Professional Documents
Culture Documents
1
األسس اليت يقوم عليها التنظيم اإلداري للدولة ومؤسساتها ( الجزء الثاني)
1
- L’organisation de l’administration se fonde sur la hiérarchie ; les diverses autorités ou les divers personnes qui le composent se trouvent
les unes par rapport aux autres dans les liens de subordination sans lesquels le fonctionnement de l’organisme administratif ne pourrait être
harmonieux ( Jacques GANDOUIN, initiation à la rédaction administrative, CFA, S.D.,P 65).
1
نظريات التنظيم -لطلبة السنة الثالثة اتصال – السداسي الخامس /أستاذ المادة :األستاذ الدكتور أحمد عمراني السنة الجامعية 2023-2022
بالنسبة لشخصه :تتمثل سلطات الرئيس ا تجاه شخص المرؤوس في المساس بمركزه الشخصي ،طيلة مساره
المهني ،بدءاً من سلطـة التعيين والترقية والتأديب (كالتنبيه ،والتوبيخ وحتـى التسريح إذا كانت الخطأ المرتكب مـن الدرجـة
الرابعة ( .)1تجدر اإلشارة إلى أن ممارسة الرئيس لهذه السلطات اتجاه المرؤوس ليست مطلقة وإنما تتم وفقا ً لنصوص
وضوابط حددتها النصوص التشريعية والتنظيمية ،ومن ذلك فإن سلطات التعيين والتأديب محددة في القانون األساسي
للوظيفة العمومية المذكور .
أما سلطاته اتجاه أعمال مرؤوسيه فتتمثل في التوجيه و التعقيب.
سلطة التوجيه :
تتمثــــل سلطـــــة التوجيـــــه التي يمارسهــــا الرئيس اتجـــــاه مرؤوسيـه( ،الرقابـــة القبليـة
،(Contrôle à prioriفي سلطة إصدار األوامــر Ordresوالتعليمات Instructionsوالمنشـورات Circulaires
لمرؤوسيه من أجـل حسن سير المرفق العام الذي يشرف عليه بما يحقق الصالح العام ،وعلى المرؤوس الخضـوع
لتعليمات الرئيس سـواء ألداء عمل معين أو لالمتناع عن أداء عمل معين .
ومن المعلوم أن عالقة التبعية في أمر الرئيس هي عالقة قانونية عامة ،وهي تختلف عن العالقات القانونية الخاصة في
إطار القانون الخاص التي تربط رب العمل بالعامل؛ ذلك أن طرفي العالقة األولى هما ممثالن للدولة ،وكل منهما ينوب عنها
في مباشرة وظائفها ،وأن عالقاتهما تحكمها قواعد القانون العام وتحدد مضمونها وكيفية ممارستها وطبيعتها القانونية (.)2
ويعرف أمر الرئيس بأن " :كل تعبير يتضمن أداء عمل ،أو االمتناع عن عمل ،أو تحذيراً للتحوط من وقوع حدث
،يصدر من رئيس يختص بإصداره إلى مرؤوس يختص بتنفيذه تربطهما عالقة وظيفة عامة "()3
بعد أن بيّنا أن المرؤوس ملزم بتنفيذ أوامر الرئيس ،فإلى أي مدى يجب على المرؤوس طاعة الرئيس وتنفيذ أوامره ،ال سيما
إذا كانت هذه األوامر غير مشروعة أو مخالفة للقوانين ؟
من الناحية القانونية ،نشير إلى أن نص المادة 129من القانون المدني نصت على ما يلي " :ال يكون الموظفون
والعمال العاملون مسؤولين شخصيا عن أعمالهم التي أضرت بالغير إذا قاموا بها تنفيذاً ألوامر صدرت إليهم من رئيس متى
كانت إطاعة هذه األوامر واجبة عليهم " .ما يالحظ على هذه المادة أمرين(: )4
)-1أنها نصت على مبدأ الخطأ المرفقي أو المصلحي ، Faute de serviceوبالتالي فإن الموظف في هذه الحالة غير
مرتكب لخطأ شخصي متى كان منفذا ألمر رئيسه.
)-2أنها لم تبين ال حكم عندما تكون تعليمات الرئيس مخالفة للقانون كما فعلت بعض التشريعات ومنها التشريع المصري ،
الذي جاءت المادة 176منه على القاعدة المذكورة في المادة 192المذكورة أعاله ،غير أنه أضاف فيها أنه " وأثبت أنه كان
يعتقد مشروعية العمل الذي وقع منه وكان اعتقاده مبنيا ً على أسباب معقولة ،وأنه راعى في عمله جانب الحيطة " ()5
سلطة التعقيب :أما بخصوص سلطة التعقيب ( الرقابة البعدية ،)Contrôle à posterioriفإن من مقتضياتها
أنه بعد قيام المرؤوس بأعماله تنفيذا للمهام الموكلة إليه ،فإن للرئيس حق ممارسة الرقابة على هذه األعمال ،سواء من تلقاء
نفسه أو بناء على الشكاوى التي قد يتلقاها من المواطن الذي يكون قد تضرر من تلك التصرفات واألعمال
ويمكن لرئيس أن يمارس سلطته هذه في عدة أشكال منها :التصديق ،التعديل ،اإللغاء ،والحلول .
)-1لتصديق :Approbationبمعني أن أعمال المرؤوس تبقى غير منتجة آلثارها إال بعد مصادقة الرئيس عليها
صراحة أو ضمنا .
)-2التعديل : Modificationوهي أن يكون للرئيس حق تعديل األعمال التي قام بها المرؤوس ،زيادة أو نقصاناً .فله
أن يدخل التعديالت التي يراها ضرورية تحقيقا ً لقدر أكبر من المصلحة العامة ،ومقتضيات مبدأ المشروعية .
)-3اإللغاء : Annulationيمكن للرئيس إلغاء أعمال المرؤوس ووضع حد ألثاره ونتائجه.
)-4الحلول : Substitutionعندما يتقاعس المرؤوس عن أداء مهامه يمكن لرئيسه أن يحل محله في أدائها .
2
نظريات التنظيم -لطلبة السنة الثالثة اتصال – السداسي الخامس /أستاذ المادة :األستاذ الدكتور أحمد عمراني السنة الجامعية 2023-2022
:
أهم تطبيقات المركزية اإلدارية يتمثل في شكلين هما :التركيز اإلداري ،و عدم التركيز اإلداري
)-1التركيز اإلداري la concentration administrative
يعتبر التركيز اإلداري هو الصورة القديمة للمركزية ،ويتمثل في تركيز جميع الوظائف اإلدارية في يد السلطة
المركزية ( الحكومة) ،أي أن يكون لها وحدها حق إصدار القرارات الالزمة ،كسلطة التعيين في الوظائف العامة ،كما
تشرف السلطة المركزية على جميع المرافق العامة في الدولة ،سواء أكانت مرافق وطنية تهم الدولة بأسرها أو مرافق محلية
تهم إقلي ًما محليًا معينًا .
وبهذا فإن التركيز اإلداري يتمثل في حصر جميع السلطات بيد السلطة المركزية الموجودة في العاصمة ،أما
ممثلي الدولة في مختلف األقاليم أو الواليات فيعتبرون مجرد منفذين لألوامر والتعليمات الصادرة عن السلطة المركزية
(الوزير األول والوزراء) ،بحيث يجب عليهم الرجوع إليهم في كل صغيرة وكبيرة قبل القيام بأي عمل .
* ومن أجل ضمان فعالية عدم التركيز اإلداري ،فإنها تقوم أساسا ً على فكرة التفويض ،أي أن السلطة
المركزية تفوض ممثليها على مستوى المحلي للبث في الشؤون التي تخص قطاعهم ،د ون منحهم االستقالل عن األجهزة
المركزية المانحة للتفويض .
وفي هذا الصدد ال بد من التمييز بين نوعين من التفويض وهما :تفويض اإلمضاء ،وتفويض السلطات .
تفويض اإلمضاء :Délégation de signatureهو إجراء قانوني بموجبه تمنح سلطة التوقيع على بعض
فوض ).(le délégataire الوثائق والعقود ،من ال ُمفـَوض ( ،-)le déléguantلموظف يسمى ال ُم َ
فتفويض اإلمضاء إذاً ما هو إال تنظيم داخلي بموجبه يتنازل الرئيس ( أي الرئيس السلمي Le chef
- )hiérarchiqueلواحد أو أكثر من مساعديه -عن صالحيته األصلية في التوقيع على بعض الوثائق نيابة عنه.
اآلثار القانونية لتفويض اإلمضاء :
-01ال يؤدي التفويض في التوقيع إلى نقل في االختصاص إلى المفوض إليه ،فالمفوض إليه يباشر االختصاصات
المفوضة باسم ولحساب المفوض ،ومعنى ذلك أن المفوض يستطيع مباشرة االختصاصات في المهام المفوضة.
-02تفويض التوقيع يقوم على االعتبار الشخصي وليس الموضوعي ذلك أن كل تغيير في شخص المفوض إليه أو
المفوض يؤدي حتما إلى إيقاف العمل بهذا التفويض.
-03إن العمل الصادر من المرؤوس المفوض إليه يعتبر صادرا من الرئيس نفسه.
تفويض السلطات :Délégation de pouvoirsويتحقق هذا النوع من التفويض حينما يتم نقل جزء من
السلطة أو االختصاص من المفوض إلى المفوض إليه ،وهكذا يتجرد صاحب االختصاص األصيل بناء على رغبته وسلطته
التقديرية من بعض صالحيـاته ليمـارسها الشخص الذي تم اختيـاره في الحدود التي رسمها القانون ليمارس االختصـاصات
أو الصالحيات المفوضة له .
3
نظريات التنظيم -لطلبة السنة الثالثة اتصال – السداسي الخامس /أستاذ المادة :األستاذ الدكتور أحمد عمراني السنة الجامعية 2023-2022
ال يخفى على أحد ازدياد االهتمام بمفهوم الالمركزية منذ أواخر القرن العشرين ويرجع ذلك إلى التطورات التي
عرفتها المجتمعات في الميادين السياسية واالقتصادية واالجتماعية وغيرها.
فالالمركزية ال تعد هدفا في حد ذاتها وإنما هي فلسفة وأداة تنموية ،تمكن األفراد من المشاركة في صنع واتخاذ
القرارات المتعلقة بتنمية مجتمعاتهم بما يعود عليهم بالفائدة.
فالالمركزية هي باألساس نقل السلطات والصالحيات من المستويات المركزية األعلى إلى المستويات المحلية األدنى.
سنتناول النقاط التالية :تعريف الالمركزية اإلدارية ،أركانها ،وفي األخير نتعرض إلى تقييم كل من اإلدارة
المركزية – التي تعرضنا لها في المحاضرة السابقة -والالمركزية اإلدارية ،وهذا بإظهار مزايا وعيوب كل منهما.
-1ومن ذلك على سبيل المثال ما نصت عليه المادة 27من المرسوم التنفيذي رقم ، 279-03المؤرخ في 23أوت ، 2003المحدد لمهام الجامعة والقواعد الخاصة
بتنظيم ها وتسييرها " لرئيس الجامعة ...أن يفوض اإلمضاء إلى عمداء الكليات ومديري المعاهد ،والملحقات عند االقتضاء"...
-2أي في حدود الصالحيات المحددة للوزير .
4
نظريات التنظيم -لطلبة السنة الثالثة اتصال – السداسي الخامس /أستاذ المادة :األستاذ الدكتور أحمد عمراني السنة الجامعية 2023-2022
الركن الثاني :وجود مجالس منتخبة تقوم بإدارة الهيئات اإلدارية المحلية .
سبق أن أشرنا في الركن األول ،إلى نص المادة 19من الدستور على أن المجلس المنتخب يعتبر قاعدة الالمركزية،
ومكان مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية ( .)2وعليه فإن مقتضى نظام الالمركزية أن يعهد بإدارة المصالح
المحلية إلى هيئات مستقلة عن اإلدارة المركزية ،تتمتع بالشخصية المعنوية ،ومنتخبة من سكان اإلقليم أو البلدية ،وتخضع
للرقابة اإلدارية أو الوصاية .وعليه فإن نظام الالمركزية يقوم على عناصر ثالث وهي :
-1
5
نظريات التنظيم -لطلبة السنة الثالثة اتصال – السداسي الخامس /أستاذ المادة :األستاذ الدكتور أحمد عمراني السنة الجامعية 2023-2022
مظهـر الستقالله ،فإن الالمركزية اإلدارية تختلف من حيث الجوهر لكون أن الهيئة الالمركزية ( البلدية مثالً) تستمد
صالحياتها بموجب نص قانوني وليس بموجب تفويض(.)1
وتتمثل رقابة السلطات المركزية على اإلدارة المحلية ( أي البلدية) في أمور ثالث:
-) 1الرقابة على الهيئات :كما جاء في نص المادة األولى من القانون البلدي لسنـة ، 2011فإن إنشاء البلدية كهيئة
المركزية يتم بنص قانوني ،وبالتالي فإن حلها من قبل السلطات المركزية يتم – عمالُ بمبدأ توازي األشكال -بموجب قانون
،كما تنص المادة 9في قانون البلدية على صالحية السلطة المركزية في تعديل الحدود اإلقليمية للبلديات بقصد ضم جزء من
إقليمها إلى بلدية أخرى ،ويتم ذلك بموجب مرسوم رئاسي .
-)2الرقابة على األشخاص :وتتمثل هذه الر قابة على األشخاص القائمين علي هذه الهيئات المحلية الالمركزية،
كتوقيف ،وعزل وفصل العضو المنتحب عن ممارسة مهامه في حاالت حددها قانون البلدية (.)5
-)3الرقابة على األعمال :بداية البد من التنب يه إلى أن هذا النوع من الرقابة على األعمال يختلف عن الرقابة التي
تعرضنا لها بخصوص سلطـة التوجيـه التي يمارسها الرئيس اتجـاه مرؤوسيـه في نظام المركزية اإلدارية ،ذلك ألن األصل أن هذه
الهيئات تتمتع باستقاللية ،وهي تعمل فقط وفقا ً للقوانين التي تحكمها ،كما أن تمتعها بالشخصية المعنوية يترتب عنها تحملها
المسؤولية كاملة عن أعمالها وتصرفاتها.
ُ
* فبخصوص سلطة التعديل ،فإنه وفقا للمبادئ التي ذكرنها آنفا ،فاإلدارة المركزية ال تملك سلطة تعديل أعمال
اإلدارة المحلية ،فهي إما تصادق على أعمالها أو ترفضها دون أن تدخل عليها تعديالت .
*أما بخصوص التصديق على األعمال ،فتتمثل في وجوب إطالع السلطة الوصية (الوالي) على قرارات ومداوالت
البلدية قبل تنفيذها وذلك بهدف مراقبة مدى مشروعيتها وصحتها ،وبالتالي فإنها إما توافق عليها أو ترفضها ،وفي هذا الخصوص
نصت المادة 56من قانون البلدية على أن مداوالت المجلس الشعبي البلدي قابلة للتنفيذ بقوة القانون بعد واحد وعشرين ( )21يوما من
تاريخ إيداعها بالوالية .والوالي يدلي برأيه في مدي شرعية أو عدم شرعية هذه المداوالت فقط .
6
نظريات التنظيم -لطلبة السنة الثالثة اتصال – السداسي الخامس /أستاذ المادة :األستاذ الدكتور أحمد عمراني السنة الجامعية 2023-2022
أهم الفروق التي تحكم الرقابة في النظامين المركزي والالمركزي وهي :
-)1في النظام المركزي الرقابة عند ممارسة السلطة الرئاسية هي مفترضة ،أما في النظام الالمركزي فال تكون
إال بنص قانوني.
-)2في النظام المركزي ال يحق للمرؤوس أن يعترض على أعمال رئيسه ،أما في النظام الالمركزي فإن للهيئات
الالمركزية ( المجلس الشعبي البلدي ممثالً في رئيسه ) حق تقديم تظلم إداري أو رفع دعوى قضائية ضد قرار
الوالي الرافض المصادقة على المداولة المرفوعة إليه ( أنظر المادة 61من قانون البلدية).
-)3في النظام المركزي الرئيس مسؤول إلى جانب المرؤوس ،أما في النظام الالمركزي فالهيئة المحلية تتحمل وحدها
المسؤولية عن أعمالها.
ثـالثاً :تقدير كل من املركزية اإلدارية و الالمركزية اإلدارية :
نتعرض بإيجاز إلى كل من مزايا وعيوب النظامين :
أ) – المركزية اإلدارية :
-1مزايا المركزية اإلدارية:
يحقق هذا النظام الوحدة الوطنية للدولة من الناحيتين السياسية واالجتماعية ،
كما يحقق نوعا من التجانس في االلتزام باألنظمة واللوائح والسياسات واإلجراءات ،الذي يوفر وضوح المعامالت
واإلجراءات وعدم تناقضها من منطقة إلى أخرى ،
كما يحقق هذا النظام نوعا ً من العدالة االجتماعية بين جميع المواطنين ،بموجب إشراف السلطة المركزية على مختلف
المرافق العامة.
-2عيوب المركزية:
تنشغل اإلدارة المركزية بسبب تركز السلطة في يدها بصغائر األمور على حساب القضايا األساسية ذات الصلة بالمصالح
األساسية للدولة ،
المركزية ه ي الحقل الخصب لنمو ظاهرة البيروقراطية ،بالنظر إلى تضخم الجهاز اإلداري وازدياد تدخل الدولة في كل
الميادين ،مما يؤدي بها – من الناحية العملية -إلى العجز عن تلبية احتياجات المواطنين.
7