You are on page 1of 30

‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫جامعة محمد األول‬


‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‬
‫‪-‬وجدة ‪-‬‬

‫السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‬


‫الدورة الخريفية‬

‫محاضرات في اإلدارة الترابية‬


‫د‪ /‬أحمد غـزال‬

‫السنة الجامعية ‪2021-2020‬‬

‫اإلدارة الترابية‬

‫‪1‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫يرتبط مفهوم اإلدارة الترابية بتطور نظرية التنظيم اإلداري عبر‬


‫مراحل تاريخية وفقا للظروف السياسية واالجتماعية‪ ،‬حيث تميزت‬
‫المجتمعات القديمة بظاهرة تجميع وتركيز مختلف أنواع السلطات في يد‬
‫الحاكم كما كان سائدا عند ملوك أوروبا في القرون الوسطى‪ ،‬فالدولة كانت‬
‫تقوم انطالقا من العاصمة بتسيير المناطق البعيدة‪ ،‬في حين تميزت‬
‫المجتمعات الحديثة بتوزيع السلط بين المركز والمناطق المحيطة به‪ ،‬عن‬
‫طريق التخلي عن بعض السلطات للمناطق البعيدة عن العاصمة بغية‬
‫التخفيف عن السلطة بالمركز ومساعدتها في أداء مهامها‪.‬‬

‫هذا التوزيع يختلف من دولة ألخرى تبعا الختالف التطور الديمقراطي‬


‫حيث هناك دول فضلت تقسيم السلطة اإلدارية والسياسية بين اإلدارة‬
‫المركزية وباقي األقاليم‪ ،‬في حين فضلت أخرى االحتفاظ بوحدة السلطة‬
‫السياسية وتوزيع السلطة اإلدارية بين اإلدارة في العاصمة والجماعات‬
‫الترابية أو المرفقية وتمتيعها بنوع من االستقالل اإلداري والمالي‪.‬‬

‫يرتكز التنظيم اإلداري في الدولة المعاصرة على نقطتين أساسيتين‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫‪-1‬الشخصية المعنوية‬
‫‪ -‬الشخصية المعنوية التي تطبع قانونيا أنشطة اإلدارة والتي تميزها عن‬
‫باقي أنشطة األشخاص الطبيعيين‪ ،‬حيث يقصد بالشخص المعنوي أو‬
‫االعتباري مجموعة من األشخاص أو األموال التي تتحد من أجل تحقيق‬
‫هدف معين من خالل تمكينه من األهلية القانونية المستقلة بغية تحقيق‬
‫هدفه‪.‬‬
‫تأسيسا على ما سبق فالشخصية المعنوية تنبني على عنصرين‬
‫أساسيين‪:‬‬
‫عنصر موضوعي يتمثل في مجموعة من األفراد أو األموال تهدف‬
‫لتحقيق هدف‪ ،‬وعنصر شكلي يتجلى في اعتراف المشرع أو الدولة‬
‫بوجود الشخصية المعنوية‪.‬‬
‫وينقسم األشخاص المعنوية إلى عدة أنواع أبرزها األشخاص المعنوية‬
‫العامة واألشخاص المعنوية الخاصة‪ ،‬وتنقسم األشخاص المعنوية العامة‬
‫بدورها إلى أشخاص معنوية عامة إقليمية كالدولة والجهات والجماعات‬
‫ويتحدد اختصاصها بوجود إقليم ترابي‪ ،‬وأشخاص معنوية عامة مرفقية‬
‫كالمؤسسات العمومية‪ ،‬في حين تنقسم األشخاص المعنوية الخاصة إلى‬
‫أشخاص معنوية خاصة مهنية ال تستهدف تحقيق أرباح كالنقابات المهنية‬
‫من قبيل نقابة األطباء ونقابة المحامين‪...‬إلخ‪ ،‬وأشخاص معنوية خاصة‬
‫تستهدف تحقيق الربح المادي من وراء أعمالها كالشركات‪.‬‬
‫‪-2‬الطرق واألساليب التي تختارها اإلدارة لتنظيم هياكلها وأنشطتها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫تتمثل أساليب التنظيم اإلداري بصفة عامة في أسلوبين رئيسيين‪:‬‬


‫األسلوب األول للتنظيم اإلداري‪ ،‬يرتكز على تجميع السلط وكامل‬
‫االختصاصات في يد السلطة المركزية بالعاصمة ومندوبيها المحليين‬
‫ويطلق عليه أسلوب المركزية اإلدارية‪.‬‬
‫األسلوب الثاني ينبني على توزيع االختصاصات في تحمل أعباء تسيير‬
‫الشؤون العامة ما بين الدولة وباقي األجهزة العمومية األخرى من جهات‬
‫وجماع ات ترابية ومرافق عمومية‪ ،‬وينعت هذا األسلوب بالالمركزية‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫وجدير بالذكر‪ ،‬أن مسألة اختيار هذا األسلوب من ذاك يرجع لعدة‬
‫عوامل منها‪:‬‬
‫‪ -‬العامل السياسي‪ :‬يتجلى بوضوح في هذا االختيار‪ ،‬فالدولة التي‬
‫تؤمن بمبادئ الديمقراطية وضرورة توفير آليات إشراك السكان في تدبير‬
‫شؤونهم بأنفسهم اختارت الالمركزية كنهج يسمح بالمشاركة للجميع‪.‬‬
‫في حين سلكت الدول الشمولية أسلوب المركزية كنهج يساير أسلوب‬
‫التخطيط المركزي الموجه للتنمية االقتصادية واالجتماعية لتدبير شؤون‬
‫الدولة وطنيا ومحليا طبقا لتعليمات الحكومة المركزية بالعاصمة‬
‫ولتعليمات قادة الحزب الوحيد الحاكم‪.‬‬
‫‪-‬العوامل التاريخية واالجتماعية والثقافية‪ :‬فالخصوصيات‬
‫التاريخية واالجتماعية تؤثر على قرار اختيار نمط المركزية أو‬

‫‪4‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫الالمركزية‪ ،‬فالمناطق التي كانت تعرف تاريخيا تسييرا شبه محلي وتمتاز‬
‫بخاصيات ثقافية واجتماعية مشتركة تنحو نحو اختيار الالمركزية‬
‫كأسلوب لتدبير شؤونها المحلية‪.‬‬
‫العامل الجغرافي‪ :‬تفرض شساعة المجال الترابي نهج أسلوب مرن‬
‫للمناطق البعيدة عن مركز القرار‬ ‫في التنظيم اإلداري يسمح‬
‫باختصاصات محلية لتدبير شؤون هذه المناطق‪.‬‬
‫العوامل التنموية‪ :‬والتي تعتبر من العوامل الجوهرية في نهج‬
‫الالمركزية كفلسفة لتنمية المناطق المهشمة والمناطق النائية بحيث تعتبر‬
‫كحل استراتيجي للتخفيف من حدة التفاوت التنموي ما بين المناطق‬
‫والجهات وما بين الحواضر والقرى‪ ،‬والمغرب كدولة سائرة في طريق‬
‫النمو ال يختلف عن باقي الدول‪ ،‬اختار منذ السنوات األولى لالستقالل‬
‫أسلوب الالمركزية اإلدارية كوسيلة لتحقيق التنمية الشاملة‪.‬‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬فإننا سنتناول في المحور األول الالتمركز اإلداري‬
‫كصورة من نظام المركزية اإلدارية‪ ،‬وفي المبحث الثاني سنتطرق لنظام‬
‫الالمركزية اإلدارية خصوصا نظام الجهوية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫المحور األول‪ :‬الال تركيز اإلداري‬


‫يقصد بالمركزية اإلدارية في الحقل اإلداري تركيز وتجميع مختلف‬
‫أوجه السلطة اإلدارية وجميع األنشطة اإلدارية في يد السلطة التنفيذية‬
‫بالعاصمة وفي يد ممثليها بالمناطق البعيدة عن العاصمة تحت إشرافها‪،‬‬
‫بحيث تنبني هذه المركزية على وحدة في تنفيذ القوانين وفي تدبير‬
‫المرافق بشكل يسمح على توحيد نمط اإلدارة والعمل على تجانسه عبر‬
‫كامل التراب الوطني وجعله ينبثق من مصدر واحد مقره العاصمة‪.‬‬
‫وهذا يعني أن سلطة البت في الشؤون اإلدارية في الدولة ترجع إلى‬
‫الحكومة المركزية التي تقوم بتوزيع هذه الشؤون واألعمال اإلدارية بينها‬
‫وبين الفروع التابعة لها في األقاليم‪ ،‬ألن المركزية اإلدارية ليست كما‬
‫يتصورها البعض‪ ،‬قيام السلطة التنفيذية ممثلة في الوزراء بجميع األعمال‬
‫بل تقتضي وجود ممثلين لمختلف هذه الوزارات بالجهات واألقاليم‬
‫والجماعات يتبعون لها في إطار التدرج اإلداري تحت إشراف سلطتها‬
‫الرئاسية وطبقا للقواعد التي تحددها‪.‬‬
‫تتخذ المركزية اإلدارية طريقتين في المجال التطبيقي‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز اإلداري‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫‪ -‬عدم التمركز اإلداري‪.‬‬


‫إن أسلوب التركيز اإلداري كنوع من المركزية اإلدارية يتجلى في‬
‫حصر صالحية اتخاذ جميع القرارات المتعلقة بالدولة في يد الحكومة‬
‫المركزية بالعاصمة بحيث كان يشكل هذا النوع الصورة البدائية للمركزية‬
‫اإلدارية التي تتركز فيها السلطة كلها‪ -‬في جزئياتها وعمومياتها‪ -‬في يد‬
‫السلطة التنفيذية‪ ،‬وبالتالي لم يعد قابال للتنفيذ حاليا‪ ،‬األمر الذي أدى بروز‬
‫الالتمركز اإلداري‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف عدم التركيز اإلداري‬
‫يتمثل الالتمركز اإلداري في اعتراف السلطة التنفيذية لبعض ممثليها‬
‫في األقاليم والمناطق ببعض االختصاصات تسمح لهم بالبت في بعض‬
‫األمور بصفة نهائية دون الرجوع إليها ال سيما في األمور التي ال تتطلب‬
‫مجهود خاص في تنفيذها بغية التخفيف من أعباء السلطة الحكومية‬
‫المركزية‪.‬‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬يتضح أن عدم التمركز اإلداري ما هو في الحقيقة إال‬
‫أسلوب تقني حديث يستهدف منه تخفيف عبئ التركيز المطلق بحيث يقوم‬
‫على توزيع المهام اإلدارية على أفضل نمط‪ ،‬فاإلدارة المركزية في هذا‬
‫األسلوب‪ -‬كما اشرنا إلى ذلك آنفا‪ -‬تفوض لممثليها في الجهات البعيدة عن‬
‫العاصمة صالحيات معينة وتراقب ممارستها‪ ،‬وبهذا فإن عدم التمركز‬
‫اإلداري ينبني على عنصرين أساسيين‪:‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عناصر الالتركيز اإلداري‬

‫‪7‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫‪ -‬التفويض والمراقبة‪.‬‬
‫أوال‪ -‬التفويض‬
‫يتمثل التفويض في إمكانية تخلي صاحب االختصاص عن جزء من‬
‫االختصاصات الموكولة إليه للغير وفق مقتضيات قانونية وتنظيمية‬
‫محددة‪ ،‬ويشمل هذا التخلي نوعين من التفويض‪ ،‬إما تفويض للسلطات‬
‫وإما تفوض للتوقيع‪.‬‬
‫‪ -1-1‬تفويض السلطات‬
‫يتمثل تفويض السلطات في إسناد السلطة صاحبة االختصاص التي‬
‫تسمى السلطة المف ِوضة لجزء من سلطاتها لجهة أخرى تدعى السلطة‬
‫فوض لها‪ ،‬ومثال على هذا النوع من التفويض يمكن أن نشير إلى‬
‫الم َ‬
‫مقتضيات دستور ‪ ،2011‬حيث نص الفصل ‪ 48‬على أن للملك أن يفوض‬
‫لرئيس الحكومة بناء على جدول أعمال محدد‪ ،‬رئاسة مجلس وزاري‪ ،‬كما‬
‫نص الفصل ‪ 53‬على أن الملك هو القائد األعلى للقوات المسلحة‪ ،‬وله حق‬
‫التعيين في الو ظائف العسكرية‪ ،‬كما له أن يفوض لغيره ممارسة هذا‬
‫الحق‪ ،‬ونص الفصل ‪ 90‬على أن رئيس الحكومة يمارس السلطة‬
‫التنظيمية‪ ،‬ويمكن له أن يفوض بعض سلطه إلى الوزراء‪ ،‬كما يمكنه‬
‫حسب الفصل ‪ 91‬تفويض سلطة التعيين في الوظائف المدنية في اإلدارات‬
‫العمومية‪ ،‬وفي الوظائف السامية في المؤسسات والمقاوالت العمومية‪،‬‬
‫ومنح الفصل ‪ 93‬للوزراء إمكانية تفويض جزء من اختصاصاتهم إلى‬
‫كتاب الدولة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫يتبين مما سبق‪ ،‬أن هذا النوع من التفويض ينبني على العناصر التالية‬
‫‪ ‬يستمد قوته من نص قانوني صريح؛‬
‫‪ ‬يتم نشره بالجريدة الرسمية؛‬
‫‪ ‬يهم جزء من االختصاصات وليس كل االختصاصات؛‬
‫‪ ‬يرتبط برتبة المفوض له في السلم اإلداري وبالوظيفة في حد ذاتها‬
‫بقطع النظر عن السلطة صاحبة االختصاص التي ال يجوز لها‬
‫المفوضة أثناء فترة التفويض باستثناء إذا تم‬
‫َ‬ ‫ممارسة االختصاصات‬
‫سحب التفويض‪.‬‬

‫‪ -1-2‬تفويض التوقيع أو اإلمضاء‬


‫ينحصر هذا النوع من التفويض في تفويض سلطة التوقيع أو اإلمضاء‬
‫فقط دون االختصاصات‪ ،‬حيث يسمح فيه للمفوض له بتوقيع جزء من‬
‫القرارات لحساب صاحب االختصاص األصلي وتحت إشرافه ومراقبته‪.‬‬
‫يرتكز التفويض التوقيع على ما يلي‪:‬‬
‫ويعرف تفويض التوقيع أو اإلمضاء مجموعة من المميزات التي تميزه‬
‫عن تفويض السلطة وفق الشكل اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬يرتكز على نص قانوني؛‬
‫المفوض؛‬
‫َ‬ ‫‪ ‬بقاء السلطة المف ِوضة مسؤولة عن االختصاص‬
‫‪ ‬انتهاء التفويض بصورة تلقائية حين تغيير أحد طرفي قرار التفويض‬
‫نظرا لكون التفويض شخصي؛‬

‫‪9‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫‪ ‬اقتصار التفويض على جزء من القرارات لوجود قرارات ال يمكن‬


‫تفويض التوقيع بخصوصها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬المراقبة‪/‬السلطة الرئاسية‬


‫ينبني تنظيم اإلدارة على قاعدة هرمية‪ ،‬إذ أن السلطة األدنى مطالبة‬
‫بالخضوع لتعليمات السلطة األعلى منها بشكل تسلسلي‪ ،‬بحيث هناك أوامر‬
‫وتعليمات تصدر من الرئيس داخل اإلدارة يتعين تنفيذها من طرف‬
‫المرؤوسين الخاضعين له إداريا‪.‬‬
‫فالموظف يخضع لتوجيهات السلطة الرئاسية التي تندرج في أعالها‬
‫بشكل تسلسلي إلى مرتبة الوزير‪ ،‬فهذا األخير مطالب باحترام القوانين‬
‫المعمول بها في تسيير دواليب الوزارة وأن تكون قراراته مطابقة لروح‬
‫القانون‪ ،‬وأن يعمل مساعدوه من ديوان وكتابة عامة ومديريات وأقسام‬
‫ومصا لح مركزية والممركزة وموظفين‪ ،‬على تنفيذ توجيهات وزيرهم‪،‬‬
‫وكل جهاز ينفد توجيهات الجهاز األعلى منه‪.‬‬
‫إن الرئيس التسلسلي في إطار الرقابة الرئاسية يحق له إصدار‬
‫التعليمات والتوجيهات‪ ،‬إما بشكل عام تخاطب جميع الموظفين داخل‬
‫الوزارة وإما تكون مسماة ومحددة تخاطب فردا أو فئة من الموظفين‪،‬‬
‫وتكون في غالب األحيان في شكل مناشير ودوريات تتضمن إجراءات‬
‫ومساطر عملية يتبعها الموظفون في تنفيذ التعليمات تحت مراقبة السلطة‬
‫الرئاسية التي أصدرتها ضمانا لمطابقتها للقانون ومالءمتها للواقع‪ ،‬بحيث‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫يحق للرئيس تعديل قرارات المرؤوس والحلول محله أو إلغاء هذه‬


‫القرارات عند االقتضاء إذا كانت مخالفة للقانون ومضمون المناشير‬
‫والدوريات‪.‬‬
‫كخالصة فإن أسلوب عدم التركيز اإلداري يمتاز ببعض المزايا‪ ،‬منها‬
‫أنه يسهل على ممثلي الحكومة اتخاذ القرارات من عين المكان وتحقيق‬
‫السرعة في تنفيذ األعمال اإلدارية مع بقائهم تحت إشراف السلطة‬
‫الرئاسية لإلدارة المركزية بحيث تتمتع هذه األخيرة في ظل هذا النظام‬
‫بأحقية تعديل أو إلغاء القرارات المتخذة من طرف ممثليها المحليين وأحقية‬
‫إصدار التعليمات لهم أو الحلول محلهم إن اقتضى األمر ذلك‪.‬‬
‫وهناك مساوئ لهذا األسلوب تتجلى في أن ممثلي اإلدارة المركزية في‬
‫األقاليم من الممكن أن يكونوا غير متوفرين على معرفة حقيقية للمشاكل‬
‫والحاجيات المحلية وأيضا في كون اختيار ممثلي اإلدارة المركزية‬
‫باألقاليم يكون غالبا ال ديمقراطي‪.‬‬
‫الفرق بين عدم التركيز اإلداري والالمركزية اإلدارية‬
‫وفي األخير ‪ ،‬فإنه البد من توضيح الغموض وااللتباس الموجود بين‬
‫مفهوم الالتركيز اإلداري ومفهوم الالمركزية اإلدارية‪.‬‬
‫إن الالمركزية تهدف إلى تقسيم السلطة بين الدولة والمجالس المحلية‬
‫المنتخبة التي تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واإلداري في‬
‫ممارسة شؤونها المحلية تحت وصاية الدولة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫بينما نجد في عدم التركيز أن الدولة ال تقوم بتقسيم السلطة بل على‬


‫تقريب المواطنين من مرافق في عين المكان لها بعض االستقالل المحدود‬
‫والغير متمتعة بالشخصية المعنوية في ممارسة عملها المبني على‬
‫التفويض تحت الرقابة الرئاسية لإلدارة المركزية باعتبار الالتمركز‬
‫اإلداري أسلوبا تقنيا ليس إال‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬نظام الالمركزية اإلدارية‪ :‬الجهوية المتقدمة‬


‫تنبني الالمركزية اإلدارية على توزيع االختصاصات بين السلطات‬
‫المركزية بالعاصمة وبين هيئات ترابية إقليمية أو هيئات مرفقية تتمتع‬

‫‪12‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫بالشخصية المعنوية وتباشر اختصاصاتها تحت الوصاية اإلدارية للسلطة‬


‫المركزية‪ ،‬وتنقسم الالمركزية اإلدارية إلى صورتين رئيسيتين‪:‬‬
‫الالمركزية اإلقليمية ‪ :‬يرتكز هذا النوع من الالمركزية على قاعدة‬
‫جغرافية عبر خلق وحدات وهيئات محلية تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫واالستقالل المالي واإلداري‪ ،‬تباشر تدبير شؤونها المحلية تحت إشراف‬
‫اإلدارة المركزية‪.‬‬
‫الالمركزية المرفقية أو التقنية‪ :‬تتجلى في تخويل مرافق عمومية‬
‫الشخصية المعنوية واالستقالل المالي واإلداري في تسيير شؤونها تحت‬
‫رقابة الدولة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أركان الالمركزية‬


‫تنبني الالمركزية اإلدارية على ثالثة أركان أساسية‪:‬‬
‫أوال‪ -‬وجود قضايا وشؤون محلية تختلف عن الشؤون الوطنية‬
‫ويقصد بذلك وجود شؤون وقضايا محلية خاصة بالجماعات الترابية‬
‫تتميز عن القضايا الوطنية العامة التي تهم اإلدارة المركزية‪ ،‬وتحديد هذه‬
‫الشؤون ينطلق من معيارين رئيسيين‪ ،‬المعيار األول وهو المعيار‬
‫االنجليزي و يرتكز على تحديد الشؤون المحلية على سبيل الحصر انطالقا‬
‫من خصوصيات كل هيئة محلية على حدى‪ ،‬بينما يقوم المعيار الثاني‪،‬‬
‫المعيار الفرنسي على تحديد الشؤون واالختصاصات المحلية على قاعدة‬
‫عامة وشاملة تهم جميع الهيئات المحلية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫ثانيا‪ -‬تسيير القضايا المحلية من طرف أجهزة منتخبة ومستقلة‬


‫هذا يعني أن يعهد لهاته األجهزة المحلية بإدارة الشؤون المحلية عبر‬
‫ممثلين ينتخبهم السكان محليا بطريقة ديمقراطية‪ ،‬بحيث يعد االنتخاب‬
‫عنصر أساسي في تكوين الهيئات المحلية من أجل ضمان مشاركة السكان‬
‫في تدبير الشأن المحلي مما يدعم ركائز الديمقراطية المحلية‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬خضوع الهيئات المحلية لوصاية الدولة‬
‫تتمتع الهيئات المحلية في ممارستها لشؤونها المحلية باالستقالل المالي‬
‫واإلداري‪ ،‬هذا االستقالل الذي يشكل العمود الفقري لالمركزية يعتبر‬
‫القاعدة بينما االستثناء هو خضوع هذه الوحدات اإلدارية إلى رقابة‬
‫تمارسها اإلدارة المركزية تسمى" الوصاية اإلدارية"‪ ،‬وتهدف إلى تمكين‬
‫السلطة المركزية من التنسيق فيما بين عمل السلطات الالمركزية وفيما‬
‫بينها وبين نشاطها الخاص‪ ،‬وذلك في اإلطار القانوني لذلك ألنه "ال‬
‫وصاية دون وجود نص يقررها"‪.‬‬
‫وعموما فالوصاية اإلدارية المطبقة على الجماعات الترابية ترمى إلى‪:‬‬
‫‪-‬مراقبة ممارسة صالحية المجالس الترابية لضمان عدم انحرافها عن‬
‫إطارها الشرعي المحدد قانونا‪ ،‬وعن أهداف خدمة الصالح العام‪.‬‬
‫‪-‬الحفاظ على الوحدة السياسية واإلدارية للدولة عن طريق مراقبة مداوالت‬
‫الهيئات المحلية حتى ال تتناقض مع السياسة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬الالمركزية السياسية والالمركزية اإلدارية‬

‫‪14‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫ففيما يخص الفرق بين الالمركزية السياسية أو ما يسمى بالنظام‬


‫الفيدرالي أو االتحادي والالمركزية اإلدارية‪ ،‬فإننا نالحظ بان غالبية الفقه‬
‫ترى أن الالمركزية اإلدارية هي أسلوب من أساليب التنظيم اإلداري‬
‫يتعلق بممارسة الوظيفة اإلدارية ويمكن أن يطبق في جميع الدول سواء‬
‫الدول ا لبسيطة التي تخضع لسلطة واحدة في العاصمة في ممارسة السيادة‬
‫أو في الدول المركبة وهي الدول المكونة من عدة دويالت وواليات‬
‫كالفيدرالية األلمانية واالتحاد االسترالي والواليات األمريكية المتحدة مثال‬
‫حيث تتوزع فيها ممارسة السيادة بين الدولة الفيدرالية المركزية وبين‬
‫الدويالت االتحادية المكونة لها‪.‬‬
‫في حين تعتبر الالمركزية السياسية أو الفيدرالية أسلوب من أساليب‬
‫الحكم تتعلق بممارسة الوظائف األساسية للدولة من تشريع وقضاء‬
‫وإدارة‪ ،‬فالواليات والمقاطعات في الدول المركبة تتمتع ضمن حدودها‬
‫بالسيادة القانونية الداخلية بحكم مشاركتها في شؤون سيادة الدولة‬
‫االتحادية‪ ،‬أما في الالمركزية اإلدارية فالهيئات المحلية ال تتمتع بأي نوع‬
‫من السيادة القانونية‪.‬‬
‫فالنظام الفيدرالي يتعلق أساسا بنظام دستوري يختلف عن الالمركزية‬
‫البسيطة‪ ،‬حيث هناك تمييز دستوري بين اختصاصات الدولة االتحادية‬
‫وباقي الدويالت الفيدرالية‪ ،‬فالدستور هو الوحيد الذي يقوم بعملية تحديد‬
‫دور الدولة االتحادية من دور باقي الواليات كالمادة ‪ 91‬من الدستور‬
‫الكندي والمادة‪ 71‬من الدستور األلماني لسنة ‪.1949‬‬

‫‪15‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫إلى جانب االختالف القائم بين النظامين‪ ،‬هناك اختالف في مضمون‬


‫الرقابة التي تمارس عليهما سواء من حيث الكيف أو الكم‪ ،‬فالرقابة‬
‫المفروضة على الجماعات المحلية في النظام الالمركزي اإلداري غير‬
‫محدودة يؤطرها القانون ويمكنها أن تتسع أو تضيق كلما أرادت السلطة‬
‫المركزية ذلك‪ ،‬في حين أن الرقابة الممارسة على الهيئات الفيدرالية فهي‬
‫محدودة لكونها مؤطرة بالدستور ومن الصعوبة االتساع في ممارستها‬
‫وتجاوز الحدود الدستورية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الجهوية المتقدمة‬


‫شكل الخطاب الملكي بمناسبة االحتفال بذكرى المسيرة الخضراء لسنة‬
‫‪ 2008‬فرصة وضع من خاللها الملك أسس الجهة التي يجب على‬
‫المغرب تبنيها‪.‬‬
‫وترجع أسباب وسم الجهوية‪ ،‬التي نص عليها دستور ‪ 2011‬وقام‬
‫بتنزيلها القانون التنظيمي رقم ‪ ،111-14‬بكلمة "المتقدمة" إلى حجم‬
‫التجديدات المتقدمة التي أدخلها المشرع على قانون ‪ 96-47‬السابق‬
‫الخاص بالجهوية‪ ،‬حيث وسع المشرع من اختصاصاتها وقلص من ثقل‬
‫الوصاية عليها ونوع من مصادر تمويلها‪ ،‬لكن بالرغم من هذه المستجدات‬
‫الجد متقدمة فإنه ال يمكن لنا أن ننعث الجهوية الجديدة بالمغرب بالجهوية‬
‫الموسعة ألنها جهوية لم تتجاوز اإلطار اإلداري الذي ينحصر في اقتسام‬
‫الوظيفة اإلدارية بين الدولة والجماعات الترابية خاصة الجهة‪.‬‬
‫تنبني الجهوية المتقدمة على اقتسام واسع لالختصاصات اإلدارية بين‬
‫المركز والجهات حيث تمنح اختصاصات كبيرة للمحيط‪ ،‬ويبقى دور‬
‫المركز المراقبة والمواكبة فقط‪ ،‬فتوزيع المسؤولية ينجم عنه تنظيم جديد‬

‫‪17‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫ألدوار الدولة من خالل رسم وظائف جديدة لإلدارة المركزية واإلدارات‬


‫الالمركزية‪.‬‬
‫أما الجهوية الموسعة فهي تتجاوز الوظيفة اإلدارية لتسري على اقتسام‬
‫الوظيفة السياسية على اعتبار أنها نوع من أنواع الالمركزية السياسية‪،‬‬
‫وهذا ما تؤكده المقتضيات سواء الواردة في الدستور أو في القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ 111-14‬التي سايرت المنطق والواقع ولم تتكلم عن‬
‫الجهوية الموسعة بل الجهوية المتقدمة‪.‬‬
‫حسب الفصل ‪ 135‬من دستور فاتح يوليوز ‪ 2011‬تعتبر الجماعات‬
‫الترابية للمملكة هي الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات‪ ،‬بحيث تشكل‬
‫الجهة أرقى هيئة ترابية دستوريا‪.‬‬
‫وأعطى الفصل ‪ 143‬من الدستور للجهة مكانة جد مهمة حيث مكنها‬
‫من أن تتبوأ‪ ،‬تحت إشراف رئيس مجلسها‪ ،‬مكانة الصدارة بالنسبة‬
‫للجماعات الترابية األخرى‪ ،‬في عمليات إعداد وتتبع برامج التنمية‬
‫الجهوية‪ ،‬والتصاميم الجهوية إلعداد التراب‪ ،‬في نطاق احترام‬
‫االختصاصات الذاتية لهذه الجماعات الترابية‪.‬‬
‫وعرفت المادة الثالثة من قانون التنظيمي ‪ 111-14‬بأن الجهة جماعة‬
‫ترابية خاضعة للقانون العام‪ ،‬تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل‬
‫اإلداري والمالي‪ ،‬وتشكل أحد مستويات التنظيم الترابي للمملكة‪ ،‬باعتباره‬
‫تنظيما المركزيا يقوم على الجهوية المتقدمة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫وترجع األسباب التي جعلت المشرع يصدر القانون التنظيمي الجديد‬


‫للجهوية إلى محدودية القانون رقم ‪ 47-96‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬أبريل ‪1997‬‬
‫المنظم للجهات‪.‬‬
‫وتبعا لذلك سنتطرق أوال لمحدودية القانون السابق رقم ‪ 96-47‬الخاص‬
‫بالجهوية‪ ،‬وثانيا آلفاق الجهوية المتقدمة‪.‬‬
‫أوال‪ -‬محدودية القانون رقم ‪96-47‬‬
‫يعتبر قانون ‪ 96-47‬المنظم للجهات فقزة نوعية في مجال وضع‬
‫اإلطار الفعلي للجهوية بالمغرب عن طريق توسيعه من قاعدة‬
‫االختصاصات ومن مصادر التمويل على المستوى الجهوي‪ ،‬إال أنه رغم‬
‫ذلك هناك نواقص حدت من فاعليته ومن الدور الذي كان من الممكن أن‬
‫تلعبه الجهة في مجال الحد من إشكالية التنمية بين الجماعات داخل نفس‬
‫الجهة‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فهناك عدة حدود ترتبط بمجموعة من الجوانب منها عدم تمكين‬
‫الساكنة الجهوية من االنتخاب المباشر لممثليهم داخل المجالس الجهوية‬
‫وضعف االختصاصات المخولة لهذه المجالس وضعف مواردها المالية‬
‫إضافة إلى ثقل الوصاية المفروضة على الجهات‪.‬‬
‫فبخصوص الوصاية المفروضة على الجهات‪ ،‬نالحظ بأن ثقل هذه‬
‫الوصاية يتجلى في اتساع الرقابة اإلدارية المطبقة على أعمال المجالس‬
‫الجهوية من طرف اإلدارة المركزية‪ ،‬إذ أن أهم االختصاصات الجهوية‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫والتي ترتبط خصوصا بالجوانب المالية تخضع إلزاميا لمصادقة سلطة‬


‫الوصاية وهي وفقا للمادة ‪ 41‬من قانون ‪ 47-96‬على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬الميزانية الجهوية‪.‬‬
‫‪ -‬االقتراضات المراد إبرامها والضمانات الواجب منحها‪.‬‬
‫‪ -‬فتح حسابات خصوصية‪.‬‬
‫‪ -‬فتح اعتمادات جديدة ورفع مبالغ بعض االعتمادات‪.‬‬
‫‪ -‬التحويل من فصل إلى فصل‪.‬‬
‫‪ -‬قبول الهبات والوصايا أورفضها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد كيفية وضع أساس الرسوم واألتاوى ومختلف الحقوق‬
‫المحصلة لفائدة الجهة وتحديد تعريفاتها وقواعد تحصيلها وذلك وفقا‬
‫للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪.‬‬
‫‪ -‬االمتيازات والوكاالت وغيرها من أنواع تدبير شؤون المرافق‬
‫العامة الجهوية والمساهمة في شركات اقتصادية مختلطة وجميع المسائل‬
‫التي لها ارتباط بمختلف هذه األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬االشتراءات والبيوع أو المعامالت أو المعاوضات المتعلقة‬
‫بعقارات الملك الخاص وأعمال تدبير الملك العام‪.‬‬
‫وجدير بالذكر‪ ،‬أن تنفيذ هذه االختصاصات ال يتم إال إذا تمت مصادقة‬
‫وزير الداخلية عليها ف ي ظرف ثالثين يوما التالية لتاريخ تسلم القرار‪،‬‬
‫األمر الذي يحد من استقاللية المجالس الجهوية بشكل مباشر ويجعل‬

‫‪20‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫تدخالتها دون فعالية نظرا لكون هذه االختصاصات المهمة يعود تنفيذها‬
‫إلى موافقة سلطة الوصاية التي لها الكلمة الفصل بهذا الشأن‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬تأهيل الجهة‬
‫أمام هذه النواقص التي شابت قانون ‪ 47-96‬ارتأت السلطات العليا‬
‫إحداث لجنة استشارية للجهوية سنة ‪ ،2010‬تعمل على إخراج مشروع‬
‫متقدم للجهوية يتناسب مع خصوصيات المغرب‪ ،‬ويرتكز على المرتكزات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التمسك بثوابت األمة من وحدة الدولة والوطن والتراب؛‬
‫التوازن بين المركز والجهات والذي يقوم على تحديد االختصاصات‬ ‫‪‬‬
‫الحصرية المنوطة بالدولة من ناحية والمنوطة بالجهة من ناحية ثانية؛‬
‫التضامن من أجل توفير الموارد المالية العامة والذاتية لمساعدة‬ ‫‪‬‬
‫الجهة على القيام بالمهام المنوطة بها؛‬
‫‪ ‬تفعيل ميثاق عدم التمركز اإلداري لمواكبة تطور الجهوية الموسعة‪.‬‬
‫هذه المرتكزات ستكرسها المراجعة الدستورية لسنة ‪ 2011‬التي‬ ‫‪‬‬
‫ستعطي للجهوية دفعة كبيرة‪ ،‬بحيث ربط الدستور قيام التنظيم الالمركزي‬
‫بالمغرب بالجهوية المتقدمة‪ ،‬وحدد المبادئ التي يرتكز عليها التنظيم‬
‫الجهوي وفقا لمقتضيات الفصل ‪ 136‬من الدستور في ما يلي‪:‬‬
‫مبادئ التدبير الحر؛‬ ‫‪‬‬
‫التعاون والتضامن؛‬ ‫‪‬‬
‫تأمين مشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم؛‬ ‫‪‬‬

‫‪21‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫الرفع من مساهمة السكان في التنمية البشرية المندمجة‬ ‫‪‬‬


‫والمستدامة‪.‬‬

‫وبالفعل وتبعا للمقتضيات الدستورية الجديدة ولمخرجات اللجنة‬


‫االستشارية للجهوية‪ ،‬تم بتاريخ ‪ 7‬يوليوز ‪ 2015‬إصدار القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 111-14‬المتعلق بالجهوية الذي قلص عدد الجهات من ‪ 16‬جهة إلى‬
‫‪ 12‬فقط و جاء بعدة مستجدات تهم دعم الحكامة الجيدة داخل الجماعات‬
‫الترابية أهمها‪:‬‬

‫التقطيع الجهوي‬
‫يبدو أن عدد الجهات في القانون التنظيمي رقم ‪ 111-14‬تم تقليصه من‬
‫‪ 16‬جهة حاليا إلى ‪ 12‬جهة وفق الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬جهة طنجة‪-‬تطوان‬
‫‪ -2‬جهة الشرق والريف‬
‫‪ -3‬جهة فاس‪-‬مكناس‬
‫‪ -4‬جهة الرباط‪-‬سال –القنيطرة‬
‫‪ -5‬جهة بني مالل‪ -‬خنيفرة‬
‫‪ -6‬جهة الدار البيضاء‪-‬السطات‬
‫‪ -7‬جهة مراكش‪-‬أسفي‬
‫‪ -8‬جهة درعة‪-‬تافياللت‬

‫‪22‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫‪ -9‬سوس‪ -‬ماسة‬
‫‪ -10‬جهة كلميم‪ -‬واد نون‬
‫‪ -11‬جهة العيون‪-‬الساقية الحمراء‬
‫‪ -12‬جهة الداخلة‪-‬وادي الذهب‬
‫أ‪ -‬تأهيل االختصاصات الجهوية‬
‫يسهر على تدبير شؤون الجهة مجلس يتم انتخابه وفق االقتراع العام‬
‫المباشر ويتكون من رئيس ومكتب ولجان دائمة وكاتب للمجلس ونائبه‪،‬‬
‫ووفقا للفصل ‪ 140‬من دستور ‪ 2011‬والمادة ‪ 80‬من القانون التنظيمي‬
‫للجهات ‪ 111-14‬فالجهة كجماعة ترابية‪ ،‬وبناء على مبدأ التفريع‪ ،‬تتمتع‬
‫باختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة مع الدولة واختصاصات‬
‫منقولة إليها من هذه األخيرة‪.‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 80‬من القانون التنظيمي بأنه تناط بالجهة داخل‬
‫دائرتها الترابية مهام النهوض بالتنمية المندمجة والمستدامة وذلك بتنظيمها‬
‫وتنسيقها وتتبعها‪ ،‬وال سيما فيما يتعلق بما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تحسين جاذبية المجال الترابي للجهة وتقوية تنافسيته االقتصادية‬
‫؛‬
‫‪ ‬تحقيق االستعمال األمثل للموارد الطبيعية وتثمينها والحفاظ‬
‫عليها ؛‬
‫‪ ‬اعتماد التدابير واإلجراءات المشجعة للمقاولة ومحيطها والعمل‬
‫على تيسير توطين األنشطة المنتجة للثروة والشغل ؛‬

‫‪23‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫‪ ‬اإلسهام في تحقيق التنمية المستدامة ؛‬


‫‪ ‬العمل على تحسين القدرات التدبيرية للموارد البشرية وتكوينها‪.‬‬
‫تقوم الجهة بهذه المهام‪ ،‬مع مراعاة السياسات واالستراتيجيات العامة‬
‫والقطاعية للدولة في هذه المجاالت‪.‬‬
‫ولهذه الغاية‪ ،‬تمارس الجهة اختصاصات ذاتية‪ ،‬واختصاصات مشتركة‬
‫مع الدولة‪ ،‬واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة‪.‬‬
‫تشتمل االختصاصات الذاتية على االختصاصات الموكولة للجهة في‬
‫مجال معين بما يمكنها من القيام‪ ،‬في حدود مواردها‪ ،‬وداخل دائرتها‬
‫الترابية‪ ،‬باألعمال الخاصة بهذا المجال‪ ،‬وال سيما التخطيط والبرمجة‬
‫واإلنجاز والتدبير والصيانة‪.‬‬
‫تشمل االختصاصات المشتركة بين الدولة والجهة االختصاصات التي‬
‫يتبين أن نجاعة ممارستها تكون بشكل مشترك‪ .‬ويمكن أن تتم ممارسة هذه‬
‫االختصاصات المشتركة طبقا لمبدأي التدرج والتمايز‪.‬‬
‫تشمل االختصاصات المنقولة االختصاصات التي تنقل من الدولة إلى‬
‫الجهة بما يسمح بتوسيع االختصاصات الذاتية بشكل تدريجي‪.‬‬

‫كما تتوفر الجهات والجماعات الترابية األخرى‪ ،‬في مجاالت‬


‫اختصاصاتها‪ ،‬وداخل دائرتها الترابية‪ ،‬على سلطة تنظيمية لممارسة‬
‫صالحياتها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫كما أن المادة ‪ 101‬من نفس القانون التنظيمي للجهات منحت‬


‫اختصاصات واسعة لرئيس مجلس الجهة‪ ،‬حيث نصت على أن الرئيس‬
‫يقوم بتنفيذ مداوالت المجلس ومقرراته‪ ،‬ويتخذ جميع التدابير الالزمة‬
‫لذلك‪ ،‬ولهذا الغرض‪:‬‬
‫‪ ‬ينفذ برنامج التنمية الجهوية والتصميم الجهوي إلعداد التراب ؛‬
‫‪ ‬ينفذالميزانية؛‬
‫‪ ‬يتخذ القرارات المتعلقة بتنظيم إدارة الجهة وتحديد‬
‫اختصاصاتها‪ ،‬مع مراعاة مقتضيات المادة ‪ 115‬من هذا القانون‬
‫التنظيمي ؛‬
‫‪ ‬يتخذ القرارات المتعلقة بإحداث أجرة عن الخدمات المقدمة‬
‫وبتحديد سعرها ؛‬
‫‪ ‬يتخذ القرارات ألجل تحديد سعر الرسوم واألتاوى ومختلف‬
‫الحقوق طبقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‬
‫؛‬
‫‪ ‬يقوم‪ ،‬في حدود ما يقرره مجلس الجهة‪ ،‬بإبرام وتنفيذ العقود‬
‫المتعلقة بالقروض؛‬
‫‪ ‬يقوم بإبرام أو مراجعة األكرية وعقود إيجار األشياء ؛‬
‫‪ ‬يدبر أمالك الجهة ويحافظ عليها‪ .‬ولهذه الغاية‪ ،‬يسهر على مسك‬
‫وتحيين سجل محتويات أمالكها وتسوية وضعيتها القانونية‪،‬‬
‫ويقوم بجميع األعمال التحفظية المتعلقة بحقوق الجهة؛‬
‫‪25‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫‪ ‬يباشر أعمال الكراء والبيع واالقتناء والمبادلة وكل معاملة تهم‬


‫ملك الجهة الخاص ؛‬
‫‪ ‬يتخذ اإلجراءات الالزمة لتدبير الملك العمومي للجهة ويمنح‬
‫رخص االحتالل المؤقت للملك العمومي طبقا للنصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل؛‬
‫‪ ‬يتخذ اإلجراءات الالزمة بتدبير المرافق العمومية التابعة للجهة‬
‫؛‬
‫‪ ‬يبرم اتفاقيات التعاون والشراكة والتوأمة طبقا لمقتضيات المادة‬
‫‪ 82‬من هذا القانون التنظيمي ؛‬
‫‪ ‬يعمل على حيازة الهبات والوصايا‪.‬‬
‫ويعتبر رئيس المجلس اآلمر بقبض مداخيل الجهة وصرف نفقاتها‪،‬‬
‫ويرأس مجلسها ويمثلها بصفة رسمية في جميع أعمال الحياة المدنية‬
‫واإلدارية والقضائية ويسهر على مصالحها طبقا ألحكام هذا القانون‬
‫التنظيمي والقوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪.‬‬

‫ب‪ -‬مصادر التمويل‬


‫تتوفر الجهة والجماعات الترابية األخرى حسب الفصل ‪ 141‬من‬
‫الدستور‪ ،‬على موارد مالية ذاتية‪ ،‬وموارد مالية مرصودة من قبل الدولة‬
‫وحصيلة االقتراضات‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫كما أن كل اختصاص تنقله الدولة إلى الجهات والجماعات الترابية‬


‫األخرى يكون مقترنا بتحويل الموارد المطابقة له‪.‬‬
‫وتطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 188‬من القانون التنظيمي رقم ‪111-14‬‬
‫ترصد الدولة للجهات‪ ،‬بموجب قوانين المالية‪ ،‬بصفة تدريجية نسبا محددة‬
‫في ‪ 5%‬من حصيلة الضريبة على الشركات و‪ %5‬من حصيلة الضريبة‬
‫على الدخل و‪ %20‬من حصيلة الرسم على عقود التأمين‪ ،‬تضاف إليها‬
‫اعتمادات مالية من الميزانية العامة للدولة في أفق سقف ‪ 10‬ماليير درهم‬
‫سنة ‪.2021‬‬
‫وفي إطار دعم مصادر تمويل التنمية الجهوية نص الفصل ‪ 142‬من‬
‫الدستور‪ ،‬على صندو قين‪ ،‬األول صندوق للتأهيل االجتماعي يحدث لفترة‬
‫معينة‪ ،‬يهدف إلى سد العجز في مجاالت التنمية البشرية‪ ،‬والبنيات التحتية‬
‫األساسية والتجهيزات‬
‫وقد نص القانون على أن رئيس الحكومة يعتبر آمرا بقبض مداخيل‬
‫وصرف نفقات صندوق التأهيل االجتماعي‪ ،‬ويمكنه أن يعين والة الجهات‬
‫كآمرين مساعدين بالصرف عوضا عنه‪.‬‬
‫والثاني صندوق للتضامن بين الجهات‪ ،‬يهدف إلى تحقيق التوزيع‬
‫المتكافىء للموارد‪ ،‬قصد التقليص من التفاوتات بينها‪ ،‬حيث يعتير وزير‬
‫الداخلية آمرا بقبض مداخيله وصرف نفقاته‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحقيق الحكامة الترابية‬

‫‪27‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫تلعب الجهوية المتقدمة أدوار طالئعية في تكريس حكامة جيدة‬


‫للجماعات الترابية‪ ،‬نظرا لكون الجهة تشكل إطارا مالئما لتطبيق وتنزيل‬
‫مبادئ الحكامة وذلك من خالل األسس التي توفرها لذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬األسس السياسية والديمقراطية‬
‫اعتمد القانون الجديد على تمكين المجالس الجهوية من شرعية‬
‫ديمقراطية عبر تبني االنتخاب المباشر بدل أسلوب االنتخاب الغير‬
‫المباشر الذي كان سائدا في التجربة الجهوية السابقة‪ ،‬حيث أصبحت هذه‬
‫المجالس تنتخب بصورة مباشرة من طرف سكان الجهة الذين مكنهم‬
‫المشرع من االختيار الحر لممثليهم في المجالس الجهوية‪.‬‬
‫‪ -2‬األسس القضائية‬
‫ألول مرة سيصبح للقضاء اإلداري كلمة الفصل في حسم الخالفات بين‬
‫اإلدارة والمجالس الجهوية‪ ،‬حيث ال يمكن حل المجالس الجهوية أو عزل‬
‫رؤسائها إال بتدخل قضائي كضمانة حقوقية سبق أن طالبت بها كل‬
‫الفعاليات الحزبية أو الجمعوية وذلك بتحويل الوصاية اإلدارية إلى رقابة‬
‫بعدية يباشرها القضاء كجهاز مستقل‪.‬‬
‫‪ -3‬أسس التدبير الجيد‬
‫اعتمد القانون الجديد مجموعة من المقتربات والمبادئ التي تهدف إلى‬
‫تحسين طرق تدبير الجهات لشؤونها الداخلية‪ ،‬كمبدأ التدبير الحر ومبدأ‬
‫التفريع ومبدأ التضامن ومبدأ التشارك والتعاون‪.‬‬
‫‪ -1-3‬التدبير الحر‬

‫‪28‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫إن قاعدة التدبير الحر تقتضي أن تتمتع الجماعات الترابية باالستقالل‬


‫اإلداري والمالي في تدبيرها لشؤونها وفي مباشرة اختصاصاتها وفق‬
‫اختياراتها الحرة وظروفها دون تدخل الدولة‪ ،‬فالجهة أو الجماعة هي التي‬
‫تقوم بتحديد أولوياتها وفقا للقانون ودون تجاوز الحدود التي يحدها‬
‫القانون‪ ،‬فهي التي تضع برنامج عملها وتحدد مخططها للتنمية‪.‬‬
‫‪ -2-3‬مبدأ التفريع‬
‫يرتكز مبدأ التفريع على إعادة تنظيم العالقة بين اإلدارة المركزية‬
‫والجماعات الترابية من ناحية ومن ناحية أخرى العالقة بين الجهة‬
‫كجماعة ترابية وباقي الجماعات الترابية من جماعات وعماالت وأقاليم‪،‬‬
‫حيث يجب إعادة النظر في توزيع االختصاصات بين الدولة والهيئات‬
‫الالمركزية وبين هذه األخيرة فيما بينها‪.‬‬
‫فمبدأ التفريع يقصد به إذن‪ ،‬الفصل الواضح بين أدوار المتدخلين في‬
‫الشأن الترابي وفي التوزيع الدقيق للصالحيات بين اإلدارة المركزية‬
‫والهيئات الالمركزية حتى يمكن تخويل االختصاص للجماعة الترابية‬
‫األقرب للساكنة سواء كانت جماعة أو عمالة أو جهة وتفادي تداخل في‬
‫الوظائف والصالحيات‪.‬‬
‫ويالحظ بأن المشرع اعتمد على مبدأ التفريع في تحديد مجاالت‬
‫االختصاصات خاصة االختصاصات المنقولة من طرف الدولة لفائدة‬
‫الجهة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫محاضرات في مادة اإلدارة الترابية‪ ،‬ذ‪ /‬أحمد غزال‪ ،‬السداسي الخامس‪ ،‬قانون عام‪2021-2020 ،‬‬

‫‪30‬‬

You might also like