You are on page 1of 113

‫الجمهـورية الجزائريــة الديمقــراطية الشعبيـــة‬

‫وزارة التعليم العايل و البحـث العلمي‬


‫جامعة د‪ .‬الطاهر موالي – سعيدة ‪-‬‬
‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم احلقوق‬

‫البلدية كتنظيم إداري ال مركزي‬


‫في النصوص الجزائرية‬

‫مذكـرة لنيـل شهـادة املاستـر‬

‫التخصـص‪ :‬إدارة مجاعات حملية‬

‫حتت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫بن اح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمد احل ـ ـ ـ ـ ـ ــاج‬ ‫مولـ ـ ـ ـ ـ ــى اخلـ ـ ـ ـ ــلوة خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادم‬

‫جلنة املناقشة‬
‫األستاذ‪ :‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعيدي الشـ ـ ـ ــيخ ‪...................................‬رئيسا‬

‫األستاذ‪ :‬بن احـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمد احلاج ‪...................................‬مشرفا ومقررا‬

‫األستاذ‪ :‬بن عـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيسى احـ ـ ـ ـ ـ ــمد‪....................................‬عضوا مناقشا‬

‫األستاذ‪ :‬ح ـ ـ ـ ـ ــمادو دحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمان‪...................................‬عضوا مناقشا‬

‫السنة اجلامعية ‪4102/4102‬‬


‫اهداء‬
‫اىل روح وادلي رمحة هللا عليه‬

‫من اجل لك اثنية و حلظة يف حياته كرسها ألجل راحيت و سعاديت و جنايح‬

‫تغمده هللا برمحته الواسعة و اسكنه جنته الفس يحة‬

‫راجية منه أأن يكون معيل صدقة جارية هل‬

‫اىل وادليت حفضها هللا و أأطال يف معرها‬

‫اىل اخويت و أأخوايت‬


‫لكمة شكر‬

‫امحلد و الشكر لكه هلل عز و جل عىل حسن توفيقه يل‬

‫أأتقدم ابلشكر و الامتنان و العرفان العظمي اىل ا ألس تاذ املرشف بن امحد احلاج اذلي‬
‫رشيف بقبوهل و ارشافه عىل مذكريت أأسأأل هللا أأن جيزيه خري اجلزاء‬

‫العمل هذا مناقشة لقبوهلم املناقشة جلنة ألعضاء امتناين و بشكري أأتقدم كام‬

‫اىل لك من ساعدين يف اجناز هذه املذكرة‬


‫مقدمــــــــــــــة‬

‫مـــــقدمــــــــة‪:‬‬

‫إن ألسلوب النظام اإلداري الالمركزي في الدولة الحديثة أسسه و مبرراته‬


‫التي تدعم حتمية وجوده في أي من التنظيمات اإلدارية السائدة في الدولة الحديثة‪،‬‬
‫فيعتبر الوسيلة القانونية و الفنية المثلى إلنجاز تطبيق مبادئ الديمقراطية التشاركية‬
‫و مبدأ مركزية التخطيط وال مركزية التنفيذ و وسيلة تجسد مبدأ الديمقراطية اإلدارية‬
‫و يعتبرعملية ناجعة لتوعية و تكوين الجماهير سياسيا و اجتماعيا عن طريق‬
‫ممارسة حق المشاركة في التنظيم و تسيير إدارة شؤونهم العامة على مستوى‬
‫الهيئات و المؤسسات اإلدارية الالمركزية ‪. 1‬‬

‫و يعد النظام اإلداري الالمركزي أساسا متينا تقوم عليه الديمقراطيات الحديثة‬
‫و نظاما إداريا لتسيير شؤون الدول ال يستغنى عنه‪ ،‬و أضحت الالمركزية معيارا‬
‫مهما من معايير قياس الحكم الراشد في أي دولة ‪ ،‬ففي عصر العولمة و ما حملته‬
‫من مفاهيم أصبحت المركزية مرادفا للحكم الشمولي و ديكتاتورية الحكم ‪. 2‬‬
‫كما أن الشعوب التي أضحت واعية سياسيا من خالل التعددية الحزبية‬
‫و انتشار وسائل اإلعالم و االتصال ‪ ،‬صار لزاما أن تتنازل األنظمة عن تسيير‬
‫الشؤون المحلية على األقل لهيئات يعهد للمواطنين اختيارها بحرية كأسلوب‬
‫للمشاركة في تسيير شؤونهم و يتمثل ذلك في المجالس المحلية المنتخبة عموما ‪.‬‬
‫يستند النظام اإلداري الالمركزي على أساس تفتيت و توزيع سلطات الوظيفة‬
‫اإلدارية في الدولة بين اإلدارة المركزية من جهة و بين هيئات ووحدات إدارية‬
‫أخرى مستقلة و متخصصة على أساس إقليمي جغرافي من ناحية وعلى أساس فني‬
‫موضوعي من ناحية أخرى‪ ،3‬مع وجود رقابة وصائية إدارية على هذه الوحدات‬

‫‪ 1‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري (النظام اإلداري)‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫‪ ،‬الجزائر ‪ ، 5002 ،‬ص ‪. 542‬‬
‫‪ 2‬سي يوسف احمد ‪ ،‬تحوالت الالمركزية في الجزائر حصيلة و آفاق ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‬
‫فرع تحوالت الدولة ‪ ،‬كلية الحقوق ‪،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ، 5002 ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ 3‬عمار عوابدي ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.522‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمــــــــــــــة‬

‫‪1‬‬
‫و بين‬ ‫و الهيئات الالمركزية لضمان إحترام السياسة العامة و الخطط الوطنية‬
‫عملية تنفيذها و انجازها و بناءا عليه تستند الالمركزية على أركان متماسكة‬
‫و مترابطة تتمثل في ‪:2‬‬
‫‪ -‬اإلعتراف بوجود مصالح محلية متميزة عن المصالح الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء أجهزة محلية منتخبة و مستقلة إلدارة و تولي تلك المصالح ‪.‬‬
‫‪ -‬خضوع تلك األجهزة لدى قيامها بتلك المصالح لرقابة اإلدارة المركزية ‪.‬‬
‫و قد تبنت الجزائر العمل بنظام الالمركزية اإلدارية و عملت على خلق ما‬
‫يسمى بإدارة محلية تهتم بتسيير الشؤون المحلية‪ ،‬التي تعتبر من مظاهر الدولة‬
‫الحديثة و شغلت البلدية مجاال هاما كقاعدة للتنظيم اإلداري الالمركزي ‪ ،‬وألن‬
‫البلدية تشكل التعبير عن الديمقراطية وبما أننا نستطيع الحكم عن بعد لكننا ال نستطيع‬
‫التسيير إال عن قرب‪ ،‬فإن الالمركزية ممثلة بالبلدية تبدو لنا الجواب األحسن للتمثيل‬
‫الديمقراطي الفعال‪.‬‬
‫ولقد أرسى الدستور الجزائري لسنة ‪ 0221‬المؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر ‪1996‬‬
‫المعدل ‪ ،‬قاعدة التنظيم اإلداري الالمركزي اإلقليمي و اعتبر البلدية قاعدة‬
‫الالمركزية في المادة ‪ 15‬منه بقولها "الجماعات اإلقليمية للدولة هي البلدية‬
‫والوالية‪ ،‬البلدية هي الجماعة القاعدية" و خصها بقانون يحدد هيئاتها وأساليب‬
‫تشكيلها واختصاصاتها وعالقتها بالسلطة المركزية ‪ ،‬و وصفها في المادة األولى من‬
‫قانون البلدية ‪ 00-00‬المؤرخ في ‪ 55‬يونيو ‪ 5000‬بأنها جماعة إقليمية قاعدية في‬
‫الدولة‪.‬‬
‫لقد مرت البلدية بالعديد من المراحل و التعديالت التي شملت نصوصها‬
‫القانونية بد ًءا من المرحلة االنتقالية ‪ 0211-0215‬إلى القانون ‪ 00-20‬المؤرخ في‬
‫‪ 01‬ابريل ‪ 0220‬المتعلق بالبلدية ‪ ،‬الذي جاء في ظل مرحلة تميزت بتوجهات‬

‫‪ 1‬دمحم رفعت عبد الوهاب ‪ ،‬القانون اإلداري (طبيعة القانون اإلداري ‪ ،‬التنظيم اإلداري ‪ ،‬الموظفون العموميون ‪،‬‬
‫أموال اإلدارة العامة) ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،5002 ،‬ص‬
‫‪.500‬‬
‫‪ 2‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬اإلدارة المحلية الجزائرية ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة ‪،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،5002‬ص ‪.50‬‬
‫‪2‬‬
‫مقدمــــــــــــــة‬

‫ومبادئ جديدة أرساها دستور ‪ 1989‬المؤرخ في ‪ 23‬فيفري ‪ 1989‬باعتماد نظام‬


‫التعددية الحزبية واالنفتاح االقتصادي ‪ ،‬إال أن تطبيق هذا القانون لمدة عشرين سنة‬
‫أكد انه غير قادر على إستيعاب كل التوترات التي تحدث على المستوى البلدي ‪ ،‬من‬
‫هنا بات ضروريا إجراء بعض التعديالت على المنظومة التشريعية المسيرة للبلدية ‪،‬‬
‫فجاء قانون البلدية ‪ 00-00‬الذي يكتسي أهمية بالغة ألنه يندرج تحت إطار إصالح‬
‫الجماعات المحلية في ظل تطور الظروف و المعطيات السياسية و االقتصادية‬
‫خاصة و وصلت السلطات العمومية إلى قناعة أنه ال مفر من إصالح هياكل الدولة‬
‫المختلفة و هذا بغرض إعادة النظر في بناء الدولة و هياكلها و تثمين قدراتها‬
‫البشرية و تحديد مفهوم الخدمة العمومية ‪ ،‬مراعاة الحقوق و الحريات األساسية‪،‬‬
‫تكريس مفهوم الرشادة أو الحوكمة خاصة على المستوى المحلي و تسيير الشؤون‬
‫العامة بشفافية و المشاركة في صنع القرار و تحديد المسؤوليات على جميع‬
‫المستويات و محاربة الفساد بكل أشكاله و هذا ال شك يعد مشروعا ضخما و رؤية‬
‫جديدة لتسيير المؤسسات الدستورية و المصالح العمومية‪.1‬‬
‫إشكالية البحث ‪:‬‬
‫إنطالقا من أن البلدية تشكل القاعدة اإلقليمية و الالمركزية للدولة و أنها‬
‫جوهر الديمقراطية المحلية و مكان مشاركة المواطنين في تسيير شؤون البلدية‬
‫و فاعال أساسيا في إدارة اإلقليم و تحقيق انشغاالت التنمية المحلية و تمسك الدولة‬
‫بمبادئ الالمركزية يمكن إثارة اإلشكالية الرئيسية لهذه الدراسة‪:‬‬
‫هل تعتبر البلدية تجسيدا فعاال للتنظيم اإلداري الالمركزي و هيئة المركزية‬
‫حقيقية أم هيئة يحتضنها النظام المركزي؟‬
‫و تتفرع تحت هذه اإلشكالية مجموعة من األسئلة الفرعية الناجمة عن أهمية‬
‫هذه الدراسة‪:‬‬
‫باعتبار أن البلدية في التنظيم اإلداري الجزائري أهم إدارة جوارية و أن‬
‫المواطن كثير االحتكاك بها دائم االتصال بمصالحها بغرض تلبية سائر احتياجاته‪،‬‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر‪ ،5005 ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪3‬‬
‫مقدمــــــــــــــة‬

‫هل ساهم التنظيم اإلداري البلدي في ترقية الممارسة الديمقراطية‪ ،‬وتحسين عالقة‬
‫اإلدارة بالمواطن ؟ و ما هي أهم الصالحيات التي منحها القانون للمجلس الشعبي‬
‫البلدي و لرئيسه ؟‬
‫و ألن المجالس الشعبية البلدية هي األكثر عددا من المجالس المنتخبة‬
‫األخرى‪ ،‬هل تتمتع البلدية باالستقاللية الكافية للقيام بمهامها ؟ و ما درجة تأثير‬
‫الرقابة الممارسة من طرف السلطة الوصية على إستقالليتها في ممارسة مهامها‬
‫و فعاليتها لتحقيق التنمية المحلية ؟‬

‫أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬


‫من أهم األسباب التي دفعت بنا إلى إختيار هذا الموضوع ‪ ،‬ترجع إلى الدور‬
‫الكبير الذي تلعبه البلدية على جميع األصعدة السياسية واالجتماعية واالقتصادية‬
‫والى االهتمام العالمي باإلدارة المحلية لتكريس مبدأ المشاركة الشعبية في الحكم ‪،‬‬
‫وتجسيد مبادئ الديمقراطية والحرية في االختيار والمبادرة ‪ ،‬و معالجة واقع البلدية‬
‫وما يدور حولها من تساؤالت و انشغاالت حول طبيعة المهام المسندة إليها‬
‫و الصعاب التي تواجهها كونها فاعل بارز و مهم في اإلصالحات و في تطور‬
‫المجتمع من خالل تسليط الضوء على اإلصالحات التي جاء بها قانون البلدية‬
‫الجديد ‪.‬‬
‫أهمية الدراسة ‪:‬‬
‫تبرز األهمية الخاصة لموضوع البلدية كتنظيم إداري ال مركزي بالذات من‬
‫زوايا عدة أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬إن المجالس الشعبية البلدية هي األكثر عددا من المجالس المنتخبة األخرى حيث بلغ‬
‫عددها ‪ 0240‬مجلس‪.1‬‬
‫‪ -‬تعتبر البلدية قاعدة لالمركزية و مكان ممارسة المواطنة و تشكل إطار مشاركة‬
‫المواطن في تسيير الشؤون العمومية‪.1‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ في ‪ 04‬فبراير ‪ ، 0204‬المتعلق بالتنظيم االقليمي للبالد ‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ، 01‬الصادرة في ‪ 01‬فبراير ‪0204‬‬
‫‪4‬‬
‫مقدمــــــــــــــة‬

‫‪ -‬ألن البلدية أهم إدارة جوارية قريبة من المواطن و ألنه أكثر احتكاكا بها مقارنة‬
‫بباقي أجهزة الدولة و مهام المجالس البلدية أوسع نطاقا مقارنة بباقي المجالس‬
‫واختصاصات البلدية أشمل و أعم من اختصاصات باقي أجهزة الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬عالقة البلدية المتعددة مع مختلف المؤسسات الدستورية و المصالح اإلدارية و هياكل‬
‫الدولة المختلفة من خالل استناد قانون البلدية ‪ 00-00‬لـ ‪ 02‬نص ذو طابع تشريعي‬
‫مما يؤكد أهمية هذا القانون من جهة و أهمية الهيكل اإلداري الذي يحكمه‪.2‬‬
‫المناهج المستخدمة ‪:‬‬
‫ومن أجل معالجة إشكالية البحث المقدمة سابقا إعتمدت في هذا البحث على‪:‬‬
‫المنهج الوصفي التحليلي بصفة أساسية باعتباره المنهج األكثر مالئمة لوصف‬
‫و تحليل النصوص القانونية التي تضمنها القانون الجديد للبلدية رقم ‪،10-11‬‬
‫باإلضافة إلى إستخدام األسلوب التاريخي الذي كان ضروريا في سرد المراحل التي‬
‫مرت بها البلدية موضوع الدراسة‪.‬‬
‫صعوبات البحث ‪:‬‬
‫لكل بحث صعوبات ال يكاد يسلم منها أي باحث‪ ،‬ومن أهم هذه الصعوبات‪:‬‬
‫ندرة الدراسات القانونية المتعلقة بقانون البلدية الجديد خاصة و أن ما‬ ‫‪-‬‬
‫كتب في هذا الموضوع من دراسات كان قبل تعديل القانون و ذلك ما نجم‬
‫عنه صعوبة في تحليل بعض المواد‪.‬‬
‫‪ -‬شمولية الموضوع وعمقه مما صعب علينا حصره‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 05‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‪.‬‬


‫‪ 2‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 001‬‬
‫‪5‬‬
‫مقدمــــــــــــــة‬

‫خطة البحث ‪:‬‬


‫لإلجابة على التساؤالت السابقة قمنا بتقسيم البحث إلى فصلين‪:‬‬
‫الفصل األول بعنوان البلدية كقاعدة لالمركزية االدارية و يضم هذا الفصل ثالث‬
‫مباحث ‪ ،‬المبحث األول حول مفهوم البلدية و المبحث الثاني يضم هيئات البلدية‬
‫و المبحث الثالث تحدثت من خالله عن مظاهر التعددية الحزبية و الحكم الراشد في‬
‫تنظيم البلدية‪.‬‬
‫الفصل الثاني بعنوان البلدية بين الرقابة الوصائية واالستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬
‫تناولت من خالل هذا الفصل ثالث مباحث ‪ ،‬المبحث األول حول صالحيات البلدية و‬
‫المبحث الثاني عن مفهوم الرقابة الوصائية في نظام الالمركزية اإلدارية‬
‫و المبحث الثالث عن أثر الرقابة الوصائية على فعالية المجالس الشعبية البلدية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول ‪ :‬البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية ‪.‬‬

‫إن الجزائر ومنذ سنوات مضت حاولت إرساء نظام الالمركزية ‪ ،‬ويتضح هذا‬
‫جليا من خالل الصالحيات الواسعة التي أوكلت للبلدية‪ ،‬األمر الذي جعلها تكتسي‬
‫‪1‬‬
‫كونها أصبحت الهيئة‬ ‫أهمية خاصة في التنظيم اإلداري المحلي للدولة الجزائرية‬
‫القاعدية األولى التي يلجأ إليها المواطن‪ ،‬سواء لطلب مصلحة أو للتعبير عن ضرر أو‬
‫لطلب حماية‪ ،‬وهذا كله انطالقا من اعتبار البلدية رمزا قاعديا للدولة‪ ،‬تمثل وزنا‬
‫شعبيا عن طريق المنتخبين ‪ ،‬وهي بذلك مطالبة بالتأقلم مع هذا الواقع بتجسيدها لهذه‬
‫التغيرات‪.‬‬
‫وحتى تتمكن البلدية من تحقيق كل هذه الطموحات فإن عليها أن تستفيد من‬
‫النظرة الجديدة للتنظيم والتسيير والمهام والموارد‪ ،‬وذلك عبر اإلصالحات المستمرة‬
‫في كافة المجاالت االقتصادية والسياسية‪ ،‬االجتماعية والثقافية‪ ،‬وعليه سوف‬
‫من خالل الدستور و قانون البلدية‬ ‫نستعرض في هذا الفصل تعريف البلدية‬
‫و الخصائص التي تتمتع بها ‪ ،‬إنشاؤها ثم التطور التاريخي لنظام البلدية في الجزائر‬
‫متوقفين عند أهم المراحل في الحقبة االستعمارية‪ ،‬ومرحلة ما بعد االستقالل ثم‬
‫نتطرق إلى الهيئات التي تحكم سير البلدية‪ .‬ومن ثم نعالج تطبيق مبادئ الديمقراطية‬
‫من خالل التعددية الحزبية في تنظيم البلدية و نالمس مؤشرات الحكم الراشد في هذا‬
‫التنظيم ‪ ،‬ضمن ثالث مباحث مقسمة كالتالي ‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم البلدية ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬هيئات البلدية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مظاهر التعددية الحزبية و الحكم الراشد في تنظيم البلدية‪.‬‬

‫‪ 1‬جمال زيدان ‪ ،‬إدارة التنمية المحلية في الجزائر (بين النصوص القانونية و متطلبات الواقع)‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار‬
‫األمة للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر‪ ،5004 ،‬ص ‪. 05‬‬
‫‪7‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم البلدية‪.‬‬

‫تفرض علينا هذه الدراسة تسليط الضوء أوال على تعريف البلدية و إنشائها ثم‬
‫إبراز أهم مراحل تطورها سواء في المرحلة اإلستعمارية أو مرحلة ما بعد االستقالل‬
‫و هذا ما سوف نتناوله قي هذا المبحث في مطلبين األول عن تعريف البلدية‪،‬‬
‫خصائصها و إنشائها و الثاني عن تطورها التاريخي في الجزائر ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف البلدية ‪ ،‬خصائصها و إنشائها‪.‬‬

‫ذكر المشرع الجزائري البلدية باعتبارها جماعة إقليمية و اختلف ذلك بحسب‬
‫الدستور‪ ،‬بدأ بدستور ‪ 11963‬مرورا بدستور ‪ 20211‬و دستور ‪ 31989‬إلى دستور‬
‫‪ ،4 1996‬و نظمها في قوانين تخصها ممثلة في األمر‪ ،554-11‬القانون رقم ‪-20‬‬
‫و القانون رقم ‪.7 00-00‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪00‬‬

‫‪ 1‬دستور الجزائر لسنة ‪ 1963‬المؤرخ في ‪ 00‬سبنمبر ‪ 1963‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 64‬الصادرة في ‪00‬‬
‫سبتمبر ‪.0212‬‬
‫‪ 2‬دستور الجزائر لسنة ‪ 1976‬الصادر بموجب األمر ‪ 21-11‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ، 1976‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 94‬الصادرة في ‪ 24‬نوفمبر‪1976‬‬
‫‪ 3‬دستور الجزائر لسنة ‪ 1989‬الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪ 00-02‬المؤرخ في ‪ 23‬فيفري ‪، 1989‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 09‬الصادرة في ‪ 01‬مارس‪1989‬‬
‫‪ 4‬دستور الجزائر لسنة ‪ 1996‬الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪ 420-21‬المؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر ‪1996‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 76‬الصادرة في ‪ 08‬ديسمبر‪ ، 1996‬المعدل بموجب قانون رقم ‪ 02-05‬المؤرخ في ‪00‬‬
‫ابريل ‪ ، 5005‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 52‬الصادرة في ‪ 04‬ابريل ‪ ، 5002‬المعدل بموجب قانون رقم ‪02-00‬‬
‫المؤرخ في ‪ 02‬نوفمبر ‪ ، 5000‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 12‬الصادرة في ‪ 01‬نوفمبر ‪.5000‬‬
‫‪ 5‬االمر‪ 54-11‬المؤرخ في ‪ 00‬يناير ‪ 0211‬المتضمن القانون البلدي ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 01‬الصادرة في ‪00‬‬
‫يناير ‪0211‬‬
‫‪ 6‬قانون رقم ‪ 00-20‬مؤرخ في ‪ 01‬ابريل ‪ 0220‬المتعلق بالبلدية ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 02‬الصادرة في ‪00‬‬
‫ابريل ‪.0220‬‬
‫‪ 7‬قانون رقم ‪ 00-00‬مؤرخ في ‪ 55‬يونيو ‪ 5000‬المتعلق بالبلدية ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 21‬الصادرة في ‪ 02‬يوليو‬
‫‪.5000‬‬
‫‪8‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف البلدية ‪.‬‬

‫سنحاول تعريف البلدية من خالل تعريف الدستور و تعريف قانون البلدية‬


‫الجزائري فيما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬األساس الدستوري ‪.‬‬

‫لقد نص دستور‪1 1963‬على البلدية بقوله‪ " :‬الدولة الجزائرية دولة موحدة‪،‬‬
‫منظمة على شكل جماعات إقليمية و إدارية و اقتصادية و اجتماعية ‪ ،‬البلدية هي‬
‫الجماعة اإلقليمية و اإلدارية‪ ،‬االقتصادية و االجتماعية القاعدية " ‪.‬‬
‫و عرفها دستور ‪ 0211‬بقوله‪ " :‬المجموعات اإلقليمية هي الوالية و البلدية‬
‫"‪ .2‬أما دستور ‪ 1989‬أشار إليها بأن "الجماعة اإلقليمية للدولة هي الوالية و البلدية‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ،‬كما أشار‬ ‫البلدية هي الجماعة اإلقليمية"‪ ، 3‬وهو ما أبقى عليه دستور‪1996‬‬
‫القانون المدني‪ 5‬إلى البلدية في المادة ‪ 49‬في الفقرة األولى منه قائال "األشخاص‬
‫االعتبارية هي الدولة‪ ،‬الوالية و البلدية "‪ .‬و الشخصية المعنوية تتمتع بها البلدية‬
‫‪6‬‬
‫و ليس المجلس الشعبي البلدي الذي ال يغدو أن يكون هيئة تعبر عن إرادتها‬
‫و يمارس االختصاصات التي منحها القانون لهذه الوحدة ‪. 7‬‬
‫و مما ال شك فيه فان الوجود الدستوري للمجالس البلدية المنتخبة يضمن لها‬
‫مكانة مميزة بين مؤسسات الدولة و هيئاتها المختلفة و يضفي عليها شرعية دستورية‬
‫تمكنها من ممارسة الدور المنوط بها على الصعيد التنموي‪.8‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعريف قانون البلدية ‪.‬‬


‫‪ 1‬المادة ‪ 02‬من دستور ‪. 0212‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 21‬من دستور ‪. 0211‬‬
‫‪3‬‬
‫من دستور ‪. 0202‬‬ ‫المادة ‪ٍ 02‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 02‬من دستور ‪. 0221‬‬
‫‪ 5‬األمر رقم ‪ 20-12‬المؤرخ في ‪ 51‬سبتمبر ‪ 0212‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫‪ 6‬صالح فؤاد‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت لبنان ‪، 0205 ،‬‬
‫ص ‪001‬‬
‫‪ 7‬دمحم رفعت عبد الوهاب ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ 8‬عمار بوضياف ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪، 5002 ،‬‬
‫ص ‪.244‬‬
‫‪9‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫اختلف تعريف البلدية حسب القانون الذي نظمها و الفترة التي جاء فيها ‪ ،‬فلقد‬
‫عرفها قانون البلدية رقم ‪ 54-11‬المؤرخ في ‪ 00‬يناير ‪ 0211‬قائال "البلدية هي‬
‫الجماعة اإلقليمية السياسية واإلدارية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية األساسية "‪.1‬‬
‫وهذا ما يبرهن كثرة وظائف البلدية في ظل النظام االشتراكي آنذاك‪.‬‬

‫و كان قد عرفها المشرع أيضا بموجب المادة األولى من القانون رقم‪00- 20‬‬
‫المؤرخ في ‪ 01‬أفريل ‪ 0220‬المتعلق بقانون البلدية ‪" :‬البلدية هي الجماعة اإلقليمية‬
‫األساسية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي" ‪.2‬‬
‫ثم عرف المشرع الجزائري البلدية في القانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في‬
‫‪ 55‬جويلية ‪ 5000‬المتعلق بقانون البلدية بأن "البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية‬
‫‪3‬‬
‫للدولة‪ ،‬وتتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة‪ .‬وتحدث بموجب القانون"‬
‫القانون"‪ 3‬و اعتبرها جماعة قاعدية ‪ ،‬كما أضاف في المادة الثانية منه أن ‪":‬البلدية هي‬
‫هي القاعدة اإلقليمية لالمركزية ومكان ممارسة المواطنة و تشكل إطار مشاركة‬
‫المواطن في تسيير الشؤون العمومية " ‪ ،‬باعتبار البلدية تشكل اإلطار المؤسساتي‬
‫للممارسة الديمقراطية المحلية‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة األولى من األمر ‪ 54-11‬المتضمن القانون البلدي‬


‫‪ 2‬المادة األولى من القانون رقم ‪ 00-20‬المتعلق بالبلدية‬
‫‪ 3‬المادة األولى من القانون رقم ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‬
‫‪10‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬إنشاء البلدية و خصائصها ‪.‬‬

‫تتميز البلدية بميزات ذاتية و تنشأ بموجب قانون و هو ما سنوضحه كما يلي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬إنشاء البلدية‪.‬‬

‫تنشأ البلدية بموجب قانون حسب نص المادة األولى من القانون رقم ‪00-00‬‬
‫المتعلق بالبلدية ‪":‬البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة‪ .‬وتتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية والذمة المالية المستقلة‪ .‬وتحدث بموجب القانون"‪.‬‬

‫للبلدية إقليم جغرافي معين وله حدود معينة و مساحة معينة ‪ ،‬يحتوي على‬
‫عدد معين من السكان ويختلف من منطقة إلى أخرى‪ .‬ويعود هذا االختالف إلى عوامل‬
‫عديدة ومتعددة سواء كانت طبيعية أو اجتماعية‪.‬‬
‫ولكي نميز إقليم كل بلدية عن غيره البد أن يكون لها إسم يختار لها تبعا‬
‫للتنظيمات وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 01‬من القانون ‪ 00-00‬بقولها " للبلدية اسم‬
‫و إقليم ومقر رئيسي" ‪.‬‬
‫و تحدد الحدود اإلدارية للبلدية بموجب مرسوم صادر من طرف رئيس‬
‫الجمهورية بناءا على تقرير من وزير الداخلية ‪ ،‬بعد أخذ و استطالع رأي المجالس‬
‫الشعبية البلدية المعنية وإخطار المجلس الشعبي الوالئي الذي تقع في نطاق حدوده‬
‫اإلدارية البلدية أو البلديات التي وقع عليها التعديل‪. 1‬‬
‫وعندما تدمج أو تضم بلدية لبلدية أخرى‪ ،‬فإن البلدية الجديدة بعد عملية اإلدماج‬
‫أو الضم هي التي تستخلف البلديات المستخلفة ‪ ،‬أي تستخلفها في حقوقها والتزاماتها‬
‫القانونية وإذا تم إرجاع هذه البلديات إلى ما كانت عليه قبل التعديل فإن الحقوق‬
‫وااللتزامات الخالصة لهذه البلديات تعود إليها ‪.2‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 01‬من القانون ‪ 00 -00‬المتعلق بالبلدية ‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 00‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص البلدية ‪.‬‬

‫تمتاز البلدية في الجزائر بمجموعة من الخاصيات الذاتية أهمها ما يلي‪: 1‬‬

‫‪ -0‬إن البلدية هي وحدة أو هيئة إدارية المركزية إقليمية‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫و اإلستقالل المالي وهذه الخاصية ركزت عليها المادة األولى من قانون البلدية‬
‫‪.00-00‬‬
‫‪ -5‬يعتبر نظام البلدية في الجزائر صورة لالمركزية اإلدارية المطلقة ‪ ،‬بحيث أن‬
‫جميع أعضائها وجميع أعضاء هيئات ولجان تسييرها وإدارتها يتم إختيارهم بواسطة‬
‫اإلنتخاب ‪ .‬وال يوجد من بينهم أي عضو تم تعيينه أو تكليفه كما أن البلدية في النظام‬
‫اإلداري الجزائري تعتمد أساسا على مواردها الذاتية في تلبية وتغطية نفقات وحاجات‬
‫سكانها ‪.‬‬
‫‪ -2‬لقد خول المشرع الجزائري للبلدية إختصاصات ووظائف مختلفة وواسعة مقارنة‬
‫بالنظام البلدي الفرنسي‪.‬‬
‫‪ -4‬خضوعها للرقابة الوصائية ‪ ،‬و هذا ألن كل االختصاصات المقررة للبلدية‬
‫و كافة الشروط و اإلجراءات يجب أن تعمل في نطاقها و وفقا لها و ال يجوز الخروج‬
‫عنها و إال إعتبرت أعمال و تصرفات البلديات باطلة و غير مشروعة ‪ ،‬ألن البلدية‬
‫تعد وحدة سياسية و إدارية و اجتماعية و اقتصادية‪ .‬و تعد المركزية مطلقة في ظل‬
‫مبدأ وحدة الدولة الدستورية و السياسية‪.‬‬

‫‪ 1‬عشاب لطيفة ‪ ،‬النظام القانوني للبلدية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر اكاديمي ‪ ،‬تخصص قانون اإلداري‬
‫‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق ‪،‬جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪ ، 5002-5005 ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪12‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني ‪:‬التطور التاريخي للبلدية‪.‬‬

‫بإعتبار أن البلدية مرفقا عاما يتأثر باأليديولوجية السائدة في فترة ما وفي بلد‬
‫ما‪ ،‬فهو يتغير بتغير المكان و الزمان و تنطبق هذه المالحظة على الجزائر‪ ،‬سواء‬
‫المرحلة اإلستعمارية أو بعد اإلستقالل‪ ،‬و يجب معرفة ماضي وواقع هذا التنظيم ومن‬
‫أجل ذلك يجب دراسة المراحل التي مرت بها البلدية و من هذا المنطلق نجد أن‬
‫البلدية عرفت عدة تغيرات‪ ،‬سواء تعلق األمر بتسميتها أو بنظام تسييرها وحتى‬
‫هيئاتها وذلك ما سنتطرق له من خالل وضعيتها في مرحلة اإلستعمار‪ ،‬و وضعيتها‬
‫بعد اإلستقالل إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مرحلة االستعمار‪.‬‬

‫منذ إحتالل الجزائر على يد المستعمر الفرنسي‪ ،‬عرف التنظيم اإلداري بصفة‬
‫عامة والتنظيم البلدي بصفة خاصة عدة مراحل‪ ،‬بحيث كان اإلتجاه العام السائد هو‬
‫ربط النظام اإلداري الجزائري (المستعمرة) بنظام مركزي قوي‪ ،‬ال يترك للنظام‬
‫الالمركزي مجاال بالظهور إال على نطاق ضيق جدا‪ ،‬كما إعتمد المستعمر الفرنسي‬
‫على تقسيم البالد إلى أقاليم مدنية وأخرى عسكرية‪ ،‬تهدف إلى قهر الجزائريين‬
‫وتجريدهم من أمالكهم لفائدة المعمرين بإستعمال القوة العسكرية ومنذ عام ‪ 1844‬أقام‬
‫اإلحتالل الفرنسي على المستوى المحلي هيئات إدارية عرفت بالمكاتب العربية‪،‬‬
‫مسيرة من طرف ضباط اإلستعمار بهدف تمويل الجيش الفرنسي والسيطرة على‬
‫مقاومة الجماهير ‪ 1‬وكانت هذه المكاتب تؤدي أساسا دورا قمعيا يتمثل في حفظ النظام‬
‫و إستيفاء الضرائب و العدل و إحصاء السكان و المخابرات‪.‬‬

‫و‬ ‫‪ 1‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬القانون االداري ( التنظيم االداري النشاط االداري )‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار العلوم للنشر‬
‫التوزيع ‪ ،‬عنابة ‪ ، 5002 ،‬ص ‪. 020‬‬
‫‪13‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫وبعد اإلستتباب النسبي للوضع بالجزائر عمدت السلطات اإلستعمارية إلى تكييف‬
‫ومالئمة التنظيم البلدي تبعا لألوضاع والمناطق‪ ،‬فمنذ ‪ 1868‬أصبح التنظيم البلدي‬
‫بالجزائر يتميز بوجود ثالث أصناف من البلديات ‪: 1‬‬

‫أوال‪ :‬البلديات األهلية‪.‬‬

‫أقيمت في المناطق اآلهلة بالسكان الجزائريين والتي يشرف على إدارتها‬


‫أعوان الحاكم العام‪ ،‬حيث ليس لسكانها أي دور في إدارتها أو تسييرها‪ .‬وترتكز‬
‫خاصة في مناطق (الجنوب الصحراء) وفي بعض المناطق الصعبة والنائية في‬
‫الشمال إلى غاية ‪ . 21880‬وقد جرت عدة محاوالت من طرف السلطات اإلستعمارية‬
‫لتنظيم بلديات األهالي‪ ،‬فسميت بالدوار بحيث قسمت القبيلة إلى دواوير التي أعتبرت‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬ثم ظهرت البلدية في ثوب الفرع‪ ،‬ألنها تعتبر‬ ‫أولى المحاوالت التنظيمية البلدية‬
‫فرع إداري للوحدة العسكرية المتواجدة بمقر اإلقليم العسكري‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬البلديات المختلطة‪.‬‬

‫هي البلديات المشكلة من العنصر األوروبي والعنصر الوطني التي تقع في‬
‫الجنوب أين يقل العنصر األوروبي والمجالس البلدية بها‪ .‬وال ينتخب الرئيس بل يتم‬
‫تعيينه ويحكم إنشاء هذه البلديات القانون الصادر في ‪ 8‬فيفري ‪ . 1937‬وقد أنشأ في‬
‫‪4‬‬
‫وأصبحت‬ ‫مكان تلك البلديات عدة مراكز رئيسية انتزعت من إختصاصات القيادة‬
‫تدار بواسطة األوروبيين وحدهم ‪ .‬تتكفل بتسيير البلديات المختلطة هيئتان هما‪:‬‬

‫‪-‬المتصرف اإلداري ‪ :‬ويعتبر العنصر الفعال في البلدية و يخضع للسلطة الرئاسية‬


‫للحاكم أو الوالي العام من حيث التعيين و الترقية و التأديب ‪.5‬‬

‫‪ 1‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬القانون االداري ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.020‬‬
‫‪ 2‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.020‬‬
‫‪ 3‬عبد الحليم تينة‪ ،‬تنظيم االدارة البلدية ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص قانون اداري‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة دمحم خيضر بسكرة ‪ ،5004-5002،‬ص ‪. 02‬‬
‫‪ 4‬عبد الحليم تينة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ 5‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬القانون االداري ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.020‬‬
‫‪14‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬اللجنة البلدية ‪ :‬يترأسها المتصرف و تتكون من أعضاء فرنسيون منتخبون لمدة‬


‫‪ 01‬سنوات ‪ ،‬من طرف الفرنسيين ونسبة تمثيل الجزائريين هي ‪.1 % 0‬‬

‫ثالثا ‪ :‬بلديات كاملة الصالحيات‪.‬‬

‫تعرف أيضا بالبلديات ذات التصرف التام وتوجد أساسا في أماكن ومناطق‬
‫التواجد المكثف لألوروبيين بالمدن الكبرى والمناطق الساحلية ‪ ،‬كانت هذه البلديات‬
‫تدار من طرف مجلس بلدي ورئيسه ‪ ،‬اللذان ينتخبان من طرف السكان المحليين‬
‫بالبلدية ولقد خضعت هذه البلديات إلى القانون الفرنسي الصادر في ‪ 5‬أفريل ‪0004‬‬
‫‪2‬‬
‫والذي ينشئ بالبلدية هيئتين هما‪:‬‬

‫‪-‬المجلس البلدي ‪ :‬هو الهيئة التي أنشأتها قيادة الثورة لتأطير المدنيين وتنظيمهم‪،‬‬
‫يتكون من أعضاء يرسمون بواسطة اإلنتخاب‪ .‬وألول مرة يعطى للجزائريين حق‬
‫الترشح و اإلنتخاب ‪ ،‬على أن ال تتجاوز نسبتهم الثلث‪ ،‬كما ال يستطيع الجزائري أن‬
‫يكون رئيس بلدية أو أحد مساعدي رئيس البلدية ‪.3‬‬
‫‪-‬العمدة ‪ :‬ينتخبه المجلس البلدي من بين أعضائه ويهدف إلى قمع الجماهير و مقاومة‬
‫الثورة التحريرية‪ ،‬كما دعمت السلطات اإلستعمارية الطابع العسكري للبلديات بإحداث‬
‫األقسام اإلدارية الخاصة في المناطق الريفية و األقسام اإلدارية الحضرية في المدن‪.‬‬
‫وهي هيئات تقع تحت سلطة الجيش الفرنسي وتتحكم فعليا في إدارته وتسييره ‪.4‬‬

‫‪ 1‬عبد الحليم تينة ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.01‬‬


‫‪ 2‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.025‬‬
‫‪ 3‬عبد الحليم تينة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪01‬‬
‫‪ 4‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪15‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مرحلة االستقالل‪.‬‬

‫لقد عانت الجزائر بعد اإلستقالل مباشرة من حالة الفراغ اإلداري نتيجة إلنعدام‬
‫اإلطارات الجزائرية القادرة على تسيير الشؤون اإلدارية‪ ،‬إضافة إلى العجز المالي‪،‬‬
‫الشيء الذي أدى إلى اإلسراع في وضع حلول عاجلة لإلصالح اإلداري الشامل‪،‬‬
‫حيث حاول مجلس الثورة إعطاء قيمة حقيقية للبلدية كمؤسسة وتحديد مبادئها األساسية‬
‫وذلك من خالل تقليص عدد البلديات وإعادة تنظيم أجهزتها لتسهيل عملية إدارتها‬
‫وتسييرها ‪.‬‬

‫أوال ‪:‬المرحلة االنتقالية من ‪ 1962‬إلى ‪. 1967‬‬

‫لقد تعرضت البلدية بعد اإلستقالل إلى نفس األزمة التي تعرضت لها كل‬
‫المؤسسات األخرى‪ .1‬ومن أجل سد الفراغ الذي تركته الهجرة الجماعية لإلطارات‬
‫األوروبية عقب اإلستقالل‪ ،‬تم تعيين لجان خاصة يرأسها رئيس‪ ،‬يقوم بدور رئيس‬
‫البلدية ‪ 2‬في إنتظار إعداد قانون بلدي جديد‪ ،‬كما عرفت هذه المرحلة أهم إجراء تمثل‬
‫في اإلصالح اإلقليمي للبلديات‪ ،‬حيث تم دمج البلديات بعد أن كان عددها ‪0221‬‬
‫‪4‬‬
‫فقط في ‪16‬ماي ‪ 1963‬وعرفت هذه المرحلة‬ ‫بلدية‪ 3‬سنة ‪ 1962‬إلى ‪ 676‬بلدية‬
‫بمرحلة التجميع ‪.5‬‬

‫‪ 1‬بيان االسباب لقانون البلدية رقم ‪. 54-11‬‬


‫‪ 2‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 002‬‬
‫‪ 3‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ 4‬مرسوم رقم ‪ 002-12‬مؤرخ في ‪ 01‬ماي ‪ 0212‬المتعلق باعادة التنظيم االقليمي للبلديات ‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫رقم ‪ 22‬الصادرة في ‪ 20‬ماي ‪.0212‬‬
‫‪ 5‬احمد محيو ‪ ،‬محاضرات في المؤسسات االدارية ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 5001‬ص ‪. 012‬‬
‫‪16‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا ‪:‬مرحلة التفكير في إنشاء قانون البلدية‪.‬‬

‫كرس دستور ‪ 10‬سبتمبر ‪ 1963‬رسميا وعلنيا المكانة الهامة للبلدية وشكل المرجعية‬
‫األساسية في إصدار قانون بلدي جديد يتناسب مع الظروف اإلجتماعية و اإلقتصادية‬
‫والسياسية التي عرفتها الجزائر خالل تلك الفترة‪ ،‬حيث أعتبر البلدية قاعدة التنظيم‬
‫السياسي و اإلقتصادي و اإلجتماعي في البالد ‪ .‬وكان لدستور ‪ 1963‬و ميثاق‬
‫الجزائر و ميثاق طرابلس دور مهم في إبراز مكانة البلدية على المستوى الرسمي‬
‫و االعتراف بدورها المهم مما دفع بالسلطة آنذاك إلى ضرورة اإلسراع في التفكير‬
‫في إصدار قانون البلدية‪ ،1‬فبعد التغيير السياسي الذي حصل في ‪ 19‬جوان ‪، 1965‬‬
‫جاء األمر ‪ 54-11‬المؤرخ في ‪ 00‬جانفي ‪ ،1967‬الذي إشتمل على ميثاق البلديات‬
‫وتوضيح دور المجالس البلدية‪.2‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مرحلة قانون البلدية ‪.42-76‬‬

‫تميز هذا القانون بالتاثر بنموذجين مختلفين هما النموذج الفرنسي و النموذج‬
‫اليوغوسالفي ‪ .‬و يبدو التأثر بالنظام الفرنسي خاصة بالنسبة إلطالق االختصاص‬
‫للبلديات و كذا في بعض المسائل التنظيمية األخرى بحكم العامل االستعماري ‪ ،‬أما‬
‫التأثر بالنموذج اليوغسالفي فيعود سره إلى وحدة المصدر اإليديولوجي و اعتماد نظام‬
‫و كان‬ ‫و إعطاء األولوية في مجال التسيير للعمال و الفالحين‪. 4‬‬ ‫‪3‬‬
‫الحزب الواحد‬
‫و‬ ‫ميثاق البلدية لسنة ‪ 0211‬يتحدث عن االلتزام بخدمة الثورة االشتراكية‬
‫النزاهة و األخالق الفاضلة و االستعداد و الكفاءة و النشاط في المنتخبين و قوانين و‬
‫قرارات الحزب أصبحت تقتضي منذ المؤتمر الرابع للحزب ضرورة االنخراط‬
‫النظامي في الحزب كشرط للترشح لعضوية المجالس المنتخبة و منها البلدية‪. 5‬‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ 2‬احمد محيو ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 002‬‬
‫‪ 3‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ 4‬بيان االسباب لقانون البلدية ‪. 54-11‬‬
‫‪ 5‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬القانون االداري‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 024‬‬
‫‪17‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫رابعا ‪:‬مرحلة قانون البلدية ‪. 90-09‬‬

‫هذه المرحلة كرسها دستور ‪ 1989‬والذي أقر بتجسيد مبادئ الديمقراطية‬


‫والسماح بالتعددية الحزبية وبالتالي فالقانون القديم لم يكن في المستوى التغيرات التي‬
‫عرفتها الساحة السياسية‪ ،‬فتم إلغاء إحتكار الحزب الواحد للمجالس الشعبية البلدية‬
‫وأعتبر قانون البلدية الجديد محاولة من السلطات العليا إلعادة بناء النظام اإلداري‬
‫المحلي على أسس ديمقراطية و تعددية حزبية وال مركزية إدارية ‪. 1‬‬

‫فأهم تغيير جاء به القانون ‪ 00-20‬هو إلغاء المجلس التنفيذي للبلدية و إقتصار‬
‫هيئات البلدية على المجلس الشعبي البلدي ورئيسه‪.‬‬
‫و حاول هذا القانون أن يحفظ استقرار المجالس البلدية و يراعي االنتماء‬
‫السياسي للمنتخبين خاصة عند تشكيل اللجان الدائمة للمجلس مراعاة للتمثيل السياسي‬
‫غير انه تسبب في فتح مجال للصراع السياسي داخل المجلس البلدي خاصة من خالل‬
‫تطبيق آلية خلع الصفة الرئاسية على رئيس المجلس الشعبي البلدي سميت بسحب‬
‫الثقة‪ .‬و هو ما خلف عمليا دخول عديد البلديات في جو الصراع الداخلي بين أعضاء‬
‫المجلس و أثر سلبا على آداء البلديات‪.2‬‬

‫خامسا ‪:‬مرحلة قانون البلدية ‪. 19-11‬‬

‫قدم رئيس الجمهورية في خطاب تنصيب لجنة إصالح هياكل الدولة الخطوط‬
‫العريضة لإلصالح التي تبين من خالل فقراتها أن مقاصدها إصالح هياكل الدولة‬
‫و تحديد مهامها و تكريس الالمركزية في التسيير و إعادة االعتبار للجماعات اإلقليمية‬
‫و تجسيد فكرة اإلدارة الجوارية و الحكم الراشد‪ .3‬و عرف هذا القانون أهمية بالغة من‬
‫السلطات العليا في البالد التي حاولت سد نقائص القانون السابق ‪ 00-20‬من خالل‬
‫اإلصالحات التي شملت الجماعات المحلية و إصالح هياكل الدولة‪ ،‬وزيادة مشاركة‬

‫‪ 1‬عبد الحليم تينة ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪00‬‬


‫‪ 2‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.005‬‬
‫‪ 3‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.004‬‬
‫‪18‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫المواطنين في تسيير الشؤون المحلية اإلقليمية التي تتناسب و إحتياجاتهم في كل‬


‫القطاعات كما ساهم هذا القانون في زيادة تمثيل المرأة في المجالس الشعبية البلدية‬
‫وترقية حقوقها ‪.1‬‬

‫‪ 1‬عبد الحليم تينة ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪02‬‬

‫‪19‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني ‪:‬هيئات البلدية‪.‬‬

‫تعرف البلدية‪ ،‬بأنها اإلطار المؤسساتي لمشاركة المواطنين في التسيير لما لها‬
‫من دور فعال في تجسيد طموحات و متطلبات و حاجيات السكان المقيمين بها‪،‬‬
‫و لتحقيق ذلك وجب تنظيمها و هيكلتها‪ ،‬و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 15‬من القانون‬
‫‪ ،00-00‬إذ تتوفر البلدية على هيئة مداولة و هي المجلس الشعبي البلدي و هيئة‬
‫تنفيذية يرأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي و إدارة ينشطها األمين العام تحت سلطة‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي و عليه سندرس هذه النقاط ضمن ثالث مطالب سيأتي‬
‫ذكرها‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫لقد جعل الدستور الجزائري من المجلس الشعبي البلدي اإلطار القانوني الذي‬
‫يعبر فيه الشعب عن إرادته و يراقب عمل السلطات العمومية‪ ،‬كما جعله قاعدة‬
‫الالمركزية و مكان مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية‪ ،‬فقام القانون‬
‫‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية بتنظيم كيفية عمل المجلس و لجانه و نظام مداوالته‪ .‬و ترك‬
‫مسألة تكوينه و إنتخابه للقانون العضوي الصادر في ‪ 12‬جانفي ‪ 2012‬المتعلق‬
‫بنظام اإلنتخابات ‪.‬‬

‫و يعرف أحد الباحثين المجلس الشعبي البلدي على أنه ‪ ":‬الجهاز المنتخب الذي يمثل‬
‫اإلدارة الرئيسية للبلدية و يعتبر األسلوب األمثل للقيادة الجماعية‪ ،‬كما يعتبر أقدر‬
‫األجهزة عن التعبير عن المطالب المحلية ‪" 1‬‬

‫‪ 1‬عبد الحليم تينة ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.50‬‬


‫‪20‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول ‪:‬تشكيل المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫يتشكل المجلس الشعبي من مجموعة منتخبين يتم اختيارهم من قبل سكان‬


‫البلدية بموجب أسلوب االقتراع العام السري و المباشر‪ 1‬لمدة خمس سنوات‪ .‬يتم‬
‫االنتخاب بطريقة األغلبية النسبية حيث توزع المقاعد حسب عدد األصوات التي‬
‫تحصلت عليها كل قائمة مع تطبيق قاعدة الباقي األقوى و المعامل االنتخابي‪.2‬‬
‫و يختلف عدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي بحسب تعداد السكاني للبلدية ‪ ،‬وهذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 79‬من القانون العضوي رقم ‪ 00-05‬مؤرخ في ‪ 05‬يناير ‪5005‬‬
‫المتعلق بنظام االنتخابات حيث يكون ‪:‬‬
‫‪ 13‬عضو في البلديات التي يقل عدد سكانها عن ‪ 10.000‬نسمة‪.‬‬
‫‪ 15‬عضو في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 10.000‬و‪20.000‬‬
‫‪ 19‬عضو في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 20.001‬و‪50.000‬‬
‫‪ 23‬عضو في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 50.001‬و‪100.000‬‬
‫‪ 33‬عضو في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 100.001‬و‪200.000‬‬
‫‪ 43‬عضو في البلديات التي يساوي عدد سكانها ‪ 200.001‬نسمة أو يفوقه‪.‬‬
‫يبدو واضحا من خالل ما سبق أن المشرع عمل على زيادة و تكثيف عدد‬
‫أعضاء المجلس الشعبي البلدي و رفع من حصة كل مجلس مراعيا في ذلك التعداد‬
‫السكاني لكل بلدية ‪ .‬و هذا مسلك مؤيد نظرا لفوائده الكثيرة و المتنوعة ‪ ،‬فالحد األدنى‬
‫لتشكيلة المجلس البلدي رفع من ‪ 01‬إلى ‪ .3 02‬و من المؤكد أن العدد الجديد يفتح‬
‫أكثر فرص االلتحاق بالمجلس لسكان البلدية ‪ ،‬كما يتناسب و مبدأ المشاركة في تسيير‬

‫‪ 1‬عمار عوابدي‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.505‬‬


‫‪ 2‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬االدارة المحلية الجزائرية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 21‬من االمر ‪ 01-21‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 0221‬المعدل و المتمم المتعلق باالنتخابات ‪ :‬يتشكل‬
‫المجلس الشعبي البلدي كما يلي ‪:‬‬
‫‪ 01‬اعضاء في البلديات التي يقل عدد سكانها عن ‪ 000000‬نسمة‪.‬‬
‫‪ 02‬اعضاء في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 10.000‬و‪20.000‬‬
‫‪ 00‬عضو في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 20.001‬و‪50.000‬‬
‫‪02‬عضو في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 50.001‬و‪100.000‬‬
‫‪ 52‬عضو في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 100.001‬و‪200.000‬‬
‫‪ 22‬عضو في البلديات التي يساوي عدد سكانها او يفوق ‪ 200.001‬نسمة‬
‫‪21‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الشؤون المحلية و صنع القرار البلدي كما يدعم من جهة أخرى نظام التعددية الحزبية‬
‫و يمكن المجلس من تشكيل لجانه الدائمة ‪.1‬‬

‫أوال ‪ :‬شروط الترشح‪.‬‬

‫إن المشرع لم يغلب فئة عن األخرى بشان الترشح لالنتخابات البلدية و عليه‬
‫فان مجال الترشح مكفول لكل من استوفى الشروط القانونية العامة و تنقسم شروط‬
‫الترشح إلى شروط موضوعية و شروط شكلية و فيما يخص الشروط الموضوعية‬
‫جاءت في المادة ‪ 10‬من القانون العضوي ‪ 00-05‬المتعلق باالنتخابات ‪ .2‬و يشترط‬
‫في المترشح أن تتوفر فيه من باب أولى باقي شروط الناخب كما هي واردة في المادة‬
‫‪ 02‬من من قانون اإلنتخابات السالف الذكر من جنسية جزائرية و التمتع بالحقوق‬
‫الوطنية و عدم الوجود في إحدى حاالت فقدان األهلية‪.‬‬

‫أما عن الشروط الشكلية يشترط اعتماد الترشيح من طرف حزب او عدة‬


‫أحزاب بالنسبة لقوائم األحزاب أو بموجب تدعيم شعبي بالنسبة لقوائم المستقلين ‪،‬‬
‫االمتناع عن الترشح في أكثر من قائمة ‪3‬و عدم الترشح في قائمة واحدة ألكثر من‬
‫مترشحين ينتميان إلى أسرة واحدة و إثبات أداء الخدمة الوطنية أو اإلعفاء منها‪. 4‬‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 214‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 10‬من القانون العضوي ‪ 00-05‬المؤرخ في ‪ 05‬يناير ‪ 5000‬المتعلق بنظام االنتخابات تقول ‪:‬‬
‫يشترط في المترشح إلى المجلس الشعبي البلدي أو الوالئي ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يستوفي الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 02‬من هذا القانون العضوي و يكون مسجال في الدائرة‬
‫االنتخابية التي يترشح فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون بالغا ثالثا و عشرين سنة على األقل يوم االقتراع‬
‫‪ -‬أن يكون ذا جنسية جزائرية‬
‫‪ -‬أن يثبت أداءه الخدمة الوطنية أو إعفاءه منها‬
‫‪ -‬أال يكون محكوما عليه في الجنايات و الجنح المنصوص عليها في المادة ‪ 02‬من هذا القانون العضوي‪،‬‬
‫و لم يرد اعتباره‬
‫‪ -‬أال يكون محكوما عليه بحكم نهائي بسبب تهديد النظام العام و اإلخالل به‪.‬‬
‫‪ 3‬المواد ‪ 15،11‬من القانون العضوي ‪ 00-05‬المتعلق بنظام االنتخابات‪.‬‬
‫‪ 4‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬االدارة المحلية الجزائرية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪22‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا ‪:‬مدة المجلس‪.‬‬

‫حددت مدة حياة المجلس الشعبي البلدي بخمس سنوات طبقا للمادة ‪ 12‬من‬
‫القانون العضوي ‪ 00-05‬المتعلق باالنتخابات و هي مشابهة للمادة ‪ 12‬من االمر‬
‫‪ 01-21‬القديم و تجرى االنتخابات في ظروف الثالث أشهر السابقة النقضاء المدة‬
‫النيابية‪.‬‬

‫و مدة ‪ 02‬سنوات هي مدة معقولة فليست بالمدة الطويلة التي تجسد فكرة‬
‫احتكار السلطة و عدم تمكين الغير من المشاركة في تسيير الشأن المحلي ‪ .‬و ال بالمدة‬
‫القصيرة التي ينجر عنها تحديد هياكل التسيير على مستوى الجماعات المحلية في‬
‫فترة وجيزة تكلف خزينة الدولة مبالغ ضخمة و تثقل كاهل االدارة في تنظيم العمليات‬
‫االنتخابية ‪.1‬‬
‫كما أجازت المادة ‪ 12‬الفقرة ‪ 02‬من القانون العضوي ‪ 00-05‬المذكور‬
‫تمديد الفترة في حالة وفاة رئيس الجمهورية أو تقديمه الستقالته موضوع المادة ‪20‬‬
‫من الدستور‪ ،‬أو في حال إقرار الوضع االستثنائي موضوع المادة ‪ 22‬من الدستور أو‬
‫في حالة الحرب حسب المادة ‪ 21‬أيضا من الدستور‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬سير المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫يمارس المجلس الشعبي البلدي االختصاصات المخولة له بموجب التداول ‪،‬‬


‫و يأخذ المجلس بأسلوب اإلدارة الديمقراطية الحديثة إذ أن قراراته ال تتخذ إال بعد‬
‫البحث و االستقصاء و جمع البيانات والتداول في األمر ‪ ،‬وال مجال فيه للعمل‬
‫الفردي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪002‬‬
‫‪23‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫اوال‪ -‬دورات المجلس الشعبي البلدي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الدورات العادية ‪:‬‬

‫يجتمع المجلس الشعبي البلدي في دورة عادية كل شهرين وال تتعدى مدة كل‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬عند مقابلة هذه المادة بمثيلتها‬ ‫دورة خمسة أيام بعدد ‪ 1‬دورات عادية في السنة‬
‫لقانون البلدية لسنة ‪ 0220‬و هي المادة ‪ 04‬نجد أن المشرع ‪:‬‬
‫‪ -‬قد كثف في عدد الدورات و رفعها من دورة كل ثالثة أشهر إلى دورة كل شهرين‬
‫و الهدف واضح و هو تمكين المجلس من المسارعة في معالجة القضايا‬
‫المعروضة عليه و اإلهتمام أكثر بالشأن المحلي‪.‬‬
‫‪ -‬لم يحدد الحد األقصى للدورة في قانون ‪ 00-20‬بالنظر لعدد األيام مكتفيا بالعدد‬
‫العام للدورة و هو دورة واحدة كل ثالثة أشهر بينما القانون ‪ 00-00‬جاء في نص‬
‫مادته ‪ 01‬إن مدة كل دورة ال تزيد عن ‪ 02‬أيام و ضبط الدورة من حيث العدد‪.‬‬
‫و خالل الدورة األولى يتولى المجلس دراسة نظامه الداخلي و المصادفة عليه‬
‫آخذا بعين االعتبار النظام الداخلي النموذجي‪ 2‬و هنا تبرز نية المشرع التوحيدية حتى‬
‫ال تختلف األنظمة الداخلية كثيرا على مستوى المجالس الشعبية البلدية وضعت قاعدة‬
‫مرجعية شاملة يعود إليها المجلس البلدي و هي نقطة تسجل لصالح القانون ‪00-00‬‬
‫ذلك أن قانون البلدية ‪ 00-20‬لم يضع من األحكام ما يضبط النظام الداخلي للمجلس‬
‫البلدي‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 01‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 01‬فقرة ‪ 05‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬
‫‪24‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -4‬الدورات غير العادية ‪:‬‬

‫قد يجتمع المجلس البلدي في دورة غير عادية كلما دعت ظروف البلدية لذلك‬
‫و يتم دعوة األعضاء من جانب رئيس المجلس أو من جانب ثلث األعضاء أو والي‬
‫الوالية التي يتبعها المجلس البلدي‪. 1‬‬
‫و‬ ‫من باب مسايرة الوضع و متابعة المنتخبين للمستجدات و التدخل السريع‬
‫إشعار سكان المنطفة أن المجلس يتابع كل التطورات و يتداول و يصدر قراراته‬
‫لمواجهة الوضع في حال ظروف إستثنائية نصت المادة ‪ 00‬من قانون البلدية‬
‫‪ 00-00‬على أنه " في حالة ظروف إستثنائية مرتبطة بخطر وشيك أو كارثة كبرى‬
‫يجتمع المجلس الشعبي البلدي بقوة القانون‪ .‬ويخطر الوالي بذلك فورا‪".‬‬
‫في حالة قوة قاهرة معلنة تحول دون الدخول إلى مقر البلدية‪ ،‬يمكن للمجلس أن‬
‫يجتمع في مكان آخر من إقليم البلدية فقد يواجه المجلس البلدي موانع تحول دون عقد‬
‫جلساته في المقر العادي للمجلس ‪ .2‬كما يمكن المجلس الشعبي البلدي أن يجتمع في‬
‫مكان آخر‪ ،‬خارج إقليم البلدية يعينه الوالي بعد استشارة رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي‪.‬‬
‫ويتم تحديد تاريخ و جدول أعمال دورات المجلس من قبل رئيس المجلس‬
‫البلدي بالتشاور مع الهيئة التنفيذية و يبدأ المجلس المداوالت حين يحضر الجلسات‬
‫أغلبية األعضاء وذلك بإرسال االستدعاء إليهم كتابيا و إلى مقر سكناهم مرفقة بجدول‬
‫األعمال بواسطة ظرف محمول قبل عشرة أيام كاملة على األقل من تاريخ افتتاح‬
‫‪3‬‬
‫الدورة‪.‬‬

‫‪ 1‬عمار عوابدي ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪502 ،‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية ‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 50‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بقانون البلدية‬
‫‪25‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا ‪ -‬مداوالت المجلس الشعبي البلدي ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 23‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬على أن اجتماعات المجلس الشعبي‬


‫البلدي ال تصح إال بحضور األغلبية المطلقة ‪ ،‬أي أن المداوالت تعتبر صحيحة بعد‬
‫اإلستدعاء الثاني بفارق ‪ 5‬أيام كاملة مهما كان عدد األعضاء الحاضرين ‪،‬و تكون‬
‫جلسات المجلس علنية و تكون مفتوحة لمواطني البلدية ولكل مواطن معني بموضوع‬
‫المداولة ‪ ،‬ورغم أنه ليس لهذا الحضور الحق بالتدخل في النقاش و التداول فإنه من‬
‫الناحية العملية ‪ %90‬من المجالس المنتخبة يرفض أعضائها و رئيسها حضور‬
‫المواطنين بأي شكل من األشكال ‪ .‬ويجدون الحجة لحرمان المواطن من متابعة‬
‫مصالح بلديته وهي أن المداوالت متعلقة بمسائل سرية وتتعلق بفحص حاالت‬
‫المنتخبين أو بمسائل مرتبطة باألمن ‪ ،‬وهذا ما يتعارض مع مبدأ تأطير التشاور‬
‫المحلي وتعزيز الديمقراطية المحلية وكذلك مبدأ تقريب اإلدارة من المواطن ‪. 1‬‬

‫أما بالنسبة لنظام الجلسة يمكن لرئيسها طرد أي شخص غير منتخب بالمجلس‬
‫يخل بحسن سير الجلسة بعد إنذاره ‪ ,2‬و كان المشرع صريحا في إبراز الجهة المقبولة‬
‫‪3‬‬
‫أي عضو بالمجلس حضور جلسات‬ ‫بإدارة الجلسة وفرض النظام فيها ‪ ،‬و يمنع‬
‫المجلس التي يداول فيها حول موضوع يخصه أو تكون له مصلحة فيه‪ ,‬ولقد منع‬
‫المشرع الجزائري بشكل صريح ال لبس فيه لضمان الحياد والشفافية‪.‬‬
‫تعلق المداوالت في األماكن المخصصة للمالحظات وإعالم الجمهور خالل‬
‫‪4‬‬
‫باستثناء الحاالت التي نصت عليها المادة‬ ‫الثمانية أيام الموالية لدخوله حيز التنفيذ‬
‫‪ 51‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية ولقد ألزم المشرع بتعليق هذه المداوالت بغية‬
‫تمكين المواطنين من اإلطالع عليها‪.‬‬

‫‪ 1‬عشاب لطيفة ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 51‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 50‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية ‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية ‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا ‪ -‬لجان المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫قد فوض القانون للمجلس الشعبي البلدي حق تشكيل لجان من بين أعضائه‬
‫المنتخبين لمساعدته في أداء مهامه و معالجة أي أمر من األمور المعروضة عليه في‬
‫اإلدارة أو اإلعداد أو التحضير أو التنفيذ‪ ، 1‬و يتم تنصيب هذه اللجان عن طريق‬
‫المداولة و يجب أن تتضمن تشكيلتها على تمثيل نسبي يعكس التركيبة السياسية‬
‫‪3‬‬
‫للمجلس الشعبي البلدي‪ . 2‬و فور تنصيبها يتم إختيار رئيسها من بين أعضائها‬
‫و تجتمع بناءا على إستدعاء من رئيسها بعد إعالم رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫و يمكن اإلستعانة بأي شخص يستطيع بحكم إختصاصه تقديم معلومات مفيدة ألشغال‬
‫اللجنة‪ .‬و اللجان نوعان دائمة و مؤقتة‪:‬‬

‫‪ -1‬اللجان الدائمة‪:‬‬

‫أجازت المادة ‪ 54‬من قانون البلدية ‪ 00-20‬للمجالس الشعبية البلدية لتمكينها‬


‫من أداء مهامها إنشاء لجان دائمة و أخرى مؤقتة هي لجنة االقتصاد و المالية ‪ ،‬لجنة‬
‫التهيئة العمرانية و التعمير ‪ ،‬لجنة الشؤون االجتماعية و الثقافية ‪.‬و اكتفى أن تنشأ‬
‫اللجنة بموجب مداولة من المجلس الشعبي البلدي و لم يشر إلى إمكانية الجمع بين‬
‫عضوية لجنتين و هذا خالفا للمادة ‪ 24‬من قانون ‪ 54-11‬حيث ورد صراحة إمكانية‬
‫الجمع بين عضوية عدة لجان‪.4‬‬
‫جاء قانون البلدية ‪ 00-00‬أكثر ضبطا و تنظيما للجان الدائمة للمجلس الشعبي‬
‫البلدي ‪ ،‬يشكل المجلس الشعبي البلدي من بين أعضائه لجانا دائمة للمسائل التابعة‬
‫لمجال اختصاصه و ال سيما تلك المتعلقة باالقتصاد والمالية واالستثمار‪ ،‬الصحة‬
‫والنظافة وحماية البيئة‪ ،‬تهيئة اإلقليم والتعمير والسياحة والصناعات التقليدية‪ ،‬الري‬

‫‪ 1‬صالح فؤاد‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.022‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية ‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 21‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية ‪.‬‬
‫‪ 4‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪025‬‬
‫‪27‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫والفالحة والصيد البحري‪ ،‬الشؤون االجتماعية والثقافية والرياضية والشباب ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫يحدد عدد اللجان الدائمة من ثالث إلى ست حسب عدد السكان‬
‫و بينت المادة ‪ 25‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬آداة تشكيل اللجان الدائمة بأنها‬
‫تتشكل بموجب اقتراح من رئيس المجلس الشعبي البلدي و مداولة من المجلس و بعد‬
‫تشكيلها تعد اللجنة نظامها الداخلي و تعرضه على المجلس للمصادقة عليه ‪.‬‬
‫و شدد المشرع في المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 00-00‬على ضرورة مراعاة‬
‫التركيبة السياسية للمجلس البلدي عند تشكيلة اللجان الدائمة أو اللجان الخاصة بهدف‬
‫الحافظة على استقرار المجلس البلدي و تعميم مبدأ المشاركة و التداول على مستوى‬
‫هياكل المجلس البلدي‪.2‬‬

‫‪ -4‬اللجان الخاصة‪:‬‬

‫أجازت إنشاءها المادة ‪ 22‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬من طرف المجلس البلدي‬
‫بذات الكيفية بالنسبة للجان الدائمة و هي لجان ينشئها المجلس تتولى القيام بمهام و‬
‫أجال يحددها المجلس كالتحقيق في أمر معين يخص مؤسسة البلدية أو بتجاوزات في‬
‫إحدى المصالح التابعة للبلدية ‪.3‬‬
‫و تقدم اللجنة نتائج أعمالها لرئيس المجلس الشعبي البلدي و كان أفضل أن‬
‫تقدم اللجنة الخاصة تقريرها أو نتائج أعمالها إلى المجلس البلدي طالما تشكلت‬
‫بموجب مداولة و كلفت بمهمة واضحة و محددة حتى و لو كانت أمرا عارضا في‬
‫‪4‬‬
‫‪ ،‬و عليه فهي ال تغدو أن تكون إال مجرد جهات‬ ‫حياة المجلس و ال تنشا إال قليال‬
‫استشارية وفقا لمبدأ التنظيم اإلداري وهو كل ما تأخذ به جل النظم اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق يالبلدية‬


‫‪ 2‬عمار بوضياف ‪ ،‬الوجيز في القانون االداري ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 214‬‬
‫‪ 3‬عبد الحليم تينة ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ 4‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.021‬‬
‫‪28‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني ‪:‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫نظرا لحساسية منصبه يعتبر رئيس المجلس الشعبي البلدي أهم هيئة في تسيير‬
‫االبلدية ‪ ،‬كونه حلقة وصل بين المجلس الشعبي البلدي و الوالية من جهة‪ ،‬و المسؤول‬
‫األول للبلدية و يمثل الهيئة التنفيذية بها من جهة ثانية‪.‬‬

‫فتعدد القوانين المتعلقة بالبلدية و التي كان آخرها القانون ‪ ، 00 -00‬الذي‬


‫بصالحيات و اختصاصات تتماشى مع المعطيات السياسية و االقتصادية و‬ ‫جاء‬
‫االجتماعية الجديدة السائدة في البالد‪ ،‬و هذا ما إنعكس بدوره على طريقة إختيار و‬
‫تنصيب رئيس المجلس الشعبي البلدي و إختصاصاته و سلطاته و كيفية إنهاء مهامه‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬إختيار رئيس المجلس الشعبي البلدي و تنصيبه‪.‬‬

‫يتم تنصيب رئيس المجلس الشعبي البلدي بعد إن يتم اختياره كما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬إختيار رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 65‬من قانون البلدية ‪" 00-00‬يعلن رئيسا للمجلس الشعبي‬
‫البلدي متصدر القائمة التي تحصلت على أغلبية أصوات الناخبين‪ .‬وفي حالة تساوي‬
‫األصوات‪ ،‬يعلن رئيسا المرشحة أو المرشح األصغر سنا"‪.‬‬

‫و عند الربط مع قانون البلدية لسنة ‪ 0220‬نستنتج إن قانون ‪ 5000‬جاء أكثر‬


‫‪1‬‬
‫و اكتفى بأن‬ ‫دقة بذكر عبارة متصدر القائمة بينما لم يورد ذلك في قانون ‪0220‬‬
‫يقوم أعضاء القائمة التي نالت أغلبية المقاعد بتعيين عضو منهم رئيسا للمجلس‪.2‬‬
‫عكس المادة ‪ 12‬التي وضعت احتماال واحدا ‪ ،‬جاءت المادة ‪ 00‬من القانون العضوي‬

‫‪ 1‬عدم فصل المشرع في بعض الحاالت المحتملة كتعادل القوائم الفائزة في انتخابات المجالس الشعبية البلدية بنفس‬
‫عدد المقاعد و التي فصل فيها بتعليمة لوزير الداخلية رقم ‪ 2432‬المؤرخة في ‪ 70‬أكتوبر ‪ 2772‬بالحسم لصالح‬
‫المترشح االكبر سنا ‪.‬‬
‫‪ 2‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬االدارة المحلية الجزائرية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪29‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 00-05‬المتعلق باالنتخابات أكثر وفرة من حيث األحكام ففصلت بشان احتماالت‬


‫متعددة ‪.1‬‬
‫و فيما يخص اللبس إلى أي قواعد تعيين نحتكم بين تلك الواردة في المادة ‪65‬‬
‫من قانون البلدية ‪ 00-00‬أم إلى المادة ‪ 80‬من قانون االنتخابات نرجح القانون‬
‫العضوي العتبارات ثالثة ‪:‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي أعلى درجة من القانون العادي‪.‬‬
‫‪ -‬استناد إلى قاعدة الالحق يلغي السابق و إلى كون قانون البلدية صدر في جوان‬
‫‪ 5000‬بينما صدر القانون العضوي في جانفي ‪.2 5005‬‬
‫‪ -‬و ألن القانون العضوي هو القانون الخاص تطبيقا لقاعدة الخاص يقيد العام ‪.3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تنصيب رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫وبعد أن يتم إختيار رئيس المجلس من بين المنتخبين يرسل محضر التنصيب‬
‫إلى الوالي و يتم إعالن ذلك لعموم المواطنين عن طريق اإللصاق بمقر البلدية‬
‫و ملحقاتها اإلدارية و مندوبياتها ‪. 4‬‬

‫ثم ينصب الرئيس الجديد وذلك في حفل رسمي وهذا إلضفاء صبغة الرسمية‬
‫على مراسيم تنصب رئيس المجلس الشعبي البلدي و يتم الحفل الرسمي بحضور‬
‫منتخبي المجلس أثناء جلسة علنية يرأسها الوالي أو ممثله خالل الخمسة عشر ) ‪( 15‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 00‬من القانون ‪ 00-05‬المتعلق باالنتخابات ‪ :‬في غضون األيام الخمسة عشر ) ‪ ( 15‬الموالية إلعالن‬
‫نتائج اإلنتخابات‪ ،‬ينتخب المجلس الشعبي البلدي من بين أعضائه‪ ،‬رئيسا له للعهدة اإلنتخابية‪ ،‬و يقدم المترشح‬
‫إلنتخاب رئيس المجلس الشعبي البلدي من القائمة الحائزة عل األغلبية المطلقة للمقاعد‪ ،‬و في حالة عدم حصول‬
‫أي قائمة على األغلبية المطلقة للمقاعد‪ ،‬يمكن للقوائم الحائزة خمسة و ثالثين بالمائة على األقل من المقاعد تقديم‬
‫مرشح‪.‬‬
‫و في حالة عدم حصول أي قائمة على خمسة و ثالثين بالمائة على االقل من المقاعد ‪ ،‬يمكن لجميع القوائم تقديم‬
‫مرشح‪ ،‬و يكون اإلنتخاب سريا و يعلن رئيسا المترشح الذي يحصل على األغلبية المطلقة لألصوات‪ ،‬و في حالة‬
‫عدم حصول أي مترشح على األغلبية المطلقة لألصوات بين المترشحين الحائزين على المرتبة األولى و الثانية‪،‬‬
‫يجري دور ثان خالل الثماني و األربعين ساعة الموالية‪ ،‬و يعلن فائزا المتحصل عل أغلبية األصوات‪...".‬‬
‫‪ 2‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬االدارة المحلية الجزائرية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ 3‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.502‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 11‬من قانون البلدية ‪. 00-00‬‬
‫‪30‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫يوما على األكثر التي تلي إعالن نتائج االنتخابات‪ .1‬و عند حدوث حالة استثنائية تعيق‬
‫تنصيب رئيس المجلس الشعبي البلدي بمقر البلدية يمكن تطبيق مقتضيات المادة ‪02‬‬
‫من قانون البلدية ‪. 00-00‬‬
‫و بعد إتمام عملية التنصيب الرسمي يتم إعداد محضر بين رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي المنتهية عهدته والرئيس الجديد خالل الثماني أيام تلي تنصيبه وترسل‬
‫نسخة من هذا المحضر إلى الوالي‪ .‬و إذا حدثت عملية تجديد لرئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي يلزم الرئيس الذي جددت عهدته بتقديم عرض حال عن وضعية البلدية ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬إنهاء مهام رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫إن حاالت إنهاء مهام رئيس المجلس الشعبي البلدي محددة على سبيل الحصر‬
‫في قانون البلدية‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬اإلستقالة‪.‬‬

‫و تتمثل في التعبير رئيس المجلس الشعبي البلدي صراحة و كتابة عن رغبته‬


‫في اإلستقالة من رئاسة المجلس الشعبي البلدي و حسنا فعل المشرع في المادة ‪ 12‬من‬
‫قانون البلدية حينما أوجب على رئيس المجلس دعوة المجلس البلدي لالجتماع و تقديم‬
‫االستقالة للمجلس كهيئة مداولة و تثبت في محضر يرسل إلى الوالي ‪.‬‬

‫و يسري األثر القانوني لالستقالة التي تصبح سارية المفعول إبتداءا من تاريخ‬
‫إستالمها من قبل الوالي و يتم إلصاق االستقالة بمقر البلدية‪ ، 3‬نشير إلى نص المادة‬
‫‪ 44‬في قانون البلدية القديم أين حددت مدة شهر لسريان االستقالة و هي مدة طويلة‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 11‬من قانون البلدية ‪. 00-00‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 10‬من قانون البلدية ‪. 00-00‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 12‬من قانون البلدية ‪. 00-00‬‬
‫‪31‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا ‪ :‬اإلقصاء‪.‬‬

‫و هو المرحلة الثانية التي تكون بعد قرار التوقيف و هذا يعني أن قرار‬
‫اإلقصاء وجب أن يسبقه قرار توقيف‪ ،‬إذ أن نص المادة ‪ 43‬من قانون البلدية جاء‬
‫بصيغة األمر مخاطبا الوالي الذي وجب أن يتخذ قرار التوقيف في حق العضو‬
‫المنتخب الذي تعرض لمتابعة قضائية بسبب جناية أو جنحة لها صلة بالمال العام‬
‫أو ألسباب مخلة بالشرف أو كان محل تدابير قضائية ال تمكنه من اإلستمرار في‬
‫ممارسة عهدته اإلنتخابية بصفة صحيحة‪ ،‬إلى غاية صدور حكم نهائي من الجهة‬
‫القضائية المختصة ‪ .1‬و بالتالي يقصى بقوة القانون‪ ،‬كل منتخب في المجلس كان محل‬
‫إدانة جزائية نهائية و يثبت الوالي ذلك اإلقصاء بموجب قرار‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التخلي‪.‬‬

‫قدم القانون الجديد عديد اإلضافات فيما يتعلق بحاالت إنهاء المهام و يجمع‬
‫التخلي صورتين ‪:‬‬

‫‪ -1‬التخلي عن المنصب بسبب االستقالة ‪:‬هي حالة جديدة لم ينص عليها قانون البلدية‬
‫‪ 00-20‬ووصفت المادة ‪ 14‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬بان التخلي عن المنصب هو‬
‫الحالة التي يكون فيها رئيس المجلس الشعبي البلدي مستقيال و لم يجمع المجلس طبقا‬
‫للمادة ‪ 12‬و يتم إثبات التخلي عن المنصب في أجل ‪ 00‬أيام بعد شهر من غيابه‬
‫خالل دورة غير عادية للمجلس بحضور الوالي أو ممثله ‪ ،2‬و يتم خالل هذه الجلسة‬
‫إستخالف رئيس المجلس الشعبي البلدي بذات الطريقة المتعلقة بإنتخاب رئيس‬

‫‪ 1‬عبد الحليم تينة ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.24‬‬


‫‪ 2‬عالء الدين عشي ‪ ،‬النظام القانوني للبلدية في الجزائر ‪ ،‬مجلة الفقه و القانون‪ ،‬تاريخ النشر ‪ 01‬ديسمبر ‪، 5005‬‬
‫العدد الثاني ديسمبر ‪ ، www.majalah.new.ma ، 5005‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 5002/02/52‬الساعة ‪.02:20‬‬

‫‪32‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫و يتم إلصاق محضر المداولة المتضمنة تخلي رئيس‬ ‫المجلس الشعبي البلدي‬
‫المجلس عن مهام الرئاسة ‪.2‬‬
‫‪ -4‬التخلي عن المنصب بسبب الغياب غير المبرر‪:‬هي حالة جديدة تضمنتها المادة‬
‫‪ 12‬من قانون البلدية و تتعلق أساسا بحالة تخلي عن المنصب غير المبرر لرئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي ألكثر من شهر و يعلن الغياب من طرف المجلس الشعبي‬
‫البلدي‪.‬‬
‫و في حالة انقضاء ‪ 40‬يوما من غياب رئيس المجلس دون إجتماع المجلس في‬
‫‪3‬‬
‫يقوم الوالي بجمعه إلثبات هذا الغياب ‪ ،‬و يتولى نائب الرئيس‬ ‫جلسة إستثنائية‬
‫تصريف شؤون البلدية مؤقتا ‪ ،4‬و يتم إستخالف الرئيس المتخلي في الجلسة‬
‫االستثنائية بذات الطريقة المشار إليها أعاله‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الوفاة‪.‬‬

‫و هي مسألة طبيعية تمس كل شخص‪ ،‬و قد نصت المادتين ‪ 40‬و ‪ 41‬من‬


‫القانون البلدية ‪ 00-00‬على أنه تزول صفة المنتخب بالوفاة و تنتهي عهدته اإلنتخابية‬
‫تلقائيا و يقرها المجلس الشعبي البلدي بموجب مداولة يخطر بها الوالي وجوبا‪ ،‬كما‬
‫يتم إستخالف المنتخب المتوفى في أجل ال يتجاوز الشهر بالمترشح الذي يلي آخر‬
‫منتخب من نفس القائمة بقرار من الوالي و اجل ‪ 00‬أيام على األكثر بالنسبة لرئيس‬
‫المجلس حسب الكيفية المنصوص عليها في المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق‬
‫بالبلدية ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 14‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية ‪.‬‬
‫‪ 3‬عالء الدين عشي‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 02‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 12‬فقرة ‪ 02‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية ‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫خامسا ‪ :‬إلغاء حالة سحب الثقة‪.‬‬

‫تتمثل حالة سحب الثقة المنصوص عليها في قانون البلدية ‪ 00-20‬بموجب‬


‫المادة ‪ 22‬في طريقة قانونية بمقتضاها يبادر أغلبية في المجلس (ثلثي األعضاء)‬
‫باإلطاحة بالرئيس نحو تجريده من صفته الرئاسية ‪ .‬و قد تسببت حالة سحب الثقة في‬
‫و لقد‬ ‫بعث جو من الإلستقرار و اإلهتزاز مس عديد البلديات و وصل إلى االنسداد‬
‫اعترف وزير الداخلية بذلك حين عرضه مشروع قانون البلدية ‪ 00-00‬أمام المجلس‬
‫قائال ‪ " :‬بلغت هذه التناقضات ذروتها ‪ "...‬و انتشرت حاالت سحب الثقة الن المادة‬
‫‪ 22‬عجزت عن ضبط و تحديد حاالتها و اكتفت بشكلها و هو االقتراع العلني و‬
‫النصاب المطلوب‪.1‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬إدارة البلدية‪.‬‬

‫تتوفر البلدية حسب ما جاء في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 02‬من القانون‪00-00‬‬


‫المتعلق ب البلدية على إدارة ينشطها األمين العام تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي‬
‫و الملحقات‬ ‫البلدي و عليه سنسلط الضوء على األمين العام للبلدية و المندوبيات‬
‫‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬األمين العام للبلدية‪.‬‬

‫بينما نجد غياب تام لدور األمين العام للبلدية في نص القانون البلدي ‪، 00-20‬‬
‫أتى القانون ‪ 00-00‬بمكانة مميزة له ‪ ،‬بداية بتكريس إدارة البلدية كهيئة من هيئات‬
‫البلدية إلى جانب هيئة المداولة و الهيئة التنفيذية و هذا بحسب نص المادة ‪ 02‬من‬
‫القانون ‪ ، 200-00‬و لقد نصت المادة ‪ 052‬من نقس القانون على انه ٍ للبلدية إدارة‬
‫توضع تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي وينشطها األمين العام للبلدية‪.‬‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.505‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 15‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬التي تنص على أن " تتوفر البلدية على‪:‬‬
‫‪-‬هيئة مداولة ‪ :‬المجلس الشعبي البلدي‪،‬‬
‫‪34‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫بينما نصت المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 00-20‬على أن " هيئتا البلدية هما ‪:‬‬
‫المجلس الشعبي البلدي – رئيس المجلس الشعبي البلدي "‬

‫أوال ‪ -‬تعيين األمين العام‪:‬‬

‫لقد أحال المشرع الجزائري طريقة وشروط تعيين األمين العام للتنظيم وهذا ما‬
‫جاءت به المادة ‪ 051‬من القانون ‪ ، 00-00‬تاركا إيهاما واضحا في نص المادة‬
‫و ذلك ألن التنظيم المتعلق باألمين العام لم يصدر لحد اليوم‪ .‬إال أن وزير الداخلية‬
‫و الجماعات المحلية كان قد أجاب عن استفسار في احد جلسات مجلس األمة فيما‬
‫يخص تعيين األمين العام ‪ ،‬و أوضح أن تعيينه يختلف باختالف عدد سكان البلديات ‪،‬‬
‫إذ يعين من طرف رئيس الجمهورية في البلديات التي يبلغ قاطنوها ‪ 100.000‬ساكن‬
‫و يعين من طرف الوزير المكلف بالداخلية و الجماعات المحلية في البلديات التي‬
‫تضم ما بين ‪ 50.000‬و ‪ 100.000‬ساكن بينما يعين من طرف رئيس البلدية في‬
‫البلديات الصغيرة‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ -‬صالحيات األمين العام‪:‬‬

‫لقد خول المشرع لألمين العام عدة صالحيات ومهام للقيام بها ومن أبرز المهام‬
‫وأول‬ ‫األساسية التي يضطلع بها األمين العام هي التسيير اإلداري لإلدارة البلدية‬
‫صالحية يتمتع بها األمين العام للبلدية هي ضمان أمانة جلسات المجلس الشعبي البلدي‬
‫تحت إشراف الرئيس ‪ ، 2‬بينما كان رئيس المجلس يعين لكتابة الجلسة أي موظف وفقا‬
‫للمادة ‪ 50‬من القانون ‪. 00-20‬‬

‫‪-‬هيئة تنفيذية يرأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي‪،‬‬


‫‪-‬إدارة ينشطها األمين العام للبلدية تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫تمارس الهيئات البلدية أعمالها في إطار التشريع والتنظيم المعمول بهما"‬
‫‪ 1‬عشاب لطيفة‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 52‬من قانون البلدية ‪00-00‬‬
‫‪35‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫وقد بينت المادة ‪ 129‬من قانون البلدية مهام األمين العام حيث جاء‬
‫بنصها"‪:‬يتولى األمين العام تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬
‫‪ -‬ضمان تحضير اجتماعات المجلس الشعبي البلدي‪،‬‬
‫‪ -‬تنشيط وتنسيق سير المصالح اإلدارية والتقنية البلدية‪،‬‬
‫‪ -‬ضمان تنفيذ القرارات ذات الصلة بتطبيق المداوالت المتضمنة الهيكل التنظيمي‬
‫ومخطط تسير المستخدمين المنصوص عليه في المادة ‪ 126‬أعاله‪،‬‬
‫‪ -‬إعداد محضر تسليم واستالم المهام المنصوص عليه في المادة ‪ 68‬أعاله‪،‬‬
‫‪ -‬يتلقى التفويض باإلمضاء على كافة الوثائق المتعلقة بالتسيير اإلداري والتقني‬
‫للبلدية باستثناء القرارات" و في الحقيقة إن هذه المهام ليست جديدة في عمل‬
‫األمين العام للبلدية حيث كان يمارسها ن لكن الجديد هو ترقية تكريسها تشريعيا‬
‫بعد إن كانت تتناول تنظيميا ‪.1‬‬

‫كما انه يمارس مجموعة صالحيات أخرى من بينها‪:‬‬


‫‪ -‬تنظيم مصلحة الحالة المدنية و سيرها‪ ،‬و حماية كل العقود و السجالت الخاصة‬
‫و الحفاظ عليها‬ ‫بها‬
‫مسك بطاقة الناخبين و تسييرها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬القيام بعملية إحصاء المواطنين حسب شرائح السن والمولودون في البلدية أو‬
‫المقيمين بها في إطار تسيير بطاقية الخدمة الوطنية‪،‬‬
‫‪ -‬تسيير أرشيف البلدية و حفظه و حمايته ‪، 2‬‬
‫‪ -‬مسك سجل جرد األمالك العقارية و البلدية و سجل جرد األمالك المنقولة ‪،‬‬
‫‪ -‬يقوم بتقدير اإلرادات و النفقات السنوية للبلدية‪،‬‬
‫‪ -‬تنشيط و تنسيق سير المصالح اإلدارية و التقنية للبلدية‪،‬‬
‫يضمن األمين العام تنفيذ القرارات ذات الصلة بتطبيق المداوالت المتضمنة‬ ‫‪-‬‬
‫الهيكل التنظيمي للبلدية ‪،‬‬

‫‪ 1‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 025‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 022‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬يعد األمين العام للبلدية مشروع الميزانية تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي بعدما كان يعدها هذا األخير‪،‬‬
‫و اعترفت له المادة ‪ 020‬من القانون ‪ 00-00‬بالعضوية في اللجنة البلدية للصفقات و‬
‫التي تضم إلى جانب رئيس المجلس و األمين العام عضوين منتخبين و ممثل مصالح‬
‫أمالك الدولة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المندوبيات و الملحقات‪.‬‬

‫سنتعرف على إنشاء و اختصاص كل من المندوبيات و الملحقات‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬اإلنشاء‪.‬‬

‫يمكن البلدية أن تحدث مندوبيات بلدية و‪/‬أو ملحقات بلدية في حدود اختصاصها‬
‫و تحدد قواعد تنظيم المندوبيات و الملحقات البلدية و سيرها عن طريق التنظيم ‪ 1‬كما‬
‫‪2‬‬
‫يحدد عدد المندوبيات البلدية بموجب مرسوم و كذلك حدودها بالنسبة لكل بلدية كبرى‬
‫اعتمادا بصفة خاصة‪ ،‬على الجغرافي و الحضري إلقليمها و مقتضيات المرفق العام‬
‫‪.3‬‬

‫تحدث الملحقة اإلدارية عندما يكون من الصعب االتصال بين المقر الرئيسي‬
‫للبلدية أو جزء منها لبعد المسافة أو للضرورة من طرف المجلس الشعبي البلدي‬
‫بموجب مداولة و يحدد مجال اختصاصاتها و يعين لها مندوبا خاصا ‪.4‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اإلختصاص‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 022‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 021‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬
‫‪ 3‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬االدارة المحلية الجزائرية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 020‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬
‫‪37‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫تتولى المندوبية البلدية ضمان مهام المرفق العام و توفير الوسائل الضرورية‬
‫للتكفل بها ‪ ،‬تحدد المرافق التي يعهد بها إلى المندوبية البلدية بموجب مداولة المجلس‬
‫الشعبي البلدي ‪.1‬‬

‫و ينشط المندوبية البلدية المندوب البلدي يعين بموجب مداولة المجلس الشعبي‬
‫البلدي بناءا على اقتراح من رئيس المجلس ‪ .2‬و يتصرف المندوب البلدي تحت‬
‫مسؤولية رئيس المجلس الشعبي البلدي و باسمه و يتلقى منه تفويضا باإلمضاء‪.3‬‬
‫تسير الملحقة اإلدارية من طرف مندوب خاص الذي يعين من بين أعضاء‬
‫المجلس الشعبي البلدي و يراعى قدر اإلمكان أن يكون من المقيمين في ذلك الجزء‬
‫المهني من البلدية و يتصرف تحت مسؤولية رئيس المجلس البلدي و يتلقى تفويضا‬
‫باإلمضاء باسمه ‪.4‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 021‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 024‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 022‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 020‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬
‫‪38‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مظاهر التعددية الحزبية و الحكم الراشد في تنظيم‬


‫البلدية ‪.‬‬

‫نظرا لظهور مصطلح الحكم الراشد و التنمية المستدامة على مستوى‬


‫الن صوص القانونية و الخطاب السياسي في الجزائر خاصة منذ ‪ 5001‬تعين علينا‬
‫تبيان عالقة الحكم الراشد بالالمركزية و خاصة البلدية باعتبارها فضاء أساسيا‬
‫للحكامة والتنمية الجوارية ‪ ،‬كما أن قانون البلدية يراعي احترام النظام الديمقراطي‬
‫القائم على سيادة الشعب ووحدة الدولة والتعددية الحزبية و عليه وجب علينا كذلك‬
‫البحث في مجال التعددية الحزبية و المجالس المنتخبة البلدية و هذا ما سنتناوله في‬
‫موضوع هذا المبحث‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مظاهر التعددية الحزبية في المجالس الشعبية‬


‫البلدية‪.‬‬

‫إن الخصوصية المميزة لمجالسنا المحلية البلدية أنها تتشكل من منتخبين‬


‫ينتمون ألحزاب كثيرة و منتخبين أحرار أيضا تطبيقا ألحكام دستور ‪ 0202‬التي‬
‫أرست التعددية السياسية بموجب المادة ‪ 40‬منه و هو ما تأكد في دستور ‪0221‬‬
‫بموجب المادة ‪ 45‬منه و عليه ما مدى تكريس التعددية الحزبية في ظل القانون‬
‫العضوي لالنتخابات و قانون البلدية ؟‬

‫الفرع األول ‪ :‬مظاهر التعددية الحزبية قبل اكتساب العضوية‬


‫المحلية‪.‬‬

‫سنحاول أن نعدد مظاهر التعددية الحزبية قبل اكتساب العضوية المحلية من‬
‫خالل حماية حق الترشح و حماية الحق في الحملة االنتخابية ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال ‪ -‬حماية حق الترشح‪:‬‬

‫ال جدال في أن الممارسة الديمقراطية رهينة بسالمة سير العملية االنتخابية في‬
‫أطر وضوابط دستورية وقانونية‪ ،‬حيث تستند نزاهة العملية االنتخابية في مراحلها‬
‫المختلفة إلى طبيعة النظام االنتخابي وكافة التشريعات والقوانين التي تنظم العملية‬
‫االنتخابية في مراحلها المختلفة ‪.1‬‬
‫و جاء في المادة ‪ 20‬من الدستور " لكل مواطن تتوفر فيه الشروط أن ينتخب‬
‫و ينتخب " و كرس هذا النص بالقانون العضوي لالنتخابات محددا الشروط العامة في‬
‫و‬ ‫المرشح لالنتخابات المحلية محددة في المادة ‪ 10‬من القانون العضوي ‪00-05‬‬
‫اشترطت المادة ‪ 15‬من نقس القانون أن تكون قائمة الترشح مدعمة و مقبولة من‬
‫طرف حزب أو عدة أحزاب ضمن الشروط المحددة في المادة ذاتها و هذا ما يجسد‬
‫نظام التعددية الحزبية و في حالة العكس ينبغي أن تدعم بتوقيع على األقل بـ ‪02‬‬
‫بالمئة من ناخبي الدائرة االنتخابية المعنية على أن ال يقل هذا العدد عن ‪ 020‬ناخب و‬
‫ال يزيد عن ‪ 0000‬ناخب ‪.‬‬
‫لتكريس نظام التعددية الحزبية قدم القانون العضوي لالنتخابات ضمانات عديدة‬
‫على رأسها حياد اإلدارة تجاه المترشحين تجسيدا للمادة ‪ 52‬من الدستور و يطبق هذا‬
‫المبدأ من خالل إلتزام اإلدارة بتسليم المصرح وصل إيداع القائمة و على اإلدارة‬
‫التأكد من توفر الشروط و النسب المحددة في المادة ‪ 10‬من القانون العضوي‬
‫لالنتخابات ‪ 00-05‬و ال يسمح لإلدارة بإدخال أية تعديالت على قوائم المترشحين‬
‫باستثناء حالة الوفاة و حالة وجود مانع قانوني ‪.2‬‬

‫‪1‬فتحي معيفي ‪ ،‬الحوكمة االنتخابية ودورها في تعزيز المشاركة السياسية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم‬
‫السياسية و العالقات الدولة تخصص السياسات العامة المقارنة‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬جامعة قاصدي مرباح‬
‫ورقلة ‪ ، 5002-5005 ،‬ص ‪.020‬‬
‫‪ 2‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪40‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫بحيث تتيح لكل األطراف المعنية بالعملية االنتخابية من ناخبين ومرشحين ومشرفين‪،‬‬
‫الوقوف على الكيفية التي يتم من خاللها إدارة االنتخابات واإلعالن عن نتائجها ‪.1‬‬
‫في حالة رفض أحد المرشحين أو بعضا منهم أو قائمة المترشحين بأكملها‬
‫اشترط القانون العضوي لالنتخابات أن يكون قرار الرفض الصادر عن الوالي‬
‫المختص إقليميا معلال تعليال كافيا و قانونيا و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 11‬من‬
‫القانون ‪ 00-05‬المتعلق باالنتخابات‪.‬‬
‫أهم ضمانة تم اإلعتراف بها أيضا هي ضمانة قضائية من خالل تمكين المعني‬
‫من الطعن في قرار رفض ترشيحه حيث أجازت المادة ‪ 11‬الفقرة ‪ 02‬من القانون‬
‫العضوي لالنتخابات خضوع قرار الوالي للطعن القضائي أمام المحكمة اإلدارية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬حماية الحق في الحملة االنتخابية ‪:‬‬

‫تعتبر الحملة االنتخابية منافسة مشروعة بين المرشحين التابعين لقوائم حزبية‬
‫أو قوائم حرة الهدف منها التعريف بالبرنامج و األشخاص و محاولة إقناع هيئة‬
‫الناخبين بالتصويت لمرشحيها و على نحو يكفل حق كل القوائم المتنافسة بالتعريف‬
‫بأشخاصها من حيث مؤهالتهم و مكانتهم االجتماعية و البرامج االقتصادية‬
‫و االجتماعية و الثقافية أثناء مرحلة الحملة و يتم ذلك باستعمال الوسائل المشروعة‬
‫إلقناع الرأي العام المحلي بهدف كسب اكبر عدد ممكن من المقاعد داخل المجالس‬
‫المحلية المنتخبة‪ ،‬من خالل إحترام مبادئ الحرية والنزاهة والتنافسية في االنتخابات‪.2‬‬

‫حرص المشرع الجزائري على توفير مختلف الضمانات لتأكيد حياد اإلدارة‬
‫من جهة في تسيير العملية االنتخابية و ضبط األطراف المتنافسة بفرض قواعد‬
‫موضوعية و آداب الدعاية االنتخابية نظرا لخصوصية مرحلة الحملة االنتخابية‬
‫و ما قد ينجم عنها من تجاوزات من جوانب متعددة ‪.3‬‬

‫‪ 1‬فتحي معيفي ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪.022 ،‬‬


‫‪ 2‬فتحي معيفي ‪ ،‬المرجع نفسه‪ .‬ص ‪. 040‬‬
‫‪ 3‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪20‬‬
‫‪41‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مظاهر التعددية الحزبية بعد اكتساب العضوية‬


‫المحلية‪.‬‬

‫إن األحزاب السياسية هي منابر و قنوات للتعبير عن الرأي العام و التي تمتلك‬
‫أدوات ووسائل التمثيل الشعبي و تقوم بالتعبير عن المطالب االجتماعية المحددة في‬
‫برنامج سياسي و اقتصادي و اجتماعي و ثقافي ‪ .‬و تتكامل برامج األحزاب من أجل‬
‫بعث وتيرة التنمية لتصب في مجرى و هدف واحد و هو خدمة المصلحة العامة ‪،1‬‬
‫تبرز مظاهر التعددية الحزبية في المجالس البلدية على مستوى اختيار رئيس المجلس‬
‫و لجان المجلس من خالل النظام االنتخابي في الجزائر الذي يتبنى النسبية‪ ،‬ونظام‬
‫النسبية يسمح بتواجد أكبر عدد من األحزاب على مستوى المجالس‪.2‬‬

‫أوال ‪ -‬إختيار رئيس المجلس الشعبي البلدي ‪:‬‬

‫جاء في المادة ‪ 40‬من قانون البلدية ‪ 00-20‬أنه يعين أعضاء القائمة التي‬
‫نالت أغلبية المقاعد عضوا من بينهم رئيسا للمجلس الشعبي البلدي و في مضمون‬
‫القانون ‪ 00-00‬من خالل المادة ‪ 12‬على أنه يعلن رئيسا للمجلس الشعبي البلدي‬
‫متصدر القائمة التي تحصلت على أغلبية أصوات الناخبين و في حالة تساوى‬
‫األصوات يعلن رئيسا المرشحة أو المرشح األصغر سنا ‪.‬‬
‫و في مضمون القانون العضوي لالنتخابات ‪ 00-05‬نصت المادة ‪ 00‬منه‬
‫على أنه في غضون األيام الخمسة عشر الموالية إلعالن نتائج االنتخابات ينتخب‬
‫المجلس الشعبي البلدي من بين أعضاءه رئيسا له للعهدة االنتخابية ‪ ،‬يقدم المترشح‬
‫النتخابات رئيس المجلس الشعبي البلدي من القائمة الحائزة لألغلبية المطلقة للمقاعد‪.3‬‬

‫‪ 1‬لخضر ميساوي ‪ ،‬الديمقراطية و نظام المجالس الشعبية ‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون فرع اإلدارة و المالية‬
‫العامة‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،5001-5002 ،‬ص ‪.021‬‬
‫‪2‬‬
‫كرست الـ''ال استقرار'' في المجالس البلدية ‪ ،‬تدخل بوجمعة غشير (رئيس الرابطة‬‫دمحم شراق‪ ،‬قوانين الداخلية ّ‬
‫الجزائرية لحقوق اإلنسان )‪ ،‬جريدة الخبر ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬عدد ليوم السبت ‪ 00‬ديسمبر ‪ ، 5005‬اطلع عليه يوم‬
‫‪ 5002/04/50‬من الموقع ‪.www.elkhabar.com‬‬
‫‪ 3‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪000‬‬
‫‪42‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫و عليه لم يشر قانون البلدية ‪ 00-20‬لطريقة اختيار الرئيس مكتفيا بذكر انه‬
‫يختار من بين القائمة الفائزة بأغلبية المقاعد و هذا ما يعني انه ليس كل أعضاء‬
‫المجلس البلدي الفائزين في اإلنتخابات من يعترف لهم بحق إختيار رئيس المجلس بل‬
‫فقط من ينتمون للقائمة الفائزة بأغلبية المقاعد في االنتخابات البلدية و هو ما يؤدي‬
‫بالنتيجة إلى تحديد مجال إختيار رئيس المجلس البلدي ‪ ،‬و سببت هذه القاعدة عمليا‬
‫إشكاالت كبيرة خاصة و أنها تصطدم مع مبادئ الديمقراطية ‪ ،‬و لعل من محاسن‬
‫القانون العضوي لالنتخابات انه إعترف بحق الترشح لرئاسة المجلس البلدي لمتصدر‬
‫القائمة الفائزة بأغلبية األصوات‪.‬‬
‫و قد فتح القانون العضوي لإلنتخابات مجاال أوسع الختيار رئيس المجلس‬
‫البلدي و مكن كل أعضاء المجلس من المشاركة في اختيار رئيس المجلس دون‬
‫إقصاء أو تهميش و هو ما يكرس نظام التعددية الحزبية ‪.‬‬
‫و حسمت المادة ‪ 12‬من قانون البلدية الموقف بإعطائها حق الترشح لرئاسة‬
‫المجلس لمتصدر القائمة الفائزة بأغلبية المقاعد‪ ،‬و بالتالي حاولت أن تسد نقصا ميز‬
‫‪ 40‬من القانون ‪ 00-20‬و التي اكتفت بالقائمة الفائزة باغلبية المقاعد دون أن تصرف‬
‫أهمية لمتصدرها ‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ -‬تشكيل لجان المجلس‪:‬‬

‫بغرض تمكين المجالس الشعبية البلدية من آداء مهامها أجازت المواد ‪20‬‬
‫و ‪ 25‬و ‪ 22‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬للمجلس إنشاء لجان دائمة و أخرى خاصة‪.‬‬
‫و طالما تكون المجلس من مجموعة منتخبين ينتمون ألحزاب كثيرة و لقوائم‬
‫حرة فان اللجان ستضم بالضرورة هؤالء بما يؤكد تكريس نظام التعددية حتى على‬
‫مستوى اللجان الدائمة و المؤقتة للمجلس البلدي‪.2‬‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.000‬‬


‫‪ 2‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪43‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مؤشرات الحكم الراشد في المجالس الشعبية‬


‫البلدية‪.‬‬

‫يقصد بالحكم الراشد أو الحاكمية "‪ "gouvernance‬أسلوب وطريقة الحكم‬


‫و القيادة‪ ،‬تسيير شؤون منظمة قد تكون دولة‪ ،‬مجموعة من الدول‪ ،‬منطقة‪ ،‬مجموعات‬
‫محلية‪ ،‬مؤسسات عمومية أو خاصة‪ .‬فالحاكمية ترتكز على أشكال التنسيق‪ ،‬التشاور‪،‬‬
‫المشاركة و الشفافية في القرار‪.‬‬

‫الحاكمية الرشيدة هي عبارة عن حكم يقصد فيه ممارسة السلطة السياسية‬


‫واالقتصادية واإلدارية لتسيير شؤون الدولة‪ ،‬وهي تشتمل على الدولة والقطاع الخاص‬
‫ومؤسسات المجتمع المدني وتعمل على تفعيل مفهوم المشاركة فيما بينها ‪.1‬‬

‫و للحكم الراشد أبعاد مختلفة ‪ ،‬فله بعد سياسي يتعلق بطبيعة السلطة السياسية و‬
‫شرعية تمثيلها و ممارستها ألعمالها في ظل حكم القانون و إحترام مبادئ الديمقراطية‬
‫و حقوق اإلنسان و له بعد إجتماعي يتعلق بطبيعة و بنية المجتمع المدني و حيويته و‬
‫استقالله عن الدولة و ممارسته هو اآلخر للدور المنوط بيه في الحركة التنموية‬
‫و فاعليتها و فنيات‬ ‫الشاملة ‪ ،‬كما أن له بعد فني يتعلق بعمل اإلدارة و كفاءتها‬
‫إصدار القرار المناسب و الرؤية اإلستراتيجية و ضمان حق األجيال الالحقة‪.‬‬

‫الحكم الراشد حسب تصور مركز دراسات وبحوث الدول النامية في جوهره هو‬
‫إدارة شؤون الدولة‪ ،‬و يتكون من آليات وعمليات ومؤسسات يستخدمها المواطنون‬
‫فرادى أو جماعات لدعم مصالحهم والتعبير عن مخاوفهم و الوفاء بالتزاماتهم وتسوية‬
‫خالفاتهم‪ .‬و تتباين آليات الحكم الراشد أو معاييره بتباين الجهات والمصالح‪ ،‬فالبنك‬
‫الدولي يركز عل ما يحفز النمو واالنفتاح االقتصادي‪ ،‬في حين أن برنامج األمم‬
‫المتحدة اإلنمائي االنفتاح السياسي‪ .‬و أبرز آلياته هي ‪ :‬الشفافية ‪ ،‬المشاركة ‪ ،‬حكم‬
‫القانون بمعنى أن الجميع‪ ،‬ح ّكاما ً و مسؤولين ومواطنين يخضعون للقانون وال شيء‬

‫‪ 1‬مسالي نسيمة‪ ،‬الحكم الراشد و التنمية المستدامة في المغرب العربي ‪ ،‬ص ‪02‬‬
‫‪44‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫يسمو على القانون ‪ ، 1‬المساءلة ‪ ،‬اإلجماع ‪ ،‬المساواة‪ ،‬الكفاءة ‪ ،‬العدل ‪ ،‬الالمركزية و‬


‫الرؤية اإلستراتيجية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مؤشر المشاركة في قانون البلدية ‪.‬‬

‫من أجل تسيير هذه الجماعات وفق قواعد الحكامة وإشراك المواطن في‬
‫إدارة شؤونه اليومية ‪ ،‬يمثل مبدأ المشاركة احد أهم مؤشرات الحكم الراشد لما له من‬
‫وثيق الصلة و االرتباط بجملة مبادئ أخرى تتعلق بممارسة الحقوق و الحريات العامة‬
‫و إرساء النظام الديمقراطي ‪ ،‬و ممارسة المواطنة ‪ ،‬كما انه له عالقة بمؤشر الشفافية‬
‫و اآلليات‬ ‫و الفع الية و العدل االجتماعي و يقصد بمؤشر المشاركة تهيئة السبل‬
‫المناسبة للمواطنين المحليين كأفراد و جماعات من اجل المساهمة في عمليات صنع‬
‫القرار أما بطريقة مباشرة آو من خالل المجالس المنتخبة ‪.‬‬

‫و المشاركة تعني كذلك تهيئة السبل واآلليات المناسبة للمواطنين المحليين كأفراد‬
‫وجماعات‪ ،‬من أجل المساهمة في عمليات صنع القرارات‪ ،‬إما بطريقة مباشرة أو من‬
‫خالل المجالس المحلية المنتخبة‪ ،‬تعبر عن مصالحهم وعن طريق تسهيل التحديد‬
‫المحلي للقضايا والمشكالت‪ .‬و في إطار التنافس على الوظائف العامة‪ ،‬يتمكن‬
‫المواطنون من المشاركة في االنتخابات واختيار الممثلين في مختلف مستويات الحكم‪.‬‬
‫و يمكن أن تعني المشاركة أيضا المزيد من الثقة وقبول القرارات السياسية من جانب‬
‫المواطنين‪ ،‬األمر الذي يعني زيادة الخبرات المحلية‪ .‬كما تضمن المشاركة دور فعال‬
‫للمجتمع المدني‪ .‬ويجب أن يكون لجميع الرجال والنساء رأي في صنع القرارات التي‬
‫تؤثر في حياتهم سواء‪ ،‬وهذا النوع من المشاركة الواسعة يقوم على حرية التنظيم‬
‫‪2‬‬
‫وحرية التعبير‪ ،‬وأيضا على قدرات المشاركة البناءة‪.‬‬

‫‪ 1‬مسالي نسيمة ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 01‬‬


‫‪ 2‬بومدين طاشمة‪ ،‬الحكم الراشد و مشكلة بناء قدرات اإلدارة المحلية في الجزائر‪ ،‬مداخلة مقدمة في ملتقى وطني‬
‫حول التحوالت السياسية إشكالية التنمية في الجزائر‪ :‬واقع و تحديات ‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪01-01 ،‬‬
‫ديسمبر ‪، www.univ-chlef.dz، 5000‬اطلع بتاريخ ‪ 5002/02/50‬الساعة ‪ ،50:50‬ص ‪.04‬‬
‫‪45‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫طبقا للمادة ‪ 05‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬البلدية هي القاعدة اإلقليمية‬


‫لالمركزية ‪ ،‬يتعين حينئذ العمل على فتح سبل المشاركة للمواطنين في تسيير الشؤون‬
‫العامة على المستوى البلدي عن طريق المجلس البلدي المنتخب إنطالقا من ذلك‪،‬‬
‫إتخذت المجالس الشعبية البلدية العبارة التالية شعارا لها" البلدية من الشعب وإلى‬
‫الشعب"‪.‬‬
‫من جهة أخرى فإن الدولة أو الجماعات المحلية مطالبة بتنظيم وتوفير قنوات االتصال‬
‫مع المواطن التي تسمح له بإبداء رأيه وتضمن له مشاركة فعلية في تسيير شؤونه‬
‫المحلية‪ ،‬ونميز في هذا اإلطار بين قناتين هامتين من قنوات االتصال هما المجتمع‬
‫السياسي والمجتمع المدني‪.‬‬
‫المجتمع السياسي يختار من خالله المواطن ممثليه عن طريق االنتخاب‪،‬‬
‫فيزكيهم ويعطيهم الشرعية الالزمة لتمثيله والتكلم بصوته والدفاع عن حقوقه بكل‬
‫نزاهة وشفافية‪ .‬أما المجتمع المدني فهو يعبر عن حاجة المواطنين إلى قناة أخرى‬
‫تسمح لهم بالبقاء في اتصال دائم بممثليهم إلبالغهم بمطالبهم المتجددة كلما اقتضى‬
‫األمر ذلك‪ ،‬الذي يضم مجموع الجمعيات الناشطة على المستوى المحلي إلقرار مبادئ‬
‫الحكم الراشد وتحقيق التنمية المحلية المنشودة ‪.1‬‬
‫و جسد قانون البلدية هذا المؤشر في بابه الثالث المعنون بـ مشاركة الموطنين‬
‫في تسيير شؤون البلدية من خالل المواد من ‪ 00‬الى ‪ 04‬من قانون البلدية ‪00-00‬‬
‫من خالل إتخاذ المجلس الشعبي البلدي كل التدابير الستشارة المواطنين حول خيارات‬
‫و أولويات التهيئة و التنمية االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و إمكانية إستعانة‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي كلما اقتضت ذلك شؤون البلدية أن يستعين بصفة‬
‫استشارية كل خبير أو شخصية محلية أو جمعية محلية معتمدة من شانهم تقديم أي‬
‫مساهمة مفيدة ألشغال المجلس أو لجانه و لحث المواطنين على المشاركة في تسوية‬

‫‪ 1‬نضيرة دوبابي ‪ ،‬الحكم الراشد المحلي و اشكالية عجز ميزانية البلدية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم‬
‫االقتصادية تخصص اقتصاد التنمية ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية ‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية‬
‫‪،‬جامعة ابو بكر بلقايد تلمسان ‪ ، 5000-5002 ،‬ص ‪.020‬‬
‫‪46‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫مشاكلهم وتحسين ظروف معيشتهم‪.‬يسهر المجلس الشعبي البلدي على وضع إطار‬
‫مالئم للمبادرات المحلية ‪.‬‬

‫شكل المجلس الشعبي البلدي و تجسيد مبدا المشاركة ‪:‬‬

‫و مما ال شك فيه أن إتباع أسلوب تعيين جميع أعضاء المجلس المحلي أمر‬
‫مرفوض في الجزائر ألسباب تاريخية و دستورية فنظامنا السياسي مستمد من‬
‫الشرعية الشعبية التي تفرض مشاركة الشعب في تسيير كل المجالس المنتخبة الوطنية‬
‫و المحلية و هو ما دأب عليه المشرع منذ االستقالل إلى اليوم ‪ ،‬كما أن األخذ بأسلوب‬
‫التعيين يصطدم مع جملة من المبادئ الدستورية خاصة المواد ‪1‬و ‪1‬و ‪00‬و ‪04‬و ‪02‬‬
‫و ‪ 01‬و يثير نظام تعيين المجلس المحلي شبهة تبعية المجلس للجهة القائمة بالتعيين ‪،‬‬
‫كما انه يتنافى مع آليات الحكم الراشد التي تستوجب مبدا المشاركة و هذا ال يكون إال‬
‫باعتماد أسلوب االنتخاب ال التعيين‪ ، 1‬و لقد تبنى المشرع الجزائري منذ قانون البلدية‬
‫لسنة ‪ 0211‬مبدأ االنتخاب الكلي ألعضاء المجلس البلدي و تكريس ذات التوجه في‬
‫قانون البلدية لسنة ‪ 00-20‬و كذا قانون البلدية ‪ 00-00‬و إشراك المنتخبين من‬
‫الشعب في ممارسة السلطة هي عالمة من عالمات الديمقراطية في الحكم‪ ،‬فكلما‬
‫استعانت السلطة المركزية باإلدارة المحلية ومجالسها المنتخبة كلما كان ذلك مؤشرا‬
‫‪2‬‬
‫على الديمقراطية‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مؤشر الشفافية في قانون البلدية‪.‬‬

‫الشفافية هي إتاحة تدفق المعلومات وسهولة الحصول عليها لجميع األطراف في‬
‫المجتمع المحلي ‪.‬ومن شأن ذلك توفير الفرصة للحكم على مدى فعالية األجهزة‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 022‬‬
‫‪ 2‬جعفر أنس قاسم‪ ،‬أسس التنظيم اإلداري واإلدارة المحلية في الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬الجزائر‪ ، 1988،‬ص ‪02‬‬
‫‪47‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫المحلية وكذلك تعزيز قدرة المواطن المحلي على المشاركة كما أن مساءلة األجهزة‬
‫‪1‬‬
‫المحلية مرهون بقدر المعلومات المتاحة حول القوانين واإلجراءات ونتائج األعمال‪.‬‬

‫يستوجب مبدأ الشفافية وضوح اإلجراءات و مصداقيتها لتمكين المعنيين من‬


‫إتباع ما يرونه مناسبا على الصعيد اإلداري أو القضائي و يعد مؤشر الشفافية اليوم‬
‫من أهم دعائم التنمية الشاملة و المستدامة و من أهم مبادئ الحكم الراشد و بين هذا‬
‫المبدأ الذي اتسع مجال تطبيقه خاصة بعد المصادقة على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة‬
‫الفساد من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة بتاريخ ‪ 20‬اكتوبر ‪ 5002‬هذه االتفاقية‬
‫التي صادفت عليها الجزائر بموجب المرسوم الرئاسي ‪ 050-04‬المؤرخ في ‪02‬‬
‫أفريل ‪.2 5004‬‬
‫و تفعيل مبدأ الشفافية في التسيير في مختلف أوجه نشاط اإلدارة و األجهزة‬
‫الرسمية و عالقتها بالجمهور لمن شانه أن يؤسس لنظام معلومات واضح معلن قوامه‬
‫الوضوح و هذا ما يولد عالقة متينة بين المواطن و اإلدارة و اتسع مجال تطبيقه‬
‫التطور الرهيب لوسائل االعالم و االتصال و المعلوماتية‪.‬‬
‫يحرك مبدأ الشفافية قنوات الرقابة بجميع أنواعها فيمكن المواطن من معرفة‬
‫القرارات اإلدارية المتخذة و هو ما يسهل عليه رصد أخطاء اإلدارة و تسجيل‬
‫المالحظات و السلوكات السلبية مما يوسع في النهاية من مجال الرقابة الشعبية على‬
‫أعمال اإلدارة و تصرفاتها و قد تحرك الرقابة الشعبية قنوات رقابة أخرى إدارية و‬
‫قضائية‪ .3‬و بات من اليقين أن أهم آليات مكافحة الفساد هو تعميم العمل بمبدأ الشفافية‬
‫على مستوى كل اإلدارات و األجهزة الرسمية و الهيئات العامة‪.‬‬

‫‪ 1‬بومدين طاشمة ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.04‬‬


‫‪ 2‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 010‬‬
‫‪ 3‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.015‬‬
‫‪48‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫اهداف مبدا الشفافية ‪:‬‬

‫يسعى مؤشر الشفافية إلى تحقيق جملة من المقاصد و األهداف أهمها‪: 1‬‬

‫‪ -‬تمكين الجمهور من ممارسة الرقابة الشعبية على تصرفات اإلدارة و نشاطاتها و‬


‫الكشف عن موطن الخطأ و السلوكات السلبية و تشخيصها‪.‬‬
‫‪ -‬نشر القيم الفاضلة في المجتمع اإلداري و مكافحة الفساد بكل صوره و أشكاله‪.‬‬
‫‪ -‬وضع المعلومات الالزمة بين أيدي المعنيين كاملة غير منقوصة و في الزمن‬
‫المناسب لتمكينهم من مباشرة اإلجراءات الالزمة على الصعيدين اإلداري‬
‫و القضائي‬
‫‪ -‬يمكن هذا المبدأ اإلعالم كسلطة رابعة من أن يؤدي مهامه داخل المجتمع‬
‫و المساهمة في مكافحة الفساد ‪.‬‬
‫‪ -‬يضع مبدأ الشفافية كل أجهزة الدولة في ميزان القانون لتقييم مدى تجسيدها‬
‫ألحكامه و قواعده و تكريس دولة القانون و دولة المؤسسات و في النهاية يحكم‬
‫مبدأ الشفافية مبدأ حكم القانون و كالهما من مؤشرات الحكم الراشد ‪.‬‬
‫مكانة مبدأ الشفافية في قانون البلدية ‪:‬‬
‫احتل مبدأ الشفافية مكانة متميزة في قانون البلدية ‪ 00-00‬وورد تجسيده في‬
‫العديد من مواده ‪ ،‬إذ جاء في المادة ‪ 00‬منه " يتخذ المجلس الشعبي البلدي كل‬
‫التدابير إلعالم المواطنين بشؤونهم ‪...‬و يمكن في هذا المجال استعمال على وجه‬
‫الخصوص الوسائط و الوسائل اإلعالمية المتاحة كما يمكنه عرض نشاطه السنوي‬
‫أمام المواطنين "‬
‫و يبدو واضحا من نص المادة أن المجلس الشعبي البلدي ال يعمل في إطار السرية‬
‫‪ ،‬بل هم ملزم بالعمل في إطار الشفافية و الوضوح فيعلم المواطنين بكل المسائل‬
‫المتعلقة بالتنمية البلدية ‪ .‬و هذا أمر طبيعي حتى يمارس المواطنون الرقابة الشعبية‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 012‬‬


‫‪49‬‬
‫البلدية كقاعدة لالمركزية اإلدارية‬ ‫الفصل األول‬

‫على مداوالت المجلس الشعبي البلدي وجاء قانون البلدية ‪ 00-00‬بحكم جديد يتعلق‬
‫بإمكانية تقديم عرض سنوي لنشاطات المجلس الشعبي البلدي أمام المواطنين ‪.‬‬
‫و تجسد مؤشر الشفافية أيضا في المادة ‪ 04‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬حيث‬
‫أجازت لكل شخص االطالع على مستخرجات مداوالت المجلس الشعبي البلدي وكذا‬
‫القرارات البلدية ‪ ،‬و أجازت لكل صاحب مصلحة الحصول على نسخة منها كاملة أو‬
‫جزئية على نفقته‪.‬‬
‫و ألزمت المادة ‪ 55‬من نفس القانون أن يلصق جدول أعمال دورة المجلس البلدي‬
‫و فرضت‬ ‫في قاعة اجتماعات المجلس و في األماكن المخصصة إلعالم الجمهور‬
‫المادة ‪ 51‬منه أن تكون جلسات المجلس البلدي علنية و مفتوحة لمواطني البلدية و‬
‫لكل مواطن معني بموضوع المداولة‪.‬‬
‫و أرست المادة ‪ 21‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬قاعدة عامة تتعلق بتنفيذ القرارت‬
‫البلدية و أقرت بصريح النص عدم قابلية قرارات رئيس البلدية للتنفيذ إال إذا تم إعالم‬
‫األطراف المعنية بها ‪ ،‬إما بوسيلة النشر إن كان القرار يتضمن أحكام عامة أو بعد‬
‫اشعار فردي بأي وسيلة قانونية إذا كان القرار يمس مركزا فرديا‪ ،‬و فرضت المادة‬
‫‪ 20‬منه إرسال نسخة من هذه القرارات للوالي خالل ‪ 40‬ساعة كما فرضت إلصاقها‬
‫في اللوحات المخصصة للجمهور‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪012 ،014‬‬
‫‪50‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية‬


‫و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‪.‬‬

‫يعتبر إستقالل الهيئات المحلية و عدم تبعيتها للسلطة المركزية من األركان‬


‫األساسية التي تقوم عليها اإلدارة المحلية ‪ ،‬و لكن االستقالل التام أمر غير قائم ‪ ،‬فكما‬
‫ال يمكن تصور وجود المركزية المطلقة ال يمكن أيضا تصور وجود الالمركزية‬
‫المطلقة ‪ .‬و لضمان االستقالل و الحد من عيوبه و لتحقيق متطلبات اإلدارة الجيدة و‬
‫ضعت الهيئات البلدية المنتخبة تحت إشراف ورقابة خاصة تدعى الرقابة اإلدارية أو‬
‫الوصائية تمارسها السلطة المركزية ضمن الحدود التي يرسمها القانون ‪ .1‬وعليه‬
‫سنحاول إيضاح مكانة التنظيم البلدي بين الرقابة و مدى استقاللية البلدية في أداء‬
‫مهامها و ما مدى فاعليتها لتحقيق التنمية المحلية في ثالث مباحث هي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬صالحيات الهيئات المنتخبة‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة الوصائية على المجلس الشعبي البلدي‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬أثر الرقابة الوصائية على فعالية المجالس الشعبية البلدية‬

‫‪1‬‬
‫أيمن عودة المعاني ‪ ،‬اإلدارة المحلية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع ‪،‬عمان ‪ ، 5000،‬ص ‪.22‬‬
‫‪51‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول ‪ :‬صالحيات الهيئات المنتخبة ‪.‬‬

‫تضطلع وتقوم البلدية بإعتبارها الخلية والمجموعة اإلدارية والسياسية‬


‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية األساسية والقاعدية في النظام الالمركزي‬
‫الجزائري بعدة وظائف ومهام‪ ،‬تمارسها و تتوالها المجالس الشعبية البلدية المنتخبة‬
‫التي تعبر عن إراداتها ‪ 1‬ويتجلى ذلك من خالل الصالحيات واالختصاصات الموكلة‬
‫لكل من المجلس الشعبي البلدي وكذا رئيس المجلس‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬صالحيات المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫يتمتع المجلس الشعبي البلدي بعدة اختصاصات وصالحيات تشمل كل عمل‬


‫ذي طابع أو منفعة عامة في النطاق البلدي ‪.‬و للمجلس أن يعرب عن توصياته في جل‬
‫المواضيع ذات المصلحة البلدية ويكون ذلك من خالل مداوالته التي يعقدها كما‬
‫يساهم بصفة خاصة و إلى جانب الدولة في إدارة و تهيئة اإلقليم و التنمية االقتصادية‬
‫و الثقافية و كذا األمن و يمارس المجلس معظم هذه الصالحيات بصورة فعلية عن‬
‫طريق لجانه الدائمة و الخاصة ‪.‬‬

‫فالمجلس الشعبي البلدي هو محور البلدية الذي تدور حوله الحياة العامة في‬
‫البلدية و هو ممثل أبناء المنطقة المحلية و الساهر األول على حسن سير الشؤون‬
‫المحلية ‪ ،‬لذلك نجد أن المشرع قد وسع نوعا ما من اختصاصاته فالمتمعن في‬
‫نصوص قانون البلدية يجد أن إختصاصات المجلس قد جاءت مطلقة و عامة‪ ،‬كما‬
‫وردت متناثرة على أطراف المنظومة التشريعية و التنظيمية المختلفة ‪.‬‬

‫‪ 1‬دمحم رفعت عبد الوهاب ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.022‬‬

‫‪52‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول ‪ :‬صالحيات البلدية في مجال تهيئة اإلقليم و التنمية‬


‫المستدامة و التخطيط‪.‬‬

‫يمارس المجلس عدة صالحيات تمس جوانب مختلفة من شؤون اإلقليم و هو‬
‫ما تضمنته نصوص المواد ‪ 107‬إلى ‪ 050‬من قانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‪ .‬إذ‬
‫يكلف المجلس الشعبي البلدي بوضع برامج تنموية سنوية و متعددة السنوات الموافقة‬
‫لعهدته في اطار المخطط الوطني للتهيئة والتنمية المستدامة لإلقليم وكذا المخططات‬
‫التوجيهية القطاعية‪ ، 1‬و ينفذ على المدى القصير أو المتوسط أو البعيد‪ ،‬أخذا بعين‬
‫االعتبار برنامج الحكومة ومخطط الوالية ‪ ،2‬وما يساعد المجلس على القيام بهذه‬
‫المهمة أن هناك بنك للمعلومات على مستوى الوالية يشمل كافة الدراسات‬
‫والمعلومات واإلحصائيات االجتماعية والعلمية المتعلقة بالوالية ‪.3‬‬

‫أوال‪ -‬إعداد المخططات العمرانية‪:‬‬

‫يتمتع المجلس الشعبي البلدي بصالحية إعداد المخططات التنموية و العمرانية‬


‫على الصعيد المحلي حسب نص المادة ‪ 107‬من قانون البلدية السابق الذكر و أهم‬
‫هذه المخططات هي المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية و يتم بمقتضاه تحديد مناطق‬
‫التجمعات السكنية و التجهيزات العمومية الستقبال الجمهور و المناطق الالزم حمايتها‬
‫و ضبط الصيغ المرجعية لمخطط شغل األراضي‪ .‬وتقسم البلدية بموجب مخطط‬
‫األراضي إلى أربعة قطاعات حددتها المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 52-20‬المتعلق بالتهيئة‬
‫و التعمير و مخطط شغل األراضي الذي نصت المادة ‪ 34‬من قانون ‪ 52-20‬المتعلق‬
‫بالتهيئة والتعمي على أن مخطط شغل األراضي يحضر من قبل رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي و تتم الموافقة عليه بعد مداولة المجلس الشعبي البلدي و يحدد مخطط‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 001‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‪.‬‬


‫‪ 2‬جمال زيدان ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.005‬‬
‫‪ 3‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.500‬‬
‫‪53‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شغل األراضي بالتفصيل في إطار توجيهات المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬


‫حقوق استخدام األراضي والبناء ‪. 1‬‬

‫ثانيا ‪ -‬الرقابة الدائمة لعمليات البناء‪:‬‬

‫من جهة أخرى يتولى المجلس الشعبي البلدي رسم النسيج العمراني مع مراعاة‬
‫مجموع النصوص القانونية والتنظيمية السارية المفعول‪ ،‬وخاصة النصوص المتعلقة‬
‫بالتشريعات العقارية وعلى هذا األساس إعترف المشرع للبلدية بممارسة الرقابة‬
‫الدائمة للتأكد من مطابقة عمليات البناء للتشريعات العقارية‪ ،‬وخضوع هذه العمليات‬
‫لترخيص مسبق من المصلحة التقنية للبلدية‪ ،‬مع تسديد الرسوم التي حددها القانون‪.‬‬
‫وأوجب المشرع ساعة وضع ومناقشة مخطط البلدية ونسيجها العمراني مراعاة‬
‫المساحات المخصصة للفالحة‪ ،‬وكذلك تجانس المجموعات السكانية والطابع الجمالي‬
‫‪2‬‬
‫و أوجب القانون استصدار موافقة المجلس الشعبي البلدي كلما تعلق األمر‬ ‫للبلدية‬
‫بمشروع ينطوي على مخاطر باستثناء المشاريع الوطنية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫من خالل وضع ميكانزمات و تقاليد قد تدفع إلى خلق ثقافة عقارية عمومية‬
‫في مجال قطاع السكن نصت المادة ‪ 119‬من قانون البلدية على أنه من صالحيات‬
‫البلدية توفير الشروط التحفيزية للترقية العقارية العمومية و تنشيطها و ذلك بترقية‬
‫برامج السكن و إنشاء التعاونيات العقارية المساعدة على ذلك ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ -‬حماية التراث العمراني و المواقع الطبيعية ‪:‬‬

‫نظرا للتغيرات التي طرأت على تنظيم المصالح المكلفة باألماكن التاريخية‬
‫سواء أكانت وزارات أو مديريات أو دوائر أثرية‪ ،‬فإن اإلهمال جعل الكثير من هذه‬
‫اآلثار يندثر بعوامل التعرية الطبيعية و السرقة و قلة الترميم ‪ ،‬وتحويلها إلى مساكن‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 52-20‬المتعلق بالتهيئة و التعمير ‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 004‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬
‫‪ 3‬جمال زيدان ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 004‬‬
‫‪54‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أو أمور أخرى و البلدية التي تفتخر بوجود مثل هذه المآثر التاريخية و الفنية فوق‬
‫تربها ملزمة معنويا بالمحافظة عليها و العمل على ترقيتها بواسطة تنظيم أيام ثقافية‬
‫لتمجيدها وتعريفها و المحافظة عليها و حمل المشرع البلدية ممثلة في مجلسها‬
‫مسؤولية حماية التراث العمراني والمواقع الطبيعية واآلثار‪ ،‬وكل شيء ينطوي على‬
‫قيمة تاريخية أو جمالية ‪. 1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬صالحيات البلدية في المجال االجتماعي ‪.‬‬

‫لم يقتصر دور البلدية أساسا في تحقيق التنمية فقط وإنما ‪ ،‬هو دور مواجهة‬
‫المشاكل التي تدخل في إطار الخدمة العمومية ‪ ،‬من أمن وصحة وتربية ورياضة‬
‫وسياحة وغيرها‪ ،‬وقد اختزل المشرع المواد المتعلقة بهذه المجاالت في فصل واحد‪،‬‬
‫تضمن مادة واحدة عكس ما تضمنه القانون القديم من تناثر هذه المواد على مختلف‬
‫الفصول ‪.‬‬

‫أوال‪ -‬صالحيات البلدية في المجال المدرسي وما قبل المدرسي‪:‬‬

‫لقد ألزم المشرع البلدية بإنجاز المدارس وصيانتها‪ ،‬نظرا إلى أن مهمة إنجاز‬
‫مؤسسات التعليم االبتدائي تقع على عاتق ميزانية الدولة في إطار الخريطة المدرسية‬
‫الوطنية ‪ . 2‬و تقوم البلدية بإنشاء مؤسسات التعليم االبتدائي كما تضمن توفير وسائل‬
‫صيانتها وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري في الفقرة األولى من المادة ‪ 122‬من‬
‫قانون البلدية ‪ ، 00 -00‬كما يقع على عاتق البلدية إنجاز المطاعم المدرسية‬
‫وتسييرها‪ ،‬ولإلشارة فإن هذه الفقرة تعتبر من البنود التي أضافها المشرع لصالحيات‬
‫البلدية ‪،‬كما عهد إليها مهام توفير وسائل النقل المدرسي للتالميذ ‪.3‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 001‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬


‫‪ 2‬بلجياللي احمد ‪ ،‬إشكالية عجز ميزانية البلديات ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬فرع تسيير المالية‬
‫العامة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير و العلوم التجارية‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية ‪ ،‬جامعة ابو بكر بلقايد ‪،‬‬
‫تلمسان ‪ 5000-5002 ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ 3‬عشاب لطيفة ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪55‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما بالنسبة للتعليم ما قبل المدرسي فقد أناط المشرع للبلدية وفي حدود‬
‫إمكانيتها وعند االقتضاء اتخاذ ما يلزمها من تدابير وإجراءات بغية ترقية الطفولة‬
‫الصغرى‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ -‬صالحيات البلدية في مجال التضامن‪:‬‬

‫للبلدية كامل الحق في المبادرة بكل ما من شأنه حماية الفئات المحرومة‬


‫اجتماعيا‪ ،‬سواء نتيجة الكوارث الطبيعية كالزالزل والفيضانات أو لسوء ظروف‬
‫المعيشة‪ ،‬كالسكن أو الحاالت االستثنائية كالتكفل باليتامى وضحايا اإلرهاب‬
‫والمشردين وعابري السبيل‪...‬‬

‫أما عن أهم المحاور التي يمكن للبلدية تقديم يد المساعدة في إطار التضامن‬
‫المحلي ‪ ،‬يمكن ذكر بعض اإلجراءات‪:‬‬
‫أ ‪ -‬في السكن ‪ :‬تعمل البلدية على القضاء على األكواخ والبناءات الفوضوية وذلك‬
‫بتقديم المساعدة سواء في إطار البناء الريفي أو إعادة هيكلة األحياء القديمة ‪.2‬‬
‫ب ‪ -‬في الشغل ‪:‬خاصة الشباب وتتم هذه العملية بالتنسيق مع مختلف القطاعات‬
‫كقطاع التكوين المهني والفالحة والطرقات وهذا بمساعدة الشباب الراغب في العمل‬
‫بإتباع إجراءات إدارية تمكنه من تكوين ورشات أو تعاونيات أو حتى مؤسسات‬
‫صغيرة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ -‬صالحيات البلدية في المجال الرياضي والثقافي‪:‬‬

‫للبلدية اختصاصات في مجال الشبيبة والرياضة ‪ ،‬إذ بإمكانها تأسيس أي‬


‫خدمة أو مركز يساهم في تطوير الشبيبة وتفتحها ‪ ،‬كما نجده في نص المادة الثانية من‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 055‬فقرة ‪ 02‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 055‬فقرة ‪ 02‬من قانون البلدية ‪. 00-00‬‬
‫‪56‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المرسوم رقم ‪ 210-00‬المؤرخ في ‪ 0200/05/51‬الذي يحدد صالحيات الوالية‬


‫و البلدية و اختصاصهما في قطاع الشبيبة و الرياضة ‪ ، 1‬والتي تنص على أن البلدية‬
‫مكلفة بإنجاز التركيبات الرياضية البسيطة كما تكلف بتنظيم جوالت رياضية ‪ ،‬تبادل‬
‫الشباب بين البلديات ‪ ،‬التظاهرات الجماعية للشباب‪ .‬و تتولى البلدية بإنجاز مؤسسات‬
‫ثقافية بلدية والعمل على صيانتها في مجال الهياكل األساسية الثقافية ‪ .2‬يمكن للبلدية‬
‫االستفادة من مساهمة مالية من الدولة بغية ترقية هذه الهياكل والحفاظ عليها وكذا‬
‫‪3‬‬
‫صيانتها‬

‫رابعا ‪ -‬صالحيات البلدية في المجال الصحي و النظافة ‪:‬‬

‫مما ال شك فيه أن صحة المواطن مرتبطة بنظافة محيطه ‪ ،‬و حفاظا على‬
‫سالمة المواطن من كل خطر يهدد حياته تلعب البلدية دورا هاما في هذا المجال وذلك‬
‫من خالل القوانين ذات الصلة بالصحة والنظافة أو من خالل ما تضمنته المادة ‪123‬‬
‫من قانون البلدية ويمكننا أن نلخص هذه المجاالت فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ -0‬دور البلدية في محاربة الملوثات ‪:‬‬


‫أثرت سياسة التنمية المتسارعة التي انتهجتها السلطات سلبا على المحافظة‬
‫على الطبيعة ‪ ،‬سواء تعلق األمر بالتوازن البيئي ‪ ،‬أو على الفالحة أو الهواء ‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل القضاء على التشجير الكتساب أراضي قابلة للبناء‪ ، 4‬أو إنجاز مصانع‬
‫تساهم في رمي نفاياتها دون االهتمام ال بمعالجتها و ال حتى إفرازاتها و ألجل ذلك‬
‫فقد أوكل المشرع للبلدية مهمة دراسة األخطار قبل القيام بأي مشروع بمساهمة من‬
‫المصالح التقنية للدولة ‪ ،‬وكذا بالتنسيق مع مختلف المتعاملين سواء مستثمرين‬
‫أو هيئات عمومية وهذا بدراسة تقنية واقتصادية واجتماعية ألي مشروع ينجز فوق‬

‫‪ 1‬عشاب لطيفة ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫و‬ ‫‪ 2‬المادة ‪ 05‬من المرسوم رقم ‪ 202-00‬المؤرخ في ‪ 0200/05/51‬الذي يحدد صالحيات الوالية و البلدية‬
‫اختصاصهما في القطاع الثقافي ‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪.25‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 055‬فقرة ‪ 04‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‬
‫‪ 4‬ايمن عودة المعاني ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 041‬‬
‫‪57‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تراب البلدية و لتحقيق البلدية هذه األهداف تقوم بتسيير النفايات حتى تسهل عملية‬
‫المعالجة و إعادة استعمالها ‪ ،‬سواء تعلق األمر بالنفايات المنزلية أو حتى الصناعية‬
‫أو المواد المستعملة في المستشفيات ‪ ،‬و محاربة التلوث عن طريق فرض رقابة‬
‫صارمة على مختلف المؤسسات و جعلها تحترم إجراءات محاربة التلوث‪.‬‬

‫‪ -4‬دور البلدية في مجال الحفاظ على الصحة العامة‪:‬‬

‫وعلى الرغم من هذا الدور الحيوي الذي ينبغي أن تؤديه مصالح أخرى‬
‫وخاصة مصالح الصحة العمومية إال أن المشرع قد أوكل صراحة هذه المهمة للبلدية‬
‫من خالل المادة ‪ 052‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية باإلضافة إلى المرسوم‬
‫‪ 374/81‬الذي يحدد صالحية الوالية و البلدية في قطاع الصحة على أن تتولى‬
‫البلدية في ميدان الوقاية تنظيم أعمال التلقيح ‪ ،‬حفظ الصحة المدرسية ‪ ،‬التربية‬
‫الصحية‪ ،‬مكافحة ناقالت األمراض المعدية من خالل إنشاء مكتب بلدي خاص‬
‫‪1‬‬
‫بالوقاية و النظافة‬

‫نشير في األخير إلى أن الصالحيات الموكلة للمجلس هي كثيرة ومتشعبة وال‬


‫تعد‪ ،‬وهي في معظمها التزامات واجبة التنفيذ‪ ،‬وبالمقابل فإن البلدية تتولى القيام بها‬
‫حسب إمكانياتها المالية الذاتية وحجم المساعدات التي تقدمها لها المصالح التقنية‬
‫للدولة‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬صالحيات المجلس الشعبي البلدي في المجال‬


‫االقتصادي‪.‬‬

‫في هذه النقطة و رجوعا إلى المادة ‪ 20‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬أعطى‬
‫المشرع الجزائري للبلدية حق إنشاء بموجب مداولة لجنة دائمة مكلفة بالشؤون‬

‫‪ 1‬جمال زيدان‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.002‬‬


‫‪58‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫االقتصادية و المالية و االستثمار‪ ،‬إضافة إلى إمكانية إنشاء لجان بلدية مؤقتة تتكفل‬
‫بمتابعة النشاطات االقتصادية ‪.1‬‬
‫و طبقا للمادة ‪ 002‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬تخضع إقامة أي مشروع‬
‫إستثمار أو تجهيز على إقليم البلدية وجوب اخذ الرأي المسبق للمجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫و يوكل لكل بلدية القيام بكل مبادرة أو عمل من شأنه تطوير األنشطة‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادية المسطرة في برنامجها التنموي و كذلك تشجيع المتعاملين االقتصاديين‬
‫وأجاز قانون البلدية للمجلس الشعبي البلدي إنشاء مؤسسات عامة ذات طابع اقتصادي‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية و في الواقع ‪ ،‬لم يبق للبلدية في مجال االقتصاد غير توفير‬
‫و مرافق‬ ‫الظروف المالئمة لتشجيع المؤسسات االقتصادية من مناطق صناعية‬
‫تغري المستثمرين ‪ .‬فالحكومة من خالل مسار تشجيع االستثمار الخاص‬
‫و خوصصة المؤسسات لم تعد تشجع على إنشاء المؤسسات العمومية المحلية‬
‫و حتى البلديات ال تملك اإلمكانيات التي تسمح لها بذلك ‪.3‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬صالحيات المجلس الشعبي البلدي في المجال‬


‫المالي‪.‬‬

‫يتولى المجلس الشعبي البلدي طبقا للمادة ‪ 000‬سنويا المصادقة على ميزانية‬
‫البلدية سواء الميزانية األولية قبل ‪ 20‬أكتوبر من السنة السابقة للسنة المعنية أو‬
‫الميزانية اإلضافية قبل ‪ 02‬جوان من السنة المعنية و تتم الصادقة على اإلعتمادات‬
‫‪4‬‬
‫المالية مادة بمادة و بابا بباب‪ .‬و يخضع المجلس لرقابة الوالي في كثير من الحاالت‪.‬‬
‫و غني عن البيان أن الدولة هي من تدعم البلديات ماليا ‪ ،5‬و ما يالحظ في‬
‫المدة األخيرة أن عددا كبيرا من البلديات تعاني من ظاهرة الديون ‪،‬مما فرض على‬
‫الدولة ضرورة التدخل من أجل التكفل بهذا الملف حيث بادرت وزارة الداخلية إلى‬

‫‪ 1‬جمال زيدان ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.002‬‬


‫‪ 2‬عمار بوضياف ‪ ،‬الوجيز في القانون االداري ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 200‬‬
‫‪ 3‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 002‬فقرة ‪ 05‬و الفقرة ‪ 02‬من قانون البلدية ‪. 00-00‬‬
‫‪ 5‬المواد ‪ 012 ،015 ،021‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬
‫‪59‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إحصاء البلديات و جرد ديونها حسب طبيعتها و معرفة المؤسسات صاحبة هذه‬
‫المستحقات‪.1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫لرئيس المجلس الشعبي البلدي صالحيات عدة ومتنوعة تختلف باختالف‬


‫الوضع الذي يكون فيه‪ ،‬فبعضها يمارسها بوصفه ممثال البلدية ويكون خاضعا‬
‫بصددها لرقابة متمثلة في وصاية إدارية ‪ ،‬ويمارس بعضها بوصفه سلطة لعدم‬
‫التركيز اإلداري أي ممثال للدولة‪ ،‬ويكون خاضعا فيها للسلطة الرئاسية‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته‬


‫ممثال للدولة‪.‬‬

‫باعتبار البلدية ممثلة للدولة على المستوى القاعدي فإن هيبة الدولة ال تكون إال‬
‫باسترجاع هيبة البلدية‪ ،‬ووضع سلطتها على كل المجاالت التي للبلدية حق في التدخل‬
‫فيها أو التي هي مسؤولة عنها و منح المشرع سلطات كثيرة وواضحة أكثر من‬
‫القوانين السابقة بوصفه سلطة عدم تركيز‪ 2‬بما أن الرئيس يعتبر ممثال للدولة على‬
‫مستوى البلدية و لقد وردت هذه الصالحيات في الكثير من النصوص منها قانون‬
‫الحالة المدنية و قانون اإلجراءات الجزائية و قوانين أخرى سنوردها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬اختصاصات رئيس البلدية كضابط للحالة المدنية‪.‬‬

‫نصت على صفة ضابط الحالة المدنية المادة ‪ 86‬من قانون البلدية إذ أن هذه‬
‫الصفة تمنحه حق القيام بجميع العقود المتعلقة بالحالة المدنية وهذا تحت وصاية النائب‬
‫العام المختص إقليميا‪.‬ورئيس البلدية باعتباره ضابط للحالة المدنية فهو ملزم بمجموعة‬
‫من األفعال التي تضمن حقوق المواطنين و تعزيز سلطة البلدية و تقوي من‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف ‪ ،‬الوجيز في القانون االداري ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪200‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫صداقيتها و هو ملزم كذلك بالمحافظة على األسرار الخاصة بالميالد و الزواج‬


‫‪1‬‬
‫وهذا ما نصت عليها المادة األولى و الثانية من قانون الحالة‬ ‫و الطالق و الوفاة‪.‬‬
‫المدنية‪ 2‬و يجوز له أن يفوض إمضاءه إلى المندوبين البلديين و إلى كل موظف بلدي‬
‫و يبلغ النائب العام بذلك‪ .‬و يمكن للمفوض إستقبال نصريحات الوالدة‬
‫و الوفيات و الزواج و تدوين كل األحكام في السجالت‪.3‬‬

‫ثانيا ‪-‬اختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي كضابط إداري‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 93‬من قانون البلدية على أنه من صالحيات رئيس المجلس‬
‫الصالحيات اإلدارية أو في مجال الشرطة اإلدارية ‪.‬وبوصفه كذلك فهو يعمل على‬
‫حماية النظام العام بما يحويه هذا األخير من مواضيع عدة كالصحة واألمن العام‬
‫والسكينة العامة‪ ،‬ولقد توسعت نوعا ما صالحياته في هذا المجال وذلك بغية تحقيق‬
‫التواجد الفعلي للدولة على مستوى البلدية‪.‬‬

‫ويمارس الضبط اإلداري عن طريق القرارات التنظيمية العامة لتنظيم المرور‪،‬‬


‫تنظيم المحالت التجارية ومنع التلوث‪ .4‬كما يمارس الضبط اإلداري عن طريق‬
‫القرارات الفردية‪.‬‬
‫و يكلف رئيس المجلس باتخاذ كل إجراء من شانه ضمان تدعيم الجانب‬
‫الوقائي و كذا ضمان سالمة األشخاص و الممتلكات و أن يعلم الوالي بذلك ‪ ،‬كما يعهد‬
‫به تنظيم ضبطية الطرقات المتواجدة و كذلك السهر على حماية البيئة و ضمان‬
‫ضبطية الجنائز‪.5‬‬

‫‪ 1‬عشاب لطيفة ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.40‬‬


‫‪ 2‬االمر ‪ 50-10‬المؤرخ في ‪ 02‬فبراير ‪ 0210‬المتضمن الحالة المدنية‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 01‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية ‪.‬‬
‫‪ 4‬علي دمحم ‪ ،‬مدى فاعلية دور الجماعات المحلية في ظل التنظيم االداري الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في قانون االدارة المحلية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة ابو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان ‪ ،5005 -5000 ،‬ص‬
‫‪.552‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 24‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المشرع لرئيس المجلس الشعبي البلدي استعمال سلطة التسخير أو‬


‫ّ‬ ‫و أجاز‬
‫‪1‬‬
‫بهدف درء المخاطر و مواجهة الوضع و يعتمد في‬ ‫تجنيد األشخاص و الممتلكات‬
‫ذلك على قوات الشرطة البلدية‪ ، 2‬و نشير إلى أن قانون البلدية ‪ 00-20‬حمل البلدية‬
‫المسؤولية المدنية عن الخسائر و األضرار التي تلحق باألشخاص و الممتلكات‬
‫و الناجمة عن الجنايات و الجنح المرتكبة بالعنف في ترابها و لها فيما بعد الرجوع‬
‫على المتسببين في هذه األعمال ‪.3‬‬

‫ثالثا‪ -‬اختصاصات رئيس البلدية كضابط للشرطة القضائية‪:‬‬

‫يطلق لفظ الشرطة القضائية على القائمين بمهمة البحث والتحري وقد عني‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية واهتم ببيان كل من توكل لهم صفة الضابط أو العون أو‬
‫الموظفين القائمين عليه‪ ، 4‬ولقد أقر القانون صراحة صفة ضابط الشرطة القضائية‬
‫لرئيس المجلس من خالل المادة ‪ 25‬من قانون البلدية و المادة ‪ 15‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية التي حددت الذين يتمتعون بصفة ضباط الشرطة القضائية‬
‫وذكرت من بينهم رؤساء المجلس الشعبية البلدية‪.‬‬

‫و تتمثل اختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي في هذا المجال في‬


‫مباشرته في جمع األدلة والتحري عن مرتكبي الجريمة‪ 5‬ولقد أعطى قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية لضباط الشرطة القضائية سلطات واسعة تمكنه من القيام بدوره‬
‫في الحدود التي تضمن للمجتمع سالمته وللمتهم حقوقه‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‬
‫‪ 3‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.501‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 04‬من قانون االجراءات الجزائية رقم ‪ 022-11‬المؤرخ في ‪ 00‬يونيو ‪ ، 0211‬المعدل المتمم ‪.‬‬
‫‪ 5‬عالء الدين عشي ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 02‬‬
‫‪62‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته‬


‫ممثال للبلدية‪.‬‬

‫يمارس رئيس المجلس الشعبي البلدي إختصاصاته تارة بوصفه رئيسا للهيئة‬
‫التنفيذية للمجلس وتارة أخرى بوصفه ممثال للبلدية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬صالحيات رئيس البلدية بوصفه رئيس الهيئة التنفيذية‬


‫للمجلس‪:‬‬

‫يتولى رئيس المجلس الشعبي البلدي تحت هذا العنوان التحضير لجلسات‬
‫المجلس البلدي حيث يقوم باستدعاء األعضاء و إبالغهم بجدول األعمال ويعرض‬
‫‪1‬‬
‫و يسهر رئيس المجلس الشعبي البلدي على‬ ‫عليه المسائل الخاضعة إلختصاصه‬
‫تنفيذ مداوالت المجلس ‪ ،‬و يقدم بين كل دورة و أخرى تقريرا يضمن تنفيذ المداوالت‪.‬‬

‫و حتى يقوم رئيس المجلس بالتنفيذ و في آجال معقولة خوله المشرع بموجب‬
‫المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 00-00‬االستعانة بهيئة تنفيذية تتولى اإلشراف و المتابعة‬
‫بخصوص مداوالت المجلس و تضم الهيئة إلى جانب الرئيس نوابه يتراوح عددهم من‬
‫‪ 05‬إلى ‪ 01‬حسب تعداد أعضاء المجلس‪.2‬‬
‫غير أن المادة ‪ 12‬من القانون العضوي ‪ 00-05‬المتعلق بنظام االنتخابات قد‬
‫‪3‬‬
‫و بالربط بين الحدود و االرقام المذكورة‬ ‫تضمنت و حددت مقاعد و أرقام مختلفة‬
‫بين القانونين نستنتج أن ‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية ‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 12‬من قانون البلدية ‪00-00‬تقول ‪ :‬يساعد رئيس المجلس الشعبي البلدي نائبان أو عدة نواب الرئيس‬
‫يكون عددهم كما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -‬نائبان )‪ ( 2‬بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من سبعة )‪ ( 7‬إلى تسعة )‪ ( 9‬مقاعد‪،‬‬
‫‪ -‬ثالثة )‪ ( 3‬نواب بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من أحد عشر ) ‪ ( 11‬مقعدا‪،‬‬
‫‪ -‬اربعة )‪ ( 4‬نواب بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من خمسة عشر ) ‪ ( 15‬مقعدا‪،‬‬
‫‪ -‬خمسة )‪ ( 5‬نواب بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من ثالثة وعشرين ) ‪ ( 23‬مقعدا‪،‬‬
‫‪ -‬ستة )‪ ( 6‬نواب بالنسبة للبلديات ذات المجلس الشعبي البلدي المتكون من ثالثة وثالثين ) ‪ ( 33‬مقعدا‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 00-05‬المتعلق باالنتخابات تقول ‪ :‬يتغير عدد أعضاء المجالس الشعبية البلدية حسب‬
‫تغير عدد سكان البلدية الناتج عن عملية اإلحصاء العام للسكان و اإلسكان األخير و ضمن الشرط اآلتية ‪:‬‬
‫‪63‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المجالس البلدية ذات السبعة مقاعد و التسعة مقاعد و أحد عشر مقعدا لم يعد‬
‫لها وجود و بالتالي ال وجود لفرضية نائبين أو ثالث نواب و يستوجب تنصيب ‪4‬‬
‫نواب كحد أدنى في المجالس المكونة من ‪ 02‬مقعد طالما بدأ القانون لعضوي‬
‫لالنتخابات بهذا الحد‪ .‬كما لم يشر لنواب المجلس البلدي في البلديات ذات ‪ 42‬مقعد‪.1‬‬
‫لكن لم يلزم قانون البلدية ‪ 00-00‬في المادة ‪ 10‬عند إختيار النواب مراعاة التركيبة‬
‫السياسية للمجلس كما الحال بالنسبة لتشكيل اللجان الدائمة و كان أفضل حفاظا على‬
‫استقرار المجلس و تكريسا لمبدأ المشاركة و هو من مؤشرات الحكم الراشد أن ينص‬
‫المشرع على مراعاة تركيبة المجلس سياسيا عند اختيار اقتراح النواب ‪.2‬‬

‫ثانيا ‪ -‬صالحيات رئيس البلدية بوصفه ممثال للبلدية‪:‬‬

‫إنطالقا من كون البلدية شخص معنوي عام فإن وجود شخص يمثلها هو من‬
‫اآلثار التي تترتب من كونها كذلك ‪ .‬وقد عهد لرئيس البلدية مهمة التمثيل والتعبير عن‬
‫إدارة البلدية و يتجلى ذلك من خالل الصالحيات المعهودة إليه والتي نذكر منها‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫وكذلك جميع‬ ‫التمثيل ‪ :‬يمثل رئيس البلدية في كل أعمال الحياة المدنية واإلدارية‬
‫المراسم التشريفية والتظاهرات الرسمية ‪.‬‬

‫إعداد الميزانية ‪:‬حيث يقوم رئيس البلدية بإعداد ميزانية البلدية واقتراحها على‬
‫المجلس لمناقشتها والتصويت عليها ثم القيام بمتابعة تنفيذها‪ ،‬كما يعتبر رئيس البلدية‬
‫هو األمر بصرف النفقات ومتابعة تطور المالية البلدية وهذا ما نصت عليه المادة ‪81‬‬
‫من قانون البلدية ‪.00-00‬‬

‫‪ 02‬عضوا في البلديات التي يقل عدد سكانها عن ‪ 10.000‬نسمة‪،‬‬


‫‪ 02‬عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 10.000‬و ‪ 500000‬نسمة ‪،‬‬
‫‪ 02‬عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 500000‬و ‪ 200000‬نسمة‪،‬‬
‫‪ 52‬عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 200000‬و ‪ 0000000‬نسمة‪،‬‬
‫‪ 22‬عضوا في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 0000000‬و ‪ 5000000‬نسمة‪،‬‬
‫‪ 42‬عضوا في البلديات التي يساوي عدد سكانها او يفوق ‪ 5000000‬نسمة‪.‬‬
‫‪1‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.502‬‬
‫‪ 2‬عمار بوضياف ‪ ،‬الوجيز في القانون االداري ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪224‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المحافظة على الحقوق العقارية والمنقولة المملوكة للبلدية ‪:‬حيث يتكفل الرئيس‬
‫وتحت مراقبة المجلس الشعبي البلدي‪ 1‬بإبرام عقود اقتناء األمالك والمعامالت‬
‫والصفقات واإليجارات والهبات والوصايا‪ ،‬القيام بمناقصات أشغال البلدية ومراقبة‬
‫حسن تنفيذها‪ ،‬ممارسة كل الحقوق على األمالك العقارية والمنقولة التي تملكها البلدية‬
‫بما في ذلك حق الشفعة وكذا المحافظة عليها بموجب قواعد المالية و المحاسبة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫اإلشراف السلمي على موظفي البلدية ‪:‬يخضع موظفي البلدية للسلطة الرئاسية لرئيس‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ،‬عدم قدرة رئيس المجلس‬ ‫‪ ،‬غير أنه يستثنى من قاعدة تمثيل البلدية‬ ‫البلدية‬
‫الشعبي البلدي تمثيل البلدية في العقود أو المنازعات القضائية التي تكون البلدية فيها‬
‫طرفا‪ ،‬و يكون شخص رئيس المجلس أو احد أقاربه طرفا فيه ‪.4‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 05‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية ‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 052‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بقانون البلدية ‪.‬‬
‫‪ 3‬عالء الدين عشي ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 04‬من القانون ‪ 00-00‬المتعلق بالبلدية ‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة الوصائية على المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫لتحديد مفهوم الرقابة الوصائية‪ ،‬يجب تمييز هذا الشكل من الرقابة بشكل آخر‬
‫وهو الرقابة الرئاسية (التسلسلية)‪،‬بإعتبار أن األولى هي من سمات الالمركزية‬
‫اإلدارية‪ ،‬بينما الثانية تتميز بها المركزية اإلدارية بصورتيها التركيز وعدم التركيز‬
‫اإلداري ‪ ،‬إن السلطة الرئاسية في نظام المركزية اإلدارية تعتبر أساس هذا النظام‬
‫الذي ال يقوم بدونها‪ ،‬فهي تمارس بصورة آلية أو تلقائية‪ ،‬وال تستبعد إال بنص قانوني‬
‫أما بالنسبة للهيئات المحلية فاألصل أنها مستقلة إداريا وماليا عن الهيئات أو السلطات‬
‫المركزية وهذا يعني انفصاال كليا عن هذه األخيرة‪ ،‬بل تمارس السلطات المركزية‬
‫استثناء من المبدأ العام رقابة إدارية تحدث بموجب القانون الذي يحدد شروطها‬
‫وكيفيا تها‪ ،‬وهذا من أجل ضمان عدم خروج هذه الهيئات المحلية ‪ ،‬بدعوى أنها مستقلة‬
‫عن مبدأ المشروعية ‪ .‬و عليه سنبين في هذا المبحث ماذا يقصد بالرقابة أو الوصاية‬
‫اإلدارية و تمييزها عن السلطة الرئاسية (المطلب األول) ثم مظاهر الوصاية اإلدارية‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الرقابة الوصائية‪.‬‬

‫سنحاول أن نبحث مفهوم الرقابة من خالل فرعين األول يخص المقصود‬


‫بالرقابة و الثاني خصائصها‪:‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬المقصود بالرقابة الوصائية‪.‬‬

‫يقصد بها مجموع السلطات التي يقررها القانون للهيئات المركزية على‬
‫أشخاص الهيئات المحلية وأعمالهم لغرض حماية المصلحة العامة وضمان احترام‬
‫مبدأ الشرعية ‪ ،1‬إن نظام الوصاية اإلدارية ال يقيد من حرية الهيئات المحلية في القيام‬
‫بأعمالها أو إتخاذها للقرارات التي تراها مناسبة لخدمة مواطنيها‪ ،‬بل هو الضمان من‬

‫‪ 1‬دمحم رفعت عبد الوهاب ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.502‬‬


‫‪66‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أجل أن تعمل هذه الهيئات في الحدود التي رسمها القانون‪ ،‬وهذا ضمانا لحقوق األفراد‬
‫ووحدة الدولة ‪.‬‬

‫رغم أن مصطلح الوصاية من أصل مدني‪ ،‬إال أن له في المجال اإلداري‬


‫مفهوم خاص يختلف اختالفا كبيرا عن مفهومه السائد في القانون الخاص‪ ،‬مع التذكير‬
‫بأن هذا المصطلح مستعمل في فرنسا وال يراد به وصاية الولي على القاصر أو‬
‫ناقص أألهلية بمفهوم القانون المدني بل تعني وصاية السلطات المركزية على‬
‫السلطات المحلية ‪1‬و التي يراد منها فرض رقابة قانونية على الهيئات المحلية أو‬
‫اإلقليمية من أجل حماية المصلحة العامة و احترام مبدأ المشروعية ‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬تمييز الرقابة الوصائية عن السلطة الرئاسية و اإلشراف‬


‫اإلداري‪:‬‬

‫سنميز في هذه النقطة بين الرقابة الوصائية و كل من السلطة الرئاسية‬


‫و اإلشراف اإلداري‬

‫‪ - 1‬التمييز بين الوصاية اإلدارية والسلطة الرئاسية‪:‬‬

‫تختلف الرقابة اإلدارية عن السلطة الرئاسية من عدة جوانب أبرزها‪:‬‬


‫تمتاز الرقابة اإلدارية بأنها رقابة مشروعية حيث يتم تحديد أهدافها وإجراءاتها‬
‫ووسائلها والسلطات المختصة بها بواسطة التشريعات المنظمة لها مثل‪ :‬قانون الوالية‬
‫‪ ،‬وقانون البلدية تطبيقا لقاعدة " ال وصاية بدون نص" في حين أن السلطة الرئاسية‬
‫تكون تلقائية أو آلية وال تحتاج للنص علبها بقانون ألنها من متطلبات النظام اإلداري‬
‫المركزي الذي يعتمد على عالقة التبعية بين الرئيس و المرؤوس والذي تخول‬

‫‪ 1‬دمحم رفعت عبد الوهاب ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.502‬‬


‫‪67‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بموجبها سلطات للرئيس على المرؤوس يمارسها الرئيس على المرؤوس دون الحاجة‬
‫للنص عليها بقانون‪. 1‬‬
‫إن السلطة الرئاسية هي رقابة سابقة والحقة تخول للرئيس سلطة اإلشراف‬
‫و التوجيه وإصدار األوامر والتعديل والحلول بالنسبة ألعمال المرؤوس كما تخول له‬
‫الرقابة على شخص المرؤوس فهي رقابة واسعة وشاملة‪ ،‬بينما الوصاية اإلدارية هي‬
‫رقابة الحقة وهي رقابة مشروعية فقط وال تهدف إال لتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫تفرض السلطة الرئاسية أن يسأل الرئيس عن أعمال المرؤوس‪ ،‬بينما ال‬
‫تتحمل سلطة الوصاية أية مسؤولية بشأن األعمال الصادرة عن الهيئات المحلية‬
‫المستقلة ‪.‬‬

‫‪ -4‬التمييز بين الرقابة اإلدارية الوصائية و اإلشراف اإلداري‪:‬‬

‫يختلف مفهوم اإلشراف اإلداري عن مفهوم الرقابة الوصائية من عدة نواحي‪،‬‬


‫بحيث نجد أن المقصود باإلشراف اإلداري هو"‪ :‬مجموعة اإلجراءات التي تباشرها‬
‫السلطة المركزية على نفس الهيئات الالمركزية وعلى أعمالها وال يكون الغرض منها‬
‫تحقيق وحدة القانون أو حماية المصالح التي تقوم الدولة برعايتها " وتتضمن هذه‬
‫اإلجراءات التوجيه غير الملزم والرقابة غير المقررة بنص قانوني أو تنظيمي‬
‫و التعيين والتأديب ‪ .‬وهذا اإلشراف ال يتقرر للسلطة المركزية بمقتضى القانون أو‬
‫التنظيم وإنما يتقرر لها بمقتضى ما لها من حقوق مترتبة على كونها هي المسؤولة‬
‫عن حسن سير وإنتظام المرافق العامة التي تنشئها ‪ .‬وعليه فهما يختلفان من حيث‬
‫السند القانوني لكل منهما إذ المعروف أن الرقابة الوصائية ال تتقرر إال بنص قانوني‬
‫ويختلفان أيضا من حيث الغرض الذي تستهدفه كل منهما ‪ ،‬ومن حيث الوسائل‬
‫المستعملة في كل من الرقابتين ‪.‬وأهم الفروق بينهما تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ 1‬بن ناصر بوطيب‪ ،‬الرقابة الوصائية و اثرها على المجالس الشعبية البلدية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في الحقوق ‪ ،‬مدرسة الدكتوراه تحوالت الدولة كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح ورقلة ‪ ،5000-5000 ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪68‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ ‪ -‬سلطة إصدار دوريات وتوجيهات غير ملزمة‪:‬‬

‫للسلطة المركزية الحق في توجيه نصائح وإرشادات عن طريق الدوريات‬


‫والمنشورات وذلك حتى ولو لم يكن هناك نص مقرر لهذا اإلجراء وبطبيعة الحال‬
‫ليس لهذه التعليمات والتوجيهات قوة ملزمة ‪ ،‬بل تعد من قبيل النصائح وال تشكل في‬
‫حد ذاتها ضررا ألحد ألن المنشور ال يتضمن في حقيقته سوى توجيهات تتعلق‬
‫بكيفية أداء المرافق العامة لخدماتها وبكيفية تسيير هذه المرافق فهي تتعلق إما بمصالح‬
‫األفراد أو بمصالح الهيئة الالمركزية ‪ ،‬ومن ثمة فإن هذا اإلجراء ال يعد إجراءا‬
‫وصائيا بل إشرافيا ‪ ،‬ألننا بصدد الحديث عن العالقة بين إدارة مركزية وإدارة‬
‫المركزية ‪ ،‬حيث ال وجود للسلطة الرئاسية هذا من جهة ومن جهة أخرى ألن‬
‫التوجيهات في السلطة الرئاسية تكون إلزامية وتقتضي من المرؤوس إطاعتها والعمل‬
‫‪1‬‬
‫بمقتضاها ‪ .‬وإال شكل إمتناعه خطأ تأديبيا يوجب المساءلة التأديبية‬

‫ب‪ -‬سلطة الرقابة غير مقررة بنص قانوني أو تنظيمي‪:‬‬

‫تطبيقا لقاعدة ال وصاية إال بنص‪ ،‬فإن السلطات اإلدارية المركزية التي تختص‬
‫بالرقابة الوصائية على الهيئات الالمركزية البد أن تكون محددة على سبيل الحصر‬
‫في القانون ‪ .‬كما أن وسائل الرقابة الوصائية على الهيئات اإلدارية الالمركزية ‪،‬‬
‫محددة على سبيل الحصر في القوانين المنشئة و المنظمة لهذه الهيئات الالمركزية‪،‬‬
‫فال يجوز للسلطة الوصية أن تستخدم وسائل أخرى للرقابة غير تلك المقررة في‬
‫القانون ‪،‬كما يجب عليها أن تستخدم هذه الوسائل في ظل األشكال واإلجراءات‬
‫المقررة في القانون ‪.‬‬
‫فالنص المقرر للرقابة الوصائية يجب أن يحدد الوسائل التي تستعملها السلطة الوصية‬
‫في رقابتها على تلك الهيئات‪ .‬فإن حدث أن صدر قانون بمنح السلطة العليا حق‬

‫‪ 1‬صالحي عبد الناصر‪ ،‬الجماعات االقليمية بين االستقاللية و التبعية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير تخصص‬
‫الدولة و المؤسسات العمومية ‪ ،‬كلية الحقوق ‪،‬جامعة بن عكنون ‪ ،‬الجزائر ‪ ،5000-5002 ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪69‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الرقابة على هيئة المركزية ‪ ،‬دون أن يحدد الوسائل التي يجوز لهذه السلطة أن‬
‫تستعملها ‪ ،‬اكتفاء بتحديد الغرض من الرقابة فهل تعد هذه الرقابة رقابة وصائية ؟‬
‫يرى بعض فقهاء القانون اإلداري ‪ ،‬أن مثل هذه النصوص القانونية المقررة لتلك‬
‫الرقابة ال تخول للسلطة المركزية حقا قبل الهيئة الالمركزية ‪ .‬فهي ال تنشأ بذاتها‬
‫رقابة وصائية فليس للسلطة المركزية أن تباشر أي إجراء وصائي معين ‪ ،‬قبل أي‬
‫قرار يصدر من تلك الهيئة وال تلزم هذه الهيئة بأي إلتزام قبل هذه السلطة ولو كان‬
‫لﻤﺠرد إستطالع الرأي في بعض المسائل ‪ .‬وال تشكل هذه النصوص أي قيد على‬
‫حرية تلك الهيئة في البث والتقرير‪.1‬‬
‫ويستند أصحاب هذا الرأي إلى القاعدة المقررة في الرقابة الوصائية من أنها قيد البد‬
‫أن يكون محددا بنص قانوني‪ ،‬يبين األعمال التي ترد عليها الرقابة و الوسائل التي‬
‫تستعمل في هذا الشأن ‪.‬فإذا كان النص ال تتوفر فيه هذه الشروط‪ ،‬فإنه ال يخول‬
‫للسلطة المركزية سوى إجراءات مادية بحتة قبل الهيئة الالمركزية من شأنها تمكين‬
‫هذه السلطة من توجيه بعض النصائح أو اإلرشادات أو طلب بعض البيانات‬
‫والمعلومات ‪ ،‬وهي في ذلك ال تتقيد إال بمراعاة الصالح العام ‪.‬ومن ثم فإن هذه‬
‫اإلجراءات التي تباشرها هذه السلطة ال تكون في هذه الحالة إجراءات وصائية بل‬
‫إجراءات إشرافية‪.‬‬

‫ج‪ -‬سلطة التعيين‪:‬‬

‫يرى بعض الفقهاء أن سلطة التعيين والتأديب ال تعتبران وسيلتين من وسائل‬


‫الرقابة الوصائية ‪ .‬فإذا نص المشرع على أن تعيين و تأديب أعضاء الهيئات‬
‫الالمركزية ال يتمان إال عن طريق السلطة المركزية ذاتها أو ممثليها ‪،‬عندئذ فإن‬
‫القرارات التي تصدرها السلطة المركزية بشأن تعيين هؤالء األعضاء أو تأديبهم ال‬
‫تعد في نظر هؤالء الفقهاء قرارات وصائية ‪ ،‬ألن هذه القرارات من شأنها إهدار كل‬
‫إستقالل وحرية للهيئات الالمركزية‪.‬‬

‫‪ 1‬صالحي عبد الناصر‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪00‬‬


‫‪70‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما إذا كانت قرارات الهيئات الالمركزية الخاصة بالتعيين أو التأديب تخضع لتصديق‬
‫أو إجازة من قبل السلطة المركزية ‪ ،‬فإن هذه القرارات تدخل ضمن القرارات التي‬
‫تخضع للرقابة الوصائية التي تمارسها السلطة المركزية على أعمال الهيئات‬
‫الالمركزية و يمكن أن تمارس بشأنها الوسائل الوصائية ‪.‬وينتهي هذا الرأي إلى أن‬
‫التعيين و التأديب ليسا من وسائل الرقابة الوصائية بل من وسائل اإلشراف اإلداري ‪.‬‬
‫‪.‬والحقيقة أن التعيين يتعارض مع الرقابة الوصائية التي هي في األساس سلطة رقابة‬
‫الحقة كما أنه يتعارض مع مبدأ الالمركزية اإلقليمية التي تقتضي نوعا من االستقاللية‬
‫وال يمكن تحقيق هذه األخيرة إال بأسلوب االنتخاب ‪ .‬وتمتع جهة الوصاية بسلطة‬
‫التعيين يستدعي التبعية الرئاسية‪. 1‬‬
‫أما إذا نص القانون على أنه بمجرد تعيينهم يكتسبون صفة االستقالل في ممارسة‬
‫أعمالهم ويتحررون من أية رابطة تسلسلية أو رئاسية بالسلطة التي عينتهم يكونون‬
‫خاضعين للوصاية كاألعضاء المنتخبين‪ .‬وعليه فإن التعيين ليس وسيلة من وسائل‬
‫الرقابة الوصائية ‪ .‬وإنما هو من وسائل اإلشراف اإلداري تستخدمه السلطة المركزية‬
‫لتدعيم الجماعات اإلقليمية بأعضاء تتوفر فيهم الكفاءة العلمية والخبرة الفنية‪ .‬أما‬
‫التأديب ‪ ،‬فإن الجانب الغالب في الفقه ‪ ،‬يرى أن للسلطة المركزية حق إسقاط‬
‫العضوية عن بعض المنتخبين ‪،‬إلخاللهم بواجباتهم ‪ .‬كما أن لها حق اإليقاف لذلك فهو‬
‫من وسائل الرقابة الوصائية‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬خصائص الرقابة الوصائية‪.‬‬

‫تتميز الرقابة اإلدارية الوصائية بجملة خصائص أساسية مستمدة من إستقالل‬


‫الهيئات الالمركزية المعنية بهذه الرقابة ويمكن إجمال هذه الخصائص في كونها‬
‫رقابة إدارية‪ ،‬و ذات صفة إستثنائية وأنها رقابة مشروطة و خارجية وفيما يلي بيان‬
‫لكل خاصية من هذه الخصائص على حدى ‪:‬‬

‫‪ 1‬صالحي عبد الناصر‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪71‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال ‪ -‬رقابة إدارية و استثنائية ‪:‬‬

‫سنعرض خاصيتي الرقابة من حيث أنها إدارية و استثنائية من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬رقابة إدارية‪:‬‬

‫تستند الصفة اإلدارية ألعمال الرقابة الوصائية إلى صدور هذه األعمال عن‬
‫جهة إدارية– حسب المعيار الشكلي‪ -‬وحصولها بموجب قرارات إدارية ‪ .‬واألصل أن‬
‫هذه الرقابة تتم بطريقة تلقائية من جانب السلطة المركزية وإن كانت أحيانا تتم بناءا‬
‫على ذوي الشأن ‪ .‬فضال على أنها قد تتسع لتشمل مراقبة الشرعية ومراقبة المالءمة‬
‫وهو ما يميزها عن الرقابة القضائية التي تصدر عن القضاء بموجب أحكام قضائية‬
‫وتقتصر على مراقبة الشرعية وذلك بناء على طلب ذوي الشأن ‪.1‬‬

‫‪ -4‬رقابة استثنائية‪:‬‬

‫تتميز الرقابة الوصائية عن الرقابة الرئاسية بالصفة االستثنائية ‪ .‬وذلك على‬


‫أساس أنها ال تفترض‪ ،‬وأنها ال تمارس إال إذا وجد نص يقررها صراحة ‪ .‬وأن هذه‬
‫الرقابة ال تتم إال في الحدود وبالوسائل التي يقررها القانون‪ ، 2‬وبالنسبة للحاالت‬
‫المحددة فيه ‪ .‬وذلك على عكس الرقابة الرئاسية بوصفها رقابة مفترضة تتم بقوة‬
‫القانون ‪.‬كما أن إستناد الرقابة الوصائية إلى القانون من حيث قيامها ورسم حدودها ‪،‬‬
‫وتحديد وسائلها وبيان حاالتها يرجع إلى اختصاص المشرع وحده ‪ ،‬بمباشرة هذه‬
‫المهمة وذلك على أساس استقالل الهيئات الالمركزية اإلقليمية ‪3‬مما يمتنع معه تقييد‬
‫هذا االستقالل إال بواسطة المشرع ‪ .‬وعليه فإنه إذا لم بنص القانون على إخضاع عمل‬
‫معين من جانب جهة المركزية لرقابة اإللغاء مثال ‪.‬فإن جهة الوصاية ال تملك في هذه‬
‫الحالة إجراء اإللغاء ‪ ،‬وإن كان لها حق اللجوء إلى القضاء لطلب الحكم بإلغاء العمل‬
‫الصادر عن الهيئات الالمركزية لعيب تجاوز السلطة وإضفاء الصفة االستثنائية على‬

‫‪ 1‬صالحي عبد الناصر‪ ،‬المرجع السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪ 2‬صالح فؤاد‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪004‬‬
‫‪ 3‬عمار عوابدي ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 542‬‬
‫‪72‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هذه الرقابة يترتب عليه وجوب تفسير النصوص المتعلق بهذه الرقابة تفسيرا ضيقا ‪.‬‬
‫وذلك على أساس أن النصوص المذكورة تعتبر استثناءا واردا على أصل عام وهو ما‬
‫يوجب عدم التوسع في تفسير هذه النصوص احتراما لمبدأ استقاللية الهيئات‬
‫الالمركزية أضف إلى ذلك ‪ ،‬أنه إذا نص القانون على تخويل جهة الرقابة الوصائية‬
‫سلطة اتخاذ إجراء وصائي معين‪ ،1‬فإنه ال يكون لهذه الجهة أن تستعمل إجراءا‬
‫وصائيا آخر بدال من اإلجراء المسموح به قانونا كما أنه ال يجوز لجهة الوصاية أن‬
‫تستعمل وسيلة وصائية تقررت لها قانونا لغير الغرض الذي حدده القانون‪ .‬كما يترتب‬
‫عليها كذلك أنه ال يجوز لشخص المركزي أن يتنازل للجهة الوصائية ولو جزئيا عن‬
‫حريته المقررة قانونا ‪ .‬شأنه في ذلك شأن الشخص العادي الذي ال يملك التنازل عن‬
‫حريته الفردية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬رقابة خارجية و جزئية ‪:‬‬

‫سنعرض خاصيتي الرقابة من حيث أنها خارجية و جزئية من خالل ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬رقابة خارجية ‪:‬‬

‫توصف هذه الرقابة بأنها رقابة خارجية‪ ،‬وذلك على عكس الرقابة الرئاسية‬
‫بوصفها رقابة داخلية ذاتية ‪ .‬وذلك على أساس استقالل الهيئات الالمركزية المشمولة‬
‫بالرقابة عن الجهة الوصائية ‪ .2‬أي أن الرقابة الوصائية تتم بين شخصين مستقلين‬
‫وهما الشخص المعنوي القائم بها والشخص اإلداري الالمركزي الخاضع لها ‪ .‬عكس‬
‫‪3‬‬
‫الرقابة الرئاسية التي تتم بين جهتين تابعتين لشخص معنوي واحد‪.‬‬

‫‪ 1‬صالحي عبد الناصر‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 20‬‬


‫‪ 2‬صالح فؤاد‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ 3‬صالحي عبد الناصر ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬
‫‪73‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -4‬أنها رقابة جزئية ومشروطة وغير مطلقة‪:‬‬

‫إذا كان األصل أن السلطة الرئاسية تتسم باإلطالق والشمولية ‪ ،‬وأنه بمقتضاها يكون‬
‫للرئيس الهيمنة التامة على المرؤوس وأن هذا األصل العام يسري على جميع‬
‫تصرفات المرؤوسين من غير حاجة إلى نص خاص يقررها فإن الرقابة الوصائية ال‬
‫تتواجد إال بنص صريح في القانون ‪ ،‬و تباشرها السلطة الوصائية في حدود مضمونه‬
‫فال رقابة بدون نص ‪ .‬ومن ثم فهي رقابة جزئية ومشروطة ‪ ،‬ال تمارس إال في‬
‫الحاالت وباألوضاع المنصوص عليها في القانون ‪ ،‬فهي تنبع منه و ليست إختصاصا‬
‫عاما كما هو قائم في السلطة الرئاسية ‪ .‬فالرقابة اإلدارية الوصائية ال تمارس إال على‬
‫أعمال الهيئات الالمركزية التي تصدر منها بصفتها وحدة إدارية مستقلة ‪ .‬فال تمارس‬
‫الوصاية على أعمال تلك الهيئات التي تقوم بها بتفويض من السلطة المركزية أي‬
‫بصفتها تابعة للسلطة المركزية كما هو الحال بالنسبة للوالي و رئيس الﻤﺠلس الشعبي‬
‫البلدي حيث ال يخضع أي منهما للرقابة الوصائية بمناسبة مباشرته إلختصاصاته‬
‫كممثل للسلطة المركزية إنما يخضع للسلطة الرئاسية للوزير بالنسبة للوالي وللوالي‬
‫بالنسبة لرئيس الﻤﺠلس الشعبي البلدي ‪.1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مظاهر الرقابة الوصائية ‪.‬‬

‫سبق البيان أن الالمركزية ال تعني اإلستقالل التام المطلق للهيئة التي تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية وانفصالها عن السلطة المركزية‪ .‬وهي ال تعني أيضا الخضوع‬
‫والتبعية‪ ،‬بل تعني تمتع الجماعات المحلية بقدر من االستقالل في ممارسة مهامها إزاء‬
‫اإلدارة المركزية مع خضوعها لنوع من الرقابة أطلق عليها اصطالحا بالرقابة‬
‫الوصائية ‪.‬‬

‫و نقسم الرقابة إلى رقابة على المنتخبين و رقابة على المعينين و هذه األخيرة ال‬
‫تطرح إشكاال على المستوى العملي فكل موظف أيا كانت درجة مسؤوليته و قطاع‬

‫‪ 1‬صالحي عبد الناصر‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 25‬‬


‫‪74‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫نشاطه خاضع للسلطة الرئاسية تجاه اإلدارة المستخدمة أو سلطة الوصاية حيث‬
‫تخضع الفروع لرقابة رئاسية تتمثل في رقابة الرئيس على مرؤوسيه ‪ ،1‬فاألمين العام‬
‫للبلدية مثال عندما يتلقى تعليمات من سلطة الوصاية أو من والي الوالية يلزم تنفيذها‬
‫‪2‬‬
‫في حدود صالحيته و بما يخوله القانون من السلطة‪.‬‬
‫وتتجلى مظاهر الرقابة على المنتخبين في مجاالت ثالث رقابة على األشخاص‬
‫ورقابة على الهيئة ورقابة على األعمال‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬رقابة على المنتخبين ‪.‬‬

‫و يكون ذلك من خالل اإلقصاء و اإليقاف و االستقالة التلقائية‬

‫أوال‪ -‬االيقاف ‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 42‬من قانون البلدية لسنة ‪ " 5000‬يوقف بقرار من الوالي كل‬
‫منتخب تعرض لمتابعة قضائية بسبب جناية أو جنحة لها صلة بالمال العام أو ألسباب‬
‫مخلة بالشرف أو كان محل تدابير قضائية ال تمكنه من االستمرار في ممارسة عهدته‬
‫االنتخابية بصفة صحيحة إلى غاية صدور حكم نهائي من الجهة القضائية المختصة‪".‬‬
‫نستنتج من نص هذه المادة أن سبب اإليقاف أو تجميد العضوية هو المتابعة‬
‫الجزائية والتي حددها المشرع إما كونها تتعلق بجناية أو جنحة لها صلة بالمال العام‬
‫كأن يتعلق األمر بجريمة اختالس أموال عمومية ‪ .‬وأضاف النص أو ألسباب تتعلق‬
‫بالشرف أو إذا كان المنتخب عرضة لتدابير قضائية كان تعرض إلجراء الحبس‬
‫المؤقت ‪ ،‬فهنا ال يتصور تمتعه بالصفة االنتخابية وهو داخل المؤسسة العقابية ولو‬
‫بعنوان حبس مؤقت‪ ،‬ويظل التوقيف مستمرا إلى غاية صدور حكم نهائي بالبراءة ‪،‬‬
‫فان تحقق ذلك حق للمنتخب االلتحاق بالمجلس البلدي وممارسة مهامه‪.‬‬

‫‪ 1‬ايمن عودة المعاني ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 20‬‬


‫‪ 2‬جيدي عتيقة ‪ ،‬إدارة الجماعات المحلية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم السياسية تخصص‬
‫سياس ة عامة و إدارة محلية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة دمحم خيضر بسكرة ‪ ،5002-5005 ،‬ص ‪.000‬‬

‫‪75‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و لم يرد في المادة ‪ 42‬عبارة قرار مسبب كمثيلتها في قانون البلدية‬


‫‪ 00-20‬و هي المادة ‪ 25‬مع إستطالع رأي المجلس قبل التوقيف‪ ،‬لكن في القانون‬
‫‪ 54-11‬يمارس الوالي هذا اإلجراء بقرار معلل على أي منتخب محلي بما فيهم‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي إذا كان متابعا جزائيا أو أخل بمهامه االنتخابية في‬
‫القانون ‪. 11‬‬

‫ثانيا – االقصاء‪:‬‬

‫خالفا لإليقاف فان اإلقصاء إسقاط كلي ونهائي للعضوية ألسباب حددها‬
‫القانون واإلسقاط ال يكون إال نتيجة فعل خطير يبرر اللجوء إليه ‪ ،‬فعندما تثبت إدانة‬
‫المنتخب من قبل المحكمة المختصة فال يمكن احتفاظه بالعضوية ‪ .‬وهذا ما أشارت‬
‫إليه صراحة المادة ‪ 44‬من قانون البلدية ‪ . 00-00‬ويثبت اإلقصاء بموجب قرار من‬
‫الوالي وبالربط مع المادة ‪ 33‬من قانون البلدية لسنة ‪ 0220‬نجدها قد أشارت‬
‫‪1‬‬
‫صراحة إن المجلس البلدي هو من يعلن هذا اإلقصاء‬

‫ثالثا ‪ -‬االستقالة التلقائية‪:‬‬

‫ولم يرد النص عليها مطلقا في قانون ‪ 00-20‬وتمثل هذه الحالة إضافة‬
‫نوعية إلى قانون البلدية لسنة ‪ ، 5000‬إذ أشارت المادة ‪ 42‬أن المنتخب البلدي الذي‬
‫يتغيب بدون عذر مقبول ألكثر من ثالث دورات عادية خالل نفس السنة‪ .‬إن هدف‬
‫المشرع من هذا اإلجراء الجديد هو دفع المنتخب أكثر على االلتزام بحضور جلسات‬
‫و دورات المجلس‪ .‬وقد وفر المشرع للمنتخب المتغيب ضمانة تتمثل في سماعه من‬
‫قبل المجلس لتبرير غيابه ‪ ،‬وإن تخلف عن حضور جلسة االستماع رغم صحة التبليغ‬
‫إتخذ قرار المجلس في غيابه ويعد حضوريا ‪ ،‬ويخطر الوالي بذلك‪. 2‬‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 502‬‬
‫‪ 2‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪501‬‬
‫‪76‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الرقابة على األعمال ‪.‬‬

‫تعتبر أهم أنواع الرقابة التي تباشرها السلطة الوصائية رجوعا إلى المواد من‬
‫‪ 21‬إلى ‪ 22‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬نجد المشرع وضع تقسيما لتنفيذ المداوالت إذ‬
‫تنفد ضمنيا أو تحتاج إلى مصادقة صريحة وأخرى باطلة بطالنا مطلقا أو بطالنا‬
‫نسبيا كما يلي‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬المصادقة على مداوالت المجلس البلدي ‪:‬‬

‫و تكون ضمنية أو صريحة وفق ما يلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬المصادقة الضمنية على مداوالت المجلس البلدي‪:‬‬

‫األصل بالنسبة لمداوالت المجلس الشعبي البلدي هو التنفيذ بقوة القانون بعد‬
‫‪21‬يوما من تاريخ إيداعها لدى الوالية فيما عدا المداوالت المستثناة قانونا وهذا ما‬
‫قضت به المادة ‪ 21‬من قانون البلدية‪ 00-00‬وخالل هذه المدة أي ‪ 21‬يوم يمارس‬
‫الوالي سلطته في الرقابة على المداولة ‪.1‬‬
‫و لقد أثارت المادة ‪ 40‬من القانون ‪ 00-20‬إشكاال في ما خص المصطلحات‬
‫المستعملة في عبارة يدلي الوالي برأيه أو قراره فكان اإلشكال ما المقصود بالرأي و‬
‫المقصود بالقرار‪.‬‬

‫‪ -4‬المصادقة الصريحة على مداوالت المجلس البلدي‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 21‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬ال تنفذ إال بعد المصادقة عليها من‬
‫طرف الوالي بمعنى يتوقف نفاذ التصرف على إجراء التصديق ‪2‬على مداوالت‬
‫المجلس الشعبي البلدي التي تخص المسائل التالية‪:‬‬

‫‪1‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 501‬‬


‫‪ 2‬صالح فؤاد ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪77‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-‬الميزانيات والحسابات‪.‬‬
‫‪-‬قبول الهبات والوصايا األجنبية‪.‬‬
‫‪-‬اتفاقيات التوأمة‪.‬‬
‫‪-‬التنازل عن األمالك العقارية‬
‫وبالربط مع المادة ‪ 45‬من قانون البلدي ‪ 00-20‬نجد أن القانون الجديد قد قدم‬
‫إضافات نوعية لم تكن موجودة من قبل كحالة قبول الهبات والوصايا وحالة اتفاقية‬
‫التوأمة وحالة التنازل عن األمالك العقارية باعتبارها حاالت تحمل في موضوعها‬
‫خطورة كبيرة ينبغي أن تخضع للمصادقة الصريحة من قبل الوالي ‪ ،‬غير أن القانون‬
‫الجديد لم يشر لحالة إحداث مؤسسات ومصالح عمومية بلدية ‪ ،‬مما طرح إشكالية‬
‫بخصوص هذه الحالة ‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ -‬البطالن ‪:‬‬

‫و يكون البطالن مطلق أو نسبي‬

‫‪ - 1‬البطالن المطلق‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 22‬من قانون البلدية ‪" :‬تبطل بقوة القانون مداوالت المجلس‬
‫الشعبي البلدي في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المداوالت المتخذة خرقا للدستور و غير المطابقة للقوانين و التنظيمات و هي حالة‬
‫مماثلة لما نصت عليه المادة ‪ 44‬من القانون ‪ 00-20‬و لقد اقرها المشرع من باب‬
‫المحافظة على مشروعية أعمال المجالس المنتخبة ‪ ،‬غير أن المادة ‪ 44‬من‬
‫القانون ‪ 00-20‬جاءت أكثر تحديدا عن مثيالتها في قانون البلدية الجديد حيث‬
‫ذكر صراحة األحكام الدستورية‪ .‬وخص بالتحديد المواد ‪ 5‬و ‪ 2‬و ‪ 2‬وهي‬
‫المداوالت التي تمس دين الدولة و لغتها الرسمية و المداوالت التي ترسخ‬
‫الممارسات اإلقطاعية و الجهوية و المحسوبية و أن تقيم عالقات االستغالل‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪500‬‬
‫‪78‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و التبعية أوان تمس بالخلق اإلسالمي و قيم ثورة أول نوفمبر ‪ ،‬و هذه الضوابط‬
‫تشكل ثوابت وطنية ال يلزم المجلس الشعبي وحده التقيد بها بل مختلف الهيئات‬
‫والمجالس ‪.1‬‬
‫‪ -‬المداوالت التي تمس برموز الدولة وشعاراتها و لم يرد ذكر هذه الحالة في قانون‬
‫‪00-20‬‬
‫‪ -‬المداوالت غير المحررة باللغة العربية‪ ،‬وهنا شدد المشرع في استعمال اللغة‬
‫العربية‪ ،‬فهو من وجهة ألزم المجلس الشعبي بموجب المادة ‪ 22‬بأن يعقد مداوالته‬
‫باللغة العربية وتحرر بذات اللغة ‪ .‬و ألغى المشرع حالة المداوالت التي تجرى خارج‬
‫االجتماعات الشرعية للمجلس الشعبي البلدي موضوع المادة ‪ 44‬من القانون‬
‫‪. 00-20‬‬
‫أداة البطالن ‪:‬‬
‫يعلن عن البطالن طبقا للمادة ‪ 22‬بموجب قرار‪ ،‬غير انه أغفل التعليل عن‬
‫البطالن إذ ورد في القانون ‪ 00-20‬قانون البلدية القديم مادة ‪ 44‬أن يكون بموجب‬
‫قرار معلل صادر عن الوالي‪.‬‬
‫و لربما أغفل النص الحديث التعليل كون أن المداولة الباطلة فيها مخالفة‬
‫صريحة للدستور أو القانون وأنها ال تنتج آثارا قانونيا ‪ ،‬ولو انه كان أفضل لو ألزم‬
‫المشرع الوالي بتعليل قرار البطالن ‪.2‬‬

‫‪ -4‬البطالن النسبي‪.‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 10‬من قانون البلدية تكون مداوالت المجلس الشعبي البلدي قابلة‬
‫لإلبطال إذا كانت تمس في موضوعها مصلحة شخصية لرئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي أو بعض أو كل أعضاء المجلس إما بأسمائهم الشخصية أو أزواجهم أو‬
‫أصولهم أو فروعهم إلى الدرجة الرابعة ‪ ،‬أو كان هؤالء يمثلون وكالء معنيين‪ .‬و جاء‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 520‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪520‬‬
‫‪79‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النص أكثر تفصيال مقارنة بالمادة ‪ 42‬من القانون ‪ 00-20‬خاصة و انه فصل في‬
‫درجة القرابة ‪.‬‬
‫و ألزم بموجب المادة ‪ 10‬الفقرة ‪ 02‬من القانون ‪ 00-00‬كل عضو بالمجلس‬
‫الشعبي البلدي يكون في وضعية تعارض مصالح بان يصرح بذلك لرئيس المجلس‬
‫الشعبي إلبعاد رؤساء البلديات و أعضاء المجالس الشعبية عن كل عن كل موطن‬
‫الشبهة‪.‬‬

‫أداة البطالن ‪:‬‬

‫تبطل المداولة المذكورة بموجب قرار معلل صادر عن والي الوالية طبقا‬
‫للفقرة ‪ 05‬من المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 00-00‬ولم يشر النص لمدة معينة تبطل خاللها‬
‫المداولة أو تحصن خالفا لنص المادة ‪ 42‬من القانون ‪ 00-20‬أوردت مدة شهر من‬
‫إيداع محضر المداولة لدى الوالية و خالل هذه المدة يصدر الوالي قرار البطالن‬
‫المعلل و لم يشر القانون الجديد لذلك ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الرقابة على الهيئة ‪.‬‬

‫تتجسد الرقابة على المجلس الشعبي البلدي ككيان قانوني في إمكانية حله‬
‫وإعدامه قانونا‬

‫أوال ‪ -‬حاالت وشروط حل المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫إن سلطة حل المجلس الشعبي البلدي ليست بالمطلقة لكن وضع لها المشرع‬
‫مجموعة من الشروط الشكلية والموضوعية التي وجب أن تقوم ألعمال آلية الحل ‪،‬‬
‫ويمكن إجمالها في‪:‬‬

‫‪80‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ - 1‬الشروط الموضوعية ‪:‬‬

‫ال يمكن حل المجلس الشعبي البلدي إال أثناء قيام إحدى الوضعيات المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 41‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬والتي تتمثل في‪:‬‬
‫أ‪ -‬خرق أحكام الدستور ‪:‬‬
‫فجاء في مخالفة النص الدستوري هو الحل ‪ ،‬الن النص الدستوري واجب‬
‫االحترام من جانب كل مؤسسات الدولة وواجب االحترام من جانب كل المجالس‬
‫المنتخبة الوطنية والمحلية والمجلس البلدي وكذلك الوالئي‪.1‬‬
‫ب‪ -‬إلغاء انتخابات جميع أعضاء المجلس البلدي ‪:‬‬
‫فإلغاء االنتخابات يدل داللة قاطعة أن هناك مخالفة كبيرة وجسيمة لنصوص‬
‫قانون االنتخابات بما يؤدي بالسلطة القضائية الفاصلة في النزاع إلى إصدار قرار‬
‫إلغاء االنتخابات ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬في حالة االستقالة الجماعية‪:‬‬
‫وهنا يمكننا تصور أن يبادر جميع أعضاء المجالس أيا كانت تياراتهم‬
‫السياسية وانتماءاتهم إلى تقديم طلب يفصحون فيه عن رغبتهم في التخلي عن عضوية‬
‫المجلس ‪ ،‬فان تم ذلك تعين حل المجلس ‪.2‬‬
‫و‬ ‫مع اإلشارة أن النص لم يحدد ألي جهة تقد االستقالة الجماعية و ما شكلها‬
‫هل هي عبارة عن طلب واحد أو كل عضو يحرر طلب استقالته بصفة فردية و هو‬
‫نفس الحالة المنصوص عليها في المادة ‪ 24‬من القانون ‪.00-20‬‬
‫د ‪ -‬عندما يكون اإلبقاء على المجلس مصدر إلختالالت خطيرة في التسيير أو تمس‬
‫بمصالح المواطنين وطمأنينتهم ‪:‬‬
‫وهذه الحالة طبيعية من حاالت حل المجلس ألنه صار مصدر ضرر للمنطقة‬
‫ال مصدر نفع لذا وجب حله ‪ ،‬إذا المجلس البلدي بات يشكل مصدر اختالل في‬
‫المنطقة مما أدى إلى المساس بمصالح المواطنين و الطمأنينة العامة‪.‬‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪524‬‬
‫‪ 2‬عمار بوضياف ‪،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.521‬‬
‫‪81‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و هذه الحالة ظهرت بموجب األمر ‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ 00‬يوليو ‪5002‬‬


‫المتمم للقانون ‪ 00-20‬المتعلق بالبلدية حيث مست اإلضافة المادة ‪ 24‬منه ‪.1‬‬
‫ه ‪-‬عندما يصبح عدد المنتخبين اقل من نصف عدد األعضاء وبعد تطبيق أحكام‬
‫االستخالف‪:‬‬
‫وهي أيضا حالة طبيعية فال يتصور أن يستمر المجلس الشعبي البلدي في عقد‬
‫جلساته ودوراته وقد فقد نصف أعضائه ‪ ،‬كما فقد األداة القانونية التي بموجبها‬
‫سيفصل فيما عرض عليه ‪ ،‬فإذا تحقق هذا المانع بادر الوالي إلى إعداد تقريره ويحيله‬
‫لوزير الداخلية والذي بدوره يعد تقريره ويحيله على مجلس الوزراء الستصدار‬
‫مرسوم الحل و هذه الحالة قررت سابقا بموجب المادة ‪ 24‬من القانون ‪.00-20‬‬
‫و ‪ -‬في حالة وجود اختالف خطير بين األعضاء المجلس الشعبي البلدي الذي يحول‬
‫دون السير العادي لهيئات البلدية ‪:‬‬
‫إن االختالف إذا بلغ درجة من الخطورة والجسامة بحيث يؤدي إلى عرقلة‬
‫السير الحسن لهيئات البلدية فتعطلت مثال مصلحة من مصالحها تعين في مثل هذه‬
‫الحاالت حل المجلس‪ .‬و أشارت المادة ‪ 24‬من القانون ‪ 00-20‬لهذه الحالة ‪.‬‬
‫س‪ -‬في حالة ضم بلديات لبعضها أو تجزئتها‬
‫‪ :‬فألسباب موضوعية قد يعمد المشرع إلى رفع عدد البلديات أو اإلنقاص منها‬
‫‪ ،‬فال يتصور أن تدار البلدية الجديدة بمجلسين إذن ال مفر في مثل هذه الحاالت من‬
‫اللجوء إلى الحل وانتخاب مجلس بلدي جديد ‪ .‬وقد تم النص أيضا على هذه الحالة في‬
‫المادة ‪ 24‬من القانون ‪.2 00-20‬‬
‫ح ‪ -‬في حالة حدوث ظروف استثنائية تحول دون تنصيب المجلس المنتخب ‪:‬‬
‫وهي حالة جديدة أضيفت في القانون الجديد‪ ،00-00‬فمشروع أورد عبارة‬
‫ظروف استثنائية تحول دون تنصيب المجلس الشعبي وهي الحالة الموجبة للحل دون‬
‫ضبط و تحديد ‪.‬‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪521‬‬


‫‪ 2‬عمار بوضياف ‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.521‬‬
‫‪82‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -4‬الشروط الشكلية ‪:‬‬

‫توصف حالة حل المجالس المحلية المنتخبة بالخطورة و ال يمكن إسنادها‬


‫لجهات إدارية عادية و بموجب قرارت إدارية ‪ ،‬بل اشترط المشرع ألعمال آلية الحل‬
‫صدور مرسوم رئاسي يتخذ بناءا على تقرير وزاري من الوزارة المكلفة بالشؤون‬
‫الداخلية وهذا ما يجعل من قرار الحل قرارا محصنا من الطعن القضائي لما تميز به‬
‫المرسوم الرئاسي من حصانة ضد الرقابة القضائية ووصفه بالعمل السيادي ‪.‬‬
‫تطبيقا للمادة ‪ 22‬من قانون البلدية يتم حل المجلس الشعبي البلدي بموجب‬
‫مرسوم رئاسي يتخذ بناءا على تقرير من وزير الداخلية ‪ ،‬و هو ما ترجمه المرسوم‬
‫الرئاسي ‪ 524-02‬المؤرخ في‪ 50‬جويلية ‪ 5002‬المتضمن حل مجالس شعبية بلدية‬
‫بكل من واليتي بجاية و تيزي وزو على سبيل المثال تطبيقا للمادة ‪ 24‬من القانون‬
‫‪. 00-20‬‬

‫ثانيا ‪ -‬آثار حل المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫لقد رتب المشرع على حل المجلس الشعبي البلدي مجموعة من اآلثار التي قد‬
‫تختلف من حالة ألخرى بالنظر إلى عامل الوقت أو الزمن المتبقي في العهدة‬
‫االنتخابية أو الظروف القائمة داخل إقليم البلدية‪.‬‬
‫و يترتب على حل المجلس إجراء انتخابات جزئية لتجديد المجلس المحلي ‪ ،‬و ذلك إذا‬
‫وقع الحل خالل السنوات األربع األولى من العهدة ‪ ،‬و ال يتم التجديد إذا وقع الحل‬
‫خالل السنة األخيرة ‪ .1‬ويجب إجراء هذه االنتخابات خالل ‪ 12‬أشهر من تاريخ الحل‬
‫‪ ،‬و بطبيعة الحال وجب ضمان استمرارية تقديم الخدمات و السهر على شؤون‬
‫المواطنين و ذلك بوجوب تعيين متصرف من طرف الوالي يسهر على تسيير البلدية‬
‫و ذلك خالل عشرة أيام من تاريخ الحل و تنتهي مهامه بمجرد تنصيب المجلس‬
‫الجديد‪.2‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 42‬من قانون البلدية ‪00-00‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 40‬من قانون البلدية ‪00-00‬‬
‫‪83‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬أثر الرقابة الوصائية على فعالية المجالس الشعبية‬


‫البلدية ‪.‬‬

‫تقاس استقاللية المجالس المحلية بمدى تمتعها بصالحيات حقيقية ‪ ،‬تمكنها من‬
‫أداء دورها المنوط بها و يبقى ذلك مرهونا بمدى وجود رقابة وصائية تحد من‬
‫فعاليتها و حريتها على التصرف و القيام بواجباتها‪ . 1‬وعليه سنوضح ذلك من خالل‬
‫مطلبين ‪ :‬االستقالل الوظيفي للهيئة البلدية المنتخبة كمطلب أول و إشراك الهيئات‬
‫البلدية المنتخبة في التنمية المحلية كمطلب الثاني‬

‫المطلب األول ‪ :‬اإلستقالل الوظيفي للهيئة البلدية المنتخبة ‪.‬‬

‫يضم هذا المطلب فرعين األول عن رقابة الوالي على مداوالت المجلس‬
‫الشعبي البلدي و الثاني حول تخصصات رئيسه ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬رقابة الوالي على مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫حمل القانون المتعلق بالبلدية إتجاها واضحا نحو فرض رقابة ووصاية شديدة‬
‫على مداوالت المجلس الشعبي البلدي التي تعد الوسيلة الهامة التي يمارس بها المجلس‬
‫صالحياته ‪ .‬و إن كان المشرع قد حافظ عموما للمجلس على نفس الصالحيات‬
‫المكرسة سابقا ‪ ،‬فانه بالمقابل رهنها بإجراءات رقابية أكثر من تلك المقررة سابقا ‪،‬‬
‫حيث كل األعمال تتم تحت عين الوالي ورقابته ‪.2‬‬
‫فقد رفع المشرع من المهلة الممنوحة للوالي ‪ ،‬للمصادقة على المداوالت‪ ،‬حيث‬
‫تصبح قابلة للتنفيذ بقوة القانون بعد ‪ 50‬يوم من تاريخ إيداعها بالوالية و قد كانت‬
‫المهلة ‪ 02‬يوما في القانون السابق ‪. 00-20‬‬

‫‪ 1‬ايمن عودة المعاني ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪000‬‬


‫‪ 2‬دمحم شراق ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬بدون صفحة‬
‫‪84‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫‪ ،‬و له ‪ 20‬يوما إلعالن‬ ‫أما المداوالت التي تخضع لرقابة الوالي وجوبا‬
‫قراره و إال اعتبرت مصادق عليها ‪ 2‬فهي المتضمنة ما يأتي ‪:‬‬
‫الميزانيات والحسابات‪،‬‬
‫‪-‬قبول الهبات والوصايا األجنبية‪،‬‬
‫‪-‬اتفاقيات التوأمة‪،‬‬
‫‪-‬التنازل عن األمالك العقارية البلدية‬
‫نالحظ أنه باستثناء المداوالت المتعلقة بالميزانيات و الحسابات ‪ ،‬أضاف‬
‫‪3‬‬
‫و حذف المداوالت المتعلقة‬ ‫المشرع ثالث أنواع من المداوالت الخاضعة للتصديق‬
‫بإحداث مصالح و مؤسسات عمومية بلدية الواردة في القانون ‪. 00-20‬‬
‫و في الواقع أن معظم ما اقترحه المشرع من إضافات كانت مجسدة على ارض‬
‫الميدان خارج حدود القانون البلدي ‪ ، 00-20‬آما بنصوص خاصة مثل قانون‬
‫الصفقات العمومية مثال ‪ ،‬أو من خالل وصاية رئيس الدائرة بتفويض من الوالي‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 502-24‬المحدد ألجهزة اإلدارة العامة في الوالية‬
‫و هياكلها ال سيما المادة ‪ 00‬منه ‪.4‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تراجع في بعض اختصاصات رئيس المجلس الشعبي‬


‫البلدي‪.‬‬

‫في مجال اختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي كممثل للبلدية ‪ ،‬تم حذف عبارة‬
‫‪5‬‬
‫‪ ،‬و كذلك المادة ‪ 12‬من قانون‬ ‫" توظيف عمال البلدية و تعيينهم و تسييرهم "‬
‫البلدية ‪ 00-20‬التي تنص على أن " يمارس رئيس المجلس الشعبي البلدي السلطة‬
‫السلمية على مستخدمي البلدية ‪ ،‬حسب األشكال و الشروط المنصوص عليها في‬
‫القوانين و التنظيمات المعمول بها " ‪ .‬و في المقابل نص القانون في المادة ‪ 052‬في‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 21‬من قانون البلدية ‪00-00‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 20‬من قانون البلدية ‪00-00‬‬
‫‪ 3‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪022‬‬
‫‪ 4‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 10‬فقرة ‪ 01‬من قانون البلدية ‪. 00-20‬‬
‫‪85‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل األول المعنون بتنظيم إدارة البلدية من الباب األول بعنوان إدارة البلدية على‬
‫أن‪ " :‬للبلدية إدارة توضع تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي و ينشطها األمين‬
‫العام للبلدية "‪.‬‬
‫و فيما يخص إعداد الميزانية ‪ ،‬فقد أصبحت صالحية لالمين العام تحت سلطة رئيس‬
‫‪1‬‬
‫المجلس الشعبي البلدي بعد أن كانت صالحية مباشرة له سابقا‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إشراك الهيئات البلدية المنتخبة في التنمية‬


‫المحلية‪.‬‬

‫يقصد بالتنمية سياسة التجهيز و اإلستثمار لصالح الدولة و جماعاتها المحلية و‬


‫يشير مصطلح التنمية المحلية إلى النطاق الجغرافي للتنمية و الذي يشمل منطقة‬
‫جغرافية محددة ضمن البقعة الجغرافية الكاملة للدولة‪ ، 2‬و تعني إذن برنامجا منسجما‬
‫على المدى القصير و المتوسط و الطويل ‪ ،‬معدا على أساس إحصاء المناطق التي‬
‫تستوجب ترقيتها و تشخيص العمليات التي يفترض القيام بها بالنظر إلى حاجيات و‬
‫طلبات المواطنين و أولويات القطاعات المعنية و توفير الوسائل الالزمة لتحقيقه‪.3‬‬
‫و يقصد بها أيضا ‪ :‬عملية التغيير التي تتم في إطار سياسة عامة محلية تعبر‬
‫عن احتياجات الوحدة المحلية و ذلك من خالل القيادات المحلية القادرة على استخدام‬
‫و استغالل الموارد المحلية و إقناع المواطنين المحليين بالمشاركة الشعبية‬
‫و االستفادة من الدعم المادي و المعنوي الحكومي وصوال إلى رفع مستوى المعيشة‬
‫لكل أفراد الوحدة المحلية ‪.4‬‬

‫‪ 1‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.022‬‬


‫‪ 2‬نائل عبد الحافظ العواملة ‪ ،‬إدارة التنمية ‪ :‬األسس النظريات التطبيقات العملية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار زهران‬
‫للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ، 5000 ،‬ص ‪. 020‬‬
‫‪ 3‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ 4‬أيمن عودة المعاني ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 020‬‬
‫‪86‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول ‪ :‬تحسين الموارد المالية المحلية‪.‬‬

‫جاء في عرض أسباب مشروع قانون البلدية ما يلي ‪ " :‬أما فيما يتعلق بمالية البلدية‬
‫فإن دراسة النظام المعمول به أدت إلى إستنتاج مفاده أن طبيعة و مستوى الموارد‬
‫البلدية ليست دائما في مستوى وضع نظام قادر على تغطية فعالة ألعباء البلديات‪. 1‬‬
‫و عليه يذكر قانون البلدية ‪ 00-00‬بالضرورة القصوى للسهر على أن تتوفر البلدية‬
‫وجوبا ‪ ،‬على الموارد الضرورية لتغطية النفقات الناجمة عن التكفل بالمهام المخولة‬
‫لها بموجب القوانين و التنظيمات ‪. 2‬‬
‫يؤكد أيضا على أن كل عبء جديد أو محول من طرف الدولة للبلدية يجب أن‬
‫يرفق بالمورد الضروري للتكفل به بصفة دائمة ‪ ،3‬كما يجبر الدولة على تعويض كل‬
‫تخفيض في الموارد ذات المصدر الجبائي المخولة للبلدية‪ ،‬بموجب القانون تبعا‬
‫إلجراء اتخذته الدولة في هذا الميدان‪.4‬‬
‫وورد في بيان السياسة العامة للحكومة المعروض على البرلمان أكتوبر‬
‫‪ ،5000‬أن الحكومة ستراجع على المدى المتوسط القانون المتعلق بالجباية و المالية‬
‫المحليتين ‪، 5‬‬
‫هذه المبادئ حملها قانون البلدية ‪ ،00-00‬ستسمح على األقل للبلديات بالتكفل بأعبائها‬
‫األساسية ‪ ،‬في انتظار اإلجراءات الجبائية الجديدة التي تمكنها من تحصيل اكبر‬
‫لموارد مالية ‪.‬‬
‫في نفس السياق نشير إلى االبتكار الذي جاء به قانون المالية لسنة ‪ 5005‬في‬
‫المادة ‪ ، 05‬و هو إشراك المجالس الشعبية البلدية المباشر في تحديد تعريفة رسم‬
‫إزالة القمامات المنزلية و هذا طبقا لجدول أسعار محدد من طرف المشرع الوطني‬
‫الجزائري ‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬فإن نفس القانون ينص على أنه في خالل أجل أقصاه‬

‫‪ 1‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪.020‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 00‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 4‬فقرة ‪ 05‬من قانون البلدية ‪.00-00‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 02‬من قانون البلدية ‪. 00-00‬‬
‫‪ 5‬سي يوسف احمد ‪،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.041‬‬
‫‪87‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالث سنوات ‪ ،‬إبتداءا من الفاتح جانفي ‪ ،5005‬فان المجالس الشعبية البلدية هي التي‬
‫تتكفل بالتصفية و التحصيل و بالمنازعات المتعلقة بهذا الرسم ‪ ،‬و هذا اإلجراء حادثة‬
‫فريدة في تاريخ نظامنا الضريبي ‪.1‬‬
‫إن هذه الالمركزية ذات القرار المستقل فيما يخص الجباية ‪ ،‬تترجم صراحة إرادة‬
‫المديرية للضرائب فيما يخص إنشاء و تنفيذ نظام ضريبي محلي خاص بالمجموعات‬
‫المحلية‪.‬‬
‫و هكذا فان اإلستراتيجية المعتمدة من طرف المديرية العامة للضرائب ‪ ،‬تعتمد على‬
‫عنصرين أساسيين و هما ‪:‬‬
‫‪ -0‬العامل الزمني الذي من شانه السماح للجماعات المحلية بأن تجهز نفسها بالوسائل‬
‫المادية و البشرية من أجل التكفل بهذه المهمة الجديدة بصفة أفضل‪.‬‬
‫‪ -5‬القيام ضمن النشاط الجبائي ليس عن طريق فرض سلسلة من كتل الضرائب‬
‫‪2‬‬
‫و الرسوم ‪ ،‬بل بواسطة فرض ضريبة واحدة بهوادة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬فعالية الهيئات البلدية المنتخبة في التنمية المحلية‪.‬‬

‫تقوم التنمية المحلية على إستراتيجية توجه السلوك و الجهد التنموي في مختلف‬
‫المجاالت و على كافة المستويات المحلية و تنشق هذه االستراتيجيات من البيئة‬
‫المحيطة بالخطط و البرامج التنموية ‪ .‬و يكون ذلك بالمركزية في التخطيط‬
‫و التنفيذ للجهود التنموية ‪.3‬‬
‫تمول و تنجز التنمية وفق برامج و مخططات التجهيز متعددة المستويات‪:‬‬
‫‪ -‬المخططات البلدية للتنمية ‪PCD‬‬
‫‪ -‬المخططات القطاعية الالمركزية المسجلة بعنوان الوالة ‪PSD‬‬
‫‪ -‬المخططات القطاعية المركزية المسجلة بعنوان الوزراء ‪PSC‬‬

‫‪ 1‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع السابق ذكره ‪ ،‬ص ‪041‬‬


‫‪ 2‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪041‬‬
‫‪ 3‬نائل عبد الحافظ العواملة ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 020‬‬
‫‪88‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هذه المخططات و ما ينجز من خاللها من مصالح و مرافق عمومية ‪ ،‬لها‬


‫التأثير االيجابي على التنمية المحلية و تمس بصفة مباشرة المواطن في البلدية‬
‫و سنركز على المخطط البلدي للتنمية ‪ ،‬لكن ما مدى مشاركة و فعالية المجالس البلدية‬
‫المنتخبة في التخطيط لهذه التنمية المحلية و تنفيذها و مدى المركزية التنمية المحلية ‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬دور المجلس الشعبي البلدي في إعداد و تنفيذ المخطط‬


‫البلدي للتنمية ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 001‬من قانون البلدية ‪ 00-00‬على أن " يعد المجلس الشعبي‬
‫البلدي برامجه السنوية و المتعددة السنوات الموافقة لمدة عهدته و يصادق عليها‬
‫و يسهر على تنفيذها ‪ ،‬تماشيا مع الصالحيات المخولة له قانونا و في إطار المخطط‬
‫الوطني للتهيئة و التنمية المستدامة لإلقليم و كذا المخططات التوجيهية القطاعية ‪.‬‬
‫يكون اختيار العمليات التي تنجز في إطار المخطط البلدي للتنمية من صالحيات‬
‫المجلس الشعبي البلدي "‬
‫المخطط البلدي للتنمية منشأ بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 021-12‬المؤرخ‬
‫في ‪ 0212/00/02‬و يحتوي على برامج و مشاريع تخص البلدية في المجال‬
‫‪1‬‬
‫الفالحي والقاعدي والتجهيزات الضرورية للمواطنين‪.‬‬
‫يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي بمساعدة المصالح التقنية بحصر و تحديد‬
‫اال حتياجات المحلية و تحضير البطاقات التقنية و تتمحور االحتياجات األساسية حول‬
‫التزويد بالمياه الصالحة للشرب و التطهير و الطرق و الشبكات و فك العزلة ‪ ،2‬يحدد‬
‫المجلس األولويات و يصادق على المخطط الذي يبقى مجرد اقتراحات حيث يتدخل‬
‫رئيس الدائرة كممثل للوالي في إعداد و تحضير المخطط ‪.3‬‬

‫‪ 1‬غزيز دمحم الطاهر ‪ ،‬اليات تفعيل دور البلدية في ادارة التنمية المحلية بالجزائر‪ ،‬مذكرة مفدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستيرفي تخصص تحوالت الدولة ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ، 5000-5002،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح ورقلة ‪ ،‬ص ‪. 000‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 50‬فقرة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 551-20‬المتعلق بنفقات الدولة للتجهيز ‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 00‬فقرة ‪ 00‬من المرسوم ‪ 502-24‬المحدد ألجهزة اإلدارة العامة في الوالية و هياكلها ‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يبلغ المخطط البلدي للتنمية للوالي ‪ ،‬الذي يحدد أولويات المخطط و العمليات‬
‫الجديرة بالتمويل بمساعدة مجلس األمة ‪ ،‬تم يطلب اإلعانات المالية الالزمة لتنفيذ‬
‫المخططات البلدية من السلطات المركزية ‪ ،‬التي تقررها الدولة إجماال في إطار قانون‬
‫المالية ‪ ،1‬تحت عنوان المخططات البلدية للتنمية ‪ ،2‬ثم تخصص لكل والية برخصة‬
‫برامج شاملة و تبلغ إلى الوالة رخص البرامج المعتمدة للمخططات البلدية للتنمية ‪.‬‬
‫يظهر بوضوح أن الوالي هو صاحب القرار في منح اإلعتمادات‪ 3‬للعمليات‬
‫المسجلة في المخطط البلدي للتنمية و يبقى دور المجلس هو اقتراح العمليات فقط ‪.‬‬
‫يبلغ الوالي رئيس المجلس الشعبي البلدي و المحاسب البلدي باإلعتمادات‬
‫المخصصة للعمليات المدرجة في المخطط البلدي الموافق عليها ‪ ،‬يعد رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي المسؤول عن تنفيذ المخطط البلدي للتنمية بمساعدة المصالح التقنية ‪،4‬‬
‫يلتزم ر ئيس المجلس الشعبي البلدي بالنفقات في حدود رخص البرامج المحددة له من‬
‫طرف الوالي ‪.5‬‬
‫ورغم أنه أقرب مخطط لتجسيد الالمركزية إال أن هذا المخطط يوضع باسم الوالي‬
‫الذي بإمكانه رفض بعض المشاريع التي أقرها المجلس المنتخب في إطار ممارسة‬
‫الرقابة على نشاط البلدية وبحكم أنه اآلمر بالصرف فيما يخص الغالف المالي الذي‬
‫يغطي مشاريع هذا البرنامج والتي مصدرها ميزانية الوالية و ليس البلدية‪ .‬فالمجلس‬
‫البلدي يقترح المشاريع والوالي له صالحية التصرف في هذه المشاريع‪.6‬‬
‫و عليه يخضع رئيس المجلس الشعبي البلدي في تنفيذه للمخطط البلدي للتنمية‬
‫إلى رقابة مشددة من طرف الوالي ‪ ،‬فال يجوز له التعديل في رخص البرامج لعملية‬
‫ما إال بموافقة الوالي الذي له حق التعديل في حدود اإلعتمادات الكلية للمخطط ‪ ،7‬كما‬

‫‪ 1‬على سبيل المثال خصص للمخططات البلدية للتنمية في قانون المالية ‪ 10( 5000‬مليار دينار) و في ‪5002‬‬
‫(‪ 22‬مليار دينار)‪.‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 04‬فقرة ‪ 05‬من المرسوم ‪ 021-12‬المتعلق بشروط تسيير و تنفيذ مخططات البلدية ‪.‬‬
‫‪ 3‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 04‬من المرسوم ‪. 021-12‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 01‬من المرسوم ‪. 021-12‬‬
‫‪ 6‬غزيز دمحم الطاهر ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ 7‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.004‬‬
‫‪90‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما يعلم الرئيس الوالي دوريا عن تقدم األشغال في العمليات المدرجة و استغالل‬
‫اإلعتمادات المخصصة لها ‪.‬‬
‫ال يتحكم كل من المجلس الشعبي و رئيسه في المخطط التنموي للبلدية ال من حيث‬
‫اإلعداد و ال من حيث التنفيذ‪ ،‬إذ يخضعان لرقابة الوالي و يعمالن تحت سلطته في‬
‫كل مراحل انجاز المخطط ‪ ،‬كما أن التمويل المركزي للمخططات البلدية للتنمية‬
‫يرهن دور البلديات و استقالليتها و يجعلها مجرد تابع ينفذ سياسات وطنية ‪ ،‬بحكم أن‬
‫الدولة ال تمول إال فيما تتحكم‪. 1‬‬
‫و في المقابل ال تملك البلدية اإلمكانيات الالزمة لتنفيذ مخططها في مجال‬
‫التجهيز كما تقرره ‪ ،‬حيث أن ميزانيتها و التي تتصرف فيها بنوع من الحرية‬
‫و اإلستقاللية ال تسمح بتسجيل كل العمليات الالزمة لتنمية البلدية نظرا لنقص الموارد‬
‫المالية ‪ ،‬و هذا يؤدي إلى خلق فجوة بين الطموحات و اإلمكانات المحلية ‪.2‬‬
‫كما أن الطابع التخصيصي إلعانات الدولة الذي يحدد وجهة اإلعانة‬
‫و اإلعتمادات ‪ ،‬بحيث ال يمكن للبلدية تحويلها ‪ ،‬يعد نوعا من التدخل الذي تمارسه‬
‫الدولة التي تقرر أين تذهب مساعداتها و أولويات التمويل‪. 3‬‬

‫ثانيا ‪-‬المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير و مخطط شغل االراضي‪:‬‬

‫إن البلدية قبل الوصول إلى مرحلة إعداد مخططات التنمية المحلية ‪ ،‬مجبرة‬
‫أوال على تحديد مكان‬
‫انجاز وتنفيذ هذه المشاريع مهما كان مصدرها وذلك عن طريق إعداد المخطط‬
‫التوجيهي للتهيئة و التعمير‪ 4‬وهو أداة للتخطيط ألمجالي و التسيير الحضري يحدد‬
‫التوجيهات األساسية للتهيئة العمرانية للبلدية أخدا بعين االعتبار تصاميم التهيئة‬
‫و مخططات التنمية ‪،‬‬

‫‪ 1‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.004‬‬


‫‪ 2‬نائل عبد الحافظ العواملة‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪ 3‬سي يوسف احمد ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 52-20‬المؤرخ في ‪ 0220/05/00‬المتعلق بالتهيئة و التعمير ‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫حيث يحدد بالتفصيل إطار‬ ‫و المخطط الثاني هو مخطط شغل األراضي‬
‫تطبيق المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير حسب كل قطاع‪ .‬يعد هذين المخططين‬
‫رئيس البلدية وتحت مسؤوليته حسب المادة ‪ 54‬من القانون ‪ 52-20‬وبعد موافقة‬
‫المجلس البلدي‪ 2‬ويصادق عليه الوالي أو الوزير المكلف بالتهيئة والتعمير حسب عدد‬
‫سكان البلدية وهما من األدوات التي تندرج في إطار سياسة تهيئة اإلقليم والتنمية‬
‫المستدامة والتي يجب أن تكون منسجمة مع المخططات الوطنية للتنمية وبالنظر إلى‬
‫هيمنة هذه األخيرة بموجب األموال المرصودة لها على المخططات والبرامج المحلية‬
‫فان البلدية مجبرة على ترك األولية للمخططات الوطنية والخضوع إلى أوامر السلطة‬
‫المركزية في مجال إدارة التنمية المحلية عكس ما يفترض فيها أنها من صالحيات‬
‫المجالس المنتخبة وحدها ‪. 3‬‬
‫تعتبر التنمية المحلية قاعدة لتحقيق التنمية الشاملة في جميع المجاالت السياسية‬
‫و االجتماعية و االقتصادية وقد سعت الجزائر منذ االستقالل إلى تدعيم البلدية وجعلها‬
‫أداة للتنمية المحلية باعتبارها اقرب إلى معرفة الحاجات المحلية واألقدر على‬
‫تجسيدها و تنفيذها بحكم اتصالها المباشر مع المصالح المحلية ‪ .‬و قد تدرجت الدولة‬
‫في التنازل عن صالحياتها في اإلطار المحلي منذ اإلستقالل لصالح البلديات تدعيما‬
‫لركائز الالمركزية المنصوص دستوريا‪ .‬غير أن توسيع صالحيات البلدية في إدارة‬
‫التنمية المحلية لم يقابله تدعيم إستقاللية المجالس المنتخبة عن السلطة المركزية ‪،‬من‬
‫خالل اإلستمرار في سياسة المخططات الوطنية من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فان‬
‫اإلصالحات المالية المتوالية لم تجسد رغبة المشرع في دعم استقاللية المالية المحلية‬
‫للبلدية خاصة بعد ازدياد صالحياته‪.‬‬
‫ال شك أن اإلبقاء على االنتخاب وسيلة وحيدة لتشكيل المجالس المحلية هو‬
‫تدعيم لإلستقاللية وتجسيد لفكرة الديمقراطية التشاركية التي تسمح بإشراك قاعدة‬
‫المجتمع المحلي إلى جانب الدولة في تخطيط وتنفيذ برامج التنمية المحلية‪ .‬وهي من‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 52-20‬المؤرخ في ‪ 0220/00/00‬المتعلق بالتوجيه العقاري‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 52‬من القانون ‪ 52-20‬المتعلق بالتهيئة و التعمير ‪.‬‬
‫‪ 3‬غزيز دمحم الطاهر ‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص ‪10‬‬
‫‪92‬‬
‫صالحيات البلدية بين الرقابة الوصائية و االستقاللية لتحقيق التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بين الركائز األساسية التي يجب أن يضمنها قانون البلدية الحالي بعد التحوالت التي‬
‫شهدها النظام السياسي في هذا االتجاه‪.‬‬
‫إن اإلطار البشري هو اآلخر يشكل ركيزة أساسية إلدارة فعالة للتنمية المحلية‬
‫بل يعتبر وسيلة و أساس التنمية المحلية في آن واحد وهو ما يحتم على المشرع وضع‬
‫قواعد لتنظيمه بما يسمح للعنصر البشري التكفل بالحاجيات المحلية دون استعانة من‬
‫السلطة المركزية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الخــــــــــــاتمة‬

‫الخــــــــــــــاتمة‪:‬‬

‫عرضنا من خالل هذه المذكرة موضوع البلدية كتنظيم إداري ال مركزي في‬
‫النصوص الجزائرية‪،‬حيث تمت مناقشته بالوصف والتحليل ألهم هيئة مشكلة للنواة‬
‫األولى لقاعدة النظام اإلداري الالمركزي الجزائري والمتمثلة في البلدية من خالل‬
‫التعريف بها والتطرق إلى المراحل التاريخية التي مرت بها تزامنا مع الظروف‬
‫السياسية و اإلجتماعية و اإلقتصادية التي سادت البالد في كل فترة زمنية‪ .‬وتحديد‬
‫صالحياتها و إختصاصات هيئاتها ‪ ،‬باإلضافة إلى بحث المحاور الكبرى المتضمنة‬
‫في قانون البلدية والمتعلقة أساسا بتعزيز الديمقراطية التشاركية من خالل إشراك‬
‫المجتمع المدني في تسيير الشؤون المحلية‪ ،‬دور الرقابة اإلدارية و فعالية البلدية في‬
‫تنفيذ مشاريع التنمية المحلية‪.‬‬
‫تم التطرق في موضوع البحث للمجلس الشعبي البلدي كهيئة مداولة عن طريق‬
‫تعريفه وكذا تشكيله ‪ ،‬حيث يعتبر هذا العنصر من أهم العناصر ذات األهمية في‬
‫تحديد طبيعة الدور المؤدي إلى تحقيق الفعالية في التسيير اإلداري على مستوى‬
‫البلدية بهدف تحقيق التنمية المحلية وهذا من خالل عرض تفاصيل النظام االنتخابي‬
‫على مستوى المجالس المحلية البلدية المتضمن للشروط القانونية للترشح لنيل عضوية‬
‫المجالس المحلية ‪ ،‬وتحقق مظاهر التعددية السياسية داخل المجالس البلدية عن طريق‬
‫االنتخاب و تطبيق مؤشرات الحكم الراشد داخل تنظيم البلدية من خالل قراءة وتفسير‬
‫النصوص وأهم التعديالت التي جاء بها قانون البلدية ‪ 00-00‬من خالل ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد صالحيات وسلطات المنتخبين في المجالس البلدية‪ ،‬ودور رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي وكذا نوابه ولجان وسير عمل المجلس‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الهيئات التي تقوم عليها البلدية ووضع نظام جديد لسير المداوالت‪ .‬وأعطى‬
‫توضيح أفضل لعالقات مختلف الهيآت المنتخبة فيما بينها مع تحديد أكثر لألعمال التي‬
‫تخضع للمصادقة‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الخــــــــــــاتمة‬

‫ضف إلى ذلك‪ ،‬تم التطرق إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي على إعتبار‬
‫الدور الهام الذي يقوم به والصفة المزدوجة التي يحملها كممثل للدولة والبلدية في‬
‫نفس الوقت‪ ،‬هذا من خالل النظام القانوني المحدد لكيفية إختياره وإنهاء مهامه و‬
‫إلغاء المادة ‪ 22‬من قانون البلدية ‪ 00-20‬ووضع رئيس المجلس الشعبي البلدي في‬
‫مأمن من التقلبات عن طريق إلغاء إجراء سحب الثقة ‪ ،‬بإعتبار أن رئيس البلدية هو‬
‫ممثل للدولة فقد تم إخضاعه للقسم و هو إجراء جديد من شأنه أن يعزز مكانة رئيس‬
‫البلدية‪.‬‬
‫هذا باإلضافة إلى بحث مختلف االختصاصات التي يتمتع بها رئيس المجلس‬
‫كممثل للبلدية فيما يخص األعمال اإلدارية بصفته رئيسا للبلدية من جهة وبصفته‬
‫رئيسا للمجلس في ما يتعلق بالمهام التنفيذية‪ ،‬ثم صالحياته كممثل للدولة من خالل‬
‫تمتعه بصفة ضابط الحالة المدنية‪ ،‬وضابط للشرطة القضائية وكذا صالحياته في‬
‫مجال الضبط اإلداري‪.‬‬
‫ثم تم التعرض إلى التنمية المحلية كمشروع قاعدي ذو طابع اجتماعي تنموي‬
‫بالدرجة األولى من خالل عالقتها بالحياة اليومية واإلطار المعيشي للمواطن‪ ،‬وهذا‬
‫انطالقا من تقديم تعريف لهذا المفهوم باإلضافة إلى فعالية المجلس في تحقيق التنمية‬
‫المحلية واإلشكاالت المثارة حول كونها خطة تنموية مفروضة من السلطة و تحديد‬
‫موقع المجالس المحلية في دور التنمية المحلية‪ ،‬من خالل كونها فاعل أساسي على‬
‫المستوى المحلي في بلورة نظرة عامة لخطة التنمية والعمل على تجسيدها أم هي‬
‫مجرد أدوات تنموية في يد السلطة من حيث اقتصار دورها على التنفيذ فقط‪ ،‬وهذا‬
‫بالتعرض بالنقاش والتحليل إلى موقعها ضمن مختلف المراحل التي يمر بها المخطط‬
‫البلدي للتنمية المقترحة لمختلف المشاريع المتضمنة فيه وتمويلها من طرف السلطات‬
‫العمومية ‪ ،‬و واقع الحال يشير إلى أن نجاح البلدية في دورها التنموي على المستوى‬
‫المحلي وتلبية متطلبات المواطنين المحليين وتحسين الخدمات المقدمة لهم‪ ،‬مرهون‬
‫بمدى االستقالل الذي تتمتع به أن نظام الرقابة الوصائية يسير نحو تعزيز التدخل‬

‫‪95‬‬
‫الخــــــــــــاتمة‬

‫المستمر للسلطات المركزية في مختلف نواحي الحياة القانونية للبلدية خاصة في ما‬
‫يتعلق بتعزيز سلطة الوالي على حساب حرية واستقاللية المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬مما‬
‫يؤكد نية المشرع في اإلبقاء على الهيئة المحلية تحت مجهر الرقابة ‪.‬‬
‫رغم ما جاء به القانون الجديد من تعديالت جوهرية ‪ ،‬إال أنه مازالت تقف‬
‫أمامه مجموعة من التحديات ولهذا سنتطرق إلى جملة من التوصيات واالقتراحات‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز أنماط االتصال بين اإلدارة و المواطن لتحقيق كفاءة و فعالية المشاركة‬
‫الشعبية و ليس النص على أنها حق و واجب ‪ ،‬من خالل تفعيل المشاركة في صنع‬
‫و تنفيذ السياسات و القرارات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسراع بإصدار النصوص التنظيمية التي تكمل هذا القانون خاصة منها المتعلق‬
‫باألمين العام للبلدية‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب التصريح بالممتلكات و لتحقيق معايير المساءلة و الشفافية‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم مبدأ حرية و إستقالل البلدية من الناحية النظرية أي على مستوى النصوص‬
‫القانونية‪ ،‬ومن الناحية العملية أي في التطبيق الميداني لهذه النصوص ويكون ذلك‪:‬‬
‫بالتخفيف من شدة الرقابة الوصائية خاصة الممارسة على أعمال البلدية وتدعيم‬
‫أكثر إلستقاللها ‪ ،‬إقامة العالقات بين البلدية و السلطات الوصائية على أساس‬
‫تقديم الرأي والمشورة و التعاون خاصة في الهيئات المحلية التي ال تتوفر فيها‬
‫الكفاءة اإلدارية المطلوبة وال الموارد الذاتية و توفير ضمانات ألعضاء المجالس‬
‫الشعبية البلدية لممارسة إختصاصاتها بكل حرية و إستقالل‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫قائمة المصادر و المراجع ‪:‬‬

‫ا ‪ -‬الدساتير و القوانين ‪:‬‬

‫‪ ‬الدساتير ‪:‬‬

‫‪ -0‬دستور الجزائر لسنة ‪ 1963‬المؤرخ في ‪ 00‬سبنمبر ‪ 1963‬الجريدة الرسمية‬


‫عدد ‪ 64‬الصادرة في ‪ 00‬سبتمبر ‪.0212‬‬
‫‪ -5‬دستور الجزائر لسنة ‪ 1976‬الصادر بموجب االمر ‪ 21-11‬المؤرخ في ‪22‬‬
‫نوفمبر ‪ ، 1976‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 94‬الصادرة في ‪ 24‬نوفمبر‪. 1976‬‬
‫‪ -2‬دستور الجزائر لسنة ‪ 1989‬الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪00-02‬‬
‫المؤرخ في ‪ 23‬فيفري ‪ ، 1989‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 09‬الصادرة في ‪ 01‬مارس‬
‫‪1989‬‬
‫‪ -4‬دستور الجزائر لسنة ‪ 1996‬الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪420-21‬‬
‫المؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر ‪ 1996‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 76‬الصادرة في ‪ 08‬ديسمبر‬
‫‪ ،1996‬المعدل بموجب قانون رقم ‪ 02-05‬المؤرخ في ‪ 00‬ابريل ‪ ، 5005‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 52‬الصادرة في ‪ 04‬ابريل ‪ ، 5002‬المعدل بموجب قانون رقم ‪-00‬‬
‫‪ 02‬المؤرخ في ‪ 02‬نوفمبر ‪ ، 5000‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 12‬الصادرة في ‪01‬‬
‫نوفمبر ‪.5000‬‬

‫‪ ‬القوانين ‪:‬‬

‫‪ -0‬األمر رقم ‪ 022-11‬المؤرخ في ‪ 00‬يونيو ‪ ، 0211‬المتضمن قانون االجراءات‬


‫الجزائية ‪ ،‬المعدل المتمم ‪.‬‬
‫‪ -5‬األمر ‪ 54-11‬المؤرخ في ‪ 00‬يناير ‪ ،0211‬المتضمن القانون البلدي ‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 01‬الصادرة في ‪ 00‬يناير ‪. 0211‬‬

‫‪97‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫‪ -2‬االمر ‪ 50-10‬المؤرخ في ‪ 02‬فبراير ‪ 0210‬المتضمن الحالة المدنية ‪ ،‬الجريدة‬


‫الرسمية عدد ‪ 50‬الصادرة في ‪ 51‬فبراير ‪.0210‬‬
‫‪ -4‬األمر رقم ‪ 20-12‬المؤرخ في ‪ 51‬سبتمبر ‪ ، 0212‬المتضمن القانون المدني‪،‬‬
‫المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ في ‪ 04‬فبراير ‪ ، 0204‬المتعلق بالتنظيم االقليمي‬
‫للبالد ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 01‬الصادرة في ‪ 01‬فبراير ‪0204.‬‬
‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 00-20‬مؤرخ في ‪ 01‬ابريل ‪ 0220‬المتعلق بالبلدية ‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 02‬الصادرة في ‪ 00‬ابريل ‪0220.‬‬
‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 52-20‬المؤرخ في ‪ 00‬ديسمبر ‪ 0220‬المتعلق بالتهيئة و التعمير ‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 25‬الصادرة في ‪ 05‬ديسمبر ‪.0220‬‬
‫‪ -0‬األمر رقم ‪ 01-21‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ ، 0221‬المتضمن القانون العضوي‬
‫المتعلق باالنتخابات المعدل و المتمم ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 05‬الصادرة في ‪01‬‬
‫مارس ‪0221.‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 00-00‬مؤرخ في ‪ 55‬يونيو ‪ 5000‬المتعلق بالبلدية ‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 21‬الصادرة في ‪ 02‬يوليو ‪5000.‬‬
‫‪ -00‬القانون العضوي رقم ‪ 00-05‬المؤرخ في ‪ 05‬يناير ‪ ، 5005‬المتعلق بنظام‬
‫االنتخابات ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 00‬الصادرة في ‪ 04‬يناير ‪.5005‬‬

‫‪ ‬المراسيم ‪:‬‬

‫‪ -0‬مرسوم رقم ‪ 002-12‬مؤرخ في ‪ 01‬ماي ‪ 0212‬المتعلق باعادة التنظيم االقليمي‬


‫للبلديات ‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 22‬الصادرة في ‪ 20‬ماي ‪0212.‬‬
‫و‬ ‫‪ -5‬المرسوم ‪ 021-12‬المؤرخ في ‪ 02‬اوت ‪ 0212‬المتعلق بشروط تسيير‬
‫تنفيذ مخططات البلدية الخاصة بالتنمية ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 11‬الصادرة في ‪50‬‬
‫اوت ‪. 0212‬‬

‫‪98‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫‪ -2‬المرسوم رقم ‪ 202-00‬المؤرخ في ‪ 0200/05/51‬الذي يحدد صالحيات‬


‫الوالية و البلدية و اختصاصهما في القطاع الثقافي ‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪.25‬‬
‫‪ -4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 52-20‬المؤرخ في ‪ 0220/00/00‬المتعلق بالتوجيه‬
‫العقاري ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 22‬الصادرة في ‪ 02‬ديسمبر ‪.0220‬‬
‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 551-20‬المؤرخ في ‪ 02‬يوليو ‪ 0220‬المتعلق بنفقات‬
‫الدولة للتجهيز‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الكتب‬
‫‪-0‬احمد عثمان طلحة ‪ ،‬إدارة المؤسسات العامة في الدول النامية ‪ :‬منظور استراتيجي‬
‫‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار الحامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪. 5001 ،‬‬
‫‪-5‬احمد محيو‪ ،‬ترجمة الدكتور دمحم عرب صاصيال ‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‬
‫‪،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪. 5001 ،‬‬
‫‪ -2‬ايمن عودة المعاني ‪ ،‬اإلدارة المحلية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫عمان ‪. 5000 ،‬‬
‫‪ -4‬جعفر انس قاسم ‪ ،‬أسس التنظيم اإلداري و االدارة المحلية في الجزائر‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪.0200 ،‬‬
‫‪ -2‬جعفر انس قاسم ‪ ،‬ديمقراطية االدارة المحلية الليبرالية و االشتراكية ‪ ،‬بدون طبعة ‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ -1‬جمال زيدان ‪ ،‬إدارة التنمية المحلية في الجزائر ‪ :‬بين النصوص القانونية‬
‫و متطلبات الواقع ‪،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار األمة للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.5004‬‬
‫‪ -1‬صالح فؤاد‪ ،‬مبادئ القانون االداري الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪،‬‬
‫بيروت لبنان ‪. 0205 ،‬‬

‫‪99‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫‪ -0‬صفوان المبيضين ( و آخرون)‪ ،‬المركزية و الالمركزية في تنظيم اإلدارة المحلية‬


‫‪،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ،‬بدون سنة‬
‫نشر ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدنان عمرو ‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري ‪ :‬نشاط اإلدارة و وسائلها ‪ ،‬منشاة المعارف‪،‬‬
‫االسكندرية ‪. 5004 ،‬‬
‫‪ -00‬عمار بوضياف ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬جسور للنشر‬
‫و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪. 5002 ،‬‬
‫‪ -00‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح قانون البلدية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫الجزائر‪. 5005 ،‬‬
‫‪ -05‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ :‬النظام االداري‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪. 5002 ،‬‬
‫‪ -02‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬اإلدارة المحلية الجزائرية ‪،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار العلوم للنشر‬
‫و التوزيع‪ ،‬عنابة ‪،‬الجزائر ‪5002 ،‬‬
‫‪ -04‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ :‬التنظيم اإلداري النشاط االداري ‪ ،‬بدون‬
‫طبعة ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع ‪ ،‬عنابة ‪. 5002 ،‬‬
‫‪ -02‬دمحم الصغير بعلي ‪ ،‬المركزية و الالمركزية في تنظيم االدارة المحلية ‪ :‬القانون‬
‫اإلداري ‪.-‬التنظيم اإلداري ‪-‬النشاط اإلداري ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫‪. 5005‬‬
‫‪ -01‬دمحم العربي سعودي ‪ ،‬المؤسسات المركزية و المحلية في الجزائر ‪ :‬الوالية ‪-‬‬
‫البلدية ‪ ،1074-1117‬بدون طبعة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪. 5001،‬‬
‫‪ -01‬دمحم رفعت عبد الوهاب ‪ ،‬القانون اإلداري‪ :‬طبيعة القانون اإلداري ‪ ،‬التنظيم‬
‫اإلداري ‪ ،‬الموظفون العموميون ‪ ،‬أموال اإلدارة العامة ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬بدون طبعة ‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 5002 ،‬‬

‫‪100‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫‪ -00‬محمود سامي جمال الدين ‪،‬اإلدارة و التنظيم اإلداري‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مؤسسة دار‬
‫الكتاب‪ ،‬الكويت ‪. 0220 ،‬‬
‫‪ -02‬نائل عبد الحافظ العواملة ‪ ،‬إدارة التنمية ‪ :‬األسس النظريات التطبيقات العملية ‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪ ،‬دار زهران للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪. 5000 ،‬‬
‫‪ -50‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية (الحكم المحلي في األردن‬
‫و بريطانيا) ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬االردن ‪. 5004 ،‬‬

‫ج – الملتقيات و المقاالت ‪:‬‬

‫‪ -0‬بومدين طاشمة‪ ،‬الحكم الراشد و مشكلة بناء قدرات اإلدارة المحلية في الجزائر‪،‬‬
‫مداخلة مقدمة في ملتقى وطني حول التحوالت السياسية إشكالية التنمية في الجزائر‪:‬‬
‫واقع و تحديات ‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي ‪ ،‬الشلف ‪ 01-01 ،‬ديسمبر ‪، 5000‬‬
‫‪، www.univ-chlef.dz‬اطلع بتاريخ ‪ 5002/02/50‬الساعة ‪.50:50‬‬
‫‪- 5‬عالء الدين عشي ‪ ،‬النظام القانوني للبلدية في الجزائر ‪ ،‬مجلة الفقه و القانون‪ ،‬تاريخ‬
‫‪،‬‬ ‫‪5005‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫الثاني‬ ‫العدد‬ ‫‪،‬‬ ‫‪5005‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪01‬‬ ‫النشر‬
‫‪ ، www.majalah.new.ma‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 5002/02/52‬الساعة ‪.02:20‬‬
‫‪ -2‬عمار بوضياف ‪ ،‬الرقابة اإلدارية على مداوالت المجالس البلدية في التشريعين‬
‫الجزائري و التونسي ‪ ،‬مداخلة مقدمة في الملتقى الدولي الخامس حول دور و مكانة‬
‫الجماعات المحلية في الدول المغاربية ‪ ،‬مخبر اثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع‬
‫الجزائري ‪ ،‬جامعة دمحم خيضر بسكرة ‪ .‬المنعقد يومي ‪ 02‬و ‪ 04‬ماي ‪،5002‬‬
‫‪ ، www.univ-biskra.dz‬اطلع بتاريخ ‪ 5002/02/20‬الساعة ‪. 02:51‬‬
‫كرست الـ''ال استقرار'' في المجالس البلدية ‪ ،‬تدخل‬
‫‪ -4‬دمحم شراق‪ ،‬قوانين الداخلية ّ‬
‫بوجمعة غشير (رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق اإلنسان )‪ ،‬جريدة الخبر ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫عدد ليوم السبت ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،www.elkhabar.com ، 5005‬اطلع عليه بتاريخ‬
‫‪ 5002/04/50‬الساعة ‪.02:20‬‬

‫‪101‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫د ‪ -‬الرسائل و المذكرات ‪:‬‬

‫‪ -0‬بلجياللي احمد ‪ ،‬إشكالية عجز ميزانية البلديات ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير ‪ ،‬فرع تسيير المالية العامة ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‬
‫و العلوم التجارية‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية ‪،‬جامعة أبو بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪-5002 ،‬‬
‫‪.5000‬‬
‫‪ -5‬بن ناصر بوطيب‪ ،‬الرقابة الوصائية و أثرها على المجالس الشعبية البلدية في‬
‫الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ‪ ،‬مدرسة الدكتوراه تحوالت‬
‫الدولة كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪،‬‬
‫‪.5000-5000‬‬
‫‪ -2‬جيدي عتيقة ‪ ،‬إدارة الجماعات المحلية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مفدمة لنيل شهادة‬
‫الماستر في العلوم السياسية تخصص سياسة عامة و إدارة محلية ‪ ،‬جامعة دمحم خيضر‬
‫بسكرة ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪5002.-5005 ،‬‬
‫‪ -4‬سي يوسف احمد ‪ ،‬تحوالت الالمركزية في الجزائر‪ :‬حصيلة و افاق ‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في القانون فرع تحوالت الدولة ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة مولود معمري‪،‬‬
‫تيزي وزو‪5002. ،‬‬
‫‪ -2‬صالحي عبد الناصر‪ ،‬الجماعات اإلقليمية بين االستقاللية و التبعية ‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير تخصص الدولة و المؤسسات العمومية ‪،‬كلية الحقوق ‪،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫بن عكنون ‪5000.-5002 ،‬‬
‫‪ -1‬عبد الحليم تينة‪ ،‬تنظيم اإلدارة البلدية ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬
‫تخصص قانون إداري ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق ‪،‬جامعة دمحم‬
‫خيضر بسكرة ‪5004.-5002 ،‬‬
‫‪ -1‬عشاب لطيفة ‪ ،‬النظام القانوني للبلدية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر‬
‫أكاديمي ‪ ،‬تخصص قانون اإلداري ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق‬
‫‪،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة ‪.5002-5005 ،‬‬

‫‪102‬‬
‫المصادر و المراجع‬

‫‪ -0‬علي دمحم ‪ ،‬مدى فاعلية دور الجماعات المحلية في ظل التنظيم االداري الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في قانون االدارة المحلية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‬
‫‪،‬جامعة ابو بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪5005.-5000 ،‬‬
‫‪ -2‬غزيز دمحم الطاهر ‪ ،‬آليات تفعيل دور البلدية في ادارة التنمية المحلية بالجزائر‪،‬‬
‫مذكرة مفدمة لنيل شهادة الماجستير في تخصص تحوالت الدولة ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق ‪،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة ‪. 5000-5002 ،‬‬

‫‪ - -00‬فتحي معيفي ‪ ،‬الحوكمة االنتخابية ودورها في تعزيز المشاركة السياسية في‬


‫الجزائر ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم السياسية و العالقات الدولة تخصص السياسات‬
‫العامة المقارنة‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪-5005 ،‬‬
‫‪.5002‬‬
‫‪ -00‬لخضر ميساوي ‪ ،‬الديمقراطية و نظام المجالس الشعبية ‪ ،‬مذكرة ماجستير في‬
‫القانون فرع اإلدارة و المالية العامة‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم اإلدارية ‪،‬جامعة الجزائر ‪،‬‬
‫‪5001.-5002‬‬
‫‪ -05‬نضيرة دوبابي ‪ ،‬الحكم الراشد المحلي و إشكالية عجز ميزانية البلدية‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية تخصص اقتصاد التنمية ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية قسم العلوم االقتصادية ‪ ،‬جامعة ابو بكر بلقايد‪،‬‬
‫تلمسان ‪.5000-5002 ،‬‬

‫‪103‬‬
‫المصادر و المراجع‬

: ‫ مواقع االنترنت‬- ‫ه‬

1- www.joradp.dz

2- www.univ-chlef.dz

3- www.univ-biskra.dz

4- www.elkhabar.com

5- www.el-mouradia.dz

6 -www.interieur.gov.dz

7- www.majalah.new.ma

104
‫الفهـــــــــــــــرس‬

‫‪01‬‬ ‫مــــــــقدمــــــــة‬
‫‪96‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬البلدية كقاعدة لالمركزية االدارية‬
‫‪90‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم البلدية‬
‫‪90‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعريف البلدية ‪ ،‬خصائصها و إنشائها‬
‫‪02‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تعريف البلدية‬
‫‪02‬‬ ‫أوال ‪ :‬األساس الدستوري‬
‫‪00‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬تعريف قانون البلدية‬
‫‪00‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬إنشاء البلدية و خصائصها‬
‫‪00‬‬ ‫أوال ‪ :‬إنشاء البلدية‬
‫‪05‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬خصائص البلدية‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬التطور التاريخي للبلدية‬
‫‪02‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬مرحلة االستعمار‬
‫‪04‬‬ ‫أوال‪ :‬البلديات األهلية‬
‫‪04‬‬ ‫ثانيا ‪:‬البلديات المختلطة‬
‫‪02‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬بلديات كاملة الصالحيات‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مرحلة االستقالل‬
‫‪01‬‬ ‫أوال ‪:‬المرحلة االنتقالية من ‪ 1962‬إلى ‪1967‬‬
‫‪01‬‬ ‫ثانيا ‪:‬مرحلة التفكير في إنشاء قانون البلدية‬
‫‪01‬‬ ‫ثالثا – مرحلة قانون البلدية ‪54-11‬‬
‫‪00‬‬ ‫رابعا ‪:‬مرحلة قانون البلدية ‪00-20‬‬
‫‪00‬‬ ‫خامسا ‪:‬مرحلة قانون البلدية ‪00-00‬‬
‫‪49‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬هيئات البلدية‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬تشكيل المجلس الشعبي البلدي‬

‫‪105‬‬
‫الفهـــــــــــــــرس‬

‫‪55‬‬ ‫اوال ‪ :‬شروط الترشح‬


‫‪52‬‬ ‫ثانيا ‪:‬مدة المجلس‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬سير المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪54‬‬ ‫اوال‪ :‬دورات المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪54‬‬ ‫‪ -0‬الدورات العادية‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -5‬الدورات غير العادية‬
‫‪51‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬مداوالت المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪51‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬لجان المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -0‬اللجان الدائمة‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -5‬اللجان االخاصة‬
‫‪40‬‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬إختيار رئيس المجلس الشعبي البلدي و تنصيبه‬
‫‪52‬‬ ‫أوال ‪ :‬إختيار رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪20‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تنصيب رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬إنهاء مهام رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪20‬‬ ‫اوال ‪ :‬اإلستقالة‬
‫‪25‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬اإلقصاء‬
‫‪25‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬التخلي‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -0‬التخلي عن المنصب بسبب االستقالة‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -5‬التخلي عن المنصب بسبب الغياب غير المبرر‬
‫‪22‬‬ ‫رابعا‪ :‬الوفاة‬
‫‪24‬‬ ‫خامسا ‪ :‬الغاء حالة سحب الثقة‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬إدارة البلدية‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬األمين العام للبلدية‬

‫‪106‬‬
‫الفهـــــــــــــــرس‬

‫‪22‬‬ ‫اوال ‪ :‬تعيين األمين العام‬


‫‪22‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬صالحيات األمين العام‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬المندوبيات و الملحقات‬
‫‪21‬‬ ‫أوال‪ :‬االنشاء‬
‫‪20‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬االختصاص‬
‫‪30‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬مظاهر التعددية الحزبية و الحكم الراشد في تنظيم البلدية‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب االول ‪ :‬مظاهر التعددية الحزبية في المجالس الشعبية البلدية‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬مظاهر التعددية الحزبية قبل اكتساب العضوية المحلية‬
‫‪40‬‬ ‫اوال ‪ :‬حماية حق الترشح‬
‫‪40‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬حماية الحق في الحملة االنتخابية‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مظاهر التعددية الحزبية بعد اكتساب العضوية المحلية‬
‫‪45‬‬ ‫اوال ‪ :‬اختيار رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪44‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬تشكيل لجان المجلس‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬مؤشرات الحكم الراشد في المجالس الشعبية البلدية‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬مؤشر المشاركة في قانون البلدية‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مؤشر الشفافية في قانون البلدية‬
‫االستقاللية‬ ‫و‬ ‫الوصائية‬ ‫الرقابة‬ ‫بين‬ ‫البلدية‬ ‫صالحيات‬ ‫‪:‬‬ ‫الثاني‬ ‫الفصل‬
‫‪11‬‬ ‫لتحقيق التنمية المحلية‬
‫‪14‬‬ ‫المبحث االول ‪ :‬صالحيات الهيئات المنتخبة‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب االول ‪ :‬صالحيات المجلس الشعبي البلدي‬
‫الفرع االول ‪ :‬صالحيات البلدية في مجال تهيئة االقليم و التنمية المستدامة‬
‫‪22‬‬ ‫و التخطيط‬
‫‪22‬‬ ‫أوال‪ :‬إعداد المخططات العمرانية‬
‫‪24‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الرقابة الدائمة لعمليات البناء‬

‫‪107‬‬
‫الفهـــــــــــــــرس‬

‫‪24‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬حماية التراث العمراني و المواقع الطبيعية‬


‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬صالحيات البلدية في المجال االجتماعي‬
‫‪22‬‬ ‫أوال‪ :‬صالحيات البلدية في المجال المدرسي وما قبل المدرسي‬
‫‪21‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬صالحيات البلدية في مجال التضامن‬
‫‪21‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬صالحيات البلدية في المجال الرياضي والثقافي‬
‫‪21‬‬ ‫رابعا ‪ :‬صالحيات البلدية في المجال الصحي و النظافة‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -0‬دور البلدية في محاربة الملوثات‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -5‬دور البلدية في مجال الحفاظ على الصحة العامة‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬صالحيات المجلس الشعبي البلدي في المجال االقتصادي‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬صالحيات المجلس الشعبي البلدي في المجال المالي‬
‫‪79‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫الفرع االول ‪ :‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته ممثال للدولة ‪10‬‬
‫‪10‬‬ ‫أوال ‪ :‬اختصاصات رئيس البلدية كضابط للحالة المدنية‬
‫‪10‬‬ ‫ثانيا ‪:‬اختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي كضابط إداري‬
‫‪15‬‬ ‫ثالثا‪:‬اختصاصات رئيس البلدية كضابط للشرطة القضائية‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته ممثال للبلدية‬
‫‪12‬‬ ‫أوال‪ :‬صالحيات رئيس البلدية بوصفه رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬صالحيات رئيس البلدية بوصفه ممثال للبلدية‬
‫‪76‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة الوصائية على المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪76‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الرقابة الوصائية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬المقصود بالرقابة الوصائية‬
‫‪10‬‬ ‫اوال ‪ :‬تمييز الرقابة الوصائية عن السلطة الرئاسية و االشراف االداري‬
‫‪10‬‬ ‫‪ - 0‬التمييز بين الوصاية اإلدارية والسلطة الرئاسية‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -5‬التمييز بين الرقابة اإلدارية الوصائية و اإلشراف اإلداري‬

‫‪108‬‬
‫الفهـــــــــــــــرس‬

‫‪15‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬خصائص الرقابة الوصائية‬


‫‪12‬‬ ‫أوال ‪ :‬رقابة إدارية و استثنائية‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -0‬رقابة إدارية‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -5‬رقابة استثنائية‬
‫‪14‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬رقابة خارجية و جزئية‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -0‬رقابة خارجية‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -4‬انها رقابة جزئية ومشروطة وغير مطلقة‬
‫‪61‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬مظاهر الرقابة الوصائية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬رقابة على المنتخبين‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬االيقاف‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬االقصاء‬
‫‪11‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬االستقالة التلقائية‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الرقابة على االعمال‬
‫‪10‬‬ ‫أوال ‪ :‬المصادقة على مداوالت المجلس البلدي‬
‫‪10‬‬ ‫‪ - 0‬المصادقة الضمنية على مداوالت المجلس البلدي‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -5‬المصادقة الصريحة على مداوالت المجلس البلدي‬
‫‪12‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬البطالن‬
‫‪12‬‬ ‫‪ - 0‬البطالن المطلق‬
‫‪00‬‬ ‫‪ -5‬البطالن النسبي‬
‫‪05‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬الرقابة على الهيئة‬
‫‪05‬‬ ‫أوال ‪ :‬حاالت وشروط حل المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪05‬‬ ‫‪ - 0‬الشروط الموضوعية‬
‫‪04‬‬ ‫‪ -5‬الشروط الشكلية‬
‫‪02‬‬ ‫ثانيا‪ :‬آثار حل المجلس الشعبي البلدي‬

‫‪109‬‬
‫الفهـــــــــــــــرس‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬اثر الرقابة الوصائية على فعالية المجالس الشعبية البلدية ‪07‬‬
‫‪07‬‬ ‫المطلب االول ‪ :‬االستقالل الوظيفي للهيئة البلدية المنتخبة‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع االول ‪:‬رقابة الوالي على مداوالت المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬تراجع في بعض اختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬اشراك الهيئات البلدية المنتخبة في التنمية المحلية‬
‫‪02‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬تحسين الموارد المالية المحلية‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬فعالية الهيئات البلدية المنتخبة في التنمية المحلية‬
‫‪20‬‬ ‫اوال ‪ :‬دور المجلس الشعبي البلدي في اعداد و تنفيذ المخطط البلدي للتنمية‬
‫‪24‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير و مخطط شغل االراضي‬
‫‪07‬‬ ‫الخــــــــــــــاتمة‬
‫‪00‬‬ ‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪110‬‬

You might also like