You are on page 1of 107

‫جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم العلوم السياسيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫مطبوعة بيداغوجية حول‬

‫حماضرات االجتاهات اجلديدة‬


‫للحكم احمللي‬

‫مقدمة لفائدة طلبة السنة الثانية ماستر علوم سياسية تخصص‪ :‬اإلدارة المحلية‬

‫إعداد‪ :‬د‪ .‬مليكة بوضياف‬

‫السنة الجامعية‪.0202/0202 :‬‬


2
3
‫مقدمة‪:‬‬
‫في العقود الماضية تطورات اقتصادية وسياسية واجتماعية‬ ‫شهد العالم‬
‫انعكست على دور كل من الدولة والوحدات المحلية ‪،‬فقد وضعت ظاهرة العولمة وما‬
‫ترتب عليها من من منافسة شديدة بين الدول والمنظمات العامة والخاصة على حد‬
‫سواء الكثير من الضغوط والمطالب على الوحدات المحلية لتطور وتحسن من ادائها‬
‫وقدرتها على تقديم الخدمات للمواطنين ‪.‬ولكي نتمكن من العمل مع الفاعلين االخرين‬
‫من منظمات القطاع الخاص والجمعيات االهلية كما اصبح للمواطن دورمهم في‬
‫تطوير المنظمات العامة والحكومات المحلية ‪،‬حتى تكون اكثر انفتاحا واستجابة‪.‬‬
‫وفي هذا السياق ظهر مفهوم االدارة المحلية‪،‬الحكم المحلي ‪،‬الذي اكد على ضرورة‬
‫التعاون والمشاركة بين المجالس المحلية والقطاعين العام والخاص والجمعيات‬
‫االهلية على المستوى المحلي ‪،‬كما حدث تحول في االدارة العامة الى االدارة العامة‬
‫الجديدة ‪، New Puplic Mangement‬ولقد ادخل مفهوم االدارة العامة الجديد ة‬
‫للحكم المحلي بعض ادوات القطاع الخاص مثل ‪:‬التعاقد مع الغير في تقديم‬
‫الخدمات والشراكة بين القطاعين العام والخاص ‪.‬وفي السنوات االخيرة ظهر اهتماما‬
‫كبي ار باالمركزية بابعادها السياسية واالدارية واالقتصادية والمالية‪.‬‬
‫تعتبر اإلدارة المحلية أسلوب من أساليب التنظيم اإلداري‪ ،‬يراد به توزيع‬
‫الوظيفة اإلدارية بين السلطة المركزية في الدولة‪ ،‬وبين الهيئات اإلدارية المتخصصة‬
‫على أساس إقليمي لتباشر ما يعهد به إليها تحت رقابة هذه السلطة‪.‬‬
‫وتوزيع الوظيفة اإلدارية بين الدولة والهيئات المحلية‪ ،‬يتغير من وقت آلخر ومن‬
‫مرحلة ألخرى‪ ،‬فكل دولة تأخذ باألسلوب الذي يتفق مع ظروفها السياسية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ألن األساليب اإلدارية ليست أهدافا بحد ذاتها بقدر ما هي‬

‫‪4‬‬
‫وسائل لتحقيق األهداف االيجابية للدولة في المجالين السياسي واالقتصادي من‬
‫ناحية‪ ،‬وضرورة حتمية وفنية لرفع الكفاءة اإلدارية واإلنتاجية من ناحية أخرى ‪.‬‬
‫تهدف هذه المطبوعة إلى تزويد الطالب بمعرفة مفهوم ومبادئ ومقومات‬
‫نجاح اإلدارة المحلية ومشكالتها ‪،‬والتركيز على التوجهات الجديدة للحكم المحلي ‪،‬‬
‫وتبرز أهميتها من طبيعة التوجه اإلداري المعاصر الذي يؤكد على ضرورة االعتماد‬
‫على الالمركزية في تطوير المجتمعات المحلية‪ ،‬ودراسة التطور التاريخي لنظام‬
‫اإلدارة المحلية‪ ،‬والمركزية والالمركزية‪ ،‬وعالقاتهما بالحكم المحلي و المداخل النظرية‬
‫للتقليل من حدة سلبيات البيروقراطية ‪.‬‬
‫األهداف المعرفية‪ :‬هذا المقرر يجعل الطالب قاد اًر على االستيعاب الكامل‬
‫لعناصر اإلدارة المحلية‪ ،‬ومعرفة المبادئ الرئيسية التي تساعد على التوجه الجديد‬
‫للحكم المحلي ‪ ،‬وكيفية صنع السياسة المحلية وتنفيذها‪ ،‬وأساليب الرقابة للسلطات‬
‫المركزية على الوحدات المحلية‪ ،‬وعالقة تلك الوحدات بالحكومة المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬األهداف العلمية‪ :‬قدرة الطالب على تطبيق مداخل ومبادئ التوجه الجديد‬
‫للحكم المحلي في ظل تغير البيئة المحلية وضرورة مسايرتها لمتطلبات تطبيق الحكم‬
‫المحلي الجديد‪ .‬ووضع بناء هيكلي لإلدارات المحلية‪ ،‬وعمل دراسة مقارنة بين أنظمة‬
‫اإلدارة المحلية العالمية‪ ،‬وصياغة نظام يجمع محاسن الجميع دون اإلخالل بالعادات‬
‫والتقاليد البيئية‪.‬‬
‫‪ ‬األهداف الشخصية وتحمل المسؤولية‪ :‬قدرة الطالب على العمل في أجهزة‬
‫اإلدارة المحلية‪،‬وتوظيف محصالته العلمية في تحسين اداء االجهزة االدارة المحلية‬
‫ميدانيا ‪ ،‬ومقدرته الفائقة على التعامل مع األنظمة واللوائح الخاصة بها‪،‬‬
‫وعليه ستحاول هذه المحاضرات اإلجابة على االشكالية التالية‪ :‬الى أي مدى‬
‫يمكن أن تساهم االتجاهات الحديثة للحكم المحلي كالحكومة المحلية اإللكترونية‬
‫ومشاركة المجتع المدني والقطاع الخاص في تطوير نظم الحكم المحلي خاصة‬
‫في الدول العربية؟‬
‫‪5‬‬
‫ومن أجل تحقيق الهدف من المحاضرات فإنه تم تفصيلها حسب المحاور‬
‫التالية‪:‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫المحور االول ‪:‬االطار المفاهيمي ‪:‬‬
‫أ_ الحكم المحلي‪،‬‬
‫ب_ االدارة المحلية ‪،‬‬
‫ج_ الفرق بين االدارة المحلية والحكم المحلي‪،‬‬
‫د_ الحوكمة المحلية الرشيدة‪.‬‬
‫ج_االدارة االلكترونية‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪:‬مداخل لتحسين االداء في االتجاهات الجديدة للحكم المحلي‪.‬‬
‫أ_ االصالح القانوني‪،‬‬
‫ب_ االصالح المؤسسي ‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬اإلدارة المحلية االلكترونية ‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬صنع القرار المحلي في السياسة العامة المحلية‪.‬‬
‫المحور الخامس ‪:‬الديمقراطية التشاركية المحلية ‪(.‬دور القطاع الخاص‪/‬المجتمع‬
‫المدني‪/‬المواطن المحلي)‪.‬‬
‫المحور السادس‪:‬اشراك المواطن في القطاع الخاص في الدول العربية‬
‫المحور السابع‪ :‬المسؤولية االجتماعية على اعمال البلديات في ظل تطور وسائل‬
‫االتصال والتواصل ‪.‬‬
‫المحور الثامن‪ :‬نماذج وتجارب عن االتجاهات الجديدة للحكم المحلي _المدن الذكية‬
‫نموذجا لتجارب مختلفة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المحور السابع‪ :‬مقارنة مجموعة من النماذج الناجحة في مجال الحكم المحلي في‬
‫العالم‪.‬‬
‫الخاتمة‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬االطار المفاهيمي ‪:‬‬


‫اإلدارة المحلية أسلوب للتنظيم اإلداري لم يعرف إال في نهاية القرن الثامن عشر‬

‫خاصة بعد انتشار المبادئ الديموقراطية والعمل على تطبيقها في المجال اإلداري‪.‬‬

‫كما لها أهمية سياسية حيث تعتبر مقدمة للديموقراطية السياسية ولها أهمية إدارية‬

‫تتمثل في تخفيف العبء على السلطة المركزية‪ ،‬فبواسطتها يتمكن سكان اإلقليم من‬

‫إدارة شؤونهم المحلية لكونهم األقدر على معرفة مشاكلهم وتلبية حاجياتهم المحلية‪.‬‬

‫كما تعتبر اإلدارة المحلية تنظيما إداريا تقوم على توزيع الوظيفة اإلدارية فيما بين‬

‫الحكومة المركزية وبين الهيئات المحلية المنتخبة‪ ،‬وتمارس اختصاصها تحت رقابة‬

‫الحكومة المركزية واشرافها‪ ،‬وتسعى اإلدارة جاهدة إلى إشباع الحاجات العامة لألفراد‬

‫من خالل قيامها بوظيفتها اإلدارية‪ ،‬وال شك أن تلبية مطالب األفراد واشباع حاجاتهم‬

‫العامة ليس باألمر السهل‪ ،‬ويحتاج إلى جهود وكلف مادية هائلة لذلك تحرص اإلدارة‬

‫العامة على البحث عن أسلوب آخر تتبعه في أداء مهامها لتحقيق أهدافها‪.‬‬

‫ومن هنا ينظر للتنظيم اإلداري على أنه استخدام اإلدارة العامة طرق وأساليب معينة‪،‬‬

‫بهدف تحقيق أغراضها المحددة بكفاءة وفعالية أي بأقل وقت وجهد وكلفة ممكنة‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫وعلى هذا فالتنظيم اإلداري ضرورة البد منها لكي تنهض السلطة اإلدارية بوظائفها‬

‫وتضطلع باختصاصاتها من أجل تحقيق أهدافها‪ ،‬وللتنظيم اإلداري صورتان رئيستان‬

‫تأخذ بها كافة الدولة هما‪ :‬المركزية اإلدارية والالمركزية اإلدارية وال يمكن أن يقوم‬

‫التنظيم اإلداري ألي دولة على إحدى هاتين الصورتين فقط بل البد من األخذ بهما‬

‫معا‪.1‬‬

‫و بما أنه ينظر لإلدارة المحلية باعتبارها نمط من أنماط التنظيم اإلداري يرتبط أساسا‬

‫بالالمركزية اإلدارية كأسلوب تلجأ له اإلدارة العامة للوفاء بالتزامها بإشباع الحاجات‬

‫العامة لألفراد وهذا النمط من أنماط اإلدارة له مفهومه ومبرراته ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم اإلدارة المحلية‪:‬‬

‫عرفها "عبد الرزاق الشيخلي "‪ ،‬على أنها المناطق المحددة التي تمارس نشاطها‬

‫المحلي بواسطة هيئات منتخبة من سكانها المحليين تحت رقابة واشراف الحكومة‬

‫المركزية‪.‬‬

‫وعرفها الفقه البرلماني على انها ‪« :‬مجلس منتخب تتركز فيه سلطات الوحدة‬

‫المحلية و يكون عرضة للمسؤولية السياسية أمام الناخبين سكان الوحدة المحلية‬

‫ويعتبر مكمال ألجهزة الدولة»‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشخصية المعنوية‪ :‬هي مجموعة من األشخاص تستهدف تحقيق غرض معين‪ ،‬أو مجموعة من األموال تخصص لغرض معين‬
‫ويعترف لها الق انون بالشخصية القانونية المقررة لإلنسان‪ ،‬فتصبح أهال الكتساب الحقوق وااللتزام بالواجبات‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫و تعرف أيضا «بأنها نقل سلطة اتخاذ بعض الق اررات اإلدارية في مجاالت معينة من‬

‫السلطة المركزية إلى مجالس محلية منتخبة»‪.‬‬

‫اما الفقه الفرنسي‪ :‬األستاذ لوبادير فعرفها على أنها إصالح لوحدة محلية إلدارة‬

‫نفسها بنفسها وأن تقوم بالتصرفات الخاصة بشؤونها‪.‬‬

‫وهي ايضا عبارة عن تنظيم الجهاز اإلداري في الدولة بشكل يسمح بتعدد أشخاصه‬

‫على أساس جغرافي‪ ،‬حيث يتولى شخص معنوي عام محلي تقديم الخدمات‬

‫للمواطنين ورعاية مصالحهم في جزء معين من إقليم الدولة‪.‬‬

‫من خالص ما سبق نجد أن اإلدارة المحلية ماهي إال توزيع للوظيفة اإلدارية بين‬

‫السلطات المركزية وهيئات محلية المركزية تتمتع باالستقالل‪ ،‬وتتولى مجالسها‬

‫المنتخبة القيام بإشباع الحاجات العامة وتقديم الخدمات للسكان المحليين تحت‬

‫إشراف ورقابة السلطات المركزية‪.‬وحتي يتضح لنا جليا االساليب الجديدة علينا معرفة‬

‫االساليب القديمة وكيف ساهمت في بلورة التوجه الجديد للحكم المحلي من خال ما‬

‫يلي‪:‬‬

‫‪ _2‬اإلدارة العامة الجديدة والتوجه الجديد للحكم المحلي‪:‬‬


‫مصطلح اإلدارة العامة الجديدة يعني أن هناك إدارة عامة قديمة ‪-‬وهذا‬
‫صحيح‪ ، -‬حيث أنها برزت كانعكاس حتمي لمواكبة تغيرات جميع الجوانب الرئيسية‬
‫والثانوية في المجتمع‪.‬‬

‫أ_ نشأة اإلدارة العامة الجديدة‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫ارتبطت نشأة االدارة العامة الجديدة في الواليات المتحدة األمركية خالل‬
‫نهاية الستينيات من القرن الماضي‪ ،‬حيث طور الناس من ذوي الخبرة في اإلدارة‪،‬‬
‫ووضعت نماذج جديدة لإلدارة العامة واقتُرحت لمواجهة التحديات الجديدة للمجتمع‪.‬‬
‫حيث أنه في عام ‪ 0968‬اتخذ بعض المدراء المتحمسين مبادرة لعقد مؤتمر‬
‫الكتشاف الطرق التي ستكون قادرة على التعامل مع التغييرات الجديدة التي تعصف‬
‫بإدارة المجتمع األمريكي‪ ،‬معبرةً عن عدم فعالية لإلدارة العامة القديمة‪ ،‬خاصة أمام‬
‫مخلفات الحرب العالمية الثانية (‪ )0945-0939‬التي أثرت في البنية االقتصادية‬
‫واالجتماعية بالكامل‪ ،‬ولم يتمكن النظام اإلداري القديم من التعامل مع هذا التغيير‪.‬‬
‫لذا اقترح هؤالء المتحمسين الجدد وجود حاجة إلى ابتكار أساليب جديدة لإلدارة ‪،‬‬
‫ويطلق عليها اإلدارة األمريكية اإلدارة العامة الجديدة‪.‬‬

‫أما في بريطانيا فيعود بداية ظهور مصطلح اإلدارة العامة الجديدة إلى أواخر‬
‫السبعينات وأوائل الثمانينيات‪ .‬وكان أول تطبيق لهذا المصطلح في بريطانيا خالل‬
‫فترة رئيسة الوزراء مارجريت تاتتشر‪ ،‬بعد أن كانت طبقت في الواليات المتحدة‬
‫األ مريكية في كاليفورنيا وبعض الواليات األخرى التي عانت بشكل كبير من الركود‬
‫االقتصادي وقسوة الضرائب‪ .‬وكذلك تم تطبيقها في حكومات نيوزيلندا واستراليا‪.‬‬
‫وهذا النجاح جعل الكثير من الدول تجعل تطبيق اإلدارة العامة الجديدة على‬
‫أجندة اإلصالح اإلداري‪ .‬بعد ذلك بدأ اهتمام األكاديميين من خالل تحديد الخصائص‬
‫العامة لإلصالح وتم وضعها تحت عنوان االدارة العامة الجديدة‬
‫ب_ مضمون اإلدارة العامة الجديدة‪:‬‬
‫كانت اإلدارة العامة لما قبل الستينيات معنية بالدرجة األولى بالميزانية –‬
‫االنفاق‪ ،‬العائدات‪ ،‬التكاليف‪ ،‬انفاق الميزانية ككل‪ ،‬السنوية‪ -‬والكفاءة واتخاذ الق اررات‬
‫وتنفيذ الق اررات –كلها مفاهيم بيروقراطية جامدة‪ .-‬لكن أحداث ما بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية أثارت تحديا لهذه المفاهيم أو الجوانب األساسية لإلدارة العامة‪ .‬وكان هناك‬
‫شعور قوي بضرورة إصالح اإلدارة العامة برمتها‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫‪ ‬اتباع فلسفة القطاع الخاص‪ :‬اإلدارة العامة الجديدة عبارة منهجية إلدارة‬
‫المنظمات العامة باستخدام منهجيات سبق نجاحها في القطاع الخاص‪ ،‬حيث تركز‬
‫على تغيير ثقافة المنظمة بحيث يكون العميل هو جوهر اهتمام ادارة المنظمة ‪.‬ومنذ‬
‫عدة سنوات والمؤيدين لإلدارة العامة الجديدة يرون أن تطبيق اإلدارة العامة الجديدة‬
‫يساهم في تطوير المؤسسات العامة بحيث تشبه إلى حد كبير مؤسسات األعمال ‪.‬‬
‫وفي سبيل ذلك قاموا بالعديد من الدراسات والتجارب حول طبيعة اإلدارة العامة‬
‫الجديدة وتأثيرها على المنظمات ‪.‬‬
‫‪ ‬العدالة بدل المساواة‪ :‬في السبعينيات من القرن الماضي ‪ ،‬اكتسب مفهوم‬
‫العدالة أهمية هائلة‪ .‬خاصة بعد الكتاب الشهرير لـ‪" :‬جون راولز" المعنون بـ‪ :‬نظرية‬
‫العدالة ‪ ، A Theory of Justice‬حيث أقر من خالله على أن ‪ :‬التفاوت‬
‫االجتماعي واالقتصادي يجب أن يتم ترتيبه بحيث يكون متوقعاً بشكل معقول أن‬
‫صالحا للجميع‪ .‬ويكون لإلدارة العامة الدور الكبير في التغيير لضمان العدالة‬
‫ً‬ ‫يكون‬
‫لجميع األشخاص في المجتمع‪ .‬من الصحيح أن جون راولز لم يقترح أي شكل من‬
‫أشكال التغيير في اإلدارة العامة وهذا يرجع إلى حقيقة أن هذا كان خارج نطاق‬
‫اختصاص راولز –اقتصادي‪.-‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه في السبعينيات من القرن الماضي بدأت الليبرالية تحمل معنى‬
‫جديدا‪ .‬الليبرالية القديمة كانت عاجزة عن مواجهة التحديات الجديدة التي‬
‫ً‬ ‫ومضمونا‬
‫ً‬
‫ظهرت في المجتمع‪ .‬أراد الناس المزيد من الحرية وقيود أقل للدولة‪ .‬سيكون دور‬
‫الدولة بالضبط مثل حارس ليلي‪ .‬في هذه الحقبة الجديدة ‪ ،‬يجب تقليص سلطة الدولة‬
‫بشكل كبير ويجب على اإلدارة العامة أن تتكيف مع فلسفة جديدة ‪ -‬فلسفة الليبرالية‬
‫مع القيم واألخالق‪ ، -‬والتي تحتاج إلى وجود البيروقراطية‪ .‬لكن يجب أن يكون‬
‫الغرض من البيروقراطية ووظائفها حماية الحرية وضمان العدالة‪.‬‬

‫‪ ‬ديمقراطية اإلدارة العامة‪:‬‬

‫‪00‬‬
‫عند ظهور األفكار والنظريات التي تدعو إلى تطبيق الديمقراطية كأسلوب‬
‫للحكم وتزايد االتجاهات المؤيدة لهذه النظريات وتعاظم دور األجهزة التمثيلية‬
‫والهيئات الشعبية وانعكاس ذلك على أساليب ممارسة السلطة تطورت هذه الدعوات‬
‫واالتجاهات لتشمل ممارسة اإلدارة الديمقراطية باعتبار ان أسلوب السلطة الرئاسية‬
‫يتعارض مع ديمقراطية اإلدارة لما يمثله من تسلط الرؤساء اإلداريين ومبالغتهم في‬
‫ممارسة السلطة الممنوحة لهم وقد اصبح المرؤوسون في قاعدة الهرم اإلداري يعانون‬
‫من عدم الشعور بالطمأنينة نتيجة لتجاهل دورهم وعدم تقدير كفاءتهم وفقدانهم روح‬
‫المبادرة الشخصية‪.‬‬

‫ويذهب بعض الكتاب إلى حد المطالبة بانتخاب الموظفين لرؤسائهم بمعنى‬


‫ان السلطة اإلدارية – حسب هذه الرأي – يجب أن تنبثق من قاعدة الهرم التنظيمي‬
‫على غرار السلطة التشريعية التي تنبثق من القاعدة الشعبية في االنتخابات التشريعية‬
‫وتصبح كل مصلحة حكومية مستقلة بذاتها وتؤمن إدارتها بواسطة تجمع وتعاون‬
‫الموظفين الذي ينتخبون رؤساءهم ‪ ،‬إال أن هناك من عارض هذا الرأي حيث يرى‬
‫انه ليس من المعقول ان نقيم تنظيماً لإلدارة مماثالً للدولة فإذا كانت الديمقراطية‬
‫تعني إن الق اررات السياسية تنبع من الشعب لكي تصل إلى الحكام عن طريق‬
‫ممثلي هم فيتبنونها ويتخذون الق اررات الالزمة لتنفيذها فان عبء التنفيذ يقع على عاتق‬
‫الرؤساء اإلداريين ومن ثم على مرؤوسيهم بالتدرج فإذا ما أخذنا بفكرة انتخاب‬
‫المعبرة عن إرادات المرؤوسين فسيحصل‬
‫ّ‬ ‫الموظفين لرؤسائهم وصدور الق اررات‬
‫تعارض بين إرادات المرؤوسين وق اررات الحكام وهذا يبدو غير منطقي‪.‬‬

‫اخذ التنظيم الحديث للسلطة اإلدارية يتجه إلى تجاوز المفهوم التقليدي‬
‫للسلطة الرئاسية حيث بدأت تظهر األشكال والصيغ الجديدة من التنظيمات اإلدارية‬
‫التي تشارك في إصدار الق اررات اإلدارية حيث لم تعد سلطة الرئيس اإلداري هي‬
‫السلطة المطلقة فقد بدأت تظهر الهيئات اإلدارية واللجان اإلدارية والمنظمات النقابية‬
‫وتعاظم دور العناصر واألجهزة الفنية والخبراء والهيئات االختصاصية التكنوقراط ‪،‬‬
‫ذات العالقة بالعملية اإلدارية ‪.‬‬
‫‪02‬‬
‫هناك العديد من الصور لكن ناخذ المشاركة عن طريق مجالس االدارة‬
‫‪،‬حتي يتم اسقاطها على نماذج في االعمال الموجهة‪:‬‬

‫‪ ‬المشاركة عن طريق مجالس االدارة‪:‬‬

‫بعد تزايد تدخل الدولة الحديثة في النشاطات االقتصادية واالجتماعية‬


‫وقيامها بإنشاء المؤسسات والهيئات االقتصادية بمختلف أشكالها ومسمياتها وبالتزامن‬
‫مع نمو االتجاهات نحو األخذ بأسلوب اإلدارة الحديثة التي تأثرت باألفكار‬
‫الديمقراطية أنشأت الدولة المرافق االقتصادية العامة التي نصت أنظمتها الداخلية‬
‫على تشكيل مجالس اإلدارة ‪ .‬ومجالس اإلدارة تضم مجموعة األشخاص الذين‬
‫يشكلون الهيئة العليا إلدارة المرافق أو المشروع وقد يكون المدير ( الرئيس‬
‫يعين من خارج‬
‫اإلداري) أحد أعضاء مجلس اإلدارة يتفرغ إلدارة المشروع وقد ّ‬
‫ال عن إدارة المشروع أمـام مجلس اإلدارة وفي كل األحوال‬
‫المجلس ويكون مسؤو ً‬
‫فالسلطة الحقيقية في إدارة المشروع (المرفق) هي من اختصاص مجلس اإلدارة الذي‬
‫العمال وبذلك تتم مشاركة العمال في‬
‫يضم بين أعضائه أعضاء منتخبين يمثلون ّ‬
‫إدارة المرفق االقتصادي عن طريق ممثليهم المنتخبين‪ .‬وعادة ما يتم انتخاب‬
‫األعضاء الممثلين للعمال في مجلس اإلدارة بطريق االنتخاب السري وبإشراف و ازرة‬
‫العمل لمدة معينة يحددها القانون ‪ .‬وتتمتع مجالس اإلدارة بصالحيات واسعة تطال‬
‫مجاالت العمل اإلداري واالقتصادي للمرفق (المشروع) وأن السلطة الرئاسية في هذه‬
‫الحالة ال يمارسها الرئيس اإلداري بصورة مطلقة بل إنها تمارس من قبل مجلس‬
‫اإلدارة الذي تكون له صالحيات تعيين الموظفين وترقيتهم وتحديد رواتبهم ووضع‬
‫األنظمة والتعليمات الوظيفية ‪ .‬وللمجلس أيضاً صالحيات مراقبة العمال والموظفين‬
‫عن طريق التقارير الدورية واألشراف على شؤون التدريب وقد يعهد إلى رئيس مجلس‬
‫اإلدارة ممارسة السلطة الرئاسية إال أنه يحدد بموافقة المجلس فيما يخص اتخاذ‬
‫الق اررات التنفيذية حيث تخضع هذه الق اررات لموافقة المجلس أو رقابته‪.‬‬

‫‪ _4‬االدارة العامة الجديدة واعادة اختراع الحكومة‪:‬‬

‫‪03‬‬
‫اإلدارة العامة الجديدة عبارة منهجية إلدارة المنظمات العامة باستخدام‬
‫منهجيات سبق نجاحها في القطاع الخاص‪ ،‬حيث تركز على تغيير ثقافة‬
‫المنظمة بحيث يكون العميل هو جوهر اهتمام ادارة المنظمة‪ ،‬ومنذ عدة‬
‫سنوات والمؤيدين لإلدارة العامة الجديدة يرون أن تطبيق اإلدارة العامة‬
‫الجديدة يساهم في تطوير المؤسسات العامة بحيث تشبه إلى حد كبير‬
‫مؤسسات األعمال ‪ ،‬وفي سبيل ذلك قاموا بالعديد من الدراسات والتجارب‬
‫حول طبيعة اإلدارة العامة الجديدة وتأثيرها على المنظمات ‪.‬ويحدد البعض‬
‫ثالثة نماذج لإلدارة العامة الجديدة ‪ ،‬يتمثل النموذج األول في التركيز على‬
‫الكفاءات ويهدف إلى جعل المنظمات العامة تعمل بكفاءة عالية كما هو‬
‫الحال في القطاع الخاص‪ ،‬والنموذج الثاني يركز على تحقيق المرونة‬
‫والتحول من المركزية إلى الالمركزية ويهتم هذا النموذج بالتركيز على عدم‬
‫مركزية القرار بحي ث يكون العاملين بالمنظمة يعملون بشكل مباشر مع‬
‫الجمهور مما يساهم في تطوير الخدمات‪ ،‬أما النموذج الثالث يركز على‬
‫الجودة والتميز ويهتم بتغيير ثقافة المنظمة بحيث تعمل على تحقيق التحسين‬
‫المستمر مما يحقق رضا العمالء‪.‬‬

‫وبالتالي تركز على األساليب التي حققت نجاح ًا في القطاع الخاص وتقوم‬
‫بتطبيقها في مجال الخدمات في المنظمات العامة‪ .‬وقد القت فكرة الموضوع رواجاً‬
‫كبي اًر مع ظهور مفهوم اعادة اختراع الحكومة الذي طرحة أوسبورن وجلبرت عام‬
‫‪ 2991‬حيث ركز على ان الحكومة يقتصر دورها على النتائج وليست القواعد‬
‫بمعنى أنها حكومة تدير الدقة أى أن دورها دو ار إشرافيا على ان تترك المجال‬
‫للقطاع الخاص للقيام بالعديد من الخدمات بهدف تقليل البيروقراطية‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يركز مفهوم اإلدارة العامة الجدية على ضرورة التوجه نحو آليات‬
‫السوق مما يساهم في وجود المنافسة ورفع كفاءة وجودة الخدمات التي تقدمها‬
‫الحكومة‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫‪ _5‬تميز اإلدارة المحلية عن المصطلحات المتشابهة‪:‬‬

‫تلتقي اإلدارة المحلية كأسلوب لممارسة جزء من الوظيفة اإلدارية في إقليم محدد من الدولة‬

‫مع بعض المصطلحات القريبة من هذه الصورة سواء على الصعيد اإلداري كعدم التركيز اإلداري‬

‫أو على الصعيد السياسي كالحكم المحلي أو الالمركزية السياسية‪.‬‬

‫اإلدارة المحلية وعدم التركيز اإلداري‪ :‬إذا كانت اإلدارة المحلية تعني قيام أشخاص معنوية عامة‬

‫مستقلة إلى جانب السلطة المركزية بممارسة جزء من الوظيفة اإلدارية ضمن حدود إقليمية معينة‬

‫تحت إشراف رقابة السلطة المركزية‪ ،‬فإن عدم التركيز يعني توزيع مظاهر سلطة اتخاذ الق اررات‬

‫اإلدارية وسلطة التقرير بين عدة مستويات إدارية في التنظيم اإلداري المركزي‪.‬‬

‫يشترك كل منهما مع اآلخر في ممارسة النشاط اإلداري على إقليم محدد بعيدا عن المركز‬

‫(العاصمة)‪.‬‬

‫‪ ‬اإلدارة المحلية تظهر على شكل هيئات محلية في األقاليم‬

‫‪ ‬وعدم التركيز اإلداري يظهر على شكل مديريات وفروع للو ازرات في األقاليم أيضا‬

‫‪ ‬ضعف استقالل هيئات اإلدارة المحلية واعتمادها على السلطة المركزية‬

‫‪ ‬في كثير من الحاالت يقربها من عدم التركيز اإلداري‬

‫أوجه االختالف بين اإلدارة المحلية وعدم التركيز اإلداري‪:‬‬

‫‪ .0‬تندرج اإلدارة المحلية تحت صورة الالمركزية اإلدارية‪ ،‬في حين يعد عدم التركيز اإلداري‬

‫إحدى صورتي المركزية اإلدارية‪.‬‬

‫‪ .2‬يترتب على وجود اإلدارة المحلية تعدد في األشخاص المعنوية العامة حيث تسهل كل وحدة‬

‫من وحدات اإلدارة المحلية عن اإلدارة المركزية من جهة‪ ،‬وعن غيرها من وحدات اإلدارة‬

‫‪05‬‬
‫المحلية من جهة أخرى‪ ،‬في حين ال يترتب على األخذ بعدم التركيز اإلداري تعدد في‬

‫األشخاص المعنوية العامة‪.‬‬

‫وفي األخير‪ ،‬فإن تسمية اإلدارة المحلية أو "الحكم المحلي" في مجال الالمركزية‬

‫اإلدارية هي اختالف في التعابير واالصطالحات‪ ،‬وليس العبرة في تسمية قانون التنظيم‬

‫اإلداري بقانون اإلدارة المحلية أو قانون الحكم المحلي وانما العبرة بطبيعة االختصاصات التي‬

‫يتضمنها القانون‪ ،‬وتوزيعها بين الحكومة المركزية والهيئات المحلية‪ ،‬ومدى حجم وطبيعة سلطة‬

‫المحافظ باعتباره ممثل السلطة المركزية من جهة ورئيس اإلدارات المحلية في بعض النظم‬

‫اإلدارية‪ ،‬كما أن النصوص القانونية الشك في أهميتها‪ ،‬ولكن يجب تحليلها وبيان‬

‫االختصاصات األصلية‪ ،‬وأهم من ذلك ما جرى العمل عليه من احترام لالختصاصات الموزعة‬

‫طبقاً للدستور أو القانون‪ ،‬فإذا كانت النصوص القانونية ترجح كفة الالمركزية اإلدارية في‬

‫الت نظيم اإلداري‪ ،‬فإن السلطة التنفيذية "الحكومة المركزية" تملك وسائل وأساليب وأجهزة تفرغ‬

‫هذه النصوص من مضمونها الديمقراطي‪ ،‬وبما أن تسمية الحكم المحلي قد تثير التباساً مع‬

‫نظام الالمركزية السياسية‪ ،‬لذا بات من األفضل اعتماد تسمية "اإلدارة المحلية" كاصطالح‬

‫علمي وعملي للتعبير عن الالمركزية اإلدارية اإلقليمية واالستغناء عن استعمال تعبير "الحكم‬

‫المحلي" أو أية تسمية أخرى قد تتعارض مع المفاهيم القانونية واإلدارية التي أوضحناها‪.‬‬

‫في المقابل ‪،‬هناك من يرى وجود اختالف بين اإلدارة المحلية والحكم المحلي من حيث‬

‫الفلسفة واألهداف واالختصاصات والمسؤوليات والواجبات واعداد الموازنة والنواحي التشريعية‬

‫وغيرها‪ ،‬بحيث نجد أن الحكم المحلي يعتمد على الفصل التام بين السلطات وعدم تدخل‬

‫السلطة المركزية في الشؤون المحلية‪ ،‬أما نظام اإلدارة المحلية فإنه ال يملك تلك القدرة‪ ،‬كما أن‬

‫‪06‬‬
‫الوحدات المحلية في الحكم المحلي لها القدرة التشريعية على إصدار أي تشريع يعاون في حل‬

‫المتطلبات واالحتياجات على جميع المستويات من المحافظة أو الوالية إلى القرية‪ ،‬ولوحدات‬

‫الحكم المحلي القدرة على فرض ضرائب محلية مختلفة القيمة من وحدة إلى أخرى في حين أن‬

‫نظام اإلدارة المحلية ال يمكنه فعل ذلك‪.‬‬

‫‪ _6‬الحكم المحلي واإلدارة المحلية‪:‬‬

‫عندما تطبق الدولة الالمركزية اإلقليمية فإنها تنشئ أجهزة وهيئات محلية في التقسيمات الجغرافية‬

‫أو الوحدات اإلدارية بالدولة تتولى إدارة الشؤون المحلية في حدود السلطات التي تحولها لهذه‬

‫األجهزة المحلية وتحت رقابتها وفي إطار ما ينص عليه الدستور والقانون‪.‬‬

‫ويختلف الحكم المحلي ‪ Local Governement‬عن اإلدارة المحلية ( ‪Local‬‬

‫‪ ،)Administration‬فاإلدارة المحلية ترتكز أكثر على الجوانب التنفيذية و إن تضمنت بعض‬

‫النشاطات واالهتمامات التي تشير إلى دورها في صنع الق اررات ووضع السياسات‪ ،‬ولكنها ال‬

‫تكون إال على المستوى القطاعي‪ ،‬الو ازرات والهيئات العامة‪ ،‬حيث يتم توزيع السلطات‬

‫واالختصاصات بين الو ازرة في العاصمة وفروعها في المناطق المختلفة‪ ،‬ولذلك فإنه غالبا ما‬

‫يطلق على اإلدارة التعليمية أو الصحية وغيرها في دولة كبريطانيا أو و‪.‬م‪.‬أ‪ ،‬اإلدارة المحلية‬

‫التعليمية‪ ،‬وكذا اإلدارة المحلية الصحية‪.2‬‬

‫أما الحكم المحلي‪ :‬فهو يرتكز على دور المواطنين في حكم وادارة شؤونهم بأنفسهم‪ ،‬سواء بطريقة‬

‫مباشرة (اجتماعات الموظفين) أو غير مباشرة (من خالل مجالس محلية تقوم على أساس‬

‫‪2‬‬
‫اإلدارة األمريكية‪ :‬إلى جانب امتالك الرئيس سلطة تنفيذية يمتلك سلطات تشريعية وقضائية فهو ال ينفذ فقط بل يتخذ ق اررات‪.‬‬
‫سمير محمد عبد الوهاب‪ :‬الالمركزية والحكم المحلي‬

‫‪07‬‬
‫تمثيلهم) بحيث يمكنهم التعبير عن آ ارئهم واتجاهاتهم وصياغة السياسيات والق اررات التي تعكس‬

‫طموحاتهم واحتياجاتهم وصياغة السياسيات والق اررات التي تعكس آمالهم‪.‬‬

‫إذن‪ :‬العبرة في الحكم المحلي تتمثل في دور المواطنين في حكم وادارة شؤونهم المحلية‪ ،‬فالحكم‬

‫المحلي موجود في كل دول العالم كنظام‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فقد تم االنتقال من نظام حكم محلي تسيطر فيه المجالس المحلية المنتخبة ( ‪Local‬‬

‫حكم محلي يشارك فيه القطاع الخاص والمنظمات غير‬ ‫‪ )Gouvernement‬إلى نظام‬

‫الحكومية (‪ )Local Governance‬تبيان العالقة بين الحكومة والمواطنين‪.‬‬

‫الحكم المحلي‪ ،‬موجود في الدول الفدرالية والبسيطة على حد سواء عندما تقوم هذه الدول‬

‫بتقسيم إقليمها الجغرافي إلى وحدات محلية تديرها هيئات محلية مستقلة (مجالس محلية) لها‬

‫شخصيتها االعتبارية‪ ،‬وتقوم على تمثيل المواطنين واشراكهم ومباشرتهم السلطات واالختصاصات‬

‫التي خولها القانون لتلك الهيئات المحلية‪.‬‬

‫‪ ‬ويختلف الحكم المحلي عن اإلدارة المحلية‪ ،‬فاإلدارة المحلية ترتكز أكثر على الجوانب‬

‫التنفيذية‪ ،‬وان تضمنت بعض السلطات واالهتمامات التي تشير إلى دورها في صنع‬

‫الق اررات ووضع السياسيات‪ ،‬ال تكون إال على المستوى القطاعي‪.‬‬

‫‪ ‬أما الحكم المحلي‪ ،‬فهو يرتكز على دور المواطنين في حكم وادارة شؤونهم بأنفسهم‪ ،‬سواء‬

‫بطريقة مباشرة (اجتماعات المواطنين) أو غير مباشرة من خالل مجالس محلية‪.‬‬

‫‪ ‬دور المواطنين في إدارة وحكم شؤونهم المحلية والتي هي أدرى بها من غيرهم‪.‬‬

‫‪ ‬الحكم المحلي ال يعني بالضرورة وجود سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية تتضمن البث‬

‫في األمور واتخاذ قرار فيها‪.‬‬

‫‪08‬‬
‫اإلدارة األمريكية‪ :‬الرئيس األمريكي إلى جانب السلطة التنفيذية يمتلك سلطات تشريعية‬

‫وقضائية‪،‬بمعنى مدير أو مجلس إدارة ال ينفذ فقط بل يتخذ أيضا ق اررات‪.‬‬

‫اما الحوكمة المحلية الرشيدة ‪)Good Local Governement ( :‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ ‬قدرة الحكومة على إدارة الموارد بكفاءة ووضع وتنفيذ السياسات المالئمة‪.‬‬

‫‪ ‬ممارسة السلطات االقتصادية والسياسية واإلدارية إلدارة شؤون المجتمع على جميع‬

‫مستوياته‪ ،‬وتضم اآلليات والعمليات‪ ،‬والمؤسسات التي يمكن لألفراد والجماعات من خاللها‬

‫التعبير عن مصالحهم وممارسة حقوقهم القانونية والوفاء بالتزاماتهم وتسوية خالفاتهم‪.‬‬

‫‪ ‬اإلدارة العامة للشؤون العامة المحلية‪.‬‬

‫وهي ايضا‪ ،‬هي استخدام السلطة السياسية وممارسة الرقابة على المجتمع المحلي‪ ،‬من أجل‬

‫تحقيق التنمية االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬

‫عناصر الحوكمة الرشيدة‪ :‬كما وردت في مؤتمر صوفيا الصادر عن مؤتمر اإلتحاد الدولي‬

‫إلدارة المدن سنة ‪ 0996‬كالتالي‪:‬‬

‫‪ o‬نقل مسؤولية األنشطة العامة المالئمة إلى المستويات المحلية المختلفة بموجب القانون‪.‬‬

‫‪ o‬المركزية مالية وموارد كافية للقيام بتلك األنشطة على المستوى المحلي‪.‬‬

‫‪ o‬مشاركة حقيقة للمواطن في صنع القرار المحلي‪.‬‬

‫‪ o‬تهيئة الظروف التي من شأنها خصخصة االقتصاد المحلي‪.‬‬

‫وتتسم الحكومة المحلية الرشيدة بما يلي‪:‬‬

‫ا لحوكمة‪ ،‬الحاكمة‪ ،‬إدارة الدولة والمجتمع‪ ،‬اإلدارة العامة‪ ،‬المتجددة‪ ،‬اإلدارة المجتمعية‪ ،‬الحكم‪ ،‬الصالح‪ ،‬إدارة الحكم‪ ،‬الحكامة‪ ،‬الحكم‬
‫‪3‬‬
‫الرشيد‬

‫‪09‬‬
‫المشاركة ‪ :Participation -‬تهيئة السبل واآلليات المناسبة للمواطنين المحليين من أجل‬

‫المساهمة في عملية صنع القرار‪ ،‬إما بطريقة مباشرة أو من خالل مجالس محلية منتخبة تعبر‬

‫عن مصالحهم وعن طريق تسهيل التحديد المحلي للقضايا والمشكالت‪.‬‬

‫المسائلة ‪ :Accountability -‬يخضع صانع القرار المحلي في األجهزة المحلية لمسائلة‬

‫المواطنين واألطراف األخرى ذات العالقة‪.‬‬

‫الشرعية ‪ :Legitimacy -‬قبول المواطن المحلي لسلطة هؤالء الذين يحوزون القوة داخل‬

‫المجتمع ويمارسونها في إطار قواعد وعمليات واجراءات مقبولة وأن تستند إلى حكم القانون‬

‫والعدالة‪.‬‬

‫الكفاءة والفعالية – ‪ :Efficiency/Effectivenss‬بمعنى البعد الفني ألسلوب الحكم المحلي‬

‫بمعنى قدرة األجهزة المحلية على تحويل الموارد إلى برامج وخطط ومشاريع تلبي احتياجات‬

‫المواطنين المحليين وتعبر عن أولوياتهم‪ ،‬مع تحقيق نتائج أفضل وتنظيم االستفادة من الموارد‬

‫المتاحة‪.‬‬

‫الشفافية ‪ :Transparency -‬إتاحة تدفق المعلومات وسهولة الحصول عليها لجميع األطراف‬

‫في المجتمع المحلي‪ ،‬وتعزيز قدرة المواطن المحلي على المشاركة‪ ،‬كما أن مسائلة األجهزة‬

‫المحلية مرهون بقدر المعلومات المتاحة حول القوانين واإلجراءات ونتائج األعمال‪.‬‬

‫اإلستجابة ‪ :Responsivenss -‬أن تسعى األجهزة المحلية إلى خدمة جميع األطراف‬

‫المعنية واالستجابة لمطالبها خاصة الفقراء والمهمشين‪.4‬‬

‫‪4‬‬
‫يختلف مفهوم الحوكمة عن الحكومة‪ ،‬الحكومة تشير على المؤسسات الرسمية للدولة والتي في ظلها تتخذ الق اررات في إطار قانوني‬
‫واداري محدد‪ ،‬وتستخدم الموارد بطريقة تخضع للمسائلة المالية‪ ،‬فإن الحوكمة‪ :‬يشتمل على الحكومة باإلضافة إلى هيئات أخرى‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ج – الحكامة المحلية والعولمة‪:‬‬

‫‪ .2‬الالمركزية والعولمة‪ :‬ينظر إلى الالمركزية بأنها الوجه المقابل الموازي للعولمة‪ ،‬فإذا‬

‫كانت العولمة تعمل على نقل صالحية اتخاذ الق اررات من المستويات المحلية والوطنية‬

‫إلى المستوى العالمي من اهتمامات المستويات المحلية واإلقليمية المحلية‪ ،‬لذا يصبح من‬

‫الضرورة بمكان عند تصميم إستراتيجيات الالمركزية النظر واالهتمام بالعالقات المتبادلة‬

‫بين جوانب هامة ومتنوعة تشمل العالمية‪ ،‬اإلقليمية‪ ،‬الوطنية‪ ،‬وشبه الوطنية والمحلية وفي‬

‫هذا النطاق نجد بأن دور الدولة الوطنية يكتسب زيادة في األهمية كقوة وسيطة بين قوى‬

‫العولمة والمحلية‪.‬‬

‫‪ .0‬الحكمانية المحلية‪ :‬يتم تحويل المسؤوليات والقدرات إلى اإلدارة المحلية‪ ،‬من‬

‫خالل الالمركزية‪ ،‬والالمركزية بحد ذاتها لن تكون فعالة إذا لم يتم دعم وتقوية‬

‫الحكمانية المحلية‪ ،‬مع العلم أن اإلدرايين المحليين يلعبون دو ار أساسيا من‬

‫خالل خلق النسيح االجتماعي الذي يمكن له أن يحقق التوازن بين خطورة‬

‫المغاالة في المركزية الحكومية وانعزالية األفراد التي يصعب مقاومتها‪،‬‬

‫فالحكومات المحلية ذات القوة الحقيقة تستطيع طرح االهتمامات المحلية‬

‫بفعالية أكبر‪.‬‬

‫أما االهتمامات الحديثة لتقوية الحكومات المحلية يمكن إرجاعها إلى عملية‬

‫الديمقراطية في الدول التي تمر في مراحل التحول من الحكمانية التسلطية‬

‫‪20‬‬
‫الديكتاتورية إلى الديمقراطية‪ ،‬ولعل هذا التحول يعود أيضا إلى تراكم الضغوط منذ‬

‫فترات طويلة‪ ،‬من قبل الحكومات الوطنية ذات المركزية الشديدة‪.‬‬

‫الحكمانية الجيدة المحلية تعتبر أساسية في تحسين مستوى الحكمانية الوطنية‬

‫فالحكمانية الالمركزية الجيدة تتضمن اآلليات والعمليات التي تساعد المجتمع إلنجاز‬

‫تنمية مستدامة على مستوى الناس بشكل أكبر‪ ،‬كما أن الحكمانية الجيدة تتضمن‬

‫األنماط واإلجراءات التي تسمح للمجتمع لينجز على المستوى شبه الوطني والمحلي‬

‫األهداف التي تعمل على تقليص حدة الفقر‪ ،‬إدامة الحياة الكريمة في األحياء‬

‫السكانية‪ ،‬إحياء البيئة والمساواة بين األجناس‪ ،‬لذا يصبح لزاما عند تعميم سياسات‬

‫وبرامج الحكمانية الالمركزية أن تعكس تلك األهداف البعيدة المدى على اآلليات‬

‫والتي يتم إقتراحها على المستويات الحوكمة والمحلية‪.‬‬

‫‪ ‬من بين االتجاهات الجديدة الجديدة للحكم المحلي تحويل القوة السياسية إلى‬

‫الوحدات المحلية بين الحكومات‪ ،‬أصبح الناس أكثر اهتماما بالمشاركة برسم‬

‫السياسات واتخاذ الق اررات‪( ،‬والضرائب التي يقدمونها أن تكون متساوية للخدمة‬

‫التي يتلقونها)‪.‬‬

‫‪ ‬الحكمانية الالمركزية (المحلية) والتي تعني إعادة هيكلة أو تنظيم السلطة بحيث‬

‫يكون هناك نظام "المشاركة في المسؤولية" بين مؤسسات الحكمانية على‬

‫المستويات المركزية اإلقليمية والمحلية وفقا لمبدأ التبعية‪ ،‬وهذا يعني زيادة مستوى‬

‫‪22‬‬
‫الفعالية والجودة لنظام الحكمانية بشكل عام‪ ،‬مع زيادة السلطة والقدرات‬

‫للمستويات المتفرعة والتابعة للمستوى الوطني‪.‬‬

‫‪ ‬إن تحسين الحكمانية ال يتطلب تقوية الحكومات المركزية والمحلية فقطـ‪ ،‬بل‬

‫يتطلب أيضا إدماج عناصر أخرى من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع‬

‫الخاص كمشاركين مع الحكومات على كافة المستويات‪ ،‬لذا دور الحكومة‬

‫المركزية يصبح مجرد الميسر أو المسهل والقوة المحفزة لتمكين التجديد في‬

‫المشاركة بالمسؤوليات وخلق البيئات الممكنة‪.‬‬

‫وفي هذا الشأن يقول «شابيرشيما» ال مركزية السلطات والوظائف الرئيسية للحكومة‬

‫من المركز إلى المناطق‪ ،‬والمقاطعات والبلديات‪ ،‬واألحياء المحلية‪ ،‬يعتبر آلية فعالة‬

‫لتمكين الجمهور من المشاركة في الحكمانية ‪ ....‬ولهذا يعتبر عامال أساسيا في‬

‫تقرير ما إذا كانت األمة قادرة على خلق وادامة الفرص العادلة لجميع األفراء في‬

‫المجتمع‪.‬‬

‫مثال‪ :‬السويد‪ ،‬و‪.‬م‪.‬أ‪ ،‬الحكومات المحلية تلعب بها دور كبير‪.‬‬

‫السويد ‪ 0962‬بدأ أول تشريع للحكومة المحلية‪ %71 ،‬من نفقات القطاع العام للدولة‬

‫بأيدي الحكومات المحلية ومجالس األقاليم‪.‬‬

‫مكونات الحكمانية‪ :‬تتضمن الحكمانية ثالث ميادين رئيسية هي‪ :‬الحكومة‪ ،‬القطاع‬

‫الخاص‪ ،‬ومؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬وتتحدد أدوارها بما يلي‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ .2‬دور الحكومة‪ :‬تهيئ الحكومة البيئة السياسية والقانونية المناسبة فهي معنية‬

‫بوضع اإلطار العام القانوني والتشريعي ألنشطة القطاع العام والخاص على حد‬

‫سواء‪ ،‬والتأكيد على االستقرار والعدالة في السوق‪ ،‬االهتمام بالخدمات العامة التي‬

‫ال يقبل عليها القطاع الخاص‪.‬‬

‫إن الحكمانية الجيدة في هذا القرن تحتم على حكومات الدول المتقدمة والنامية على‬

‫حد سواء أن تعيد النظر في مفهوم دورها في األنشطة االقتصادية واالجتماعية‬

‫لمواجهة تحديات العصر‪.‬‬

‫‪ .0‬دور القطاع الخاص‪ :‬يمثل القطاع الخاص المورد الرئيسي للفرص التي تفتح‬

‫المجاالت االقتصادية لتشغيل األيدي العاملة‪ ،‬كما بإمكان الحكومة تقوية وتطوير‬

‫القطاع الخاص من خالل إتباع اآلليات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬خلق البيئة االقتصادية المستقرة‪.‬‬

‫‪ ‬إدامة التنافسية في األسواق‪.‬‬

‫‪ ‬تعزيز المشاريع التي تؤدي إلى خلق الفرص الجديدة للعمل‪.‬‬

‫‪ ‬تنفيذ القوانين وااللتزام بها‪.‬‬

‫‪ ‬التحفيز لتنفيذ الموارد البشرية‪.‬‬

‫‪ ‬المحافظة على البيئة والموارد البشرية‪.‬‬

‫‪ .1‬دور مؤسسات المجتمع المدني‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ ‬التأثير على السياسات العامة من خالل تعبئة جهود قطاعات من المواطنين‬

‫وحملها على المشاركة في الشؤون العامة‪.‬‬

‫‪ ‬تعميق المسائلة والشفافية بنشر المعلومات على نطاق واسع‪.‬‬

‫‪ ‬العمل على تحقيق المساواة أمام القانون وحماية المواطنين من تعسف‬

‫السلطة‪.‬‬

‫‪ ‬تربية المواطنين على ثقافة مفهوم الديمقراطية والحكم المحلي‪ ،‬من خالل‬

‫إكساب أعضائها قيم التحاور‪ ،‬والمشاركة في االنتخابات والتعبير الحر عن‬

‫الرأي‪.‬‬

‫رؤية مقترحة لتفعيل الالمركزية والحكم المحلي‪:‬‬

‫‪ .2‬تطوير الوضع الدستوري لالمركزية المحلية‪:‬‬

‫أن ال تكون المحليات فرعا من فروع السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الوحدات المحلية‪:‬‬

‫‪ -‬في الدستور يجب أن يكون باب مستقل يسمى الحكم المحلي‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة األخذ في االعتبار عند إنشاء ودمج وتعديل حدود الوحدات المحلية ما‬

‫يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الظروف السياسية‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية والتاريخية والثقافية للمنطقة‪.‬‬

‫‪ ‬رأي السكان أو المواطنين المقيمين في الوحدة المحلية عن طريق االستفتاء‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ ‬إضفاء الشخصية القانونية على الوحدات المحلية‪.‬‬

‫‪ ‬إعطاء العاصمة وبعض المدن وضعا خاصا‪.‬‬

‫‪ ‬النص على أن الحكم المحلي حق للمواطنين في مجتمعاتهم المحلية يمارسونه‬

‫من خالل مجالس محلية منتخبة واالستفتاءات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أساليب ممارسة الحكم المحلي‪:‬‬

‫‪ .2‬أن تكون مجالس محلية منتخبة تمثل المواطنين من خالل االنتخاب الفردي‬

‫المباشر أو عن طريق القائمة النسبية‪ ،‬وتحديد شروط الشرح والتصويت في‬

‫الدستور‪.‬‬

‫‪ .0‬علنية جلسات المجالس المحلية وموازناتها وحساباتها‪ ،‬باستثناء الحاالت التي‬

‫توافق المجالس على جعلها سرية‪.‬‬

‫‪ .1‬أسلوب اختيار الرئيس التنفيذي‪ ،‬سواء من خالل المواطنين مباشرة أو المجلس‬

‫المحلي أو التعيين عن طريق الحكومة المركزية‪.‬‬

‫‪ .4‬االستفتاء المحلي كآلية إلشراك المواطنين في الحكم المحلي وصنع القار في‬

‫إدارة شؤونهم المحلية واعطاء القانون الحق في تحديد آليات أخرى إلشراك‬

‫المواطنين‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ثالثا‪ :‬اختصاصات الوحدات المحلية‪:‬‬

‫‪ .2‬اختصاص الوحدات المحلية بكل ما يدخل في إطار شؤونها الداخلية أو‬

‫المحلية‪.‬‬

‫‪ .0‬أن يتم حل وتنظيم جميع القضايا المحلية عن طريق الحكم المحلي والتوسع‬

‫في صالحيات واختصاصات الوحدات المحلية‪.‬‬

‫‪ .1‬حق المجالس المحلية في ممارسة صالحيات تشريعية وفي تقديم مشروعات‬

‫وقوانين للبرلمان‪.‬‬

‫‪ .4‬جواز الحكومة المركزية بتفويض بعض اختصاصاتها للمجالس والوحدات‬

‫المحلية على أن تتحمل األولى نفقات ذلك‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التمويل الذاتي‪:‬‬

‫‪ .2‬ضرورة تحقيق االستقالل المالي للوحدات المحلية‪.‬‬

‫‪ .0‬إعطاء نسبة من إيرادات الموازنة العامة للوحدات المحلية‪ ،‬وأن يكون لها‬

‫نصيب عادل من الضرائب القومية‪.‬‬

‫‪ .1‬عدم جواز اللجوء إلى االقتراض كوسيلة لتمويل االستثمارات‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬عالقات الوحدات المحلية‪:‬‬

‫‪ .2‬خضوع الق اررات المحلية وممارسات الحكم المحلي للرقابة القضائية والتشريعية‬

‫والمراجعة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ .0‬وضع آليات من خالل القانون لتسوية الخالفات بين الحكومة المركزية والوحدات‬

‫المحلية والتوفيق بين الوحدات المحلية وبين بعضها البعض‪.‬‬

‫‪ .1‬حق المجالس المحلية في تشكيل االتحادات والمؤسسات المشتركة فيما بينها‪.‬‬

‫‪ .4‬إعادة النظر في المستويات المحلية؛‬

‫‪ .5‬تطوير نظام العضوية في المجالس الشعبية المحلية من خالل ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أسلوب اختيار أعضاء المجالس الشعبية‪:‬‬

‫(االنتخابات أو القائمة النسبية)‬

‫ثانيا‪ :‬العضوية‪ ،‬المكافآت‪ ،‬الحصانة‪:‬‬

‫‪ ‬تحديد مكافآت ثابتة للمجالس المحلية المنتخبة‪.‬‬

‫‪ ‬أن يتم استئذان المجلس الشعبي المحلي‪ ،‬والحصول على موافقة قبل مباشرة‬

‫التحقق من أي من أعضائه العاملين بالجهاز اإلداري للدولة‪.‬‬

‫‪ ‬يقترح منح أعضاء المجلس الشعبي المحلي حصانة إدارية (وليس جنائية)‬

‫لتمكينهم من مراقبة األجهزة التنفيذية دون خشية المالحقة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬لجان المجالس الشعبية المحلية‪:‬‬

‫السماح بعقد جلسات استماع‪ ،‬إنشاء لجان تقصي الحقائق‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬مداخل تحسين االداء في االتجاهات الجديدة للحكم‬
‫المحلي‪:‬‬

‫‪ .2‬ضرورة التفرقة بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة‬

‫‪ .0‬الحكم الذي ينقصه اإلطار القانوني‪ ،‬التركيز على المدخل القانوني‬

‫واصالحه‬

‫‪ .1‬عدم هدر الموارد العامة وابعاد المعوقات القانونية واإلجرائية أمام‬

‫االستثمار المحلي‬

‫‪ .4‬شفافية المعلومات لصنع السياسات العامة واتخاذ القرار بشكل‬

‫دقيق‬

‫معايير الحكم المحلي الجديد‪:‬‬

‫‪ ‬أداء العمل في ظل سير رقابة ديمقراطية‬

‫‪ ‬التوجه إلى المواطن‬

‫‪ ‬الرقابة ورفع التقارير‬

‫‪ ‬أن يتوفر لدى السلطة المحلية نمط إداري تعاوني ونظام مسار‬

‫وظيفي يركز على األداء‬

‫‪29‬‬
‫‪ ‬القدرة على االبتكار والتطوير في ظل المنافسة‬

‫‪ ‬لم تعد الدولة هي الفاعل الرئيسي في صنع وتنفيذ السياسات العامة‪ ،‬بل‬

‫أصبح هناك فاعلون آخرون مثل المنظمات‪ ،‬المؤسسات الدولية والقطاع‬

‫الخاص‪ ،‬ومؤسسات المجتمع المدني‬

‫‪ ‬والحوكمة المحلية الراشدة هي استخدام سلطة السياسة وممارسة الرقابة‬

‫على المجتمع المحلي‪ ،‬من أجل تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‬

‫‪ ‬يوضح إعالن صادر عن مؤتمر االتحاد الدولي إلدارة المدن الذي عقد‬

‫في صوفيا سنة ‪. 0996‬‬

‫عناصر الحوكمة المحلية الرشيدة ‪:‬‬

‫أ‪ .‬نقل مسؤولية األنشطة العامة المالئمة إلى المستويات المحلية‬

‫المختلفة بموجب القانون‬

‫ب‪ .‬الالمركزية المالية‬

‫ت‪ .‬مشاركة حقيقة للمواطن في صنع القرار المحلي‬

‫ث‪ .‬تهيئة الظروف التي من شأنها خصخصة االقتصاد المحلي‬

‫‪31‬‬
‫وتتسم الحوكمة المحلية الرشيدة بما يلي‪:‬‬

‫‪ .2‬المشاركة في عمليات صنع الق اررات‬

‫‪ .0‬المسائلة‪ :‬يخضع صانع القرار في األجهزة المحلية لمساءلة‬

‫المواطنين واألطراف األخرى ذات العالقة‬

‫‪ .1‬الشرعية‪ :‬قبول المواطن المحلي لسلطة هؤالء الذين يحوزون القوة‬

‫داخل المجتمع‬

‫‪ .4‬الكفاءة والفعالية‪ :‬قدرة األجهزة المحلية على تحويل الموارد إلى برامج‬

‫وخطط ومشاريع‬

‫‪ .5‬الشفافية‪ :‬سهولة الحصول على المعلومات‬

‫‪ .6‬االستجابة‪ :‬ترتبط االستجابة بدرجة المساءلة التي تستند بدورها على‬

‫درجة الشفافية وتوافر الثقة بين األجهزة المحلية والمواطن المحلي‪.‬‬

‫المداخل النظرية للتوجه للحكم المحلي‪:‬‬

‫مداخل نظرية‪:‬‬

‫‪ .2‬اإلصالح القانوني‪ :‬بناء على تقرير األمم المتحدة للمنتدى العالمي حول‬

‫"الممارسات والسياسات الجديدة في الحكمانية المحلية" بأن التجارب‬

‫‪30‬‬
‫والممارسات الحديثة على المستوى المحلي تنطوي على ضرورة إدخال‬

‫إصالحات جديدة لإلدارة المحلية واإلدارة العامة بشكل عام‪.‬‬

‫‪ ‬إدخال اإلصالحات الجوهرية للتقليل من حدة سلبيات البيروقراطية‬

‫المعروفة (ضياع الموارد‪ ،‬الجهود‪ ،‬اإلجراءات المعقدة‪ ،‬تضارب وتداخل‬

‫الوظائف‪ ،‬مركزية اتخاذ الق اررات‪ ،‬تقسيم السلطات‪ ،‬عدم وضوح معايير‬

‫ومقاييس األداء وعدم توفير المعلومات)‪.‬‬

‫‪ ‬يتضمن هذا الدور من اإلصالح التركيز على عملية تحديث اإلدارة‬

‫العامة بشكل أكثر عمومية ليتم التحول إلى إدارة تركز على اإلجراءات‬

‫إلى إدارة تركز على النتائج‪.‬‬

‫‪ ‬شمول التغيير في السلوكيات واالتجاهات والثقافات في الحكومة بحيث‬

‫يصبح التحسين المستمر لدى كل فرد أو مواطن محلي يسعى لتحسين‬

‫مستوى الخدمات‪.‬‬

‫‪ ‬يجب أن يكون اإلصالح على المستوى الهيكلي المؤسس‪ ،‬وهنا يجب‬

‫التركيز على مناهج اإلدارة بالنتائج بتقليد أنماط ونماذج القطاع الخاص‬

‫والتي تحث على التنافسية في تقديم تلك الخدمات بمعنى‪ :‬خلق روح‬

‫‪32‬‬
‫إدارة األعمال في عمل الحكومة المحلية كالوعي واالهتمام بالكلفة‪،‬‬

‫المسائلة المالية في المؤسسات‪ ،‬التنافس‪ ،‬وفي هذا الصدد يشير تقرير‬

‫األمم المتحدة للتجربة السويدية باستخدامها أسلوب اإلدارة بالنتائج بنجاح‬

‫إلى جانب االلتزام بإدارة الجودة‪.‬‬

‫‪ ‬إشراك السياسيين والموظفين في البلديات في تصميم العمليات‪.‬‬

‫‪ ‬إلغاء وازالة التشريعيات القديمة‪.‬‬

‫‪ ‬تعتبر المركزية السلطات وتمكين الموظفين أم ار أساسيا‪.‬‬

‫ما يستفاد من هذه التجربة‪:‬‬

‫إن العديد من إدارات الحكومة المحلية محاطة ومقيدة بالعديد من العقبات‬

‫والصعوبات والنقص في اإلمكانيات المالية والبشرية والمؤسسة‪ ،‬ولنجاح‬

‫الحكم المحلي وتحقيق الحكمانية المحلية الجديدة فإن األمر يتطلب وجود‬

‫حكومات محلية قوية ماليا ومؤسساتيا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬اإلدارة المحلية اإللكترونية‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يعتبر التقدم العلمي في نظم وتكنولوجيا المعلومات أم ار الزما لتقدم السلطة‬

‫اإلدارية‪ ،‬وذلك إلشباع رغبات وحاجات المواطنين على النحو األمثل وحل جميع‬

‫مشكالتها اإلدارية‪.‬‬

‫إن التحول إلى نظام الحكومة االلكترونية يرتب بدوره إمكانية إدارة المرافق العامة‬

‫لهذا النظام التقني الحديث‪ ،‬بدال من إدارتها بالطرق التقليدية (التي تتسم ببطء في‬

‫اإلنجاز)‪ .‬اي تعني قيام تلك الحكومة أو اإلدارة بجميع األعمال الموكلة إليها عن‬

‫طريق اإلنترنت أو اإلنترانت‪ ،‬والبعض من أطلق عليها‪ :‬الحكومة الذكية أو حكومة‬

‫عصر المعلومات أو اإلدارة بغير أوراق‪.5‬‬

‫اوال ‪:‬التحول نحو الرقمنة في الحكم المحلي الجديد‪:‬‬

‫‪ ‬تقديم الخدمات العامة في صورة إلكترونية والتوسع في استخدام وتطبيق الحاسب‬

‫اآللي والتحكم في شبكة المعلومات (اإلنترنت)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلدارة المحلية‪ :‬هدفها االرتقاء بالخدمات العامة في تطبيق اإلدارة المحلية‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ ‬إن التحول من إدارة محلية تقليدية إلى إدارة محلية إلكترونية من الضروري إعداد‬

‫إدارة محلية سلبية وصالحة للتحول إلى إدارة إلكترونية (إصالح إداري جذري هذا‬

‫التوجه الجديد للحكم المحلي هو الذي بدوره يتطلب اإلصالح التشريعي معه)‪.‬‬

‫‪ ‬هدف اإلدارة العامة (المحلية) تقديم خدمات للجمهور وان كان ذلك في شكل‬

‫إلكتروني‪.‬‬

‫‪ ‬استخدام الشبكة العالمية (االنترنت) لتقديم المعلومات والخدمات الحكومية‬

‫للمواطنين‪.‬‬

‫‪ ‬رفع كفاءة أداء تلك األجهزة الحكومية وتحقيق الفعالية في التعامل‪.‬‬

‫‪ ‬تجميع المعلومات التي يطلبها المواطن من الحكومة بدال من ذهابه وعودته‬

‫بفضل إنجاز ما يريد في الحال عن طريق الكمبيوتر‪.‬‬

‫‪ ‬استخدام الحاسب اآللي وتكنولوجيا المعلومات في أداء الخدمات الجماهيرية‬

‫والحكومية عبر هذه األجهزة وتتعامل اإلدارة المحلية الجديدة مع المواطنين في‬

‫جميع الخدمات بشكل أيسر وأسرع للقضاء على البيروقراطية الحكومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف تطبيق اإلدارة المحلية االلكترونية‪:‬‬

‫‪ .2‬تقديم الخدمات للمواطنين المحليين‪:‬‬

‫سهولة حصول المواطن على خدمات سريعة وغير مكلفة من خالل الدخول على‬

‫الخط ‪ Online‬وليس الدخول في الصف ‪.Inline‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ .0‬توفير المعلومات للمواطنين المحليين‪:‬‬

‫تسع ى اإلدارة المحلية في العديد من الدول إلى توفير المعلومات للمواطنين‬

‫المحليين من خالل االستعانة بشبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫مثل وضع جدول أنشطة اإلدارة المحلية‪ ،‬محاضر االجتماعات والتشريعات‬

‫المحلية ومعلومات سياحية‪ ،‬جدول أعمال المجالس المحلية‪.‬‬

‫‪ .1‬تمكين المواطنين من الممارسة الديمقراطية‪:‬‬

‫ممارسة المواطنين حقوقهم الديمقراطية وأن يشاركوا في جميع القضايا المحلية‬

‫والمتمثلة فيما يلي‪ :‬الحمالت االنتخابية‪ ،‬تسجيل أصوات الناخبين‪ ،‬استطالع أراء‬

‫المواطنين‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ .4‬زيادة كفاءة الوحدات المحلية‪:‬‬

‫من خالل توفير الوقت وتخفيض الزمن النجاز المعامالت والخدمات‪ ،‬فضال عن‬

‫تخفيض التكلفة‪ ،‬انخفاض عدد الوثائق الورقية‪ ،‬شفافية األداء وتقلل من الفساد‬

‫اإلداري وتصبح جميع األعمال قابلة للمسائلة وللمراجعة من قبل طالب الخدمة‪.‬‬

‫‪ .5‬تحقيق اال تصال الفعال‪:‬‬

‫استخدام تكنولوجيا االتصاالت في الحكومات المحلية يسهل على الموظفين‬

‫اإلطالع على ما يجري من عمليات واجراءات في كل إدارة من إداراتها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬متطلبات تطبيق الحكم المحلي االلكتروني‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ .2‬تطوير التشريعات بما يتفق مع الحكومة االلكترونية‪:‬‬

‫ضرورة تطوير التشريعات واللوائح التنظيمية‪ ،‬بهدف تبسيطها وتوفيقها مع‬

‫متطلبات العمل االلكتروني من خالل شبكة اإلنترنت‪ ،‬مع ضرورة قبول مفاهيم‬

‫جديدة ال تستوعبها التشريعات الحالية مثل التوقيع االلكتروني على المستندات‬

‫وأهمية االعتراف به مع استخدام التقنيات التي تضمن حماية المعامالت‬

‫االلكترونية من التزوير والتالعب‪.‬‬

‫‪ .0‬التنسيق بين الجهات المشتركة في تقديم خدمة‪:‬‬

‫مثال إذا أراد مواطن أن يبني سكن‪ ،‬فمنح الترخيص بعد تقديم الطلب أن‬

‫يحصل على موافقة من عدة جهات مثل مديرية اإلسكان‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬المياه‪... ،‬‬

‫لكن بالتحول إلى اإلدارة المحلية االلكترونية هي تنسق عالقتها مع بعضها‪،‬‬

‫وجهة واحدة تتولى إلكترونيا إنهاء جميع المعامالت‪.‬‬

‫‪ .1‬تمكين المواطنين من التعامل مع اإلدارة المحلية االلكترونية‪:‬‬

‫أن يمتلك حاسبا آليا مع تطوير مناهج وتقنيات التعليم لتكوين الطالب تكوينا‬

‫يتفق ومعطيات العصر اإللكتروني‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الفرق بين الحكومة االلكترونية والكترونية الحكومة من جهة أخرى‬

‫‪37‬‬
‫مفهوم الحكومة االلكترونية ينصب على عمل الحكومة‪ ،‬كسلطة إدارة هدفها‬

‫إشباع الحاجات العامة من خالل إنشاء المرافق العامة‪ ،‬وادارة هذه المرافق وتنظيمها‬

‫في إطار ما يسمى بالضبط اإلداري وذلك عندما تستخدم الحكومة وسائل االتصال‬

‫االلكتروني إلشباع الحاجات العامة‪.‬‬

‫كما يفرق البعض بينهم بين ميكتة الحكومة‪ ،‬أي استخدامها للمعطيات واألدوات‬

‫التكنولوجية المتاحة من حاسب آلي وشبكات اتصال إنترنت‪ ،‬إنترانت‪ ،‬إكسترانت‬

‫وذلك لتقديم أعمال الحكومة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مجال ونطاق اإلدارة المحلية اال لكترونية‪:‬‬

‫يرى جانب من الفقه في أن مجال اإلدارة اإللكترونية محصور في نطاق محدد‬

‫وهو تقديم المعلومات والبيانات ذات الطابع الوظيفي والخدمي لجمهور المتعاملين‬

‫معها على شبكة اإلنترنت‪ ،‬دون أي تعارض مع إدارة اإلنسان ذاتها‪ ،‬لذلك على‬

‫الدولة‪ 38‬أن تكفل الحماية القانونية ووسائل األمان الالزمة‪ ،‬وأن توفر السرية التامة‬

‫لها بما يضمن للفرد الثقة الكاملة والحماية القانونية لبياناته المختلفة‪.‬‬

‫العلم اليوم اختصر الجهد والوقت‪.‬‬

‫‪ .2‬في نطاق التجارة االلكترونية‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫يقوم المتعاقدان بالتفاوض عن بعد‪ ،‬عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬ويطلع كالهما على‬

‫شروط اآلخر‪ ،‬في تمام التوافق على العقد وبنوده وشروطه‪ ،‬ويتم التوقيع عليه‬

‫بشكل إلكتروني‪ ،‬أو التسديد اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ .0‬وفي نطاق الحكومة االلكترونية‪:‬‬

‫فقد تحولت معظم المصارف العربية إلى الشكل االلكتروني في إنجاز معامالتها‬

‫المصرفية سواء تمثل ذلك في عمليات السحب أو اإلبداع أو صرف التحصيل‬

‫أو فتح االعتمادات‪ ،‬والسماح باالئتمان ألي من العمالء‪ ،‬فضال عن تحويالت‬

‫األموال داخل وخارج الدولة ويتم إنجاز هذه األعمال في سرية تامة‪.‬‬

‫‪ .1‬تقوم الجهات الحكومية في الوقت الحالي في اإلعالن عن الوظائف الشاغرة‬

‫لديها عن طريق شبكة اإلنترنت‪ ،‬وتتلقى طلبات التوظيف على موقعها‬

‫االلكتروني‪ ،‬وترد على العمالء بذات الطريقة‪ ،‬وأعمال المزايدات تتم في الوقت‬

‫الحالي عن طريق شبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫‪ .4‬في عمليات البنوك يمكن للمواطن القيام بعمليات السحب واإليداع والشراء وسداد‬

‫ثمن المشتريات عم طريق بطاقة االئتمان الصادرة له من البنك الخاص به‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬مبررات اإلدارة المحلية اإللكترونية‪:‬‬

‫‪ .2‬تحسين مستوى الخدمات‪ :‬يهدف نظام اإلدارة اإللكترونية إلى تقديم الخدمات إلى‬

‫الجمهور والعمالء وبمواصفات تتفق وجودة اإلدارة االلكترونية ذاتها‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ .0‬توفير الجهد والوقت والنفقات‪ :‬يمكن إنهاء الخدمة مع اإلدارة في ثوان أو دقائق‬

‫معدودة منذ الدخول إلى شبكة اإلنترنت حيث يدخل الفرد على الخط مباشرة وال‬

‫يقف في الصف انتظا ار لدوره‪.‬‬

‫‪ .1‬القضاء على بيروقراطية العمل اإلداري‪ :‬يمكن لإلدارة المحلية اإللكترونية أن‬

‫تخلصنا من أمراض مزمنة عديدة في معامالت اإلدارة‪ ،‬مثل القضاء على كمية‬

‫النماذج الورقية غير العادية المتداولة‪.‬‬

‫‪ .4‬الشفافية والوضوح اإلداري‪ :‬يحقق نظام اإلدارة االلكترونية الشفافية الكاملة لجهة‬

‫اإلدارة المذكورة‪ ،‬وذلك من خالل اإلتاحة الكاملة والمتساوية لكافة المعلومات‬

‫المرتبطة بالق اررات واإلجراءات الحكومية لكافة المؤسسات وكذلك المواطنين‪.‬‬

‫وأن الشفافية والوضوح يتحقق في ظل نظام اإلدارة المحلية االلكترونية‪.‬‬

‫سابعا ‪:‬عناصر ومتطلبات اإلدارة االلكترونية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تأهيل وتدريب العناصر البشرية في اإلدارة االلكترونية‪:‬‬

‫‪ ‬االهتمام بالعنصر البشري يجب أن يتجاوز مرحلة االختبار والتدريب إلى وجود‬

‫مراكز أبحاث متخصصة تسهم في سد فجوة نقص المعلومات‪ ،‬وذلك لقدرتها على‬

‫إذكاء جيل مثقف يستنذ على بحوث مجال تقنية المعلومات لتسهل على العنصر‬

‫البشري القدرة على اتخاذ القرار المناسب‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ ‬هناك فئة من موظفي الشبكات يقومون بصياغة الحاسب اآللي حتى يمكن‬

‫لإلدارة االلكترونية تنفيذ الواجبات المنوطة بها على الوجه األكمل‪ ،‬وفي المقابل‬

‫هماك موظفي التأمين والحماية والذين ينحصر دورهم في حماية وتأمين نظم‬

‫المعلومات والشبكات ضد (الهاكرز) ومجرمي المعلوماتية المتخصصين في‬

‫اختراق الشبكات وسرقة المعلومات أو إتالفها أو التزوير والتالعب بها‪.‬‬

‫‪ ‬المستقبل لن تكون هناك وظيفة ألمي في مجال الحاسب اآللي والشبكات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البنية األساسية االلكترونية‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة وجود أجهزة علمية متطورة وقد كثرت وتنوعت في السنوات األخيرة‪ ،‬ال‬

‫يتصور نظام إدارة إلكترونية دون توفير الحواسيب اآللية في الوقت الحالي وما‬

‫تحتوي عليه من محطات عمل‪ ،‬وكذلك البرمجيات والشبكات المحلية والشبكات‬

‫واسعة النطاق‪.‬‬

‫‪ ‬استخدام اإلنترنت من الركائز األساسية التي تقوم عليها اإلدارة االلكترونية‪،‬‬

‫كلها ثم التوسع في استخدامه كلما سهلت مهمة اإلدارة االلكترونية (الهاتف‬

‫الثابت والمحمول والفاكس) سهل في عملية الحاسب والعمل االلكتروني‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬عوامل نجاح تطبيق الحوكمة المحلية اإللكترونية وعالقتها‬


‫بالقطاع الخاص ‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫يتجه العالم على نحو واسع لتطبيق الحكومة أو اإلدارة اإللكترونية حيث‬
‫ظهرت مسميات كثيرة كالحكم اإللكتروني والجمهور اإللكتروني والمعامالت‬
‫اإللكترونية‪ ،‬مما يصعب التعامل مع هذه المفاهيم في الدول العربية والدول األقل‬
‫استخداماً لإلنترنت‪،‬‬
‫أن الحكومة المحلية اإللكترونية في األساس هي عقد اجتماعي ثنائي التأثير‬
‫تشترك فيه الحكومة المحلية والجمهور‪ ،‬وفي هذا السياق ينبغي بذل الجهود لتطوير‬
‫عالقة الجمهور باإلنترنت وتطوير عالقة الحكومة المحلية بالشبكات العالمية‪ ،‬ولذلك‬
‫البد من توفر مجموعة من المتطلبات إلنجاح تطبيق الحكومة المحلية اإللكترونية‬
‫في الدول العربية وهي كما يلي‬
‫_ وعي وثقافة جماهيرية وتقبل استخدام الحكومة المحلية اإللكترونية ‪.‬‬
‫_ توفير البنية التحتية الالزمة من تقنية وشبكات اتصال ونقل معلومات‪ ،‬وما‬
‫يتفرع عنها من مستلزمات‬
‫_تسهيل مهام الوظائف الحكومية المختلفة– ‪.‬‬
‫_توفير الخبرة من الموارد البشرية المؤهلة الستخدام تقنيات المعلومات‬
‫_ تمكين الوحدة المحلية من تسيير أعمالها إلكترونياً باستخدام شبكة اإلنترنت‬
‫االتصال بالجمهور والموردين وغيرهم‪.‬‬
‫_ مرونة الهياكل التنظيمية ومالءمتها لمهام ومسؤوليات الحكومة المحلية‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫‪-‬المحافظة على خصوصية المواطن وذلك لضمان ثقة الجمهور في الحكومة‬
‫المحلية اإللكترونية واإلقبال على التعامل معها وهو األمر الذي يتطلب وضع‬
‫تشريعات واضحة لحفظ خصوصية الملفات وما يتعلق بتحديد كيفية استخدام‬
‫المعلومات عن طريق اإلنترنت‪.‬‬

‫_تمكين المواطن من الوصول إلى الموقع على اإلنترنت بسهولة ويسر فضالً‬
‫عن مواقع جديدة وكافية على الشبكة ‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫عاش ار ‪:‬إصالح اإلدارة المحلية من اجل حكم محلي راشد‪:‬‬

‫إن إصالح اإلدارة المحلية وتأهيلها من أجل أن تصبح قادرة على تلبية‬
‫المطالب المجتمعية المتزايدة‪ ،‬تعد من العوامل التي تبرز ضرورة اإلسراع‬
‫بإصـالحات‪ ،‬إصـالح مـن شـأنه أن يمكنها من التطور وتحقيق التنمية على المستوى‬
‫المحلي ويجعلها تساير واقع التحوالت الكبرى التي يعيشها العالم علـى كافة‬
‫األصعدة‪ ،‬ومن أهمها مكافحة الفساد اإلداري وتأهيل اإلدارة المحلية وآليات تحقيق‬
‫الحكم الراشد فيها‪:‬‬

‫‪ .0‬محاربة الفساد اإلداري‪ :‬يعد الفساد اإلداري أهم آفة يجب‬


‫مكافحتها لنجاح اإلصالح‪ ،‬التي أضحت ظاهرة معقـدة تغلغلـت في كافـة‬
‫جوانـب الحيـاة‪ ،‬لـذا يجـب تبــني إسـتراتيجية تقـوم علـى الشــمولية والتكامـل‬
‫للتقليـل مـن فــرص ومجـاالت وجـوده‪ ،‬وتعزيـز فــرص إكتشافه عند حدوثه‪،‬‬
‫ووضع العقوبات الرادعة بحق مقترفيه‪ ،‬لذا البد أن تتوفر النقاط التالية‪:‬‬
‫اإلصالح اإلداري‪ :‬من أجل إصالح اإلدارة المحلية والتقليص من مظاهر‬
‫الفساد فيها‪ ،‬يجب أن ال يتم التعامـل مـع موضـوع فسـاد األجهـزة اإلداريـة‬
‫المحليـة‪ ،‬بصـورة رد فعـل‪ ،‬وانمـا يجـب التعامـل بموضـوعية لمعالجـة أسـباب‬
‫وعوامـل تفشـي ظـاهرة فسـاد األجهـزة اإلداريـة بغيــة الوصـول إلى ترشـيد‬
‫سـلوك قادر على بث الثقـة لـدى المـواطنين فيهـا‪ ،‬وبالتــالي مواجهـة الفسـاد‬
‫بالحصـانة والرقابـة الداخليـة قبـل الخارجيـة‪ ،‬فكلمـا كانـت أسـباب الفسـاد كبـيرة‬
‫ومتباينـة‪ ،‬فـإن وسـائل مواجهتـه وعالجـه هـي األخـرى كثـيرة ومتباينـة‪ ،‬لـذا‬
‫يمكـن القـول أن الحكـم ال ارشـد يتواجـد عنـد وجـود الحوكمـة الجيـدة‪ ،‬الشـيء‬
‫الـذي يشـجع ويزيـد مـن فعاليـة إسـتخدام المـوارد المحليـة بشـكل أفضـل‪ ،‬كمـا‬

‫‪43‬‬
‫يسـاهم في ضـمان المزيـد مـن التنميـة اإلقتصادية‪ ،‬وتساعد الشفافية والوضوح‬
‫على عدم هدر األموال العموميـة واسـاءة إسـتخدامها‪ ،‬إذن صـالح الحكـم هـو‬
‫لب التنمية الدولية والمحلية أصــبح الجهــاز اإلداري المحلي يواجــه الكثــير‬
‫مــن المشــكالت التخطيطيــة والتنظيميــة والتنفيذيــة نتيجــة تضــاعف‬
‫المؤسسات العامة وعدد الوظائف والموظفين‪ ،‬مما جعله غير قادر على‬
‫تلبية مستلزمات التطور الجديد ومتطلبات التنمية اإلقتصادية‪ ،‬ومن عوامل‬
‫اإلصالح‪:‬‬
‫إنتشار الفساد والفوضى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تراجع المستوى المعيشي للمواطنين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تدني كفاءة االقتصاد عن المنافسة الخارجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قصور األداء الحكومي من تحديث اإلدارة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ولمكافحة الفساد يجب‪:‬‬

‫‪ ‬الشفافية والعالنية في عمل مؤسسات الدولة‪.‬‬


‫المساءلة القانونية الصارمة للقائمين على إدارة شؤون الدولة والنزاهة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لكن هذا اإلصالح يواجه عدة معوقات منها‬

‫‪ ‬التشريعات قديمة‪ ،‬لذا البد من إصدار قوانين جديدة تساير التطورات‬


‫العالمية‪.‬‬
‫‪ ‬إنتشار الفساد األخالقي واإلداري الذي يسبب عدم ربط األجور بالجهد‬
‫المبذول اإلصالح‪.‬‬
‫عدم توفير الموارد المالية الضرورية وكذا عدم تشخيص أولويات العمل‬ ‫‪‬‬
‫التنموية بدقة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ ‬فقدان اإلبتكار والقيادات اإلدارية المؤهلة‪ ،‬وعدم وجود خطط شمولية مع‬
‫تفشي ظاهرة البيروقراطية‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف وعي الموظفين وعدم حسن إستغالل ذوي الخبرات والعقول‬
‫باإلضاقة إلى كل هـذه المعوقـات هنـاك أخـرى متعلقـة باألسـلوب‬
‫العملـي المتبـع في اإلدارة مـن خـالل ضـعف العالقـات العامـة واإلتصـال وضـعف‬
‫الرقابـة وعـدم فعاليتهـا وكـذا ضـعف أنظمـة الحـوافز‪ ،‬إذا البـد علـى القطـاع العـام أن‬
‫يهـتم أوال وأخـي ار ببنـاء البنيـة التحتيـة القويـة الـتي تسـتقطب اإلسـتثمارات وتـدفع النمـو‬
‫عـبر التخلـي عـن التخطـيط المركـزي ونبـذ اإلحتكارية والتوقف عن التوسع الفوضوي‬
‫واإلهتمام بالنوعية ال الكمية موضحة كما يلي‪:‬‬

‫بناء البنية التحتية األساسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫إرساء قواعد اإلقتصاد المعرفي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع أحدث المعايير القياسية لإلدارة واألداء والجودة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االبتعاد عن المشاريع االقتصادية العادية‬ ‫‪-‬‬
‫نبذ اإلحتكار وتشجيع المنافسة‬ ‫‪-‬‬
‫الشفافية والمسألة ‪ :‬مـن أجـل مواجهـة الفسـاد اإلداري وعالجـه في اإلدارة‬
‫المحليـة البـد مـن العمـل باإلتجـاه الـذي يحقـق الشـفافية والن ازهـة والمسـاءلة‬
‫فغيــاب الشـفافية في المجتمعــات المحليــة يزيـد مــن تفــاقم الفسـاد فيهــا‪،‬‬
‫ويــؤدي إلى تفشـي الظ ـواهر الســلبية‪ ،‬فالشــفافية هــي بمثابــة قنــاة مفتوحــة‬
‫لإلتصــال بــين أصــحاب المصــلحة والمســؤولية‪ ،‬فهــي تمثــل أداة هامــة‬
‫ناجعــة لمحاربــة الفسـاد‪ ،‬حيـث يتطلـب الكشـف عـن مختلـف القـوانين والقواعـد‬
‫واألنظمـة والتعليمـات والمعـايير واآلليـات بشـكل عـام لإلقـرار عمليـا بالمسـاءلة‬
‫والمحاسـبة في حالـة عـدم إحـترام تلـك اآلليـات والقواعـد‪ ،‬كمـا عرفهـا صـندوق‬
‫‪45‬‬
‫النقـد الـدولي بأنهـا إطــالع الجمهــور علــى هيكــل القطــاع ووظائفــه الــتي‬
‫تســتند إليهــا السياســات الماليــة العامــة‪ ،‬حســابات القط ـاع العــام والتوقعات‬
‫الخاصة بالمالية العامة أي هي اإلفصاح عن نشاطات واجراءات وأهداف‬
‫ونتائج القطاع الحكومي‬
‫أما المساءلة فهي حق من حقوق المواطنين تجاه السلطة‪ ،‬خاصة حقهم في‬
‫اإلطالع على عمل السلطة التي إنتخبوها‪ ،‬كمـا تعـرف أنهـا قـدرة الدولـة علـى‬
‫محاسـبة األ شـخاص الـذين عهـدت إلـيهم بالوظـائف حالـة قصـورهم لوظـائفهم‪ ،‬أو‬
‫محاسبة المسؤول عن أعمال قام بها موظفون هـم تحـت مسـؤوليته‪ ،‬لـذا البـد مـن‬
‫تشـخيص وتحديـد األشـخاص المنحـرفين وكشـف المنظومـات الفاسـدة داخـل الجهـاز‬
‫اإلداري مـن خــالل إنشـاء األجهـزة الرقابيـة الالزمـة والقـادرة علـى كشــف اإلنح ارفـات‬
‫والممارسـات الالأخالقيـة داخـل الجهـاز اإلداري مـع فـرض العقوبـات علـى المنحـرفين‬
‫ليكونـوا عـبرة لآلخـرين‪ ،‬لهذا نجد الشفافية وسيلة من الوسـائل الـتي تسـاعد في عمليـة‬
‫المحاسـبة(المسـاءلة)‪ ،‬ألن هـذه األخـيرة ال تـتم بصـورة جيـدة وفعالة دون ممارسة‬
‫الشفافية‪.‬‬

‫‪ .2‬تأهيل اإلدارة المحلية ‪ :‬إن مـن بـين المؤشـرات المعتمـدة في‬


‫تقيـيم مسـتوى تنميـة األمـم وقيـاس رخاءهـا‪ ،‬االعتمـاد علـى معيـار‬
‫العنصـر البشـري‪ ،‬فهـو يشـكل حجـر الزاويـة‪ ،‬والـركن األساسـي في التنميـة‬
‫المسـتديمة‪ ،‬فكث ـي ار مـن الشـعوب تتـوفر علـى كافـة مقومـات نجـاح الدولة‪،‬‬
‫مـن ثـروات طبيعيـة وموقـع جغـرافي وارث تـاريخي وحضـاري‪ ،‬غـير أنهـا‬
‫تصـنف ضـمن الـدول المتخلفـة والسـبب في ذلك تخلف مواردها السكانية‪،‬‬
‫لذا فجميع الدول تولي اهتمامها خاصة بالعنصر البشري وبتكوينه‬
‫وتأهيلـه حـتى يصـبح قاطرة التنمية ومحورها‬
‫‪46‬‬
‫إن النهـوض بـاإلدارة المحليـة وتأهيلهـا يفـرض القيـام بعـدة إصـالحات تمـس‬
‫مجموعـة مـن الجوانـب قصـد التسـيير الجيـد لـإلدارة والسـعي إلى تطوريهـا مـن خـالل‬
‫التأهيـل المـادي والمعنـوي للمـوارد البشـرية العاملـة بهـا‪ ،‬وجعلهـا أكثـر إسـتجابة‬
‫لمتطلبات هذه المسؤوليات‪ ،‬حيث يعتبر العنصـر البشـري أحـد أركـان اإلقتصـاد‬
‫الهامـة‪ ،‬كمـا يعتـبر التخطـيط لليـد العاملـة من أهم العوامل التي يجب مراعاتها عند‬
‫إعداد خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫إن هـذا االهتمـام مـن طـرف السـلطات العموميـة أدى بهـا إلى إبـداء نظـرة‬
‫جديـدة للتسـيير عـن طريـق تأهيـل مواردهـا البشرية وال سيما تكوين المنتخبين المحليين‬
‫بعقد دورات تكوينية (داخل وخارج الوطن)‪ ،‬وكذا االهتمام بالموظفين الذين يسـهرون‬
‫علـى تنفيـذ القـ اررات للجماعـات المحليـة‪ ،‬لهـذا تم توظيـف األطـر المتخصصـة في‬
‫بعـض الميـادين‪ ،‬كمـا عمـدت الدولة على إحداث التكوين واعادة التكوين‬

‫تأطير الموارد البشرية ومنح الحوافز‪ :‬يقصد بتأطير الموارد البشرية العاملة باإلدارة‬
‫المحلية‪ ،‬هو زيادة عملية المعرفة والمهارات والقدرات للقوى العاملة بغية رفع مسـتوى‬
‫الكفـاءات اإل نتاجيـة ألقصـى حـد ممكـن‪ ،‬ويتجلـى ذلـك في التكـوين والتكـوين المسـتمر‬
‫الـذي يعتـبر في عصـرنا الحاضر أحـد األعمـدة األساسـية في تنميـة القـدرات الذاتيـة‬
‫للمـوارد البشـرية العاملـة‪ ،‬باإلضـافة إلى التحفيـز الـذي يـؤدي حتما إلى تحقيـق‬
‫مردوديـة عاليـة والفعاليـة اإلداريـة المتوخـاة مـن المـوظفين العـاملين بهـا مـن أجـل‬
‫التعامـل الحسـن والفعـال‪ ،‬وكذا لتكوين ورسكلة وتحسين مستوي موظفيها قصد‬
‫اإلستجابة للمتطلبات الجديدة طموحا أعدت الو ازرة المعنية برنامجا لبرنامج عصرنة‬
‫اإلدارة وكذا تكوين المنتخبين المحلين ألداء مهامهم القانونية مع تحسين مستوى‬
‫إطـارات اإلدارات المحليـة ومستخدميها‪ ،‬فالتكوين يعد أداة أساسية لمواكبة التطورات‬

‫‪47‬‬
‫والتغيرات الهامة فيجعلهم في لب المستجدات التي يحفل بها المجال المحلي‪ ،‬لذا‬
‫يجب تزويد اإلدارة المحلية بمـوظفين أكفـاء في التقنيـات الحديثـة‪ ،‬سـعيا للتحسـين‬
‫والتطـوير لـذا يتطلـب هـذا النـوع مـن التكوين التوفير على البرامج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬برامج تنمية القدرات اإلدارية والتسييرية‪.‬‬
‫‪ -‬برامج اإلعالم واإلتصال والعالقات البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬تواجد خبراء واستراتيجيين في مجال التكوين‪.‬‬
‫‪ -‬مالءمة البرامج التكوينية مع المناصب المعروضة للتوظيف‪.‬‬
‫‪ -‬إدراج التكوين من ضمن األهداف اإلستراتيجية لإلدارة المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬إنجاز دورات تكوينية بعد إختيار المرشحين لها‪.‬‬
‫‪ -‬إنجاز دورات تدريبية مهنية قبل اإلندماج الكلي قي الوظيفة‪.‬‬
‫‪ -‬إنجاز أعمال تكوينية باقل عدد من المشاركين‪.‬‬
‫‪ -‬تزويد مصالح التكوين بمجموعة تقنية وادارية كافية‬
‫أما فيما يخص الحوافز فهي تعبر عن مجموع العوامل والمؤشرات التي‬
‫تدفع العامل أيا كـان موقعـه‪ ،‬نحـو بـدل جهـد أكـبر لهـا‪ ،‬لـذا تسـاهم الحـوافز في رفـع‬
‫مردوديـة اإلدارة لمـا لإلقبال عـن تنفيـذ مهامـه بجديـة وكفـاءة لرفـع مسـتوى العمـل كمـا‬
‫ونوع توفره لموظفيها مـن إطمئنـان علـى مسـتقبلهم‪ ،‬وتحسـين وضـعيتهم بتحسـن‬
‫ظـروفهم الماديـة والمعنويـة والـتي تسـاهم بـدورها في ضمان الفعالية واإلنتاجية لهذه‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫تقوية القدرات المادية والتنظيمية‪ :‬من أجل تأهيل قدرات اإلدارة المحلية سواء من‬
‫الناحيـة الماديـة بتـوفير ا لتجهيـزات الكافيـة الـتي تسـهل مختلـف العمليـات اإلدارية‪ ،‬أو‬
‫من الناحية التنظيمية بالبحث عن السبل إلعادة النظر ة في التنظيم الهيكلي الحـالي‬
‫فيحتـاج ذلـك إلى تظـافر جهود مختلف الفاعلين والمهتمين باإلدارة المحلية‪ ،‬فعصرنة‬
‫‪48‬‬
‫الهيكل التنظيمي يعد أحد العناصـر األس اسـية في تحقيـق فعاليـة النظـام المحلـي‪ ،‬ألنـه‬
‫يرسـم السياسـة الـتي تتبعهـا اإلدارة بغية القيام بمهامها علـى أكمـل وجـه‪ ،‬ومـن هنـا‬
‫تظهـر أهميتـه ودوره في تحقيـق األهـداف وتحديـد شـبكة العالقـات وتنسيق األنشطة‬
‫والعمليات اإلدارية‪ ،‬األمر الذي يتطلب وضع هياكل متطـورة تضـمن التغيـير‬
‫العقـالني والمالئـم للمهـام في إطار من التجانس واإلنفتـاح علـى المشـاكل الـتي تعرفهـا‬
‫اإلدارة‪ ،‬لهـذا وجـب وضـع تقنيـات ومعـايير موضـوعية لهيكلـة هذه اإلدارة‪.‬‬
‫أما فيما يخص التجهيزات المادية‪ ،‬فمن الضروري تـوفير الوسـائل الـتي تعمـل‬
‫ع لـى تحقيـق العديـد مـن أهـداف اإلصـالح الـتي تخـدم اإلدارة المحليـة بإ ازلـة مختلـف‬
‫العوائـق‪ ،‬ومـن ثم البـد مـن تـوافر شـروط ال ارحـة والهـدوء للمـوظفين لكـي يقومـوا‬
‫بواجباتهم المهنية على أحسن وجه‪.‬‬

‫‪ _1‬آليات تحقيق الحكم الراشد في اإلدارة المحليةااللكترونية ‪ :‬نظ اًر لألهميـة‬


‫المت ازيـدة خاصـة فيمـا يخـص ترشـيد الحكومـات‪ ،‬إذ يعـد في لقـد حضـي الحكـم‬
‫ال ارشـد باإلهتمـام المت ازيـد نظـ ار مفهومه العام عبارة عن مقارنة عصرية في وضع‬
‫القرار والتسيير الجيد بغية تحقيق التنمية بأبعادهـا السياسـية واإلقتصـادية‬
‫واإلجتماعية‪.‬‬
‫_ مفهوم الحكم الراشد ‪:‬يعني الصالح أو الرشيد أو الجيد‪ ،‬هو الحكم الذي‬
‫يوفر النزاهة أو المسألة بواسطة الناس ويضـمن إحـترام المصلحة العامة‪ ،‬إذ‬
‫يعد الحكم ال ارشـد آليـة فعالـة في الحـد مـن الفسـاد اإلداري في األجهـزة‬
‫الحكوميـة الـذي بـات ظـاهرة معقدة إستنبطت إهتمام العامة‪ ،‬حيث يرى‬
‫البعض من الباحثين أن الفساد اإلداري والحكم الـرديء همـا وجهـان لعملـة‬
‫واحدة‪ ،‬لذا وجب الحد منه‪ ،‬وذلك بوجود حكومة جيدة أو قيادة رشيدة مبادئهـا‬
‫حسـن التنظـيم واإلدارة الجيـدة‪ ،‬ومـن هـذا المنطلـق نجـد إخـتالف في مفهـوم‬
‫‪49‬‬
‫الحكامـة والحكومـة‪ ،‬فالحكومـة تشـير إلى المؤسسـات الرسميـة للدولـة والـتي‬
‫في ظلهـا تتخذ الق اررات في إطار إداري وقانوني محدد‪ ،‬في حين مفهوم‬
‫الحكامة يشمل على الحكومة باإلضافة إلى هيئـات أخـرى وخاصة لتحقيق‬
‫نتائج مرغوبة ‪.‬‬
‫يعتبر الحكم الراشد هو االستعمال الرشيد للوسائل البشرية والمالية بغية‬
‫تحقيق التنمية الوطنية والمحلية‪ ،‬أي هي مختلف اإلمكانات واآلليـات الـتي مـن‬
‫خاللهـا يمكـن للمنتخبـين المحليـين ترشـيد وعقلنـة تسـيير المـوارد البشـرية والماليـة‬
‫المحليـة بصـفة خاصة‪:‬‬
‫‪ -‬مرتكزات الحكم الراشد‪ :‬تتعارض مرتكزات الحكم الراشد تماما الفساد‬
‫اإل داري‪ ،‬ويهدف إلى تحقيق التنمية المحلية كونها الرابط األول ما بين‬
‫المواطن وصانع القرار‪ ،‬وهي القاعدة الرئيسية واألولى لعملية التنمية‪ ،‬لذا ال‬
‫بد من التركيز على دور الموظف اإلداري في تلبية متطلبات المواطنين‬
‫وتقديم خدمات تليق بمستوى متطلبات التنمية‪ ،‬لذا تعتمد مرتكزات الحكم‬
‫الراشد على ثالث نقاط أساسية هي‪:‬‬
‫‪ ‬وجود أزمة في طريقة الحكم‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور عجز وفشل األشكال التقليدية في األداء العمومي‪.‬‬
‫ظهور شكل جديد للحكم أكثر مواءمة للمعطيات الحالية إن الحكـم ال ارشـد ال يكـون‬

‫إال في كنـف السـلم اإلجتمـاعي واإلسـتقرار السياسـي وترقيـة حقـوق اإلنسـان وسـط‬

‫قـوة القانون‪ ،‬لهذا يعد من أهم المرتكزات التي تقـوم عليهـا األنظمـة السياسـية خاصـة‬

‫في ظـل التغـيرات مـن أجـل هـدف سـام أال وهو تحسين األداء وفعالية جميع‬

‫‪51‬‬
‫مكونات النظام السياسي‪ ،‬فمن أهم األزمات التي تعاني منها الجزائر مسألة الفساد‬

‫اإلداري والسياسي التي تعد من أهم معوقات التنمية عامة وفي الجزائر خاصة‪.‬‬

‫مثال عن اإلدارة المحلية اإللكترونية‪:‬‬

‫التحول الرقمي السطحي و العميق‪Digital Transformation :‬‬

‫التحول الرقمي‪ :‬الحكومة لها شكل معين‪ ،‬تتحول حين يصبح لها شكل معين (انتقال‬

‫من نموذج إلى نموذج) ليس تغير الذي يدفع عملية التحول‪ :‬هي التكنولوجيا‪،‬‬

‫االتصاالت ‪ ،DATA‬الذكاء االصطناعي‪ ،‬الواقع االفتراضي‪.‬‬

‫‪ ‬كيف يمكن دمجها في الحكومة من أجل أن تنافس‪.‬‬

‫مؤسسي‬
‫الزبائن‬ ‫تحول رقمي‬
‫حكومي‬ ‫‪‬‬
‫مواطنين‬

‫مجموعة متعددة من التحوالت يستدعي تحول تنظيميا وقد يستدعي تحوال في طريقة‬

‫التعامل مع الزبائن‪.‬‬

‫وقد يستدعي تحوال في طريقة اإلجراءات‪ ،‬العمليات‪ ،‬حتى يكون تحوال مجديا يجب‬

‫أن يكون بهذه الطريقة‪.‬‬

‫‪ ‬ليس كل الحكومات قادرة على هذا التحول‪.‬‬

‫‪ ‬يجب أن يكون عميقا في ثقافة المواطن‪ ،‬المنظمة وليس سطحيا‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ ‬الدفعات اإللكترونية‪ ،‬التحول اإللكتروني‪ ،‬تسهيل خدمات المواطن مع الحكومة‬

‫تنقل خدمات المواطن على الموبايل وتسهل له إجراءاته‪.‬‬

‫‪ ‬الحكومة لها إستراتيجية حين تصنع التحول الرقمي‪.‬‬

‫سنغافورة‪ :‬تحول في القلب (النخاع)‪ ،‬ثقافة المؤسسة والحكومة هل تشجع على‬

‫التحول الرقمي‪ ،‬ليس فقط تحول سطحي فقط‪.‬‬

‫‪ ‬أي تحديث أو تحول يترك مقاومة من قبل المواطنين واألفراد‪ ،‬كب تطوير يواجه‬

‫مقاومة يشعر المواطن بتهديد وظيفته‪.‬‬

‫أول شيء‪:‬‬

‫‪ -0‬توعية بالرقمنة‪.‬‬

‫‪ -2‬إجراءات وخطوات آلية (الهوية‪ ،‬جواز السفر‪ ،.... ،‬بشرية يدوية‪ ،‬مستحقات‬

‫ضريبية)‪.‬‬

‫إعادة هندسة اإلجراءات بعملية بتوافق مع التكنولوجيا التي أقوم بها بعمق‬

‫المؤسسة أو الحكومة‪.‬‬

‫‪ -3‬التحول على مستوى القوى العاملة‪.‬‬

‫‪ DATA -4‬البيانات واألرقام ماهي إستراتيجيات الحكومة لالستفادة من الدلتا‬

‫‪( DATA‬تدخل الذكاء االصطناعي)‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫التحول الرقمي من الداخل‪ :‬يجب أن يكون القائد الحكومي مقتنع بهذا التحول‬

‫وله آفاق التكنولوجيا في المستقبل (ناجح)‪.‬‬

‫إستراتيجيات نجاح الحكومة اإل لكترونية‪:‬‬

‫لنجاح الحكومة اإللكترونية في التبسيط لشرائح المجتمع لذا يجب احتواء المجتمع‬

‫(الدكتور‪ ،‬الطبيب‪ ،‬النجار‪ ،‬ربة البيت‪ ).... ،‬قوقل الواجهات المبسط‬

‫(ميكروسوفت) يبعد التعقيدات على المستخدم‪.‬‬

‫‪.2‬التخطيط واإلدارة‪( :‬فريق قيادي)‪.‬‬

‫‪.0‬هيئة لتطوير الحكومة اإللكترونية (شق تنظيمي) استشارية عملية التحول مكلفة‬

‫على المستوى المالي والمادي (مقاومة التغير)‪ ،‬حين ننتج يجب أن تنزل على‬

‫المستوى التنفيذي األفكار المبدعة‪.‬‬

‫‪.1‬المحتوى الحكومي (المعلومات‪ ،‬األخبار التي تنشرها الحكومة في تعارض بين‬

‫الو ازرات تختلف‪ ،‬الخطاب يختلف بين الو ازرات وغيرها (المطبخ الحكومي للتحول‪،‬‬

‫المحتوى التعريفي‪ ،‬المحتوى اإلعالمي (فعاليات الو ازرات‪ ،‬لقاءات‪،)..... ،‬‬

‫المحتوى الخدماتي‪ ،‬المحتوى اإلرشادي‪ ،‬المحتوى القطاعي‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬تنشيط‬

‫السياحة‪.)...،‬‬

‫‪.4‬الوصول للخدمة (االحتواء المجتمعي ليس فقط النخبة) نسبة المستخدمين من‬

‫الحكومة اإللكترونية من المواطنين يجب أن يكون كبير‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ .5‬التكنولوجيا والبنية التحتية (بنية تحتية إلكترونية) االنترنت المحلية داخلية مجانية‬

‫من المواطنين‪ ،‬مركز الداتا (الحوسبة السحابية)‪ ،‬خوارزميات (معلومات عامة ما فيها‬

‫حساسة)‪ ،‬الذكاء االصطناعي‪.‬‬

‫‪ .6‬المشاركة والتوعية‪ :‬حكومة إلكترونية مقتصرة على النخبة ما فيه حمالت‬

‫تبسيطية‪ ،‬حسية الفلسفة التقنية‪ ،‬عصر المعلومات ماهي الخدمات المتوفرة‪.‬‬

‫‪ .7‬حوكمة المعلومات والبيانات‪ :‬وكيف تتشفر مخزنة بطريقة معينة حتى الموظف‬

‫ليس له الحق في معرفة كل الداتا (الداتا ثورة القرن) كيف نحمي هذه الثورة‪ ،‬أمن‬

‫المعلومات‪ ،‬والحفاظ على خصوصية معلومات المواطن‪.‬‬

‫فوائد الحكومة اإللكترونية‪ :‬تعود على المواطن‪ ،‬الحكومة‪،‬رجال األعمال‪ ،‬الحكومة‬


‫حاليا يجب أن تكون رشيقة ليس جسم كبير وال تخدم المواطن‪.‬‬
‫فوائد للحكومة (فعالة)‬ ‫فوائد للمؤسسات‬ ‫فوائد للمواطن‬

‫‪ ‬حركة نقدية سريعة عبر‬ ‫‪ ‬دخل إلكتروني (دخل‪،‬‬ ‫عدم التقيد بالمكان والزمان‬ ‫‪‬‬
‫الدفع المسبق (تحسين‬ ‫ضرائب‪ ،‬قوى عاملة)‬ ‫قنوات اتصال متعددة (عبر‬ ‫‪‬‬
‫الخدمة‪ ،‬زيادة الدفع)‬ ‫‪ ‬المشاركة في سلسلة‬ ‫الجوال‪ ،‬مواقع انترنت‪ ،‬الروبوت‪،‬‬
‫‪ ‬تقليص عدد المكاتب‬ ‫التوريد للحكومة‬ ‫‪)...‬‬
‫الفعلية التي تستقبل‬ ‫(المؤسسات الصغيرة)‬ ‫ال حاجة إلى الواسطة والرشوة‬ ‫‪‬‬
‫الخدمات (المواطن أصبح‬ ‫‪ ‬تقديم خدمات تجارية‬ ‫محاربة الفساد‬ ‫‪‬‬
‫يتعامل عبر الخط‬ ‫مساعدة للخدمة‬
‫توفير المواصالت خدمة‬ ‫‪‬‬
‫‪)enligne‬‬ ‫الحكومية (بريد‪ ،‬شحن)‬
‫للمواطن‬
‫‪ ‬االستغناء عن الكثير من‬ ‫‪ ‬االستفادة من مشاريع‬
‫‪54‬‬
‫األوراق‬ ‫الفعالية التجارية‬ ‫االنتظار وزحمة االنتظار‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الحد من األخطاء اليدوية‬ ‫الحكومية (تنشيط‬ ‫تقديم الخدمة للمواطن‬ ‫‪‬‬


‫أثناء تنفيذ الخدمات‬ ‫اقتصاد المعرفة)‬
‫تترك المواطن يرتاح ويقضي‬ ‫‪‬‬
‫وقت مع عائلته‬

‫الحكومة اإللكترونية الناجحة تلتزم بهذه الخدمات من أجل أن يستفيد منها‬

‫المواطن‪.‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬صنع القرار المحلي في السياسة العامة المحلية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫تشير الالمركزية في مفهومها الواسع‪ ،‬إلى تحويل بعض مهام الحكومة‬

‫المركزية إلى وحدات أخرى قد تكون فروع الحكومة المركزية باألقاليم أو هيئات عامة‬

‫شبه مستقلة‪ ،‬وقد يتسع نطاق الالمركزية أو يضيق طبقا لقدر المهام التي يتم تحويلها‬

‫فقد يتضاءل هذا القرار إلى مجرد تخفيف بعض األعباء عن كاهل الحكومة‬

‫المركزية‪.‬‬

‫وقد يتسع ليشمل التخلي عن الكثير من المهام التي تدخل في صميم وظائف تلك‬

‫الحكومة‪.‬‬

‫ومجمل القول أن النظام المحلي في إطار غدارة شؤون الدولة والمجتمع يشير إلى‬

‫كيفية تقاسم القوة بين الحكومة والمجتمع في إطار نوعين من العالقات هما العالقات‬

‫األفقية بين السلطات المحلية والمجتمع المحلي والعالقات الرأسية بين المستويات‬

‫المحلية المختلفة وتحديد دور ووظيفة كل مستوى في إطار تنظيم أجهزة الحكم‬

‫واإلدارة في الدولة على أساس من الالمركزية‪.‬‬

‫ويعني ذلك أن ثمة أطرافا أخرى إلى جانب التنظيمات المحلية الرسمية تتمثل في‬

‫صنع القرار المحلي الذي يعرف على أنه االختيار من بين البدائل المتاحة لمواجهة‬

‫موقف ما أو التغلب على مشكلة بذاتها داخل المجتمع المحلي‪.‬‬

‫مثال‪ :‬نأخذ جماعة محلية ونقوم بدراستها جغرافيا‪ ،‬تاريخيا‪ ،‬وديمغرافيا واقتصاديا‪،‬‬

‫وواقع الخدمات األساسية بها والبنيان االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫اوال‪ :‬خصائص المجتمع المحلي وعملية صنع القرار‪:‬‬

‫تلعب خصائص المجتمع المحلي دو ار مهما في عملية صنع القرار على أساس أنها‬

‫تعكس المشكالت والقضايا التي يعاني منها المجتمع المحلي والتي نعتبر موضوعات‬

‫للق اررات التي يناقشها المجلس الشعبي البلدي أو الوالئي‪.‬‬

‫المشكالت وموضوعات الق اررات‪:‬‬

‫_ من حيث اإلنفاق العام‪( ،‬الدروس الخصوصية‪ ،‬زيادة ارتفاع التسرب‬

‫المدرسي)‪.‬‬

‫_ خدمات المستشفيات (البحث عن البديل‪ ،‬العيادة الخاصة)‪.‬‬

‫بنية القيادات المحلية‪:‬معظم المنتخبين رجالة (غياب المرأة)‪ ،‬وأعضاء من الحزب‬

‫الثوري الوطني‪ ،‬نسبة الشباب ضئيلة (العزوف عن المشاركة في عضوية المجالس‬

‫المحلية)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفاعلون في صنع القرار المحلي‪:‬‬

‫‪ .2‬المجالس المحلية‪ :‬أن تتولى في نطاق السياسة العامة الرقابة على مختلف‬

‫المرافق والخدمات واألنشطة ذات الطابع المحلي‪ ،‬وهي األنشطة التي حددتها‬

‫الالئحة التنفيذية للقانون في العديد من المجاالت‪.‬‬

‫‪ .0‬الحكومة المركزية‪ :‬في الدول النامية تتدخل في كافة الشؤون المحلية‪ ،‬وذلك‬

‫بممارستها لكافة الرقابة المعروفة‪ ،‬ويتخذ هذا النوع العديد من الصور‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ ‬رسم السياسة العامة للمجالس المحلية وتوجيه نشاطها‬

‫‪ ‬التصديق على ق اررات المجالس المحلية‪.‬‬

‫خصائص السياسة العامة‪:‬‬

‫‪ .2‬عادة ما تتسم السياسة العامة بالغموض وتكون مثاال لتفسيرات مختلفة‪.‬‬

‫‪ .0‬ال تتسم السياسة العامة بالمرونة الكافية بشكل يسمح بتوافقها مع الظروف‬

‫المحلية‪.‬‬

‫‪ .1‬يتم وضع السياسات العامة بشكل مركزي دون مشاركة حقيقية من األجهزة‬

‫المحلية‪.‬‬

‫استنادا لما سبق أن السياسات العامة من حيث تأثيرها في صنع القرار المحلي يمكن‬

‫القول بأن عدم مشاركة األجهزة المحلية في وضع السياسات العامة يحتل المرتبة‬

‫األولى كأحد معوقات صنع القرار المحلي‪ ،‬على ذلك عدم مرونتها ثم غموضها‪.‬‬

‫‪ .1‬المواطن المحلي‪ :‬يمكن للمواطن المحلي أن يكون فاعال في صنع القرار‬

‫المحلي من خالل قيامه بنشاط اختياري (و من األنشطة التي يقوم بها المواطن‬

‫من أجل المساهمة في صنع القرار المحلي مثل ممارسة لحق الترشح‬

‫والتصويت في االنتخابات المحلية‪ ،‬والمساهمة الفعلية إلقامة مشروعات تخدم‬

‫المجتمع المحلي)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عملية صنع القرار المحلي‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫لقد ارتبط صنع القرار باسم هربت سايمون ‪ Herbet Simon‬نظ ار لدراساته‬

‫المتعمقة في هذا المجال‪ ،‬بحيث أوضح أن على صانع الق اررات المعرفة التامة بكافة‬

‫البدائل والنتائج المشتركة على تنفيذها والتحديد الواضح لألهداف أو المشكالت‬

‫موضوع القرار‪.‬‬

‫وأيا كان موضوع القرار‪ ،‬وسواء ارتبط بأزمة أو برؤية مستقبلية أو بالعاملين أو‬

‫بقضايا العمل‪ ،‬فإنه البد أن يستند إلى وجود مشكلة بذاتها أو موقف تحدد زمانا‬

‫ومكانا وموضوعا‪.‬‬

‫وفي دراستنا لعملية صنع القرار بمجتمع الدراسة‪ ،‬تضمنت صحيفة االستبيان‬

‫مجموعة من األسئلة تدور حول المراحل الثالث التي خلص إليها "منتز برج" ونفرض‬

‫هنا لنتائج الدراسة الميدانية من واقع تفريغ صحيفة االستبيان‪ ،‬وتحليل اجتماع‬

‫الجلسات‪.‬‬

‫‪ :2‬مرحلة التحديد‪ :‬تتضمن المرحلة األولى من صنع القرار المحلي تحديد الموقف‬

‫من خالل التعرف على حقيقة المشكلة التي فرضتها الظروف (أوافق‪ ،‬إلى حد ما‪،‬‬

‫أرفض) أساليب أخرى‪.‬‬

‫في المجالس المحلية هناك اتفاق بين العناصر الشعبية والعناصر التنفيذية على أن‬

‫تحديد المشكالت يتم أساسا من خالل اجتماعات المجلس الشعبي المحلي وبمبادرات‬

‫‪59‬‬
‫من أعضائه حيث جاءت نسبة الموافقين من القيادات الشعبية ‪ %91‬ونسبة الموافقين‬

‫من القيادات التنفيذية ‪ %81‬واحتل هذا األسلوب المرتبة األولى‪.‬‬

‫تأتي مبادرات رئيس الوحدة المحلية واألجهزة التنفيذية في المرتبة الثانية‪.‬‬

‫كما أن هناك اتفاق بين المجموعتين على األسلوب الشائع االستخدام في تحديد‬

‫المشكالت‪.‬‬

‫أما التشاور مع الشخصيات المهمة في الوحدة المحلية بشأن تحديد المشكالت يأتي‬

‫في المرتبة الثالثة‪.‬‬

‫‪ .0‬مرحلة التطوير‪ :‬بعد تشخيص الموقف تأتي الخطوة التالية في عملية صنع القرار‬

‫وهي تطوير البدائل والتي يتم التمييز فيها بين مرحلتين هما مرحلة البحث عن بدائل‬

‫لحل المشكلة‪ ،‬ومرحلة تقييم تلك البدائل‪ ،‬ويتطلب ذلك تحديد البدائل التي يمكن أن‬

‫تساهم في عالج المشكلة‪ ،‬ثم يتم تحديد المزايا والعيوب لكل بديل في إطار المعايير‬

‫التي يتم تطبيقها على كل بديل لمعرفة مدى توافر هذه المعايير في البدائل‬

‫المطروحة ودرجة المخاطرة عند تطبيقها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة االختيار‪ :‬تقع هذه المرحلة من عملية صنع القرار على عاتق صاحب‬

‫الحق في اتخاذ القرار‪ ،‬فعليه أن يختار من بين البدائل الممكنة لحل المشكلة البديل‬

‫األكثر مناسبة من غيره‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫وعادة ما يتم االختيار من بين البدائل على أساس الخبرات السابقة والتجارب الذاتية‬

‫في التعامل مع المشكالت لما يمكن االعتماد على بحوث العمليات والمحاكاة وغيرها‬

‫من علوم اإلدارة‪ ،‬كما قد يتطلب األمر االستعانة بالخبراء‪ ،‬وتتباين أساليب اختيار‬

‫البدائل من وحدة محلية ألخرى طبقا لطبيعة العالقات بين المستويات المحلية‬

‫المختلفة‪.‬‬

‫مع األخذ بعين االعتبار‪:‬‬

‫المكافآت المالية لحضور الجلسات غير مجزية‪.‬‬


‫متاعب صحية أو كبر السن‪ ،‬أو ظروف طارئة‪.‬‬ ‫‪ .0‬المواظبة على حضور الجلسات‬
‫عدم قدرة المجلس على اتخاذ ق اررات مناسبة‪.‬‬
‫عدم التفرغ ألعمال المجلس واالنتقال بالمصالح الخاصة‪.‬‬

‫الرغبة في نقل أراد المواطنين ومشاكلهم للمجلس‪.‬‬


‫الضغط للتوصل إلى ق اررات تخدم مصالح خاصة أو فئة محددة‪.‬‬
‫‪ .2‬االهتمام بمناقشات المجلس‬
‫مجاملة األجهزة التنفيذية‪.‬‬
‫رؤية مستقبلية (أفاق المجالس المحلية)‪:‬‬
‫التصدي للق اررات التي ال يستفيد منها العضو أو فئة بذاتها‪.‬‬
‫اإلنجاز‪.‬القرار على أساس‬
‫عملية صنع‬ ‫رف في‬
‫النظر عن‬ ‫مهما‬
‫ر بص‬
‫دورةا‬
‫المحليالشه‬
‫المجتمع الكالم و‬
‫حب‬ ‫‪ .2‬تلعب خصائص‬

‫أنها تعكس المشكالت والقضايا التي يعاني منها المجتمع المحلي والتي تعتبر‬

‫موضوعات للق اررات التي يناقشها المجلس‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ .0‬ما ي ميز النظام المحلي في الدول النامية يتميز بالمركزية ولعل أهم ما يؤثر في‬

‫صنع القرار المحلي هو غموض السياسات العامة وتضاربها وافتقادها للمرونة‬

‫الكافية‪.‬‬

‫‪ .1‬عزوف المواطن المحلي عن المشاركة في قضايا وشؤون المجتمع المحلي والتي‬

‫يرى أنها من اختصاص الحكومة واألجهزة اإلدارية‪ ،‬وأيضا الشك في نزاهة‬

‫االنتخابات المحلية والتدخل فيها من جانب الحكومة‪.‬‬

‫‪ . 4‬تعتبر الجهات األجنبية المانحة فتعال أصيال في صنع القرار المحلي وخاصة في‬

‫المجاالت التي تخصص من أجلها المنح‪ ،‬بل يمتد أحيانا لدعم سياسات بعينها‬

‫وخاصة التوجه نحو القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ .5‬يتمثل األسلوب األساسي لتحديد المشكالت وطرح القضايا في مبادرات أعضاء‬

‫المجالس الشعبية المحلية‪ ،‬وليس هناك دور يذكر لألجهزة التنفيذية بطرح أي قضايا‬

‫على المجالس لمناقشتها‪.‬‬

‫‪ . 6‬ضرورة مواظبة األعضاء على حضور الجلسات مما يعزز النهج الديمقراطي‬

‫ويسمح بالمشاركة الجادة في المناقشات‪.‬‬

‫اخذ امثلة عن صنع قرار محلي في حصة االعمال الموجهة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫المحور الخامس‪ :‬الديمقراطية التشاركية( الديمقراطية التشاركية‬
‫(التفاعلية ‪ /‬المحلية)‪.‬‬

‫في السنوات األخيرة وتحت تأثير موجات اإلصالح السياسي وتنامي قوة ونفوذ‬

‫المجتمع المدني‪ ،‬تغيرت طبيعة دور الدولة وظهرت أفكار تدعو لتمكين المواطنين‬

‫في مختلف المجاالت‪ ،‬والتوجه نحو نظام للتسيير يشارك فيه الجميع في تحمل‬

‫‪63‬‬
‫المسؤوليات‪ ،‬والذي تبلور في مفهوم الديمقراطية المحلية التشاركية‪ ،‬وهناك نماذج‬

‫حية عن ديمقراطية محلية تشاركية (نموذج تا جماعات‪ ،‬نموذج العزابة‪ ،)... ،‬تعمل‬

‫على أن تكون هناك شراكة تنموية حقيقية وفعالة في إطار الديمقراطية المحلية‬

‫التشاركية‪.‬‬

‫نتساءل عن أهم المتطلبات المجتمعية من أجل تحقيق شراكة تنموية في إطار‬

‫الديمقراطية المحلية التشاركية‪.‬‬

‫المشاركة المجتمعية في الديمقراطية المحلية‪( :‬المشاركة إلى الشراكة)‬

‫إن الديمقراطية التشاركية تستهدف خلق آلية جديدة تسمح بمشاركة المواطن في‬

‫عملية تشاورية تقوم على أساس تكافؤ الفرص وتساوي الحقوق‪ ،‬إذ تحاول مقاربة‬

‫الديمقراطية التشاركية أن ترمم العجز الذي تفرضه نتائج العملية االنتخابية في خلق‬

‫مجالس تمثيلية ال تناسب بالضرورة ورأي األغلبية المطلقة‪.‬‬

‫بحيث تحولت حقوق المواطن السياسية إلى حقوق انتخابية موسمية وليست حقوق‬

‫مستمرة ومباشرة (إعادة دمقرطة الديمقراطية نفسها)‪.‬‬

‫اعتبرت الباحثة حنة أرندت ‪« Hannah ARENDT‬أن الديمقراطية التشاركية هي‬

‫فضاء عام يسمح فيه المواطن بتبادل األفكار واآلراء بإرادة حرة تحقيقا للصالح العام‪،‬‬

‫ما يحقق التحول المجتمعي إلى المواطنة الحقيقة التي تخرج الفرد من انتمائه الضيق‬

‫إلى انتمائ أعلى وأسمى‪ ،‬يجعل جهده وتفكيره في خدمة الجميع» والكبر بدل األنا‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫إن تطور الديمقراطية التشاركية المحلية‪ :‬بالرغم من أن جذور الديمقراطية عريقة في‬

‫التاريخ‪ ،‬لكن في العصر الحديث لم تظهر إال في ستينيات القرن الماضي في و‪.‬م‪.‬أ‪،‬‬

‫حيث كان أهم ما يدعو إليه اليسار األمريكي لمواجهة الفقر والتهميش وصوال إللى‬

‫مؤتمر االتحاد األوروبي حول الديمقراطية التشاركية المنعقد ببلجيكا بتاريخ ‪20‬‬

‫سبتمبر ‪ ،0224‬حيث تم التأكيد «أن الديمقراطية التشاركية هي الحل ألزمة‬

‫الديمقراطية األوروبية وقيمة مضافة لدول اإلتحاد األوروبي»‪.‬‬

‫‪ ‬سرعان ما شهدت عدة دول العالم تطبيق مقاربة الديمقراطية التشاركية‪ ،‬انطالقا‬

‫من الجماعات المحلية والتي اعتبرت فضاء نموذجيا لممارسة الديمقراطية عن‬

‫طريق التمثيل المحلي‪.‬‬

‫‪ ‬وتنطلق مقاربة الديمقراطية التشاركية المحلية من حق المواطن في الحصول على‬

‫فرصة اإلخبار واالستشارة والمشاركة في المجالس المنتخبة للجماعات المحلية‬

‫ومتابعة المشاريع المنجزة والمشاركة في تقييمها على المستوى المحلي‪ ،‬وتقتضي‬

‫هذه العمليات من مجالس منتخبين في الجماعات المحلية لالرتقاء بثقافة‬

‫اإلنصاف والتفاعل‪.‬‬

‫خليفة الكواري يقول «ال بد من اإلصالح‪ ،‬ألن السلطة أكثر من مطلقة والمجتمع‬

‫أكثر من عاجز»‪.‬‬

‫المشاركة المجتمعية تأدية فاعلة للديمقراطية التشاركية‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫حيث تعتبر المشاركة المجتمعية فعل جماعي موجه نحو إحداث تغيرات في المجتمع‬

‫المحلي‪ ،‬وهناك دور المواطن في عملية بناء تنمية محلية مستدامة‪ ،‬ألن االهتمام‬

‫برأس المال االجتماعي إنما هو التنمية بحد ذاتها‪ ،‬ومن أساليبها المشاركة بالرأي‬

‫والمشاركة بالموارد والمشاركة بالخيرات‪ ،‬ومنها ما هو غير مباشر المشاركة عن‬

‫طريق الوسطاء والممثلين والجمعيات‪.‬‬

‫مستويات المشاركة المجتمعية‪:‬‬

‫إعالم المواطنين بطريقة مباشرة بكافة المعلومات‬ ‫‪ .2‬اإلعالم ‪:Informing -‬‬

‫والبيانات المتاحة (مشاركة المسؤولين المعلومات مع المواطنين)‪.‬‬

‫‪ .0‬االستشارة ‪ :Consulting -‬فائدتها وضع تصور عن مختلف اآلراء إزاء‬

‫المشاريع الجديدة‪.‬‬

‫‪ .1‬التشاور ‪ :Consultation -‬تنفيذ حوار مع الشركاء مع التأكيد على االلتزام‬

‫باعتماد الحوار‪.‬‬

‫‪ .4‬التعاون ‪ :Cooperation -‬مشاركة الشكراء في عملية اتخاذ القرار وتنفيذ‬

‫المشاريع‪.‬‬

‫‪ .5‬الشراكة ‪ :Partnership -‬وتعتبر لبنة أساسية في المشاركة المجتمعية وهي‬

‫مرتبطة أساسا بتطبيق مبادئ وأسس الديمقراطية التشاركية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ ‬توزيع الصالحيات بين المواطنين وأصحاب القرار وتحمل مسؤولية مشتركة في‬

‫اتخاذ الق اررات‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة إشراك الجماعية المحلية في عملية اتخاذ القرار لتقديم حلول ناجعة‬

‫لمشكلة التراجع المستمر لثقة الناس في األح ازب وق اررات الجماعة المحلية‬

‫المنتخبة‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد يقول المدير العام السابق للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‬

‫السيد المنجيبو سنينة بأن «الديمقراطية والتنمية قيمتان كونيان مشكلتان لمقاربة‬

‫الديمقراطية التشاركية والتي يمكن أن نصطلح عليها بـ‪ :‬ديمقراطية الموجة الثالثة‬

‫التي تؤسس لخروج شرعي عن التمثيل الديمقراطي الكالسيكي نحو ديمقراطية شبه‬

‫مباشرة‪ ،‬تسمح بمشاركة المواطنين في الحياة االقتصادية وزيادة اإلصغاء السلطوي‬

‫للمواطنين واالستماع لحاجاتهم ونداءاتهم وانتظا ار تهم»‪.‬‬

‫وفي األخير‪ ،‬فإن كفـاءة الحكم المحلي وفعاليته يتطلـب جهـاز فـني واداري ذو‬
‫خـبرة والتكـوين والـتحكم في التكنولوجيـا مـن تخطيط وتنظيم واشراف وموارد مالية‬
‫كافية ومستقلة ‪ ،‬حيث أن تشـيكل الحكامـة الجيـدة شـرط جـوهري للتنميـة االقتصادية‬
‫واالجتماعية علـى المسـتوى المحلـي‪ ،‬كونهـا أداة فعالـة تمكن اإلدارة المحلية من‬
‫تحقيق أدوارها بأكمل وجه‪ ،‬كما ينبغي أن تكون العالقة بين الدولة والحكم المحلي‬
‫تتسم بالتكامل وذلك بالتعرف بوضوح على المهام المسندة إليهما وتحديدها بدقة تامة‬
‫لتفادي التداخل والتجاوز والتشابك بينهما‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫المحور السادس‪ :‬إش ارك المواطن في والقطاع الخاص‪:‬في الدول العربية‬

‫استراتيجيات تطوير القطاع الخاص في الوطن العربي ‪ :‬يحتل القطاع‬


‫الخاص دو اًر محورياً في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية انطالقاً مما‬
‫يتميز به من امكانيات وخصائص تؤهله للتأثير في شتى المجاالت االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وهذا ما يزيد من أهميته ودوره في النشاط االقتصادي بشكل يدفع‬
‫بصانعي السياسة االقتصادية إلى ضرورة التركيز على آليات تطويره وتوفير‬
‫المناخ المناسب لنشاطه‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ _0‬توفير مناخ مالئم ومحفز لألعمال ‪ :‬إن من أهم اآلليات التي وجب تحققها‬
‫كشرط رئيسي في بناء استراتيجية لتطوير القطاع الخاص هي ما تعلق بضرورة‬
‫توفير أفضل الظروف التي ينشط في إطارها القطاع الخاص في الحياة االقتصادية‬
‫والتي تشكل ما يمسى بمناخ األعمال الذي تعرفه المؤسسة العربية لضمان االستثمار‬
‫على أنه يعمل األوضاع القانونية واالقتصادية واالجتماعية والسياسية التي تكون‬
‫البيئة التي يتم فيها النشاط االستثماري‪ ،‬تتغير وتتداخل مكونات هذه البيئة فيما بينها‬
‫إلى حد كبير مما يصعب من إبراز تأثيراها على حدى‪ ،‬وعلى هذا األساس فإنه من‬
‫الواجب توفير بيئة مساعدة ومحفزة على النشاط وذلك انطالقا من العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪-‬التشاور بين القطاع الخاص والقطاع العام ‪ :‬حيث أن الدولة تضطلع بدور رئيسي‬
‫في توفير المناخ المالئم والمساعد على النمو والتطور في األداء من خالل جملة‬
‫اء كانت السياسات االقتصادية أو‬
‫السياسات التي تقرها في هذا اإلطار‪ ،‬سو ً‬
‫التشريعات واألحكام القانونية والتي تعكس الجو المحيط بنشاط القطاع الخاص في‬
‫الحياة االقتصادية‪ ،‬ولكن ذلك ال يمنحها القدرة على التصور الواضح والسليم لكيفية‬
‫بناء وتوفير المحيط المالئم والمحفز على األداء إال بمشاركة القطاع الخاص ‪.‬‬
‫‪ _ 2‬وضع اإلطار التشريعي والقانوني المناسب ‪ :‬حيث يساهم اإلطار التشريعي‬
‫والقانوني في خلق المبادرة والتحفيز على النشاط االقتصادي من خالل ما يوفره من‬
‫ثقة وطمأنينة في االقتصاد ‪ ،‬حيث أنه يمس المؤسسات والشركات إنتاجية كانت أو‬
‫خدماتية بصفة مباشرة من خالل جوانبه التنظيمية واإلدارية‪ ،‬أو بصفة غير مباشرة‬
‫من خالل آثاره على مختلف القطاعات التي لها صلة وثيقة بنشاط القطاع الخاص‬
‫كالقطاع المصرفي أو قطاع التأمينات‪.‬‬
‫‪ _3‬توفير وتطوير البنية التحتية ‪ :‬تلعب البنية التحتية بما تحتويه من شبكة‬
‫الطرق والموانئ والجسور ‪ ...‬دو اًر هاما في تطوير نشاط القطاع الخاص حيث أن‬

‫‪69‬‬
‫تعتبر من الخدمات األساسية التي تساعد على تسهيل وتسريع أداء المعامالت ومن‬
‫ثم المساهمة في توسع أكبر لنشاط القطاع الخاص وتواجده في النشاط االقتصادي‪،‬‬
‫فتدهور البنية التحتية يؤدي إلى عرقلة نشاط القطاع الخاص من خالل التسبب في‬
‫صعوبات وبطء أداء المعامالت والمبادالت التجارية وارتفاع التكاليف وعدم القدرة‬
‫على الحصول على أسواق جديدة‪ ،‬ومن ثم يجب العمل على تطوير البنية التحتية‪.‬‬
‫‪ _4‬تنمية الموارد البشرية ‪ :‬تعتبر تنمية الموارد البشرية بمثابة عملية استثمار‬
‫لرأس المال البشري حيث تعرف بأنها عملية تطوير مهارات ومعارف وقدرات القوى‬
‫العاملة عن طريق عملية التدريب‪.‬‬
‫‪ _5‬تحقيق االستقرار السياسي ‪ :‬يعتبر االستقرار السياسي دعما قوياً لتواجد‬
‫القطاع الخاص في النشاط االقتصادي وتطوره من خالل دوره الكبير في جلب‬

‫اء المحلية منها أو الخارجية‪ ،‬حيث يعكس ثقة أعلى وضماناً‬


‫االستثمار الخاصة سو ً‬
‫أكبر بخصوص إمكانية تحقيق المكاسب في النشاط االقتصادي‪ ،‬فعدم االستقرار‬
‫السياسي يزي د من حالة الشك وعدم اليقين بخصوص األوضاع االقتصادية مما يحد‬
‫من مبادرة ورغبة القطاع الخاص في االستثمار والتوسع ‪.‬‬
‫‪ _6‬الحد من تعاظم مكانة القطاع العام ‪ :‬إن تزايد مكانة القطاع العام في‬
‫النشاط االقتصادي تؤثر سلباً على تطور النشاط االقتصادي للقطاع الخاص‪ ،‬حيث‬
‫أن ذلك يساهم في الحد من توافر الموارد االقتصادية من جهة والى غياب المنافسة‬
‫وبروز االحتكارات في النشاط االقتصادي من جهة أخرى‪ ،‬وتبرز عملية الخوصصة‬
‫كأحد أهم العوامل الرئيسية في الحد من دور القطاع العام ‪.‬‬
‫‪. 2‬توفير التمويل لتحقيق االستثمارات ‪ :‬تتطلب أي استراتيجية تستهدف تطوير‬
‫القطاع الخاص العمل على وضع اآلليات التي تسمح بتوفير التمويل الذي يعتبر‬
‫بمثابة المحرك الرئيسي لنشاط القطاع الخاص‪ ،‬بحيث أن توافره سواء من ناحية‬

‫‪71‬‬
‫الحجم أو من ناحية النوع يتيح المزيد من الفرص لتحقيق االستثمارات‪ ،‬وعملية توفير‬
‫التمويل الضروري لنشاط القطاع الخاص تكون من خالل ‪:‬‬
‫تعبئة المدخرات ‪ :‬من الواجب على القطاع المصرفي تطوير عملية المدخرات‬
‫بشكل يسمح بتوفير قدرة تمويلية كافية لألنشطة االقتصادية للخواص حيث أن ذلك‬
‫يستلزم قبل كل شيء تطوير بنية القطاع المصرفي من خالل فتح المجال أمام‬
‫المنافسة بين البنوك محلية كانت أو خارجية بشكل ينعكس إيجاباً على خدماتها‬
‫المصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة المشروعات الصغيرة والجديدة في السوق ‪ :‬تعاني المشروعات‬
‫اء‬
‫الصغيرة والجديدة في النشاط االقتصادي من صعوبة الحصول على التمويل سو ً‬
‫الرتفاع تكاليف القروض أو لعدم قدرتها على الدخول في سوق رؤوس األموال‪ ،‬وهذا‬
‫ما يتطلب مرونة في إجراءات التمويل للمشروعات الصغيرة من طرف البنوك التي‬
‫تعتبر المصدر الوحيد لها للحصول على التمويل ‪،‬‬
‫_ تطوير أسواق رؤوس األموال ‪ :‬إن ما تلعبه أسواق رؤوس األموال من دور‬
‫كبير في تمويل المشروعات االستثمارية يزيد من أهمية االهتمام بتطويرها وتفعيل‬
‫مكانتها في عملية تمويل االقتصاد‪ ،‬حيث أنها تساهم في توفير التمويل سواء كان‬
‫تمويالً محلياً أو تمويالً خارجياً‪ ،‬تمويالً بالديـن (السندات) أو تمويالً بالملكية‬
‫(األسهـم) وعليـه‪ ،‬فإنه من الواجب العمل على تطوير أسواق رؤوس األموال من‬
‫خالل وضع النصوص والتشريعات المناسبة المنظمة لنشاطها والحد من تواجد‬
‫مؤسسات القطاع العام عن طريق خوصصتها‪.‬‬

‫العراقيل التي تعيق دور القطاع الخاص في الوطن العربي ‪:‬‬


‫اوال ‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫هناك جملة من العوامل التي تعتبر بمثابة قيوداً تحد من تطور دور القطاع‬
‫الخاص في النشاط االقتصادي يمكن تقسيمها إلى نوعين ‪:‬‬
‫_ القيود المالية ‪ :‬وهي القيود التي تمس عملية تمويل مؤسسات القطاع الخاص‬
‫ونجد منها ‪:‬أ‪ -‬تكلفة رأس المال ‪ :‬وتتمثل في الفائدة المدفوعة من قبل مؤسسات‬
‫القطاع الخاص في سبيل الحصول على رأس المال الضروري لنشاطها‪ ،‬وتعتبر من‬
‫أهم العناصر التي تؤثر على عملية تمويلها ومن ثم نموها وتطورها‪ ،‬وذلك انطالق ًا‬
‫من دورها الرئيسي في تحديد مدى امكانية التوسع في االستثمارات اذ تساهم عدة‬
‫عوامل في ارتفاع تكلفة رأس المال منها ‪ :‬ارتفاع تكاليف الوساطة الماليـة تقلبات‬
‫اء تعلق األمر بالمخاطر المنتظمة أو‬
‫أسعار الصرف‪ ،‬ارتفاع درجة المخاطر سو ً‬
‫المخاطر غير المنتظمة‪.‬‬
‫ب_ سياسات االقتراض ‪ :‬إن األهمية التي يحتلها التمويل عن طريق االستدانة‬
‫من القطاع المصرفي يزيد من ثقل سياسات االقتراض التي تتبعها البنوك بشكل كبير‬
‫على امكانية حصول مؤسسات القطاع الخاص على التمويل الالزم لمتابعة وتطوير‬
‫أنشطتها االقتصادية‪ ،‬وفي هذا الصدد فإن العديد من مؤسسات القطاع الخاص التي‬
‫ترغب بحكم مشاريعها االستثمارية في مجال التمويل طويل األجل عن طريق‬
‫القروض بسبب عدم قدرتها على الدخول لسوق رؤوس األموال لعدم توافرها على‬
‫الشروط المطلوبة لذلك أو الرتفاع تكاليفه ‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬درجة تطور أسواق رؤوس األموال ‪ :‬تساهم أسواق رؤوس األموال المتطورة‬
‫وفي ظل العولمة المالية في جلب المدخرات سواء المحلية منها أو الخارجية وهو ما‬
‫من شأنه خفض تكاليف التمويل الذي يكون إما عن طريق طرح أسهم أو طرح‬
‫سندات تبعاً للقرار الذي يتخذه طالب التمويل‪ ،‬وعليه فإن عدم تطور أسواق رؤوس‬

‫‪72‬‬
‫األموال بالشكل الكافي يضيق من فرص التمويل المتاحة أمام مؤسسات القطاع‬
‫الخاص بشكل يؤدي إلى ضعف أدائه في النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ _2‬القيود غير المالية ‪ :‬هناك مجموعة من القيود األخرى غير المالية التي‬
‫تؤثر سلباً على تطور القطاع الخاص تبرز كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬وضعية مناخ األعمال‪ :‬إن وضعية مناخ األعمال في أي دولة لها تأثير جد‬
‫كبير على وضعية القطاع الخاص وأداءه في النشاط االقتصادي‪ ،‬و تشير إلى جملة‬
‫الضوابط واإلجراءات والتشريعات الحكومية التي تحكم نشاط القطاع الخاص‪ ،‬وحسب‬
‫البنك الدولي فإن وضعية مناخ األعمال يتم النظر إليها انطالقاً من توليفة مؤشرات‬
‫تحدد مدى سهولة أداء األنشطة االقتصادية في كل دولة‪ .‬وهي تنقسم بين "مؤشرات‬
‫الترتيب التصنيف القانونية" وتتمثل في مؤشر الحصول على االئتمان ومؤشر حماية‬
‫المستثمرين انطالقا من ارتباطها بجانب قانوني يحكمها‪" ،‬مؤشرات الوقت والتكلفة"‬
‫المتمثلة في مؤشرات بدء النشاط التجاري‪ ،‬استخراج تراخيص البناء‪ ،‬تسجيل‬
‫العقارات‪.‬‬
‫ب_ السوق الموازية ‪ :‬ويقصد بها كافة األنشطة المولدة للدخل التي ال تسجل‬
‫ضمن حسابات الناتج الداخلي الخام إما لتعمد إخفاءه هرباً من االلتزامات القانونية‬
‫المرتبطة بالكشف عن هذه األنشطة‪ ،‬واما أن هذه األنشطة المولدة للدخل تعد‬
‫مخالفة للنظام القانوني السائد في الدولة‪ ،‬إذ يتجلى األثر السلبي للسوق الموازي على‬
‫تطور القطاع الخاص في كونه يعد منافساً غير شرعي في النشاط االقتصادي ال‬
‫يتحمل أي تكاليف مما يساعد على تصريف منتجاته وخدماته بأسعار أقل‪ ،‬عكس‬
‫مؤسسات القطاع الخاص التي تشتغل بطريقة قانونيـة‬
‫جـ ‪ -‬القوانين والتشريعات الحمائية ‪ :‬ونخص بالذكر هنا القوانين المنظمة لرؤوس‬
‫األموال وقوانين التصدير واالستيراد وقواعد الشراكة بين رأس المال المحلي واألجنبي‬

‫‪73‬‬
‫والتي يكون الهدف منها هو حماية االقتصاد المحلي‪ ،‬إذ أن عدم مراعات للظروف‬
‫السائدة في االقتصاد العالمي المحلي من شأنه أن يؤثر سلباً على تطور القطاع‬
‫الخاص وخصوصاً في الدول الناميـة ‪.‬‬
‫د‪ -‬غياب المنافسـة ‪ :‬إن تطور القطاع الخاص وتزايد نموه ومساهمته في النشاط‬
‫االقتصادي يرتبط بشكل رئيسي بمدى تطور نظام المنافسة في الحياة االقتصادية‪،‬‬
‫كونه ا تعتبر الدافع الرئيسي للمؤسسات على التطور من خالل عمليات اإلبداع‬
‫واالبتكار في مختلف الجوانب بما ينعكس إيجاباً على أدائها في النشاط االقتصادي ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬تعاظم مكانة القطاع العام ‪ :‬تشير األدبيات االقتصاديـة إلى أن القطاع الخاص‬
‫وجب أن يتميز بالحرية في النشاط االقتصادي وكذلك في امتالك وتسيير الموارد‬
‫االقتصادية‪ ،‬باعتباره العنصر الرئيسي في قيام النشاط االقتصادي من خالل تميزه‬
‫بالكفاءة في األداء والرشادة في تسيير الموارد‪ ،‬في حين يبرز القطاع العام بمثابة‬
‫عنصر مكمل لنشاط القطاع الخاص من خالل تأسيس البنية القانونية المؤسساتية‬
‫والتحتية‪ ،‬وعلى هذا األساس فإن دور القطاع العام في النشاط االقتصادي يكون‬
‫محدوداً في الشكل الذي يسمح بتوافر الحرية الكاملة والموارد الكافية لنشاط‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬ومن ثم فإن تعاظم مكانة القطاع العام على ما هو محدد له أن‬
‫ي كون‪ ،‬ينجر عنه إزاحة لنشاط القطاع الخاص الذي يضيق عليه بذلك فرص‬
‫االستثمار والتوسع في ظل تحول‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬عوامل نجاح تطبيق الحكومة المحلية اإللكترونية وعالقتها بالقطاع‬
‫الخاص ‪:‬‬
‫يتجه العالم على نحو واسع لتطبيق الحكومة أو اإلدارة اإللكترونية حيث ظهرت‬
‫مسميات كثيرة كالحكم اإللكتروني والجمهور اإللكتروني والمعامالت اإللكترونية‪ ،‬مما‬
‫يصعب التعامل مع هذه المفاهيم في الدول العربية والدول األقل استخداماً لإلنترنت‪،‬‬

‫‪74‬‬
‫أن الحكومة المحلية اإللكترونية في األساس هي عقد اجتماعي ثنائي التأثير‬
‫تشترك فيه الحكومة المحلية والجمهور‪ ،‬وفي هذا السياق ينبغي بذل الجهود لتطوير‬
‫عالقة الجمهور باإلنترنت وتطوير عالقة الحكومة المحلية بالشبكات العالمية‪ ،‬ولذلك‬
‫البد من توفر مجموعة من المتطلبات إلنجاح تطبيق الحكومة المحلية اإللكترونية‬
‫في الدول العربية وهي كما يلي‪:‬‬
‫_ وعي وثقافة جماهيرية وتقبل استخدام الحكومة المحلية اإللكترونية ‪.‬‬
‫_توفير البنية التحتية الالزمة من تقنية وشبكات اتصال ونقل معلومات‪ ،‬وما‬
‫يتفرع عنها من مستلزمات‪.‬‬
‫_تسهيل مهام الوظائف الحكومية المختلفة ‪.‬‬
‫_توفير الخبرة من الموارد البشرية المؤهلة الستخدام تقنيات المعلومات‬
‫_ تمكين الوحدة المحلية من تسيير أعمالها إلكترونياً باستخدام شبكة اإلنترنت‬
‫االتصال بالجمهور والموردين وغيرهم‪.‬‬
‫_ مرونة الهياكل التنظيمية ومالءمتها لمهام ومسؤوليات الحكومة المحلية‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظة على خصوصية المواطن وذلك لضمان ثقة الجمهور في الحكومة‬
‫المحلية اإللكترونية واإلقبال على التعامل معها وهو األمر الذي يتطلب وضع‬
‫تشريعات واضحة لحفظ خصوصية الملفات وما يتعلق بتحديد كيفية استخدام‬
‫المعلومات عن طريق اإلنترنت‪.‬‬
‫ال‬
‫_تمكين المواطن من الوصول إلى الموقع على اإلنترنت بسهولة ويسر فض ً‬
‫عن مواقع جديدة وكافية على الشبكة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إصالح اإلدارة المحلية من اجل حكم محلي راشد من ابرز التوجهات الجديدة‬
‫في الوطن العربي والجزائر خاصة ‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫إن إصالح اإلدارة المحلية وتأهيلها من أجل أن تصبح قادرة على تلبية‬
‫المطالب المجتمعية المتزايدة‪ ،‬تعد من العوامل التي تبرز ضرورة اإلسراع‬
‫بإصـالحات‪ ،‬إصـالح مـن شـأنه أن يمكنها من التطور وتحقيق التنمية على المستوى‬
‫المحلي ويجعلها تساير واقع التحوالت الكبرى التي يعيشها العالم علـى كافة‬
‫األصعدة‪ ،‬ومن أهمها مكافحة الفساد اإلداري وتأهيل اإلدارة المحلية وآليات تحقيق‬
‫الحكم الراشد فيها‪:‬‬

‫‪ ‬فمن أهم األزمات التي تعاني منها الجزائر مسألة الفساد اإلداري والسياسي‬
‫التي تعد من أهم معوقات التنمية عامة وفي الجزائر خاصة ‪ .‬ولهذا ال بد من ربـط‬
‫مرتكـزات الحكـم ال ارشـد في تحقيـق الشـفافية في التسـيير وبالتـالي تحقيـق تنميـة علـى‬
‫مسـتوى المحلـي والوطني‪ ،‬لذا يتسم الحكم الراشد بما يلي‪:‬‬
‫الشفافية‪ :‬وهي من أهم خصائص الحكم الراشد‪ ،‬وتعني إتاحة كل المعلومات وسهولة‬
‫تبادله‪.‬‬

‫المشاركة‪ :‬تعني المزيـد مـن الثقـة وقبـول القـ اررات السياسـية مـن جانـب المـواطنين أي‬
‫زيـادة الخـبرات المحليـة‪ ،‬وهـي تهييئـة السبل واآلليات المناسبة للمواطنين المحليين من‬
‫أجل المساهمة في عمليات وضع الق اررات‪.‬‬

‫المساءلة‪ :‬هي أن يكون جميع المسؤولين والحكام ومتخذي القرار في الدولة أو‬
‫القطاع الخـاص أو مؤسسـات المجتمـع المدني‪ ،‬خاضعين لمبدأ المحاسبة أمام الرأي‬
‫العام ومؤسساته دون إستثناء‪.‬‬

‫الكفاءة والفعالية‪ :‬تعني قدرة األجهزة المحلية على تحويل الموارد إلى برامج وخطط‬
‫ومشاريع تلبي احتياجات المواطنين المحليين وتعبر عن أولويات‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫االســتجابة‪ :‬هــي أن تســتجيب األجه ـزة المحليــة لمتطلبــات جميــع األط ـراف خاصــة‬
‫الفق ـراء والمهمشــين‪ ،‬وت ـرتبط االستجابة بدرجة المساءلة التي تستند بدورها على درجة‬
‫الشفافية وتوافر الثقة بين األجهزة المحلية والمواطن المحلي ‪.‬‬

‫ان التوجه نحو الحكم المحلي الجديد في الجزائر من شانه ان يعزز التي تعـزز‬
‫يدعم ويصـون رفاهيـة اإلنسـان ويوسـع قد ارتـه وخيا ارتـه وفرصـه وحرياتـه السياسـية‬
‫واالقتصـادية واالجتماعيـة والثقافيـة‪ ،‬حيـث تم إخـراج هذا المفهوم من إطاره‬
‫التقليدي الى اطاره الجديد ليضمن مؤسسـات المجتمـع المـدني والقطـاع الخـاص‬
‫بعـد مـا كـان يقتصـر علـى مؤسسـات الدولة والقطاع العام ويعبر عن أدائها ‪.‬‬

‫المحور السابع‪ :‬المسؤولية االجتماعية على اعمال البلديات في ظل‬


‫تطور وسائل االتصال والتواصل‪.‬‬

‫المسؤولية‪ :‬مصطلح اصله التيني" ‪" Respondere‬و الذي يعني" الرد "‪،‬و‬
‫بهذا تعرف المسؤولية بانها واجب الرد على الفعل لتبريره وتحمل عواقبه و‪ ،‬من ثم‬
‫فهي مسألة التمييز بين حقوق وواجبات كل فرد من خالل السعي إلى احترام‬
‫الشخص وتعزيز الصالح العام ‪،‬أما مصطلح اجتماعي فهو ترجمة للمصطلح‬
‫االنجليزي" ‪ "social‬الذي ُيعني بالجانب االجتماعي الداخلي للمنظمةُ وهو‬
‫‪،‬غير ان‬ ‫الموظفين و الجانب االجتماعي الخارجي لها و الذي يضم المجتمع‬

‫‪77‬‬
‫المصطلح يجب ان يستمد من المصطلح الفرنسيً للضرر الواقع ‪"sociétale‬‬
‫"ليشمل البعد البيئي‪، ،‬كما عرفت من قبل ‪ DaftŸ‬دافت بانها‪ :‬واجب إدارة المنظمة‬
‫األساسي في اتخاذ الق اررات المهمة و األفعال بطريقة تحقق رفاهية المجتمع و‬
‫مصالحه"‪،‬في حين يعرفها ‪ Griffin‬على أنها‪« :‬مجموعة من التعهدات التي تلتزم بها‬
‫المنظمة لحماية المجتمع و دعمه في كل وظيفة من وظائفه ‪ ،‬و يرى كل من‬
‫‪ Mine & Steiner‬ان "المسؤولية االجتماعية تمثل نشاطا مرتبطا ببعدين أساسين‪:‬‬
‫أحداهما‪ :‬داخلي و يمثل مساهمة المنظمة في تطوير العاملين و تحسين حيا‹تهم‬
‫االجتماعية ‪،‬أما البعد الثاني فهو خارجي يتمثل في مبادرات المنظمة لمعالجة‬
‫المشكالت التي يعاني منها المجتمع ‪،‬اما منظمة التعاون االقتصادي و التنمية‬
‫‪ OCDE‬تعرفها على انها ‪":‬التزام المنظمة لمساهمة في التنمية االقتصادية مع‬
‫الحفاظ على البيئة‪ ،‬و العمل مع الموظفين و عائلتهم و المجتمع المحلي والمجتمع‬
‫ككل لتحسين نوعية الحياة لجميع األطراف"‪ ،‬ومجمل القول نجد تعريف شامل‬
‫للمؤسسة الدولية لتقييس حول المسؤولية االجتماعية ‪ ISO :‬حيث عرفتها على انها‬
‫مسؤولية المنظمة اتجاه قرارتها و أنشطتها (منتج و ‪/‬أو خدمة) على المجتمع و‬
‫البيئة‪ ،‬بواسطة سلوك أخالقي‪ ،‬شفاف و الذي يتالئم مع التنمية المستدامة و رفاهية‬
‫المجتمع ‪ ،‬وياخذ في االعتبار تطلعات المجتمع‪ ،‬ويتطابق مع القانون المطبق و‬
‫معايير السلوك‪ ،‬ويدمج بكامل المنظمة ‪.‬‬
‫مبادئ المسؤولية االجتماعية ‪ :‬المسؤولية االجتماعية أصبحت منهج كامل لتقدم‬
‫الدول ورقيها‪،‬و الذي تعتمده من خالل تطبيقها للعديد من االتفاقيات و الوصايا عبر‬
‫تهاا سواء االقتصادية العامة أو االدارية العامة‪،‬و أهم هذه الوصايا هي‬
‫منظما ‹‬
‫الوصايا المشتركة ما بين األمم المتحدةُ و منظمة التعاون و التنمية االقتصادية‬

‫‪78‬‬
‫‪ ODCE‬التي تعد بااللتزام األخالقي و تضم مجموعة من القيم¬‪ M‬في المجاالت‬
‫التالية ‪:‬‬
‫حقوق االنسان ‪ :‬و يكون ذلك بدعم المنظمة لحماية حقوق االنسان دوليا‪،‬مع ضمان‬
‫عدم انتهاكهما ‪.‬‬
‫ممارسات العمل‪ :‬تعتمد على دعم المنظمة لحرية تكوين الجمعيات و النقابات و‬
‫االعتراف الفعلي بالحق في المساواة أمام فرص العمل‪ ،‬مع القضاء على كافة أشكال‬
‫العمل القصري‪ ،‬الجبري‪ ،‬و عمالة االطفال ‪.‬‬
‫ممارسات العمل العادلة‪ :‬من خالل القضاء على التمييز في التوظيف تحقيق‬
‫المساواة بين الرجل و المرأة بالعمل و توفير فرص العمل لذوي االحتياجات ‪.‬‬
‫البيئة‪:‬تتحقق القيمة البيئة لمنظمة العامة من خالل دعم سياستها لنهج احترازي‬
‫يتعلق بالتحديات التي تواجهها البيئة‪.‬‬
‫المسؤولية اتجاه العميل‪ :‬احترام (المستهلك‪،‬المستخدم‪،‬او الزبون)‪،‬من خالل دمج‬
‫تطلعاته بسياسة المنظمة العامة ‪.‬‬
‫مشاركة تنمية المجتمع‪ :‬من خالل مكافحة الفساد بكل أشكاله بما في ذلك االبتزاز‬
‫و الرشوة‪ ،‬عمال بمبادئ الحكم الراشد‪.‬‬
‫المسؤولية االجتماعية و أصحاب المصلحة ‪ :‬يندمج مفهوم المسؤولية االجتماعية‬
‫با إلدارات العمومية ‪،‬ضمن المنطلق الذي تسير عليه نظرية أصحاب المصالح‪ ،‬و‬
‫التي تشغل حاليا اهتمام العديد من الباحثين و كذلك األطراف التي تربطها إلدارة‬
‫العمومية مصلحة سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬و لتحديد أهمية أصحاب‬
‫المصلحة باستراتيجيات المسؤولية االجتماعية لإلدارة العمومية ‪،‬يجب علينا أوال‬
‫ايضاح مفهوم أصحاب المصلحة‪،‬و الذي أصله انجليزي ‪ Stakeholder‬و غالبا ما‬
‫يترجم إلى الفرنسية تحت مصطلح ‪ prenante partie‬و الذيُ يعني "الطرف‬

‫‪79‬‬
‫المعني" أو حتى" الطرف المستحق "‪ ،‬و أستخدم المصطلح أول مرة من قبل‬
‫‪Freeman‬سنة ‪، 0963‬كما تتعدد التعاريف التي تحدد مفهوم أصحاب المصلحة‪،‬‬
‫و الذي يؤكد من خالله على وجوب فهم أن المنظمة جزء أساسي من المجتمع‬
‫األوسع‪ ،‬و أصحاب المصلحة هم أي مجموعة أو فرد يمكن أن يتأثر أو يؤثر في‬
‫تحقيق أهداف المنظمة‪ ،‬على أن تحترم حقوقهم ‪،‬كما انه و منذ بداية القرن الحادي و‬
‫العشرين‪ ،‬يتضمن تحديد مجال المسؤولية و ال تنتهك من خالل إجراءات عمل‬
‫المنظمة االجتماعية للمنظمات مفهوم أصحاب المصلحة من خالل اإلشارة إلى تأثير‬
‫أنشطة المنظمة على بيئتها وعواملها الخارجية‪ ،‬و تؤكد األعمال المقدمة ادبيات‬
‫االدارة أن المسؤولية االجتماعية للمنظمات تعني بالضرورة األخذ بعين االعتبار‬
‫الجهات الفاعلة الداخلية(المسير ين‪ ،‬الموظفين‪ ،‬والنقابات)‪،‬و‬ ‫توقعات جميع‬
‫الخارجية للمنظمة(العمالء و المستخدمين‪ ،‬الموردين‪ ،‬والدائنين والمجتمع) والتي‬
‫يمكن أن تتأثر بعملها‪ ،‬وبهذا المعنى‪ ،‬يرتبط مفهوم المسؤولية االجتماعية للمنظمات‬
‫وأصحاب المصلحة ارتباطا وثيقا ببعضهما‪، .‬فضال على أن االهتمام بمفهوم‬
‫أصحاب المصلحة كان لجعل مسيري المنظمات و قاد‹تها على بينة من أهمية النظرة‬
‫االستراتيجية إلدارة المجموعات أو األفراد المعنيين لتأثيرات االقتصادية ‪،‬االجتماعية‬
‫‪،‬البيئية والمجتمعية لقرار ات المنظمة وأنشطتها‪.‬‬

‫تحسين ادا ء المنظمة من اجل التوجه الجديد ‪:‬‬


‫االدارة العمومية و لرفع أدائها يجب أن تنطلق من بيئتها التنظيمية الداخلية‬
‫نحو الخارجية ‪،‬ما يعني وجوب تحقيق الوجه الداخلي لألداء الذي يتجه‬
‫نحو العمليات المفتاحية و هي ‪،‬ارضاء المستخدمين‪، ،‬و حدد اليات هذا‬
‫الوجه من االداء ‪John‬‬

‫‪81‬‬
‫والمتمثلة في‬ ‫سنة ‪ 0993‬بالمختصر الخمس من" ‪"f‬‬ ‫‪Saunders‬‬
‫‪ Focus‬اي التركيز على رضا المستخدمين ‪،‬العمل على النوعية ‪،‬وخلق‬
‫القيمة‪.‬‬
‫يضم أبعاد و هي اقتصادية ‪،‬اجتماعية ‪،‬مجتمعية ‪،‬مالية وبيئية‪،‬التي ‹تهم كل من‬
‫المنظمات المجتمعات االنسانية‪ ،‬من الموظفين و المواطنين ‪،‬أما مركز المدراء‬
‫الشباب للمؤسسات فيرى أن االداء الشامل يشمل ثالثة أبعاد و هي‪:‬‬
‫االداء االقتصادي‪ :‬يعكس ثقة أصحاب المصلحة بمقاييس الميزانية و جدول‬
‫الحسابات‪.‬‬
‫االداء االجتماعي‪ :‬يعكس وضعية الموظفين داخل المنظمة‪.‬‬
‫االداء البيئي ‪ :‬هو الجانب الذي يعكس اهتمام المنظمة اتجاه حماية البيئة و‬
‫الحفاظ عليها‪.‬‬
‫تشمل هذه الخطوط القاعدية الثالثة االداء االقتصادي االجتماعي ‪ ،‬و البيئي‪،‬‬
‫تمثل القاعدة االساسية التي تعتمد عليها المنظمة في خلق التنمية المحلية المستدامة‬
‫‪،‬و تبني هذه القاعدة وفق المنهج التالي‪:‬‬
‫االساس االقتصادي‬ ‫االساس االجتماعي‬ ‫االساس البيئي‬
‫_ السياسة االقتصادية‪.‬‬ ‫السياسة االجتماعية‪.‬‬ ‫_ اإلدارة البيئية‬ ‫المحور‬
‫_االستثمار المسؤول‪.‬‬ ‫_االستثمار من أجل االداء االجتماعي‪.‬‬ ‫السياسي‪.‬‬
‫_التقارير المالية ‪.‬‬ ‫المؤثرات االجتماعية‪.‬‬ ‫البيئة‪.‬‬
‫االستثمار الخالق للقيمة‪.‬‬ ‫_االستراتيجية‬
‫البيئية ‪.‬‬
‫_السياسة البيئية‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫_توفير الطاقة‪.‬‬
‫_التكيف مع البيئة‪_ .‬تحسين ظروف الحياة _استعادة التكاليف الخفية‬ ‫المحور‬
‫الذاتي‬ ‫_التمويل‬ ‫مع بالعمل‬ ‫_العالقات‬ ‫التسييرى‬
‫للمسؤولية االجتماعية‪.‬‬ ‫اصحاب المصلحة‪_ .‬اثراء االنشطة‪.‬‬
‫_ االداء االقتصادي‪.‬‬ ‫معايير _تدريب الموظفين‪.‬‬ ‫_دمج‬
‫الداخلي‬ ‫_التواصل‬ ‫االداء‪.‬‬
‫والخارجي ‪.‬‬
‫على‬ ‫التسيير‬ ‫_ادارة ظروف الحياة _مراقبة‬ ‫_االدارة البيئية ‪.‬‬ ‫محور االليات‬
‫االقتصادي‬ ‫المستوى‬ ‫_لوحة تحكم االدارة بالعمل ‪.‬‬
‫_ادوات ادارة المسؤولية واالجتماعي‪.‬‬ ‫االستراتيجية ‪.‬‬
‫التوجيه‬ ‫_مؤشرات‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫_االداء البيئي‪.‬‬
‫الوقت االقتصادي‪.‬‬ ‫العمل _ادارة‬ ‫_تخطيط‬
‫االقتصادي‬ ‫_التوازن‬ ‫والتخطيط‪.‬‬ ‫االستراتيجي ‪.‬ادار‬
‫والتوفيق بين المشاريع‪.‬‬ ‫‪.‬ادارة الكفاءات‪.‬‬
‫على‬ ‫‪.‬التفاوض‬
‫االهداف‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬أمينة عزوز‪ ،‬العربي غريس‪ ،‬تأثير المسؤولية االجتماعية على االداء‬
‫الشامل لإلدارة العمومية دراسة حالة بلدية سعيدة‪ ،‬مجلة مجامع المعرفة ‪،‬العدد‪2‬‬
‫‪.2109،‬ص ‪97‬‬

‫‪82‬‬
‫المحور الثامن ‪:‬نماذج وتجارب عن االتجاهات الجديدة للحكم المحلي‬
‫المدن الذكية نموذجا ‪:‬‬
‫مفهوم المدن الذكية‪ :‬تم اقتراح العديد من التعاريف للمدن الذكية على حسب‬
‫المفاهيم والمصطلحات االصلية عن طريق استبدال كلمة ذكي برقمي ‪،‬وبعض‬
‫التعريفات تعتمد المجتمع بدل المدينة‪ .‬لكن يجب ان تأخذ بعين االعتبار جميع‬
‫العناصر والمتمثلة في المكونات التالية ‪:‬الحدود‪ ،‬النطاق‪ ،‬المواطنين ‪،‬التكنولوجيا‬
‫والحكم ‪،‬ويمكن ان يكون لها بعد حضري او محلي ‪،‬وطني او عالمي‪.‬‬
‫المدينة الذكية لها اهداف محددة وقابلة للقياس فيما يتعلق بالجوانب التالية‪:‬‬
‫االستدامة البيئية خلق رأس مال فكري ذكي ومشاركة المواطنين ‪.‬وتكون ذكية‬
‫‪،‬رقمية‪ ،‬سلكية‪ ،‬مستدامة‪ ،‬شاملة وديمقراطية‪ ،‬أي يمكن أن نقول عن المدينة الذكية‬

‫‪83‬‬
‫أنها منطقة جغرافية محددة فيها تقنيات عالية من تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫واللوجستيات وانتاج الطاقة‪...‬الخ‪.‬‬

‫وتكون المدينة ذكية عندما تستثمر في رأس المال البشري واالجتماعي وتغذي البنية‬
‫التحتية النمو االقتصادي مما يؤدي إلى الرفاهية ويتأتى ذلك بفضل إدارة حكيمة‬
‫للموارد الطبيعية وحوكمة تشاركية‪.‬‬

‫وعرفت أيضا على أنها‪ " :‬المدينة التي تستخدم بيانات الكترونية متصلة‬
‫ُ‬
‫يبعضها عن طريق شبكات متزامنة للعمل على تنظيم أمور المدينة باالعتماد على‬
‫الحواسيب و البرامج‪ ،‬بحيث يمكن مراقبة حركة الطرق لتخفيف االزدحام وتامين‬
‫معلومات أفضل حول المواطنين ‪.‬‬

‫أما المدينة الذكية المستدامة‪ :‬يعيني مدينة مبتكرة تقوم على استعمال تكنولوجيات‬
‫المعلومات واالتصاالت وغيرها من الوسائل لتحسين نوعية الحياة وكفاءة العمليات‬
‫والخدمات الحضرية والقدرة على المنافسة مع ضمان تلبية احتياجات األجيال‬
‫الحا ضرة والمقبلة فيما يتعلق بالجوانب االقتصادية واالجتماعية وتمثل المدن الذكية‬
‫المستدامة مجاال رئيسيا لتطبيق تكنولوجيات إنترنت األشياء‪( :‬وهي إشارة إلى شبكة‬
‫من أجهزة الحوسبة المتنامية بسرعة للتواصل مع بعضها البعض وتبادل البيانات‬
‫وتتضمن أجهزة االستشعار والبرمجيات ‪،‬بحيث تُم ِّّكن المليارات من األجهزة واألجسام‬
‫المجهزة بأجهزة استشعار ذكية من التواصل مع بعضها البعض‪ ،‬وجمع المعلومات‬
‫في الوقت الفعلي‪ ،‬وارسال هذه البيانات‪ ،‬عبر االتصاالت الالسلكية‪ ،‬إلى أنظمة‬
‫التحكم المركزية‪ .‬وهذه بدورها‪ ،‬تدير حركة المرور‪ ،‬وتخفض استخدام الطاقة‪ ،‬وتحسن‬
‫مجموعة واسعة من العمليات والخدمات الحضرية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫فدمج هذه التكنولوجيات في أنظمة المدن سيجعل لهذه األنظمة مكان في العالم‬
‫االفتراضي‪ ،‬ما يساعدنا على فهم أفضل للطريقة التي تعمل بها األنظمة اإليكولوجية‬
‫المعقدة للمدن‪.‬‬

‫كما تُعرف المدن الذكية على أنها ‪" :‬المدن التي تعمل على تطوير واقعها نحو‬
‫الحداثة ‪،‬و الحد من التكديس السكاني ومن التلوث‪ ،‬وأيضا في توسعة المساحات‬
‫الخضراء و استدامتها وتقديم الخدمات عبر شبكات الكترونية مترابطة و تخفيف‬
‫االعتماد في استهالك الطاقة عبر أجهزة االستشعار عن بعد ويتم تحديد عمل‬
‫المدينة من خالل فعالية وكفاءة األنظمة سواء كانت كلية أو فردية‪، .‬فهي المدينة‬
‫التي توفر الخدمة الجيدة لمواطنيها باستخدام التكنولوجيا لحل تحديات طويلة األجل‬
‫مما يؤدي إلى زيادة التحضر‪.‬‬
‫اهمية المدن الذكية‪ :‬اصبح تطبيق التكنولوجيا وحلول المدن الذكية اكثر ضرورة‬
‫حيث باتت التكنولوجيا تتقدم بوتيرة سريعة اذ اصبح من المتوقع ايصال ‪ 51‬مليار‬
‫جهاز باألنترنت في افاق ‪،2151‬في المقابل توفر المدن الذكية بفضل التكنولوجيا‬
‫العالية للشركات والمواطنين البنية التحتية لالتصاالت الحديثة وعالية السرعة وباقل‬
‫تكلفة في حين ينتقل اكثر من ‪ 0.2‬مليون شخص في العالم للعيش في المدينة كل‬
‫اسبوع‪.‬‬
‫وبهذه االستراتيجية فان المدن الذكية تزيد من قدرتها على المنافسة والبقاء وتنمية‬
‫اقتصادها القائم على المعرفة ‪،‬ويساهم ذلك في جلب المواهب الذكية واالستثمار‬
‫التجاري‪ .‬ومن اسباب انشاء المدن الذكية ما يلي ‪:‬‬

‫_ الهجرة المتزايدة من الريف الى المدينة ؛‬

‫_ظاهرة تناقص ميزانيات البلديات حول العالم؛‬

‫‪85‬‬
‫_ تأثر عالقات العمل بالعلم الرقمي؛‬

‫_التطور المطرد للتكنولوجيا‪.‬‬


‫‪ 0‬ركائز المدن الذكية ‪:‬تتطور المدن الذكية بناءا على ستة ابعاد تعتبر بمثابة‬
‫ركائز رئيسية متمثلة فيما يلي‪،‬‬

‫‪ _4.2‬االقتصاد الذكي(التنافسية)‪ : smart economy :‬ينظر عادة عند الحديث‬


‫عن االقتصاد الذكي الى الممارسات والتطبيقات المتعلقة به‪،‬مثل التجارة االلكترونية‬
‫واالعمال االلكترونية وزيادة االنتاجية‪،‬يشمل االقتصاد الذكي استخدام التكنلوجيا‬
‫الذكية لضمان الترابط المحلي والعالمي وتدفق البضائع المادية واالفتراضية‬
‫والخدمات والمعرفة‪.‬‬

‫‪ 4.0‬االشخاص االذكياء‪: smart people :‬يعتبر المواطن في المدينة الذكية واعيا‬


‫ويتمتع بثقافة المسؤولية االلتزام واال ال يكتب للمدينة الذكية عمراطويال‪،‬وعلى‬
‫المواطنين اكتساب مهارات الكترونية من اجل تمكينهم من استخدام ومعالجة‬
‫البيانات‪.‬‬

‫‪ 4 .1‬الحوكمة الذكية‪:smart gouvernance:‬تعد الحوكمة المحلية للمدن من‬


‫االمور الدقيقة والحساسة ال نها اساسا تحتاج الى حكومة سياسية لديها قابلة العمل‬
‫على ثالث مستويات مختلفة داخل المدينة لمواطنيها والتنسيق والحكم بتجانس مع‬
‫الحكومة المركزية واالحتفاظ بقنوات مفتوحة لالتصال مع حكومات المدن االخرى‬
‫داخل المنطقة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ 4.5‬الحركة الذكية‪:smart mobility:‬الحركة الذكية من اكثر ركائز المدينة الذكية‬
‫ومن الممكن تنسيق كافة مستويات النقل وتكاملها لتصبح منصة افتراضية موحدة بما‬
‫في ذلك السيارات القطارات الطائرات ‪،‬بمعنى توفير النقل االمن والنظيف والسريع‪.‬‬

‫‪ 4.6‬البيئة الذكية‪:smart environment:‬يشمل ذلك الطاقة الذكية بما في ذلك‬


‫المتجددة منها ومراقبة التلوث والتحكم فيه وتجديد المباني الخضراء والتخطيط‬
‫الحضري االخضر‪.‬‬

‫‪ 4.7‬المعيشة الذكية ‪:‬جودة الحياة ‪: smart living‬تسمح هذه الركيزة باستخدام‬


‫التكنولوجيات الذكية لجعل نمط الحياة مريحا وسهال ‪،‬وهذا من شانه تعزيز مشاركته‬
‫ليصبح مصد ار رئيسيا للتغذية الراجعة لحكومة المدينة ‪،‬وتوفر المعيشة الذكية حياة‬
‫امنة وصحية في مدينة نابضة بالحياة الثقافية مع تنوع في المرافق واقامة في سكن‬
‫عالي الجودة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المدن الذكية في مواجهة جائحة كورونا‪ :‬نماذج عالمية رائدة‪:‬‬

‫تعتبر المدن في طليعة الكيانات المتأثرة بفيروس "كوفيد ‪ ،"09‬كما أن المدينة‬


‫بشكلها التقليدي لم تعد الخيار المفضل والمناسب للعيش والعمل‪ ،‬وبالتالي لم تعد‬
‫المدينة الذكية في وقتنا الراهن ضربا من الخيال‪ ،‬بل أصبحت واقعا ملموسا حتى وان‬
‫اختلف مستوى ذكائها وتطورها ونضج خدماتها بين واحدة وأخرى‪ .‬ومما ال شك فيه‬
‫أن أنماط الحياة بشكلها التقليدي المعروف لن تعود إلى ما كانت عليه قبل انتشار‬
‫"كوفيد ‪ ،" 09‬فقد أفضت الجائحة إلى واقع جديد مختلف كليا وأسست لمرحلة جديدة‬

‫‪87‬‬
‫من التعاطي مع مستوى العمل‪ ،‬وادارة االستثمارات‪ ،‬والتعاطي االجتماعي‪ ،‬ولفتت‬
‫األنظار إلى مسألة مهمة جدا وهي آلية تقديم الخدمات الحكومية‪ ،‬وخيارات الشراء‬
‫عبر اإلنترنت‪ ،‬وحلول التجارة الرقمية‪ ،‬وكرست الحاجة الفورية إلى ضرورة اتخاذ‬
‫خطوات فورية لمواجهة هذه التحديات بما يضمن استمرار عجلة الحياة واإلنتاج‬
‫‪.‬‬
‫والعمل ومدى انعكاسها على مؤشرات االقتصاد ومعدالت النمو بشكل عام‬

‫وهنا نجد المدن الذكية نجحت في مساعدة األجهزة الحكومية على التعامل مع‬
‫جائحة كورونا بشكل أكثر كفاءة مقارنة بالمدن التقليدية التي لم تشهد تطو ار كبي ار في‬
‫استخدام التكنولوجيا في إدارة المرافق الحيوية وأنظمة األمان والسالمة‪.‬األمر الذي‬
‫دفع خبراء في مجال المدن الذكية إلى القول‪ ،‬بأن البشرية شهدت وستشهد تحوالت‬
‫جذرية في سلوكها المعتاد بسبب جائحة كورونا‪ ،‬وان هذه السلوكات تدفع الدول‬
‫للتفكير بتحديث مدنها وتبني فكرة المدن الذكية‪.‬‬

‫وفي أثناء جائحة كورونا أثبتت المدن الذكية كفاءة أفضل في توفير الخدمات‬
‫للسكان خاصة في حاالت اإلغالق التام أو الجزئي‪ .‬فالمدينة الذكية مؤهلة لتوفير‬
‫خدمات التعليم عن بعد للمدارس والطالب‪ ،‬واتمام عمليات الدفع اإللكتروني بسهولة‬
‫وأمان‪ ،‬وتوفير الدعم الالزم للشركات حتى يعمل الموظفون عن بعد بسالسة ودون‬
‫انقطاع‪ ،‬وهناك أيضا ميزة استخدام الروبوتات أو السيارات ذاتية القيادة التي تقوم‬
‫بالعديد من األعمال وتقلل من التواصل البشري‪ ،‬وهذا يسهم في الحد من نقل‬
‫العدوى‪.‬‬

‫وقال أسيم جوشي قائد المدن الذكية العالمية في شركة "هوني ويل "‬
‫)‪(Honeywell‬إن الطريق لمواجهة الجوائح المقبلة هو االعتماد على المدن الذكية‬
‫في الوقاية‪ ،‬وذلك عن طريق التنبؤ بحدوث الجائحة وتقليل احتمالية الحدوث‬
‫‪88‬‬
‫واالستجابة السريعة والذكية عند بدايتها‪ .‬وتتم عملية التنبؤ بتحليل المعلومات‬
‫الصحية دوريا‪ ،‬ومراقبة جودة الهواء واالنبعاثات وادارة المياه والطاقة داخل المدن‪،‬‬
‫واتباع التباعد االجتماعي عن طريق اعتماد تقنيات عدم التالمس مثل تطبيقات الدفع‬
‫والمصاعد الذكية ووسائل النقل ذاتية القيادة‪ .‬أما عمليات االستجابة السريعة فتتم عن‬
‫طريق مركز تحكم المدينة الذي يقوم بتنظيم حركات المرور والخدمات الصحية‬
‫المقدمة‪ ،‬وارشاد المواطنين إلى بروتوكوالت الحماية‪ ،‬ومراقبة االلتزام بالتباعد‬
‫االجتماعي عن طريق التطبيقات الذكية‪ .‬وحتى تستطيع الحياة في هذه المدن الذكية‬
‫يجب أن تكون على قدر من االنفتاح وتقبل العادات الجديدة‪ ،‬وقد أثبتت جائحة‬
‫كورونا قدرة البشر على تغيير عاداتهم وايجاد عادات جديدة تتناسب مع الوضع‬
‫الطبيعي الجديد"‪.‬في هذا اإلطار‪ ،‬سنقدم مجموعة من المدن الذكية كانت نموذجا‬
‫رائدا في التعامل مع مخرجات جائحة كورونا أهمها‪:‬‬

‫‪ -2‬مدينة سنغافورة‪:‬‬
‫حسب إطار بي دبليو سي لمرونة المدن‪ 2‬اتخذت الحكومة السنغافورية‬
‫إجراءات حاسمة لزيادة وعي المواطنين حول تأثير فيروس كوفيد‪ 09-‬مستفيدة في‬
‫ذلك من تميزها في مجاالت تقنية المعلومات وتحليالت البيانات‪ .‬حيث توفر‬
‫مجموعة تواصل تديرها الدولة على تطبيق "واتس آب" للمواطنين وتوفر هذه‬
‫المجموعة تحديثات يومية حول الحاالت المؤكدة وتوضيحات حول الشائعات‬
‫المنتشرة باإلضافة إلى التصريحات الحكومية‪.‬‬
‫ولم تتردد سنغافورة في استغالل هذه الميزات منذ بداية الجائحة‪ ،‬فكانت من‬
‫أول من قام بتفعيل أنظمة المراقبة والتتبع الرقمية‪ .‬ومع كون سنغافورة تفتخر‬
‫بامتالكها أعلى نسب تطعيم في العالم (‪ % 81‬من السكان) إال أنها ما زالت تُخضع‬

‫‪89‬‬
‫سكانها لقيود صارمة لمجابهة المتحورات الجديدة‪ .‬وأصبح العمل عن بعد هو الواقع‬
‫لغالبية السكان والذي خفف من الزحام في األماكن والمواصالت العامة‪ .‬وتم الحد من‬
‫القدرة االستيعابية للمناطق السياحية واألسواق التجارية‪ ،‬باإلضافة إلى انتشار موجهي‬
‫التج معات في كل أرجاء المدينة لضمان التزام التجمعات بمعايير السالمة‪ ،‬وفي حال‬
‫قيام أحد األفراد بتجاوزها يوجب عليه دفع غرامات هائلة‪ .‬ويستطيع عامة الناس‬
‫أيضا تتبع التجمعات في األسواق التجارية والمحال التجارية ومكاتب البريد باستخدام‬
‫تطبيق خاص لتجنبها‪.‬‬

‫‪ -0‬مدينة دبي‪:‬‬

‫حسب تقرير صادر عن مؤسسة أكسفورد بيزنس‪ ،‬فإن اإلمارات قدمت‬


‫نموذجا قويا للمدن الذكية خالل أزمة كورونا‪ ،‬إذ نجحت دبي في توظيف تكنولوجيا‬
‫تتبع الهواتف المحمولة من خالل األبراج الخلوية لضمان االمتثال إلرشادات التباعد‬
‫االجتماعي‪ .‬كما قامت دبي بتعديل نظام مراقبة الذكاء االصطناعي الذي يعمل على‬
‫قراءة اللوحات المعدنية للسيارات من أجل تحديد المواطنين الذين يغادرون منازلهم‬
‫أثناء فترات حظر التجول‪ ،‬وهو نظام ذكي مصمم باألساس للحد من الحوادث‬
‫المرورية‪.‬‬

‫ويمكن تلخيص النموذج الناجح لدبي في التعامل مع الجائحة في أربعة نقاط‬


‫رئيسية تتضمن‪:‬‬

‫أوال‪ :‬وجود حكومة ذكية متطورة تشكل منصة لتقديم خدمات موثوقة تضم‬
‫تحت مظلتها جميع الجهات الحكومية في اإلمارة‪ ،‬ثانيا‪ :‬البنية التحتية ذات الكفاءة‬
‫العالية والجودة المتميزة التي تعد األفضل واألكفأ على مستوى العالم في إنجاز جميع‬

‫‪91‬‬
‫المعامالت بسرعة‪ ،‬وثالثا‪ :‬وجود مجموعة ضخمة من قواعد البيانات الضخمة التي‬
‫تشكل ثروة وطنية مهمة يمكن الرجوع إليها واالستناد إلى معطياتها‪ ،‬ورابعا‪ :‬امتالك‬
‫عناصر بشرية تتميز بأعلى درجات الكفاءة والخبرة والمهنية‪ ،‬استطاعت اإلشراف‬
‫على العمل وقيادته خالل المرحلة الماضية بمسؤولية وثقة‪..‬‬

‫وقد انعكس هذا بشكل جلي في الواقع‪ ،‬من خالل استمرار الحياة في دبي‬
‫على مستوى قطاع األعمال والخدمات الحكومية‪ ،‬واستطاعت الشركات خالل فترة‬
‫اإلغالق التام وبرنامج التعقيم الوطني مواصلة عملها بشكل جيد‪ ،‬كما استمر قطاع‬
‫التجزئة والتجارة اإللكترونية في تقديم خدماته للمتعاملين وتلبية احتياجاتهم بكفاءة‬
‫عالية‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬لم يكن هناك أي انقطاع على مستوى المنظومة التعليمية‪،‬‬
‫حيث واصلت المدارس والجامعات في اإلمارة دورها في تزويد طالبها بالعلوم‬
‫والمعارف من خالل المنصات الرقمية التفاعلية‪.‬‬

‫‪ -1‬مدينة سيول‪:‬‬

‫وأشارت أكسفورد بيزنس إلى أن كوريا الجنوبية قدمت أحد أقوى نماذج‬
‫تقنيات المدن الذكية‪ .‬وأوضحت أن نظام مركز بيانات المدينة الذكية في كوريا قدم‬
‫للحكومة تكنولوجيا تتبع متطورة باستخدام بيانات الكاميرات وأجهزة االستشعار‪ ،‬مما‬
‫ساعد البالد على خفض معدالت اإلصابة سريعا دون اللجوء إلى اإلغالق الكامل‪.‬‬

‫وهنا نشير إلى فكرة مهمة اكتسبت رواجا كبي ار بين مخططي المدن خالل‬
‫جائحة "كوفيد‪ ،"09-‬وهي فكرة "مدينة في ‪ 25‬دقيقة" والتي يتمثل الهدف منها‪،‬‬
‫بوصول السكان من المنزل إلى أماكن العمل والترفيه خالل ‪ 05‬دقيقة‪ ،‬سي ار على‬
‫األقدام‪ ،‬أو على دراجة‪ .‬وفي هذا الخصوص‪ ،‬يتم التخطيط حاليا لتشييد حي أكثر‬

‫‪90‬‬
‫طموحا في سيؤول‪ ،‬عاصمة كوريا الجنوبية‪ ،‬وهذا من خالل تحويل موقع صناعي‬
‫قديم إلى مدينة "ذكية" مترابطة‪ ،‬من خالل الجمع بين ثمانية مبان سكنية‪ ،‬تتضمن‬
‫مكاتب عمل مشتركة‪ ،‬ومساحات للدراسة‪ ،‬كما تتوزع أماكن الترفيه ومراكز للياقة‬
‫البدنية‪ ،‬وحمامات السباحة‪ ،‬باإلضافة إلى المزارع الحضرية المائية‪ ،‬على مساحة‬
‫تزيد قليال عن نصف كيلومتر مربع‪ .‬مع العلم أنه سيتم توليد الطاقة النظيفة في‬
‫الموقع ذاته‪ ،‬وتصميم أنظمة اللتقاط وتخزين األمطار بهدف تقليل استخدام المياه‪،‬‬
‫كما أن هذا الحي سيكون خاليا من السيارات وأن جميع وسائل الراحة في المدينة‬
‫ستبعد ‪ 01‬دقائق‪ ،‬من المنازل سي ار على األقدام‪ ،‬أي تشييد "مدينة في ‪ 01‬دقائق"‪.‬‬

‫‪ -4‬مدينة الرياض‪:‬‬
‫تضم مدينة الرياض حوالي ‪ %25‬من سكان السعودية وواحدا من أكثر‬
‫المطارات ازدحاما في المنطقة‪ ،‬مما يعني أنها كانت معرضة بشكل كبير لمخاطر‬
‫فيروس كوفيد‪ ،09-‬وكان على الحكومة اتخاذ إجراءات سريعة في سبيل مواجهة‬
‫الفيروس‪ .‬وقد لعبت مبادرات الصحة الرقمية بقيادة و ازرة الصحة في مدينة الرياض‬
‫دو ار حيويا في مكافحة الجائحة والحد من انتشارها‪ ،‬ومنها على سبيل المثال مبادرة‬
‫"خليك فالبيت ودواءك يجيك" التي توفر للمرضى خدمة توصيل األدوية إلى المنازل‪،‬‬
‫وتطبيق "صحة" الذي يوفر استشارات طبية عن بعد‪ ،‬باإلضافة إلى تقنية تتبع‬
‫المخالطين للمصابين بالفيروس من خالل تطبيق "تباعد"‪.‬‬
‫‪ -5‬مدينة هلسنكي‪:‬‬
‫اعتمدت مدينة هلسنكي الفنلندية منهج المدن العملية الذي يتألف من ثالث‬
‫ركائز وهي ا لمدينة الذكية (وفيها يتم تعزيز أساس تقديم الخدمات بكفاءة وفعالية من‬
‫خالل االبتكار والتكنولوجيا الرقمية) والمدينة الشاملة (وفيها يأتي المجتمع في لب‬

‫‪92‬‬
‫المجاالت من ناحية التصميم وتقديم الخدمات العامة) والمدينة المستدامة (التي تركز‬
‫على هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام ‪.)2135‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬صرح جان فابافوري‪ ،‬عمدة مدينة هلسنكي‪ ،‬قائال‪" :‬تسعى‬
‫هلسنكي لتكون المدينة األكثر فاعلية في العالم‪ .‬وتستند استراتيجيتها في هذا الصدد‬
‫إلى نموذج قيادة شامل يتم في ضوئه بناء كل جانب من جوانب إدارة المدينة‬
‫ومهامها بصورة أفضل من خالل اتباع فكرة األداء الوظيفي الفعال"‪.‬‬
‫ويظهر إطار عمل مرونة المدينة الذي أطلقته بي دبليو سي مدى قدرة المدن‬
‫ُ‬
‫على اإلبحار في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر في أعقاب وقوع الكوارث من خالل‬
‫تسخير واستخدام تقنيات المدن الذكية‪ ،‬بداية من تطبيقات تتبع الهواتف لتحديد مواقع‬
‫حاالت العدوى واإلصابة ومنع انتشارها وصوال إلى تحليالت البيانات التي تتيح‬
‫الرصد في الوقت الفعلي وادارة الخدمات األساسية والبنية التحتية‪ .‬وترافق كل مرحلة‬
‫من مراحل الرحلة كلمة سر ترتبط بها‪ ،‬وهي‪ :‬استشعار التهديد القادم‪ ،‬والتحرك‬
‫بسرعة للدفاع عن نقاط الضعف ودعمها‪ ،‬واالستجابة عن طريق تنفيذ ق اررات منظمة‬
‫ومطلعة والتعافي بعد تحديد األصول الرئيسية ومؤشرات البيانات التي تؤدي إلى‬
‫إطالق تدابير التعافي‬
‫وال شك أن فيروس كوفيد‪ 09-‬جاء ليذكر الجميع أن المدن يجب أن تتشارك‬
‫وتتعاون مع الحكومات الوطنية والمواطنين والمنظمات غير الحكومية واألكاديميين‬
‫والقطاع الخاص تحت ظل منهج يضم العديد من أصحاب المصلحة لضمان إرساء‬
‫مجموعة متسقة من السياسات واإلجراءات المنسقة‪ .‬ويجب أن تعتمد المدن بشكل‬
‫كبير على نفسها وأن تكون أكثر إبداعا وابتكارا‪ ،‬والعمل على ضم كافة أصحاب‬
‫المصلحة في عملية االستجابة لألزمات والتخطيط المتكامل للتعافي‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫ثالثا‪ :‬جائحة كورونا وضرورات التحول نحو المدن الذكية‪:‬‬

‫تزايد سكان المناطق الحضرية في العالم بمقدار ‪ 65‬مليون نسمة في المتوسط سنويا‪،‬‬
‫وهو ما يعادل إضافة سبع مدن بحجم مدينة شيكاغو كل عام‪ .‬وفي ‪ 2104‬كانت‬
‫هناك ‪ 28‬مدينة عمالقة في العالم تضم ‪ 453‬مليون نسمة‪ .‬وبما أن ‪ %54‬من‬
‫سكان العالم تعيش في المناطق الحضرية فإن المدن تعاني من مجموعة من‬
‫المشكالت المختلفة الناجمة عن تزايد الهجرة من الريف إلى المدينة‪ ،‬ووفقا للتوقعات‬
‫فإن هذه االتجاهات ستتزايد‪ ،‬ومن المنتظر أن ترتفع النسبة اإلجمالية لسكان العالم‬
‫القاطنين في المدن إلى ‪ %66‬بحلول العام ‪ .2151‬واذا كانت المدن توفر نسبة‬
‫تتراوح ما بين ‪ 71‬إلى ‪ %81‬من الناتج المحلي اإلجمالي في كل بلد‪ ،‬وهي تعتبر‬
‫القوى المحركة الرئيسية للنمو االقتصادي العالمي‪ ،‬فنجدها بالمقابل تنتج نسبة ‪%51‬‬
‫‪3‬‬
‫من المخلفات العالمية إلى جانب ‪ %61‬من االنبعاثات العالمية للغازات الدفيئة‪.‬‬
‫إضافة إلى كل هذه التحديات والمعطيات فقد كانت المدن أكثر عرضة لمخاطر‬
‫فيروس كورونا التي ضربت بقوة المنظومة الصحية وكل مناحي الحياة‪.‬‬
‫إال أنه بالمقابل الحظنا مجموعة من المدن واجهت باقتدار مخرجات فيروس‬
‫كورونا وكان العامل المشترك بينها أنها توصف بالمدن الذكية‪ ،‬وعلى هذا األساس‬
‫أصبح العديد من الخبراء وفي مختلف التخصصات ينادون بضرورة التحول إلى‬
‫المدن الذكية واحداث المزيد من التطوير في المدن الذكية القائمة ألن الثورة التقنية‬
‫لن تتوقف والتهديدات التي تتعرض لها المدن لن تتوقف هي األخرى‪ .‬وهنا نجد‬
‫االتحاد الدولي لالتصاالت يقر بضرورة رسم طريق إلرشاد المدن لتغدو ذكية‬
‫ومستدامة في آن واحد‪ .‬وتشدد على أهمية إدراك أن بناء مدن ذكية مستدامة يعني‬
‫الشروع في رحلة متواصلة من التحسين الشمولي المستمر ال تحقيق "حل نهائي"‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬وعلى ضوء الدراسات التي تناولت العديد من التجارب‬
‫العالمية سنحاول تقديم مجموعة من اآلليات التي يجب أن تتم بالمدن القائمة إلضفاء‬
‫الذكاء عليها على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -2‬توفير البيئة القانونية والتشريعية المالئمة‪:‬‬
‫ال يمكن ألي مدينة ذكية العمل إال بإعداد إطار تشريعي مناسب ويتطلب‬
‫االعتماد على تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بالضرورة توفر تشريعات معينة‪ ،‬وال‬
‫تختلف عن التشريعات السبرانية كما هو معروف في مبادرات الحكومة االلكترونية‬
‫وغيرها‪ ،‬ولكن بنيتها المنطقية والمنظمة والنهائية تصبح مهمة لعمليات التطبيقات‬
‫الذكية وحماية المواطن ومشاركته‪ .‬فاالعتماد المتزايد على التقنيات يتطلب تطبيقا‬
‫واعيا لحقوق الملكية الفكرية وخاصة فيما يتعلق بالبرمجيات والمحتوى الرقمي‪ ،‬كما‬
‫يتطلب نمو التعامالت االلكترونية وضع عدد من القوانين الخاصة بإتمام العمليات‬
‫التجارية الكترونيا تساعد في المساواة بين التعامالت الورقية والتعامالت االلكترونية‬
‫من أهمها‪ :‬قانون االتصاالت‪ ،‬قانون حماية الملكية الفكرية‪ ،‬وكذلك قوانين التوقيع‬
‫االلكتروني والمعامالت االلكترونية‪.‬‬
‫إن إنشاء المدينة الذكية يتطلب اعتماد مجموعة من القوانين الحكومية أو‬
‫السياسات الضرورية والهامة هي كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬حماية الخصوصية والمحافظة على المعلومات الشخصية‪.‬‬
‫التعرف على التوقيع الرقمي واستخدامه‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫األعمال االلكترونية (وتشمل التجارة االلكترونية)‪.‬‬ ‫ت‪-‬‬
‫إيداع الملفات الكترونيا في القطاع العام‪.‬‬ ‫ث‪-‬‬
‫مراقبة ومنع الجرائم السبرانية‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫إدارة معلومات المواطن في القطاع العام‪.‬‬ ‫ح‪-‬‬

‫‪95‬‬
‫إدارة الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمشاريع الخدمات‬ ‫خ‪-‬‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫د‪ -‬إدارة المعرفة‪.‬‬
‫‪ -0‬تطوير البنية األساسية لتقنيات المعلومات واالتصاالت بالمدينة‪ :‬ويتم ذلك من‬
‫خالل اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬جمع البيانات وتصنيفها وتحددي حقوق مختلف الجهات العامة والخاصة في‬
‫الوصول للبيانات من قبل اإلدارات المختلفة‪ ،‬وادارة جودتها وصياغتها وتحديث‬
‫بياناتها مع الربط بين القائم والمستحدث منها‪.‬‬
‫ب‪ -‬تطوير شبكة االتصاالت بالمدينة (سلكية والسلكية)‪.‬‬
‫وفي هذه النقطة نؤكد على أن التقدم التقني أسفر عن عالم يفيض بالبيانات‬
‫التي لم يتم استغاللها بعد‪ ،‬ومع تزايد "انترنت األشياء" من المتوقع أن يعزز هذا‬
‫األخير إمكانات جمع البيانات وتحليلها والتصرف على أساسها‪ .‬والبيانات تعني‬
‫المال والحقيقة هي أن البيانات هي من ذهب عندما يتم تحويلها إلى معرفة‪ ،‬وعليه‬
‫على صناع السياسات عدم السيطرة على البيانات واستخدامها لعرض صورة عن‬
‫الدولة تالئم أكثر مصالح القيادة‪ .‬و على الشركات الخاصة خصوصا العمالقة منها‬
‫مثل‪" :‬جوجل‪ ،‬فيسبوك وآبل" التي تملك شريحة كبيرة من البيانات الكف عن لعب‬
‫دور "االستعمار الرقمي"‪ .‬وعليه من المهم إحداث تنسيق جيد بين عمالقة التقنية‬
‫والحكومات لتحقيق منفعة عامة أكبر والعمل على تبادل المعلومات بين الجهات‬
‫الحكومية في حد ذاتها وكل األطراف ذات المصلحة في المدينة الذكية بما يخدم‬
‫مصلحة الجميع وفي إطار تعهدات جماعية‪.‬‬
‫‪ -1‬بناء القدرات والمهارات وادارة التغيير‪ :‬يجب أن تتضمن مبادرة التحول إلى مدن‬
‫ذكية مشروعين عامين وضروريين يتزامن تنفيذهما مع عملية التحول‪ ،‬وهما بناء‬

‫‪96‬‬
‫القدرات وادارة التغيير‪ .‬ويتضمن مشروع بناء القدرات مجموعة من األنشطة المترابطة‬
‫وليست فقط نشاطا ينفذ مرة واحدة أو مشروعا مستقال للتوثق من أن المدينة الذكية ال‬
‫تتضمن التكنولوجيا فقط‪ ،‬بل هي أسلوب حياة وموارد بشرية‪ .‬ويضم بناء القدرات‬
‫غالبا حلقات تدريب مبتكرة وكفؤة لكافة المجاالت بغية إكساب المواطنين المهارات‬
‫الالزمة لدعم تعامله مع تطبيقات المدينة الذكية ورفع قدراته االبتكارية‪ ،‬حيث إنه‬
‫الركيزة األساسية للمنظومة الذكية بالمدينة والمستهدف فيها‪.‬‬
‫أما مشروع إدارة التغيير فعادة تطبيق المدينة الذكية يرافقه صعوبة التكيف مع‬
‫أسلوب الحياة الجديدة بسرعة‪ ،‬خصوصا إذا كان المجتمع يعاني من هوة رقمية‬
‫واسعة بين المواطنين‪ ،‬ولذلك من الضروري إيجاد مشروع خاص إلدارة هذا التغيير‬
‫على كافة المستويات‪.‬‬
‫وتتضمن أهداف مشروع بناء القدرات وادارة التغيير ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تطوير وتنفيذ برنامج توعية حول المدينة الذكية لكبار مسؤولي المدينة‪.‬‬
‫تطوير قدرات كيانات أصحاب المصلحة من خالل التعزيز المؤسسي‬ ‫ب‪-‬‬
‫والتدريب‪.‬‬
‫تأسيس مجموعة المعرفة( أو مركز أو كيان) للمدينة الذكية لتنسيق‬ ‫ت‪-‬‬
‫وتطوير التدريب األساسي على تكنولوجيا المعلومات ولتوفير التدريب‬
‫للجمهور عند الحاجة‪.‬‬
‫تطوير وتنفيذ برنامج توعية حول المدينة الذكية للقطاع الخاص‬ ‫ث‪-‬‬
‫والمواطنين‪.‬‬
‫‪ -4‬االستخدام الواسع والمكثف واآلمن للتطبيقات الذكية‪ :‬يساهم استخدام التطبيقات‬
‫الذكية في تحسين وتطوير العمل على مختلف قطاعات المدينة الذكية‪ ،‬ومن أجل‬
‫تعظيم الفائدة من التطبيقات االلكترونية يجب أن تكون متالئمة مع االحتياجات‬

‫‪97‬‬
‫المحلي‪ ،‬وأن يكون النفاذ إليها متاحا ألكبر شريحة‪ ،‬كما يجب أن تكون سهلة‬
‫االستخدام‪ ،‬ومن المؤكد أن تطوير التطبيقات االلكترونية يتأثر ويؤثر بعناصر‬
‫أخرى‪ ،‬فتوفر شبكات االتصاالت واسعة النطاق شرط الزم لفعالية هذه التطبيقات‪.‬‬
‫ومن تلك التطبيقات نذكر‪ :‬أجهزة االستشعار‪ ،‬الهواتف لذكية‪ ،‬األجهزة‬
‫اللوحية‪ ،‬واألجهزة القابلة لالرتداء وأجهزة نظام تحديد المواقع العالمي‪ .‬وتتطلب‬
‫المنظومة الفاعلة ألنترنت األشياء سواء كانت تشمل (المرافق الذكية أو إدارة المرافق‬
‫أو إدارة المباني أو الرعاية الصحية الذكية) أن تقوم المدينة بمراعاة توحيد األجهزة‬
‫المنتشرة أو استخدام األجهزة مفتوحة المصدر‪ ،‬ومراعاة التطوير في مستويات‬
‫االتصال‪ ،‬ونوع البيانات التي يتم الوصول إليها‪ ،‬والتطبيقات التي تستخدم لمعالجة‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫‪ -4‬توفير التمويل‪ :‬تتطلب عملية التحول تمويال ماديا يجب توفيره من كال‬
‫القطاعين العام والخاص حيث إن العائد من التحول يتمثل في رضا المواطن عن‬
‫حكومته والمزيد من االستثمارات للقطاع الخاص‪.‬‬
‫ويأتي التمويل في مقدمة التحديات التي تواجه العديد من مدن العالم في‬
‫طريق تحولها إلى مدن ذكية‪ .‬وتعكف السلطات المختصة في تلك المدن على ابتكار‬
‫طرق عملية لتمويل المشاريع الذكية‪ .‬وستكون الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬
‫في غضون األعوام القادمة هي أسلوب التمويل السائد في تلك المشاريع بدال من‬
‫االعتماد على مصادر التمويل التقليدية‪ .‬وطُرحت هذه الشراكة في مجال التحول إلى‬
‫المدينة الذكية بالنظر إلى عدم قدرة القطاع العام وحده على تلبية كافة متطلبات‬
‫التحول الذكي ألسباب ال تقتصر على المعرفة والخبرة فحسب بل في قيود الموازنة‬
‫وخاصة لجهة اإلنفاق اإلضافي – في حالة المدينة الذكية‪ -‬على االبتكارات أو تقبل‬
‫مخاطر إضافية في إطار الخطط التجريبية‪ .‬و بالعكس يالحظ أن الشركات الخاصة‬

‫‪98‬‬
‫السيما الكبيرة منها لديها قنوات مالية متنوعة وهي عادة أكثر استعدادا لتحمل‬
‫المخاطر التجارية على أمل جني عوائد مجزية على استثماراتها‪ .‬كما تتمكن الكثير‬
‫من هذه الشركات من الحصول على معلومات اتجاهات السوق وبالتالي بوسعها‬
‫تطبيق استراتيجيات مرنة في اإلدارة‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن تضافر اإلمكانيات الكامنة‬
‫للقطاعين العام والخاص في إطار شراكة حقيقية سيعد ممكنا حاسما في عملية‬
‫التحول إلى المدن الذكية مقارنة بقدرة القطاع الخاص على تحقيق ذلك لوحده‪.‬‬
‫‪ -5‬حوكمة المدن الذكية‪:‬‬
‫ال تختلف حوكمة المدن الذكية عن تلك المتعلقة بالمدن األخرى‪ ،‬ولكنها‬
‫تتطلب أسلوب تفكير يختلف فيما يتعلق بممارسة الحوكمة وليس بما يتعلق بمبادئ‬
‫الحوكمة نفسها‪.‬‬

‫الخـاتمة ‪:‬‬
‫تعتبر دراسة أنظمة اإلدارة المحلية الجديدة في العالم وفي الوطن العربي‬
‫وسبل تطويرها من أهم الدراسات الحديثة التي تساهم في خلق التنمية والتطوير‬
‫اإلداري بالدول العربية حيث نالحظ هناك اتفاق عام لدى كافة األكاديميين والباحثين‬
‫والممارسين في الدول العربية على أن هناك إخفاقات في تطبيق نظام الحكم المحلي‬
‫واإلدارة المحلية حيث لم تتمكن الحكومات المركزية من تعزيز النهج الالمركزي بما‬
‫يمكن من إحداث أهداف التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية على‬
‫المستوى المحلي ‪.‬فلم تمنح الوحدات المحلية السلطات والصالحيات الكافية التي‬
‫تمكنها من إعداد خطط وبرامج التنمية المختلفة ولم تتمكن من اإلشراف على الكثير‬
‫من المشاريع المركزية مما يؤدي إلى سوء التنفيذ وتضارب األولويات وعدم تناغمها‬
‫مع االحتياجات المحلية للمواطنين‪ ،‬وقد رافق ذلك عدم توفير قدرات وامكانات‬

‫‪99‬‬
‫خاصة في مجال البني التحتية التكنولوجية لم تمكن الدارة الحكم المحلي من تحقيق‬
‫اهدافها وانجازاتها الحقيقية ‪.‬‬
‫كما أنه من خالل دراسة اتجاهات تطوير الحكم المحلي في الوطن العربي وألجل‬
‫إصالح الوحدات المكونة الحكم المحلي أمكن االلتزام بما يلي‪:‬‬
‫‪ .‬ضرورة إصالح البنية التحتية لوحدات الحكم المحلي وتوفير المرافق الضرورية‬
‫من مدارس ومراكز صحية ومراكز تكوين وغيرها ‪.‬‬
‫‪ .‬تدريب الموظفين بصفة دورية لرفع كفائتهم المهنية وتوظيف ذو الكفاءات في‬
‫األماكن المناسبة وتحديد مسؤوليات كل موظف داخل الوحدة المحلية ‪.‬‬
‫‪ .‬التخلي عن سياسة التشريع اآلني واعتماد رؤية تشريعية عامة ومستقبلية يراعى‬
‫فيها كل الظروف المحيطة مع إشراك كل الطبقات االجتماعية من منتخبين واداريين‬
‫وأساتذة جامعيين‪ ،‬وكذلك إشراك مؤسسات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني‬
‫في هذا الشان‪.‬‬
‫‪ .‬تشجيع االستثمار المحلي وذلك بتوفير البيئة القانونية والمناخ االجتماعي لجلب‬
‫االستثمار والمستثمرين ‪.‬‬
‫‪ .‬يجب أن ال يكون تغيير المشاريع مرتبط بتغيير األشخاص لكن تبعا لخطة محددة ‪.‬‬
‫‪ .‬الرقابة الفاعلة والفعالة على وحدات الحكم المحلي‪ ،‬وقياس مؤشرات األداء و‬
‫تحليلها‪.‬‬
‫‪ .‬القضاء على مشكلة البطالة التي تعاني منها الدول العربية‪ ،‬وذلك من خالل رسم‬
‫وتنفيذ سياسات وبرامج لتطوير القطاع الخاص وتطوير أسواق العمل في المنطقة‬
‫العربية لتمكينها من استيعاب القوى العاملة الجديدة خاصة خريجي الجامعات‬
‫والمعاهد والمراكز المتخصصة‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫‪.‬التوجه نحو المدن الذكية من اجل رقمنة وشفافية ونزاهة اكثر في التسيير وتحقيق‬
‫التنمية المحلية ‪،‬والرفاه للمواطن المحلي والتي هو اهم مطلي للحكم المحلي الجديد‪.‬‬

‫قائمة المراجع العلمية‪:‬‬

‫‪_1‬محمد الصايغ‪ ,‬ناصر‪ ،‬اإلدارة العامة و اإلصالح اإلداري‪ ,‬ط‪, 0‬األردن‪:‬‬


‫منشورات المنظمة العربية للعلوم االدارية ‪0986,‬‬
‫_ ‪ 2‬محمود الطعامنة‪ ،‬محمد‪ ,‬ومحمد عبد الوهاب‪ ،‬سمير‪،‬الحكم المحلي في الوطن‬
‫و اتجاهات التطوير‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية االدارية‪.‬‬ ‫العربي‬
‫‪_ 3‬محمود أبوبكر‪ ,‬مصطفى‪ ,‬االدارة العامة رؤية استراتيجية لحماية الجهاز اإلداري‬
‫من التخلف والفساد‪2119. ،‬‬
‫‪ _4‬محمد‪ ،‬محمد عبد الوهاب‪ ،‬البيروقراطية في االدارة المحلية‪،‬ط‪, 0‬مصر‪ :‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪.2004 16- ،‬‬
‫‪ _5‬مصطفى خاطر‪ ،‬أحمد‪ ،‬تنمية المجتمعات المحلية نموذج المشاركة في اطار‬
‫ثقافة المجتمع‪ ،‬ط‪, 0‬مصر ‪:‬المكتب الجامعي الحديث‪. 0999 ,‬‬
‫‪ _6‬سمارة الزغبي خالد‪ ،‬تشكيل االمجالس المحلية وأثره على كفايتها‪ ،‬دراسة مقارنة‪:‬‬
‫المملكة المتحدة _فرنسا _ يوغوسالفيا_ مصر_ األردن‪ ,‬ط‪, 3‬األردن‪ :‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪0993.,‬‬
‫‪ _7‬عبد الرزاق الباز داود‪ ،‬الحكومة االلكترونية وأثرها على النظام القانوني للمرفق‬
‫العام و أعمال موظفيه ‪ ،‬مصر‪ :‬منشأة المعارف ‪.2117‬‬
‫‪ _8‬عوابدي عمار‪ ،‬مبدأ الديمقراطية االدارية وتطبيقاتها في النظام اإلداري‬
‫الجزائري‪ ,‬ط‪، 0‬الجزائر ‪:‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.0984 ,‬‬

‫‪010‬‬
‫‪ _9‬علي الخاليلة محمد‪ ،‬االدارة المحلية وتطبيقاتها في كل من االردن و بريطانيا و‬
‫فرنسا و مصر (دراسة تحليلية مقارنة)‪ ,‬ط‪، 0‬االردن‪ :‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪_ .‬‬
‫‪_01‬علي الطهراوي هاني‪ ،‬قانون االدارة المحلية و الحكم المحلي في االردن و‬
‫بريطانيا‪ ,‬ط‪، 0‬االردن‪ :‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪. 2114 ,‬‬
‫‪ _00‬عقيل ايمن‪ ،‬السياسة الشعبية المحلية الواقع‪...‬المشكلة‪...‬الحل‪ ،‬مصر‪ :‬مركز‬
‫ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية للنشر‪. 2119 ,‬‬
‫‪ _02‬فرج الطاهر عالء‪ ،‬الحكومة االلكترونية بين النظرية و التطبيق‪ ,‬ط‪, 0‬االردن‪:‬‬
‫دار الراية للنشر والتوزيع‪.2101 ,‬‬
‫‪ _03‬صابر محي الدين‪ ،‬الحكم المحلي وتنمية المجتمع في الدول النامية‪ ،‬ط‪2‬‬
‫لبنان‪ :‬المكتبة العصرية للطباعة والنشر‪. 0988 ،‬‬
‫‪ _04‬صدوق عمر‪ ،‬دروس في الهيئات المحلية المقارنة‪ ،‬ط‪، 0‬الجزائر‪ :‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪.1980‬‬
‫‪ _05‬نجم عبد هللا‪ ،‬سامي حسن‪ ،‬اإلدارة المحلية وتطبيقاتها في العراق والدول‬
‫المقارنة‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة األهرام‪.2114 ،‬‬
‫‪_06‬بكير‪،‬جالل‪ ،‬أساليب تمويل الحكم المحلي‪ .‬عمان‪ :‬المنظمة العربية للعلوم‬
‫اإلدارية‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪_07‬البناء‪ ،‬عاطف محمد‪ ،‬نظم اإلدارة المحلية‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة القاهرة الحديثة‪،‬‬
‫‪.0986‬‬
‫‪_08‬تأليف جماعي‪ ،‬االتجاهات المعاصرة في النظم المحلية‪ :‬دراسة مقارنة‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪.0983 ،‬‬
‫‪ _09‬ثابت‪ ،‬عبد الرحمن إدريس‪ ،‬المدخل الحديث في اإلدارة العامة‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫الدار الجامعية‪.2111 ،‬‬

‫‪012‬‬
‫‪_21‬الجندي مصطفى‪ ،‬اإلدارة المحلية واستراتيجيتها‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة‬
‫المعارف‪.0987 ،‬‬
‫‪_20‬الجندي ‪ ،‬مصطفى‪ ،‬المرجع في إدارة المحلية المقارنة‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة‬
‫المعارف‪.0980 ،‬‬
‫‪_22‬جودة ‪،‬محفوظ أحمد‪ ،‬اإلدارة العامة وتطبيقاهتا في األردن‪ .‬عمان‪ :‬دار‬
‫الزهراء للطباعة والنشر‪.0997 ،‬‬
‫‪_23‬الحسن ‪،‬يوسف‪ ،‬دراسات في اإلدارة المحلية والحكم المحلي‪ .‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫النهضة العربية‪.0985 ،‬‬
‫‪_24‬حمدي‪ ،‬عادل محمود‪ ،‬االتجاهات المعاصرة في النظم المحلية‪ :‬دراسة‬
‫مقارنة‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪.0973 ،‬‬
‫‪_24‬رشيد‪ ،‬أحمد‪ ،‬اإلدارة المحلية‪ :‬المفاهيم العلمية ونماذج تطبيقية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫المعارف‪.0980 ،‬‬
‫‪_26‬الرواشدة‪ ،‬شاهر‪ ،‬اإلدارة المحلية في المملكة األردنية الهاشمية‪ :‬حاضرها‬
‫ومستقبلها‪ .‬عمان‪ :‬دار مجدالوي‪.0987 ،‬‬
‫‪_27‬الزعبي‪ ،‬خالد سمارة‪ ،‬التمويل المحلي للوحدات اإلدارية المحلية‪ :‬دراسة‬
‫مقارنة‪ .‬عمان‪ :‬المنظمة العربية للعلوم اإلدارية‪.0985 ،‬‬
‫‪_28‬شيهوب‪ ،‬مسعود‪ ،‬أسس اإلدارة المحلية‪ .‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪.0986 ،‬‬
‫‪_29‬الطعامنة‪ ،‬محمد محمود‪ ،‬نظم اإلدارة المحلية‪ :‬المفهوم والفلسفة واألهداف‪.‬‬
‫القـاهرة‪ :‬المنظمـة العربية للتنمية اإلدارية‪.2113 ،‬‬
‫‪_31‬عواضة‪ ،‬حسن محمد‪ ،‬اإلدارة المحلية وتطبيقاهتا في الدول العربية‪ :‬دراسة‬
‫مقارنة‪ .‬بيروت ‪:‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪0983. ،‬‬

‫‪013‬‬
‫‪ _30‬أمينة عزوز‪ ،‬العربي غريس‪ ،‬تأثير المسؤولية االجتماعية على االداء الشامل‬
‫لإلدارة العمومية دراسة حالة بلدية سعيدة‪ ،‬مجلة مجامع المعرفة ‪،‬العدد‪2109.، 2‬‬
‫‪ _32‬االتحاد الدولي لالتصاالت‪ "،‬بناء مدن الغد الذكية المستدامة"‪ ،‬أخبار االتحاد‪،‬‬
‫العدد‪ ،)2106 (2‬ص‪4 ،3‬‬
‫‪ _33‬صليحة فالق‪ ،‬فاطمة فوقة‪ ،‬كلثوم مرقوم «استراتيجيات دعم التحول لمدن ذكية‬
‫في العالم العربي‪-‬باإلشارة لتجربة اإلمارات العربية‪ ،"-‬المجلة الجزائرية للتنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،17‬العدد‪.)2121(2‬‬
‫‪ _34‬عرفان الحسني‪ ،‬هبة عبد المنعم‪" ،‬المدن الذكية في الدول العربية‪ :‬دروس‬
‫مستوحاة من التجارب العالمية"‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬موجز سياسات‪(5 ،‬يوليو‬
‫‪،)2109‬‬
‫‪ _35‬المرزوقي ‪،‬ناصر‪ .)2106( .‬لجنة الدراسات التابعة لقطاع تقييس االتصاالت‬
‫‪:‬تعاون جديد‪ .‬مجلة اخبار االتحاد ‪،‬العدد ‪. 9 .2‬‬
‫‪ _36‬سليمة لطرش‪،‬امنة لحماري‪( .‬جوان‪ .)2102 ,‬المدن الذكية بين الواقع‬
‫والتحديات‪:‬امارة دبي الذكة نموذجا‪ .‬مجلة دراسات اقتصادية‪.‬‬
‫‪ _37‬خالد عزب‪" ،‬المدن الذكية تشهد تحوالت تخرجها من أزمات الحياة الحضرية‪"،‬‬
‫الثالثاء‪ 06،‬اكتوبر‪ ،‬مركز المستقبل للدراسات واالبحاث المتقدمة‪ ،‬تم االطالع عليه‬
‫يوم ‪.2120/10/00‬‬
‫‪/‬انظر‪:‬‬
‫‪https://futureuae.com/ar/Mainpage/Item/4269‬‬
‫مراجع باللغة االجنبية‪:‬‬

‫‪_38_company, mckinsey. (2018, june). smart cities:digital‬‬


‫‪solutions for a more livable future . Consulté le january‬‬
‫‪014‬‬
07, 2022, sur makinsey global institute:
www.mckinsey.com
39 _Union, the international telecommunication (2010). ITU
Toolkit for CybercrimeLégislation.
Geneva: ITU The International Télécommunication Union.
40-VIRTUDES, Ana (2017). DUBAI:A PIONEER SMART CITY
IN ARABIAN TERRITORY. IOP (pp. 1 -11).
PORTUGAL: OPEN ACCESS.
41_dameri, renala .(2015, october 28). searching for smart city

definition :acomprehensive. Consulté le february 5, 2022, sur

internatinal journal of computers and technology:

_www:file:///user /acer/downloads/7_dameri_UCT_pdf

New Public Management ( NPM) ،‫عبدالرحيم محمد االدارة العامة الجديدة‬

http://dr-ama.com/wp-content.‫متوفر على الرابط‬

015
‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫مقدمة‪................................................................:‬ص‪5_0‬‬
‫المحور االول‪ :‬االطار المفاهيمي‪......................................‬ص‪26_5‬‬
‫المحور الثاني ‪:‬مداخل تحسين االداء في االتجاهات الجديدة للحكم‬
‫المحلي‪..............................................................‬ص‪30_27‬‬
‫المحلية‬ ‫اإلدارة‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫المحور‬
‫اإللكترونية‪.........................................................‬ص‪53_32‬‬
‫المحلية‬ ‫العامة‬ ‫السياسة‬ ‫في‬ ‫المحلي‬ ‫القرار‬ ‫صنع‬ ‫الرابع‪:‬‬ ‫المحور‬
‫‪.......................................................... .........‬ص‪60_54‬‬
‫التشاركية‬ ‫الديمقراطية‬ ‫الخامس‪:‬‬ ‫المحور‬

‫‪016‬‬
‫‪/‬التفاعلية‪..........................................................:‬ص‪66_62‬‬
‫المحور السادس‪ :‬اشراك المواطن في القطاع الخاص في الدول العربية ص‪-67‬‬
‫‪.76‬‬
‫المحور السابع‪ :‬المسؤولية االجتماعية على اعمال البلديات في ظل تطور وسائل‬
‫االتصال والتواصل ‪...............................................‬ص‪82_77‬‬
‫المحور الثامن‪ :‬نماذج وتجارب عن االتجاهات الجديدة للحكم المحلي المدن الذكية‬
‫نموذجا‪............................................................:.‬ص‪98-83‬‬
‫الخاتمة ‪...........................................................:‬ص‪011-99‬‬
‫قائمة المراجع العلمية ‪..........................................:‬ص‪014-011‬‬
‫فهرس المحتويات‪......................................................:‬ص‪015‬‬

‫‪017‬‬

You might also like