية احلديثة اليت ،ترتبط بالفساد كاجلرؽلة ادلنظمة ،ال سيما منها
ادلخدرات ،كالفساد السياسي ،الرشوة ،كالتهريب ،حيث ترتبط ىذه اجلرؽلة بالبنوؾ كادلؤسسات ادلالية دلا توفره ىذه
األخرية من قنوات كأساليب تستخدـ ُب غسيل األمواؿ غري النظيفة ،ىدفها األساسي إضفاء الشرعية على أمواؿ
غسيل أك تبيض األمواؿ إذف ىو استخداـ كسائل مالية مشركعة ىي ُب األصل ذات مصدر غري مشركع 4ؼ
فهو إذف لتغطية التعامالت ادلالية ادلمنوعة أك غري النظامية لتضليل السلطات الرمسية كشرعنة األمواؿ الفاسدة
جرؽلة اقتصادية هتدؼ إذل إضفاء شرعية قانونية على أمواؿ زلرمة (سلدرات ،ذبارة السالح ،اختالسات ،رشاكم
)...،لغرض حيازهتا أك التصرؼ فيها أك إدارهتا أك حفظها أك إستبداذلا أك إيداعها أك إستثمارىا أك ربويلها أك
نقلها أك التالعب ُب قيمتها
االبتزاز :أم احلصوؿ على أمواؿ من طرؼ معني ُب اجملتمع مقابل تنفيذ مصاحل مرتبطة بوظيفة الشخص
ادلتصف بالفساد.
1حناف سادل ،)2003(،ثقافة الفساد ُب مصر ،دار احملركسة للنشر كالتوزيع ،مصر ،ص143
2عمر القاضي ،الفساد اإلدارم ك إمكانيات اإلصالح االقتصادم ،ص، 6- 5تاريخ التصفح www.transparency-kwait.org/index.php2012/5/2
3
ابتهاؿ زلمد رضا داكد ،)2016(،الفساد اإلدارم كآثاره السياسية كاإلقتصادية مع إشارة خاصة اذل ذبربة العراؽ ُب الفساد ،رللة دراسات دكلية ،العدد ، 48بغداد .
4
ابتهاؿ زلمد رضا داكد،)2016(،مرجع سابق
17
املحور ألاول :الفساد الاقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
اختالس المال العام :كيقصد بو" استيالء العاملني أك ادلوظفني ُب مكاف ما على ما بأيديهم من أمواؿ
نقدية كضلوىا بدكف سند شرعي"1ىو نوع خاص من السرقة إذ يتمثل ُب االستيالء على ادلاؿ العاـ من قبل من
أككل إليو أمر إدارتو أك جبايتو اك صيانتو.
نهب المال العام :أم احلصوؿ على أمواؿ الدكلة كالتصرؼ هبا من غري كجو حق بشكل سرم ربت
مسميات سلتلفة.2
تبديـد المال الـعـام :كتتحقق ىذه اجلرؽلة عند قياـ ادلؤسبن على ادلاؿ بإخراجو من حيازتو باستهالكو أك
التصرؼ فيو تصرؼ ادلالك كأف يبيعو أك يرىنو أك يقدمو ىبة أك ىدية للغري ، 3كما يُعترب من قبيل تبديد ادلاؿ
العاـ استخدامو من قبل ادلسؤكؿ اإلدارم ُب أكجو غري تلك اليت رصد ذلا ُب األساس .
التزييف :ىو النسخ ادلطابق لألصل من مصدر غري شرعي هبدؼ الغش أك ىو التقليد كتقدًن ادلقلد
على أنو األصل بغية تغيري القرارات لصاحل ادلزكر أك بغرض الًتبح ادلباشر (.تزييف العملة ،تزييف ادلاركات
كالعالمات التجارية كتقليد البضائع حيث أف ادلننتجات ادلزيّمفة تكوف عادة أدىن مستول من ادلنتجات
األصلية،تزييف أك تزكير أختاـ الدكلة كالدمغات كالطوابع ...
على أساس ما تقدـ طللص إذل أف التزكير يعين التغيري ُب احملتول كالتالعب بو أما التزييف فهو النسخ ادلطابق
لألصل
1
حسن شحاتو ،)1999(،حرمة ادلاؿ العاـ ُب الشريعة السلمية ،دار النشر للجامعات ،القاىرة،ص36
2
أضبد أبو دية ،)2004(،الفساد :أسبابو كطرؽ مكافحتو ،منشورات االئتالؼ من أجل النزاىة كادلساءلة ،نشر أماف ،ص.3
3أحسن بوسقيعة )2006(،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،ط ،3الجزء الثاني ،دار هومة ،الجزائر ،ص .27
18
املحور ألاول :الفساد الاقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
التهرب الضريبي :التهرب الضرييب ىو عبارة عن صبيع ادلخالفات القانونية اليت تعين عدـ االمتثاؿ
للتشريع أك استعماؿ الفجوات القانونية لصاحل التملص من دفع الضريبة جبميع الوسائل كاألشكاؿ سواء تعلق
األمر باحلركات ادلادية كالعمليات احملاسبية سواء بالكل أك باجلزء ادلبلغ الواجب الدفع خلزينة الدكلة الذم تستعملو
من اجل تغطية نفقاهتا االجتماعية كذلك هبدؼ الوصوؿ باجملتمع كاالقتصاد الوطين إذل التنمية االقتصادية ،كهبذا
فإف التهرب قد يتم بطريقتني :
**** مشركعة :باللجوء إذل ثغرة موجودة ُب النصوص التشريعية القانونية اخلاصة بالضريبة أم أنو ال يوجد سلالفة
للنصوص القانونية)
***أكغري مشركعة :ىو هترب مقصود من طرؼ ادلكلفني كذلك عن طريق سلالفتهم عمدا ألحكاـ القانوف اجلبائي
قصدا منهم عدـ دفع الضرائب ادلستحقة عليهم إما باالمتناع عن تقدًن أم تصريح بأرباحو.أك بتقدًن تصريح
ناقص أك كاذب.أك إعداد سجالت كقيود مزيفة.أك االستعانة ببعض القوانني اليت سبنع الدكائر ادلالية االطالع على
حقيقة األرباح إلخفاء قسم منها
التهرب الجمركي :كأبطالو من كبار ادلسؤكلني على اجلمارؾ كبعض األعواف ،كُب بعض الدكؿ ىناؾ
شبكات معقدة من األعواف تتيح الفساد اجلمركي ،كتضع كثائق البنك العادلي مؤسسات اجلمارؾ كإدارة الضرائب
على رأس دكائر الفساد الكبري دلا ذلا من انعكاسات على مستول األسعار كمداخيل الدكلة كعلى ربقق ادلنافسة
الكاملة ُب السوؽ.1
تهريب األموال :يقوـ بعض ادلسؤكلني احلكوميني ذكم السلوؾ الفاسد من ادلراتب ادلختلفة بتهريب
أمواذلم اليت حصلوا عليهمما بطرؽ غري قانونية كغري شرعية إذل الدكؿ اجملاكرة كاألجنبية الستثمارىا على شكل
2
كدائع ُب بنوؾ تلك الدكؿ لقاء فوائد مرتفعة أك شراء أسهم ُب شركات أجنبية أك شراء عقارات ...اخل
الفساد التجاري :كيشمل صبيع االضلرافات ادلتعلقة بعمليات البيع كالشراء على شاكلة التالعب باألسعار
الجرائم المتعلقة بالصفقات العمومـية :كتعد ىذه اجلرائم من قبيل اجلرائم ادلتعلقة بالفساد ،كىي
تأخذ ثالث صور احملاباة ،كاستغالؿ نفوذ أعواف اذليئات كادلؤسسات العمومية للحصوؿ على امتيازات غري مربرة،
كقبض العموالت من الصفقات العموميػة أكالرشوة ُب رلاؿ الصفقات العمومية .1كتعترب الصفقات العمومية فرصة
1
بشري مصيطفى (،جويلية ، )2005الفساد االقتصادم مدخل إذل ادلفهوـ كالتجليات ،مجلة دراسات اقتصادية ،العدد ، ،:06مركز البصرية للبحوث كالدراسات االنسانية،
الدار اخللدكنية للنشر كالتوزيع،ص. 14
2
عبد اهلل بن حاسن اجلابرم ،)2006(،الفساد االقتصادم :أنواعو ،أسبابو ،أثاره ،عالجو ،ادلؤسبر اإلسالمي الثالث ،ادلملكة العربية السعودية ،جامعة أـ القرل ،ص8
19
املحور ألاول :الفساد الاقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
أك ادلقاكؿ ،كيستجيب ىذا يغتنمها ادلوظف الفاسد جللب الثراء الفاحش عندما يطلب شبنا باىظا من ادلورد
األخري ،كيدفع بسخاء للموظف عمولة مقابل حصولو على فرصة التعاقد مع اإلدارة كتتحوؿ ىذه الفرصة إذل
مظهر من مظاىر الفساد الكبري حني يقبل ادلوظف الرشوة ،كبادلقابل فإف الطرؼ ادلتعاقد مع اإلدارة يتقاصر عن
أداء اخلدمة أك توريد ادلواد أك التجهيزات ،طبقا دلا حصل االتفاؽ عليو ُب دفًت الشركط ادلعدة سلفا ،كطبقا
دلواصفات معينة.
توافقا مع تعريفنا السابق للفساد اإلدارم ،صلد لو عديد ادلمارسات (ادلظاىر) كاليت نذكر أعلها على سبيل
ادلثاؿ ال احلصر فيما يلي:2
-1االنحرافات التنظيمية:كيقصد هبا تلك ادلخالفات اليت تصدر عن ادلوظف ُب أثناء تأديتو دلهمات كظيفتو
كاليت تتعلق أساسا بالعمل :
عدـ مراعاة االنضباط ُب العمل ( :التأخر ُب احلضور– اخلركج ُب كقت مبكر عن كقت الدكاـ الرمسي –
النظر إذل الزمن ادلتبقي من العمل بدكف النظر إذل مقدار إنتاجيتو – قراءة اجلرائد كاستقباؿ الزكار – التنقل
من مكتب إذل آخر . ) .....
امتناع أك عجز ادلوظف عن أداء العمل ادلطلوب منو ( :رفض ادلوظف أداء العمل ادلكلف بو – عدـ القياـ
بالعمل على الوجو الصحيح – التأخري ُب أداء العمل .) ....
الًتاخي كالتكاسل ( :الكسل – الرغبة ُب احلصوؿ على أكرب اجر مقابل أقل جهد )..
عدـ االلتزاـ بأكامر كتعليمات الرؤساء ( :العدكانية ضلو الرئيس – عدـ إطاعة أكامر الرئيس – البحث عن
ادلنافذ كاألعذار لعدـ تنفيذ أكامر الرئيس .) .....
1
زلمد صباؿ مظلوـ ،نشوة عبد العظيم ،)2000( ،الفساد :األسباب كالتداعيات ك طرؽ ادلعاجلة ،كراسات إسًتاتيجية ،العدد 32مركز اخلليج للدراسات اإلسًتاتيجية ،لندف ،ص
23
2حسني خلف موسى )2014 (،الفساد االدارل َب اجملتمعات النامية “االسباب – ادلظاىر – العالج ” مصر ظلوذجا،ادلركز الدؽلقراطي العريب ً،ب التصفح بتاريخ 2020/05/2
20
املحور ألاول :الفساد الاقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
السلبية ُب العمل ( :الالمباالة – عدـ إبداء الرأم – عدـ ادليل إذل التجديد كالتطوير كاالبتكار – العزكؼ
عن ادلشاركة ُب ازباذ القرارات – االنعزالية – عدـ الرغبة ُب التعاكف – عدـ تشجيع العمل اجلماعي –
ذبنب االتصاؿ باألفراد . ) ......
عدـ ربمل ادلسؤكلية ( :ربويل األكراؽ من مستول إدارم إذل آخر – التهرب من اإلمضاءات كالتوقيعات
لعدـ ربمل ادلسؤكلية . ) .....
إفشاء أسرار العمل :خاصة بالنسبة لبعض ادلناصب احلساسة اليت تستوجب السرية
التعتيم كغياب الشفافية :أم عدـ تقدًن صورة كاضحة كحقيقية عن كل ما ػلدث ،دبا يضمن ربقيق الثقة
كالنزاىة كادلوضوعية ُب اإلجراءات اإلدارية ،إذل جانب عدـ اإلفصاح السليم كُب الوقت ادلناسب عن ادلوضوعات
ادلهمة .من ٍب عرقلة توصيل ادلعلومات سواء كانت زلاسبية أكإفصاحا ماليا أكغري مارل،
كنستطيع أف صلمل التعتيم ُب أف تكوف ادلعلومات غري صحيحة أك غري كاضحة أك غري كاملة إذل كل األطراؼ
ذات ادلصلحة.
-2االنحرافات السلوكية
كيقصد هبا تلك ادلخالفات اإلدارية اليت يرتكبها ادلوظف كتتعلق دبسلكو الشخصي كتصرفو
عدـ احملافظة على كرامة الوظيفة ( :الكالـ الفاحش كالسوقي ،ارتكاب ادلوظف لفعل سلل باحلياء ُب
العمل كاستعماؿ ادلخدرات أك التورط ُب جرائم أخالقية. ) ...،
شلارسة سلطة ادلنصب بطريقة تعسفية :كأف يتجاكز ادلدير فرض احًتامو إذل درجة ربويلو إذل كالء
لشخصو كمن ٍب ادلقربني منو من أعواف كأفراد العائلة
المحسوبية :أم تنفيذ أعماؿ لصاحل فرد أك جهة ينتمي ذلا الشخص؛ مثل :حزب أك عائلة أك منطقة،
دكف أف يكونوا مستحقني ذلا ،كىي منتشرة ُب الدكؿ العربية بشكل عاـ .
المحاباة :أم تفضيل جهة على أخرل ُب اخلدمة ،بغري حق للحصوؿ على مصاحل معيَّنة .
كيعرؼ الفساد القائم على احملاباة كاحملسوبية بالفساد األبوم ) (Parochial corruptionعلى أساس أف ىذه اآللية
ت التقليدية الضيقة اليت تكوف سلرجاهتا تقريب صباعات تنطلق من ركابط القرىب ،كالوضع الطبقي كالو الءا
F. كطبقات كاستبعاد كردبا اضطهاد صباعات كطبقات أخرل على أساس األصوؿ العرقية كاالجتماعية .1كيساند
1الشيخ داكد .عماد صالح عبد الرزاؽ ، )2003 ( ،الفساد كاإلصالح ،دراسة ،ارباد الكتاب العرب ،دمشق،ص 69
21
املحور ألاول :الفساد الاقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
Bayard 1992ىذه الفكرة حيث يعترب أف احلاجة النفسية خلدمة األقارب تفوؽ االىتماـ بادلصلحة العامة اليت
تبدك بعيدة.1
الواسطة :أم التدخل لصاحل فرد ما أك صباعة دكف االلتزاـ بأصوؿ العمل كالكفاءة الالزمة؛ مثل :تعيني
شخص ُب منصب معني ألسباب تتعلق بالقرابة أك االنتماء رغم كونو غري كفء .
رغم اختالؼ الباحثني حوؿ ربديد مفهوـ موحد للفساد إال أنا صلد دلمارسات الفساد صفات عديدة
2
مشًتكة نلخصها فيما يلي :
-1السـريـة :
كىي صفة تشًتؾ فيها صبيع أنواع األعماؿ الفاسدة ،كوف الفاسدين يعوف التجاكزات اليت يقوموف هبا
كما السرية إال داللة على اخلطأ .كتعترب السرية من أبرز خصائص شلارسات الفساد االقتصادم بسبب خرقها
لتقاليد اجملتمع ،كذبدر اإلشارة إذل أف ىذه اخلاصية قد تزكؿ ُب بعض احلاالت أين ربل زللها العلنية كيكوف
ىذا عند استشراء الظاىرة بشكل مسيطر يفرض على اجملتمع التعايش معها بشكل غري مستهجن .3
جدير بالذكر بأف معظم شلارسات الفساد الفساد تندرج ربت نطاؽ ما يسمى بالتآمرم ُب داللة
كاضحة على تعدد األطراؼ اليت تقوـ بالفعل الفاسد ،كما أف أشكاؿ الفساد تتسم بالتناقض مع ادلصلحة العامة
لصاحل اخلاصة.فعال تزداد صعوبة القياـ بادلمارسة الفاسدة كلما تشدد اجملتمع كالقانوف ُب مالحقتها ما غلعل من
الضركرم إشراؾ أكثر من طرؼ حلماية ىذه ادلمارسة ،كذلذا عادة ما تتظافر اجلهود للقياـ بالفعل الفاسد ،كذلك
بغرض سبريره دكف عقاب ،كعادة ما ينجر عن ىذا التعاضد سبرير أعماؿ فاسدة ُب النخاع بشكل رمسي كقانوين
بعد تعاكف اجلهات الرمسية مع ادلفسدين مقابل منفعة مادية أك معنوية حاضرة أك آجلة.
-3املـروهة :حيث يتعايش الفساد االقتصادم مع صبيع الظركؼ كُب كل األزمنة كال أدؿ على ذلك من تطويره
ألشكاؿ رباكي طبيعة كل مكاف ك زماف،فادلمارسات الفاسدة تطور أساليبها لتستوعب كل ادلتغريات األصلية
الثابتة كادلستحدثة ما غلعل قياسها أمرا صعبا إف دل يكن مستحيال ُب أغلب األحياف.
1
F. Bayard, )1992(, Malversations et corruption dans les finances françaises, Paris.
2
نزيو عبد ادلقصود زلمد مربكؾ ( ،)2013الفساد االقتصادم أساليبو أشكالو كأثاره أليات مكافحتو ،دار الفكر اجلامعي -اإلسكندرية ،ص22
3عبد اجمليد حرارشة ،) 2003( ،الفساد اإلدارم ،رسالة ماجستري ُب العلوـ االقتصادية كاإلدارية ،إشراؼ :أ.د نعيم نصري جامعة الريموؾ ،األردف،ص 41
22
املحور ألاول :الفساد الاقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
-4الحمـىيه :
كىو اإلكثار من مراحل الفعل الفاسد بغرض تغطيتو كىو أسلوب تشًتؾ فيو عديد أشكاؿ الفساد
االقتصادم (تبييض األمواؿ أبرز أشكاؿ الفساد االقتصادم الذم ؽلتلك ىذه اخلاصية)،كلعل خاصية التمويو ىي
اليت تعزز ىامش مركنة ادلمارسات الفاسدة ذلك أنو كُب سياقها يلجأ ادلفسدكف إذل ابتداع عديد ادلمارسات اليت
من شأهنا أف رباكي طبيعة كل مكاف ك زماف كهبذا تتنامى أشكاؿ الفساد بشكل متصاعد حيث يتعايش الفساد
االقتصادم مع صبيع الظركؼ كُب كل األزمنة .
مالحظة:الفساد االقتصادم ال يستثين أم قطاع فهو ينطبق على القطاعات الثالثة اخلاص ،كالعاـ ،كاجملتمع
ادلدين .كما يغطي كال من ادلكاسب ادلالية كغري ادلالية .كيًتاكح بني اخلداع ،كاألنشطة غري القانونية كاإلجرامية.
23
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
نظرا لتعدد أسباب الفساد ادلايل واإلداري نقًتح فيما يلي تبويبها إىل ثالث حزم رئيسية : 1
-1العوامل الشخصية :
**العمر :إن حاجات ادلوظف الشاب كثرية وموارده قليلة ،ولكونو موظفا جديدا وحديث التعيني قد تكون سببا
وراء شلارسات إدارية فاسدة.
**مدة الخدمة :فقد يكون كبار ادلوظفني شلن تكوم مدة خدمتهم طويلة على معرفة تامة بأساليب إخفاء
ادلمارسات اإلدارية الفاسدة ويساعد ىذا األمر على ارتكاهبا ،وقد يكون ادلوظف حديث اخلدمة أكثر ميال
دلمارسة حاالت الفساد اإلداري بسبب تأثره السريع بزمالئو يف العمل غري النزيهني .
**المستوى الدراسي :إن تأكيد عالقة شلارسات الفساد اإلداري بادلستوى الدراسي والتحصيل العلمي رمبا
ختتلف باختالف اجملتمعات ،فاجملتمعات اليت يسهما احلصول فيها للفرد على شهادات عليا بأسلوب غري علمي
وغري مشروع وكذلك احلصول على الوظيفة بطريقة غري قانونية وعادلة يكون أفراد ىذا اجملتمع أكثر ميال دلمارسة
الفساد اإلداري ،عكس اجملتمعات اليت يكون نظامها التعليمي كفؤ وقائم على أسس علمية يكون فيو نظام
اخلدمة ادلدنية ذو جدية ودقة يف عمليات التوظيف فانو ػلول دون وصول أناس غري كفوئني إىل الوظائف
احلكومية وبالتايل تقل عمليات الفساد اإلداري.
**الجنس :عادة الرجال ادلوظفني ؽليلون أكثر دلمارسة حاالت الفساد اإلداري من النساء ،بسبب تكوينهم
النفسي وسرعة تأثرىم مبا ػليط بعم من عاملني.
**المهنة والتخصص :من ادلتوقع أن تكون حاالت الفساد اإلداري أكثر وضوحا لدى اإلداريني يف الوظائف
احلكومية أو منظمات األعمال منها يف الوظائف الفنية التخصص ،ورمبا يعود إىل شلارسة اإلداريني ألعمال جتعلهم
على احتكاك مباشر بالناس تدفعهم يف غالب األحيان إىل فتح مواضيع ؽلكن النفاذ منها إىل دفع رشوة او قبول
وساطات أو غريىا من حاالت الفساد اإلداري.
-2العوامل املؤسسية والتنظيمية:
**ثقافة المنظمة :إن عدم وجود ثقافة تنظيمية قوية ومتماسكة واغلابية تؤدي إىل التزام عال والتحلي بأخالقيات
إدارية سامية ،قد يكون سببا دلمارسات فاسدة حيث أن اغلب ىذه الثقافة التنظيمية غالبا ما يرافقو شيوع ثقافة
الفساد يف ادلنظمة أو اإلدارة احلكومية.
1طاىر الغاليب وصاحل العامري ،)2010(،ادلسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال ،دار وائل ،عمان ،ص 389-385
23
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
**حجم المنظمة :غالبا ما يكون كرب احلجم خصوصا يف اإلدارات العمومية مرتبطا بوجود ترىل إداري وبطالة
مقنعة وبريوقراطية عالية ،وىذه كلها تؤدي بدورىا إىل شلارسات غري قانونية وسلوكيات فساد إداري ال ؽلكن
السيطرة عليها بسهولة.
**ضعف النظام الرقابي :حيث غلعل من ادلمارسات الفاسدة روتينا ساريا ؽلر دون مساءلة أو حساب،
فمنظمات األعمال واإلدارات العمومية مدعوة إلعادة النظر باستمرار يف نظمها الرقابية وأساليب تقييم األداء
لديها فقد تطورت ىذه النظم كثريا وأصبحت متاحا للمسؤولني الكثري من األدوات الفاعلة اليت تساعد يف ضبط
حاالت الفساد اإلداري.
**العالقة مع المسؤولين في اإلدارات العليا :وىذه قد تكون سببا دلمارسات إدارية فاسدة تنتج عن استغالل
النفوذ ذلؤالء ادلسؤولني واالحتماء بوم سواء كانت العالقة قرابة أو ارتباط مصاحل أو صداقة .
**طبيعة العمل المؤسسي :إن درجة وضوح العمل وأىداف ادلؤسسات ومنظمات األعمال وشفافية عملها لو
اثر كبري يف تقليل حاالت الفساد اإلداري ،أما ادلؤسسات اليت تقتضي طبيعة عملها الكثري من السرية والسرعة،
ولديها موارد كثرية بعيدة عن الرقابة الشعبية واإلعالمية فان حاالت الفساد اإلداري تكثر فيها وؽلكن إخفاءىا
بسهولة كما يتوقع مرتكبوىا.
**الهياكل التنظيمية وىياكل السلطة :إن عدم وضوح الصالحيات والسلطات وعدم تناسب اذليكل التنظيمي
مع طبيعة العمل وعدم وجود وصف وظيفي واضح يزيد من احتمال شلارسة الفساد اإلداري يف منظمات من ىذا
النوع أكثر من غريه.
**البطالة المقنعة :إن وجود أعداد كبرية من العاملني ال ؽلارسون أعماال فعلية قد يكون سببا وراء تفنن ىؤالء
ادلوظفني يف طلبات وتعقيد سري ادلعامالت لغرض االبتزاز والرشوة والوساطة وغريىا.
**عدم االستقرار الوظيفي :إن شعور ادلوظف خاصة يف اإلدارات العليا من أن منصبو ىو فرصة غلب أن
يستغلها لفًتة زلددة جتعل منو أكثر ميال دلمارسة حاالت فساد إداري لغرض اإلثراء وبناء النفوذ وتوطيد العالقات
مع اآلخرين على حساب مصلحة ادلنظمة والنزاىة والعدالة.
-3العوامل البيئية :
**عوامل البيئة السياسية :يعترب ىذا البعد من أكثر األبعاد دعما للفساد اإلداري يف الدول النامية ،فهيمنة
الساسة الفاسدين على سلتلف نواحي احلياة ىي السبب يف انتشار حاالت الفساد الثقيل ،تتمثل أىم مالمح ىذه
البيئة السياسية الفاسدة يف عدم االستقرار السياسي ،وعدم وجود دستور دائم ،عسكرة اجملتمع ،سيطرة الدولة
على وسائل اإلعالم ،ضعف منظمات ادلجدتع ادلدين.
**عوامل البيئة االقتصادية :يشكل االقتصاد مدخال دلمارسة حاالت الفساد اإلداري بأشكالو ادلتنوعة،
فالسياسات االقتصادية والنقدية ادلرجتلة للدولة واألزمات االقتصادية يسبب احلروب والكوارث أو سوء التخطيط
24
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
قد تكون مدخال يشجع الفساد ،وبصفة عامة ؽلكن اعتبار البطالة واطلفاض األجور وتدىور قيمة العملة وزلدودية
فرص االستثمار ،وعدم فعالية نظم الرقابة االقتصادية وادلالية يف ادلؤسسات من أىم العوامل االقتصادية ادلساعدة
يف انتشار الفساد اإلداري.
**عوامل البيئة االجتماعية :فإذا ما كانت العوامل االجتماعية غري ناضجة ومشبوىة فإهنا ستشكل بكل تأكيد
مدخال واسعا دلمارسات إدارية فاسدة على سلتلف ادلستويات ،ومن الضروري اإلشارة ىنا أن العوامل االجتماعية
قد ال يتم االنتباه ذلا وألثرىا مثل العوامل االقتصادية وذلك بسبب وقوع ادلجدتع حتت تأثري ظاىرة القبول
االجتماعي ذلذه العوامل ،ومن أىم العوامل االجتماعية احملتمل تسببها يف الفساد اإلداري نذكر القيم ادلشوىة
مع ،فقدان احلراك االجتماعي ورتود التفكري والتحجر وعدم قبول السائدة يف ادلجدتع ،شيوع ثقافة الفساد يف اجملت
التغيري ،زيادة عدد السكان وشح ادلوارد واستنزافها ،التعصب الطائفي والديين.
**عوامل البيئة القانونية والتشريعية :ؽلكن أن تساىم ىذه البيئة إىل حد كبري يف انتشار حاالت الفساد اإلداري
إذا كانت تتصف بعدم النزاىة وعدم االستقاللية واخلضوع الكامل للسلطة والسياسية أو التنفيذية يف الدولة،
وؽلكن أن نلخص أىم منافذ الفساد اإلداري ضمن أبعاد ىذه البيئة إىل سلتلف القوانني التعسفية ،والتغيري ادلستمر
فيها ،الثنائية يف تفسري القوانني ،ضعف اجلهاز القضائي.
**عوامل البيئة الثقافية :ؽلكن أن تكون البيئة الثقافية بعنصرىا وأبعادىا ادلتعددة دافعا للفساد اإلداري خصوصا
يف الدول النامية ،فكلما اتسمت البيئة الثقافية باالنغالق واخلوف من االنفتاح وادليل إىل اجلمود والتحجر فان
بذور الفساد اإلداري ستنمو فيها وتنتشر بسرعة وأعقد وسائل مكافحتها وعالجها .فللمؤسسات الًتبوية والدينية
والصحافة اإلعالم دور كبري يف بناء قيم ثقافية اغلابية أو العكس واليت قد تكون سببا رئيسيا يف انتشار الفساد
اإلداري.
بعد أن خضنا يف أسباب ودوافع الفساد كمدخالت ذلذه الظاىرة ،تفرض علينا السريورة ادلنهجية عرض
سلرجات الظاىرة متمثلة يف نتائجها وسللفاهتا حىت يكتمل اإلطار النظري يف شقو ادلفاىيمي .ونقًتح ىنا أيضا –
بالنظر لتشعب وكثرة سللفات الفساد تبويبها إىل ثالث حزم رئيسية ىي النتائج على ادلستوى االقتصادي ،على
ادلستوى اإلنساين وعلى ادلستوى السياسي.
-1أثر الفساد على المستوى إلاقتصادي:
توافقا مع الغاية البيداغوجية ،وللتنسيق مع باقي ادلقاييس ادلقًتحة على طلبة السنة الثانية (مقياس
االقتصاد الكلي)،ارتأينا أن ضللل آثار الفساد على ادلستوى االقتصادي من خالل أثرىا على كل مركبة من مركبات
الدخل الكلي يف ظل التدخل احلكومي واخلارجي ،وادلتمثلة يف االستهالك الكلي (قطاع العائالت )،االستثمار
25
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
الكلي (ادلنتجني)،اإلنفاق احلكومي واإليرادات احلكومية(احلكومة)والتجارة اخلارجية (القطاع اخلارجي) ذلك أن :
Y=C+I+G +X–Z
**أثر الفساد على االستثمار الكلي(المنتجين) :يعترب اإلنفاق االستثماري من أكثر مكونات الطلب الكلي
تقلبا ،وينتقل تأثري االستثمار من بعد الطلب الكلي إىل الدخل التوازين الذي يتطلب نوعا من ادلساواة لكي يتم
الوصول إليو ،ويتقلب مستوى الدخل يف االقتصاد بالتايل كنتيجة لتقلب مستوى االستثمار اخلاص والذي يرتبط
ارتباطا وثيقا بالعملية االستثمارية .وعلى ىذا األساس يعترب أي تأثري للفساد ولو كان ىامشيا يف االستثمار،مرىقا
جدا للنمو ومن مث العملية التنموية وىذا ما سنناقشو فيما يلي :
من بني أبرز متغريات االقتصاد الكلي اليت مت رصد عالقتها بالفساد االستثمار الكلي ،حيث يبني ماورو
،Mauro1995 1من خالل استخدام مؤشر للفساد ابتداء من أوائل الثمانينات ،أن ارتفاع مستويات الفساد
يقًتن باطلفاض مستويات االستثمار اليت تقاس حبصة من الناتج الداخلي اإلرتايل .وىذا ادلؤشر الذي يصنف
الدول وضعتو" اذليئة الدولية لدوائر األعمال حسب سلم يتدرج من صفر إىل عشرة استنادا إىل تقييم مدى لزوم
الفساد يف ادلعامالت التجارية .وتشري األرقام العالية إىل مستويات فساد منخفضة .
ويؤثر الفساد يف النمو عرب تأثريه يف كل من االستثمار احلكومي واالستثمار اخلاص .ففي حال االستثمار
احلكومي ،يربز االنعكاس على ادلبلغ النهائي ،وعلى نوعية االستثمار .وفيما ؼلص ادلبلغ النهائي لالستثمار ،فإن
احلصول على الصفقات العامة من عروض احلكومة عن طريق العموالت ،يزيد من تكاليف االستثمار يف قطاعات
مثل البناء واألشغال العامة ،إذا ما احتسبت مبالغ العموالت يف زلاسبات الشركات بصورة أو بأخرى .
وفيما ؼلص نوعية االستثمار ،فإن منح الصفقات لشركات ليست بالضرورة متح ّكمة يف إدارة اإلنتاج أو
يف أخالقيات االستثمار ،بل قادرة فقط على شراء ذمم ادلسئولني ،غالبًا ما يؤدي إىل الغش يف ادلنتوج .كما يؤثر
الفساد يف حتويل االستثمار عن رلاالت معينة إىل رلاالت أخرى ذلا القدرة على إنتاج الريع شلا يؤثر سلبًا يف عملية
ختصيص ادلوارد ويعيق عملية التنمية ،إن الفساد من ىذا ادلنظور ووفقا دلا يراه Tanziيساىم إذن يف تدين كفاءة
االستثمار العام وإضعاف مستوى اجلودة يف البنية التحتية العامة 2وذلك بسبب الرشاوي اليت حتد من ادلوارد
ادلخصصة لالستثمار وتسيء توجيهها أو تزيد من كلفتها ،ناىيك عن الوساطة والغش يف اختيار ادلشاريع .
إضافة لكل ما أوردنا جتدر اإلشارة إىل أن الفساد يثبط أيضاً االستثمار األجنيب وؼلفض ادلوارد ادلتاحة
إعاقة Johnston , 1997 للهياكل األساسية للعملية اإلنتاجية واخلدمات العامة وبرامج زلاربة الفقر كما يقرر
1
Mauro, Paolo, )1995( ,Corruption and Growth . Quarterly Journal of Economics 110(3): p. 701-720
2
Vito Tanzi , Hamid Davoodi, )1997(, Corruption ,Public Investment and Growth ,IFM Working Paper
26
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
الفساد للمؤسسات السياسية من خالل إضعاف شرعيتها وإمكانية زلاسبة احلكومات ، 1وىو ما سنتطرق إليو
الحقا عند حتليل أثر الفساد على التجارة اخلارجية.
وطللص شلا سبق إىل أن الرشوة تؤثر على أداء القطاعات االقتصادية .وقد أظهرت األحباث يف ىذا اجملال
أهنا تضعف النمو االقتصادي ،حيث تؤثر على استقرار ومالءة مناخ االستثمار وتزيد من تكلفة ادلشاريع وهتدد
نقل التقنية ،وتضعف األثر اإلغلايب حلوافز االستثمار بالنسبة للمشاريع احمللية واألجنبية كما ختفض العائد على
االستثمار. 2
**أثر الفساد على االستهالك الكلي(العائالت) :يتسبب الفساد يف تدين مستوى كفاءة االقتصاد وذلك
بسبب تأثريه على توزيع الدخل واإلنتاج باإلضافة إىل االستهالك ،ولعل األثر ادلباشر للفساد على ادلستهلكني
يظهر من خالل زيادة تكاليف اخلدمة اليت قد تكون رلانية أصال وىي تكلفة لن يتحملها رجل األعمال بالطبع
بل سيحملها للمستهلك النهائي فتنخفض قدرتو الشرائية .ولعلو بات من الواضح أن الفساد يتحملو االقتصاد
الكلي ال أطراف الفساد ،وبدوره ػلملو إىل ادلستهلك النهائي إما يف شكل رفع ذتن اخلدمات ،أو يف شكل
ضرائب ورسوم أو قد تنعكس على ادلستوى العام ألسعار السلع واخلدمات األساسية ،كما قد يتحمل ادلستهلك
رداءة جودة السلع اليت كانت زلل تعامل فاسد.
من جهة أخرى يبدو أثر الفساد واضحا وجليا من خالل توسيع ثقافة االستهالك دون إحراز ما يقابلها
من إنتاج ،ويتعلق األمر ىنا بأولئك الذين ػلصلون على دخول إضافية كريع للفساد ،فهؤالء سيفتقرون إىل
العقالنية يف ترشيد إنفاقهم االستهالكي كنتيجة الستسهاذلم احلصول على األموال مىت احتاجو ا إليها عن طريق
الفساد ،وهبذا ستتجو إنفاقاهتم ضلو الكماليات والتسابق ضلو ادلاركات العادلية على حساب ادلنتج احمللي ،ىذا فيما
يتعلق بصغار ادلوظفني وادلسؤولني يف اإلدارات ،أما إذا اجتهنا صوب ادلسؤولني النافذين والشخصيات احلساسة يف
اجملتمع فنجد أهنا بدورىا ترفع مستويات استهالكها إىل أعلى قيمة شلكنة وادلتمثلة يف الًتف االجتماعي ،أين
تنفق األموال الطائلة على استبدال ماركات السيارات ،والرحالت السياحية وما يقابلها من مصاريف ال يتم
االلتفات إليها ألن ادلسؤول النافذ يرى يف منصبو موردا دائما لتغطية ىذه التكاليف الغري عقالنية .
1 Johnston, M. , )1997(, What can be done about Entrenched Corruption?, Paper presented to the Ninth Annual
Banl Conference on Development Economics, The World Bank, Washington DC., 30 April – 1 May.
2ادلؤسسة العربية لضمان االستثمار ،)1999 (،الفساد :آثاره االجتماعية واالقتصادية وسبل مكافحتو ،سلسلة اخلالصات ادلركزة ،السنة الثانية إصداره ، 1999 /الكويت
ص3
27
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
**أثر الفساد على اإلنفاق و اإليرادات الحكومية (الحكومة) :يًتتب على الفساد ادلمتد وانتشاره يف القطاع
احلكومي آثار على ختصيص النفقات العامة شلا يؤدي إىل حتقيق أدىن نفع شلكن من ىذا اإلنفاق وليس أقصى نفع
شلكن منو .وعليو يًتتب على شيوع الفساد وانتشاره يف رلتمع ما ،سؤ ختصيص دلوارد ىذا اجملتمع العامة ،ألهنا
سوف تتجو صوب أوجو اإلنفاق اليت ال حتظى بأولوية اإلنفاق العام من وجهة نظر اجملتمع .ومن مث ستحظى
األنشطة ادلظهرية كاألنشطة الرياضية واألندية ووسائل اإلعالم وضلو ذلك بإنفاق سخي ويف مقابل ذلك سيتم
إغفال الكثري من األنشطة والقطاعات االقتصادية اذلامة ،أو يكون اإلنفاق عليها ليس بالدرجة الكافية ،
كاإلنفاق على القطاع الزراعي والصناعي ،أو اإلنفاق على حتسني مستوى ادلناطق النائية .
كما أن تنفيذ ادلشروعات العامة وادلناقصات ستتميز بدرجة عالية من التميز وعليو سيتم استريا د ادلواد
اخلام ومواد البناء واآلالت وظلوىا ،من بالد أجنبية معينة ،يف حني قد ال تكون ىذه السلع ادلستوردة من ىذه
البالد جيدة أو رخيصة مقارنة بغريىا من ادلصادر ادلتاحة .كما أنو وفقا ألحباث Mauroادلناقصات وادلشروعات
اذلامة سًتسو على شركات معينة شللوكة ألصحاب النفوذ واجلاه يف اجملتمع .1
إضافة إىل ما تقدم ذكره يقوم الفساد بتغيري تركيبة عناصر اإلنفاق احلكومي ،إذ يبدد السياسيون وادلسؤولون
ادلرتشون موارد عامة أكثر على البنود اليت يسهل ابتزاز أموال كبرية منها مع االحتفاظ بسريتها ،ويالحظ أن
األجهزة احلكومية اليت ينتشر فيها الفساد تنفق أقل على اخلدمات األساسية مثل التعليم والصحة ،وتتجو إىل
اإلنفاق بشكل أكرب على رلاالت االستثمار ادلفتوحة للفساد ،2كما أن ادلالية العامة للحكومة ونتيجة دلمارسات
الفساد تتأثر سلبا حسبما أوضحتو دراسة كل من 3 Tanzi ,Davoodi 1977اليت توصلت للنتائج التالية :
* يؤدي الفساد لزيادة حجم االستثمارات العامة على حساب اخلاصة لكون العديد من بنود اإلنفاق مرنة
لتالعب كبار ادلسؤولني يف احلصول على رشاوي .
* يشوه الفساد تكوين النفقات العامة بعيدا عن التشغيل والصيانة الالزمة من أجا اإلنفاق على معدات جديدة
* يشوه الفساد تكوين النفقات العامة بعيدا عن حاجة الصحة والتعليم للتمويل ،ألن ىذه النفقات بادلقارنة مع
نفقات ادلشاريع األخرى ىي األقل سهولة على ادلسؤولني يف انتزاع الريع.
22ادلؤسسة العربية لضمان االستثمار ، )1999 (،الفساد :آثاره االجتماعية واالقتصادية وسبل مكافحتو ،سلسلة اخلالصات ادلركزة ،السنة الثانية ،الكويت ،ص 4
3ػلىي غين النجار ،اآلثار االقتصادية للفساد االقتصادي ،تاريخ التصفح www.nazaha.iq/search_web/eqtsade/4.doc، 2009/05/03
28
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
* قد ؼلفض الفساد من ضريبة الدخل ألنو ينال من قدرة احلكومة على رتع الضرائب والرسوم .
Johan **أثر الفساد على التجارة الخارجية :من جهة البحوث الكمية اليت كان من بني السباقني إليها
Lambs drofفًتى أن درجة الفساد يف الدولة ادلستوردة يؤثر على ىيكل التجارة للدول ادلصدرة ،وىذا يتضح يف
ميل ادلصدرين األجانب إىل تقدًن رشاوي للموظفني الرمسيني يف الدول ادلستوردة ،1وعليو فإن الشركات الرائشة
تطرد الشركات األمينة من نطاق التجارة ،لكن إذا كانت الشركات غري األمينة ختضع لرقابة تنظيمية جيدة ،فإن
ىذه الشركات ستنال النصيب األكرب من التجارة .
إن مسألة الفساد يف التجارة أو االستثمارات اخلارجية ىي مصدر لعدم اليقني يف تقييم تكاليف ادلؤسسات وهبذا
فإهنا تشوه السوق وجتعل ادلنافسة غري عادلة ،وقد ركزت البحوث يف ىذا اجملال على الفساد يف البلدان ادلستقبلة
لالستثمارات ،ففي األسواق األكثر فسادا التجارة غلب أن تكون أكثر حذرا ،وحسب وجهة نظر الباحثان يرجع
ىذا ألن االستثمارات األجنبية ادلباشرة تكون ظلوذجا يفرض درجة عالية من االستعداد واجلهود .ومن خالل
النتائج يتبني أن البلد زلل التعامل ىو ادلعين أكثر بالفساد ،أين يتوجب اخيار الشريك اخلارجي من قبل البلدان
قبل أن تطلق العنان لالستثمارات اخلارجية.وقد توصلت الدراسات االقتصادية إىل العالقة العكسية بني مرونة
حيث اعتربا أن S.Knack,Sو O.Azfar التبادالت اخلارجية والفساد ،وىذا على غرار ما أكده كل من
الفساد يؤثر على التبادالت التجارية سلبا والعكس ليس صحيحا بالضرورة . 2
حوصلة :للفساد آثار سلبية على النمو االقتصادي وارتفاع معدالت الفقر نتيجة دلا حتدثو من سوء يف
ختصيص ادلوارد ويف توجيهها ضلو االستثمارات غري ادلنتجة هبدف حتقيق الكسب غري ادلشروع وىي على العموم
تعترب مكلفة ألي بلد تستفحل فيو بشكل ينعكس على مستويات األداء االقتصادي ومن مث على صلاعة اخلطط
التنموية أوال فالدقة يف تنفيذىا ،وىكذا غلازف الفساد بالعملية التنموية شكال ومضمونا خاصة على ادلدى البعيد
1عبد اهلل بن حاسن اجلابري 1426 (،ىجرية) ،الفساد االقتصادي أنواعو .أسبابو .آثاره وعالجو ،ادلؤدتر العادلي الثالث لالقتصاد اإلسالمي /جامعة أم القرى
2
S.Knack,S et O.Azfar ,)2003( , TradeIntensity,Country Size and Corruption , Economics of Governance
,04/2003
29
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
الشكل رقم :01أثر الفساد على االقتصاد من خالل محددات الطلب الكلي
-صادرات وواردات غير -تضخيم اإلنفاق -ارتفاع تكلفة االستثمار -ارتفاع نقطة اإلشباع.
مخططة عشوائية الحكومي
-استثمار غير مخطط -استهالك غير مخطط
-زيادة درجة الشك -إيراد حكومي غير
عشوائي وغير عقالني عشوائي وغير عقالني
االقتصادي في التبادالت مخطط عشوائي وغير
عقالني -قدرة تنافسية غير عادلة -انخفاض القدرة الشرائية
وليست متكافئة ألن المستهلك يتحمل
تراجع مستويات الدخل القومي تكاليف الرشوة.
إرباك الخطة التنموية في كل مراحلها ،منذ اإلعداد وحتى التنفيذ ومن ثم فشل التنمية
30
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
**أثر الفساد على مستوى الفقر :إضافة حملددات الطلب الكلي كمركبات رئيسية للمستوى االقتصادي ،مل صلد
فقد بينت بدا من إقحام مستوى الفقر كمركبة ال تقل أعلية عند حتليل أثر الفساد على اذليكل االقتصادي
النمو ال ينجر عنو ضرورة حتقيق التنمية البشرية إذا مل يصحبو توزيع عادل نسبيا .فالبشرية قد
التجارب أن حتقيق ّ
ظلو عام زلًتم لكن ذلك مل ؽلنع زيادة عدد الفقراء ادلدقعني يف نفس الفًتة زيادة قدرت
حققت يف الثمانينات نسبة ّ
مبئة مليون فقري جديد.
ظلوا اقتصاديا وزيادة ثروة ،لكنها زادت يف فقر بلدان
ؽلكن القول إرتاال إن العودلة قد حققت لبعض البلدان ّ
أخرى ،كما زادت حىت يف بعض البلدان ادلستفيدة من فقر شرائح من اجملتمع مل تشملها ذتار النمو ومل تتحول إىل
يربر إقحامنا لتأثري الفساد على الفقر يف سياق مناقشة أثره على النمو االقتصادي
تنمية بشرية .ولعل ىذا ما ّ
والتنمية وفيما يلي حتليل ذلك التأثري.
إن الدولة اليت يتفشى فيها الفساد ،ؽلكن أن تكون شرسة يف مواجهة أفقر الفقراء شلن ال ؽللكون ادلوارد للتنافس
مع الراغبني يف تقدًن الرشاوى ، 11998 Osborneوػلرم الفساد الفقراء من نصيبهم حىت ولو كان ىذا النصيب
ىزيال .ويزيد من حدة الفقر بتحويلو ادلوارد ادلخصصة لتخفيف حدة الفقر إىل جيوب عدؽلي النزاىة من ادلسؤولني
احلكوميني ورجال األعمال .ويوسع الفجوة القائمة بني اجلنسني ألن ادلبالغ ادلدفوعة بغرض الفساد إظلا تدفع مقابل
خرق قواعد اإلنصاف يف التشغيل والشراء .كما ويتسبب يف السخط السياسي والقالقل االجتماعية.
وؽلكن لنا أن نلخص ما تقدم ذكره يف كون الفساد يؤدي إىل توسيع الفجوة بني األغنياء والفقراء
،وىذا األثر يكون على عدة مستويات نوجز أعلها فيما يلي :
* قد يتهرب األغنياء من دفع الضرائب وؽلارسون سبال ملتوية للتهرب ،وىذا يساعد على تعميق الفجوة بني
األغنياء والفقراء ،من جهة مقابلة يتحمل الفقراء عبئا ضريبيا أثقل وخدمات أقل .
* يؤدي الفساد إىل زيادة كلفة اخلدمات احلكومية مثل :التعليم والسكن وغريىا من اخلدمات األساسية ،وىذا
بدوره يقلل من حجم ىذه اخلدمات وجودهتا شلا ينعكس سلبا على الفئات األكثر حاجة .
* حصول الفقراء على حد أدىن من اخلدمات االجتماعية اليت ال ؽللكون القدرة على دفع مقابلها غري ادلشروع
(األموال الفاسدة كالرشاوي)،وىو ما يفاقم حدة الفقر.
* تفادي استثمارات اذلياكل األساسية للمشاريع اليت تساعد الفقراء ،ذلك أن الفكر الذي يسري ادلمارسات
الفاسدة سيدفعها ضلو ادلصاحل اخلاصة على حساب األمور االجتماعية.
-2أثر الفساد على املستوى الاجتماعي:
1
Osborne, Denis ,)1998 ( , Learning Module on Corruption , UNDP Publication
31
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
لطادلا مت تناول مواضيع الفساد يف النسق االجتماعي والسياسي ،ذلك أهنا تبدو جلية أكثر من خالذلما
،حيث يرى Treisman 2000أن ادلتغريات االقتصادية تفسر الفساد أقل من ادلتغريات السياسية واالجتماعية ،
والسبب ىو أهنا (ادلتغريات االجتماعية والسياسية) تتأثر بالعوامل غري ادلخططة اقتصاديا أثناء احلكم الطويل
والقصري األجل ،بينما ادلتغريات االقتصادية فال تظهر إال يف األجل الطويل . 1ولعل ىذا ما أدى إىل إيالء األعلية
القصوى لألبعاد االجتماعية والسياسية من الباحثني ادلتخصصني ،إىل أن استحوذ النظام الرأمسايل على االقتصاد
العادلي معلنا ميالد العودلة اليت فتحت اآلفاق على كل االحتماالت وكشفت مواطن قصور عديدة يف األنظمة
االقتصادية اليت مت إسناد معظمها إىل الفساد وىو ما سرع وترية البحوث االقتصادية ضلو ىذا السياق .
من جهتنا سنقتصر يف ىذه اجلزئية على عرض اخلطوط العريضة ألبرز اآلثار االجتماعية والسياسية للفساد يف
شكل نقط دون اخلوض يف تفاصيل قد خترج بنا عن النسق ادلخطط للمقياس.
يسهل الفساد جتاىل قوانني الصحة والسالمة ،وتسهل اإلفالت من ادلالحقة القضائية بشأن اإلضرار بالبيئة .
وتبطل مفعول القوانني ،ويصعد اإلجرام ويزيد من حدتو ،ويغذي الثورة ويشكل يف نهاية ادلطاف خطرا عادليا.
يقود الفساد إىل التشكيك يف فعالية القانون ويف قيم الثقة واألمانة إىل جانب هتديده للمصلحة العامة من
خالل إسهامو يف خلق نسق قيمي تعكسو رلموعة من العناصر الفاسدة وىو ما يؤدي إىل ترسيخ رلموعة من
السلوكيات السلبية.2
يزيد الفساد من سلطة األثرياء ويوسع الفجوة بني الطبقات ،ويؤثر سلباً على الشرػلة الفقرية من اجملتمع .
تتعدد وتتشابك اآلثار السياسية للفساد واليت نوجزىا يف النقط التالية على سبيل ادلثال ال احلصر ودون
إسهاب ؼلرج بنا عن نطاق أىدافنا :
يؤدي الفساد إىل إضعاف جودة اخلدمات العامة ،ويدفع إىل الربح غري ادلشروع عن طريق الرشاوى بدالً
من ادلشاركة يف األنشطة اإلنتاجية ،كما يضعف من شرعية الدولة و سلطتها ،وؽلهد حلدوث اضطرابات تتهدد
األمن واالستقرار السياسي يف الدول النامية.3
1
Treisman, Daniel ,( 2000) ,The causes of corruption: a cross national study , Journal of Public Economics, vol. 76,
P441
2
ىدى متكيس ، )1999( ،الشروط السياسية للتنمية – خربة دول اجلنوب ،ورقة قدمت إىل ندوة الفساد والتنمية ،مركز دراسات الدول النامية ،القاىرة ،ص 30
3ادلؤسسة العربية لضمان االستثمار ، )1999 (،الفساد :آثاره االجتماعية واالقتصادية وسبل مكافحتو ،سلسلة اخلالصات ادلركزة ،السنة الثانية إلصداره ،الكويت ،ص 3
32
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
يعترب Y.Menyكعامل سياسة أن أخطر أشكال الفساد ادلعاصر ىي "اليت تتحول مادهتا إىل طاقة"فهكذا
جرى تأسيس عالقات التبعية و اخلدمات ادلتبادلة بطرق غري واضحة واالتفاقات اليت تثري الشبهات حوذلا
والقضية تتعلق بنظره بنظام معني للتبادل يسلك طريق الشرعية وال يكون التبادل النقدي عنصرا رئيسيا بالضرورة
،فمنح الًتاخيص والتصاريح ؽلكن أن يتما عن طريق العقود أو تزوير قيم الفواتري ،والفساد يف رأيو "ليس ظاىرة
على ىامش النظام ولكنو يتعايش يف انسجام وثيق مع ذلك النظام ويتغذى على نقط الضعف فيو ويستند إىل
1
آليات وقيم النظام ذاتو"
Y.Meny1992يبدو أن تركز السلطة يف فيما يتعلق بتأثري الفساد على الدؽلقراطية ،فحسب اعتقاد
قبضة اجلهاز التنفيذي تعمل يف اجتاه هتميش باقي السلطات التشريعية والقضائية وحىت السلطة الرابعة ادلتمثلة يف
الصحافة واإلعالم ،وىنا تربز إشكالية حتليل عالقة الدؽلقراطية بالفساد.
يؤثر الفساد على سوق النفوذ السياسي ،حيث أنو يربك حسابات الشفافية لصاحل الفئات األكثر قدرة
على الدفع ،وفقا لقانون العرض والطلب ،ففي العامل ادلعاصر مل تصبح االنتخابات معتمدة فقط على شعبية
ادلًتشح ،بقدر ما تتعلق بإمكانياتو اليت يسخرىا جلذب الرأي العام ،ىذه اإلمكانيات اليت عادة ما يكون
مصدرىا فاسدا.
1بيري ال كوم ،تررتة سوزان خليل ،)2003 ( ،الفساد ،عني للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية ،الطبعة األوىل ،ص 10
33
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
الفساد
: _Iالهيئات العالمية واإلق ليمية المهتمة بمكافحة
مع استفحاؿ ظاىرة الفساد وتناميها بشكل جعلها ظاىرة عادلية خطَتة ،التفت كربيات اذليئات
وادلنظمات العادلية واإلقليمية وحىت احمللية،احلكومية وغَت احلكومية ،حملاولة قياسها وإرساء اسًتاتيجيات ناجعة
دلكافحتها ،من خالؿ ىذه اجلزئية سنقدـ بعض النماذج الرائدة عن اذليئات العادلية اليت اىتمت دبكافحة الفساد
(على سبيل ادلثاؿ ال احلصر):
-1هيئت الامم اإلاتحدة :
لقد أعطت منظمة األمم ادلتحدة أعلية كبَتة دلكافحة الفساد وتعزيز اآلليات الرقابية للحد من انتشلره
وىذا نتيجة التداعيات السلبية اليت تنجم عنو ،فاجلهود الوطنية مل تتمكن من احلد من انتشاره وىو ما استدعى
تنسيق اجلهود الدولية يف إطار األمم ادلتحدة للحد من مظاىر الفساد بُت الدوؿ،وذلذا الغرض ازبذت اجلمعية
العامة لؤلمم ادلتحدة يف 28جانفي ، 1997قرارا يطلب من األمُت العاـ مساعدة الدوؿ األعضاء على وضع
اسًتاتيجيات دلنع ومكافحة الفساد،1ىذا القرار الذي كاف سبهيدا العتماد" اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد"
وىكذا انبثقت من منظمة األمم ادلتحدة أوؿ معاىدة ملزمة قانونيا ذلا طبيعة عادلية ،أبرمت يف أكتوبر ، 2003
دوؿ يف يناير 2008ويغطي ىذا ادليثاؽ أحكاـ ادلنع، ودخلت حيز التنفيذ يف ، 2005مث صادؽ عليها 107ة
والتجرمي ،وادلساعدة التقنية ،والتعاوف الدويل ،كما تغطي الشروط نطاقا واسعا دلمارسات الفساد) على سبيل
ادلثاؿ الرشوة ،واالبتزاز ،وغسيل األمواؿ ،وسوء استخداـ الوظيفة ،واستغالؿ النفوذ ،وعرقلة العدالة ( وتنطبق على
كل من القطاعُت العاـ واخلاص.
كما تعمل ىياكل األمم ادلتحدة على مكافحة الظاىرة وذالك من خالؿ مكاتبها اإلقليمية يف دوؿ العامل حيث
يعترب برنامج األمم ادلتحدة اإلظلائي PNUDطرفا فاعال يف مكافحة الفساد من خالؿ برامج العمل اليت يقوـ
هبا حيث أف األىداؼ اإلظلائية تعترب يف نفس الوقت أىداؼ للحد من انتشار الفساد.
سوزاف روز أكرماف(،جويلية )1997الفساد واحلكم الرشيد،برنامج األمم ادلتحدة اإلظلائي ،ورقة مناقشة رقم ، 3ص4 1
34
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
1
ديفيد لونا 4(،أكتوبر ،)2002مكافحة الفساد وتعزيز النزاىة ،مداخلة يف مؤسبر ادلعهد الدوىل لؤلخالقيات العامة ) ، (IIPEمدينة بريسبُت االسًتالية ،
تاريخ اإلطالع . 2008/02/15 : http://www.cipe-arabia.org/files/html/art0901.htm
2بن ع زوز زلمد ،)2016(،الفساد اإلداري واالقتصادي ،آثاره وآليات مكافحتو -حالة اجلزائر ،اجمللة اجلزائرية للعودلة والسياسات االقتصادية العدد، 07ص205
3ج.بشاٌٍ أوحىد ،انفساد ححذ يخىاصم نهخًٍُت
35
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
1
غزواٌ سفٍك ػىٌذ ، )2014( ,دساست إحصائٍت ححهٍهٍت نًؤشش يذسكاث انفساد يغ اإلشاسة انى حانت انؼشاق ،بحث يُشىس فً انًؤحًش انؼهًً انسُىي انسابغ نهٍأة انُزاهت
.إبراىيم غرايبة ،)2010(،ادلجسبعات يف مواجهة الفساد "فيالدلفيا الثقافية ،العدد ،7ص . 13 2
36
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
التعامالت احلاصلة يف البلد فاسدة ،بينما العشرة تدؿ على أف كل التعامالت احلاصلة يف البلد نظيفة وتصنف كل
الدوؿ حبصرىا يف ىذا اجملاؿ الذي مل تصل حملدديو أي دولة حلد اآلف .ونظرا دلا سبق فسًتتب الدوؿ اليت مشلتها
الدراسة حسب العالمة ادلتحصل عليها ،ولكن ىذا ال يعٍت بتاتا أف الدولة يف ادلرتبة األخَتة ىي األكثر فسادا يف
الكوف لسبب بسيط متمثل يف أف الدراسة مشلت عينة 1من العامل وليس كل دوؿ العامل
1كاَج انؼٍُت انًبذئٍت نًُظًت انشفافٍت انذونٍت 54دونت فً سُت 1995وٌزداد حُايٍها يُز رنك انحٍٍ فً دالنت واضحت نهىػً بأهًٍت انًىضىع.
2انذنٍم انبشنًاًَ ،دوس انبشنًاٌ فً حُفٍز أهذاف انخًٍُت انًسخذايت ،ص ، 5حاسٌخ انخصفح 2ياي www.gopacnetwork.org،2019
3نحٍٍ فشٌذ ،انفساد االلخصادي أسبابه وحذاػٍخه ،يهف ، PDFص ، 205حاسٌخ انخصفح 15ياي 2020
https://cse.google.com/cse?q=%
4
ولغ انًٍثاق حىل يكافحت سشىة انًسؤونٍٍ األجاَب فً انًؼايالث انخجاسٌت انذونٍت فً دٌسًبش ،1997حٍث وافمج 34دونت ػهى سٍ حششٌؼاث
جُائٍت حًاثم األحكاو انخً ٌخضًُها انماَىٌ انخاص بًًاسساث انفسادفً انخاسج.
37
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
ادليثاؽ الفرقاء بأف يعتربوا رشوة مسؤويل احلكومات األجنبية معينُت كانوا أو منتخبُت عمال جرميا يعاقب عليو
القانوف جزائيا .وعلى الفرقاء أيضا ربديد عقوبات جنائية فعالة إضافة لكوهنم يستطيعوف مصادرة الفساد وعائداتو
ػاألرباح الصافية الناذبة عن ادلعاملة غَت الشرعية-أو فرض غرامات لتوفَت حافز قوي دلنع الفساد .بالنسبة لعملية
مراقبة وتنفيذ ادليثاؽ فهي تقع على عاتق كل دولة من الدوؿ األعضاء وكذا الدوؿ اليت تريد اإلنضماـ سباشيا مع
برنامج ادلراقبة الذي أعدتو جلنة خاصة.
1
- Daniel Dommel,face à la corruption ,edition originale KARTHALA ,2004
38
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
1
أمحد حسن زغب (،جواف ،)2015القيم واألخالقيات ادلعاصرة ودورىا يف تقليل الفساد يف إدارة ادلنظمات ادلعاصرة ،رللة جامعة القدس ادلفتوحة لؤلحباث والدراسات اإلدارية
واالقتصادية -اجمللد األوؿ ،العدد الثالث ،ص78-76
39
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
الالأخالقية داخل اجلهاز اإلداري ادلعٍت والتحقيق مع ادلوظفُت ادلنحرفُت وفرض العقوبات اليت يستحقوهنا عليهم
ليكونوا عربة لآلخرين.
-05جبسيط إجراءاث العمل والتخلص من اإلاعوكاث الادارٍت
اف ؾثرة ادلعوقات اإلدارية ؾتعقيد االجراءات وعدـ تبسيطها وطوؿ خطواهتا يعد من األسباب الرئيسية
للفساد اإلداري يف األجهزة احلكومية وخاصة اخلدمية منها ،وذلك الف االجراءات الطويلة وادلعقدة تؤدي اىل
الفساد نتيجة إلجبار ادلواطنُت على دفع الرشاوى إىل ادلوظفُت الذين يتولوف اصلاز معامالهتم لقناعة ىؤالء
ادلواطنُت بانو عدـ الدفع سيؤدي اىل تاخَت اصلاز معامالهتم او حىت ضياعها داخل الدائرة ودلعاجلة مثل ىذه
احلاالت البد من دراسة القوانُت واألنظمة والتعليمات وإدخاؿ التعديالت ادلناسبة عليها وتصميم اإلجراءات
البسيطة والسريعة الصلاز معامالت ادلواطنُت وذبنيبهم دفع الرشاوي للمواطنُت.
-06جلوٍم ومكافاة اإلاوظف ألامين
يف ظل الفساد ادلتفشي يف األجهزة احلكومية صلد أف ادلوظف االمُت والنزيو ال يلقى التقدير واالحًتاـ
والدعم ،بل يصبح يف مأزؽ ويتلقى االىانات والسخرية من الكثرة الفاسدة وادلنظومات ادلنحرفة بسبب أمانتو
وإخالصو واجتهاده ،بل قد يصل األمر اىل تعرضو اىل العقوبة او اجلزاء النو امُت ونزيو .وىنا ال عالج اال بدعم
واسناد ادلوظف االمُت وتقدمي احلوافز ادلناسبة لو وتقوؽلو واعتباره مثاالً وقدوة حسنة ؽلكن اف يقتدي هبا اآلخرين
ويعدلوف من سلوؾىم ادلنحرؼ وتصرفاهتم االدارية الفاسدة.
-07اعادة الىظر بمستوٍاث الرواجب والاجور بين فترة واارر
اف اطلفاض مستوى الرواتب واألجور ادلدفوعة دلوظفي الدولة يعد ىو اآلخر من األسباب الرئيسية
النتشار ظاىرة الفساد داخل االجهزة احلكومية ،وخصوصاً اذا ؾاف راتب ادلوظف ال ؽلكنو من توفَت العيش
الكرمي لو والفراد عائلتو ,فأف ذلك سيدفعو للبحث عن مصادر أخرى ألجل زيادة دخلو ودلواجهة متطلبات
احلياة ،وىذا ما يؤدي بو اىل اللجوء اىل الرشوة والفساد وانتشارعلا نتيجة الضلراؼ مثل ىؤالء ادلوظفُت لقبوذلم
الرشوة والتعامل هبا .اف
افضل عالج دلثل ىذه احلالة ىو دراسة رواتب واجور وأجراء تعديالت الالزمة على سلم او درجات الرواتب من
حُت الخر وما يتناسب مع مستويات ادلعيشة وظروؼ السوؽ
40
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
ودلا كاف الفساد ظاىرة متشعبة ومعقدة ،وزبتلف وسائلو يف الزحف داخل اجملتمعات وإعادة إنتاج نفسو ،فإف
سياسات مواجهتو ليست باليسَتة ،إذ ترتبط دبسار وسلوكيات وليس فقط بقرار ،وتتقاطع مع مؤسسات وجهات
رمسية وغَت رمسية عديدة ،ويتوىل فاعلوف سلتلفوف يف األىداؼ والتوجهات وضع سياسات مكافحتو ،شلا يتطلب
ضرورة إشراؾ العديد من اجلهات يف التوجهات اليت تعمل على وضع السياسات دلكافحتو.
ظلوذجا واحدا ،ومن غَت الصحيح اختزاذلا
وخالفًا لالعتقاد السائد ،فإف سياسات احلد من الفساد ال تتبع ظلطًا و ً
يف قياـ احلكومة بوضع التشريعات الوطنية وادلواثيق الدولية موضع التطبيق دوف االنتباه إىل أف وضع السياسات
يعترب طرفا و احدا ضمن عملية ديناميكية تتباين فيها ادلصاحل واألىداؼ ،بل واحللوؿ ادلقدمة للحد من الظاىرة
ومعدالت مكافحتها وف ًقا ألولويات كل مرحلة وادلناخ السياسي السائد ،األمر الذي ال ينفي أعلية ضرورة وجود
توافق سياسي ووطٍت هبدؼ تطوير رؤية إسًتاتيجية دلكافحة الفساد.1
ذلذا ذبدر اإلشارة إىل تعدد االقًتاحات اليت تبنتها الدوؿ ادلختلفة دلكافحة الفساد بكافة أشكالو ،حيث
اختارت بعض الدوؿ وضع اسًتاتيجيات وطنية تتضمن ادلئات من ادلقاييس اإلدارية والقانونية ،يف حُت تبنت دوؿ
أخرى سياسات انتقائية تركز على تعزيز الشفافية والنزاىة وتعظيم ادلسا ء لة يف رلاالت عدة من اإلدارة العامة،
وتبنت دوؿ أخرى خطط لتطوير البنية التشريعية ومواءمتها مع ادلعاىدات واالتفاقيات الدولية يف ىذا الشأف...
_ IIIالمجتمع المدني و مكافحة الفساد:
-01أهميت اإلاجتمع اإلادوي في مكافحت الفساد:
يلعب اجملتمع ادلدين دورا مكمال للدور احلكومي ،ذلك إف جرائم الفساد ال ؽلكن زلاصرهتا ومكافحتها
إال بتظافر جهود احلكومة واجملتمع ادلدين .مث أف مكافحة الفساد والوقاية منو ىي عملية ينبغي أف يشًتؾ فيها
اجلميع من أفراد ومؤسسات اجملتمع ادلدين مثل النقابات واجلمعيات واألحزاب السياسية .
وعلى أساس ما تقدـ إف أي دولة دبفهومها احلديث ال ؽلكنها أف تقوـ بكل األدوار وحدىا ،لذا البد من إشراؾ
اجملتمع ادلدين دبا ؽلتلك من قوة تنظيمية يف توزيع احلاجيات يف جو من التكامل والتضامن . 2ويف حاؿ وجود
إدراؾ ووعي بالدور اذلاـ الذي يؤديو اجملتمع ادلدين يف ربقيق اخلدمة العامة وربقيق التنمية احمللية وخلق قوة
معارضة تكوف حصنا يف وجو استبداد احلكم ،وعلى ىذا األساس قد ارتأينا أف تقييمنا لظاىرة الفساد غلب أف
يستند إىل تقييم العمل اجلمعوي ببلدنا بشكل عاـ وخصوصا ما يتعلق منو دبكافحة لفساد.
ويبدو أف ىناؾ ارتباطا بُت ادلستويات العالية من الفساد وبُت ادلستويات ادلنخفضة من نشاط اجملتمع
ادلدين، 3إذ أف اجلهود اليت تساعد على بروز رلتمع مدين خالؽ ونابض باحلياة تستدعي تطور منظومة قانونية
1نجُت انشفافٍت وانُزاهت ،)2008 (،انخمشٌش انثاًَ :أونىٌاث انؼًم وآنٍاحه ،جًهىسٌت يصش انؼشبٍت ،ص 5
2
Essaid Tayeb,(2005),Gouvernance et société civil cas de l’Algerie,revue Idara,n°30 ,2005,P280
3مؤسسة أماف ،الشفافية (، )2019مواجهة الفساد عناصر نظاـ النزاىة الوطٍت ،كتاب ادلرجعية الشفافية الدولية ،الطبعة اخلامسة،فلسطُت
www.aman-palestine.org تاريخ االطالع 2020/01/02
41
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
يستطيع اجملتمع ادلدين أف يتحرؾ يف إطارىا وأف يقيم مؤسساتو بعيدا عن تدخل احلكومة وسيطرهتا ،كما تستدعي
ليس بالشيء السهل الذي يتحقق دوما ،على إقامة حوار إغلايب بُت اجملتمع ادلدين واحلكومات ،وىذا
األخص يف دؽلقراطية صاعدة ألنو قد يكوف متعارضا مع أفكار ومفاىيم مت تكوينها سلفا بشأف كيفية تطوير
وفرض قرارات احلكومة.
نتطرؽ إىل اآلليات اليت نص عليها قانوف مكافحة الفساد ومع ما ورد النص عليو يف اتفاقية األمم ادلتحدة
دلكافحة الفساد .
أ -المساهمة في اتخـاذ القرار :من أجل إضفاء مزيداً من الشفافية ،يلعب اجملتمع ادلدين دورا ىاما يف
مكافحة الفساد والوقاية منو ،وذلك من خالؿ مشاركة اذليئات احلكومية يف ازباذ القرار ،وكذلك إشراؾ ادلواطنُت
يف تسيَت شؤوف العمومية وإشراكهم يف ربمل ادلسؤولية ،ومن مث سبكينهم من اإلطالع عن قرب على ادلعلومات
ادلتعلقة بادليزانية ومػعرفة كيفية صرؼ األمواؿ العامة .
ب – التحسـيس :إف فكرة اجملتمع ادلدين أصبحت تقوـ اليوـ على مفهوـ ادلواطنة ،الذي يقتضي إشراؾ ادلواطن
يف تسيَت الشؤوف العامة ،لذلك فإنو يستوجب أف يقوـ اجملتمع ادلدين حبمالت للتحسيس ولشرح سلاطر جرائم
الفساد وآثارىا ادلدمرة على التنمية ،والقياـ بأنشطة إعالمية تسهم يف عدـ التسامح مع الفساد ومع األشخاص
الضالعُت فيو ،وينبغي أف توجو ىذه احلمالت لفائدة الشباب من خالؿ وسائل اإلعالـ واالتصاؿ ،ومن خالؿ
برامج تربوية وتعليمية ربذر من ىذه ادلخاطر وتعرؼ بأسبابو وبآثاره السيئة وادلدمرة .
ج – الحـصول على المعلومات :من أجل إضفاء الشفافية يف تسَت الشؤوف العامة ينبغي على ىيئات اجملتمع
ادلدين وكذا وسائل اإلعالـ احلصوؿ على ادلعلومات ادلتعلقة بالفساد ونشرىا وتعميمها ،وسبكينها من ذلك ودور
ىذه الوسائل ىاـ يف كشف ادلمارسات ادلتعلقة بالفساد وادلفسدين ،وىذه مسؤولية حساسة وخطَتة ال تقل يف
أعليتها عنمسؤولية األجهزة التشريعية والتنفيذية والقضائية يف زلاربة ومكافحة الفساد ادلاليواإلداري ،بل وأحيانا
يأخذ دور وسائل اإلعالـ يف مكافحة ظاىرة الفساد ادلاليواإلداري بُعدا اجتماعياً وسياسياً أكرب كونو ذا اثر أوسع
وبعد شعيب ومجاىَتي مباشروواضح شلا ينعكس مباشرة يف تأثَتاهتا على الساحة احمللية وجبميع أبعادىا .ولكن ينبغي
اإلشارة إىل احًتاـ اخلصوصية عند نشر ىذه ادلعلومات ،ومراعاة حقوؽ اآلخرين أو مسعتهم ،ويف ىذا اخلصوص
فإف على الدولة أف تضمن تيسَت احلصوؿ على ادلعلومات بصفة فعلية .
1سضا هًٍسً ،دوس انًجخًغ انًذًَ فً انىلاٌت يٍ جشائى انفساد ويكافحخها ،يجهت دفاحش انسٍاست وانماَىٌ ، ،ص266-264
42
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
د -الرصـد :ىو وسيلة فعالة سبكن اجملتمع ادلدين من خالؿ فضح ادلمارسات الفاسدة ،وتعبئة الرأي العاـ
وؽلكن للمجتمع ادلدين أف يقوـ دبراقبة كيفية صرؼ ادلاؿ العاـ وإبراـ الصفقات ،ومراقبة األحزاب السياسية وسبويل
احلمالت االنتخابية ،حيث صلد أنو يف كثَت من البلداف يقوـ أصحاب ادلصاحل اخلاصة واألثرياء بابتزاز السياسيُت
وشراءىم بادلاؿ .
وقد شرعت احلكومة السنغافورية يف إجراء حزمة تغيَتات جذرية يف ىيئة مكافحة الفساد مشلت إلغاء حصانة
ادلسؤولُت أماـ ادلساءلة ،وطالت ادلساءلة عوائل ادلسؤولُت والتحقيق يف احلسابات ادلصرفية ،وجرد مجيع ادلمتلكات
ليس فقط للمسؤولُت ،وإظلا ألعضاء عوائل ادلسؤولُت ،وأقارهبم ،وحىت أصدقائهم .
-02استراجيجيت سىغافورة في مكافحت الفساد الاكتصادي :2
دوف إسهاب قد ػليد بنا عن غايتنا ،سنلخص اسًتاتيجية سنغافورة يف مكافحة الفساد االقتصادي يف العناصر
األربعة التالية :
1صباح علو ،)2019(،اخلطوات االسًتاتيجية دلكافحة الفساد وذبارب شعوب العامل ،احلوار ادلتمدف ،العدد ، 6351تاريخ التصفح 2020/05/15
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=649342&r=0
2صباح علو ،)2019(،اخلطوات االسًتاتيجية دلكافحة الفساد وذبارب شعوب العامل ،احلوار ادلتمدف ،العدد ، 6351تاريخ التصفح 2020/05/15
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=649342&r=0
43
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
**العنصر األوؿ :حىت ربصل ىيئة مكافحة الفساد على مصداقية حقيقية حققت مع الرئيس نفسو ومع أفراد
أسرتو ،مث نشطت يف التحقيق مع الوزراء ومجيع مسؤويل الدولة واعتقلت بعضهم.
**العنصر الثاين :يف مكافحة الفساد كاف يف تفعيل " قانوف "من أين لك ىذا " الذي يسمح دبراجعة مستويات
معيشة ادلوظفُت شلن يعيشوف خارج حدود إمكانياهتم ،أو لديهم شلتلكات وأمواؿ ربت تصرفهم مل يكن يف
أي مكافأة يتلقاىا ادلسؤوؿ من أي مقدورىم احلصوؿ عليها من مرتباهتم ،كدليل على الرشوة؛ وبالتايل تُ ُّ
عد ُ
شخص يسعى إىل االتصاؿ دبؤسسات احلكومة رشوة حىت يثبت العكس؛ وىذا يعٍت أ ّف على ادلسؤوؿ احلكومي
إثبات براءتو ،وإقناع احملكمة بعدـ تلقي الرشوة أو الدخوؿ يف أي شبهة فساد .ويف حالة فشل ادلسؤوؿ يف إثبات
نزاىتو ،واقتناع احملكمة بفساده ،تعرض شلتلكاتو للمصادرة مع غرامة كبَتة ،وردبا يُلقى يف السجن يف وقت الحق .
حسنت احلكومة رواتب ادلوظفُت والسيما ادلسؤولُت ،واتبعت احلكومة سياسة ٍ
**العنصر الثالث :ويف خط متواز ّ
تقوـ على جعل رواتب ادلوظفُت احلكوميُت ىي األعلى يف اجملتمع ،وقد ّأدى ارتفاع الرواتب إىل جذب القطاع
العاـ ألفضل ادلتخصصُت بعيداً عن احملاباة واحملسوبية .وحينما بدأت البالد يف االنتعاش االقتصادي السريع،
بدأت أجور القطاع اخلاص باالرتفاع ،وما كاف من احلكومة إال زيادة مرتبات موظفيها ،وتلقى ادلوظفوف ادلدنيوف
والقضاة رواتب تعادؿ مرتبات كبار ادلديرين يف الشركات الرائدة .
**العنصر الرابع:وحىت ال تغفل أجهزة الدولة عن شبهات الفساد ،استعانت احلكومة باإلعالـ يف كشف احلاالت
ادلشبوىة عرب تشكيل وسائل إعالـ مستقلة وموضوعية تغطي مجيع حاالت الفساد اليت عُثَِر عليها أو اليت غفلت
عنها .وصارت الصحف ووسائل اإلعالـ األخرى تبحث عن ضابط شرطة ػلصل على الرشوة ،أو موظف مدين
يعرقل شؤوف ادلواطنُت من أجل الرشوة ليكونا يف الصفحة األوىل .
حولت دولة فاشلة من حالة سيئة دوف موارد طبيعية ،إىل واحدة فكانت ىذه ىي العناصر التنظيمية األربع اليت ّ
من االقتصادات الرائدة يف العامل يف أقل من 40عاماً ،وىي جديرة بالدراسة والتحقيق .
44
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
واعبدير بالذكر أن األجهزة اإلدارية يف ىذا العهد كانت تتسم بالضعف من ناحية التسيَت والتنظيم واؼبراقبة
،ويرجع سبب ىذا الضعف إىل افتقاد تلك األجهزة لعنصر الشعب وانعزاؽبا عنو.وبالتايل فإن قيامها كان يهدف
باألساس إىل خدمة اؼبصاحل اػباصة للفئات اؼبذكورة على حساب مصلحة اؼبواطنُت اعبزائريُت وىو أس مفاىيم
الفساد ،ومن ىنا نشأت روح التنافر بُت تلك األجهزة اؼبنغلقة على نفسها واؼبواطنُت الذين فقدوا أمل التعاون
معها ورفضوا أوامرىا.ويف ىذا اعبو اؼبشحون بعدم الثقة بدأ مبو شىت أنواع اؼبساوئ اإلدارية تًتأسها الرشوة كأحد
معامل البَتوقراطية لتضرب جذورىا عميقا يف تربية أفراد اجملتمع اعبزائري.ولعل اعبهل ساىم بقسط كبَت يف ترسيخ
ىذه السلبيات يف الذىنيات اعبزائرية.ويف ىذا اػبصوص عبأت السلطات اإلدارية الًتكية إىل زبدير عقول الشعب
بنشر الطرق اػبرافية لطمأنة النفوس ومعرفة اؼبستقبل بشىت أنواع التحايل على الدين(كالتفسَتات غَت الصحيحة
لبعض األحاديث النبوية والنصوص القرآنية) ونشر السحر والشعوذة،وإىل جانب ىذه األمراض االجتماعية كان
تقدمي اؽبدايا والرشوة للقيادة والبايات واػبزناجة واآلغات وغَتىم أمر طبيعي مقابل قضاء بعض اؼبصاحل اإلدارية
حيث كان اؽبم الوحيد صبع األموال من اؼبواطنُت اعبزائريُت نظرا لإلفالس اؼبايل الذي كان يتخبط فيو اؼبوظفون يف
ذلك الوقت نتيجة الضعف الشديد الذي كانت تعاين منو اإلدارة اؼبالية ،حيث أن ىذه اؼبرحلة التارىبية مل تكن
فيها اإلدارة اؼبالية على درجة كبَتة من الكفاءة بل كان ينقصها االنضباط اؼبايل واغبسايب ،حيث مل يكن ىناك
توازن حقيقي يف توزيع النفقات العامة ،إذ أن اعبزء األكرب منها ـبصص للصرف على رجال السلطة العليا .1
1طبيس السيد اظباعيل ،)1975( ،القيادة اإلدارية والتنظيم اإلداري يف اعبمهورية اعبزائرية ،اعبزائر،ص 132-130
45
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
لبلص فبا تقدم إىل أن جذور الظواىر السلبية يف اإلدارة اعبزائرية تتقدمها الرشوة ضاربة يف القدم وتعود
أصوؽبا إىل العهد الًتكي ،وسبثلت أسباب ترسخها يف غطرسة اإلدارة وتعاليها على الشعب ،واتصافها بالصبغة
العسكرية ال اؼبدنية ،وسعيها اغبثيث ػبدمة مصاحل ذوي النفوذ وىو ما أوجد فقدان الثقة بُت اإلدارة واؼبواطن .
46
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
الالتكافؤ وىي ظروف مساعدة لتنامي الفساد أكثر فأكثر واستفحال آلياتو ،وىذا ما نلمسو من خالل
اؼبمارسات الفاسدة اليت رافقت قيام الدولة اعبزائرية حىت يف بداياهتا (موجة توزيع بطاقات اعبهاد اؼبزورة الناذبة عن
التساىل حيث كانت شهادة اثنُت كافية لتحويل الشخص جملاىد على األوراق الرظبية ليشهد بدوره آلخرين
يلحقهم بالقائمة وىذا ما ضخم عدد اجملاىدين وكان ىذا كلو بغرض االستفادة من اؼبزايا اليت سبنحها
الدولة).1وقد اعتربت ىذه الفًتة (بعيد االستقالل ) 1965 -1962فًتة ذبريبية بالنسبة لإلدارة اعبزائرية 2وىذا
نتيجة اؼبخلفات االستعمارية وؿبدودية قدرة الدولة على النهوض اؼبباشر بإدارة حديثة تستجيب ؼبتطلبات اؼبرحلة.
-04الفساد في إلادارة الجزائريت في ظل املركزيت :الدولت الحاميت
إن اعبزائر وحبكم كوهنا خرجت من فًتة استعمارية مريرة -وجدت إثرىا كثَتا من جاراهتا تنتهج أسلوب
االقتصاد اؼبسَت كنمط وأسلوب سائد أفرز مفهوم الدولة اغبامية -مل ذبد بدا من سلك نفس اؼبسار ويف ىذا
السياق يتوضح أن احتكار الدولة الذي عاش بعد االستعمار بعفوية يغطي االنقسام اؼبتحفظ للسلطة وأن ىذه
اإلديولوجية االجتماعية جاءت لتغطي النهب الذي توسع يف كل القطاعات وبالتايل خلق فرصا ىامة الستفحال
الفساد ،3ونستطيع اعبزم أن الوقوع يف االحتكار العمومي الذي أسستو الدولة اغبامية مل يولد سوى اإلثقال
بالديون وأن االقتصاد اعبزائري مل ينتج شيئا غَت عوائد الطاقة .لقد عرفت ىذه الفًتة ذباوزات عديدة و
احتياالت خطَتة مرت كلها ربت غطاء رظبي أين تفصل القوانُت على اؼبقاس دبرونة كبَتة كون الدولة ىي البائع
واؼبشًتي ،اؼبصدر واؼبستورد ،اؼبالك واؼبمول..،وىنا نعيب أسس الرقابة اليت ربولت إىل رقابة عقيمة وشكلية أين
الدولة ىي اؼبراقب واؼبراقب.
بالنسبة لإلدارة اعبزائرية يف ىذه الفًتة فقد أوجدت فرصة ساكبة للبَتوقراطية ومن خالؽبا الفساد ،حبيث
وجدت نفسها ملقاة خالل عدة سنوات يف عامل جديد ،وبناء على ذلك فهي ستتحقق من عملية إعادة تكييف
أعضائها اؼبنحدرين من شرائح اجتماعية ـبتلفة،تدرهبيا بفعل اؼبراكز و اؼبواقع القيادية اليت وبوزون عليها يف ىرم
الدولة وباستيالئها على رقابة الدولة البَتوقراطية اعبزائرية(مبوذج الدولة اغبارسة) فقد عرفت ربوال حاظبا وربولت
ىكذا إىل بَتوقراطية برجوازية (مبوذج الدولة اؼبتسلطة)،وبالنسبة إىل قادة الربجوازية البَتوقراطية (يف اعبيش
1علي سعيدان ،( 1981) ،بَتوقراطية اإلدارة اعبزائرية ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،اعبزائر .
2عبد اغبميد اإلبراىيمي ، (2004) ،دراسة حالة اعبزائر :حبث مقدم يف إطار الندوة الفكرية ؼبركز دراسات الوحدة العربية بالتعاون مع اؼبركز السويدي باإلسكندرية بعنوان "الفساد
واغبكم يف البالد العربية" ،بَتوت.
3
Talahit Fatiha,) 1998( ,LA CORRUPTION: LE PRIX DE LA CONTRE-REFORME , Libre Algérie n°5,
Alger, 9-22 novembre .
47
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
واالقتصاد) ،فإن التنازالت اؼبقدمة للجماىَت ال يبكن أن يسمح هبا إال بالقدر الذي يربط ىذه األخَتة بالنظام
دون إعادة النظر يف الًتتيبات االجتماعية السائدة ودون التشكيك يف سلطان الدولة . 1
استنادا ؼبا أسلفنا فإن الفساد يف ىذه اؼبرحلة قد طور أساليبو يف اإلدارة اعبزائرية ،فمن جهة اؼبركزية
فرضت بَتوقراطية مرىقة على اؼبواطن العادي ،ومن اعبهة اؼبقابلة فإن ىذه البَتوقراطية تستغل لبناء ثروة ذوي
النفوذ ،ومع حالة التعتيم اليت رافقت الدولة اغبارسة بغية ضباية النافذين وجدت الفساد حيزا ىاما لكسر قيود
البَتوقراطية من طرف اؼبواطن العادي ،وإغراء كبار اؼبوظفُت (أصحاب القرار) من طرف النافذين .ومع كل فبارسة
رشوية كان ىناك تفتيح ؼبسالك صعبة ؼبمارسات رشوية الحقة.
إن ىذا االنسداد اػبطَت جعل اؼبسؤولية بالقطاع العام ؾبرد وسيلة للرغبة غَت احملدودة يف منافع الدولة والًتبح منها
شخصيا.وهبذا مت توجيو اػبطط القومية التنموية وفق اؼبصاحل الشخصية لفئات معينة وىو ما حاصر االقتصاد
اعبزائري ،فبا أوجب عملية اإلصالح اليت ظهرت مع برامج التعديل اؽبيكلي اليت فرضها FMIومفاىيم إعادة جدولة
الديون وىي ما يعرف باؼبرحلة االنتقالية اليت سنصف خصوصية الرشوة هبا فيما يلي .
-05الفساد في إلادارة الجزائريت في ظل إلاصالحاث:
يف خضم الظروف اؼبشار إليها سلفا وجدت اعبزائر نفسها أمام حتمية التوجو إىل السوق لتخفيف
وانسحاب الذولة تدرهبيا من بعض الثقل على القطاع العام وإشراك القطاع اػباص يف العملية التنموية
النشاطات االقتصادية وفسح اجملال أمام اؼببادرات اػباصة عن طريق تشجيع االستثمار اػباص .و ىو ما فرضو
البنك الدويل من خالل برامج اإلصالح اؽبيكلي يف إطار التحويل اعبماعي لدول العامل إىل الليربالية .
إذن فإثر الوضع السابق(اؼبركزية) -الذي صور للشعب أن مراكز القرار يف اعبزائر ما ىم إال صباعات ربصر
تركيزىا بأنشطة ملتوية لتغذي جشعها - 2برزت ضرورة االنتقال القتصاد السوق كحتمية مفروضة على الواقع
اعبزائري ،خاصة بعد أن دعم FMIىذا التوجو بربامج التعديل اؽبيكلي اليت صاغها إلعادة جدولة الديون فهل
يعترب ىذا االنتقال من الدولة اغبامية إىل اؼبنافسة اغبرة وأسس السوق كافيا للقضاء على الرشوة أو حىت التقليل
منها أو على األقل إيقاف زحفها؟
لقد أشارت رباليل الفساد إىل ىذه اؼبرحلة بعمق ،حيث أن اعبزائر ىنا عرفت ربوال مهما بتارىبها االقتصادي
،كوهنا شهدت انتقادا جذريا للقرارات الكربى الناذبة عن تسيَت الدولة لالقتصاد ،و لكن الوعي لدى اؼبنتخبُت
كان مل يكتمل بعد فاكبصرت التعديالت يف نظرة تكنوقراطية مل ذبتهد بالشكل اؼبطلوب للوصول إىل عمق
التعديالت وىكذا بدت ؿباوالت اإلحاطة دبشكلة الفساد شكلية ال تعدو نطاق اػبطب والتقارير وىذا ما خلق
11
Mohamed Harbi , 1980 , F.L.N mirage et réalité : des origines à la prise du pouvoir(1945-1962) ,éd Jeune-
Afrique ,Paris.
2
Djillali Hadjadj,L’Algérie le piège des généraux, www.lesoirdalgerie.com/pdf/2010/09/07...-
48
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
وضعية خطَتة أين مت اهتام عدد كبَت من الشخصيات البارزة بالتحايل لكنهم بقوا دون عقاب ،بل أكثر من
1
ذلك فقد حافظو على مراكزىم وكامل صالحياهتم .
2ا وقد انتهت رباليل الفساد ؽبذه الفًتة ،لكون الفساد وبدل أن تقيده اإلصالحات أصبحت شبنا عكسيا لو
،فما حدث ىو ؾبرد تغيَت ألشكال الفساد وميكانيزماهتا وربوطها عن طريق تنظيمها احملكم يف شبكات قوية
ربميها وتصعب الوصول إليها وىكذا تطور الفساد وازداد اتساعا لنشهد يوما بعد يوم فبارسات جديدة سبرر دون
عقاب .
-06الفساد يساير جبعاث إلاصالح الاقتصادي في إلادارة الجزائريت :
لقد ظلت النتائج االقتصادية و االجتماعية لربنامج التصحيح اؽبيكلي تشكل موضوع جدل واسع ؼبختلف
االقتصاديُت و احملللُت بسبب الظروف الداخلية و اػبارجية الغَت مالئمة (ضغط اؼبديونية اػبارجية ،تردي ـبتلف
اؼبؤشرات االقتصادية وتفاقم اإلختالالت يف التوازنات اؼبالية الكربى ،الظروف األمنية الصعبة و عدم االستقرار
السياسي اليت مرت هبا البالد ،تراجع فرص االقًتاض و عدم ثقة اؼبتعاملُت األجانب.)...
و إذا كان بعض االقتصاديُت يعتربون أن االقتصاد اعبزائري قد حقق نتائج إهبابية خاصة على اؼبستوى الكلي يف
ظل الربنامج الذي تبنتو اعبزائر بدعم من صندوق النقد الدويل( أين ربسنت معظم اؼبؤشرات االقتصادية الكلية و
عاد النمو االقتصادي بعد فًتة طويلة نسبيا من الركود باإلضافة إىل اسًتجاع التوازنات اؼبالية ،حيث أصبح
االقتصاد الوطٍت أكثر استجابة للتحوالت و الصدمات اػبارجية)...
إال أن اؼبضاعفات السلبية و إن كانت ظرفية و مؤقتة كانت صارخة وواضحة خاصة على اعبانب االجتماعي
.ومن ىنا تدخل الفساد يف التحليل حيث أنو تركز ليربر باغبماية اليت استماتت الطبقات العليا يف ربقيقها عن
طريق تكثيف عملية النهب باستغالل الوضع العاجز للجزائر يف مفًتق الطرق بُت التسيَت اؼبمركز والتسيَت اغبر
ىذا الوضع الذي نتج عنو فراغ قانوين وتوسيع أكرب ؼبنح الصالحيات والتفويضات بشكل متشتت ظبح ؼبن
يعتربون أنفسهم حاذقُت بتكوين طبقة األثرياء اعبدد ،الذين كونوا ثروهتم نتيجة حسن استغالؽبم لثغرات القانون
واستفادهتم من اؼبزايا اليت منحتها الدولة لتشجيع الستثمار اػباص إما عن طريق احملاباة ويف الغالب عن طريق
الرشوة .
يف اعبهة اؼبقابلة(وعلى غرار الطبقة النافذة) ،توسع الفساد يف شرائح اجملتمع الوسطى مربرة دبحاولة ذباوز
النتائج االجتماعية القاسية لربامج اإلصالح حيث أنو وكما أسلفنا فإن نتائج اإلصالحات من خالل الربنامج
الذي اعتمدتو اعبزائر قد أدى إىل تفاقم الوضعية االجتماعية حيث ارتفعت معدالت البطالة و تراجع اؼبستوى
1
Djillali Hadjadj,(2001), Corruption et démocratie en Algérie, Paris, La Dispute, 2001
2
Fatiha Talahite, (1998) ,LA CORRUPTION: LE PRIX DE LA CONTRE-REFORME , Libre Algérie n°5,
Alger, 9-22 novembre 1998
49
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
التعليمي و الصحي و ذلك كنتيجة للتدابَت التقشفية ،حيث تزايد الفقر و البؤس و تضاعفت الفوارق االجتماعية
بُت ـبتلف شرائح اجملتمع كما يؤكد تقرير برنامج األمم اؼبتحدة للتنمية لسنة 1999إذ يشَت أن ٪20من أغٌت
فئات اجملتمع اعبزائري تستحوذ على ما يقارب ٪50من الدخل . 1إن ىذه النتائج كانت متوقعة بالنظر لتجارب
البلدان اؼبختلفة اليت سبقتنا يف ىذا اجملال باعتبار أن ىذه األخَتة مستمدة أساسا من ذبارب البلدان اؼبتطورة و
اليت زبتلف اختالفا جذريا عن ذبارب البلدان اؼبختلفة .
جدت اعبزائر نفسها أمام رىان اػبوصصة ففتحت أبواب اقتصادىا على مصراعيو لالستثمارات احمللية
واألجنبية،وىو ما وسع من صالحيات اؼبسؤولُت اإلداريُت -خاصة الرفيعة اؼبستوى -يف ما يتعلق بتوقيع تراخيص
االستثمار والتصدير ،وحىت اؼبوظفون العاديون يف ىذه اإلدارات برز دورىم يف تسهيل استخراج ىذه الًتاخيص
بعد توقيعها أو على األقل عدم عرقلتها ،وىو ما فتح الطريق كبو مزيد من التفنن يف أشكال وآليات الفساد
فيما يتعلق بباقي اإلدارات العمومية اؼبرتبطة مباشرة باؼبواطن العادي ،فلم تسلم بدورىا من مواصلة تنامي
الفساد هبا ذلك أنو وحبكم وفرة العائدات البًتولية اليت جعلت اعبزائر ورشة ضخمة للمشاريع االجتماعية بغية
ربقيق التنمية ،سخرت الدولة إمكانيات ىامة ؼبختلف القطاعات من خالل اؼبؤسسات العامة القائمة عليها
،ولبص بالذكر اإلدارات اؼبتعلقة باجملالس اؼبنتخبة(الوالية ،الدائرة ،البلدية) ،وقد كانت ىذه اإلمكانيات ؿبط
استفزاز ؼبمارسات الفساد حىت توزع بطريقة غَت شرعية (مثال :التحايالت الفاضحة للحصول على دعم الدولة يف
ـبتلف القطاعات يف ظل تغييب الرقابة و تواطؤ اؼبسؤولُت) .ومل تقتصر فبارسات الفساد والرشوة على التنافس
للحظوة دبزايا الدولة بل تطورت لتصبح طريقا أساسيا إلقباز التعامالت اليومية يف اإلدارة اعبزائرية (يظهر ىذا من
خالل األرقام الدالة على تورط اإلدارة العمومية يف الفساد باعبزائر أكثر من باقي الشرائح ،ذلك أنو ورغم النتائج
اليت تبدو إهبابية لالقتصاد اعبزائري بعد عملية اإلصالح وبفضل العوائد الطاقوية ،فإن التكلفة االجتماعية كانت
كبَتة وقد انعكست مباشرة على اؼبواطن الكادح الذي ارتفع مستوى معيشتو ،يف وقت يالحظ ترف طبقة
فاسدة دون جهد ،وقد ال يكون ىناك مربر أقوى النتهاج الفساد من ىذا الذي ذكرنا .
ولعل ما يبيز بو احملللون ىذه الفًتة من حيث االكبرافات والتجاوزات ،ىو أهنا ربولت من الفساد (بعد االستقالل
)،إىل النهب (أثناء وبعد اإلصالح)،ومنو إىل اؼبرحلة األخَتة اليت اعتربوىا نهبا مكشوفا ،فاالختالف إذن ىو أن
اؼبواطن العادي اليوم يعي ولو نسبيا شكل وحجم الفساد اؼبوجود يف اجملتمع كما أن السلطات واعبهات اؼبعنية
1
،التقييم األويل ؼبضمون و نتائج برنامج التصحيح اؽبيكلي يف اعبزائر ،اؼبلتقى الدويل حول العوؼبة و برامج التصحيح اؽبيكلي و التنمية – جامعة ) (1999روابح عبد الباقي و علي نبال،
فرحات عباس سطيف 16/15ماي
50
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
بدورىا وأكثر من اؼبواطن العادي تدرك سباما خطورة الوضع ،إال أن االثنُت يفضالن اؼبوقف السليب ،فاؼبواطن
العادي إما يتذمر أو يسلك طريق الفساد ،والسلطات اؼبسؤولة إما تنساق وراء اؼبفسدين أحيانا أو تنادي دبكافحة
الظاىرة أحيانا أخرى وىو ما جعل ىذه اؼبكافحة تبدو شكلية إىل حد بعيد.ومن الدالئل على ىذا تنامي
الفضائح اؼبالية باعبزائررغم جهودىا اغبثيثة (على األقل ظاىريا) فيما يتعلق دبكافحة الفساد .
يف ظل ما تقدم من تعفن ،جاءت انتفاضة الشعب اعبزائري ضد مظاىر الفساد واالستبداد ،اليت تعترب
نوعي يف سوسيولوجيا اجملتمع ،ألهنا تعرب عن رغبة جاؿبة وعزيبة طاؿبة كبو التغيَت اإلهبايب
كمؤشر على ربول ّ
ٍت الفساد، ِِ
وصناعة الفعل اغبضاري ،والتحرر من ربقة االستبداد والرداءة دبختلف ذبلياهتا ،اليت ترسبت عرب س ّ
وضربت بأطناهبا يف كل ربوع البالد ،فمنذ 22من فرباير 2019بدأت شروبة واسعة من الشعب اعبزائري يف
التظاىر السلمي بكل واليات الوطن ،مرتُت على األقل يف األسبوع ،فيخرج الطلبة اعبامعيون اىل الشوارع كل
يوم ثالثاء يف حُت زبرج سائر فئات الشعب يف أيام اعبمعة .نشأ ىذا اغبراك الوطٍت اؼبسامل إثر االعًتاض الشعيب
العارم على للعهدة اػبامسة للرئيس األسبق عبد العزيز بوتفليقة،اليت شكلت القطرة اليت أفاضت الكأس ،فدفعت
الشعب للمطالبة بالتغيَت العميق يف النظام السياسي،االقتصادي ،االجتماعي ....ربت مسمى الشعار
العامي“يتناحاو كاع” (فلَتحلوا صبيعاً).
ولعل اعبدير بالذكر ىو أن االكبياز الواضح ؼبؤسسة اعبيش يف صف الشعب ىو الذي ساىم يف تغذية ما ظبي
باغبراك الشعيب ،كما واصل اعبيش مرافقتو لالنتقال السلمي للسلطة وسط ـباوف كبَتة النفالت األمن ويف ظل
ؿباكمات تارىبية لثلة من رموز النظام السابق .
فإىل أي حد سينجح النظام اغبايل بقيادة الرئيس عبد اجمليد تبون يف رىان بناء اعبزائر اعبديدة ،النزيهة والعادلة
والشفافة ،ىذا ما سيجيب عنو اؼبستقبل.
حوصلة :من خالل ما تقدم يتضح أن الفساد يف اإلدارة اعبزائرية ليس وليد اليوم بل ىو نتاج لًتاكمات عدة
مراحل ،حيث غذهتا كل مرحلة خبصائص وصفات معينة لتتكيف استعدادا للمرحلة الالحقة ،ولعل ىذا ىو سر
قوة الظاىرة ومشوخها الذي انتقل هبا من مباغتات االكبراف اؼبوروث عن العهدين الًتكي والفرنسي ،إىل النهب
اؼبمنهج ربت أعُت الدولة اغبامية ،ومن مث السطو على ـبصصات التنمية اليت أوالىا ؽبا اإلصالح االقتصادي
،لنصل إىل النهب اؼبكشوف الذي يتحدى أصوات اؼبكافحة وأخَتا االنتفاضة العارمة ضد الفساد.
وفيما يلي نقًتح جدوال يلخص ما أسلفنا ربليلو:
51
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
1
Médard, Jean-François , Public corruption in Africa: A comparative perspective , in Corruption and Reform,
n°1,1986.
52
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
القدرات وعدم كفاية إعادة التوزيع حيث أن النموذج اؼبوروث اؼبمارسات الفاسدة فيو تصبح نظامية وعامة فهي
أوال وسيلة لتحويل اؼبوارد مث تتطور لتصبح مبوذج اػبلود والبقاء.
بالنسبة للجزائر ،ورغم االستقالل السياسي إال أهنا ورثت عن مستعمرىا أبرز ظبات ؿبيطو اؼبؤسسايت واؼبتمثل
خصوصا يف التشريعات اليت مت االحتفاظ جبلها والتغيَت الطفيف عليها أحيان ،إضافة إىل نفس مبط التسيَت
اإلداري وىذا ساري اؼبفعول إىل يومنا اغبايل ،وبدورىا تشبعت اؼبنظومة البنكية باعبزائر من ىذه اػباصية وىو ما
كرس التعامالت الربوية على نطاق واسع ورىن ىامش اؼبعامالت اإلسالمية إىل حد بعيد كوهنا ضلت ربت غطاء
التقنُت اؼبوروث.
-02سيادة نمط الدولت الريعيت:والذي يعٍت أن تعتمد الدولة على الطلب اػبارجي لسلعة أساسية (النفط
اػبام) ،وهبذا باتت السياسة االقتصادية باعبزائر رىينة تقلبات السوق العاؼبي للنفط ما جعلها مضطربة وغامضة.
-03سيادة نمط الدولت الحاميت :1فعال تشرف الدولة اعبزائرية على العملية التنموية برمتها منذ مرحلة التسيَت
الذايت مرورا بفًتة االشًتاكية ،فتطبيق إمالءات التصحيح اؽبيكلي ،مث عودة لغة اؼبخططات الوطنية مع اليسرة
اؼبالية اؼبتاحة وصوال إىل ضغوط التقشف ،وىذا ما جعل السياسة االقتصادية بالبلد وسيلة لشراء السلم
االجتماعي بدال من اعتبارىا مطلب أساسي للتنمية .ويف ىذا السياق نستطيع القول بأن احتكار الدولة الذي
عاش بعد االستعمار بعفوية يغطي االنقسام اؼبتحفظ للسلطة وأن ىذه اإلديولوجية االجتماعية جاءت لتغطي
النهب الذي توسع يف كل القطاعات وبالتايل خلق فرصا ىامة الستفحال الفساد ،2ونستطيع اعبزم أن الوقوع يف
االحتكار العمومي الذي أسستو الدولة اغبامية مل يولد سوى اإلثقال بالديون وأن االقتصاد اعبزائري مل ينتج شيئا
غَت عوائد الطاقة .
لقد عرفت ىذه الفًتة ذباوزات عديدة و احتياالت خطَتة مرت كلها ربت غطاء رظبي أين تفصل القوانُت على
اؼبقاس دبرونة كبَتة كون الدولة ىي البائع واؼبشًتي ،اؼبصدر واؼبستورد ،اؼبالك واؼبمول..،وىنا نعيب أسس الرقابة
اليت ربولت إىل رقابة عقيمة وشكلية أين الدولة ىي اؼبراقب واؼبراقب.
-04ثقل القطاع العام :فعال ترافقت عملية التنمية باعبزائر بأنبية القطاع العام اإلنتاجي.وىو ما يضعف فيو
أنبية نظام اغبوافز كمحرك لزيادة فعالية العمل (اإلنتاجية) .كما أن عدم توجو أىداف مؤسسات القطاع العام
كبو السوق بشكل صريح أدى إىل ضيق أفقها على مستوى التوسع ،وىو ما أفقدىا الديناميكية األساسية اليت
تسمح ؽبا بتجديد أداة اإلنتاج .وحاليا رغم توجو اعبزائر القتصاد السوق فإن قطاعها اػباص اؽبش ال يزال وبتفظ
دبورثات النسق العمومي يف تعويلو اؼبطلق على الدولة ليس جملرد اإلقالع ولكن مالزمتو يف صبيع اؼبراحل لتغطية
1عجة اعبياليل ،التجربة اعبزائرية يف تنظيم التجارة اػبارجية من احتكار الدولة إىل احتكار اػبواص ،دار اػبلدونية .2007 ،
Fatiha,LA CORRUPTION: LE PRIX DE LA CONTRE-REFORME , Libre Algérie n°5, Alger, 9-22 2Talahit
.novembre ,1998
53
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
ـباطر بيئة األعمال غَت اؼبستقرة بالبلد .وقد أدى ىذا إىل تقويض حريات اؼببادرة واإلبداع يف إعداد وتنفيذ
السياسات البنكية.
بالنسبة لإلدارة اعبزائرية فقد أوجدت فرصة ساكبة للبَتوقراطية ومن خالؽبا الرشوة ،حبيث وجدت نفسها
ملقاة خالل عدة سنوات يف عامل جديد ،وبناء على ذلك عملت على إعادة تكييف أعضائها اؼبنحدرين من
شرائح اجتماعية ـبتلفة،تدرهبيا بفعل اؼبراكز و اؼبواقع القيادية اليت وبوزون عليها يف ىرم الدولة وباستيالئها على
رقابة الدولة البَتوقراطية اعبزائرية(مبوذج الدولة اغبارسة) فقد عرفت ربوال حاظبا وربولت ىكذا إىل بَتوقراطية
برجوازية (مبوذج الدولة اؼبتسلطة)،وبالنسبة إىل قادة الربجوازية البَتوقراطية (يف اعبيش واالقتصاد) ،فإن التنازالت
اؼبقدمة للجماىَت ال يبكن أن يسمح هبا إال بالقدر الذي يربط ىذه األخَتة بالنظام دون إعادة النظر يف الًتتيبات
االجتماعية السائدة ودون التشكيك يف سلطان الدولة . 1
تشَت اػبصائص اؼبذكورة إىل درجة كبَتة من التعقيد يف احمليط اؼبؤسسايت باعبزائر مردىا إىل االفتقار ؽبامش
االستقاللية الذي ىبول صنع قرار يراعي اؼبصلحة االقتصادية واالجتماعية دون ضغوط سياسية وإرىاصات
اجتماعية.
_ IIIالرؤية العالمية لتطور الفساد بالجزائر
إن األنبية الكبَتة اؼبتنامية اليت ربظى هبا منظمة الشفافية الدولية كأكرب مؤسسة غَت حكومية مناىضة
للفساد والرشوة بالعامل ال تًتك بدا من تلمس مسار الفساد بأي بلد من خالل تقييم ىذه األخَتة لو.وىو ما
دفعنا فيما يلي لتبيُت تطورات الفساد باعبزائر وفقا ؼبؤشرىا.
الجدول رقم(: )02تطورات مؤشر مدركات الفساد بالجزائر ()2019/2003
2008 2007 2006 2005 2004 2003 السنة
3.2 3.0 3.1 2.8 2.7 2.6 المؤشر
180/92 178/99 163/84 159/97 97 133/88 الترتيب
2014 2013 2012 2011 2010 2009 السنة
3.6 3.6 3.4 2.9 2.9 2.8 المؤشر
175/100 177/94 186/105 183/112 105 180/111 الترتيب
2020 2019 2018 2017 2016 2015 السنة
- 3.5 3.5 3.3 3.4 3.6 المؤشر
- 180/106 180/105 180/112 176/86 168/88 الترتيب
المصدر :من إعداد األستاذة استنادا إلى تقارير منظمة الشفافية الدولية(موقع المنظمة من األنترنت) www.transparency.org
1
Mohamed Harbi , F.L.N mirage et réalité : des origines à la prise du pouvoir(1945-1962) ,éd Jeune-Afrique
,Paris,1980.
54
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
تؤكد النتائج اؼبوضحة من خالل كل من اعبدول والشكل البياين السابقُت أن اعبزائر ما فتئت ربتل
مراتب غَت مشرفة يف سلم الفساد منذ أخذىا باالعتبار ضمن الدول اليت تقيمها منظمة الشفافية
الدولية(، )2003وإذا اعتربنا أن االعتماد يف وصف مسار الفساد يف البلد على الًتتيب أقل موضوعية ،كون
عدد البلدان اػباضعة للتقييم متغَتة فإن عالمة اؼبؤشر الذي يعترب نفسو بالنسبة عبميع البلدان تؤكد بدورىا
اؼبستوى اؼبتدين للجزائر فيما يتعلق دبستوى النزاىة .حيث نالحظ أن أعلى عالمة سجلها اؼبؤشر كانت 3.6
سنة 2013وىي عالمة تظل بعيدة جدا عن العالمة الوسطى( 5من عشرة) وىو ما يشَت إىل اؼبستوى اؼبرتفع
للفساد باعبزائر.
على مدى 11سنة كاملة اكبصر مؤشر الفساد باعبزائر بُت القيمتُت 2.6و 3.6ؿبققا ربسنا نوعيا بوحدة
واحدة فقط ،وىي قيمة ال تبشر أبدا باػبَت بالنسبة لبلد يشهد أوضاعا مالية مروبة ويراىن على االستثمار
األجنيب والشراكة اػبارجية للنهوض بالتنمية واالستمرار يف االقتصاد العاؼبي وىو ما يتطلب جهودا ضخمة لتوفَت
األمان االقتصادي الذي ال يتأتى إال من خالل نتائج قياسية (وليست رمزية) فيما يتعلق دبستوى الفساد.ولعل
عودة تراجع مؤشر الفساد بالنسبة لسنوات اليسرة اؼبالية 2009و 2010وحىت 2011بعد بلوغو قيمة 3.2
سنة 2008يؤكد تذبذب وضعية النزاىة بالبلد وسياسة النهب اؼبكشوف ػبَتات البلد وىذا ما تربزه اؼبراتب
اؼبتأخرة للجزائر يف السنوات األخَتة إىل غاية .2019ىذا وذبدر اإلشارة إىل أن ربسن مراتب اعبزائر أحيانا
وتراجعها أحيانا أخرى ال يعزى بالضرورة إىل واقع ربسن أو تقهقر وضعية الفساد بل مرده إىل تذبذب عدد الدول
اؼبعنية باإلحصاء كل سنة كما يتضح من خالل اعبدول.
وحىت ال لبوض يف تفاصيل قد ربيد بنا عن غاية البحث ،لبلص اختصارا إىل التأكيد على التنامي اؼبستمر
لظاىرة الفساد باعبزائر رغم التحسنات الطفيفة جدا يف اؼبؤشر واليت قد نعتربىا مهملة إذا قسناىا باؼبؤشرات
الكلية اإلهبابية نسبيا واؼبتأتية من اليسرة اؼبالية للعوائد البًتولية،ىذا إضافة إىل تذبذب وعدم استقرار مساره كبو
االرتفاع ،وىو ما يعكس عدم تواجد اإلرادة السياسية الفعلية ؼبكافحة الفساد واليت توازي اعبهود الشكلية اؼببذولة
يف السياق (صبلة القوانُت الصادرة يف السياق) .
– VIالمجتمع المدني و الفساد بالجزائر:1
-01وضعيت املجتمع املدني في إطار مكافحت الفساد بالجزائر:
إن أبرز الدالئل بشأن اختبار مدى صدق تعهدات اغبكومة فيما ىبص مكافحة الفساد ىي رؤية ما إذا
كانت اغبكومة مستعدة للتعاطي مع اجملتمع اؼبدين ،وعلى ىذا األساس سنحاول من خالل ىذه اعبزئية اإلجابة
على تساؤل جوىري متمثل يف وضعية اجملتمع اؼبدين يف ؾبال مكافحة الفساد باعبزائر؟ وىو تساؤل زبول اإلجابة
عليو التماس مستوى اإلرادة السياسية الفعلية فيما يتعلق بالتصدي للفساد ببلدنا.
1بن يخلف زهرة (،أكتوبر ،)2010تحليل موقف الفرد الجسائري من ظاهرة الرشوة ،مجلة االقتصاد المعاصر ،العذد ، 08ص220-197
55
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
فيما ىبص اعبزائر ،فإن اؼبتتبع ؼبسار العمل اعبمعوي يالحظ فورا سبيزه باالرتداد وعدم الثبات من جهة
،وكثرة العراقيل اليت يواجهها خاصة إذا ما أراد ولوج أبواب يعتربىا اغبكم ؿبرمة ،أضف إىل ىذا أنو بدوره ال ىبلو
من فبارسات الفساد والرشوة كون أىداف اعبمعيات ال تكون دوما ىي االجتماعية اؼبعلن عنها بقدر ما تكون
اؼبادية اػبفية.ولعل ىذا ما هبعل مبادرات اجملتمع اؼبدين فيما يتعلق دبكافحة الفساد ضعيفة جدا.
ونلحظ االرتداد وعدم الثبات يف العمل اعبمعوي عموما من خالل مسَتتو التارىبية اليت بدأت مع االنفتاح كون
الليبَتالية السياسية ال يبكن ؽبا أن تتجسد إال بتحقيق الليبَتالية االقتصادية من خالل ما يعطى للقطاع اػباص من
شرعية التواجد واالنتشار كعنصر فاعل يف معادلة اغبكم،إذن فقد كانت بداية ظهور اغبركة اعبمعوية مع بداية
التسعينات ،أين اتسمت باغبضور القوي ،ومن بُت األىداف اليت كانت تسعى إليها ىي كبح سلطة اعبهاز
البَتوقراطي ،وتعميق اغبريات اليت ظلت مهضومة ولفًتة طويلة من الزمن يف ظل نظام اغبزب الواحد.لكن وبعد
الطفرة القوية عادت اغبركة اعبمعوية للًتاجع والركود بعد سنة ، 1995وأصبح نشاطها مقيدا الستفحال ظاىرة
العنف الدموي ببلدنا آنذاك ،وبقيت إىل اليوم شبو عديبة الفعالية يقتصر دورىا على مل التأييد واؼبساندة للنظام
القائم لتحصيل ؼبكاسب اؼبادية .1يف ظل ىذه الظروف ومع قصور دور اجملتمع اؼبدين بشكل عام ،يظهر جبالء
عجزه يف اؼبواضيع األكثر مساسا بالنظام وأعوانو ،وعلى رأسها الفساد والرشوة ،حيث استسلمت اعبمعيات
اعبزائرية يف أغلبها ؼبنطق الزبونية والوالء السياسي كوهنا ال سبتلك الوسائل اؼبادية و البشرية اليت سبنحها االستقاللية
،ومن مث فهي ال تكون عبارة عن سبثيل صادق وفعلي للتفاعالت اغباصلة باجملتمع وال تستطيع التنديد دبختلف
السلوكيات الفاسدة للمسؤولُت ،ولعل ىذا يفسر قلة اعبمعيات الناشطة يف ىذا السياق إىل حد بعيد حيث تكاد
زبلوا الساحة اعبمعوية اعبزائرية إال من اعبمعية اعبزائرية ؼبكافحة الفساد AACCبرئاسة جياليل حجاج واليت
سنتعرض ألبرز مواقفها فيما يلي:
-02الجمعيت الجزائريت ملكافحت الفساد :AACC
تعترب فرعا إداريا ؼبؤسسة الشفافية الدولية اليت تعرفنا عليها سابقا ومن مث فهي تعكس رؤيتها وتوجهها
بأعُت جزائرية ،ورباول اعبمعية استدراك ثغرات اؼبرصد يف أن تكون ناجعة فعال ومفيدة ،وؽبذا قبدىا تركز كثَتا
على اعبانبُت التحسيسي والتوعوي من خالل اإلصدار ،واالحتكاك اؼبباشر باؼبواطن لرصد انشغاالتو عن طريق
موقعها اإللكًتوين اػباص الذي هبيب فيو رئيسها على تساؤالت الناس ويتبٌت األفكار اعبديدة ويوثق الشكاوي
اؼبصرح هبا ؿباوال اؼبساعدة يف إهباد اغبلول وإيصال قلق اعبمهور إىل أعلى اؼبستويات.
1عبدول مصطفى ، 2008/2007،تأثَت الفساد السياسي يف التنمية اؼبستديبة مرجع سابق،ص 66
56
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
كما تعترب اعبمعية اعبزائرية ؼبكافحة الفساد (Association Algérienne de la lutte Contre la
) Corruptionبرئاسة جياليل حجاج احملاولة اؼبدنية الوحيدة للوقوف يف وجو الفساد والرشوة ،اللهم إال بعض
اؼببادرات اليت وئدت يف اؼبهد ونذكر يف ىذا السياق اؼببادرة اليت قام هبا عدد من اؼبسؤولُت من رؤساء حكومة
سابقُت مثل أضبد بن بيتور ومولود ضبروش ؼبكافحة ظاىرة الفساد وقد ترأس ىذه اعبمعية أضبد مهساس أحد
القادة التارىبيُت اؼبفجرين للثورة ولكن ىذه اؼببادرة قوبلت بالرفض من طرف السلطة فبا يعٍت زبوفها الشديد من
مثل ىذه اغبركات خاصة إذا حركها من كان لو احتكاك سابق أو آين بالسلطة ،من جهتنا نعترب أن ىذا يف حد
ذاتو يعترب اعًتافا ضمنيا دبستوى عال من الفساد يف ىرم السلطة تستميت ىذه األخَتة يف شجبو.
مل يكن ظهور اعبمعية اعبزائرية ؼبكافحة الرشوة بالسهل وال بالعبثي ،بل ىو نتاج مسَتة ضد التيار
اؼبعاكس حيث يفيد رئيس اعبمعية جياليل حجاج بكثرة العراقيل اليت تعرضت وتتعرض ؽبا صبعيتو.ولكن اعبمعية
اليت تعمل على رصد أىم التطورات اليت تتعلق بالفساد باعبزائر وتعمل يف إطار التعاون الدويل مع منظمة الشفافية
الدولية ،تؤكد من خالل رئيسها أهنا ماضية يف ربقيق مساعيها وأهنا مواصلة إلعداد تقاريرىا ،ولعل ىذا اإلصرار
(من وجهة نظرنا اػباصة) مستمد من اغبصانة الدولية والظرف االضطراري للجزائر فيما ىبص تعاوهنا مع العامل
اػبارجي وما أفرزه من اتفاقيات وتشريعات كبحت نسبيا ربركات السلطة يف وقف زحف اؼبنددين بالفساد على
األقل عند مستويات معينة.
فيما يتعلق دبواقف اعبمعية فإهنا عادة ما يتم اإلعالن عنها على لسان رئيسها من خالل مقابلتو
الصحفية ومقالتو وكذا الندوات واالجتماعات احمللية والدولية اليت وبظرىا،ولعل ما يالحظ على ىذه اؼبواقف رغم
جرأهتا و إثارهتا لصميم اؼبشاكل اؼبتعلقة بالظاىرة ،ىو اللهجة اغبادة اليت ذبعل األمر قد يبدو صراعا بُت السلطة
والتيار اؼبعاكس أكثر منو سبثيال للواقع وعكسا لإلرادة الشعبية ،ولعل ىذا (حسب نظرنا) ىو ما ساىم يف ؿبدودية
الوعي جبهود اعبمعية خاصة عند العامة(وىو ما التمسناه لدى إعدادنا لفصل التطبيقي للبحث) ،واألخطر من
ذلك غياب ىذا الوعي حىت عند بعض اؼبسؤولُت الذين وإن يقر معظمهم بوجود كيان اعبمعية فإن أغلبهم
(اؼبفسدين والصاغبُت على حد سواء) ال يثقون هبا ويعتربوهنا مكافحة ؽبم وليس للفساد ،وىذا يف الوقت الذي
هبب أن تعمل اعبمعية على اجتذاب تأييد ىذه الفئة (اؼبسؤولُت) خاصة البعيدين نسبيا عن الفساد وىذا حىت
تستطيع أن تكون فعالة من جهة (دبا تستطيع ىذه الفئة تقديو) ،ولتتمكن من الصمود واالستمرارية من جهة
مقابلة.
ونستطيع أن نقيم وضعية الفساد باؼبستعصية واؼبتأزمة وفقا للجمعية اعبزائرية ؼبكافحة الفساد ،وذلك من
خالل انتقاداهتا اؼبتكررة لعديد األوضاع وامتعاضها الشديد من كثَت اؼبواقف واليت نذكر منها على سبيل اؼبثال ال
اغبصر ما يلي :
إن موقف اعبزائر من مكافحة الفساد يتعارض سباما مع التزاماهتا األفبية يف ىذا اجملال -
إن اؼبنتخبُت احملليُت ىم من يبثلون الشعب اعبزائري يف الواقع وليس اجملتمع اؼبدين -
57
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
-إن اعبزائر تراىن على االتفاقيات اعبهوية اليت تربطها بإفريقيا مثل اتفاقية النيباد
-تتأخر اغبكومة يف إصدار اؼبراسيم التطبيقية اؼبتعلقة بقانون الوقاية من الفساد وؿباربتو بتواطؤ أطراف ؿبلية
وأخرى أجنبية تتخوف من فتح ملفات الفساد اليت يعتقد تورطها هبا.
-رغم الشروع واالستماتة يف ربضَت النصوص التشريعية ،يتفشى الفساد بوتَتة أسرع بكثَت من ؿباوالت
احتوائو وىذا راجع أساسا لغياب اإلرادة السياسية.
-إن قانون الوقاية من الفساد ومكافحتو بالرغم من أنبيتو ،إال انو يتضمن الكثَت من النقائص ،حيث أنو
ال ينص على أن وكالة مكافحة الفساد هبب أن تكون مفتوحة على اجملتمع اؼبدين ومستقلة سباما عن اإلدارات
التنفيذية والعمومية.
-إن السلطة تعوق الوصول إىل مصدر اؼبعلومة وبذلك ربمي الفساد.
كحوصلة ؼبا تقدم نشَت إىل أن زبونية اإلعالم وؿبدودية اجملتمع اؼبدين وشكلية اؼبواقف الرظبية باعبزائر
مؤشرات قوية على استفحال الفساد ،ورغم أهنا(اؼبصادر الرظبية) مل تفلح يف كشف أرقام واقعية عن الظاىرة ،إال
أن جهودىا اؼبتواضعة تكشف عن تزايد وتَتة الفساد ،كما أن أمامها فرصة استغالل الوضع العاؼبي الضاغط
بشكل أو بآخر على ربركات بعض أعوان السلطة ضدىا لكي تكون أكثر فاعلية يف اؼبستقبل ،وىذا لن يتحقق
طبعا إال برفع درجة الوعي ومسانبة صبيع مكونات النسيج الوطٍت خاصة احملتكُت بالظاىرة مباشرة والعارفُت
خبباياىا والقادرين على التنبؤ هبا من خالل اؼبادة العلمية اليت يتوفرون عليها ونشَت ىنا صراحة لوجوب اشًتاك
البحث لعلمي يف ىذه اؼبهمة ؼبا يتوفر علي من مصداقية نسبية مقابل باقي اؼبصادر احمللية.
58
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
بالنظر إىل اهنيار عديد األنظمة بسبب االحنرافات األخالقية ،ناىيك عن تنامي الفضائح األخالقية على
ادلستويني الكلي واجلزئي وكذا تراجع منظومة القيم تزايد االىتمام مبوضوع األخالقيات .الذي عززه تنامي
الضغط القادم من مؤسسات اجملتمع ادلدين ومجاعات الضغط األخرى(احمللية ،اإلقليمية والعادلية ) واالجتاه حنو
العودلة وتنميط ادلعايري الفنية على األقل عادليا وتراجع احلكومة عن األعمال(اخلوصصة)..
من خالل ىذه احملاضرة سنحاول مناقشة ىذا ادلفهوم بزواياه ادلختلفة ،بداية من تطوره التارسني ،إىل تعريفو ومن مث
الوقوف على أذنيتو
** فًتة العصور الوسطى رسخت األخالقيات يف البعد الديين ذلك أهنا تعترب فًتة تعاظم نفوذ الدولة
اإلسالمية من جهة وتشكل النظام اإلقطاعيمن جهة أخرى .
-فيف ظل تقهقر االمرباطورية الرومانية والفارسية ومع بداية القرن السابع ادليالدي ظهر الدين اإلسالمي بشبو
اجلزيرة العربية،2وىو ما جرف البشرية حنو تيار جديد من التعامالت االقتصادية الرشيدة حيث اعتربت احلضارة
1صراع كرشنة ،بدرانية حورية ،اإللتزام بأخالقيات العمل داخل ادلنظمة كأداة للحد من الفساد اإلداري ،رللة التنمية واالقتصاد التطبيقي ،جامعة ادلسيلة ،العدد ، 04ص 201
2خالد أبو القمصان ،مرجع سابق ،ص 14
59
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
اإلسالمية دنوذجا للتسيري القومي والرشادة يف التعامل وهبذا يعترب ظهور اإلسالم حدث تارسني أثر بقوة على
سريورة األنشطة االقتصادية وأردف هبا مفهوم األخالقيات يف الدين وادلعامالت.
-إن السمة ادلميزة ألوربا اإلقطاعية يف القرون الوسطى ىي سيطرة الكنيسة ،وبالذات "الكنيسة الكاثوليكية"اليت
مارست سلطة كبرية على األفراد،ماديا ومعنويا ما مكنها من مضاعفة ممتلكاهتا وبالتايل استطاعت التدخل يف
فضال عن تنظيم الشرائع وتنظيم األمور الدينية للناس.
تنظيم عالقات الناس وسلوكهم على األراضيً ،
وقد امجع الكثري من ادلؤرخني أن الكنيسة لعبت دورا بارزا يف التأثري على الفكر اإلقطاعي وتأثري مباشر على
أفكار االسكوالئيني مبا فيها االعتبارات الدنيوية واألخروية.
وقد كانت الكنيسة مؤسسة أممية إذ مل تظهر الدول القومية بعد بأربا،ومل توجد سلطة أخرى تنازع سلطة رجال
1
الدين وهبذا أدت الكنيسة دورا أساسيا يف توثيق واستقرار ووحدة قارة أوربا يف القرون الوسطى
اتسم الفكر االقتصادي يف أوربا ،أين سيطرت الكنيسة مبا يلي:
أوال:مل سنلق بعد ما عرف الحقا بعلم االقتصاد ،ذلك أن أن التفكري االقتصادي مل يكن مبنيًّا،التحليل العلمي،
وإدنا وجهتو مبادئ الدين واألخالق ،ولذلك كانت أفكار القديس توماس اإلكويين متثل قمة النضوج الفكري يف
2
العصور الوسطى
ثانيا :أن الكنيسة فرضت الكثري من القيود على النشاط االقتصادي وحذرت الناس من االنقياد إىل دافع
احلصول على الثروة والربح إال أن الكويين" ،حاول أن يوفق بني ادلعتقدات الدينية والنشاط االقتصادي.
وثالثا :أن أسس التفكري االقتصادي ،يف أوربا يف تلك الفًتة ،كان متس ًقا من ىذه الناحية ،مع طبيعة احلياة
3
االقتصادية الراكدة .
**انتهت الفًتة اإلقطاعية مبحاوالت إصالحية تقاوم نفوذ الكنيسة وحتاول تنظيم احلياة االقتصادية من خالل
فصل الدين عن السياسة وظهر االقتصاد كعلم قائم بذاتو حتت مسمى االقتصاد السياسيو حبلول القرن السادس
عشر أصدر عامل اإلجتماع األدلاين : max weberكتابو حتت عنوان'' األخالقيات الربوتستانتية وروح الرأمسالية ''
و الذي وظف فيو القيم الدينية لصاحل اإلقتصاد و أوضح أن العوامل األساسية لألخالقيات ىي :
)االجتهاد،االنتظام ،أولوية ميدان العمل ،تأجيل الرغبات".4
1زلمد عمر أبو عبيدة ،عبد احلميد زلمد شعبان ،مرجع سابق،ص 22
2زلمد عمر أبو عبيدة ،عبد احلميد زلمد شعبان ،مرجع سابق،ص 23
3مدحت القريشي ،مرجع سابق،ص 59
4صراع كرشنة ،بدرانية حورية،مرجع سابق ،ص 203
60
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
ففي احلقبة الكالسيكية ظهرت نزعة تعظيم الربح على حساب األخالق بشكل واضح من خالل آدم مسيث
ويتجلى ىذا خصوصا كتابو عن '' البحث عن أسباب و طبيعة ثروة األمم '' وأكد أن للمنظمة ىدف أساسي
ىو إنتاج السلع ادلادية ومحاية رأمسال وتعظيم الربح بكل طريقة ممكنة ،وكل ىذا سبب مشاكل أخالقية وإحنراف
أخالقي ال مثيل لو على غرار ظلم وإستغالل األطفال وسوء معاملة النساء العامالت .و جاءت أفكار ميلتون
'' business is فريدمان احلائز على جائزه نوبل لإلقتصاد 1963و الذي يرى أن األخالق ال دخل ذلا بالعمل
'' businessو قد عرب عن ذلك يف كتابو '' الرأمسالية و احلرية ''وأوضح أن الدوافع االقتصادية للمشاريع ىي
تعظيم الربح لصاحل محلة األسهم أما ادلسؤولية اإلجتماعية فهي ترتبط بدوافع غري إقتصادية و لست طبيعة ادلشروع
اخلاص
**وترجع بداية االىتمام بأخالقيات العمل إىل الثلث األخري من القرن العشرين حني بدأ يظهر بقوة على السطح
1874 - 1951ورينيو لوسن شيلر 1951ما يسمى بأخالق القيم عند أصحاب فلسفة القيم من أمثال ماكس
1880 - 1954ولوى الفل ويرى ىؤالء أن القيمة ىي موضوع ادليول والرغبات والتقديرات تؤلف ميدانا مستقال
1
Isabelle Delattretraductrce(2003), La corruption a foison regard sur un phénomène tentaculaire ,La harmattan
,p16.17
2نفس ادلرجع السابق ،ص 32
61
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
متاما عن ميدان الوجود ،وتؤسس أحكاما خاصة تتعلق بالتقدير مردىا االنفعال وال ترجع إىل العقل ،وىي يف
جوىرىا خلق ومثل أعلى .و قد أكد druckerو الذي يعد من رواد اإلدارة يف العصر احلايل على " اليد اخلفية
حتول الرذائل اخلاصة إىل فضائل عامة " ،وأنو يتوجب على مدراء ادلنظمات أن سنتاروا أىداف ذات مسؤولية
اجتماعية.1
1
صراع كرشنة ،بدرانية حورية،مرجع سابق ،ص202
2حتسني الطراونة ،)1990(،أخالقيات القرارات اإلدارية ،مؤتة للبحوث والدراسات ،رللد ، 15عدد ، 12ص155
3زلسن منصور الغاليب طاىر ،مهدي زلسن العامري صاحل ،)2015 (،ادلسؤولية اإلجتماعية وأخالقيات األعمال ،دار وائل ،األردن ،ص .133
4بالل خلف السكارنو ،)2012 (،اخالقيات العمل واثرىا يف ادارة الصورة الذىنية يف منظمات االعمالدراسة ميدانية على شركات االتصاالت االردنية ،رللة كلية بغداد للعلوم
االقتصادية اجلامعة العدد ، 33جامعة االسراء ،ص 380
5سعاد بعجي(، )2017دور القيم يف بناء القيادة الناجحة والفعالة بني الفكر الوضعي و اإلسالمي ،دكتوراه يف العلوم االقتصادية ،جامعة ادلسيلة ،ص36
6بالل خلف السكارنو ،)2012 (،مرجع سابق،ص 380
7سليم بطرس جلدة،)2010(،أخالقيات اإلدارة يف عامل األعمال ،دار اإلعالم للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،ص16
62
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
** " أخالقيات العمل ىو مبدأ اجتماعي يركز على كون الفرد مسؤوال عن العمل الذي يؤديو ،وينطلق من إشنان
راسخ بأن للعمل قيمة جوىرية رنب احًتامها واإلصرار على تنميتها .وعادة ما ترتبط أخالقيات العمل باألفراد
جبد وزنسنون الصنع يف عملهم .2الذين يعملون ٍد
**األخالقيات يف األعمال ىي العلم الذي يعاجل االختيارات العقالنية على أساس التقييم بني الوسائل ادلؤدية إىل
األىداف ،ليضيف إىل األخالقيات بعدا موضوعيا "3
**وتعرف أخالقيات األعمال بتفصيل أكرب على أهنا " رلموعة القيم اخلاصة مبنظمات األعمال واليت
شنكناستخدامها لتقييم ما إذا كانت سلوكيات أعضاء التنظيم شنكن اعتبارىا مقبولة ومناسبة .فهي إذن التطبيق
الفعلي للمعايري األخالقية على سلوكيات األعمال؛ أي تلك ادلبادئ وادلعايري ،اليت تعترب أساس السلوك ادلستحب،
من أفراد العمل ويتعهد أفراده"4
63
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
-وجود قوانني وتشريعات يساعد على هتدئة اإلضرابات واإلختالفات (بني ادلؤسسة وادلواطن)الناشئة بسبب الطبيعة
اإلنسانية وبسبب البيئة ادلتغرية بشكل مستمر .
-وجود قائمة باألخالقيات وبروتوكوالت التعامل يساعد على جعل الطريق واضحاً لدى ادلواطن أو ادلوظف
-تساعد ادلنظومة القوية ألخالقيات العمل العمومي من حتسني جودة اخلدمة ادلقدمة للمواطن وتفرض احًتام الطرفني
ادلوظف وادلواطن على حد سواء
64
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
-تعكس ادلنظومة القوية ألخالقيات العمل العمومي مستوى عال من احلكم الراشد وتفتح آفاق التنمية الصحيحة
والتعامل ادلثمر مع اخلارج ذلك أهنا تفتح آفاق الشراكة والتعاون واالنصهار يف االقتصاد العادلي .
-تساعد ادلنظومة القوية ألخالقيات العمل على عدم استغالل موقعو الوظيفي واحلفاظ على ادلال العام واحًتام
وقت العمل.
-تساعد ادلنظومة القوية ألخالقيات العمل العمومي على اكساب ادلوظف الحًتام ادلواطنني
-إن طرح وبناء منظومة لألخالقيات يف شىت رلاالت احلياة العملية يعزز من ترابط ادلوظفني وتفاعلهم اإلرنايب
لصاحل ادلؤسسة.
-إن طرح وبناء منظومة لألخالقيات يف شىت رلاالت احلياة العملية يعزز من ترابط ادلوظفني وتفاعلهم اإلرنايب
لصاحل ادلؤسسة.
-وجود قوانني وتشريعات يساعد على هتدئة اإلضرابات واإلختالفات الناشئة بسبب الطبيعة اإلنسانية
وبسبب البيئة ادلتغرية بشكل مستمر حول ادلؤسسة.
-وجود قائمة باألخالقيات وبروتوكوالت التعامل يساعد على جعل الطريق واضحاً لدى ادلوظف ويبعده كل
البعد عن التوتر الناشئ من اخلوف من ادلستقبل واخلوف من ظلم ومن ناحية الًتقية أو العالوة او حىت
الفصل من العمل .
-تطبيق األخالقيات يف شركة ما يساعد من حتسني صورهتا .حيث إن احلصول على شهادات عادلية
وامتيازات عمل خاصة يقًتن بااللتزام ادلنظمة بالعديد من ادلعايري األخالقية يف إطار اإلنتاج والتوزيع
واالستهالك واالستخدام و االعًتاف باخلصوصيات والعمل الصادق والثقة ادلتبادلة ودقة وصحة ادلعلومة
65
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
-إن بناء منظومة أخالقية يف ادلنظمة يساعد يف اإلرتقاء بأخالقيات موظفيها وينعكس ذلك بشكل مباشر
على طريقة تعاملهم مع العمالء أو الشركاء مما يضفي التميز على الشركة ككل
تعارض بني حتقيق مصاحل منظمة األعمال ادلتمثلة بالربح ادلادي وبني
ا -ادلنظور التقليدي للعمل يرى
االلتزام بادلعايري األخالقية واليت عرضت وكأهنا تقلل من الكفاءة وىو منظور مرفوض حاليا ،ففي إطار
ادلنظور احلديث جند ارتباطا إرنابياا بني االلتزام األخالقي وادلردود ادلايل الذي حتققو ادلنظمة وإن مل
يكن ذلك على ادلدى القصري فإنو بالتأكيد سوف يكون واضحاً على ادلدى الطويل. 1
-قد تتكلف منظمات األعمال كثرياً نتيجة جتاىلها االلتزام بادلعايري األخالقية وىنا يأيت التصرف
الالأخالقي ليضع ادلنظمة يف مواجهة الكثري من الدعاوى القضائية بل واجلرمية يف بعض األحيان
خاصة إذا ما متادت ادلنظمة وأخذت تركز كثرياً على مبدأ الرشد والنموذج االقتصادي بعيداً عن
التوجو االقتصادي االجتماعي األخالقي.
حوصلة :مما تقدم ،خنلص إىل أن أخالقيات العمل تسهم يف رفع كفاءة وإنتاجية ادلؤسسات جبودة
ومعايري عالية من شأهنا رفع رفاىية األفراد واجملتمعات كما أهنا تعزز فرص جناح العمليات التنموية
وتفضي إىل ادلنافسة الشريفة العادلة بني ادلؤسسات الوطنية والعادلية .
1طاىر زلسن الغاليب ،صاحل مهدي زلسن العامري ،ادلسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال واجملتمع ،دار وائل ،عمان ،األردن،الطبعة األوىل ،2008 ،ص .138
66
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
فان
إن اإلنسان ال يسعى إىل حتقيق غاية إال إذا كان ذلا صدى يف نفسو ،وعليو ّن ***الذاتّ :ن
فان ىذه الذاتية ستعمل على إخضاع القواعد العمل ال بد أن يكون جيد أمام الذات اإلنسانية وعليو ّن
األخالقية نفسها إىل نظرة الفرد وتقديره اخلاص وىذا أمر زلفوف بادلخاطر ألنو ال يعطي القواعد
األخالقية الثبات واالستقرار واالستمرارية الالزمة لو.
***األسرة :ينقل الفرد سلوكو الذي ورثو من أسرتو إىل ادلنظمة وىذا السلوك يعرب عن واقع
بيئتو ادلعيشية وظروف حياتو
***المؤسسات التعليمية :تستطيع ىذه ادلؤسسات أن تلعب دورا مهما يف إعداد الطلبة لدخول
احلقل الوظيفي حيث تستطيع توجيههم وتوعيتهم وتدريسهم ببعض ادلسائل يف األخالق والعالقات
العامة حىت تنجح يف تنمية سلوك الطالب االجيايب جتاه ادلسؤولية واإلخالص.
***القوانين واالنظمة والتشريعات التي تضعها الدولة من نظام اخلدمة ادلدنية .قانون اخلدمة اجلامعية ،
قانون العمل والعمال ،انظمة وقواعد العمل ،اللوائح االدارية
*** البيئة االجتماعية :تعترب البيئة االجتماعية اليت يعيش فيها الفرد والتمازج بُت قطاعات اجملتمع
ادلختلفة من خالل عادات وتقاليد واعراف وقيم من اىم مصادر االختالفات اليت تؤثر يف االدارة ويف
1صويف إديان ،قوراري مرمي :أخالقيات العمل كأداة للحد من ظاىرة الفساد اإلداري يف الدول النامية ،ادللتقى الوطٍت حول - :حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد اإلداري
وادلايل7 ،ماي ، 2012جامعة زلمد خيضر ،بسكرة ،ص3
67
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
مستوى التعامل بُت ادلواطنُت واجلمهور من جهة وبُت ادلوظفُت انفسهم داخل ادلنظمة من جهة
اخرى .
حيث تعد اراء العلماء والفالسفة ورجال الفكر على ***نظريات التنظيم والمدارس الفكرية والفلسفية
سلتلف مدارسهم وكذلك علماء البيئة واالدارة والسلوك والتاريخ والسياسة الذين حاولوا يف كلياهتم ان
ينظموا العالقة بُت احلاكم واحملكوم.
زرفة بولقواس يعقوب سامل ، )2017(،أخالقيات العمل واشكالية ادلمارسة يف ادلؤسسة اجلزائرية ،مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-
1
68
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
وعليو فاستنادا دلا تقدم يكون الرئيس وادلرؤوسُت يف أي مؤسسة خاضع ألوامر التعليمات ،ألن يف ذلك واجب
الطاعة واحًتام الذات وادلؤسسة كشخصية معنوية.
***احترام قيم وعادات المجتمع :تعترب أخالقيات العمل يف األساس ىي رلموعة القيم األعراف والتقاليد
اليت يبٌت عليها اجملتمع ،ومن منطلق أهنا تلك القواعد وادلعايَت اليت ديكن للفرد التمييز بُت الصواب واخلطأ ،فهي
تشكل منط من السلوك الفردي الذي يعد انعكاس دلا ىو سائد يف البيئة اجملتمعية ،وىذا ما ينقلو األفراد نتيجة
تفاعلهم يف مؤسساهتم ،وبالتايل صلد العادات والتقاليد والقيم ،قد أدت دور أساسيا يف بناء وتشكل ادلمارسات
األخالقية اليت ديارسها العامل يوميا.
***الرقابة الذاتية:من أىم عناصر أخالقيات ادلهنة الضرورية يف الوقت احلاضر استشعار ادلسؤولية ،فادلوظف البد
أن يستشعر حجم مسؤوليتو أمام اهلل والناس وأن حيرص على القيام حبق ىذه ادلسؤولية العظيمة وادلتتبع حلركة
التطور و التطوير يف مجيع ادلؤسسات وما صاحبها من تطور تكنولوجي ىام على أعلى مستوى ،يالحظ بان
أجهزة املراقبة ادلتطورة مازالت عاجزة عن الوصول إىل احلد من مظاىر اإلشكاالت التنظيمية ،وىذا يستدعي
صحوة الضمَت يف السر والعلن وادلتمثل يف الرقابة الذاتية اليت حتول دون وقوع اخللل واالنحراف ،وبالتايل ضمان
األمان واألمن ضد كل ادلمارسات السلبية النامجة عن عمل ما.
***أخالقيات سلوكية :جيب على ادلوظف والعامل أن يكرس وقتو خلدمة ادلؤسسة اليت يعمل هبا وأن يعمل كل
جهده لصاحل ادلصلحة العامة واالبتعاد عن ادلصاحل الشخصية اليت بالتأكيد ترجع بالضرر على مؤسستو ،كما أم
االهنماك يف القضايا ادلشبوىة يعد عمال غَت أخالقيا .إن العمل وأداء الواجبات الوظيفية بكل دقة واخالص،
يعترب أمانة يف عنق ادلوظف والعامل وعلى مجيع ادلستويات اإلدارية الكلية أو اجلزئية.
*** اإلخالص والثقة في العمل :جيب أن جيسد العامل أو ادلوظف مجيع الفضائل العامة ومنها اإلخالص والثقة
اللذان يعدان وجهان لعملة واحدة فالثقة بُت الرئيس ومرؤوسيو تضمن العالقة القوية اليت تتصف بالعدالة القائمة
بينهما كل لو حقوق وواجبات لو وعليو ،وىو ما حثت عليو األنظمة اإلدارية ادلعاصرة على اإلتقان واإلبداع يف
العمل.
69
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
1حباش وفاء ،)2019(،ثقافة ادلنظمة كمحدد لًتسيخ وتعزيز أخالقيات العمل على مستوى ادلنظمة ،رللة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -اجمللد
04العدد ، 02ص1788
2بالل خلف السكارنة" ،( 2009 )،أخالقيات العمل" ،األردن :دار ادلسَتة ،ص33
70
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
71
المحور األول :الفساد االقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
إن م د ونة السلوك الوظيفي وأخالقيات الوظيفة العامة ضرورة يف ادلؤسسات احلكومية ليس فقط يف جعل
الوظيفة العامة أكثر استقامة واستجابة للتطور ادلهين يف حقل اإلدارة العامة وأداء الواجبات بطريقة فعالة بل
بتقدم اخلدمة العامة على اخلدمة الذاتية ،وىذا ىو جوىر الصراع بني الفرد ومربرات قيامو للفساد .
وتعرف مدونة السلوك الوظيفي عند ىذا ادلستوى بأهنا : 1
** وثيقة تصدرىا الدولة وتتضمن رلموعة من القيم اليت تتبناىا ادلنظمات على اختالف انواعها يف توجيو
وممارسة العاملني يف ادائهم العماذلم واليت تساعدىم يف مواجهة القضايا وادلشكالت اليت تعًتضهم اثناء ادائهم
االعمال ادلوكلة اليهم .
مالحظة :جند بعض الوظائف اليت ينشط أصحاهبا يف القطاع اخلاص ولكنهم يؤدون خدمة عمومية كالطبيب
والصيديل ،أعوان النقل ....لذلك تصدر مدونات رمسية من احلكومة لتنظيم نشاطهم .
كما جتدر اإلشارة أيضا لعدم كفاية االىتمام بتدوين السلوكيات وإقرارىا بشكل رمسي يف وثيقة حكومية وإمنا
يتوجب احلرص على تطبيقها فعليا من خالل أنظمة ادلراقبة وادلتابعة احلكومية ،وكذا تفعيل نظام العقوبات
للمخالفني حىت تكون رادعا فعليا ،وقبل ىذا وذاك من خالل اإلعالن واإلعالم وتنمية الوعي هبا.
امنار أمني حاجي،زلفوظ محدون الصواف ، )2006 (،أخالقيات الوظيفة العامة وأثرىا على أداء منظمات اإلعمال رللة كلية اإلدارة واإلقتصاد ،جامعة ادلوصل،العراق،ص7
1
72
المحور األول :الفساد االقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
إن أخالقيات الوظيفة العامة تتشابو إىل حد كبري من ادلعايري والقيم اليت تركز عليها مع أخالقيات اإلدارة
يف شركات اإلعمال فالنزاىة واألمانة واالمتثال للقانون وغريىا ىي مبادئ أخالقية ضرورية يف ادلؤوسسات
احلكومية كما ىي ضرورية يف شركات اإلعمال .وتعرف مدونة السلوك الوظيفي عند ىذا ادلستوى بأهنا :
** وثيقة تصدرىا ادلنظمة -أو أية منظمة أخرى -تتضمن رلمومة القيم وادلبادئ ذات العالقة مبا ىو مرغوب
2
فيو وما ىو غري مرغوب من سلوكيات يف ادلنظمة
3
** كما تعرف أن بأهنا بيانات رمسية مكتوبة للمعايري والقيم األخالقية اليت توجو طريقة أداء العمل يف ادلنظمة
مالحظة :تعترب األخالقيات ادلدونة أول اخلطوات اإلرشادية اليت حتدد السلوكيات ادلتوقعة من شاغل الوظيفة
وكيفية التعامل معو يف حالة عدم االلتزام هبا .وجتدر اإلشارة إىل أن تدوين األخالقيات غري كاف بقدر ماىو
مهم جتسيدىا ميدانيا والذي ي تطلب شروطا أساسية تشمل عدالة احلوافز ،ودعم القيادات العليا يف ادلنظمة
وتشكيلها منوذج ا معياريا ،ومالئمة البيئة الداخلية.
2جنم عبود جنم ، )2005(،اخالقيات االدارة يف عامل متغري ،القاىرة ،ادلنظمة العربية للتنمية االدارية،ص 75
3حباش وفاء ، )2019(،مرجع سابق ،ص 1798
4جنم عبود جنم ،أخالقيات اإلدارة يف عامل متغري ،مرجع سابق ،ص77
73
المحور األول :الفساد االقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
5جون سوليفيان ،البوصلة األخالقية للشركات ،أدوات مكافحة الفساد :قيم ومبادئ،آداب ادلهنة ،حوكمة الشركات ،ادلنتدى العادلي حلوكمة الشركات،الدليل السابع ،ص30
6أحمد حسن عامر عسيري ،ياسر حسن سالم المعمري (،مارس ،)2020واقع تطبيق أخالقيات العمل يف قطاع التعليم مبحافظة زلايل عسري،رللة البحوث
والدراسات التجارية ،اجمللد ، 4العدد ،1ص247-246
74
المحور األول :الفساد االقتصادي محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
7فاطمة عبد الرقيب ،)2017 (،أخالقيات العمل ،شبكة األلوكة ،ص 18
75
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
من خالل ىذه اجلزئية سندرج سلتلف االصطالحات األساسية لتحليل احليثيات ادلتناولة يف ادلقياس واليت
مت تداوذلا مع الطلبة يف احملاضرات حيث خصصنا ربع ساعة من كل زلاضرة ذلذه الغاية كما أسلفنا يف توصيف
ادلقياس (.سنكتفي بإدراج ادلصطلحات األكثر تداوال دون ترتيب منذ بداية تدريس ادلقياس )2010
*** اقتصاد الجريمة :1يعرب عن االقتصاد األسود ،االقتصاد السفلي ،االقتصاد غري الرمسي ،االقتصاد ادلوازي
واالقتصاد اخلفي و ىو اقتصاد ذو طبيعة خاصة يستمد خصوصيتو ليس من كونو اقتصاد مستقل كما يظن
البعض ،ولكن لكونو اقتصاد متداخل ومتشابك يف عالقاتو مع باقي االقتصاديات األخرى ،كما يوجد بينو وبني
االقتصاد األبيض الرمسي والشرعي منطقة االقتصاد الرمادي اليت جتمع وتضم أنشطة زلرمة قانونا ،لكنها دتارس
بشكل شرعي وعلين .ومنو ،فاقتصاد اجلرمية ىي جرمية فرضت نفسها كواقع أليم ،فاجملرمني ال يدفعون أي ضرائب
سواء يف االقتصاد األسود أو الرمادي .ومن مث فإن الفساد االقتصادي واقتصاد اجلرمية ،كالمها حيصل على
تدفقات نقدية تدخل إليو من اخلارج إال أن اجلزء األكرب منها حيتفظ بو داخلو ويتم حجبو عن التعامل ويتم
. جتميده عن التداول واكتنازه ،ويزداد ىذا االكتناز بًتاكم عائد شلارسة النشاط اإلجرامي
واقتصاد اجلرمية ىو اقتصاد استثنائي وإن كان يشكل جانبا من االقتصاد الكلي وىو اقتصاد يتكون من قطاعات
جزئية سلتلفة متداخلة ولكل قطاع منها خصائصو ،فهو اقتصاد قائم على ما تدره اجلرمية من عوائد ومداخيل
بكافة أشكاذلا وأنواعها وما يتولد عنها من تأثريات على اذليكل االقتصادي وعلى األنشطة االقتصادية نتيجة
ادلمارسات اإلجرامية معو بصفة عامة واجلرمية دلنظمة بصفة خاصة.
***البيروقراطية :مبعناىا اإلداري والتأسيسي تشكل نوعا من التنظيم الذي دتارس هبا اإلدارة العامة نشاطها
2
،أما مبعناىا ادلستهجن الشائع فهي أحد أمراض التنظيم الذي يعرقل اإلدارة السليمة و جيمد نشاطها
***الوظيفة العامة ىي رلموعة الواجبات وادلسؤوليات والتخصصات اليت تناط بادلوظف كما حيددىا القانون
،وعليو أن يلتزم بتنفيذىا وحيًتمها ويستوعبها ويتدرب على مزاولتها ويطبقها على أفضل وجو شلكن نومقابل ذلك
1
دلزيد من التفاصيل أنظر يف :رضا عبد السالم ، )2004(،اقتصاديات اجلرمية ،مجهورية مصر العربية .
2
Sauvy Alfred,(1967), Bureau et bureaucratie ,éditions PUF, Paris ,P06
76
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
يتقاضى أجرا من خزينة الدولة،كما يتمتع حبقوق وامتيازات الوظيفة اليت يشغلها باإلضافة للفوائد األخرى
ادلنصوص عليها يف نظام اخلدمة ادلدنية والتشريعات ادلنبثقة منو . 1
2
*** الحكم الراشد :ونقًتح مجلة التعاريف التالية
1زكي راتب عوشة ، )1983( ،أخالقيات الوظيفة يف اإلدارة العامة ،الطبعة األوىل ،عمان األردن ،مطبعة التوفيق ،ص 44-25
- 2األخضر عزي ,غايل جلطي ,قياس قوة الدولة من خالل احلكم الراشد ,يف موقع http// : www.ululimsania.net/a34.htm:
3
يوسف زلمد طارق ،حوكمة الشركات والتشريعات الالزمة لسالمة التطبيق :مبادئ وشلارسات حوكمة الشركات ،منشورات ادلنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،مصر ،2009 ،ص.4.
محاد طارق عبد العال ،حوكمة الشركات ،شركات قطاع عام وخاص ومصارف ،ادلفاىيم -ادلبادئ -التجارب -ادلتطلبات ،الدار اجلامعية ،مصر ،2007 ،ص .22.
77
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
-عرفت مؤسسة التمويل الدولية " "IFCحوكمة الشركات بأهنا" :النظام الذي يتم من خاللو إدارة الشركات
والتحكم يف أعماذلا".
-كما عرفها محاد عبد العال بأهنا "النظام الذي بتم من خاللو توجيو أعمال ادلنظمة ومراقبتها على أعلى مستوى
من أجل حتقيق أىدافها والوفاء بادلعايري الالزمة للمسؤولية والنزاىة والصراحة".
***الشفافية :1أي تقدمي صورة واضحة وحقيقية عن كل ماحيدث ،مبا يضمن حتقيق الثقة والنزاىة وادلوضوعية
يف إجراءات إدارة الشركة ،كما تضمن اإلفصاح السليم ويف الوقت ادلناسب عن ادلوضوعات ادلهمة .وتؤمن ىذه
اخلاصية توصيل معلومات زلاسبية وإفصاحا ماليا وغري مايل ،وأن تكون ادلعلومات صحيحة وواضحة وكاملة إىل
كل األطراف ذات ادلصلحة.
الشفافية تعد أحد أىم مبادئ احلوكمة وتعود ىذه األمهية إىل أهنا السالح األول حملاربة الفساد واالختالسات
والًتبيطات الىت كثرياً ما نسمع عنها .فغياب الشفافية ىو الذي يفتح الباب على مصراعية لعقد صفقات الفساد
من حتت الًتابيزة (يعين يف اخلفاء) أما مع وجود الشفافية فإنو يصعب حينها إساءة استخدام السلطة لصاحل فئة
تعمل يف اخلفاء.
***إلافصاح: 2تعددت التعاريف اليت تناولت اإلفصاح ،حيث أشارت بعضها إىل أن اإلفصاح ىو" :اتباع
()16
سياسة الوضوح الكامل وإظهار مجيع احلقائق ادلالية اليت تعتمد عليها األطراف ادلهتمة بادلشروع".
1
مها زلمود رمزي رحياوي ،)2008( ،الشركات ادلسامهة مابني احلوكمة والقوانني والتعليمات :حالة دراسية للشركات ادلسامهة العامة العمانية ،رللة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية
والقانونية ،العدد ( ،)1اجمللد ،24دمشق ،ص.97 .
2
طارق عبد العال ،)2002(،التحليل الفين واألساسي لألوراق ادلالية ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،ص .80
علي العبد خليل سعادة ،)2008(،رللة ادلدقق األردنية ،العدد ،76/75األردن ،مارس ،2008ص.23 -20 .
حنان رضوان حلوة وأسامة أبو جاموس فوز الدين،)2004 ( ،أسس احملاسبة ادلالية ،الطبعة األوىل ،دار احلامد ،األردن ،ص .61
فريوز رجال ،)2004(،أثر اإلفصاح ادلايل على كفاءة األسواق ادلالية :دراسة حالة بورصة اجلزائر للفًتة ( ،)2003 -1999رسالة ماجستري ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري،
جامعة 8ماي ،1945قادلة -اجلزائر ،ص.16 .
78
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
كما عرف بأنو "نشر ادلعلومات الضرورية للفئات اليت حتتاجها ،وذلك لزيادة فاعلية العمليات اليت يقوم هبا
السوق ادلايل ،حيث أن الفئات ادلختلفة حتتاج للمعلومات لتقييم درجة ادلخاطرة اليت تتعرض ذلا الشركات،
()17
للوصول إىل القرار الذي تستطيع من خاللو حتقيق أىدافها واليت تتناسب مع درجة ادلخاطرة اليت ترغب هبا".
ويرى فريق آخر من الباحثني أن اإلفصاح ىو أحد األركان الرئيسية لإلعالم احملاسيب ،ويعين تزويد ادلستخدمني
()18
اخلارجيني بادلعلومات لغرض اختاذ القرارات االقتصادية.
من خالل استعراض التعاريف السابقة فإهنا تلتقي مجيعا يف أن اإلفصاح ىو االلتزام بسياسة الوضوح
والشفافية يف إظهار مجيع ادلعلومات احملاسبية واحلقائق ادلالية اذلامة عن الشركات ادلقيدة يف السوق ادلالية ،اليت من
شأهنا أن تؤثر على سعر الورقة ادلالية ،واليت هتم الفئات اخلارجية ،على وجو اخلصوص ،حبيث تعينها على اختاذ
()19
قرارات استثمارية وإقراضية رشيدة.
79
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
رالمراجع:ع
ابتهال زلمد رضا داود ،)2016(،الفساد اإلداري وآثاره السياسية واإلقتصادية مع إشارة خاصة اىل جتربة العراق يف الفساد ،رللة دراسات دولية ،العدد ، 48
بغداد .
إبراىيم غرايبة ،)2010(،اجملتمعات يف مواجهة الفساد "فيالدلفيا الثقافية ،العدد7
أحسن بوسقيعة )2006(،الوجيز يف القانون اجلزائي اخلاص ،ط ،3اجلزء الثاين ،دار ىومة ،اجلزائر .
أمحد أبو دية ،)2004(،الفساد :أسبابو وطرق مكافحتو ،منشورات االئتالف من أجل النزاىة وادلساءلة ،نشر أمان .
أمحد توفيق ادلدين ، 1956 ،ىذه ىي اجلزائر ،مكتبة النهضة ادلصرية ،القاىرة
أمحد حسن زغب (،جوان ،)2015القيم واألخالقيات ادلعاصرة ودورىا يف تقليل الفساد يف إدارة ادلنظمات ادلعاصرة ،رللة جامعة القدس ادلفتوحة لألحباث
والدراسات اإلدارية واالقتصادية -اجمللد األول ،العدد الثالث
أمحد حسن عامر عسريي ،ياسر حسن سامل ادلعمري (،مارس ،)2020واقع تطبيق أخالقيات العمل يف قطاع التعليم مبحافظة زلايل عسري،رللة البحوث
والدراسات التجارية ،اجمللد ، 4العدد 1
امنار أمني حاجي،زلفوظ محدون الصواف ، )2006(،أخالقيات الوظيفة العامة وأثرىا على أداء منظمات اإلعمال رللة كلية اإلدارة واإلقتصاد ،جامعة
ادلوصل،العراق
حباش وفاء ،)2019(،ثقافة ادلنظمة كمحدد لرتسيخ وتعزيز أخالقيات العمل على مستوى ادلنظمة ،رللة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية -اجمللد
04العدد 02
بشري مصيطفى (،جويلية ، )2005الفساد االقتصادي مدخل إىل ادلفهوم والتجليات ،مجلة دراسات اقتصادية ،العدد06مركز البصرية للبحوث والدراسات
االنسانية ،الدار اخللدونية للنشر والتوزيع
بالل خلف السكارنة" ،( 2009 )،أخالقيات العمل" ،األردن :دار ادلسرية
بالل خلف السكارنو ، )2012(،اخالقيات العمل واثرىا يف ادارة الصورة الذىنية يف منظمات االعمالدراسة ميدانية على شركات االتصاالت االردنية ،رللة
كلية بغداد للعلوم االقتصادية اجلامعة العدد ، 33جامعة االسراء
بن عزوز زلمد ،)2016(،الفساد اإلداري واالقتصادي ،آثاره وآليات مكافحتو -حالة اجلزائر ،اجمللة اجلزائرية للعودلة والسياسات االقتصادية العدد07
بن خيلف زىرة (،أكتوبر ،)2010حتليل موقف الفرد اجلزائري من ظاىرة الرشوة ،رللة االقتصاد ادلعاصر ،العدد، 08ص220-197
بيري ال كوم ،ترمجة سوزان خليل ،)2003( ،الفساد ،عني للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية ،الطبعة األوىل
حتسني الطراونة ،)1990(،أخالقيات القرارات اإلدارية ،مؤتة للبحوث والدراسات ،رللد ، 15عدد 12
جون سوليفيان ،البوصلة األخالقية للشركات ،أدوات مكافحة الفساد :قيم ومبادئ،آداب ادلهنة ،حوكمة الشركات ،ادلنتدى العادلي حلوكمة الشركات،الدليل
السابع
حسن شحاتو ،)1999(،حرمة ادلال العام يف الشريعة السلمية ،دار النشر للجامعات ،القاىرة
محاد طارق عبد العال ،حوكمة الشركات ،شركات قطاع عام وخاص ومصارف ،ادلفاىيم -ادلبادئ -التجارب -ادلتطلبات ،الدار اجلامعية ،مصر2007 ،
محدي عبد العظيم ، ) 2008( ،عودلة الفساد وفساد العودلة ،الدار اجلامعية اإلسكندرية ،ط1
حنان رضوان حلوة وأسامة أبو جاموس فوز الدين،)2004( ،أسس احملاسبة ادلالية ،الطبعة األوىل ،دار احلامد ،األردن.
حنان سامل ،)2003(،ثقافة الفساد يف مصر ،دار احملروسة للنشر والتوزيع ،مصر .
80
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
مخيس السيد امساعيل ،)1975(،القيادة اإلدارية والتنظيم اإلداري يف اجلمهورية اجلزائرية ،اجلزائر
راوية حسن ، )2001(،السلوك يف ادلنظمات ،رلموعة النيل للطباعة والنشر
رضا عبد السالم ، )2004(،اقتصاديات اجلردية ،مجهورية مصر العربية .
رضا مهيسي(،جانفي ، )2009دور اجملتمع ادلدين يف الوقاية من جرائم الفساد ومكافحتها ،رللة دفاتر السياسة والقانون،العدد األول
روابح عبد الباقي و علي مهال، (1999)،التقييم األويل دلضمون و نتائج برنامج التصحيح اذليكلي يف اجلزائر ،ادللتقى الدويل حول العودلة و برامج التصحيح اذليكلي
و التنمية – جامعة فرحات عباس سطيف 16/15ماي
زرفة بولقواس يعقوب سامل ، )2017(،أخالقيات العمل واشكالية ادلمارسة يف ادلؤسسة اجلزائرية ،رللة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد محة
خلضر-الوادي العدد 23
سعاد بعجي(، )2017دور القيم يف بناء القيادة الناجحة والفعالة بني الفكر الوضعي و اإلسالمي ،دكتوراه يف العلوم االقتصادية ،جامعة ادلسيلة
سليم بطرس جلدة،)2010(،أخالقيات اإلدارة يف عامل األعمال ،دار اإلعالم للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن
سليمان بن زلمد اجلريش ، )2003(،الفساد اإلداري وجرائم استعمال السلطة الوظيفية ،الرياض
سليمان بن زلمد اجلريش ، )2003(،الفساد اإلداري وجرائم استعمال السلطة الوظيفية ،الرياض
سوزان روز أكرمان ،)2003(،الفساد واحلكم ’ األىلية للنشر ،عمان األردن ،الطبعة األوىل.
سوزان روز أكرمان(،جويلية )1997الفساد واحلكم الرشيد،برنامج األمم ادلتحدة اإلمنائي ،ورقة مناقشة رقم 3
الشيخ داود .عماد صالح عبد الرزاق ، )2003( ،الفساد واإلصالح ،دراسة ،احتاد الكتاب العرب ،دمشق
صراع كردية ،بدرانية حورية ،اإللتزام بأخالقيات العمل داخل ادلنظمة كأداة للحد من الفساد اإلداري ،رللة التنمية واالقتصاد التطبيقي ،ادلسيلة ،عدد 04
صويف إديان ،قوراري مرمي :أخالقيات العمل كأداة للحد من ظاىرة الفساد اإلداري يف الدول النامية ،ادللتقى الوطين حول - :حوكمة الشركات كآلية للحد من
الفساد اإلداري وادلايل7 ،ماي ، 2012جامعة زلمد خيضر ،بسكرة.
طارق عبد العال محاد،)2005( ،حوكمة الشركات (ادلفاىيم ،ادلبادئ التجارب)،الدار اجلامعية اإلسكندرية،مصر
طارق عبد العال ،)2002(،التحليل الفين واألساسي لألوراق ادلالية ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية.
طاىر الغاليب وصاحل العامري ،)2010(،ادلسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال ،دار وائل ،عمان
طاىر زلسن الغاليب ،صاحل مهدي زلسن العامري ،ادلسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال واجملتمع ،دار وائل ،عمان ،األردن،الطبعة األوىل.2008 ،
عبد احلميد اإلبراىيمي ، (2004)،دراسة حالة اجلزائر :حبث مقدم يف إطار الندوة الفكرية دلركز دراسات الوحدة العربية بالتعاون مع ادلركز السويدي
باإلسكندرية بعنوان "الفساد واحلكم يف البالد العربية" ،بريوت.
عبد العزيز النويضي ،)2008(،الرشوة و الزبونية السياسية –منوذج ادلغرب، -رللة نقد للدراسات والنقد االجتماعي ،العدد 25ادلعنون بالنهب والفساد
،خريف –شتاء .
عبد اهلل بن حاسن اجلابري ،)2006(،الفساد االقتصادي :أنواعو ،أسبابو ،أثاره ،عالجو ،ادلؤدتر اإلسالمي الثالث ،ادلملكة العربية السعودية ،جامعة أم القرى
عبد اجمليد حرارشة ،) 2003( ،الفساد اإلداري ،رسالة ماجستري يف العلوم االقتصادية واإلدارية ،إشراف :أ.د نعيم نصري جامعة الريموك ،األردن
عبدول مصطفى حتت إشراف غضبان مربوك ،) 2008/2007( ،تأثري الفساد السياسي يف التنمية ادلستددية (حالة اجلزائر ، )2006-1995مذكرة
ماجستري ،ختصص تنظيمات سياسية وإدارية ،جامعة باتنة
عجة اجلياليل )2007( ،التجربة اجلزائرية يف تنظيم التجارة اخلارجية من احتكار الدولة إىل احتكار اخلواص ،دار اخللدونية .،
علي العبد خليل سعادة ،)2008(،رللة ادلدقق األردنية ،العدد ،76/75األردن.
علي سعيدان ،( 1981) ،بريوقراطية اإلدارة اجلزائرية ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،اجلزائر .
غزوان رفيق عويد ، )2014( ،دراسة إحصائية حتليلية دلؤشر مدركات الفساد مع اإلشارة اىل حالة العراق ،حبث منشور يف ادلؤدتر العلمي السنوي السابع ذليأة
النزاىة
81
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
فيتو تانزي (،ديسمرب ،)1995الفساد يف األنشطة احلكومية واألسواق ،رللة التمويل و التنمية ،العدد.24
جلنة الشفافية والنزاىة ،)2008(،التقرير الثاين :أولويات العمل وآلياتو ،مجهورية مصر العربية
زلسن منصور الغاليب طاىر ،مهدي زلسن العامري صاحل ،)2015(،ادلسؤولية اإلجتماعية وأخالقيات األعمال ،دار وائل ،األردن.
زلمد مجال مظلوم ،نشوة عبد العظيم ،)2000(،الفساد :األسباب والتداعيات و طرق ادلعاجلة ،كراسات إسرتاتيجية ،العدد 32مركز اخلليج للدراسات
اإلسرتاتيجية ،لندن
زلمد مجال مظلوم ،نشوة عبد العظيم ،)2000(،الفساد :األسباب والتداعيات و طرق ادلعاجلة ،كراسات إسرتاتيجية ،العدد 32مركز اخلليج للدراسات
اإلسرتاتيجية ،لندن
مها زلمود رمزي رحياوي ،)2008(،الشركات ادلسامهة مابني احلوكمة والقوانني والتعليمات :حالة دراسية للشركات ادلسامهة العامة العمانية ،رللة جامعة دمشق
للعلوم االقتصادية والقانونية ،العدد ( ،)1اجمللد ،24دمشق
ادلؤسسة العربية لضمان االستثمار ، )1999(،الفساد :آثاره االجتماعية واالقتصادية وسبل مكافحتو ،سلسلة اخلالصات ادلركزة ،الكويت
جنم عبود جنم ، )2005(،اخالقيات االدارة يف عامل متغري ،القاىرة ،ادلنظمة العربية للتنمية االدارية
نزيو عبد ادلقصود زلمد مربوك ( ،)2013الفساد االقتصادي أساليبو أشكالو وأثاره أليات مكافحتو ،دار الفكر اجلامعي -اإلسكندرية
ىايدهنادير أرنولد ج ، )1996 (،معامل الفساد :دراسة من منظور مقارن ،اجمللة الدولية للعلوم االجتماعية اليونسكو ،القاىرة العدد 149
ىدى متكيس ، )1999( ،الشروط السياسية للتنمية – خربة دول اجلنوب ،ورقة قدمت إىل ندوة الفساد والتنمية ،مركز دراسات الدول النامية ،القاىرة
واقع ادليثاق حول مكافحة رشوة ادلسؤولني األجانب يف ادلعامالت التجارية الدولية يف ديسمرب،1997حيث وافقت 34دولة على سن تشريعات جنائية دتاثل
األحكام اليت يتضمنها القانون اخلاص مبمارسات الفساديف اخلارج.
يوسف بومدين ،)2015(،أخالقيات األعمال وارتباطها بادلمارسات السلمية للحوكمة يف منظمات األعمال ،من منظور إداري إسالمي ،رللة -االقتصاد وادلالية
يوسف زلمد طارق ،حوكمة الشركات والتشريعات الالزمة لسالمة التطبيق :مبادئ وممارسات حوكمة الشركات ،منشورات ادلنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،مصر،
2009
82
بن يخلف زهرة: ألاستاذة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
-Johnston, M. , )1997(, What can be done about Entrenched Corruption?, Paper presented to the Ninth Annual Banl
Conference on Development Economics, The World Bank, Washington DC., 30 April – 1 May.
-Becker, G.S. and G.J. Stigler ,(1974), Law enforcement, malfeasance, and the compensation of Enforcers , Journal of
Legal Studies
-Daniel Dommel, (2004)face à la corruption ,edition originale KARTHALA ,2004
-Djillali Hadjadj,(2001), Corruption et démocratie en Algérie, Paris, La Dispute
- Doig Alan and Mclvor Stephanie , )1999( , corruption and its control in the developmental context,Third World
Quarterly, vol20.Issue3
- Ehrlich I ,) 1973(, Participation in Illegitimate Activities : A Theorical and Empirical Investigation , Journal of
politicalEconomy, mai-juin
-Ernest Gellner,)1981(,Muslim Sociéty, Cambridge University Press,New York
- Essaid Tayeb,(2005),Gouvernance et société civil cas de l’Algerie,revue Idara,n°30 ,2005,P280
- F. Bayard, )1992(, Malversations et corruption dans les finances françaises , Paris .
- Huntington, S.P ,) 1968 (, Modernization and corruption , in Political order in Changing Societies
- IMF )1999(. Corruption Around the world .IMF Working paper Washington.1999
- Isabelle Delattretraductrce(2003), La corruption a foison regard sur un phénomène tentaculaire ,La harmattan
-Jean Cartier-Bresson ,)1997(, Pratiques et contrôle de la corruption , association d’économie financière,
Montchrestien
-Jean Cartier-Bresson, (1992) , elements d’analyse pour une économiede la corruption, Revue Tière
Monde,n°131,juillet-septembre
-Jens Chr. Andvig and Odd-Helge Fjeldstad, Inge Amundsen, Tone Sissener, Tina Søreide , )2000( ,Research on
Corruption ; A policy oriented survey , Commissioned by NORAD, Final report, December 2000, Chr. Michelsen
Institute (CMI) & Norwegian Institute of International Affairs (NUPI)
-Johnson M., (1996), The Search for Definitions : The Vitality of Politics and the Issue of Corruption, Revue
International des Sciences Socials n°149
- Mauro Paolo, )1998( ,Corruption :causes,consequences,and agenda for further research, Finance and development
- Mauro, Paolo, )1995( ,Corruption and Growth . Quarterly Journal of Economics 110(3(
-Médard, Jean-François , Public corruption in Africa: A comparative perspective , in Corruption and Reform, n°1,1986.
- Vito Tanzi , Hamid Davoodi, )1997(, Corruption ,Public Investment and Growth ,IFM Working Paper
83
ألاستاذة :بن يخلف زهرة محاضرات الفساد وأخالقيات العمل
-عمر القاضي ،الفساد اإلداري و إمكانيات اإلصالح االقتصادي ،ص، 6- 5تاريخ التصفح www.transparency-2012/5/2
kwait.org/index.php
-حسني خلف موسى )2014(،الفساد االدارى ىف اجملتمعات النامية “االسباب – ادلظاىر – العالج ” مصر منوذجا،ادلركز الدديقراطي العريب ،مت التصفح
-حيىي غين النجار ،اآلثار االقتصادية للفساد االقتصادي ،تاريخ التصفح ، 2009/05/03
www.nazaha.iq/search_web/eqtsade/4.doc
-ديفيد لونا 4(،أكتوبر ،)2002مكافحة الفساد وتعزيز النزاىة ،مداخلة يف مؤدتر ادلعهد الدوىل لألخالقيات العامة ) ، (IIPEمدينة بريسبني االسرتالية ،
تاريخ اإلطالع . 2008/02/15 : http://www.cipe-arabia.org/files/html/art0901.htm
-الدليل الربدلاين ،دور الربدلان يف تنفيذ أىداف التنمية ادلستدامة ،ص ، 5تاريخ التصفح 2ماي www.gopacnetwork.org،2019
-حلني فريد ،الفساد االقتصادي أسبابو وتداعيتو ،ملف ، PDFص ، 205تاريخ التصفح 15ماي 2020
https://cse.google.com/cse?q=%
-مؤسسة أمان ،الشفافية (، )2019مواجهة الفساد عناصر نظام النزاىة الوطين ،كتاب ادلرجعية الشفافية الدولية ،الطبعة اخلامسة،فلسطني
www.aman-palestine.org تاريخ االطالع 2020/01/02
-صباح علو ،)2019(،اخلطوات االسرتاتيجية دلكافحة الفساد وجتارب شعوب العامل ،احلوار ادلتمدن ،العدد، 6351تاريخ التصفح 2020/05/15
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=649342&r=0
-زكي راتب عوشة ، )1983( ،أخالقيات الوظيفة يف اإلدارة العامة ،الطبعة األوىل ،عمان األردن ،مطبعة التوفيق ،ص44-25
األخضر عزي ،غايل جلطي قياس قوة الدولة من خالل احلكم الراشد يف موقع http// : www.ululimsania.net/a34.htm:
Djillali Hadjadj,L’Algérie le piège des généraux, www.lesoirdalgerie.com/pdf/2010/09/07...-
84
قائمة المحتويات