You are on page 1of 142

‫جـــامــعـــة مـــولــود مــعـمـــري‪ -‬تيزي وزو‬

‫كليـــة الحقـــوق والعلــوم السياسيــة‬


‫قســم العلوم السياسية‬

‫دور أخالقيات الوظيفة العامة في الحد من‬


‫الفساد اإلداري في الجزائر‬
‫تحليل ميثاق األخالق و اآلداب الجامعية (‪)6102-6112‬‬
‫مذكرة مقدمة في إطار استكمال متطلبات نيل شهادة ماستر في العلوم السياسية‬
‫تخصص‪ :‬سياسات عامة وادارة محلية‪.‬‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين‪:‬‬

‫د‪:‬حمدي نجية‬ ‫‪-‬بوزواغ حجيلة‬


‫‪-‬بن مخلوف ظريفة‬
‫لجنةالمناقشة‬
‫‪ -‬األستاذ(ة)‪:‬سايل مليكة ‪ ...........................................................‬رئيسا‬
‫‪ -‬األستاذ(ة)‪ :‬حمدي نجية‪ ...................................................‬مشرفا ومقر ار‬
‫‪ -‬األستاذ(ة)‪:‬فلوس فازية ‪ ..........................................................‬ممتحنا‬

‫الموسم الجامعي‪2017\ 6102:‬‬


‫»ت ْلك ال َّدار اآلخرة نجْ َعلهَا لِلَّ ِذي َن ال ي ِريد َ‬
‫ون علوا فِي‬
‫ادا َو ْال َعاقِبَة لِ ْلمتَّقِين(‪« )38‬‬ ‫األَرْ ِ‬
‫ض َوال فَ َس ًّ‬
‫سورة القصص‬
‫شكر و تقدير‬
‫اي رب كل امحلد كام ينبغي جلالل وهجك وعظمي سلطانك‪ ،‬تباركت اي رب وتعاليت‬
‫وأصيل وأسمل عىل حبيبنا وس يدان محمد وعىل أهل وحصبه الطاهرين‪.‬‬
‫بعد أن وفقنا هللا س بحانه وتعاىل لإمتام هذا البحث ‚ل يسعنا اإل أن نتقدم‬
‫ابلشكر عىل ما رزقنا من فضل و نعمة‚ فنعم املوىل و نعم النصري‪.‬‬
‫نتقدم ابلشكر اجلزيل لس تاذتنا الفاضةل ادلكتورة "محدي جنية" عىل ما قدمته‬
‫من توجهيات ونصاحئ و صربها معنا رمغ لك الظروف‪.‬‬
‫كام نتوجه ابلشكر اإىل الساتذة أعضاء اللجنة لقبوهلم مناقشة هذه املذكرة‪.‬‬
‫و اإىل لك أساتذتنا ومعلمينا يف مجيع أطواران التعلميية املتلفة‪.‬‬

‫واىل لك من مد لنا يد العون و املساعدة‪.‬‬


‫فألف ‪ ...‬ألف شكر‪.‬‬
‫إاهداء‬

‫اإىل الوادلين الكرميني الذلان كرسا حياهتام لنجايح فيا ريب ارمحها كام‬

‫ربياين صغرية‬

‫اإىل اإخويت و أخوايت‪ :‬امحد‚ فرحات‚ فرايل‚ سهلية‬

‫واىل لك الذلين أحهبم اهدي هلم هذا العمل املتواضع‪.‬‬

‫***حجيلة***‬
‫اهداء‬
‫اإىل الوادلين احلبيبني‬

‫اإخويت و أخوايت العزاء‪.‬‬

‫اإىل زويج مراد و ابين رفيق العمر‬

‫اإىل لك عائةل بن خملوف لكرمي و مصبايح مولود‬

‫اإىل لك من سامه يف هذا العمل البس يط ولو بلكمة أمل ‪.‬‬

‫شكرا‪.‬‬

‫***ظريفة***‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر أخالقيات الوظيفة العامة من المواضيع التي نالت ِاهتمام مختلف الدول في‬
‫العالم‪ ،‬حيث تقوم على أبعاد معرفية وسلوكية وأخالقية‪ ,‬تتضمن مجموعة من القيم والمعايير‬
‫األساسية التي يجب على الموظف االلتزام بها أثناء أدائه لمهامه لتجنب الفساد اإلداري الذي‬
‫اصبح من المهددات الرئيسية النهيار المؤسسات العامة و الخاصة‪.‬‬
‫والجزائر على غرار دول العالم تعاني من فساد إداري واسع النطاق خاصة في قطاع‬
‫عدة أسباب كغياب الموضوعية والمسؤولية ‪,‬وعدم تطبيق‬
‫الوظيف العمومي‪ ،‬وهذا راجع إلى ّ‬
‫القانون‪ ،‬وطغيان المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة‪.‬‬
‫ما جعل الدولة تسعى اليجاد الحلول والبدائل الضرورية للقضاء على هذه االنحرافات‬
‫أو التقليل منها‪ ،‬وفي هذا الصدد تبنت العديد من القوانين إلرساء أخالقيات الوظيفة العامة‬
‫كالقانون األساسي العام للوظيف العمومي‪ 60\60‬و قانون الوقاية من الفساد‪60\60‬‬
‫باإلضافة إلى ميثاق أخالقيات و اداب الجامعة‪.‬‬
‫*أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تكمن األهمية في كون الموضوع محل ِاهتمام محلي و دولي‪ ,‬إذ أن أخالقيات الوظيفة‬
‫العامة هي من احدى الوسائل المهمة لمحاربة الفساد اإلداري‪ ,‬الذي أصبح من أخطر‬
‫المعوقات التي ال تزال تعترض قطاع الوظيف العمومي‪ ،‬وعليه فدراسة هذا الموضوع من‬
‫جانبه النظري والتطبيقي أمر ضروري للفت االنتباه إلى مكانة األخالقيات في هذا القطاع‬
‫باعتبارها وسيلة للقضاء على الفساد داخل أجهزته‪.‬‬
‫*أهداف الدراسة‪:‬‬
‫محاولة إبراز واقع أخالقيات الوظيفة العامة في الجزائر من خالل‪:‬‬
‫‪-‬تحليل القانون األساسي العام للوظيفة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬ميثاق األخالقيات واآلداب في الجامعة الجزائرية‪.‬‬

‫أ‬
‫‪ -‬تحديد أهم خصائص أخالقيات الوظيفة العامة في الجامعة كما هي في الواقع وربط ذلك‬
‫باإلطار النظري للبحث‪.‬‬
‫‪ -‬الخروج بنتائج وتوصيات وظيفية واخالقية تفيد المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫*دوافع اختيار الموضوع‪:‬‬
‫ا‪ -‬الدوافع الموضوعية‪:‬‬
‫‪ -‬الرغبة في معرفة الطرق التي ِانتهجتها الدولة الجزائرية في سبيل القضاء على الفساد‬
‫اإلداري في الجامعة‪.‬‬
‫‪ -‬أخالقيات الوظيفة العامة من المواضيع الجديدة التي ظهرت على الساحة‪ ،‬حيث تبنتها‬
‫العديد من الدول كمادة تدرس في الجامعات‪ ،‬ما دفعنا إلى تناول الموضوع والبحث في‬
‫مختلف جوانبه‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدوافع الذاتية‪:‬‬
‫األهمية البالغة لهذا الموضوع‪"،‬أخالقيات الوظيفة العامة كآلية للحد من الفساد‬
‫اإلداري"‪ ،‬بما أن الطالبتين في إطار أكاديمي يتوجب عليهما معرفة كل األخالقيات الوظيفية‬
‫التي تساعد في المستقبل المهني‪.‬‬

‫*الدراسات السابقة‬
‫الدراسة الول ‪ :‬لمقدم سعيد بعنوان "أخالقيات الوظيفة العمومية"‪ ،1‬وهي عبارة عن دراسة‬
‫نظرية تطبيقية حول الحقوق‪ ،‬االلتزامات المهنية للموظفين‪ ،‬النظام التأديبي الخاص بهم في‬
‫حالة خرق القانون‪ ،‬تناول فيه أسباب عدم التحكم في أخالقيات اإلدارة في الجزائر وبعض‬
‫طرق ترسيخ هذه األخالقيات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬سعيد مقدم ̜ أخالقيات الوظيفة العامة‪ :‬دراسة نظرية تطبيقية من زاوية التاصيل الحقوق واللتزامات المهنية النظام‬
‫النشر ط‪.)0991 ̜ 0‬‬
‫̜‬ ‫التاديبي الوظيفي ̜ (الجزائر‪ :‬شركة دار االمة للطباعة و‬

‫ب‬
‫الدراسة الثانية‪ :‬لعبد العزيز حياة بعنوان‪" :‬األخالقيات اإلدارية في اإلدارة الجزائرية"‪ 1‬تناولت‬
‫األخالقيات اإلدارية في جانبها النظري من خالل سرد مختلف النظريات والمداخل‪ ،‬وتناولت‬
‫أيضا األخالقيات اإلدارية في الجزائر بتحليل ودراسة بعض القوانين والتشريعات‪.‬‬
‫‪ -‬الد ار سة الثالثة‪ :‬لعبد العزيز بن القحطاني بعنوان‪ " :‬أخالقيات الوظيفة العامة ودورها‬
‫في الحد من الفساد اإلداري ومكافحته"(‪ ،)2‬توصلت الدراسة إلى ضرورة استخدام القيم‬
‫اإليجابية في أخالقيات الوظيفة العامة للحد من الفساد اإلداري ومكافحته وعدم االكتفاء‬
‫بمواجهته بالعقاب فقط‪.‬‬
‫‪ -‬الدراسة الرابعة‪ :‬لخالد بن عبد الرحمن بن حسين بن عمر آل الشيخ بعنوان‪" :‬الفساد‬
‫اإلداري‪ :‬أنماطه وأسبابه وسبل مكافحته‪ ،‬نحو بناء نموذج تنظيمي"(‪ ،)3‬تهدف إلى إظهار‬
‫حقيقة الفساد اإلداري وسبل مك افحته وبناء نموذج تنظيمي مقترح لمكافحة الفساد اإلداري وقد‬
‫توصل الباحث إلى أن الفساد اإلداري نتاج عوامل ِاقتصادية واجتماعية‪ ،‬إدارية‪ ،‬تنظيمية‬
‫ووصل إلى أن الحد من الفساد اإلداري يمكن عالجه قبل وقوع جريمة الفساد اإلداري‬
‫(كإجراء وقائي)‪ ،‬وأثناء وقوعها (كإجراء دفاعي) أو بعد وقوعها (كإجراء عالجي)‪.‬‬
‫وفي هذه الدراسة سيتم ضبط مفهوم أخالقيات الوظيفة العامة وتطورها والفساد‬
‫اإلداري وأشكاله‪ ،‬والتطرق إلى اآلليات القانونية والتأديبية إلرساء أخالقيات الوظيفة‪ ،‬وفي‬
‫األخير سيتم التطرق إلى تحليل ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر الخاص‬
‫بالموظف واألستاذ‪ ،‬ومقارنته بمدى تطابقه مع الواقع والوصول إلى نتائج وتوصيات‪.‬‬
‫* اإلشكالية‪:‬‬

‫‪-1‬حياة عبد العزيز ̜ األخالقيات الدارية في الدارة الجزائرية ̜ رسالة ماجستير(جامعة الجزائر‪:‬كلية العلوم السياسية و‬
‫االعالم ̜ ‪.)4662‬‬
‫(‪ -)2‬عبد العزيز بن القحطاني‪ ،‬أخالقيات الوظيفة العامة ودورها في الحد من الفساد اإلداري ومكافحته‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫(جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ :‬كلية العلوم االجتماعية واإلدارية‪.)4602 ،‬‬
‫(‪ -)3‬خالد بن عبد الرحمان بن حسين بن عمر آل الشيخ‪ ،‬الفساد اإلداري أنماطه وأسبابه وسبل مكافحته‪ ،‬نحو بناء‬
‫نموذج تنظيمي‪ ،‬أطروحة دكتوراه (جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ :‬كلية الدراسات‪.)4661 ،‬‬

‫ج‬
‫يعد موضوع أخالقيات الوظيفة العامة كآلية لمكافحة الفساد اإلداري من الموضوعات‬
‫الهامة في حقل العلوم اإلدارية‪ ،‬فهو من أساسيات نجاح اإلدارة لكن وبالرغم من وجود عدة‬
‫نصوص تنظيمية وتشريعية مثل القانون االساسي للوظيفة العمومية‪ ,60\60‬و قانون الوقاية‬
‫من الفساد و مكافحته ‪ ,60\60‬إال أن بعض موظفي هذا القطاع يستغلون الثغرات القانونية‬
‫لمصالحهم الشخصية‪ ،‬والمساس بالمصالح العامة للدولة والمجتمع‪ .‬وفي هذا الصدد يمكن‬
‫طرح اإلشكال التالي‪:‬‬
‫أي مدى يمكن أن تساهم أخالقيات الوظيفة العامة في الحد من الفساد اإلداري في‬
‫إلى ّ‬
‫الجزائر؟‪.‬‬
‫* ولمعالجة هذه اإلشكالية يتطلب اإلجابة على األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي اآلليات التي كرسها القانون من أجل ترسيخ األخالقيات الوظيفية في الجزائر؟‬

‫‪-‬ما مدى تطبيق ميثاق األخالقيات الوظيفية في الجامعة الجزائرية ؟‬

‫* فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫الفرضية الرئيسية‪:‬‬
‫‪ -‬يعتبر قانون الوظيفة العامة وسيلة ردعية كافية لفرض األخالق الوظيفية في المؤسسات‬
‫العامة‪.‬‬
‫الفرضيات الفرعية‪:‬‬
‫‪ -‬ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة آلية ناجحة لردع الفساد اإلداري داخل الجامعات‪.‬‬

‫‪-‬تؤثر أخالقيات المهنة الجامعية إيجابا على تقويم أداء األطراف الثالثة (الموظف ‪,‬األستاذ‬
‫‪,‬الطالب) داخل الجامعة الجزائرية و على نوعية الخدمة المقدمة‪.‬‬

‫* حدود الدراسة‪:‬‬
‫الحدود المكانية‪ :‬سنتناول في هذه الدراسة أخالقيات الوظيفة العامة كآلية لمكافحة الفساد‬
‫اإلداري في الجزائر‪.‬‬

‫د‬
‫‪ -‬الحدود الزمنية ‪.4600/ 4606:‬‬

‫* مناهج الدراسة‪ :‬تم إتباع عدد من المناهج المتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬المنهج الوصفي‪ 1:‬يعتمد على دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع‪ ،‬ويهتم بوصفها وصفا‬
‫دقيقا‪ ،‬ويعبر عنها كيفيا بوصفها وبيان خصائصها‪ ،‬وكميا بإعطائها وصفا رقميا من خالل‬
‫أرقام وجداول توضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها أو درجة ارتباطها مع الظواهر األخرى‪.‬‬
‫وتم االستعانة به في الدراسة لمعرفة جوانب ظاهرة اخالقيات الوظيفة العامة والفساد اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬منهج دراسة الحالة‪ 2:‬يقوم منهج دراسة الحالة على أساس ِاختيار وحدة إدارية واجتماعية‬
‫واحدة‪ ,‬سواء كانت مدرسة أو مكتبة أو فرد أو جماعة‪ ,‬وجمع المعلومات التفصيلية عن كل‬
‫جوانب أنشطتها وصفاتها‪ ،‬والمعلومات والبيانات التي تستقى من دراسة الحالة تشكل إطا ار‬
‫جديدا للبحث‪ ،‬يقصد به التعميم والتوصل إلى نظريات وقوانين‪.‬‬
‫وتم االستعانة به في هذه الدراسة من أجل معالجة البيانات والمعلومات التي تم الحصول‬
‫عليها‪ ,‬لمعرفة مدى وجود األخالقيات في الجامعة الجزائرية‪.‬‬
‫‪-‬منهج تحليل المضمون‪ :‬يستخدم هذا المنهج في تحليل األوضاع االجتماعية و‬
‫االقتصادية و السياسية القائمة في أي مجتمع ‪ ,‬ومفيد لمعرفة عوامل التغير‪,‬و يمتاز هذا‬
‫النوع من التحليل باالعتماد على التقارير و على وسائل االعالم و السجالت الرسمية‬
‫فتستخرج منها االتجاهات الحقيقية المعبرة عن واقع معين‪3.‬و تم االستعانة به في هذا البحث‬
‫لتحليل المواد و النصوص القانونية لتعريف الموظف العام و تبيان حقوقه وواجباته (قانون‬
‫الوظيفة العمومي ‪, )60\60‬وكذا تحليل مواد ميثاق األخالق و االداب الجامعية في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار بوحوش‪ ,‬مناهج البحث العلمي و طرق إعداد البحوث‪(,‬الساحة المركزية بن عكنون الجزائر‪:‬ديوان‬
‫المطبوعات‪,‬الطبعة‪,) 5‬ص ‪.001‬‬
‫‪-2‬المرجع نفسه‪ ,‬ص‪.005.‬‬
‫‪-3‬المرجع نفسه‪ ,‬ص‪.056‬‬

‫ه‬
‫*تقسيم الدراسة‪ :‬االستهالل بمقدمة وطرح اإلشكالية بجوانبها المعروفة منهجيا و تقسيم‬
‫الدراسة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬تحت عنوان االطار النظري للدراسة‪,‬تضمن ثالث مباحث‪ :‬المبحث األول‬
‫ثم تخصيصه لماهية أخالقيات الوظيفة العامة ‪,‬تطرقنا فيه إلى تعريف األخالق‪ ،‬ومفهوم‬
‫الوظيفة العامة والموظف العام‪ ،‬ومفهوم أخالقيات الوظيفة العامة وتطورها‪,‬مع ذكر مصادر‬
‫و عناصر و أهداف أخالقيات الوظيفة العامة‪ ,‬المبحث الثاني تناول تجارب بعض الدول في‬
‫أخالقيات الوظيفة العامة‪ ,‬والمبحث الثالث خصص لماهية الفساد اإلداري‪ ،‬تعرض إلى‬
‫مفهوم الفساد والفساد اإلداري وأشكاله وأثاره‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬تحت عنوان أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪ ,‬تضمن مبحثين‪ :‬المبحث‬
‫األول‪:‬حقوق وواجبات الموظف العام‪،‬أما المبحث الثاني تحت عنوان آليات تكريس أخالقيات‬
‫الوظيفة العامة لمحاربة الفساد اإلداري في الجزائرتضمن‪ :‬اآلليات القانونية لتكريس أخالقيات‬
‫الوظيفة العام‪ ,‬واآلليات الهيكلية من رقابة مالية و إدارية وكذا السلطة التأديبية‪.‬‬
‫‪-‬الفصل الثالث‪ :‬تحت عنوان تحليل مضمون ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‪،‬‬
‫تضمن مبحثين‪ ,‬المبحث األول تناول ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر تطرق‬
‫إلى اإلطار التأسيسي لميثاق أخالقيات وآداب المهنة الجامعية ‪ ،‬و مبادئ ميثاق أخالقيات‬
‫و اداب الجامعة‪ ,‬حقوق و التزامات األسرة الجامعية ‪ ،‬مجلس أخالقيات المهنة الجامعية‪.‬‬
‫والمبحث الثاني تناول أوجه الفساد في الجامعة الجزائرية‪ ,‬تطرق إلى السرقة العلمية ‪,‬العنف‬
‫في الوسط الجامعي ‪ ,‬و االفات في الجامعة ‪,‬الفساد المالى ‪ ,‬تاثير الفساد على الجامعة‪,‬‬
‫وخاتمة تحوي نتائج الدراسة وتوصيات‪.‬‬

‫و‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األخالق في االفراد ضرورية‪ ,‬هذا لما تحويه من قيم ومبادئ ضابطة للسلوك و‬
‫التصرفات‪ ،‬وهي ذات اهمية في مختلف المجاالت خاصة الوظيفية‪ ،‬إذ أن أخالقيات‬
‫الوظيفة التي يتمتع بها الموظف بمثابة جزء من متطلبات العمل التي يجب أن يلتزم بها‬
‫للحفاظ على النظام واالستقرار‪.‬‬
‫وفي دراستنا لموضوع أخالقيات الوظيفة العامة كآلية لمكافحة الفساد اإلداري‪ ،‬تم تقسيم هذا‬
‫الفصل إلى ثالث مباحث‪ ،‬حيث يهتم المبحث األول بدراسة ماهية أخالقيات الوظيفة العامة‪،‬‬
‫̜‬ ‫العامة‬ ‫والمبحث الثاني تطرقنا فيه إلى التجارب الدولية في مجال آداب وأخالقيات الوظيفة‬
‫أما المبحث الثالث تناول ماهية الفساد اإلداري‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية أخالقيات الوظيفة العامة‪.‬‬


‫األخالق من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها الفرد أثناء ممارسته للوظيفة‪ ,‬و‬
‫التي تنبثق من األخالق العامة التي تعلمها اإلنسان في حياته‪ ،‬وقد أثار هذا الموضوع‬
‫اهتمام الكثير من المفكرين‪ ,‬كون األخالق معيار يساهم في الحكم على األداء الوظيفي‬
‫للموظفين‪.‬‬
‫وفي هذا المبحث سيتم التطرق إلى تعريف األخالق واألخالقيات في مطلب أول‪،‬‬
‫تعريف الوظيفة العامة و الموظف العام في مطلب ثاني‪ ،‬تعريف و تطور أخالقيات الوظيفة‬
‫العامة في مطلب ثالث ‪,‬ومصادر وعناصر وأهداف أخالقيات الوظيفة العامة مطلب رابع ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف األخالق واألخالقيات‪.‬‬


‫‪-0‬تعريف األخالق ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ا‪-‬لغة‪ :‬األخالق حسب " المعجم الوسيط " هي‪ :‬االداب والسلوك الحسن‪.‬‬
‫ب‪-‬اصطالحا‪ :‬هو قوة راسخة تنزع إلى اختيار ما هو خير أو اختيار ما هو شر‪ ،‬والخلق‬
‫عموما صفة نفسية ذاتية الشيء خارجي‪ ،‬أما المظهر الخارجي للخلق فيدعى السلوك‬
‫والمعاملة(‪.)2‬‬
‫و قد اهتم الكثير من الفالسفة والمفكرون‪ ,‬و علماء الدين باألخالق منذ القدم ‪,‬وقدموا العديد‬
‫من التعاريف منها‪:‬‬
‫تعريف "توربان"‪ « :‬إن األخالق رافد فلسفي يتعامل مع ما يعتبر صحيح وخاطئ»‪.‬‬
‫تعريف "ديوي"‪« :‬األخالق بأنها تمثل منطلقات في التمييز بين ما هو جيد (الفضيلة)‬
‫وما هو سيئ (الرذيلة)»(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬تعريف و معنى األخالق" قاموس المعجم الوسيط اللغة العربية المعاصر ‪http: \\ www.almaany.com‬‬
‫(‪ -)2‬أمنية بودراع‪ ،‬دور أخالقيات األعمال في تحسين أداء العاملين‪ ،‬مذكرة ماجستير منشورة (جامعة المسيلة‪ :‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‪ )4600 ⁄4604 ،‬ص‪.04.‬‬
‫(‪ -)3‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.00‬‬

‫‪9‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عرفها "عبد الكريم زيدان" بقوله‪ «:‬بأنها مجموعة من المعاني والصفات المستقرة في‬
‫النفس وفي ضوئها وميزانها يحسن الفعل في نظر اإلنسان أو يقبح‪ ،‬ومن ثم يقدم عليه‬
‫أو يحجم عنه‪.)1( ».‬‬
‫عرفها"ابن مسكويه" بأنها‪« :‬حال للنفس داعية لها إلى أفعالها من غير فكر وال روية‪ ،‬ومن‬
‫هذه الحال تنقسم إلى قسمين منها ما يكون طبيعيا من أصل المزاج ‪...‬و منها ما يكون‬
‫مستفاد بالعادة والتدريب‪ ،‬وربما كان مبدؤه بالروية و الفكر ثم يستمر عليه أوال فأول‪ ،‬حتى‬
‫يصير ملكة وخلقا»(‪.)2‬‬
‫عرفها "ابن سينا" بأنها‪« :‬هيئة تحدث للنفس الناطقة من جهة انقيادها للبدن أو عدم‬
‫انقيادها»‪ ،‬كما عرفها الغزالي بأنها‪« :‬عبارة عن هيئة في النفس راسخة عنها تصدر األفعال‬
‫بسهولة و يسر من غير حاجة إلى فكر و روية فان كانت الهيئة بحيث تصدر عنها األفعال‬
‫الجميلة المحمودة عقال و شرعا سميت تلك الهيئة خلقا حسنا‪ ،‬وان كان الصادر عنها‬
‫(‪)3‬‬
‫األفعال القبيحة سميت الهيئة التي هي المصدر خلقا سيئا»‪.″‬‬
‫كتعقيب يمكن القول أن األخالق مجموعة من الصفات والسلوكيات و المبادئ التي ينشئ‬
‫عليها الفرد و تختلف من شخص ألخر فقد تكون سيئة أو حسنة‪ .‬كما وصف اهلل تعالى‬
‫عباده المؤمنين باألخالق في كتابه الكريم بقوله‪( :‬التائبون العابدون الحامدون السائحون‬
‫الراكعون الساجدون اآلمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود اهلل)‪،»4‬‬
‫فاألخالق هي الصورة الباطنية للفرد تظهر في التصرفات والسلوكيات اليومية‪.‬‬

‫(‪ -)1‬بالل خلف السكارنه‪" ،‬أخالقيات العمل وأثرها في إدارة الصورة الذهنية في منظمات األعمال"‪ ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم‬
‫القتصادية الجامعة‪ ،‬العدد الثالث والثالثون‪ ،)4604( .‬ص‪379.‬‬
‫(‪ -)2‬ماجد عبد اهلل مقبول العصيمي‪ ،‬األخالق العلمية في القرءان الكريم ومدى التزام طالب كليات المعلمين بها من‬
‫وجهة نظر الطالب وأعضاء هيئة التدريس‪ ،‬رسالة منشورة (جامعة أم القرى المملكة العربية السعودية‪ :‬كلية التربية‬
‫اإلسالمية و المقارنة)‪ ،‬ص‪.42.‬‬
‫(‪ -)3‬المكان نفسه‪.‬‬
‫‪-4‬القران الكريم ‪,‬سورة التوبة ‪,‬اآلية رقم‪.004‬‬

‫‪10‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-6‬األخالقيات‪)Ethics( :‬‬

‫األخالقيات باالنجليزية " ‪ "Ethics‬وهي مأخوذة من كلمة "‪ "Ethos‬اليونانية والتي‬


‫تعني "دراسة العادات"‪ ،‬وتعرف بأنها معتقدات الفرد الشخصية حول ما إذا كان السلوك‬
‫أو العمل الذي يمارسه أو القرار الذي يتخذه صحيح أم خطا‪ ،‬هذا يتوافق مع قول ‪Griffin‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بأنها معتقدات الفرد الشخصية و التي تتعلق بالتصرفات الصحيحة والخاطئة »‬
‫عرفها "بول والدر"بأنها «مجموعة من المفاهيم و المبادئ التي ترشدنا في تحديد أي‬
‫السلوكيات تساعد الكائنات الحساسة وأيها يضرها» ‪.2‬‬
‫وكلمة أخالقيات تعني «وثيقة تحدد المعايير األخالقية و السلوكية المهنية المطلوب‬
‫أن يتبعها أفراد جمعية مهنية و تعرف بأنها بيان المعايير المثالية لمهنة من المهن تتبناها‬
‫جماعة مهنية أو مؤسسة لتوجيه أعضائها لتحمل مسؤولياتهم المهنية » وفي الفلسفة تعني‬
‫«السلوك األخالقي لدى البشر و كيف ينبغي عليهم التصرف‪ ،‬ويمكن تقسيم األخالقيات إلى‬
‫(‪)3‬‬
‫أربعة أنواع‪:‬‬
‫‪ -‬األخالقيات العليا‪ ،‬وتتعلق بالمعنى النظري لالفتراضات األخالقية ومرجعيتها‪ ،‬وكيف‬
‫يمكن تحديد القيم الحقيقية لها‪.‬‬
‫‪ -‬األخالق المعيارية وتتعلق باألساليب العملية لتحديد نهج أخالقي لألفعال‪.‬‬
‫‪ -‬األخالق التطبيقية وتتناول كيفية إمكان تحقيق النتائج األخالقية في مواقف معينة‪.‬‬
‫‪ -‬األخالقيات الوصفية (المقارنة) وهي دراسة معتقدات الناس فيما يتعلق باألخالق»‪.‬‬
‫من خالل كل هذه التعاريف يمكن القول أن األخالقيات هي مجمل السلوكيات‬
‫والمعتقدات الخاصة بالفرد يتم اكتسابها عند االنضمام للمجتمع‪.‬‬

‫(‪ -)1‬بودراع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00‬‬


‫‪ -2‬أخالقيات"‪ ,‬ويكيبيديا‪ ،‬الموسوعة الحرة‪ ،)4601(،‬ص ص‪0-0.‬‬
‫(‪-)3‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والفرق بين األخالق و األخالقيات يكمن في ان هذه األخيرة هي مجموعة الشروط و‬


‫االداب المتعارف عليها شفاهة او كتابة بين أصحاب مهنة معينة ويبنون عليها األنظمة و‬
‫القوانين التي يعملون تحت ظلها أي مايطلق عليها باخالقيات المهنة‪, 1‬اما األخالق فهي‬
‫مجموعة من الصفات التي يتميز بها االنسان و تختلف من شخص الخر و قد تكون سيئة‬
‫أو حسنة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الوظيفة العامة والموظف العام‪.‬‬
‫اول‪ :‬تعريف الوظيفة العامة‪.‬‬
‫تختلف المصطلحات المستخدمة للداللة على الوظيفة العمومية في األنظمة المختلفة‬
‫‪,‬حيث يستخدم المشرع الفرنسي مصطلح "الوظيفة العمومية"‪ ،‬أما المشرع االنجليزي مصطلح‬
‫"الخدمة المدنية"‪ .‬وتختلف الدول العربية في ذلك أيضا فتستخدم بعضها اصطالح "الوظيفة‬
‫العامة"‪ ,‬مثل مصر سوريا و لبنان‪ ،‬أما الجزائر والمغرب فتستخدمان مصطلح "الوظيفة‬
‫العمومية" أو "الوظيف العمومي" وهي دول تستمد نظمها القانونية من النظام الفرنسي أساسا‪،‬‬
‫ويستخدم البعض األخر اصطالح "الخدمة المدنية" مثل المملكة األردنية الهاشمية والسودان‬
‫والمملكة العربية السعودية وهي بدورها متأثرة بالنظام ‪″‬االنجلوسا كسوني‪ ″‬السائد في انجلت ار‬
‫و الواليات المتحدة األمريكية(‪.)2‬‬
‫و للوظيفة العامة معاني كثير منها‪ :‬لغوية‪ ،‬شرعية‪ ،‬اصطالحية‪.‬‬

‫‪-0‬المعن اللغوي للوظيفة العامة‪.‬‬


‫الوظيفة من الفعل الثالثي‪ :‬وظف‪ ،‬والوظيفة من كل شيء ما يقدر له في كل يوم من‬
‫رزق أو طعام أو شراب وجمعها الوظائف والوظف (‪.)3‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-1‬عبد الرحمان الوابلي ‪",‬اهمية التفريق بين األخالق و األخالقيات" ‪ ,‬جريدة الوطن‪ 60 ,‬ديسمبر ‪4669‬‬
‫(‪ -)2‬ياسين ربوح‪" ،‬طبيعة الوظيفة العمومية في اإلسالم" مجلة العلوم اإلنسانية والجتماعية (العدد‪( )09‬جوان ‪،)4605‬‬
‫ص‪.022.‬‬
‫(‪ -)3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.029‬‬

‫‪12‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يعني أن الوظيفة هي كل ما يمكن القيام به من عمل من اجل تحصيل الرزق مع‬


‫ضرورة التعيين فيه وكذا وجود أجر محدد له‪.‬‬

‫‪ -6‬المعن الشرعي للوظيفة العامة‪.‬‬

‫ينفرد فقهاء الشريعة اإلسالمية باستعمال مصطلح ‪″‬الوالية العامة‪ ″‬بدال من مصطلح‬
‫‪″‬الوظيفة العامة‪ ″‬والتي عرفها اإلمام الشافعي وابن رجب الحنبلي بأنها صالحية‬
‫أو استحقاق شرعي أسبغه الشارع على كل مكلف من أفراد المسلمين‪ ،‬وان هذا االستحقاق أو‬
‫تلك الصالحية نابعة من تكليف الشارع للمسلمين بإقامة الدين بما تتضمنه من تدبير‬
‫المصالح العامة وراجعة إليه‪ ،‬فالوظيفة العمومية في اإلسالم هي مصلحة من مصالح‬
‫المسلمين‪ ،‬باعتبارها خدمة عامة تستهدف إشباع حاجات المواطنين(‪.)1‬‬
‫أي أن الوظيفة العامة عبارة عن مصلحة عامة تضمن للمواطنين تحقيق خدمات‬
‫عامة وبالتالي إشباع حاجياتهم المختلفة كما أنها بمثابة إقامة للدين فهي إذن واجبة‪.‬‬

‫‪ -3‬المعن الصطالحي للوظيفة العامة‪.‬‬


‫عرفها "جون فرانسوا لشوم" بأنها‪« :‬تستخدم لوصف أعوان األشخاص العموميين‬
‫الذين يمتلكون صفة موظف والمتميزين مقارنة باجراء القطاع الخاص بالنظام القانوني»‪ ،‬كما‬
‫عرفها الدكتور "عمار بوضياف" بأنها‪« :‬مجموعة النظم العامة التي أنشأتها الدولة و تخضع‬
‫إلدارتها بقصد تحقيق حاجات الجمهور‪ ،‬و من هنا جاز اعتبار كل من مرفق القضاء و‬
‫الدفاع والتعليم وغيرها من مرافق القطاع العمومي‪ ،‬وظيف عمومي‪ ،‬ألنها مؤسسات أنشأتها‬
‫الدولة بغرض خدمة الجمهور‪ ،‬ويتميز بخضوعه للدولة من حيث تحديد نشاطه و قواعد‬
‫تسييره وعالقته بالمنتفعين وتبيين أقسامه وفروعه ضمن قانون مميز»(‪.)2‬‬

‫(‪ -)1‬المكان نفسه‪.‬‬


‫(‪ -)2‬المكان نفسه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عرفها الدكتور "عبد الحميد كمال حشيش" بأنها‪« :‬مجموعة الموظفين العاملين‬
‫باألجهزة الحكومية أيا كانت نظمها أو لوائحها وهم يعملون في خدمة الدولة بو ازراتها‬
‫ومصالحها وهيئاتها المختلفة ووحدات اإلدارة المحلية»(‪.)1‬‬
‫مما سبق‪ ,‬يمكن القول أن الوظيفة العامة تستخدم لوصف األشخاص الذين يمتلكون‬
‫صفة الموظفين الذين يخضعون لقانون الوظيف العمومي‪ ,‬ويزاولون عملهم داخل األجهزة‬
‫الحكومية‪ ،‬كما أنها تتكون من مجموعة من النظم العامة‪ ،‬والمرافق كالقضاء الدفاع‬
‫التعليم‪ ....‬وكلها تنتمي للوظيفة العمومية‪ ,‬فهي أقيمت لتحقيق الصالح العام‪ ،‬وخاضعة‬
‫للدولة من ناحية تحديد النشاط و قواعد التسيير و األقسام والفروع‪.‬‬
‫وهناك من يعتبر أن الوظيفة العامة كمفهوم مرتبط بالمعايير المعمول بها‪ ,‬حيث انه‬
‫يعبر عن معنيين موضوعي ومعني شخصي(‪.)2‬‬
‫‪ -‬المفهوم الموضوعي للوظيفة العامة‪ :‬ركز على الوظيفة ذاتها باعتبارها مجموعة من‬
‫الواجبات والمسؤوليات وعالقة الوظائف بعضها ببعض دون النظر للشاغل الوظيفة ويطلق‬
‫على هذا المفهوم أحيانا بالمفهوم األمريكي للوظيفة العامة‪ ,‬ألنه تم تطبيقها في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية في بداية األمر‪ ,‬ثم انتقل لبعض الدول المتأثرة في تشريعاتها الوظيفية‬
‫بالواليات المتحدة األمريكية كالب ارزيل وكندا ‪....‬‬
‫‪ -‬المفهوم الشخصي للوظيفة العمومية‪ :‬ركز على الشخص الموظف بما يحمله من مؤهالت‬
‫دراسية وصفات وقدرات شخصية وعلى مركزه في السلم الوظيفي وأقدميته وعالقته بغيره من‬
‫الموظفين ‪,‬وذلك بصرف النظر عن العمل الذي يقوم به عن عالقة هذا العمل بالوظائف‬

‫(‪"-)1‬أخالقيات الوظيفة العامة"‪ ،‬في‪⁄03 ⁄2007)، wwww.nazaha .lq ⁄search- web ⁄ trboy ⁄ 8.pdf:‬‬
‫‪.)40‬‬

‫(‪ .-)2‬بلقاسم حسونة‚ اللتحاق بالوظيفة العمومية في التشريع الجزائري‚ مذكرة ماستر منشورة (جامعة محمد خيضر‬
‫بسكرة‪ :‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‚ ‪ ‚)4602 ⁄4600‬ص ص ‪. 62-60.‬‬

‫‪14‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األخرى ‪ ،‬حيث تعتبر الوظيفة في هذا النظام مهنة أو سلك تتسم بالدوام واالستقرار يظل فيها‬
‫الموظف إلى أن يبلغ السن المحدد إلنهاء الخدمة أو يستقل أو يفصل ألي سبب من‬
‫األسباب‪ ،‬ويطلق على هذا المفهوم أحيانا بالمفهوم األوروبي للوظيفة العمومية‪ ,‬ألنه طبق في‬
‫البداية في الدول األوروبية خاصة انجلت ار وفرنسا وبعدها انتقل إلى دول العالم‪.‬‬
‫إن المفهوم الموضوعي والشخصي للوظيفة العمومية مختلفين‪ :‬إذ ركز األول على‬
‫الوظيفة فقط واعتبرها مجموعة من الواجبات والمسؤوليات التي يجب القيام بها لتحقيق‬
‫المنفعة العامة وتجاهل كفاءة الموظف ومؤهالته وسلوكه‪ ,‬أما الثاني فالعكس ركز على‬
‫الموظف أو شاغل الوظيفة واالهتمام بقدراته ومؤهالته وسلوكياته مع التركيز على األقدمية‬
‫وعالقته مع الموظفين لمعرفة المستوى األخالقي الذي يتميز به دون النظر إلى الوظيفة‬
‫التي يشغلها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف الموظف العام‪.‬‬

‫لقد تعددت التعاريف المقدمة للموظف العمومي‪ ،‬ولم يتم االتفاق على تعريف جامع‬
‫له ومنها‪:‬‬

‫تعريف "عبد الرحمان الرميلي"‪« :‬إن الموظف العام هو ذلك الشخص الذي يرتبط‬
‫حددت فيه حقوقه‬
‫باإلدارة بموجب عمل قانوني وحيد الطّرف‪ ،‬أعدته اإلدارة ألجله‪ ،‬بحيث ّ‬
‫‪1‬‬
‫وواجباته من دون مشاركة هذا األخير بصورة مباشرة بصفته الشخصية‪».‬‬

‫عرفه فقهاء اخرون على أنه‪« :‬عون له نظام قانوني مختلف‪ ،‬وال يخضع لهذا القانون‬
‫الصفة سوى‬
‫ّ‬ ‫العام للوظيف العمومي‪ ،‬سوى الذين لهم صفة الموظّف وال يعرف بهذه‬

‫‪- 1‬سلوى تيشات‪ ،‬أثر الموظّف العمومي عل كفاءة الموظفين باإلدارة العمومية الجزائرية‪ ،‬مذكرة ماجستير منشورة‪،‬‬
‫ص‪94 .‬‬ ‫(جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‪ ،‬وعلوم التسيير‪،)4606 /4669 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األشخاص الذين رسموا بعد التعيين في المناصب الدائمة‪ ،‬وثبتوا فيها نهائيا‪ ،‬وهؤالء‬
‫‪1‬‬
‫الموظفين هم الذين يضمنون السير الحسن لإلدارة العامة« ‪.‬‬

‫يعني ان الموظّف العمومي ‪ ،‬هو ذلك الشخص الذي تم ترسيمه بعد التعيين في‬
‫منصب دائم لدى إدارة عمومية‪ ،‬ويخضع لقانون الوظيف العمومي‪ ،‬و يمارس مهامه دون‬
‫ارتباطه بوظيفة أخرى ويتمتّع بحقوقه ويلتزم بكامل واجباته‪.‬‬

‫عرف القانون الجزائري الموظف العمومي في القانون األساسي للوظيف العمومي‬


‫ورسم‬
‫عين في وظيفة عمومية دائمة ّ‬
‫‪ 60/60‬في المادة الرابعة (‪ )62‬على أنه‪« :‬كل عون ّ‬
‫‪2‬‬
‫السلم اإلداري»‬
‫في رتبة في ّ‬
‫يتسم بـ‪:‬‬
‫فمن خالل هذا التعريف يالحظ بأنه ليكون الشخص موظفا عموميا عليه أن ّ‬
‫‪1.‬ان يكون ممارسا لنشاط في اإلدارات أو المؤسسات العمومية‪.‬‬

‫‪2.‬أن يكون ذا وظيفة دائمة‪.‬‬

‫السلم اإلداري‪.‬‬
‫مرسم في أحد رتب ّ‬
‫‪ّ 3.‬‬
‫المقدم من طرف القانون ‪ 60/60‬والخاص‬
‫إضافة إلى هذا التعريف نجد التعريف ّ‬
‫بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬وذلك في المادة األولى (‪ )60‬منه‪ ,‬وذلك في قسم ضبط‬
‫عرف الموظف على أنه‪« :‬ك ّل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا‬
‫المصطلحات‪ ،‬وقد ّ‬
‫معينا‬
‫أو إداريا أو قضائيا‪ ،‬أو في أحد المجالس الشعبية المحلية المنتخبة‪ ،‬سواء كان ّ‬
‫أو منتخبا دائما أو مؤقتا‪ ،‬مدفوع األجر‪ ،‬أو غير مدفوع األجر‪ ,‬بصرف النظر عن رتبته‬
‫أو أقدميته‪.‬وهو كل شخص آخر يتول ولو مؤقتا‪ ،‬وظيفة أو وكالة‪ ،‬بأجر أو بدون أجر‬
‫مؤسسة عمومية أو ّأية مؤسسة أخرى‬
‫الصفة في خدمة هيئة عمومية‪ ،‬أو ّ‬
‫ويساهم بهذه ّ‬

‫نفسه‪.‬‬ ‫‪-1‬المكان‬
‫المادة ‪.9‬‬ ‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ̜ األمر ‪ 60\60‬المتعلق بالقانون األساسي للوظيفة العمومية ‪,‬‬

‫‪16‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تملك للدولة كل رأسمالها أو بعض منه‪ ،‬أو أية مؤسسة أخرى تقدم خدمة عمومية‪،‬‬
‫معرف بأ ّنه موظف عمومي أو من حكمه طبقا للتشريع‬
‫والموظّف هو كل شخص آخر ّ‬
‫‪1‬‬
‫والتنظيم المعمول بها»‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تعريف و تطور أخالقيات الوظيفة العامة‪:‬‬


‫األخالق في األفراد مختلفة‪ ,‬وعند انخراطهم في الحياة الوظيفية يخضعون لنظام و‬
‫قوانين تضمن وجود أخالقيات وظيفية متميزة‪ ,‬وبالتالي تحقيق االستقرار واالنضباط داخل‬
‫الوظيفة‪ ,‬وأصول هذه األخالقيات في الوظيفة العامة قديمة منذ قدم اإلنسان وتطورت بتطوره‬
‫‪,‬و شهدتها الكثير من المجتمعات ودعا إليها العديد من المفكرين‪.‬‬

‫‪ -0‬تعريف أخالقيات الوظيفة العامة‪.‬‬


‫تعددت التعاريف التي قدمت ألخالقيات الوظيفة العامة نذكر منها‪:‬‬
‫عرفها "اللوزي موس " على أنها‪« :‬التصرفات أو السلوكيات المهنية الوظيفية المثالية‬
‫الواجب على الموظف الحكومي أن يسلكها في سبيل أدائه لواجباته بإتقان لتحقيق المصلحة‬
‫العامة دون التأثير على كفاية العمليات الحكومية ويشمل من بين الجوانب األخرى الكثير‬
‫من اإلخالص في العمل والوالء للدستور والقوانين واحترام كل ما هو خير وحق وعدل في‬
‫(‪)2‬‬
‫تنظيم أمور العمل»‪.‬‬
‫كما أن "المعاضيدي" قدم تعريفا شامال لها اذ يرى أنها‪« :‬اإلطار الشامل الذي يحكم‬
‫التصرفات واألفعال اتجاه شيء ما وتوضيح ما هو مقبول وصحيح وما هو مرفوض‬
‫أو خاطئ بشكل نسبي في ضوء المعايير السائدة في المجتمع بحكم العرف و القانون والذي‬

‫‪-1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ,‬قانون رقم ‪60\60‬المتضمن القانون المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫الجريدة الرسمية رقم ‪,02‬المؤرخ في ‪، 4660/64/46‬المادة ‪.4‬‬
‫(‪ -)2‬صورية بوطرفة‪" ،‬مداخلة أخالقيات العمل من منظور الفكر االقتصادي اإلسالمي"‪ ،‬في‪:‬‬
‫‪ ،) 00 ⁄61⁄4601 ( ،http: ⁄⁄ iefpedia.com،arab ، upLoads،‬ص‪.2.‬‬

‫‪17‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تلعب فيه ثقافة المنظمة والقيم وأنظمة المنظمة وأصحاب المصالح دو ار أساسيا في‬
‫(‪)1‬‬
‫تحديده»‬
‫من خالل هذه التعاريف يمكن القول ان أخالقيات الوظيفة العامة مجموعة من‬
‫اآلداب والقيم التي تلزم الفرد وتحدد سلوكه‪ ,‬و هي بمثابة ميثاق يجب االلتزام به‪,‬حيث يحتوي‬
‫على معايير أخالقية‪ ,‬ومبادئ قانونية يجب االلتزام بها من طرف الموظفين لضمان الحفاظ‬
‫على الوظيفة‪.‬‬

‫‪-6‬تطور أخالقيات الوظيفة العامة‪.‬‬


‫إن أقدم مدونة أعمال قانونية وجدت منذ أكثر من أربعة أالف سنة في واد الرافدين‬
‫وهي مدونة حمورابي‪ ,‬التي قال عنها جورج سارتون‪ :‬إن قانون حمورابي هو احد المعالم‬
‫البارزة في التاريخ البشري‪ ,‬حيث تضمن هذا القانون ‪ 424‬مادة اشتملت على إرشادات‬
‫وقواعد للتجارة وواجبات المهنيين كالبنائين و األطباء وغيرهم و العقوبات المرتبطة على عدم‬
‫قيامهم بهذه الواجبات بشكل صحيح(‪.)2‬‬
‫و بالرغم من أن العديد من أحكامه قد تبدو وفقا لمقاييس العالم المعاصر غير أخالقية ‪,‬‬
‫مثل تلك األحكام الخاصة بالرق إال أن ذلك ال ينفي أن هذا الميثاق أرسى بالفعل مجموعة‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬و قامت حضارات قديمة بوضع مواثيق‬ ‫من القواعد ‪,‬التي أتاحت وجود الحضارة و التجارة‬
‫و مبادئ خاصة بها‪ ,‬مثل الكونفوشية في الصين في عام ‪ 505‬قبل الميالد كانت تقوم على‬
‫مبدأ الطاو وهو سبيل الطريق المستقيم والفضيلة ‪,‬وتتميز باالستقامة ‪,‬واإلخالص‪ ,‬تولي‬
‫(‪)4‬‬
‫الوظائف الرسمية ‪,‬التودد إلى الناس‪ ,‬العمل النزيه المنفرد ‪,‬األدب و حسن السلوك‪.‬‬

‫(‪ -)1‬هواري معراج‪ ،‬دور أخالقيات األعمال في الرفع من تنافسية المؤسسة‪ ،‬في‪:‬‬
‫…‪،( 26⁄07⁄2017 ). Webopp.usek.edu.lb…⁄ corporate covernancel…or % 20 Maaradj‬‬
‫ص‪69.‬‬
‫(‪ -)2‬أخالقيات اإلدارة‪ :‬المفاهيم و التطور‪ "،‬في‪.)4601⁄61⁄02(unpan1.un.org.000958.pdf ، ،‬ص‪.50.‬‬
‫(‪ -)3‬بودراع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.09.‬‬
‫(‪" -)4‬أخالقيات اإلدارة‪ :‬المفاهيم و التطور"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52.‬‬

‫‪18‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما أن للفلسفة جذور عميقة تشير إلى االهتمام بموضوع األخالق في الشؤون العامة‬
‫لإلنسان و منها العمل‪ ,‬فالفلسفة اليونانية القديمة تعد منبع الفلسفة الحديثة حيث كان موضوع‬
‫(‪)1‬‬
‫األخالق مصدر اهتمام كل من أفالطون و أرسطو‪.‬‬
‫أما فيما يخص األديان السماوية فقد ناهضت الكنيسة في العصور الوسطى األعمال‬
‫والنشاط التجاري ونظمتها من خالل قواعد وحدود مشددة‪ ,‬واعتبرت اقتراض األموال بفائدة‬
‫خطيئة دينية وجمع الثروة سلوكا وفعال يتعارض مع تعاليم المسيح‪ .‬أما اإلسالم فقد ربط بين‬
‫التجارة وواجبات المؤمن وفي الحديث الشريف نجد (التاجر الصدوق يحشر مع الشهداء‬
‫والصديقين ‪ )2‬وربط بين المال والحق لقوله تعالى«يا أيها اللذين امنوا ال تاكلو أموالكم بينكم‬
‫بالباطل‪ »3‬كما ان اإلسالم يمثل أساسا لتكوين شخصية أخالقية‪ ,‬فالرسول (ص) هو القدوة‬
‫‪4‬‬
‫‪,‬فاألمر بالمعروف‬ ‫كما وصفه اهلل تعالى ويمثل قمة األخالق‪« :‬وانك لعلى خلق عظيم»‬
‫والنهي عن المنكر والصدق واالستقامة واألمانة والوفاء بالعهود‪ ,‬واعطاء الحقوق والتقوى‬
‫(‪)5‬‬
‫‪...‬الخ ‪ ,‬كلها سمات أخالقية عملية لإلنسان المسلم و مطلوب تجسيدها في الحياة‪.‬‬
‫وخالل هذا العصر برزت شخصيات إصالحية كـ"مارتن لوثر" و"جوهان كالفن"‬
‫ناقشت موضوع التجارة واألعمال ‪ ,‬وفتحت الطريق لتعزيز أخالقيات األعمال البروتستنتية‬
‫من خالل اعتقادهم أن الناس يمكن أن تخدم اهلل من خالل العمل‪ ,‬و يعد هذا العصر نقطة‬
‫(‪)6‬‬
‫البداية التي انطلقت منها أوروبا لبناء نهضة األعمال‪.‬‬
‫وفي القرن السادس عشر أصبحت المواقف االيجابية اتجاه العمل جزءا من ثقافة‬
‫المجتمع الذي مثل فارقا كبي ار في طريقة تفكيره في العمل قياسا بالعصور الوسطى‪ ,‬حيث‬

‫(‪ -)1‬بودراع ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.09.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-‬رواه الترمذي عن ابي سعد الخذري‪.‬‬
‫‪-3‬القران الكريم سورة النساء االية ‪.49‬‬
‫‪-4‬القران الكريم ‪ ,‬سورة القلم‪ ,‬االية ‪2‬‬
‫(‪ -)5‬أخالقيات اإلدارة‪ :‬المفاهيم و التطور"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.59-52 .‬‬
‫(‪ -)6‬بودراع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.09.‬‬

‫‪19‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عزز عالم االجتماع واالقتصاد السياسي "ماكس ويبر" هذه المواقف‪,‬عند إصداره‬
‫لكتاب‪,‬عنوانه «األخالقيات البروتستانتية وروح الرأسمالية»‪,‬عام ‪ 0962‬إذ وظف القيم الدينية‬
‫لخدمة االقتصاد‪ ,‬وأوضح في كتابه أن العوامل األساسية لألخالقيات هي االجتهاد‪ ,‬واالنتظام‬
‫‪ ,‬أولوية ميدان العمل‪ ,‬و تأجيل الرغبات‪.‬‬
‫وفي الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر أكد "ادم سميث" الذي عرف بأب‬
‫االقتصاد الحديث أن للعمل قيمة عليا ودعا إلى حرية األعمال في بحثه "طبيعة وأسباب ثروة‬
‫األمم" ومن هنا بدأت الرأسمالية تدعو إلى إطالق حرية األعمال وتشجيع المنافسة‪.‬‬
‫وقد انتقد "‪ "Druker‬والذي يعد من رواد اإلدارة‪,‬فكرة اليد الخفية وأكد على أن مدراء‬
‫المنظمة يمكن أن يختاروا أهدافا واعتبر أن" اليد الخفية تحول الرذائل الخاصة إلى فضائل‬
‫عامة"‪ ,‬وأنه ال يؤمن أبدا بإمكانية أن تحل المنافسة بشكل تلقائي المشاكل االجتماعية‬
‫‪,‬أو أنها تعزز من االلتزامات لمدراء المنظمات(‪.)1‬و تميز فالسفة هذا القرن حيث أن‬
‫األخالق و قواعد السلوك يجب أن تقوم على أساس المنفعة ألكبر قدر من األفراد ومن‬
‫هؤالء الفالسفة ‪.)2(Benthams and John Mills‬‬
‫«وفي القرن التاسع عشر كان الفتراض النظري أن الموظفين الحكوميين هم وكالء‬
‫عن معظم الشعب الذي انتخبهم أو خادمون لمصلحة المجتمع بصفة عامة عندما يؤدون‬
‫ما كلفوا به من أعمال ضمن قواعد متفق عليها ‪,‬و لذلك افترض النظام البيروقراطي توفر‬
‫أخالق معينة لدى الموظف المدني تليق بالمسؤولية الملقاة عل عاتقه كوكيل لألمة في‬
‫إدارة شؤونها و تقلل من بروز الفساد اإلداري‪ ,‬ولكن التطبيق العملي لهذه البيروقراطيات‬
‫والنظم الديمقراطية أظهر العديد من جوانب النقص والنحراف ‪,‬وان التحليل الجاد لظواهر‬

‫(‪ -)1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.46.‬‬


‫(‪ -)2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.09.‬‬

‫‪20‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفساد اإلداري في القرن يظهر زيادة الفساد اإلداري ‪,‬وما له من تأثير سلبي عل‬
‫(‪)1‬‬
‫المجتمع»‪.‬‬
‫إن االهتمام باألخالقيات ظهر في سبعينات القرن الماضي و يؤرخ الباحث‬
‫»‪ »Norman Bowie‬تاريخ والدة أخالقيات األعمال في حقل المنظمات عام ‪ ,0912‬حيث‬
‫عقد المؤتمر األول في جامعة كنساس ‪,‬والذي فتح الباب لتكون األخالقيات ضمن مناهج‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬وقد تطورت بشكل كبير حيث أصبح هناك تدريبات وتعليم في مجال‬ ‫المنظمات‬
‫أخالقيات اإلدارة ‪,‬ففي الدول الصناعية أخذت هذه المادة تدرس وتصدر فيها الكتب‬
‫المتخصصة و المنهجية ‪,‬ويوجد في الواليات المتحدة حاليا أكثر من (‪ )566‬مقرر تدريسي‬
‫من مقررات أخالقيات األعمال تدرس في الجامعات بدوام كامل‪ ,‬كما يوجد أكثر من (‪)45‬‬
‫كتابا دراسيا وثالث مجالت دورية مكرسة للموضوع ‪,‬وهناك ما ال يقل عن (‪ )00‬مرك از بحثيا‬
‫(‪)3‬‬
‫ألخالقيات اإلدارة و األعمال »‪.‬‬
‫باإلضافة إلى الدول الصناعية نجد ان الدول النامية أيضا متأثرة بهذا الموضوع ‪,‬مثال‬
‫(‪)4‬‬
‫السعودية وضعتها كمادة تدرس في جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪.‬‬
‫يمكن القول أن أخالقيات الوظيفة العامة ساهمت منذ القدم بوضع المبادئ والقيم التي‬
‫كانت أساس العديد من الحضارات‪ ,‬استعانت بها لتنظيم األنشطة والوظائف ‪,‬وضمان تحقيق‬
‫خدمات متميزة للمواطنين‪ ،‬وهذا التطور لألخالقيات في مجال الوظيف العمومي مازال‬
‫مستم ار إلى يومنا هذا‪ ،‬وأخذت معاني كثيرة‪ ,‬وحظيت بمكانة واهتمام كبير من طرف‬
‫المفكرين و العلماء والمنظمات‪ ،‬إذ سعت كل الدول لتحقيقها من خالل تبني العديد من‬

‫(‪ -)1‬رزاق مخور الغراوي‪"،‬أخالقيات العمل في اإلسالم"‪ ،‬في‪:‬‬


‫‪.) 4601⁄61 ⁄02( www.kitabat.info ⁄Subject.php? id 55196.‬‬
‫(‪ -)2‬بودراع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40.‬‬
‫(‪ -)3‬أخالقيات اإلدارة‪ :‬المفاهيم و التطور‪"،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05.‬‬
‫(‪-)4‬عبد اهلل محمد الرشيد‪" ،‬مادة أخالقيات المهنة"‪ ،‬في‪:‬‬
‫‪.)4601 ⁄61⁄02( ،http: ⁄⁄ aknLady at. bLogspot.com ⁄ 2009 ⁄11 ⁄ bLog.post.ntmL.‬‬

‫‪21‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المواثيق والمدونات‪ ،‬كما أصبحت مادة تدرس في معظم الجامعات‪ ،‬وهذا االهتمام راجع إلى‬
‫الدور الذي تلعبه في مكافحة الفساد اإلداري بمختلف أشكاله و الذي يزاوله بعض الموظفين‬
‫في اإلدارات العمومية لمكاسب شخصية ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪:‬مصادر‪,‬عناصر‪,‬أهداف أخالقيات الوظيفة العامة‬

‫‪-0‬مصادر أخالقيات الوظيفة العامة‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫هناك عدة مصادر أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬الدين‪ :‬الديانات السماوية من أهم مصادر األخالق لإلنسان حيث يتم اخذ كل السلوكيات‬
‫و التصرفات والقيم منها و االستعانة بها كمنهج في الحياة ‪.‬‬
‫‪ -‬الذات‪ :‬اإلنسان ال يسعى من اجل غاية ما إال إذا كان لها صدى في نفسه وعليه فالعمل‬
‫البد أن يكون جيد أمام الذات اإلنسانية ‪,‬فهي تعمل على إخضاع القواعد األخالقية نفسها‬
‫إلى نظرة الفرد وتقديره الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬األسرة‪ :‬الفرد بطبيعته يمتلك سلوكيات داخل عائلته ‪,‬وعند انخراطه في المنظمة ينقل ارثه‬
‫إليها‪ ,‬وهذا السلوك يعبر عن واقع بيئته المعيشية وظروف حياته المادية‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسات التعليمية‪ :‬لها دور كبير في إعداد الطلبة لدخول المجال الوظيفي‪ ,‬حيث‬
‫تساهم في التوجيه والتدريس وتوعيتهم في مسائل األخالق والعالقات العامة من اجل‬
‫تنمية سلوك الطالب االيجابي اتجاه المسؤولية واإلخالص‪.‬‬
‫‪ -‬المجتمع‪ :‬المجتمع الذي تسوده قيم سياسية واجتماعية تجعل أفراده ينتقلون إلى‬
‫التنظيم وينعكس على ممارساتهم لوظائفهم‪ .‬فعندما تكون هذه القيم ايجابية تساهم في منع‬
‫المخالفات ونشر األخالقيات دون التمييز بين األفراد‪.‬‬

‫(‪ -)1‬إيمان صوفي‪ ،‬مريم قوراري‪ ،‬مداخلة "أخالقيات العمل كأداة للحد من ظاهرة الفساد اإلداري في الدول النامية"‪ ،‬الملتق‬
‫الوطني حول حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد المالي و اإلداري‪ 61-60( ،‬ماي ‪ ،)4604‬ص ص‪.2-0.‬‬

‫‪22‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬القيادة القدوة‪ :‬هي التي تأخذ األمور بقوة ليس فيها شدة و ال ضعف و تستطيع ان‬
‫تغرس فضائل األخالق في نفوس المرؤوسين وتوحد الروح الجماعية التي تتعاون فيما بينها‬
‫وتحترم اآلخرين وتكون خادمة للمصالح العامة‪,‬ألنها اكتسبت هذه األخالق من رؤسائها و‬
‫تنقله إلى مرؤوسيها‬
‫‪ -‬تشريعات الخدمة المدنية‪ :‬مجموعة التشريعات و القوانين المعمول بها في الدول‪ ,‬تعتبر‬
‫من المصادر المهمة لألخالقيات‪ ,‬ألنها تضبط و تتحكم في تسيير اإلدارة في االتجاه الذي‬
‫تراه يخدم سياسة الدولة و يحقق أهدافها‪ ,‬كما تعمل على تحديد واجبات و مسؤوليات الوظيفة‬
‫التي هي الركيزة األساسية في التنظيم اإلداري‪.‬‬
‫مما سبق يمكن القول أن مختلف المصادر بدءا من الدين والذات واألسرة والمؤسسات‬
‫التعليمية والمجتمع والقيادة القدوة و تشريعات الخدمة المدنية‪,‬و ما تحتويها من قيم وسلوكيات‬
‫و فضائل و تشريعات و قوانين هي بمثابة دعائم أساسية لألخالقيات الوظيفة العامة‪.‬‬
‫‪-6‬عناصر أخالقيات الوظيفة العامة(‪.)1‬‬
‫هناك مجموعة من العناصر الضرورية تقوم عليها أخالقيات الوظيفية العامة و التي‬
‫ال يمكن تجاهلها ‪,‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬احترام األنظمة والقوانين‪ :‬واجبات الوظيفة العامة تصدر من تشريع الدولة بدءا من‬
‫الدستور وما يحتويه من قوانين وأنظمة وتعليمات ‪,‬ويعتبر موظفو الوظيفة العامة بشكل عام‬
‫وكالء للسلطة يقدمون خدمات تقوم على سيادة القانون العام والنظام وصحة المواطنين‪ ،‬لذا‬
‫على موظفي اإلدارة العامة االلتزام به وبكل التعليمات واإلجراءات اإلدارية مع ضرورة‬
‫اتصاف القوانين بالمرونة و التطور متماشية مع العمل و متطلباته وظروفه‪ ،‬فاألخالقيات‬
‫ذات اتصال دائم بالقانون و الحكومة مسؤولة عن إعطاء الوجاهة والقوة ألفرادها‪.‬‬

‫(‪ -)1‬السكارنه‪ ،‬مرجع سابق‪,‬ص ص‪.020_020.‬‬

‫‪23‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬احترام قيم و عادات المجتمع والجمهور‪ :‬األخالقيات مجموعة من األعراف و القيم‬


‫والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع‪ ,‬و بما أن هذه القيم هي مجموعة من القواعد والمعايير‬
‫التي تساعد الفرد على التمييز بين الصح و الخطأ‪ ,‬هي بذلك عبارة عن نمط سلوكي إداري‬
‫يعني أن السلوك الفردي‪ ,‬الذي يتولد أساسا طبقا ألخالقيات الفرد ذاته يخضع في النهاية إلى‬
‫حكم و تفسير أفراد المجتمع‪,‬علما أن أجهزة الخدمة المدنية هي جزء من البيئة وما يسود هذه‬
‫األخيرة من أخالقيات تنتقل إلى األجهزة اإلدارية من خالل تفاعل األفراد وبهذا فان العادات‬
‫والتقاليد و القيم قد لعبت دو ار أساسيا في تشكيل اإلدارة ‪.‬‬
‫‪ -‬العدالة و عدم التحيز‪ :‬إذا توفرت العدالة فإنها ستظهر المساواة و القيم األخالقية‬
‫األساسية التي يجب أن تتوفر في اإلدارة العامة كالقضاء على المحسوبية و الوساطة‬
‫والعالقات العائلية القبلية و اإلقليمية و تطبيق أسس و معايير االنتقاء و المساواة في تقديم‬
‫الحوافز و ربط ذلك بالجهد‪ ،‬فالمهنة العامة هي مهنة الذين يتحلون بمواصفات األمانة‬
‫واألخالق و الموضوعية و العدالة و االستقامة‪ ،‬كما ال يجوز التمييز بين المواطنين على‬
‫أسس الدين و المنطقة و العرق و االنتماءات السياسية ‪.‬‬
‫‪ -‬احترام الوقت و التقيد بالدوام‪ :‬على الموظف أن يكرس كل وقته المحدد للعمل وخدمة‬
‫المؤسسة ‪,‬وال يضيع الوقت في أمور ال نفع وال فائدة لها وااللتزام بالوقت المحدد في‬
‫الحضور والمغادرة‪.‬‬
‫‪ -‬حب العمل و النتماء و الولء للمؤسسة‪ :‬على الموظف أن يكون مخلصا و منتميا‬
‫للعمل الذي يقوم به‪ ,‬و كذا يجب أن يلتزم بأخالقيات العمل حتى و لو كان العمل شاقا‬
‫ويتمثل ذلك في العمل الدءوب والجاد و النزاهة و الحكمة واالنضباط والصبر واالستجابة‬
‫والسرعة واإلتقان‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظة عل الممتلكات‪ :‬يجب على الموظف ان يكون حريصا على األموال العامة‬
‫كحرصه على ماله الخاص فيستحسن التصرف به مراعيا إمكانيات البلد المادية و أن ال‬
‫يتصرف اال بحدود الميزانية المتاحة ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -3‬أهداف أخالقيات الوظيفة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط العادات واالتفاقيات ومجموع القيم واألعراف والتقاليد المتفق عليها في محيط ما‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد األخالقيات على تقديم النقد الذاتي لتحسين المر دودية‪ ،‬وتحصين الكفاءات الفنية‬
‫وتحفيز المهارات المهنية وخلق جسور الثقة في األهداف المتبعة‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط السلوك المهني والشخصي الذي ينبغي أن يتحلى به الموظفون لدى الدولة وضمان‬
‫انضباطهم بما ينسجم ومقتضيات ممارسة الوظيفة العمومية‪ ،‬واطالعهم على واجباتهم‬
‫المهنية في إطار أخالقي‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق نظام الجزاءات اإليجابية والسلبية لتفادي بعض مظاهر الفساد اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان مخطط عقالني لتسيير الموارد البشرية يأخذ بعين االعتبار مسارهم المهني‬
‫والوظائف‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق التوازن بين األحكام األخالقية وحريات وحقوق الموظفين( بضبطها وتقنينها)‬
‫‪ -‬ضرورة تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة للموظف بشكل يتفق واألنظمة‬
‫التشريعية والتنظيمية السارية المفعول‪.‬‬
‫‪ -‬تقريب عمل اإلدارة العامة من المواطنين باإلصغاء إلى اهتماماتهم وانشغاالتهم وكذا على‬
‫تحسين نوعية الخدمات المقدمة إليهم‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء الثقة المتبادلة بين اإلدارة والمواطن‪.‬‬
‫‪ -‬إزالة الطابع التسلطي الذي يمكن أن تتصف به اإلدارة باحترام الواجبات الملقاة عليها‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬تأثير األخالقيات عل األداء الداري‬
‫أخالقيات الوظيفة العامة ضرورية في المؤسسات الحكومية ليس فقط في جعل الوظيفة‬
‫العامة أكثر استقامة واستجابة للتطور المهني وأداء الواجبات بطريقة فعالة بل وفي االعتراف‬
‫بأن الخدمة العامة مقدمة على الخدمة الذاتية‪ ,‬وهذا هو جوهر المواجهة الحقيقة للفساد التي‬

‫(‪ -)1‬دحيمان لويزة ‪ ،‬تأثير أخالقيات اإلدارة عل عملية توظيف الموارد البشرية في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير منشورة‪،‬‬
‫(جامعة الجزائر ‪ :0‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم )‪.4604\4600،‬ص‪.05‬‬

‫‪25‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ال تكون في القواعد والنظم واإلجراءات وانما وبأرجحية خاصة في النفوس واالتجاهات‬
‫إن ما ينبغي التأكيد عليه في مواجهة الفساد هو هذا البعد الراسخ واألصيل في‬
‫والضمائر‪ّ .‬‬
‫الحصانة واالستقامة والمراقبة الذاتية قبل الحصانة والرقابة الخارجية‪ ،‬هذا هو البعد المعياري‬
‫في القدم والمعتقدات قبل أن تكون في الحسابات وأرقام الربح والخسارة‪ ،‬وفي هذا السياق من‬
‫التأكيد على أخالقيات اإلدارة العامة يمكن أن يلعب دو ار فعاال في إثارة هذا البعد اإلنساني‬
‫وعوامل الروح‪ :‬بااللتزام بالقيم والمبادئ واالتجاهات األخالقية من أجل مواجهة الفساد آخذين‬
‫في االعتبار النظرة اإليجابية المتزايدة إلى األخالقيات فهي ال تحمي فقط من الفساد بل إنها‬
‫توجد ذلك اإلحساس العميق في نفوس األفراد موظفين كانوا أم مواطنين بالفخر والرضا وما‬
‫يعنيه هذا من ِالتزام أكبر باألداء من قبل الموظفين وبالتالي دعم برامج وأنشطة المؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫العمومية‪.‬‬

‫نستخلص من هذا المبحث أن األخالق هي الجذور األولى التي يقوم عليها األفراد ‪,‬‬
‫والتي تتضمن مجموعة من المعتقدات و القيم و تمثل منطلق لتمييز بين ما هو صحيح و ما‬
‫هو خاطئ‪ ،‬والفرد عند انخراطه في المؤسسات العمومية يطلق عليه صفة موظف عمومي‬
‫ويخضع لقانون الوظيف العمومي‪ ,‬حيث تقوم الوظيفة العامة على مجموعة من النظم العامة‬
‫‪ ,‬وتتضمن جملة من الواجبات والمسؤوليات وتركز على المؤهالت والصفات والقدرات‬
‫والسلوكات األخالقية الخاصة بالموظف أي ضرورة ضمان وجود تصرفات وصفات‬
‫كاإلخالص واإلتقان والمسؤولية و مبادئ و معايير تلخص و جود أخالقيات وظيفية‪.‬‬

‫‪ ( 1)-‬نجم عبود نجم‪ ،‬أخالقيات اإلدارة ومسؤولية األعمال في شركات األعمال (كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية‪ -‬عمان‪:‬‬
‫جامعة الزيتونة‪ ،‬ط‪ ،)6002 ،1‬ص ص‪. 970 -924 .‬‬
‫‪26‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التجارب الدولية في مجال آداب وأخالقيات الوظيفة العامة‪.‬‬


‫هناك العديد من الدول في العالم سعت لتحقيق األخالقيات في الوظيف العمومي بتبني عدة‬
‫استراتيجيات لتجسيد ذلك على أرض الواقع‪ ,‬وفي هذا المبحث سنتناول أخالقيات الوظيفة‬
‫العامة في المكسيك في مطلب أول‪ ،‬أخالقيات الوظيفة العامة في سنغافورة في مطلب ثاني‪،‬‬
‫أخالقيات الوظيفة العامة في الدول العربية (دولة جمهورية مصر كنموذج) في مطلب ثالث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أخالقيات الوظيفة العامة في المكسيك‪.‬‬


‫الرشد بعد االزمات‬
‫وضعت المكسيك خطة عمل جادة للحد من الفساد وتحقيق الحكم ا‬
‫التي لحقت بها‪ ،‬وفي سبيل ذلك تتعاون المكسيك مع الهيئات والمنظمات العالمية ومنها‬
‫البنك الدولي الذي قدم للحكومة المكسيكية أجندة عمل مكونة من ثالث محاور أساسية‪,‬‬
‫هدفها تحقيق اإلصالح السياسي واالقتصادي واالجتماعي وهي‪:1‬‬
‫‪1 .‬التأكيد على مكاسب االقتصاد الكلي والتجارة العالمية‪.‬‬
‫‪2 .‬اإلسراع من عملية التنمية عن طريق دعم كال التعليم ورفع مستوى المعيشة ‪.‬‬
‫‪ 0.‬تفعيل مبادئ الحكم الرشيد والشفافية والمسئولية‪.‬‬
‫لتنفيذ هذا المشروع اتخذت الحكومة عدد من الخطوات منها‪:‬‬
‫*إنشاء وحدة إدارة مشروع" مكافحة الفساد "بو ازرة اإلدارة العامة‪.‬‬
‫* إنشاء" الهيئة الفدرالية للحصول على المعلومات "وهي هيئة مستقلة تعمل على حصول‬
‫المواطن على المعلومات والبيانات الحكومية‪ .‬وتقوم هذه المنظمة في إطار عملها بمحاربة‬
‫الفساد عن طريق‪:‬‬
‫إحداث تعديالت في مبادرة " المسئوليات اإلدارية لموظف تهدف هذه المبادرة إلي التأكد‬
‫من تنفيذ القانون بدقة والتأكد من قيام الموظف الحكومي بدورة على أكمل وجه دون استغالل‬
‫لمنصبه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وقد قامت المكسيك بتبني مشاريع قومية لمكافحة الفساد اهمها‪:‬‬

‫خالد راغب الخطيب ‪ ,‬فريد كورتل "الفساد اإلداري والمالي‪...‬المعضلة والعالج تجارب بعض الدول" ‪,‬مجلة رماح‬ ‫‪1‬‬

‫للبحوث والدراسات (العدد ‪ 62‬ديسمبر )‪, 4662‬ص ‪. 041‬‬


‫‪-2‬مرجع نفسه‪ ,‬ص‪. 042‬‬

‫‪27‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫*مشروع إدارة القيم واألخالق للموظفين في الخدمة العامة‬


‫في إطار تطبيق مشروع إدارة األخالق والقيم الخاصة بالخدمة العامة‪ ،‬حددت و ازرة" متابعة‬
‫التطهير اإلداري في المكسيك عدد من الواجبات تفرضها على الخدمة العامة وهي‪:‬‬
‫‪1 .‬ضرورة اتباع الموظف العام لمبادئ النزاهة والشرف في تطبيق عمله‪.‬‬
‫‪2 .‬تفادي تضارب المصالح واتباع األهواء الشخصية‪.‬‬
‫‪3 .‬ضرورة إتباع اإلجراءات القانونية‪.‬‬
‫وقد حددت الو ازرة عدد من العقوبات الواضحة والمعلنة لمخالفة ما سبق وهي‪:‬‬
‫‪1 .‬تحذير فردي أو جماعي‪.‬‬
‫‪2 .‬معاتبة فردية أو جماعية‪.‬‬
‫‪ 3 .‬فصل مؤقت‪.‬‬
‫‪ 4 .‬النقل‪.‬‬
‫‪5 .‬غرامات مالية‪.‬‬
‫ولتفعيل المشروعات السابقة تم تبني الليات التالية‪:‬‬
‫المركز األعل للمراجعة الفدرالية ‪:‬‬
‫في إطار برنامج مكافحة الفساد‪ ،‬قامت الحكومة المكسيكية بإنشاء جهة ذات إدارات فنية و‬
‫إدارية ومالية تابعة للكونجرس المكسيكي‪ .‬وهي مستقلة‪.‬باإلضافة إلي صالحيات قانونية‬
‫‪1‬تسمح لها بمراقبة ومتابعة حاالت الفساد التي تقوم على استغالل المال العام‪ ،‬وبالتالي تقوم‬
‫بتقديم توصيات في هذا المجال‪ .‬يتميز هذا المركز بقدر كبير من االستقاللية عن مختلف‬
‫الجهات الحكومية وذلك لضمان تفعيل دوره دون تحيز أو اكراه باإلضافة إلي ضمان حماية‬
‫هذا المركز من أي تتدخل سياسي يعيقه عن تأدية عمله بنزاهة‪.‬‬
‫ولضمان هذا القدر من النزاهة والشفافية يعين في المركز موظفين غير متحيزين‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلي تعيين مسئولي المركز باستخدام أساليب شفافة‪ ،‬وتفادي أي تعارض للمصالح بين‬
‫العاملين بالمركز و الجهات التي تتبعه‪.‬‬
‫أيقنت الحكومة المكسيكية بضرورة عمل إصالحات هيكلية في أجهزتها اإلدارية لتحقيق‬
‫أعلى من الكفاءة والفاعلية في اإلدارة الحكومية‪.‬‬

‫ص‪.006-049‬‬ ‫‪-1‬مرجع نفسه‪,‬‬

‫‪28‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تقوم خطة اإلصالح الشاملة على النقاط التالية‪:‬‬


‫‪-1‬وضع إج ارءات جديدة تضمن للموظف الحكومي بما يضمن له نظام معاش مناسب‪،‬‬
‫حوافز ومكافئات مناسبة للموظفين‪ ،‬وبالتالي تحقيق ضمانات وحوافز للموظف الحكومي بما‬
‫يبعد عنه اللجوء للفساد والرشاوى‪.‬‬
‫‪ -2‬مراجعة اإلجراءات القانونية واإلدارية في الجهات المختلفة‪ ،‬مع توضيح مهام وواجبات‬
‫كل موظف بدقة‪.‬‬
‫‪-3‬تعديل دورات العمل الحكومي بما يحقق أفضل استخدام للموارد الحكومية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أخالقيات الوظيفة العامة في سنغافورة‪.‬‬
‫تعتبر تجربة سنغافورة من أنجح التجارب الدولية في مكافحة الفساد‪ ،‬طبقا لتقرير منظمة‬
‫الشفافية العالمية ‪ ،‬يرجع هذا النجاح إلى عدة عوامل منها‪:1‬‬
‫*الرغبة السياسية في القضاء على الفساد ‪.‬‬
‫*وضع استراتيجيات وآليات جادة لمحاربة الفساد‪.‬‬
‫*رفض المجتمع المدني للفساد كوسيلة للعيش‪.‬‬
‫قامت سنغافورة بإنشاء "مكتب التحقيقات في ممارسات الفساد"‬
‫يعتبر مكتب التحقيقات في ممارسات الفساد هيئة مستقلة عن الشرطة‪ ،‬تقوم بالتحقيق في‬
‫وقائع الفساد سواء في القطاع العام أو الخاص‪ ,‬يرأس هذا المكتب مدير يتبع رئيس الوزراء‬
‫مباشرة‪ .‬يمكن إيجاز دور"مكتب التحقيقات في ممارسات الفساد في‪:‬‬
‫*اتباع سياسة من شانها مكافحة الفساد في الجهاز اإلداري والقطاع الخاص‬
‫*التحقق في سوء استخدام السلطة من قبل المسؤولين‪.‬‬
‫*إرسال التقارير إلي الجهات التي يتبعها المتهمون بممارسة الفساد‪.‬‬
‫مراجعة منظومات العمل في الهيئات الحكومية المختلفة واعادة هندستها بما يعمل على‬
‫التقليل من ممارسات الفساد‪.‬‬
‫*تقديم مقترحات لمكافحة الفساد في الجهات المختلفة‪.‬‬

‫‪-1‬المرجع نفسه‪ ,‬ص‪.006.‬‬

‫‪29‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫*عمل لقاءات مع المسئولين خاصة الذين يتعاملوا مع الجمهور للتأكيد على مبادئ الشرف‬
‫والنزاهة ومكافحة وتجنب الفساد‪.1‬‬
‫*التحقيق فيما يرد إلى المكتب من شكاوى تفيد وقوع ممارسات فساد في أي جهة‪.‬‬
‫كل ذلك ساعد على مكافحة الفساد واإلرتقاء بترتيب سنغافورة في تقرير منظمة‬
‫الشفافية العالمية وعلى أرض الواقع‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أخالقيات الوظيفة العامة في الدول العربية (جمهورية مصر نموذج)‪.‬‬
‫سعت مصر لتحقيق أخالقيات الوظيفة من خالل انشاءهيئة الرقابة اإلدارية التي كانت في‬
‫بداية األمر كقسم للرقابة يتبع النيابة اإلدارية ‪ ،‬ثم أصبحت هيئة مستقلة طبقا للقانون ‪52‬‬
‫لسنة ‪ ، 0902‬ثم صدر قرار بوقف نشاطها‪ ،‬ثم أعيدت في بداية الثمانينات لتمارس‬
‫نشاطها‪.‬‬
‫*وتمارس الهيئة نشاطها من خالل ‪:‬‬
‫‪-‬الكشف عن عيوب النظم اإلدارية والمالية والفنية‪.‬‬
‫‪-‬الكشف عن المخالفات المالية واإلدارية التي تقع من العاملين أثناء تأدية أعمالهم‪.‬‬
‫‪-‬كشف وضبط الجرائم الجنائية التي تقع من العاملين او غيرهم والتي تمس سالمة أداء‬
‫أعمالهم‪.‬‬
‫‪-‬فحص موقف المرشحين لشغل الوظائف العليا وابداء الرأي بشأنهم‪.‬‬
‫‪-‬التحري عن حاالت الكسب غير المشروع‪.‬‬
‫‪-‬القيام بأعمال التحريات عن العمليات المالية التي يشتبه في أنها تتضمن غسل االموال‬
‫بالتنسيق وتبادل المعلومات مع وحدة مكافحة غسيل األموال بالبنك المركزي‪.‬‬
‫*نطاق عمل الهيئة‪:‬‬
‫تعمل الهيئة العامة للرقابة اإلدارية في الجهاز اإلداري للدولة‪ ،‬قطاع األعمال العام ‪،‬‬
‫الهيئات والمؤسسات العامة ‪ ،‬القطاع الخاص الذي يباشر أعمال عامة ‪ ،‬الجهات التي‬
‫تساهم فيها الدولة‪.‬‬

‫‪-1‬المرجع نفسه‪ ,‬ص‪.000.‬‬

‫‪30‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتتضمن تحقيق الرقابة الوقائية ‪ ،‬إتباع سياسة المبادأة أو المبادرة ‪ ،‬توعية المواطنين‬
‫بمخاطر الفساد ‪ ،‬وزيادة التعاون الدولي في مجال مكافحة الفساد‬
‫من خالل ما سبق يتضح ان كل من الدول المكسيك و سنغفورة و مصر تبنت قواعد و‬
‫قوانين تنظيمية الرساء األخالقيات في الوظيفة العامة و ردع الفساد اإلداري ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ماهية الفساد اإلداري‪.‬‬


‫الفساد ظاهرة خطيرة‪ ,‬منتشر في جميع انحاء العالم ‪ ،‬وقد تعددت وجهات النظر في‬
‫تعريف هذا الموضوع‪ .‬سنتناول في هذا المبحث تعريف الفساد اإلداري في مطلب أول‪،‬‬
‫أشكال الفساد اإلداري في مطلب ثاني‪ ،‬أسباب وأثار انتشار الفساد اإلداري في مطلب ثالث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الفساد اإلداري‪.‬‬


‫اختلفت تعريفات الفساد اإلداري باختالف المفكرين و العلماء و البيئة المحيطة بهم ‪.‬‬
‫‪ -0‬تعريف الفساد‪.‬‬
‫ا• لغة‪:‬‬
‫الفساد من الفعل الثالثي‪" :‬فسد"‪ ،‬يقال فسد‪ ،‬يفسد و يفسد‪.‬وفسد‪:‬فسادا و فسودا‪،‬‬
‫والمفسدة‪ :‬خالف المصلحة‪ ،‬والمتتبع الستخدامات العرب لهذه اللفظة يجد أنها تطلق تارة‬
‫على الطعام‪ ،‬فيقال‪ :‬فسد اللحم أو اللبن يعني انتن و عطب‪ ،‬وعلى العهود‪ ،‬يقال‪ :‬فسد العقد‬
‫اي بطل‪ ،‬وعلى الرجال يقال‪ :‬فسد الرجل اي جاوز الصواب و الحكمة‪.)1(.‬‬

‫(‪-)1‬عبد اهلل محمد الجيوس‪"،‬الفساد‪" :‬مفهومه و أسبابه و أنواعه و سبل القضاء عليه – رؤية قرآنية "‪ ،‬المؤتمر العربي‬
‫الدولي لمكافحة الفساد ‪(،‬الرياض‪ :‬مركز الدراسات و البحوث‪ ،‬قسم الندوات و اللقات العلمية‪،)4660⁄06 ⁄ 0-2 ،‬‬
‫ص‪.2.‬‬

‫‪31‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويرى "الراغب الصفهاني" أن «الفساد من الفعل الثالثي (فسد) وهو أصل يدل على‬
‫الخروج‪ ,‬فالف ساد هو خروج الشيء عن االعتدال قليال كان الخروج عنه أو كثي ار ‪,‬و ضده‬
‫(‪)1‬‬
‫الصالح و يستعمل ذلك في النفس و البدن و األشياء الخارجة عن االستقامة»‪.‬‬
‫كتعقيب يمكن القول أن الفساد يطلق على عدة أمور فيحمل معاني متعددة العطب و‬
‫الخلل والنتن وهو خروج الشيء عن االعتدال‪ ،‬كما يقصد به تجاوز ما هو صحيح والوقوع‬
‫في ما هو خطا‪ ،‬أي هو ظاهرة سلبية تستهدف أخالق وقيم الفرد و صبغها بمواصفات‬
‫خارجة عن االستقامة‪.‬‬
‫ب•اصطالحا‪:‬‬
‫عرفه البنك الدولي بأنه ‪":‬هو إساءة استعمال الوظيفة العامة لتحقيق مكاسب خاصة"‪،‬‬
‫وفي نفس السياق عرفته منظمة الشفافية الدولية بأنه"‪:‬سوء استخدام السلطة العامة لربح‬
‫منفعة خاصة " ‪.‬أو أنه‪":‬عمل ضد الوظيفة العامة التي هي ثقة عامة"(‪.)2‬‬
‫عرفت بعض "المعاجم و الموسوعات"‪ ,‬الفساد على أنه‪« :‬إقناع شخص عن طريق‬
‫وسائل خاطئة كالرشوة بانتهاك الواجب الملقى عليه‪ .‬أو سلوك ينحرف عن الواجبات الرسمية‬
‫من اجل مكاسب خاصة‪ .‬أو هو سلوك يخرق القانون عن طريق ممارسة بعض أنواع‬
‫السلوك الذي يراعي المصلحة الخاصة‪ .‬كما يمكن القول أيضا انه مجاوزة الحد في الظلم‬
‫وأخذ حقوق اآلخرين ظلما ومنعهم مما يستحقونه»‪ .‬كما عرفه "الزمخشري" بأنه‪ « :‬خروج‬
‫الشيء عن حالة استقامته و كونه منتفعا به و نقيضه الصالح وهو الحصول على الحالة‬
‫المستقيمة النافعة»(‪.)3‬‬

‫(‪ -)1‬الراغب األصفهاني‪ ،‬المفردات في غريب القرءان ( بيروت‪ :‬دار المعرفة‪ ،‬ط‪ ،)4600 ،0‬ص‪026.‬‬
‫(‪-)2‬عبد العالى حاحة‪ ،‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه منشورة ‪( ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر بسكرة ‪ :‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،)4600\4604 ،‬ص ص‪.40-44.‬‬
‫(‪ -)3‬محمد الجيوس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.65.‬‬

‫‪32‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من خالل التعريفات يتصح بان الفساد هو اخذ حقوق الغير وعدم االستقامة و‬
‫الخروج عن الصواب ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ -6‬تعريف اإلدارة‬
‫اإلدارة تعني‪ :‬عملية تشمل وظائف التخطيط والتنظيم والقيادة والمراقبة لتحقيق أهداف معينة‬
‫باستخدام مدخالت من الموارد البشرية والمالية والملموسة والمعرفة والزمن‪ ،‬والفشل في تحقيق‬
‫األهداف يعد هد ار لهذه الموارد‪.‬‬
‫وقد عرف "ميشيل ارمسترونج" اإلدارة بقوله‪« :‬تقوم اإلدارة العامة بالتخطيط والتنظيم‬
‫والتوجيه باإلضافة إلى مراقبة عدد من العمليات المتداخلة و الخدمات المساعدة من أجل‬
‫الوصول إلى األهداف المحددة »‪.‬‬

‫‪ -3‬تعريف الفساد اإلداري‬

‫مصطلح الفساد اإلداري له عدة تعاريف لكن التشخيص األفضل لهذا المفهوم يصب في‬
‫اتجاهين هما ‪:2‬‬
‫‪ ‬االتجاه األخالقي‪ :‬يعتبر الفساد بأنه سلوك منحرف عن القيم األخالقية والدينية يستهدف‬
‫تحقيق منافع ذاتية بطريقة غير شرعية و بدون وجه حق وهذا نابع من القيم األخالقية‬
‫للفرد نفسه ‪.‬‬
‫‪ ‬االتجاه الوظيفي‪ :‬يعتبر الفساد ممارسة غير أمينة للصالحيات الممنوحة للموظف‬
‫في الجهاز اإلداري و تأخذ ثالثة أشكال‪:‬‬

‫(‪ -)1‬إيمان بنت عبد اللطيف كردي‪ "،‬الفساد اإلداري األسباب و الحلول"‪،‬في‪:‬‬
‫‪4600\06، amtnl.org «newamthl »uploads.‬‬
‫(‪ -)2‬محمد هشام الصقال‪" ،‬ظاهرة الفساد اإلداري هل أصبحت جزء من ثقافة المجتمع"في‪:‬‬
‫‪4606\65\40Faculty-mu-edu.sa download.،‬‬

‫‪33‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬التسهيالت التي يمنحها بعض العاملين إلى المواطنين المتعاملين مع المنظمة لتقليص‬
‫الجهد و الوقت و الكلفة عليهم على حساب اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬منح االمتيازات لبعض المواطنين و حرمان البعض األخر دون اإلسناد إلى أسس و قواعد‬
‫موضوعية و قانونية ‪.‬‬
‫‪ -‬المخالفات التي يقوم بها الموظف في الجهاز اإلداري من اجل الحصول على مكاسب‬
‫شخصية بعيدا عن تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫من هذين االتجاهين يمكن القول ان الفساد اإلداري هو السلوك المنحرف لألخالق‬
‫والممارسات غير األمينة للصالحيات المخولة للموظف و خرق القوانين من اجل تحقيق‬
‫مكاسب ذاتية شخصية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أشكال الفساد اإلداري‪.‬‬


‫الفساد اإلداري ينقسم إلى عدة أنواع صنفها الباحثون و نذكر منها‪ :‬الفساد التنظيمي‬
‫الفساد السلوكي‪ ،‬الفساد المالي‪ ،‬الفساد الجنائي‪ ,1‬يتم شرحها على النحو التالي‪:‬‬
‫ا‪-‬الفساد التنظيمي‪ :‬هو تلك المخالفات التي تصدر عن الموظف أثناء قيامه بمهامه‬
‫الوظيفية و التي تتعلق بصفة أساسية بالعمل و انتظامه منها‪:‬‬
‫‪-‬عدم احترام وقت العمل‪ :‬الموظف دائم النظر إلى الزمن و كم قطع من الساعات و كم بقي‬
‫من أجل إن ينصرف بصرف النظر عما قدمه من إنتاج أو عمل‪ .‬وهناك من يصل إلى‬
‫العمل متأخر وحتى إن وصل في الموعد يقضي وقته قارئ لجريدة أو الحديث مع الزمالء‬
‫أو التنقل من إدارة إلى إدارة لتبادل آخر األخبار‪ ,‬وهذا يؤدي إلى عدم االلتزام بتأدية‬
‫الواجبات أثناء ساعات العمل الرسمية مما يترتب عليه انخفاض اإلنتاج وتدني مستوي‬
‫الخدمات العامة‪.‬‬

‫(‪ -)1‬أحمد عبد الرحمان الشميمري‪ ،‬مصطفى محمود أبو بكر‪ ،‬الفساد اإلداري ظواهره و سبل عالجه (السعودية‪ :‬جامعة‬
‫الملك سعود ‪ )4600،‬ص ‪.04.‬‬

‫‪34‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬السلبية‪ :‬هي جنوح الموظف إلى عدم إبداء الرأي والالمباالة فال يسعى من أجل التجديد‬
‫أو التطور و يعزف عن المشاركة في اتخاذ الق اررات واالنعزالية ‪,‬أي عدم رغبة بعض‬
‫الموظفين في التعاون مع زمالئهم في العمل‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تحمل المسؤولية‪ :‬يلجا الكثير من الموظفين إلى محاولة تجنب المسؤولية و يظهر‬
‫ذلك من خالل تحويل األوراق من مستوى إداري إلى مستوى أقل أو العكس للتهرب من‬
‫اإلمضاءات والتواقيع‪.‬‬
‫‪ -‬إفشاء أسرار العمل‪ :‬يعني قيام الموظف باطالع العمال على التقارير السرية التي كتبها‬
‫الرؤساء بشأنهم مما يفقد التقرير سريتها و يزيد من درجة االحتكاك والنزاع بين العامل‬
‫ورئيسه ‪,‬أو قد يقوم الموظف بتقديم بيانات خاطئة أو غير مؤكدة إلى مندوبي وسائل اإلعالم‬
‫مما قد ينجم عن هذه التصرفات نزاعات و أضرار للمنظمة‪.‬‬
‫ب‪-‬الفساد السلوكي‪ :‬هي المخالفات اإلدارية التي يرتكبها الموظف العام وبمسلكه‬
‫الشخصي وتصرفه و نذكر منها‪:‬‬
‫كرامة الوظيفة ‪ :‬ارتكاب الموظف لعمل فاضح مخل بالحياء في‬ ‫‪-‬عدم المحافظة عل‬
‫أماكن العمل أو خارجها أو استعمال المسكرات و المخدرات أو التورط في جرائم شرفية‪.‬‬
‫‪ -‬سوء استعمال السلطة‪ :‬قد يلجا بعض الموظفين إلى استخدام السلطة بطريقة منحرفة‬
‫كتقديم خدمات شخصية وتسهيل األمور وتجاوز اعتبارات العدالة الموضوعية في منح أقارب‬
‫أو معارف المسئولين ما يطلب منهم من اجل البقاء في مناصبهم‪.‬‬
‫‪ -‬المحسوبية‪ :‬يترتب عنها شغل الوظائف العامة أو الخاصة بأشخاص غير مؤهلين مما‬
‫‪1‬‬
‫يؤثر على انخفاض كفاءة اإلدارة في تقديم الخدمات و زيادة اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬الوساطة‪:‬منتشرة بنسبة كبيرة في الدول النامية حيث يلجا إليها الموظف اإلداري في حالة‬
‫الندب أو النقل أو الترقية ‪,‬العالوة ويستخدمها البعض كشكل من أشكال تبادل المصالح‪.‬‬

‫‪ -1‬مرجع نفسه‪.‬ص ص‪.12-19.‬‬


‫‪35‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬الرشوة‪ :‬منتشرة في كل المستويات اإلدارية مما تؤدي إلى اإلخالل بهيبة الوظيفة وما‬
‫يجب أن يتحلى به األفراد من شعور باالحترام وهي تؤدي إلى إهدار مبدأ الخدمة العامة‪.‬‬
‫ج ‪-‬الفساد المالي‪ 1:‬هي المخالفات المالية و اإلدارية التي تتصل بسير العمل وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬فرض المغارم‪ :‬قيام الموظف بتسخير سلطة وظيفته لالنتفاع من األعمال الموكلة إليه‬
‫في فرض اإلتاوات أو استخدام القوة البشرية الحكومية من العمال و الموظفين في األعمال‬
‫غير الرسمية لتسوية أمور شخصية ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسراف في استخدام المال العام‪ :‬لديه صور عديدة منها تبذير األموال العامة في شراء‬
‫األثاث وتقديم رواتب بال عمل على حشد السكرتارية و أجهزة العالقات العامة و البالغة في‬
‫استخدام السيارات في األغراض الشخصية واقامة الحفالت الترفيهية و اإلنفاق على الدعاية‬
‫و اإلعالم‪.‬‬
‫د‪-‬الفساد الجنائي‪ :‬متعدد وأكثرها انتشا ار نجد‪:‬‬
‫‪ -‬اختالس المال العام‪ :‬وهو القيام بتحصيل أموال غير مستحقة بعضها من الرسوم‬
‫أو العوائد أو الضرائب أو نهب خزينة المنشاة أو سرقة مخازنها من طرف المسؤولين عنها و‬
‫يتم االختالس من خالل تحويل الممتلكات إلى الملكية الشخصية ‪.‬‬
‫‪-‬التزوير‪ :‬يعتبر التزوير في المحررات الرسمية اعتداء غير مباشر على سلطة الدولة‬
‫واإلدارة فيحدث التزوير في أوراق التوثيق ألحد العقود أو في محاضرة الجلسات أو الحكم‬
‫كما يمكن أن يحدث في كشوف الترقيات و المرتبات و المكافآت و الحوافز ‪....‬‬
‫من أعاله يتضح أن الفساد اإلداري متغلغل في مختلف المجاالت سواء في المجال السلوكي‬
‫أو التنظيمي حيث أن الموظف متهاون أثناء أدائه لمهامه غير محترم لكرامة الوظيفة‬
‫المسندة إليه‪ ،‬أو في المجال المالي إذ يتم تبذير المال العام باإلضافة إلى وجود فساد جنائي‬
‫واسع النطاق قائم على التزوير و االختالس ‪.‬‬

‫نفسه‪ .‬ص ص‪.11-17.‬‬ ‫‪-1‬مرجع‬


‫‪36‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسباب وأثار انتشار الفساد اإلداري‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫‪ -0‬أسباب الفساد اإلداري‬
‫هناك أسباب عديدة أهمها‪:‬‬
‫• أسباب تربوية وسلوكية‪ :‬مرتبطة أساسا بدور األسرة والمؤسسات التربوية في االهتمام‬
‫بغرس القيم واألخالق الدينية في النفس البشرية‪.‬‬
‫•أسباب اجتماعية ودينية ‪ :‬متعلقة بالتركيبة السكانية والوالء العائلي والقبلي أو الحزبي‬
‫وارتباط العادات والتقاليد باختالف السلوك البشري إضافة إلى ضعف دور مؤسسات‬
‫وجمعيات النفع العام في القيام بدورها‪ ،‬ومن الناحية الدينية ضعف الوازع الديني وعدم‬
‫التمسك بمبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫•أسباب اقتصادية‪ :‬تتعلق عموما بالجانب المادي خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة‬
‫والرغبة في تحقيق الرفاهية االقتصادية واالجتماعية التي ال تتحقق بسبب ضعف الرواتب‬
‫واالمتيازات المادية التي تضعف قدرة الموظف على الوفاء بمتطلبات المعيشة وهو ما يبرر‬
‫اضط ارره إلى انتهاج سلوكيات غير مقبولة شرعا وقانونا‪.‬‬
‫•أسباب سياسية‪ :‬تتمثل في خلق جو مشجع للفساد اإلداري نتيجة عدم استقرار األوضاع‬
‫السياسية أو فساد األنظمة الحكومية‪ ،‬والتبعية السياسية‪ ،‬واختالف األحزاب والنظم التشريعية‬
‫وعدم تناسبها ومالءمتها للظروف االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫•أسباب قانونية وادارية‪ :‬قد يرجع االنحراف اإلداري إلى سوء صياغة القوانين واللوائح‬
‫المنظمة للعمل وذلك نتيجة لغموض المواد القانونية‪ ،‬األمر الذي يعطي للموظف فرصة‬
‫للتهرب من تنفيذ القانون أو الذهاب إلى تفسيره بطريقته الخاصة التي قد تتعارض مع‬
‫مصالح المواطنين ‪.‬ومن الجانب اإلداري ضعف الدور الرقابي على األعمال وعدم وجود‬

‫(‪ -)1‬سامية بعيسي ‪ ،‬ميلود برني ‪ ،‬مداخلة"دور ثقافة التطوير الذاتي للموظفين في تطويق الفساد اإلداري "‪ ،‬الملتق‬
‫الوطني حول حوكمة الشركات كالية للحد من الفساد المالي و اإلداري‪ 61-60( ،‬ماي ‪ ،)4604‬ص‪.5.‬‬

‫‪37‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫معايير واضحة للتعيين في الوظائف العامة أو القيادية‪ ،‬مما يؤدي إلى سوء اختيار القيادات‬
‫واألفراد‪ ،‬وضعف المسؤولية اإلدارية عن األعمال الموكلة أو المحاسبة عليها‪.‬‬
‫كل هذه األسباب و العوامل تؤثر في الموظف مما تجعله يرتكب جرائم تؤثر في تحقيق‬
‫أهداف المؤسسة وانحرافها عن المسار الصحيح التي وجدت من أجله وطغيان المصالح‬
‫الخاصة على المصالح العامة‪.‬‬

‫‪ :6‬أثار الفساد اإلداري‪.‬‬


‫هناك عدة آثار أهمها اآلثار اإلدارية واألخالقية‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫• اآلثار اإلدارية‪:‬‬
‫يمكن حصر بعض آثار الفساد اإلداري داخل الجهاز اإلداري في‪:‬‬
‫‪ -‬تدني و تراجع الكفاءة اإلدارية في األجهزة الحكومية لعدم مراعاة الموضوعية أثناء التعيين‬
‫و الترقية حيث انتشرت المحسوبية و المحاباة مما جعل مرد ودية الجهاز اإلداري في تراجع‬
‫مستمر‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار االنتهازية و محاوالت توريث الوظائف العامة في مختلف المستويات اإلدارية‬
‫‪ -‬تدني نوعية و جودة الخدمة المقدمة من طرف الجهاز للجمهور هذا لتراجع مستوى والء‬
‫واخالص الموظفين‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف العالقة بين الرئيس و المرؤوس حيث تقوم على االستبداد وعدم الثقة ما‬
‫يؤدي إلى الجمود و تفاقم المشاكل وبالتالي تعطيل مصالح الموظفين‪.‬‬
‫•اآلثار األخالقية‪:‬‬
‫الفساد اإلداري ليس مشكلة إدارية بالدرجة األولى وانما هو أوال مشكلة أخالقية‪ ,‬فهو‬
‫انحراف عن القيم و المعايير األخالقية للموظفين كخيانة األمانة والثقة و السعي نحو‬

‫(‪ -)1‬فضيلة عاقلي‪" ،‬محاضرات في مقياس قانون مكافحة الفساد"‪ ،‬في‪:‬‬


‫‪ ،)4601⁄4600( ، http: ⁄⁄ forum. Economie.univ-batna.dz cours.‬ص ص‪.06-9.‬‬

‫‪38‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المصالح الخاصة و ما ينجر عنها من قتل و اعتداءات‪ ،‬و ثقافة الفساد ال تهدد فقط أسس‬
‫الحكومة بل حتى ثقافة المجتمع‪.1‬‬
‫هذه اآلثار الناجمة عن الفساد اإلداري تجعل المجتمع قائم على الفوضى و انتهاك‬
‫الحقوق لذا من الضروري إيجاد حلول للقضاء على هذه الظاهرة غزت العالم‪.‬‬

‫إن الفساد اإلداري ظاهرة عالمية وهو ممارسة غير أمينة لصالحيات داخل الجهاز‬
‫اإلداري‪ ,‬وينقسم إلى عدة أنواع تنظيمي سلوكي مالي و جنائي وينجم عن هذه التجاوزات‬
‫غير الرسمية أثار متعددة خاصة اإلدارية و األخالقية و بالتالي انتشار التمرد و شيوع‬
‫الجرائم وعدم وضع اعتبار للقوانين ولذلك سعت الدول لتبني ميثاق األخالق ‪.‬‬

‫‪-)1(-‬ماهية التسيير العمومي‪ ،‬في‪.virtueLcampus.univ-msila.dz .)4600 ⁄ 04( ، :‬‬

‫‪39‬‬
‫مدخل مفاهيمي ألخالقيات الوظيفة العامة و الفساد اإلداري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل األول‬


‫الوظيفة العامة هي مجموعة من النظم العامة تقوم على ركائز أخالقية‪ ،‬أي أخالقيات‬
‫الوظيفة العامة والمتمثلة في مجمل التصرفات والسلوكيات المثالية التي يجب على الموظف‬
‫االلتزام بها لضمان السير الحسن للخدمات‪ ،‬حيث تقوم على عناصر ضرورية كالقوانين و‬
‫األنظمة وعادات المجتمع و العدالة والوالء والموضوعية‪ ،‬وهناك العديد من الدول التي‬
‫استفادت من التجربة األخالقية في الوظيفة العامة بتبني مواثيق أخالقية لمكافحة الفساد‬
‫االداري‪.‬ولكن برغم من وجود كل هذه الركائز إال أن الوظيفة العامة تتعرض إلى انحرافات‬
‫أخالقية ساهمت في خلق فساد إداري واسع النطاق‪ ،‬ما خلف أثار تعود بالضرر على الدولة‬
‫و المجتمع‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األخالق الكريمة والجيدة هي أساس ودعامة للعالقات االجتماعية من هذا المنطلق‬


‫األمة والشعب والدولة‪ ،‬بما تفرضه عليه وظيفته‬
‫فان الموظّف يؤتمن فيه على مصالح ّ‬
‫ّ‬
‫وسلوكياته األخالقية‪ ،‬ما استدعى األمر تقييد الموظّف في منصبه بتكليفه بمسؤوليات يجب‬
‫عليه تنفيذها‪ ،‬تحت قاعدة وهي أن منصب الشغل في المؤسسات العمومية هو تكليف ال‬
‫اءا في تصرفاته أو في عمله‪ ،‬وأن‬
‫تشريف‪ ،‬وعلى الموظف العام أن يتحمل مسؤولياته سو ً‬
‫يكون له سلوك يمتثل لما يميله عليه ضميره المهني‪.‬‬
‫في الجزائر نجد الموظّف مقيد بأطر قانونية وتشريعية‪ ,‬تتمثّل في قانون الوظيفة‬
‫العمومية التي تملي على الموظف العام مكانته وما له من حقوق و ما عليه من واجبات‪,‬‬
‫وذلك في إطار تنظيم وضمان خدمة نوعية للمواطن‪.‬و سنتناول في هذا الفصل حقوق‬
‫وواجبات الموظف العام في مبحث أول‪ ,‬آليات تكريس أخالقيات الوظيفة العامة لمحاربة‬
‫الفساد اإلداري في مبحث ثاني‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حقوق و واجبات الموظف العام في الجزائر‪.‬‬


‫لقد حرص القانون على تطبيق مبدأ المساواة و العدالة بين الموظفين‪ ,‬من خالل تحديد‬
‫مجمل الواجبات المطلوب تنفيذها من قبل الموظف وبالمقابل حصوله على كافة الحقوق‪.‬‬
‫سنتناول في هذا المبحث واجبات الموظف العام في قانون الوظيفة العامة ‪ 60\60‬في‬
‫مطلب اول‪ ,‬حقوق الموظف العام في الجزائر في مطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلب الول‪ :‬واجبات الموظف العام في قانون الوظيفة العامة ‪.10/12‬‬

‫تعددت الواجبات الملقاة على عاتق الموظف لضمان السير الحسن للخدمات ويمكن إدراجها‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫* واجبات الموظّف العام في معاملته مع غيره‪:‬‬
‫أ‪ -‬عالقة وواجبات الموظّف تجاه رؤسائه‪:‬‬
‫يتجسد في‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬اللتزام بالطّاعة‪ّ :‬دعامة أساسية لقيام ّأية مؤسسة عمومية بحيث أن نجاحها ‪،‬‬
‫أن هذا العنصر يضمن التنسيق بين تلقي األوامر من قبل‬
‫تنفيذ األوامر وتلقيها‪ ،‬بحيث ّ‬
‫النظام‬
‫أن عنصر واجب الطّاعة يحفظ االنضباط و ّ‬
‫الرئيس وتنفيذها من قبل الموظّف‪ ،‬كما ّ‬
‫ّ‬
‫المؤسسة وأي إهمال فيه يؤدي إلى إخالل في سير المرفق العام وفشله في أداء دوره‪.‬‬
‫ّ‬ ‫داخل‬
‫‪ -‬والمشرع الجزائري أوضح مدى أهمية الطّاعة للرؤساء من خالل النص القانوني ‪60/60‬‬
‫العامة ويبرز ذلك في المادة ‪ 01‬منه‪« :‬يجب على‬
‫ّ‬ ‫المتعلّق بالقانون األساسي للوظيفة‬
‫الموظّف في إطار تأدية مهامه احترام سلطة الدولة‪ ،‬وفرض ِاحترامها وفقا للقوتين‬
‫والتنظيمات المعمول بها»(‪.)1‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 26‬من األمر ‪ ,60/60‬مرجع سابق‪,‬ص‪.2‬‬

‫‪43‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫للرئيس وذلك من خالل‬


‫تنص على واجب الطاعة ّ‬
‫‪ -‬كما ان المادة ‪ 26‬من نفس األمر ّ‬
‫القول‪« :‬يجب على الموظف التّعامل بأدب واحترام في عالقته مع رؤسائه وزمالئه‬
‫المرؤوسين»(‪.)1‬‬
‫أي هناك معنيين لإللتزام بواجب الطاعة من قبل الموظف العام فالمعن الواسع هو‬
‫احترام سلطة الدولة وطاعة الدستور في الدولة وقوانينها ولوائحها‪ ،‬لكون هذا األخير‬
‫(الموظف) في خدمة المجتمع‪ ،‬ما يعني أن عنصر الوالء داخل في واجب الطاعة‪ .‬كما نجد‬
‫ضيق ويتمثل في طاعة أوامر السلطة األعلى مباشرة داخل المؤسسة‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫أن للطاعة معن‬
‫أن واجب الطاعة من طرف‬
‫ما يعرف بنظام السلطة الرئاسية داخل اإلدارة العامة‪ ،‬بحث ّ‬
‫الموظف ال تكون فقط للرئيس السلمي الذي يتمتع بالسلطة الرئاسية‪ ،‬واّنما يكون متعلّق‬
‫بنشاط الموظّف‪.‬‬
‫إن واجب الطاعة الذي يجب على أي الموظف ‪ ،‬يتسم به‪ ،‬يعكس مدى قدرته على‬
‫تحمل مسؤولياته في المنصب الذي يشغله‪.‬‬
‫ويجب أن يعكس واجب الوالء الذي يدخل ضمن واجبات الموظّف الحترام سلطة‬
‫الدولة‪ ،‬وفرض احترامها وفقا للقوانين واألنظمة المعمول بها(‪.)2‬‬

‫ب‪ -‬واجبات الموظف تجاه زمالئه (أخالقيات التعامل مع الزمالء)‪:‬‬


‫إن للعالقة الجيدة بين الموظفين صدى كبير على مردودية المؤسسة العمومية‪ ،‬بحيث‬
‫ّ‬
‫الجيدة تسمح بتحقيق عنصر التعاون والتنسيق في األعمال‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫أن تلك العالقة ّ‬
‫االحترام‪ .‬فك ّل له دوره ومهنته وخصوصياته المهنية‪ ،‬وبالتّالي العالقات الخارجية تظ ّل خارج‬
‫العمل‪ ،‬أما في إطار الدخول للمؤسسة واالنخراط فيها‪ ،‬فمن الواجب أن تتواجد العالقات بين‬
‫الموظفين بما تمليه األطر القانونية‪ ,‬وهي‪:‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ ،54‬مرجع نفسه‪,‬ص‪.06‬‬


‫(‪ -)2‬هاشمي خرفي‪ ،‬الوظيفة العمومية عل ضوء التشريعات الجزائرية وبعض التجارب األجنبية‪( ،‬دار هومة‪ :‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،)4606‬ص‪.065 .‬‬

‫‪44‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ورد في القانون األساسي للوظيف العمومي ‪ ،60/60‬في مادته ‪« 54‬يجب على‬


‫الموظّف التّعامل بأدب واحترام‪ ،‬في عالقاته مع زمالئه ورؤساءه ومرؤوسيه»(‪ .)1‬في هذه‬
‫الزميل مذكور بوضوح‪ ،‬ما يعني بأن القانون قد أوصى على االحترام بين‬
‫المادة نجد عنصر ّ‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الموظفين داخل‬
‫نستنتج بأن القانون األساسي ‪ ،60/60‬أوصى الموظف العام على حسن التعامل مع‬
‫زمالئه‪ /‬الموظفين‪ ،‬بك ّل ما يمليه ضميره المهني من أخالق مهنية جيدة‪ ،‬واحترام‪ ،‬وتعاون‬
‫الرفع من‬
‫وتشاور ولباقة‪ ،‬وبهذا الشكل يمكن ضمان االستقرار واالستم اررية للمؤسسة العامة‪ ،‬و ّ‬
‫مستوى أدائها‪.‬‬

‫الموظف تجاه المستفيدين من الخدمة العامة‪:‬‬


‫جـ‪ -‬واجبات ّ‬
‫إن استم اررية أي مؤسسة عمومية يتوقف على مدى تحقيق الرضى والثقة لديها‪،‬‬
‫والمواطنون الذين هم المستفيدون من المرفق العام‪ ،‬وقد أوصى القانون على أهمية المعاملة‬
‫الجيدة مع المواطن متلقي الخدمة‪ ,‬ويبدوا ذلك ًّ‬
‫جليا من خالل‪:‬‬
‫ا‪-‬التعامل بلباقة و عدم المماطلة‬
‫تضمن األمر ‪ ،60/60‬في المادة ‪ 50‬على‪« :‬على الموظّف التعامل مع مستعملي المرفق‬
‫العام بلياقة ودون مماطلة»(‪.)2‬‬
‫بأن من أحد واجبات الموظف العام تجاه المواطن والمستفيد الخدمة‬
‫من خالل المادة يتضح ّ‬
‫نجد‪:‬‬
‫التصرف بلباقة‪ :‬وذلك يعني ِاحترامه‪ ،‬والتعامل معه بكل أدب و استعمال كل‬
‫ّ‬ ‫‪-0‬واجب‬
‫الوقَ ْار‪.‬‬
‫األلفاظ التي تدلي بالتقدير له واالحترام و َ‬
‫‪-6‬واجب عدم المماطلة‪ :‬وبأحسن األشكال (دون أخطاء‪ ،‬أو عقبات)‪ ،‬وتحقيق حاجاته من‬
‫وثائق في أقصر وقت ممكن‪ ،‬وتسهيل له اإلجراءات الخاصة به‪.‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ ،54‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 50‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب_األمانة و النزاهة‬
‫إضافة إلى ما ذكر نجد المادة ‪ 03‬من نفس األمر تنص على أنه‪« :‬يجب على‬
‫تحيز»(‪.)1‬‬
‫الموظف أن يمارس مهامه بكل أمانة وبدون ّ‬
‫وهذه المادة نجدها توصي الموظّف‪ ،‬على تأدية مهامه وتقديم الخدمة للمستفيد مهما‬
‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫كانت جنسيته وصفته بك ّل أمانه‪ ،‬وبحسب اإلجراءات والمهام الموكلة إليه‪ .‬كما منع‬
‫تصرف يسيء لصورة‬
‫أن يمارس الموظّف العام أي ّ‬
‫التودد للموظّف‪ ،‬أو ّ‬
‫أي شكل من أشكال ّ‬
‫الرشاوي مقابل أداء الخدمة‪.‬‬
‫المؤسسة العمومية‪ ،‬مثل‪ :‬طلب ّ‬
‫وهذا األمر قد ذكر وبك ّل وضوح في المادة ‪« 20‬يمنع على الموظّف تحت طائلة‬
‫المتابعات الجزائرية طلب أو اشتراط أن ِاستالم هدايا أو هبات أو أية ِامتيازات من أي نوع‬
‫كانت‪ ،‬بطريقة مباشرة أو بواسطة شخص آخر‪ ،‬مقابل تأدية خدمة في إطار مهامه»(‪.)2‬‬
‫ج‪-‬السرية المهنية‬
‫السرية‬
‫ّ‬ ‫كما نجد في نفس السياق القانوني (في األمر ‪ ،)60/60‬يوصي بأهمية‬
‫والكتمان المهني‪ ،‬وهذا يدخل ضمن التعامل الموجود بين الموظف العام والمستفيد من‬
‫مهم لكسب المواطن‪ ،‬وأي‬
‫الخدمة من خالل حفظ المعلومات ال ّشخصية للمستفيد‪ ،‬لكونه أمر ّ‬
‫يمس سمعة وأداء المؤسسة العمومية‪ ،‬وذلك واضح من خالل‪:‬‬
‫تالعب بهذه المعلومات قد ّ‬
‫بالسر المهني ويمنع عليه أن‬
‫تنص على انه‪«:‬يجب على الموظّف االلتزام ّ‬
‫المادة ‪:04‬التي ّ‬
‫أي حدث أو خبر علم به أو اطلع عليه بمناسبة ممارسة‬
‫يكشف محتوى ّأية وثيقة بحوزته أو ّ‬
‫مهامه‪.)3(»...،‬‬
‫‪ -‬المادة ‪« :04‬على الموظّف أن يسهر على حماية الوثائق اإلدارية»(‪.)4‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ ،20‬مرجع نفسه‪.‬ص‪.2.‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ ،52‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬ص‪.06.‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ ،22‬من األمر ‪ ،60/60/‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪ -)4‬المادة ‪ 29‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السرية في التعامل مع المستفيد في المرفق العام‬


‫بأن ّ‬‫من خالل المادتين يمكن القول ّ‬
‫العامة‪.‬‬
‫أمر مهّم للحفاظ على سيرورة واستقرار اإلدارة ّ‬
‫بأن واجبات الموظّف العام تجاه متلقي الخدمة العامة لها صدى وأثر‬
‫يمكن القول ّ‬
‫على تحقيق أهداف الوظيفة العامة‪ ،‬والمتمثّلة في كسب ثقة الجمهور‪ ،‬وتقريبه إلى‬
‫العامة‬
‫ّ‬ ‫الرشيدة في الوظيفة‬
‫المؤسسات لضمان سيرها وبقائها وحسن أدائها وترسيخ الحكامة ّ‬
‫أهمية قصوى لمجال المعامالت مع الطرف اآلخر‪.‬‬
‫أن هذا القانون قد أعطى ّ‬
‫باإلضافة إلى ّ‬

‫د‪-‬أخالقيات أداء الوظيفة أو الخدمة‪:‬‬


‫‪ -0‬واجب اللتزام بالتحفّظ‪:‬‬
‫إن الموظّف العمومي‪ ،‬قبل أن يكون موظّف هو مواطن‪ ،‬فله حقوق وعليه ما عليه‬
‫ّ‬
‫الحق للدخول في الحركات السياسية مثل‪ :‬االنخراط في‬
‫ّ‬ ‫من واجبات‪ ،‬وبكونه مواطن فله‬
‫األحزاب‪ ،‬التر ّشح وممارسة النشاطات النقابية‪.‬‬
‫حق‬
‫السياسي من قبل الموظّف العام‪ ،‬بصفته مواطن حفظ له ّ‬
‫إن ممارسة النشاط ّ‬
‫ّ‬
‫ألن‬
‫عدة وسائل منها الكتابية‪ ،‬والشفهية‪ ،‬رسومات‪...‬الخ‪ّ ،‬‬
‫حرية إبداء الرأي وذلك باستعمال ّ‬
‫ّ‬
‫حرية‬
‫شرعت ّ‬
‫النشاط السياسي تستدعي القيام بخطابات‪ ،‬إضرابات إشها ارت‪ ...‬الخ‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫إبداء الرأي‪.‬‬
‫مقيدة بكونه موظّف عمومي‪ ،‬وهذا القيد‬
‫لكن تظل الحرّية التي يتمتّع بها المواطن ّ‬
‫يسمى بواجب التحفّظ‪.‬‬
‫ّ‬
‫الرأي‪ ،‬والتّعبير من قبل الموظّف العام بما يسمح به القانون‪،‬‬
‫وهذا الواجب يعني إبداء ّ‬
‫تمرد على الموقف الذي يشغله وعلى‬
‫أي عدم المساس بالمنصب الذي يشغله‪ ،‬ومن دون أي ّ‬
‫المؤسسة موطن عمله‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الدولة‪ ،‬أو يمارس أفعال على أساس ّأنها تش ّكل ضغوطات على‬
‫ّ‬
‫كإفشاء أسرار مهنته في خضم عهدته أو مهمته الثانية مثالً‪ .‬لذلك وجب على ك ّل موظّف‬
‫سلبا‪ ،‬أو كطريقة ابتزاز‬
‫مؤسسة عمومية أن ال يستعمل ويستغل الموقف السياسي ً‬
‫عام في ّ‬

‫‪47‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ألن مثل هذه المواقف تؤدي إلى إثارة‬


‫إدارة المؤسسة العمومية التي يشتغل بها كموظّف‪ّ .‬‬
‫العامة والمجتمع‪ ،‬ما يؤثّر سلبا على سيرورة أداء الخدمة والتقليل من‬
‫ّ‬ ‫المشاكل في األوساط‬
‫ِاحترام أداء الواجب في الوظيفة العامة‪.‬‬
‫إن هذا الواجب توارثته اإلدارة الجزائرية‪ ،‬عن النظام اإلداري الفرنسي منذ سنة ‪0905‬‬
‫مرة‪ ،‬لكونه مرتبط بخصائص الوظيفة‬
‫بكون واجب التحفّظ يتميز باالستمرار‪ ،‬وهو متغير بكل ّ‬
‫مهم‬
‫وتتغير دائما بحسب التعديالت القانونية الواردة‪ ،‬بحيث أنه يتسم بالمرونة لكونه ّ‬
‫ّ‬ ‫العامة‪،‬‬
‫خاصية من خصائص الوظيفة العامة والتي تنص على‪« :‬منع‬
‫ّ‬ ‫في اإلدارة العامة‪ ،‬وهو‬
‫الموظّف أثناء العمل أو بعده‪ ،‬اإلفصاح عن آراء ذات طبيعة غير مالئمة لوظيفة‬
‫اإلدارة»(‪.)1‬‬
‫إن القانون األساسي للوظيف العمومي ‪ ،60/60‬أشار إلى واجب التحفظ من خالل‬
‫المواد‪:‬المادة ‪ 62‬منه وتنص على‪ « :‬حرية الرأي مضمونة للموظف في حدود ِاحترام واجب‬
‫بأنه‪« :‬ال يمكن أن يترتب على‬
‫التّحفظ المفروض عليه»‪.‬المادة ‪ 64‬من نفس األمر تقّر ّ‬
‫االنتماء إلى تنظيم نقابي أو جمعية أي تأثير على الحياة المهنية للموظف مع مراعاة حاالت‬
‫بأي حال أن يؤثّر انتماء الموظّف‬
‫المنع المنصوص عليها في التّشريع المعمول له‪ ،‬ال يمكن ّ‬
‫إلى حزب سياسي على حياته المهنية»‪.‬كما تنص المادة ‪ 64‬على ّأنه‪ « :‬اليمكن بأية حال‬
‫أن تتأثر الحياة المهنية للموظّف المترشح إلى عهدة انتخابية سياسية أو نقابية‪ ،‬باآلراء التي‬
‫يعبر عنها قبل وأثناء تلك العهدة»(‪.)2‬‬
‫ّ‬
‫المواد الثالثة الواردة في القانون األساسي للوظيف العمومي‪ ،‬نصت على واجب التحفّظ‬
‫الرابعة منه‬
‫جاءت صراحة ايضا في المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،52/90‬وذلك من خالل المادة ّ‬

‫(‪-)1‬مقدم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.450 .‬‬


‫(‪ -)2‬المواد ‪ 40 ،42 ،49‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بالتّصريح على أنه‪« :‬يلتزم الموظّفون بواجب التحفّظ إزاء المعامالت السياسية أو‬
‫اإليديولوجية»(‪.)1‬‬
‫ظف العام‪ ،‬تهدف إلى‬
‫إن واجب التحفّظ هو عدم اإلدالء بالمعلومات وآراء من قبل المو ّ‬
‫ّ‬
‫يصرح بما أؤتمن‬
‫ّ‬ ‫يمس بالمرفق العام‪ ،‬الذي يشتغل فيه‪ ،‬أو أن‬
‫تمرد ّ‬
‫تجريح أو تشهير‪ ،‬أو ّ‬
‫العامة‪ ،‬بعدم اإلدالء بآراء‬
‫ّ‬ ‫عليه من أسرار‪ ،‬كما أنه التزام مفروض على شاغلي الوظائف‬
‫تثير الشعور العام وتؤثر على االحترام الالّزم في الوظيفة العامة‪ ،‬حيث ّأنه على الموظّف‬
‫بحريته في التعبير(‪.)2‬‬
‫االتّصاف بالتّهذيب واالحترام والمجاملة مع رؤساء‪ ،‬فال يمكنه التمتع ّ‬
‫الموظف العمومي تختلف‬
‫أن واجب التحفّظ‪ ،‬ودرجة االمتثال له من قبل ّ‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫باختالف مناصبهم‪ ،‬وباختالف المهام الموكلة إليهم‪ ،‬بحيث أنه تكبر درجة التحفظ كلّما عال‬
‫للدولة والحكومة‪ ،‬ويبرز هذا الوالء من خالل‬
‫منصب الموظّف‪ ،‬وذلك من خالل والئه ّ‬
‫للرؤساء اإلداريين‪،‬‬
‫اإلخالص لهما (الدولة والحكومة)‪ ،‬إضافة إلى هذين العنصرين الوالء ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫بمعنى شرط وجود التّوافق بين مصلحة الموظّف ومصلحة الدولة والحكومة‬

‫‪ -6‬واجب الموظّف بأداء مهامه عل أكمل وجه‪:‬‬

‫إن الموظف العام‪ ،‬ملزم بتكريس ك ّل أوقات عمله ألداء مهامه ال غير‪ ،‬واتمام واجباته‬
‫ّ‬
‫الرسمية‪ .‬ساعيا بذلك لخدمة المصلحة العامة ال غير‪ .‬ويبدو ذلك من خالل المواد التالية‪:‬‬
‫ّ‬
‫أن‪« :‬ك ّل موظف مهما كانت رتبه في‬
‫المادة ‪ ،04‬من المر‪ 13-12‬التي نصت على ّ‬
‫السلّم اإلداري مسؤول عن تنفيذ المهام الموكلة إليه»‪ ،‬وتضيفالمادة ‪« :00‬يجب على‬

‫(‪-)1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ,‬قانون رقم ‪ ،52/90‬المتعلق بتحديد بعض االلتزامات الخاصة المطبقة على‬
‫‪.‬المحدد لبعض االلتزامات الخاصة‪,‬الجريدة الرسمية‪,‬رقم ‪ ،00‬صادرة بتاريخ‬
‫ّ‬ ‫المؤرخ في ‪ 00‬فيفري ‪0990‬‬
‫ّ‬ ‫الموظفين‬
‫‪,0990/04/01‬المادة ‪.2‬‬
‫(‪ -)2‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬الجوانب القانونية للموظّف العام‪( ،‬دار الفكر الجامعي‪ :‬مصر‪ ،)4602 ،‬ص‪.094 .‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السامي في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ( ،‬بن عكنون الجزائر ‪ :‬معهد الحقوق‬
‫ظف ّ‬‫‪ -‬كلثوم بوخروبة‪ ،‬النظام القانوني للمو ّ‬
‫والعلوم اإلدارية ‪ ،)0996 ،‬ص‪.064 .‬‬

‫‪49‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تحيز»‪ .‬كما منع القانون ممارسة اي نشاط‬


‫الموظّف أن يمارس مهامه بك ّل أمانة وبدون ّ‬
‫يخصص‬
‫نصت‪ّ « :‬‬
‫مربح يشغله عن وظيفته االساسية وذلك من خالل المادة ‪ ،03‬التي ّ‬
‫الموظّفون ك ّل نشاطهم المهني للمهام التي أسندت إليه وال يمكنهم ممارسة نشاط مربح في‬
‫خاص مهما كان نوعه‪.)1( »...‬‬
‫ّ‬ ‫إطار‬
‫من خالل هذه المواد نستنتج بأن المشرع الجزائري وصف المنصب في مؤسسة عمومية‬
‫أن المادة ‪ 04‬من‬
‫بصفته تكليف ال تشريف‪ ،‬وعلى الموظف التحلي بروح المسؤولية‪ ،‬بحيث ّ‬
‫القانون ‪« :60/60‬ال نعفي الموظف من المسؤولية المنوطة به بسبب المسؤولية الخاصة‬
‫بمرؤوسيه»(‪ ،)2‬وهو ملزم بأداء مهامه من دون مقابل أو شرط‪ ،‬حيث أن المادة ‪ 20‬من‬
‫نفس األمر‪« :‬تمنع على الموظّف تحت طائلة المتابعات الجزائرية‪ ،‬طلب أو ِاشتراط أو‬
‫استالم هدايا أوهبات أو أي ِامتيازات من أي نوع بطريقة مباشرة أو بواسطة شخص آخر‪،‬‬
‫مقابل تأدية خدمة في إطار مهامه»(‪ ،)3‬أي أن يؤدي مهامه‪ ،‬بك ّل مهنية وحرفية وبصورة ال‬
‫تمس سمعة المؤسسة العمومية بأي شكل من األشكال‪.‬‬
‫‪-3‬عدم استغالل وسائل اإلدارة‬
‫منع قانون ‪ِ 60/60‬استغالل العتاد اإلداري من قبل الموظّف العام لمصالحة الشخصية‪،‬‬
‫وذلك بارز من خالل المادة ‪ 20‬بحيث ّأنه‪« :‬يجب على الموظّف أالّ يستعمل بأية من‬
‫األحوال‪ ،‬ألغراض شخصية أو ألغراض خارجة عن المصلحة‪ ،‬المحالت والتّجهيزات‬
‫(‪.)4‬‬
‫ووسائل اإلدارة»‬

‫(‪ -)1‬المواد‪ ،20 ،20 ،21 ،‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع سابق‪.‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ ،21‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ ،52‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪-)4‬المادة ‪ 20‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المؤسسة العامة‪ ,‬في ظل ممارسته لمهامه وذلك‬


‫ّ‬ ‫كما عليه أن يحافظ على ك ّل ممتلكات‬
‫يتعين على الموظف أن يحافظ على‬
‫صرحت « ّ‬ ‫واضح ًّ‬
‫جليا من خالل المادة ‪ 21‬والتي ّ‬
‫ممتلكات اإلدارة في إطار ممارسة مهامه»(‪.)1‬‬
‫‪ _0‬واجب تحسين مستواه المهني‬
‫جاهدا لتحسين مستواه المهني‪ ،‬وخبرته وكفاءته‪ ،‬والذي من‬
‫ً‬ ‫ويجب على الموظّف أن يسعى‬
‫يحسن من أساليب الشغل ويرفع من مستوى األداء في المؤسسة العمومية‪ ،‬وقد‬
‫شأنه أن ّ‬
‫نصت المادة ‪( 03‬الفقرة ‪ )6‬على ّأنه‪ّ « :‬يرخص للموظفين بممارسة مهام التكوين أو التّعليم‬
‫ّ‬
‫تحدد عن طريق التنظيم»(‪.)2‬‬
‫أو البحث كنشاط ثانوي ضمن شروط ووفق كيفيات ّ‬
‫خاصة ميدانية حول‬
‫ّ‬ ‫بحيث ّأنه بإمكان الموظف أن يقوم برحالت تربصية‪ ،‬ودروس‬
‫تخصصه في المؤسسة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬واجب التصريح بالممتلكات‬
‫خاصا‬
‫ً‬ ‫نص المادة ‪ 02‬منه على «أنه إذا كان زوج الموظّف يمارس بصفة مهنية نشاطًا‬
‫ت ّ‬
‫بحا‪ ،‬وجب على الموظف التّصريح بذلك لإلدارة التي ينتمي إليها (إدارة المؤسسة التي‬
‫مر ً‬
‫يشغل بها)‪..)3( »...‬‬
‫كما نجد‪ ،‬المادة (‪ )60‬السادسة من القانون ‪ 60/60‬المتضمن لقانون الوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته الهيئات المعنية بهذا التّصريح‪ ,‬هي‪«:‬يكون التصريح بالممتلكات الخاصة برئيس‬
‫الجمهورية‪ ,‬وأعضاء البرلمان‪ ,‬ورئيس المجلس الدستوري و أعضائه‪ ,‬ورئيس الحكومة‬
‫وأعضائها‪ ,‬ورئيس مجلس المحاسبة‪ ,‬ومحافظ بنك الجزائر‪ ,‬والسفراء‪ ,‬القناصلة ‪,‬والوالة ‪,‬أمام‬
‫الرئيس األول للمحكمة العليا‪ ,‬و ينشر محتواه في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية خالل الشهرين (‪ )4‬المواليين لتاريخ انتخاب المعنيين أو تسلمهم‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 56‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 20‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪ -)3‬المادة ‪ 20‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مهامهم‪ .‬يكون التصريح بممتلكات رؤساء و أعضاء المجالس الشعبية المحلية المنتخبة أمام‬
‫الهيئة‪ ,‬و يكون محل نشر عن طريق التعليق في لوحة اإلعالنات بمقر البلدية أو الوالية‬
‫حسب الحالة خالل الشهر‪ .‬يصرح القضاة بممتلكاتهم أمام الرئيس األول للمحكمة العليا‪.‬‬
‫يتم تحديد كيفيات التصريح بالممتلكات بالنسبة لباقي الموظفين العموميين عن طريق‬
‫السياسية واإلدارية(‪.)1‬‬
‫التنظيم»‪ .‬وكان الهدف منها هو تعزيز الشفافية في الحياة ّ‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حقوق الموظّف العام الجزائري‪:‬‬


‫لقد وضع الم ّشرع الجزائري ضمانات وحقوق للموظّف‪ ،‬ليؤدي واجباته على أكمل وجه‬
‫وتتمثل هذه الحقوق بحسب القانون األساسي للوظيف العمومي ‪ 60/60‬في‪:‬‬

‫‪ -0‬حق الموظف في تلقي راتب مقابلة أداء مهامه‪( :‬الراتب ‪)Rémunération‬‬


‫األولي‪ ،‬والذي يهتم به الموظف العام‪ ،‬قبل غيره من الحقوق‪ ،‬ألنه من‬
‫الحق ّ‬
‫ّ‬ ‫وهو‬
‫خالله يستطيع تلبية مستحقاته وحاجياته االقتصادية‪ ،‬وبه سيصنع لنفسه مركزه ووضعيته في‬
‫النفسية‪.‬‬
‫الراحة ّ‬
‫الحق سيضمن له ّ‬
‫ّ‬ ‫أن هذا‬
‫المجتمع‪ ،‬بحيث سيصبح له مكان‪ ,‬باإلضافة إلى ّ‬
‫حق الراتب للموظف العام من‬
‫إن القانون األساسي للوظيف العمومي ‪ 13/12‬ضمن ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫خالل‪:‬‬
‫الراتب»(‪.)2‬‬
‫الحق بعد أداء الخدمة‪ ،‬في ّ‬
‫ّ‬ ‫المادة ‪ 36‬من األمر‪« :‬للموظّف‬
‫بأن الموظّف العام يسعى دائما لتحقيق الزيادة في راتبه‬
‫من خالل هذه المادة نستنتج ّ‬
‫معرض للنقصان‪ ,‬إثرى مخالفات يرتكبها الموظف‬
‫وهذا الراتب بحسب التشريع الجزائري ّ‬
‫معرض للزيادة وذلك في حالة‬
‫العامل مثل‪ :‬الغيابات‪ ...‬إلخ‪ ،‬كما أن هذا األخير (الراتب) ّ‬
‫الترقية‪ ،‬االنتقال من درجة إلى درجة أخرى‪ ،‬أو على أساس االنتقال من رتبة إلى رتبة أخرى‬
‫النقطة‬
‫الرفع في ّ‬
‫أعلى‪ ،‬أو من وظيفة إلى وظيفة أخرى أحسن‪ ،‬وهناك حالة أخرى وهي ّ‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 60‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ‪ ،60\60‬مرجع سابق‪.‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 36‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الزيادة فيها إالّ بعد الترسم‬


‫االستداللية لحساب مرتب منصب عمل‪ ،‬وهذه الحالة ال تكون ّ‬
‫الرفع العام للمرتبات بمقتضى‬
‫والتنصيب في منصب‪ ،‬كما تط أر على الراتب زيادة إثري حالة ّ‬
‫تنظيمي وحسب الحاالت(‪.)1‬‬
‫الراتب أمر نسبي نظ ار لسلوكياته‪ ،‬بحيث‬
‫حق الموظف في ّ‬
‫بأن ّ‬
‫وبالتالي يمكن القول ّ‬
‫أنه يمكن جرده من مرتبه إثر مخالفات‪ ,‬ويمكن تخفيضه إثر غيابات‪ ،‬كما يمكن الزيادة فيه‬
‫الساعات اإلضافية‪...‬الخ‪.‬‬
‫بسبب االجتهادات‪ ،‬كدفع عن ّ‬
‫التربص‪:‬‬
‫حق الموظف في التكوين و ّ‬
‫‪ّ -6‬‬
‫إن التكوين والترّبص من أحد المواضيع الحساسة في وقتنا الحالي‪ ،‬لما له من آثار‬
‫ّ‬
‫إيجابية على سيرورة العمل في المؤسسات العمومية‪ ،‬وذلك االهتمام حظي به الموظّف‪،‬‬
‫لسنه للموظف‪ ،‬لكونه يعود بالفائدة على المؤسسة والموظف‪ ,‬وبرز ذلك من‬
‫وسعت القوانين ّ‬
‫خالل‪:‬‬
‫الحق في التكوين وتحسين المستوى والترقية‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬األمر ‪ 13/12‬المادة ‪ 34‬منه‪« :‬للموظّف‬
‫في الرتبة خالل حياته المهنية»(‪.)2‬‬
‫إن هذه المادة ضمنت للموظف أحد حقوقه األساسية والمتمثلة في التكوين وتحسين‬
‫ّ‬
‫المستوى‪ ،‬وتمكن أهمية هذا األخير في اكتساب الخبرة وزيادة الكفاءة لدى اليد العاملة‬
‫والموظف‪ ،‬فاليد العاملة والموظف الكفء ينتج بكثرة وبأق ّل كلفة‪ ،‬وذلك بالتكفل بالموظفين‬
‫من ك ّل النواحي أثناء بعثهم في تربص‪.‬‬
‫سواء من ناحية التّكاليف أو اإلقامة أو الهيئات الميدانية‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫(‪ -)1‬فريد رناي‪ ،‬حماية حقوق الموظّف في النظام القانوني للوظيف العمومي الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪( ،‬جامعة تيزي‬
‫وزو‪ :‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ) 4662/69/00 ،‬ص‪ .‬ص‪.002 -000 .‬‬
‫(‪ -)2‬المادة ‪ 04‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫للدراسة والتعلّم الكتساب‬


‫يتفرع ّ‬
‫فعند مغادرة الموظف يهدف التعلّم واكتساب الخبرة‪ ،‬يجب أن ّ‬
‫الجو المالئم وك ّل الشروط المادية والمعنوية‬
‫الجديد المفيد للمؤسسة‪ ،‬وبالتالي فعليها أن توفّر ّ‬
‫تخصصات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الالّزمة للموظف‪ ،‬بما تستدعيه حاجياته من‬
‫متخصص و ّأولي (قبل‬
‫ّ‬ ‫بحيث أن التكوين ينقسم إلى تكوين لفئات التّنصيب أي هو تكوين‬
‫تنصيب الموظفين كمرحلة تجريبية) )‪ .(Formation Spécialisée‬وهناك ما يعرف بالتكوين‬
‫المستمر )‪ ،(perfectionnement‬وهذا األخير يهدف لتحسين المستوى ما بعد التنصيب‪.‬‬
‫بأن حق الترقية مضمون في القانون األساسي للوظيف العمومي بدأً من المادة‬
‫مع العلم ّ‬
‫‪ 43‬إلى غاية المادة ‪.40‬‬
‫نستنتج أن المشرع الجزائري سطّر مواد تضبط حرفية الموظف وتسمح له باكتساب الخبرة‪،‬‬
‫لتستفيد منه المؤسسة العمومية‪.‬‬

‫‪ -3‬حق الموظف العام في ممارسة والنخراط في نشاط نقابي‪:‬‬


‫إن نضال العمال وما ترتب على ذلك من تغيير في حالة الموظف‪ ،‬ونظ ار لما تركته‬
‫الحركة النقابية كبصمة تاريخية في الجزائر خالل العقبة االستعمارية‪ ،‬سمح بمواصلة المسيرة‬
‫النقابية سعت لتحقيق وحماية حقوق الموظفين‬
‫أن التجمعات ّ‬
‫النضال إلى غاية اليوم‪ ،‬بحيث ّ‬
‫وّ‬
‫الدفاع عنها‪ ،‬وقد ذكر حق ممارسة النشاط النقابي للموظّف في التّشريع الجزائري من خالل‬
‫وّ‬
‫مواد واضحة ويتمثل في المادة ‪ 32‬من القانون األساسي للوظيف العمومي ‪ 60/60‬والتي‬
‫الحق النقابي في إطار التّشريع المعمول به»‪ ،‬إضافة‬
‫ّ‬ ‫ذكر في محتواها‪« :‬يمارس الموظّف‬
‫إلى ذلك نجد‪:‬‬
‫المادة ‪ 64‬من نفس األمر تنص على أنه‪« :‬ال يمكن أن يترتب على االنتماء إلى تنظيم‬
‫ي تأثير على الحياة المهنية للموظّف»(‪.)1‬‬
‫نقابي أو جمعية أ ّ‬

‫(‪ -)1‬المواد ‪ 02 ،05‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ميس ار له‬
‫المشرع الجزائري‪ ،‬لحقوق الموظّف‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫من خالل المادتين نكشف مدى ضمان‬
‫طرق ممارستها والحصول عليها من دون عقبات‪ ،‬بحيث نجد أن مهنته كموظّف غير‬
‫الدور األخالقي للمنظمات النقابية‬
‫النقابي‪ .‬ومن خالل ّ‬
‫معرضة للتّهديد في حالة ممارسة حقّه ّ‬
‫ّ‬
‫بأن االنخراط في هذا األخير‪ ،‬هدفه السعي جاهدا لتحقيق ظروف مالئمة للموظّف‪.‬‬
‫نستنتج ّ‬
‫بأن هذه اآللية‪ ،‬واالنخراط في التجمعات النقابية يسمح للموظف بممارسة حقّه في‬
‫مع العلم ّ‬
‫اإلضراب بطرق سلمية وتنظيمية‪ ،‬ما ورد في المادة ‪ 32‬من األمر ‪«:13/12‬يمارس‬
‫(‪)1‬‬
‫‪،‬أي حق اإلضراب يكون في‬ ‫الموظّف حق اإلضراب في إطار التشريع المعمول به»‬
‫حدود ما يسمح به القانون‪.‬‬
‫‪ -0‬حق ممارسة النشاط السياسي وعالقته بحق إبداء الرأي‪:‬‬
‫النقطة‪ ،‬سيتّم إدماج حقّين مع بعضهما‪ ،‬لكونهما أساسيين ومكتملين فيما‬
‫في هذه ّ‬
‫بينهما‪ ،‬فهما حقين يسعيان لتكريس مبدأ الديمقراطية‪ .‬فهناك حق ممارسة النشاط السياسي‪،‬‬
‫وقد ورد في التشريع نصوص كثيرة على ذلك ولع ّل القانون األساسي للوظيف العمومي قد‬
‫ذكر أهمية الموضوع والحق بالنسبة للموظف‪ ،‬وما هي شروطه‪ ،‬وكيفية إنجازه‪.‬‬
‫ففي المادة ‪( 64‬الفقرة الثانية) من األمر ‪ 13/12‬قد نصت على أنه‪« :‬مع مراعاة‬
‫حاالت المنع المنصوص عليها في التشريع المعمول به‪ ،‬ال يمكن بأي حال أن يؤثّر انتماء‬
‫الموظّف أو عدم انتمائه إلى حزب سياسي على حياته المهنية»‪.‬‬
‫كما نجد المادة ‪ 64‬من نفس األمر‪«:‬ال يمكن بأية حال أن تتأثر الحياة المهنية‬
‫عبر عنها‪ ،‬قبل أو أثناء تلك‬
‫للموظف المرشح لعدة انتخابية سياسية أو نقابية باآلراء التي ي ّ‬
‫العهدة»(‪.)2‬‬
‫بأن منصب الموظف العام في مؤسسة عمومية في حالة‬
‫من خالل المادتين‪ ،‬نستنتج ّ‬
‫ممارسته لحقه السياسي ليس عرضة ألي خطر أو مساس به‪ ،‬ولكن هو مقيد بحق آخر وهو‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 00‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ ،49 ،42‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الرأي في حدود ما سمح به‬


‫حق إبداء الرأي‪ ،‬بحيث أن وظيفته عرضة للتأثر إذا لم يتّم إبداء ّ‬
‫ّ‬
‫القانون‪ ،‬فالمرشح السياسي والمشارك في حركة سياسية مرغم على الحديث والخطاب‪،‬‬
‫الرأي‪ ،‬وذلك الحق واضح من خالل المادة ‪62‬‬
‫وبالتالي هي وضعية تسمح له بحرية إبداء ّ‬
‫نصت‪« :‬حرية الرأي مضمونة للموظف في حدود ِاحترام واجب‬
‫من األمر ‪ 13/12‬بحيث ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫التحفّظ المفروض عليه»‬
‫‪ -2‬حق الموظف في الحماية وممارسة مهامه في ظروف مالئمة‪:‬‬
‫إن الموظّف العام‪ ،‬وبحكم منصبه‪ ،‬هو عرضة للعديد من األخطار مثل‪ :‬التهديد‪،‬‬
‫ّ‬
‫اإلهانة‪ ،‬االعتداء‪ ،‬المرض‪ ،‬التمييز‪...‬الخ ‪.‬و بالتالي سعى المشرع الجزائري بأن يضمن له‬
‫هذا الحق من خالل سن مواد تعمل على حمايته من‪:‬‬
‫أ‪ -‬التمييز العنصري‪:‬‬
‫بحيث منعت المادة ‪ 64‬من القانون األساسي للوظيف العمومي هذا النوع من‬
‫نصت على‪« :‬ال يجوز التمييز بين الموظفين بسبب آرائهم أو جنسهم أو‬
‫التّصرف ‪,‬إذ ّ‬
‫أصلهم أو بسبب أي طرف من ظروفهم الشخصية أو االجتماعية»(‪.)2‬‬

‫يتعرض له من سوء (إهانة‪ ،‬شم‪ ...‬الخ)‪:‬‬


‫ب‪ -‬حماية الموظف لما ّ‬
‫في هذه الحالة أوجبت القوانين والقانون األساسي للوظيف العمومي ‪، 60/60‬حماية‬
‫الموظف من أي شكل من اإلهانة‪ ،‬وذلك وارد في المادة ‪« :31‬يجب على الدولة حماية‬
‫أي طبيعة‬
‫يتعرض له من تهديد أو إهانة أو شتم أو قذف أو اعتداء‪ ،‬من ّ‬
‫مما قد ّ‬
‫الموظف ّ‬
‫الضرر‬
‫ّ‬ ‫كانت‪ ،‬أثناء ممارسة وظيفته أو بمناسبتها‪ ،‬ويجب عليها ضمان تعويض لفائدته عن‬
‫الذي قد يلحق به‪.‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ ،40‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 41‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتح ّل الدولة به في هذه الظروف مح ّل الموظّف للحصول على التّعويض من مرتكب‬


‫الحق بالقيام برفع دعوى مباشرة أمام القضاء عن طريق‬
‫ّ‬ ‫تلك األفعال‪ ،‬كما تملك الدولة‬
‫التأسيس كطرف مدني أمام الجهة القضائية المختصة»(‪.)1‬‬
‫أي أن الدولة ضمنت حق الحماية للموظف من كل أشكال اإلهانة للشخصية خالل‬
‫أو بمناسبة ممارسته لعمله‪ ,‬كما أنها تقوم بتقديم تعويض للموظّف عن الضرر الذي ألحق به‬
‫الدولة على ح ّل محل الموظف أمام مرتكب الجريمة متابعته‪،‬‬
‫في حالة االعتداء‪ ,‬كما تعمل ّ‬
‫التصرف‪ ،‬قصد حماية موظفها من الخطر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إما قضائيا أو مدنيا عن هذا‬
‫إن الموظف العام كغيره من المواطنين واألشخاص غير معصوم من الخطأ‪ ،‬واثر هذا‬
‫ّ‬
‫الخطأ يمكنه أن يتعرض إلى متابعة قضائية وبالتالي على الدولة العمل على حمايته من أي‬
‫عقوبات تصدر عليه إثر خطأ في الخدمة‪.‬‬
‫تعرض‬
‫نصت على‪« :‬إذ ّ‬
‫وهذا ورد بحسب المادة ‪ 30‬من األمر ‪ 60/60‬بحيث ّ‬
‫الموظف لمتابعة قضائية من الغير‪ ،‬بسبب خطأ في الخدمة‪ ،‬يجب على المؤسسة أو اإلدارة‬
‫العمومية التي ينتمي إليها أن تحميه من العقوبات المدنية التي تسلّط عليه ما لم ينسب إلى‬
‫هذا الموظّف خطأ شخصي يعتبر منفصال عن المهام الموكلة له»(‪.)2‬‬
‫بأن الدولة تحمي الموظف من العقوبات التي يرتكبها في مهنته‬
‫تظهر هذه المادة ّ‬
‫(األخطاء المهنية ال غير) فهو مسوؤل عن تصرفاته وسلوكه‪ ،‬فال حماية له في حالة ارتكابه‬
‫خطأ شخصي منفصل عن إطاره المهني‪.‬‬
‫إن للموظف الحق في الحماية الجتماعية والتقاعد‪ ،‬لضمان عيش كريم والحفاظ‬
‫ّ‬
‫على موقعه االجتماعي بعد نهاية مهامه في المؤسسة‪ .‬باإلضافة إلى الحماية االجتماعية‬
‫التي يتمتع بها كتعويضات على مصاريف صحية (كالمرض‪ ،‬االستشفاء‪ ...‬الخ)‪ .‬فالدولة‬
‫الجزائرية عملت على حماية وضمان هذا الحق من خالل شرع قوانين وتتمثل في‪:‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 06‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 00‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نقسه‬

‫‪57‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الحق في الحماية االجتماعية‬


‫ّ‬ ‫ونصت على «للموظف‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬المادة ‪ 33‬من األمر ‪13/12‬‬
‫والتقاعد في إطار التشريع المعمول به»‪.‬‬
‫‪ -‬كما ذكر المادة ‪ 30‬من نفس األمر‪« :‬يستفيد الموظف من الخدمات االجتماعية في‬
‫إطار التّشريع المعمول به»(‪.)1‬‬
‫‪ -‬كما ترد المادة ‪ 34‬والتي عملت على صون وضمان ممارسة الموظف لمهامه في ظروف‬
‫الحق‬
‫ّ‬ ‫وصحية‪ ،‬وذلك يظهر جليا من خالل المادة ‪ 34‬من نفس األمر‪« :‬للموظف‬
‫ّ‬ ‫مالئمة‬
‫في ممارسة مهامه في ظروف عمل تضمن له الكرامة والصحة والسالمة البدنية‬
‫والمعنوية»(‪.)2‬‬
‫فهذه المادة أشملت وأجمعت على كامل حقوق الموظف العام داخل مؤسسة عمومية ‪ ,‬وذلك‬
‫من خالل الحفاظ على كرامته في المجتمع عن طريق الراتب‪ ،‬وحمايته من اإلهانة لشخصه‬
‫باإلضافة إلى حمايته الصحية والبدنية‪ ،‬من خالل حمايته من االعتداءات وتعويضه عن‬
‫مصاريف العالج واالستفتاء في حالة المرض‪ ،‬كما عملت على حمايته معنويا وذلك بعدم‬
‫ومعنويا كالتمييز العنصري داخل المؤسسة‪.‬‬
‫ً‬ ‫نفسيا‬
‫إهانته ً‬
‫إن القانون األساسي للوظيفة العامة قد عمل جاهدا لضمان الحقوق وصونها للموظّف من‬
‫ّ‬
‫يقيده عن أداء مهامه‬
‫ك ّل النواحي‪ ،‬فلم يحتكر أي جانب لحماية الموظف العام من أي وضع ّ‬
‫وواجباته‪.‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 02 ،00‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 01‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات تكريس أخالقيات الوظيفة العامة لمحاربة الفساد‬


‫اإلداري‪.‬‬
‫بكون الموظف العام شخص غير معصوم من الخطأ‪ ،‬اضطر المشرع الجزائري إلى‬
‫صد أخطائه وضبطها‪ ،‬وذلك من خالل اإلتيان بطرق و ميكانيزمات‪ ,‬سنتناول في هذا‬
‫المبحث اآلليات القانونية لتكريس أخالقيات الوظيفة العامة في مطلب أول‪ ,‬واآلليات الهيكلية‬
‫لترسيخ أخالقيات الوظيفة العامة في مطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اآلليات القانونية لتكريس أخالقيات الوظيفة العامة‬

‫هناك العديد من اآلليات ‪ :‬تبرير الغيابات‪ ،‬التصريح بالممتلكات‬

‫‪ _0‬تبرير الغياب‪:‬‬
‫بحسب ما نص عليه القانون وبحسب ما ورد في المادة ‪ 461‬من األمر ‪:60/60‬ال يمكن‬
‫للموظف مهما تكن رتبته أن يتقاضى راتبا عن فترة لم يشتغل فيها‪ ،‬باستثناء الحاالت‬
‫(‪)1‬‬
‫ويتعرض راتب الموظف للنقصان في حالة ما كان‬
‫ّ‬ ‫‪،‬‬ ‫المنصوص عليها صراحة من األمر"‬
‫هناك عدم تبرير الغياب‪ ،‬والحاالت المسموح الغياب فيها وتبريرها وعدم المساس فيها بالراتب‬
‫تتمثل في المواد ‪ 614‬إلى غاية ‪ 602‬من نفس األمر(‪ ،)2‬ويمكن الذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬متابعة الدراسة المرتبطة بنشاطاته في حدود (‪ )2‬أربع ساعات في األسبوع‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في المؤتمرات والملتقيات ذات طابع دولي ووطني‪.‬‬
‫‪ -‬التغيب لمدة ثالثة (‪ )60‬أيام ي حالة وجود مناسبة عائلية‪.‬‬
‫‪ -‬تغيب المرأة الحامل والمرضعة‪ ،‬وتمتعها بعطلة األمومة‪.‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 461‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫(‪-)2‬المادة ‪، 405-462‬األمر ‪,60/60‬مرجع نفسه‬

‫‪59‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يوما‪ ،‬فسيتم عزل ذلك‬


‫لمدة تفوق (‪ )05‬خمسة عشر ً‬
‫واذا تم التغيب عن المنصب ّ‬
‫الموظف بسبب إهمال المنصب بعد األعذار‪ ،‬بحيث أنه ال يمكنه أن يشغل في منصب‬
‫مجد ًدا(‪.)1‬‬
‫عمومي ّ‬

‫كرسته الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد‬


‫‪ _6‬التصريح بالممتلكات في ظل ما ّ‬
‫ومكافحته‪.‬‬
‫إن عملية التصريح بالممتلكات‪ ،‬تعتبر آلية ومنهج تتخذه الهيئة الوطنية للوقاية من‬
‫ّ‬
‫الفساد ومكافحته‪ ،‬ويهدف هذا الميكانيزم إلى‪:‬‬
‫تعزيز الشفافية في الحياة السياسية واإلدارية‪ ،‬إضافة إلى حماية الممتلكات العامة‪,‬‬
‫كما يعمل على صيانة الكرامة لألشخاص المكلفين بمهام لها صلة بالمصلحة العامة‪ ،‬وقد‬
‫عينت فئة من األشخاص لهم عالقة بالتّصريح بالممتلكات (معنيون)‪ ،‬وذلك من خالل ما‬
‫للتصريح كل من(‪:)2‬‬
‫ّ‬ ‫حدد المشرع الجزائري في القانون ‪ 60/60‬بحيث ّأنه يخضع‬
‫ّ‬
‫‪ -‬رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫‪ -‬أعضاء غرفتي البرلمان (مجلس شعبي الوطني‪ ،‬ومجلس األمة)‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس المجلس الدستوري وأعضائه‪.‬‬
‫‪ -‬الوزير األول وأعضاء الحكومة‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس مجلس المحاسبة ومحافظة بنك الجزائر والسفراء والقناصل والوالة‪.‬‬
‫‪ -‬القضاة‪.‬‬
‫المحلية (مجلس الشعبي البلدي‪ ،‬والوالئي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬رؤساء وأعضاء المجالس الشعبية‬
‫‪ -‬األعوان العمومي الذين يشغلون وظائف ومناصب عليا‪.‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 025‬من نفس األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 60‬من قانون ‪ , 60/60‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطبقة له اآللية المنظمة لمختلف‬


‫ّ‬ ‫حددت المادة ‪ 60‬من القانون ‪ 60/60‬والنصوص‬
‫مراحل التصريح بالممتلكات(‪ ،)1‬وطريقة الكتتاب واإليداع والمعالجة والحفظ لتلك التصريحات‬
‫حيث يجب على الملزمين بالتّصريح بممتلكاتهم أن يكتتبوا خالل اآلجال المحددة في القانون‬
‫‪ ,‬ويتّم إيداع التصريحات بالممتلكات لدى مؤسستين هما‪:‬‬

‫الخاصة بالخاضعين المشار إليهم سابقا لدى الرئيس‬


‫ّ‬ ‫أ‪ -‬المحكمة العليا‪ :‬تودع التّصريحات‬
‫األول للمحكمة العليا‪.‬‬
‫ّ‬
‫ب‪ -‬الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته‪ :‬وتودع التصريحات المتعلّقة بالمنتخبين‬
‫المحلّيين واألعوان العموميين من (‪ 61‬إلى ‪ )69‬لدى الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته‪.‬‬
‫المصرح ضبط تصريحه وتعديله في حالة حدوث‬
‫ّ‬ ‫وتعرض المادة ذاتها (‪ )60‬على‬
‫يجدد هذا التصريح فور ك ّل زيادة معتبرة في ال ّذمة المالية للموظّف‬
‫تغيير في ممتلكاته « ّ‬
‫األول»‪.‬‬
‫تم بها التصريح ّ‬
‫العمومي بنفس الكيفية التي ّ‬
‫إن كيفيات التّصريح بالممتلكات قد تضمنت فراغات ونقائص قانونية من شأنها أن‬
‫يعده قسم‬
‫فبالنسبة لتقديم الهيئة للتقرير الذي ّ‬
‫تؤثر سلبا على محاربة الكسب غير المشروع‪ّ ,‬‬
‫يعد بمثابة تقيد لحرية الهيئة في القيام‬
‫معالجة التّصريحات بالممتلكات إلى رئيس الجمهورية‪ّ ،‬‬
‫الرقابة الالّحقة التي تمارسها عليها السلطة التّنفيذية على النشاطات‬
‫بنشاطها‪ ،‬وذلك نتيجة ّ‬
‫السنوية لها‪.‬‬
‫المشرع لم يتحدث عن إجراءات نشر واشهار هذا التّقرير في الجريدة‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫إضافة إلى ّ‬
‫مما يدفعنا للتساؤل عن مصير هذا التقرير‪ ،‬وقد استثنى أيضا رئيس الجمهورية‬
‫الرسمية ‪ّ ,‬‬
‫األول وأعضاء الحكومة والبرلمان والقضاة والوالة‪( ....‬المادة ‪ 60‬من قانون ‪-60‬‬
‫والوزير ّ‬
‫‪ )60‬من بالتصريح أمام الهيئة‪ ,‬وبالتّالي من استغالل الهيئة لتصريحاتهم ومن نشر ذممهم‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 60‬من األمر ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المالية في الجرائد الرسمية‪ ،‬خالفا لما كان عليه في ظ ّل األحكام الواردة سابقًا في األمر‬
‫‪ 62 -91‬المتعلّق بالتصريح بالممتلكات(‪ ،)1‬حيث كان تقرير لجنة التّصريح بالممتلكات‬
‫يوجه إلى رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫وتنشر تقري ار سنويا ّ‬
‫أي شخص من التّصريح بالممتلكات أمام لجنة التّصريح‬
‫كما لم يستثني هذا األمر ّ‬
‫عكس االستثناءات التي وردت في المادة ‪ 60‬من القانون ‪ 60-60‬المتعلّق بمكافحة الفساد‬
‫والوقاية منه‪.‬‬
‫وك ّل هذا من شأنه التأثير على األهداف التي تصبوا إلى تحقيقها الهيئة في المدى‬
‫القريب والمتمثلة في أربعة (‪ )62‬أهداف رئيسية(‪.)2‬‬
‫‪ -‬المساهمة في نشر ثقافة النزاهة والمساءلة والشفافية‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين وتوعية الجمهور باآلثار الضارة والسلبية لممارسات الفساد والتي تطال الحياة‬
‫العامة والمجال االقتصادي واالجتماعي والدولي‪.‬‬
‫الجيد في مجال الوقاية من الفساد ومكافحته‪.‬‬
‫‪ -‬نشر المعارف واألداء ّ‬
‫الفعالة في اإلعالم والتّكوين المتعلقين بالطّرق واألساليب التي يستعملها ممارسو‬
‫‪ -‬المساهمة ّ‬
‫ائيا‪.‬‬
‫جرمها القانون واعتبرها جرائم فساد يعاقب عليها جز ً‬
‫الفساد وكذا األفعال التي ّ‬
‫فمن خالل ما سبق نالحظ ّأنه ظاهرًيا أعطت الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد‬
‫وكافحته صالحيات واسعة لممارسات مهامها‪ ،‬كما وفرت ألعضائها الحماية القانونية‬
‫واالستقاللية العضوية والوظيفية‪ ،‬التي تضمن سير عمل الهيئة على أحسن وجه من أجل‬
‫المرجوة من إنشائها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الوصول إلى األهداف‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 60‬من قانون ‪,60\60‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫(‪ -)2‬الموقع الرسمي للهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته‪http://www.orplc.orh.dz/ .‬‬

‫‪62‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن الهيئة مقيدة من قبل السلطة التنفيذية(‪ ،)1‬لكونها تمتلك وتحتكر سلطة تعيين‬
‫أن رئيس الجمهورية هو الذي يقوم لتعيين رئيس الهيئة واألعضاء‬
‫أعضاء الهيئة‪ ،‬بحيث ّ‬
‫الستة واألمين العام‪ ،‬وذلك بموجب مرسوم رئاسي‪ ،‬بمعنى هناك تبعية للسلطة التنفيذية‪ ،‬هذا‬
‫في الجانب اإلداري‪.‬‬
‫ممولة من قبل الدولة‪ ،‬وذلك‬
‫أما الجانب المالي فالهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحة ّ‬
‫تقدمها لها‪ ،‬وهذا يحدد من استقالليتها المالية لخضوعها إلى مراقبة‬
‫عن طريق اإلعانات التي ّ‬
‫مالية يممارسها المراقب المالي على الهيئة وذلك بتعيينه من قبل الوزير المكلّف بالمالية‬
‫(التبعية المالية للسلطة التنفيذية)‪.‬‬
‫وزيادة عن هذا وجود ضبابية لدى المواطن حول تقارير سنوية للفساد والتي تنشر في الجرائد‬
‫الرسمية‪ ،‬ما يد ّل على عدم اطالع المواطن على مختلف التجاوزات الحاصلة في تسيير‬
‫المال العام وفي الغموض حول شفافية تسيير الشؤون العامة‪.‬‬
‫الزوجة للبالغين للموظّف والمسؤولين‬
‫كما أن الهيئة ال يمكن لها متابعة أمالك األوالد و ّ‬
‫وكذا الزيادات في ذممهم المالية‪ ،‬حيث يحتوي التصريح بالممتلكات حسب المادة ‪ 65‬من‬
‫القانون ‪ 60 -60‬المتعلّق بالوقاية من الفساد ومكافحته على «‪ ...‬جرد لألمالك العقارية‬
‫القصر في الشيوع أو في الخارج»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والمنقولة والتي يحوزها المكتب وأوالده‬
‫أن الهيئة ليس لها فعالية ومن الممكن الحكم عليها بالضعف‬
‫من ك ّل ما سبق يتضح ّ‬
‫وغياب دورها الحقيقي‪ ,‬وهو ما يعكس الواقع الذي تعيشه الجزائر‪ ،‬وتؤ ّكده التقارير الدولية‬
‫تعدها منظمة الشفافية العالمية وهي تقارير سنوية حول ظاهرة الفساد حول العديد من‬
‫التي ّ‬
‫بلدان العالم بما فيها الجزائر‪.‬‬
‫ال يمكن إنكار وجود الفساد بمستويات عالية من النواحي السياسية واالقتصادية‬
‫واإلدارية والمالية خاصة في ظ ّل قضايا الفساد الكبرى التي حدثت في الجزائر والتي أخذت‬

‫(‪ -)1‬زوزو زوليخة‪ ،‬جرائم الصفقات العمومية وآليات مكافحتها في ظل القانون المتعلق بالفساد‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫(جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة ‪ :‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،)4604 ،‬ص‪.021 .‬‬

‫‪63‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بعدا دوليا(‪ .)1‬فلقد جاء في خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في ‪41‬‬
‫تحقيقاتها ً‬
‫أن الجزائر دولة مريضة‪ ،»...‬وأضاف قائال‪« :‬دولة مريضة في إدارتها‪،‬‬
‫أفريل ‪ّ « 0999‬‬
‫السلطة وعدم‬
‫النفوذ و ّ‬
‫التعسف واستغالل ّ‬
‫مريضة بممارسات المحاباة ومريضة بالمحسوبية و ّ‬
‫جدوى الطّعون‪ ،‬مريضة باالمتيازات التي ال رقيب عليها وال حساب عليها‪ ،‬مريضة بتبذير‬
‫الموارد العامة ونهبها بال ٍ‬
‫ناه وال رادع‪.)2(»...‬‬
‫الرسمي بوجود فساد كبير في الجزائر ويستوجب ضرورة‬
‫كل هذا يد ّل على االعتراف ّ‬
‫التحرك من أجل القيام بإصالحات واسعة في مختلف القطاعات التي يتغلغل فيها الفساد ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪- 3‬حالت الفساد اإلداري الواردة في القانون ‪ 10\12‬المتعلق بالوقاية من الفساد و‬
‫مكافحته والعقوبات المترتبة عليها ‪:‬‬

‫عرف هذا القانون الفساد على انه‪ «:‬كل الجرائم المنصوص عليها في الباب الرابع‬
‫من هذا القانون»‪3,‬وتتمثل هذه الجرائم في‪:‬‬

‫‪-‬رشوة الموظفين العموميين‪ :‬في المادة ‪،45‬عقوبتها الحبس من سنتين إلى عشر سنوات‬
‫وغرامة مالية من ‪466. 666‬دج إلى ‪0.666.666‬دج ‪.‬‬

‫نحو غير شرعي‬ ‫‪-‬اختالس الممتلكات من قبل الموظفين العموميين أو استعمالها عل‬
‫من ‪666‬‬ ‫‪:‬في المادة ‪ ،49‬العقوبة الحبس من سنتين إلى عشر سنوات وغرامة مالية‬
‫‪466.‬دج إلى ‪0.666.666‬دج‪.‬‬

‫‪-‬جريمة الغدر‪ :‬في المادة ‪ ،31‬وعقوبتها الحبس من سنتين إلى عشر سنوات وغرامة مالية‬
‫من ‪466. 666‬دج إلى ‪0.666.666‬دج‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد شراق‪" ،‬الجزائر تلميذ نجيب في مكافحة الفساد"‪ ،‬جريدة الخبر‪ 62 ( ،‬ديسمر‪.)4602‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫(‪ -)2‬محمود الفصيل‪ ،‬مفهوم الفساد ومعاييره‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪( ،069‬نوفمبر‪) 4662‬ص ‪.01.‬‬
‫‪-3‬الباب الرابع ‪,‬قانون الوقاية من الفساد ‪ ,60\60‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬جريمة اإلعفاء و التخفيض غير القانوني في الضريبة و الرسم في المادة‪ ،30‬وعقوبتها‬


‫الحبس من خمس سنوات إلى عشر سنوات بغرامة من‪566.666‬دج إلى‪0.666.666‬دج‪.‬‬

‫‪ -‬جريمة استغالل النفوذ نصت عليها المادة‪ ,36‬وعقوبتها الحبس من سنتين إلى عشر‬
‫سنوات وبغرامة مالية من‪466.666‬دج الى‪0.666.666‬دج‪.‬‬

‫‪-‬إساءة استغالل الوظيفة في المادة‪ ،33‬بعقوبة الحبس من سنتين إلى عشر سنوات وغرامة‬
‫مالية من ‪466. 666‬دج إلى ‪0.666.666‬دج‪.‬‬

‫‪ -‬تعارض المصالح بحسب المادة ‪ 02‬العقوبة الحبس من ستة أشهر إلى سنتين وغرامة‬
‫مالية من ‪56.666‬دج الى‪466.666‬دج‪.‬‬

‫‪-‬اخذ فوائد بصفة غير قانونية في المادة ‪ ,05‬العقوبة الحبس من سنتين إلى عشر سنوات‬
‫وبغرامة مالية من‪466.666‬دج إلى ‪0.666.666‬دج‪.‬‬

‫‪-‬عدم التصريح أو التصريح الكاذب بالممتلكات حددتها المادة ‪32‬بعقوبة الحبس من ستة‬
‫أشهر إلى خمس سنوات و غرامة مالية من ‪56.666‬دج إلى ‪566.666‬دج ‪.‬‬

‫‪-‬اإلثراء غير المشروع في المادة ‪ ,01‬العقوبة الحبس من سنتين إلى عشر سنوات وبغرامة‬
‫مالية من‪466.666‬دج إلى ‪0.666.666‬دج‬

‫‪-‬جريمة تلقي الهدايا المادة‪ ,02‬العقوبة الحبس من ستة أشهر إلى سنتين وغرامة مالية من‬
‫‪56.666‬دج الى‪466.666‬دج‪.‬‬

‫‪-‬تجريم تبييض العائدات االمالية في المادة‪ ,.24‬العقوبة الحبس من سنتين إلى عشر‬
‫سنوات وبغرامة مالية من ‪466.666‬دج إلى‪0.666.666‬دج‪,25 .‬العقوبة الحبس من ستة‬
‫أشهر إلى خمس سنوات و غرامة من ‪56.666‬دج إلى ‪566.666‬دج‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن هذه العقوبات التي فرضها القانون مختلفة باختالف اشكال الفساد‪ ,‬لكن كلها وسائل‬
‫ردعية و صارمة لوضع حد لهذه التجاوزات‪ ,‬علما ان المتهم بعد انقضاء مدة ادانته ال يحق‬
‫له العودة إلى منصبه حيث يجرد منه نهائيا ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات الهيكلية لترسيخ أخالقيات الوظيفة العامة‪:‬‬

‫إن عنصر الرقابة‪ ،‬هو أحد مستلزمات التسلسل الهرمي للمؤسسة العمومية‪ ،‬وذلك يكون‬
‫ّ‬
‫وتخص في‬
‫ّ‬ ‫السلطة العليا للمؤسسة‪ ،‬أو من خالل إنشاء جهات معنية بالمراقبة‬
‫من طرف ّ‬
‫الدور‪:‬‬
‫هذا ّ‬
‫‪1‬‬
‫الرقابة اإلدارية‪:‬‬
‫ا‪ّ -‬‬
‫إن للرقابة اإلدارية عالقة وطيدة بالسلطة الرئاسية في المؤسسة العمومية‪ ،‬كما لها صلة‬
‫ّ‬
‫بالتسلسل والتنسيق الهرمي لإلدارة العامة‪ ،‬بحيث لتحقيق التنسيق بين أجزاء الهياكل اإلدارية‬
‫في الوظيف العمومي يشترط ممارسة الرقابة من الرئاسة على األجزاء الدنيا من المؤسسة‪.‬‬
‫أن عملية الرقابة تمنح للرئيس اإلداري وهي أحد الحقوق المضمونة له‪ ،‬حيث أنه‬
‫ما يعني ّ‬
‫عليه مراقبة مرؤوسيه لكونه المسؤول عن ك ّل األعمال الصادرة من المؤسسة‪ ،‬وبالتالي فعليه‬
‫التحقق من كل خطوات التسيير للتدخل في الحاالت الالّزمة‪ ,‬بحيث ّأنه يعمل على ممارسة‬
‫الرقابة على موارده البشرية‪ ،‬والمراقبة على ما أنجز من مهام‪.‬‬
‫ّ‬
‫ب‪ -‬الرقابة المالية‪:‬‬
‫إن تواجد األموال في المؤسسات العمومية‪ ،‬ودخول وخروج رؤوس األموال فيها‪،‬‬
‫ّ‬
‫يجعلها عرضة للفساد وتوسعه فيها‪.‬‬
‫الرقابة المالية‪ ،‬بحيث تتّم من قبل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ما استدعى تشكيل نوع من ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬باديس بوسعيود‪ ,‬ماسسة مكافحة الفساد في الجزائر ‪ ,6106-0444‬مذكرة ماجستير منشورة (جامعة مولود معمري‬
‫تيزي وزو كلية الحقوق و العلوم السياسية) ‪,‬ص ص ‪.12-15.‬‬

‫‪66‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -0‬المراقب المالي‪ :‬وهو أحمد موظفي المؤسسة العمومية يسعى لمراقبة العمليات المالية‬
‫قبل تنفيذها‪ ،‬وذلك قصد حماية المؤسسة والموظفين اإلداريين من أي تجاوز أو خطأ في‬
‫‪1‬‬
‫اإللتزامات المالية‪.‬‬
‫‪ -6‬المحاسب العمومي‪ .)2( :‬إن هذا األخير مسؤول عن كل النفقات العمومية وتقديمها‬
‫وتوزيعها على جميع أجهزة الدولة‪ ،‬والهدف من وجود المحاسب المالي في المؤسسات‬
‫العمومية هو إطالع سلطات التسيير والرقابة عليها‬
‫إن هذه األشكال تمثّل الرقابة الداخلية في المؤسسة‪ ،‬على الموظفين العامين‪ ،‬بحيث‬
‫الناحية‬
‫اءا من ّ‬
‫أن الموظف العام يظ ّل عرضة للخطأ‪ ،‬كما أنه عرضة للضغوطات‪ ،‬سو ً‬
‫ّ‬
‫الداخلية للمؤسسة بحيث أنه هناك نظام تأديبي في المؤسسة‪ ,‬كما أنه عرضة لضغط خارجي‬
‫يجب أن يحقق كل متطلبات المستفيدين على أكمل وجه‪.‬‬
‫وبالتالي لتدعيم هيئات الرقابة المالية واإلدارية‪ ،‬يجب التنسيق بين هيئات الرقابة‬
‫الرقابة حتى تتمكن من تغطية أكبر عدد ممكن من‬
‫الداخلية والخارجية في إعداد مخططات ّ‬
‫الرجل المناسب في المكان المناسب‪ ،‬وهذا يعني اختيار عناصر‬
‫الهيئات اإلدارية‪ ،‬مع وضع ّ‬
‫كفوءة وآمنة إلتمام مهمة الرقابة على أكمل وجه‪ ،‬مع وجوب إعطاء الشخصية المعنوية‬
‫لهيئات التفتيش‪.‬‬

‫ج‪ -‬النظّام التأديبي ‪.‬‬


‫يخص التنازل عن أحد الواجبات المهنية من قبل الموظّف‬
‫ّ‬ ‫إن ك ّل خطأ مهني‪،‬‬
‫ّ‬
‫يعرضه‬
‫تحركات وسلوكيات منه في المؤسسة العمومية تخرج عن النظام الداخلي لها‪ّ ،‬‬
‫أو أية ّ‬
‫لعقوبة تأديبية‪ ،‬وتلك العقوبة تختلف من خطأ إلى آخر‪ ،‬فهي مصنفة في قانون الوظيفة‬
‫بأنه هناك‬
‫العمومية من درجة إلى أخرى‪ .‬فهي بحسب ما إرتكب من أخطاء‪ ،‬مع العلم ّ‬

‫‪-1‬المكان نفسه‪.‬‬
‫(‪ -)2‬تياب نادية‪ ،‬آليات مواجهة الفساد في الصفقات العمومية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪( ،‬جامعة تيزي وزر‪:‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية) ‪ ،4600‬ص‪.000 .‬‬

‫‪67‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المخولة‬
‫ّ‬ ‫يخول لها ممارسة سلطة التأديب في المؤسسات العامة‪ ،‬وبذلك فهي الهيئة‬
‫سلطات ّ‬
‫لتصنيف األخطاء المهنية ودرجة العقوبات التأديبية‪.‬‬

‫بالسلطة التأديبية‪:‬‬
‫‪ -‬الهيئات الخاصة ّ‬
‫حق الموظّف العام‪ ،‬نظام‬
‫المشرع الجزائري في ّ‬
‫ّ‬ ‫إن النظام التأديبي المتبع من قبل‬
‫ّ‬
‫السلطة التي لها‬
‫يتميز بشكله القضائي قائم على أساس إسناد صالحية التأديب إلى ّ‬
‫صالحية التعيين التي يجب ِاستطالع رأيها ّأوالً قبل إصدار القرار التأديبي من طرف اللّجنة‬
‫اإلدارية متساوية األعضاء‪.‬‬
‫وبحسب المادة ‪026‬من األمر ‪ 60/60‬تتخذ اإلجراءات التأديبية كل سلطة لها‬
‫صالحية التعيين(‪ ,)1‬و تفسر المادة‪ 005‬من نفس االمر(‪,)2‬صالحيات هذه االخيرة و كيف‬
‫تحدد العقوبات التأديبية و هي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -0‬العقوبات من الدرجة األول‬
‫‪ -‬التنبيه‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنذار الكتابي‪.‬‬
‫‪ -‬التوبيخ‪.‬‬
‫ويدخل ضمنها األخطاء المسطرة في المواد من ‪ 012‬إلى غاية ‪ .020‬من األمر رقم‬
‫‪ .60/60‬وتحدد بعد توضيح كتابي من المعني باالمر‪.‬‬
‫‪ -4‬األخطاء من الدرجة الثانية فتطبق عليهم عقوبات‪:‬‬
‫‪ -‬التوقيف عن العمل من يوم إلى ثالثة أيام‪.‬‬
‫‪ -‬الشطب من قائمة التأهيل‪.‬‬
‫ونطبق هذه العقوبات على األعمال التي يقوم بها الموظّف وتأدي إلى‪:‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ ،004 ،000 ،006‬من األمر ‪ ،60/60‬المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 005‬من االمر‪ ،60\60‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬المساس واإلهمال بأمن المستخدمين وأمالك اإلدارة‪.‬‬


‫‪« -‬المساس واالهمال بأمن المستخدمين وأمالك اإلدارة‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك التصرفات التي تخل بواجبات قانونية أساسية غير التي ذكرت في المادتين‬
‫‪ 026‬و‪.)1(»020‬‬
‫‪ -‬أخطاء من الدرجة الثالثة والرابعة‪ :‬فهيئة التعيين تتخذ اجراءات التاديب بعد اخذ رأي‬
‫الملزم من اللجنة اإلدارية متساوية األعضاء المختصة المجتمعة كمجلس تاديبي‪,‬وال يتعدى‬
‫اجل االخطار بالخطئ ‪ 25‬يوم‪.‬‬
‫‪ -0‬األخطاء من الدرجة الثالثة تتمثل في كل‪:‬‬
‫‪ -‬تحويل غير قانوني للوثائق اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬إخفاء المعلومات التي يجب تقديمها لإلدارة أثناء أداء المهام‪.‬‬
‫مبرر‬
‫‪ -‬رفض تقنية تعليمات السلطة السلمية في إطار تأدية المهام المرتبطة بوظيفته دون ّ‬
‫مقبول‪.‬‬
‫‪ -‬إفشاء أسرار المهمة‪ /‬واستعمال العتاد واألجهزة للمصلحة الشخصية»(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬األخطاء من الدرجة الرابعة‪:‬‬
‫تعتبر على وجه الخصوص تلك األعمال التي يقوم بها الموظف العام وتدخل ضمن‬
‫المخالفات التالية‪:‬‬
‫يقدمها له شخص طبيعي أو معنوي مقابل‬
‫‪ -‬االستفادة من امتيازات من أية طبيعة كانت‪ّ ،‬‬
‫تأديته‪ ،‬خدمة في إطار ممارسة وظيفته‪.‬‬
‫‪ -‬ارتكاب أعمال عنف على أي شخص في مكان العمل‪.‬‬
‫التسبب عمدا في أضرار مادية جسيمة بتجهيزات وأمالك المؤسسة أو اإلدارة العمومية‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫التي من شأنها اإلخالل بالسير الحسن للمصلحة‪.‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪019- 012‬من األمر ‪ ،60/60‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫(‪ -)2‬المادة ‪ 020-026‬من األمر ‪ ،60/60‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬تزوير الشهادات أو المؤهالت أو ك ّل وثيقة سمحت له بالتوظيف أو بالترقية‪.‬‬


‫‪ -‬الجمع بين الوظيفة التي يشغلها ونشاط مربح آخر‪ ،‬غير تلك المتصور عليها في المادتين‬
‫‪ 20‬و‪ 22‬من هذا األمر‪.‬‬
‫وتسطر عقوبات خاصة بهذه الدرجات من المخالفات وتتمثل في‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدرجة الثالثة‪ :‬وتتمثل في عقوبة التوقيف عن العمل من أربعة إلى ثمانية أيام والتنزيل‬
‫من درجة إلى درجتين‪ ،‬والتنقل اإلجباري‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدرجة الرابعة‪ :‬تدرج لها العقوبات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التنزيل إلى الرتبة السفلى مباشرة‬

‫_التسريح(‪.)1‬‬

‫أن المشرع قد سطّر عقوبات خاصة تابعة ألسالك أخرى‪ ،‬ونظ ار‬
‫تجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫تم وضع عقوبات خاصة بها‪ ،‬ضمن الدرجات األربعة المنصوص‬
‫لخصوصيات األسالك ّ‬
‫عليها في المادة ‪.000‬‬

‫(‪ -)1‬المادة ‪ 000‬من األمر رقم ‪ ،60/60‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬


‫من خالل تحليل قانون ‪ ،60/60‬يمكن استخالص استنتاجات تؤدي بنا إلى اكتشاف‬
‫مدونة ألخالقيات الوظيفة العامة في الجزائر‪ ,‬باإلضافة إلى استنتاج عام‬
‫غياب ميثاق أو ّ‬
‫جاهدا على تكريس حقوق وواجبات الموظّف‪ ،‬فهي عناصر‬
‫ً‬ ‫وهو أن المشرع الجزائري عمل‬
‫أساسية لوضع الموظّف العام أمام واقع التفاعل بين األخالقيات والفساد اإلداري ‪ ,‬واعطاء‬
‫وتمسكه‬
‫ّ‬ ‫صورة دور الموظّف في مكافحة الفساد في المؤسسات العمومية‪ ،‬عن طريق اتصافه‬
‫بأخالقيات مثلى وصحو ضميره المهني للحرص على المصالح العامة للدولة‪ ،‬أي الوالء‬
‫للدولة وخدمة الصالح العام‪ ،‬يهدف كسب ثقة الجمهور وتحقيق المشروعية فيما يخص‬
‫سياسات العامة للوظيف العمومي الموجهة من طرف السلطات العليا‪.‬‬
‫فالموظف العام‪ ،‬مجبر على االلتزام بما يمليه عليه المشرع الجزائري وذلك إثرى وجود‬
‫لحق به في حالة تجاوز حدوده األخالقية داخل المؤسسة العامة‪.‬‬
‫عقوبات تُ ُ‬

‫‪71‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إن الجامعة هي العنصر المكلّف بصناعة الكفاءات‪ ،‬وتحسين ظروفهم وبالتالي هي‬
‫ّ‬
‫حتميا‪ ،‬فليس هناك انفصال بين الجامعة واألخالق‪ ،‬فجودة المجتمع تقف‬
‫ً‬ ‫منظمة أخالقية‬
‫النخب التي يجب أن تكون خير قدوة‪.‬‬
‫على ثقافة التخلّق واإلخالص‪ ،‬السيما عند شريحة ّ‬
‫ويعد األستاذ والطالب والموظف اإلداري‪ ،‬المثل األعلى لهذا المجتمع‪ ،‬ولتحقيق المبادئ‬
‫ّ‬
‫األخالقية والمتمثلة في إرساء مبادئ وقواعد تسيير كفيلة بتوعية المجتمع وتعزيز مصداقية‬
‫اما على األسرة الجامعية‬
‫الجامعة البيداغوجية والعلمية‪ ،‬مع ضمان مشروعيتها‪ ،‬بات لز ً‬
‫االتفاق على مسعى أخالقي ومنهجي يؤدي الى إقرار سلوكيات وممارسات جامعية مثلى في‬
‫مجالي آداب المهنة وأخالقياتها ومحاربة ما يلحقها من ِانحرافات‪.‬‬
‫التطرق إلى ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر مبحث‬
‫ّ‬ ‫في هذا الفصل‪ ،‬سيتم‬
‫ّأول‪ ،‬واقع الجامعة الجزائرية من أخالقيات الوظيفة العامة مبحث ثاني‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة في الج ازئر‪.‬‬


‫تعود أسباب التوجه إلى ميثاق األخالقيات الجامعية الجزائرية إلى السعي وراء‬
‫تم توظيف شخص في مؤسسة‬
‫االلتزام به أثناء ممارسة العمل‪ ,‬ليصبح مؤكدا أنه إذا ّ‬
‫تم توظيف أخالقه معه‪ ،‬وفي هذا المبحث سيتم الحديث عن اإلطار التأسيسي‬
‫جامعية‪ ،‬فقد ّ‬
‫األول‪ ،‬مبادئ ميثاق أخالقيات وآداب‬
‫لميثاق أخالقيات وآداب المهنة الجامعية في المطلب ّ‬
‫الجامعة مطلب ثاني‪ ،‬حقوق و التزامات االسرة الجامعية مطلب ثالث‪ ,‬محتوى القرار الوزاري‬
‫المتعلق بالسرقة العلمية في مطلب رابع ‪,‬مجلس أخالقيات المهنة الجامعية مطلب خامس ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلطار التأسيسي لميثاق أخالقيات و آداب الجامعة‪:‬‬


‫إن ميثاق األخالقيات المهنية الجامعية‪ ،‬هو دستور أخالقي‪ ،‬يحتوي على مجموعة‬
‫ّ‬
‫من القيم العليا التي تسعى الجامعة‪ ،‬والعاملون بها إلى االلتزام بها‪ ،‬أثناء ممارسة العمل‪.‬‬
‫تأسس ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‪،‬في أفريل عام‪ ،4606‬بعد إلحاح نقابة‬
‫القطاع من أساتذة وطلبة الذين طالبوا بميثاق ألخالقيات الجامعة‪ 1‬بعد صعود ال متناهي‬
‫لإلنحرافات السلوكية التي عمت معظم الجامعات على المستوى الوطني ‪ ،‬بك ّل ما يمثلها من‬
‫وتميع األخالقيات واآلداب في الجامعة‪ ،‬فحسب مصادر إعالمية‬
‫ّ‬ ‫تدني األمانة العلمية‬
‫يعا جديدا يمثل أداة مرجعية لتوجيه‬
‫إن السلطات العلمية الجزائرية أنجزت تشر ً‬
‫جزائرية‪ّ « :‬‬
‫الحياة‪ ،‬واستنباط القواعد الضابطة لآلداب والسلوكيات في إطار الحرم الجامعي»‪ ،2‬ولقد جاء‬
‫تمس بمبادئ الجامعة وحرمتها‪.‬ووضع إصالح‬
‫الميثاق لمنع المحاباة‪ ،‬وكل الممارسات التي ّ‬
‫إداري ومؤسساتي لالنحرافات المختلفة التي تعيشها الجامعة الجزائرية‪.‬‬

‫‪-1‬رابطة الطلبة الجزائريين تدعو حجار إلى تفعيل ميثاق أخالقيات الجامعة وآدابها ‪http://www.mondeadm.com‬‬
‫‪2‬‬
‫الحر مصطفى نواسه لـ "ال ّشروق" في‪:‬‬
‫‪ -‬األمين العام لإلتحاد العام الطالبي ّ‬
‫‪http://www.echoroukonline.com/ara/?news=52232‬‬

‫‪74‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تم إعداد الميثاق من طرف و ازرة التعليم العالي المسؤولة األعلى عن القطاع ‪،‬‬
‫الصادرة‬
‫بتشكيل فريق عمل لقيادة اإلعداد وتنسيقه‪ ،‬من خالل جمع مجموعة من المواثيق ّ‬
‫أسلوبا‪.1‬مع تحديد القيم‬
‫مضمونا و ً‬
‫ً‬ ‫عن جامعات أخرى عربية‪ ،‬وأجنبية لالستنارة بما جاء فيها‬
‫الواجبة من ناحية القوانين‪ ،‬واللّوائح المنظمة للعمل‪ ،‬حتى يتم التأ ّكد من عدم مخالفة‬
‫حدد هذا الميثاق بالتفصيل‪ ،‬حقوق والتزامات ومسؤوليات جميع الشرائح التي‬
‫القانون‪.‬وقد ّ‬
‫تضمنتها المنظومة الجامعية ‪ ،‬و مدى أهمية ك ّل طرف منها‪ ،‬وأشار إلى العالقة التكاملية‬
‫ّ‬
‫المتواجدة بين األطراف الثالثة (الطالب‪ ،‬األستاذ الباحث‪ ،‬اإلداريين والتّقنيين)‪ ،‬لقيام جامعة‬
‫ذات دعامة وأساس سليم‪ ،‬وأبرز مدى أهمية التعاون بين هذه األطراف للنهوض بمؤسسة‬
‫جامعية بمقاييس عالمية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ ميثاق أخالقيات و آداب الجامعة‪.‬‬
‫إن مبادئ ميثاق أخالقيات المهنة الجامعية‪ ،‬جاءت إلرساء القاعدة السلوكية في‬
‫ّ‬
‫بناءا على ضوابط ومبادئ أساسية تتمثّل في‪:2‬‬
‫الجامعة‪ ،‬وذلك ً‬
‫أ‪ -‬النزاهة و اإلخالص‪ :‬إن السعي وراء تحقيق النزاهة و األمانة هدفه هو رفض الفساد‬
‫بشتى أنواع ه‪ ،‬ما يعني أن ميثاق أخالقيات و آداب الجامعة جاء كآلية للحد من الفساد في‬
‫الجامعات الجزائرية‪ .‬وذلك عن طرق توعية أفراد األسرة الجامعية على أن السلوك األخالقي‬
‫يجب أن يبدأ غرسه في الذات قبل الغير‪ ،‬بحيث أنه يسعى إلى غرس الضمير المهني لدى‬
‫الموظف‪ ،‬و يوحي األستاذ ا لجامعي باالتصاف بالخلق الجيد و المثالي ليكون قدوة لمن‬
‫يقتدي‪ ،‬و يأتي الطالب الذي يجب أن يتعلم من أستاذه و يسير على ما علمه إياه من خلق‪،‬‬
‫و بالتالي انتشار الممارسات المثلى من دون ضغوطات أو رقابة على األفراد‪.‬‬

‫‪-1‬سالم مبارك العوبثاني‪ ،‬أخالقيات وآداب المهنة في الجامعة‪ ,‬في‪:‬‬


‫‪http://www.echoroukonline.com/ara/?news=5223‬‬
‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة الجزائرية‪ ،‬أفريل ‪ ،4606‬ص‪.60 .‬‬

‫‪75‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ب‪ -‬الحرية األكاديمية‪ :‬إن ميثاق األخالقيات واآلداب الجامعية ضمن لألساتذة والطلبة‬
‫‪1‬‬
‫ممارسة النشاطات التعليمية والبحثية براحة من دون ضغوطات أو قيود‪.‬‬
‫وهذا المبدأ سطر قاعدة أنه تبدأ حريتك عندما تنتهي حرية اآلخرين‪ ،‬بحيث أن الميثاق سمح‬
‫بالحرية العلمية والبحثية ولكن في حدود احترام الغير والتحلي بالضمير المهني مع التعبير‬
‫عن اآلراء النقدية من دون إكراه أو رقابة‪ ،‬فعلى الباحث أن يحترم حرية غيره وأرائهم بأي‬
‫شكل كانت إيجابية أو سلبية‪.‬‬

‫ت‪ -‬المسؤولية و الكفاءة‪ :‬إن هذا المبدأ جاء على أساس تسيير المؤسسة الجامعية بصورة‬
‫ديمقراطية و أخالقية‪ ،‬كما تبرز عالقة التكامل المتواجدة بين المسؤولية و الكفاءة من خالل‬
‫تحقيق التوازن الجيد بين فعالية و أهمية اإلدارة و تشجيع األسرة الجامعية على المشاركة في‬
‫اتخاذ الق اررات‪ ،‬مع العلم بأن حق األساتذة في ممارسة المساءلة هي صالحية يتمتعون بها‬
‫دون سواهم‪ ،‬ويدخل هذا المبدأ ضمن مقولة ‪":‬الرجل المناسب في المكان المناسب"‪.‬‬
‫ث‪ -‬الحترام المتبادل ‪:‬إن االحترام المتبادل بين أطراف األسرة الجامعية يبدأ أوال من احترام‬
‫الذات‪ ،‬فالميثاق منع منعا باتا أي تجاوز يشمل العنف الرمزي و المادي و اللفظي ما بين‬
‫أفراد أسرة الجامعة‪ .‬مع وجوب االلتزام باالحترام المتبادل فيما بينهم دون التغاضي عن ما‬
‫يمليه واجبهم المهني و بحسب التسلسل الهرمي لكل واحد منهم فكل في منصبه و من واجبه‬
‫احترام غيره من الزمالء‪ ،‬الرؤساء‪..‬الخ‪.‬‬
‫ج‪ -‬وجوب التقيد بالحقيقة العلمية و الموضوعية و الفكر النقدي‪:‬‬
‫إن هذا المبدأ جاء كوسيلة للحد من ظاهرة السرقة العلمية ‪ ،La plagia‬و ذلك عن طريق‬
‫الحقيقة و اعتماد الفكر النقدي‪ ،‬بحيث أن الكفاءة من شيم و مواصفات الناقد‪ ،‬ألن ظاهرة أو‬
‫عملية الدراسة النقدية لها طريقتها و كيفية و مميزات خاصة بها‪ ،‬باإلضافة إلى االلتزام‬
‫بالحقيقة العلمية يتطلب نفس األمر (الكفاءة)‪ ،‬ما استدعى ميزة أخرى و هي األمانة‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة الجزائرية‪ ،‬أفريل ‪4606‬‬

‫‪76‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫األكاديمية‪ ،‬بحيث أن هذا المبدأ وضع ألغراض ايجابية تتمثل في إنتاج علمي كفؤ و في‬
‫المستوى‪ ،‬باإلضافة إلى بعث روح اإلبداع واالبتكار‪.‬‬
‫ح‪ -‬اإلنصاف‪ :‬إن هذه النقطة تمس كل ما يخص التوظيف‪ ،‬بحيث أن هذا المبدأ يوحي‬
‫‪1‬‬
‫بالتحلي بالموضوعية و الحيادية أثناء االمتحانات‪ ،‬و التوظيف‪ ،‬والتقييم و الترقية‪.‬‬
‫خ‪ -‬احترام الحرم الجامعي‪ :‬إن للحريات الجامعية شأن عالي و كبير‪ ،‬ما يستدعي مساهمة‬
‫من جميع أطراف األسرة الجامعية للحفاظ على هذا الشأن و صيانته و حصانته من أي‬
‫سلوك ال أخالقي و أي ممارسات قد تخل به‪ ،‬كما عليها السعي لتجنب أي نشاط سياسي‬
‫متحزب في رحاب الجامعة‪.‬‬
‫نستنتج من خالل هذا التحليل أن مبادئ ميثاق األخالقيات و اآلداب الجامعية في‬
‫الجزائر‪ ،‬عمل على صون الجانب الفكري المعنوي و المادي في المؤسسات الجامعية‪ ،‬مع‬
‫سهره للحفاظ على مؤسسات التعليم العالي و البحث العلمي من أي سلوك يخل بها أو يخل‬
‫بالتوازن في تسييرها‪ ،‬و وضعها في موقف حيادي بعيد عن كل الشبهات‪ ،‬و أوصى على‬
‫كل سلوك خلوق يغرس االحترام‪ ،‬و األمانة و النزاهة و المصداقية و الكفاءة و المسؤولية‪،‬‬
‫وغيرها من الصفات الحميدة في نفوس أفراد األسرة الجامعية‪.‬‬
‫مع العلم بأن هذه المبادئ‪ ،‬تسعى لخدمة أهداف الميثاق و المتمثلة في بلوغ المعايير‬
‫العالمية الدولية في االنجازات الجامعية‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيق المصداقية الجامعية‬
‫والبيداغوجية و العملية‪ ،‬مع مكافحة ما يجري من انحرافات في األوساط الجامعية‪ ،‬والمعتبرة‬
‫صور من الفساد المخلة بسمعة الجامعة الجزائرية‪.‬‬

‫الجزائرية‪ ,‬مرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪- 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة‬

‫‪77‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫االحترام المتبادل‬

‫النزاهة‬
‫واإلخالص‬

‫الحرية األكاديمية‬

‫ميثاق أخالقيات‬
‫ميثاق أخالقيات‬ ‫المسؤولية‬
‫الجامعة‬
‫الجامعة‬ ‫آدابآداب‬
‫و و‬ ‫والكفاءة‬

‫اإلنصاف‬

‫احترام الحرم‬
‫الجامعي‬

‫التقيد بالحقيقة العلمية‬


‫الموضوعية‬
‫الفكرالنفسي‪.‬‬

‫الشكل‪ :‬مبادئ ميثاق أخالقيات وآداب المهنة الجامعية‪.1‬‬

‫‪ -1‬عبد اهلل فرحي‪ ،‬أخالقيات المهنة في الجامعة‪ ،‬محاضرة مقدمة في افتتاح السنة الجامعية‪( ،‬و ازرة التعليم العالي‬
‫والبحث العلمي‪ :‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ 2 ،‬سبتمبر ‪)4600‬‬

‫‪78‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حقوق و التزامات األسرة الجامعية‪:‬‬


‫إن ميثاق أخالقيات المهنة الجامعية وآدابها عمل على توجيه ك ّل طرف من األسرة‬
‫الجامعية ناحية مهامه المنوطة به‪ .‬كما سطّر لك ّل واحد منهم حقوقه‪ ،‬والتي من شأنه أن‬
‫يتمتع بها مقابل أداء مهامه‪.‬‬
‫أول‪ :‬األستاذ الباحث‪.‬‬
‫أ‪ -‬حقوق األستاذ الباحث‪:1‬‬
‫لتوفر األساتذة من مختلف التخصصات و المستويات‪ ،‬يجب على مؤسسات التعليم‬
‫العالي أن تؤمن مناصب التوظيف لألساتذة الباحثين‪ ،‬وتصنفهم بحسب تخصصاتهم‬
‫وخبرتهم‪ ،‬وضمان حق التدريس لهم في مأمن من كل تدخل بما أنه ملتزم بمبادئ‬
‫األخالقيات واآلداب الجامعية‪ .‬كما يجب أن يكون األستاذ على علم بكل المسائل المتعلقة‬
‫بتحديد وتفعيل برامج التعليم والبحث‪ ،‬واألنشطة شبه جامعية‪.‬‬
‫كما من حق األستاذ أن يستفيد من الشروط المالئمة للعمل و من الوسائل‬
‫البيد اغوجية و العملية الضرورية التي تسمح له بالتركيز على مهامه و أشغاله كأستاذ باحث‪،‬‬
‫و كذا من حقه االستفادة من الوقت الكافي للتكوين و التربص للقيام بعملية تجديد دورية‬
‫لمعلوماته‪.‬‬
‫مع حقه في تقاضي راتب يتماشى وأهمية وظيفته التي يمارسها والمتمثلة في تكوين‬
‫النخبة‪ ،‬و يكون متماشيا مع المسؤوليات بمجرد مباشرة وظيفية‪.‬‬
‫وحقوق األستاذ المسطرة في الميثاق تتمثل في‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحق في منصب لدى مؤسسات التعليم العالي‪ ،‬بما يتوافق مع كفاءة األستاذ وخبرته‬
‫ومؤهالته‪.‬‬
‫ب‪-‬حقه في تقييمه على مهامه‪ ،‬بمعايير تقدير أكاديمية و احترافية ذات عالقة مع الجامعة‪.‬‬

‫‪ -1‬ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‪ ،‬أفريل ‪ ،4606‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الحق في مناصب لدى‬


‫حقه في الراتب المتناسب‬ ‫مؤسسات التعليم العالي‪،‬‬
‫مع مهامه و مسؤولياته‬ ‫بما يتوافق وكفاءة األستاذ‬
‫الباحث وخبرته ومؤهالته‪.‬‬

‫حقوق األستاذ‬
‫الباحث في ميثاق‬
‫أخالقيات و آداب‬
‫حقه في التكوين‬ ‫الجامعة‪.‬‬ ‫حقه في أدائه‬
‫و التربص‬ ‫ومهامه البحثية‬
‫والتدريبية‪ ،‬على‬
‫أسس و معايير‬
‫أكاديمية‬
‫حقه في االستفادة من شروط عمل‬
‫مالئمة‪ ،‬و من وسائل بيداغوجية‬
‫و علمية تخدم مهامه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل‪ :‬حقوق األستاذ الباحث في الجامعة‪ ،‬في ظ ّل ميثاق أخالقيات وآدابها الجماعية‪.‬‬

‫‪ -‬فرحي‪ ,‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪80‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -6‬واجبات األستاذ الباحث‪:1‬‬


‫نص الميثاق على واجبات األستاذ الباحث‪ ،‬و وضع له مهام و مسؤوليات يجب عليه‬
‫ّ‬
‫إتمامها و تتمثل في‪:‬‬
‫ا‪-‬اوجوب أن يكون قدوة للطلبة و مثاال لهم في النزاهة و االستقامة و حسن الخلق‪،‬‬
‫واجب األستاذ في هذه النقطة هو االمتثال و االحترام لمبادئ الميثاق الخاص بالمهنة‬
‫الجامعية‪.‬‬
‫ب‪-‬وجوب ممارسة المهام بعناية و فعالية‪ ،‬و كفاءة و نزاهة‪ ،‬و استقاللية و أمانة‪ ،‬وحسن‬
‫نية‪ ،‬خدمة للمصلحة العليا للمؤسسة الجامعية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬وجوب االمتثال أمام الهيئات التأديبية المخولة‪ ،‬في حالة ارتكاب األستاذ الباحث‬
‫لخطأ مهني‪ ،‬مع احترام الق اررات المتخذة بشأنه و العقوبة المدرجة بخطئه‪ ،‬بحيث قد‬
‫تصل هذه األخيرة إلى تجريده من صف األستاذ الباحث الجامعي‪.‬‬
‫د‪ -‬وجوب أداء المسؤوليات األساسية و المهام المكلفة له في اضطالع تام بوظائفه‬
‫الجامعية و تتمثل هذه المسؤوليات في‪:‬‬
‫‪-‬التحلي بصفة السرية المهنية والموضوعية اثناء الوظيفة‪.‬‬
‫‪-‬المشاركة في عملية اتخاذ الق اررات‪ ،‬وعملية تقييم األنشطة البيداغوجية‬
‫والعلمية في جميع المستويات مع تقديم تقرير سنوي لها‪.‬‬
‫‪-‬العمل على تكريس مبدأ الشفافية وحق الطعن‪.‬عدم تسخير الجامعة ألغراض‬
‫شخصية‪ ،‬واالبتعاد عن السرقة العلمية‬
‫‪-‬االمتناع عن التعسف في استعمال السلطة التي تمنحها إياه مهنته‪.‬‬
‫‪-‬ضمان التسيير األمين للميزانية الموكلة إليه في إطار الجامعة‪.‬‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ميثاق أخالقيات وآداب المهنة الجامعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64 .‬‬

‫‪81‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يمكن القول أن الواجبات المسطرة لألستاذ في ميثاق أخالقيات و آداب الجامعة‪ ،‬تكشف بأن‬
‫الميثاق الخاص بمهنة الجامعة‪ ،‬صرح بوجوب اتصاف األستاذ الباحث بواجبات أخالقية‪،‬‬
‫تخدم مبادئه و تضمن صونها من طرف األستاذ الباحث‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫واجبات األستاذ في‬


‫ظل ميثاق أخالقيات‬
‫و آداب الجامعة‪.‬‬

‫‪ -‬واجب االمتثال أمام الهيئات‬ ‫‪ -‬واجب االتصاف‬


‫‪ -‬واجب التميز بالكفاءة و‬
‫التأديبية‬ ‫بالخلق الحسن لكونه‬
‫الحيادية و النزاهة و االستقاللية‬
‫لمخولة و تقبل القرارات‬ ‫مثال للطالب و قدوة له‪.‬‬
‫و األمانة و حسن النية في أداء‬
‫والعقوبات المتخذة بشأنه في‬ ‫مع االمتثال لمبادئ‬
‫المهام بعناية و فعالية مع حسن‬
‫حالة ارتكابه لخطأ معين‬ ‫ميثاق أخالقيات و آداب‬
‫المعاملة بين الزمالء‬
‫الجامعية‪.‬‬

‫واجب أداء المسؤوليات و المهام‬ ‫‪-‬‬


‫المكلفة له بمصداقية و حرفية‬
‫وسرية مهنية‪ ،‬مع العمل على‬
‫المشاركة في اتخاذ القرارات مع‬
‫خدمة المصالح العامة للجامعة‬

‫‪1‬‬
‫الشكل‪ :‬التزامات األستاذ الباحث في ميثاق أخالقيات المهنة الجامعية‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ - 1‬فرحي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬حقوق والتزامات الموظفين اإلداريين و التقنيين في الجامعة‪:1‬‬


‫ال يعتبر األستاذ الباحث الفاعل الوحيد في الجامعة‪ ،‬و إنما هو على صلة وطيدة‬
‫بالموظفين اإلداريين و التقنيين التابعين للمؤسسات الجامعية‪،‬الذين بدورهم يتمتعون بحقوقهم‬
‫ويؤدون واجباتهم و المتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -0‬حقوق الموظفين اإلداريين و التقنيين في الجامعة‪:‬‬
‫ا‪ -‬الحق في االحترام و التقدير و اإلنصاف‪ :‬حيث أن المعاملة للموظفين اإلداريين و‬
‫في المؤسسات الجامعية يجب أن تكون باحترام و تقدير‪ ،‬و إنصاف من‬ ‫التقنيين‬
‫دون تعسف في حقوقه أو إجحاف فيها‪.‬‬
‫ب‪-‬حق الموظفين و التقنيين الجامعيون أن يعاملوا بحياد و إنصاف خالل عمليات‬
‫التوظيف و التقييم و التعيين و الترقية‪ ،‬و ذلك عن طريق العدالة المهنية و توزيع‬
‫مناصب العمل بصورة عادلة و إعطاء المنصب لمن يستحقه‪ ،‬مع منح الترقية لمن‬
‫يستحقها‪.‬‬
‫جـ‪ -‬حق الموظفين و التقنيين في إدارة الجامعة أن توفر لهم ظروف العمل المالئمة‬
‫و التي تسمح لهم بممارسة مهامهم بعيدا عن الضغوطات‪ ،‬و في هذا اإلطار يمكن‬
‫لهم أن يستفيدوا من فترات تكوين متواصل و تحسين دائم لمؤهالتهم‪ ،‬مع توفير‬
‫الحماية لهم من أي تهديد في إطار ممارسة مهامهم‪.‬‬

‫إن حقوق الموظف اإلداري‪ ،‬والتقني في الجامعة‪ ،‬وبحسب ما يمليه ميثاق األخالقيات‬
‫واآلداب الجامعية الجزائرية‪ ،‬هي تلك الحقوق الخاصة بالتصرفات والسلوكيات للموظف‬
‫والتقني الجامعي سعيا وراء تحسينها وضبطها من كل الخروق واالنحرافات غير األخالقية‪.‬‬

‫‪ -1‬ميثاق أخالقيات وآداب‪ ،‬المهنة الجامعية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫حق التكوين‬
‫المتواصل‬
‫والتحسن العام‬
‫للمؤهالت‬

‫حق المعاملة الغير‬ ‫ميثاق‬ ‫حق المعاملة‬


‫المتغيرة في‬ ‫أخالقيات‬ ‫التي تضمن‬
‫التوظيف والتقييم‬ ‫الجامعة‬ ‫االحترام التقدير‬
‫والتعيين والترقية‪.‬‬ ‫و االتصاف‬

‫حق عدم‬
‫التعرض ألية‬
‫ضغوطات و ال‬
‫تميز في عملهم‬

‫‪1‬‬
‫الشكل‪ :‬حقوق الموظفين اإلداريين في ميثاق أخالقيات المهنة الجامعة‪.‬‬

‫‪ -1‬فرحي‪ ,‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -6‬التزامات الموظفين اإلداريين و التقنيين بالجامعة‪:1‬‬


‫إن دور اإلداريين و التقنيين هو توفير الظروف الالزمة لألساتذة الباحثين لممارسة مهامهم‬
‫اتجاه الطلبة على أكمل وجه‪ ،‬ما يعني توفير أحسن أسباب نجاح الطالب في مساره‬
‫الجامعي‪ ،‬إن هذه المهمة تدخل ضمن الخدمة العمومية التي تضمنها المؤسسة الجامعية‪،‬‬
‫وهذه األخيرة ‪ ،‬ينبغي أن تقوم على احترام القيم األساسية للوظيفة العمومية والمتمثلة في‪:‬‬
‫ا‪-‬الكفاءة‪ :‬و هذا الواجب يشترط فيه أداء المهام باحترافية وتحمل المسؤولية في‬
‫القرار صادر منهم‪ ،‬و كذلك وجوب حسن استعمال و استغالل الموارد والمعلومات التي‬
‫توضع تحت تصرف اإلداريين و التقنيين في الجامعة‪.‬‬
‫ب‪-‬عدم التحيز‪ :‬وجوب التقيد بالحيادية والموضوعية‪ ،‬واتخاذ الق اررات في إطار‬
‫القواعد المعمول بها‪ ،‬و اإلنصاف في معاملة الجميع‪ ،‬وعلى اإلداريون االبتعاد عن‬
‫أي اعتبار حزبي أو تمييز في األوساط الجامعية‪.‬‬
‫جـ‪-‬النزاهة‪ :‬االتصاف بالعدالة و االبتعاد عن أي شكل من أشكال التدين من أي‬
‫شخص كان‪ ،‬الن ذلك قد يؤثر بطريقة غير قانونية على أداء الموظف الجامعي‬
‫لمهامه‪.‬‬
‫د‪ -‬الحترام‪ :‬وجوب التعبير عن التقدير من قبل الموظفين و التقنيين لكل األشخاص‬
‫الذين يتوجهون إليهم إثناء أداء مهامهم‪ ،‬و يظهر من خالل مجاملتهم‪ ،‬و االصغاء‬
‫لهم‪ ،‬الكتمان عن أي معلومات تخصهم‪ ،‬و أداء مهامهم بكل سرعة و بدون‬
‫تماطل‪ ،‬كما يمتنع الموظف عن التدخل في األفعال البيداغوجية و العلمية‪ ،‬و كذا‬
‫على الهيئات اإلدارية لمؤسسات التعليم العالي إن تمتنع بدورها عن أي تدخل في‬
‫هذا المجال‪.‬‬
‫هـ‪ -‬السرية‪ :‬يجب أن تخضع الوثائق الرادارية و التقنية إلى السرية و الكتمان‪.‬‬

‫‪ -1‬ميثاق أخالقيات وآداب المهنة الجامعية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫و‪ -‬الشفافية‪ 1:‬إن هذه النقطة‪ ،‬تكمن أهميتها في جلب ثقة األستاذ و الطالب لإلدارة‬
‫الجامعية ‪ ،‬ما يزيد من عنصر التنسيق و التماسك ببين األسرة الجامعية‪ ،‬حيث‬
‫يعمل هذا األخير (الشفافية) على ضمان سيولة المعلومات المفيدة ألعضاء األسرة‬
‫الجامعية‪ ،‬ما يسهل من عمل األطراف‪ ،‬و يضمن لهم الحرية واالستقاللية‪.‬‬
‫ز‪ -‬حسن األداء‪ :‬إن مكانة مؤسسات التعليم العالي تضمن من خالل كسب ثقة‬
‫الطالب و األستاذ‪ ،‬و ذلك عن طريق تقديم خدمة عمومية من طرف الموظفين‬
‫اإلداريين و التقنيين‪ ،‬تخضع لمعايير النوعية‪ ،‬و وجوب معاملة األشخاص‬
‫المعنيين بكل تقدير و اعتبار‪ ،‬و يعني ذلك معاملة الطالب و األستاذ الباحث‬
‫بلطف و تهذيب من قبل المستخدمين اإلداريين و التقنيين‪ ،‬و يعني هذا وجوب‬
‫السرعة و أداء المهام المسندة إليهم و الخاصة بالطلبة‪ ،‬و األساتذة و تسليمهم‬
‫إياها في أقرب األجيال الممكنة‪.‬‬

‫يمكن القول أن واجبات الموظفين اإلداريين و التقنيين في الجامعة‪ ،‬والمذكورة في ميثاق‬


‫األخالقيات الجامعية‪ ،‬تتوافق مع أحكام األمر ‪ 60 -60‬المتضمن القانون األساسي للوظيفة‬
‫العمومية‪ ،‬مع العلم أن المؤسسة الجامعية و الموظف الجامعي والتقني يخضعون لهذا‬
‫القانون‪ ،‬كونهم يقدمون خدمة عمومية لصالح العام والمتمثلة في تكوين النخب‪ ،‬والمساهمة‬
‫في التنمية االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -1‬ميثاق أخالقيات وآداب المهنة الجامعية‪ ،‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬حقوق وواجبات الطالب في ميثاق أخالقيات المهنة الجامعية‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -0‬الحقوق‪:‬‬
‫يجب أن تتوفر للطالب ك ّل الشروط الالّزمة قصد السماح له باالنسجام ضمن الجامعة‬
‫باعتباره المتلقي األساسي للمعرفة‪ ،‬ويتم ذلك ضمن توفير له حقوقه والمتمثلة في‪:‬‬
‫أ‪ -‬حقوقه من حيث المبادئ‪:‬‬
‫‪ -‬حقّه في التّعليم واعداد للبحث تحت أطر نوعية قائمة على مناهج بيداغوجية حديثة‬
‫ومالئمة‪ ،‬وعلى األسرة الجامعية إيالء االحترام للطالب وحفظ كرامته‪.‬‬
‫التميز العنصري‪.‬‬
‫ألي شكل من أشكال ّ‬
‫يتعرض ّ‬
‫‪ -‬من حقّه أن ال ّ‬
‫الرأي في ظ ّل احترام القواعد المتعلّقة بواجباته‪.‬‬
‫‪ -‬تمتعه بحرّية التّعبير و ّ‬
‫‪2‬‬
‫ب‪ -‬حقوق من حيث الجوانب البيداغوجية‪:‬‬
‫‪ -‬حقّه في التّعليم الحديث والحصول على تقييم منصف وحيادي‪.‬‬
‫السنة الجامعية‪.‬‬
‫‪ -‬الحصول على مضمون برنامج دراسي منذ بداية ّ‬
‫النموذجي‪ ،‬وجدول أو سلّم تنقيط لالختبار‪،‬‬
‫‪ -‬حقّه في استالم نقاطه مع تصحيحها ّ‬
‫‪ -‬حقه في الطعن في حالة ما اعتبر نفسه مظلوما أثناء تصحيح االختبار‪.‬‬
‫‪ -‬حقه في موضوع بحث وأن يحظى بالتأطير الالّزم‪.‬‬

‫جـ‪ -‬من حيث وسائل العمل‪:‬‬


‫‪ -‬حقه في االضطالع على النظام الداخلي الخاص بمؤسسته والتي ينتمي إليها‪ ،‬باإلضافة‬
‫التعرف إليها‪.‬‬
‫إلى ّ‬
‫حق الطالب أن يدرس في محيط نظيف وآمن‪.‬‬
‫‪ -‬من ّ‬
‫‪ -‬من حقه االستفادة من المكتبة ومركز الحسابات‪.‬‬

‫‪ -1‬ميثاق أخالقيات وآداب المهنة الجامعية‪ ،‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ 2 -‬ميثاق أخالقيات وآداب المهنة الجامعية‪ ،‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫د‪ -‬التنظيم الطالبي‪:‬‬


‫طالبية‪ ،‬كما يشجع على انتخاب ممثليه في اللّجان‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬من حقه المشاركة في إنشاء جمعيات‬
‫البيداغوجية دون ضغوطات‪.‬‬

‫‪ -‬حصة في التعليم تحت أطر نوعية‬


‫قائمة على مناهج بيداغوجية حديثة‪.‬‬
‫‪ -‬االحترام وحفظ الكرامة‪.‬‬
‫‪ -‬الحق في العدالة‪.‬‬
‫حقوق من حيث المبدأ‬ ‫‪ -‬حقه في حرية التعبير‪.‬‬

‫‪ -‬حقه في التقييم المنصف‪.‬‬


‫‪ -‬الحصول على البرنامج الدراسي‪.‬‬
‫حقوق من حيث وسائل‬ ‫‪ -‬حقه في تسليم التقاطه بالتصحيح‪.‬‬
‫العمل‬ ‫‪ -‬حقه النموذجي وسلم التنقيط‪.‬‬
‫‪ -‬حق الطعن في حالة خطئ في التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬حقه في التأطير الالزم‪.‬‬
‫حقوق الطالب في‬
‫الميثاق‬
‫حقوق من حيث وسائل‬
‫‪ -‬ح ّقه في اإلطالع على نظامه الداخلي‬
‫العمل‬
‫للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬حقّه في الدراسة بمحيط نظيف وآمن‪.‬‬
‫حقوق االنتماء إلى التنظيم‬ ‫‪ -‬ح ّقه في االستفادة من الملكية ومراكز‬
‫الطالبي‬ ‫الحسابات‪.‬‬

‫‪ -‬حقه باالنخراط في جمعيات‪.‬‬

‫الشكل‪ :‬حقوق الطالب في ميثاق أخالقيات المهنة الجامعية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -6‬الواجبات‪:‬‬
‫كما للطالب حقوق يتمتع بها‪ ،‬له واجبات والتزامات من الضروري االمتثال لها‪:‬‬
‫أ‪ -‬واجبات الطالب من حيث المبادئ‪:‬‬
‫‪ -‬احترام نزاهة وكرامة األسرة الجامعية‪.‬‬
‫‪ -‬احترام التنظيم المعمول به‪.‬‬
‫‪ -‬احترام حقوق األسرة الجامعية في حرية التعبير ِ‬
‫(احترام الرأي اآلخر)‪.‬‬ ‫ّ‬

‫السلوك األخالقي‪:‬‬
‫ب‪ -‬واجباته من حيث ّ‬
‫‪ -‬تقديم معلومات صحيحة ودقيقة عن تسجيله‪.‬‬
‫‪ -‬التّحلي باألخالق الحسنة في ك ّل أعماله ونشاطاته‪.‬‬

‫‪ -‬عدم الغش وِاجتناب ّ‬


‫السرقة العلمية (مثال القرار الوزاري ‪ 900‬متضمن للسرقة العلمية)‪.‬‬

‫جـ‪ -‬واجباته ناحية المحيط‪:‬‬


‫تصرفه وفي خدمته‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬وجوب تفادي أي إتالف أو تدمير للمرافق والعتاد الموضوع تحت‬
‫واحترام قواعد النظافة واألمن داخل المؤسسة‪.‬‬

‫د‪ -‬واجباته ناحية العقوبات‪:‬‬


‫‪ -‬احترام قرار المجلس التأديبي مهما كانت نتائجه‪ ،‬ألن تسطير العقوبات في حالة‬
‫الخروقات من صالحيات المجلس‪ ،‬وتصل العقوبة إلى درجة الفصل والطّرد من الجامعة‪.‬‬

‫‪ -- 1‬ميثاق أخالقيات وآداب المهنة الجامعية‪ ،‬مرجع نفسه‬

‫‪90‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬احترام األسرة الجامعية‪.‬‬


‫‪ -‬اِحترام النظام الداخلي والمعمول به‪.‬‬
‫‪ -‬اِحترام حقوق األسرة الجامعية‪.‬‬
‫‪ -‬حرية إبداء الرأي‪.‬‬
‫واجبات من حيث المبادئ‬

‫‪ -‬تقديم معلومات صحيحة عند التسجيل‬


‫الجامعي‪.‬‬
‫واجبات من حيث السلوك‬ ‫‪ -‬التحلي بالسّلوك واألخالق أو تدمير‬
‫األخالقي‬ ‫للمرافق والعتاد الجامعي‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الغش واجتناب السّرقة العلمية‪.‬‬
‫واجبات الطالب في‬
‫ميثاق أخالقيات‬
‫‪ -‬وجوب تفادي أي إتالف أو تدمير‬
‫وآداب المهنة‬ ‫واجبات من ناحية المحيط‬
‫للمرافق والعتاد الجامعي‪.‬‬
‫الجامعية‬
‫‪ -‬وجوب احترام قواعد النظافة واألمن‬
‫داخل المؤسسة‪.‬‬
‫واجبات من حيث‬
‫العقوبات‬
‫‪ -‬احترام قرار المجلس التأديبي في‬
‫حالة وجود أي انحراف أو أخالقي‬
‫أو خرق للنظام المعمول به‪.‬‬

‫الشكل واجبات الطالب في ميثاق األخالقيات الجامعية‪.‬‬


‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين ‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الداعم لميثاق أخالقيات وآداب المهنة‬


‫المطلب الرابع‪ :‬محتوى القرار الوزاري ‪ّ 433‬‬
‫بالسرقة العلمية‪.‬‬
‫الجامعية والمتعلّق ّ‬
‫أن التجاوزات‬
‫بالرغم من صدور ميثاق أخالقيات وآداب المهنة الجامعية‪ ،‬إالّ ّ‬
‫ّ‬
‫توسع على حساب التحصيل العلمي‪ ،‬ما دفع‬
‫واالنحرافات ال تخدم مبادئ الميثاق‪ ،‬وهي في ّ‬
‫يدعم ميثاق األخالق في الوسط الجامعي‪.‬ويتعلق األمر بالقرار‬
‫إلى صدور قرار وزاري‪ّ ،‬‬
‫السرقة‬
‫المحدد للقواعد المتعلّقة بالوقاية من ّ‬
‫الوزاري رقم ‪ 433‬المؤرخ ‪ 61‬جويلية ‪ ،6102‬و ّ‬
‫العلمية ومكافحتها‪.‬‬
‫السرقة العلمية حسب ما ورد في القرار الوزاري ‪( 433‬المادة ‪:)13‬‬
‫أ‪-‬تعريف ّ‬

‫وغش في األعمال العلمية من قبل الطالب‪،‬‬


‫السرقة العلمية هي‪ :‬تزوير وانتحال للنتائج‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫أو األستاذ الباحث‪ .‬و قد قدم القرار تعريفا دقيقا للسرقة العلمية في المادة (‪ ،)0‬مع تحديد‬
‫جوانبها و يتمثل هذا المفهوم في‪«:‬كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ‬
‫الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو كل من يشارك في عمل ثابت لالنتحال‬
‫وتزوير النتائج أو غش في األعمال العلمية المطالب بها أو في أي منشورات علمية أو‬
‫‪1‬‬
‫بيداغوجية أخرى»‪.‬‬

‫كما عرفت على أنها ”‪:‬استخدام غير معترف به ألفكار وأعمال اآلخرين يحدث بقصد أو‬
‫‪2‬‬
‫غير قصد‪ ،‬وسواء أكانت السرقة مقصودة أو غير مقصودة يمثل انتهاكا أكاديميا خطيرا"‪.‬‬

‫ب‪-‬أنواع السرقة العلمية تبعا للقرار الوزاري رقم‪.433 :‬‬

‫حدد القرار مجموعتين من اشكال السرقة العلمية وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪( ،‬القرار الوزاري ‪ 900‬المتعلق بالوقاية‬
‫من السرقة العلمية ومكافحتها‪،‬المؤرخ في‪ 42 :‬جويلية ‪, 4600‬المادة(‪,)0‬ص‪.0.‬‬
‫‪ -2‬امال ينون "ميثاق أخالقيات االستاذ الجامعي نحو محاربة جريمة السرقة العلمية في الجزائر"‪ ,‬في‪:‬‬
‫‪ http :// jilrc.com‬ص‪.9.‬‬

‫‪92‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المجموعة األول ‪ :1‬وتشمل‪:‬‬


‫اقتباس كلي أو جزئي ألفكار أو معلومات أو نص أو فقرة أو مقطع‬ ‫‪‬‬

‫من مقال منشور‪ ،‬أو من كتب أو مجالت أو دراسات أو تقارير أو‬


‫من مواقع الكترونية أواعادة صياغتها دون ذكر مصدرها وأصحابها‬
‫األصليين؛‬

‫اقتباس مقاطع من وثيقة دون وضعها بين شولتين ودون ذكر مصدرها وأصحابها‬ ‫‪‬‬

‫األصليين؛‬
‫استعمال معطيات خاصة دون تحديد مصدرها وأصحابها األصليين؛‬ ‫‪‬‬

‫استعمال برهان أو استدالل معين دون ذكر مصدره وأصحابه األصليين؛‬ ‫‪‬‬

‫نشر نص أو مقال أو مطبوعة أو تقرير أنجز من طرف هيئة أو مؤسسة واعتباره‬ ‫‪‬‬

‫عمال شخصيا؛‬
‫استعمال إنتاج فني معين أو إدراج خرائط أو صور أو منحنيات بيانية أو جداول‬ ‫‪‬‬

‫إحصائية أو مخططات في نص أو مقال دون اإلشارة إلى مصدرها وأصحابها‬


‫األصليين؛‬
‫الترجمة من إحدى اللغات إلى اللغة التي يستعملها الطالب أو األستاذ الباحث أو‬ ‫‪‬‬

‫األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم بصفة كلية أو جزئية دون ذكر‬
‫المترجم والمصدر‪.‬‬

‫المجموعة الثانية‪ :‬وتتضمن‪:2‬‬

‫قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو أي‬ ‫‪‬‬

‫شخص آخر بإدراج اسمه في بحث أوأي عمل علمي دون المشاركة في إعداده؛‬

‫‪ -1‬القرار الوزاري ‪ 900‬المتعلق بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪،‬المؤرخ في‪ 42 :‬جويلية ‪, 4‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.2.‬‬
‫‪ -2‬المكان نفسه‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫قيام الباحث الرئيسي بإدراج اسم باحث آخر لم يشارك في انجاز العمل بإذنهأو دون‬ ‫‪‬‬

‫إذنه بغرض المساعدة على نشر العمل استنادا لسمعته العلمية؛‬


‫قيام األستاذ الباحث أواألستاذ الباحث الجامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص آخر‬ ‫‪‬‬

‫بتكليف الطلبة أو أطرافا أخرى بانجاز أعمال علمية من أجل تبنيها في مشروع بحث‬
‫أو انجاز كتاب علمي أو مطبوعة بيداغوجية أو تقرير علمي؛‬
‫استعمال األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو‬ ‫‪‬‬

‫أي شخص آخر أعمال الطلبة ومذكراتهم كمداخالت في الملتقيات الوطنية والدولية‬
‫أو لنشر مقاالت علمية بالمجالت والدوريات‪.‬‬

‫ج‪ -‬تدابير الوقاية من السرقة العلمية‪:‬‬

‫تلزم مؤسسات التعليم العالي و البحث العلمي باتخاذ تدابير تحسيس وتوعية في وهذه في‬
‫‪1‬‬
‫المادة (‪ )2‬من القرار رقم ‪ 900‬على النحو التالي‪:‬‬

‫تنظيم دورات تدريبية لفائدة الطلبة واألساتذة الباحثين والباحثين‬ ‫‪‬‬

‫الدائمين حول قواعد التوثيق العلمي وكيفية تجنب السرقات العلمية؛‬


‫تنظيم ندوات وأيام دراسية لفائدة الطلبة واألساتذة الباحثين والباحثين الدائمين الذين‬ ‫‪‬‬

‫يحضرون أطروحات الدكتوراه؛‬


‫إدراج مقياس أخالقيات البحث العلمي والتوثيق في كل أطوار التكوين العالي؛‬ ‫‪‬‬

‫إعداد أدلة إعالمية تدعيمية حول مناهج التوثيق وتجنب السرقات العلمية في البحث‬ ‫‪‬‬

‫العلمي‪.‬‬
‫إدراج عبارة التعهد بااللتزام بالنزاهة العلمية والتذكير باإلجراءات القانونية في حالة‬ ‫‪‬‬

‫ثبوت السرقة العلمية في بطاقة الطالب وطيلة مساره الجامعي‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه ‪ ,‬ص‪0.‬‬

‫‪94‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تاطير التكوين في الدكتوراه وانشطة البحث العلمي حيث نصت المادة (‪ )65‬على‬ ‫‪‬‬

‫مراعات االحكام التنظيمية المتعلقة بالتكوين فيها وتنظيم نشاطات البحث‪ ،‬حيث‬
‫‪1‬‬
‫تتولى المجالس العلمية في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي مايلي‪:‬‬

‫‪ ‬مراعاة قدرات التأطير في المؤسسة‪ ،‬تحديدا عدد مذكرات الماستر‬


‫وأطروحات الدكتوراه التي يمكن اإلشراف عليها من قبل كل أستاذ باحث أو‬
‫باحث دائم مؤهل؛‬
‫‪ ‬احترام تخصص كل أستاذأو باحث دائم عند تكليفهم باإلشراف على‬
‫نشاطات وأعمال البحث‪.‬‬
‫‪ ‬تشكيل لجان المناقشة والخبرة العلمية من بين الكفاءات المختصة في‬
‫ميدانها العلمي السيما بالنسبة لألطروحات‪ ،‬المذكرات‪ ،‬مشاريع البحث‪،‬‬
‫المقاالت‪ ،‬المطبوعات البيداغوجية‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار موضوعات مذكرات التخرج ومذكرات الماستر وأطروحات الدكتوراه‪،‬‬
‫استنادا إلى قاعدة بيانات بعناوين المذكرات واألطروحات وموضوعاتها التي‬
‫تم تناولها من قبل من أجل تجنب عمليات النقل من االنترنت والسرقة‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ ‬الزام طالب الدكتوراه باالمضاء على ميثاق االطروحة‪.‬‬
‫‪ ‬إلزام الطالب واألستاذ الباحث والباحث الدائم بتقديم تقرير سنوي عن حالة‬
‫تقدم أعمال البحث أمام الهيئات العلمية من أجل المتابعة والتقييم حسب‬
‫الكيفيات المنصوص عليها في التنظيم الساري المفعول‪.‬‬

‫كما نصت المادة (‪ )60‬من القرار على اتخاذ تدابير الرقابة التالية‪: 2‬‬

‫تأسيس على مستوى موقع كل مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬قاعدة بيانات‬ ‫‪‬‬

‫لكل األعمال المنجزة من قبل الطلبة واألساتذة الباحثين واألساتذة الباحثين‬

‫نفسه‪..‬ص‪2.‬‬
‫‪-1‬مرجع‬
‫‪-2‬مرجع نفسه‪.‬ص‪.‬ص‪.7-2.‬‬
‫‪95‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫االستشفائيين الجامعيين والباحثين الدائمين يشمل مذكرات التخرج‬


‫(الماستر‪,‬الماجستير‪,‬الدكتوراه) و تقارير التربصات الميدانية و مشاريع البحث ‪.‬‬
‫تأسيس لدى كل مؤسسات التعليم العالي ومؤسسات البحث‪ ،‬قاعدة بيانات رقمية‬ ‫‪‬‬

‫ألسماء األساتذة الباحثين واألساتذة الباحثين االستشفائيين الجامعيين والباحثين‬


‫الدائمين حسب شعبهم وتخصصاتهم…الخ؛‬
‫شراء حقوق استعمال مبرمجات معلوماتية كاشفة للسرقات العلمية بالعربية واللغات‬ ‫‪‬‬

‫األجنبية أو استعمال البرمجيات المجانية المتوفرة في شبكة االنترنت…الخ‪.‬‬

‫من خالل ما سبق يتضح ان السرقة العلمية ثقافة يصعب التخلي عنها ما يؤدي إلى صعوبة‬
‫مكافحتها فهي بمثابة تحدي يواجه مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي من أجل تطبيق‬
‫هذه اإلستراتيجية خاصة مع ما يبرزه الواقع من ممارسات متأصلة في المؤسسات الجامعية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬مجلس أخالقيات المهنة الجامعية‪.‬‬
‫نصت المادة (‪ )62‬من القرار المتعلق بالسرقة العلمية و مكافحتها على ضرورة انشاء‬
‫مجلس اداب و أخالقيات المهنة الجامعية‪.‬‬
‫أما المادة (‪ ، )69‬فحددت أعضاء المجلس والذين ينتمون لتخصصات مختلفة‪ ،‬وفق المعايير‬
‫التالية ‪:‬‬

‫النزاهة العلمية؛‬ ‫‪‬‬

‫عدم التعرض ألية عقوبة تأديبية تتعلق بأخالقيات المهنة وآدابها؛‬ ‫‪‬‬

‫السيرة األكاديمية والعلمية؛‬ ‫‪‬‬

‫االنتماء لذوي الرتب العليا في المؤسسة‬ ‫‪‬‬

‫التعهد الكتابي بااللتزام بقواعد النزاهة والسرية والموضوعية واإلنصاف في العمل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-- 1‬مرجع نفسه‪.‬ص‪.‬ص‪.2-0.‬‬

‫‪96‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أما المادة (‪ ، )06‬فحددت كيفية اختيار أعضاء المجلس‪ .‬في حين حددت المادة (‪ )00‬من‬
‫يرأس المجلس والمادة(‪ )04‬تحدد عهدة أعضاء المجلس التي تصل (‪ )62‬سنوات قابلة‬
‫للتجديد مرة واحدة فقط‪.‬‬

‫مهام المجلس‪ :‬لخصت المادة (‪)00‬من القرار‪ ،‬المهام الموكلة للمجلس والممثلة في‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫دراسة كل إخطار بالسرقة العلمية واجراء التحقيقات والتحريات الالزمة بشأنها؛ تقدير‬ ‫‪‬‬

‫درجة عدم االلتزام بقواعد األخالقيات المهنية والنزاهة العلمية لكل حالة تعرض عليه؛‬
‫تقدير درجة الضرر الالحق بسمعة المؤسسة وهيئاتها العلمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إحالة كل حالة تتعلق بالسرقة العلمية على الجهات اإلدارية المختصة في المؤسسة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫متب وعة بتقرير مفصل يبين حاالت االنتحال والسرقة العلمية في العمل موضوع‬
‫اإلحالة‪.‬‬

‫يمكن القول ان لمجلس أخالقيات المهنة الجامعية دور مهم في تخفيف العناء على‬
‫الجامعة في مكافحة التجاوزات االخالقية عامة و السرقة العلمية خاصة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬واقع الجامعة الجزائرية من أخالقيات الوظيفة‪:‬‬


‫تعتبر الجزائر من احدى الدول التي انتشر فيها الفساد بشكل كبير واحتلت المراتب‬
‫األخيرة في تصنيف منظمة الشفافية الدولية‪ ،‬إذ صنفت في المرتبة ‪ 065‬من أصل ‪012‬‬
‫دولة‪,‬سنة ‪ ،4606‬و أفادت اإلحصائيات التي أجرتها و ازرة العدل الجزائرية بان قضايا‬
‫اختالس األموال العمومية و سوء استغالل الوظيفة و رشوة الموظفين هي أهم أشكال‬
‫الفساد‪,‬حيث فصلت المحاكم الجزائرية في نفس السنة في ‪ 922‬قضية فساد و حكمت‬
‫‪1‬‬
‫باإلدانة ضد ‪ 0054‬متهما ‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 4600‬صنفت حسب منظمة الشفافية الدولية في المرتبة ‪ 004‬من‪020‬‬
‫دولة من أكثر البلدان من حيث الفساد في العالم‪ 2.‬في سنة ‪ 4604‬احتلت الجزائر المرتبة‬
‫‪ 065‬عالميا ب‪ 0.2‬نقطة في مؤشر الفساد‪.‬و‪3‬في سنة ‪ 4600‬احتلت المرتبة ‪000‬حسب‬
‫مؤشر إدراك الفساد لمنظمة الشفافية الدولية ‪,‬حيث كشف البنك العالمي ‪ %46‬من النفقات‬
‫العمومية في قطاع الصحة تضيع بسبب سوء التسيير و التكاليف اإلضافية‪,4.‬باإلضافة إلى‬
‫‪ %41.24‬الستغالل النفوذ وسوء استعمال السلطة ‪ % 02.54,‬رشوة ‪ %9.09,‬اختالس‬
‫‪5‬‬
‫‪ %0.40,‬فساد أخالقي ‪.‬‬

‫‪" -1‬الجزائر تفند تقرير منظمة الشفافية الدولية حول الفساد‪ " ,‬التحاد‪, )4600\04\69( ,‬في‪:‬‬
‫‪. http ://www.alittihad.ae/mobile‬‬
‫‪"-2‬الجزائر تفند تقرير منظمة الشفافية الدولية حول الفساد‪ " ,‬التحاد‪, )4600\04\69( ,‬في‪:‬‬
‫‪. http ://www.alittihad.ae/mobile‬‬
‫‪-3‬مصطفى قطبي ‪ ",‬الفساد في العالم العربي"‪,‬في‪http://www.djazairess.com.2013.:‬‬
‫‪-4‬محمد شراق ‪",‬تقرير قسنطيني يعيد مكافحة الفساد إلى نقطة الصفر"‪,‬جريدة الخبر‪)01\08\2014(,‬‬
‫في‪http ://www.djazairess.com :‬‬
‫‪5‬‬
‫الصحافة المكتوبة لظاهرة الفساد‪ ،‬صحيفة الشروق اليومي نموذجا"‪ ،‬مجلة‬
‫‪ -‬قسمية متوبية‪ ،‬بركات نوال‪" ،‬تناول ّ‬
‫الدراسات والبحوث الجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،60‬سبتمبر ‪ ،4600‬ص ص‪.042 -041 .‬‬

‫‪98‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وفي سنة ‪ 4605‬كانت الجزائر حسب منظمة الشفافية الدولية لمؤشر الفساد في رتبة‬
‫‪1‬‬
‫‪ 22‬من‪ 002‬بلد‪.‬‬
‫اما في سنة ‪ 4600‬احتلت المرتبة ‪ 062‬عالميا ب‪ 02‬نقطة حسب تقرير منظمة‬
‫‪2‬‬
‫الشفافية الدولية ‪.‬‬
‫يوظف قطاع التعليم العالي ‪ 010.100‬موظف(حسب احصائيات ‪ ،)34602‬تتكون‬
‫من ‪ 060‬مؤسسة موزعة على ‪ 22‬والية عبر التراب الوطني‪ ،‬تضم ‪ 56‬جامعة‪ 00 ،‬مرك از‬
‫جامعيا و‪ 46‬مدرسة وطنية عليا‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 06‬مدارس عليا ‪ 00،‬مدرسة عليا لألساتذة‬
‫‪4‬‬
‫و ملحقين جامعيين‪.‬‬
‫بالرغم من غياب االحصائيات حول الفساد في الجامعات الجزائرية‪ ،‬إال أن تفاقم هذه الظاهرة‬
‫ال يمكن تجاهله‪ .‬ومن بين أهم التجاوزات التي تشهدها نذكر ما يلي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أوجه الفساد في الجامعة الجزائرية‪.‬‬
‫‪-0‬السرقة العلمية‪.‬‬

‫في وقت تفشت هذه الظاهرة في أوساط الجامعة الجزائرية ال زالت و ازرة التعلم العالي‬
‫والبحث العلمي تتعامل بأسلوب التعليمات التي بقيت مجرد حبر على ورق‪ ،‬وعجزت عن‬
‫وزرة‬
‫إيجاد حلول للقضاء على هذا الوباء الذي تفشى في الجامعة الجزائرية‪ ،‬مع إستمرار ا‬
‫التعليم العالي في تجاهل الظاهرة‪ ،‬وعدم تقديم إحصائيات عن حجمها ‪ ،‬بل تعتقد أن‬
‫السرقات العلمية في الجزائر ليست سوى بعض السرقات التي ال تكاد تذكر إذا ما قارناها بما‬

‫‪"-1‬تصنيف الجزائر في سلم الفساد "‪,‬في‪www.Eldjazeera.com :‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-‬التصنيف العالمي للفساد لسنة ‪, 4600‬في‪https ://www.irfaasawtak.com.2017/01/25:‬‬
‫‪3‬‬
‫عمال وموظف الوظيفة العمومية لـ ‪ 00‬مارس ‪www.dzemploi.org/2016/03 ،4600‬‬
‫‪ -‬تعداد ّ‬
‫الشبكة الجامعية في الجزائر‪,‬في ‪:‬توزيع‪www.mesrs.dz‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪99‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يحدث في العالم‪. 1‬‬


‫ومن بين التعليمات التي أصدرتها و ازرة التعليم العالي الجزائرية التعليمة التي تحمل رقم‬
‫‪ 092‬يوم ‪ 40‬أبريل ‪ ،4605‬طالبت فيها بضرورة تطبيق أقصى درجات الصرامة ومراقبة‬
‫أمر لجميع‬
‫التربصات بالخارج وتضمنت التعليمة شروطًا جديدة‪ ،‬كما وجهت الو ازرة ًا‬
‫الجامعات بالعمل عبر الوسائل اإللكترونية ذلك لتقييم المهمات والتربصات بصفة منتظمة‬
‫ومباشرة‪.2‬‬

‫في بعض‬ ‫ومن ابرز األمثلة الواقعية نجد ‪ :‬ممارسة العديد من األساتذة الجامعيين‬
‫الجامعات الجزائرية سرقات علمية سواء بالنقل الحرفي أو الترجمة من اللغات األجنبية إلى‬
‫العربية باإلضافة إلى عمليات اللصق و النسخ‪ ،‬كأستاذ جامعة الشلف الذي قام بسرقة اغلب‬
‫ما ورد في كتاب تصرفات الرسول (ص) باإلمامة لصاحبه وزير الخارجية المغربي السابق‬
‫سعيد الدين العثماني الذي استنكر هذا الفعل الالاخالقي ما استدعى جامعة الجزائر إلى‬
‫تقديم اعتذار رسمي مكتوب للمؤلف و إرسال ملف كامل لو ازرة التعليم العالي من اجل اتخاذ‬
‫‪3‬‬
‫اإلجراءات القانونية المنصوص عليها و تطبيق العقوبات الردعية‪.‬‬

‫في إطار البحث عن نسبة التجاوزات المتعلقة بالسرقة العلمية‪ ،‬وفي ظل غياب‬
‫أعدها األستاذ الجامعي خالد عبد السالم من جامعة‬
‫االرقام الرسمية‪ ،‬كشفت دراسة ّ‬
‫أن “نسبة إستنساخ الرسائل الجامعية بلغت أزيد من ‪ ،%15‬وهذا بعد دراسة عينة‬
‫سطيف‪ّ ،4‬‬
‫من ‪ 066‬طالب من مستويات الماجستير والدكتوراه من سبعة تخصصات‪ ،‬من مختلف‬

‫‪ -1‬السرقات العلمية في الجزائر (‪ .. )٢‬كيف ضربت مصداقية التعليم؟ ‪http://zedni.com‬‬

‫‪-2‬مرجع نفسه‪ .‬ص‪.42‬‬


‫‪-3‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجامعات‪ ،‬في فترة ‪ 4604 -4662‬ومثلت في مستوى الليسانس ‪ ،%56‬ومستوى‬


‫‪1‬‬
‫الماجستير ‪ ،%46‬و‪ %06‬دكتوراه‪.‬‬
‫التخرج في ‪4602 -4600‬‬
‫ّ‬ ‫وفي دراسة أخرى أوردت أن ‪ %06‬من مذكرات ورسائل‬
‫سرقت حرفيا منها أزيد من ثالث مطبوعات‪ .‬ومثال ذلك ما حدث بجامعة عبد الرحمن ميرة‬
‫بجاية‪ ،‬طالبتان تنسخان وتترجمان مذكرة مكتوبة باللغة الفرنسية إلى العربية‪ ،‬وهذا في‬
‫اختصاص الهندسة الميكانيكية مع العلم بأن األستاذة المشرفين كانوا على علم بالخطأ‬
‫(‪)2‬‬
‫تخرجه في‬
‫وتستروا عليه ‪.‬باإلضافة إلى أحد الطلبة بجامعة بورج بوعريرج بنسخ مذكرة ّ‬
‫عبر األستاذ‬
‫شهادة الليسانس من رسالة ماجستير‪ ،‬نوقشت في إحدى جامعات الجزائر وقد ّ‬
‫جراء ذلك‪.3‬‬
‫المشرف عليه‪ ،‬باألسى الذي انتابه ّ‬

‫وفي نهاية شهر نوفمبر ‪ ،4602‬ألغى المجلس العلمي لكلية الحقوق فرع تأمينات‬
‫بالجزائر‪ 0 ،‬رسائل ماجستير‪ ،‬بعد أن تبين أن مذكرات التخرج ووفقًا لتقارير علمية منسوخة‬
‫من أعمال أخرى‪ ،‬ما استدعى إقصاء أصحابها من التسجيل في طور ما بعد التدرج‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫واحالتهم إلى المجلس األخالقي للجامعة بتهمة السرقة العلميةـ‬

‫وعرفت جامعة سعد دحلب بالبليدة‪ ،‬سرقة علمية سنة ‪ ،4600‬بطلها أستاذ قام بنسخ‬
‫أبواب وفصول من ‪ 0‬كتب مختلفة ومن أطروحة دكتوراه للباحثة المصرية‪ ،‬نعمت عبد‬
‫اللطيف مشهور‪ ،‬بشكل حرفي‪ ،‬ونقلها إلى رسالة الدكتوراه الخاصة به‪ ،‬التي دار موضوعها‬
‫حول الزكاة في الجزائر‪ ،‬وقام األستاذ بسرقة الفصل المتعلق بتجربة بيت الزكاة الكويتي‬
‫وتجربة اليمن‪ ،‬من كتاب “اإلطار المؤسسي للزكاة‪ :‬أبعاده ومضامينه”‪ ،‬لكاتبيه الجزائريين‬

‫‪ -1‬السرقات العلمية في الجزائر ‪http://www.huffpostarabi.com 4601/64/04‬‬


‫(‪ -)2‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪-3‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -4‬السرقات العلمية في الجزائر‪... 4‬كيف ضربت مصداقية التعليم ?مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫حرفيا في أطروحته “تجربة اليمن” من الكتاب‬


‫ً‬ ‫بوعالم بن جياللي ومحمد العلمي‪ ،‬كما نقل‬
‫‪1‬‬
‫نفسه وذلك من الصفحة ‪ 056‬إلى الصفحة ‪ 006‬دون اإلشارة إلى صاحب المرجع ‪.‬‬

‫ترجع السرقة العلمية ‪ ,‬إلى دوافع كثيرة‪ ،‬حيث يرى بعض األساتذة أن عامل الوقت‬
‫يلعب دو ار مهما في اللجوء إلى السرقة العلمية ‪,‬و هذا الجانب أكثر وضوحا في اإلشراف‬
‫على مذكرات طلبة الدراسات العليا (ماجستير)‪ ,‬و مذكرة الماستر للنظام الجديد أين يكون‬
‫األستاذ منشغال بأموره الشخصية و العملية ‪ ,‬ما يدفع الطالب إلى البحث عن أساليب تسهل‬
‫عليه انجاز أطروحته ‪ ,‬و تقديمها في أجالها المحددة باإلضافة إلى الدوافع التسيب‬
‫الوظيفي‪,‬حيث إن تراجع أهمية وظيفة األستاذ أدى إلى سوء المردودية في ظل األساليب‬
‫اإلدارية‪ ,‬المعتمدة في التوظيف و البيروقراطية‪,‬في تطبيق القوانين الداخلية للجامعة على‬
‫جميع األساتذة بنفس األسلوب‪.‬‬
‫كما ان غياب األجهزة الرقابية و المساءلة ألداء الوظيفة لكل األساتذة الجامعيين دو ار‬
‫محوريا في تفشي السرقة العلمية بكل أنواعها‪ ,‬وعدم احترام مواقيت العمل ‪,‬الغيابات الواضحة‬
‫‪,‬التواطؤ اإلداري ‪,‬في ظل المحسوبية‪ ,‬باإلضافة إلى الدوافع المادية‪,‬في السعي لالرتقاء و‬
‫تحصيل درجات وظيفية أعلى ‪,‬و االستفادة من المزايا التي تمنحها الجامعة‪,‬خاصة فيما‬
‫يرتبط بالتربصات في الخارج‪ 2.‬باإلضافة إلى عامل اساسي وهوتراجع الوازع األخالقي‬
‫والديني لدى الفرد‪.‬‬

‫‪ -1‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -2‬ينون‪,‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪-6‬العنف في الوسط الجامعي‪:‬‬


‫يعتبر العنف ظاهرة متجذرة في الجامعة الجزائرية بكل أشكاله لفظي‪ ،‬جسدي‬
‫ومعنوي‪ ،‬وباتت ظاهرة يومية‪ ،‬ولعل أحسن األمثلة التي يمكن ذكرها‪ :‬أعمال ال ّشغب مثل‬
‫بكلية العلوم السياسية ‪ ،‬باعتداء عنيف‬
‫أعمال العنف الخطيرة التي وقعت بجامعة الجزائر‪ّ ،0‬‬
‫ضد األستاذة داخل الحرم الجامعي‪ ،‬من طرف شباب بعضهم طالّب في الجامعة وبعضهم‬
‫ّ‬
‫تعرض األساتذة إلى إصابات بجروح (‪.)1‬‬
‫غرباء بحيث ّ‬
‫باالضافة الى ظاهرة اغتيال االساتذة مثل حادث قتل االستاذ "قراوي بشير حسن"‬
‫بجامعة عين الدفلى من طرف طالبين ‪,‬بعدما اكتشف غشهما في االمتحان وكان ينوي‬
‫‪2‬‬
‫احالتهما للمجلس التاديبي‪.‬‬
‫كما ال تخلو الجامعات الجزائرية من ظاهرة التحرش ‪,‬حيث كشفت دراسة اعدها مركز‬
‫البحث في األخالقيات االجتماعية و الثقافية ﺃن ‪ 41‬بالمائة من الطالبات قلن ﺃنهن تعرضن‬
‫‪3‬‬
‫لتحرش جنسي داخل الحرم الجامعي من طرف بعض المسؤولين اإلداريين و حرس االمن‪.‬‬
‫ومع استفحال ظاهرة العنف في مختلف الجامعات‪ ،‬أجمع أساتذة القطاع على وجوب‬
‫حد للعوامل المساهمة في خلق‬
‫تعدت المعقول‪ ،‬ووضع ّ‬
‫إيجاد حلول لهذه المواقف‪ ،‬لكونها ّ‬
‫العنف في الوسط الجامعي ‪ ،‬أعلن ممثّلون عن نقابات الطلبة واألستاذة الجامعين وموظفي‬
‫قطاع التعليم العالي بالجزائر عن تأسيس "تنسيقية وطنية لمكافحة العنف في الوسط‬
‫جد مهمة لمكافحة العنف بكل أشكاله‪ ,‬وقد تم وضع‬
‫الجامعي"‪ ,‬واعتبرها المسؤولون خطوة ّ‬
‫خطّة إستراتيجية للحد من العنف وتتمثل في "إنشاء فروع على مستوى ك ّل جامعات الوطن"‬

‫(‪" -)1‬الجامعة تغرق في العنف"‪,‬في‪:‬‬


‫‪2017/09/25، Http :// www.elbilad.net‬‬
‫‪-2‬ا"غتيال استاذ بجامعة خميس مليانة عين الدفلى‪ ",‬وكالة النباء الجزائرية‪4601 ,‬‬
‫"في‪http://www.aps.dz/regions :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪www.sasapost.com‬‬ ‫‪ %41" -‬من الطالبات قلن انهن تعرضن للتحرش"في‪:‬‬

‫‪103‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ويهدف ذلك إلى القيام بالتوعية في األوساط الجامعية‪ ،‬باإلضافة إلى التدخل في حاالت‬
‫‪1‬‬
‫رصد للعنف بأي شكل من أشكاله‪.‬‬
‫‪-3‬الفات في الوسط الجامعي ‪.‬‬
‫باالضافة إلى العنف فان الوسط الجامعي ال يخلو ﺃيضا من مختلف االفات‬
‫كالمخدرات‪ ,‬حيث كشفت دراسة جامعية ﺃنجزتها األستاذة بكير مليكة ﺃن ‪ 44‬بالمائة من‬
‫الطالبات في الجزائر يتعاطين المخدرات بمختلف أنواعها ‪,‬حيث ﺃن القنب الهندي في مقدمة‬
‫األنواع بنسبة ‪ 02‬بالمائة ثم تليه األقراص من نوع "ارتان" "والفاليون" بنسبة ‪ 01‬بالمائة ﺃما‬
‫‪2‬‬
‫الحبوب المهلوسة فتمثل نسبة ‪ 5‬بالمائة من االستهالك‪.‬‬
‫وقد كشفت الدراسات األخيرة التي قامت بها الهيئة الوطنية لترقية الصحة و تطوير‬
‫البحث ﺃن ‪ 06‬بالمائة من طالب الجامعات يتناولون ‪ 46‬نوعا من الخدرات‪ ,‬حيث يلجؤون‬
‫‪3‬‬
‫ﺇليها هروب مما يعيشونه أو بغيت اإلفالت من بعض الضغوطات‪.‬‬
‫باالضافة إلى المخدرات نجد التدخين الذي غ از كل الجامعات الجزائرية الذكور‬
‫واالناث على حد سواء لكن بنسب مختلفة حيث لوحظ خالل السنوات األخيرة اقبال كبير من‬
‫الطلبة على التدخين حيث اكدت دراسة علمية الحد األساتذة الجامعيين ﺃن ‪ %96‬من‬
‫‪4‬‬
‫مجموع ﺃلف طالب هم من المدخنين‪.‬‬
‫وللقضاء على هذه االفة(التدخين) تم اصدار قرار وقعه وزير التعليم العالي و البحث‬
‫العلمي الطاهر حجار تضمن منع التدخين في المكاتب اإلدارية و المدرجات و قاعات‬
‫‪5‬‬
‫التدريس و قاعات االعمال الموجهة و المكتبة و قاعة األساتذة و في ﺃجنحة الحي الجامعي‬

‫‪-1‬المكان نفسه‪.‬‬

‫‪-2‬محمد بن احمد̜"‪ 44‬بالمائة من الجامعيات الجزائريات يتعاطين المخدرات"جريدة الخبر‪6100www.alkhabr.com‬‬


‫‪06"-3‬بالمائة من طالب الجامعات الجزائرية يتعاطون ‪ 46‬نوعا من المخدرات"‪4601 \69\ 09 ,‬في‪:‬‬
‫‪:http://www.djazairess.com‬‬
‫‪" -4‬التدخين ممنوع في الجامعات" ‪4600,www.massa.com.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-5‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -4‬الفساد المالي‬
‫يعتبر الموظف اإلداري في الجامعة همزة وصل بين و ازرة التعليم العالي واألساتذة‬
‫مهمة األساتذة ويسهّل عليهم‬
‫الباحثين‪ ،‬وهو العنصر الذي يهيئ الظروف الالّزمة إلتمام ّ‬
‫أن الموظفين اإلداريين موجهون للطالب‬
‫طريق الوصول إلى المرغوب‪ ،‬باإلضافة إلى ّ‬
‫يقدمون الخدمة لهم‪ .‬لكن اليوم مساعي الموظفين أصبحت تخدم مصالحهم الخاصة وحسب‪.‬‬
‫ولو كان ذلك على حساب العلم أو األستاذ أو الطالب‪ ،‬معتب ار أن منصبه تشريفا ال تكليفا‪،‬‬
‫وهو غير مسؤول عن المهام الموكلة إليه‪.‬‬
‫ومن أمثلة الواقع انتقاد وزير التعليم العالي لتبذير المال العام" والذي يستهدف‬
‫‪ 966‬مليار سنتيم‪ ،‬والتي ترصدها الدولة سنويا لتأهيل األساتذة من خالل التربصات طويلة‬
‫المدى التي يستفيد منها بعض األساتذة في المؤسسات الجامعية بالخارج المكفولة لألساتذة‬
‫في إطار مشوارهم العلمي لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬حيث استنكر الوزير بشدة ما وصفه‬
‫بالتجاوزات الخطيرة التي أثبتتها التحقيقات التي أجرتها مصالحه في هذا الشأن‪ ،‬باعتبار أن‬
‫وبخ الوزير كل المسؤولين‬
‫هناك أساتذة ال تملك التأهيل لمناقشة الدكتوراه‪ .‬وأمام هذا الوضع‪ّ ،‬‬
‫عن هذه الوضعية الحاصلة على أرض الواقع‪ ،‬بدءا من األساتذة المشرفين‪ ،‬والمجالس‬
‫العلمية‪ ،‬ومديري الجامعات ما يستدعي مستقبال التدقيق الصارم في اختيار وجهة األساتذة‬
‫في التربص نحو جامعات أكثر تأهيال‪ .‬واستشهد الوزير‪ ،‬في كلمته‪ ،‬ببعض األمثلة التي‬
‫تخص أساتذة مسجلين في جامعات بتونس (‪ 026‬أستاذ) واألردن‪ ،‬وغيرها من بعض الدول‬
‫(‪)1‬‬
‫العربية ‪.‬‬
‫وفي مجال الخدمات الجامعية‪ :‬يعتبر تسيير الخدمات الجامعية ميدانا خصبا للتالعبات‬
‫المالية ألن تسييره خاضع للصفقات العمومية التي تبرمها اإلدارة مع الممولين من األغذية‬
‫واللحوم ‪ ،...‬وقد شهد هذا القطاع تجاوزات عديدة منها‪ :‬تقديم ‪ 46‬موظّف من إطارات‬

‫(‪ -)1‬تجاوزات خطيرة في تربصات األساتذة الجامعيين في الخارج‪ ،‬و حراوبية يحذر من التالعب بـ ‪ 966‬مليار سنتيم‪،‬‬
‫‪ 4600/60/62‬في‪http://www.aljazairese.com/elkhabar/338967 :‬‬

‫‪105‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مؤخر(أفريل ‪ )4601‬أمام قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي‬


‫ًا‬ ‫وعمال في الخدمات الجامعية‬
‫بلعباس‪ ،‬بعد الشبهات التي حامت حول ت ّورطها في إبرام صفقات مشبوهة‪ ،‬لتمويل اإلقامة‬
‫(‪)1‬‬
‫أن تحقيقات أمنية فتحت في تسيير قطاع‬
‫الجامعية باللحوم الحمراء‪ ،‬الخضر والفواكه ‪ .‬كما ّ‬
‫ممولون طعنوا في نزاهة منح‬
‫الخدمات الجامعية ببسكرة‪ ،‬بعدإيداع شكوى من طرف ّ‬
‫الصفقات‪ ،‬أين اتّهموا الفاعلين بالمحاباة في تموين مطاعم اإلقامة الجامعية باللّحوم‬
‫البيضاء(‪.)2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير الفساد عل أداء الجامعة‪:‬‬

‫يعد تطور البحث العلمي من أكثر المنافذ التي تعكس أهمية مؤسسات التعليم العالي في‬
‫جميع االقتصادات المتقدمة منها والنامية على حد سواء‪ .‬البحث العلمي الذي ال يقتصر فقط‬
‫على إعداد مذكرات الماجستير وأطروحات الدكتوراه‪ ،‬التي تدخل في صميم التكوين العلمي‬
‫والمعرفي لألستاذ الجامعي بل يتجاوز هذا بكثير ليصبح الوقود الحيوي للتقدم العلمي‬
‫للجامعة الجزائرية‪ .‬هذا البحث الذي يتسم بخصائص ومميزات عديدة‪ ،‬ومبادئ أخالقية يجب‬
‫أن يلتزم بها األستاذ الباحث ويكون أمينا في إعداد بحثه وتقديمه في أحسن صورة‪.3‬‬

‫قبل بداية األلفية الثالثة‪ ،‬كان عدد الجامعات الجزائرية محدودا وكانت مراكزها‬
‫البحث ية تعد على األصابع وبالمثل أساتذتها الجامعيين من مختلف الدرجات‪ .‬لذلك‪ ،‬كان‬
‫البحث العلمي يتميز بالضعف نسبيا‪ ،‬وكان يفتقر إلى قوة التأثير خاصة مع األوضاع‬

‫(‪ -)1‬الفساد المالي داخل اإليقامات الجامعية في سيدي بلعباس ‪http://aljazair.com :4601 -62-44‬‬
‫(‪ -)2‬تحقيقات أمنية وادارية في تسيير قطاع الخدمات الجامعية ببسكرة‪4605/65/00 :‬‬
‫‪http://www.ennaharonine.com‬‬
‫‪-3‬ينون ‪,‬مرجع سابق‪.‬ص‪.0.‬‬

‫‪106‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫السياسية‪ ،‬األمنية واالقتصادية الهشة التي مرت بها الجزائر منذ نهاية ثمانينيات القرن‬
‫‪1‬‬
‫العشرين والى غاية نهاية تسعينيات نفس القرن؛‬

‫مع بداية األلفية الثالثة‪ ،‬ومع برامج التنمية التي اعتمدتها الجزائر شهدت ميزانية التعليم‬
‫العالي ارتفاعا انعكس في زيادة عدد الطلبة وارتفاع عدد األساتذة‪ .‬وما تبعه من زيادة مراكز‬
‫البحث التابعة للجامعات في إطار مشاريع البحث‪ ،‬والتي من المفروض أن تؤمن لبناء‬
‫اقتصاد متعدد الجوانب انطالقا من مختلف التخصصات؛ لكن‪ ،‬لم تجر األمور على الوجه‬
‫الذي يراد له وكان التركيز على الكم ال على النوع ليتراجع المستوى أكثر فأكثر‪ ،‬وتتدحرج‬
‫الجامعات الجزائرية كثيرا‪ ،‬وتتأخر في سلم ترتيب الجامعات العالمية‪ 2،‬حيث يتواصل غياب‬
‫الجامعات الجزائرية عن تصنيف أحسن جامعة في العالم الذي يعده منذ العام ‪ 4604‬مركز‬
‫تصنيف الجامعات العالمية )‪ (CWUR‬ومركزه جدة بالسعودية‪.3‬‬

‫ويقيس التصنيف مجموعة من المعايير منها جودة التعليم والتدريب للطالب وكذلك هيبة‬
‫أعضاء هيئة التدريس ونوعية أبحاثهم دون االعتماد على الدراسات والبيانات المقدمة من‬
‫الجامعة في حد ذاتها‪.‬‬

‫وشوهت ظاهرة السرقات العلمية سمعة الجامعة الجزائرية‪ ،‬وخلت التصنيفات األخيرة التي‬
‫نشرتها عدد من المعاهد الدولية للجامعات من اسم أية جامعة جزائرية‪ ،‬كتصنيف ” شنغهاي‬
‫الدولي للجامعات ” الذي لم يتضمن اسم أية جامعة جزائرية ضمن أفضل ‪ 566‬جامعة على‬
‫المستوى العالمي‪ ،‬حسب الترتيب الصادر في فيفري ‪ ،4600‬ويعتمد هذا التصنيف على‬

‫‪-1‬المكان نفسه‪.‬‬
‫‪-2‬المرجع نفسه ص‪.9.‬‬

‫‪ -3‬وليد أشرف‪ ,‬ال أثر للجامعات الجزائرية في ترتيب أحسن ‪ 0666‬جامعة في العالم لعام ‪,4600‬في‪:‬‬

‫‪http://aljazairalyoum.com/%D9%84%D8%A7‬ص‪.40‬‬

‫‪107‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫األداء األكاديمي في ما يتعلق بالبحوث العلمية وكذا حجم الدراسات واألبحاث المنشورة في‬
‫المجالت‪.1‬‬

‫وأسقطت مؤسسة “تايمز هاير إيديوكيشن” البريطانية المتخصصة‪ ،‬جميع الجامعات الجزائرية‬
‫في تصنيف أفضل ‪ 266‬جامعة في العالم لشهر ديسمبر‪ ، 4600/‬ويقوم الترتيب على‬
‫معايير التدريس والبحث ونقل المعرفة‪.2‬‬

‫وقيم تصنيف “ويبومتريكس” العالمي للجامعات‪ ،‬الذي يصدر من إسبانيا عن المجلس العالي‬
‫للبحث العلمي ويغطي ‪ 45‬ألف جامعة‪ ،‬جامعة جياللي ليابس بسيدي بلعباس غربي الجزائر‬
‫عالميا و الـ‪ 40‬عر ًبيا كأفضل ترتيب لجامعة جزائرية وفقًا لتنصيف شهر‬
‫ً‬ ‫في المرتبة ‪0100‬‬
‫عالميا و‪ 29‬عر ًبيا‪ ،‬فيما‬
‫ً‬ ‫جانفي‪ ،4600‬واحتلت جامعة سعد دحلب بالبليدة المركز ‪0106‬‬
‫جاءت جامعة خنشلة شرقي الجزائر(جرت فيها أكثر وقائع السرقات) في المرتبة ‪02090‬‬
‫عالميا والـ ‪389‬على الصعيد العربي‪.3‬‬
‫ً‬

‫في خضم هده األرقام‪ ،‬يبرر وزراء التعليم العالي في الجزائر خلو التصنيفات العالمية‬
‫من الجامعات الجزائرية بالقول أنها تصنيفات تجارية أو تصنيفات بخلفيات سياسية‪.‬‬

‫«إن تصنيف الجامعات الجزائرية مؤخ ار في ذيل ترتيب الجامعات العالمية عكس لحد‬
‫بعيد التخبط العلمي الذي تعيشه هذه الجامعات خاصة ما ارتبط بتدني مستوى البحث‬
‫العلمي وهذا ما جعل األسئلة تطرح حول جدوى وجود ميثاق ألخالقيات األستاذ الجامعي‪.‬‬
‫في وقت‪ ،‬تنامت جريمة السرقة العلمية بشكل كبير جدا‪ ،‬وربما ما تخفيه أروقة الجامعات‬

‫‪-1‬ملك سالمي‪" ,‬الجامعات الجزائرية خارج تصنيف شنغهاي العالمي"‪,‬في‪:‬‬

‫‪http://www.djazairess.com/elayem/2124‬‬

‫‪-2‬السرقات العلمية في الجزائر ‪... 4‬كيف ضربت مصداقية التعليم‪ ,‬مرجع سابق‪.‬ص‪.45‬‬
‫‪-3‬المكان نفسه‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫من سرقات مقننة وبأوجه متعددة منذ عقود قد يجعل الجامعة الجزائرية عل المحك‪ ،‬وقد‬
‫يفضي لفقدان مصداقيتها كصرح علمي لبناء المستقبل‪ .‬وبين تحدي الجودة الذي تنشده‬
‫الجامعات الجزائرية في خضم الكم الهائل للطلبة الذين تجاوز عددهم المليون طالب‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫أضافت السرقة العلمية‪ ،‬والعنف تحديا آخ ار لهذه الجامعات‪» .‬‬

‫من خالل ما سبق يتضح بان أخالقيات الوظيفة الجامعية ‪ ,‬شرط اساسي لقيام مجتمع‬
‫سليم و تنمية متقدمة ‪,‬و ذلك باحترام مبادئ الميثاق و بنوده من طرف كل األسرة الجامعية ‪.‬‬

‫لكن مع دراسة واقع الجامعة الجزائرية‪ ,‬كمثال عن مؤسسات الوظيفة العامة‪ ,‬تبين ان‬
‫الفساد افة موجودة في مختلف الجامعات ولعل االمثلة التي قدمت تبين ذلك‪ ,‬باالضافة إلى‬
‫افات اخرى لم يتم التطرق اليها لكن موجودة كالمخدرات والكحول و التدخين‪,‬والتحرشات ‪,‬‬
‫وكل هذا يؤثر سلبا على وضعية الجامعة وعلى تحقيق أهدافها‪ ,‬وهي إرساء قواعد أخالقيات‬
‫الوظيفة العامة والمساهمة بها في مكافحة الفساد اإلداري‪.‬‬
‫يمكن القول‪ ,‬أن ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة الجزائرية آلية غير ناجحة لردع‬
‫حبر على ورق‬
‫الفساد اإلداري داخل الجامعات‪ ،‬كونه لم يطبق على أرض الواقع ‪ ,‬بل بقي ا‬
‫ال أكثر‪ ,‬وبالتالي غياب أخالقيات المهنة الجامعية يؤثر سلبا على تقويم أداء األطراف‬
‫الثالث (الموظف األستاذ‪ ،‬الطالب)‪ ,‬وعلى نوعية الخدمة المقدمة داخل الجامعة الجزائرية‪.‬‬

‫‪ -1‬ينون‪ ,‬مرجع سابق‪.‬ص‪.0.‬‬

‫‪109‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪110‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خاتمة‬

‫لقد أخذت األخالق الوظيفية مكانة متميزة في العقود األخيرة‪ ،‬واعتبرت بمثابة مدخل مهم‬
‫لمحاربة جريمة الفساد بمختلف أنواعها‪ ،‬فظهرت بمسميات عديدة على غرار‪ :‬أخالقيات‬
‫المهنة‪ ،‬أخالقيات العمل‪ ،‬أخالقيات الوظيفة…الخ‪ .‬وكلها كانت تدل على نفس المعنى‪ ،‬لكن‬
‫ربما يكمن االختالف في خصوصية كل مهنة وضرورة اشتمالها على قيم أخالقية تتماشى‬
‫مع طبيعتها‪.‬‬

‫حظي قطاع الوظيفة العامة في الجزائر بمجموعة من القواعد الضابطة لألداب‬


‫‪،‬األخالق والسلوكيات الوظيفية‪ ،‬عبر عنه قانون الوظيفة العامة ‪ 60\60‬في عام ‪ ،4660‬ثم‬
‫تدعم بميثاق ألخالقيات المهنة خاصة بكل وظيفة تبعا لخصوصية كل واحدة منها‪ ،‬وشكل‬
‫ميثاق أخالقيات المهنة الجامعية المتبنى سنة ‪ 4606‬أحد أهم هذه المواثيق ‪.‬‬
‫أن‬
‫ومن خالل تحليل ودراسة ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر يتضح ّ‬
‫تأسيس الميثاق كان ألهداف سامية كونه أعطى لكل ذي حق حقه ‪,‬فبين حقوق وواجبات كل‬
‫طرف في األسرة الجامعية‪ ,‬بداية من األستاذ ثم الطالب وأخي ار الموظف اإلداري والتقني‪ ،‬كما‬
‫كان مدعما بق اررات ومراسيم قانونية ساهمت في تفعيله كالقرار الوزاري رقم ‪ 900‬المتعلق‬
‫بالسرقة العلمية ومكافحتها ‪,‬ما يعني أن الميثاق جاء لمكافحة الفساد اإلداري واألخالقي في‬
‫الجامعة الجزائرية لتقديم خدمة ذات نوعية تليق بخصوصية هذا الحرم ‪ ،‬موطن لتكوين فرد‬
‫صالح يساهم في التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية للبالد‪.‬‬
‫لكن بعد التطرق إلى الواقع تبين ان‪ :‬بين ما تنص عليه القوانين‪ ،‬وبين استقصاء الواقع‪،‬‬
‫تظهر حقيقة وواقع الوظيفة العامة ‪ ،‬ومنها قطاع الجامعة في الجزائر ‪ ،‬الذي يتخبط في‬
‫تجاوزات عديدة ‪ ،‬إلتقت عوامل عديدة لتفسيره‪،‬منها عدم وجود عقوبات صارمة للمنحرفين ‪,‬‬
‫و التالعب بنقاط الطلبة ‪,‬تدني المستوى العلمي و األخالقي للطلبة ‪ ,‬ضعف الرقابة االدارية‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫لكن النتيجة واحدة وهي أن األخالقيات الوظيفية ليس قانونا أو ميثاقا يدون في أوراق بقدر‬
‫ماهو إلتزام ديني وأخالقي بالدرجة األولى‪.‬‬

‫وفي مجمل القول‪ ,‬أخالقيات الوظيفة العامة لم تساهم في القضاء على الفساد في‬
‫اإلدارات العمومية الجزائرية رغم سن قانون الوظيفة العامة لفرض األخالق فيها ‪.‬‬
‫وهذه بعض التوصيات والحلول المقترحة للحد من هذه الظاهرة تتمثل في ‪:‬‬
‫‪-‬ضرورة سن مدونة قواعد السلوك و أخالقيات الوظيفة العامة‪ ,‬التي تضمن مجموعة من‬
‫المبادئ‪ ,‬و القيم التوجيهية من االستقامة في الوظيفة و االرتقاء بها من حيث السمعة‬
‫والنزاهة و الجدارة ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة االصالح االداري والذي يعرف بانه ذلك التغيير الذي يشمل العمل و التنظيم و‬
‫االشخاص العاملين ضمن الجهاز االداري‪ ,‬و العمل على تغيير وجهة نظر الجماهير اتجاه‬
‫االدارة و عملها‪.‬‬
‫‪-‬تشديد الرقابة المالية واإلدارية لقمع الفساد اإلداري خاصة في الجامعات من حيث مراجعة‬
‫سير نفقات التسييرو التجهيز لمحاربة الختالس فيها ‪ ,‬المتابعة المستمرة لعملية التدريس‪,‬‬
‫متابعة االنحراف األخالقي و محاربته‪.‬‬
‫‪-‬القيام ببرامج تدريبية للموظفين‪ ,‬في مجال أخالقيات الوظيفة العامة حسب القطاعات والزام‬
‫الموظفين بها وغرس روح المشاركة لدى موظفي المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪-‬القيام بحمالت وندوات تحسيسية لتوعية الموظفين و الطلبة بضرورة االلتزام بها وخطورة‬
‫المساس بها مع السعي وراء تحقيق التناسق بين األقسام اإلدارية‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة التبليغ عن اي تجاوز أخالقي للموظف في المؤسسات العمومية إلى الهيئات‬
‫المعنية و تنفيذ العقوبات التأديبية في حاالت خرق للقانون‪.‬‬
‫‪-‬اقامة عالقات شراكة بين المؤسسات العمومية والمؤسسات الخاصة قصد تطوير الكفاءات‬
‫واالستفادة من تجارب الموظفين في القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪-‬استعمال التكنولوجيا الحديثة في كشف التجاوزات األخالقية داخل الجامعة‪.‬‬

‫‪-‬ادراج أخالقيات الوظيفة العامة كمادة تدرس ضمن البرنامج السنوي للطلبة الجامعيين‪.‬‬

‫‪-‬الزام الطلبة بطرق ردعية للخضوع للنظام الداخلي للجامعة ‪.‬‬


‫_ اتباع سياسة ترشيد االنفاق العام في الجامعة و في ديوان الخدمات الجامعية لمكافحة‬
‫السرقة و االختالس ‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪114‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الملحق رقم (‪ :)0‬نموذج التصريح بالممتلكات‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪116‬‬
‫دراسة أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪117‬‬
‫ملحق رقم (‪:)6‬ميثاق أخالقيات و اداب الجامعة في الجزائر‪.‬‬

‫‪119‬‬
120
121
122
123
124
‫قائمة المراجع‬

‫باللغة العربية‬
‫أول‪ :‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .0‬القرءان الكريم‬
‫‪ .4‬األصفهاني‪ ،‬الراغب ‪ ،‬المفردات في غريب القرءان بيروت‪ :‬دار المعرفة‪ ،‬ط‪.4600 ،0‬‬
‫‪ .0‬خرفي‪ ،‬هاشمي ‪ ،‬الوظيفة العمومية عل ضوء التشريعات الجزائرية وبعض التجارب‬
‫األجنبية‪ ،‬دار هومة‪ :‬الجزائر‪.4606 ،‬‬
‫‪ .2‬عبد الرحمان‪ ،‬الشميمري أحمد ‪ ،‬مصطفى محمود أبو بكر‪ ،‬الفساد اإلداري ظواهره‬
‫وسبل عالجه (السعودية‪ :‬جامعة الملك سعود ‪ )4600،‬ص ص‪.02-04.‬‬
‫ظف العام‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ :‬مصر‪،‬‬
‫‪ .5‬مصطفى فهمي‪ ،‬خالد‪ ،‬الجوانب القانونية للمو ّ‬
‫‪.4602‬‬
‫‪ .0‬مقدم ‪ ،‬سعيد ‪ ،‬أخالقيات الوظيفة العامة ‪ :‬دراسة نظرية تطبيقية من زاوية التأصيل‬
‫الحقوق واللتزامات المھنية ‪ ،‬النظام التأديبي للموظفين ‪ ،‬ط‪ .0‬الجزائر ‪ :‬شركة دار‬
‫األمة للطباعة والنشر والتوزيع ‪.0991 ،‬‬
‫‪ .1‬بوحوش ‪,‬عمار‪ ,‬مناهج البحث العلمي و طرق إعداد البحوث ‪,‬الساحة المركزية بن‬
‫عكنون الجزائر‪:‬ديوان المطبوعات‪,‬الطبعة‪.4600 ,5‬‬
‫‪ .2‬مقدم‪ ،‬سعيد الوظيفة العمومية بين التطور و التحول من منظور تسيير الموارد‬
‫البشرية وأخالقيات المهنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪. 2009\2010،‬‬

‫ثانيا‪ :‬المجالت والجرئد‪:‬‬

‫‪126‬‬
‫‪-0‬بعيسي‪ ،‬سامية‪ ،‬برني‪ ،‬ميلود‪" ،‬دور ثقافة التطوير الذاتي للموظفين في تطويق الفساد‬
‫اإلداري " ‪،‬الملتق الوطني حول حوكمة الشركات كالية للحد من الفساد المالي و‬
‫اإلداري‪ 61-60 ،‬ماي ‪.4604‬‬
‫‪-4‬ربوح‪ ،‬ياسين‪" ،‬طبيعة الوظيفة العمومية في اإلسالم" مجلة العلوم اإلنسانية‬
‫والجتماعية العدد ‪ .09‬جوان ‪ ،4605‬ص‪.022.‬‬
‫‪-0‬السكارنه‪ ،‬بالل خلف‪" ،‬أخالقيات العمل وأثرها في إدارة الصورة الذهنية في منظمات‬
‫األعمال"‪ ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم القتصادية الجامعة‪ ،‬العدد الثالث والثالثون‪.‬‬
‫‪.4604‬‬
‫محمد "الجزائر تلميذ نجيب في مكافحة الفساد"‪ ،‬جريدة الخبر‪.4602 \69\ 62 ،‬‬
‫‪-2‬شراق‪ّ ،‬‬
‫‪ -5‬صوفي‪ ،‬إيمان‪ ،‬قوراري‪ ،‬مريم‪ ،‬مداخلة "أخالقيات العمل كأداة للحد من ظاهرة‬
‫الفساد اإلداري في الدول النامية"‪ ،‬الملتق الوطني حول حوكمة الشركات كآلية للحد‬
‫من الفساد المالي و اإلداري‪ 61-60،‬ماي ‪.4604‬‬
‫‪-0‬الفصيل‪ ،‬محمود‪ ،‬مفهوم الفساد ومعاييره‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪،069‬‬
‫نوفمبر ‪.4662‬‬
‫‪-1‬قسمية‪ ،‬منوبية‪ ،‬بركات‪ ،‬نوال‪" ،‬تناول الصحافة المكتوبة لظاهرة الفساد‪ ،‬صحيفة‬
‫الشروق اليومي"‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث الجتماعية‪ ،‬العدد‪ ،0‬سبتمبر ‪.4600‬‬
‫‪-2‬محمد الجيوس‪ ،‬عبد اهلل‪" ،‬الفساد‪ :‬مفهومه و أسبابه و أنواعه و سبل القضاء عليه –‬
‫رؤية قرانيه" ‪،‬المؤتمر العربي الدولي لمكافحة الفساد ‪،‬الرياض‪ :‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث‪ ،‬قسم الندوات واللقاءات العلمية‪.4660⁄06 ⁄ 0-2 ،‬‬
‫‪-9‬عبد الرحمان الوابلي‪",‬اهمية التفريق بين األخالق و األخالقيات" ‪ ,‬جريدة الوطن‪60 ,‬‬
‫ديسمبر ‪.4669‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ -06‬أحمد عبد الرحمان الشميمري‪ ،‬مصطفى محمود أبو بكر‪ ،‬الفساد اإلداري ظواهره‬
‫و سبل عالجه ‪.‬السعودية‪ :‬جامعة الملك سعود ‪.4600،‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرسائل الجامعية‪.‬‬

‫‪ -0‬بن حسين بن عمر آل الشيخ ‪،‬خالد بن عبد الرحمان‪ ،‬الفساد اإلداري أنماطه وأسبابه‬
‫وسبل مكافحته‪ ،‬نحو بناء نموذج تنظيمي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة نايف العربية‬
‫للعلوم األمنية‪ :‬كلية الدراسات‪ .4661 ،‬اإلعالم‪.4662 ،‬‬
‫السامي في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬بن‬
‫‪ -4‬بوخروبة‪ ،‬كلثوم‪ ،‬النظام القانوني للموظّف ّ‬
‫عكنون الجزائر‪ :‬معهد الحقوق والعلوم اإلدارية ‪.0996 ،‬‬
‫‪ -0‬بودراع‪ ،‬أمنية‪ ،‬دور أخالقيات األعمال في تحسين أداء العاملين‪ ،‬مذكرة ماجستير‬
‫منشورة جامعة المسيلة‪ :‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪⁄4604 ،‬‬
‫‪.4600‬‬
‫كفاءة الموظفين باإلدارة العمومية‬ ‫‪ -2‬تيشات‪ ،‬سلوى‪ ،‬أثر الموظّف العمومي عل‬
‫الجزائرية‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية‪ ،‬وعلوم التسيير‪.4606 /4669 ،‬‬
‫‪ -5‬حاحة‪ ،‬عبد العالي‪ ،‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه منشورة‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ :‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫‪.4600\4604‬‬
‫‪ -0‬رناني‪ ،‬فريد ‪ ،‬حماية حقوق الموظّف في النظام القانوني للوظيف العمومي الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة الماجستر‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ :‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪. 4662/69/00 ،‬‬
‫‪ -1‬زوليخة‪ ،‬زوزو‪ ،‬جرائم الصفقات العمومية وآليات مكافحتها في ظل القانون المتعلق‬
‫بالفساد‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ :‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫‪.4604‬‬

‫‪128‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز‪ ،‬حياة‪ ،‬األخالقيات اإلدارية في اإلدارة الجزائرية‪ ،‬رسالة ماجستير جامعة‬
‫الجزائر‪ :‬كلية العلوم السياسية اإلعالم‪.4662 ،‬‬
‫‪ -9‬عجاج القاسمي‪ ،‬بدرين‪ ،‬أخالقيات الوظيفة العامة في دول مجلس التعاون الخليجي‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه منشورة (جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ :‬كلية العلوم‬
‫االجتماعية واإلدارية‪.4605 ،‬‬
‫‪ -06‬فرحي‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬أخالقيات المهنة في الجامعة‪ ،‬محاضرة مقدمة في افتتاح السنة‬
‫الجامعية و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪ :‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ 2 ،‬سبتمبر‬
‫‪.4600‬‬
‫عملية توظيف الموارد البشرية في‬ ‫‪ -00‬لويزة‪ ،‬دحيمان‪ ،‬تأثير أخالقيات اإلدارة عل‬
‫الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ :0‬كلية العلوم السياسية واإلعالم‪،‬‬
‫‪.4604\4600‬‬
‫‪ -04‬نادية‪ ،‬تياب آليات مواجهة الفساد في الصفقات العمومية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة‬
‫تيزي ‪-‬وزر‪ :‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪.4600‬‬
‫‪-00‬مقبول العصيمي‪ ،‬ماجد عبد اهلل‪ ،‬األخالق العلمية في القرءان الكريم ومدى التزام‬
‫طالب كليات المعلمين بها من وجهة نظر الطالب وأعضاء هيئة التدريس‪ ،‬رسالة منشورة‪.‬‬
‫جامعة أم القرى المملكة العربية السعودية‪ :‬كلية التربية اإلسالمية والمقارنة‪.‬‬
‫‪-02‬باديس بوسعيود‪ ,‬ماسسة مكافحة الفساد في الجزائر ‪ ,6106-0444‬مذكرة ماجستير‬
‫منشورة ‪.‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ :‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬القوانين والمراسيم‪:‬‬
‫‪ -0‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون رقم ‪60\60‬المتضمن القانون المتعلق‬
‫بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ ،02‬المؤرخ في ‪.4660/64/46‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ -4‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون رقم ‪ ،52/90‬المتعلق بتحديد بعض‬
‫المحدد‬
‫ّ‬ ‫المؤرخ في ‪ 00‬فيفري ‪.0990‬‬
‫ّ‬ ‫االلتزامات الخاصة المطبقة على الموظفين‬
‫لبعض االلتزامات الخاصة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ ،00‬صادرة بتاريخ ‪.0990/04/01‬‬
‫‪ -0‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرسوم الرئاسي ‪ ،200 -60‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬رقم‪، 12‬المؤرخ في ‪ 44‬نوفمبر ‪.4660‬‬
‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬وثيقة‬
‫تتعلق بميثاق األخالقيات و اآلداب الجامعية‪ ،‬أفريل ‪.4606‬‬
‫‪ -5‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرسوم ‪ 026 – 62‬المحدد لصالحيات‬
‫مجلس أخالقيات و آداب المهنة الجامعية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬رقم ‪ ،20‬المؤرخ في ‪41‬‬
‫جويلية‪ ،‬سنة ‪.4662‬‬
‫‪-0‬قرار وزاري رقم ‪ 015‬مؤرخ في ‪ 44‬أفريل ‪ ،4605‬يحدد قائمة أعضاء مجلس آداب‬
‫وأخالقيات المهنة الجامعية‪.‬‬

‫‪-1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬األمر ‪ 60\60‬المتعلق بالقانون األساسي‬


‫للوظيفة العمومية‪ .‬المادة‪.2‬‬

‫خامسا ‪:‬المواقع اإللكترونية‬

‫‪-https://alawg50.wordpress.com. 06/01/ 2010‬‬


‫بوطرفة‪ ،‬صورية‪" ،‬مداخلة أخالقيات العمل من منظور الفكر االقتصادي اإلسالمي"‪ ،‬في‪:‬‬ ‫_‬

‫‪-‬‬ ‫‪http: ⁄⁄ iefpedia.com،arab ، upLoads .‬‬


‫أخالقيات الوظيفة العامة"‪ ،‬في‪:‬‬
‫‪- wwww.nazaha .lq ⁄search- web ⁄ trboy ⁄ 8.pdf‬‬
‫‪ -‬معراج‪ ،‬هواري‪ ،‬دور أخالقيات األعمال في الرفع من تنافسية المؤسسة‪ ،‬في‪:‬‬

‫‪130‬‬
‫…‪Webopp.usek.edu.lb…⁄ corporate covernancel…o%20 Maaradj‬‬
‫‪.26⁄07⁄2017‬‬
‫‪ -‬أخالقيات اإلدارة‪ :‬المفاهيم و التطور‪ "،‬في ‪:‬‬
‫‪،unpan1.un.org.000958.pdf .4601⁄61⁄02‬‬
‫‪ -‬الغراوي‪ ،‬مخور‪ ،‬رزاق‪" ،‬أخالقيات العمل في اإلسالم"‪ ،‬في‪:‬‬
‫(‪www.kitabat.info ⁄Subject.php? id 55196. 460⁄61 ⁄02‬‬
‫محمد الرشيد‪ ،‬عبد اهلل‪" ،‬مادة أخالقيات المهنة"‪ ،‬في‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪http: ⁄⁄ aknLady at. bLogspot.com ⁄ 2009 ⁄11 ⁄ bLog.post.ntmL.‬‬


‫‪4601⁄61⁄02 .‬‬
‫‪ -‬بنت عبد اللطيف كردي‪ ،‬إيمان‪ " ،‬الفساد اإلداري األسباب و الحلول"‪ ،‬في‪:‬‬
‫‪4600\06، amtnl.org «newamthl »uploads.‬‬
‫‪ -‬هشام الصقال‪ ،‬محمد‪" ،‬ظاهرة الفساد اإلداري هل أصبحت جزء من ثقافة المجتمع" في‪:‬‬
‫\‪-http://www.monde.dm.com،Faculty-mu-edu.sadownload.40‬‬
‫‪4606\65‬‬
‫‪-‬اغتيال أستاذ جامعة خميس مليانة عين الدفلى‪" ،‬وكالة األنباء الجزائرية‬
‫‪ar.aps.dz/regions/44601-2017-06.‬‬
‫‪_(2017/06/20)- www.rola Be tv.com.‬‬
‫‪_(2017 /09/ 26)-, www.djazair24.com.‬‬
‫‪ -‬السرقات العلمية في الجزائر"‬
‫)‪http://www.huffpostarabi.com (21/02/2017‬‬

‫كرتونية"في‪:‬‬ ‫‪ -‬بالقاسم حوام‪" ،‬السرقات العلمية تغزو العاصمة و دكاترة بشهادات‬


‫‪،http://‬‬ ‫‪www.Echouroukoulin.com‬‬

‫‪-‬صابر‪" ،‬السرقات العلمية تنسيق قيمة الجامعة في الجزائر"‪:‬‬

‫‪131‬‬
‫)‪http://www.alarab.co.uk ، (07/03/2017‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪Http :// www.elbilad.net -،2017/09/25‬‬


‫‪ -‬جمال‪ ،‬يوسف و آخرون‪ ،‬الغاء‪ 0‬رسائل دكتوراه وماجستير بكلية الحقوق وهران‪ ،‬في ‪:‬‬
‫‪Http :// www.elbilad.net1،2017/09/25‬‬
‫‪-‬الموقع الرسمي للهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته‪.‬‬
‫‪http://www.orplc.orh.dz/‬‬
‫‪-‬فضيلة عاقلي‪" ،‬محاضرات في مقياس قانون مكافحة الفساد"‪ ،‬في‪:‬‬
‫‪.4601⁄4600 http: ⁄⁄ forum. Economie.univ-batna.dz cours.‬‬
‫‪-‬ماهية التسيير العمومي‪ ،‬في‪ )4600 ⁄ 04( :‬في‪:‬‬
‫‪-virtueLcampus.univ-msila.dz.‬‬
‫‪_ http//:www.ultrasawt.com-‬‬
‫‪-‬تعداد عمال وموظفي الوظيفة العمومية‪ ،‬في‪:‬‬
‫‪- WWW.dzemploi.org/2016/03‬‬

‫‪" -‬الجزائر تفند تقرير منظمة الشفافية الدولية حول الفساد‪ " ,‬االتحاد‪, )6011\16\04( ,‬في‪:‬‬
‫‪http ://www.alittihad.ae/mobile.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬مصطفى قطبي ‪ ",‬الفساد في العالم العربي"‪ ,‬في‪:‬‬
‫‪http://www.djazairess.com.2013.‬‬
‫‪-‬محمد شراق ‪",‬تقرير قسنطيني يعيد مكافحة الفساد إلى نقطة الصفر"‪,‬جريدة الخبر‬
‫‪ )01\08\2014(,‬في ‪http ://www.djazairess.com:‬‬
‫‪"-‬تصنيف الجزائر في سلم الفساد "‪,‬في‪www.Eldjazeera.com :‬‬
‫‪-‬التصنيف العالمي للفساد لسنة ‪, 6012‬في‬
‫‪https ://www.irfaasawtak.com.2017/01/25:‬‬
‫‪-‬ترتيب الجامعة الجزائريةعربيا‪,‬في‪:‬‬
‫‪https://wwww.nitrosystem.net.2016/10/27‬‬

‫‪132‬‬
‫عمال وموظف الوظيفة العمومية لـ ‪ 00‬مارس ‪،4600‬‬
‫‪ -‬تعداد ّ‬

‫‪www.dzemploi.org/2016/03‬‬

‫احمد"‪ 44‬بالمائة من الجامعيات الجزائريات يتعاطين المخدرات"جريدة‬


‫̜‬ ‫‪-‬محمد بن‬
‫الخبر‪www.alkhabr.com2014‬‬

‫‪06"-‬بالمائة من طالب الجامعات الجزائرية يتعاطون ‪ 46‬نوعا من المخدرات"‪4601 ,‬‬


‫في‪http://www.djazairess.com:‬‬

‫"التدخين ممنوع في الجامعات" ‪4600,www.massa.com‬‬

‫‪ %41" -‬من الطالبات قلن انهن تعرضن للتحرش"في‪www.sasapost.com :‬‬

‫‪133‬‬
‫مقدمة‪1-0 .............................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‪2...........................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية أخالقيات الوظيفة العامة‪9........................................‬‬

‫المطلب األول تعريف األخالق واألخالقيات ‪06 ...........................................‬‬

‫المطلب الثاني تعريف الوظيفة العامة والموظف العام ‪04 ..................................‬‬

‫المطلب الثالث تعريف وتطور أخالقيات الوظيفة العامة ‪01 ................................‬‬

‫المطلب الربع عناصر اهداف أخالقيات الوظيفة‬


‫العامة‪44.................................‬‬

‫المطلب الخامس تاثير األخالقيات على االداء االداري‪45.................................‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬التجارب الدولية في مجال أخالقيات الوظيفة العامة ‪41...................‬‬

‫المطلب األول أخالقيات الوظيفة في المكسيك‪42 .......................................‬‬


‫المطلب الثاني أخالقيات الوظيفة في سنغافورة‪49.................................‬‬
‫‪06‬‬ ‫المطلب الثالث أخالقيات الوظيفة في الدول العربية (كنموذج جمهورية مصر)‪......‬‬
‫المبحث الثالث ماهية الفساد اإلداري‪00................................................‬‬

‫المطلب األول تعريف الفساد اإلداري ‪04 ..................................................‬‬

‫المطلب الثاني أشكال الفساد اإلداري ‪02 ..................................................‬‬

‫المطلب الثالث أسباب وأثار الفساد اإلداري ‪01 ............................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أخلقة الوظيفة العامة في الجزائر‪24......................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حقوق والتزامات الموظف العام ‪20 ........................................‬‬

‫‪135‬‬
‫المطلب االول‪ :‬واجبات الموظف في القانون األساسي للوظيف العمومي‪22 ...... .60\60‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬حقوق الموظف الجزائري ‪54 ...............................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات تكريس أخالقيات الوظيفة العامة لمكافحة الفساد اإلداري‪59.........‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اآلليات قانونية لتكريس أخالقيات الوظيفة العامة ‪.06.....................‬‬

‫المطلب الثاني اآلليات الهيكلية لتكريس أخالقيات الوظيفة العامة ‪00 .......................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬تحليل مضمون ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر‪10...........‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ميثاق أخالقيات وآداب الجامعة في الجزائر ‪12 ............................‬‬

‫المطلب األول اإلطار التأسيسي لميثاق أخالقيات وآداب المهنة الجامعية ‪15 ...............‬‬

‫المطلب الثاني مبادئ الميثاق أخالقيات المهنة الجامعية‪10..............................‬‬

‫المطلب الثالث حقوق والتزامات األسرة الجامعية ‪22 .......................................‬‬

‫المطلب الرابع محتوي القرار الوزاري ‪ 900‬المتعلق بالسرقة العلمية‪94......................‬‬

‫المطلب الخامس مجلس أخالقيات الوظيفة الجامعية في الجزائر‪90 ........................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬واقع الجامعة الجزائرية من أخالقيات الوظيفة ‪92 .........................‬‬

‫المطلب األول أوجه الفساد في الجامعة الجزائرية ‪99 ......................................‬‬

‫المطلب الثاني تاثير الفساد على أداء الجامعة ‪060 ......................................‬‬

‫الخاتمة ‪006............................................................................‬‬

‫قائمة المالحق ‪002.....................................................................‬‬

‫قائمة المراجع ‪045......................................................................‬‬


‫فهرس المحتويات‪002. ................................................................‬‬

‫‪136‬‬

You might also like