Professional Documents
Culture Documents
اطروحة الدكتوراهد.علي مهدي العلوي 1
اطروحة الدكتوراهد.علي مهدي العلوي 1
إعداد الباحث,
على مهدى على العلوى بارحمة
إشــــراف
األستاذ الدكتور /صالح الدين فوزى محمد
أستاذ ورئيس قسم القانون العام ووكيل كلية الحقوق
جامعة المنصورة
2005م
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أفضل المرسلين الهادين من
الضاللة ،وعلى آله وأصحابه أجمعين ،وعلى من اتبع هداه إلى يوم الدين.
لقد قدرنى ربى عز وجل أن أفرغ من إعداد هذا البحث العلمى بقدرته ،ثم بمساعدة
علمية من المشرف العلمى األستاذ الدكتور /صالح الدين فوزى ,ووصلت ,فى تقديرى
الشخصى إلى ما أصبو إليه طوال تلك الفترة التى خلت من عام ألف وتسعمائة وتسعين من
الميالد.
وفى البداية أقول :إن دراسة الرقابة على أعمال اإلدارة المحلية وهيئاتها فى اليمن
دراسة مقارنة هى من الموضوعات الجديدة ،وموضوع ,له أكبر الجدية ،فكل الدراسات
السابقة عمدت بشكل عام إلى دراسة الرقابة على أعمال اإلدارة العامة ،ولم تتخصص إلى
هذا الحد وتعمقت فيه ،وفى هذه الدراسة عمدنا إلى التعمق فى دراستها ،واخترت المقارنة
مع كل من نظام الحكم المحلى البريطانى لعمقه التاريخى ،فى إدارة شئون المحليات بكل
نجاح ولوجه الدراسة والتطوير المستمرين وكذلك لنظام اإلدارة المحلية العربية فى اليمن
ومصر ،وقد عمدت إلى المقارنة بنظام اإلدارة المحلية فى جمهورية مصر العربية القتباس
المشرع اليمنى الكثير من نظمها فى إدارة شئون المحليات مع التجديد والخلط بين كل
تجارب دول المقارنة ،وهذا واضح من خالل الدراسة ومن خالل ما تقدم.
لقد أتاحت لى دراسة وبحث موضوع ,اإلدارة المحلية فى رحلة الماجستير ,الوقوف ,أمام أهمية وعمق نظام
الالمركزية اإلقليمية والذى يعد من أهم األساليب اإلدارية وأحدثها إلدارة شئون سكان الوحدات اإلدارية،
الذى يشكل فى حد ذاته حلقة متطورة إداريا وسياسيا فى كيان الدولة القانونية المعاصرة وأحد أهم المفاهيم
السامية للديمقراطية.
حيث توصلت إلى مفهوم قانونى ,لإلدارة المحلية والتى تعتبر توزيع قانونى ,للوظيفة اإلدارية للدولة بين
الهيئات التنفيذية المركزية وهيئات محلية منتخبة على مستوى الوحدات اإلدارية المتمتعة بالشخصية
االعتبارية ،فى ظل الرقابة على نشاطاتها ,المحلية ومواردها ,المالية.
فمن خالل هذا التعريف تتضح أسس اإلدارة المحلية على النحو اآلتى:
1ـ توزيع قانونى للوظيفة اإلدارية.
2ـ هيئات محلية منتجة.
3ـ وحدات ,إدارية لها شخصية اعتبارية.
4ـ رقابة مركزية على الهيئات المحلية ونشاطها.
متخصص ,فى ,اليمن ،وعلى ,الوجه الذى ,سوف ,نعرض له فى ,دراسة أكاديمية ,وعلمية بهذا المستوى ,حيث
نجد ,حاجة الدولة اليمنية لهذه الدراسة ،وهى ,فى ,بداية الطريق ,إلرساء نظام ,الالمركزية ,اإلقليمية,.
ثانيا :موضوع ,الرقابة على أعمال اإلدارة المحلية وهيئاتها يظل موضوعا جديدا حتى على مستوى الوطن؛
لندرة بحثه بشكل مستقل ومتعمق عن موضوع الرقابة على أعمال اإلدارة بمفهومها العام.
ثالثا :لقد ارتبطت وظيفيا باإلدارة المحلية لمدى اثنى عشر عاما من خالل العمل مديرا
للدائرة القانونية بديوان محافظة شبوة سنحت لى الفرصة مبدئيا لالطالع على النشاط المحلى
باإلدارة المحلية قبل وحدة شطرى اليمن وبعدها ،والمشاركة فى لجان اإلشراف على
انتخابات مجالس الشعب المحلية فى جنوب اليمن ،كل ذلك ولد شعوراً بضرورة البحث فى
نظام اإلدارة المحلية بهدف تعميقه وتحليله للمساهمة فى إعادة بناء هذا النظام المتأصل فى
حياة المجتمع اليمنى واالطالع على تجارب الدول التى لها باع طويل فى هذه التجربة
الديمقراطية الحية ،من خالل المشاركة الفعالة للسكان فى إدارة شئون حياتهم اليومية فى ظل
استقالل إدارى ومالى عن الهيئات المركزية.
رابعا :إيمانا منى بأهمية هذا الموضوع فى الوقت الراهن أكثر من أى وقت ,مضى
وخاصة وأن ,المركزية اإلدارية جعلت كل أمور اإلدارة تحت تصرفها ،ووجدت أن فى ذلك
إهداراً لحقوق ومصالح المحليات وعرقلة التطور وتنمية حياة السكان فى الوحدات ,اإلدارية
ومركزية التعيينات فى الوظائف والترقيات وتوزيع المشروعات وفقا لعالقات شخصية
ومجامالت وليس وفقا لألولويات والحاجة الملحة وامتصاص الجبايات المحلية لصالح
الهيئات المركزية فى العاصمة دون االستفادة منها محليا بشكل مباشر ولو بنسبة محددة.
خامسا :تفشى الفساد اإلدارى وتردى األوضاع ,اإلدارية فى الوحدات ,اإلدارية نتيجة
منطقية إلهدار حقوق موظفيها على مستوى فروع ومكاتب الوزارات ,وانعدام ,عنصر
المحاسبة والضبط اإلدارى على المستوى المحلى والمركزى ،وذلك لغياب الدور الفعال
www.yemen-nic.info صفحة 3من 20
للهيئات المحلية المنتخبة والتى تمثل الرقابة المحلية على الهيئات التنفيذية المحلية من ناحية
وغياب الرقابة المركزية من ناحية أخرى على الهيئات المحلية فى الوحدات ,اإلدارية.
سادسا :انحصار الرقابة السياسية لمجلس النواب على الحكومة وانعدام العالقة بين
أعضاء مجلس النواب ودوائرهم المحلية ،بخالف برامجهم االنتخابية التى تتبخر بمجرد
حصولهم على شرف عضوية البرلمان رغما عما سنتعرف عليه.
سابعا :ضعف الرقابة الفضائية على أعمال اإلدارة المحلية وهيئاتها وذلك نتيجة لضعف
الوعى القانونى لدى السكان المحليين فى الدفاع ,عن حقوقهم ,تجاه القرارات اإلدارية غير
المشروعة وغير المالئمة أمام القضاء وتأصل فكرة عدم مقاضاة الحكومة لدى المواطنين
والموظفين فى اليمن بسبب الفترة الماضية ،وظلوا جاهلين دور وأهمية القضاء فى تحقيق
العدالة االجتماعية فى مواجهة الوزارات وفروعها ,فى الوحدات ,اإلدارية وأجهزة اإلدارة
المحلية األخرى حتى اليوم ،فمقاضاة الحكومة وهيئاتها المحلية ينظر إليه المواطن اليمنى
بغرابة ألنهم ينظرون للسلطة القضائية كجزء ال يتجزأ من الحكومة التى ال يجوز مقاضاتها
كما تربوا على هذه الفكرة مدة طويلة من الزمن.
ثامنا :المساهمة فى تطوير المشرع اليمنى أكثر ،وذلك من خالل البحوث العلمية
اإلنسانية المرتبطة بحياة السكان والتعرف على تجارب الشعوب األخرى ,السباقة فى نظام
اإلدارة المحلية لالستفادة مما يمكن االستفادة منه بهدف اللحاق بركب التطور القانونى
واإلدارى ،وفى إدارة شئون الحكم بشكل منظم من خالل القواعد ,القانونية التى يمكن أن
يرسيها المشرع اليمنى مستقبال ،والقضاء على أوجه التخبط بين التجارب واألفكار المنقولة
آليا إلدارة الشئون المحلية فى اليمن ،ونبذ االختالفات الفكرية على بعض المسميات
والمصطلحات بشكل مبتذل بعيدا عن مدلوالتها العلمية والقانونية.
تاسعا :تجربة اإلدارة المحلية اليمنية الزالت ,فى مهدها وهى بحاجة إلى الدراسات
المتخصصة فى نفس المجال بشكل متعمق ومتجانس مع حياة المجتمع اليمنى واستقالل بيئته
وتقسيماته القبلية لالستفادة منها فى تعزيز نظام اإلدارة المحلية بطريقة علمية مدروسة،
ووضع السبل العلمية لكى ال تشكل تلك الظروف االجتماعية عقبات تجاه نظام اإلدارة,
المحلية وإخراجه عن المسار واألهداف التى يجب أن يُرسى من أجلها ،ولن يتأتى ذلك إال
من خالل الرقابة العلمية السليمة بشقيها المحاسبة والمكافأة تحت مبدأ الثواب والعقاب.
كل تلك األسباب وغيرها جمة جعلتنى أتخذ من هذا الموضوع ,محطة بحث أكاديمى
مستخدما المنهج المقارن مع تجربة كل من جمهورية مصر العربية كنموذج عربى له باع
طويل فى إرساء تجربة نظام الالمركزية اإلقليمية بنجاح ،وكذا التجربتين اإلنجليزية
والفرنسية لما لهذين النظامين من تجربة واسعة وعريقة فى نظام اإلدارة المحلية والرقابة
عليها.
لذلك عمدت إلى تقسيم خطة البحث إلى ثالثة أبواب على النحو التالى:
www.yemen-nic.info صفحة 4من 20
الباب التمهيدى :وهو بمثابة مبادئ عامة لإلدارة المحلية يتعلق بمفهوم وأهمية وأسس نظام
اإلدارة المحلية ،وهو مكون من فصلين:
يعتبر نظام الالمركزية اإلقليمية (االستقالل اإلدارى ,والمالى لهيئات السلطة المحلية)
من التجارب الرائدة فى إدارة شئون الوحدة اإلدارية وهو نظام صالح للعمل به فى كافة
أنظمة الحكم فى كافة الدول وهو نظام سائد فى أغلب دول العالم ،وفرصة سياسية للمشاركة
الشعبية فى إدارة شئونها بنفسها فى الوحدات اإلدارية.
ونحن نفرغ من إعداد ,هذا البحث ،قد توصلنا إلى تحليل ودراسة الرقابة على ذلك
النظام باعتبار أن الرقابة بأنواعها صمام أمان لنجاح أى تجربة لنظام الالمركزية اإلقليمية،
وتعتبر الرقابة ركنا أساسيا الستمرار األخذ به وتطويره نحو األفضل ،وفقا لخصائص أى
بلد فتعزير أنواع الرقابة والتى تم دراستها ،بد ًء من الرقابة الذاتية فى إطار داخلى لهيئات
السلطة المحلية ورقابة اإلدارة المركزية على أعمال السلطة المحلية وهيئاتها ،انطالقا فى
تلك المهام واالختصاصات التى منحها القانون المنظم لنشاط الهيئات المحلية وطرق تكوينها،
هى جزء من مهام هيئات اإلدارة المركزية ،مما يجعلها مسئولة منها وعليها ،وتأتى الرقابة
القضائية لتضمن سالمة األنشطة القانونية والمادية وانسجامها مع المشروعية والمالءمة،
وضمان معالجة األخطاء والمخالفات اإلدارية لهيئاتها ،وإعادتها إلى صوابها ،وكذلك تأتى
الرقابة السياسية رافدا ألنواع الرقابة األخرى واالستفادة من الوسائل البرلمانية لتنظيم أنشطة
الهيئات المحلية بالقواعد القانونية الالزمة لخلق آليات النشاط المنظم والمتوافق مع
التشريعات لتطويرها نحو األفضل مع أى جديد تفرزه تلك التجربة من واقعها وخصائص
نشاطها المتجدد لتكون فى مأمن من االزدواجية والتداخل فى المهام مع الهيئات المركزية.
وتعرفنا على تجربة ثالث دول أخرى رائدة فى نظام السلطة المحلية وهى بريطانيا
وفرنسا ومصر ،لالستفادة منها فى تعزيز تجربة اليمن وإرساء أسس الرقابة على أعمال
اإلدارة المحلية وهيئاتها ووجدنا أوجه متعددة لتلك الرقابة ،يتطلب األخذ بها فى التجربة
اليمنية بما ينسجم مع طبيعة وخصائص المجتمع اليمنى .كما تعرضنا له فى سياق هذا
البحث.
وتوصلنا إلى التوصيات التالية:
أوال :ضرورة إجراء التعديالت الالزمة على قانون السلطة المحلية رقم ( )4لسنة 2000م،
والئحته التنفيذية ،وذلك ,فى:
1ـ ما يتعلق بمدة والية رؤساء الوحدات اإلدارية مثل المحافظين ومدراء عموم المديريات ،توافقا للتعديل الذى
حصل فى مدة والية المجالس المحلية والتى حددت بثالث سنوات.
2ـ ما يضمن آلية متكاملة لتطبيق نص المواد 118فى القانون والمادة 204 ،203من
الالئحة التنفيذية والخاصة بسحب الثقة من المحافظ وكذا رئيس المجلس المحلى ،وتطبيق