You are on page 1of 97

‫جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي–‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫عدم التركيز اإلداري و تطبيق اته في الجزائر‬

‫مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬

‫تخصص قانون عام‬

‫إشراف‬ ‫إعداد الطالب‬

‫األستاذ الدكتور كمال دريد‬ ‫محمد الطاهربوعروج‬

‫لجنة المناقشة‬
‫جامعة أم البواقي‬ ‫أستاذ محاضر "ب"‬ ‫الرئيس‪ :‬السعدي ساكري‬

‫جامعة أم البواقي‬ ‫أستاذ مساعد " أ "‬ ‫الممتحن‪ :‬حسيني عبد السالم‬

‫جامعة أم البواقي‬ ‫أستاذ محاضر " أ "‬ ‫المشرف‪ :‬كمال دريد‬

‫السنة الجامعية ‪2020/2019‬‬


‫شك ر و عرف ان‬

‫الحمد هللا على إحسانه و الشكر له على توفيقه و امتنانه‬

‫بعد شكر هللا سبحانه و تعالى على توفيقه إلتمام هذا البحث المتواضع‪،‬‬

‫أتقدم بجزيل الشكر إلى الوالدين العزيزين ( أبي رحمه هللا و أمي حفظها هللا ) الذين‬
‫أعاناني و شجعاني على االستمرار في مسيرة العلم و النجاح؛‬

‫كما أتوجه بالشكر الجزيل إلى من شرفني بإشرافه على مذكرة بحثي األست ـ ـ ـاذ الدكت ـ ـ ـور‬
‫" كمـــال دريـــــــد" الذي لن تكفي حروف هذه المذكرة إليفـائه حقه؛‬

‫إلى كل أساتذة كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق؛‬

‫كما أتوجه بخالص شكري و تقديري إلى كل من ساعدني على إنجاز و إتمام هذا‬
‫العمل‬

‫"رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحاً‬
‫ترضاه و أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين" اآلية ‪ 19‬سورة النمل‬
‫إه داء‬

‫أحمد هللا عز وجل على منه و عونه إلتمام هذا البحث‬

‫إلى أبي الغالي الذي فارقنا بجسده‪ ،‬ولكن روحه ما زالت‬


‫تُرفرف في سماء حياتي‬

‫عونا لي‬
‫إلى أمي الغالية‪ ،‬أطال هللا في عمرها لتظل ً‬
‫إلى أفراد أسرتي األعزاء‪ :‬أخي و أخواتي‬

‫إلى أستاذي المشرف الذي لم يبخل علي يوما بتوجيهاته‬

‫إلى كل من ساعدني من قريب أو بعيد في إنجاز هذا البحث‬

‫إلى جميع الباحثين‪ ،‬وطلبة العلم‬

‫إلى كل هؤالء‪،‬أهدي ثمرة جهدي البحثي‬


‫مقدمة‬
‫المقدمة‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬

‫مقدمـــة‬
‫كانت الدول في السابق يحكمها و يسود فيها النظام الملكي الذي يعتمد على تركيز كل شيء في يد‬
‫الملك‪ ،‬فكانت المركزية اإلدارية مجسدة من خالل صورتها األولى المتمثلة في التركيز اإلداري‪ ،‬لكن مع‬
‫تطور المجتمعات بدأت هذه الصورة تندثر نظ ار لعدم مواكبتها للتسيير الحديث الذي أصبح يعتمد على‬
‫ضرورة إشراك ممثلي السلطة المركزية في سلطة اتخاذ القرار‪ ،‬كما أصبح األفراد يطالبون بالتمثيل الديمقراطي‬
‫من خالل إشراكهم في الحكم‪ ،‬فكان هذا بادرة لظهور الصورة الثانية للمركزية اإلدارية المتمثلة في عدم‬
‫التركيز اإلداري و ميالد الالمركزية اإلدارية‪.‬‬

‫إن عدم التركيز اإلداري يحظى بأهمية بالغة حيث أن مقتضيات و طبيعة العمل اإلداري بينت أنه‬
‫أصبح من المستحيل االقتصار فقط على الصورة األولى للمركزية اإلدارية المتمثلة في التركيز اإلداري نظ ار‬
‫لتوسع الدولة و زيادة مطالب الشعب‪ ،‬حيث أصبحت الدولة تضطلع بمهام عديدة و توسعت االنشغاالت‬
‫بتحول الدولة من دولة حارسة إلى دولة متدخلة‪ ،‬مما حتم اللجوء إلى الصورة الثانية للمركزية اإلدارية و هي‬
‫عدم التركيز اإلداري‪ ،‬فهذه الصورة تعتبر الزمة التطبيق للتغلب على مختلف المصاعب الناتجة عن االكتفاء‬
‫فقط بالصورة األولى (التركيز اإلداري)‪ ،‬و هي ال تعني استقالل هيئات عدم التركيز عن السلطة المركزية‪،‬‬
‫فهم تحكمهم السلطة الرئاسية و للرئيس حق تعديل و إلغاء أعمالهم‪.‬‬

‫تم اختيار موضوع البحث ألنه يندرج ضمن اختصاصي في الدراسة و هو القانون العام‪ ،‬و هذا‬
‫الموضوع يعتبر من بين أهم المواضيع في القانون اإلداري‪ ،‬كما أنه كموضوع للبحث يجذب النظر فهو‬
‫ضرورة و حتمية فرضتها الضرورة و يتمتع بمكانة هامة‪ ،‬فعدم التركيز اإلداري يهدف إلى التغلب على‬
‫مختلف المساوئ التي تطال الصورة السابقة للمركزية اإلدارية نظ ار الستحالة استمرار قيام السلطة المركزية‬
‫بكل ما يتعلق بسير العمل اإلداري‪ ،‬و بالتالي فهذا الموضوع يعتبر من المواضيع المهمة فهو يستقطب و‬
‫يجلب اهتمام الباحث كما ينطوي على إثارة الفضول و الرغبة في معرفة كيفية تمكن هذه الصورة من تحقيق‬
‫سير أفضل للعمل اإلداري و تخفيف العبء عن السلطة المركزية الممثلة في شخص الوزير‪.‬‬

‫رغم تحقيق عدم التركيز اإلداري لعدة مزايا‪ ،‬إال أن هيئاته وقع بشأنها عدة خالفات فيما يتعلق‬
‫بمنازعاتها‪ ،‬خاصة المصالح الغير ممركزة للدولة و من له الصالحية في تمثيلها‪ ،‬و عليه تطرح اإلشكالية‬
‫التالية نفسها‪ :‬هل خفف عدم التركيز اإلداري من مساوئ درجة التركيز العالية المجسدة عند تطبيق الصورة‬
‫األولى للمركزية اإلدارية ( التركيز اإلداري )؟ و هل االختالف بشأن أهليتها في التقاضي و عدم منحها‬
‫الشخصية المعنوية يؤثر على طبيعة أدائها لمهامها و التقليل من صالحياتها؟‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬

‫تتمثل أهداف البحث في‪:‬‬

‫‪ -‬تسليط الضوء على موضوع في غاية من األهمية و تمكين القارئ من اإلطالع عليه‪.‬‬

‫‪ -‬وضع صورة في ذهن المواطن على هذه الهيئات التي قربت اإلدارة منه‪.‬‬

‫‪ -‬تمييز هيئات عدم التركيز اإلداري و ترسيخها جيدا في ذهن القارئ كي يتمكن من التفرقة بينها و‬
‫بين الهيئات الالمركزية إلزالة اللبس القائم حيث هناك خلط بينهما و عامة الناس يعتقدون أنهما‬
‫شيء واحد‪.‬‬

‫‪ -‬إيصال مضمون هذا البحث إلى القارئ بغية تحقيق توضيح لهيئات عدم التركيز اإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬التعمق في هذا الموضوع نظ ار ألهميته‪.‬‬

‫‪ -‬إثراء ذهن المواطن بموضوع يرتبط أشد اإلرتباط بحياته اليومية في تعامالته مع اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬محاولة إبراز مختلف اإليجابيات التي جاءت بها هذه الصورة للمركزية اإلدارية و وضعها في متناول‬
‫كل مطالع لهذا العمل‪.‬‬

‫‪ -‬إعداد بحث يستفيد منه القارئ‪.‬‬

‫تناولت موضوع البحث بعض الكتب المتمثلة في المراجع العامة للقانون اإلداري‪ ،‬حيث هناك بعض‬
‫المراجع الجزائرية و أغلب المراجع هي كتب مشرقية إضافة إلى بعض المقاالت التي تطرقت إلى هذا‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫و من أهم المراجع التي تناولت هذا الموضوع نذكر ‪:‬‬

‫عمار بوضياف‪ :‬تطرق إلى عدم التركيز اإلداري بصورة موجزة و لم يفصل فيه رغم أهمية الموضوع‪،‬‬
‫كما أنه لم يتعرض إلى تطبيقات عدم التركيز اإلداري في الجزائر من خالل التعريج على هيئاته‪.‬‬

‫محمد الصغير بعلي‪ :‬لم يتناول في أركان المركزية اإلدارية العنصر األول المتعلق بتركيز الوظيفة‬
‫اإلدارية بصورة كافية‪ ،‬حيث فصل في الركن الثاني المتعلق بالسلطة الرئاسية و أهمل الركن األول‪ ،‬كما لم‬
‫يتعرض إلى اإليجابيات التي يؤدي تطبيق هذه الصورة إلى تحقيقها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫نواف كنعان‪ :‬أشار إلى عدم التركيز اإلداري لكنه لم يتناول مزايا هذا األخير و عيوبه و لم يشر كذلك‬
‫إليجابيات المركزية اإلدارية و مثالبها‪ ،‬و فيما يخص عناصر المركزية اإلدارية‪ ،‬تطرق إلى حصر الوظيفة‬
‫اإلدارية في يد السلطة المركزية و السلطة الرئاسية و أهمل عنصر التبعية اإلدارية بعدم إفرادها بعنوان‬
‫مستقل‪.‬‬

‫الصعوبات التي تواجه الباحث في إنجاز هذا البحث هي قلة المراجع خاصة الجزائرية و أغلب‬
‫المراجع المتعلقة بالبحث هي مشرقية‪ ،‬و عدم توسع هذه الكتب و تناولها هذه الجزئية المتمثلة في عدم‬
‫التركيز اإلداري بإسهاب‪ ،‬و كذا التداخل بين هذا الموضوع و موضوع الالمركزية اإلدارية حيث هناك تشابه‬
‫كبير بين عدم التركيز اإلداري و الالمركزية و ضرورة التدقيق للتمييز بينهما‪.‬‬

‫إن المنهج األساسي المعتمد هو المنهج التحليلي ألن طبيعة الدراسة تستوجب تحليل النصوص‬
‫القانونية و الق اررات القضائية في كل ما يتعلق بها من عيوب و إيجابيات‪ ،‬فالموضوع هو دراسة قانونية و‬
‫قضائية‪ .‬كما تم االعتماد على المنهج الوصفي بوصف الوحدات المشكلة لهيئات عدم التركيز‪ ،‬و المنهج‬
‫المقارن بمقارنة بعض المواد‪.‬‬

‫وقد تم تقسيم خطة البحث إلى فصلين‪ ،‬و كل فصل يتضمن مبحثين على النحو التالي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬األساس النظري‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬األساس القانوني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬

‫‪ -‬المبحث األول‪:‬المصالح الغير ممركزة للدولة و الدائرة كمظهر من مظاهر عدمالتركيز اإلداري‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬الوالي و المقاطعات اإلدارية (الواليات المنتدبة) كتجسيد لعدم التركيز اإلداري‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‬
‫اإلطار النظري‬
‫لعدم التركيز‬
‫اإلداري‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬

‫يعتمد التنظيم اإلداري في أي دولة على الصورة األولى في الظهور و هي المركزية اإلدارية إذ ال‬
‫مناص من إدراجها في التنظيم اإلداري للدولة‪ ،‬و كانت هذه األخيرة في بداية ظهورها تعتمد على تركيز‬
‫السلطة و احتكار السلطة المركزية لكل ما يتعلق بالعمل اإلداري في كلياته و جزئياته‪ ،‬و لذلك سمي التركيز‬
‫اإلداري بالمركزية الوحشية‪.‬‬

‫و نظ ار للمساوئ التي لحقت هذه الصورة ( التركيز اإلداري )‪ ،‬كان البد من بروز صورة أخرى‬
‫للتخفيف من حدة تركيز السلطة و احتكار الوزير لكل صغيرة و كبيرة‪ ،‬و نتيجة لذلك برزت الصورة المعدلة‬
‫للمركزية اإلدارية الممثلة في عدم التركيز اإلداري التي تعتمد على التخفيف من حدة التركيز للصورة األولى‬
‫و منح ممثلي الوحدات اإلدارية سواء في العاصمة أو األقاليم صالحية النظر و إصدار الق اررات في بعض‬
‫األمور‪.‬‬

‫لذلك سنتناول في هذا الفصل المركزية اإلدارية باعتبارها المظلة التي تنطوي تحتها الصورة المعدلة‬
‫المتمثلة في عدم التركيز اإلداري ( المبحث األول ) ثم إلقاء نظرة عامة حول عدم التركيز اإلداري ( المبحث‬
‫الثاني )‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬

‫المبحث األول‬

‫األساس النظري‬

‫سيتم التطرق في هذا المبحثلفكرة عامة فيما يتعلق بالمركزية اإلدارية(المطلب األول) وبيان أهم ما‬
‫يتعلق بها كمدخل للموضوع ثم تناول مفهوم عدم التركيز اإلداري في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األ ول‪ :‬المركزية اإلدارية‬

‫سنتناول في هذا المطلب مفهوم المركزية اإلدارية في الفرع األول ثم نتطرق إلى تقدير المركزية‬
‫اإلدارية في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المركزية اإلدارية‬

‫لبيان مفهوم المركزية اإلدارية‪ ،‬وجب تعريفها ثم اإلشارة إلى عناصرها( أركانها)‪.‬‬

‫الفقرةاألولى‪ :‬تعريف المركزية اإلدارية‬

‫إن نشأة الدولة استلزمت حتما وطبيعيا قيام تنظيم إداري يتماشى مع هيكلة وقيام السلطة العامة فيها‪،‬‬
‫و التنظيم اإلداري ينجر عنه خلق وبروز أساليب خاصة به‪،‬والمركزية اإلدارية هي األسلوب األول الذي ظهر‬
‫(‪)1‬‬
‫لدى قيام التنظيم اإلداري في الدولة‪.‬‬

‫المركزية اإلدارية هي تسيير وإدارة جميع مرافق الدولة ومصالحها من طرف السلطة المركزية وحدها‪،‬‬
‫ولها أن تستأثر بجميع الشؤون المركزية والمحلية‪ ،‬أي أن سلطة اتخاذ القرار تكون من اختصاصها وحدها‬
‫وبالتالي فإن المرؤوسين على مستوى العاصمة واألقاليم ال يتمتعون بأدنى قدر من سلطة اتخاذ القرار وتسيير‬
‫(‪)2‬‬
‫وحداتها اإلدارية بنفسها‪.‬‬

‫فمعنى المركزية اإلدارية هي حصر الوظيفة اإلدارية في يد السلطة المركزية في العاصمة الممثلة‬
‫(‪)3‬‬
‫بشخص الوزير وانفرادها بها وحدها‪ ،‬وبالتالي فهي تقوم على التوحيد وجعل القرار يصدر من مصدر واحد‪.‬‬

‫(‪ .)1‬عصام علي الدبس‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،‬بدون بلد نشر‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬ص‪261‬‬
‫(‪ .)2‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬ص‪31‬‬
‫(‪ .)3‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار الجسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.155‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫فيما تطرق جانب من الفقه اإلداري إلى تعريف المركزية اإلدارية في صورتها األصلية‪ ،‬و من بين‬
‫(‪)1‬‬
‫هذه التعريفات نذكر التعريفات التالية للمركزية اإلدارية بصورتها األصلية كما يلي‪:‬‬

‫عرف جانب من الفقه اإلداري المركزية اإلدارية كما يلي‪ " :‬احتكار الهيئة اإلدارية الوحيدة القائمة في‬
‫الدولة بالوظيفة اإلدارية في سائر أنحاء إقليم الدولة‪ ،‬وممارسة كافة االختصاصات اإلدارية بواسطة أجهزة‬
‫تتمركز أغلبها في العاصمة‪ ،‬ويستوي في هذا أن تكون السلطة في هذه األجهزة مركزة بين يدي فرد واحد أو‬
‫لجنةأو هيئة جماعية"‪.‬‬

‫وعرفها جانب آخر من الفقه اإلداري كما يلي‪ ":‬جمع أو تركيز مختلف مظاهر الوظيفة اإلدارية في‬
‫الدولة في يد هيئة واحدة‪ ،‬بحيث تتولى بنفسها دون أن تشاركها في ذلك هيئة أخرى‪ ،‬وتباشر ذلك بنفسها أو‬
‫بواسطة موظفين يعملون باسمها ويخضعون في نهاية األمر لرئاسة عليا واحدة وفق قواعد وأحكام موحدة"‪.‬‬

‫كما تناول تعريفها جانب ثالث من الفقه اإلداري بأنها‪ ":‬قصر الوظيفة اإلدارية في الدولة على ممثلي‬
‫الحكومة المركزية في العاصمة‪ ،‬وهم الوزراء‪ ،‬دون مشاركة ما من هيئات أخرى"‪.‬‬

‫وفي تعريف جانب رابع من الفقه‪ ":‬قيام إدارة مركزية بعاصمة الدولة تنفرد بمباشرة أعمال اإلدارة‬
‫العامة بواسطة سلطتها الرئاسية على جميع العاملين على مختلف مستوياتهم الهرمية المتصاعدة داخل‬
‫العاصمة وسائر األقاليم"‪.‬‬

‫وعرفها جانب خامس من الفقه اإلداري بأنها‪ ":‬ذلك النمط من التنظيم اإلداري الذي تستأثر فيه‬
‫السلطة المركزية بمباشرة جميع ألوان و أنواع النشاط اإلداري وتسيير جميع المرافق العامة سواء القومية منها‬
‫أم المحلية‪ ،‬وذلك عن طريق عدد من الموظفين المعينين من قبلها والذين يشكلون في مجموعهم وحدة إدارية‬
‫واحدة يسودها مبدأ التدرج الهرمي والتسلسل الرئاسي"‪.‬‬

‫غير أنه ال يجب ومن خالل التعاريف السابقة وما تتضمنه من تركيز للسلطة أن يفهم أن تراب‬
‫الدولة يكون على شكل كتلة واحدة وال يتم تقسيمه إلىأجزاء إدارية على عدة اعتبارات جغرافية أو اجتماعية أو‬
‫تاريخية‪ .‬فالسلطة المركزية ال تستطيع وحدها القيام بجميع ما يتعلق باإلقليم بل تقتضي منح مختلف إداراتها‬
‫الموجودة على أجزاء اإلقليم سلطة اتخاذ القرار وتوزيع العمل بين السلطة المركزية ومختلف وحداتها‪ ،‬بل كل‬
‫ما في األمر أن هذه الوحدات تخضع إلشراف تام للسلطة المركزية وال تتمتع بالوجود الذاتي والقانون‬
‫(‪)2‬‬
‫المستقل‪.‬‬

‫(‪ .)1‬عصام علي الدبس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.262-261‬‬


‫(‪ .)2‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫من هنا انبثقت الصورة الثانية للمركزية اإلدارية المتمثلة في عدم التركيز اإلداري‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عناصر المركزية اإلدارية(أركانها)‬

‫حسب الدكتور هاني علي الطهراوي فإن للمركزية اإلدارية ثالثة أركان أو عناصر يمكن تناولها كما‬
‫(‪)1‬‬
‫يلي‪:‬‬

‫أوال‪:‬تركيز السلطة‬

‫ويعني أن السلطة المركزية وحدها هي من تملك جميع ما يتعلق بالوظيفة اإلدارية‪ ،‬و هي التي تتمتع‬
‫بميزة القيام بجميع االختصاصات‪ ،‬فهي التي تملك سلطة التعيين في جميع الوظائف العامة‪ ،‬حتى أولئك‬
‫المحليين يتم تعيينهم من طرف السلطة المركزية وال يترك أمرهم إلى الهيئات المحلية أو انتخاب سكان تلك‬
‫المناطق لهم‪ ،‬فهي التي تقوم بشؤون جميع المرافق في الدولة سواء كانت ذات طابع وطني تخص الدولة‬
‫كلها أو مرافق محلية تتعلق بإقليم بذاته وحده‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظام السلم اإلداري‬

‫ويطلق عليه البعض التبعية اإلدارية ومقتضاها أن هناك صعوبة أن يقوم شخص واحد بجميع‬
‫الوظيفة اإلدارية‪ ،‬لذلك يتم ترتيب الموظفين في درجات متصاعدة حتى نصإللى الوزير‪ ،‬حيث يعتبر هؤالء‬
‫الموظفين تابعين و ممثلين للسلطة المركزية‪ ،‬فمن خالل تسميتها بالتبعية اإلدارية يتضح أن كل مرؤوس يتبع‬
‫رئيسه ويمتثل ألوامره حتى نصل إلى قمة السلم الذي يتربع على أرسه الوزير‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬السلطة الرئاسية‬

‫إن السلطة الرئاسية يتم تقريرها دون حاجة إلى نص ينظمها‪ ،‬فهي تعني أن كل مرؤوس يخضع‬
‫لرئيسه‪ ،‬فإذا كان هناك توزيع لممثلي السلطة المركزية وفق هرم متصاعد فينبغي أن ينفذ كل موظف في‬
‫درجة معينة أوامر الرئيس حتى نصل إلى الرئيس اإلداري األعلى لكن دون التوسع فيما يتعلق بالسلطة‬
‫الرئاسية ألنه سيتم تناولها ضمن المبحث الثاني‪.‬‬

‫(‪.)1‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ص‬
‫‪.133-132‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تقدير المركزية اإلدارية‬
‫من خالل ما سبق يتضح أن المركزية تتمتع بمجموعة من المزايا وفي نفس الوقت تطالها مجموعة‬
‫من العيوب‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مزايا المركزية اإلدارية‬


‫(‪)1‬‬
‫يتمتع هذا النظام بجملة من المزايا يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬من الناحية السياسية‬

‫فمن شأن تطبيق نظام المركزية اإلدارية أن يحقق ويكرس وحدة الدولة سياسيا ودستوريا‪ ،‬حيث يتحقق‬
‫ذلك عبر رقابة السلطة المركزية على جميع األعمال اإلدارية في الدولة‪ ،‬و بالتالي تفرض هيمنتها على‬
‫جميع أجزاء اإلقليم‪ ،‬فال يمكن تخيل قيام دولة دون اعتمادها في تنظيمها اإلداري على أسلوب المركزية فهي‬
‫المرتكز األساسي للدولة العصرية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من الناحية اإلدارية‬

‫إن تطبيق المركزية اإلدارية يؤدي إلى توحيد العمل اإلداري وسيره بطريقة واحدة عبر كامل تراب‬
‫الوطن‪ ،‬ويؤدي إلى عدم وجود اختالف وتصادم بين اإلدارة والمتعاملين معها وتحسين وتيرة العمل اإلداري‬
‫ومحاولة تطبيق الديمقراطية ألكبر قدر ممكن‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬من الناحية االجتماعية‬

‫هذا النظام من شأنه تكريس وتجسيد العدالة والمساواة بين كافة المتعاملين‪ ،‬ففي ظل احتكار السلطة‬
‫المركزية للوظيفة اإلدارية‪ ،‬فال يتصور أن يسود ويكون هناك تمييز بين سكان العاصمة وبقية األقاليم طالما‬
‫أن مركز القرار واحد‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬من الناحية االقتصادية‬

‫نظام المركزية اإلدارية من شأنه تخفيض النفقات العامة و اإلقالل منها إلى أبعد الحدود‪ ،‬حيث يكون‬
‫ذلك من خالل االقتصار على العدد المحدود من الهيئات والموظفين ما ينتج عنه تقليص حجم اإلنفاق‬
‫وتوفير أموال كثيرة‪.‬‬

‫(‪ .)1‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬ص ص‪.60-59‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عيوب المركزية اإلدارية‬

‫كما أن للنظام المركزي مجموعة من اإليجابيات فهو أيضا ينطوي على مجموعة من المثالب يمكن‬
‫(‪)1‬‬
‫إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪:‬المركزية تؤدي إلى تركيز السلطة وإهمال الوزراء للشؤون الهامة‬

‫حيث أن اهتمام الوزراء بجميع األمور اإلدارية وطنية كانت أو محلية يؤدي إلى إغفالهم وعدم‬
‫ارتهم‪.‬‬
‫تركيزهم على المسائل الجوهرية المتعلقة بالتخطيط واإلشراف ورسم السياسات العامة لوز ا‬

‫ثانيا‪ :‬عدم تناسبها مع إدارة جميع المرافق‬

‫هناك مرافق ذات طبيعة فنية وتتطلب إدارتها من طرف ذوي االختصاص‪ ،‬لهذا فهي ال تتناسب مع‬
‫تسييرها من طرف السلطة المركزية لعدم معرفتها بكيفيات تسييرها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تعارضها مع طريقةالتسيير الديمقراطي‬

‫إن اعتماد أسلوب المركزية اإلدارية يتنافى مع طريقة التسيير الديمقراطي الذي يقضي بأن يمنح‬
‫مواطنو المناطق المحلية حقهم في تسيير شؤونهم بأنفسهم‪ ،‬وال يتحقق ذلك إال عن طريق مجالس منتخبة من‬
‫سكان تلك المناطق تكون عارفة بشؤونهم‪.‬‬

‫رابعا‪:‬المركزية تؤدي إلى عرقلة العمل اإلداري‬

‫حيث أن تطبيق هذا األسلوب يؤدي إلى تكرر نفس اإلجراءات والثقل في أداء العمل اإلداري وتأخر‬
‫في صنع الق اررات نظ ار لقصر العمل اإلداري على السلطة المركزية وحدها‪ ،‬كما أنه يؤدي إلى اتخاذ ق اررات‬
‫مجانبة للصواب لعدم معرفة السلطة المركزية بالمشكالت التي تجري في المناطق البعيدة عن العاصمة‪.‬‬

‫(‪ .)1‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مبادئ و أحكام القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون سنة‬
‫نشر‪ ،‬ص ‪.132‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم عدم التركيز اإلداري‬

‫لبيان مفهوم عدم التركيز اإلداري ومحاولة اإللمام به‪ ،‬سنتعرض إلى الظروف التي أدت إلى نشأته‬
‫وتعريفه و الخصائص والمزايا التي حققتها هذه الصورة من المركزية اإلدارية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ظروف نشأة عدم التركيز اإلداري‬

‫نتيجة عدة مبررات تمخضت ونتجت عن السلبيات التي لحقت الصورة األولى من المركزية اإلدارية‬
‫و المتمثلة في التركيز اإلداري‪ ،‬ظهرت الصورة األخرى للمركزية اإلدارية المتمثلة في عدم التركيز اإلداري‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سنتناول هذه المبررات وفق مايلي‪:‬‬

‫الفقرةاألولى‪ :‬تحقيق العدالة‬

‫إن تركيز السلطة في يد السلطة المركزية و استئثارها بها وحدها في ظل التركيز اإلداري و تمركز‬
‫موقع القرار في العاصمة وحدها يؤدي إلى مبدأ التعارض مع العدالة في توزيع النفقات العامة‪ ،‬حيث تستأثر‬
‫العاصمة بقدر كبير من النفقات و تتمتع بجانب كبير من الخدمات على حساب بقية أجزاء اإلقليم‪ ،‬مما‬
‫فرض ظهور الصورة الثانية للمركزية اإلدارية المتمثلة في عدم التركيز اإلداري والتي خففت من عبء‬
‫التركيز اإلداري ومهدت لظهور الالمركزية اإلدارية‪.‬‬

‫الفقرةالثانية‪ :‬القضاء على التعقيدات اإلدارية‬

‫بما أن تركيز القرار في يد السلطة المركزية وجعل مصدر القرار واحد يحتم على المواطنين التنقل‬
‫إلى العاصمة لقضاء احتياجاتهم في كل مرة مما يؤدي إلى البطء وعرقلة سير العمل اإلداري‪ ،‬كما أن بعد‬
‫السلطة المركزية عن األقاليم يجعلها غير عارفة باحتياجاتهم‪ ،‬فالقاطنون باإلقليمهم األعرف و األدرى‬
‫بشؤونه‪ ،‬ما يجعل ق اررات السلطة المركزية بشأن هذه األقاليم تبتعد عن الصواب‪ ،‬فعدم التركيز اإلداري‬
‫كصورة معدلة للمركزية اإلدارية يؤدي إلى القضاء على هذه التعقيدات‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬تخفيف العبء عن الوزير‬

‫حيث أن تركيز السلطة في يد الوزير وحده يجعل الملفات تتراكم ويؤدي إلى عجزه نتيجة توكيله‬
‫بالنظر في كل صغيرة و كبيرة‪ ،‬وما تقتضيه من توفر معلومات بكم هائل حتى يستطيع البت في كل األمور‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى إرباكه وتشتيت ذهنه وما ينجم عنه من سلبيات تمس سير العمل اإلداري‪.‬‬

‫(‪ .)1‬عصام علي الدبس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.304-303‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفقرة الرابعة ‪ :‬القضاء على روح اإلبداع لدى المرؤوسين‬

‫إن تمتع الرئيس اإلداري األعلى وحده بسلطة القرار ينجم عنه عدم بروز قيادات من الصف الثاني‪،‬‬
‫حيث أن استئثار الوزير بكل شؤون الدولة يؤثر سلبا على المرؤوسين ويقتل روح اإلبداع واالبتكار لديهم‬
‫ويجعلهم في وضعية متلقي لألوامر والتعليمات فقط والقيام بتنفيذها وبالتالي ليس لديهم دور في صنع القرار‪.‬‬

‫الفقرة الخامسة‪ :‬ضياع حقوق سكان األقاليم‬

‫إن تركيز السلطة في يد الوزير وحده يجعل هذا األخير غير مدرك لحقيقة سكان األقاليم البعيدة عن‬
‫العاصمة‪ ،‬مما يؤدي إلى ضياع حقوق سكان هذه األقاليم وبالتالي االبتعاد عن تحقيق األهداف من خالل‬
‫ضياع الوقت والمال دون تحقيق األهداف المرجوة‪ ،‬حيث أن هذه األسباب بررت اللجوء إلى الصورة الثانية‬
‫المتمثلة في عدم التركيز اإلداري الذي خفف من سلبيات التركيز اإلداري‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف عدم التركيز اإلداري‬

‫سنتناول في هذا الفرع أهم التسميات التي أطلقت على هذه الصورة للمركزية اإلدارية و بيان معناها‬
‫وأقسامها‪.‬‬

‫الفقرةاألولى‪ :‬أهم التسميات‬

‫اصطلح الفقه اإلداري على هذه الصورة من صور المركزية اإلدارية عدة تسميات يمكن أن نستعرض‬
‫أهمها على النحو التالي " ‪:‬عدم التركيز اإلداري‪ ،‬المركزية اإلدارية غير المطلقة "النسبية"‪ ،‬المركزية اإلدارية‬
‫الغير كاملة‪ ،‬المركزية اإلدارية الالمفرطة‪ ،‬المركزية اإلدارية الغير متشددة‪ ،‬المركزية اإلدارية المعتدلة‪،‬‬
‫المركزية اإلدارية الالو ازرية‪ ،‬المركزية اإلدارية الالحصرية)‪"(1‬ومهما تعددت و تنوعت هذه التسميات فكلها‬
‫تصب في قالب واحد و هو عدم حصر الوظيفة اإلدارية في كل ما يتعلق بها في يد السلطة المركزية وحدها‬
‫ومنح ممثلي السلطة المركزية في العاصمة أو األقاليم سلطة اتخاذ القرار‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬معنى عدم التركيز اإلداري‬

‫إن التطور الذي حدث للدولة و تحولها من دولة حارسة يقتصر نشاطها على بعض المجاالت فقط‬
‫كاألمن والدفاع والعدالة إلى دولة متدخلة تتدخل في العديد من النشاطات مما أدى إلى تضاعف مهامها‪،‬‬
‫فرض عليها هذا التغيير تغيير طريقة التسيير (التنظيم) اإلداري الذي كان في ظل الدولة الحارسة يعتمد على‬

‫(‪ .)1‬عصام علي الدبس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫تركيز السلطة في يد السلطة المركزية في العاصمة في كل جزئياتها وكلياتها‪ ،‬وهو ما يطلق عليه مصطلح‬
‫التركيز اإلداري‪ ،‬وعند تحول الدولة إلى دولة متدخلة زادت أعباؤها ومهامها نتيجة تضخم الجهاز اإلداري مما‬
‫استحال معه أن ينظر الوزير في كل صغيرة وكبيرة بل يقتصر دوره على النظر في األمور الهامة‪ ،‬وهو ما‬
‫حتم توزيع االختصاصات داخل اإلدارة و أدى إلى ظهور الصورة الثانية للمركزية اإلدارية المتمثلة بعدم‬
‫(‪)1‬‬
‫التركيز اإلداري‪.‬‬

‫ومؤدى هذه الصورة (عدم التركيز اإلداري) عدم انفراد السلطة المركزية بالعاصمة بكافة‬
‫االختصاصات و إليها يرجع األمر في كل صغيرة وكبيرة‪ ،‬بل يتم تخويل ممثلي السلطة المركزية سواء في‬
‫العاصمة أو األقاليم مكنة البت النهائي في بعض األمور دون حاجة الرجوع إلى السلطة المركزية بالعاصمة‪،‬‬
‫وبذلك ال تكون سلطة اتخاذ القرار حص ار عليها‪ ،‬بل يخول ممثلي الو ازرة سواء في العاصمة أو األقاليم سلطة‬
‫اتخاذ القرار‪ ،‬فباإلضافة إلى الوزير يمنح أمين عام الو ازرة ورؤساء المصالح و مديري اإلدارات وممثلي‬
‫الو ازرات في المحافظات ومرؤوسيهم الذين يمارسون نشاطهم بعيدا عن السلطة المركزية ويتمتعون بسلطة‬
‫(‪)2‬‬
‫اتخاذ القرار دون الرجوع إليها‪.‬‬

‫ويطلق على هذه الصورة أيضا المركزية النسبية حيث أن اتساع نشاط الدولة استحال معه عرض كل‬
‫صغيرة و كبيرة على الوزير نظ ار التساع اتصال اإلدارة بالجمهور‪ ،‬وعليه حتمت الضرورة أن يمنح ممثلي‬
‫الو ازرة سلطة اتخاذ القرار دون الرجوع للوزير سواء الممثلين في العاصمة أو األقاليم كما يمكن أن تمنح هذه‬
‫(‪)3‬‬
‫الصالحية للجنة يتم إنشاءها لهذا الهدف‪.‬‬

‫وعدم التركيز اإلداري ال يعني استقالل هذه الوحدات اإلدارية عن السلطة المركزية بل تبقى خاضعة‬
‫لها عبر ما يسمى بالسلطة الرئاسية‪ ،‬ويكون للوزير حق الرقابة السابقة والالحقة على أعمال مرؤوسيه‪ ،‬فيكون‬
‫له من خالل الرقابة السابقة إصدار األوامر والتوجيهات أما الرقابة الالحقة فتتمثل في إجازة أعمال مرؤوسيه‬
‫أو تعديلها أو إلغاءها أو سحبها‪ .‬كل ما في األمر أنه تم التخفيف عن كاهل الوزراء بمنح ممثلي السلطة‬
‫(‪)4‬‬
‫المركزية سلطة البت في بعض األمور دون الرجوع إلى الوزراء‪.‬‬

‫(‪ .)1‬عصام علي الدبس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.284-283‬‬


‫(‪ .)2‬نواف كنعان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬سنة ‪ ،2000‬ص‪.154‬‬
‫(‪ .)3‬عمار بوضياف ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫(‪ .)4‬محمد جمال مطلق ذنيبات‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬بدون سنة نشر‪،‬‬
‫ص ‪.74‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫فعدم التركيز اإلداري كما يقول (‪")charles brun‬قضية بين الدولة وعمالها أو موظفيها وهو يؤدي‬
‫إلى اقتصاد في النفقات وإلى وضوح في العمل و توحيد لنمطه وال يترتب عليه أبدا االعتراف باستقالل‬
‫الوحدات اإلدارية ولكن فقط ينقل موقع سلطة القرار لذلك قال (‪ )odillon barrot‬إننا دائما أمام نفس‬
‫(‪)1‬‬
‫المطرقة التي تضرب ولكن مع تقصير في اليد الضاربة "‬

‫كما عرف عدم التركيز اإلداري أيضا بأن يعهد الرئيس اإلداري لمرؤوسيه بسلطة اتخاذ بعض‬
‫الق اررات والبت النهائي وأخذ مسؤولية اتخاذ القرار دون الرجوع للرئيس اإلداري‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫حيث أن مقتضيات العمل اإلداري فرضت اللجوء إلى هذه الصورة ومؤداها أن يعهد للجنة تعين‬
‫الحكومة أعضائها أو ممثلي الحكومة في األقاليم‪ ،‬صالحية البت النهائي في بعض األمور دون أخذ رأي‬
‫الوزير مما يحقق فعالية وإنتاجية أنجع في إنجاز العمل اإلداري‪.‬‬

‫إال أن منح ممثلي الو ازرة سواء في العاصمة أو األقاليم سلطة البت النهائي في بعض األمور ال‬
‫يعني االستقالل عن السلطة المركزية‪ ،‬بل كل ذلك يتم تحت رقابة وإشراف الوزير‪ ،‬كل ما في األمر أن‬
‫الوزير فوض بعض اختصاصاته لمرؤوسيه أي أنه حدث تفويض اختصاص وذلك منعا للعجز الذي يحدث‬
‫(‪)3‬‬
‫داخل الجهاز اإلداري إذا ترك األمر كله للوزير‪.‬‬

‫والفكرة المهمة التي يدور حولها عدم التركيز اإلداري‪ ،‬هو نظام التفويض لتحقيق أكبر إنتاجية في‬
‫ومنعا الختناق العمل اإلداري وذلك بأن تمنح السلطة المركزية الممثلة في شخص الوزير‪ ،‬بعض‬ ‫(‪)4‬‬
‫العمل‪،‬‬
‫من مهامها واختصاصاتها إلى ممثليها سواء في العاصمة أو األقاليم مثل‪ :‬الوالي ‪ ،‬رئيس الدائرة ‪ ،‬مديري‬
‫المديريات على المستوى الوالئي (مديرية األشغال العمومية ‪ ،‬مديرية التربية ‪ ،‬مديرية الري ) سلطة البت‬
‫النهائي في بعض األمور دون الرجوع إلى الوزير و لكن دون تمتع هؤالء الممثلين باالستقالل القانوني‪ ،‬وهذا‬
‫ما يطلق عليه بتفويض االختصاص‪ ،‬بدون أن يتم االستفاضة في نظام التفويض في هذا المطلب ألنه سوف‬
‫يتم تناوله في المطلب الثاني ضمن المبحث الثاني(الفصل األول)‬

‫(‪ .)1‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬


‫(‪ .)2‬هاني علي الطهراوي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫(‪ .)3‬محمد جمال مطلق ذنيبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫(‪ .)4‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬أقسام عدم التركيز اإلداري‬

‫من خالل ما سبق تناوله فيما يتعلق بعدم التركيز اإلداري يمكن تقسيمه إلى قسمين‪ ،‬فقد يكون داخليا‬
‫(‪)1‬‬
‫كما يمكن أن يكون خارجيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬داخليا و ذلك بأن يخول الموظفون الذين يمارسون نشاطهم في العاصمة سلطة اتخاذ القرار والبت في‬
‫األمور دون العودة إلى الوزير‪ ،‬ويكون ذلك في حالة منح وكالء الوزراء أو المديرين العامين الموجودين‬
‫بالعاصمة هذه الخاصية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خارجيا ومعناه بأن يمنح المرؤوسون الموجودون خارج العاصمة مكنة اتخاذ بعض الق اررات اإلدارية‬
‫دون العودة إلى الوزير‪ ،‬كأن يتم منح المحافظ (الوالي) مثال سلطة البت النهائي في بعض الشؤون الخاصة‬
‫بإقليم اختصاصه‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص عدم التركيز اإلداري‬

‫من خالل ما تم التطرق إليه في التعريف يمكن استنتاج مجموعة من الخصائص تتميز بها هذه‬
‫الصورة من المركزية اإلدارية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تقليل األعباء عن السلطة المركزية‬

‫حيث أن منح ممثلي الو ازرة سلطة اتخاذ الق اررات اإلدارية ومنحها خاصية البت في بعض األمور‬
‫دون العودة إلى الوزير يؤدي إلى عدم اختناق وتركز الوظيفة اإلدارية في يد السلطة المركزية وحدها‪ ،‬ما‬
‫يترتب عنه عدم تشتيت وإرهاق السلطة المركزية بجميع المسائل وتفرغها فقط للقضايا الجوهرية المتعلقة‬
‫بالسياسة العامة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬القضاء على مثالب الصورة األولى للمركزية اإلدارية " التركيز اإلداري "‬

‫حيث استطاعت هذه الصورة المعدلة أن تمحو وتزيل مساوئ الصورة األولى وتقضي على مختلف‬
‫التعقيدات الناجمة عن تمتع السلطة المركزية وحدها بصالحية اتخاذ الق اررات اإلدارية و العجز الذي يصيب‬
‫هذه األخيرة في معرفة انشغاالت جميع األقاليم خاصة تلك البعيدة عن العاصمة‪.‬‬

‫)‪ .(1‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬الحفاظ على وحدة الجهاز اإلداري واإلبقاء على السلطة الرئاسية‬

‫كما أن منح هذه الوحدات سلطة اتخاذ القرار ال يعني أنه تم ضرب وحدة الجهاز اإلداري‪ ،‬فكل ما‬
‫يقوم به هؤالء المرؤوسين من أعمال يخضع إلى قيود تتمثل في السلطة الرئاسية التي يمارسها الرئيس على‬
‫المرؤوس‪ ،‬فجميع أعمال المرؤوس تخضع للرقابة السابقة والالحقة وعدم التركيز اإلداري ال يعني استقاللهم‬
‫عن السلطة المركزية‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬تحسين مستوى الخدمات‬

‫حيث أن المرؤوسين القاطنين باألقاليم والتابعين للسلطة المركزية هم األعرف واألقدر على معرفة‬
‫حاجيات و انشغاالت سكانها خاصة تلك البعيدة عن العاصمة‪ ،‬فالوزير ال يمكنه معرفة كل صغيرة و كبيرة‬
‫عن هذه األقاليم‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مزايا عدم التركيز اإلداري‬

‫(‪)1‬‬
‫إن هذه الصورة (عدم التركيز اإلداري) تتمتع بجملة من المزايا يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تخفيف العبء عن الوزير‬

‫إن عدم التركيز اإلداري هو السبيل الوحيد الذي يمكنه القضاء على كافة األزمات المترامية على‬
‫سائر إقليم الدولة‪ ،‬فالوزير ال يمكنه النظر في جميع الكليات و الجزئيات على مستوى اإلقليم‪ ،‬و كذلك في‬
‫كل ما يناط بو ازرته من أنشطة‪ ،‬إذ ال بد من االعتماد على بعض مرؤوسيه سواء في العاصمة أو األقاليم‬
‫وتخويلهم سلطة البت النهائي في بعض األمور دون الرجوع إليه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تفرغ السلطة المركزية للمسائل الجوهرية‬

‫يمكن عدم التركيز اإلداري الوزير من حصر مهامه للنظر في المسائل الهامة والتركيز عليها وعدم‬
‫تشتيت ذهنه في المسائل األخرى خاصة حال تولي الصالحيات أشخاص ذوي كفاءة و خبرة يمكن أن يعهد‬
‫إليهم تسيير اإلقليم‪.‬‬

‫(‪ .)1‬محمد جمال مطلق ذنيبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.75-74‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬إسناد المهام لألقدر على تأديتها بصورة أفضل‬

‫يكون للموظفين العاملين في اإلقليم دون غيرهم الدراية والمعرفة بانشغاالت وحاجيات سكانه بحكم‬
‫اتصالهم المباشر بهم‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬إعداد كفاءات من الدرجة الثانية‬

‫عدم التركيز اإلداري من شأنه خلق اإلطارات والكفاءات‪ ،‬حيث أنه عندما يمنح ممثلو اإلقليم سلطة‬
‫البت النهائي ويمارسون االختصاصات الممنوحة لهم فإنهم يتمكنون من التدرب واالعتياد على اتخاذ الق اررات‬
‫المتعلقة باإلقليم دون الرجوع إلى الوزير‪ ،‬وبالتالي خلق فئات قيادية داخل المنظومة اإلدارية‪.‬‬

‫الفقرة الخامسة‪ :‬عدم المساس بوحدة الجهاز اإلداري وتماسكه‬

‫إن تبني نظام عدم التركيز اإلداري ليس من شأنه المساس بالمنظومة اإلدارية واستقرارها‪ ،‬فكل شيء‬
‫يتم تحت إشراف ورقابة الوزير والصالحيات الممنوحة له في هذا المجال من تعقيب على عمل المرؤوسين‬
‫من خالل الرقابة السابقة والالحقة‪ ،‬وذلك كله في نطاق ما يعرف بالسلطة الرئاسية التي يخضع لها‬
‫المرؤوسون‪.‬‬

‫و ما يمكن أن يلحق و يمس عدم التركيز اإلداري من عيوب فيتم التغلب عليه عن طريق التفويض‬
‫(‪)1‬‬
‫الذي يعهد بمقتضاه الرئيس ببعض اختصاصاته لمرؤوسيه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األساس القانوني‬


‫يقوم عدم التركيز اإلداري على دعامتين أساسيتين لضمان نجاعته و هما السلطة الرئاسية و‬
‫التفويض اإلداري‪ ،‬اللذان يعتبران أساس العالقة بين الرئيس و المرؤوس و المفضيان إلى حسن سير المرافق‬
‫العامة بانتظام و اطراد و استم اررية العمل في الجهاز اإلداري بصورة منتظمة‪ ،‬لهذا سنتناول في هذا المبحث‬
‫السلطة الرئاسية كمطلب أول و التفويض اإلداري كمطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬السلطة الرئاسية‬


‫إن السلطة الرئاسية هي أهم ما يميز النظام المركزي و فصله عن النظام الالمركزي‪ ،‬حيث تعتبر‬
‫المعيار األساسي الذي يميز المركزية اإلدارية في مفهومها الحديث المتمثل في عدم التركيز اإلداري‪ ،‬لذلك‬
‫وجب التطرق لها و الخوض فيها لما لها من أهمية في مجال و حدود هذا البحث‪ ،‬و هي محور العالقة بين‬

‫(‪ .)1‬نواف كنعان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الموظفين حسب تدرجهم في السلم اإلداري إضافة إلى التبعية اإلدارية اللذان يعتبران أساس العالقة بين‬
‫الموظفين في النظام المركزي‪ ،‬فلو نظرنا إلى السلم اإلداري من أسفل إلى أعلى لوجدنا التبعية اإلدارية وإذا‬
‫نظرنا إلى العكس (من أعلى إلى أسفل) لوجدنا السلطة الرئاسية‪ ،‬لذا فهما يعتبران وجهان لعملة واحدة لهذا‬
‫سنتناول في هذا المطلب و نحاول اإللمام بفكرة السلطة الرئاسية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المقصود بالسلطة الرئاسية‬

‫لبيان المقصود بالسلطة الرئاسية وجب التطرق إلى تعريفها ثم التعريج على خصائصها‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف السلطة الرئاسية‬

‫تعتبر السلطة الرئاسية حجر األساس والركن الجوهري الذي تقوم عليه فكرة النظام المركزي ‪ ،‬والذي‬
‫يعني أن الموظفين يتموضعون ويندرجون ضمن سلم إداري يعلوه الوزير الذي يأتي على قمة الهرم اإلداري‬
‫حيث يعتبر القائد األعلى للجهاز اإلداري الخاص بمجال و ازرته‪ ،‬و يتمركز فيه بقية الموظفين في درجات‬
‫متنازلة حتى نصل إلى أدنى موظف‪ ،‬وهذا ما يخول بموجب هذه السلطة الرئاسية للرئيس سلطة شاملة وقوية‬
‫(‪)1‬‬
‫على أشخاص مرؤوسيه و أعمالهم‪.‬‬

‫فأهم فكرة تدور حولها السلطة الرئاسية هي التبعية والخضوع‪ ،‬حيث يخول كل رئيس مجموعة من‬
‫االختصاصات والصالحيات يزود ويستأثر بها في مواجهة مرؤوسيه تمكنه من مراقبة هؤالء‪ ،‬ومهما تشعبت‬
‫و اتسعت الوحدات اإلدارية سواء في العاصمة أو بقية أجزاء اإلقليم إال أنها تدور في فلك الجهاز الواحد‬
‫طالما أن الرئيس يملك سلطة تامة على أشخاص مرؤوسيه‪ ،‬و تمحور العالقة في فكرة الهرم و تسلسله‬
‫الوظيفي‪ ،‬أي أن كل موظف يبقى خاضع لرئيسه و عدم إستقالليته عن فكرة السلطة الرئاسية‪ ،‬أي بقاء‬
‫العالقة و المعادلة األساسية المتمثلة في الرئيس والمرؤوس‪ ،‬كما أن تشعب وتوسع و انتشار الوحدات‬
‫اإلدارية في سائر إقليم الدولة‪ ،‬اليعني التنصل من وحدة المنظومة اإلدارية و الجهاز اإلداري‪ ،‬فإذا تمتعت‬
‫هذه الوحدات اإلدارية بسلطة اتخاذ القرار دون الرجوع إلى السلطة المركزية‪ ،‬فهذا ال يعني أنه تم ضرب وحدة‬
‫الجهاز اإلداري طالما أن هذه الهيئات تمارس عملها تحت إشراف و رقابة الهيئات األعلى منها‪ ،‬مما يؤكد‬
‫عدم انفصال هذه الجهات عن السلطة المركزية‪ .‬حيث أن عالقة المرؤوس بالرئيس بما تشملها من تبعية و‬
‫خضوع تندرج ضمن التبعية اإلدارية‪ ،‬أما عالقة الرئيس بالمرؤوس بما تتضمنه من سلطة و رقابة على‬
‫(‪)2‬‬
‫شخص هذا األخير و أعماله تسمى السلطة الرئاسية‪.‬‬

‫(‪ .)1‬مدوح أحمد‪ -‬نجيمي عبد الرحمن‪-‬نجيمي نعاس ‪ ،‬المركزية اإلدارية و عالقتها باإلدارة العامة‪ ،‬مجلة الحقوق و العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬بدون عدد ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و العالقات الدولية – قسم العلوم السياسية و العالقات الدولية – كلية العلوم‬
‫القانونية و اإلدارية‪ ،‬جامعة زيان عاشور بالجلفة ‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫(‪ .)2‬نواف كنعان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.146‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫فالسلطة الرئاسية هي الفكرة الجوهرية و المعيار المتحكم و الفاصل في تحديد طبيعة جهاز ما‪ ،‬هل‬
‫يندرج ضمن هيئات عدم التركيز اإلداري أم الالمركزية اإلدارية‪.‬‬

‫و السلطة الرئاسية تمتد ثناياها لتمس كل المرؤوسين أي أن كل موظف يخضع و يرتبط بالموظف‬
‫الذي يعلوه(رئيسه اإلداري)‪ ،‬و بالتالي كل موظف يتبع لرئيسه اإلداري و يخضع له و يلتزم بتنفيذ أوامره‪ ،‬و‬
‫في المقابل يمارس هذا الرئيس اختصاصاته و سلطاته على مرؤوسيه الموجودين في مرتبة أٌقل منه حتى‬
‫(‪)1‬‬
‫الوصول إلى قاعدة السلم اإلداري التي تضم الموظفين الصغار‪.‬‬

‫و هذه السلطة الرئاسية تتمحور و تدور حول عالقة الرئيس بالمرؤوس في حياتهم الوظيفية و ليس‬
‫عالقة أخرى كالعالقة التعاقدية التي تنطوي على التزامات واقعة على عاتق أطرافها‪ ،‬إذ أن األمر يتعلق‬
‫بحسن سير المرفق العام بانتظام و اطراد و وضوح العمل اإلداري‪.‬‬

‫فالسلطة الرئاسية هي فكرة يتمتع بها الرؤساء في مواجهة مرؤوسيهم يخولها لهم القانون لكي يتسم‬
‫العمل اإلداري بالوحدة و الفعالية و االستم اررية‪ ،‬و السلطة الرئاسية هي تكميل للتبعية اإلدارية و يتم‬
‫ممارستها دون نص و بصورة تلقائية متعارف عليها في القانون اإلداري‪ ،‬و هي ترتب أيضا مسؤولية الرئيس‬
‫(‪)2‬‬
‫عن أعمال مرؤوسيه و ال تعفيه من المسؤولية‪.‬‬

‫و السلطة الرئاسية تمارس بدرجات متفاوتة في القوة وذلك حسب المركز الذي يحتله الموظف في‬
‫السلم اإلداري و هي أهم ما يرتكز عليه النظام المركزي‪ ،‬إذ حسب طبيعة المركز الذي يتمتع به الموظف‬
‫(‪)3‬‬
‫تتحدد اختصاصاته و صالحياته‪.‬‬

‫إال أنه و من خالل ما تم التطرق إليه في مفهوم السلطة الرئاسية‪ ،‬يجب التركيز على نقطة أساسية‬
‫و هي أن السلطة الرئاسية ليست حق أو امتياز للرئيس اإلداري يمارسه كيف يشاء و متى يشاء‪ ،‬بل هو‬
‫اختصاص تم تخويله للرئيس اإلداري و تخصيصه به لكي يرقى القانون اإلداري و تتحسن وتيرته‪ ،‬و لضمان‬
‫حسن سير المرافق العامة بانتظام و اطراد و بلوغ ما يصبو إليه القانون اإلداري من تحقيق المصلحة العامة‬
‫و تغليبها على المصلحة الخاصة‪ ،‬و ترتيبا على ذلك فإن هذه السلطة تمارس ضمن القوانين و اللوائح‪ ،‬حيث‬
‫(‪)4‬‬
‫أن الرئيس هو أيضا مسؤول أمام رؤسائه إضافة إلى المسؤولية القضائية‪.‬‬

‫(‪ .)1‬مدوح أحمد‪ -‬نجيمي عبد الرحمن‪-‬نجيمي نعاس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫(‪ .)2‬مازن ليلو راضي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص ‪.69‬‬
‫(‪ .)3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫(‪ .)4‬ابرادشة فريد‪ ،‬نظرية التنظيم اإلداري في الجزائر مبدأ السلطة الرئاسية بين النص و الممارسة‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات‬
‫القانونية‪ ،‬العدد‪ ،2‬كلية الحقوق و العلوم السياسة‪ ،‬جامعة المسيلة‪2020 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫إذ أن هذه السلطة الرئاسية و التي بموجبها يخضع كل مرؤوس لرئيسه اإلداري تستلزم تدرج األعمال‬
‫القانونية‪ ،‬حيث ال يمكن للجهة اإلدارية األدنى أن تخالف الجهة األعلى منها‪ ،‬و بالتالي يتقيد كل مرؤوس‬
‫بواجب عدم مخالفة و معارضة رئيسه‪.‬فأعمال المرؤوس يجب أن تكون موافقة و ال تتصادم مع أعمال‬
‫الرئيس‪ ،‬فالموظف إضافة إلى خضوعه لمبدأ المشروعية و ما يتضمنه الحترام لقوانين الدولة‪ ،‬فهو يلتزم‬
‫(‪)1‬‬
‫بواجب طاعة الرؤساء‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص السلطة الرئاسية‬

‫من خالل التعاريف السابقة يمكننا استنتاج خصائص السلطة الرئاسية و هي أنها سلطة شاملة‪،‬‬
‫مفترضة و داخلية‬

‫أوال ‪ :‬السلطة الرئاسية سلطة شاملة‬

‫تعتبر السلطة الرئاسية شاملة ألن الرئيس منح له القانون و النصوص التنظيمية الساري العمل بها‬
‫سلطة الرقابة التي يمارسها على مرؤوسيه‪ ،‬و التي تمتد إلى كل ما يصدر عنهم من أعمال من خالل توجيه‬
‫األوامر الملزمة لهم التي ينبغي على المرؤوسين التقيد و العمل بها‪ ،‬و ما تشمل هذه السلطة من مكنة‬
‫التأديب‪ ،‬إذ أن الرئيس يتمتع بسلطة كبيرة على مرؤوسيه‪ ،‬و له حق تأديبهم في حالة ارتكابهم أخطاء‪ ،‬و هذه‬
‫الرقابة تتمتع بخاصية العمومية‪ ،‬أي أنها تشمل غالبية تصرفات الموظفين المتموضعين بدرجات أدنى‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬السلطة الرئاسية سلطة مفترضة‬

‫هي سلطة مفترضة أي دون حاجة إلى نص قانوني يسمح بممارستها و مزاولتها‪ ،‬فهي تباشر بصفة‬
‫تلقائية أي أنها مخولة للرئيس اإلداري بقوة القانون من أجل ضمان حسن سير المرافق العامة بصورة‬
‫منتظمة‪ ،‬و لكي يكون هناك تناسق في العمل اإلداري و استمرار سير المنظومة اإلدارية بصورة جيدة و‬
‫لضمان وحدة الجهاز اإلداري‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬السلطة الرئاسية سلطة داخلية‬

‫هي سلطة داخلية ألنها تمارس على نفس الشخص المعنوي‪ ،‬عكس الوصاية اإلدارية التي تمارس‬
‫من شخص معنوي على شخص معنوي آخر أي أنها سلطة خارجية‪.‬‬

‫(‪ .)1‬ابراهيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬الوسيط في مبادئ و أحكام القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني لفكرة السلطة الرئاسية‬

‫بالرجوع إلى مختلف النصوص القانونية نجد أنها كرست مبدأ السلطة الرئاسية و اعترفت للرؤساء‬
‫بممارسة سلطات على مرؤوسيهم‪ ،‬تشمل هذه السلطات أشخاص المرؤوسين و أعمالهم‪.‬‬

‫فبالنظر إلى األمر رقم ‪ 66- 133‬المؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ 1966‬المتضمن القانون األساسي العام‬
‫للوظيفة العامة‪ ،‬نجد أنه كرس مبدأ السلطة الرئاسية من خالل العديد من مواده‪ ،‬فقد أشار المشرع في المادة‬
‫(‪)1‬‬
‫منه إلى أن كل ' تقصير' أي إخالل الموظف بواجباته الوظيفية و كل ' مس بالطاعة عن قصد' أي‬ ‫‪17‬‬
‫على الموظف طاعة رؤسائه‪ ،‬و كل خطأ يرتكبه الموظف أيضا تعتبر تجاوزات تعرض الموظف للعقوبة‬
‫التأديبية‪ ،‬و هو ما يؤكد على إقرار مبدأ السلطة الرئاسية‪.‬‬

‫من نفس القانون أن المشرع ألزم الموظف باحترام السلطة السلمية وقيده‬ ‫(‪)2‬‬
‫كما تبين المادة ‪19‬‬
‫باحترام رئيسه اإلداري و تنفيذ أوامره مهما تكن رتبته في السلم اإلداري‪.‬‬

‫من ذات القانون أن على كل موظف احترام و تنفيذ أوامر رئيسه اإلداري من‬ ‫(‪)3‬‬
‫وجاء في المادة ‪20‬‬
‫أصغر موظف حتى الوصول إلى قمة الهرم‪ ،‬فسلطة الدولة تتمثل في تسلسلها الهرمي المتصاعد‪ ،‬حيث‬
‫يتواجد على مستواه الوزير الذي يمثل قمة السلم اإلداري‪ ،‬و هكذا على كل مرؤوس التقيد بأوامر رئيسه‬
‫اإلداري حتى نصل إلى الوزير‪.‬‬

‫وتمت اإلشارة و التأكيد على مبدأ السلطة الرئاسية من خالل القانون األساسي العام للعامل ‪،1978‬‬
‫منه إلى أن قانون العمل أيضا كرس مبدأ السلطة الرئاسية حين ألزم العامل أن‬ ‫(‪)4‬‬
‫حيث تشير المادة ‪27‬‬
‫يجتهد ويتفانى في عمله مع ضرورة احترام القانون و األوامر الصادرة إليه من رؤساءه‪ ،‬مما يبين أن العامل‬
‫مسؤول عن أعماله أمام رؤسائه‪.‬‬

‫(‪ .)1‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 46‬الصادرة في ‪ 08‬يونيو ‪ ،1966‬ص ‪ ،548‬المادة ‪: 17‬‬


‫"إن كل تقصير في الواجبات ا لمهنية وكل مس بالطاعة عن قصد و كل خطأ يرتكبه الموظف في ممارسة مهامه أو أثناءها‬
‫يعرضه إلى عقوبة تأديبية دون اإلخالل عند اللزوم بتطبيق قانون العقوبات "‬
‫(‪ .)2‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 46‬الصادرة في ‪ 08‬يونيو ‪ ،1966‬ص ‪ ،549‬المادة ‪:19‬‬
‫"كل موظف مهما تكن مرتبته في التسلسل اإلداري مسؤول عن تنفيذ المهام التي تناط به "‬
‫(‪ .)3‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 46‬الصادرة في ‪ 08‬يونيو ‪ ،1966‬ص ‪ ،549‬المادة ‪: 20‬‬
‫"يجب على الموظف احترام سلطة الدولة "‬
‫(‪ .)4‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 32‬الصادرة في ‪ 08‬غشت ‪ ،1978‬ص ‪ ،725‬المادة ‪: 27‬‬
‫" ينبغي على العامل مهما كانت رتبته في التنظيم السلمي أن يقوم بجميع المهام المرتبطة بمنصب عمله بوعي و‬
‫فعالية مع مراعاة القانون و األحكام التنظيمية و االنضباط و التعليمات السلمية "‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫منه إلى فكرة السلطة الرئاسية إذ ألزمت العامل بتنفيذ‬ ‫كما نوه القانون أعاله في المادة ‪36‬‬
‫(‪)1‬‬

‫التعليمات الصادرة إليه من رؤسائه وأشارت إليه أيضا مواد عديدة (‪).....33 ،31 ،29‬‬

‫كما أن المرسوم ‪ 59- 85‬المؤرخ في ‪ 23‬مارس ‪ 1985‬المتضمن القانون األساسي النموذجي‬


‫(‪)2‬‬
‫أشار و أكد على السلطة الرئاسية في العديد من مواده (‪،54 ،28 ،26‬‬ ‫لعمال المؤسسات واإلدارات العامة‬
‫‪.) 122 ،112‬‬

‫وهو ما تم التطرق إليه أيضا في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 224-89‬المؤرخ في ‪ 5‬ديسمبر المتضمن‬
‫القانون األساسي الخاص المطبق على العمال المنتمين إلى األسالك المشتركة للمؤسسات و اإلدارات‬
‫العمومية المعدل و المتمم(‪)3‬في عدة مواد‪:‬‬

‫حيث أكدت المادة ‪ 16‬منه على إخضاع المتصرف اإلداري للسلطة السلمية و المادة ‪ 32‬من نفس‬
‫المرسوم ألزمت المساعد اإلداري بالخضوع للسلطة السلمية‪ .‬كما تكرس مبدأ السلطة الرئاسية في كثير من‬
‫المواد من ذات المرسوم نذكر منها المواد( ‪)133 ،127 ،116 ،109 ،96 ،76 ،66 ،49 ،46 ،39‬‬
‫حيث حددت هذه المواد مهام الموظفين حسب رتبهم و مناصبهم و غيرها من النصوص كثير‪.‬‬

‫و أخي ار صدر األمر رقم ‪ 03-06‬المؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ 2006‬المتضمن القانون األساسي العام‬
‫للوظيفة العمومية(‪ )4‬ليؤكد و يرسخ فكرة السلطة الرئاسية في عملية التنظيم اإلداري‪ ،‬و هو ما يتأكد من خالل‬
‫المواد ‪ 47 ،44 ،40 ،24‬و ‪ 48‬و غيرها من المواد كثير‪.‬‬

‫و من خالل ما سبق يتضح أن المشرع أكد على مبدأ السلطة الرئاسية‪ ،‬حيث أن اإلدارة تمارس‬
‫نشاطها في صورة تدرج يتضمن رئيس و مرؤوس‪ ،‬أين يملك الرئيس سلطات و صالحيات على شخص‬
‫المرؤوس و أعماله فتكون له سلطة التعيين و التثبيت و الترقية و اإلحالة على االستيداع و االنتداب و‬
‫التأديب‪ ،‬و سلطات على أعمال مرؤوسيه تتمثل في اإلجازة و التعديل و اإللغاء و السحب و الحلول‪ ،‬ففكرة‬
‫السلطة الرئاسية إلى جانب كونها ضرورة أملتها طبيعة العمل اإلداري أي انه فرضها العلم و التقنيات‬
‫الحديثة فهي أيضا لها أساس قانوني‪.‬‬

‫(‪.)1‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 32‬الصادرة في ‪ 08‬غشت ‪ ،1978‬ص ‪ ،726‬المادة ‪:36‬‬


‫" ينفذ العامل بكل ما لديه من إمكانية مهنية جميع التعليمات المتعلقة بالعمل الذي يتسلمه من األشخاص المؤهلين سلميا "‪.‬‬
‫(‪.)2‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 13‬الصادرة في ‪ 24‬مارس ‪.1985‬‬
‫(‪.)3‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 51‬الصادرة في ‪ 06‬ديسمبر ‪.1989‬‬
‫(‪.)4‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 46‬الصادرة في ‪ 16‬جويلية ‪.2006‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفرع الثالث ‪:‬مظاهر السلطة الرئاسية‬

‫لدراسة مظاهر السلطة الرئاسية‪ ،‬ينبغي التطرق إلى ما تشمله من سلطة الرئيس على شخص‬
‫المرؤوس (الفقرة األولى) و على أعماله (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬سلطة الرئيس على شخص المرؤوس‬

‫هذه السلطة تتقرر للرئيس على شخص مرؤوسه‪ ،‬لكن ما ينبغي اإلشارة إليه أن هذه المكنة تتعلق‬
‫وتشمل حياة الموظف و مساره الوظيفي وال تتعلق بحياته الخاصة(‪ ،)1‬فيكون للرئيس اإلداري الحق في تعيين‬
‫الموظف ‪ -‬تجدر اإلشارة هنا إلى أن هذا التعيين ال يتم بطريقة إرادية من طرف الرئيس وبرغبته في تعيين‬
‫شخص معين بل يتم وفق القانون كإجراء المسابقة مثال ‪ -‬كما يمنح الرئيس سلطة نقل المرؤوس كأن يقوم‬
‫بنقله من مصلحة إلى أخرى ضمن نفس اإلدارة أو تحويله من إدارة إلى أخرى‪ ،‬كل ذلك يتم حسب مقتضيات‬
‫العمل اإلداري و حسن سيره‪ ،‬و تشمل هذه السلطة صالحية ترقية الموظف و ما يترتب عنها من آثار ترجع‬
‫على المرؤوس من زيادة األعباء الواقعة على عاتقه و يقابلها أيضا زيادة في الراتب‪ ،‬كما يملك سلطة اإلحالة‬
‫(‪)2‬‬
‫على االستيداع و اإلحالة على االنتداب‪.‬‬

‫إن هذه السلطة تشمل كل الحياة الوظيفية للموظف من يوم تعيينه حتى انتهاء المهام التي قد‬
‫تنقضي بطريقة عادية أو بطريقة غير عادية‪ ،‬حيث أن الرئيس يملك سلطة تأديب الموظف العام في حالة‬
‫ارتكابه أخطاء مهنية قد تصل إلى حد العزل و انتهاء الحياة الوظيفية بصورة قبلية في حالة تطبيق عقوبات‬
‫الدرجة الرابعة(‪.)3‬‬

‫كما أشارت التشريعات إلى أن المرؤوس في حالة تضرره من قرار رئيسه و رأى انه مخالف للقانون‪،‬‬
‫فقد منح له القانون حق التظلم اإلداري من قرار رئيسه ويكون له أيضا الحق في الطعن قضائيا متى خمن‬
‫وقدر أن قرار الرئيس اإلداري مشوب بعيب إساءة استعمال السلطة‬
‫‪)4(.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬سلطات الرئيس على أعمال مرؤوسيه‬

‫وتتمثل هذه السلطات في السلطات السابقة التي تتجسد من خالل سلطة التوجيه( سلطة إصدار‬
‫التعليمات و التوجيهات ) و السلطات الالحقة التي تعرف بسلطة الرقابة و التعقيب‪.‬‬

‫(‪ .)1‬نواف كنعان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪148‬‬


‫(‪ .)2‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫(‪ .)3‬عصام علي الدبس‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫(‪ .)4‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫أوال‪:‬سلطة التوجيه‬

‫تقتضي طبيعة العمل اإلداري و حسن سيره أن يقوم الرئيس اإلداري بتوجيه أوامر و توجيهات‬
‫للمرؤوسين لتبيان وتوضيح صورة العمل‪ ،‬وفي هذا الصدد ميز الفقه نوعين من األوامر‪ :‬أوامر مشروعة و‬
‫أوامر غير مشروعة‪.‬‬

‫‪ -1‬حالة األوامر المشروعة‬

‫عندما يقوم الرئيس اإلداري بتوجيه تعليمات وتوجيهات للمرؤوسين غير منافية للقانون تتماشى مع‬
‫القواعد القانونية السارية في الدولة‪ ،‬فإن المرؤوس يلتزم بتنفيذها مراعاة و تقيدا بالقانون الساري في الدولة‪،‬‬
‫هذا من جهة و من جهة أخرى فانه يجب طاعة الرؤساء و إال اضطرب الجهاز اإلداري وتمت عرقلة سير‬
‫العمل(‪ ،)1‬مع أن هذه األوامر المشروعة ال تثير أي إشكال لدى الفقهاء‪.‬‬

‫كما ذهب جانب من الفقه أن هذه التوجيهات و األوامر تمارس داخل الجهاز اإلداري أي تخص‬
‫الموظفين و تطبق عليهم و ليس معنيا بها المتعاملين مع اإلدارة و بالتالي ال يمكن الطعن فيها قضائيا(‪.)2‬‬

‫إن سلطة توجيه األوامر و التعليمات التي يتمتع بها الرئيس اإلداري تعتبر من أكبر وأهم ما يميز‬
‫السلطة الرئاسية نظ ار لما تضمنه من الوضوح في العمل و سهولة سيره‪ ،‬و لهذا تتميز السلطة الرئاسية بأنها‬
‫سلطة آمرة لما تشتمله من إصدار و توجيه األوامر و التعليمات التي يتقيد بها المرؤوسين و يتوجب عليهم‬
‫تنفيذها ‪.‬‬

‫غير أن الموظف يملك حق مناقشة رئيسه اإلداري وإن كان عليه االلتزام بتنفيذ األوامر الصادرة إليه‬
‫من رئيسه‪ ،‬لكن يشترط في هذه المراجعة للرئيس اإلداري أن تكون قبل إصدار وخروج هذه األوامر إلى حيز‬
‫(‪)3‬‬
‫‪:‬‬ ‫التنفيذ‪ ،‬و يشترط في ذلك‬

‫‪-‬حسن النية أي على المرؤوس ان يرمي من وراء هذه المناقشة و مراجعة الرئيس اإلداري مصلحة‬
‫عامة ‪ ،‬و عدم بحثه عن مصلحة خاصة‪.‬‬

‫‪-‬أن يحترم رئيسه اإلداري و يناقشه بكل احترام و لباقة و عدم الخروج عن األدب الوظيفي‪.‬‬

‫(‪ .)1‬خالد خليل الظاهر‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‪،‬‬
‫عمان ‪ ،1998‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ .)2‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫(‪ .)3‬إبراهيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫وفي ذلك قرر القضاء المصري بأنه ‪":‬ال تثريب على الموظف إن كان معتدا بنفسه‪ ،‬واثقا من سالمة‬
‫نظره ‪،‬شجاعا في إبداء رأيه ‪،‬صريحا في ذلك أمام رئيسه ‪،‬ال يداور وال يرائي مادام لم يجانب ما تقتضيه‬
‫وظيفته من تحفظ ووقار‪ ،‬وما تستوجبه عالقته برئيسه من التزام حدود األدب و اللياقة وحسن السلوك"(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬حالة األوامر الغير مشروعة‬

‫إذا كانت األوامر المشروعة لم تثر جدال فقهيا واسعا‪ ،‬فإن األوامر الغير مشروعة أثارت عدة‬
‫اختالفات بشأنها وكانت محل نظرة مختلفة بين الفقهاء‪ ،‬كما تطرق لها أيضا التشريع ‪.‬‬

‫من القانون‬ ‫أ‪-‬التشريع ‪:‬حاول المشرع التطرق إلى فكرة األوامر الغير مشروعة من خالل المادة ‪129‬‬
‫(‪)2‬‬

‫المدني التي يتضح من خاللها أن المشرع قام بإعفاء المرؤوس من المسؤولية الشخصية عن الخطأ الذي‬
‫ارتكبه إذا صدرت إليه هذه األوامر من الرئيس‪ ،‬لكنه في نفس الوقت قيده بأن تكون هذه األوامر واجبة التنفيذ‬
‫عليه وبالتالي أقر الخطأ المرفقي حيث أنه إذا كان تنفيذ األمر واجب على المرؤوس فانه يعفيه من‬
‫المسؤولية‪.‬‬

‫ولم يستفيض ويفصل المشرع من خالل هذه المادة في مدى إلزامية طاعة أوامر الرئيس ‪،‬حيث ألقى‬
‫نظرة عامة تاركا مسألة الفصل إلى القوانين الخاصة المطبقة على الموظفين العاملين بكل قطاع نشاط و‬
‫بالتالي فإن األوامر المخالفة للقانون لم يفصل فيها التشريع تاركا المجال للفقه‪ ،‬الذي انقسم إلى ثالثة أراء‪.‬‬

‫ب‪-‬على مستوى الفقه‪ :‬انقسم الفقه في مدى إلزامية األوامر المخالفة للقانون أو غير المشروعة إلى ثالثة‬
‫أراء‪:‬‬

‫الرأي األول ‪:‬‬

‫تزعمه الفقيه هوريو ‪ Hauriou‬حيث يغلب هذا الرأي واجب احترام تنفيذ أوامر وتعليمات الرئيس‬
‫اإلداري حتى لو عارضت و خالفت القانون‪ ،‬واصبغ على هذا الخطأ وصف الخطأ المرفقي و عدم وصفه‬
‫بالخطأ الشخصي تفاديا للمسؤولية اإلدارية للمرؤوس(‪.)3‬‬

‫(‪ .)1‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬


‫(‪ .)2‬الجريدة الرسمية رقم ‪ ،31‬الصادرة في ‪ 13‬مايو ‪ ،2007‬المادة ‪:129‬‬
‫"ال يكون الموظفون واألعوان العموميون مسؤولين شخصيا على أفعالهم التي أضرت بالغير إذا قاموا بها تنفيذا ألوامر صدرت‬
‫إليهم من رئيس متى كانت إطاعة هذه األوامر واجبة عليهم"‬
‫(‪ .)3‬لجلط فواز‪ ،‬واجب طاعة الرئيس و أثره على المسؤولية الجنائية للموظف‪ ،‬المجلد ‪ -9‬العدد ‪ ،2016 ،2‬مجلة الحقوق و‬
‫العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة المسيلة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫وحجة أنصار هذا الرأي تكمن في طبيعة العمل اإلداري وما تستلزمه من عدم عرقلة سير مرافق‬
‫الدولة‪ ،‬ذلك أن مناقشة المرؤوس لرئيسه في كل صغيرة و كبيرة واإلحجام عن تنفيذ أوامره يمس بعنصر‬
‫أساسي يتعلق بتوقف عجلة العمل اإلداري عن الدوران وبالتالي يثبط سير المرافق العامة بانتظام و اطراد و‬
‫هو ما يطلق عليه مبدأ االستم اررية (‪.)1‬‬

‫وعليه فإن هذا الرأي يطغى فيه مبدأ االستم اررية و يهمل و يتغاضى عن مبدأ المشروعية‬
‫)‪(principe de la légalité‬‬

‫الرأي الثاني ‪:‬‬

‫تبنى هذا الرائ الفقيه ‪ Duguit‬واعتبر أن طاعة القانون أولى من طاعة الرؤساء اإلداريين ألنه‬
‫يجب على المرؤوس أن ال يخالف القانون و يتبع رئيسه‪ ،‬و أخرج من هذه القاعدة الجنود فقط إذ يجب عليهم‬
‫طاعة رؤسائهم الن األوامر الصادرة إليهم من رؤسائهم واجب عليهم تنفيذها وال يمكن لهم مناقشتها ألن‬
‫الجنود آلة لإلكراه محرومة من التفكير حسب ديجي(‪.)2‬‬

‫و اتبع القضاء المصري هذا الموقف واعتبر موظفي الجيش والشرطة ملزمين بطاعة رؤسائهم في‬
‫حكم له صدر في ‪10‬جانفي ‪ 1955‬وليس له فقط إال التظلم وفق الطريقة القانونية‪ ،‬ذلك أن عدم تنفيذ أوامر‬
‫الرئيس يؤدي إلى اإلخالل بالجهاز اإلداري و ارتباك اإلدارة و عدم احترام السلطة السلمية مما ينتج عنه‬
‫انتشار الفوضى(‪.)3‬‬

‫ويعاب على هذا الموقف أنه و إن أبقى و رسخ مبدأ المشروعية إال أنه أدى إلى المساس باستم اررية‬
‫العمل اإلداري وسير المرافق العامة بانتظام واطراد‪ ،‬فلو أتيح للمرؤوس مناقشة كل صغيرة و كبيرة واالمتناع‬
‫عن تنفيذ أوامر رئيسه إذا خمن و قدر عدم مشروعيتها‪ ،‬لفقدت السلطة الرئاسية جوهرها ومنح المرؤوس‬
‫سلطة االمتناع عن تنفيذ أوامر رئيسه كلما رأى أنها غير مشروعة ‪.‬‬

‫الرأي الثالث ‪:‬‬

‫نظ ار لالنتقادات الموجهة للرأيين السابقين حيث أن األول ينجم عنه المساس بمبدأ المشروعية و‬
‫الثاني يعرقل سير المرافق العامة بانتظام واطراد ويؤدي إلى الفوضى‪ ،‬ظهر رأي ثالث يوفق بينهما مؤداه‬
‫أن ‪:‬‬

‫(‪ .)1‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫(‪ .)2‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫(‪ .)3‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.162-161‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫المرؤوس اليتنصل و يتخلص من المساءلة إال إذا أثبت أن الرئيس اإلداري اصدر إليه أم ار بتنفيذ‬
‫العمل الذي ينطوي على عدم مشروعية و مخالفة القانون كتابيا‪ ،‬و قام المرؤوس بتنبيهه كتابيا إلى هذا‬
‫التجاوز مع ذلك أصر الرئيس على التنفيذ‪ ،‬ففي هذه الحالة يتحمل الرئيس المسؤولية وحده (‪.)1‬‬

‫أما إذا كان تنفيذ األوامر يتعلق بجريمة جنائية ‪:‬‬

‫إذا كان األمر يتعلق بجريمة جنائية فهذا ال يعني إباحة التصرف وإعفاء المرؤوس من المسؤولية‬
‫الجنائية إذ يجب عليه عدم تنفيذ أوامر الرئيس إذا كانت تتضمن جريمة جنائية (‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطة الرقابة و التعقيب‬

‫يتمتع الرئيس اإلداري بصالحية مراقبة أعمال مرؤوسيه بعد قيامهم بها فيكون له الحق في إجازتها و‬
‫له سلطة تعديلها أو إلغائها أو سحبها‪.‬‬

‫‪ .1‬حق الرئيس في إجازة أعمال مرؤوسيه‬

‫اإلجازة قد تكون صريحة أو ضمنية فاإلقرار الصريح يقضي أن يجيز الرئيس عمل المرؤوس و يقره‬
‫صراحة حتى يصبح العمل قابال للتنفيذ‪ ،‬أما اإلقرار الضمني فيدل عليه سلوك الرئيس كأن يسكت خالل مدة‬
‫معينة‪ .‬فانقضاء هذه المدة دون أن يتخذ الرئيس أي تصرف يدل على رفضه العمل دليل على إق ارره و يصبح‬
‫عمل المرؤوس مصادقا عليه من طرف الرئيس(‪.)3‬‬

‫‪ .2‬سلطة التعديل‬

‫إن الرئيس يملك سلطة إدخال بعض التحويالت على عمل المرؤوس إذا رأى أنها مجانبة للصواب من‬
‫اجل تقريبها ما أمكن واالرتقاء بها حتى تحقق توافقا مع القوانين واألنظمة السارية بالدولة (مبدأ المشروعية )‬
‫من جهة وحتى تكون مقترنة مع مصلحة عامة من جهة أخرى(‪ .)4‬حيث أن هذه السلطة تشمل في الواقع‬
‫سلطة المصادقة فالرئيس يصادق على بعض األعمال و تشمل أيضا سلطة اإللغاء فيكون له أن يلغي‬
‫بعضها و بالتالي فهي تنطوي على عدة جوانب‪.‬‬

‫(‪ .)1‬لجلط فواز‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫(‪ .)2‬إبراهيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫(‪ .)3‬عصام علي الدبس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫(‪ .)4‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫‪ .3‬سلطة اإللغاء‬

‫هي سلطة تمس القرار اإلداري بالنسبة للمستقبل فقط أي بأثر فوري مع بقاء سريان اآلثار الماضية‬
‫للقرار اإلداري‪ ،‬و عليه إذا كان القرار غير مشروع يجب على الرئيس اإلداري أن يقوم بإلغائه حفاظا على‬
‫مبدأ المشروعية نتيجة مخالفته للقوانين و األنظمة‪ ،‬كما يمكن له إلغاء الق اررات المشروعة أيضا إذا رأى أنها‬
‫غير متناسقة مع طبيعة العمل اإلداري و غير متوافقة معه رغم مشروعيتها‪ .‬و قد تم بناءا على ذلك وضع‬
‫معيار يميز فيه بين األعمال اإلدارية و األعمال القضائية‪ ،‬فاألعمال اإلدارية التي هي موضوع الدراسة‬
‫يمكن فيها إلغاء األعمال المشروعة و غير المشروعة عكس القضائية التي يقتصر اإللغاء فيها على الق اررات‬
‫الغير مشروعة (‪.)1‬‬

‫فإذا كان الرئيس اإلداري يملك إلغاء األعمال القانونية المشروعة التي صدرت من مرؤوسه فان‬
‫األعمال الغير المشروعة يميز فيها الفقه بين حالتين (‪:)2‬‬

‫الحالة األولى‬

‫إذا كان عمل المرؤوس طالته عدم المشروعية و كانت واضحة و جسيمة كأن يكون غير مختص‬
‫بإصدار العمل‪ ،‬فالعمل هنا يكون منعدما وال تنتج عنه أي آثار‪ ،‬و كأنه لم يكن و يمكن للرئيس إلغاءه في‬
‫أي وقت ‪.‬‬

‫الحالة الثانية‬

‫أما إذا كان القرار ال يصل إلى حد عدم المشروعية التي تجعله منعدما‪ ،‬فيجوز للرئيس أن يلغيه خالل‬
‫الفترة المحددة للطعن القضائي‪ ،‬فانقضاء هذه المدة تجعل القرار متحصنا ضمانا للمراكز القانونية لألفراد‪.‬‬

‫فيجب على الرئيس احترام هذه المدة من ذلك ما ورد في قانون البلدية بالمادة ‪.)3(80‬‬

‫وقد استقر الفقه على أن إلغاء الق اررات اإلدارية يكون خالل نفس المدة المخولة للطعون أمام القضاء‬
‫لكي ال تمنح اإلدارة ما لم يمنح القضاء‪.‬‬

‫(‪ .)1‬بدرية ناصر‪ ،‬نطاق السلطة الرئاسية في القانون اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪ ،‬معهد‬
‫العلوم القانونية و اإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي الدكتور موالي الطاهر بسعيدة‪ ،‬ص ‪،2009-2008 ،243‬منشورة‬
‫‪.https://pmb.univ-saida.dz/budspopac/index.php?lvl=notice_display&id=1775‬‬
‫(‪ .)2‬بعلي محمد الصغير ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫(‪ .)3‬الجريدة الرسمية رقم ‪ ،15‬الصادرة في ‪ 11‬أفريل ‪ ،1990‬المادة ‪:80‬‬
‫" ال يتم تنفيذ الق اررات البلدية المتضمنة التنظيمات العامة إال بعد شهر من تاريخ إرسالها‪.‬إذا كان القرار مخالفا لقانون أو‬
‫تنظيم يحق للوالي إلغاءه بقرار مسبب خالل هذه المدة "‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫‪ .4‬السحب‬

‫ويقصد به أن العمل والقرار اإلداري كأن لم يكن‪ ،‬بحيث يتم إنهاء و محو آثاره بالنسبة للماضي‪،‬‬
‫للحاضر و المستقبل‪ ،‬ونظ ار لما ينطوي عليه السحب من أثار بالغة في الخطورة فان مزاولته والقيام به‬
‫ينطوي على توفر عنصرين(‪:)1‬‬

‫أ‪ -‬من حيث الموضوع ‪:‬نظ ار لما للسحب من خطورة فانه تم تقييد ممارسته من حيث موضوع‬
‫التصرف‪ ،‬حيث أن السحب يشمل فقط الق اررات والتصرفات غير المشروعة والمخالفة للقانون‪،‬‬
‫عكس اإللغاء في المادة اإلدارية الذي يشمل التصرفات المشروعة وغير المشروعة‪ ،‬فالق اررات الغير‬
‫مركز قانونيا‪ ،‬وذلك بأن يصدر القرار من موظف و‬
‫ا‬ ‫مشروعة موضوع السحب ال تولد حقا أو تنشئ‬
‫هو اختصاص موظف آخر أويخالف هذا القرار القوانين و األنظمة المعمول بها في الدولة‪.‬‬

‫ب‪ -‬من حيث المدة ‪ :‬سلطة السحب تم تقييد ممارستها بمدة معينة فانقضاءها يعني أن القرار يصبح‬
‫غير قابل للسحب‪ ،‬و يتمتع بحصانة ضد السحب‪ ،‬وهي المدة المتعلقة بالطعن في قرار إداري وقد‬
‫كانت في ظل القانون السابق على سريان قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية شهرين و عند بدأ‬
‫العمل بالقانون الجديد (قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ) حددتها المادة ‪ 829‬بأربعة أشهر‪.‬‬

‫‪ .5‬سلطة الحلول‬

‫يملك الرئيس اإلداري سلطة الحلول محل مرؤوسيه للقيام بالعمل مع أن مقتضيات العمل اإلداري‬
‫تقتضي أن كل موظف له اختصاص معين‪ ،‬غير أنه أحيانا المرؤوس ال يقوم بالعمل نتيجة اإلعراض عن‬
‫القيام به واالمتناع عنه أو تقاعسه في مباشرته و في هذه الحالة الرئيس يخول سلطة الحلول محل مرؤوسيه‬
‫للقيام بالعمل ضمانا الستم اررية نشاط المرافق العامة و سير العمل اإلداري بانتظام و اطراد(‪.)2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التفويض اإلداري‬

‫إن أهم مايقوم عليه التركيز اإلداري هو فكرة التفويض الذي من خالله يتم تخفيف العبء عن الوزير‬
‫لعدم تمكنه من القيام بكل ما يتعلق بشؤون و ازرته فيقوم بتفويض بعض مهامه لمرؤوسيه حتى يتفرغ هو‬
‫للمهام الهامة و الجوهرية‪ ،‬لهذا سيتم التعرض من خالل هذا المطلب لفكرة التفويض نظ ار لما لها من أهمية‬
‫في نطاق موضوعنا‪.‬‬

‫(‪ .)1‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.166-165‬‬


‫(‪ .)2‬عصام علي الدبس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.280‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لفكرة التفويض اإلداري‬

‫سيتم من خالل هذا الفرع تناول تعريف التفويض اإلداري ثم التعريج على شروطه و أنواعه‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف التفويض اإلداري‬

‫التفويض هو إجراء يتم بمقتضاه تحويل جزء من اختصاصات الرئيس التي حددها القانون و األنظمة‬
‫إلى مرؤوسيه للقيام بها‪ ،‬فتفويض السلطة هو قرار صادر عن صاحب االختصاص للقيام بالعمل إلى‬
‫مرؤوسيه يخولهم بمقتضاه القيام بهذا االختصاص(‪.)1‬‬

‫فالتفويض ليس المقصود منه أن يتنازل الرئيس عن سلطاته و مسؤولياته‪ ،‬و إنما هو طريقة لضمان‬
‫حسن سير العمل اإلداري بطريقة أفضل‪ ،‬لذلك يجوز للمفوض إلغاء التفويض أو تعديله و إدخال بعض‬
‫التغييرات عليه تماشيا مع استم اررية العمل في مرافق الدولة و جهاز الدولة بطريقة جيدة(‪.)2‬‬

‫و التفويض ال يعني أن تمنح هذه األجهزة المفوض إليها االستقالل القانوني بل تبقى تابعة لألجهزة‬
‫المركزية(‪.)3‬‬

‫و التفويض ال يرتبط بشكل معين فقد يكون شفهيا أو كتابيا و يكون مطلقا و مقيدا بزمن معين غير‬
‫أنه ال يكون كليا متضمنا جميع االختصاصات و إال اعتبر من قبيل التنازل(‪.)4‬‬

‫و من خالل هذا التعريف يمكن استنتاج ميزة التفويض و هي أنه يحقق الصغير عن الرئيس حتى‬
‫يتفرغ للمهام الجوهرية كما أنه يقوم بإعداد القادة من الصف الثاني من خالل الثقة بين الرئيس و المرؤوس‬
‫التي منح من خاللها هذا األخير سلطة اتخاذ بعض الق اررات‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط التفويض‬

‫لكي ال يحدث الخلل و االضطراب في الجهاز اإلداري قيد التفويض بشروط محددة يجب احترامها‬
‫عند ممارسته و هي(‪:)5‬‬

‫(‪ .)1‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،‬عمان‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ .)2‬إبراهيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫(‪ .)3‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫(‪ .)4‬إبراهيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫(‪ .)5‬مازن ليلو راضي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.74-73‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫أوال‪:‬وجود نص يجيز التفويض‬

‫لصحة التفويض ال بد أن يكون نص يسمح به منح االختصاص لجهة معينة للقيام بعمل يكون‬
‫بموجب نص‪ ،‬لذلك فإن عملية تفويض هذا العمل أيضا يجب أن تكون بموجب نص‪ ،‬حيث تقوم الجهة‬
‫المختصة صاحبة االختصاص بإصدار قرار تعرب فيه عن نيتها في التفويض المسموح في إطار القانون‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬التفويض يجب أن يكون جزئيا‬

‫التفويض يجب أن يكون جزئيا فال يمكن للمفوض أن يتنازل عن جميع اختصاصاته ألن ذلك يعتبر‬
‫تخلي عن السلطة‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬أن يكون التفويض مؤقتا‬

‫يجب أن يكون التفويض مرتبطا بمدة معينة و هذه المدة يتم تحديدها من خالل النص القانوني‬
‫السامح بالتفويض‪ ،‬و في حالة غيابه يجب أن يتضمن قرار التفويض الصادر عن صاحب االختصاص تلك‬
‫المدة حتى يسترجع صاحب االختصاص اختصاصه بعد تلك المدة فال يتصور أن يكون االختصاص دائما‬
‫ألنه تخلي عن المهام‪.‬‬

‫رابعا‪:‬المسؤولية‬

‫المسؤولية تترتب إضافة إلى المفوض إليه على المفوض أيضا تطبيقا لقاعدة أن التفويض للسلطة ال‬
‫للمسؤولية و المرؤوس الذي فوض إليه ال يتحمل مسؤولية االختصاصات المفوضة إال أمام الرئيس المفوض‬
‫ال تمتد إلى من هم أعلى منه‪.‬‬

‫خامسا‪:‬عدم تفويض االختصاصات المفوضة‬

‫التفويض ال يكون إال مرة واحدة من صاحب االختصاص األصيل (المفوض) إلى المفوض إليه‬
‫حيث ال يمكن لهذا األخير تفويض ما فوض إليه حتى ال تضيع المسؤولية و هذا يجعل القرار الصادر عن‬
‫المفوض إليه الثاني باطال‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬أنواع التفويض‬

‫سنتناول في هذه الفقرة التفويض من حيث طبيعته حيث ينقسم إلى تفويض االختصاص و تفويض‬
‫التوقيع‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫أوال‪ :‬تفويض االختصاص أو السلطة‬

‫يتم من خالله منح المفوض إليه االختصاص أو هو يتمثل في تمكين المفوض إليه بكل ما يتعلق‬
‫من سلطات ترتبط بهذا االختصاص‪ ،‬و ما ينجم عن ذلك هو أن المفوض صاحب االختصاص األصيل ال‬
‫يمكنه ممارسة هذا االختصاص طوال هذه المدة المتعلقة بالتفويض‪ .‬و التفويض ليس فيه مساس بقواعد‬
‫االختصاص بل هو استثناء من القاعدة التي تقضي بأن يمارس صاحب االختصاص اختصاصه بنفسه و‬
‫هو يحافظ على حقوق األفراد ألنهم يتعاملون مع سلطة إدارته و ليس موظف محدد بذاته و يمارس‬
‫اخ تصاصا غير اختصاصه‪ ،‬و أهم نتيجة يمكن استنتاجها أن التفويض ال ينقضي بتغير المفوض إليه ألن‬
‫التفويض يتعلق بصفة شاغل ذلك المنصب و ليس بشخصه أي تم تفويضه بناء على طبيعة المنصب الذي‬
‫يشغله و ليس استنادا إلى شخصه‪ ،‬فحتى لو تغير صاحب الوظيفة يبقى التفويض قائما‪ ،‬و القرار الصادر‬
‫بناءا على تفويض االختصاص يسند إلى المفوض إليه و تكون قوته على صلة بمركز ذلك الموظف في‬
‫السلم اإلداري(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬تفويض التوقيع‬

‫و هو بأن يعهد صاحب االختصاص األصيل مرؤوسه بأن يوقع بعض القرارت بدال عنه و خالفا‬
‫لتفويض االختصاص يتميز تفويض التوقيع بما يلي(‪:)2‬‬

‫‪ -1‬أنه مرتبط بشخص المفوض إليه و لذلك يتم انتهاؤه بتغير المفوض أو المفوض إليه‪.‬‬
‫‪ -2‬تفويض التوقيع يخول المفوض التوقيع إضافة إلى توقيع المفوض إليه‪.‬‬
‫‪ -3‬على عكس تفويض االختصاص فإن قوة القرار الصادر عن المفوض إليه تستمد من صاحب‬
‫االختصاص (المفوض إليه)ألن المفوض إليه لم يمنح سوى سلطة التوقيع و هو يتصرف باسم‬
‫المفوض‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز التفويض عن األنظمة المشابهة‬

‫سيتم التطرق من خالل هذا الفرع ألهم ما يميز التفويض عن بعض المفاهيم المشابهة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التمييز بين التفويض اإلداري و الوكالة‬

‫التفويض كما رأينا هو أن يعهد المفوض للمفوض إليه بممارسة بعض اختصاصاته التي حددها‬
‫القانون‪.‬‬

‫(‪ .)1‬خالد خليل الظاهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬


‫(‪ .)2‬محمد علي الشباطات‪ -‬ميثاق قحطان حامد‪ ،‬الشروط القانونية لصحة التفويض في االختصاصات اإلدارية‪ ،‬مجلة دراسات‬
‫و أبحاث‪ ،‬العدد ‪ 27‬جوان ‪ ،2017‬جامعة الشرق األوسط األردن‪ -‬جامعة األنبار العراق‪.2017 ،‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫و أما الوكالة فهي "عقد بمقتضاه يلتزم الوكيل أن يقوم بعمل قانوني لحساب الموكل"(‪.)1‬‬

‫أوال أوجه التشابه‪ :‬وجه التشابه الوحيد بين التفويض اإلداري و الوكالة هو أنهما يردان على عمل أو تصرف‬
‫قانوني و ليس مادي‪.‬‬

‫ثانيا أوجه االختالف‪ :‬تتمثل أوجه االختالف فيما يلي(‪:)2‬‬

‫‪ -1‬التفويض هو رابط من روابط القانون العام و يتم بإرادة منفردة من جانب المفوض دون حاجة موافقة‬
‫المفوض إليه‪ ،‬عكس الوكالة التي تحكمها قواعد القانون الخاص و تتم بموافقة الطرفين(الوكيل و‬
‫الموكل)‪.‬‬
‫‪ -2‬التفويض ليس من الضروري أن يتم بين شخصين مستقلين بل في النطاق المركزي يتم بين شخصين‬
‫يتبعان لنفس الشخص المعنوي و الوكالة تتم بين شخصين مستقلين هما الموكل و الوكيل‪.‬‬
‫‪ -3‬التفويض اإلداري يتم تحديده بموجب القانون و ال يمكن للمفوض إليه أن يفوض ما فوض إليه إال‬
‫بموجب القانون‪ ،‬عكس الوكالة التي هي عقد رضائي يملك فيه الوكيل كل الحرية في اختيار موكله‬
‫كما يمكن للوكيل أن يوكل غيره ما لم يخالف عقد الوكالة‪.‬‬
‫‪ -4‬هدف التفويض هو مصلحة عامة للجمهور خالفا للوكالة التي هي مصلحة خاصة لفائدة الموكل‪.‬‬
‫‪ -5‬التفويض ال يكون إال في بعض اإلختصاصات أي يكون جزئيا خالفا للوكالة التي قد تكون كلية أو‬
‫جزئية‪.‬‬
‫‪ -6‬التفويض يكون بين شخصين كل منهما له اختصاصاته الخاصة به و مستقل عن اآلخر‪ ،‬أما الوكالة‬
‫فالوكيل يتصرف باسم الموكل و لحسابه‪.‬‬
‫‪ -7‬التفويض اإلداري يقوم فيه المفوض إليه بإنجاز العمل المفوض إليه حسب تخمينه و له الحرية في‬
‫كيفية القيام به و ليس كما يريد المفوض‪ ،‬مع خضوعه للسلطة الرئاسية و ما ينجر عنها من مساءلة‬
‫تأديبية‪ ،‬أما في الوكالة فإن الوكيل يلتزم بما أراده الموكل و قدره‪.‬‬
‫‪ -8‬في التفويض اإلداري المفوض إليه ال يمكنه تجاوز حدود ما فوض إليه‪ ،‬أما في الوكالة فالوكيل إذا‬
‫تجاوز حدود وكالته فهذه التصرفات تكون مقبولة إذا أقرها الموكل بعد ذلك صراحة أو ضمنا‪.‬‬
‫‪ -9‬التفويض يمنع صاحب االختصاص األصيل من ممارسة اختصاصاته المفوضة طوال مدة التفويض‬
‫إال إذا تم إلغاؤه‪ ،‬أما الوكالة فيمكن للموكل أن يقوم بنفسه بمباشرة األعمال الموكلة و الوكالة قائمة‪.‬‬

‫(‪ .)1‬عصام علي الدبس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.294‬‬


‫(‪ .)2‬عصام علي الدبس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.295-294‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫‪ -10‬التفويض ال يمكن إلغاؤه إال من طرف المفوض و ال يملك المفوض إليه إلغاؤه بل يجب عليه القيام‬
‫باالختصاصات المفوضة إليه‪ ،‬أما الوكالة فيمكن للموكل و الوكيل إيقاف أثرها في أي وقت و لو تم‬
‫االتفاق على خالف ذلك مع تحمل االلتزامات القانونية الناجمة عن اإللغاء‪.‬‬
‫‪ -11‬التفويض ال يخول للمفوض و ال يسمح له بمقاضاة المفوض إليه‪ ،‬بل يمارس عليه السلطة الرئاسية‬
‫خالفا للوكالة التي تمنح للموكل الحق في مقاضاة الوكيل و مطالبته بإتمام موضوع الوكالة‪ ،‬كما تمنح‬
‫الحق للوكيل بمقاضاة الموكل كإلزامه مثال بدفع الحقوق المالية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التمييز بين التفويض اإلداري و الحلول‬

‫الحلول هو أن يكون هناك مانع أو ظرف حال دون أن يقوم صاحب االختصاص بممارسة‬
‫اختصاصه بنفسه‪ ،‬فيحل محله من عينه القانون للحلول محله‪ ،‬و الشخص الذي يحل محل صاحب‬
‫االختصاص األصيل يكون من نفس درجته أو من الدرجة األدنى مباشرة(‪ ،)1‬و شروط الحلول هي(‪:)2‬‬

‫‪ -1‬أن يكون هناك نص قانوني يحدد من يحل محل األصيل في حالة تغيبه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون هناك تغيب من صاحب االختصاص األصيل أو أن يكون مانع مادي أو قانوني يتعذر‬
‫معه ممارسة االختصاص‪.‬‬

‫أوال أوجه التشابه‬

‫‪ -1‬كالهما يمارسان من طرف شخص آخر غير صاحب االختصاص األصيل و بالتالي يؤديان إلى‬
‫فراغ في المنصب نتيجة تعذر قيام صاحب االختصاص األصيل بنفسه بمهامه‪ ،‬كما أن كالهما ينقل‬
‫االختصاص من سلطة إدارية إلى سلطة إدارية أخرى‪ ،‬حيث أن األصيل يسترجع فيما بعد‬
‫اختصاصه ألنه من صالحياته(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬التفويض و الحلول كل منهما محدد بمدة زمنية معينة يمارس خاللها‪ ،‬فانقضاء هذه المدة يعني‬
‫انتهاء السلطة و الصالحية في ممارسة ذلك العمل من طرف الحال محل صاحب االختصاص‬
‫األصيل أو المفوض إليه(‪.)4‬‬

‫(‪ .)1‬محمد جمال مطلق ذنيبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬


‫(‪ .)2‬محمد علي الشباطات‪ -‬ميثاق قحطان حامد‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪ .)3‬محمد علي الشباطات‪ -‬ميثاق قحطان حامد‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪ .)4‬عصام علي الدبس‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.296‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫ثانيا أوجه االختالف‪ :‬تتمثل فيما يلي(‪:)1‬‬

‫‪ -1‬التفويض يكون جزئيا فال يتم من خالله إال مباشرة االختصاصات المفوضة‪ ،‬بينما الموظف العام في‬
‫حالة الحلول محل الموظف المتغيب يمكنه مباشرة جميع االختصاصات المنوطة بهذا األخير‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان كالهما يستند إلى نص تشريعي فإنهما يختلفان في كون التفويض يكون بموجب قرار إداري‬
‫بالتفويض‪ ،‬في حين أن الحلول يتم بقوة القانون و ال يستلزم صدور قرار‪.‬‬
‫‪ -3‬في التفويض يكون للمفوض األصيل كامل الحرية في اختيار المفوض إليه‪ ،‬أما في الحلول فال يمنح‬
‫بموجبه الموظف أي حرية ألن القانون هو الذي يعين الشخص الذي يقوم مقامه‪.‬‬
‫‪ -4‬التفويض ينتهي بانقضاء مدة التفويض أو في حال قرر المفوض إلغاءه‪ ،‬أما الحلول فيرتبط بعودة‬
‫األصيل‪ ،‬فمتى عاد إلى منصبه مهما كان السبب ينتهي الحلول‪.‬‬
‫‪ -5‬في التفويض يمكن للمفوض بموجب ما يتمتع به من سلطة رئاسية تعديل الق اررات الصادرة من‬
‫المفوض إليه كما يتمتع بالحق في إلغائها‪ ،‬أما في الحلول فيتمتع األصيل بهذه السلطات‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬التمييز بين التفويض اإلداري و اإلنابة‬

‫يمكن تعريف اإلنابة كما يلي‪«:‬هي تغيب صاحب االختصاص األصيل عن ممارسة اختصاصاته‬
‫المنوطة به لسبب من األسباب‪ ،‬فتصدر جهة إدارية ق ار ار بتعيين شخص آخر ينوب عنه و يزاول‬
‫اختصاصاته حتى يزول ذلك السبب الذي منعه من مزاولتها‪ ،‬على أن يكون هذا التعيين استنادا لنص‬
‫(‪)2‬‬
‫تشريعي يجيز ذلك»‬

‫أوال‪ :‬أوجه التشابه‬

‫من خالل هذا التعريف يتبين أن التفويض و اإلنابة يتشابهان في كون أن كالهما يكون بموجب قرار‬
‫و أنهما يتمان خالل مدة معينة‪ ،‬فالتفويض يكون محدد المدة و يتم خالل فترة يحددها المفوض‪ ،‬و اإلنابة‬
‫فإننا نالحظ من خالل التعريف أنها تنتهي بزوال السبب الذي أدى إلى قيامها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أوجه االختالف‪ :‬تتمثل فيما يلي(‪:)3‬‬

‫‪ -1‬من حيث السند القانوني‪ :‬التفويض يكون بموجب نص قانوني يقره‪ ،‬و اإلنابة إضافة إلى النص‬
‫القانوني قد تمليها ضرورة سير المرافق العامة بانتظام و اطراد أي متطلبات العمل اإلداري‪.‬‬

‫(‪ .)1‬محمد علي الشباطات‪ -‬ميثاق قحطان حامد‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫(‪ .)2‬عصام علي الدبس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫(‪ .)3‬عصام علي الدبس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.299‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫‪ -2‬التفويض يكون بموجب قرار من صاحب االختصاص األصيل(المفوض)‪ ،‬أما اإلنابة فتكون بموجب‬
‫قرار صادر عن جهة إدارية أخرى غير األصيل‪ ،‬فقرار التفويض يتعلق باختصاصات األصيل‬
‫المصدر له أما قرار اإلنابة فال يتضمن اختصاصات الجهة اإلدارية المصدرة له‪.‬‬
‫‪ -3‬التفويض اإلداري يتضمن بعض االختصاصات فقط‪ ،‬أما اإلنابة فقد تتضمن كل االختصاصات أو‬
‫جزءا منها‪.‬‬
‫‪ -4‬في التفويض تكون قوة العمل اإلداري من نفس قوة األعمال الصادرة عن المفوض إليه‪ ،‬و في حالة‬
‫اإلنابة تكون أعمال النائب من درجة أعمال األصيل الغائب عن مباشرة وظيفته‪.‬‬
‫‪ -5‬في التفويض األصيل يفوض جزء من اختصاصاته و يحتفظ بباقي االختصاصات غير المفوضة‬
‫التي يكون من حقه ممارستها‪ ،‬أما في اإلنابة فإن صاحب االختصاص ال يمارس أي من السلطات‬
‫و الصالحيات بسبب تغيبه عن مزاولة مهامه‪.‬‬
‫‪ -6‬التفويض اإلداري يمكن أن ينهيه صاحب االختصاص األصيل في أي وقت بإرادته المنفردة‪ ،‬أما‬
‫اإلنابة فتنقضي بعودة األصيل إلى ممارسة اختصاصاته و ما يتعلق بها من أسباب تغيبه‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬

‫خالصة الفصل األول‬

‫إن المركزية اإلدارية هي الصورة األسبق في الظهور فيما يتعلق بالتنظيم اإلداري و هي تعني أن‬
‫سلطة القرار مقتصرة على السلطة المركزية في العاصمة وحدها فهي التي تتمتع وحدها بمكنة البت النهائي‬
‫بق اررات إدارية تكون من اختصاصها وحدها و في صورتها األولى (التركيز اإلداري)ال يتمتع في ظلهبأية‬
‫سلطة في اتخاذ الق اررات فكل شيء يرجع للسلطة المركزية في العاصمة‪ ،‬لكن مع مرور الوقت و زيادة أعباء‬
‫الدولة و لتطورات إقتصادية و اجتماعية و سياسية و إدارية أثبتت هذه الصورة عدم فعالية و صعوبة‬
‫استمرار قيامها فأدى ذلك إلى ظهور الصورة الثانية للمركزية اإلدارية المجسدة في عدم التركيز اإلداري التي‬
‫تقضي من حيث مفهومها منح ممثلي السلطة السلطة المركزية سواء في العاصمة أو األقاليم سلطة البت‬
‫النهائي في بعض األمور دون الرجوع إلى الوزير‪ ،‬و السبيل الذي يمكن هؤالء المرؤوسين الصالحية في‬
‫اتخاذ القرار هو ا لتفويض حيث أن الوزير يفوض جزء من اختصاصاته لمرؤوسيه للقيام بها فهذا األخير هو‬
‫الذي يتم بموجبه نقل سلطة القرار‪ ،‬لكن التفويض ال يعني استقالل هؤالء فهم يخضعون لقيد جوهري يجعلهم‬
‫دائما تحت سلطة الرئيس المتمثل في السلطة الرئاسية‪ ،‬فالرئيس يتمتع بجملة من االمتيا ازت تجعل‬
‫المرؤوسين خاضعين له سواء في شخصهم أو أعمالهم فله الحق في توجيههم كرقابة سابقة‪ ،‬كما له حق‬
‫الرقابة الالحقة بأن يصادق على أعمالهم أو يعدلها أو يلغيها‪ ،‬كما له سلطة على شخصهم فهو يملك‬
‫صالحية نقلهم أو تأديبهم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫اإلطار التطبيقي‬
‫لعدم التركيز‬
‫اإلداري‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬

‫من خالل ما تطرقنا إليه في الفصل األول لعدم التركيز اإلداري و بيان أهم ما يدور حوله من مفهوم‬
‫و سبل تحقيقه عن طريق التفويض و تقييد ممثلي الحكومة سواء في العاصمة أو األقاليم بالسلطة الرئاسية‪،‬‬
‫سنتعرض في هذا الفصل لتطبيقاته في الجزائر و ذلك من خالل البحث في الوالي الذي ينطوي بممارسته‬
‫لوظيفته على جانبين بصفته ممثال للوالية و بصفته ممثال للدولة التي تعتبر تجسيدا لعدم التركيز اإلداري و‬
‫محاولة التعريج على المصالح الخارجية للو ازرة التي تعتبر تطبيقا لعدم التركيز اإلداري من خالل بيان‬
‫المقصود منها و اإلشكاليات التي تدور جول طبيعة نزاعاتها و هل تتمتع بأهلية التقاضي أم ال‪ ،‬و من يمثلها‬
‫أمام القضاء اإلداري ثم نتناول الدائرة التي تبدو جهاز تابع للوالية‪ ،‬لكن في حقيقتها هي مظهر من مظاهر‬
‫عدم التركيز اإلداري ‪ ،‬و أخي ار المفهوم المستحدث المتمثل في المقاطعات اإلدارية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬

‫المبحث األول‪:‬المصالح الغير ممركزة للدولة و الدائرة كمظهر من مظاهر عدم‬


‫التركيز اإلداري‬
‫سيتم التطرق في هذا المبحث للمصالح الغير ممركزة للدولة الموجودة على مستوى كل والية كسبيل‬
‫لعدم التركيز اإلداري كمطلب أول ثم التعرض للدائرة بصفتها أيضا هيئة من هيئات عدم التركيز اإلداري‪.‬‬
‫كمطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المصالح الغير ممركزة للدولة‬


‫لبحث مضمون هذه الهيئات ال بد من تناول مفهومها ثم التعريج على منازعاتها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المصالح الخارجية للوزارة‬

‫يمكن تعريفها على أنها هيئات تتبع للو ازرة فهي تفتقد و ال تتمتع بالشخصية المعنوية على الرغم من‬
‫أن بعضها يملك بعض السلطات( كسلطة التقاضي و هي تابعة للسلطة الرئاسية للوزير رغم كونها قائمة و‬
‫متواجدة خارج الو ازرة‪ ،‬إما في الواليات أو في أماكن معينة‪ :‬مثل مديرية التربية‪ ،‬مديرية الري‪ ،‬المديرية‬
‫الجهوية للجمارك و التي تباشر اختصاصها اإلقليمي عبر عدة واليات(‪.)1‬‬

‫من خالل ما تم التطرق إليه يتضح أن المصالح الخارجية ليست تكريسا لمركزية متوحشة ( التركيز‬
‫اإلداري)‪ ،‬كما يمكن نفي أنها تجسيد لالمركزية اإلدارية و ذلك لعدم تمتعها بالشخصية المعنوية‪ ،‬و بالتالي‬
‫ليس لها استقالل مالي‪ ،‬بل هي مظهر من مظاهر المركزية اإلدارية في صورتها المخففة أو المعتدلة(عدم‬
‫(‪)2‬‬
‫التركيز اإلداري)‬

‫الفرع الثاني‪ :‬منازعات المصالح الخارجية للوزارة‬

‫إن التطرق لمنازعات المصالح الخارجية للو ازرة يقتضي معالجتها قبل صدور القانون ‪ 09-08‬و بعد‬
‫صدور القانون ‪.09-08‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬منازعات المصالح الخارجية قبل صدور القانون ‪09-08‬‬

‫نظ ار لعدم تمتعها بالشخصية المعنوية فإن مسألة مقاضاة المصالح الخارجية أثارت جدال واسعا على‬
‫مستوى الفقه و التشريع و القضاء‪.‬‬

‫بعلي محمد الصغير‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة‪،2009 ،‬ص ‪.263‬‬ ‫(‪.)1‬‬

‫(‪ .)2‬عطاء هللا بوحميدة‪ ،‬المصالح الخارجية‪ ،‬طبيعتها و وسائل الطعن في ق ارراتها‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫أوال‪ :‬على مستوى الفقه‬

‫بما أن هذه الوحدات تجسد صورة لعدم التركيز اإلداري و بالتالي فهي تابعة للو ازرة و ال تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية ألنها ليست فكرة لالمركزية اإلدارية كالبلدية و الوالية‪ ،‬و أهم فكرة تقوم حولها هي‬
‫التفويض فهي تابعة للو ازرة‪ ،‬إضافة إلى المصالح الموجودة في الو ازرة في العاصمة‪ ،‬لهذا ينعقد االختصاص‬
‫بالنظر في الطعون باإللغاء الصادرة عن مديرها ابتدائيا و نهائيا لمجلس الدولة و كأن القرار صادر عن‬
‫(‪)1‬‬
‫الوزير‪.‬‬

‫لكن يقتضي التمييز هنا بين ما إذا كان التفويض تفويض توقيع أو تفويض سلطة حيث نميز هنا‬
‫(‪)2‬‬
‫بين حالتين‪.‬‬

‫‪ -1‬حالة تفويض التوقيع‪:‬ففي هذه الحالة يكون القرار باسم و لصالح المفوض‪ ،‬و بالتالي القرار و كأنه‬
‫صدر من الوزير ألنه في تفويض التوقيع القرار ينسب للمفوض فيكون االختصاص قضائي لمجلس‬
‫الدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬حالة تفويض االختصاص‪:‬في هذه الحالة القرار ينسب للمفوض إليه ‪ ،‬و بالتالي الدعوى تكون ضد‬
‫رئيس المصلحة الخارجية و بالتالي يكون االختصاص بالنظر في الدعوى للغرفة الجهوية وفقا للمادة‬
‫‪ 1/7‬من قانون اإلجراءات المدنية(‪ " )23-90‬تكون من اختصاص مجلس قضاء‪ :‬الجزائر‪ -‬وهران‪-‬‬
‫قسنطينة‪ -‬بشار ‪ -‬ورقلة التي يحدد اختصاصها اإلقليمي عن طريق التنظيم‪:‬‬

‫‪ ‬الطعون بالبطالن في الق اررات الصادرة عن الواليات‬

‫‪"............. ‬‬

‫بما أن العبارة وردت عامة و تضمنت مصطلح الواليات و لم تحدد و تحصر المجال في الوالي و‬
‫بالتالي يمكن استنتاج أنها تتضمن أيضا المصالح الخارجية‪ ،‬إذ يجب على القاضي عند رفع النزاع أمامه‬
‫التمييز بين نوعي التفويض‪ ،‬فإذا كان تفويض توقيع يرفع ضد المفوض(الوزير) و إذا كان تفويض‬
‫اختصاص يرفع ضد المفوض إليه (رئيس المصلحة الخارجية)‪.‬‬

‫ثانيا على المستوى القانوني‬

‫خالفا لما تم تداوله فيما يخص الفقه والقضاء فان مختلف النصوص القانونية والكثير منها تسمح لها‬
‫وتمنحها صفة التقاضي وبالتالي يمكن الطعن في ق ارراتها محليا أمام الغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي‬

‫(‪ .)1‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬


‫(‪ .)2‬عطاء هللا بوحميدة‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪41‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫والطعن فيها باالستئناف أمام المحكمة العليا ‪ -‬الغرفة اإلدارية سابقا ( مجلس الدولة حاليا ) أيأنها تختلف‬
‫عن ق اررات الوزير إال أنها تبقى مقتصرة على بعض المصالح(‪ ،)1‬هذه الفكرة يبدو أنها تتماشى مع مبدأ حسن‬
‫سير العمل اإلداري ووضوحه حيث تخول المصالح الخارجية أهلية التقاضي‪ ،‬كما أنها تقرب العدالة من‬
‫المواطن ‪ .‬حيث أن فكرة التمثيل القانوني رغم عدم التمتع بالشخصية المعنوية التي تسمح بمقاضاة المصالح‬
‫الخارجية وردت بشأنها عدة نصوص تنظيمية نذكر منها ‪ :‬القرار المؤرخ في ‪03‬جانفي ‪1996‬الذي يعين‬
‫صفة أعوان الجمارك غير قابض للجمارك المخولين لتمثيل إدارة الجمارك أمام القضاء(‪.)2‬‬

‫كذلك نجد المرسوم التنفيذي ‪ 143-98‬المؤرخ في ‪ 10‬ماي ‪ 1998‬الذي يتضمن تأهيل موظفي‬
‫إدارة البريد والمواصالت لتمثيلها أمام العدالة‪ ،‬حيث نص في المادة األولى و الثانية على تمثيل إدارة البريد‬
‫والمواصالت أمام العدالة من طرف ممثليها المؤهلين لذلك ودعاوى اإللغاء والدفاع دون الحاجة لتفويض‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬تم التأكيد على هذا المرسوم في حيثيات القرار الصادر بتاريخ ‪03‬ديسمبر‪2003‬عن مجلس‬ ‫خاص بذلك‬
‫الدولة في قضية مديرية البريد والمواصالت بالوادي‪":‬حيث وبالفعل فان الوجه المأخوذ من انعدام صفة‬
‫التقاضي يصطدم بالمرسوم التنفيذي ‪ 143- 98‬المؤرخ في ‪10‬ماي ‪ 1998‬والمقرر المتخذ تطبيقه المؤرخ‬
‫في ‪ 02‬جوان ‪ ،1998‬الذي يمنح مدير البريد والمواصالت األهلية لتمثيل اإلدارة أمام القضاء(‪ ،)4‬كما نجد‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 276-98‬المؤرخ في ‪12‬ديسمبر‪ 1998‬الذي ينص على تأهيل موظفي إدارة البيئة أمام‬
‫العدالة‪ ،‬حيث نصت المادة األولى منه على تأهيل مفتشي البيئة ( مدراء البيئة حاليا) لتمثيل اإلدارة المكلفة‬
‫بالبيئة أمام العدالة في دعاوى االدعاء أو الدفاع دون حاجة لتفويض خاص طبقا للمادة الثانية (‪ ،)5‬كذلك تم‬
‫منح مديري التربية بموجب قرار وزير التربية الصادر في ‪ 03‬أوت ‪1999‬تمثيله في الدعاوى المرفوعة أمام‬
‫القضاء(‪ ، )6‬ورغم األهمية التي يحضى بها هذا القرار إال أننا نجد أن مجلس الدولة ال يعتبره شرط لقبول‬
‫الدعوى كما هو الشأن بالنسبة للبريد والمواصالت‪،‬حيث تضمن عدد صادر بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ 2003‬ضد‬

‫(‪ .)1‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.149‬‬


‫(‪.)2‬القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 03‬جانفي ‪ 1996‬يحدد صفة أعوان الجمارك غير قباض الجمارك المؤهلين لتمثيل ادارة الجمارك‬
‫أمام القضاء ج‪.‬ر‪32‬‬
‫(‪.)3‬المرسوم التنفيذي ‪ 143-98‬المؤرخ في ‪ 10‬ماي ‪ 1998‬الذي يتضمن تأهيل موظفي إدارة البريد والمواصالت لتمثيلها أمام‬
‫العدالة ج ر ‪ 68‬المؤرخة في ‪ 13‬سبتمبر‪.1998‬‬
‫(‪. )4‬قرار مجلس الدولة ‪،‬نقال عن‪ :‬عبيدة نجاة‪ ،‬مولفرعة نعيمة ‪ ،‬منازعات المصالح الخارجية للدولة ‪ :‬غموض وعدم استقرار‪،‬‬
‫مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪ .)5‬المرسوم التنفيذي ‪ 276-98‬المؤرخ في ‪12‬ديسمبر‪ 1998‬يؤهل الموظفين لتمثيل اإلدارة المكلفة بالبيئة أمام العدالة ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪ 68‬المؤرخة في‪13‬سبتمبر ‪.1998‬‬
‫(‪ .)6‬القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 1999‬يخول مديري التربية في الواليات لتمثيل وزير التربية الوطنية في الدعاوى‬
‫المرفوعة أمام العدالة ج ر ‪ 58‬المؤرخة في ‪ 25‬أوت ‪.1999‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫(‪)1‬‬
‫ولم يتضمن على ماذا‬ ‫مديرية التربية لوالية المسيلة‪" :‬حيث أن مدير التربية يمثل في قضية الحال الدولة‬
‫استند بقبول الدعوى رغم وجود هذا القرار‪ ،‬يمكننا استنتاج أن هناك تباين واختالف فيما يتعلق بمنازعات‬
‫المصالح الخارجية حيث انقسموا إلى ثالث أراء‪ :‬البعض يعتقد انه يختص بها مجلس الدولة ألنها تتبع‬
‫للسلطة المركزية وتمارس نشاطها باسم الدولة والبعض يرى توجيه الدعوى أمام الغرف اإلدارية الجهوية‬
‫وتوجيهها ضد الوالي على اعتبار انه ممثل للدولة على مستوى الوالية والبعض األخر يرى رفعها ضد مدراء‬
‫المصالح الخارجية نظ ار لمنحهم صفة التقاضي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬على مستوى القضاء‬

‫حيث نجد قرار مجلس الدولة رقم ‪ 149303‬بتاريخ ‪ 01‬فيفري ‪ 1999‬الذي جاء في إحدى حيثياته‬
‫في قضية البريد و المواصالت(‪ " :)2‬حيث أن األشخاص المعنوية وحدها يمكن مقاضاتها أمام الجهات‬
‫القضائية كونها تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬أما الهيئات التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية ال يمكن لها رفع‬
‫دعوى أمام الجهات القضائية و ال يمكن مقاضاتها أمام نفس الجهات‪ ،‬و حيث أنه بمقاضاة مديرية البريد و‬
‫المواصالت بالمسيلة في الدعوى األصلية التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬فإن المستأنف عليها باتباعها‬
‫ذلك تكون قد أساءت في توجيه دعواها"‪.‬‬

‫من خالل هذا القرار نجد أن مجلس الدولة يشترط الشخصية المعنوية لكي تتمتع الهيئة بصفة‬
‫التقاضي‪ ،‬فهي المعيار الذي يعتمد عليه لكي تستطيع هذه الجهة رفع دعوى ‪ ،‬أو يتم مقاضاتها على الرغم‬
‫من أن مجلس الدولة يتصادم و يتعارض مع المرسوم التنفيذي ‪ 143-98‬المؤرخ في ‪ 10‬ماي ‪1998‬‬
‫الصادر قبله الذي يسمح للموظفين بتمثيل إدارة البريد و المواصالت أمام القضاء‪.‬‬

‫و كذلك نجد القرار الصادر عن مجلس الدولة رقم ‪ 168969‬بتاريخ ‪ 03‬ماي ‪ 1999‬في قضية‬
‫مديرية التربية لوالية غليزان جاء في حيثياته ‪ " :‬حيث من المؤكد أن مديرية التربية هيئة تابعة للوالية ذات‬
‫طابع إداري‪ ،‬غير أنها مجردة من الشخصية المعنوية‪ ،‬بالنتيجة فهي ال تتمتع بصالحيات القوة العمومية‪ ،‬أنه‬
‫و مادام أنها ال تتمتع بصفة التقاضي باعتبارها مفتقدة ألهلية األشخاص العمومية فإنه يجب اعتبار الدعوى‬
‫القضائية المرفوعة عليها دعوى غير قانونية"‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪ .)1‬عطاء هللا بوحميدة ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫(‪ . )2‬قرار مجلس الدولة نقال عن مؤلف‪ :‬حدة زعموم‪ ،‬المصالح غير الممركزة للدولة صفة التقاضي و التمثيل أمام القضاء‪،‬‬
‫المجلة الجزائرية للقانون و العدالة‪ ،‬بدون عدد‪ ،‬مركز البحوث القانونية و القضائية‪ ،‬بدون سنة‪.‬‬
‫(‪ .)3‬قرار مجلس الدولة نقال عن مؤلف ‪ :‬عبيدة نجاة‪ ،‬مولفرعة نعيمة ‪ ،‬منازعات المصالح الخارجية للدولة ‪ :‬غموض وعدم‬
‫استقرار ‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬العدد ‪ 02‬جوان ‪ ، 2015‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي‬
‫االغواط السنة ‪.2015‬‬

‫‪43‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫فهذا القرار أيضا اعتبر الشخصية المعنوية شرط لمقاضاة مديرية التربية حيث اعتبر الدعوى‬
‫المرفوعة ضدها غير قانونية‪.‬‬

‫كما نجد القرار رقم ‪ 182/149‬المؤرخ في ‪ 14‬فيفري ‪2000‬المتعلق بقضية مديرية األشغال‬
‫العمومية لوالية بجاية في الذي جاء في حيثياته ‪":‬إن مديرية األشغال العمومية هو تقسيم إداري متخصص‬
‫داخل الوالية ليس له أي استقاللية وهو تابع للوالية ‪،‬حيث انه نتيجة لدلك فان مديرية األشغال العمومية ليس‬
‫(‪)1‬‬
‫لها شخصية معنوية تسمح بان تتقاضى وحدها "‬

‫فمجلس الدولة من خالل هدا القرار كرس مرة أخرى الشخصية المعنوية كصفة للتقاضي‪ ،‬إال انه إذا‬
‫كانت صفة التقاضي تنعدم بخصوص المصالح الخارجية حسب ماسبق نظ ار لعدم تمتعها بالشخصية‬
‫المعنوية فانه وطبقا للمادة السابعة من قانون اإلجراءات المدنية ‪)2( 23-90‬فان الدعوى ترفع ضد الوالي أمام‬
‫الغرف اإلدارية الجهوية سابقا‪ ،‬و قد تم إلغاء هذا القانون و قابلتها(المادة ‪ )07‬في قانون اإلجراءات المدنية‬
‫(‪)3‬‬
‫المادة ‪.800‬‬ ‫و اإلدارية ‪09-08‬‬

‫حيث تبين ذلك من القرار ‪ 007130‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬جوان ‪ 2002‬المتعلق بمديرية أمالك الدولة‬
‫لوالية سكيكدة حيث أكد على اختصاص الغرفة اإلدارية الجهوية تطبيقا ألحكام المادة السابعة في الفقرة‬
‫األولى من قانون اإلجراءات المدنية الذي جاء في حيثياته ‪ ":‬حيث إن التنازل الذي يطلب إبطاله جزئي من‬
‫طرف المستأنف هو عقد صادر عن مديرية أمالك الدولة لوالية سكيكدة أي عن سلطة تابعة لوالية سكيكدة‬
‫كما يستخلص ذلك من أحكام المادة ‪ 3‬وما يليها من القانون رقم ‪ 09-90‬المؤرخ في ‪ 07‬افريل‬
‫‪1990‬المتعلق بالوالية والمرسوم التنفيذي ‪ 215- 94‬المؤرخ في ‪23‬جويلية ‪ 1994‬الذي يحدد أجهزة اإلدارة‬
‫(‪)4‬‬
‫العامة في الوالية هياكلها‪.‬‬

‫(‪ .)1‬قرار مجلس الدولة نقال عن مؤلف ‪ :‬حدة زعموم من قانون اإلجراءات المدنية المصالح الغير ممركزة للدولة صفة‬
‫التقاضي والتمثيل أمام القضاء‪ ،‬مرجع سابق‬
‫(‪ .)2‬قانون رقم ‪ 23-90‬المؤرخ في ‪ 18‬أوت ‪ 1990‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 154-66‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو ‪ 1966‬المتضمن‬
‫قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،36‬الصادرة بتاريخ ‪ 22‬أوت ‪ ،1990‬ص ‪.1149‬‬
‫صدور هذا القانون بموجب القانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و‬ ‫(‪.)3‬‬

‫اإلدارية ‪ ،‬ج‪.‬ر‪ 21‬المؤرخة في ‪ 23‬افريل ‪ 2008‬ولم يسري حسب المادة ‪1062‬منه إال بعد مضي سنة من تاريخ نشره أي‬
‫ابتدءا ‪ 25‬افريل‪.2009‬‬
‫(‪ . )4‬قرار مجلس الدولة ‪ ،‬نقال عن مؤلف ‪ :‬عبيدة نجاة‪ ،‬مولفرعة نعيمة ‪ ،‬منازعات المصالح الخارجية للدولة ‪ :‬غموض وعدم‬
‫استقرار ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫نجد أيضا القرار الصادر بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ 2003‬المتعلق بقضية مديرية الري لوالية الشلف الذي‬
‫جاء في حيثياته ‪ ":‬حيث إن مديرية الري لوالية الشلف ليس لها الشخصية المعنوية لكي تتقاضى إذا كان من‬
‫(‪)1‬‬
‫وبالتالي فدعواهم تصبح موجهة توجيها مشوبا بالخطأ‪.‬‬ ‫المستأنفين أن يرافعوا والية الشلف‬

‫فمن خالل ما سبق يتضح أن مجلس الدولة استقر بأن المصالح الخارجية ما هي إال جزء ال يتج أز‬
‫من الوالية‪ ،‬لذلك قررت المادة ‪ 07‬من قانون اإلجراءات المدنية القديم بأن صفة التقاضي تمنح للوالية ممثلة‬
‫في شخص الوالي‪ ،‬أي أن الدعوى ترفع ضد الوالي إذا تعلق األمر بدعوى اإللغاء أو التفسير أو فحص‬
‫المشروعية‪ ،‬كما أكد على أنها ترفع أمام الغرف اإلدارية للمجالس القضائية إذا كانت طبيعة المنازعات تتعلق‬
‫بالمسؤولية المدنية الهادفة لطلب التعويض‪.‬‬

‫و خالفا لما تم تداوله فيما يتعلق بمجلس الدولة و الذي كان موقفه واضحا و ثابتا‪ ،‬فإن موقف‬
‫الغرف الجهوية يشوبه نوع من االختالف و التناقض‪ ،‬فأحيانا يقر باختصاص الغرف اإلدارية الجهوية طالما‬
‫أن الق اررات صادرة عن المصالح الخارجية و هذه األخيرة كائن مقرها على إقليم الوالية‪ ،‬و أحيانا يأخذ بموقف‬
‫عدم االختصاص كون أن ق ارراتها ليست ق اررات الوالية‪ ،‬و كمثال على ذلك نأخذ القرار ‪ 92/185‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 05‬ماي ‪ 1993‬من طرف مجلس قضاء قسنطينة ضد مديرية التربية حيث قضى باختصاصه بهذا‬
‫الشأن و ألغى القرار الصادر عن هذه المديرية‪ ،‬غير أنها في قضية أخرى نفت اختصاصها كغرفة جهوية‬
‫(‪)2‬‬
‫مختصة بإلغاء قرار مدير التربية بما أن هذا األخير يمثل هيئة عدم تركيز‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬منازعات المصالح الخارجية بعد صدور القانون ‪09-08‬‬

‫خالفا للنصوص السابقة التي تتميز بالتضارب واالختالف في تحديد الجهة المختصة بالتمثيل‬
‫القضائي للمصالح الغير ممركزة للدولة‪ ،‬فان القانون الجديد ‪ 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية‬
‫(‪)3‬‬
‫قد حدد الجهة القضائية المختصة بمقاضاة المصالح الخارجية حيث نصت المادة ‪ 801‬منه‪:‬‬ ‫واإلدارية‬
‫"تختص المحاكم اإلدارية كذلك بالفصل في‪:‬‬

‫‪ -‬الوالية والمصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية‪.‬‬


‫‪ -‬البلدية والمصالح اإلدارية األخرى لها‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسات العمومية المحلية ذات الصبغة اإلدارية‪.‬‬

‫(‪ .)1‬قرار مجلس الدولة نقال عن ‪ :‬رزيق اميرة ‪ ،‬تمثيل المصالح الخارجية للو ازرات أمام القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬مجلة‬
‫الواحات للبحوث والدراسات ‪ ،‬العدد‪ 1‬جامعة غرداية ‪.2016‬‬
‫(‪.)2‬مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون الجزائر ‪،2013‬‬
‫ص ‪.120‬‬
‫(‪ .)3‬القانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫‪ -‬دعاوى القضاء الكامل‪.‬‬
‫‪ -‬القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة‪".‬‬
‫إن النظرة األولية إلى هده المادة يتضح إنها حسمت تحديد الجهة القضائية وهي المحاكم اإلدارية‬
‫التي تختص بنظرقضايا المصالح الخارجية‪ ،‬لكنها لم تكسب صفة التقاضي للمصالح الخارجية وهو ما يؤكد‬
‫أن هناك غموض مازال يكتنف مسألة مقاضاة المصالح الخارجية وهو ما سيتم تناوله ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬غياب اإلطار القانوني المؤهل لمقاضاة المصالح الخارجية‬

‫من خالل المادة ‪ 801‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية تبين انه اقتصر فقط على تبيان الجهة‬
‫القضائية اإلدارية المختصة بالنظر في منازعات المصالح الخارجية وهي المحاكم اإلدارية دون منحها صفة‬
‫التقاضي والذي يتأكد بنص المادة ‪ 828‬من نفس القانون(‪.)1‬‬

‫بقراءة بسيطة لهذه المادة نجد أنها أوردت األشخاص المؤهلين بتمثيل الهيئات العمومية على سبيل‬
‫الحصر‪،‬وبمقارنة مضمون هذه المادة و المادة‪ 801‬نجد أن هذه األخيرة تعرضت الختصاص المحاكم‬
‫اإلدارية بالنظر في دعاوى اإللغاء و التفسير وفحص المشروعية في الق اررات الصادرة عن الوالية و المصالح‬
‫الغير ممركزة للدولة على مستوى الوالية‪ ،‬هذه الفقرة التي لم تتطرق لها المادة ‪ 828‬التي لم تتضمن تأهيل‬
‫المصالح الخارجية لتمثيل نفسها بنفسها أمام المحاكم اإلدارية‪ ،‬ولو كانت كذلك لنصت المادة ‪ 828‬على أنها‬
‫تمثل عن طريق مديرها(‪)2‬؛ إن سكوت المشرع عن تمثيل هذه المصالح أمام القضاء في نص المادة ‪828‬‬
‫يثير التساؤل حيث ذكر األشخاص المؤهلة لتمثيل الهيئات العمومية أمام القضاء وهم ‪ :‬الوزير‪ ،‬الوالي‪ ،‬رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي والممثل القانوني للمؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬وتجاهل المصالح الخارجية‬
‫(‪)3‬‬
‫وهو مايفتح الباب أمام االحتمالين‪:‬‬

‫‪ -1‬تمثيل هذه المصالح يكون من طرف الوالي حيث يفهم ذلك في الفقرة المتعلقة بالوالية على اعتباره‬
‫ممثال للدولة على مستوى الوالية وبالتالي يكون متعمدا في عدم ذكر تمثيل المصالح الخارجية‪.‬‬

‫‪ -2‬ربما عدم التطرق لتمثيل المصالح الخارجية كان نتيجة السهو والغفلة‪.‬‬

‫(‪ .)1‬المادة ‪ " : 828‬مع مراعاة النصوص الخاصة‪ ،‬عندما تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسة العمومية ذات الصبغة‬
‫اإلدارية طرفا في الدعوى بصفة مدعي أو مدعى عليه‪ ،‬تمثل بواسطة الوزير المعني‪ ،‬الوالي‪ ،‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫على التوالي‪ ،‬و الممثل القانوني بالنسبة للمؤسسة ذات الصبغة اإلدارية‪.‬‬
‫(‪ .)2‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون الوالية الجزائري‪ ،‬دار الجسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ 2012 ،‬ص ص ‪.257،258‬‬
‫(‪.)3‬عبيدة نجاة –مولفرعة نعيمة‪ ، ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫بما أن بعض المصالح تحدد نصوص خاصة األشخاص المؤهلين بتمثيلها أمام القضاء‪ ،‬فان‬
‫اإلشكال يثار في شأن المصالح التي لم يرد نصوص خاصة بشأنها‪ ،‬فهل سيمثلها الوالي بصفته ممثال للوالية‬
‫أم الوزير بناءا على فكرة التفويض اإلداري المحدد الختصاص المصالح الخارجية ويختص بها مجلس‬
‫الدولة‪.‬‬

‫ويبقى اإلشكال نفسه حيث أن هذا القانون(‪ )09-08‬لم يزل الغموض المتعلق بالمصالح الخارجية‬
‫فيما يتعلق بمنازعتها بسكوته عن التمثيل القضائي لهذه المصالح من تداخل أحكام المادتين ‪ 801‬و‪ 828‬من‬
‫نفس القانون‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اختالف االجتهادات الفقهية والقضائية بخصوص نص المادة ‪801‬‬

‫‪ .1‬على مستوى الفقه ‪:‬‬

‫ففيما يتعلق بنص المادة‪ 801‬يرى األستاذ محمد الصغير بعلي أن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫ال يتماشى مع الطبيعة القانونية لهذه المصالح وهي أنها هيئات لعدم التركيز اإلداري‪ ،‬وأناط االختصاص في‬
‫النظر في منازعاتها للمحاكم اإلدارية لمقتضيات تتعلق بالعمل اإلداري‪ :‬تقريب العدالة من المواطن وتخفيف‬
‫(‪)1‬‬
‫العبء على مجلس الدولة ‪...‬الخ‬

‫في حين نرى أن األستاذ مسعود شيهوب استحسن وجهة نظر المشرع باعتبار أن هذه المصالح‬
‫الخارجية تابعة للو ازرة‪ ،‬و عليه فق ارراتها تعتبر ق اررات مركزية شبيهة بتلك الصادرة من المركز و عليه ينعقد‬
‫االختصاص بالنظر في منازعاتها لمجلس الدولة و ال تختص بها المحاكم اإلدارية‪ ،‬و لكن لحسن أداء العمل‬
‫اإلداري المتمثل في تقريب العدالة من المواطن‪ ،‬قضى قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية بعقد االختصاص‬
‫للمحاكم اإلدارية ال لمجلس الدولة‪ ،‬و بذلك يكون المشرع قد أصاب في نص المادة ‪ 801‬من القانون الجديد‬
‫(‪)2‬‬
‫لإلجراءات المدنية و اإلدارية حينما أناط االختصاص للمحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫من قانون الوالية نصت على أنه يجب مقاضاة الوالي‬ ‫يرى األستاذ كوسة فضيل أن المادة ‪110‬‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫على اعتبار أن ق اررات المصالح الخارجية اإلدارية تندرج و تصنف ضمن ق اررات الوالية‪.‬‬

‫(‪ .)1‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.149‬‬


‫(‪ .)2‬مسعود شيهوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.121-120‬‬
‫(‪.)3‬المادة ‪ ":110‬الوالي ممثل الدولة على مستوى الوالية‪ ،‬و هو مفوض الحكومة"‬
‫(‪.)4‬فضيل كوسة‪ ،‬القرار اإلداري في ضوء قضاء مجلس الدولة‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر ‪2013‬‬

‫‪47‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫‪ .2‬على مستوى القضاء ‪:‬‬

‫بعد صدور القانون ‪ 09-08‬جاء في قرار لمجلس الدولة رقم ‪ 072320‬المؤرخ في ‪ 20‬سبتمبر‬
‫‪ 2012‬بين الشركة ذات المسؤولية المحدودة لصناعة اآلجر األحمر ضد مديرية الضرائب لوالية بسكرة ‪:‬‬
‫"حيث أن اختصاص مجلس الدولة محدد وفقا ألحكام المادة ‪ 09‬و‪ 10‬و‪ 11‬من القانون العضوي ‪01-98‬‬
‫المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله والمواد ‪ 902 ، 901‬و‬
‫‪ 903‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬حيث بالرجوع إلى القرار المطعون يتبين أنه صادر عن مديرية‬
‫الضرائب للوالية وهي ليست جهة إدارية مركزية و بالتالي فان الطعن في قرارها ليس من اختصاص مجلس‬
‫(‪)1‬‬
‫الدولة بل قضاة الدرجة األولى‪ ،‬بالنتيجة يتعين القضاء بعدم االختصاص النوعي لمجلس الدولة‪.‬‬

‫و باإلضافة إلى تداخل المادة ‪ 801‬مع المادة ‪ 828‬فهي تتداخل كذلك مع المادة ‪ ،)2(15‬حيث‬
‫وضحت هذه األخيرة المعايير الالزم توافرها في عريضة افتتاح الدعوى التي تكون باسم األشخاص المعنوية‬
‫لكي يتم قبولها شكال و التي يجب أن تتضمن اسم و طبيعة الشخص المعنوي و مقره االجتماعي و صفة‬
‫ممثله القانوني أو اإلتفاقي‪ .‬فالمصالح الخارجية التي تضمنت النصوص الخاصة بها من يمثلها أمام القضاء‬
‫ال يوجد تناقض و مشكل يثار بشأنها‪ ،‬و يبقى اإلشكال كله يكمن في تلك التي لم تتضمن النصوص‬
‫القانونية الخاصة بها صفة الممثل لها‪.‬‬

‫فالمادة ‪ 801‬فصلت في أمر الجهة القضائية المختصة ألنه تم منح التمثيل القانوني لبعض‬
‫المصالحالخارجية كأداة تخولها صفة التقاضي عن طريق مدرائها‪ ،‬وبالتالي فهذا النوع من المصالح يوكل فيه‬
‫االختصاص القضائي للمحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫(‪ .)1‬قرار مجلس الدولة نقال عن ‪ :‬عبيدة نجاة‪ ،‬مولفرعة نعيمة ‪ ،‬منازعات المصالح الخارجية للدولة ‪ :‬غموض وعدم استقرار‪،‬‬
‫مرجع سابق ‪.‬‬
‫(‪.)2‬المادة ‪ 15‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ":‬يجب أن تتضمن عريضة افتتاح الدعوى‪ ،‬تحت طائلة عدم قبولها‬
‫شكال‪ ،‬البيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬الجهة القضائية التي ترفع أمامها الدعوى‪،‬‬
‫‪ -2‬اسم ولقب المدعي وموطنه‪،‬‬
‫‪ -3‬اسم ولقب وموطن المدعى عليه‪ ،‬فإن لم يكن له موطن معلوم‪ ،‬فآخر موطن له‪،‬‬
‫‪ -4‬اإلشارة إلى تسمية وطبيعة الشخص المعنوي‪ ،‬ومقره االجتماعي وصفة ممثله القانوني أو االتفاقي‪،‬‬
‫‪ -5‬عرضا موج از للوقائع والطلبات والوسائل التي تؤسس عليها الدعوى‪،‬‬
‫‪ -6‬اإلشارة‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬إلى المستندات والوثائق المؤيدة للدعوى‪".‬‬

‫‪48‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫أما المصالح الخارجية التي ال يوجد ضمن النصوص التنظيمية التي تضبطها ما يمنحها صفة تمثيل‬
‫(‪)1‬‬
‫الوزراء أمام القضاء فتتضمن حلين‪:‬‬

‫‪ .1‬رفع الدعوى و مقاضاة الو ازرة باعتبار أن المصالح الخارجية امتداد للو ازرة على مستوى الوالية‪،‬‬
‫و بالتالي ينعقد االختصاص لمجلس الدولة و هو ما يتعارض مع المادة ‪ 801‬التي اعتبرت‬
‫المحاكم اإلدارية جهة مختصة في الدعاوى اإلدارية المرتبطة بالمصالح الخارجية‪.‬‬

‫‪ .2‬غير أنه عند إجراء مقارنة بين المادة ‪ 801‬و ‪ ،828‬يمكن استنتاج أن الدعوى ترفع ضد الوالي‬
‫باعتباره ممثل المصالح الخارجية من خالل ما يفهم من التوفيق بين المادتين و حينئذ ينعقد‬
‫االختصاص للمحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫إذ على المشرع الفصل في هذه المسألة حيث تم تحديد الجهة القضائية المختصة و لم يحدد‬
‫األشخاص المؤهلة لتمثيل المصالح الخارجية‪ ،‬أمام القضاء‪ .‬ذلك أنهما مرتبطان ببعضهما‪ ،‬فإذا كان الوالي‬
‫هو الممثل لهذه المصالح‪ ،‬ينعقد االختصاص للمحاكم اإلدارية‪ ،‬و إذا كان الوزير هو الممثل ينعقد‬
‫االختصاص لمجلس الدولة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الدائرة كمظهر من مظاهر عدم التركيز اإلداري‬


‫نتناول في هذا المطلب الدائرة باعتبارها وجها آخر لعدم التركيز اإلداري حيث سيتم التطرق إلى‬
‫اإلطار القانوني للدائرة ثم تنظيمها في الجزائر‪ ،‬و البحث في المصالح اإلدارية و التقنية المرتبطة برئيس‬
‫الدائرة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلطار القانوني للدائرة‬

‫سوف يتم التطرق في هذا الفرع لتعريف الدائرة و دراستها من حيث تأرجحها بين الهيئات اإلدارية‬
‫المركزية و الالمركزية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الدائرة‬

‫تمثل الدائرة تقسيما إداريا متواجدا على مستوى إقليم الوالية‪ ،‬وهذا األخير عبارة عن مجموعة من‬
‫الدوائر والدائرة بدورها تتكون من مجموعة من البلديات‪ ،‬وقد استثناها الدستور من وصف الجماعة اإلقليمية‬
‫و اعتبر الدستور الجزائري في المادة ‪ 16‬الجماعات اإلقليمية مقتصرة على الوالية والبلدية فحسب(‪ ،)2‬وهو ما‬

‫(‪.)1‬عبيدة نجاة – مولفرعة نعيمة ‪ ،‬مرجع سابق‬


‫(‪ .)2‬دستور سنة ‪ 1996‬المعدل و المتمم بالقانون ‪ 01-16‬المتضمن التعديل الدستوري الصادر في ‪ 06‬مارس ‪،2016‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 14‬الصادرة في ‪ 07‬مارس ‪.2016‬‬

‫‪49‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫تداولته جميع الدساتير المتتالية بعد االستقالل‪ ،‬و قد تم التأكيد على الموقف الذي تبناه الدستور في القوانين ‪،‬‬
‫يعتبر أول نص قانوني تضمن وصف الدائرة بالتقسيم اإلداري وفقا‬ ‫(‪)1‬‬
‫فاألمر ‪ 69/38‬المتضمن قانون الوالية‬
‫للمادة ‪.166‬‬

‫حيث اعتبر الدائرة تقسيما إداريا تعين حدوده الترابية أوتعدل أو تلغى بموجب مرسوم يصدر بناء‬
‫على تقرير من وزير الداخلية‪ ،‬وما يالحظ أن القوانين المتعلقة بالوالية التي تلت هذا القانون و التي تعتبر‬
‫لم تتناول أو تتعرض إلى الدائرة على اإلطالق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫و القانون ‪07-12‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أهمها ‪09-90‬‬

‫فبعد أن تم إلغاء هذا األمر أصبحت الدائرة منظمة عبر مراسيم تنظيمية وتعرضت هذه األخيرة‬
‫للدائرة من خالل التنويه والتعرض لرئيس الدائرة‪ ،‬من أمثلة هذه المراسيم ‪:‬‬

‫المرسوم التنفيذي ‪ 230 - 90‬المحدد لقائمة الوظائف السامية في اإلدارة المحلية(‪.)4‬‬

‫المرسوم التنفيذي ‪ 306-91‬المحدد لقوائم البلديات المنشطة من طرف رئيس الدائرة‪.‬‬


‫(‪)5‬‬
‫الذي يحدد أجهزة اإلدارة العامة في الوالية و هياكلها‪ ،‬و قبل هذه‬ ‫المرسوم التنفيذي ‪215-94‬‬
‫المراسيم المرسوم التنفيذي ‪ 31-82‬المحدد لصالحيات رئيس الدائرة(‪ ،)6‬نالحظ أن هذه المراسيم لم تتناول‬
‫الدائرة بل تعرضت لها من خالل شخص رئيس الدائرة‪.‬‬

‫والتنظيم اإلداري الجزائري اخذ بموقف أن الدائرة تمثل جهة عدم التركيز اإلداري فهي هيئة إدارية و‬
‫(‪)7‬‬
‫ال تعتبر جماعات إقليمية كالبلدية و الوالية فهي مجردة من الشخصية المعنوية و ال تتمتع باستقالل مالي‪.‬‬

‫(‪ .)1‬األمر ‪ 38-69‬المتضمن قانون الوالية الصادر في ‪ 22‬ماي ‪ ،1969‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 44‬الصادرة في ‪ 13‬ماي ‪.1969‬‬
‫(‪ .)2‬القانون ‪ 09-90‬الصادر في ‪ 07‬أفريل ‪ 1990‬المتعلق بالوالية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 15‬الصادرة في ‪ 11‬أفريل ‪.1990‬‬
‫(‪.)3‬القانون ‪ 07-12‬الصادر في ‪ 21‬فيفري ‪ 2012‬المتعلق بقانون الوالية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 12‬الصادرة في ‪ 29‬فيفري ‪.2012‬‬
‫(‪ .)4‬المرسوم التنفيذي ‪ 230-90‬الصادر في ‪ 25‬جويلية ‪ 1990‬المتعلق بتحديد أحكام القانون األساسي الخاص بالمناصب و‬
‫الوظائف العليا في اإلدارة المحلية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 31‬الصادرة في ‪ 28‬جويلية ‪.1990‬‬
‫(‪ .)5‬المرسوم التنفيذي ‪ 215-94‬الصادر في ‪ 23‬جويلية ‪ 1994‬الذي يحدد أجهزة اإلدارة العامة في الوالية و هياكلها‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 48‬الصادرة في ‪27‬جويلية ‪.1994‬‬
‫(‪ .)6‬المرسوم ‪ 31-82‬الصادر في ‪ 23‬جانفي ‪ 1982‬المتعلق بصالحيات رئيس الدائرة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 04‬الصادرة في‪26‬‬
‫جانفي ‪.1982‬‬
‫(‪.)7‬أمينة سعود‪ ،‬الدائرة في النظام الجزائري‪ ،‬مجلة أبحاث‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2018‬ص‬
‫‪.55‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫ففي القانون الجزائري تم اعتبار الدائرة مقاطعة إدارية ضمن الوالية تم استحداثها بموجب قرار وزاري‬
‫إلى الوحدات التي تتمتع‬ ‫(‪)1‬‬
‫و ليس لها شخصية معنوية‪ ،‬حيث أشارت المادة ‪ 49‬من القانون المدني‬
‫بالشخصية المعنوية فعلى المستوى المحلي اقتصرت على منح الشخصية المعنوية للوالية والبلدية‪.‬‬

‫ويتولى مهمة تسيير الدائرة رئيس الدائرة و يعاونه في ذلك كاتب عام حيث يعتبر ممثال للوالي على‬
‫(‪)2‬‬
‫مستوى الدائرة و عينه عليها‪ ،‬و يتم تعيينه بموجب مرسوم رئاسي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪:‬الدائرة بين الهيئات اإلدارية المركزية والالمركزية‬

‫الدائرة في التنظيم اإلداري الجزائري تجسد هيئة عدم تركيز إداري من منطلق أن رئيسها معين‬
‫بموجب مرسوم رئيسي لكن الجدل واللبس يثور عند النظر إلى صالحياتها حيث نجد من بين صالحياتها‬
‫قيامها ببعض المهام التي هي في األصل من اختصاصات الجماعات المحلية لتعلقها باالنشغاالت المحلية‬
‫ومن بين هذه المهام صالحية الدائرة في مجال التسيير المحلي للسكنات العمومية اإليجارية التي تعتبر من‬
‫(‪)3‬‬
‫جوهر انشغاالت ومطالب الجماعات اإلقليمية كما تتمتع أيضا باختصاص المنازعات الجبائية‪.‬‬

‫فعند توزيع االختصاصات كان من األولى أن توكل مهمة السكنات للبلدية نظ ار لكونها الجماعة‬
‫اإلقليمية لكن المهمة أسندت إلى الدائرة التي تمثل هيئة عدم تركيز فمنذ سنة ‪ 2004‬تم نزع هذه الصالحية‬
‫(‪)4‬‬
‫المعدل للمرسوم رقم‬ ‫من البلدية وتحويلها إلى الدائرة وكان ذلك بموجب المرسوم التنفيذي ‪334-04‬‬
‫‪ 67-2000‬هذا األخير الذي يتم المرسوم رقم ‪ 42-98‬المؤرخ في ‪ 1998/02/01‬ثم بعد ذلك جاء‬
‫المؤرخ في‪ 11‬مايو ‪ 2008‬المحدد لقواعد منح السكن العمومي اإليجاري‬ ‫(‪)5‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪142-08‬‬
‫حيث كرس هذا المرسوم مرة أخرى صالحية الدائرة بمنح السكنات العمومية اإليجارية حيث نصت المادة ‪07‬‬
‫من هذا المرسوم في فقرتها األولى‪:‬‬

‫"يودع طلب السكن لدى لجنة الدائرة المعنية مقابل تسليم وصل يحمل رقم وتاريخ التسجيل"‪.‬‬

‫(‪.)1‬سميرة ابن خليفة‪ ،‬الطبيعة القانونية للمقاطعة اإلدارية في القانون الجزائري و عالقتها بالجماعات المحلية‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫القانونية و السياسية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2018‬ص ‪.879‬‬
‫(‪.)2‬سميرة ابن خليفة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.879‬‬
‫(‪.)3‬بن ترجا هللا علي‪ ،‬موقف القضاء اإلداري الجزائري من أهلية الدائرة في التقاضي‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و االجتماعية‪ ،‬العدد‬
‫الخامس‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬ص‪.152‬‬
‫(‪.)4‬المرسوم التنفيذي ‪ 334-04‬الصادر في ‪ 24‬أكتوبر ‪ 2004‬المحدد لشروط الحصول على المساكن العمومية اإليجارية‬
‫ذات الطابع االجتماعي‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 67‬الصادرة في ‪ 24‬أكتوبر ‪.2004‬‬
‫(‪.)5‬المرسوم التنفيذي ‪ 142-08‬الصادر في ‪ 11‬مايو ‪ 2008‬المحدد قواعد منح السكن العمومي اإليجاري ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم‬
‫‪ 24‬الصادرة في ‪ 11‬مايو ‪.2008‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫فمن خالل هذه المادة أوكل مشروع إيداع طلب السكن وجعله من صالحية لجنة الدائرة التي تسلم‬
‫لألفراد مقابل إيداعهم طلب السكن وصل وبالتالي يتضح ويتجلى تكريس مسالة السكن وجعلها من اختصاص‬
‫الدائرة من خالل هذا المرسوم‪.‬‬

‫بينما فيما يتعلق بالمنازعات الجبائية فقد ورد بنص المادة ‪ 81‬مكرر من قانون اإلجراءات الجبائية‬
‫انه يتم على مستوى كل دائرة استحداث لجنة طعن للضرائب المباشرة والرسوم المماثلة والرسم على القيمة‬
‫المضافة تضم هذه اللجنة األعضاء التالي ذكرهم‪:‬‬

‫رئيس الدائرة أو كاتبها العام رئيسا‪ ،‬رئيس المجلس الشعبي البلدي او احد نوابه لبلدية ممارسة‬
‫المكلف بالضريبة لنشاطه‪ ،‬رئيس مفتشيه الضرائب المختص إقليميا أو حسب الحالة مسؤول مصلحة‬
‫المنازعات للمركز الجواري للضرائب باإلضافة إلى عضوين كاملي العضوية وعضوين مستخلفين لكل بلدية‬
‫(‪)1‬‬
‫تعينهم الجمعيات أو االتحادات المهنية‪.‬‬

‫حيث تضطلع هذه اللجنة بمهمة النظر في الطعون الخاصة بالضرائب المباشرة المستلمة من قبل‬
‫التجار والحرفيين خالل اجتماعها إذ تعقد اجتماعا واحدا على األقل في الشهر حيث يكون من اختصاصها‬
‫الطلبات المتضمنة العمليات التي تقل أو تساوي مليوني دينار جزائري والتي سبق النظر فيها من قبل اإلدارة‬
‫وتضمنت قرار سواء بالرفض الكلي أو الجزئي ومن ضمن المسائل التي تقوم بها هذه اللجنة النظر فيما‬
‫تستلمه من انشغاالت المكلفون بالضريبة المنتمون لصالحيات المراكز الجوارية للضرائب حيث تطلب هذه‬
‫اللجنة من المكلفين بالضريبة أو ممثليهم الحضور لإلدالء بأقوالهم حيث تستدعي هذه اللجنة المكلفين‬
‫بالضريبة قبل ‪ 20‬يوم على موعد اجتماعها لتقديم أرائها بعد ذلك تدون هذه اآلراء في محضر ممضي‬
‫وتسلمه للمدير ألوالئي للضرائب أو رئيس المركز الجواري للضرائب إلعالمه بمضمون هذا المحضر خالل‬
‫اجل عشرة أيام (‪ )10‬تحسب من تاريخ اختتام اللجنة ألشغالها هذه المهام المتمثلة في السكن والمنازعات‬
‫الضريبية هي صالحيات تعتبر من قبيل المسائل المحلية التي كانت يجب أن تسند للجماعات اإلقليمية‬
‫طبقا للقواعد والمبادئ التي تحكم التنظيم اإلداري وعلى هذا النحو فمهام الدائرة تعتبر شبيهة بوحدة ال مركزية‬
‫(‪)2‬‬
‫محلية لوال غياب المنتخبين بها أي عدم توفرها ديمقراطي وتجريدها من الشخصية المعنوية‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تنظيم الدائرة في الجزائر‬

‫يتم تسيير الدائرة في الجزائر بواسطة رئيس الدائرة يساعده في ذلك مصالح إدارية وتقنية وهو ما سيتم‬
‫التطرق له في هذا الفرع ‪:‬‬

‫(‪.)1‬بن ترجا هللا علي‪ ،‬موقف القضاء اإلداري الجزائري من أهلية الدائرة في التقاضي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.153-152‬‬
‫(‪.)2‬بن ترجا هللا علي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.153‬‬

‫‪52‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬رئيس الدائرة‬

‫نظ ار لكونه المجسد الحقيقي لعدم التركيز على مستوى الدائرة‪ ،‬وجب التطرق إلى تصنيف منصبه و‬
‫كذا الشروط المطلوبة لتعيينه و حقوقه و واجباته‪ ،‬باإلضافة إلى صالحياته بصفته ممثال للدولة مساعدا‬
‫للوالي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تصنيف منصب رئيس الدائرة‬


‫رئيس الدائرة هو الممثل للوجود القانوني للدائرة وهو يشغل وظيفة سامية في الدولة في إطار النظام‬
‫اإلداري الجزائري حيث تم إدراج منصب رئيس الدائرة ضمن المناصب أو الوظائف العليا في اإلدارة المحلية‬
‫وذلك طبقا للمادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 230/90‬محدد ألحكام القانون األساسي الخاص بالمناصب‬
‫والوظائف العليا في اإلدارة المحلية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط المطلوبة لتعيين رئيس الدائرة‬


‫اختلفت في القانون الجزائري كيفيات تعيين رئيس الدائرة عبر صدور عدة نصوص بهذا الشأن في‬
‫ثم في المرحلة التي تلت‬ ‫(‪)1‬‬
‫المرحلة السابقة على ‪ 1986‬كان يتم تعيين رئيس الدائرة بناءا على قرار وزاري‬
‫أصبح رئيس الدائرة يعين وفقا لمرسوم تنفيذي بعد اقتراح من وزير الداخلية وفقا لما جاء في المادة ‪ 12‬من‬
‫المتضمن القانون األساسي الخاص بالوظائف العليا في اإلدارة اإلقليمية والتي‬ ‫(‪)2‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪230/90‬‬
‫يندرج ضمنها منصب رئيس الدائرة‪ ،‬وأخي ار ومنذ صدور المرسوم التنفيذي ‪ 239/99‬المتعلق بالتعيين في‬
‫(‪)3‬‬
‫وهذا‬ ‫الوظائف المدنية والعسكرية‪ ،‬رئيس الدائرة يعين بناءا على مرسوم رئاسي من طرف رئيس الجمهورية‬
‫تكريسا لدستور ‪ 1996‬حيث في آخر تعديل له نوهت المادة ‪ 92‬منه " يعين رئيس الجمهورية في الوظائف‬
‫والمهام اآلتية " وأشار من بينها للوظائف المدنية والعسكرية في الدولة‪.‬‬

‫أما شروط تعيين رئيس الدائرة فيمكن تقسيمها إلى شروط عامة وشروط خاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬شروط عامة ‪:‬‬

‫تضمنتها المادة ‪ 31‬من المرسوم رقم ‪ 59/85‬المتعلق بالقانون األساسي النموذجي للعمال‬
‫والمؤسسات واإلدارات العمومية وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬شرط الجنسية‬

‫(‪.)1‬سميرة ابن خليفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.879‬‬


‫(‪.)2‬المرسوم التنفيذي ‪ ،230-90‬مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪.)3‬المرسوم الرئاسي ‪ 240-99‬الصادر في ‪ 17‬أكتوبر ‪ 1999‬المتضمن التعيين في المناصب و الوظائف العليا في اإلدارة‬
‫المحلية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 76‬الصادرة في ‪ 31‬أكتوبر ‪.1999‬‬

‫‪53‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫‪ -‬التمتع بالحقوق المدنية والسن‬
‫‪ -‬شرط اللياقة البدنية‬

‫‪ -2‬شروط خاصة‪:‬‬

‫تمت اإلشارة إلى هذه الشروط بناءا على ما جاء في المرسوم التنفيذي ‪ 226/90‬المؤرخ في ‪25‬‬
‫ويمكن إجمالها في‬ ‫يوليو ‪ 1990‬المتضمن حقوق العمال الذين يمارسون وظائف عليا في الدولة وواجباتهم‬
‫(‪)1‬‬

‫شرطين‪:‬‬

‫أ‪ -‬التكوين العالي ومستوى التأهيل‪ :‬وهو شرط منطقي له ما يبرره حيث يشترط على من يشغل وظيفة‬
‫عليا في الدولة أن يكون لديه مستوى تعليمي يسمح له بمزاولة هذه الوظيفة ويتماشى مع طبيعة‬
‫المهام المسندة إليه واالمتيازات التي تعود عليه‪ ،‬إذ يجب أن تكون لديه شهادة جامعية على األقل أو‬
‫ما يعادلها من مستوى التأهيل وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 21‬فقرة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪.226/90‬‬

‫ب‪ -‬الخبرة المهنية في مجال اإلدارة‪ :‬تضمنتها الفقرة ‪ 03‬من نفس المادة من المرسوم التنفيذي أعاله‬
‫ووضعت شرط الخبرة المهنية لمدة ‪ 05‬سنوات على األقل في المؤسسات العمومية وتم في المادة‬
‫‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 230/90‬سالف الذكر المضي على هذا النحو حيث نصت " يعين‬
‫رؤساء الدوائر من بين مسؤولي المصالح المركزية والمناصب العليا في اإلدارة المحلية "‪ ،‬وهذا شرط‬
‫منطقي حيث يشترط للحصول على منصب نوعي التمتع بمدة معينة من الخبرة المهنية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حقوق وواجبات رئيس الدائرة‬

‫بما أن رئيس الدائرة يشغل وظيفة في الدولة فهو يتمتع بحقوق ويقع على عاتقه العديد من االلتزامات‬
‫سوف يتم تناولها كما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الحقوق‪ :‬يتمتع رئيس الدائرة بمجموعة من الحقوق تقابل أداء المهام المسندة إليه‪:‬‬

‫الحق في المرتب و التعويضات المالية‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫نصت عليها المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 226-90‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو ‪ 1990‬السالف‬
‫الذكر على‪ " :‬يخول العامل الذي يمارس وظيفة عليا في الدولة الحق في مرتب يناسب مستوى المسؤوليات‬
‫المسندة إليه و التبعات المرتبطة بالوظيفة التي يشغلها" ‪ ،‬و أيضا نص المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم‬

‫(‪.)1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،226-90‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو‪ 1990‬الذي يحدد حقوق العمال الذين يمارسون وظائف عليا في‬
‫الدولة و واجباتهم‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 31‬الصادرة في ‪ 28‬يوليو ‪ ،1990،‬ص ‪.1023‬‬

‫‪54‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫‪ 228/90‬المؤرخ في ‪ 25‬جويلية ‪ 1990‬المحدد لكيفيات منح المرتبات التي تطبق على العمال الذين‬
‫يمارسون وظائف عليا في الدولة‪ ،)1(.‬كما نصت المادة ‪ 19‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 230/90‬السالف‬
‫الذكر على أن ‪ " :‬يتضمن األجر المقدم بمقتضى الوظائف العليا في اإلدارة المحلية مرتبا و عالوات حسب‬
‫كيفيات تحدد بمرسوم تنفيذي‪ ".‬ثم جاء المرسوم التنفيذي ‪ 04/94‬المؤرخ في ‪ 02‬جانفي ‪ 1994‬المعدل و‬
‫المتمم المحدد لحقوق العمال الذين يمارسون وظائف عليا في الدولة و واجباتهم ‪ .‬حيث ورد في المادة األولى‬
‫منه أن‪ " :‬يتقاضى المعني مدة قيامه باألعمال جميع عناصر المرتب المرتبط بالوظيفة العليا التي يشغلها‪،‬‬
‫إال إذا كان المرتب الذي يتقاضاه في منصبه األصلي أعلى من ذلك‪ ،‬و يحدد مدة القيام باألعمال بسنة قابلة‬
‫(‪)2‬‬
‫للتجديد مرة واحدة‪".‬‬

‫كما يتمتع رئيس الدائرة بحقوق أخرى عامة متعلقة بوظيفته منها الحق في العطل السنوية‪ ،‬الضمان‬
‫االجتماعي و التقاعد‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحق في الحماية‪:‬‬

‫يتمتع الموظف الذي يشغل وظيفة عليا بالحق في الحماية من كل خطر يمكن أن يحيط به أثناء‬
‫ممارسة وظيفته طبقا للمواد ‪ 05‬و ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 226/90‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪ -2‬واجبات رئيس الدائرة‪:‬‬

‫صيانة الممتلكات الموضوعة تحت تصرفه‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫إذ يجب على الموظف الحفاظ على الممتلكات وعدم وضعها تحت تصرفه الخاص وهذا ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 226/90‬السالف الذكر كما تضمنه قانون الوظيفة العامة ‪03/06‬‬
‫واعتبر إتالف ممتلكات اإلدارة من األخطاء المهنية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الخضوع للسلطة الرئاسية‪:‬‬

‫تضمنتها المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 226/90‬إذ يجب على كل من يشغل وظيفة أن يكون‬
‫ملتزما بأوامر وتعليمات رؤسائه اإلداريين ضمن نطاق السلطة الرئاسية‪.‬‬

‫(‪ .)1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،228-90‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو ‪،1990‬المحدد لكيفيات منح المرتبات التي تطبق على العمال‬
‫الذين يمارسون وظائف عليا في الدولة‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،229/90‬المؤرخ في ‪25‬‬
‫يوليو‪ ،1990‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ ،31‬صادرة بتاريخ ‪ 28‬يوليو ‪.1990‬‬
‫(‪ .)2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 04/94‬المؤرخ في ‪ 02‬يناير ‪ ،1994‬المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 228/90‬الذي يحدد‬
‫حقوق العمال الذين يمارسون وظائف عليا في الدولة و واجباتهم‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد أول‪ ،‬صادرة بتاريخ ‪ 02‬يناير ‪.1994‬‬

‫‪55‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫ج‪ -‬التزام السلوك الجيد‪:‬‬

‫تضمنتها المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي ‪ 226/90‬السابق ذكره‪ ،‬وهذا شرط منطقي إذ يجب على‬
‫من يشغل وظيفة في الدولة التحلي بالسلوك الجيد واحترام طبيعة مكانته كونه إطار داخل الدولة‪.‬‬

‫التصريح بالممتلكات‪:‬‬ ‫د‪-‬‬

‫إذ يجب عليه وفقا للمادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي السابق ذكره أن يقوم بالتصريح بالممتلكات سواء‬
‫كانت ممتلكاته أو ممتلكات زوجته وكانت هذه العملية تتم أمام لجنة وطنية وفقا للمادة ‪ 09‬من األمر‬
‫‪ 04/97‬المتضمن التصريح بالممتلكات(‪ .)1‬ثم بعد ذلك جاء القانون ‪ 01/06‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪2006‬‬
‫المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته والذي نصت المادة ‪ 04‬منه وقامت بتبيان طريقة التصريح بالممتلكات‬
‫للموظفين العموميين‪ ،‬ماعدا الذين تم استثناؤهم بموجب المادة ‪ 06‬من القانون المتعلق بالوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته‪ ،‬حيث أناطتها بالمرسوم الرئاسي ‪ 415/06‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،2006‬حيث ورد في نص‬
‫المادة ‪ 02‬من هذا األخير التي جاء في مضمونها أنه يلزم الموظفين العموميين غير الوارد ذكرهم في المادة‬
‫‪ 06‬من القانون ‪ 01/06‬أن يصرحوا بممتلكاتهم في المواعيد الواردة في المادة ‪ 04‬من ذات القانون أمام‬
‫السلطة الوصية أو السلطة السلمية لدى الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد و مكافحته مقابل تسليم وصل من‬
‫(‪)2‬‬
‫طرف السلطة السلمية أو الوصية‪.‬‬

‫ه‪ -‬كتمان السر المهني‪:‬‬

‫تضمنت هذا الواجب المادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 226/90‬السابق ذكره و هو شرط يندرج‬
‫أيضا ضمن قانون الوظيفة العامة ‪ ،03/06‬فإفشاء األسرار المهنية يعتبر خطأ مهنيا‪.‬‬

‫عدم الجمع بين الوظائف‪:‬‬ ‫و‪-‬‬

‫نصت عليها المادة ‪ 19‬من المرسوم التنفيذي المذكور أعاله‪ ،‬و هو يعتبر خطأ مهنيا حيث يعد‬
‫الجمع بين الوظيفة التي يشغلها و وظيفة أخرى إال ما سمح به القانون خطأ مهنيا من الدرجة الرابعة يستلزم‬
‫عقوبة من الدرجة نفسها‪.‬‬

‫(‪.)1‬األمر ‪ 04/97‬المؤرخ في ‪ 11‬جانفي ‪ 1997‬المتعلق بالتصريح بالممتلكات‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 03‬الصادرة في ‪12‬جانفي‬
‫‪.1997‬‬
‫(‪.)2‬القانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ 2006‬المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 14‬الصادرة في‬
‫‪ 08‬مارس ‪ ،2006‬المعدل و المتمم بموجب القانون رقم‪ 15-11‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪ ،2011‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 44‬الصادرة في‬
‫‪ 10‬أوت ‪.2011‬‬

‫‪56‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫رابعا‪ :‬صالحيات رئيس الدائرة باعتباره ممثل الدولة مساعدا للوالي‬
‫(‪)1‬‬
‫في عدة مواد كما يلي‪:‬‬ ‫هذه الصالحيات نص عليها المرسوم التنفيذي ‪215/94‬‬

‫المادة ‪ " :01/09‬يساعد رؤساء الدوائر‪ ،‬الوالي في تنفيذ القوانين و التنظيمات المعمول بها و ق اررات‬
‫الحكومة و ق اررات المجلس الشعبي الوالئي‪ ،‬و كذلك ق اررات مجلس الوالية "‬

‫فهذه المادة نصت على أن رئيس الدائرة يعتبر عونا للوالي و مرافقا له في تنفيذ مختلف القوانين و‬
‫الق اررات على مستوى دائرته فهو يمثل الدولة على مستوى الدائرة و مساعدا للوالي على مستوى دائرته إذ‬
‫يجب عليه أن ينفذ كل ما يأتيه من السلطة المركزية و التي تكون من ضمن اختصاصه‪.‬‬

‫المادة ‪ " :14‬يعطي رئيس الدائرة رأيا استشاريا في تعيين مسؤولي الهياكل التقنية التابعة إلدارة الدولة في‬
‫الدائرة"‬

‫فهذه المادة أعطت الطابع االستشاري لرئيس الدائرة فيما يتعلق بتعيين نوع من الموظفين على‬
‫مستوى هياكل الدائرة‪.‬‬

‫المادة ‪ " :15‬يعقد رئيس الدائرة اجتماعا كل أسبوع في دورة عادية يضم مسؤولي هياكل الدولة و مصالحها‬
‫و األعضاء في المجلس التقني"‬

‫فهذه المادة تحدثت عن تنظيم رئيس الدائرة الجتماع كل أسبوع حيث كرست دوره في القيام بشؤون‬
‫األفراد فهو يمثل الدولة على مستوى الدائرة‪.‬‬

‫المادة ‪ " :16‬يحضر رئيس الدائرة محاضر لتلك االجتماعات و يرسل نسخة منها إلى الوالي "‬

‫فهذه المادة كرست تبعية رئيس الدائرة للوالي و بينت أنه يعتبر عينه على الدائرة التابعة لوالية‬
‫ممارسة نشاطه ‪ ،‬و يجب عليه إبالغه بما يجري على مستوى الدائرة‪.‬‬

‫المادة ‪ " :19‬يشارك رؤساء الدوائر مشاركة استشارية في أشغال مجلس الوالية "‬

‫و هذه المادة نصت أيضا على الدور االستشاري لرؤساء الدوائر السيما في المجال المتعلق بنشاط‬
‫مجلس الوالية ‪.‬‬

‫من خالل ما سبق من المواد‪ ،‬يتضح أن رئيس الدائرة يلعب دو ار مهما في مساعدة الوالي على‬
‫القيام بجميع المهام المرتبطة بتنفيذ مختلف التعليمات التي يتلقاها من السلطة المركزية‪ ،‬فهو تجسيد للسلطة‬
‫المركزية و الوالي على مستوى الدائرة‪.‬‬

‫(‪.)1‬المرسوم التنفيذي ‪ ،215-94‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬المصالح اإلدارية و التقنية المرتبطة برئيس الدائرة‬

‫من ضمن أجهزة الدائرة التي تساعد رئيس الدائرة في أداء مهامه‪ ،‬مصالح إدارية هي األمانة العامة‬
‫و المكاتب‪ ،‬و مصالح تقنية تتجسد في المديريات التنفيذية على مستوى الوالية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المصالح اإلدارية المرتبطة برئيس الدائرة‬

‫تم تكريسها بموجب القرار ‪ 6973‬المؤرخ في ‪ 12‬أكتوبر ‪ 1981‬الصادر عن وزير الداخلية المنظم‬
‫للشؤون المتعلقة بمصالح الدائرة و تتمثل هذه المصالح في‪:‬‬

‫‪ -1‬األمانة العامة‪:‬‬

‫و يتولى هذه المصلحة الكاتب العام للدائرة‪ ،‬حيث تم إنشاء هذه الوظيفة بموجب المرسوم رقم‬
‫‪ 82/81‬المؤرخ في ‪ 02‬مايو ‪1991‬و التي تضمنت المادة ‪ 05‬منه ‪ " :‬يتم التعيين في الوظيفة النوعية‬
‫لكاتب عام في الدائرة بقرار من وزير الداخلية"(‪ ،)1‬و في الوقت الحاضر األمناء العامون يعينون بمقتضى‬
‫(‪)2‬‬
‫مرسوم رئاسي‪.‬‬

‫و قد تضمنت المادة ‪ 02‬من المرسوم أعاله صالحيات األمين العام للدائرة حيث توكل له مهمة‬
‫تنظيم األعمال التي تقوم بها المصالح اإلدارية و التقنية للدائرة و إدارة موظفيها و هذا كله تحت إشراف‬
‫رئيس الدائرة‪.‬‬

‫‪ -2‬المكاتب‪:‬‬

‫يوجد على مستوى الدائرة العديد من المكاتب من أجل ضمان حسن سير العمل بها‪ ،‬و يمكن إجمال‬
‫هذه المكاتب في‪:‬‬

‫مكتب التنظيم و الشؤون العامة‬ ‫‪-‬‬


‫مكتب تنشيط المؤسسات العمومية البلدية و ما بين البلديات‬ ‫‪-‬‬
‫مكتب الشؤون اإلدارية و المالية و الرقابة‬ ‫‪-‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مكتب الشؤون االقتصادية و التخطيط "‬ ‫‪-‬‬

‫(‪.)1‬المرسوم الرئاسي ‪ 82-81‬المؤرخ ‪ 02‬ماي ‪ 1981‬المتضمن إحداث وظيفة نوعية لكاتب عام في الدائرة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم‬
‫‪ 18‬الصادرة في ‪ 05‬ماي ‪ ،1981‬ص ‪.545‬‬
‫(‪.)2‬المرسوم الرئاسي ‪ ،240-99‬مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪ .)3‬لصلج نوال‪ ،‬النظام القانوني للدائرة في الجزائر‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية و السياسية‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جامعة‬
‫‪ 20‬أوت ‪ ،1955‬سكيكدة‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2017‬ص ‪.109‬‬

‫‪58‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫و نص المرسوم ‪ 01/80‬المؤرخ في ‪ 05‬يناير ‪ 1980‬المتعلق بتطبيق أحكام المادة ‪ 01‬من األمر‬
‫رقم ‪ 93/76‬المؤرخ في ‪ 23‬أكتوبر ‪ 1976‬المتضمن تحديد شروط إحداث مكاتب الترقية و التسيير العقاري‬
‫في والية الجزائر و تنظيمها و سيرها و بناء على ذلك يتم إنشاء هذه المكاتب بموجب مرسوم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المصالح التقنية المرتبطة برئيس الدائرة‬

‫طالما أن الدائرة هي امتداد على المستوى المحلي للوالية و تعد مقاطعة إدارية للدولة فيقتضي‬
‫األمر أن تتواجد على مستوى الدائرة فروع للمديريات المتواجدة على مستوى الوالية التي تعتبر مشكلة للمجلس‬
‫التنفيذي الوالئي‪ ،‬و قد كرست ذلك المادة ‪ 06‬من المرسوم رقم ‪ 73/80‬المؤرخ في ‪ 12‬يونيو ‪ 1980‬المتعلق‬
‫بالمجلس التنفيذي للوالية حيث تضمنت "كل مديرية مديريات فرعية و مكاتب" و هو النحو الذي سارت عليه‬
‫المادة ‪ 05‬من المرسوم رقم ‪ 545/83‬المؤرخ في ‪ 1983/09/24‬المتضمن تأليف و تنظيم المجلس التنفيذي‬
‫الوالئي حيث نصت " يمكن توزيع أعمال هذه المديريات على الهياكل الوظيفية المحدثة على مستوى‬
‫و منه فهذه المديريات تضمن وجود لها على مستوى الدوائر من خالل‬ ‫(‪)1‬‬
‫مقاطعات أخرى في الوالية "‬
‫فروعها و على سبيل المثال نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬مديرية التعمير و البناء تتضمن على إقليم الدائرة فرع يسمى فرع التعمير و البناء ‪.La SUCH‬‬

‫‪ -‬مديريات المنشآت القاعدية فرع المنشآت القاعدية ‪. La SIB‬‬

‫‪ -‬مديرية الري و فرع الري‪ ،‬مقاطعات الغابات و البيئة ‪......‬إلخ‬

‫و هذه المصالح تقوم باإلشراف على مختلف مشاريع التنمية على مستوى البلديات خصوصا غير‬
‫المؤطرة‪.‬‬

‫و قد تم استحداث لجنة تقنية برئاسة رئيس الدائرة و أمين عام الدائرة مساعدا له و أجهزة تابعة‬
‫لرئيس الدائرة يجسدها مندوب األمن و الوسيط تقوم على ضمان حسن أداء هذه المصالح لوظيفتها و التوفيق‬
‫بينها‪ ،‬و تشمل جميع هذه المصالح المتواجدة في إقليم الدائرة طبقا للمرسوم رقم ‪ 30/86‬المؤرخ قي ‪18‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فبراير ‪ 1986‬الذي يضبط أجهزة اإلدارة العامة في الوالية و هياكلها و تحديد مهامها و تنظيمها‪.‬‬

‫(‪.)1‬مرسوم رقم ‪ 545-83‬المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪ 1983‬المتضمن تشكيل المجلس التنفيذي للوالية و تنظيمه و عمله‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 40‬الصادرة في ‪ 27‬سبتمبر ‪.1983‬‬
‫(‪.)2‬لصلج نوال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪59‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الوالي و المقاطعات اإلدارية(الواليات المنتدبة) كتجسيد لعدم‬


‫التركيز اإلداري‬
‫سيتم تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬نشير في المطلب األول للوالي محاولين اإللمام بالمقاطعات‬
‫اإلدارية (المطلب الثاني) كمفهوم مستحدث‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الوالي‬


‫نظ ار لإلرتباط الوثيق لمنصب الوالي بعدم التركيز اإلداري‪ ،‬وجب تناول تعريف الوالي في الفرع األول‬
‫ثم اإلشارة إلى التعيين و إنهاء المهام في الفرع الثاني و صالحياته بصفته ممثل الدولة مجسد عدم التركيز‬
‫اإلداري في الفرع الثالث‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف‬

‫لبيان تعريف الوالي وجب اإلشارة إلى تعريفه لغة و اصطالحا‬

‫الفقرة األولى‬

‫لغة(‪" :)1‬من فعل ولى وولي‪ ،‬والية‪.‬ولي ‪:‬فالن الشئ ‪:‬وليعليه ‪:‬ملك أمره وقام به‪.‬وليعلى البلد ‪:‬ولي فالنا‬
‫وولي عليه ‪ :‬نصره وأحبه ‪ .‬وتعني أيضا ‪ :‬الولي ‪ :‬المحب والصديق‪ .‬ولى األمير فالنا عمل كذا‪:‬جعله واليا‬
‫عليه‪ .‬ولي األمر‪:‬جعله واليا عليه‪.‬‬

‫‪ -‬الوالي‪ :‬اسم فاعل ومنه‪ :‬والي البلد‪ :‬من يقوم على تدبيره‪ .‬جمعه والة‪.‬‬
‫‪ -‬يشتق منه‪:‬الوالية ‪ :‬تعنى اإلمارة وهى حيز أو رقعة جغارفية محددة المعالم يمارس الوالي في‬
‫حدودها صالحياته و مهامه‪".‬‬

‫الفقرة الثانية‬

‫اصطالحا ‪ " :‬الوالي ‪ :‬من يكلف بتدبير الشؤون‪ ،‬وتسيير مقاطعة إدارية هي الوالية‪ .‬يتولى وظيفة سامية‬
‫في الدولة"‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التعيين و إنهاء المهام‬

‫نظ ار ألن منصب الوالي هو منصب سامي في الدولة ال بد من اإلشارة إلى كيفيات تعيينه و إنهاء‬
‫مهامه‪.‬‬

‫(‪ .)1‬داود ابراهيم‪ ،‬عالقة إدارة عدم التركيز باإلدارة الالمركزية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬ص ‪،96‬‬
‫‪ ،2012/2011‬منشورة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفقرة األولى‪:‬التعيين‬

‫تضمنت مختلف النصوص الصادرة كيفية التعيين في منصب الوالي الذي يعد من الوظائف السامية‬
‫في الدولة الجزائرية و من بين هذه النصوص نذكر ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الدستور‬

‫أوكلت جميع الدساتير التي عرفتها الجزائر و خصت رئيس الجمهورية كهيئة مختصة بتعيين الوالة‪،‬‬
‫حيث أن تعيين الموظفين في المناصب العليا المدنية و العسكرية التي تشمل الوالي تكون من ضمن‬
‫صالحيات رئيس الجمهورية‪.‬و المواد الدستورية التي نصت على هذه الصالحية لرئيس الجمهورية تتمثل في ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬المادة ‪ 74‬الفقرة ‪07‬‬ ‫المادة ‪ 54‬من دستور ‪،)1(1963‬المادة ‪ 111‬الفقرة ‪ 12‬من دستور ‪1976‬‬
‫هذه الخاصية و أناطها برئيس الجمهورية‬ ‫من دستور ‪ )3(.1989‬كما منح التعديل الدستوري لسنه ‪1996‬‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪)5‬‬
‫لم يأت مختلفا و طابق ما جاء في هذه المادة ‪ .‬مع‬ ‫بمقتضى المادة ‪ 78‬فقرة ‪ .09‬كما أن دستور ‪2008‬‬
‫العلم أن بعض رجال السلطة عارضوا مسألة جعل هذه الخاصية المتعلقة بصالحية تعيين الوالة من‬
‫تضمن أن تعيين الوالة يكون من طرف رئيس‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪ .‬و أخي ار دستور ‪2016‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫اختصاص رئيس الجمهورية‬
‫الجمهورية في المادة ‪ 92‬فقرة ‪.10‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراسيم الرئاسية‬

‫بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ 1989‬والتغييرات التي جاء بها نتيجة الحوادث التي عرفتها البالد‪ ،‬تولد‬
‫عن ذلك استحداث المراسيم الرئاسية وقد نتج عن ذلك صدور الكثير من المراسيم نذكر من بينها‪ :‬المرسوم‬
‫(‪)8‬‬
‫الرئاسي ‪ 44-89‬المؤرخ في ‪ 10‬ابريل ‪ 1989‬المتضمن التعيين في الوظائف المدنية و العسكرية للدولة‪.‬‬
‫والذي تضمن في مادته الثالثة‪ ":‬يعين رئيس الجمهورية بمرسوم رئاسي في مجلس الوزراء في المهام و‬
‫الوظائف العليا بالهياكل الدائمة في الدولة اآلتية ذكرها‪ :‬الوالة "‪....‬وقد تضمنت هذه المادة بصريح العبارة‬
‫أن الوالي يصنف من المناصب العليا في الدولة ويعين من قبل رئيس الجمهورية عن طريق مرسوم رئاسي‬

‫(‪.)1‬دستور ‪ ،1963‬الجريدة الرسمية لسنة ‪ ، 1963‬العدد ‪.64‬‬


‫(‪.)2‬دستور ‪ ،1976‬األمر ‪ 97/76‬مؤرخ في ‪ ،1976/11/22‬الجريدة الرسمية لسنة ‪ ،1976‬العدد ‪.94‬‬
‫(‪.)3‬دستور ‪ ،1989‬مرسوم رئاسي‪ 18/89‬مؤرخ في ‪ ،1989/03/01‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪.09‬‬
‫(‪.)4‬دستور ‪ ،1996‬مرسوم رئاسي ‪ 438/96‬مؤرخ في ‪ ،1996/12/07‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪.76‬‬
‫(‪.)5‬دستور تعديل ‪ ،2008‬قانون ‪ 19/08‬مؤرخ في ‪ ،2008/11/15‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪.63‬‬
‫‪ .‬داود ابراهيم‪ ،‬عالقة إدارة عدم التركيز باإلدارة الالمزكزية‪ ،‬ص‪.97‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫(‪.)7‬القانون رقم ‪ 01-16‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ ،2016‬ج‪.‬ر عدد ‪ 14‬صادرة بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪.2016‬‬
‫(‪.)8‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية لسنة ‪ ،1989‬العدد ‪ ،15‬ص ‪.383‬‬

‫‪61‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫يصدره في مجلس الوزراء‪ .‬ثم بعد ذلك ظهر مرسوم رئاسي جديد هو المرسوم الرئاسي ‪ 240-99‬المؤرخ في‬
‫‪ 27‬أكتوبر ‪. 1999‬وقد ألغى المرسوم السابق المذكور أعاله وحمل نفس العنوان المتضمن التعيين في‬
‫الوظائف المدنية و العسكرية للدولة(‪ ،)1‬وتضمن في الفقرة ‪ 10‬من المادة األولى الوالة كوظيفة عليا جاءت‬
‫سابقة لكثير من المناصب الهامة في الدولة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المراسيم التنفيذية‬

‫تعرضت المراسيم التنفيذية للمناصب العليا في الدولة و من بينها الوالة بمقتضى المرسوم التنفيذي‬
‫‪ 230-90‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو ‪ 1990‬المحدد ألحكام القانون األساسي الخاص بالمناصب و الوظائف‬
‫العليا في اإلدارة المحلية(‪ .)2‬حيث جاء في المادة ‪ 10‬منه‪ " :‬يعين الوالي بمرسوم يصدره رئيس الجمهورية في‬
‫مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الداخلية"‪ ،‬و ما يمكن مالحظته أن هذا المرسوم لم يأت بأي جديد‪ ،‬و‬
‫ما تم تأكيده على أرض الواقع أن اقتراح وزير الداخلية ال يعدو أن يكون إال مسألة إجرائية‪.‬‬

‫و تكون مختلف هياكل الوالية من مديريات و ديوان و أمانة عامة و مفتشية تحت سلطة الوالي‪،‬‬
‫حيث أصبغ عليه ميثاق الوالية لسنة ‪ 1969‬و خصه بوصف السلطة العليا المسؤولة على حكومة محلية‬
‫على مستوى الوالية حيث اعتبر و كأن هناك حكومة على مستوى الوالية يكون الوالي على رأسها‪.‬‬

‫و إن كانت هذه النصوص لم تحسم و تضع تعريفا محددا للوالي غير أنها خصته بالوصف الذي‬
‫يمكن أن يبين أهم ما يتعلق بهذا المنصب و هي أنه‪:‬‬

‫‪ -‬من بين الوظائف العليا في الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬أنه منصب يتميز بالنوعية‪.‬‬

‫‪ -‬و أن الوالي بمقتضى هذا المنصب يزاول السلطة في إقليم الوالية‪.‬‬

‫و قد تضمن المرسوم التنفيذي ‪ 230-90‬السالف الذكر في مضمونه و بين الفئة التي يعين منها‬
‫الوالة و هم‪ :‬الكتاب العامون للواليات و رؤساء الدوائر كما يمكن تعيين ‪ %5‬من خارج الوظائف السابقة‬
‫الذكر‪،‬و عند صدور المرسوم الرئاسي ‪ 240/99‬الذي بمقتضاه أصبح المرسوم التنفيذي ‪ 230/90‬في حكم‬
‫الملغى و الذي لم يتضمن في محتواه أن وزير الداخلية يملك سلطة االقتراح في تعيين الوالة‪ ،‬و منح صالحية‬
‫تعيين الوالة لرئيس الجمهورية الذي يملك بالموازاة مع صالحية التعيين سلطة إنهاء المهام‪.‬‬

‫(‪.)1‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية لسنة ‪ ،1999‬العدد ‪ ،76‬ص ‪.3‬‬


‫(‪.)2‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية لسنة ‪ ،1990‬العدد ‪ ،31‬ص ‪.1033‬‬

‫‪62‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬إنهاء المهام‬

‫وفقا لقاعدة توازي األشكال التي تمثل القاعدة األساسية الجاري العمل بها و التي تتضمن بأنه يكون‬
‫لجهة التعيين و جهة إنهاء المهام نفس األشكال و اإلجراءات و التي بمقتضاها تمنح الجهة صاحبة التعيين‬
‫صالحية إنهاء المهام أيضا حيث تتقرر بشكل طبيعي و منه رئيس الجمهورية يستأثر بسلطة إنهاء مهام‬
‫الوالة بمقتضى مرسوم رئاسي بمفرده‪ .‬و وفقا لما تم تداوله فإن القاعدة العامة في الوظيفة العامة تقضي بأن‬
‫النتهاء مهام الوالي طرقا عادية وطرق غير عادية‪.‬‬

‫الطرق العادية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تطرق المرسوم التنفيذي رقم ‪ 226/90‬المتضمن حقوق العمال الذين يمارسون وظائف عليا في‬
‫الدولة و واجباتهم و نص على الطرق العادية التي تؤدي إلى انقضاء عالقة الموظف السامي بالدولة و‬
‫حصرها في أسباب ثالثة تتمثل في‪ :‬التقاعد‪ ،‬االستقالة و الوفاة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫التقاعد‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫و هو حق يستفيد منه كل موظف و بالنسبة للذين يشغلون وظائف سامية و من بينهم الوالة نجد أن‬
‫القانون ال يفرض على الوالي سن محددة يحال فيها على التقاعد‪ ،‬و إنما تكون باحتساب المدة التي قضاها‬
‫في الخدمة‪.‬‬

‫و قد تعرض المرسوم ‪ 617-83‬المتعلق بمعاشات تقاعد اإلطارات السامية في الحزب و الدولة‬


‫المؤرخ في ‪ 31‬أكتوبر ‪ 1983‬في مادته األولى و أشار إلى كيفية تفعيل إجراء التقاعد و نص على أنه يتم‬
‫إحالة الموظف على التقاعد إذا أدى ‪ 20‬سنة من الخدمة في وظيفة عامة أو إن شغل منصب إطار سامي‬
‫يجب أن يكون قضى فيه على األقل ‪ 10‬سنوات تحسب من ضمن العشرين سنة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ب‪ -‬االستقالة‪:‬‬
‫و تكون هذه األخيرة بمقتضى إرادته و رغبته المنفردة فينتج عنها إنهاء مهامه بصفة قسرية قبل‬
‫التقاعد فيتمخض عنها إنهاء مهامه‪ ،‬حيث يقوم بتقديم استقالته للسلطة التي لها صالحية التعيين‪ ،‬بشرط أن‬
‫يبقى في منصبه و ال يغادره قبل أن يتلقى القرار أو المرسوم الذي يتضمن إنهاء مهامه‪ ،‬و هذا الشرط‬
‫المتعلق ببقائه في ممارسة مهامه إلى أن يتم قبول استقالته موجود ضمن القواعد العامة المتعلقة باالستقالة‬
‫في الوظيفة العامة‪.‬‬

‫(‪.)1‬بلفتحي عبد الهادي‪ ،‬المركز القانوني للوالي في النظام اإلداري الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة ‪،2011‬‬
‫ص ص ‪.35-34‬‬
‫(‪.)2‬عالء الدين عشي‪ ،‬مدخل للقانون اإلداري‪ ،‬دار الهدى للنشر‪ ،‬الجزائر ‪ ،2012‬ص ‪.88‬‬

‫‪63‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫ج‪ -‬الوفاة‪:‬‬
‫و هذا سبب منطقي في مجال الوظيفة العامة‪ ،‬فالعالقة الوظيفية تصبح غير قائمة عند وفاة صاحب‬
‫تلك الوظيفة‪.‬‬

‫الطرق غير العادية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫و يكون ذلك بمقتضى مرسوم رئاسي ينهي مهام الوالي متضمنا نفس األشكال التي يكون عليها‬
‫مرسوم التعيين‪ ،‬و تتمثل في‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن يتم التأكد أن هذا الموظف ليس كفء و ال يتمتع بالقدرة على مزاولة هذا المنصب نظ ار لعدم‬
‫قدرته على تحمل تبعات هذا المنصب و ما يتضمنه من أعباء‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون هناك مانع صحي يحول دون ممارسة الوالي لمهامه كتعرضه لمرض خطير أو مزمن‬
‫أو فقد إحدى الحواس‪.‬‬
‫ج‪ -‬عدم إتباع السياسة العامة المتبناة من طرف الحكومة أو أن يكون قد وقف كعائق دون تنفيذ‬
‫برنامجها‪.‬‬
‫د‪ -‬أن يتم زوال المنصب عن طريق اإللغاء حيث تضمنت المادة ‪ 31‬من المرسوم التنفيذي ‪-90‬‬
‫‪ 226‬بنصها على ما يلي‪ " :‬إذا ألغيت الوظيفة العليا التي كان يشغلها أحد العمال‪ ،‬أو ألغي‬
‫الهيكل الذي كان يعمل فيه فإنه يحتفظ بمرتبه لمدة سنة ثم يوضع بعدها في عطلة خاصة‪ ،‬و‬
‫ينجم عن إلغاء الهيكل إلغاء مهام اإلطار الدائم في الوظيفة العليا المرتبطة بهذا الهيكل"‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬صالحيات الوالي بصفته ممثال للدولة (مظهر لعدم التركيز اإلداري)‬

‫فمن شأن الصالحيات المسندة للوالي بصفته ممثال للدولة في إقليم الوالية أن تجعل هذا األخير‬
‫تجسيدا حقيقيا لعدم التركيز اإلداري و تتمثل على وجه الخصوص في‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬في مجال التمثيل‬

‫اعتبرت المادة ‪ 110‬من قانون الوالية ‪ 2012‬الوالي ممثال للدولة على مستوى الوالية و مفوض‬
‫الحكومة(‪ ،)1‬فالوالي يعتبر امتداد و ممثل للوزراء على مستوى الوالية حيث يتولى تمثيل جميع الوزراء‪ ،‬و‬
‫يستمد صالحياته في التسيير من سلطة الدولة(‪ ،)2‬و يمكن وصفه بأنه مندوب للحكومة إذ يلقى على عاتقه‬

‫(‪.)1‬قانون رقم ‪ 07/12‬المؤرخ في ‪ 21‬فبراير ‪ ،2012‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 12‬الصادرة في ‪ 29‬فبراير ‪.2012‬‬
‫(‪.)2‬ناصر لباد‪ ،‬األساسي في القانون اإلداري‪ ،‬دار المجدد للنشر و التوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،2‬الجزائر ‪ ،2012‬ص ص‪.91-90‬‬

‫‪64‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫إبالغ الوزراء بجميع المسائل الهامة المتعلقة بالوالية و المتضمنة الجوانب السياسية و اإلدارية و االقتصادية‬
‫و االجتماعية(‪ ،)1‬و بالتالي فهو الرئيس اإلداري للوالية و الرابط بينها و بين السلطة المركزية‪.‬‬

‫كما أنه يتولى مهمة السهر على حسن سير المصالح غير الممركزة للدولة إال تلك المستثناة بموجب‬
‫قانون الوالية ‪ 07/12‬في المادة ‪ 111‬منه و التي أخرجها المشرع لرقابة الوالي و المتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬العمل التربوي و التنظيم في مجال التربية و التكوين و التكوين العالي و البحث العلمي‪.‬‬

‫‪ -‬وعاء الضرائب و تحصيلها‪.‬‬

‫‪ -‬الجمارك‬

‫‪ -‬مفتشية العمل‬

‫‪ -‬مفتشية الوظيف العمومي‬

‫‪ -‬المصالح التي يتجاوز نشاطها بالنظر إلى طبيعة أو خصوصية حدود الوالية‪.‬‬

‫و هذا راجع إلى أن هذه القطاعات المستثناة من رقابة الوالي تخضع و تتبع تعليمات السلطة‬
‫المركزية‪ ،‬و هي تتمتع بقواعد موحدة على مستوى سائر الوطن(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫والوالي أيضا هو ممثل الدولة أمام القضاء سواء كمدعي أو مدعى عليه‪.‬‬

‫وعندما يكون الوالي طرفا في العقود واالتفاقيات المتعلقة بالوالية‪ ،‬فإن قواعد االختصاص تقتضي أنه‬
‫هو من يتمتع بسلطة إبرامها باسم الدولة على مستوى الوالية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬في مجال التنفيذ‬

‫حسب ما نص عليه قانون الوالية الجديد ‪ ،07-12‬وهذه‬ ‫(‪)4‬‬


‫الوالي ملزم بتنفيذ القوانين والتنظيمات‬
‫المهمة كرسها قبله القانون القديم ‪ ،09-90‬كما يلزم الوالي باحترام رموز الدولة وشعاراتها على إقليم الدولة‬
‫على حسب ما تم إضافته بموجب القانون الجديد(‪ ،)5‬وعليه يتم تكليف الوالي بما يلي‪:‬‬

‫(‪.)1‬صالح بلحاج‪ ،‬المؤسسات السياسية و القانون الدستوري في الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010‬ص ‪.98‬‬
‫(‪ .)2‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.240‬‬
‫(‪.)3‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬طبعة ‪ ،5‬الجزائر‪ ،2005‬ص ‪.276‬‬
‫(‪.)4‬المادة ‪ 95‬من القانون ‪ 09/90‬المؤرخ في ‪ ،1990/04/07‬المتعلق بالوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 15‬الصادرة في‬
‫‪11‬أفريل‪.1990‬‬
‫(‪.)5‬المادة ‪ 113‬من القانون ‪ 07-12‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫أوال‪:‬القوانين واألوامر‬

‫وهي تكون صادرة من السلطات التشريعية ويتولى الوالي مهمة تنفيذها طالما أنه هو ممثل السلطة‬
‫العامة على مستوى الوالية لكن شرط تقيده بإجراء يتمثل في أن تكون قد نشرت في الجريدة الرسمية ومضى‬
‫(‪)1‬‬
‫يوم من وصولها إلى مقر الدائرة‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬التنظيمات‬

‫الوالي ملزم بتنفيذ كل ما يتلقاه من الحكومة من مراسيم رئاسية وحكومية إذ عليه أن يحرص على‬
‫تنفيذ ق اررات الحكومة وما يأتيه من تعليمات صادرة عن كل وزير‪ ،‬وهذا ما تضمنته المادة ‪ 92‬من قانون‬
‫الوالية ‪ 09-90‬في حين أغفلته ولم تتطرق له المادة ‪ 110‬من قانون الوالية الجديد ‪.07-12‬‬

‫وسبيل الوالي في تنفيذ القوانين والتنظيمات نجدها متضمنة في صالحياته وسلطاته‪ ،‬وذلك بأن يلجأ‬
‫إلى إصدار ق اررات والئية تدرج ضمن قائمة الق اررات اإلدارية المتعلقة بالوالية(‪ ،)2‬كما يلزم الوالي إلى جانب‬
‫تنفيذ القوانين والتنظيمات أن يلتزم باحترام رموز الدولة وشعاراتها وما تتضمنه من كل ما يتعلق بالعلم والنشيد‬
‫الوطني بجميع مقاطعه وخاتم الدولة المتضمن عبارة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية(‪ ،)3‬وهذا حسب‬
‫ما أشارت إليه المادة ‪ 113‬من قانون الوالية ‪.07-12‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬في مجال الضبط اإلداري‬

‫وأهم فكرة يدور حولها الضبط اإلداري هو إخضاع األفراد إلى قيود تتضمن تقليل وحصر حرياتهم‬
‫العامة‪ ،‬واإلدارة تهدف من وراء ذلك إلى حماية النظام العام والمحافظة على المجتمع من كل خطر يهدده‪،‬‬
‫وفي هذا الصدد يتمتع الوالي بصالحيات الضبط اإلداري‪ ،‬و تتلخص اختصاصات الوالي للقيام بالضبط‬
‫اإلداري في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الحفاظ على األمن والسكينة العمومية‬

‫جاء تكريس اختصاص الوالي واعتباره المكلف بمهمة المحافظة على النظام واألمن والسكينة‬
‫العمومية في مضمون المادة ‪ 114‬من قانون الوالية الجديد ‪ 07-12‬و يقابل هذه المادة‪ ،‬المادة ‪ 96‬من‬
‫قانون الوالية السابق‪.‬‬

‫(‪.)1‬المادة ‪ 04‬من األمر رقم ‪ 58/75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر‪ 1975‬تتضمن القانون المدني المعدل و المتمم بالقانون ‪10/05‬‬
‫المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪،2005‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 44‬الصادرة في ‪26‬جوان‪.2005‬‬
‫(‪.)2‬المادة ‪ 125‬من القانون ‪ 07-12‬السابق الذكر‪.‬‬
‫(‪.)3‬المادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ 19/08‬المؤرخ في ‪15‬نوفمبر‪ ،2005‬تتضمن تعديل الدستور المؤرخ في ‪28‬نوفمبر‪،1996‬‬
‫الجريدة الرسمية رقم ‪ 63‬الصادرة في ‪16‬نوفمبر‪.2008‬‬

‫‪66‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫والوالي يحقق هذه األهداف بواسطة األخذ بجميع التدابير التي تكفل للفرد أن يكون غير معرض‬
‫للخطر في نفسه وماله وأن يكون له الحق في الشعور بالهدوء والسكينة في الطرق واألماكن العامة‪.‬‬

‫و في سبيل تحقيق ذلك‪ ،‬على الوالي أن يقوم بمنع المظاهرات وكل ما يقوم به األفراد من نشاطات‬
‫ضارة وخطيرة وإيقاف العصابات التي تتعرض ألموال السكان والقضاء على الجرائم وكل خطر يمس‬
‫المواطنين‪ ،‬وعليه أيضا أن يكون حريصا على أسباب السكينة العامة كمنع مختلف المظاهر التي تكون‬
‫سبيال إلى اإلزعاج في الشوارع و الطرق العامة حسب ما تضمنته أحكام القوانين والتنظيمات ومن بينها‬
‫المرسوم رقم ‪ 373/83‬المؤرخ في ‪ 1983 /05/28‬الذي يحدد سلطات الوالي في ميدان األمن والمحافظة‬
‫على النظام العام(‪ ،)1‬وأحكام األمر ‪ 24/95‬المؤرخ في ‪ 1995/09/25‬و يتعلق بحماية األمالك‬
‫العمومية(‪ ، )2‬وسلطة الضبط التي يتمتع بها الوالي مقترنة بمنحه صالحية الق اررات الضبطية التي تعتبر األداة‬
‫الموجودة في يد الوالي وسبيله في تحقيق النظام العام على مستوى الوالية‪ ،‬ولكي يتم تنفيذ هذه الق اررات‬
‫بطريقة جيدة نصت المادة ‪ 118‬من قانون الوالية الجديد ‪ 07-12‬على جعل مصالح األمن تحت سلطة‬
‫الوالي وعليهم إخباره بكل ما يتعلق باألمن العام والنظام العمومي على مستوى الوالية وتوحيد جهودها وجعلها‬
‫منظمة في مجال حماية حقوق المواطنين وحرياتهم‪ ،‬والعمل على احترام رموز وشعارات الدولة وتحقيق األمن‬
‫والسكينة العمومية(‪.)3‬‬

‫ثانيا‪:‬الحفاظ على الصحة العامة والحماية المدنية‬

‫إذ يتعين على الوالي ويكون من صالحياته األخذ بجميع االحتياطات التي تضمن حماية صحة‬
‫األفراد مثال ضمان أن تكون المأكوالت خاضعة إلجراءات تجعلها مستوفية لشروط الصحة وضمان عدم‬
‫بيعها قبل استيفاءها الشروط الصحية والتأكد من عدم تسببها في خطر على صحة المواطنين‪ ،‬وكذلك األخذ‬
‫بجميع االحتياطات التي تقي األفراد وتحد من تفشي األمراض و األوبئة‪.‬‬

‫كما يندرج ضمن اختصاصات الوالي القيام على إعداد و تنفيذ مخططات الوقاية و اإلسعافات في‬
‫الوالية‪ ،‬و كل ذلك يتم بالتنسيق مع مصالح األمن و الحماية المدنية و المصالح التقنية المحلية‪ ،‬إذ يعتبر هو‬
‫أول من يلزم بهذه المهام في الوالية‪ ،‬و قد تضمنت المادة ‪ 119‬من قانون الوالية ‪ 07/12‬على أنه في سبيل‬
‫تحقيق هذه األهداف منحت له صالحية تسخير األشخاص و الممتلكات حيث تنص‪ " :‬يسهر الوالي على‬
‫إعداد مخططات تنظيم اإلسعافات في الوالية و تحيينها و تنفيذها‪ ،‬و يمكنه في إطار هذه المخططات أن‬
‫يسخر األشخاص و الممتلكات طبقا للتشريع المعمول به"‪.‬‬

‫(‪.)1‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية لسنة ‪ ،1983‬العدد ‪ ،22‬ص ‪.1535‬‬


‫(‪.)2‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية لسنة ‪ ،1995‬العدد ‪ ،55‬ص ‪.03‬‬
‫(‪ .)3‬المواد ‪ 114 ،113 ،112‬من نفس القانون ‪.07-12‬‬

‫‪67‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المقاطعة اإلدارية‬


‫تعتبر المقاطعات اإلدارية تنظيم مستحدث أملته الضرورة و سيتم التطرق من خالل هذا المطلب‬
‫لإلطار المفاهيمي للمقاطعات اإلدارية (الفرع األول)‪ ،‬ثم هياكل المقاطعات اإلدارية و كيفية تسييرها (الفرع‬
‫الثاني)‪ ،‬و التعريج على صالحيات القائم على هذه الهيئة المستحدثة و هو الوالي المنتدب (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للمقاطعات اإلدارية‬

‫في هذا الفرع نتناول إنشاء المقاطعات اإلدارية في الفقرة األولى ثم نتعرض إلى تعريفها في الفرع‬
‫الثاني‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إنشاء المقاطعات اإلدارية‬

‫ظهرت المقاطعات اإلدارية نتيجة التغيير الذي حصل في البالد و ما فرضته مقتضيات و طبيعة‬
‫العمل اإلداري في مستجداته الذي حتم ضرورة مواكبة المتطلبات الحديثة لمواطني تلك المناطق‪ ،‬و هو ما‬
‫نجم عنه حتمية إعادة النظر في التنظيم اإلداري في البالد‪ ،‬خاصة في الواليات الجنوبية في بداية األمر‬
‫حيث تحقق ذلك عن طريق استحداث مقاطعات إدارية يشرف عليها و يرأسها والة منتدبون‪ ،‬و كان ذلك‬
‫مراعاة لعدة اعتبارات أدت إلى إنشاء هذه المقاطعات اإلدارية‪ ،‬منها‪ :‬عدد سكان تلك المنطقة‪ ،‬عدد بلدياتها‪،‬‬
‫ظروف ترجع إلى خصوصيتها و صعوبة تسييرها‪.‬‬

‫و كان الغرض األساسي من استحداث المقاطعات هو القضاء على المشاكل العالقة لدى سكان تلك‬
‫المناطق‪ ،‬و المتمثلة في بعد مراكز القرار عن القضاء اإلداري المختص‪ ،‬و من أجل بلوغ التطلعات التي‬
‫(‪)1‬‬
‫و كذلك تحقيق العدالة بتقريب‬ ‫يصبو إليها سكان تلك المناطق في تحقيق سير أفضل للمنظومة اإلدارية‬
‫(‪)2‬‬
‫المؤرخ‬ ‫اإلدارة من المواطن و مساواة التنمية المحلية لجميع المناطق‪ ،‬جاء المرسوم الرئاسي رقم ‪140/15‬‬
‫في ‪ 27‬مايو ‪ 2015‬مجسدا لهذه المطالب ليعلن عن إنشاء مقاطعات إدارية في سنة ‪ 2015‬حيث نصت‬
‫المادة األولى منه‪ " :‬تنشئ مقاطعات إدارية داخل بعض الواليات ‪ "...‬فنص على إقامة عشر مقاطعات‬
‫(‪)3‬‬
‫و يتولى مهمة‬ ‫إدارية جديدة في واليات‪ :‬أدرار‪ ،‬بسكرة‪ ،‬بشار‪ ،‬تمنراست‪ ،‬ورقلة‪ ،‬إليزي‪ ،‬الوادي و غرداية‪.‬‬

‫(‪ .)1‬األزهر لعبيدي‪ ،‬استحداث مقاطعات إدارية في الجزائر في ظل انتهاج سياسة تقشفية خطوة مناسبة في الوقت غير‬
‫المناسب‪ ،‬دراسة تحليلية في ظل المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،15-140‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪.‬‬
‫(‪.)2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 140-15‬المؤرخ في ‪ 27‬ماي ‪ 2015‬المتضمن إحداث مقاطعات إدارية داخل بعض الواليات و‬
‫تحديد القواعد الخاصة المرتبطة بها‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،29‬الصادرة بتاريخ ‪31‬‬
‫ماي ‪.2015‬‬
‫(‪.)3‬األزهر لعبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫إدارة هذه المقاطعات والة منتدبون يتبعون و يخضعون لسلطة الوالي صاحب االختصاص اإلقليمي حسب ما‬
‫تضمنه نفس المرسوم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تعريف المقاطعات اإلدارية‬

‫المقاطعة اإلدارية هي مفهوم جديد ظهر على مستوى اإلدارة العامة الجزائرية و هي عبارة عن وحدة‬
‫أو هيئة إدارية تختلف عن الدائرة من حيث هيكلتها‪ ،‬و هي تدار من قبل الوالة المنتدبين الذين يزودون‬
‫بصالحيات واسعة‪ ،‬و هي تعتبر هيئة عدم تركيز إداري و في بداية األمر ظهرت كنظام جديد عام ‪2015‬‬
‫بموجب المرسوم الرئاسي ‪ 140/15‬المذكور أعاله‪ ،‬و في عام ‪ 2018‬برزت مرة أخرى مقاطعات إدارية‬
‫جديدة تضمنتها بعض الواليات الشمالية و يتعلق األمر بالمدن الكبرى و المدن الجديدة وفقا للمرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ 337/18‬المؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر ‪ 2018‬و ذلك استجابة لمقتضيات الضرورة‪.‬‬

‫و أخي ار جاء المرسوم الرئاسي رقم ‪ 328/19‬المؤرخ في ‪ 11‬ربيع الثاني عام ‪1441‬ه الموافق ل‪8‬‬
‫ديسمبر سنة ‪ 2019‬م ليكمل و يتمم الملحق المتعلق بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ 140/15‬المؤرخ في ‪ 8‬شعبان‬
‫عام‪ 1436‬ه الموافق ل ‪ 27‬مايو سنة ‪ 2015‬م و المتعلق بإحداث مقاطعات إدارية داخل بعض الواليات و‬
‫تحديد القواعد الخاصة المرتبطة بها(‪ ،)1‬حيث نص هذا المرسوم على إحداث مقاطعات إدارية داخل العديد‬
‫من الواليات و خصها بدوائر و بلديات تابعة لها‪ ،‬و جاءت المادة األولى منه (المرسوم الرئاسي ‪)328/19‬‬
‫لتجسد و تكرس ما ورد في المرسوم السابق ‪ 140/15‬بنصها على إنشاء مقاطعات إدارية داخل بعض‬
‫الواليات كغاية أساسية‪ ،‬كما نصت المادة الثانية منه على إنشاء مقاطعات إدارية جديدة تضاف إلى تلك‬
‫المنصوص عليها في المرسوم الرئاسي ‪ ،140/15‬و المقاطعات اإلدارية و الدوائر و البلديات الملحقة بها‬
‫تضمنها الملحق الذي جاء في هذا المرسوم‪.‬‬

‫و المالحظ أن هذا المرسوم الرئاسي الجديد (‪ )328/19‬جاء ليكرس إنشاء المقاطعات اإلدارية‬
‫بصورة واسعة حيث نص على إنشاء عدد كبير منها امتد إلى عشرين (‪ )20‬والية‪ ،‬كل والية منها تحدث‬
‫ضمنها مقاطعات إدارية‪.‬‬

‫(‪.)1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 328-19‬المؤرخ في ‪ 08‬ديسمبر ‪ 2019‬يتمم بالملحق المتعلق بالمرسوم الرئاسي رقم ‪140-15‬‬
‫المؤرخ في ‪ 27‬مايو ‪ 2015‬المتضمن إحداث مقاطعات إدارية داخل بعض الواليات و تحديد القواعد الخاصة المرتبطة بها‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفرع الثاني‪ :‬هياكل المقاطعات اإلدارية و كيفية تسييرها‬

‫سيتم في هذا الفرع دراسة الهياكل التي تتشكل منها المقاطعة اإلدارية و تتمثل في اإلدارة العامة‬
‫للمقاطعة اإلدارية (الفقرة األولى)‪ ،‬و المديريات المنتدبة (الفقرة الثانية)‪ ،‬و أخي ار مجلس المقاطعة اإلدارية‬
‫(الفقرة الثالثة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اإلدارة العامة للمقاطعة اإلدارية‬

‫تضم اإلدارة العامة للمقاطعة اإلدارية عدة هياكل جاء النص عليها في الباب األول من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 141/15‬المؤرخ في ‪ 28‬مايو ‪ 2015‬الخاص بتنظيم المقاطعة اإلدارية و سيرها (‪ ،)1‬حيث‬
‫نصت المادة الثالثة منه‪" :‬تشتمل اإلدارة العامة في المقاطعة اإلدارية الموضوعة تحت سلطة الوالي المنتدب‬
‫على الهياكل التالية‪:‬‬

‫‪ -‬األمانة العامة‬
‫‪ -‬الديوان‬
‫‪ -‬مصالح التنظيم و الشؤون العامة و اإلدارة المحلية "‬

‫كما تعرضت المواد من ‪ 04‬إلى ‪ 08‬من نفس المرسوم المذكور أعاله إلى المهام المنوطة باألمين‬
‫العام و رئيس الديوان‪ ،‬بينما أشارت المواد من ‪ 09‬إلى ‪ 11‬إلى مصالح التنظيم و الشؤون العامة و اإلدارة‬
‫المحلية‪.‬‬

‫و ما يمكن مالحظته من مقارنة هيكلة اإلدارة العامة للمقاطعة اإلدارية الواردة في المرسوم السالف‬
‫الذكر مع تشكيل اإلدارة العامة في الوالية الذي تضمنه المرسوم التنفيذي رقم ‪ 215-94‬المؤرخ في ‪ 23‬يوليو‬
‫‪ 1994‬الذي يحدد أجهزة اإلدارة العامة في الوالية و هياكلها(‪ ،)2‬نجد أنهما متمايزان عن بعضهما حيث تضم‬
‫هذه األخيرة األجهزة التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الكتابة العامة‬
‫‪ -‬المفتشية العامة‬
‫‪ -‬الديوان‬
‫‪ -‬رئيس الدائرة‬

‫(‪.)1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪141-15‬الصادر في ‪ 17‬ماي ‪ 2015‬المتضمن تنظيم المقاطعة اإلدارية و سيرها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬رقم‬
‫‪ 29‬الصادرة بتاريخ ‪ 31‬ماي ‪.2015‬‬
‫(‪.)2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 215-94‬المؤرخ في ‪23‬يوليو‪ ،1994‬الذي يحدد أجهزة اإلدارة العامة في الوالية و هياكلها‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المديريات المنتدبة‬

‫نصت المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي السالف الذكر (رقم ‪ )141-15‬على المديريات المنتدبة على‬
‫مستوى المقاطعة اإلدارية التي تقابل المصالح غير الممركزة للدولة‪ ،‬و تم استحداث هذه المديريات المنتدبة‬
‫في المجاالت اآلتية‪:‬‬

‫"الطاقة‪ ،‬ترقية االستثمار‪ ،‬المصالح الفالحية‪ ،‬التجارة‪ ،‬الموارد المائية‪ ،‬البيئة‪ ،‬األشغال العمومية‪،‬‬
‫السكن و العمران و التجهيزات العمومية‪ ،‬التشغيل‪ ،‬النشاط اإلجتماعي‪ ،‬الشباب و الرياضة و كذا السياحة و‬
‫الصناعة التقليدية و التكوين المهني"‪.‬‬

‫كما يمكن أن يتم استحداث و إقامة مديريات منتدبة أخرى إذا اقتضت المصلحة ذلك‪ ،‬و ذلك عن‬
‫طريق اقتراح من الوزراء المعنيين و باستشارة الوالي حسب ما ورد في نفس المادة‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بمهام المديرين المنتدبين و تنظيم المديريات المنتدبة فقد تضمنتها المواد ‪،13،14‬‬
‫‪.15‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬مجلس المقاطعة اإلدارية‬

‫تطرق المرسوم التنفيذي رقم ‪ 141-15‬بموجب نص المادة ‪ 16‬منه إلى مجلس المقاطعة اإلدارية و‬
‫اعتبره النطاق الذي يتم على مستواه التشاور فيما يخص الشؤون المتعلقة بمصالح الدولة الخاصة بالمقاطعة‬
‫اإلدارية‪ ،‬كما اعتبره المسؤول عن تنظيم أنشطة و أعمال هذه المصالح ال سيما في مجال تنفيذ ق اررات مجلس‬
‫الوالية‪.‬‬

‫و تحكم مجلس المقاطعة اإلدارية ذات القواعد السارية على مجلس الوالية فيما يتعلق بمجال التسيير‪،‬‬
‫حيث أن القواعد المطبقة على هذه األخيرة تضمنها المرسوم التنفيذي ‪ 215-94‬المحدد ألجهزة اإلدارة العامة‬
‫في الوالية و هياكلها‪ .‬و يكمن الفرق بين المجلسين في أن مجلس المقاطعة اإلدارية يعقد دورتين عاديتين‬
‫فقط في الشهر تحت رئاسة الوالي المنتدب بينما يجتمع مجلس الوالية مرة في األسبوع ضمن دورة عادية‪.‬‬

‫و المسألة التي بقيت غامضة و لم يتضمنها المرسوم التنفيذي ‪ 141-15‬هي بخصوص هيئة‬
‫المداولة المنتخبة الخاصة بالمقاطعة اإلدارية‪ :‬هل هي نفسها المجلس الشعبي الوالئي أم أنه سيتم في‬
‫المستقبل إنشاء مجلس شعبي منتخب خاص بالمقاطعة اإلدارية الجديدة(‪.)1‬‬

‫(‪.)1‬األزهر لعبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫الفرع الثالث‪ :‬صالحيات الوالي المنتدب‬

‫لقيام الوالي المنتدب بمهامه زود بمجموعة من الصالحيات منها ما يتعلق بصفته كممثل للدولة و‬
‫أخرى للمقاطعات اإلدارية‪ ،‬و يمارس كل ذلك تحت سلطة الوالي كما تضمنه المرسوم الرئاسي رقم ‪-15‬‬
‫‪ 140‬المتعلق بالمقاطعات اإلدارية و هو بذلك يكرس صورة المركزية اإلدارية المتمثلة في عدم التركيز‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬صالحيات الوالي المنتدب بصفته ممثال للدولة‬

‫يقع على الوالي المنتدب واجب حفظ النظام العام كما تدرج له مهام تتعلق بمجال تنفيذ القوانين و‬
‫التنظيمات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬في مجال حفظ النظام العام‬

‫يتلقى الوالي المنتدب العون من مصالح أمن المقاطعة اإلدارية و ذلك من أجل ضمان استتباب‬
‫األمن العمومي على مستوى المقاطعة اإلدارية و حفظ النظام العام(‪ ،)1‬و قد منحت له في هذا المجال سلطة‬
‫االقتراح على والي الوالية اإلجراءات الالزمة للقيام بهذه المهمة‪ ،‬حيث يعمل على تكريس أهداف الضبط‬
‫اإلداري بشعور األ فراد باألمن على أنفسهم و ممتلكاتهم و أهم ما يتعلق بها هي حماية الصحة العمومية و‬
‫ضمان السكينة العامة عن طريق تطبيق شروط النظافة المختلفة في األماكن العامة و الشوارع(‪ ،)2‬و ضمان‬
‫توفر المأكوالت و المياه الصالحة للشرب على معايير النظافة و أخذ االحتياطات الالزمة لمنع اإلصابة‬
‫باألمراض المعدية و األوبئة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬في مجال تنفيذ القوانين و التنظيمات‬

‫و تندرج في تكليف الوالي المنتدب و بإشراف من الوالي العمل على تنفيذ القوانين و التنظيمات التي‬
‫(‪)3‬‬
‫يكون مصدرها السلطات اإلدارية المركزية و الوالية و مداوالت المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬صالحيات الوالي المنتدب بصفته ممثال للمقاطعة اإلدارية‬

‫تندرج ضمن هذه الصالحيات مهمة ترؤس إدارة المقاطعة اإلدارية كما يتولى مهمة التنسيق و‬
‫الرقابة‪.‬‬

‫(‪.)1‬المادة ‪ 06‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.140-15‬‬


‫(‪.)2‬آمال قصير‪ ،‬النظام القانوني للوالي المنتدب على مستوى المقاطعة اإلدارية في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و السياسية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،03‬جامعة باتنة‪ ،01‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪.2018‬‬
‫(‪.)3‬المادة ‪ 05‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.140-15‬‬

‫‪72‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫أوال‪ :‬ترؤس إدارة المقاطعة اإلدارية‬

‫في سبيل ممارسة الوالي المنتدب لمهامه‪ ،‬يتمتع بكامل ما يتعلق بالسلطة الرئاسية في نطاق‬
‫المقاطعة اإلدارية و ذلك كله من أجل ضمان سير المنظومة اإلدارية بصورة حسنة داخل المقاطعة اإلدارية‪،‬‬
‫و لقيامه بذلك زود بإدارة تضم أمانة عامة و ديوان و مديرية منتدبة للتنظيم و الشؤون العامة و اإلدارة‬
‫المحلية‪.‬‬

‫و يوجد على مستوى المقاطعة اإلدارية عدة هيئات للمساعدة على تسييرها تتمثل في هياكل اإلدارة‬
‫العامة و المديريات المنتدبة‪ ،‬و هيئة تنفيذية هي مجلس المقاطعة اإلدارية الذي يوضع تحت سلطة الوالي‬
‫المنتدب و ضمن تشكيلته نجد المديرين التنفيذيين الخاضعين للمقاطعة اإلدارية‪ ،‬و يتمتع الوالي المنتدب‬
‫بجميع مظاهر السلطة الرئاسية فله سلطة توجيه و إسداء التعليمات لمرؤوسيه‪ ،‬أي سلطة على أعمالهم‪ ،‬كما‬
‫(‪)1‬‬
‫يملك سلطة على شخصهم تتمثل في تعيينهم و تثبيتهم و ترقيتهم و نقلهم و كذلك تأديبهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التنسيق و الرقابة‬

‫حيث يعتبر مجلس المقاطعة اإلدارية الحيز الذي يمثل مجال التشاور و العمل على تنظيم عمل‬
‫مصالح الدولة في المقاطعة اإلدارية فيما يتعلق بتنفيذ ق اررات مجلس الوالية‪ ،‬و يقع على عاتق أعضائه مهمة‬
‫إخطار الوالي المنتدب بكل ما يندرج من معلومات و تقارير و إحصائيات تعد الزمة لقيام المجلس‬
‫(‪)2‬‬
‫بمهامه‪.‬‬

‫و يضطلع الوالي المنتدب بمهمة القيام على السير الحسن ألعمال مجلس المقاطعة اإلدارية بصفته‬
‫(‪)3‬‬
‫ممثال للوالي‪ ،‬كما يتمتع رؤساء المجالس الشعبية البلدية المعنية برأي استشاري في هذا الشأن‪.‬‬

‫كم ا يتولى الوالي المنتدب أيضا مهمة اإلشراف على تنظيم نشاط مصالح و أجهزة الدولة و مراقبتها‬
‫بانتظام‪ ،‬فمن جهة يراقب كيفية أداء المديرين المنتدبين لمهامهم و من جهة أخرى يعمل على ضمان حسن‬
‫تنفيذ القوانين و التنظيمات السارية بالدولة و متابعة مختلف أنشطة البلديات الخاضعة لسلطة المقاطعة‬
‫(‪)4‬‬
‫اإلدارية‪ ،‬و يمارس هذه المهام كلها تحت سلطة و إشراف الوالي‪.‬‬

‫(‪.)1‬آمال قصير‪ ،‬النظام القانوني للوالي المنتدب على مستوى المقاطعة اإلدارية في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪.)2‬آمال قصير‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪.)3‬الفقرة الثانية و الثالثة من المادة ‪ 10‬من المرسوم الرئاسي ‪.140-15‬‬
‫(‪.)4‬آمال قصير‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬

‫خالصة الفصل الثاني‬

‫إن قيام و تطبيق فكرة عدم التركيز اإلداري يتحقق عن طريق الهيئات المتواجدة على مستوى األقاليم‬
‫سواء الوالية من خالل الوالي الذي في ظل صالحياته بصفته ممثال للدولة يعتبر تجسيدا حقيقيا لعدم التركيز‬
‫اإلداري و هناك أجهزة على مستوى الوالية تساعده في هذه المهمة أو المديريات التنفيذية التي تعتبر أمتدادا‬
‫للو ازرات و تتلقى التفويض من هذه األخيرة‪.‬‬

‫كما أن الدائرة المتواجدة ضمن إقليم الوالية و تابعة لها و رغم أن هذه األخيرة تعتبر من الهيئات‬
‫الالمركزية إال أن الدائرة التي يسيرها رئيس الدائرة تعتبر هيئة عدم تركيز إداري‪ ،‬و ما يؤكد ذلك عدم توفرها‬
‫على المجالس المنتخبة و غياب التمثيل الديمقراطي بها و التي من ضمن مصالحها اإلدارية التي تساعد‬
‫رئيس الدائرة في تنفيذ مهامه األمانة العامة التي يتوالها الكاتبة العام و المكاتب‪.‬‬

‫و من ضمن تطبيقات عدم التركيز اإلداري في الجزائر نجد مفهوم مستحدث هو المقاطعات اإلدارية‬
‫التي يتوالها الوالي المنتدب و يرأسها يتمتع بصالحيات تكرس و تؤكد على صفة هذه الهيئة كفكرة لعدم‬
‫التركيز اإلداري‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫خاتمة‬
‫الخاتمة‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬

‫الخاتمة‬
‫مما سبق يتضح أن عدم التركيز اإلداري أصبح ضرورة فرضتها مقتضيات العمل اإلداري‪ ،‬حيث‬
‫أصبح ال بد منها نظ ار لصعوبة بل استحالة االستمرار في انتهاج الصورة األولى (التركيز اإلداري)‪ ،‬و قد‬
‫أثبتت فعاليتها و مكنت من تحقيق السرعة في انجاز العمل اإلداري و عليه يمكن استخالص النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬في ظل قانون اإلجراءات المدنية السابق‪ ،‬كانت تثار عدة منازعات بشأن صاحب االختصاص‬
‫بالنظر في منازعات المصالح الخارجية‪ ،‬حيث تضاربت اآلراء في الفقه و القضاء و جاءت واضحة‬
‫في القانون‪ ،‬إال أن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية الجديد جاء حاسما و أعطى االختصاص‬
‫للمحاكم اإلدارية‪ ،‬لكنه لم يمنح المصالح الخارجية صفة التقاضي‪ ،‬مما يؤكد على بقاء الغموض و‬
‫عدم الفصل بشأنها في القانون الجديد‪.‬‬
‫‪ -‬إن عدم التركيز اإلداري من شأنه خلق قيادات من الدرجة الثانية‪ ،‬حيث منح المرؤوسين سلطة اتخاذ‬
‫القرار دون الرجوع إلى الرئيس‪ ،‬و من شأن ذلك تكوينهم و تدريبهم لتقلد المناصب القيادية في‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬إن المقاطعات اإلدارية التي جاء بها المرسوم الرئاسي ‪ 328/19‬لم يتم تجسيدها على أرض الواقع‬
‫نظ ار لغياب االعتمادات المالية بسبب األزمة التي تمر بها البالد‪ ،‬حيث اعتبر إنشاء المقاطعات‬
‫اإلدارية خطوة مناسبة في الوقت الغير مناسب‪.‬‬
‫‪ -‬إن عدم التركيز اإلداري يتحقق من خالل منح ممثلي السلطة المركزية سواء في العاصمة أو األقاليم‬
‫سلطة البت النهائي في بعض األمور دون الرجوع إلى السلطة المركزية في العاصمة بعد أن كانت‪،‬‬
‫في ظل التركيز اإلداري‪ ،‬تقتصر سلطة إصدار الق اررات على السلطة المركزية وحدها‪ ،‬إذ على‬
‫ممثلي األق اليم تقديم اقتراحات إلى الوزير و انتظاره حتى يقرر‪ ،‬أي هو الوحيد الذي له هذه‬
‫الصالحية‪ ،‬و الذي ينجم عنه تعطل مصالح المواطنين و البطء في إنجاز المعامالت اإلدارية‪ ،‬فعدم‬
‫التركيز اإلداري قضى على هذه اإلشكاالت و حسن صورة سير الوحدات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬إن عدم التركيز اإلداري يتحقق عن طريق التفويض (تفويض االختصاص‪ ،‬تفويض التوقيع) أي أن‬
‫الوزير فوض بعض اختصاصاته إلى مرؤوسيه لينظروا فيها بصفة نهائية دون الرجوع إليه‪.‬‬
‫‪ -‬إن عدم التركيز اإلداري قرب اإلدارة من المواطن حيث في الماضي كان يجب على المواطنين‬
‫لقضاء مصالحهم الذهاب إلى العاصمة ألن القرار مركز هناك و خاص بها وحدها‪ ،‬فاللجوء إلى هذه‬
‫الصورة مكن المواطنين من تجنب اإلجراءات الطويلة و الشاقة‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الخاتمة‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫‪ -‬إن تجسيد هذه الصورة ال يعني إضعاف السلطة المركزية ألن المرؤوسين يبقون خاضعين للسلم‬
‫اإلداري و السلطة الرئاسية‪ ،‬فكل ما يقوم به المرؤوسون من أعمال يملك الرئيس حق الرقابة عليها‬
‫سواء السابقة من خالل سلطة التوجيه أو الالحقة بعد إنجاز العمل من خالل تصديقه أو تعديله أو‬
‫إلغائه‪ ،‬كما يملك سلطة على شخصهم فله سلطة نقلهم و تأديبهم‪.‬‬

‫‪ -‬إن تطبيق عدم التركيز اإلداري في الواقع يظهر من خالل الهيئات المتواجدة على مستوى األقاليم‬
‫التي تعتبر مظه ار للسلطة المركزية على مستوى هذه األخيرة و الممثلة لها و تتمثل في الوالية و‬
‫الدائرة‪ ،‬فالوالية تشكل مظه ار لعدم التركيز من خالل الوالي بصفته ممثال للدولة و المديريات التنفيذية‬
‫المتواجدة على مستوى الوالية و الدائرة تجسد عدم التركيز من خالل رئيس الدائرة بصفته ممثال‬
‫للدولة‪.‬‬

‫‪ -‬إن هيئات عدم التركيز اإلداري يعاني بعضها من انعدام النصوص القانونية التي تنظمها‪ ،‬حيث نجد‬
‫أن الدائرة رغم وجودها المادي فهي ال تتمتع بوجود قانوني‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن هيئات عدم التركيز اإلداري تعاني من مشكل و هو حرمانها من أهلية التقاضي‪.‬‬

‫‪ -‬استئثار السلطة المركزية وحدها بصالحية منح االختصاصات لممثليها يجعلها تمنحهم صالحية أخذ‬
‫بعض الق اررات في المجاالت التافهة و غير المهمة و احتفاظها بالمجاالت الهامة و هو ما يشكل‬
‫نقطة ضعف لهيئات عدم التركيز اإلداري‪.‬‬

‫و عليه نقوم بتقديم االقتراحات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬منح هذه الهيئات خاصة الدائرة نص قانوني ينظمها و هو ما من شأنه جعل أساس قانونيلها‪.‬‬

‫‪ -‬تزويد هذه الهيئات بصالحية التقاضي و ذلك تخفيفا على الوالية ( الوالي) و جعله هو الممثل لهذه‬
‫الهيئات‪ ،‬و هو ما من شأنه تسهيل اإلجراءات على المواطنين عند مقاضاة هذه الهيئات‪.‬‬

‫‪ -‬هذه الهيئات يجب أن تعزز بإدارة المركزية التي تتجسد في التمثيل الديمقراطي و جعلهما مترافقان‬
‫يسريان معا ألن كليهما يتعلق بتقريب اإلدارة من المواطن‪.‬‬

‫‪ -‬فيما يتعلق بالمديريات التنفيذية فمن األفضل زيادة فروعها و تعميمها على أكبر عدد ممكن من‬
‫البلديات حتى يتمكن المواطنون من تحقيق حاجياتهم بصورة أفضل‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الخاتمة‬ ‫عدم التركيز اإلداري و تطبيقاتها في الجزائر‬
‫‪ -‬التقليل و التخفيف من حدة المركزية اإلدارية بمنح هيئات عدم التركيز صالحيات أكبر‪.‬‬

‫‪ -‬بالنسبة للمصالح الخارجية يجب محاولة إدماج بعض المصالح عن طريق دمج الو ازرات التي تهدف‬
‫إلى مصالح واحدة من أجل تخفيف حدة النفقات الملقاة على عاتق الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة صدور نص يمنح المصالح الخارجية للدولة صفة التقاضي‪.‬‬

‫‪ -‬التخفيف من حدة السلطة الرئاسية‪ ،‬حيث بمقارنتها بالوصاية اإلدارية التي تعتبر خفيفة‪ ،‬نجدها‬
‫صارمة بشكل كبير و هو ما يعني تمتع المرؤوسين بقدر من الحرية و منحهم حرية أكبر حتى‬
‫يستطيعوا اإلبداع أكثر‪.‬‬

‫‪ -‬من ح الكفاءات و المتمتعين بمستويات تأهيلية عالية فرصة االستفادة من مناصب أعلى لرفع‬
‫معنوياتهم وتحسين وتيرة العمل اإلداري و تحفيزهم على العطاء أكثر‪.‬‬

‫‪ -‬تزويد هيئات عدم التركيز بميزانيات أكبر حتى تستطيع تحقيق األهداف المتعلقة بعملها‪ ،‬حيث عند‬
‫مقارنة البلدية و الدائرة نجد أن البلدية تتمتع بميزانية كبيرة مقارنة بالدائرة التي تكون تابعة لميزانية‬
‫الوالية و ال تتمتع بميزانية مستقلة‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة عمل هيئات عدم التركيز اإلداري بمخططات تعمل على إنعاش خزينة الدولة و عدم‬
‫اعتمادها كلية على تمويل الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬العمل على تجسيد المقاطعات اإلدارية في أقرب وقت ممكن لتحقيق سير أفضل لإلدارة و تقريبها‬
‫من المواطن‪.‬‬

‫إن هيئات عدم التركيز اإلداري تمكنت من القضاء على مختلف مساوئ الصورة األولى للمركزية‬
‫اإلدارية المتمثلة في التركيز اإلداري التي أصبحت مستحيلة التطبيق نظ ار التساع الدولة و زيادة طلبات‬
‫األفراد‪ ،‬كما أن هذه الهيئات – مقارنة بالصورة األولى – حققت السرعة و قضت على الروتين اإلداري‪ ،‬و‬
‫فيما يتعلق بمنازعاتها فقد حددت المادة ‪ 801‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية أن المحاكم اإلدارية‬
‫تختص بالنظر فيها‪ ،‬كما تم القضاء على االختالف الموجود بشأن تمثيلها أمام القضاء‪ ،‬حيث تم اعتبارها ال‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية و يجب مقاضاة الو ازرة بصفتها تابعة للدولة التي تتمتع بالشخصية المعنوية و‬
‫يكون الوالي هو ممثلها القانوني‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫قائمة‬

‫المصادر‬
‫والمراجع‬
‫أوال‪ :‬المصادر‬

‫‪ .1‬الدساتير‬

‫‪ .1‬دستور ‪ ،1963‬الجريدة الرسمية لسنة ‪ ، 1963‬العدد ‪.64‬‬

‫‪ .2‬دستور ‪ ،1976‬األمر ‪ 97/76‬مؤرخ في ‪ ،1976/11/22‬الجريدة الرسمية لسنة ‪ ،1976‬العدد ‪.94‬‬

‫‪ .3‬دستور ‪ ،1989‬مرسوم رئاسي‪ 18/89‬مؤرخ في ‪ ،1989/03/01‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪.09‬‬

‫‪ .4‬دستور ‪ ،1996‬مرسوم رئاسي ‪ 438/96‬مؤرخ في ‪ ،1996/12/07‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪.76‬‬

‫‪ .5‬دستور تعديل ‪ ،2008‬قانون ‪ 19/08‬مؤرخ في ‪ ،2008/11/15‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪.63‬‬

‫‪ .6‬دستور سنة ‪ 1996‬المعدل و المتمم بالقانون ‪ 01-16‬المتضمن التعديل الدستوري الصادر في ‪06‬‬
‫مارس ‪ ،2016‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 14‬الصادرة في ‪ 07‬مارس ‪.2016‬‬

‫‪ .2‬القوانين و األوامر‬

‫‪ .1‬األمر ‪ 38-69‬المتضمن قانون الوالية الصادر في ‪ 22‬ماي ‪ ،1969‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 44‬الصادرة في‬
‫‪ 13‬ماي ‪.1969‬‬

‫‪ .2‬القانون ‪ 09-90‬الصادر في ‪ 07‬أفريل ‪ 1990‬المتعلق بالوالية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 15‬الصادرة في ‪11‬‬


‫أفريل ‪.1990‬‬

‫‪ .3‬قانون رقم ‪ 23-90‬المؤرخ في ‪ 18‬أوت ‪ 1990‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 154-66‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو‬
‫‪ 1966‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،36‬الصادرة بتاريخ ‪ 22‬أوت ‪ ،1990‬ص‬
‫‪.1149‬‬

‫‪ .4‬األمر ‪ 04/97‬المؤرخ في ‪ 11‬جانفي ‪ 1997‬المتعلق بالتصريح بالممتلكات‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 03‬الصادرة‬


‫في ‪12‬جانفي ‪1997‬‬

‫‪ .5‬األمر رقم ‪ 58/75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر‪ 1975‬تتضمن القانون المدني المعدل و المتمم بالقانون‬
‫‪ 10/05‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪2005‬‬

‫‪ .6‬القانون رقم ‪ 19/08‬المؤرخ في ‪15‬نوفمبر‪ ،2005‬تتضمن تعديل الدستور المؤرخ في ‪28‬نوفمبر‪،1996‬‬


‫الجريدة الرسمية رقم ‪ 63‬الصادرة في ‪16‬نوفمبر‪.2008‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ .7‬القانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ 2006‬المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫رقم ‪ 14‬الصادرة في ‪ 08‬مارس ‪ ،2006‬المعدل و المتمم بموجب القانون رقم‪ 15-11‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت‬
‫‪ ،2011‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 44‬الصادرة في ‪ 10‬أوت ‪.2011‬‬

‫‪ .8‬القانون ‪ 07-12‬الصادر في ‪ 21‬فيفري ‪ 2012‬المتعلق بقانون الوالية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 12‬الصادرة في‬
‫‪ 29‬فيفري ‪.2012‬‬

‫‪ .9‬القانون رقم ‪ 01-16‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ ،2016‬ج‪.‬ر عدد ‪ 14‬صادرة بتاريخ ‪ 07‬مارس‪2016‬‬

‫‪.3‬الق اررات‪:‬‬

‫‪ .1‬القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 03‬جانفي ‪ 1996‬يحدد صفة أعوان الجمارك غير قباض الجمارك المؤهلين‬
‫لتمثيل ادارة الجمارك أمام القضاء ج‪.‬ر‪32‬‬

‫‪ .2‬القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 1999‬يخول مديري التربية في الواليات لتمثيل وزير التربية الوطنية‬
‫في الدعاوى المرفوعة أمام العدالة ج ر ‪ 58‬المؤرخة في ‪ 25‬أوت ‪.1999‬‬

‫‪ .4‬المراسيم‬

‫‪ .1.4‬مراسيم رئاسية‪:‬‬

‫‪ .1‬المرسوم الرئاسي ‪ 82-81‬المؤرخ ‪ 02‬ماي ‪ 1981‬المتضمن إحداث وظيفة نوعية لكاتب عام في‬
‫الدائرة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 18‬الصادرة في ‪ 05‬ماي ‪1981‬‬

‫‪ .2‬المرسوم الرئاسي ‪ 240-99‬الصادر في ‪ 17‬أكتوبر ‪ 1999‬المتضمن التعيين في المناصب و الوظائف‬


‫العليا في اإلدارة المحلية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 76‬الصادرة في ‪ 31‬أكتوبر ‪.1999‬‬

‫‪ .3‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 140-15‬المؤرخ في ‪ 27‬ماي ‪ 2015‬المتضمن إحداث مقاطعات إدارية داخل‬
‫بعض الواليات و تحديد القواعد الخاصة المرتبطة بها‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،29‬الصادرة بتاريخ ‪ 31‬ماي ‪.2015‬‬

‫‪ .4‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 328-19‬المؤرخ في ‪ 08‬ديسمبر ‪ 2019‬يتمم بالملحق المتعلق بالمرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ 140-15‬المؤرخ في ‪ 27‬مايو ‪ 2015‬المتضمن إحداث مقاطعات إدارية داخل بعض الواليات و تحديد‬
‫القواعد الخاصة المرتبطة بها‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ .2.4‬مراسيم تنفيذية‪:‬‬

‫‪ .1‬المرسوم ‪ 31-82‬الصادر في ‪ 23‬جانفي ‪ 1982‬المتعلق بصالحيات رئيس الدائرة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪04‬‬
‫الصادرة في‪ 26‬جانفي ‪.1982‬‬

‫‪ .2‬مرسوم رقم ‪ 545-83‬المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪ 1983‬المتضمن تشكيل المجلس التنفيذي للوالية و‬


‫تنظيمه و عمله‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 40‬الصادرة في ‪ 27‬سبتمبر ‪.1983‬‬

‫‪ .3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،226-90‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو‪ 1990‬الذي يحدد حقوق العمال الذين يمارسون‬
‫وظائف عليا في الدولة و واجباتهم‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 31‬الصادرة في ‪ 28‬يوليو ‪.1990،‬‬

‫‪ .4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،228-90‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو ‪،1990‬المحدد لكيفيات منح المرتبات التي تطبق‬
‫على العمال الذين يمارسون وظائف عليا في الدولة‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ،229/90‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو‪ ،1990‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ ،31‬صادرة بتاريخ ‪ 28‬يوليو ‪.1990‬‬

‫‪ .5‬المرسوم التنفيذي ‪ 230-90‬الصادر في ‪ 25‬جويلية ‪ 1990‬المتعلق بتحديد أحكام القانون األساسي‬


‫الخاص بالمناصب و الوظائف العليا في اإلدارة المحلية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 31‬الصادرة في ‪ 28‬جويلية‬
‫‪.1990‬‬

‫‪ .6‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 04/94‬المؤرخ في ‪ 02‬يناير ‪ ،1994‬المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 228/90‬الذي يحدد حقوق العمال الذين يمارسون وظائف عليا في الدولة و واجباتهم‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد‬
‫أول‪ ،‬صادرة بتاريخ ‪ 02‬يناير ‪.1994‬‬

‫‪ .7‬المرسوم التنفيذي ‪ 215-94‬الصادر في ‪ 23‬جويلية ‪ 1994‬الذي يحدد أجهزة اإلدارة العامة في الوالية و‬
‫هياكلها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 48‬الصادرة في ‪27‬جويلية ‪.1994‬‬

‫‪ .8‬المرسوم التنفيذي ‪ 143-98‬المؤرخ في ‪ 10‬ماي ‪ 1998‬الذي يتضمن تأهيل موظفي إدارة البريد‬
‫والمواصالت لتمثيلها أمام العدالة ج ر ‪ 68‬المؤرخة في ‪ 13‬سبتمبر‪.1998‬‬

‫‪ .9‬المرسوم التنفيذي ‪ 276-98‬المؤرخ في ‪12‬ديسمبر‪ 1998‬يؤهل الموظفين لتمثيل اإلدارة المكلفة بالبيئة‬
‫أمام العدالة ‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 68‬المؤرخة في‪13‬سبتمبر ‪.1998‬‬

‫‪ .10‬المرسوم التنفيذي ‪ 334-04‬الصادر في ‪ 24‬أكتوبر ‪ 2004‬المحدد لشروط الحصول على المساكن‬


‫العمومية اإليجارية ذات الطابع االجتماعي‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 67‬الصادرة في ‪ 24‬أكتوبر ‪.2004‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ .11‬المرسوم التنفيذي ‪ 142-08‬الصادر في ‪ 11‬مايو ‪ 2008‬المحدد قواعد منح السكن العمومي اإليجاري‬
‫‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 24‬الصادرة في ‪ 11‬مايو ‪.2008‬‬

‫‪.12‬المرسوم التنفيذي رقم ‪141-15‬الصادر في ‪ 17‬ماي ‪ 2015‬المتضمن تنظيم المقاطعة اإلدارية و‬


‫سيرها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬رقم ‪ 29‬الصادرة بتاريخ ‪ 31‬ماي ‪.2015‬‬

‫‪ .17‬ثانيا‪ :‬المراجع‬

‫‪ .1‬الكتب‬

‫‪ .1‬بعلي (محمد الصغير)‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫عنابة‪2009 ،‬‬
‫‪ .2‬بعلي "محمد الصغير"‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون سنة‬
‫‪ .3‬بلحاج (صالح) ‪ ،‬المؤسسات السياسية و القانون الدستوري في الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2010‬‬
‫‪ .4‬بوحميدة (عطاء هللا) ‪ ،‬المصالح الخارجية‪ ،‬طبيعتها و وسائل الطعن في ق ارراتها‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‬
‫‪ .5‬بوضياف (عمار) ‪ ،‬شرح قانون الوالية الجزائري‪ ،‬دار الجسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪2012 ،‬‬
‫‪ .6‬بوضياف (عمار) ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار الجسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪ .7‬الدبس (عصام علي) ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،‬بدون بلد نشر‪،‬‬
‫بدون سنة‬
‫‪ .8‬ذنيبات (محمد جمال مطلق) ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬بدون سنة نشر‬
‫‪ .9‬راضي (مازن ليلو) ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪2005 ،‬‬
‫‪ .10‬شيحا (ابراهيم عبد العزيز) ‪ ،‬الوسيط في مبادئ و أحكام القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪1999 ،‬‬
‫‪ .11‬شيهوب (مسعود) ‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن‬
‫عكنون الجزائر ‪2013‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ .12‬الطهراوي (هاني علي) ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪،‬‬
‫بدون سنة نشر‬
‫‪ .13‬الطهراوي (هاني علي) ‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،‬عمان‪ ،‬بدون سنة‬
‫‪ .14‬الظاهر (خالد خليل) ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار المسيرة للنشر و‬
‫التوزيع و الطباعة‪ ،‬عمان ‪1998‬‬
‫‪ .15‬عبد الباسط (محمد فؤاد) ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون سنة‪،‬‬
‫‪ .16‬عبد الوهاب "محمد رفعت" ‪ ،‬مبادئ و أحكام القانون اإلداري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬بدون سنة نشر‬
‫‪ .17‬عشي (عالء الدين) ‪ ،‬مدخل للقانون اإلداري‪ ،‬دار الهدى للنشر‪ ،‬الجزائر ‪2012‬‬
‫‪ .18‬عوابدي (عمار) ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬طبعة ‪ ،5‬الجزائر‪2005‬‬
‫‪ .19‬كنعان (نواف) ‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫سنة ‪2000‬‬
‫‪ .20‬كوسة (فضيل) ‪ ،‬القرار اإلداري في ضوء قضاء مجلس الدولة‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع‪،‬‬
‫الجزائر ‪2013‬‬
‫‪ .21‬لباد (ناصر) ‪ ،‬األساسي في القانون اإلداري‪ ،‬دار المجدد للنشر و التوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،2‬الجزائر ‪2012‬‬
‫‪ .22‬لعبيدي (األزهر) ‪ ،‬استحداث مقاطعات إدارية في الجزائر في ظل انتهاج سياسة تقشفية خطوة مناسبة‬
‫في الوقت غير المناسب‪ ،‬دراسة تحليلية في ظل المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،15-140‬جامعة الشهيد حمة‬
‫لخضر‪ ،‬الوادي‬

‫‪ .2‬المجالت والدوريات‪:‬‬

‫‪ .1‬ابرادشة (فريد)‪" ،‬نظرية التنظيم اإلداري في الجزائر مبدأ السلطة الرئاسية بين النص و الممارسة"‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث و الدراسات القانونية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسة‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬العدد‪2020 ،2‬‬

‫‪ .2‬ابن خليفة (سميرة)‪" ،‬الطبيعة القانونية للمقاطعة اإلدارية في القانون الجزائري و عالقتها بالجماعات‬
‫المحلية"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و السياسية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر‬
‫‪2018‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ .3‬بن ترجا هللا (علي)‪" ،‬موقف القضاء اإلداري الجزائري من أهلية الدائرة في التقاضي"‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫القانونية و االجتماعية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬ص‪152‬‬

‫‪ .4‬رزيق (أميرة) ‪" ،‬تمثيل المصالح الخارجية للو ازرات أمام القضاء اإلداري في الجزائر"‪ ،‬مجلة الواحات‬
‫للبحوث والدراسات ‪ ،‬العدد‪ ، 1‬جامعة غرداية‪.2016 ،‬‬

‫‪ .5‬زعموم (حدة) ‪" ،‬المصالح غير الممركزة للدولة صفة التقاضي و التمثيل أمام القضاء"‪ ،‬المجلة الجزائرية‬
‫للقانون و العدالة‪ ،‬بدون عدد‪ ،‬مركز البحوث القانونية و القضائية‪ ،‬بدون سنة‪.‬‬

‫‪ .6‬سعود (امينة)‪" ،‬الدائرة في النظام الجزائري"‪ ،‬مجلة أبحاث‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جامعة األغواط‪،‬‬
‫ديسمبر ‪2018‬‬

‫‪ .7‬الشباطات (محمد علي) ‪ ،‬حامد (ميثاق قحطان)‪" ،‬الشروط القانونية لصحة التفويض في االختصاصات‬
‫اإلدارية"‪ ،‬مجلة دراسات و أبحاث‪ ،‬جامعة الشرق األوسط األردن‪ ،‬جامعة األنبار العراق‪ ،‬العدد ‪ ، 27‬جوان‬
‫‪2017‬‬

‫‪ .8‬عبيدة (نجاة) ‪ ،‬مولفرعة (نعيمة)‪" ،‬منازعات المصالح الخارجية للدولة ‪ :‬غموض وعدم استقرار" ‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬العدد ‪ 02‬جوان ‪ ، 2015‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عمار‬
‫ثليجي‪ ،‬االغواط‪.2015 ،‬‬

‫‪ .9‬قصير (آمال) ‪" ،‬النظام القانوني للوالي المنتدب على مستوى المقاطعة اإلدارية في الجزائر"‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫القانونية و السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،03‬جامعة باتنة‪ ،01‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪.2018‬‬

‫‪ .10‬لجلط (فواز)‪" ،‬واجب طاعة الرئيس و أثره على المسؤولية الجنائية للموظف"‪ ،‬مجلة الحقوق و العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬المجلد ‪ -9‬العدد ‪2،2016‬‬

‫‪ .11‬لصلج (نوال)‪" ،‬النظام القانوني للدائرة في الجزائر"‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية و‬
‫السياسية‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جامعة ‪ 20‬أوت ‪ ،1955‬سكيكدة‪ ،‬سبتمبر ‪2017‬‬

‫‪ .12‬مدوح (أحمد) ‪ ،‬نجيمي (عبد الرحمن) ‪ ،‬نجيمي (نعاس) ‪" ،‬المركزية اإلدارية و عالقتها باإلدارة العامة"‪،‬‬
‫مجلة الحقوق و العلوم اإلنسانية ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و العالقات الدولية‪ ،‬قسم العلوم السياسية و العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬كلية العلوم القانونية و اإلدارية‪ ،‬جامعة زيان عاشور بالجلفة‪ ،‬بدون عدد ‪ ،‬بدون سنة‬

‫‪85‬‬
‫‪ .3‬األطروحات والمذكرات‪:‬‬

‫‪ .1‬إبراهيم (داود) ‪ ،‬عالقة إدارة عدم التركيز باإلدارة الالمركزية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬

‫الجزائر‪ ،1‬ص ‪،2012/2011 ،96‬‬

‫‪ .2‬بلفتحي (عبد الهادي)‪ ،‬المركز القانوني للوالي في النظام اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة ‪2011‬‬

‫‪ .3‬ناصر(بدرية) ‪ ،‬نطاق السلطة الرئاسية في القانون اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون العام‪ ،‬معهد العلوم القانونية و اإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي الدكتور موالي الطاهر‪ ،‬سعيدة‪-2008 ،‬‬
‫‪.2009‬‬

‫‪86‬‬
‫فهــــــرس‬

‫‪1‬‬ ‫مقدم ــة‬


‫‪5‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري لعدم التركيز اإلداري‬
‫‪6‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬األساس النظري‬
‫‪6‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المركزية اإلدارية‬
‫‪6‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المركزية اإلدارية‬
‫‪6‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف المركزية اإلدارية‬
‫‪8‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬عناصر المركزية اإلدارية(أركانها)‬
‫‪8‬‬ ‫أوال‪ :‬تركيز السلطة‬
‫‪8‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نظام السلم اإلداري‬
‫‪8‬‬ ‫ثالثا‪ :‬السلطة الرئاسية‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تقدير المركزيةاإلدارية‬
‫‪9‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬مزايا المركزية اإلدارية‬
‫‪9‬‬ ‫أوال‪ :‬من الناحية السياسية‬
‫‪9‬‬ ‫ثانيا‪ :‬من الناحية اإلدارية‬
‫‪9‬‬ ‫ثالثا‪ :‬من الناحية االجتماعية‬
‫‪9‬‬ ‫رابعا‪ :‬من الناحية االقتصادية‬
‫‪10‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬عيوب المركزية اإلدارية‬
‫‪10‬‬ ‫أوال‪ :‬المركزية تؤدي إلى تركيز السلطة وإهمال الوزراء للشؤون الهامة‬
‫‪10‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عدم تناسبها مع إدارة جميع المرافق‬
‫‪10‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تعارضها مع طريقة التسيير الديمقراطي‬
‫‪10‬‬ ‫رابعا‪ :‬المركزية تؤدي إلى عرقلة العمل اإلداري‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم عدم التركيز اإلداري‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ظروف نشأة عدم التركيز اإلداري‬
‫‪11‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬تحقيق العدالة‬
‫‪11‬‬ ‫الفقرةالثانية‪ :‬القضاء على التعقيدات اإلدارية‬
‫‪11‬‬ ‫الفقرة الثالثة ‪ :‬تخفيف العبء عن الوزير‬
‫‪12‬‬ ‫الفقرة الرابعة ‪ :‬القضاء على روح اإلبداع لدى المرؤوسين‬
‫‪12‬‬ ‫الفقرة الخامسة ‪ :‬ضياع حقوق سكان األقاليم‬
‫‪87‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف عدم التركيز اإلداري‬
‫‪12‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬أهم التسميات‬
‫‪12‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬معنى عدم التركيز اإلداري‬
‫‪15‬‬ ‫الفقرة الثالثة‪ :‬أقسام عدم التركيز اإلداري‬
‫‪15‬‬ ‫أوال‪:‬داخليا‬
‫‪15‬‬ ‫ثانيا‪:‬خارجيا‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص عدم التركيز اإلداري‬
‫‪15‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬تقليل األعباء عن السلطة المركزية‬
‫‪15‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬القضاء على مثالب الصورة األولى للمركزية اإلدارية "التركيز اإلداري"‬
‫‪16‬‬ ‫الفقرة الثالثة‪ :‬الحفاظ على وحدة الجهاز اإلداري واإلبقاء على السلطة الرئاسية‬
‫‪16‬‬ ‫الفقرة الرابعة‪ :‬تحسين مستوى الخدمات‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬مزايا عدم التركيز اإلداري‬
‫‪16‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬تخفيف العبء عن الوزير‬
‫‪16‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬تفرغ السلطة المركزية للمسائل الجوهرية‬
‫‪17‬‬ ‫الفقرة الثالثة‪:‬إسناد المهام لألقدر على تأديتها بصورة أفضل‬
‫‪17‬‬ ‫الفقرة الرابعة‪:‬إعداد كفاءات من الدرجة الثانية‬
‫‪17‬‬ ‫الفقرة الخامسة‪ :‬عدم المساس بوحدة الجهاز اإلداري وتماسكه‬
‫‪17‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬األساس القانوني‬
‫‪17‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬السلطة الرئاسية‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المقصود بالسلطة الرئاسية‬
‫‪18‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف السلطة الرئاسية‬
‫‪20‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص السلطة الرئاسية‬
‫‪20‬‬ ‫أوال ‪ :‬السلطة الرئاسية سلطة شاملة‬
‫‪20‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬السلطة الرئاسية سلطة مفترضة‬
‫‪20‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬السلطة الرئاسية سلطة داخلية‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني لفكرة السلطة الرئاسية‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬مظاهر السلطة الرئاسية‬
‫‪23‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬سلطة الرئيس على شخص المرؤوس‬
‫‪23‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬سلطات الرئيس على أعمال مرؤوسيه‬
‫‪24‬‬ ‫أوال‪ :‬سلطة التوجيه‬
‫‪88‬‬
‫‪27‬‬ ‫ثانيا‪ :‬سلطة الرقابة و التعقيب‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التفويض اإلداري‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لفكرة التفويض اإلداري‬
‫‪30‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف التفويض اإلداري‬
‫‪30‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط التفويض‬
‫‪31‬‬ ‫أوال‪ :‬وجود نص يجيز التفويض‬
‫‪31‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التفويض يجب أن يكون جزئيا‬
‫‪31‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أن يكون التفويض مؤقتا‬
‫‪31‬‬ ‫رابعا‪ :‬المسؤولية‬
‫‪31‬‬ ‫خامسا‪ :‬عدم تفويض االختصاصات المفوضة‬
‫‪31‬‬ ‫الفقرة الثالثة‪ :‬أنواع التفويض‬
‫‪32‬‬ ‫أوال‪ :‬تفويض االختصاص أو السلطة‬
‫‪32‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تفويض التوقيع‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز التفويض عن األنظمة المشابهة‬
‫‪32‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬التمييز بين التفويض اإلداري و الوكالة‬
‫‪33‬‬ ‫أوال أوجه التشابه‬
‫‪33‬‬ ‫ثانيا أوجه االختالف‬
‫‪34‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬التمييز بين التفويض اإلداري و الحلول‬
‫‪34‬‬ ‫أوال أوجه التشابه‬
‫‪35‬‬ ‫ثانيا أوجه االختالف‬
‫‪35‬‬ ‫الفقرة الثالثة‪ :‬التمييز بين التفويض اإلداري و اإلنابة‬
‫‪35‬‬ ‫أوال أوجه التشابه‬
‫‪35‬‬ ‫ثانيا أوجه االختالف‬
‫‪37‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪39‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار التطبيقي لعدم التركيز اإلداري‬
‫‪40‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المصالح الغير ممركزة للدولة و الدائرة كمظهر من مظاهر عدم التركيز‬
‫‪40‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المصالح الغير ممركزة للدولة‬
‫اإلداري‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المصالح الخارجية للو ازرة‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬منازعات المصالح الخارجية للو ازرة‬
‫‪40‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬منازعات المصالح الخارجية قبل صدور القانون ‪09-08‬‬
‫‪89‬‬
‫‪41‬‬ ‫أوال‪ :‬على مستوى الفقه‬
‫‪41‬‬ ‫ثانيا‪ :‬على المستوى القانوني‬
‫‪43‬‬ ‫ثالثا‪ :‬على مستوى القضاء‬
‫‪45‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪:‬منازعات المصالح الخارجية بعد صدور القانون ‪09-08‬‬
‫‪46‬‬ ‫أوال ‪ :‬غياب اإلطار القانوني المؤهل لمقاضاة المصالح الخارجية‬
‫‪47‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬اختالف االجتهادات الفقهية والقضائية بخصوص نص المادة ‪801‬‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الدائرة كمظهر من مظاهر عدم التركيز اإلداري‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلطار القانوني للدائرة‬
‫‪49‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الدائرة‬
‫‪51‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬الدائرة بين الهيئات اإلدارية المركزية والالمركزية‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬تنظيم الدائرة في الجزائر‬
‫‪53‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬رئيس الدائرة‬
‫‪53‬‬ ‫أوال‪ :‬تصنيف منصب رئيس الدائرة‬
‫‪53‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الشروط المطلوبة لتعيين رئيس الدائرة‬
‫‪54‬‬ ‫ثالثا‪ :‬حقوق وواجبات رئيس الدائرة‬
‫‪57‬‬ ‫رابعا‪ :‬صالحيات رئيس الدائرة باعتباره كممثل الدولة مساعدا للوالي‬
‫‪58‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬المصالح اإلدارية و التقنية المرتبطة برئيس الدائرة‬
‫‪58‬‬ ‫أوال‪ :‬المصالح اإلدارية المرتبطة برئيس الدائرة‬
‫‪59‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المصالح التقنية المرتبطة برئيس الدائرة‬
‫‪60‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الوالي و المقاطعات اإلدارية(الواليات المنتدبة)كتجسيد لعدم التركيز اإلداري‬
‫‪60‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬الوالي‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف‬
‫‪60‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬لغة‬
‫‪60‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬اصطالحا‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التعيين و إنهاء المهام‬
‫‪61‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬التعيين‬
‫‪61‬‬ ‫أوال‪ :‬الدستور‬
‫‪61‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المراسيم الرئاسية‬
‫‪62‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المراسيم التنفيذية‬
‫‪63‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬إنهاء المهام‬
‫‪90‬‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬صالحيات الوالي بصفته ممثال للدولة (مظهر لعدم التركيز اإلداري)‬
‫‪64‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬في مجال التمثيل‬
‫‪65‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬في مجال التنفيذ‬
‫‪66‬‬ ‫أوال‪ :‬القوانين واألوامر‬
‫‪66‬‬ ‫ثانيا‪:‬التنظيمات‬
‫‪66‬‬ ‫الفقرة الثالثة‪ :‬في مجال الضبط اإلداري‬
‫‪66‬‬ ‫أوال‪ :‬الحفاظ على األمن والسكينة العمومية‬
‫‪67‬‬ ‫ثانيا‪:‬الحفاظ على الصحة العامة والحماية المدنية‬
‫‪68‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المقاطعة اإلدارية‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للمقاطعات اإلدارية‬
‫‪68‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬إنشاء المقاطعات اإلدارية‬
‫‪69‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬تعريف المقاطعات اإلدارية‬
‫‪70‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬هياكل المقاطعات اإلدارية و كيفية تسييرها‬
‫‪70‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬اإلدارة العامة للمقاطعة اإلدارية‬
‫‪71‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬المديريات المنتدبة‬
‫‪71‬‬ ‫الفقرة الثالثة‪ :‬مجلس المقاطعة اإلدارية‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬صالحيات الوالي المنتدب‬
‫‪72‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬صالحيات الوالي المنتدب بصفته ممثال للدولة‬
‫‪72‬‬ ‫أوال‪ :‬في مجال حفظ النظام العام‬
‫‪72‬‬ ‫ثانيا‪ :‬في مجال تنفيذ القوانين و التنظيمات‬
‫‪72‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬صالحيات الوالي المنتدب بصفته ممثال للمقاطعة اإلدارية‬
‫‪73‬‬ ‫أوال‪ :‬ترؤس إدارة المقاطعة اإلدارية‬
‫‪73‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التنسيق و الرقابة‬
‫‪74‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪76‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪80‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪87‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪91‬‬
‫ملخص المذكرة‬

‫ و هي في‬،‫إن المركزية اإلدارية تعتمد على حصر و تركيز الوظيفة اإلدارية في يد الوزير وحده‬
‫بداية ظهورها كانت ممثلة في صورتها األولى المتعلقة بالتركيز اإلداري الذي يعتمد على تركيز الوظيفة‬
.‫اإلدارية في كلياتها و جزئياتها في يد الوزير منفردا في ظل الدولة الحارسة‬

‫إن التطور الذي حدث للدولة و تحولها من دولة حارسة إلى دولة متدخلة فرض عليها اللجوء إلى‬
‫عدم التركيز اإلداري تخفيفا للعبء الملقى على عاتق السلطة المركزية و عدم تمكنها من النظر في كل‬
‫ فتم منح ممثلي هذه األخيرة صالحية البت النهائي في بعض األمور دون العودة إليها و ذلك‬،‫صغيرة و كبيرة‬
‫ حيث يقوم الرئيس بتفويض بعض صالحياته لمرؤوسيه إما بتفويض االختصاص أو‬،‫عن طريق التفويض‬
‫ فهم يبقون تحت حكم السلطة‬،‫بتفويض التوقيع لكن دون استقالل هؤالء الممثلين عن السلطة المركزية‬
.‫الرئاسية التي يتمتع بها الرئيس تجاه المرؤوس‬

‫و فكرة عدم التركيز اإلداري تجد تطبيقاتها في الهيئات التي تعتبر تجسيدا لها من خالل الوالي‬
‫ إضافة للدائرة و المقاطعات‬،‫بصفته ممثال للدولة و المصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية‬
‫اإلدارية حيث تعتبر األولى تجسيدا لعدم التركيز اإلداري من خالل رئيس الدائرة و الثانية تم اعتبارها عند‬
.‫استحداثها امتدادا لعدم التركيز اإلداري‬

Abstract
The administrative centralization depends on restricting and concentrating
the administrative function in the hands of the minister alone. At the beginning of
its appearance, it was represented in its first image related to the administrative
focus, which depends on the concentration of the administrative function in its
whole and its parts in the hands of the minister as an individual under the rule of
the guardian state.

However; the development that occurred to the country, and its


transformation from a guardian country into an interfering one, imposed the resort
to the non-administrative focus in order to reduce the burden on the central
authority, especially because of its inability to consider every small case. So the
representatives of the latter ( the central authority ) were given the power to decide
on some matters without consulting it, through delegation. Here, the president
delegates some of his powers to his subordinates, either by delegating jurisdiction
or delegating the signature. Yet; these representatives do not become independent
from the central authority; they remain under the rule of the presidential authority
that the president has on the subordinate.
This idea of non-administrative focus finds its applications in the
administrative bodies that are considered as its embodiment through, for example,
the governor of the state ( the wali ) as the representative of the country and its
decentralized interests at the state level; in addition to the sub-prefecture which is
considered as the embodiment of non- administrative focus represented by the head
of the department, and the administrative districts which were created as an
extension of the non administrative focus too.

You might also like