Professional Documents
Culture Documents
Sam 3 Oun
Sam 3 Oun
جلنة املناقشة
األستاذ :سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعيدي الشـ ـ ـ ــيخ ...................................رئيسا
من اجل لك اثنية و حلظة يف حياته كرسها ألجل راحيت و سعاديت و جنايح
أأتقدم ابلشكر و الامتنان و العرفان العظمي اىل ا ألس تاذ املرشف بن امحد احلاج اذلي
رشيف بقبوهل و ارشافه عىل مذكريت أأسأأل هللا أأن جيزيه خري اجلزاء
العمل هذا مناقشة لقبوهلم املناقشة جلنة ألعضاء امتناين و بشكري أأتقدم كام
مـــــقدمــــــــة:
و يعد النظام اإلداري الالمركزي أساسا متينا تقوم عليه الديمقراطيات الحديثة
و نظاما إداريا لتسيير شؤون الدول ال يستغنى عنه ،و أضحت الالمركزية معيارا
مهما من معايير قياس الحكم الراشد في أي دولة ،ففي عصر العولمة و ما حملته
من مفاهيم أصبحت المركزية مرادفا للحكم الشمولي و ديكتاتورية الحكم . 2
كما أن الشعوب التي أضحت واعية سياسيا من خالل التعددية الحزبية
و انتشار وسائل اإلعالم و االتصال ،صار لزاما أن تتنازل األنظمة عن تسيير
الشؤون المحلية على األقل لهيئات يعهد للمواطنين اختيارها بحرية كأسلوب
للمشاركة في تسيير شؤونهم و يتمثل ذلك في المجالس المحلية المنتخبة عموما .
يستند النظام اإلداري الالمركزي على أساس تفتيت و توزيع سلطات الوظيفة
اإلدارية في الدولة بين اإلدارة المركزية من جهة و بين هيئات ووحدات إدارية
أخرى مستقلة و متخصصة على أساس إقليمي جغرافي من ناحية وعلى أساس فني
موضوعي من ناحية أخرى ،3مع وجود رقابة وصائية إدارية على هذه الوحدات
1عمار عوابدي ،القانون اإلداري (النظام اإلداري) ،الجزء األول ،الطبعة الثالثة ،ديوان المطبوعات الجامعية
،الجزائر ، 5002 ،ص . 542
2سي يوسف احمد ،تحوالت الالمركزية في الجزائر حصيلة و آفاق ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون
فرع تحوالت الدولة ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ، 5002 ،ص .02
3عمار عوابدي ،المرجع نفسه ،ص .522
1
مقدمــــــــــــــة
1
و بين و الهيئات الالمركزية لضمان إحترام السياسة العامة و الخطط الوطنية
عملية تنفيذها و انجازها و بناءا عليه تستند الالمركزية على أركان متماسكة
و مترابطة تتمثل في :2
-اإلعتراف بوجود مصالح محلية متميزة عن المصالح الوطنية.
-إنشاء أجهزة محلية منتخبة و مستقلة إلدارة و تولي تلك المصالح .
-خضوع تلك األجهزة لدى قيامها بتلك المصالح لرقابة اإلدارة المركزية .
و قد تبنت الجزائر العمل بنظام الالمركزية اإلدارية و عملت على خلق ما
يسمى بإدارة محلية تهتم بتسيير الشؤون المحلية ،التي تعتبر من مظاهر الدولة
الحديثة و شغلت البلدية مجاال هاما كقاعدة للتنظيم اإلداري الالمركزي ،وألن
البلدية تشكل التعبير عن الديمقراطية وبما أننا نستطيع الحكم عن بعد لكننا ال نستطيع
التسيير إال عن قرب ،فإن الالمركزية ممثلة بالبلدية تبدو لنا الجواب األحسن للتمثيل
الديمقراطي الفعال.
ولقد أرسى الدستور الجزائري لسنة 0221المؤرخ في 07ديسمبر 1996
المعدل ،قاعدة التنظيم اإلداري الالمركزي اإلقليمي و اعتبر البلدية قاعدة
الالمركزية في المادة 15منه بقولها "الجماعات اإلقليمية للدولة هي البلدية
والوالية ،البلدية هي الجماعة القاعدية" و خصها بقانون يحدد هيئاتها وأساليب
تشكيلها واختصاصاتها وعالقتها بالسلطة المركزية ،و وصفها في المادة األولى من
قانون البلدية 00-00المؤرخ في 55يونيو 5000بأنها جماعة إقليمية قاعدية في
الدولة.
لقد مرت البلدية بالعديد من المراحل و التعديالت التي شملت نصوصها
القانونية بد ًءا من المرحلة االنتقالية 0211-0215إلى القانون 00-20المؤرخ في
01ابريل 0220المتعلق بالبلدية ،الذي جاء في ظل مرحلة تميزت بتوجهات
1دمحم رفعت عبد الوهاب ،القانون اإلداري (طبيعة القانون اإلداري ،التنظيم اإلداري ،الموظفون العموميون ،
أموال اإلدارة العامة) ،الجزء األول ،بدون طبعة ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،5002 ،ص
.500
2دمحم الصغير بعلي ،اإلدارة المحلية الجزائرية ،بدون طبعة ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة ،الجزائر،
،5002ص .50
2
مقدمــــــــــــــة
1عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،الطبعة األولى ،جسور للنشر و التوزيع ،الجزائر ،5005 ،ص .002
3
مقدمــــــــــــــة
هل ساهم التنظيم اإلداري البلدي في ترقية الممارسة الديمقراطية ،وتحسين عالقة
اإلدارة بالمواطن ؟ و ما هي أهم الصالحيات التي منحها القانون للمجلس الشعبي
البلدي و لرئيسه ؟
و ألن المجالس الشعبية البلدية هي األكثر عددا من المجالس المنتخبة
األخرى ،هل تتمتع البلدية باالستقاللية الكافية للقيام بمهامها ؟ و ما درجة تأثير
الرقابة الممارسة من طرف السلطة الوصية على إستقالليتها في ممارسة مهامها
و فعاليتها لتحقيق التنمية المحلية ؟
1المادة 02من القانون رقم 02-04المؤرخ في 04فبراير ، 0204المتعلق بالتنظيم االقليمي للبالد ،الجريدة
الرسمية عدد ، 01الصادرة في 01فبراير 0204
4
مقدمــــــــــــــة
-ألن البلدية أهم إدارة جوارية قريبة من المواطن و ألنه أكثر احتكاكا بها مقارنة
بباقي أجهزة الدولة و مهام المجالس البلدية أوسع نطاقا مقارنة بباقي المجالس
واختصاصات البلدية أشمل و أعم من اختصاصات باقي أجهزة الدولة .
-عالقة البلدية المتعددة مع مختلف المؤسسات الدستورية و المصالح اإلدارية و هياكل
الدولة المختلفة من خالل استناد قانون البلدية 00-00لـ 02نص ذو طابع تشريعي
مما يؤكد أهمية هذا القانون من جهة و أهمية الهيكل اإلداري الذي يحكمه.2
المناهج المستخدمة :
ومن أجل معالجة إشكالية البحث المقدمة سابقا إعتمدت في هذا البحث على:
المنهج الوصفي التحليلي بصفة أساسية باعتباره المنهج األكثر مالئمة لوصف
و تحليل النصوص القانونية التي تضمنها القانون الجديد للبلدية رقم ،10-11
باإلضافة إلى إستخدام األسلوب التاريخي الذي كان ضروريا في سرد المراحل التي
مرت بها البلدية موضوع الدراسة.
صعوبات البحث :
لكل بحث صعوبات ال يكاد يسلم منها أي باحث ،ومن أهم هذه الصعوبات:
ندرة الدراسات القانونية المتعلقة بقانون البلدية الجديد خاصة و أن ما -
كتب في هذا الموضوع من دراسات كان قبل تعديل القانون و ذلك ما نجم
عنه صعوبة في تحليل بعض المواد.
-شمولية الموضوع وعمقه مما صعب علينا حصره.
6
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
إن الجزائر ومنذ سنوات مضت حاولت إرساء نظام الالمركزية ،ويتضح هذا
جليا من خالل الصالحيات الواسعة التي أوكلت للبلدية ،األمر الذي جعلها تكتسي
1
كونها أصبحت الهيئة أهمية خاصة في التنظيم اإلداري المحلي للدولة الجزائرية
القاعدية األولى التي يلجأ إليها المواطن ،سواء لطلب مصلحة أو للتعبير عن ضرر أو
لطلب حماية ،وهذا كله انطالقا من اعتبار البلدية رمزا قاعديا للدولة ،تمثل وزنا
شعبيا عن طريق المنتخبين ،وهي بذلك مطالبة بالتأقلم مع هذا الواقع بتجسيدها لهذه
التغيرات.
وحتى تتمكن البلدية من تحقيق كل هذه الطموحات فإن عليها أن تستفيد من
النظرة الجديدة للتنظيم والتسيير والمهام والموارد ،وذلك عبر اإلصالحات المستمرة
في كافة المجاالت االقتصادية والسياسية ،االجتماعية والثقافية ،وعليه سوف
من خالل الدستور و قانون البلدية نستعرض في هذا الفصل تعريف البلدية
و الخصائص التي تتمتع بها ،إنشاؤها ثم التطور التاريخي لنظام البلدية في الجزائر
متوقفين عند أهم المراحل في الحقبة االستعمارية ،ومرحلة ما بعد االستقالل ثم
نتطرق إلى الهيئات التي تحكم سير البلدية .ومن ثم نعالج تطبيق مبادئ الديمقراطية
من خالل التعددية الحزبية في تنظيم البلدية و نالمس مؤشرات الحكم الراشد في هذا
التنظيم ،ضمن ثالث مباحث مقسمة كالتالي :
المبحث األول :مفهوم البلدية .
المبحث الثاني :هيئات البلدية.
المبحث الثالث :مظاهر التعددية الحزبية و الحكم الراشد في تنظيم البلدية.
1جمال زيدان ،إدارة التنمية المحلية في الجزائر (بين النصوص القانونية و متطلبات الواقع) ،بدون طبعة ،دار
األمة للطباعة و النشر و التوزيع ،الجزائر ،5004 ،ص . 05
7
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
تفرض علينا هذه الدراسة تسليط الضوء أوال على تعريف البلدية و إنشائها ثم
إبراز أهم مراحل تطورها سواء في المرحلة اإلستعمارية أو مرحلة ما بعد االستقالل
و هذا ما سوف نتناوله قي هذا المبحث في مطلبين األول عن تعريف البلدية،
خصائصها و إنشائها و الثاني عن تطورها التاريخي في الجزائر .
ذكر المشرع الجزائري البلدية باعتبارها جماعة إقليمية و اختلف ذلك بحسب
الدستور ،بدأ بدستور 11963مرورا بدستور 20211و دستور 31989إلى دستور
،4 1996و نظمها في قوانين تخصها ممثلة في األمر ،554-11القانون رقم -20
و القانون رقم .7 00-00 6
00
1دستور الجزائر لسنة 1963المؤرخ في 00سبنمبر 1963الجريدة الرسمية عدد 64الصادرة في 00
سبتمبر .0212
2دستور الجزائر لسنة 1976الصادر بموجب األمر 21-11المؤرخ في 22نوفمبر ، 1976الجريدة الرسمية
عدد 94الصادرة في 24نوفمبر1976
3دستور الجزائر لسنة 1989الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم 00-02المؤرخ في 23فيفري ، 1989
الجريدة الرسمية عدد 09الصادرة في 01مارس1989
4دستور الجزائر لسنة 1996الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم 420-21المؤرخ في 07ديسمبر 1996
الجريدة الرسمية عدد 76الصادرة في 08ديسمبر ، 1996المعدل بموجب قانون رقم 02-05المؤرخ في 00
ابريل ، 5005الجريدة الرسمية عدد 52الصادرة في 04ابريل ، 5002المعدل بموجب قانون رقم 02-00
المؤرخ في 02نوفمبر ، 5000الجريدة الرسمية عدد 12الصادرة في 01نوفمبر .5000
5االمر 54-11المؤرخ في 00يناير 0211المتضمن القانون البلدي ،الجريدة الرسمية عدد 01الصادرة في 00
يناير 0211
6قانون رقم 00-20مؤرخ في 01ابريل 0220المتعلق بالبلدية ،الجريدة الرسمية عدد 02الصادرة في 00
ابريل .0220
7قانون رقم 00-00مؤرخ في 55يونيو 5000المتعلق بالبلدية ،الجريدة الرسمية عدد 21الصادرة في 02يوليو
.5000
8
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
لقد نص دستور1 1963على البلدية بقوله " :الدولة الجزائرية دولة موحدة،
منظمة على شكل جماعات إقليمية و إدارية و اقتصادية و اجتماعية ،البلدية هي
الجماعة اإلقليمية و اإلدارية ،االقتصادية و االجتماعية القاعدية " .
و عرفها دستور 0211بقوله " :المجموعات اإلقليمية هي الوالية و البلدية
" .2أما دستور 1989أشار إليها بأن "الجماعة اإلقليمية للدولة هي الوالية و البلدية،
4
،كما أشار البلدية هي الجماعة اإلقليمية" ، 3وهو ما أبقى عليه دستور1996
القانون المدني 5إلى البلدية في المادة 49في الفقرة األولى منه قائال "األشخاص
االعتبارية هي الدولة ،الوالية و البلدية " .و الشخصية المعنوية تتمتع بها البلدية
6
و ليس المجلس الشعبي البلدي الذي ال يغدو أن يكون هيئة تعبر عن إرادتها
و يمارس االختصاصات التي منحها القانون لهذه الوحدة . 7
و مما ال شك فيه فان الوجود الدستوري للمجالس البلدية المنتخبة يضمن لها
مكانة مميزة بين مؤسسات الدولة و هيئاتها المختلفة و يضفي عليها شرعية دستورية
تمكنها من ممارسة الدور المنوط بها على الصعيد التنموي.8
اختلف تعريف البلدية حسب القانون الذي نظمها و الفترة التي جاء فيها ،فلقد
عرفها قانون البلدية رقم 54-11المؤرخ في 00يناير 0211قائال "البلدية هي
الجماعة اإلقليمية السياسية واإلدارية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية األساسية ".1
وهذا ما يبرهن كثرة وظائف البلدية في ظل النظام االشتراكي آنذاك.
و كان قد عرفها المشرع أيضا بموجب المادة األولى من القانون رقم00- 20
المؤرخ في 01أفريل 0220المتعلق بقانون البلدية " :البلدية هي الجماعة اإلقليمية
األساسية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي" .2
ثم عرف المشرع الجزائري البلدية في القانون رقم 10-11المؤرخ في
55جويلية 5000المتعلق بقانون البلدية بأن "البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية
3
للدولة ،وتتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة .وتحدث بموجب القانون"
القانون" 3و اعتبرها جماعة قاعدية ،كما أضاف في المادة الثانية منه أن ":البلدية هي
هي القاعدة اإلقليمية لالمركزية ومكان ممارسة المواطنة و تشكل إطار مشاركة
المواطن في تسيير الشؤون العمومية " ،باعتبار البلدية تشكل اإلطار المؤسساتي
للممارسة الديمقراطية المحلية.
تتميز البلدية بميزات ذاتية و تنشأ بموجب قانون و هو ما سنوضحه كما يلي:
تنشأ البلدية بموجب قانون حسب نص المادة األولى من القانون رقم 00-00
المتعلق بالبلدية ":البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة .وتتمتع بالشخصية
المعنوية والذمة المالية المستقلة .وتحدث بموجب القانون".
للبلدية إقليم جغرافي معين وله حدود معينة و مساحة معينة ،يحتوي على
عدد معين من السكان ويختلف من منطقة إلى أخرى .ويعود هذا االختالف إلى عوامل
عديدة ومتعددة سواء كانت طبيعية أو اجتماعية.
ولكي نميز إقليم كل بلدية عن غيره البد أن يكون لها إسم يختار لها تبعا
للتنظيمات وهذا ما نصت عليه المادة 01من القانون 00-00بقولها " للبلدية اسم
و إقليم ومقر رئيسي" .
و تحدد الحدود اإلدارية للبلدية بموجب مرسوم صادر من طرف رئيس
الجمهورية بناءا على تقرير من وزير الداخلية ،بعد أخذ و استطالع رأي المجالس
الشعبية البلدية المعنية وإخطار المجلس الشعبي الوالئي الذي تقع في نطاق حدوده
اإلدارية البلدية أو البلديات التي وقع عليها التعديل. 1
وعندما تدمج أو تضم بلدية لبلدية أخرى ،فإن البلدية الجديدة بعد عملية اإلدماج
أو الضم هي التي تستخلف البلديات المستخلفة ،أي تستخلفها في حقوقها والتزاماتها
القانونية وإذا تم إرجاع هذه البلديات إلى ما كانت عليه قبل التعديل فإن الحقوق
وااللتزامات الخالصة لهذه البلديات تعود إليها .2
-0إن البلدية هي وحدة أو هيئة إدارية المركزية إقليمية ،تتمتع بالشخصية المعنوية
و اإلستقالل المالي وهذه الخاصية ركزت عليها المادة األولى من قانون البلدية
.00-00
-5يعتبر نظام البلدية في الجزائر صورة لالمركزية اإلدارية المطلقة ،بحيث أن
جميع أعضائها وجميع أعضاء هيئات ولجان تسييرها وإدارتها يتم إختيارهم بواسطة
اإلنتخاب .وال يوجد من بينهم أي عضو تم تعيينه أو تكليفه كما أن البلدية في النظام
اإلداري الجزائري تعتمد أساسا على مواردها الذاتية في تلبية وتغطية نفقات وحاجات
سكانها .
-2لقد خول المشرع الجزائري للبلدية إختصاصات ووظائف مختلفة وواسعة مقارنة
بالنظام البلدي الفرنسي.
-4خضوعها للرقابة الوصائية ،و هذا ألن كل االختصاصات المقررة للبلدية
و كافة الشروط و اإلجراءات يجب أن تعمل في نطاقها و وفقا لها و ال يجوز الخروج
عنها و إال إعتبرت أعمال و تصرفات البلديات باطلة و غير مشروعة ،ألن البلدية
تعد وحدة سياسية و إدارية و اجتماعية و اقتصادية .و تعد المركزية مطلقة في ظل
مبدأ وحدة الدولة الدستورية و السياسية.
1عشاب لطيفة ،النظام القانوني للبلدية في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة ماستر اكاديمي ،تخصص قانون اإلداري
،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ، 5002-5005 ،ص .00
12
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
بإعتبار أن البلدية مرفقا عاما يتأثر باأليديولوجية السائدة في فترة ما وفي بلد
ما ،فهو يتغير بتغير المكان و الزمان و تنطبق هذه المالحظة على الجزائر ،سواء
المرحلة اإلستعمارية أو بعد اإلستقالل ،و يجب معرفة ماضي وواقع هذا التنظيم ومن
أجل ذلك يجب دراسة المراحل التي مرت بها البلدية و من هذا المنطلق نجد أن
البلدية عرفت عدة تغيرات ،سواء تعلق األمر بتسميتها أو بنظام تسييرها وحتى
هيئاتها وذلك ما سنتطرق له من خالل وضعيتها في مرحلة اإلستعمار ،و وضعيتها
بعد اإلستقالل إلى يومنا هذا.
منذ إحتالل الجزائر على يد المستعمر الفرنسي ،عرف التنظيم اإلداري بصفة
عامة والتنظيم البلدي بصفة خاصة عدة مراحل ،بحيث كان اإلتجاه العام السائد هو
ربط النظام اإلداري الجزائري (المستعمرة) بنظام مركزي قوي ،ال يترك للنظام
الالمركزي مجاال بالظهور إال على نطاق ضيق جدا ،كما إعتمد المستعمر الفرنسي
على تقسيم البالد إلى أقاليم مدنية وأخرى عسكرية ،تهدف إلى قهر الجزائريين
وتجريدهم من أمالكهم لفائدة المعمرين بإستعمال القوة العسكرية ومنذ عام 1844أقام
اإلحتالل الفرنسي على المستوى المحلي هيئات إدارية عرفت بالمكاتب العربية،
مسيرة من طرف ضباط اإلستعمار بهدف تمويل الجيش الفرنسي والسيطرة على
مقاومة الجماهير 1وكانت هذه المكاتب تؤدي أساسا دورا قمعيا يتمثل في حفظ النظام
و إستيفاء الضرائب و العدل و إحصاء السكان و المخابرات.
و 1دمحم الصغير بعلي ،القانون االداري ( التنظيم االداري النشاط االداري ) ،بدون طبعة ،دار العلوم للنشر
التوزيع ،عنابة ، 5002 ،ص . 020
13
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
وبعد اإلستتباب النسبي للوضع بالجزائر عمدت السلطات اإلستعمارية إلى تكييف
ومالئمة التنظيم البلدي تبعا لألوضاع والمناطق ،فمنذ 1868أصبح التنظيم البلدي
بالجزائر يتميز بوجود ثالث أصناف من البلديات : 1
هي البلديات المشكلة من العنصر األوروبي والعنصر الوطني التي تقع في
الجنوب أين يقل العنصر األوروبي والمجالس البلدية بها .وال ينتخب الرئيس بل يتم
تعيينه ويحكم إنشاء هذه البلديات القانون الصادر في 8فيفري . 1937وقد أنشأ في
4
وأصبحت مكان تلك البلديات عدة مراكز رئيسية انتزعت من إختصاصات القيادة
تدار بواسطة األوروبيين وحدهم .تتكفل بتسيير البلديات المختلطة هيئتان هما:
1دمحم الصغير بعلي ،القانون االداري ،المرجع السابق ذكره ،ص .020
2دمحم الصغير بعلي ،المرجع نفسه ،ص .020
3عبد الحليم تينة ،تنظيم االدارة البلدية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص قانون اداري ،كلية
الحقوق و العلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة دمحم خيضر بسكرة ،5004-5002،ص . 02
4عبد الحليم تينة ،المرجع نفسه ،ص .02
5دمحم الصغير بعلي ،القانون االداري ،المرجع السابق ذكره ،ص .020
14
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
تعرف أيضا بالبلديات ذات التصرف التام وتوجد أساسا في أماكن ومناطق
التواجد المكثف لألوروبيين بالمدن الكبرى والمناطق الساحلية ،كانت هذه البلديات
تدار من طرف مجلس بلدي ورئيسه ،اللذان ينتخبان من طرف السكان المحليين
بالبلدية ولقد خضعت هذه البلديات إلى القانون الفرنسي الصادر في 5أفريل 0004
2
والذي ينشئ بالبلدية هيئتين هما:
-المجلس البلدي :هو الهيئة التي أنشأتها قيادة الثورة لتأطير المدنيين وتنظيمهم،
يتكون من أعضاء يرسمون بواسطة اإلنتخاب .وألول مرة يعطى للجزائريين حق
الترشح و اإلنتخاب ،على أن ال تتجاوز نسبتهم الثلث ،كما ال يستطيع الجزائري أن
يكون رئيس بلدية أو أحد مساعدي رئيس البلدية .3
-العمدة :ينتخبه المجلس البلدي من بين أعضائه ويهدف إلى قمع الجماهير و مقاومة
الثورة التحريرية ،كما دعمت السلطات اإلستعمارية الطابع العسكري للبلديات بإحداث
األقسام اإلدارية الخاصة في المناطق الريفية و األقسام اإلدارية الحضرية في المدن.
وهي هيئات تقع تحت سلطة الجيش الفرنسي وتتحكم فعليا في إدارته وتسييره .4
لقد عانت الجزائر بعد اإلستقالل مباشرة من حالة الفراغ اإلداري نتيجة إلنعدام
اإلطارات الجزائرية القادرة على تسيير الشؤون اإلدارية ،إضافة إلى العجز المالي،
الشيء الذي أدى إلى اإلسراع في وضع حلول عاجلة لإلصالح اإلداري الشامل،
حيث حاول مجلس الثورة إعطاء قيمة حقيقية للبلدية كمؤسسة وتحديد مبادئها األساسية
وذلك من خالل تقليص عدد البلديات وإعادة تنظيم أجهزتها لتسهيل عملية إدارتها
وتسييرها .
لقد تعرضت البلدية بعد اإلستقالل إلى نفس األزمة التي تعرضت لها كل
المؤسسات األخرى .1ومن أجل سد الفراغ الذي تركته الهجرة الجماعية لإلطارات
األوروبية عقب اإلستقالل ،تم تعيين لجان خاصة يرأسها رئيس ،يقوم بدور رئيس
البلدية 2في إنتظار إعداد قانون بلدي جديد ،كما عرفت هذه المرحلة أهم إجراء تمثل
في اإلصالح اإلقليمي للبلديات ،حيث تم دمج البلديات بعد أن كان عددها 0221
4
فقط في 16ماي 1963وعرفت هذه المرحلة بلدية 3سنة 1962إلى 676بلدية
بمرحلة التجميع .5
كرس دستور 10سبتمبر 1963رسميا وعلنيا المكانة الهامة للبلدية وشكل المرجعية
األساسية في إصدار قانون بلدي جديد يتناسب مع الظروف اإلجتماعية و اإلقتصادية
والسياسية التي عرفتها الجزائر خالل تلك الفترة ،حيث أعتبر البلدية قاعدة التنظيم
السياسي و اإلقتصادي و اإلجتماعي في البالد .وكان لدستور 1963و ميثاق
الجزائر و ميثاق طرابلس دور مهم في إبراز مكانة البلدية على المستوى الرسمي
و االعتراف بدورها المهم مما دفع بالسلطة آنذاك إلى ضرورة اإلسراع في التفكير
في إصدار قانون البلدية ،1فبعد التغيير السياسي الذي حصل في 19جوان ، 1965
جاء األمر 54-11المؤرخ في 00جانفي ،1967الذي إشتمل على ميثاق البلديات
وتوضيح دور المجالس البلدية.2
تميز هذا القانون بالتاثر بنموذجين مختلفين هما النموذج الفرنسي و النموذج
اليوغوسالفي .و يبدو التأثر بالنظام الفرنسي خاصة بالنسبة إلطالق االختصاص
للبلديات و كذا في بعض المسائل التنظيمية األخرى بحكم العامل االستعماري ،أما
التأثر بالنموذج اليوغسالفي فيعود سره إلى وحدة المصدر اإليديولوجي و اعتماد نظام
و كان و إعطاء األولوية في مجال التسيير للعمال و الفالحين. 4 3
الحزب الواحد
و ميثاق البلدية لسنة 0211يتحدث عن االلتزام بخدمة الثورة االشتراكية
النزاهة و األخالق الفاضلة و االستعداد و الكفاءة و النشاط في المنتخبين و قوانين و
قرارات الحزب أصبحت تقتضي منذ المؤتمر الرابع للحزب ضرورة االنخراط
النظامي في الحزب كشرط للترشح لعضوية المجالس المنتخبة و منها البلدية. 5
1عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص .000
2احمد محيو ،المرجع السابق ذكره ،ص . 002
3عمار بوضياف ،المرجع نفسه ،ص .000
4بيان االسباب لقانون البلدية . 54-11
5دمحم الصغير بعلي ،القانون االداري ،المرجع السابق ذكره ،ص . 024
17
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
فأهم تغيير جاء به القانون 00-20هو إلغاء المجلس التنفيذي للبلدية و إقتصار
هيئات البلدية على المجلس الشعبي البلدي ورئيسه.
و حاول هذا القانون أن يحفظ استقرار المجالس البلدية و يراعي االنتماء
السياسي للمنتخبين خاصة عند تشكيل اللجان الدائمة للمجلس مراعاة للتمثيل السياسي
غير انه تسبب في فتح مجال للصراع السياسي داخل المجلس البلدي خاصة من خالل
تطبيق آلية خلع الصفة الرئاسية على رئيس المجلس الشعبي البلدي سميت بسحب
الثقة .و هو ما خلف عمليا دخول عديد البلديات في جو الصراع الداخلي بين أعضاء
المجلس و أثر سلبا على آداء البلديات.2
قدم رئيس الجمهورية في خطاب تنصيب لجنة إصالح هياكل الدولة الخطوط
العريضة لإلصالح التي تبين من خالل فقراتها أن مقاصدها إصالح هياكل الدولة
و تحديد مهامها و تكريس الالمركزية في التسيير و إعادة االعتبار للجماعات اإلقليمية
و تجسيد فكرة اإلدارة الجوارية و الحكم الراشد .3و عرف هذا القانون أهمية بالغة من
السلطات العليا في البالد التي حاولت سد نقائص القانون السابق 00-20من خالل
اإلصالحات التي شملت الجماعات المحلية و إصالح هياكل الدولة ،وزيادة مشاركة
19
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
تعرف البلدية ،بأنها اإلطار المؤسساتي لمشاركة المواطنين في التسيير لما لها
من دور فعال في تجسيد طموحات و متطلبات و حاجيات السكان المقيمين بها،
و لتحقيق ذلك وجب تنظيمها و هيكلتها ،و هذا ما نصت عليه المادة 15من القانون
،00-00إذ تتوفر البلدية على هيئة مداولة و هي المجلس الشعبي البلدي و هيئة
تنفيذية يرأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي و إدارة ينشطها األمين العام تحت سلطة
رئيس المجلس الشعبي البلدي و عليه سندرس هذه النقاط ضمن ثالث مطالب سيأتي
ذكرها.
لقد جعل الدستور الجزائري من المجلس الشعبي البلدي اإلطار القانوني الذي
يعبر فيه الشعب عن إرادته و يراقب عمل السلطات العمومية ،كما جعله قاعدة
الالمركزية و مكان مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية ،فقام القانون
00-00المتعلق بالبلدية بتنظيم كيفية عمل المجلس و لجانه و نظام مداوالته .و ترك
مسألة تكوينه و إنتخابه للقانون العضوي الصادر في 12جانفي 2012المتعلق
بنظام اإلنتخابات .
و يعرف أحد الباحثين المجلس الشعبي البلدي على أنه ":الجهاز المنتخب الذي يمثل
اإلدارة الرئيسية للبلدية و يعتبر األسلوب األمثل للقيادة الجماعية ،كما يعتبر أقدر
األجهزة عن التعبير عن المطالب المحلية " 1
الشؤون المحلية و صنع القرار البلدي كما يدعم من جهة أخرى نظام التعددية الحزبية
و يمكن المجلس من تشكيل لجانه الدائمة .1
إن المشرع لم يغلب فئة عن األخرى بشان الترشح لالنتخابات البلدية و عليه
فان مجال الترشح مكفول لكل من استوفى الشروط القانونية العامة و تنقسم شروط
الترشح إلى شروط موضوعية و شروط شكلية و فيما يخص الشروط الموضوعية
جاءت في المادة 10من القانون العضوي 00-05المتعلق باالنتخابات .2و يشترط
في المترشح أن تتوفر فيه من باب أولى باقي شروط الناخب كما هي واردة في المادة
02من من قانون اإلنتخابات السالف الذكر من جنسية جزائرية و التمتع بالحقوق
الوطنية و عدم الوجود في إحدى حاالت فقدان األهلية.
1عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،المرجع السابق ذكره ،ص . 214
2المادة 10من القانون العضوي 00-05المؤرخ في 05يناير 5000المتعلق بنظام االنتخابات تقول :
يشترط في المترشح إلى المجلس الشعبي البلدي أو الوالئي ما يأتي :
-أن يستوفي الشروط المنصوص عليها في المادة 02من هذا القانون العضوي و يكون مسجال في الدائرة
االنتخابية التي يترشح فيها .
-أن يكون بالغا ثالثا و عشرين سنة على األقل يوم االقتراع
-أن يكون ذا جنسية جزائرية
-أن يثبت أداءه الخدمة الوطنية أو إعفاءه منها
-أال يكون محكوما عليه في الجنايات و الجنح المنصوص عليها في المادة 02من هذا القانون العضوي،
و لم يرد اعتباره
-أال يكون محكوما عليه بحكم نهائي بسبب تهديد النظام العام و اإلخالل به.
3المواد 15،11من القانون العضوي 00-05المتعلق بنظام االنتخابات.
4دمحم الصغير بعلي ،االدارة المحلية الجزائرية ،المرجع السابق ذكره ،ص .10
22
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
حددت مدة حياة المجلس الشعبي البلدي بخمس سنوات طبقا للمادة 12من
القانون العضوي 00-05المتعلق باالنتخابات و هي مشابهة للمادة 12من االمر
01-21القديم و تجرى االنتخابات في ظروف الثالث أشهر السابقة النقضاء المدة
النيابية.
و مدة 02سنوات هي مدة معقولة فليست بالمدة الطويلة التي تجسد فكرة
احتكار السلطة و عدم تمكين الغير من المشاركة في تسيير الشأن المحلي .و ال بالمدة
القصيرة التي ينجر عنها تحديد هياكل التسيير على مستوى الجماعات المحلية في
فترة وجيزة تكلف خزينة الدولة مبالغ ضخمة و تثقل كاهل االدارة في تنظيم العمليات
االنتخابية .1
كما أجازت المادة 12الفقرة 02من القانون العضوي 00-05المذكور
تمديد الفترة في حالة وفاة رئيس الجمهورية أو تقديمه الستقالته موضوع المادة 20
من الدستور ،أو في حال إقرار الوضع االستثنائي موضوع المادة 22من الدستور أو
في حالة الحرب حسب المادة 21أيضا من الدستور.
1
عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص 002
23
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
يجتمع المجلس الشعبي البلدي في دورة عادية كل شهرين وال تتعدى مدة كل
1
،عند مقابلة هذه المادة بمثيلتها دورة خمسة أيام بعدد 1دورات عادية في السنة
لقانون البلدية لسنة 0220و هي المادة 04نجد أن المشرع :
-قد كثف في عدد الدورات و رفعها من دورة كل ثالثة أشهر إلى دورة كل شهرين
و الهدف واضح و هو تمكين المجلس من المسارعة في معالجة القضايا
المعروضة عليه و اإلهتمام أكثر بالشأن المحلي.
-لم يحدد الحد األقصى للدورة في قانون 00-20بالنظر لعدد األيام مكتفيا بالعدد
العام للدورة و هو دورة واحدة كل ثالثة أشهر بينما القانون 00-00جاء في نص
مادته 01إن مدة كل دورة ال تزيد عن 02أيام و ضبط الدورة من حيث العدد.
و خالل الدورة األولى يتولى المجلس دراسة نظامه الداخلي و المصادفة عليه
آخذا بعين االعتبار النظام الداخلي النموذجي 2و هنا تبرز نية المشرع التوحيدية حتى
ال تختلف األنظمة الداخلية كثيرا على مستوى المجالس الشعبية البلدية وضعت قاعدة
مرجعية شاملة يعود إليها المجلس البلدي و هي نقطة تسجل لصالح القانون 00-00
ذلك أن قانون البلدية 00-20لم يضع من األحكام ما يضبط النظام الداخلي للمجلس
البلدي.
قد يجتمع المجلس البلدي في دورة غير عادية كلما دعت ظروف البلدية لذلك
و يتم دعوة األعضاء من جانب رئيس المجلس أو من جانب ثلث األعضاء أو والي
الوالية التي يتبعها المجلس البلدي. 1
و من باب مسايرة الوضع و متابعة المنتخبين للمستجدات و التدخل السريع
إشعار سكان المنطفة أن المجلس يتابع كل التطورات و يتداول و يصدر قراراته
لمواجهة الوضع في حال ظروف إستثنائية نصت المادة 00من قانون البلدية
00-00على أنه " في حالة ظروف إستثنائية مرتبطة بخطر وشيك أو كارثة كبرى
يجتمع المجلس الشعبي البلدي بقوة القانون .ويخطر الوالي بذلك فورا".
في حالة قوة قاهرة معلنة تحول دون الدخول إلى مقر البلدية ،يمكن للمجلس أن
يجتمع في مكان آخر من إقليم البلدية فقد يواجه المجلس البلدي موانع تحول دون عقد
جلساته في المقر العادي للمجلس .2كما يمكن المجلس الشعبي البلدي أن يجتمع في
مكان آخر ،خارج إقليم البلدية يعينه الوالي بعد استشارة رئيس المجلس الشعبي
البلدي.
ويتم تحديد تاريخ و جدول أعمال دورات المجلس من قبل رئيس المجلس
البلدي بالتشاور مع الهيئة التنفيذية و يبدأ المجلس المداوالت حين يحضر الجلسات
أغلبية األعضاء وذلك بإرسال االستدعاء إليهم كتابيا و إلى مقر سكناهم مرفقة بجدول
األعمال بواسطة ظرف محمول قبل عشرة أيام كاملة على األقل من تاريخ افتتاح
3
الدورة.
أما بالنسبة لنظام الجلسة يمكن لرئيسها طرد أي شخص غير منتخب بالمجلس
يخل بحسن سير الجلسة بعد إنذاره ,2و كان المشرع صريحا في إبراز الجهة المقبولة
3
أي عضو بالمجلس حضور جلسات بإدارة الجلسة وفرض النظام فيها ،و يمنع
المجلس التي يداول فيها حول موضوع يخصه أو تكون له مصلحة فيه ,ولقد منع
المشرع الجزائري بشكل صريح ال لبس فيه لضمان الحياد والشفافية.
تعلق المداوالت في األماكن المخصصة للمالحظات وإعالم الجمهور خالل
4
باستثناء الحاالت التي نصت عليها المادة الثمانية أيام الموالية لدخوله حيز التنفيذ
51من القانون 00-00المتعلق بالبلدية ولقد ألزم المشرع بتعليق هذه المداوالت بغية
تمكين المواطنين من اإلطالع عليها.
قد فوض القانون للمجلس الشعبي البلدي حق تشكيل لجان من بين أعضائه
المنتخبين لمساعدته في أداء مهامه و معالجة أي أمر من األمور المعروضة عليه في
اإلدارة أو اإلعداد أو التحضير أو التنفيذ ، 1و يتم تنصيب هذه اللجان عن طريق
المداولة و يجب أن تتضمن تشكيلتها على تمثيل نسبي يعكس التركيبة السياسية
3
للمجلس الشعبي البلدي . 2و فور تنصيبها يتم إختيار رئيسها من بين أعضائها
و تجتمع بناءا على إستدعاء من رئيسها بعد إعالم رئيس المجلس الشعبي البلدي
و يمكن اإلستعانة بأي شخص يستطيع بحكم إختصاصه تقديم معلومات مفيدة ألشغال
اللجنة .و اللجان نوعان دائمة و مؤقتة:
-1اللجان الدائمة:
-4اللجان الخاصة:
أجازت إنشاءها المادة 22من قانون البلدية 00-00من طرف المجلس البلدي
بذات الكيفية بالنسبة للجان الدائمة و هي لجان ينشئها المجلس تتولى القيام بمهام و
أجال يحددها المجلس كالتحقيق في أمر معين يخص مؤسسة البلدية أو بتجاوزات في
إحدى المصالح التابعة للبلدية .3
و تقدم اللجنة نتائج أعمالها لرئيس المجلس الشعبي البلدي و كان أفضل أن
تقدم اللجنة الخاصة تقريرها أو نتائج أعمالها إلى المجلس البلدي طالما تشكلت
بموجب مداولة و كلفت بمهمة واضحة و محددة حتى و لو كانت أمرا عارضا في
4
،و عليه فهي ال تغدو أن تكون إال مجرد جهات حياة المجلس و ال تنشا إال قليال
استشارية وفقا لمبدأ التنظيم اإلداري وهو كل ما تأخذ به جل النظم اإلدارية .
نظرا لحساسية منصبه يعتبر رئيس المجلس الشعبي البلدي أهم هيئة في تسيير
االبلدية ،كونه حلقة وصل بين المجلس الشعبي البلدي و الوالية من جهة ،و المسؤول
األول للبلدية و يمثل الهيئة التنفيذية بها من جهة ثانية.
يتم تنصيب رئيس المجلس الشعبي البلدي بعد إن يتم اختياره كما يلي :
نصت المادة 65من قانون البلدية " 00-00يعلن رئيسا للمجلس الشعبي
البلدي متصدر القائمة التي تحصلت على أغلبية أصوات الناخبين .وفي حالة تساوي
األصوات ،يعلن رئيسا المرشحة أو المرشح األصغر سنا".
1عدم فصل المشرع في بعض الحاالت المحتملة كتعادل القوائم الفائزة في انتخابات المجالس الشعبية البلدية بنفس
عدد المقاعد و التي فصل فيها بتعليمة لوزير الداخلية رقم 2432المؤرخة في 70أكتوبر 2772بالحسم لصالح
المترشح االكبر سنا .
2دمحم الصغير بعلي ،االدارة المحلية الجزائرية ،المرجع السابق ذكره ،ص .01
29
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
وبعد أن يتم إختيار رئيس المجلس من بين المنتخبين يرسل محضر التنصيب
إلى الوالي و يتم إعالن ذلك لعموم المواطنين عن طريق اإللصاق بمقر البلدية
و ملحقاتها اإلدارية و مندوبياتها . 4
ثم ينصب الرئيس الجديد وذلك في حفل رسمي وهذا إلضفاء صبغة الرسمية
على مراسيم تنصب رئيس المجلس الشعبي البلدي و يتم الحفل الرسمي بحضور
منتخبي المجلس أثناء جلسة علنية يرأسها الوالي أو ممثله خالل الخمسة عشر ) ( 15
1المادة 00من القانون 00-05المتعلق باالنتخابات :في غضون األيام الخمسة عشر ) ( 15الموالية إلعالن
نتائج اإلنتخابات ،ينتخب المجلس الشعبي البلدي من بين أعضائه ،رئيسا له للعهدة اإلنتخابية ،و يقدم المترشح
إلنتخاب رئيس المجلس الشعبي البلدي من القائمة الحائزة عل األغلبية المطلقة للمقاعد ،و في حالة عدم حصول
أي قائمة على األغلبية المطلقة للمقاعد ،يمكن للقوائم الحائزة خمسة و ثالثين بالمائة على األقل من المقاعد تقديم
مرشح.
و في حالة عدم حصول أي قائمة على خمسة و ثالثين بالمائة على االقل من المقاعد ،يمكن لجميع القوائم تقديم
مرشح ،و يكون اإلنتخاب سريا و يعلن رئيسا المترشح الذي يحصل على األغلبية المطلقة لألصوات ،و في حالة
عدم حصول أي مترشح على األغلبية المطلقة لألصوات بين المترشحين الحائزين على المرتبة األولى و الثانية،
يجري دور ثان خالل الثماني و األربعين ساعة الموالية ،و يعلن فائزا المتحصل عل أغلبية األصوات...".
2دمحم الصغير بعلي ،االدارة المحلية الجزائرية ،المرجع السابق ذكره ،ص .01
3عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص .502
4المادة 11من قانون البلدية . 00-00
30
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
يوما على األكثر التي تلي إعالن نتائج االنتخابات .1و عند حدوث حالة استثنائية تعيق
تنصيب رئيس المجلس الشعبي البلدي بمقر البلدية يمكن تطبيق مقتضيات المادة 02
من قانون البلدية . 00-00
و بعد إتمام عملية التنصيب الرسمي يتم إعداد محضر بين رئيس المجلس
الشعبي البلدي المنتهية عهدته والرئيس الجديد خالل الثماني أيام تلي تنصيبه وترسل
نسخة من هذا المحضر إلى الوالي .و إذا حدثت عملية تجديد لرئيس المجلس الشعبي
البلدي يلزم الرئيس الذي جددت عهدته بتقديم عرض حال عن وضعية البلدية .2
إن حاالت إنهاء مهام رئيس المجلس الشعبي البلدي محددة على سبيل الحصر
في قانون البلدية:
أوال :اإلستقالة.
و يسري األثر القانوني لالستقالة التي تصبح سارية المفعول إبتداءا من تاريخ
إستالمها من قبل الوالي و يتم إلصاق االستقالة بمقر البلدية ، 3نشير إلى نص المادة
44في قانون البلدية القديم أين حددت مدة شهر لسريان االستقالة و هي مدة طويلة.
ثانيا :اإلقصاء.
و هو المرحلة الثانية التي تكون بعد قرار التوقيف و هذا يعني أن قرار
اإلقصاء وجب أن يسبقه قرار توقيف ،إذ أن نص المادة 43من قانون البلدية جاء
بصيغة األمر مخاطبا الوالي الذي وجب أن يتخذ قرار التوقيف في حق العضو
المنتخب الذي تعرض لمتابعة قضائية بسبب جناية أو جنحة لها صلة بالمال العام
أو ألسباب مخلة بالشرف أو كان محل تدابير قضائية ال تمكنه من اإلستمرار في
ممارسة عهدته اإلنتخابية بصفة صحيحة ،إلى غاية صدور حكم نهائي من الجهة
القضائية المختصة .1و بالتالي يقصى بقوة القانون ،كل منتخب في المجلس كان محل
إدانة جزائية نهائية و يثبت الوالي ذلك اإلقصاء بموجب قرار.
ثالثا :التخلي.
قدم القانون الجديد عديد اإلضافات فيما يتعلق بحاالت إنهاء المهام و يجمع
التخلي صورتين :
-1التخلي عن المنصب بسبب االستقالة :هي حالة جديدة لم ينص عليها قانون البلدية
00-20ووصفت المادة 14من قانون البلدية 00-00بان التخلي عن المنصب هو
الحالة التي يكون فيها رئيس المجلس الشعبي البلدي مستقيال و لم يجمع المجلس طبقا
للمادة 12و يتم إثبات التخلي عن المنصب في أجل 00أيام بعد شهر من غيابه
خالل دورة غير عادية للمجلس بحضور الوالي أو ممثله ،2و يتم خالل هذه الجلسة
إستخالف رئيس المجلس الشعبي البلدي بذات الطريقة المتعلقة بإنتخاب رئيس
32
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
1
و يتم إلصاق محضر المداولة المتضمنة تخلي رئيس المجلس الشعبي البلدي
المجلس عن مهام الرئاسة .2
-4التخلي عن المنصب بسبب الغياب غير المبرر:هي حالة جديدة تضمنتها المادة
12من قانون البلدية و تتعلق أساسا بحالة تخلي عن المنصب غير المبرر لرئيس
المجلس الشعبي البلدي ألكثر من شهر و يعلن الغياب من طرف المجلس الشعبي
البلدي.
و في حالة انقضاء 40يوما من غياب رئيس المجلس دون إجتماع المجلس في
3
يقوم الوالي بجمعه إلثبات هذا الغياب ،و يتولى نائب الرئيس جلسة إستثنائية
تصريف شؤون البلدية مؤقتا ،4و يتم إستخالف الرئيس المتخلي في الجلسة
االستثنائية بذات الطريقة المشار إليها أعاله.
رابعا :الوفاة.
بينما نجد غياب تام لدور األمين العام للبلدية في نص القانون البلدي ، 00-20
أتى القانون 00-00بمكانة مميزة له ،بداية بتكريس إدارة البلدية كهيئة من هيئات
البلدية إلى جانب هيئة المداولة و الهيئة التنفيذية و هذا بحسب نص المادة 02من
القانون ، 200-00و لقد نصت المادة 052من نقس القانون على انه ٍ للبلدية إدارة
توضع تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي وينشطها األمين العام للبلدية.
1عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص .505
2المادة 15من قانون البلدية 00-00التي تنص على أن " تتوفر البلدية على:
-هيئة مداولة :المجلس الشعبي البلدي،
34
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
بينما نصت المادة 02من القانون 00-20على أن " هيئتا البلدية هما :
المجلس الشعبي البلدي – رئيس المجلس الشعبي البلدي "
لقد أحال المشرع الجزائري طريقة وشروط تعيين األمين العام للتنظيم وهذا ما
جاءت به المادة 051من القانون ، 00-00تاركا إيهاما واضحا في نص المادة
و ذلك ألن التنظيم المتعلق باألمين العام لم يصدر لحد اليوم .إال أن وزير الداخلية
و الجماعات المحلية كان قد أجاب عن استفسار في احد جلسات مجلس األمة فيما
يخص تعيين األمين العام ،و أوضح أن تعيينه يختلف باختالف عدد سكان البلديات ،
إذ يعين من طرف رئيس الجمهورية في البلديات التي يبلغ قاطنوها 100.000ساكن
و يعين من طرف الوزير المكلف بالداخلية و الجماعات المحلية في البلديات التي
تضم ما بين 50.000و 100.000ساكن بينما يعين من طرف رئيس البلدية في
البلديات الصغيرة.1
لقد خول المشرع لألمين العام عدة صالحيات ومهام للقيام بها ومن أبرز المهام
وأول األساسية التي يضطلع بها األمين العام هي التسيير اإلداري لإلدارة البلدية
صالحية يتمتع بها األمين العام للبلدية هي ضمان أمانة جلسات المجلس الشعبي البلدي
تحت إشراف الرئيس ، 2بينما كان رئيس المجلس يعين لكتابة الجلسة أي موظف وفقا
للمادة 50من القانون . 00-20
وقد بينت المادة 129من قانون البلدية مهام األمين العام حيث جاء
بنصها":يتولى األمين العام تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي:
-ضمان تحضير اجتماعات المجلس الشعبي البلدي،
-تنشيط وتنسيق سير المصالح اإلدارية والتقنية البلدية،
-ضمان تنفيذ القرارات ذات الصلة بتطبيق المداوالت المتضمنة الهيكل التنظيمي
ومخطط تسير المستخدمين المنصوص عليه في المادة 126أعاله،
-إعداد محضر تسليم واستالم المهام المنصوص عليه في المادة 68أعاله،
-يتلقى التفويض باإلمضاء على كافة الوثائق المتعلقة بالتسيير اإلداري والتقني
للبلدية باستثناء القرارات" و في الحقيقة إن هذه المهام ليست جديدة في عمل
األمين العام للبلدية حيث كان يمارسها ن لكن الجديد هو ترقية تكريسها تشريعيا
بعد إن كانت تتناول تنظيميا .1
-يعد األمين العام للبلدية مشروع الميزانية تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي
البلدي بعدما كان يعدها هذا األخير،
و اعترفت له المادة 020من القانون 00-00بالعضوية في اللجنة البلدية للصفقات و
التي تضم إلى جانب رئيس المجلس و األمين العام عضوين منتخبين و ممثل مصالح
أمالك الدولة.
أوال :اإلنشاء.
يمكن البلدية أن تحدث مندوبيات بلدية و/أو ملحقات بلدية في حدود اختصاصها
و تحدد قواعد تنظيم المندوبيات و الملحقات البلدية و سيرها عن طريق التنظيم 1كما
2
يحدد عدد المندوبيات البلدية بموجب مرسوم و كذلك حدودها بالنسبة لكل بلدية كبرى
اعتمادا بصفة خاصة ،على الجغرافي و الحضري إلقليمها و مقتضيات المرفق العام
.3
تحدث الملحقة اإلدارية عندما يكون من الصعب االتصال بين المقر الرئيسي
للبلدية أو جزء منها لبعد المسافة أو للضرورة من طرف المجلس الشعبي البلدي
بموجب مداولة و يحدد مجال اختصاصاتها و يعين لها مندوبا خاصا .4
ثانيا :اإلختصاص.
تتولى المندوبية البلدية ضمان مهام المرفق العام و توفير الوسائل الضرورية
للتكفل بها ،تحدد المرافق التي يعهد بها إلى المندوبية البلدية بموجب مداولة المجلس
الشعبي البلدي .1
و ينشط المندوبية البلدية المندوب البلدي يعين بموجب مداولة المجلس الشعبي
البلدي بناءا على اقتراح من رئيس المجلس .2و يتصرف المندوب البلدي تحت
مسؤولية رئيس المجلس الشعبي البلدي و باسمه و يتلقى منه تفويضا باإلمضاء.3
تسير الملحقة اإلدارية من طرف مندوب خاص الذي يعين من بين أعضاء
المجلس الشعبي البلدي و يراعى قدر اإلمكان أن يكون من المقيمين في ذلك الجزء
المهني من البلدية و يتصرف تحت مسؤولية رئيس المجلس البلدي و يتلقى تفويضا
باإلمضاء باسمه .4
سنحاول أن نعدد مظاهر التعددية الحزبية قبل اكتساب العضوية المحلية من
خالل حماية حق الترشح و حماية الحق في الحملة االنتخابية .
39
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
ال جدال في أن الممارسة الديمقراطية رهينة بسالمة سير العملية االنتخابية في
أطر وضوابط دستورية وقانونية ،حيث تستند نزاهة العملية االنتخابية في مراحلها
المختلفة إلى طبيعة النظام االنتخابي وكافة التشريعات والقوانين التي تنظم العملية
االنتخابية في مراحلها المختلفة .1
و جاء في المادة 20من الدستور " لكل مواطن تتوفر فيه الشروط أن ينتخب
و ينتخب " و كرس هذا النص بالقانون العضوي لالنتخابات محددا الشروط العامة في
و المرشح لالنتخابات المحلية محددة في المادة 10من القانون العضوي 00-05
اشترطت المادة 15من نقس القانون أن تكون قائمة الترشح مدعمة و مقبولة من
طرف حزب أو عدة أحزاب ضمن الشروط المحددة في المادة ذاتها و هذا ما يجسد
نظام التعددية الحزبية و في حالة العكس ينبغي أن تدعم بتوقيع على األقل بـ 02
بالمئة من ناخبي الدائرة االنتخابية المعنية على أن ال يقل هذا العدد عن 020ناخب و
ال يزيد عن 0000ناخب .
لتكريس نظام التعددية الحزبية قدم القانون العضوي لالنتخابات ضمانات عديدة
على رأسها حياد اإلدارة تجاه المترشحين تجسيدا للمادة 52من الدستور و يطبق هذا
المبدأ من خالل إلتزام اإلدارة بتسليم المصرح وصل إيداع القائمة و على اإلدارة
التأكد من توفر الشروط و النسب المحددة في المادة 10من القانون العضوي
لالنتخابات 00-05و ال يسمح لإلدارة بإدخال أية تعديالت على قوائم المترشحين
باستثناء حالة الوفاة و حالة وجود مانع قانوني .2
1فتحي معيفي ،الحوكمة االنتخابية ودورها في تعزيز المشاركة السياسية في الجزائر ،مذكرة ماجستير في العلوم
السياسية و العالقات الدولة تخصص السياسات العامة المقارنة ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح
ورقلة ، 5002-5005 ،ص .020
2عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص .22
40
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
بحيث تتيح لكل األطراف المعنية بالعملية االنتخابية من ناخبين ومرشحين ومشرفين،
الوقوف على الكيفية التي يتم من خاللها إدارة االنتخابات واإلعالن عن نتائجها .1
في حالة رفض أحد المرشحين أو بعضا منهم أو قائمة المترشحين بأكملها
اشترط القانون العضوي لالنتخابات أن يكون قرار الرفض الصادر عن الوالي
المختص إقليميا معلال تعليال كافيا و قانونيا و هذا ما نصت عليه المادة 11من
القانون 00-05المتعلق باالنتخابات.
أهم ضمانة تم اإلعتراف بها أيضا هي ضمانة قضائية من خالل تمكين المعني
من الطعن في قرار رفض ترشيحه حيث أجازت المادة 11الفقرة 02من القانون
العضوي لالنتخابات خضوع قرار الوالي للطعن القضائي أمام المحكمة اإلدارية.
تعتبر الحملة االنتخابية منافسة مشروعة بين المرشحين التابعين لقوائم حزبية
أو قوائم حرة الهدف منها التعريف بالبرنامج و األشخاص و محاولة إقناع هيئة
الناخبين بالتصويت لمرشحيها و على نحو يكفل حق كل القوائم المتنافسة بالتعريف
بأشخاصها من حيث مؤهالتهم و مكانتهم االجتماعية و البرامج االقتصادية
و االجتماعية و الثقافية أثناء مرحلة الحملة و يتم ذلك باستعمال الوسائل المشروعة
إلقناع الرأي العام المحلي بهدف كسب اكبر عدد ممكن من المقاعد داخل المجالس
المحلية المنتخبة ،من خالل إحترام مبادئ الحرية والنزاهة والتنافسية في االنتخابات.2
حرص المشرع الجزائري على توفير مختلف الضمانات لتأكيد حياد اإلدارة
من جهة في تسيير العملية االنتخابية و ضبط األطراف المتنافسة بفرض قواعد
موضوعية و آداب الدعاية االنتخابية نظرا لخصوصية مرحلة الحملة االنتخابية
و ما قد ينجم عنها من تجاوزات من جوانب متعددة .3
إن األحزاب السياسية هي منابر و قنوات للتعبير عن الرأي العام و التي تمتلك
أدوات ووسائل التمثيل الشعبي و تقوم بالتعبير عن المطالب االجتماعية المحددة في
برنامج سياسي و اقتصادي و اجتماعي و ثقافي .و تتكامل برامج األحزاب من أجل
بعث وتيرة التنمية لتصب في مجرى و هدف واحد و هو خدمة المصلحة العامة ،1
تبرز مظاهر التعددية الحزبية في المجالس البلدية على مستوى اختيار رئيس المجلس
و لجان المجلس من خالل النظام االنتخابي في الجزائر الذي يتبنى النسبية ،ونظام
النسبية يسمح بتواجد أكبر عدد من األحزاب على مستوى المجالس.2
جاء في المادة 40من قانون البلدية 00-20أنه يعين أعضاء القائمة التي
نالت أغلبية المقاعد عضوا من بينهم رئيسا للمجلس الشعبي البلدي و في مضمون
القانون 00-00من خالل المادة 12على أنه يعلن رئيسا للمجلس الشعبي البلدي
متصدر القائمة التي تحصلت على أغلبية أصوات الناخبين و في حالة تساوى
األصوات يعلن رئيسا المرشحة أو المرشح األصغر سنا .
و في مضمون القانون العضوي لالنتخابات 00-05نصت المادة 00منه
على أنه في غضون األيام الخمسة عشر الموالية إلعالن نتائج االنتخابات ينتخب
المجلس الشعبي البلدي من بين أعضاءه رئيسا له للعهدة االنتخابية ،يقدم المترشح
النتخابات رئيس المجلس الشعبي البلدي من القائمة الحائزة لألغلبية المطلقة للمقاعد.3
1لخضر ميساوي ،الديمقراطية و نظام المجالس الشعبية ،مذكرة ماجستير في القانون فرع اإلدارة و المالية
العامة ،كلية الحقوق و العلوم اإلدارية ،جامعة الجزائر ،5001-5002 ،ص .021
2
كرست الـ''ال استقرار'' في المجالس البلدية ،تدخل بوجمعة غشير (رئيس الرابطةدمحم شراق ،قوانين الداخلية ّ
الجزائرية لحقوق اإلنسان ) ،جريدة الخبر ،الجزائر ،عدد ليوم السبت 00ديسمبر ، 5005اطلع عليه يوم
5002/04/50من الموقع .www.elkhabar.com
3عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص 000
42
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
و عليه لم يشر قانون البلدية 00-20لطريقة اختيار الرئيس مكتفيا بذكر انه
يختار من بين القائمة الفائزة بأغلبية المقاعد و هذا ما يعني انه ليس كل أعضاء
المجلس البلدي الفائزين في اإلنتخابات من يعترف لهم بحق إختيار رئيس المجلس بل
فقط من ينتمون للقائمة الفائزة بأغلبية المقاعد في االنتخابات البلدية و هو ما يؤدي
بالنتيجة إلى تحديد مجال إختيار رئيس المجلس البلدي ،و سببت هذه القاعدة عمليا
إشكاالت كبيرة خاصة و أنها تصطدم مع مبادئ الديمقراطية ،و لعل من محاسن
القانون العضوي لالنتخابات انه إعترف بحق الترشح لرئاسة المجلس البلدي لمتصدر
القائمة الفائزة بأغلبية األصوات.
و قد فتح القانون العضوي لإلنتخابات مجاال أوسع الختيار رئيس المجلس
البلدي و مكن كل أعضاء المجلس من المشاركة في اختيار رئيس المجلس دون
إقصاء أو تهميش و هو ما يكرس نظام التعددية الحزبية .
و حسمت المادة 12من قانون البلدية الموقف بإعطائها حق الترشح لرئاسة
المجلس لمتصدر القائمة الفائزة بأغلبية المقاعد ،و بالتالي حاولت أن تسد نقصا ميز
40من القانون 00-20و التي اكتفت بالقائمة الفائزة باغلبية المقاعد دون أن تصرف
أهمية لمتصدرها .1
بغرض تمكين المجالس الشعبية البلدية من آداء مهامها أجازت المواد 20
و 25و 22من قانون البلدية 00-00للمجلس إنشاء لجان دائمة و أخرى خاصة.
و طالما تكون المجلس من مجموعة منتخبين ينتمون ألحزاب كثيرة و لقوائم
حرة فان اللجان ستضم بالضرورة هؤالء بما يؤكد تكريس نظام التعددية حتى على
مستوى اللجان الدائمة و المؤقتة للمجلس البلدي.2
و للحكم الراشد أبعاد مختلفة ،فله بعد سياسي يتعلق بطبيعة السلطة السياسية و
شرعية تمثيلها و ممارستها ألعمالها في ظل حكم القانون و إحترام مبادئ الديمقراطية
و حقوق اإلنسان و له بعد إجتماعي يتعلق بطبيعة و بنية المجتمع المدني و حيويته و
استقالله عن الدولة و ممارسته هو اآلخر للدور المنوط بيه في الحركة التنموية
و فاعليتها و فنيات الشاملة ،كما أن له بعد فني يتعلق بعمل اإلدارة و كفاءتها
إصدار القرار المناسب و الرؤية اإلستراتيجية و ضمان حق األجيال الالحقة.
الحكم الراشد حسب تصور مركز دراسات وبحوث الدول النامية في جوهره هو
إدارة شؤون الدولة ،و يتكون من آليات وعمليات ومؤسسات يستخدمها المواطنون
فرادى أو جماعات لدعم مصالحهم والتعبير عن مخاوفهم و الوفاء بالتزاماتهم وتسوية
خالفاتهم .و تتباين آليات الحكم الراشد أو معاييره بتباين الجهات والمصالح ،فالبنك
الدولي يركز عل ما يحفز النمو واالنفتاح االقتصادي ،في حين أن برنامج األمم
المتحدة اإلنمائي االنفتاح السياسي .و أبرز آلياته هي :الشفافية ،المشاركة ،حكم
القانون بمعنى أن الجميع ،ح ّكاما ً و مسؤولين ومواطنين يخضعون للقانون وال شيء
1مسالي نسيمة ،الحكم الراشد و التنمية المستدامة في المغرب العربي ،ص 02
44
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
من أجل تسيير هذه الجماعات وفق قواعد الحكامة وإشراك المواطن في
إدارة شؤونه اليومية ،يمثل مبدأ المشاركة احد أهم مؤشرات الحكم الراشد لما له من
وثيق الصلة و االرتباط بجملة مبادئ أخرى تتعلق بممارسة الحقوق و الحريات العامة
و إرساء النظام الديمقراطي ،و ممارسة المواطنة ،كما انه له عالقة بمؤشر الشفافية
و اآلليات و الفع الية و العدل االجتماعي و يقصد بمؤشر المشاركة تهيئة السبل
المناسبة للمواطنين المحليين كأفراد و جماعات من اجل المساهمة في عمليات صنع
القرار أما بطريقة مباشرة آو من خالل المجالس المنتخبة .
و المشاركة تعني كذلك تهيئة السبل واآلليات المناسبة للمواطنين المحليين كأفراد
وجماعات ،من أجل المساهمة في عمليات صنع القرارات ،إما بطريقة مباشرة أو من
خالل المجالس المحلية المنتخبة ،تعبر عن مصالحهم وعن طريق تسهيل التحديد
المحلي للقضايا والمشكالت .و في إطار التنافس على الوظائف العامة ،يتمكن
المواطنون من المشاركة في االنتخابات واختيار الممثلين في مختلف مستويات الحكم.
و يمكن أن تعني المشاركة أيضا المزيد من الثقة وقبول القرارات السياسية من جانب
المواطنين ،األمر الذي يعني زيادة الخبرات المحلية .كما تضمن المشاركة دور فعال
للمجتمع المدني .ويجب أن يكون لجميع الرجال والنساء رأي في صنع القرارات التي
تؤثر في حياتهم سواء ،وهذا النوع من المشاركة الواسعة يقوم على حرية التنظيم
2
وحرية التعبير ،وأيضا على قدرات المشاركة البناءة.
1نضيرة دوبابي ،الحكم الراشد المحلي و اشكالية عجز ميزانية البلدية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم
االقتصادية تخصص اقتصاد التنمية ،كلية العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية ،قسم العلوم االقتصادية
،جامعة ابو بكر بلقايد تلمسان ، 5000-5002 ،ص .020
46
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
مشاكلهم وتحسين ظروف معيشتهم.يسهر المجلس الشعبي البلدي على وضع إطار
مالئم للمبادرات المحلية .
و مما ال شك فيه أن إتباع أسلوب تعيين جميع أعضاء المجلس المحلي أمر
مرفوض في الجزائر ألسباب تاريخية و دستورية فنظامنا السياسي مستمد من
الشرعية الشعبية التي تفرض مشاركة الشعب في تسيير كل المجالس المنتخبة الوطنية
و المحلية و هو ما دأب عليه المشرع منذ االستقالل إلى اليوم ،كما أن األخذ بأسلوب
التعيين يصطدم مع جملة من المبادئ الدستورية خاصة المواد 1و 1و 00و 04و 02
و 01و يثير نظام تعيين المجلس المحلي شبهة تبعية المجلس للجهة القائمة بالتعيين ،
كما انه يتنافى مع آليات الحكم الراشد التي تستوجب مبدا المشاركة و هذا ال يكون إال
باعتماد أسلوب االنتخاب ال التعيين ، 1و لقد تبنى المشرع الجزائري منذ قانون البلدية
لسنة 0211مبدأ االنتخاب الكلي ألعضاء المجلس البلدي و تكريس ذات التوجه في
قانون البلدية لسنة 00-20و كذا قانون البلدية 00-00و إشراك المنتخبين من
الشعب في ممارسة السلطة هي عالمة من عالمات الديمقراطية في الحكم ،فكلما
استعانت السلطة المركزية باإلدارة المحلية ومجالسها المنتخبة كلما كان ذلك مؤشرا
2
على الديمقراطية
الشفافية هي إتاحة تدفق المعلومات وسهولة الحصول عليها لجميع األطراف في
المجتمع المحلي .ومن شأن ذلك توفير الفرصة للحكم على مدى فعالية األجهزة
1عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص . 022
2جعفر أنس قاسم ،أسس التنظيم اإلداري واإلدارة المحلية في الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة
الثانية ،الجزائر ، 1988،ص 02
47
البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية الفصل األول
المحلية وكذلك تعزيز قدرة المواطن المحلي على المشاركة كما أن مساءلة األجهزة
1
المحلية مرهون بقدر المعلومات المتاحة حول القوانين واإلجراءات ونتائج األعمال.
يسعى مؤشر الشفافية إلى تحقيق جملة من المقاصد و األهداف أهمها: 1
على مداوالت المجلس الشعبي البلدي وجاء قانون البلدية 00-00بحكم جديد يتعلق
بإمكانية تقديم عرض سنوي لنشاطات المجلس الشعبي البلدي أمام المواطنين .
و تجسد مؤشر الشفافية أيضا في المادة 04من قانون البلدية 00-00حيث
أجازت لكل شخص االطالع على مستخرجات مداوالت المجلس الشعبي البلدي وكذا
القرارات البلدية ،و أجازت لكل صاحب مصلحة الحصول على نسخة منها كاملة أو
جزئية على نفقته.
و ألزمت المادة 55من نفس القانون أن يلصق جدول أعمال دورة المجلس البلدي
و فرضت في قاعة اجتماعات المجلس و في األماكن المخصصة إلعالم الجمهور
المادة 51منه أن تكون جلسات المجلس البلدي علنية و مفتوحة لمواطني البلدية و
لكل مواطن معني بموضوع المداولة.
و أرست المادة 21من قانون البلدية 00-00قاعدة عامة تتعلق بتنفيذ القرارت
البلدية و أقرت بصريح النص عدم قابلية قرارات رئيس البلدية للتنفيذ إال إذا تم إعالم
األطراف المعنية بها ،إما بوسيلة النشر إن كان القرار يتضمن أحكام عامة أو بعد
اشعار فردي بأي وسيلة قانونية إذا كان القرار يمس مركزا فرديا ،و فرضت المادة
20منه إرسال نسخة من هذه القرارات للوالي خالل 40ساعة كما فرضت إلصاقها
في اللوحات المخصصة للجمهور.1
1
عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص 012 ،014
50
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
1
أيمن عودة المعاني ،اإلدارة المحلية ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر و التوزيع ،عمان ، 5000،ص .22
51
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
فالمجلس الشعبي البلدي هو محور البلدية الذي تدور حوله الحياة العامة في
البلدية و هو ممثل أبناء المنطقة المحلية و الساهر األول على حسن سير الشؤون
المحلية ،لذلك نجد أن المشرع قد وسع نوعا ما من اختصاصاته فالمتمعن في
نصوص قانون البلدية يجد أن إختصاصات المجلس قد جاءت مطلقة و عامة ،كما
وردت متناثرة على أطراف المنظومة التشريعية و التنظيمية المختلفة .
52
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
يمارس المجلس عدة صالحيات تمس جوانب مختلفة من شؤون اإلقليم و هو
ما تضمنته نصوص المواد 107إلى 050من قانون 00-00المتعلق بالبلدية .إذ
يكلف المجلس الشعبي البلدي بوضع برامج تنموية سنوية و متعددة السنوات الموافقة
لعهدته في اطار المخطط الوطني للتهيئة والتنمية المستدامة لإلقليم وكذا المخططات
التوجيهية القطاعية ، 1و ينفذ على المدى القصير أو المتوسط أو البعيد ،أخذا بعين
االعتبار برنامج الحكومة ومخطط الوالية ،2وما يساعد المجلس على القيام بهذه
المهمة أن هناك بنك للمعلومات على مستوى الوالية يشمل كافة الدراسات
والمعلومات واإلحصائيات االجتماعية والعلمية المتعلقة بالوالية .3
من جهة أخرى يتولى المجلس الشعبي البلدي رسم النسيج العمراني مع مراعاة
مجموع النصوص القانونية والتنظيمية السارية المفعول ،وخاصة النصوص المتعلقة
بالتشريعات العقارية وعلى هذا األساس إعترف المشرع للبلدية بممارسة الرقابة
الدائمة للتأكد من مطابقة عمليات البناء للتشريعات العقارية ،وخضوع هذه العمليات
لترخيص مسبق من المصلحة التقنية للبلدية ،مع تسديد الرسوم التي حددها القانون.
وأوجب المشرع ساعة وضع ومناقشة مخطط البلدية ونسيجها العمراني مراعاة
المساحات المخصصة للفالحة ،وكذلك تجانس المجموعات السكانية والطابع الجمالي
2
و أوجب القانون استصدار موافقة المجلس الشعبي البلدي كلما تعلق األمر للبلدية
بمشروع ينطوي على مخاطر باستثناء المشاريع الوطنية.
3
من خالل وضع ميكانزمات و تقاليد قد تدفع إلى خلق ثقافة عقارية عمومية
في مجال قطاع السكن نصت المادة 119من قانون البلدية على أنه من صالحيات
البلدية توفير الشروط التحفيزية للترقية العقارية العمومية و تنشيطها و ذلك بترقية
برامج السكن و إنشاء التعاونيات العقارية المساعدة على ذلك .
نظرا للتغيرات التي طرأت على تنظيم المصالح المكلفة باألماكن التاريخية
سواء أكانت وزارات أو مديريات أو دوائر أثرية ،فإن اإلهمال جعل الكثير من هذه
اآلثار يندثر بعوامل التعرية الطبيعية و السرقة و قلة الترميم ،وتحويلها إلى مساكن
أو أمور أخرى و البلدية التي تفتخر بوجود مثل هذه المآثر التاريخية و الفنية فوق
تربها ملزمة معنويا بالمحافظة عليها و العمل على ترقيتها بواسطة تنظيم أيام ثقافية
لتمجيدها وتعريفها و المحافظة عليها و حمل المشرع البلدية ممثلة في مجلسها
مسؤولية حماية التراث العمراني والمواقع الطبيعية واآلثار ،وكل شيء ينطوي على
قيمة تاريخية أو جمالية . 1
لم يقتصر دور البلدية أساسا في تحقيق التنمية فقط وإنما ،هو دور مواجهة
المشاكل التي تدخل في إطار الخدمة العمومية ،من أمن وصحة وتربية ورياضة
وسياحة وغيرها ،وقد اختزل المشرع المواد المتعلقة بهذه المجاالت في فصل واحد،
تضمن مادة واحدة عكس ما تضمنه القانون القديم من تناثر هذه المواد على مختلف
الفصول .
لقد ألزم المشرع البلدية بإنجاز المدارس وصيانتها ،نظرا إلى أن مهمة إنجاز
مؤسسات التعليم االبتدائي تقع على عاتق ميزانية الدولة في إطار الخريطة المدرسية
الوطنية . 2و تقوم البلدية بإنشاء مؤسسات التعليم االبتدائي كما تضمن توفير وسائل
صيانتها وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري في الفقرة األولى من المادة 122من
قانون البلدية ، 00 -00كما يقع على عاتق البلدية إنجاز المطاعم المدرسية
وتسييرها ،ولإلشارة فإن هذه الفقرة تعتبر من البنود التي أضافها المشرع لصالحيات
البلدية ،كما عهد إليها مهام توفير وسائل النقل المدرسي للتالميذ .3
أما بالنسبة للتعليم ما قبل المدرسي فقد أناط المشرع للبلدية وفي حدود
إمكانيتها وعند االقتضاء اتخاذ ما يلزمها من تدابير وإجراءات بغية ترقية الطفولة
الصغرى.1
أما عن أهم المحاور التي يمكن للبلدية تقديم يد المساعدة في إطار التضامن
المحلي ،يمكن ذكر بعض اإلجراءات:
أ -في السكن :تعمل البلدية على القضاء على األكواخ والبناءات الفوضوية وذلك
بتقديم المساعدة سواء في إطار البناء الريفي أو إعادة هيكلة األحياء القديمة .2
ب -في الشغل :خاصة الشباب وتتم هذه العملية بالتنسيق مع مختلف القطاعات
كقطاع التكوين المهني والفالحة والطرقات وهذا بمساعدة الشباب الراغب في العمل
بإتباع إجراءات إدارية تمكنه من تكوين ورشات أو تعاونيات أو حتى مؤسسات
صغيرة.
مما ال شك فيه أن صحة المواطن مرتبطة بنظافة محيطه ،و حفاظا على
سالمة المواطن من كل خطر يهدد حياته تلعب البلدية دورا هاما في هذا المجال وذلك
من خالل القوانين ذات الصلة بالصحة والنظافة أو من خالل ما تضمنته المادة 123
من قانون البلدية ويمكننا أن نلخص هذه المجاالت فيما يأتي:
تراب البلدية و لتحقيق البلدية هذه األهداف تقوم بتسيير النفايات حتى تسهل عملية
المعالجة و إعادة استعمالها ،سواء تعلق األمر بالنفايات المنزلية أو حتى الصناعية
أو المواد المستعملة في المستشفيات ،و محاربة التلوث عن طريق فرض رقابة
صارمة على مختلف المؤسسات و جعلها تحترم إجراءات محاربة التلوث.
وعلى الرغم من هذا الدور الحيوي الذي ينبغي أن تؤديه مصالح أخرى
وخاصة مصالح الصحة العمومية إال أن المشرع قد أوكل صراحة هذه المهمة للبلدية
من خالل المادة 052من القانون 00-00المتعلق بالبلدية باإلضافة إلى المرسوم
374/81الذي يحدد صالحية الوالية و البلدية في قطاع الصحة على أن تتولى
البلدية في ميدان الوقاية تنظيم أعمال التلقيح ،حفظ الصحة المدرسية ،التربية
الصحية ،مكافحة ناقالت األمراض المعدية من خالل إنشاء مكتب بلدي خاص
1
بالوقاية و النظافة
في هذه النقطة و رجوعا إلى المادة 20من قانون البلدية 00-00أعطى
المشرع الجزائري للبلدية حق إنشاء بموجب مداولة لجنة دائمة مكلفة بالشؤون
االقتصادية و المالية و االستثمار ،إضافة إلى إمكانية إنشاء لجان بلدية مؤقتة تتكفل
بمتابعة النشاطات االقتصادية .1
و طبقا للمادة 002من قانون البلدية 00-00تخضع إقامة أي مشروع
إستثمار أو تجهيز على إقليم البلدية وجوب اخذ الرأي المسبق للمجلس الشعبي البلدي.
و يوكل لكل بلدية القيام بكل مبادرة أو عمل من شأنه تطوير األنشطة
2
االقتصادية المسطرة في برنامجها التنموي و كذلك تشجيع المتعاملين االقتصاديين
وأجاز قانون البلدية للمجلس الشعبي البلدي إنشاء مؤسسات عامة ذات طابع اقتصادي
تتمتع بالشخصية المعنوية و في الواقع ،لم يبق للبلدية في مجال االقتصاد غير توفير
و مرافق الظروف المالئمة لتشجيع المؤسسات االقتصادية من مناطق صناعية
تغري المستثمرين .فالحكومة من خالل مسار تشجيع االستثمار الخاص
و خوصصة المؤسسات لم تعد تشجع على إنشاء المؤسسات العمومية المحلية
و حتى البلديات ال تملك اإلمكانيات التي تسمح لها بذلك .3
يتولى المجلس الشعبي البلدي طبقا للمادة 000سنويا المصادقة على ميزانية
البلدية سواء الميزانية األولية قبل 20أكتوبر من السنة السابقة للسنة المعنية أو
الميزانية اإلضافية قبل 02جوان من السنة المعنية و تتم الصادقة على اإلعتمادات
4
المالية مادة بمادة و بابا بباب .و يخضع المجلس لرقابة الوالي في كثير من الحاالت.
و غني عن البيان أن الدولة هي من تدعم البلديات ماليا ،5و ما يالحظ في
المدة األخيرة أن عددا كبيرا من البلديات تعاني من ظاهرة الديون ،مما فرض على
الدولة ضرورة التدخل من أجل التكفل بهذا الملف حيث بادرت وزارة الداخلية إلى
إحصاء البلديات و جرد ديونها حسب طبيعتها و معرفة المؤسسات صاحبة هذه
المستحقات.1
باعتبار البلدية ممثلة للدولة على المستوى القاعدي فإن هيبة الدولة ال تكون إال
باسترجاع هيبة البلدية ،ووضع سلطتها على كل المجاالت التي للبلدية حق في التدخل
فيها أو التي هي مسؤولة عنها و منح المشرع سلطات كثيرة وواضحة أكثر من
القوانين السابقة بوصفه سلطة عدم تركيز 2بما أن الرئيس يعتبر ممثال للدولة على
مستوى البلدية و لقد وردت هذه الصالحيات في الكثير من النصوص منها قانون
الحالة المدنية و قانون اإلجراءات الجزائية و قوانين أخرى سنوردها فيما يلي:
نصت على صفة ضابط الحالة المدنية المادة 86من قانون البلدية إذ أن هذه
الصفة تمنحه حق القيام بجميع العقود المتعلقة بالحالة المدنية وهذا تحت وصاية النائب
العام المختص إقليميا.ورئيس البلدية باعتباره ضابط للحالة المدنية فهو ملزم بمجموعة
من األفعال التي تضمن حقوق المواطنين و تعزيز سلطة البلدية و تقوي من
1عمار بوضياف ،الوجيز في القانون االداري ،المرجع السابق ذكره ،ص 200
2المادة 02من القانون 00-00المتعلق بالبلدية.
60
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
نصت المادة 93من قانون البلدية على أنه من صالحيات رئيس المجلس
الصالحيات اإلدارية أو في مجال الشرطة اإلدارية .وبوصفه كذلك فهو يعمل على
حماية النظام العام بما يحويه هذا األخير من مواضيع عدة كالصحة واألمن العام
والسكينة العامة ،ولقد توسعت نوعا ما صالحياته في هذا المجال وذلك بغية تحقيق
التواجد الفعلي للدولة على مستوى البلدية.
يطلق لفظ الشرطة القضائية على القائمين بمهمة البحث والتحري وقد عني
قانون اإلجراءات الجزائية واهتم ببيان كل من توكل لهم صفة الضابط أو العون أو
الموظفين القائمين عليه ، 4ولقد أقر القانون صراحة صفة ضابط الشرطة القضائية
لرئيس المجلس من خالل المادة 25من قانون البلدية و المادة 15من قانون
اإلجراءات الجزائية التي حددت الذين يتمتعون بصفة ضباط الشرطة القضائية
وذكرت من بينهم رؤساء المجلس الشعبية البلدية.
يمارس رئيس المجلس الشعبي البلدي إختصاصاته تارة بوصفه رئيسا للهيئة
التنفيذية للمجلس وتارة أخرى بوصفه ممثال للبلدية.
يتولى رئيس المجلس الشعبي البلدي تحت هذا العنوان التحضير لجلسات
المجلس البلدي حيث يقوم باستدعاء األعضاء و إبالغهم بجدول األعمال ويعرض
1
و يسهر رئيس المجلس الشعبي البلدي على عليه المسائل الخاضعة إلختصاصه
تنفيذ مداوالت المجلس ،و يقدم بين كل دورة و أخرى تقريرا يضمن تنفيذ المداوالت.
و حتى يقوم رئيس المجلس بالتنفيذ و في آجال معقولة خوله المشرع بموجب
المادة 12من القانون 00-00االستعانة بهيئة تنفيذية تتولى اإلشراف و المتابعة
بخصوص مداوالت المجلس و تضم الهيئة إلى جانب الرئيس نوابه يتراوح عددهم من
05إلى 01حسب تعداد أعضاء المجلس.2
غير أن المادة 12من القانون العضوي 00-05المتعلق بنظام االنتخابات قد
3
و بالربط بين الحدود و االرقام المذكورة تضمنت و حددت مقاعد و أرقام مختلفة
بين القانونين نستنتج أن :
المجالس البلدية ذات السبعة مقاعد و التسعة مقاعد و أحد عشر مقعدا لم يعد
لها وجود و بالتالي ال وجود لفرضية نائبين أو ثالث نواب و يستوجب تنصيب 4
نواب كحد أدنى في المجالس المكونة من 02مقعد طالما بدأ القانون لعضوي
لالنتخابات بهذا الحد .كما لم يشر لنواب المجلس البلدي في البلديات ذات 42مقعد.1
لكن لم يلزم قانون البلدية 00-00في المادة 10عند إختيار النواب مراعاة التركيبة
السياسية للمجلس كما الحال بالنسبة لتشكيل اللجان الدائمة و كان أفضل حفاظا على
استقرار المجلس و تكريسا لمبدأ المشاركة و هو من مؤشرات الحكم الراشد أن ينص
المشرع على مراعاة تركيبة المجلس سياسيا عند اختيار اقتراح النواب .2
إنطالقا من كون البلدية شخص معنوي عام فإن وجود شخص يمثلها هو من
اآلثار التي تترتب من كونها كذلك .وقد عهد لرئيس البلدية مهمة التمثيل والتعبير عن
إدارة البلدية و يتجلى ذلك من خالل الصالحيات المعهودة إليه والتي نذكر منها:
3
وكذلك جميع التمثيل :يمثل رئيس البلدية في كل أعمال الحياة المدنية واإلدارية
المراسم التشريفية والتظاهرات الرسمية .
إعداد الميزانية :حيث يقوم رئيس البلدية بإعداد ميزانية البلدية واقتراحها على
المجلس لمناقشتها والتصويت عليها ثم القيام بمتابعة تنفيذها ،كما يعتبر رئيس البلدية
هو األمر بصرف النفقات ومتابعة تطور المالية البلدية وهذا ما نصت عليه المادة 81
من قانون البلدية .00-00
المحافظة على الحقوق العقارية والمنقولة المملوكة للبلدية :حيث يتكفل الرئيس
وتحت مراقبة المجلس الشعبي البلدي 1بإبرام عقود اقتناء األمالك والمعامالت
والصفقات واإليجارات والهبات والوصايا ،القيام بمناقصات أشغال البلدية ومراقبة
حسن تنفيذها ،ممارسة كل الحقوق على األمالك العقارية والمنقولة التي تملكها البلدية
بما في ذلك حق الشفعة وكذا المحافظة عليها بموجب قواعد المالية و المحاسبة
العمومية.
اإلشراف السلمي على موظفي البلدية :يخضع موظفي البلدية للسلطة الرئاسية لرئيس
3 2
،عدم قدرة رئيس المجلس ،غير أنه يستثنى من قاعدة تمثيل البلدية البلدية
الشعبي البلدي تمثيل البلدية في العقود أو المنازعات القضائية التي تكون البلدية فيها
طرفا ،و يكون شخص رئيس المجلس أو احد أقاربه طرفا فيه .4
لتحديد مفهوم الرقابة الوصائية ،يجب تمييز هذا الشكل من الرقابة بشكل آخر
وهو الرقابة الرئاسية (التسلسلية)،بإعتبار أن األولى هي من سمات الالمركزية
اإلدارية ،بينما الثانية تتميز بها المركزية اإلدارية بصورتيها التركيز وعدم التركيز
اإلداري ،إن السلطة الرئاسية في نظام المركزية اإلدارية تعتبر أساس هذا النظام
الذي ال يقوم بدونها ،فهي تمارس بصورة آلية أو تلقائية ،وال تستبعد إال بنص قانوني
أما بالنسبة للهيئات المحلية فاألصل أنها مستقلة إداريا وماليا عن الهيئات أو السلطات
المركزية وهذا يعني انفصاال كليا عن هذه األخيرة ،بل تمارس السلطات المركزية
استثناء من المبدأ العام رقابة إدارية تحدث بموجب القانون الذي يحدد شروطها
وكيفيا تها ،وهذا من أجل ضمان عدم خروج هذه الهيئات المحلية ،بدعوى أنها مستقلة
عن مبدأ المشروعية .و عليه سنبين في هذا المبحث ماذا يقصد بالرقابة أو الوصاية
اإلدارية و تمييزها عن السلطة الرئاسية (المطلب األول) ثم مظاهر الوصاية اإلدارية
(المطلب الثاني).
يقصد بها مجموع السلطات التي يقررها القانون للهيئات المركزية على
أشخاص الهيئات المحلية وأعمالهم لغرض حماية المصلحة العامة وضمان احترام
مبدأ الشرعية ،1إن نظام الوصاية اإلدارية ال يقيد من حرية الهيئات المحلية في القيام
بأعمالها أو إتخاذها للقرارات التي تراها مناسبة لخدمة مواطنيها ،بل هو الضمان من
أجل أن تعمل هذه الهيئات في الحدود التي رسمها القانون ،وهذا ضمانا لحقوق األفراد
ووحدة الدولة .
بموجبها سلطات للرئيس على المرؤوس يمارسها الرئيس على المرؤوس دون الحاجة
للنص عليها بقانون. 1
إن السلطة الرئاسية هي رقابة سابقة والحقة تخول للرئيس سلطة اإلشراف
و التوجيه وإصدار األوامر والتعديل والحلول بالنسبة ألعمال المرؤوس كما تخول له
الرقابة على شخص المرؤوس فهي رقابة واسعة وشاملة ،بينما الوصاية اإلدارية هي
رقابة الحقة وهي رقابة مشروعية فقط وال تهدف إال لتحقيق المصلحة العامة.
تفرض السلطة الرئاسية أن يسأل الرئيس عن أعمال المرؤوس ،بينما ال
تتحمل سلطة الوصاية أية مسؤولية بشأن األعمال الصادرة عن الهيئات المحلية
المستقلة .
1بن ناصر بوطيب ،الرقابة الوصائية و اثرها على المجالس الشعبية البلدية في الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير في الحقوق ،مدرسة الدكتوراه تحوالت الدولة كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة
قاصدي مرباح ورقلة ،5000-5000 ،ص .42
68
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
تطبيقا لقاعدة ال وصاية إال بنص ،فإن السلطات اإلدارية المركزية التي تختص
بالرقابة الوصائية على الهيئات الالمركزية البد أن تكون محددة على سبيل الحصر
في القانون .كما أن وسائل الرقابة الوصائية على الهيئات اإلدارية الالمركزية ،
محددة على سبيل الحصر في القوانين المنشئة و المنظمة لهذه الهيئات الالمركزية،
فال يجوز للسلطة الوصية أن تستخدم وسائل أخرى للرقابة غير تلك المقررة في
القانون ،كما يجب عليها أن تستخدم هذه الوسائل في ظل األشكال واإلجراءات
المقررة في القانون .
فالنص المقرر للرقابة الوصائية يجب أن يحدد الوسائل التي تستعملها السلطة الوصية
في رقابتها على تلك الهيئات .فإن حدث أن صدر قانون بمنح السلطة العليا حق
1صالحي عبد الناصر ،الجماعات االقليمية بين االستقاللية و التبعية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير تخصص
الدولة و المؤسسات العمومية ،كلية الحقوق ،جامعة بن عكنون ،الجزائر ،5000-5002 ،ص .01
69
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
الرقابة على هيئة المركزية ،دون أن يحدد الوسائل التي يجوز لهذه السلطة أن
تستعملها ،اكتفاء بتحديد الغرض من الرقابة فهل تعد هذه الرقابة رقابة وصائية ؟
يرى بعض فقهاء القانون اإلداري ،أن مثل هذه النصوص القانونية المقررة لتلك
الرقابة ال تخول للسلطة المركزية حقا قبل الهيئة الالمركزية .فهي ال تنشأ بذاتها
رقابة وصائية فليس للسلطة المركزية أن تباشر أي إجراء وصائي معين ،قبل أي
قرار يصدر من تلك الهيئة وال تلزم هذه الهيئة بأي إلتزام قبل هذه السلطة ولو كان
لﻤﺠرد إستطالع الرأي في بعض المسائل .وال تشكل هذه النصوص أي قيد على
حرية تلك الهيئة في البث والتقرير.1
ويستند أصحاب هذا الرأي إلى القاعدة المقررة في الرقابة الوصائية من أنها قيد البد
أن يكون محددا بنص قانوني ،يبين األعمال التي ترد عليها الرقابة و الوسائل التي
تستعمل في هذا الشأن .فإذا كان النص ال تتوفر فيه هذه الشروط ،فإنه ال يخول
للسلطة المركزية سوى إجراءات مادية بحتة قبل الهيئة الالمركزية من شأنها تمكين
هذه السلطة من توجيه بعض النصائح أو اإلرشادات أو طلب بعض البيانات
والمعلومات ،وهي في ذلك ال تتقيد إال بمراعاة الصالح العام .ومن ثم فإن هذه
اإلجراءات التي تباشرها هذه السلطة ال تكون في هذه الحالة إجراءات وصائية بل
إجراءات إشرافية.
أما إذا كانت قرارات الهيئات الالمركزية الخاصة بالتعيين أو التأديب تخضع لتصديق
أو إجازة من قبل السلطة المركزية ،فإن هذه القرارات تدخل ضمن القرارات التي
تخضع للرقابة الوصائية التي تمارسها السلطة المركزية على أعمال الهيئات
الالمركزية و يمكن أن تمارس بشأنها الوسائل الوصائية .وينتهي هذا الرأي إلى أن
التعيين و التأديب ليسا من وسائل الرقابة الوصائية بل من وسائل اإلشراف اإلداري .
.والحقيقة أن التعيين يتعارض مع الرقابة الوصائية التي هي في األساس سلطة رقابة
الحقة كما أنه يتعارض مع مبدأ الالمركزية اإلقليمية التي تقتضي نوعا من االستقاللية
وال يمكن تحقيق هذه األخيرة إال بأسلوب االنتخاب .وتمتع جهة الوصاية بسلطة
التعيين يستدعي التبعية الرئاسية. 1
أما إذا نص القانون على أنه بمجرد تعيينهم يكتسبون صفة االستقالل في ممارسة
أعمالهم ويتحررون من أية رابطة تسلسلية أو رئاسية بالسلطة التي عينتهم يكونون
خاضعين للوصاية كاألعضاء المنتخبين .وعليه فإن التعيين ليس وسيلة من وسائل
الرقابة الوصائية .وإنما هو من وسائل اإلشراف اإلداري تستخدمه السلطة المركزية
لتدعيم الجماعات اإلقليمية بأعضاء تتوفر فيهم الكفاءة العلمية والخبرة الفنية .أما
التأديب ،فإن الجانب الغالب في الفقه ،يرى أن للسلطة المركزية حق إسقاط
العضوية عن بعض المنتخبين ،إلخاللهم بواجباتهم .كما أن لها حق اإليقاف لذلك فهو
من وسائل الرقابة الوصائية.
71
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
-1رقابة إدارية:
تستند الصفة اإلدارية ألعمال الرقابة الوصائية إلى صدور هذه األعمال عن
جهة إدارية– حسب المعيار الشكلي -وحصولها بموجب قرارات إدارية .واألصل أن
هذه الرقابة تتم بطريقة تلقائية من جانب السلطة المركزية وإن كانت أحيانا تتم بناءا
على ذوي الشأن .فضال على أنها قد تتسع لتشمل مراقبة الشرعية ومراقبة المالءمة
وهو ما يميزها عن الرقابة القضائية التي تصدر عن القضاء بموجب أحكام قضائية
وتقتصر على مراقبة الشرعية وذلك بناء على طلب ذوي الشأن .1
-4رقابة استثنائية:
هذه الرقابة يترتب عليه وجوب تفسير النصوص المتعلق بهذه الرقابة تفسيرا ضيقا .
وذلك على أساس أن النصوص المذكورة تعتبر استثناءا واردا على أصل عام وهو ما
يوجب عدم التوسع في تفسير هذه النصوص احتراما لمبدأ استقاللية الهيئات
الالمركزية أضف إلى ذلك ،أنه إذا نص القانون على تخويل جهة الرقابة الوصائية
سلطة اتخاذ إجراء وصائي معين ،1فإنه ال يكون لهذه الجهة أن تستعمل إجراءا
وصائيا آخر بدال من اإلجراء المسموح به قانونا كما أنه ال يجوز لجهة الوصاية أن
تستعمل وسيلة وصائية تقررت لها قانونا لغير الغرض الذي حدده القانون .كما يترتب
عليها كذلك أنه ال يجوز لشخص المركزي أن يتنازل للجهة الوصائية ولو جزئيا عن
حريته المقررة قانونا .شأنه في ذلك شأن الشخص العادي الذي ال يملك التنازل عن
حريته الفردية.
سنعرض خاصيتي الرقابة من حيث أنها خارجية و جزئية من خالل ما يلي :
توصف هذه الرقابة بأنها رقابة خارجية ،وذلك على عكس الرقابة الرئاسية
بوصفها رقابة داخلية ذاتية .وذلك على أساس استقالل الهيئات الالمركزية المشمولة
بالرقابة عن الجهة الوصائية .2أي أن الرقابة الوصائية تتم بين شخصين مستقلين
وهما الشخص المعنوي القائم بها والشخص اإلداري الالمركزي الخاضع لها .عكس
3
الرقابة الرئاسية التي تتم بين جهتين تابعتين لشخص معنوي واحد.
إذا كان األصل أن السلطة الرئاسية تتسم باإلطالق والشمولية ،وأنه بمقتضاها يكون
للرئيس الهيمنة التامة على المرؤوس وأن هذا األصل العام يسري على جميع
تصرفات المرؤوسين من غير حاجة إلى نص خاص يقررها فإن الرقابة الوصائية ال
تتواجد إال بنص صريح في القانون ،و تباشرها السلطة الوصائية في حدود مضمونه
فال رقابة بدون نص .ومن ثم فهي رقابة جزئية ومشروطة ،ال تمارس إال في
الحاالت وباألوضاع المنصوص عليها في القانون ،فهي تنبع منه و ليست إختصاصا
عاما كما هو قائم في السلطة الرئاسية .فالرقابة اإلدارية الوصائية ال تمارس إال على
أعمال الهيئات الالمركزية التي تصدر منها بصفتها وحدة إدارية مستقلة .فال تمارس
الوصاية على أعمال تلك الهيئات التي تقوم بها بتفويض من السلطة المركزية أي
بصفتها تابعة للسلطة المركزية كما هو الحال بالنسبة للوالي و رئيس الﻤﺠلس الشعبي
البلدي حيث ال يخضع أي منهما للرقابة الوصائية بمناسبة مباشرته إلختصاصاته
كممثل للسلطة المركزية إنما يخضع للسلطة الرئاسية للوزير بالنسبة للوالي وللوالي
بالنسبة لرئيس الﻤﺠلس الشعبي البلدي .1
سبق البيان أن الالمركزية ال تعني اإلستقالل التام المطلق للهيئة التي تتمتع
بالشخصية المعنوية وانفصالها عن السلطة المركزية .وهي ال تعني أيضا الخضوع
والتبعية ،بل تعني تمتع الجماعات المحلية بقدر من االستقالل في ممارسة مهامها إزاء
اإلدارة المركزية مع خضوعها لنوع من الرقابة أطلق عليها اصطالحا بالرقابة
الوصائية .
و نقسم الرقابة إلى رقابة على المنتخبين و رقابة على المعينين و هذه األخيرة ال
تطرح إشكاال على المستوى العملي فكل موظف أيا كانت درجة مسؤوليته و قطاع
نشاطه خاضع للسلطة الرئاسية تجاه اإلدارة المستخدمة أو سلطة الوصاية حيث
تخضع الفروع لرقابة رئاسية تتمثل في رقابة الرئيس على مرؤوسيه ،1فاألمين العام
للبلدية مثال عندما يتلقى تعليمات من سلطة الوصاية أو من والي الوالية يلزم تنفيذها
2
في حدود صالحيته و بما يخوله القانون من السلطة.
وتتجلى مظاهر الرقابة على المنتخبين في مجاالت ثالث رقابة على األشخاص
ورقابة على الهيئة ورقابة على األعمال.
نصت المادة 42من قانون البلدية لسنة " 5000يوقف بقرار من الوالي كل
منتخب تعرض لمتابعة قضائية بسبب جناية أو جنحة لها صلة بالمال العام أو ألسباب
مخلة بالشرف أو كان محل تدابير قضائية ال تمكنه من االستمرار في ممارسة عهدته
االنتخابية بصفة صحيحة إلى غاية صدور حكم نهائي من الجهة القضائية المختصة".
نستنتج من نص هذه المادة أن سبب اإليقاف أو تجميد العضوية هو المتابعة
الجزائية والتي حددها المشرع إما كونها تتعلق بجناية أو جنحة لها صلة بالمال العام
كأن يتعلق األمر بجريمة اختالس أموال عمومية .وأضاف النص أو ألسباب تتعلق
بالشرف أو إذا كان المنتخب عرضة لتدابير قضائية كان تعرض إلجراء الحبس
المؤقت ،فهنا ال يتصور تمتعه بالصفة االنتخابية وهو داخل المؤسسة العقابية ولو
بعنوان حبس مؤقت ،ويظل التوقيف مستمرا إلى غاية صدور حكم نهائي بالبراءة ،
فان تحقق ذلك حق للمنتخب االلتحاق بالمجلس البلدي وممارسة مهامه.
75
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
ثانيا – االقصاء:
خالفا لإليقاف فان اإلقصاء إسقاط كلي ونهائي للعضوية ألسباب حددها
القانون واإلسقاط ال يكون إال نتيجة فعل خطير يبرر اللجوء إليه ،فعندما تثبت إدانة
المنتخب من قبل المحكمة المختصة فال يمكن احتفاظه بالعضوية .وهذا ما أشارت
إليه صراحة المادة 44من قانون البلدية . 00-00ويثبت اإلقصاء بموجب قرار من
الوالي وبالربط مع المادة 33من قانون البلدية لسنة 0220نجدها قد أشارت
1
صراحة إن المجلس البلدي هو من يعلن هذا اإلقصاء
ولم يرد النص عليها مطلقا في قانون 00-20وتمثل هذه الحالة إضافة
نوعية إلى قانون البلدية لسنة ، 5000إذ أشارت المادة 42أن المنتخب البلدي الذي
يتغيب بدون عذر مقبول ألكثر من ثالث دورات عادية خالل نفس السنة .إن هدف
المشرع من هذا اإلجراء الجديد هو دفع المنتخب أكثر على االلتزام بحضور جلسات
و دورات المجلس .وقد وفر المشرع للمنتخب المتغيب ضمانة تتمثل في سماعه من
قبل المجلس لتبرير غيابه ،وإن تخلف عن حضور جلسة االستماع رغم صحة التبليغ
إتخذ قرار المجلس في غيابه ويعد حضوريا ،ويخطر الوالي بذلك. 2
1عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص . 502
2عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص 501
76
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
تعتبر أهم أنواع الرقابة التي تباشرها السلطة الوصائية رجوعا إلى المواد من
21إلى 22من قانون البلدية 00-00نجد المشرع وضع تقسيما لتنفيذ المداوالت إذ
تنفد ضمنيا أو تحتاج إلى مصادقة صريحة وأخرى باطلة بطالنا مطلقا أو بطالنا
نسبيا كما يلي:
األصل بالنسبة لمداوالت المجلس الشعبي البلدي هو التنفيذ بقوة القانون بعد
21يوما من تاريخ إيداعها لدى الوالية فيما عدا المداوالت المستثناة قانونا وهذا ما
قضت به المادة 21من قانون البلدية 00-00وخالل هذه المدة أي 21يوم يمارس
الوالي سلطته في الرقابة على المداولة .1
و لقد أثارت المادة 40من القانون 00-20إشكاال في ما خص المصطلحات
المستعملة في عبارة يدلي الوالي برأيه أو قراره فكان اإلشكال ما المقصود بالرأي و
المقصود بالقرار.
نصت المادة 21من قانون البلدية 00-00ال تنفذ إال بعد المصادقة عليها من
طرف الوالي بمعنى يتوقف نفاذ التصرف على إجراء التصديق 2على مداوالت
المجلس الشعبي البلدي التي تخص المسائل التالية:
-الميزانيات والحسابات.
-قبول الهبات والوصايا األجنبية.
-اتفاقيات التوأمة.
-التنازل عن األمالك العقارية
وبالربط مع المادة 45من قانون البلدي 00-20نجد أن القانون الجديد قد قدم
إضافات نوعية لم تكن موجودة من قبل كحالة قبول الهبات والوصايا وحالة اتفاقية
التوأمة وحالة التنازل عن األمالك العقارية باعتبارها حاالت تحمل في موضوعها
خطورة كبيرة ينبغي أن تخضع للمصادقة الصريحة من قبل الوالي ،غير أن القانون
الجديد لم يشر لحالة إحداث مؤسسات ومصالح عمومية بلدية ،مما طرح إشكالية
بخصوص هذه الحالة .1
- 1البطالن المطلق.
نصت المادة 22من قانون البلدية " :تبطل بقوة القانون مداوالت المجلس
الشعبي البلدي في الحاالت التالية:
-المداوالت المتخذة خرقا للدستور و غير المطابقة للقوانين و التنظيمات و هي حالة
مماثلة لما نصت عليه المادة 44من القانون 00-20و لقد اقرها المشرع من باب
المحافظة على مشروعية أعمال المجالس المنتخبة ،غير أن المادة 44من
القانون 00-20جاءت أكثر تحديدا عن مثيالتها في قانون البلدية الجديد حيث
ذكر صراحة األحكام الدستورية .وخص بالتحديد المواد 5و 2و 2وهي
المداوالت التي تمس دين الدولة و لغتها الرسمية و المداوالت التي ترسخ
الممارسات اإلقطاعية و الجهوية و المحسوبية و أن تقيم عالقات االستغالل
1
عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص 500
78
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
و التبعية أوان تمس بالخلق اإلسالمي و قيم ثورة أول نوفمبر ،و هذه الضوابط
تشكل ثوابت وطنية ال يلزم المجلس الشعبي وحده التقيد بها بل مختلف الهيئات
والمجالس .1
-المداوالت التي تمس برموز الدولة وشعاراتها و لم يرد ذكر هذه الحالة في قانون
00-20
-المداوالت غير المحررة باللغة العربية ،وهنا شدد المشرع في استعمال اللغة
العربية ،فهو من وجهة ألزم المجلس الشعبي بموجب المادة 22بأن يعقد مداوالته
باللغة العربية وتحرر بذات اللغة .و ألغى المشرع حالة المداوالت التي تجرى خارج
االجتماعات الشرعية للمجلس الشعبي البلدي موضوع المادة 44من القانون
. 00-20
أداة البطالن :
يعلن عن البطالن طبقا للمادة 22بموجب قرار ،غير انه أغفل التعليل عن
البطالن إذ ورد في القانون 00-20قانون البلدية القديم مادة 44أن يكون بموجب
قرار معلل صادر عن الوالي.
و لربما أغفل النص الحديث التعليل كون أن المداولة الباطلة فيها مخالفة
صريحة للدستور أو القانون وأنها ال تنتج آثارا قانونيا ،ولو انه كان أفضل لو ألزم
المشرع الوالي بتعليل قرار البطالن .2
-4البطالن النسبي.
طبقا للمادة 10من قانون البلدية تكون مداوالت المجلس الشعبي البلدي قابلة
لإلبطال إذا كانت تمس في موضوعها مصلحة شخصية لرئيس المجلس الشعبي
البلدي أو بعض أو كل أعضاء المجلس إما بأسمائهم الشخصية أو أزواجهم أو
أصولهم أو فروعهم إلى الدرجة الرابعة ،أو كان هؤالء يمثلون وكالء معنيين .و جاء
1
عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص . 520
2
عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص 520
79
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
النص أكثر تفصيال مقارنة بالمادة 42من القانون 00-20خاصة و انه فصل في
درجة القرابة .
و ألزم بموجب المادة 10الفقرة 02من القانون 00-00كل عضو بالمجلس
الشعبي البلدي يكون في وضعية تعارض مصالح بان يصرح بذلك لرئيس المجلس
الشعبي إلبعاد رؤساء البلديات و أعضاء المجالس الشعبية عن كل عن كل موطن
الشبهة.
تبطل المداولة المذكورة بموجب قرار معلل صادر عن والي الوالية طبقا
للفقرة 05من المادة 10من القانون 00-00ولم يشر النص لمدة معينة تبطل خاللها
المداولة أو تحصن خالفا لنص المادة 42من القانون 00-20أوردت مدة شهر من
إيداع محضر المداولة لدى الوالية و خالل هذه المدة يصدر الوالي قرار البطالن
المعلل و لم يشر القانون الجديد لذلك .
تتجسد الرقابة على المجلس الشعبي البلدي ككيان قانوني في إمكانية حله
وإعدامه قانونا
إن سلطة حل المجلس الشعبي البلدي ليست بالمطلقة لكن وضع لها المشرع
مجموعة من الشروط الشكلية والموضوعية التي وجب أن تقوم ألعمال آلية الحل ،
ويمكن إجمالها في:
80
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
ال يمكن حل المجلس الشعبي البلدي إال أثناء قيام إحدى الوضعيات المنصوص
عليها في المادة 41من قانون البلدية 00-00والتي تتمثل في:
أ -خرق أحكام الدستور :
فجاء في مخالفة النص الدستوري هو الحل ،الن النص الدستوري واجب
االحترام من جانب كل مؤسسات الدولة وواجب االحترام من جانب كل المجالس
المنتخبة الوطنية والمحلية والمجلس البلدي وكذلك الوالئي.1
ب -إلغاء انتخابات جميع أعضاء المجلس البلدي :
فإلغاء االنتخابات يدل داللة قاطعة أن هناك مخالفة كبيرة وجسيمة لنصوص
قانون االنتخابات بما يؤدي بالسلطة القضائية الفاصلة في النزاع إلى إصدار قرار
إلغاء االنتخابات .
ج -في حالة االستقالة الجماعية:
وهنا يمكننا تصور أن يبادر جميع أعضاء المجالس أيا كانت تياراتهم
السياسية وانتماءاتهم إلى تقديم طلب يفصحون فيه عن رغبتهم في التخلي عن عضوية
المجلس ،فان تم ذلك تعين حل المجلس .2
و مع اإلشارة أن النص لم يحدد ألي جهة تقد االستقالة الجماعية و ما شكلها
هل هي عبارة عن طلب واحد أو كل عضو يحرر طلب استقالته بصفة فردية و هو
نفس الحالة المنصوص عليها في المادة 24من القانون .00-20
د -عندما يكون اإلبقاء على المجلس مصدر إلختالالت خطيرة في التسيير أو تمس
بمصالح المواطنين وطمأنينتهم :
وهذه الحالة طبيعية من حاالت حل المجلس ألنه صار مصدر ضرر للمنطقة
ال مصدر نفع لذا وجب حله ،إذا المجلس البلدي بات يشكل مصدر اختالل في
المنطقة مما أدى إلى المساس بمصالح المواطنين و الطمأنينة العامة.
1عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص 524
2عمار بوضياف ،شرح قانون البلدية ،المرجع السابق ذكره ،ص .521
81
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
لقد رتب المشرع على حل المجلس الشعبي البلدي مجموعة من اآلثار التي قد
تختلف من حالة ألخرى بالنظر إلى عامل الوقت أو الزمن المتبقي في العهدة
االنتخابية أو الظروف القائمة داخل إقليم البلدية.
و يترتب على حل المجلس إجراء انتخابات جزئية لتجديد المجلس المحلي ،و ذلك إذا
وقع الحل خالل السنوات األربع األولى من العهدة ،و ال يتم التجديد إذا وقع الحل
خالل السنة األخيرة .1ويجب إجراء هذه االنتخابات خالل 12أشهر من تاريخ الحل
،و بطبيعة الحال وجب ضمان استمرارية تقديم الخدمات و السهر على شؤون
المواطنين و ذلك بوجوب تعيين متصرف من طرف الوالي يسهر على تسيير البلدية
و ذلك خالل عشرة أيام من تاريخ الحل و تنتهي مهامه بمجرد تنصيب المجلس
الجديد.2
تقاس استقاللية المجالس المحلية بمدى تمتعها بصالحيات حقيقية ،تمكنها من
أداء دورها المنوط بها و يبقى ذلك مرهونا بمدى وجود رقابة وصائية تحد من
فعاليتها و حريتها على التصرف و القيام بواجباتها . 1وعليه سنوضح ذلك من خالل
مطلبين :االستقالل الوظيفي للهيئة البلدية المنتخبة كمطلب أول و إشراك الهيئات
البلدية المنتخبة في التنمية المحلية كمطلب الثاني
يضم هذا المطلب فرعين األول عن رقابة الوالي على مداوالت المجلس
الشعبي البلدي و الثاني حول تخصصات رئيسه .
حمل القانون المتعلق بالبلدية إتجاها واضحا نحو فرض رقابة ووصاية شديدة
على مداوالت المجلس الشعبي البلدي التي تعد الوسيلة الهامة التي يمارس بها المجلس
صالحياته .و إن كان المشرع قد حافظ عموما للمجلس على نفس الصالحيات
المكرسة سابقا ،فانه بالمقابل رهنها بإجراءات رقابية أكثر من تلك المقررة سابقا ،
حيث كل األعمال تتم تحت عين الوالي ورقابته .2
فقد رفع المشرع من المهلة الممنوحة للوالي ،للمصادقة على المداوالت ،حيث
تصبح قابلة للتنفيذ بقوة القانون بعد 50يوم من تاريخ إيداعها بالوالية و قد كانت
المهلة 02يوما في القانون السابق . 00-20
1
،و له 20يوما إلعالن أما المداوالت التي تخضع لرقابة الوالي وجوبا
قراره و إال اعتبرت مصادق عليها 2فهي المتضمنة ما يأتي :
الميزانيات والحسابات،
-قبول الهبات والوصايا األجنبية،
-اتفاقيات التوأمة،
-التنازل عن األمالك العقارية البلدية
نالحظ أنه باستثناء المداوالت المتعلقة بالميزانيات و الحسابات ،أضاف
3
و حذف المداوالت المتعلقة المشرع ثالث أنواع من المداوالت الخاضعة للتصديق
بإحداث مصالح و مؤسسات عمومية بلدية الواردة في القانون . 00-20
و في الواقع أن معظم ما اقترحه المشرع من إضافات كانت مجسدة على ارض
الميدان خارج حدود القانون البلدي ، 00-20آما بنصوص خاصة مثل قانون
الصفقات العمومية مثال ،أو من خالل وصاية رئيس الدائرة بتفويض من الوالي
بموجب المرسوم التنفيذي 502-24المحدد ألجهزة اإلدارة العامة في الوالية
و هياكلها ال سيما المادة 00منه .4
في مجال اختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي كممثل للبلدية ،تم حذف عبارة
5
،و كذلك المادة 12من قانون " توظيف عمال البلدية و تعيينهم و تسييرهم "
البلدية 00-20التي تنص على أن " يمارس رئيس المجلس الشعبي البلدي السلطة
السلمية على مستخدمي البلدية ،حسب األشكال و الشروط المنصوص عليها في
القوانين و التنظيمات المعمول بها " .و في المقابل نص القانون في المادة 052في
الفصل األول المعنون بتنظيم إدارة البلدية من الباب األول بعنوان إدارة البلدية على
أن " :للبلدية إدارة توضع تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي و ينشطها األمين
العام للبلدية ".
و فيما يخص إعداد الميزانية ،فقد أصبحت صالحية لالمين العام تحت سلطة رئيس
1
المجلس الشعبي البلدي بعد أن كانت صالحية مباشرة له سابقا
جاء في عرض أسباب مشروع قانون البلدية ما يلي " :أما فيما يتعلق بمالية البلدية
فإن دراسة النظام المعمول به أدت إلى إستنتاج مفاده أن طبيعة و مستوى الموارد
البلدية ليست دائما في مستوى وضع نظام قادر على تغطية فعالة ألعباء البلديات. 1
و عليه يذكر قانون البلدية 00-00بالضرورة القصوى للسهر على أن تتوفر البلدية
وجوبا ،على الموارد الضرورية لتغطية النفقات الناجمة عن التكفل بالمهام المخولة
لها بموجب القوانين و التنظيمات . 2
يؤكد أيضا على أن كل عبء جديد أو محول من طرف الدولة للبلدية يجب أن
يرفق بالمورد الضروري للتكفل به بصفة دائمة ،3كما يجبر الدولة على تعويض كل
تخفيض في الموارد ذات المصدر الجبائي المخولة للبلدية ،بموجب القانون تبعا
إلجراء اتخذته الدولة في هذا الميدان.4
وورد في بيان السياسة العامة للحكومة المعروض على البرلمان أكتوبر
،5000أن الحكومة ستراجع على المدى المتوسط القانون المتعلق بالجباية و المالية
المحليتين ، 5
هذه المبادئ حملها قانون البلدية ،00-00ستسمح على األقل للبلديات بالتكفل بأعبائها
األساسية ،في انتظار اإلجراءات الجبائية الجديدة التي تمكنها من تحصيل اكبر
لموارد مالية .
في نفس السياق نشير إلى االبتكار الذي جاء به قانون المالية لسنة 5005في
المادة ، 05و هو إشراك المجالس الشعبية البلدية المباشر في تحديد تعريفة رسم
إزالة القمامات المنزلية و هذا طبقا لجدول أسعار محدد من طرف المشرع الوطني
الجزائري .باإلضافة إلى ذلك ،فإن نفس القانون ينص على أنه في خالل أجل أقصاه
ثالث سنوات ،إبتداءا من الفاتح جانفي ،5005فان المجالس الشعبية البلدية هي التي
تتكفل بالتصفية و التحصيل و بالمنازعات المتعلقة بهذا الرسم ،و هذا اإلجراء حادثة
فريدة في تاريخ نظامنا الضريبي .1
إن هذه الالمركزية ذات القرار المستقل فيما يخص الجباية ،تترجم صراحة إرادة
المديرية للضرائب فيما يخص إنشاء و تنفيذ نظام ضريبي محلي خاص بالمجموعات
المحلية.
و هكذا فان اإلستراتيجية المعتمدة من طرف المديرية العامة للضرائب ،تعتمد على
عنصرين أساسيين و هما :
-0العامل الزمني الذي من شانه السماح للجماعات المحلية بأن تجهز نفسها بالوسائل
المادية و البشرية من أجل التكفل بهذه المهمة الجديدة بصفة أفضل.
-5القيام ضمن النشاط الجبائي ليس عن طريق فرض سلسلة من كتل الضرائب
2
و الرسوم ،بل بواسطة فرض ضريبة واحدة بهوادة
تقوم التنمية المحلية على إستراتيجية توجه السلوك و الجهد التنموي في مختلف
المجاالت و على كافة المستويات المحلية و تنشق هذه االستراتيجيات من البيئة
المحيطة بالخطط و البرامج التنموية .و يكون ذلك بالمركزية في التخطيط
و التنفيذ للجهود التنموية .3
تمول و تنجز التنمية وفق برامج و مخططات التجهيز متعددة المستويات:
-المخططات البلدية للتنمية PCD
-المخططات القطاعية الالمركزية المسجلة بعنوان الوالة PSD
-المخططات القطاعية المركزية المسجلة بعنوان الوزراء PSC
تنص المادة 001من قانون البلدية 00-00على أن " يعد المجلس الشعبي
البلدي برامجه السنوية و المتعددة السنوات الموافقة لمدة عهدته و يصادق عليها
و يسهر على تنفيذها ،تماشيا مع الصالحيات المخولة له قانونا و في إطار المخطط
الوطني للتهيئة و التنمية المستدامة لإلقليم و كذا المخططات التوجيهية القطاعية .
يكون اختيار العمليات التي تنجز في إطار المخطط البلدي للتنمية من صالحيات
المجلس الشعبي البلدي "
المخطط البلدي للتنمية منشأ بموجب المرسوم التنفيذي رقم 021-12المؤرخ
في 0212/00/02و يحتوي على برامج و مشاريع تخص البلدية في المجال
1
الفالحي والقاعدي والتجهيزات الضرورية للمواطنين.
يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي بمساعدة المصالح التقنية بحصر و تحديد
اال حتياجات المحلية و تحضير البطاقات التقنية و تتمحور االحتياجات األساسية حول
التزويد بالمياه الصالحة للشرب و التطهير و الطرق و الشبكات و فك العزلة ،2يحدد
المجلس األولويات و يصادق على المخطط الذي يبقى مجرد اقتراحات حيث يتدخل
رئيس الدائرة كممثل للوالي في إعداد و تحضير المخطط .3
1غزيز دمحم الطاهر ،اليات تفعيل دور البلدية في ادارة التنمية المحلية بالجزائر ،مذكرة مفدمة لنيل شهادة
الماجستيرفي تخصص تحوالت الدولة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ، 5000-5002،جامعة
قاصدي مرباح ورقلة ،ص . 000
2المادة 50فقرة 05من المرسوم التنفيذي رقم 551-20المتعلق بنفقات الدولة للتجهيز .
3المادة 00فقرة 00من المرسوم 502-24المحدد ألجهزة اإلدارة العامة في الوالية و هياكلها .
89
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
يبلغ المخطط البلدي للتنمية للوالي ،الذي يحدد أولويات المخطط و العمليات
الجديرة بالتمويل بمساعدة مجلس األمة ،تم يطلب اإلعانات المالية الالزمة لتنفيذ
المخططات البلدية من السلطات المركزية ،التي تقررها الدولة إجماال في إطار قانون
المالية ،1تحت عنوان المخططات البلدية للتنمية ،2ثم تخصص لكل والية برخصة
برامج شاملة و تبلغ إلى الوالة رخص البرامج المعتمدة للمخططات البلدية للتنمية .
يظهر بوضوح أن الوالي هو صاحب القرار في منح اإلعتمادات 3للعمليات
المسجلة في المخطط البلدي للتنمية و يبقى دور المجلس هو اقتراح العمليات فقط .
يبلغ الوالي رئيس المجلس الشعبي البلدي و المحاسب البلدي باإلعتمادات
المخصصة للعمليات المدرجة في المخطط البلدي الموافق عليها ،يعد رئيس المجلس
الشعبي البلدي المسؤول عن تنفيذ المخطط البلدي للتنمية بمساعدة المصالح التقنية ،4
يلتزم ر ئيس المجلس الشعبي البلدي بالنفقات في حدود رخص البرامج المحددة له من
طرف الوالي .5
ورغم أنه أقرب مخطط لتجسيد الالمركزية إال أن هذا المخطط يوضع باسم الوالي
الذي بإمكانه رفض بعض المشاريع التي أقرها المجلس المنتخب في إطار ممارسة
الرقابة على نشاط البلدية وبحكم أنه اآلمر بالصرف فيما يخص الغالف المالي الذي
يغطي مشاريع هذا البرنامج والتي مصدرها ميزانية الوالية و ليس البلدية .فالمجلس
البلدي يقترح المشاريع والوالي له صالحية التصرف في هذه المشاريع.6
و عليه يخضع رئيس المجلس الشعبي البلدي في تنفيذه للمخطط البلدي للتنمية
إلى رقابة مشددة من طرف الوالي ،فال يجوز له التعديل في رخص البرامج لعملية
ما إال بموافقة الوالي الذي له حق التعديل في حدود اإلعتمادات الكلية للمخطط ،7كما
1على سبيل المثال خصص للمخططات البلدية للتنمية في قانون المالية 10( 5000مليار دينار) و في 5002
( 22مليار دينار).
2المادة 04فقرة 05من المرسوم 021-12المتعلق بشروط تسيير و تنفيذ مخططات البلدية .
3سي يوسف احمد ،المرجع السابق ذكره ،ص .002
4المادة 04من المرسوم . 021-12
5المادة 01من المرسوم . 021-12
6غزيز دمحم الطاهر ،المرجع السابق ذكره ،ص .000
7سي يوسف احمد ،المرجع السابق ذكره ،ص .004
90
صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية الفصل الثاني
كما يعلم الرئيس الوالي دوريا عن تقدم األشغال في العمليات المدرجة و استغالل
اإلعتمادات المخصصة لها .
ال يتحكم كل من المجلس الشعبي و رئيسه في المخطط التنموي للبلدية ال من حيث
اإلعداد و ال من حيث التنفيذ ،إذ يخضعان لرقابة الوالي و يعمالن تحت سلطته في
كل مراحل انجاز المخطط ،كما أن التمويل المركزي للمخططات البلدية للتنمية
يرهن دور البلديات و استقالليتها و يجعلها مجرد تابع ينفذ سياسات وطنية ،بحكم أن
الدولة ال تمول إال فيما تتحكم. 1
و في المقابل ال تملك البلدية اإلمكانيات الالزمة لتنفيذ مخططها في مجال
التجهيز كما تقرره ،حيث أن ميزانيتها و التي تتصرف فيها بنوع من الحرية
و اإلستقاللية ال تسمح بتسجيل كل العمليات الالزمة لتنمية البلدية نظرا لنقص الموارد
المالية ،و هذا يؤدي إلى خلق فجوة بين الطموحات و اإلمكانات المحلية .2
كما أن الطابع التخصيصي إلعانات الدولة الذي يحدد وجهة اإلعانة
و اإلعتمادات ،بحيث ال يمكن للبلدية تحويلها ،يعد نوعا من التدخل الذي تمارسه
الدولة التي تقرر أين تذهب مساعداتها و أولويات التمويل. 3
إن البلدية قبل الوصول إلى مرحلة إعداد مخططات التنمية المحلية ،مجبرة
أوال على تحديد مكان
انجاز وتنفيذ هذه المشاريع مهما كان مصدرها وذلك عن طريق إعداد المخطط
التوجيهي للتهيئة و التعمير 4وهو أداة للتخطيط ألمجالي و التسيير الحضري يحدد
التوجيهات األساسية للتهيئة العمرانية للبلدية أخدا بعين االعتبار تصاميم التهيئة
و مخططات التنمية ،
1
حيث يحدد بالتفصيل إطار و المخطط الثاني هو مخطط شغل األراضي
تطبيق المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير حسب كل قطاع .يعد هذين المخططين
رئيس البلدية وتحت مسؤوليته حسب المادة 54من القانون 52-20وبعد موافقة
المجلس البلدي 2ويصادق عليه الوالي أو الوزير المكلف بالتهيئة والتعمير حسب عدد
سكان البلدية وهما من األدوات التي تندرج في إطار سياسة تهيئة اإلقليم والتنمية
المستدامة والتي يجب أن تكون منسجمة مع المخططات الوطنية للتنمية وبالنظر إلى
هيمنة هذه األخيرة بموجب األموال المرصودة لها على المخططات والبرامج المحلية
فان البلدية مجبرة على ترك األولية للمخططات الوطنية والخضوع إلى أوامر السلطة
المركزية في مجال إدارة التنمية المحلية عكس ما يفترض فيها أنها من صالحيات
المجالس المنتخبة وحدها . 3
تعتبر التنمية المحلية قاعدة لتحقيق التنمية الشاملة في جميع المجاالت السياسية
و االجتماعية و االقتصادية وقد سعت الجزائر منذ االستقالل إلى تدعيم البلدية وجعلها
أداة للتنمية المحلية باعتبارها اقرب إلى معرفة الحاجات المحلية واألقدر على
تجسيدها و تنفيذها بحكم اتصالها المباشر مع المصالح المحلية .و قد تدرجت الدولة
في التنازل عن صالحياتها في اإلطار المحلي منذ اإلستقالل لصالح البلديات تدعيما
لركائز الالمركزية المنصوص دستوريا .غير أن توسيع صالحيات البلدية في إدارة
التنمية المحلية لم يقابله تدعيم إستقاللية المجالس المنتخبة عن السلطة المركزية ،من
خالل اإلستمرار في سياسة المخططات الوطنية من جهة ،ومن جهة أخرى فان
اإلصالحات المالية المتوالية لم تجسد رغبة المشرع في دعم استقاللية المالية المحلية
للبلدية خاصة بعد ازدياد صالحياته.
ال شك أن اإلبقاء على االنتخاب وسيلة وحيدة لتشكيل المجالس المحلية هو
تدعيم لإلستقاللية وتجسيد لفكرة الديمقراطية التشاركية التي تسمح بإشراك قاعدة
المجتمع المحلي إلى جانب الدولة في تخطيط وتنفيذ برامج التنمية المحلية .وهي من
بين الركائز األساسية التي يجب أن يضمنها قانون البلدية الحالي بعد التحوالت التي
شهدها النظام السياسي في هذا االتجاه.
إن اإلطار البشري هو اآلخر يشكل ركيزة أساسية إلدارة فعالة للتنمية المحلية
بل يعتبر وسيلة و أساس التنمية المحلية في آن واحد وهو ما يحتم على المشرع وضع
قواعد لتنظيمه بما يسمح للعنصر البشري التكفل بالحاجيات المحلية دون استعانة من
السلطة المركزية.
93
الخــــــــــــاتمة
الخــــــــــــــاتمة:
عرضنا من خالل هذه المذكرة موضوع البلدية كتنظيم إداري ال مركزي في
النصوص الجزائرية،حيث تمت مناقشته بالوصف والتحليل ألهم هيئة مشكلة للنواة
األولى لقاعدة النظام اإلداري الالمركزي الجزائري والمتمثلة في البلدية من خالل
التعريف بها والتطرق إلى المراحل التاريخية التي مرت بها تزامنا مع الظروف
السياسية و اإلجتماعية و اإلقتصادية التي سادت البالد في كل فترة زمنية .وتحديد
صالحياتها و إختصاصات هيئاتها ،باإلضافة إلى بحث المحاور الكبرى المتضمنة
في قانون البلدية والمتعلقة أساسا بتعزيز الديمقراطية التشاركية من خالل إشراك
المجتمع المدني في تسيير الشؤون المحلية ،دور الرقابة اإلدارية و فعالية البلدية في
تنفيذ مشاريع التنمية المحلية.
تم التطرق في موضوع البحث للمجلس الشعبي البلدي كهيئة مداولة عن طريق
تعريفه وكذا تشكيله ،حيث يعتبر هذا العنصر من أهم العناصر ذات األهمية في
تحديد طبيعة الدور المؤدي إلى تحقيق الفعالية في التسيير اإلداري على مستوى
البلدية بهدف تحقيق التنمية المحلية وهذا من خالل عرض تفاصيل النظام االنتخابي
على مستوى المجالس المحلية البلدية المتضمن للشروط القانونية للترشح لنيل عضوية
المجالس المحلية ،وتحقق مظاهر التعددية السياسية داخل المجالس البلدية عن طريق
االنتخاب و تطبيق مؤشرات الحكم الراشد داخل تنظيم البلدية من خالل قراءة وتفسير
النصوص وأهم التعديالت التي جاء بها قانون البلدية 00-00من خالل :
-تحديد صالحيات وسلطات المنتخبين في المجالس البلدية ،ودور رئيس المجلس
الشعبي البلدي وكذا نوابه ولجان وسير عمل المجلس.
-تحديد الهيئات التي تقوم عليها البلدية ووضع نظام جديد لسير المداوالت .وأعطى
توضيح أفضل لعالقات مختلف الهيآت المنتخبة فيما بينها مع تحديد أكثر لألعمال التي
تخضع للمصادقة.
94
الخــــــــــــاتمة
ضف إلى ذلك ،تم التطرق إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي على إعتبار
الدور الهام الذي يقوم به والصفة المزدوجة التي يحملها كممثل للدولة والبلدية في
نفس الوقت ،هذا من خالل النظام القانوني المحدد لكيفية إختياره وإنهاء مهامه و
إلغاء المادة 22من قانون البلدية 00-20ووضع رئيس المجلس الشعبي البلدي في
مأمن من التقلبات عن طريق إلغاء إجراء سحب الثقة ،بإعتبار أن رئيس البلدية هو
ممثل للدولة فقد تم إخضاعه للقسم و هو إجراء جديد من شأنه أن يعزز مكانة رئيس
البلدية.
هذا باإلضافة إلى بحث مختلف االختصاصات التي يتمتع بها رئيس المجلس
كممثل للبلدية فيما يخص األعمال اإلدارية بصفته رئيسا للبلدية من جهة وبصفته
رئيسا للمجلس في ما يتعلق بالمهام التنفيذية ،ثم صالحياته كممثل للدولة من خالل
تمتعه بصفة ضابط الحالة المدنية ،وضابط للشرطة القضائية وكذا صالحياته في
مجال الضبط اإلداري.
ثم تم التعرض إلى التنمية المحلية كمشروع قاعدي ذو طابع اجتماعي تنموي
بالدرجة األولى من خالل عالقتها بالحياة اليومية واإلطار المعيشي للمواطن ،وهذا
انطالقا من تقديم تعريف لهذا المفهوم باإلضافة إلى فعالية المجلس في تحقيق التنمية
المحلية واإلشكاالت المثارة حول كونها خطة تنموية مفروضة من السلطة و تحديد
موقع المجالس المحلية في دور التنمية المحلية ،من خالل كونها فاعل أساسي على
المستوى المحلي في بلورة نظرة عامة لخطة التنمية والعمل على تجسيدها أم هي
مجرد أدوات تنموية في يد السلطة من حيث اقتصار دورها على التنفيذ فقط ،وهذا
بالتعرض بالنقاش والتحليل إلى موقعها ضمن مختلف المراحل التي يمر بها المخطط
البلدي للتنمية المقترحة لمختلف المشاريع المتضمنة فيه وتمويلها من طرف السلطات
العمومية ،و واقع الحال يشير إلى أن نجاح البلدية في دورها التنموي على المستوى
المحلي وتلبية متطلبات المواطنين المحليين وتحسين الخدمات المقدمة لهم ،مرهون
بمدى االستقالل الذي تتمتع به أن نظام الرقابة الوصائية يسير نحو تعزيز التدخل
95
الخــــــــــــاتمة
المستمر للسلطات المركزية في مختلف نواحي الحياة القانونية للبلدية خاصة في ما
يتعلق بتعزيز سلطة الوالي على حساب حرية واستقاللية المجلس الشعبي البلدي ،مما
يؤكد نية المشرع في اإلبقاء على الهيئة المحلية تحت مجهر الرقابة .
رغم ما جاء به القانون الجديد من تعديالت جوهرية ،إال أنه مازالت تقف
أمامه مجموعة من التحديات ولهذا سنتطرق إلى جملة من التوصيات واالقتراحات
أهمها:
-تعزيز أنماط االتصال بين اإلدارة و المواطن لتحقيق كفاءة و فعالية المشاركة
الشعبية و ليس النص على أنها حق و واجب ،من خالل تفعيل المشاركة في صنع
و تنفيذ السياسات و القرارات.
-اإلسراع بإصدار النصوص التنظيمية التي تكمل هذا القانون خاصة منها المتعلق
باألمين العام للبلدية.
-وجوب التصريح بالممتلكات و لتحقيق معايير المساءلة و الشفافية.
-تدعيم مبدأ حرية و إستقالل البلدية من الناحية النظرية أي على مستوى النصوص
القانونية ،ومن الناحية العملية أي في التطبيق الميداني لهذه النصوص ويكون ذلك:
بالتخفيف من شدة الرقابة الوصائية خاصة الممارسة على أعمال البلدية وتدعيم
أكثر إلستقاللها ،إقامة العالقات بين البلدية و السلطات الوصائية على أساس
تقديم الرأي والمشورة و التعاون خاصة في الهيئات المحلية التي ال تتوفر فيها
الكفاءة اإلدارية المطلوبة وال الموارد الذاتية و توفير ضمانات ألعضاء المجالس
الشعبية البلدية لممارسة إختصاصاتها بكل حرية و إستقالل.
96
المصادر و المراجع
الدساتير :
القوانين :
97
المصادر و المراجع
المراسيم :
98
المصادر و المراجع
99
المصادر و المراجع
100
المصادر و المراجع
-00محمود سامي جمال الدين ،اإلدارة و التنظيم اإلداري ،الطبعة األولى ،مؤسسة دار
الكتاب ،الكويت . 0220 ،
-02نائل عبد الحافظ العواملة ،إدارة التنمية :األسس النظريات التطبيقات العملية ،
الطبعة األولى ،دار زهران للنشر و التوزيع ،عمان . 5000 ،
-50هاني علي الطهراوي ،قانون اإلدارة المحلية (الحكم المحلي في األردن
و بريطانيا) ،بدون طبعة ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،االردن . 5004 ،
-0بومدين طاشمة ،الحكم الراشد و مشكلة بناء قدرات اإلدارة المحلية في الجزائر،
مداخلة مقدمة في ملتقى وطني حول التحوالت السياسية إشكالية التنمية في الجزائر:
واقع و تحديات ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف 01-01 ،ديسمبر ، 5000
، www.univ-chlef.dzاطلع بتاريخ 5002/02/50الساعة .50:50
- 5عالء الدين عشي ،النظام القانوني للبلدية في الجزائر ،مجلة الفقه و القانون ،تاريخ
، 5005 ديسمبر الثاني العدد ، 5005 ديسمبر 01 النشر
، www.majalah.new.maاطلع عليه بتاريخ 5002/02/52الساعة .02:20
-2عمار بوضياف ،الرقابة اإلدارية على مداوالت المجالس البلدية في التشريعين
الجزائري و التونسي ،مداخلة مقدمة في الملتقى الدولي الخامس حول دور و مكانة
الجماعات المحلية في الدول المغاربية ،مخبر اثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع
الجزائري ،جامعة دمحم خيضر بسكرة .المنعقد يومي 02و 04ماي ،5002
، www.univ-biskra.dzاطلع بتاريخ 5002/02/20الساعة . 02:51
كرست الـ''ال استقرار'' في المجالس البلدية ،تدخل
-4دمحم شراق ،قوانين الداخلية ّ
بوجمعة غشير (رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق اإلنسان ) ،جريدة الخبر ،الجزائر ،
عدد ليوم السبت 00ديسمبر ،www.elkhabar.com ، 5005اطلع عليه بتاريخ
5002/04/50الساعة .02:20
101
المصادر و المراجع
-0بلجياللي احمد ،إشكالية عجز ميزانية البلديات ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير ،فرع تسيير المالية العامة ،كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير
و العلوم التجارية ،قسم العلوم االقتصادية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان -5002 ،
.5000
-5بن ناصر بوطيب ،الرقابة الوصائية و أثرها على المجالس الشعبية البلدية في
الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ،مدرسة الدكتوراه تحوالت
الدولة كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،
.5000-5000
-2جيدي عتيقة ،إدارة الجماعات المحلية في الجزائر ،مذكرة مفدمة لنيل شهادة
الماستر في العلوم السياسية تخصص سياسة عامة و إدارة محلية ،جامعة دمحم خيضر
بسكرة ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،قسم العلوم السياسية5002.-5005 ،
-4سي يوسف احمد ،تحوالت الالمركزية في الجزائر :حصيلة و افاق ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون فرع تحوالت الدولة ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري،
تيزي وزو5002. ،
-2صالحي عبد الناصر ،الجماعات اإلقليمية بين االستقاللية و التبعية ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير تخصص الدولة و المؤسسات العمومية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر،
بن عكنون 5000.-5002 ،
-1عبد الحليم تينة ،تنظيم اإلدارة البلدية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في الحقوق
تخصص قانون إداري ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة دمحم
خيضر بسكرة 5004.-5002 ،
-1عشاب لطيفة ،النظام القانوني للبلدية في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة ماستر
أكاديمي ،تخصص قانون اإلداري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق
،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة .5002-5005 ،
102
المصادر و المراجع
-0علي دمحم ،مدى فاعلية دور الجماعات المحلية في ظل التنظيم االداري الجزائري،
مذكرة لنيل شهادة الماجستير في قانون االدارة المحلية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية
،جامعة ابو بكر بلقايد ،تلمسان 5005.-5000 ،
-2غزيز دمحم الطاهر ،آليات تفعيل دور البلدية في ادارة التنمية المحلية بالجزائر،
مذكرة مفدمة لنيل شهادة الماجستير في تخصص تحوالت الدولة ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة . 5000-5002 ،
103
المصادر و المراجع
1- www.joradp.dz
2- www.univ-chlef.dz
3- www.univ-biskra.dz
4- www.elkhabar.com
5- www.el-mouradia.dz
6 -www.interieur.gov.dz
7- www.majalah.new.ma
104
الفهـــــــــــــــرس
01 مــــــــقدمــــــــة
96 الفصل األول :البلدية كقاعدة لالمركزية االدارية
90 المبحث األول :مفهوم البلدية
90 المطلب األول :تعريف البلدية ،خصائصها و إنشائها
02 الفرع األول :تعريف البلدية
02 أوال :األساس الدستوري
00 ثانيا :تعريف قانون البلدية
00 الفرع الثاني :إنشاء البلدية و خصائصها
00 أوال :إنشاء البلدية
05 ثانيا :خصائص البلدية
13 المطلب الثاني :التطور التاريخي للبلدية
02 الفرع األول :مرحلة االستعمار
04 أوال :البلديات األهلية
04 ثانيا :البلديات المختلطة
02 ثالثا :بلديات كاملة الصالحيات
01 الفرع الثاني :مرحلة االستقالل
01 أوال :المرحلة االنتقالية من 1962إلى 1967
01 ثانيا :مرحلة التفكير في إنشاء قانون البلدية
01 ثالثا – مرحلة قانون البلدية 54-11
00 رابعا :مرحلة قانون البلدية 00-20
00 خامسا :مرحلة قانون البلدية 00-00
49 المبحث الثاني :هيئات البلدية
49 المطلب األول :المجلس الشعبي البلدي
50 الفرع األول :تشكيل المجلس الشعبي البلدي
105
الفهـــــــــــــــرس
106
الفهـــــــــــــــرس
107
الفهـــــــــــــــرس
108
الفهـــــــــــــــرس
109
الفهـــــــــــــــرس
المبحث الثالث :اثر الرقابة الوصائية على فعالية المجالس الشعبية البلدية 07
07 المطلب االول :االستقالل الوظيفي للهيئة البلدية المنتخبة
01 الفرع االول :رقابة الوالي على مداوالت المجلس الشعبي البلدي
01 الفرع الثاني :تراجع في بعض اختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي
00 المطلب الثاني :اشراك الهيئات البلدية المنتخبة في التنمية المحلية
02 الفرع االول :تحسين الموارد المالية المحلية
20 الفرع الثاني :فعالية الهيئات البلدية المنتخبة في التنمية المحلية
20 اوال :دور المجلس الشعبي البلدي في اعداد و تنفيذ المخطط البلدي للتنمية
24 ثانيا :المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير و مخطط شغل االراضي
07 الخــــــــــــــاتمة
00 قائمة المصادر و المراجع
110