Professional Documents
Culture Documents
O U o U U Oyo o o o o o U o U o o o o o U o o o o U o
O U o U U Oyo o o o o o U o U o o o o o U o o o o U o
1
2
مقدمة:
عرف مسار الالمركزية المحلية بالمغرب عدة تطورات من خالل تبني مجموعة من
التشريعات التي تهم تدبير المجال الترابي منذ فترة الحماية ،إذ تم تنظيم مدينة فاس بظهير
سنة 1912لتتابع بعد ذلك عدة نصوص قانونية و ظهائر 1لتنظيم التراب الوطني الخاضع
للحماية المفروضة عليه من طرف السلطات االستعمارية الفرنسية و اإلسبانية .
مع حصول المغرب على إستقالله سوف يتم تبني مفهوم العمالة واإلقليم كأساس للتنظيم
اإلداري المحلي و ستشهد سنة 1959إصدار ظهير يتعلق بإنتخاب أعضاء المجالس المنتخبة
و ظهير 2دجنبر من نفس السنة يتعلق بتقسيم المملكة إلى عماالت و أقاليم ،ومع بداية
الستينات سيصدر ظهير تحدث بموجبه جماعات حضرية ( بلديات و مراكز مستقلة ) و
الجماعات القروية ،و يعتبر ظهير 30شتنبر 1976بمثابة نقطة تحول على مستوى
اإلختصاصات الممنوحة للجماعات المحلية إذ سيتم نقل مجموعة من اإلختصاصات التي
كانت بيد رجل السلطة المعين إلى رئيس المجلس المنتخب. 2
و المالحظ ،أنه خالل الفترة الممتدة من 1959إلى غاية سنة 1976لم يصدر أي نص قانوني
ينظم وضعية العاملين بالجماعات المحلية ،إال سنة 1977حيث سيتم إصدار مرسوم سينظم
وضعية العاملين بالجماعات ،حيث تنص الفقرة الثانية من الفصل الثالث منه أنه ال يسري
على الموظفين العاملين بالمصالح الجماعية العمومية ذات الصبغة التجارية أو الصناعية بل
تسري عليهم مقتضيات نصوص خاصة ،وقد نظم الباب الثالث من المرسوم السالف ذكره
المناصب العليا بالجماعات المحلية بما فيها الكاتب العام – مدير المصالح حاليا . -
مع صدور القوانين التنظيمية للجماعات الترابية سنة 2015سيتم التطرق و ألول مرة لمفهوم
" إدارات الجماعات الترابية" من خالل تخصيص باب خاص بها كما هو الشأن في القانون
التنظيمي 113.14المتعلق بالجماعات من خالل المواد من 126إلى ،3 129باإلضافة إلى
القانونين التنظيميين لكل من الجهات والعماالت واألقاليم.
إشكالية الموضوع
1تبرز أهمية فترة الحماية ،في كونها قد وضعت أسس التنظيم الالمركزي مثل إدخال مفهوم الشخصية المعنوية إلى غير ذلك من المفاهيم
المرتبطة بالالمركزية.
- 2تجدر اإلشارة هنا إلى أن رجال السلطة (العامل والوالي) ظلوا يشكلون الجهاز التنفيذي بالنسبة للجهات والعماالت واالقاليم إلى غاية القوانين
التنظيمية الجديدة.
- 3ظهير شريف رقم 1.15.85صادر في 20رمضان 7 ( 1436يوليو ) 2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات –
الجريدة الرسمية عدد 6380بتاريخ 6شوال 23 ( 1436يوليو ) 2015ص . 6660
3
تتجلى في محاولة إبراز مختلف الهياكل المكونة إلدارات الجماعات الترابية والمهام التي تقوم
بها هذه األجهزة أو الهياكل ،وفي مدى تحقيق إدارات الجماعات الترابية لألهداف التي أحدثت
من أجلها ،وبعض اإلشكاالت المرتبطة بها
أهمية الموضوع :
تكمن في كونه من المواضيع اآلنية و المستجدة على إعتبار أن وزارة الداخلية قامت بإعداد
مشروع قانون بمثابة النظام األساسي لموظفي الجماعات الترابية و هيئاتها و تماشيا أيضا مع
النقاش الدائر حول إعادة هيكلة منظومة الوظيفة العمومية و إصالح اإلدارة ككل .
التصميم المقترح:
المبحث األول :تنظيم إدارات الجماعات الترابية
المطلب األول :تأليف و اختصاصات إدارات الجماعات الترابية
المطلب الثاني :مقتضيات خاصة ببعض موظفي إدارات الجماعات الترابية
المبحث الثاني :حدود فعالية عمل إدارات الجماعات الترابية و سبل تحقيق تدبير جيد لإلدارة
الجماعية.
المطلب األول :اإلشكاالت المطروحة على مستوى تدبير إدارات الجماعات الترابية.
المطلب الثاني :اآلليات الكفيلة لتحقيق تدبير جيد للجماعات الترابية.
4
المبحث األول :تنظيم إدارات الجماعات الترابية
حاول المشرع من خالل القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ،أن يحدد بعض المقتضيات
الخاصة بإدارات الجماعات الترابية ،وأيضا بموظفيها ،إال أن هذه القوانين التنظيمية لم تفصل
في هذه األمور ،لذلك صدرت العديد من المناشير والدوريات عن وزير الداخلية التي حاولت
التفصيل في تنظيم هذه اإلدارات واختصاصاتها(المطلب األول) وأيضا طرق وشروط تعيين
الموظفين فيها(المطلب الثاني).
5
تحديد مهامها و التعيين في مختلف وظائفها و بنظام العاملين بها و غيرها من الجوانب
األخرى. 4
بحيث نجد في المادة 123من القانون التنظيمي 111.14المتعلق بالجهات قد نصت على "
توفر الجهة على إدارة يتم تنظيمها و تحديد إختصاصاتها من قبل الرئيس و المجلس بعد
مداولة ،و أنها تتألف من مديرية عامة للمصالح ومديرية لشؤون الرئاسة و المجلس " .
إال أنه ال مجلس الجهة و رئيسه هما اللذان يصدران المقررات و القرارات المتعلقة بتنظيم
إدارة الجهة بل يرجع األمر إلى وزير الداخلية فهو الذي يتدخل في هذا الموضوع من خالل
إصداره لعدة مناشير في مجال تنظيم و إختصاصات إدارات الجماعات الترابية عموما و
الجهة خصوصا .
ففي مقتضى منشور رقم 13الصادر بتاريخ 22مارس 2016حدد المعايير ونماذج الهيكلة
التنظيمية إلدارة الجهة ما يعين اإلعتبار عند مشاريع المقررات القاضية بتنظيم إدارة الجهة
.
و قد تم وضع مشاريع نماذج تنظيمية وفق المنشور رقم 13السالف ذكره لتمكين الجهات من
التوفر على إدارة حديثة تضطلع بجميع المهام المنوطة بها بفعالية و نجاعة ،و تأخذ بعين
اإلعتبار خصوصية كل جهة على حدى. 5
و عليه ،فسنعالج الهيكلة التنظيمية إلدارة الجهة على ضوء المنشور رقم 13مع تعزيز ذلك
بنموذج إلدارة جهة الرباط سال القنيطرة ،دون أن ننسى اإلشارة إلى هيكلة الوكالة الجهوية
لتنفيذ المشاريع .
– 1الهيكلة التنظيمية إلدارة الجهة على ضوء المنشور رقم . 13
كما سبق الذكر فإن إدارة الجهة بموجب المادة 123من ق.ت 111.14 .تقسم إدارة الجهة
إلى :
أ /مديرية لشؤون الرئاسة و المجلس :وهذه المديرية تتواجد فقط على مستوى الجهة دون
باقي الجماعات الترابية األخرى أي العماالت و األقاليم و الجماعات .
- 4المكي السراجي – الالتركيز اإلداري في إطار سياسة الجهوية المتقدمة – مقال منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية –
عدد – 98/97مارس /يونيو . 2011
- 5المكي السراجي – إدارة الجهة نحو تكريس اإلستقالل اإلداري للجهات وتدعيم اإلختصاص التنفيذي لرؤساء مجالسها -مقال منشور بمجلة
الجماعات الترابية و تدبير الشأن الترابي – ص 54-53
6
ب /المديرية العامة للمصالح :تركيبة هذه المديرية تختلف بإختالف عدد سكان الجهات من
حيث عدد األقسام و المصالح التي تضمها بحيث أن
الجهات التي يفوق عدد سكانها 6ماليين نسمة ،تتوفر المديرية على 17قسم و على 20
مصلحة.
الجهات التي يبلغ عدد سكانها 4ماليين نسمة ويقل على 6ماليين نسمة ،تتوفر المديرية
على 6أقسام و 27مصلحة.
الجهات التي يبلغ عدد سكانها 2ماليين نسمة و يقل عدد سكانها عن 4ماليين نسمة تتوفر
المديرية على 5أقسام و 23مصلحة.
الجهات التي يقل عدد سكانها عن 2مليون نسمة ،تضم فيها المديرية 4أقسام و 19
مصلحة .6
القنيطرة7 -2الهيكلة التنظيمية إلدارة جهة الرباط سال
-منشور وزير الداخلية رقم 13الصادر بتاريخ 22مارس 2016المتعلق بتنظيم إدارات الجهات . 6
7
– 3الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع
ألجل تمكين مجالس الجهات من تدبير شؤونها ،يحدث لدى كل جهة ،تحت مسمى " الوكالة
الجهوية لتنفيذ المشاريع " ،شخص إعتباري خاضع للقانون العام يتمتع باإلستقالل اإلداري
و المالي ،يشار إليه بإسم " الوكالة " ،و يكون مقرها داخل الدائرة الترابية للجهة يتم تدبير
شؤونها من قبل لجنة اإلشراف و المراقبة و يقوم بتسييرها مدير عام.8
-عبد الكريم حيضرة – التنظيم اإلداري المغربي – طبعة – 2019مكتبة المعرفة – مراكش – ص . 136 8
8
أ :لجنة اإلشراف و المراقبة
يرأسها رئيس المجلس الجهوي و يتكون من أعضاء مكتب هذا المجلس و بذلك فهي تتألف
من :
رئيس المجلس الجهوي رئيسا .
عضوين من مكتب مجلس الجهة بتعيين من رئيس مجلس الجهة .
عضو يمثل فرق المعارضة يعينه المجلس.
رئيس لجنة الميزانية و الشؤون المالية و البرمجة بالجهة .
رئيس لجنة التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية و البيئية بالجهة .
رئيس إعداد التراب .
و يباشر أعضاء مجلس اإلشراف و المراقبة مهامهم و لو تم توقيف أو حل مجلس الجهة إلى
حين إنتخاب مجلس جديد يعين أعضاء جدد لتمثيله داخل الجهة ،و يظل أعضاء اللجنة
خاضعين ألحكام المادة 68من القانون التنظيمي 111.14المتعلق بالجهات.
9
يعد التقرير السنوي الخاص بتسيير الوكالة و وضعيتها المالية ،و كذا المنازعات التي يمكن
أن تكون الوكالة طرفا فيها و المطالب بعرضها على لجنة اإلشراف و المراقبة خالل إنعقاد
دورتها العادية لشهر أكتوبر .
يعتبر الرئيس التسلسلي لمستخدمي الوكالة ،و يمكن له أن يعين و يعفي مستخدميها طبقا
للقوانين و األنظمة الجاري بها العمل.
يعتبر آمرا بقبض مداخيل الوكالة و صرف نفقاتها ،و له أن يفوض إمضائه تحت مسؤوليته
.9 الوكالة مستخدمي إلى مراقبته و
ثانيا .الجماعات
بإستقراء مضامين الميثاق الجماعي رقم 78.00لسنة 2002و الذي تم تتميه و تعديله بموجب
قانون 17/08لسنة 2009يتضح مدى ضبابية مضامينه إذ العبارات المشار إليها فيه لم
تتضمن مصطلح إدارة الجماعات .
-محمد زكراوي – قراءة في الهياكل التنظيمية للجماعات على ضوء المنشور الوزاري رقم 43حول تنظيم إدارة الجماعات . 9
10
و مع صدور القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات رقم 113.14تمت و ألول مرة اإلشارة
إلى مصطلح " اإلدارة الجماعية " و هذا أمر إيجابي كون أنه يهدف إلى إدراج المؤسسة
الجماعية في منظومة اإلدارات العمومية بالرغم من أنه جاء مقتضبا في أحكامه بحيث إرتبط
تطبيقه بكثرة اإلحاالت إما على نصوص تنظيمية أو مراسيم .
و في هذا اإلطار فإن المادة 125من القانون التنظيمي 113.14نصت على وجود إدارة
للجماعات يتم تنظيم و تحديد إختصاصاتها بقرار لرئيس الجماعة و بعد مداولة المجلس ،و
أنها تتألف من مديرية للمصالح ،مع إمكانية توفر بعض الجماعات على مديرية عامة للمصالح
و هي محددة بمرسوم على سبيل الحصر .
إال أنه المقررات المتعلقة بتنظيم إدارة الجماعات لم تتخذ من قبل رئيس المجلس الجماعي
وال أعضائه ،و إنما إتخذت من طرف وزير الداخلية الذي أصدر دورية بعدد 43بتاريخ
28يوليوز 2016يقترح بموجبها نماذج الهيكلة التنظيمية إلدارة الجماعات من أجل تمكين
هذه األخيرة ( أي الجماعات ) من التوفر على إدارة جماعية حديثة من شأنها توفير إطار
مالئم للقيام بجميع المهام المنوطة بها بفعالية و نجاعة ،مع اآلخذ بعين اإلعتبار بخصوصية
كل جماعة على حدة. 10
و عليه ،فإن الهيكلة التنظيمية إلدارة الجماعات يمكن تناولها إنطالقا مما يلي :
-1مديرية المصالح :
باإلستناد على المادة 126من القانون التنظيمي 113.14فإن إدارة الجماعات على مديرية
للمصالح بإستثناء الجماعات المحددة بمرسوم ،باإلضافة إلى هذا السند القانوني نجد الدورية
43بتاريخ 28يوليوز 2016التي بموجبها تم تقديم نماذج الهيكلة التنظيمية للجماعات
المتوفرة على مديرية للمصالح و ذلك على أساس مؤشر عدد سكانها ،و فيما يلي ذكره :
الجماعات التي يقل عدد سكانها عن 15ألف نسمة تتوفر على :
الجماعات التي يتراوح عدد سكانها ما بين 15.001نسمة و 100.00ألف نسمة تتوفر على:
( الشكل التوضيحي )
11
المقاطعات تضم :مدير للمصالح 5 +أقسام 17 +مصلحة .
12
المقاطعات التي يبلغ عدد سكانها ما بين 100.001و 250.00ألف نسمة تضم :مدير عام
أو مدير للمصالح 6 +أقسام 20 +مصلحة
13
14
ب -نماذج الهيكلة التنظيمية إلدارة الجماعات ذات المديرية العامة للمصالح
قدم وزير الداخلية في دوريته 12هذه الجماعات التي تتوفر إدارتها على مديرية
عامة للمصالح على الشكل التالي :
الجماعات التي يفوق عدد سكانها 250ألف نسمة و هيكلتها كما يلي :
40مصلحة
( الشكل التوضيحي )
الجماعات التي يفوق عدد سكانها 250ألف نسمة و هيكلتها كالتالي :
10مصالح
( الشكل التوضيحي )
الجماعات التي يتراوح عدد سكانها ما بين 15.001و 100.00ألف نسمة سبقت
اإلشارة إليها .
ثالثا .العماالت و األقاليم
-مرسوم 2.15.195بتاريخ 30ديسمبر 2015الخاص بتحديد الئحة للجماعات المتوفرة على مديرية عامة للمصالح . 12
15
إن إدارة العماالت و األقاليم مصطلح حديث العهد تضمنه القانون التنظيمي 112.14المتعلق
بتنظيم العماالت و األقاليم في باب األول من القسم الرابع ،في حين أن القانون السابق 79.00
لم يشر إلى مصطلح " إدارة " بالرغم من أنه وسع من مجال إختصاصاتها و عدل األدوار
القانونية الموكولة للجهاز التنفيذي ،ودعم آليات التعاون و الشراكة المعترف لها بها. 13
و قد جاء في المادة 117من القانون التنظيمي للعماالت و األقاليم على أن العماالت و األقاليم
تتوفر على إدارة يتم تنظيمها و تحديد إختصاصاتها من قبل رئيس المجلس وذلك بقرار صادر
عنه و بعد مداولة يقوم بها المجلس ،و تتكون هذه اإلدارة من مديرية عامة للمصالح و مديرية
لشؤون الرئاسة و المجلس ،إال أن تنظيم إدارة مجالس العماالت و األقاليم قد تم بتدخل من
وزير الداخلية بمنشور له بعدد 32بتاريخ 22يونيو 2016وضع من خالله نماذج للهياكل
التنظيمية إلدارة العماالت و األقاليم بإعتماد مؤشر عدد السكان ،و سنقتصر فقط على دراسة
هيكلة إدارة العماالت و األقاليم بأمثلة توضيحية .
14 أ -الهيكلة التنظيمية لمصالح مجلس عمالة مكناس كنموذج
16
الفقرة الثانية :اإلختصاصات
تختص إدارات الجماعات الترابية بمهام مهمة أحدثت من أجلها تم تضمينها في القوانين
التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية على إعتبار أن إدارات الجماعات الترابية تتكون من
مديرية عامة للمصالح أو مديرية المصالح و مديرية لشؤون الرئاسة و المجلس بإستثناء
الجماعات كما هو مبين في الفقرة األولى ،و أن مدراء هذه المديريات يوجدون على رأس
كل مديرية األمر الذي جعل المشرع الجماعي يعهد إليهم بمجموعة من اإلختصاصات
بإعتبارهم مسيرين ،و لهذا سوف يتم التطرق إلختصاصات إدارات الجماعات الترابية
إنطالقا من دراسة مهام هؤالء المدراء و ذلك على مستوى كل من الجهات ( أوال ) ثم مجالس
العماالت و األقاليم ( ثانيا ) و الجماعات ( ثالثا ) .
أوال :الجهات
17
يرجع تحديد اختصاص إدارة الجهة إلى مجلسها و رئيسه بحيث تنص المادة 123من القانون
التنظيمي 111.14المتعلق بالجهات على أن تتوفر الجهة على إدارة يحدد تنظيمها و
اختصاصاتها بقرار من رئيس الجهة و بعد مداولة المجلس مع مراعاة مقتضيات البند 3من
المادة 115التي تنص على أن المقرر المتعلق بتنظيم اإلدارة و تحديد باختصاصها ال يكون
قابال للتنفيذ إال بعد التأشير عليه من قبل السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية داخل آجل 20
يوما من تاريخ التوصل به من قبل الرئيس و في حالة مخالفة هذا اآلجل يعتبر ذلك بمثابة
تأشيرة .
كما أن المادة 97هي األخرى على أن المجلس هو من يختص بالتداول في اختصاصات
إدارة الجهة ،باإلضافة إلى المادة 101التي بموجبها التنصيص على أن ريس مجلس الجهة
يقوم بتنفيذ مداوالت المجلس و مقرراته و يتخذ جميع التدابير الالزمة لذلك و لهذا الغرض
يتخذ القرارات المتعلقة بتنظيم إدارة الجهة و تحديد اختصاصاتها. 16
و بما أن إدارة الجهة كما سبقت اإلشارة إلى ذلك تتألف من مديرية عامة للمصالح و مديرية
لشؤون الرئاسة و المجلس باإلضافة إلى وجود وكالة جهوية لتنفيذ المشاريع كآلية تقنية ،فإن
كل واحدة مكلفة باختصاصات خاصة بها سيتم التفصيل فيها كما يلي :
-1المديرية العامة للمصالح
نص القانون التنظيمي 111.14المتعلق بالجهات على أنه و ضمن اختصاصات رئيس الجهة
يحق لهذا األخير و في إطار مبدأ التدبير الحر للجهة أن يعين رئيس الجهة مديرا عاما
للمصالح الذي تندرج مهامه في كل ما يتعلق بالتنظيم و اإلشراف على إدارة الجهة 17و ذلك
بمقتضى المادة 125كما يعمل طبق هذه المادة تحت اإلشراف المباشر لرئيس الجهة على
تنسيق العمل اإلداري فيما بين أقسام و مصالح اإلدارة بالجهة و السهر على حسن سيرها ،
فالمدير العام للمصالح مطالب كل ما طلب من ذلك بتقديم تقارير إلى رئيس الجهة عن حسن
سير أقسام و مصالح الجهة .
و يمكن لرئيس الجهة أن يمنح للمدير العام للمصالح تفويضا في اإلمضاء في مجال التدبير
اإلداري أو من أجل التوقيع على الوثائق المتعلقة بقبض مداخيل الجهة و صرف نفقاتها ،كما
قد يقترح عليه ( أي الرئيس ) على المدير العام للمصالح أن يفوض هذا اآلخير إمضائه إلى
رؤساء األقسام و المصالح بإدارة الجهة .
18
و يظهر من مقتضيات القانون التنظيمي 111.14المتعلق بالجهات أن المدير العام للمصالح
ال يمكنه أن يستفيد من تفويض في السلطة من لدن رئيس الجهة في مجال الشؤون التي تهم
إدارة الجهة ،و إنما فقط من تفويض في اإلمضاء .
و على هذا فإن جميع اإلختصاصات المنوطة بإدارة الجهة تمارس تحت مسؤولية و مراقبة
رئيس مجلس الجهة ،و هو األمر الذي يجعله السلطة الوحيدة المسؤولة و المختصة في مجال
تسيير إدارة الجهة. 18
– 2مديرية شؤون الرئاسة و المجلس
إلى جانب منصب المدير العام للمصالح ،يعين رئيس الجهة مديرا آخر و هو مدير شؤون
الرئاسة و المجلس يعهد له بمهام السهر من الجوانب اإلدارية المرتبطة بالمنتخبين و سير
أعمال المجلس و لجانه ( المادة .) 126
و هو بهذه الصفة اإلدارية يقوم بالمهام اإلدارية يقوم بالمهام التالية :
مساعدة اللجان الدائمة للمجلس على القيام بمهامها من خالل برمجة دوراتها .
تلقي تقارير اللجان الدائمة .
مساعدة الرئيس في إعداد القانون الداخلي للمجلس .
ربط الصلة ما بين المجلس و والية الجهة .
السهر على إعداد و تنظيم دورات المجلس ،و يسهر أيضا على إعداد الملفات
المزمع دراستها في الدورة كما يوجه و بعد أخذ رأي رئيس المجلس إستدعاء
حضور الدورات العادية و كذا اإلستثنائية .
السهر على إعداد و كتابة قرار تمديد الدورة و يسهر على توجيهه لوالي الجهة
بعد أخذ مالحظات رئيس الجهة.
يبلغ و يرسل إلى أعضاء المجلس تاريخ و ساعة و مكان إنعقاد الدورة مرفقا
بجدول األعمال و الجدولة الزمنية لجلسات الدورة .
يرتب و يصنف مقررات المجلس الموقع عليها من قبل مجلس الجهة.
يسهر على تعليق جدول أعمال الدورة بمقر الجهة كما يسهر على حفظ سجل
المداوالت الخاص بالدورات.
19
السهر على إعداد الئحة التعويضات الخاصة برئيس المجلس و أعضائه حسب
ما هو منصوص عليه قانونا.
يسهر على تتبع حضور وغياب أعضاء مجلس الجهة خالل إنعقاد الدورات .
– 3الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع
تشرع الوكالة في مزاولة أعمالها من تاريخ تعيين مديرها وخالل السنة األولى من مدة إنتداب
المجلس الجهوي ( المادة ، ) 144و تخضع بحكم القانون لمراقبة مجلس الجهة ،هذه المراقبة
الغرض منها الوقوف على مدى إحترام أجهزة الوكالة ألحكام القانون التنظيمي للجهات ،و
خاصة ما يتعلق بالمهام المنوطة بها و بذلك فالوكالة أيضا تخضع للمراقبة المالية للدولة وفق
أحكام قانون المحاسبة العمومية .
لهذا فهي موكول لها القيام ب:
مد مجلس الجهة بكل أشكال المساعدة سواء القانونية أو الهندسية أو
التقنية المتعلقة بالمجال المالي ،ثم مد مجلس الجهة بكل ما يتعلق بإعداد
المشاريع و برامج التنمية ،كما أن للمجلس الحق في إسناد الوكالة
صالحية إستغالل و تدبير بعض المشاريع لحساب الجهة كما أن الوكالة
تتمتع بقوة إقتراحية تجاه المجلس حينما يتعلق األمر بإحداث شركات
التنمية الجهوية ( المادة .) 145
و هذه الوكالة يتم تدبير شؤونها من قبل لجنة اإلشراف و المراقبة التي يعمد إليها بمجموعة
من الصالحيات.
أ -الصالحيات الموكولة للجنة اإلشراف و المراقبة
وفق أحكام المادة 134فإن لجنة اإلشراف و المتابعة لدى مجلس الجهة تتمع بجميع
الصالحيات و السلط الالزمة إلدارة الوكالة ،و هي بذلك تقوم و بعد المداولة بالصالحيات
اآلتية :
وضع برنامج عمل الوكالة .
حصر الميزانية السنوية و البيانات الموازناتية المتعددة السنوات .
المصادقة على القوائم التركيبية المتعلقة بمالية الوكالة .
تحديد النظام األساسي لمستخدمي الوكالة .
20
المصادقة على المخطط التنظيمي للوكالة .
المصادقة على التقرير السنوي الذي يعده المدير العام للوكالة حول أنشطة
الوكالة و سيرها و وضعها المالي و المنازعات التي قد تكون الوكالة طرفا
فيها ( المادة .) 139
19مرسوم رقم 2.77.738بتاريخ 13شوال27(1397ـشتنبر)1977بمثابة النظام األساسي لموظفي الجماعات كما تم تعديله وتتميمه بالمرسوم رقم
2.80.255والمرسوم رقم 2.85.265بتاريخ 2دجنبر .1986
22
المتعلقة بتعيينهم وذلك في فقرتنا األولى ،على أن نخصص الفقرة الثانية لبيان المسطرة أو
المراحل التي يمر منها تعيينهم.
الفقرة األولى :المناصب العليا بإدارات الجماعات الترابية
تم التنصيص في العديد من مواد 20القوانين التنظيمية للجماعات الترابية على بعض
المقتضيات المتعلقة بموظفي الجماعات الترابية والمناصب العليا بإدارات الجماعات
الترابية ،إال أنه ورغم ذلك فإنه لم يتم التفصيل فيها ،لذلك صدرت منشور لوزير الداخلية
في 31يوليو 2018تناولت موضوع التعيين في المناصب العليا بإدارات الجماعات
الترابية وهيئاتها ونظام التعويضات عن المسؤولية .فبالنسبة للجهات نجد أن ما يدخل ضمن
المناصب العليا بها:
-المدير العام للمصالح؛
-مدير شؤون الرئاسة والمجلس؛
-مدير الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع؛
-المدير؛
-المكلفين بالمهام(يجب أال يتجاوز عدد هؤالء 4يشتغلون تحت إشراف مدير شؤون
الرئاسة والمجلس)21؛
-رؤساء األقسام؛
-رؤساء المصالح.
تشترك هذه المناصب العليا بإدارات الجهات بما فيها منصب مدير الوكالة الجهوية لتنفيذ
المشاريع من حيث التعيين في خضوعها جميعا لتأشيرة السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية،
فرغم كون التعيين في هذه المناصب يتم من طرف رئيس المجلس إال أنه وحسب المادة
124من القانون التنظيمي رقم 111.14فإن قرارات التعيين في المناصب العليا تخضع
لتأشيرة السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية ،ما يستفاد منه أنها تخضع للرقابة القبلية لسلطات
الوصاية ،وبالتالي فإنها هذه القرارات ال تعتبر صحيحة إال بعد التأشير.
23
أما بخصوص كيفيات التعيين فإنه يتم تعيين المدير العام للمصالح ومدير شؤون الرئاسة
والمجلس والمكلفين بالمهام ومدير الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بالجهة طبقا لمقتضيات
المنشور رقم 14الصادر بتاريخ 24مارس 2016حول التعيين بالمناصب العليا بالجهات
والمنشور رقم 52الصادر بتاريخ 31دجنبر 2015بإحداث وكاالت تنفيذ المشاريع
بالجهات وكيفية تعيين مدير الوكالة.
أما فيما يتعلق بتعيين المدراء بالجهات ورؤساء األقسام ورؤساء المصالح فإن شروط
ومعايير التعيين باإلضافة إلى مقدار التعويضات الخاصة بهم تختلف من واحد إلى آخر.
بحيث نجد أن المدير يتم تعيينه طبقا للمعاير والمبادئ الواردة في المادة 4من القانون
التنظيمي 02.12الصادر في 17يوليو ، 222012هذه المادة التي تنص على مبادئ التعيين
بالمناصب العليا و المتمثلة في :تكافؤ الفرص واالستحقاق والشفافية والمساواة وعدم
التمييز و المناصفة بين المترشحين والمترشحات ،أما فيما يخص معايير التعيين فممثلة في
التمتع بالحقوق المدنية والسياسية باإلضافة إلى التوفر على مستوى عال من التعليم
والكفاءة والتحلي بالنزاهة و االستقامة...وتجدر اإلشارة إلى كون التعيين في منصب مدير
بالجهة يتم بمقتضي عقد محدد المدة ،شريطة أال تتجاوز مدة العقد انتداب مجلس الجهة.
أما رؤساء األقسام بإدارة الجهة ،فيم تعيينهم طبقا للشروط والكيفيات المحددة لتعيين
رؤساء األقسام باإلدارات العمومية المنصوص عليها في مرسوم 2.11.681الصادر في
25نونبر 2011كما جرى تغييره وتتميمه...أما رؤساء المصالح فهم أيضا يخضعون من
حيث شروط و كيفيات تعيينهم لمقتضيات المرسوم 2.11.681رؤساء المصالح باإلدارات
العمومية.23
ولعل أهم ما يمكن مالحظته بخصوص تعيين رؤساء األقسام والمصالح ،هو أنه يجب أن
يكون المترشحون قد عملوا بإدارات الدولة أو الجماعات الترابية إما كمرسمين أو كأعوان
متعاقدين ،رغم االختالف في المدة المطلوبة لشغل مناصب رؤساء األقسام ورؤساء
المصالح ،هذا باإلضافة إلى توفرهم على شهادات معينة وترتيبهم في درجة معينة من أجل
الترشح للمنصب ،إال أنه واستثناء يمكن أن يترشح لتقلد مهام رئيس مصلحة بعض
الموظفين المرسمين أو األعوان المتعاقدين رغم عدم توفرهم على الدرجة المطلوبة للترشح
للمنصب ،شريطة أن تكون لهم أقدمية ال تقل عن 15سنة...
أما فيما يخص المناصب العليا بإدارات العماالت واألقاليم فهي كالتالي:
22هذا القانون التنظيمي رقم 02.12المتعلق بالتعيين في المناصب العليا ،جاء تطبيقا ألحكام الفصلين 49و 92من الدستور.
المتعلق بتعيين رؤساء المصالح باإلدارات العمومية. 23للمزيد من المعلومات راجع مرسوم 2.11.681
24
-المدير العام للمصالح؛
-مدير شؤون الرئاسة والمجلس؛
-المكلفين بالمهام؛
-رؤساء المصالح؛
ويتم التعيين في المناصب اآلتية بقرار رئيس المجلس مع إجبارية خضوع القرار لتأشيرة
السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية وذلك طبقا لمقتضيات المادة 118من القانون التنظيمي
.112.14أما بخصوص الشروط الواجب توفرها في من يريد تقلد أحد هذه المناصب فهي
تختلف من منصب إلى آخر ،فالمدير العام للمصالح ومدير شؤون الرئاسة والمجلس
يخضعون من حيث التعيين إلى مقتضيات مرسوم 2.11.681الصادر في 25نونبر
،2011لكن رغم ذلك فإن المدير العام للمصالح يتم تعينه وفق الشروط والكيفيات المحددة
لتعيين رؤساء األقسام باإلدارات العمومية والمحددة في المادة الرابعة من المرسوم السابق
الذكر ،على عكس مدير شؤون الرئاسة والمجلس الذي يخضع في تعيينه للشروط والكيفيات
الواردة في المادة الخامسة من مرسوم 2.11.681والمتعلقة بتعيين رؤساء المصالح
باإلدارات العمومية...
أما المكلف بمهمة بإدارة مجلس العمالة أو اإلقليم ،فيتم تعيينه وفق الشروط المطلوبة لتعيين
المكلفين بالدراسات في مختلف الوزارات المنصوص عليها في الفصل 3من المرسوم رقم
2.80.645الصادر في 5يناير ، 1981والتي تنص على بعض المقتضيات مثل أن يتوفر
المرشح لمنصب مكلف بمهمة على شهادة الدراسات العليا أو ما يعادلها و 5سنوات من
األقدمية في القطاع العام أو شبه العام أو الخاص بعد نيل الشهادة .24وتجدر اإلشارة إلى
كون تعيين المكلف بمهمة يتم بمقتضى عقد محدد المدة ال تتجاوز مدة انتداب مجلس العمالة
أو اإلقليم ،هذا ويتقاضى أجرة شهرية جزافية ال يمكن أن تتجاوز 12.000درهم.
أما رؤساء المصالح بإدارات العماالت واألقاليم فيتم تعيينهم وفق الشروط الواردة في المادة
5من مرسوم 2.11.681المحددة لتعيين رؤساء المصالح ..
أما فيما يتعلق بمناصب المسؤولية بإدارات الجماعات والمقاطعات فهي كاآلتي:
-مدير عام للمصالح أو مدير للمصالح؛
24كما يمكن لحاملي اإلجازة أو شهادة تعادلها مع إثبات قضاء 10سنوات من األقدمية بالقطاع العام أو شبه العام أو الخاص ،أن يترشحوا لشغل
هذا المنصب .
25
-مدير مقاطعة؛
-رئيس الديوان؛
-مستشار؛
-مكلف بمهمة؛
-رئيس قسم؛
-رئيس مصلحة؛
بداية تجب اإلشارة إلى كون 24جماعة محددة بمرسوم هي من تتوفر على مدير عام
للمصالح ،في حين باقي الجماعات تتوفر على مدير للمصالح. 25
يتم تعيين المدير العام للمصالح بجماعة الداربيضاء والمدراء العامين بالجماعات ذات نظام
المقاطعات والمديرين بجماعة الداربيضاء طبقا للمبادئ المنصوص عليها في المادة 4من
القانون التنظيمي 02.12المتعلق بالتعيين في المناصب العليا ،إال أن األجرة والتعويضات
التي يستفيدون منها تختلف من واحد إلى آخر .26وتجدر اإلشارة إلى كون التعيين في
المناصب العليا المشار إليها أعاله يتم بمقتضى عقد محدد المدة ال تتجاوز مدة انتداب
مجلس الجماعة.
أما فيما يخص معايير وشروط التعيين في منصب المدير العام للمصالح ومدير المصالح
بباقي الجماعات فإنه يخضع للمعيار السكاني( بحيث أن التعيين في هذا المنصب بهاته
الجماعات يأخذ بعين االعتبار عدد سكان الجماعة) .فبالنسبة للجماعات التي يفوق أو
يساوي عدد سكانها 15ألف نسمة والمقاطعات ،يتم التعيين فيها بمنصب مدير عام للمصالح
أو مدير المصالح أو مدير مقاطعة وفق الشروط والكيفيات المتعلقة بتعيين رئيس قسم
والموجودة في المادة 4من مرسوم 2.11.681المتعلق بتعيين رؤساء األقسام والمصالح
باإلدارات العمومية.
أما بالنسبة للجماعات التي يقل عدد سكانها عن 15ألف نسمة فيتم التعيين فيها وفق
الشروط والكيفيات المتعلقة بتعيين رئيس مصلحة بإدارة عمومية الواردة في المادة 5من
مرسوم ...2.11.681
25هو فرق في التسميات ،ناتج باألساس عن كون بعض الجماعات تعتبر كبيرة مقارنة بأخرى.
26حيث أن المدير العام للمصالح بجماعة الداربيضاء يستفيد من األجرة التي يتقاضاها كاتب عام لوزارة وفق مقتضيات المرسوم رقم 2.93.44
الصادر بتاريخ 29أبريل ،1993أما الذي يشغل منصب المدير العام بالجماعات ذات نظام المقاطعات والمدير بجماعة الداربيضاء يستفيد من
األجرة والتعويضات التي يتقاضاها مدير إدارة مركزية والمحددة بمقتضى المرسوم 2.97.364الصادر في 16يونيو ...1997
26
أما فيما يخص تعيين رؤساء األقسام بالجماعات فإنه يتم بنفس الطريقة في جميع الجماعات
وال يهم إذا ما كانت ذات نظام خاص وال يهم أيضا عدد ساكنتها ،بحيث أن تعيينهم يتم وفق
الشروط والكيفيات المحددة لتعيين رؤساء األقسام باإلدارات العمومية المنصوص عليها في
المادة 4من مرسوم ، 2.11.681لكن منصب رئيس مصلحة ال يكون في جميع الجماعات
وإنما فقط تلك الجماعات التي يفوق عدد سكانها 15ألف نسمة والمقاطعات ،ويتم التعيين
وفق الشروط المنصوص عليها في المادة 4من المرسوم السابق الذكر والخاصة بتعيين
رئيس مصلحة باإلدارات العمومية.
وبالنسبة لرئيس الديوان فيتم تعيينه وفق الشروط المطلوبة والكيفيات المحددة لتعيين رؤساء
المصالح والواردة في مرسوم 2.11.681الصادر سنة ،2011ويتم تعيين رئيس الديوان
لمدة محددة ال تتجاوز مدة انتداب مجلس الجماعة.
أما المكلف بمهمة فيتم تعيينه في الجماعات التي يفوق عدد أعضاء مجلسها 43عضوا وفق
الشروط المحددة بمقتضى الفصل 3من المرسوم 2.80.645الصادر في ( 5يناير،)1981
نفس الشيء بالنسبة للمستشارين الذين يكون عددهم أربعة بالنسبة للجماعات ذات نظام
المقاطعات بحيث يخضعون لنفس المقتضيات التي يخضع لها المكلف بمهمة من حيث
شروط التعيين ...وتجدر اإلشارة إلى أن تعيين المكلف بمهمة والمستشار يكون لمدة محددة
ال تتجاوز مدة انتداب مجلس الجماعة.
هذا كان كل شيء بالنسبة للشروط والكيفيات التي يتم من خاللها التعيين بالمناصب العليا
بإدارات الجماعات الترابية ،وما يستنتج مما سبق هو أن التعيين في هذه المناصب ال يتم إال
بعد التأشير على قرارات وعقود التعيين من طرف السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية هذا
ما تم التنصيص عليه في المادة 124من القانون التنظيمي 111.14المتعلق بالجهات والمادة
118من القانون التنظيمي رقم 112.14المتعلق بالعماالت واألقاليم والمادة 127من
القانون التنظيمي 113.14المتعلق بالجماعات ،مما يستخلص منه أن التعيين في هذه
المناصب يخضع للرقابة القبلية وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أهميتها .أيضا فإن ما
يالحظ هو أن جميع المناصب العليا تشترط أن يكون المترشح لها قد عمل مدة معينة تختلف
باختالف نوع المنصب المراد ،وكذلك تختلف هذه المدة باختالف صفة المترشح لشغل
المنصب مرسم أو عون متعاقد ،مالحظة أخرى وهي أنه ورغم تشابه األسام فمثال منصب
المدير العام للمصالح يوجد في كل من إدارات الجهات والعماالت أواألقاليم والجماعات 24
المحددة بمرسوم ،إال أن طرق وكيفيات التعيين بل حتى األجرة والتعويض عن هذا
المنصب يختلف باختالف مستويات الالمركزية ،فمنهم من تطبق عليه من حيث كيفيات
وطرق التعيين مقتضيات المنشور رقم 14الصادر بتاريخ 24مارس ،2016ومنهم من
يطبق عليه مرسوم 2.11.681بل إن هنالك من يخضع لمقتضيات المادة 4من القانون
27
التنظيمي 02.12المتعلق بالتعيين في المناصب العليا ،بل أكثر من ذلك نجد خصوصيات
بالنسبة للمناصب حتى داخل نفس المستوى من الالمركزية مثال فإن المدير العام للمصالح
بجماعة الداربيضاء يخضع من حيث األجرة والتعويضات لمقتضيات خاصة تتمثل في
استفادته من نفس أجرة وتعويضات الكاتب العام لوزارة والمحددة بمرسوم ،2.93.44هذا
ما ال يسري على باقي المدراء العامين للمصالح أو مدراء المصالح بباقي إدارات الجماعات
األخرى بصفة خاصة والجماعات الترابية ككل بصفة عامة ،وإشارتنا لهذا المقتضى هي
على سبيل المثال ال الحصر ،مالحظة أخرى وهو أن هناك بعض المناصب العليا بإدارات
الجماعات الترابية التي يتم التعيين فيها عن طريق عقود لمدة محددة ال يمكن أن تتجاوز
مدة انتداب المجلس وهذه المناصب كالتالي( :المدير بالجهة ،المدير بجماعة الداربيضاء،
المكلف بمهمة بالجهة أو العمالة واإلقليم أو الجماعة ،المدير العام للمصالح بجماعة
الداربيضاء والجماعات ذات نظام المقاطعات ،رئيس الديوان والمستشارين بالجماعات)،
أما ما تبقى من المناصب العليا بإدارات الجماعات الترابية فيتم التعيين فيها بمقتضى
قرارات صادرة عن رئيس المجلس مع ضرورة خضوع هذه العقود أو القرارات بالتعيين
للتأشير كما سبق اإلشارة لذلك ،وكذلك فإن ما يالحظ في الجماعات هو كونها تعتمد على
المعيار السكاني لتحديد شروط التعيين بالمناصب العليا بإدارتها ،هذه الشروط التي تختلف
حسب عدد سكان الجماعة وهذا على عكس الجهات والعماالت واألقاليم التي ال تعتمد على
المعيار السكاني ،كما أنه ليس لكل الجماعات مصالح بل فقط تلك التي يفوق عدد ساكنتها
15ألف نسمة هي من تتوفر على مصالح ورؤساء لهذه المصالح .مالحظة أخيرة متعلقة
بالمناصب العليا بإدارات العماالت واألقاليم والتي يالحظ على أنها مقلصة نوعا ما ،مقارنة
ب المناصب العليا بإدارات الوحدات الالمركزية األخرى ،بحيث أنه مثال ال يوجد بها منصب
رئيس قسم.. 27
هذه كانت أهم المالحظات حول بعض الجوانب المتعلقة بالمناصب العليا في إدارات
الجماعات الترابية .بقي أن نشير أخيرا إلى أنه رغم كل االختالفات في شروط وكيفيات أو
طرق التعيين فإن التعيين في المناصب العليا بإدارات الجماعات الترابية يجب أن يتم وفق
مبدأي االستحقاق والكفاءة.
27وربما هذا راجع باألساس لكون العماالت واألقاليم ،في العديد من النواحي (االختصاصات المقلصة و عدد أعضاء مجالسها وطريقة
انتخابهم )...ليست مثل المستويين األخريين من التنظيم الالمركزي ،كما أن مجالس العماالت واألقاليم غالبا ما ال تتوفر على مقرات خاصة بها،
فالتساؤل الذي كان مطروحا هو ما الجدوى من وجود هذا المستوى من الالمركزية؟ بحيث أن تطوره ظل بطيئا مقارنة بالجماعات ،وتجدر
اإلشارة إال أن المشرع عبر القانون التنظيمي 112.14حاول أن يضع لهذا المستوى من الالمركزية مهمة طبيعية خاصة به وهي الموجودة في
المادة 6من القانون التنظيمي للعماالت واألقاليم كداعم للتعاون بين الجماعات ،فهي على حد تعبير األستاذ اليعكوبي غرفة للجماعات Chambre
...des communesمحاضرات األستاذ عبد اللطيف العطروز وحدة القانون اإلداري المحلي لطلبة ماستر القانون اإلداري وعلم اإلدارة موسم
، 2019-2020غير منشور .و انظر أيضا مقال األستاذ محمد اليعكوبي (العماالت واألقاليم مستويات وسيطة مختصة في التنمية االجتماعية ودعم
التعاون بين الجماعات .مقال منشور في كتاب تأمالت حول الديموقراطية المحلية بالمغرب ،الصفحة 170و.171
28
الفقرة الثانية :مراحل التعيين بالمناصب العليا بإدارات الجماعات الترابية
كما سبقت اإلشارة في الفقرة األولى من هذا المطلب ،أن هناك بعض المناصب العليا
بإدارات الجماعات الترابية التي يتم التعيين فيها إما عن طريق عقد محدد المدة أو مقرر من
طرف رئيس المجلس ،إال أنه في كلتا الحالتين هناك بعض النقاط المتشابهة بينهما ،من
بينها ،المراحل السابقة للتعيين وهي ما سنحاول أن نركز عليه في هذه الفقرة ،بحيث سنقوم
بتقسيم هذه المراحل إلى أربع:
-1فتح باب الترشيح :يتم فتح باب الترشيح لشغل المناصب العليا بإدارات الجماعات
الترابية والوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع 28بقرار لرئيس مجلس الجهة أو العمالة واإلقليم أو
الجماعة كل من هؤالء بحسب األحوال ،ويتم التأشير على هذا القرار المتعلق بفتح باب
الترشيح من طرف سلطة المراقبة المختصة (الوالي أو من ينوب عنه ،العامل أو من ينوب
عنه) ،ويجب أال تتجاوز مناصب المسؤولية المفتوحة ،الحدود المسموح بها قانونا،
ويتضمن القرار ما يلي :قائمة المناصب الشاغرة ،تحديد مهام المنصب 29المزمع شغله
والكفاءات المطلوبة (تحدد بمقتضى ملحق لقرار رئيس مجلس الجماعة الترابية) ،باإلضافة
إلى أجل إيداع الترشيحات والشروط الواجب توفرها في المترشح ..يتم نشر هذا اإلعالن
بعد التأشير من طرف سلطة المراقبة ،ويتم نشره على موقع التشغيل
العمومي ww.emploi-public.maوالموقع اإللكتروني لوزارة الداخلية .كما يتعين
إلصاق نسخة من القرار بمقر الجماعة الترابية.
وفيما يلي نموذج لقرار فتح أحد المناصب العليا بإدارة أحد الجماعات والملحق الخاص به:
28يتم تعيين مدير الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بقرار لرئيس مجلس الجهة (المادة 138من القانون التنظيمي .)111.14راجع ما سبق.
29في كل األحوال يجب أال تخرج هذه المهام عن الحدود المسطرة في القوانين التنظيمية للجماعات.
29
30
31
أما بخصوص ملف الترشيح الخاص بالمترشح فإنه يضم طلب الترشيح ،السيرة الذاتية،
موافقة اإلدارة التي ينتمي إليها المترشح مع إبداء رأي رئيسه المباشر)...
32
-2تعيين لجنة المقابلة االنتقائية :يتم تعيين لجنة تتولى إجراء مقابلة انتقائية من طرف رئيس
مجلس الجهة أو العمالة واإلقليم أو الجماعة بحسب األحوال ،وتضم ثالثة أعضاء على األقل
،من بينهم رئيس ،وتضم وجوبا رئيس الجماعة الترابية التي يقع تحت إشرافه المنصب
المطلوب شغله ،والمسؤول عن الموارد البشرية أو من يقوم مقامه ،امرأة واحدة على األقل
(تشغل منصب مسؤولية)،كما يمكن أن تضم هذه اللجنة ممثال عن والي الجهة أو عامل العمالة
أو اإلقليم في حسب الحالة ،30ويدلي أعضاء اللجنة بنهج للسيرة ،مرفقا بقرار يبين صفتهم او
منصب المسؤولية الذي يشغلونه ،كما يجب عليهم عدم الترشح للمناصب المطلوب شغلها في
ذات الجماعة الترابية ،ثم تقوم هذه اللجنة بدراسة ملفات الترشيح واإلعالن عن تاريخ ومكان
إجراء المقابلة االنتقائية والئحة المترشحين إلجراء المقابلة بقرار لرئيس المجلس ينشر عبر
وسائل النشر السابق ذكرها.
-3إجراء المقابلة االنتقائية:
يتم إجراء المقابلة االنتقائية من طرف اللجنة التي تم تعيينها لذلك ،31التي تقوم باختبار
المترشحين لشغل المناصب العليا بإدارات الجماعات الترابية ،واللذين تختلف الشروط
المطلوبة فيهم على حسب نوع المستوى من الالمركزية(جهة ،عمالة أو إقليم ،جماعة ) كما
تختلف الشروط المطلوبة من منصب إلى آخر (فمثال الشروط المطلوبة لشغل منصب
رئيس قسم تختلف عن الشروط المطلوبة لشغل منصب رئيس مصلحة) .32لكن في جميع
األحوال فإن المناصب العليا تتطلب األقدمية أي مددا معينة من العمل بإدارات الدولة ،أو
الجماعات الترابية ،أو القطاع الخاص في بعض الحاالت( منصب المكلف بمهمة يمكن أن
يترشح له بعض الموظفين بالقطاع الخاص) إما كأعوان متعاقدين أو كمرسمين ،تجدر
اإلشارة إلى أن المدد المطلوبة تختلف بحسب نوعية المنصب كما تم توضيحه في الفقرة
األولى من هذا المطلب .بعد ذلك تقوم لجنة المقابلة االنتقائية بإعداد محضر.
أما في حالة عدم تقدم مترشحين أو أي مترشح يتوفر على الشروط النظامية أو في حالة عدم
انتقاء أي مترشح من قبل لجنة االنتقاء ،فإنه يمكن إصدار إعالن ثان ،وفق نفس الكيفيات
والشروط والشكليات ،يفتح باب الترشيح في وجه جميع الموظفين والموظفات العاملين
بمختلف إدارات الدولة والجماعات الترابية .ويستلزم اللجوء إلى هذا اإلجراء التوفر على
مناصب مالية شاغرة .33
وفيما يلي مثال لقرار إعادة فتح باب الترشيح لشغل مناصب المسؤولية بإدارة أحد الجهات:
33
34
35
36
-4اإلعالن عن النتائج والتعيين :
يعلن عن نتائج المقابلة بقرار يوقعه رئيس مجلس الجماعة الترابية المعنية ،هذا القرار
بالتعيين يكون بناء على محضر لجنة المقابلة االنتقائية ،ويتم توجيه هذا القرار إلى مصالح
37
العمالة أو الوالية حسب الحالة ،التي تقوم بنشر هذه النتائج على بوابة التشغيل
العمومي ww.emploi-public.maوعلى الموقع اإللكتروني لوزارة الداخلية ويعلق
بمقر الجماعة .لكن ال يكفي قرار التعيين و إنما ال بد من التأشير على القرار من طرف
السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية ،هذا التأشير يعتبر شرطا أساسيا إلضفاء الشرعية على
قرا ر التعيين.34
وترفع قرارات و عقود التعيين ضمن ملفات للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية للتأشير
عليها ،ويجب أن تتضمن هذه الملفات قرار التعيين في المنصب ،ونسخة من قرار فتح
مباراة االنتقاء ،ونسخة من قرار تعيين أعضاء لجنة االنتقاء ،نسخة من محضر اللقاء،
بطاقة معلومات حول المرشح الذي تم انتقاءه) .زيادة عن هذا فقد تم إضافة شرط آخر وهو
رأي الوالي أو عامل العمالة أو اإلقليم وذلك بمقتضى منشور وزير الداخلية بتاريخ 28
أكتوبر 2019الذي كان حول موضوع تمديد سن اإلحالة على التقاعد والتعيين في مناصب
المسؤولية بالجماعات الترابية.35
وفيما يلي نموذج ألحد قرارات التعيين المؤشرة:
38
وبعد التأشير على قرارات وعقود التعيين من طرف السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية،
يشرع في تسوية الوضعية المالية للمعنيين باألمر وتعرض ملفات التعيين في المناصب
العليا على مصالح المالية معززة ببعض الوثائق مثل التصريح بالشرف ،وملف المقابلة
االنتقائية...
39
ما يمكن مالحظته من خالل تتبع مراحل التعيين بالمناصب العليا بإدارات الجماعات
الترابية ،هو كون الرقابة المفروضة جد مشددة ،بحيث أنها تكاد تكون ،أو تكون في جميع
المراحل السابقة للتعيين ،كما أنها تمارس مباشرة من طرف السلطة الحكومية المكلفة
بالداخلية ،وعن طريق ممثليها على المستوى المحلي أيضا( الوالي ،العامل ،أو من ينوب
عنهما) ،ولعل التواجد الكبير لهذه الرقابة له ما يبرره ،ألنه وفي الكثير من األحيان يتم
التعيين في هذه المناصب وفقا العتبارات شخصية والنتماءات سياسية وحزبية ،تضرب
عرض الحائط ببعض المبادئ الدستورية مثل مبدأي الكفاءة واالستحقاق ومبدأ المساواة في
الولوج للوظائف...
وكختام لهذا المبحث ،فإنه تجدر اإلشارة إلى أمر مهم يتعلق باألثر المالي ،بحيث أن هذه
األجهزة(هنا نتحدث عن األجهزة المكونة إلدارات الجماعات الترابية) بموظفيها تقوم بمهام
كبيرة داخل الجماعات الترابية ،إال أن التضخم الكبير الذي تعرفه ،يكون له أثر سلبي،
خاصة على الجانب المادي ،36ألن التعويض عن شغل هذه المناصب يكون بأجور
مرتفعة ،37وبالتالي يؤدي ذلك إلى تضاعف نفقات تسيير الجماعات الترابية ،مما يعرقل
هذه األخيرة عن القيام بالدور المنوط بها ،والمتمثل أساسا في تجهيز الفضاء الترابي الذي
يقع تحث دائرة نفوذها ،وذلك عن طريق المساهمة في تحقيق التنمية المندمجة والمستدامة
(بالنسبة للجهات) ،والمساهمة في التنمية االجتماعية(بالنسبة للعماالت واألقاليم) ،وتقديم
خدمات القرب(بالنسبة للجماعات).
36جانب كبير جدا من موظفي الجماعات الترابية ،يتم دفع أجرتهم من ميزانية هذه الجماعات الترابية.
37للمزيد من المعلومات حول األجور والتعويضات ،راجع دورية وزير الداخلية D7490حول التعيين بالمناصب العليا بإدارات الجماعات
الترابية...السابق اإلشارة إليها.
40
المبحث الثاني :حدود فعالية عمل إدارات الجماعات الترابية و سبل تحقيق تدبير جيد لإلدارة
الجماعية.
تعرف إدارات الجماعات الترابية عدة إشكاالت على مستوى التدبير( المطلب األول ) و في
المقابل هنالك آليات كفيلة بتحقيق تدبير جيد على مستوى الجماعات الترابية ( المطلب الثاني
).
المطلب األول :اإلشكاالت المطروحة على مستوى تدبير إدارات الجماعات الترابية.
تعتري الجماعات الترابية عدة إشكاالت فعلى مستوى مواردها البشرية كان توظيف الموظفين
و تعيينهم يغلب عليه منطق العاطفة و إستحضار البعد اإلجتماعي من خالل إعتماد التوظيف
المباشر مما أدى في أحيان كثيرة إلى إثقال اإلدارة الجماعية بكم هائل من الموظفين و ذلك
إلى غاية إصدار منشور لرئيس الحكومة سنة 382012الذي يحدد كيفيات و شروط التوظيف
بالجماعات الترابية. 39
و يعاني موظفوا الجماعات الترابية من غياب آليات للتحفيز لكي يتمكنوا من بذل مجهودات
أكثر من أجل اإلرتقاء بالخدمات المقدمة للمرتفقين ،و على مستوى مراكز التكوين المستمر
المقدم للموظفين الجماعيين يطبع عليه هيمنة مراكز التكوين اإلداري مقابل مراكز التكوين
التقني مما يشكل بحد ذاته عائقا حقيقيا أمام األطر التقنية بالجماعات الترابية من خالل حرمانها
بشكل غير مباشر من اإلرتقاء بالمهارات و المكتسبات التي إكتسبتها من خالل عملها اليومي
باإلدارة الجماعية. 40
و تعرف إدارة مجالس العماالت واألقاليم عدم وضوح للوضعية اإلدارية للعاملين بها ،فهل
هم تابعون للميزانية العامة للدولة ؟ أم لميزانية مجالس العماالت و األقاليم ؟ رغم تضمين
مشروع قانون المالية لسنة 2020مقتضى ينص على تحويلهم للميزانية العامة إال أنه لم يتم
بعد تبيان كيف سيتم ذلك و طرق أجرأته ؟ .
تعاني إدارات الجماعات الترابية و خاصة الجماعات من سيادة و هيمنة منطق العالقات
الشخصية و القبلية و اإلنتماء الحزبي من لدن بعض رؤساء مجالس الجماعات الترابية في
تعاملهم مع موظفيهم في تغييب تام لمبادئ و أسس الكفاءة و اإلستحقاق .
- 38منشور رئيس الحكومة 2012/14يتعلق بتدبير مباريات التوظيف في المناصب العمومية .
- 39د .عبد الكريم حيضرة – الوظيفة الجماعية بالمغرب و رهان التنمية المحلية – منشورات كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية
جامعة القاضي عياض – اإلنتخابات المحلية لسنة : 2015أية حكامة ال مركزية ألية تنمية بشرية ؟ -سلسة المؤتمرات و الندوات العدد
– 2016/50ص . 267
- 40د .منية بنلمليح – تأهيل الموارد البشرية بالجماعات الترابية خطوة نحو اإلصالح اإلداري الشامل – منشورات مجلة المنارة للدراسات
القانونية و اإلدارية – عدد 2018/22ص . 131
41
و من بين المشاكل التي يعاني منها موظفوا الجماعات الترابية على مستوى األجور عدم
تساويها مع أجور موظفي قطاعات أخرى بالرغم من تشابه المهام و المسؤوليات الملقاة على
عاتق كل طرف أو في أحيان أخرى تجاوز الموظف الجماعي لنظيره في قطاع آخر في
التحديات و مختلف المهام المكلف بها .
و لتجاوز كلفة األثر المالي الذي تخلفه كتلة أجور موظفي و أعوان الجماعات الترابية تلجأ
العديد من الجماعات الترابية -و بالخصوص الجماعات -إلى توقيع إتفاقيات شراكة بينها
و بين الجمعيات بغية أن تقوم هذه األخيرة ( أي الجمعيات ) بتشغيل أشخاص للقيام بمهام
لفائدة مصالح الجماعة و في الغالب تكون هذه المهام ذات طبيعة تقنية كسياقة سيارات الجماعة
و صيانتها كسيارة اإلسعاف ،النقل المدرسي ،نقل األموات ...أو البستنة ،أو الحراسة (
حراسة مقر الجماعة و كل مرفق تابع لها ) أو البستنة jardinagesأو القيام بمهام التمريض
( تشغيل ممرضات و ممرضين لإلشتغال بالمراكز الصحية المتواجدة بتراب الجماعة ) و
تقوم الجمعيات بدفع رواتب هؤالء األشخاص إنطالقا من الدعم أو المنحة التي تمنحها لهم
41
الجماعات بموجب إتفاقيات الشراكة القائمة بينهما .
-اإلتفاقية المبرمة بين جماعة تسلطانت التابعة لنفوذ عمالة مراكش و جمعية تسلطانت للتنمية و الثقافة . 41
اإلتفاقية المبرمة بين جماعة إداوكنظيف التابعة لنفوذ إقليم آشتوكة أيت باها و جمعية تازرزيت للتضامن و التنمية .
42
القطع مع كل أساليب التوظيف التي ترمي بطريقة أو بأخرى إقصاء مرشح بغية إنجاح آخر
أو محاولة العودة إلى منطق فلسفة التوظيف المباشر وذلك لن يتأتى إال بإعتماد المباراة الشفافة
و النزيهة كخيار وحيد لولوج اإلدارة الجماعية طبقا لمعايير و مبادئ الكفاءة و اإلستحقاق
المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية لسنة . 2011
و فيما يخص االتفاقيات التي تبرمها الجماعات الترابية مع الجمعيات لتشغيل أشخاص
لالشتغال لدى هذه األخيرة فإنه وجب على وجب على السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية و
السلطة الحكومية المكلفة بالمجتمع المدني تأطير هذه العملية بنصوص قانونية تماشيا مع
النقاش الدائر حول التشغيل الجمعوي الذي أصبح يتمحور حول جعل جمعيات المجتمع المدني
كآلية جديدة لخلق فرص الشغل .42
خاتمة:
تلعب إدارات الجماعات الترابية دورا هاما و محوريا بإعتبارها بنيات إدارية تمكن المنتخبين
من القيام بالمهام و الصالحيات المنوطة بهم بمقتضى النصوص القانونية الجاري بها العمل
و لهذا فإن سلطات الرقابة و الجماعات الترابية كمؤسسات دستورية ملزمة بإيالء المزيد من
العناية باإلدارة الجماعية 43و تمكنيها من مختلف اإلمكانات و الوسائل الالزمة للقيام بمهامها
كما هو مطلوب بغية تجويد الخدمات المقدمة للمواطنين.
إال أن ما يجب االنتباه له هو أن هذه اإلدارات قد تتجاوز األدوار المنوطة بها ،في بعض
األحيان خاصة في الجماعات التي يكون أعضاء مجالسها أميين ،مما قد يؤدي إلى انحراف
بيروقراطي 44من جديد.
- 42مقال لمصطفى الخلفي الوزير المنتدب السابق المكلف بالعالقات مع البرلمان و المجتمع المدني الناطق الرسمي بإسم الحكومة منشور على
موقع هسبريس ( https://www.hespress.com/societe/422537.htmlتاريخ اإلطالع 26دجنبر 2019على الساعة الثانية زواال )
- 43المقصود باإلدارة الجماعية إدارة الجهة ،إدارة مجلس العمالة أو اإلقليم ،إدارة الجماعة ،إدارة المقاطعة ،إدارة مجموعة الجماعات
الترابية ،إدارة مؤسسة التعاون بين الجماعات ،فهنالك من يحصر مصطلح اإلدارة الجماعية في إدارة الجماعة فقط .
44القوانين التنظيمية أعطت صالحيات كبرى للمجالس وررؤسائها من أجل ممارسة اختصاصاتها ،إال أن هذه ااالختصاصات تكون فيها الكثير
من األمور التقنية( مثال ما يتعلق بإعداد الميزانية) والتي تصعب على غير المتخصصين ،مما يؤدي من الناحية الواقعية إلى تصدي موظفي
إدارات الجماعات الترابية للقيام بهذه المهام في حين يكتفي رئيس المجلس بالتوقيع فقط.
43
الئحة المراجع
المقاالت :
محاضرات في القانون اإلداري المحلي – الدكتور عبد اللطيف العطروز –
ألقيت على طلبة السنة األولى لماستر القانون اإلداري و علم اإلدارة – الفوج
السادس -كلية الحقوق – مراكش – السنة الجامعية . 2020/2019
د .منية بنلمليح – تأهيل الموارد البشرية بالجماعات الترابية خطوة نحو
اإلصالح اإلداري الشامل – منشورات مجلة المنارة للدراسات القانونية و
اإلدارية – عدد . 2018/22
44
مصطفى الخلفي – الخلفي يقيم فرصا معطلة و تحديات معيقة في " التشغيل
الجمعوي " – مقال منشور على موقع هسبريس .
46