You are on page 1of 27

‫ماستر‪ :‬تدبير الشأن العام المحلي‬

‫وحدة ‪ :‬ا النظام األساسي للمنتخب‬

‫عرض بعنوان‪:‬‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬

‫الدكتور‪ :‬محمد الحسناوي‬ ‫‪ -‬جيهان بنمزيان‬


‫‪ -‬سمية الدياني‬
‫‪ -‬فاضل البحيري‬

‫السنة الجامعية‪2018-2019 :‬‬


‫مقدمة‬
‫اختار المغرب مند بداية االستقالل العمل بنظام الالمركزية كنظام لتوزيع‬
‫االختصاصات و الموارد بين الدولة والجماعات الترابية‪ ،‬و قد عرف هذا النظام‬
‫مراحل متوالية من اإلصالحات و التحدي الى حدود صدور دستور ‪ 2011‬الذي‬
‫كرس الجهوية المتقدمة في فصله األول مؤكدا أن" التنظيم الترابي للمملكة تنظيم‬
‫المركزي يقوم على الجهوية المتقدمة" مسجال بذلك نقطة التحول في تاريخ‬
‫الالمركزية بالمغرب‪.1‬‬
‫و قد أدت الديمقراطية التعددية داخل األنظمة السياسية إلى ظهور مستويات دنيا‬
‫لسلطات التقرير على المستوى المحلي ويطلق على هذه الوحدات الجماعات‬
‫الترابية‪.‬‬
‫و قد نص الدستور الجديد على أن الجماعات الترابية هي الجهات والعماالت‬
‫واألقاليم و الجماعات‪.‬‬
‫الجماعات الترابية أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام تسير شؤونها بكيفية‬
‫‪2‬‬
‫ديمقراطية‪.‬‬
‫ومواكبة للتطورات التي عرفها المغرب خالل العقود التالية في مجال االدارات‬
‫الترابية‪ ،‬عرفت القوانين المنظمة للجماعات الترابية مجموعة من التعديالت ابتداء‬
‫من ظهير ‪ 1976‬الذي يعد بمثابه الميثاق الجماعي و الذي تم تعديله سنه ‪2002‬‬
‫بالقانون رقم ‪ 78-00‬و الذي بدوره تم تغييره وتتميمه بمقتضى القانون رقم ‪-08‬‬
‫‪ 17‬سنه ‪. 2002‬‬
‫ومع بروز النقاش حول الجهوية المتقدمة و التعديل الدستوري لسنه ‪ 2011‬عملت‬
‫الدولة على إعادة النظر في وحداتها الترابية‪ ،‬ليس فقط على مستوى التوزيع‬
‫العمودي واألفقي الختصاصاتها أو التقسيم الترابي لهذه الوحدات و ما يرتبط به‬

‫‪ -1‬سناء حمر الراس‪ ،‬التدبير المالي الترابي بين إكراهات الواقع و متطلبات الحكامة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتورة في القانون العام و العلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة محمد الخامس ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪-‬سال‪ -‬السنة الجامعية ‪،2017/2016‬ص ‪1‬‬
‫‪ -2‬الفقرة األولى و الثانية من الفصل ‪ 135‬من دستور ‪ 2011‬الصادر بتنفيذ ظهير شريف رقم ‪ 91.11.1‬صادر في ‪ 27‬من شعبان ‪29 ( 1432‬‬
‫يوليوز ‪ )2011‬بتنفيذ نص الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر‪ ،‬ص ‪.3627-3600‬‬
‫‪2‬‬
‫من أدوار جديدة ستلعبها الجماعات الترابية مستقبال‪ ،‬بل على مستوى المقاربات‬
‫المعتمدة في التدبير‬
‫وفي هذا الصدد تم إصدار القوانين التنظيمية الجديدة للجماعات الترابية وذلك‬
‫بمقتضى القوانين التالية‪:‬‬
‫‪ -‬القانون التنظيمي رقم ‪ 111-14‬المتعلق بالجهات‪.1‬‬
‫‪ -‬القانون التنظيمي رقم ‪ 112-14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪.2‬‬
‫‪ -‬القانون التنظيمي رقم ‪ 113-14‬المتعلق بالجماعات‪.3‬‬
‫وقد خصصت القوانين التنظيمية السالفة الذكر الباب الثالث من القسم األول للنظام‬
‫األساسي للمنتخب‪ ،‬الذي يتضمن مجموعة من المقتضيات التي تحدد حقوقه و‬
‫واجباته بما يبرز المكانة التي يحتلها المنتخب في منظومة القوانين التنظيمية‬
‫‪4‬‬
‫الترابية‪.‬‬
‫ومن المستجدات التي جاءت بها القوانين التنظيمية للجماعات الترابية أنها خصصت‬
‫ألول مرة إطارا قانونيا للنظام األساسي للمنتخب الجهوي‪.‬‬
‫وما يالحظ على المقتضيات القانونية المؤطرة للنظام األساسي للمنتخب في القوانين‬
‫التنظيمية الترابية الثالث أنها متشابهة إلى حد كبير مما يصعب من عملية استيعابها‪.‬‬
‫وتتجلى أهمية النظام األساسي للمنتخب للجماعات الترابية‪ ،‬في تجسيد مضامين‬
‫الحكامة الجيدة وما تنطوي عليه من مضمون ديمقراطي يتمثل في تطبيق‬
‫الديمقراطية في مجال االدارة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى السمو بالعمل االداري‬
‫إلى درجة تحقيق المردودية و الفعالية وجودة الخدمات‪ ،‬باإلضافة الى تخليق التدبير‬
‫المحلي و الجهوي و تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة‪.‬‬
‫و الوقوف عند هذا الموضوع يضعنا أمام االشكالية التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪ ،) 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ .‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪،6380‬ص ‪.6585‬‬
‫‪ -2‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت و‬
‫األقاليم‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪،6380،‬ص ‪6625‬‬
‫‪ -3‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫الجريدة الرسمية عدد ‪، 6380‬ص ‪.6660‬‬
‫‪ -4‬أحمد أجعون‪ ،‬الوجيز في التنظيم اإلداري‪ ،‬مطبعة سجلماسة بمكناس‪ ،‬الطبعة ‪ ،2016‬ص ‪138‬‬
‫هل استطاعت القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية أن توفر ضمانات‬
‫للمنتخب على مستوى تدبير الشأن العام المحلي؟‬

‫و لإلحاطة بهذا الموضع ارتأينا تقسيمه إلى مطلبين وفق الشكل التالي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬النظام األساسي للمنتخب الجهوي‬


‫الفقرة األولى‪ :‬حقوق و وجبات المنتخب الجهوي‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬النظام التأديبي للمنتخب الجهوي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النظام األساسي للمنتخب الجماعي‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مضامين النظام األساسي للمنتخب الجماعي‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تقييم النظام األساسي للمنتخب الجماعي‬

‫‪4‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النظام األساسي للمنتخب الجهوي‬
‫يعتبر المنتخب عصب أساسي لكل تطور إيجابي في تدبير الشأن العام الجهوي‪،‬‬
‫لذلك كان البد أن يهتم به القانون الجديد و يضع له مقتضيات ترفع من مستواه‬
‫‪1‬‬
‫ليضطلع بدوره على الوجه المطلوب‪.‬‬
‫لقد حرص المشرع من خالل القوانين التنظيمية للجماعات الترابية الثالث إبراز‬
‫أهم االلتزامات الملقاة على عاتق المنتخب‪ ،‬وفي هذا الصدد سنتطرق في الفقرة‬
‫األولى إلى حقوق المنتخب الجهوي و واجباته‪ ،‬في الفقرة الثانية سنتطرق إلى‬
‫النظام التأديبي للمنتخب الجهوي‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حقوق المنتخب الجهوي و واجباته‬
‫أوال‪ :‬حقوق المنتخب الجهوي‬
‫لقد منح القانون التنظيمي رقم ‪ 111-14‬المتعلق بالجهات للمنتخب الجهوي‬
‫مجموعة من الحقوق التي تحميه وتساعده على القيام بمهامه على أحسن وجه‪،‬‬
‫ويمكن إجمال هذه الحقوق في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الحق في الحصول على التعويض عن التمثيل و التنقل‬
‫طبقا للمادة ‪ 55‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111-14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬حدد المرسوم‬
‫رقم ‪ 495.16.2‬شروط منح التعويضات ومقاديرها لرئيس الجهة و نوابه و كاتب‬
‫المجلس ونائبه ورؤساء اللجان الدائمة ونوابهم ورؤساء الفرق‬
‫أ‪ -‬التعويض عن التمثيل‬

‫‪ -1‬محمد األعرج ‪ ،‬زبيدة نكاز‪ ،‬التنظيم اإلداري المغربي ‪ ،‬مطبعة سجلماسة بمكناس‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2016‬ص ‪77‬‬

‫‪5‬‬
‫يتقاضى رئيس مجلس الجهة ونوابه و كاتب المجلس ونوابه و رؤساء اللجان‬
‫الدائمة و نوابهم و رؤساء الفرق‪ ،‬تعويضا صافيا شهريا عن التمثيل وفق الشكل‬
‫التالي‪:‬‬
‫رئيس الجهة يتقاضى تعويضا قدره ‪ 40.000‬درهم‬ ‫‪-‬‬
‫نواب الرئيس يتقاضون تعويضا قدره ‪ 15.000‬درهم‬ ‫‪-‬‬
‫كاتب للمجلس يتقاضى تعويضا قدره ‪ 4.000‬درهم‬ ‫‪-‬‬
‫نائب كاتب المجلس يتقاضى تعويضا قدره ‪ 2.000‬درهم‬ ‫‪-‬‬
‫رئيس اللجنة الدائمة يتقاضى تعويضا قدره ‪ 4.000‬درهم‬ ‫‪-‬‬
‫نائب رئيس اللجنة الدائمة يتقاضى تعويضا قدره ‪ 2.000‬درهم‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫رؤساء الفرق يتقاضون تعويضا قدره ‪ 2.000‬درهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إضافة عن التعويض عن التمثيل‪ ،‬يستفيد رئيس مجلس الجهة من تعويض‬
‫شهري قدره ‪ 1500‬درهم إن لم تخصص له الجهة سكنا وظيفيا بمقر الجهة‪ ،‬غير‬
‫أنه يخفض إلى النصف‪ ،‬مبلغ التعويض عن التمثيل و مبلغ التعويض في حالة عدم‬
‫تخصيص سكن وظيفي المخولين لرئيس مجلس الجهة إذا كان المعني باألمر‬
‫موظفا أو عونا بإدارة عمومية أو جماعة ترابية أو مستخدما أو عونا بمؤسسة أو‬
‫مقاولة عمومية أو بأي شخص اعتباري من أشخاص القانون العام‪ ،‬ويتقاضى‬
‫بهذه الصفة‪ ،‬أجرته من ميزانية الدولة أو الجماعات الترابية أو المقاولة أو الشخص‬
‫االعتباري المعني‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعويض عن التنقل‬
‫يستفيد رئيس مجلس الجهة ونوابه وباقي أعضاء مجلس الجهة‪ ،‬من تعويضات‬
‫يومية عن التنقل عندما يقومون بمهام لفائدة الجهة داخل أو خارج المغرب‪ ،‬لفائدة‬
‫المجلس الذي ينتمون إليه‪ ،‬وتحدد مقادير هذه التعويضات كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس مجلس الجهة يستفيد من تعويض قدره ‪ 350‬درهم داخل المغرب و ‪2500‬‬
‫درهم خارج المغرب‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر الجدول الملحق بالمرسوم رقم ‪ 2.16.495‬الصادر في ‪ 4‬محرم ‪ 6 ( 1438‬أكتوبر ‪ ) 2016‬التعويضات عن التمثيل‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬نواب رئيس مجلس الجهة يتقاضون تعويضا يوميا عن مصاريف النقل الممنوح‬
‫لمديري االدارة المركزية وفق النصوص التنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫‪ -‬باقي أعضاء مجلس الجهة يستفيدون من التعويض اليومي الممنوح لموظفي‬
‫الدولة المرتبين في السلم ‪ 11‬وفق النصوص التنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬

‫‪ -2‬التعويض عن األضرار‬
‫تعد الجهة مسؤولة عن األضرار الناجمة عن الحوادث التي يتعرض لها أعضاء‬
‫المجلس في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬بمناسبة انعقاد دورة المجلس ‪.‬‬
‫‪ -‬أثناء اجتماع اللجان التي هم أعضاء فيها‪.‬‬
‫‪ -‬أثناء قيامهم بمهام لفائدة الجهة‪.‬‬
‫‪ -‬أثناء انتدابهم لتمثيل المجلس‪.‬‬
‫‪ -‬خالل مشاركتهم في التكوين المستمر‪.‬‬
‫و لهذا يتعين على الجهة االنخراط في نظام التأمين وفق القوانين و األنظمة الجاري‬
‫بها العمل‪.‬‬
‫‪ -3‬الحق في التكوين المستمر‬
‫يعتبر التكوين دعامة أساسية لنجاح سياسة الالمركزية ببالدنا‪ ،‬وذلك باعتباره‬
‫السبيل األنجع لتحسين أداء العمل‪ ،‬وتجاوز مختلف االكراهات التي تعيق تدبير‬
‫الشأن الجهوي‪ .‬وذلك لمواكبة التقدم الذي تعرفه هذه الهيئة على صعيد التنظيم‬
‫واالختصاص‪ 1،‬وفي هذا اإلطار يحق ألعضاء مجلس الجهة طبقا للمادة ‪ 56‬من‬
‫القانون التنظيمي المتعلق بالجهات‪ ،‬االستفادة من التكوين المستمر في المجاالت‬
‫المرتبطة باالختصاصات المخولة للجهة‪ ،‬حيث حدد المرسوم رقم ‪02.16.297‬‬

‫‪-1‬أحمد أجعون‪ ،‬الوجيز في التنظيم اإلداري المغربي‪ ،‬مطبعة سجلماسة بمكناس‪ ،‬الطبعة ‪، 2016‬ص ‪.144‬‬

‫‪7‬‬
‫كيفية تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس الجماعات الترابية و‬
‫مدتها و شروط االستفادة منها‪ ،‬ومساهمة الجماعة الترابية في تغطية مصاريفها‪.‬‬
‫وهذا ما كرسه القانون التنظيمي المتعلق بالجهات وخاصة المادة ‪ 82‬منه التي‬
‫أوكلت للجهة مهمة االشراف على التكوين المستمر للفائدة أعضاء مجالس‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬وجعلها ضمن اختصاصاتها الذاتية‪.‬‬

‫‪ -4‬الحق في االستفادة من رخص التغيب‬


‫يستفيد الموظفون العموميون ومأجورو القطاع الخاص الذين انتخبوا أعضاء في‬
‫مجلس الجهة من رخص التغيب للمشاركة في دورات المجلس في حدود المدة‬
‫الفعلية‪:‬‬
‫دورات المجلس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اجتماعات اللجان المنتمين إليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اجتماعات الهيئات او المؤسسات التي يمثلون المجلس بها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دور التكوين المستمر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أما بالنسبة للموظفين العموميين تمنح الرخصة بالتغيب مع االحتفاظ بكامل الراتب‬
‫دون أن يدخل ذلك في حساب الرخص االعتيادية‪.‬‬
‫أما بالنسبة ألجراء القطاع الخاص ال يؤدى لهم ما يتقاضونه باألجرة وقت العمل‬
‫و يمكن أن يقع استدراك هذا الوقت‪.‬‬
‫وقد حاول المشرع المغربي من خالل هذه المقتضيات ضمان حضور المنتخبين‬
‫لدورات المجلس واجتماعاته و ممارسة مهامهم االنتخابية الخاصة‪ ،‬وأن الواقع‬
‫العملي يعرف ظاهرة التغييب‪ ،‬الشيء الذي يحول دون مشاركة المنتخب في صناعة‬
‫القرار المحلي وبالتالي ضياع حقوق المواطنين‪.‬‬
‫‪ -5‬الحق في االستفادة من وضعية االلحاق أو الوضع رهن االشارة‬

‫‪8‬‬
‫خول القانون التنظيمي المتعلق بالجهات لكل موظف أو عون من موظفي وأعوان‬
‫الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية‪ ،‬انتخب رئيسا لمجلس الجهة‬
‫بناء على طلب منه‪ ،‬االستفادة من وضعية االلحاق أو حالة الوضع رهن االشارة‬
‫لدى الجهة ‪.‬‬
‫باإلضافة الى ذلك يتمتع الرئيس المستفيد من وضعية االلحاق أو حالة الوضع رهن‬
‫االشارة ‪ ،‬بجميع حقوقه في االجرة و الترقية والتقاعد داخل إدارته االصلية ‪.‬‬
‫كما تنتهي وضعية االلحاق أو حالة الوضع رهن االشارة تلقائيا عند انتهاء رئاسة‬
‫المعني باألمر لمجلس الجهة ألي سبب من األسباب‪.‬‬
‫‪ -6‬الحق في االستقالة‬
‫يحق لكل رئيس مجلس الجهة أو أحد نواب مجلس الجهة أو أحد أعضاء مجلس‬
‫الجهة إذا رغبوا في التخلي عن مهامهم‪ ،‬تقديم استقالتهم إلى الجهة المختصة‪.‬‬
‫فرئيس الجهة وجب عليه تقديم استقالته إلى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‬
‫ويسري أثر هذه االستقالة بعد انصرام أجل ‪ 15‬يوم ابتداء من تاريخ التوصل بطلب‬
‫االستقالة ‪.‬‬
‫أما نواب رئيس مجلس الجهة أو أحد أعضاء المجلس وجب عليهم تقديم استقالتهم‬
‫الى رئيس المجلس‪ .‬هذا األخير الذي يخبر بذلك كتابة السلطة الحكومية المكلفة‬
‫بالداخلية عن طريق والي الجهة‪ ،‬و يسري أثر هذه االستقالة بعد انصرام أجل ‪15‬‬
‫يوم ابتداء من تاريخ التوصل بطلب االستقالة ‪.‬‬
‫إذا كان القانون التنظيمي الجديد قد أعطى للمنتخب الجهوي مجموعه من الحقوق‬
‫فإنه في المقابل رتب عليه مجموعة من الواجبات بهدف دفع المنتخب الجهوي للتقيد‬
‫بضوابطها أثناء القيام بمهامه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬واجبات المنتخب الجهوي‬
‫ضمانا لمبدأ استمرارية المرفق العام يتضمن القانون التنظيمي الجديد المتعلق‬
‫بالجهات مجموعة من المقتضيات التي تلزم المنتخب الجهوي القيام بمهامه التمثيلية‬
‫و التداولية و التنفيذية و من بين هذه الواجبات نجد‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -1‬واجب الحضور‬
‫حسب مقتضيات المادة ‪ 70‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪،‬‬
‫يعتبر حضور أعضاء مجلس الجهة دورات المجلس إجباريا‪ .‬بحيث إذا لم يحضر‬
‫المنتخب ثالث دورات متتالية أو خمس دورات بصفة متقطعة دون مبرر يعتبر‬
‫مقاال بحكم القانون‪ ،‬ويجتمع المجلس لمعاينة هذه االقالة‪.‬‬
‫ولضمان هذا المقتضى يتعين على رئيس المجلس مسك سجل للحضور عند افتتاح‬
‫كل دورة‪ ،‬و االعالن عن أسماء األعضاء المتغيبين‪.‬‬
‫ويرتبط بموضوع الحضور أيضا منع الرئيس ونوابه من االقامة خارج الوطن‪ ،‬إذ‬
‫ال يجوز أن ينتخب رئيسا أو نائبا للرئيس‪ ،‬األعضاء الذين هم مقيمون خارج الوطن‬
‫ألي سبب من األسباب‪ ،‬ويعلن فورا بقرار من السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‬
‫‪1‬‬
‫عن إقالة الرئيس أو نائبه الذي تبت بعد انتخابه أنه مقيم في الخارج‬
‫‪ -2‬واجب القيام بالمهام‬
‫حسب مقتضيات المواد ‪76 ،71‬و‪ 79‬من القانون المتعلق بالجهات يتعين على‬
‫الرئيس ونوابه وأعضاء المجلس‪ ،‬القيام بالمهام المنوطة بهم بمقتضى أحكام هذا‬
‫القانون‪ .‬فإذا امتنع الرئيس عن القيام بمهامه وترتب عن ذلك االخالل بالسير‬
‫العادي لمصالح الجهة قامت السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية عن طريق والي‬
‫الجهة‪ ،‬بمطالبته بمزاولة المهام المنوطة به‪ ،‬و إذا امتنع الرئيس عن االستجابة‬
‫لهذا الطلب بعد انصرام أجل ‪ 15‬يوما تحيل السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‬
‫األمر الى القضاء االستعجالي بالمحكمة االدارية من أجل البت في وجود حالة‬
‫االمتناع‪ ،‬و ذلك داخل أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ تسجيل الطلب بكتابة الضبط‬
‫بالمحكمة‪.‬‬
‫و إذا أقر الحكم القاضي حالة االمتناع جاز للولي الحلول محل الرئيس في القيام‬
‫باألعمال التي امتنع هذا األخير القيام بها ‪.‬‬
‫أما إذا امتنع أحد نواب الرئيس دون عذر مقبول عن القيام بإحدى المهام المنوطة‬
‫به أو المفوضة إليه‪ ،‬جاز للرئيس مطالبة المجلس باتخاذ مقرر يقضي بإحالة طلب‬
‫‪ -1‬أحمد أجعون‪،‬الوجيز في التنظيم االداري المغربي‪ ،‬مطبعة سجلماسة بمكناس‪ ،‬الطبعة ‪ ،2016‬ص‪140 ،‬‬

‫‪10‬‬
‫عزل المعني باألمر من عضوية مكتب المجلس الى المحكمة االدارية التي تبت‬
‫داخل أجل شهر من تاريخ تسجيل طلب لدى كتابة الضبط‪.‬‬
‫ويترتب عن ذلك أن الرئيس يقوم فورا بسحب جميع التفويضات التي منحت للمعني‬
‫باألمر‪.‬‬
‫أما إذا رفض المجلس القيام باألعمال المنوطة به بمقتضى أحكام القانون و األنظمة‬
‫الجاري بها العمل أو رفض التداول و اتخاذ المقرر المتعلق بالميزانية أو بتدبير‬
‫المرافق العمومية التابعة للجهة‪ ،‬أو إذا وقع إخالل في سير مجلس الجهة تعين على‬
‫الرئيس أن يتقدم بطلب الى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية عن طريق والي‬
‫الجهة لتوجيه إعذار إلى المجلس للقيام بالمتعين‪ ،‬و إذا رفض المجلس القيام بذلك‬
‫أو اذا استمر اإلخالل بعد مرور شهر ابتداء من تاريخ توجيه اإلنذار أمكن للسلطة‬
‫الحكومية إحالة األمر الى المحكمة االدارية من أجل حل المجلس ‪.‬‬
‫يالحظ من خالل الحاالت الثالث السابقة الذكر‪ ،‬أن المشرع جعل على عاتق‬
‫المنتخب مهمة القيام بالمهام المنوطة به ضمانا الستمرارية المرافق العمومية‬
‫في أداء مهامها بنظام مع تدعيم سلطة القضاء االداري الموضوعي و االستعجالي‬
‫‪1‬‬
‫في هذا اإلطار‬
‫‪ -3‬واجب االمتناع عن تضارب المصالح‬
‫طبقا للمادة ‪ 68‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات يمنع على كل عضو من‬
‫أعضاء مجلس الجهة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يربط مصالح خاصة مع الجهة أو مع مجموعة الجهات أو مجموعات‬
‫الجماعات الترابية التي تكون الجهة عضوا فيها أو مع الهيئات و المؤسسات‬
‫العمومية أو مع شركات التنمية التابعة لها‪.‬‬
‫‪ -‬أن يبرم مع الجهة أعماال أو عقودا للكراء أو االقتناء أو التبادل أو كل معاملة‬
‫أخرى تهم أمالك الجهة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يبرم مع الجهة صفقات األشغال أو التوريدات أو الخدمات أو عقودا‬
‫لالمتياز أو الوكالة أو أي عقد يتعلق بطرق تدبير المرافق العمومية للجهة ‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد أجعون‪ ،‬الوجيز في التنظيم االداري المغربي‪ ،‬مطبعة سجلماسة بمكناس‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2016‬ص ‪.141‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬أن يمارس كل نشاط قد يؤدي إلى تنازع المصالح سواء كان ذلك بصفة‬
‫شخصية أو بصفته مساهما أو وكيال عن غيره أو لفائدة زوجه أو أصوله أو‬
‫فروعه‪.‬‬
‫باستثناء الرئيس والنواب يمنع على كل عضو من أعضاء مجلس الجهة أن يمارس‬
‫خارج دوره التداولي داخل المجلس أو اللجان التابعة له المهام االدارية للجهة‬
‫أو أن يوقع على الوثائق االدارية أو أن يدير أو يتدخل في تدبير مصالح الجهة‪.‬‬
‫‪ -4‬واجب منع الترحال السياسي‬
‫حسب المادة ‪ 54‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات يمنع على كل عضو‬
‫مجلس الجهة التخلي طيلة مدة االنتداب عن االنتماء السياسي الذي ترشح باسمه‬
‫بانتخاب المجلس المذكور تحت طائلة التجريد من العضوية في المجلس‪ ،‬لحكم‬
‫يصدر عن المحكمة االدارية داخل أجل شهر من تاريخ إحالة األمر عليها‪.‬‬
‫ويالحظ أن القانون التنظيمي الجديد المتعلق بالجهات أتى بهذا المستجد في إطار‬
‫الحرص على الحياة السياسية و الحزبية ومنع الترحال الحزبي بالنسبة للمنتخبين‬
‫أثناء مدة االنتداب‪ ،‬و هذا المقتضى لم يكن واردا في القانون السابق الشيء الذي‬
‫قد يساهم في استقرار المجلس ويضمن استمراريته في ممارسة اختصاصاته‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬النظام التأديبي للمنتخب الجهوي‬
‫حدد القانون ‪ 111-14‬المتعلق بالجهات النظام التأديبي للمنتخب في مجموعة من‬
‫المواد التي حاول فيها المشرع إبراز أهم المخالفات التي يمكن أن يسقط فيها‬
‫المنتخب الجهوي‪ ،‬كما عزز مكانة القضاء في تحديد العقوبات المقابلة لها ثم‬
‫المسطرة المتبعة لتفعيلها ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حل المجلس‬
‫اذا كانت مصالح الجهة مهددة ألسباب تمس بحسن سير مجلس الجهة‪ ،‬تقوم‬
‫السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بإحالة األمر الى المحكمة اإلدارية من أجل‬
‫حل المجلس‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫و إذا رفض المجلس القيام باألعمال المنوطة به أو رفض التداول واتخاد المقرر‬
‫المتعلق بالميزانية أو بتدبير المرافق العمومية التابعة للجهة‪ ،‬وإذا وقع اختالل في‬
‫سير مجلس الجهة يقوم الرئيس بتقديم طلب إلى السلطة الحكومية المكلفة عن طريق‬
‫والي الجهة لتوجيه إعذار الى المجلس للقيام بالمتعينين‪.‬‬
‫أما إذا رفض المجلس القيام بذلك أو إذا استمر اإلخالل بعد مرور شهر ابتداء من‬
‫تاريخ توجيه اإلعذار أمكن للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية إحالة األمر إلى‬
‫المحكمة االدارية من أجل حل المجلس‪.‬‬
‫ويترتب عن ذلك انتخاب أعضاء المجلس الجديد داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ‬
‫حل المجلس‪ ،‬أما إذا صادف الحل الستة األشهر األخيرة من مدة انتداب مجالس‬
‫الجهات تستمر اللجنة الخاصة في مزاولة مهامها إلى حين إجراء التجديد العام‬
‫لمجلس الجهة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عزل الرئيس‬
‫إذا ارتكب الرئيس أفعاال مخالفة للقوانين و األنظمة الجاري بها العمل أو قام‬
‫بأعمال تتنافى مع المصالح أو استغالل مواقع النفوذ أو التسريبات المخلة بالمنافسة‬
‫النزيهة‪ ،‬تقوم السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بمراسلة رئيس المجلس لإلدالء‬
‫بإيضاحات كتابية حول األفعال المنسوبة إليه داخل أجل ال يتعدى ‪ 10‬أيام ابتداء‬
‫من تاريخ التوصل‪ ،‬كما يجوز للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بعد التوصل‬
‫باإليضاحات و عدم االقتناع بها أو بعد انتهاء األجل دون التوصل بجواب‪ ،‬إحالة‬
‫األمر إلى المحكمة االدارية وذلك لطلب عزل عضو المجلس المعني باألمر‬
‫(الرئيس)‪.‬‬
‫تبت المحكمة في الطلب داخل أجل ال يتعدى شهرا من تاريخ توصلها باإلحالة‪.‬‬
‫أما في حالة االستعجال يمكن إحالة األمر إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة‬
‫االدارية الذي تبت فيه داخل أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ توصله بالطلب‪.‬‬
‫ويترتب عن ذلك إحالة األمر الى المحكمة االدارية التي توقف المعني باألمر عن‬
‫ممارسة مهامه إلى حين البت في طلب العزل‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫انقطاع الرئيس بدون مبرر أو االمتناع عن مزاولة المهام لمدة شهرين يقوم والي‬
‫الجهة بإعذار الرئيس الستئناف مهامه داخل أجل سبعة أيام من أيام العمل بواسطة‬
‫كتاب مع اإلشعار بالتسلم‪ ،‬أما إذا تخلف الرئيس أو رفض ذلك بعد انصرام أجل‬
‫سبعة أيام أحالت السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية األمر إلى القضاء االستعجالي‬
‫بالمحكمة االدارية للبت في وجود حالة االنقطاع أو االمتناع داخل أجل ‪ 48‬ساعة‬
‫من تاريخ إحالة القضية إليه ‪.‬‬
‫و إذا أقر القضاء االستعجالي وجود حالة االنقطاع أو االمتناع يحل المكتب‬
‫ويستدعي المجلس داخل أجل ‪ 15‬يوم من تاريخ الحكم القاضي النتخاب رئيس‬
‫جديد وباقي أعضاء المكتب‪.‬‬
‫ويترتب عن ذلك حل المكتب بقوة القانون ويستدعي المجلس النتخاب رئيس جديد‬
‫و باقي أعضاء المكتب داخل أجل ‪ 15‬يوم من تاريخ االنقطاع‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إقالة الرئيس عند منتصف المدة االنتدابية‬
‫حسب المادة ‪ 73‬من القانون التنظيمي ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات وبعد انصرام‬
‫السنة الثالثة من مدة انتداب المجلس يجوز ل‪ 3/2‬أعضاء المجلس المزاولين لمهامهم‬
‫تقديم طلب بإقالة الرئيس من مهامه و ال يمكن تقديم هذا الطلب إال مرة واحدة‬
‫خالل مدة انتداب المجلس‪ .‬كما يدرج طلب اإلقالة وجوبا في جدول أعمال الدورة‬
‫العادية األولى من السنة الرابعة التي يعقدها المجلس‪ ،‬ويعتبر الرئيس مقاال من‬
‫مهامه بعد الموافقة على طلب اإلقالة بتصويت ‪ 3/4‬من أعضاء المجلس المزاولين‬
‫لمهامهم‪ ،‬و حسب المادة ‪ 74‬يترتب على إقالة الرئيس عدم أهليته للترشح لرئاسة‬
‫المجلس خالل ما تبقى من مرحلة االنتداب‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة في هذا الصدد إلى أن صاحب االختصاص في إقالة الرئيس عند‬
‫منتصف المدة االنتدابية ترجع إلى المجلس‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ممارسة سلطة الحلول‬
‫حسب المادة ‪ 79‬من القانون ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات فإن الرئيس إذا امتنع‬
‫عن القيام باألعمال المنوطة به بمقتضى أحكام هذا القانون التنظيمي وترتب عن‬
‫ذلك اإلخالل بسير العادي لمصالح الجهة تقوم السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‬

‫‪14‬‬
‫عن طريق ولي الجهة بمزاولة المهام المنوطة به بعد انصرام ‪ 15‬يوم من أيام‬
‫العمل من تاريخ توجيه الطلب دون استجابة الرئيس تحيل السلطة الحكومية المكلفة‬
‫بالداخلية األمر الى القضاء االستعجالي بالمحكمة االدارية من أجل البت في‬
‫وجود حالة االمتناع ‪.‬‬
‫يبت القضاء االستعجالي داخل أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ تسجيل طلب االحالة في‬
‫كتابة الضبط بهذه المحكمة‪.‬‬
‫إذا أقر الحكم القضائي حالة االمتناع‪ ،‬جاز للولي الحلول محل الرئيس في القيام‬
‫باألعمال التي امتنع هذا األخير عن القيام بها‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يرجع االختصاص في ممارسة سلطة الحلول إلى والي الجهة بعد‬
‫موافقة القضاء على ذلك‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬عزل نواب الرئيس‬
‫من بين األسباب التي تؤدي إلى عزل نواب الرئيس نجد ارتكاب أفعال مخالفة‬
‫للقوانين و األنظمة الجاري بها العمل أو ارتكاب تضارب المصالح واستغالل مواقع‬
‫النفوذ أو التسريبات المخلة بالمنافسة النزيهة‪ .‬أما بخصوص المسطرة المتبعة في‬
‫ذلك يقوم والي الجهة عن طريق رئيس المجلس بمراسلة المعني باألمر‪.‬‬
‫يقوم والي الجهة عن طريق رئيس المجلس بمراسلة المعني باألمر لإلدالء‬
‫بإيضاحات كتابية حول األفعال المنسوبة إليه‪ ،‬داخل أجل ال يتعدى ‪ 10‬أيام ابتداء‬
‫من تاريخ التوصل‪.‬‬
‫كما يجوز لولي الجهة بعد التوصل باإليضاحات و عدم االقتناع بها أو بعد انصرام‬
‫األجل دون التوصل بجواب‪ ،‬إحالة األمر الى المحكمة االدارية‪ .‬وذلك لطلب عزل‬
‫عضو المجلس المعني باألمر من مجلس الجهة‪.‬‬
‫وتبت المحكمة في الطلب داخل أجل ال يتعدى شهر من تاريخ توصلها باإلحالة‪،‬‬
‫أما في حالة االستعجال يمكن إحالة األمر إلى القضاء االستعجالي في المحكمة‬
‫االدارية الذي يبت فيه داخل أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ توصله بالطلب‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ويترتب عن ذلك توقيف المعني باألمر عن ممارسة مهامه إلى حين البت في طلب‬
‫العزل‪.‬‬
‫ومن بين األسباب أيضا التي تستوجب عزل نواب الرئيس نجد االمتناع دون عذر‬
‫مقبول عن القيام بالمهام المنوطة بهم أو المفوضة إليهم‪.‬‬
‫وفي حالة تحقق هذه األسباب جاز للرئيس مطالبة المجلس باتخاذ مقرر يقضي‬
‫بإحالة طلب عزل المعني باألمر من عضوية مكتب المجلس إلى المحكمة اإلدارية‪،‬‬
‫و هذه األخيرة تبت في األمر داخل أجل شهر من تاريخ تسجيل الطلب لدى كتابة‬
‫الضبط فيها ‪ ،‬و يترتب عن ذلك قيام الرئيس فورا بسحب جميع التفويضات التي‬
‫منحت للمعني باألمر‪ .‬كما يمتنع على المعني باألمر بحكم القانون من مزاولة‬
‫مهامه إلى حين بت المحكمة اإلدارية في األمر‪.‬‬
‫وفي األخير يمكن القول بأن مسألة عزل األعضاء تكون نتيجة لنفس األسباب التي‬
‫سبقت اإلشارة إليها في عزل الرئيس ونفس المسطرة المتبعة في ذلك والتي يقوم‬
‫بتحريكها ولي الجهة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النظام األساسي لمنتخب الجماعات‬
‫طبقا ألحكام الدستور الجديد لسنة ‪ 2011‬والذي نص على ضرورة إخراج‬
‫قوانين تنظيمية جديدة للجماعات الترابية‪ ،‬صدر القانون التنظيمي رقم ‪113.14‬‬
‫الذي جاء بمجموعة من المقتضيات الجديدة التي حددت شروط تدبير الجماعة‬
‫لشؤونها و عدد أعضاء مجالسها و اختصاصاتها وكذا النظام األساسي للمنتخب‬
‫الجماعي‪ .‬و فيما يخص النظام األساسي للمنتخب الجماعي فقد خصص له القانون‬
‫التنظيمي الباب الثالث منه للنظام األساسي للمنتخب الجماعي و الذي تطرق فيه‬
‫إلى حقوق و واجبات المنتخب الجماعي و بين النظام التأديبي له‪.‬‬
‫وجدير ذكره إلى أن القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات في ما يخص النظام‬
‫األساسي المنتخب ال يختلف عن النظام األساسي للمنتخب الجهوي وكذلك على‬
‫مستوى العماالت و األقاليم‪ ،‬لذلك سنتناول أهم مضامين النظام األساسي للمنتخب‬
‫الجماعي ( الفقرة األولى ) تم سنعمل على وضع تقييم للنظام األساسي للمنتخب‬
‫الجماعي ( الفقرة الثانية )‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مضامين النظام األساسي للمنتخب الجماعي‬
‫أوال‪ :‬التعويض عن التمثيل و التنقل‬
‫يتقاضى رئيس مجلس الجماعة ونوابه وكاتب المجلس ونائبه و رؤساء اللجان‬
‫الدائمة ونوابهم تعويضا عن التمثيل و التنقل و تحدد شروط منح هذه التعويضات‬
‫ومقاديرها بمرسوم‪ .1‬مع مراعاة أحكام المادة ‪ 15‬ال يمكن أن يستفيد عضو في‬
‫مجلس الجماعة منتخب في مجلس جماعة ترابية أخرى أو غرفة مهنية إال من‬
‫التعويضات التي تمنحها أحد هذه الهيئات بحسب اختياره باستثناء تعويضات التنقل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التكوين و حماية أعضاء المجلس‬
‫يحق ألعضاء مجلس الجماعة االستفادة من التكوين المستمر في المجاالت‬
‫المرتبطة باالختصاصات المخولة للجماعة‪ ،‬وتحدد كيفية تنظيم دورات التكوين‬
‫‪2‬‬
‫المستمر بمرسوم‪.‬‬
‫و تكون الجماعة مسؤولة عن األضرار الناجمة عن الحوادث التي قد يتعرض لها‬
‫أعضاء المجلس بمناسبة انعقاد دورات المجلس أو اجتماع اللجان التي هم أعضاء‬
‫فيها أو أثناء قيامهم بمهامهم لفائدة الجماعة أو أثناء انتدابهم لتمثيل المجلس أو‬
‫خالل مشاركتهم في دورات التكوين المستمر المشار إليه في المادة ‪ ،53‬و لهذه‬
‫الغاية يتعين على الجماعة االنخراط في نظام للتأمين وفق القوانين واألنظمة بها‬
‫العمل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬رخص التغيب لحضور الدورات‬
‫يستفيد الموظفون العموميون و مأجورو القطاع الخاص الذين انتخبوا أعضاء‬
‫مجلس الجماعة‪ ،‬من رخص التغيب للمشاركة في حدود المدة الفعلية في‪:‬‬
‫‪ -‬دورات المجلس‪.‬‬
‫‪ -‬اجتماعات اللجان المنتمين إليها‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم رقم ‪ 2.16.493‬صادر في ‪ 4‬محرم ‪ 06 ( 1438‬أكتوبر ‪ ) 2016‬بتحدي د شروط منح تعويضات و مقاديرها لرؤساء مجالس الجماعات‬
‫و المقاطعات ‪ ،‬نوابهم و كتاب مجالس الجماعات و المقاطعات و نوابهم و رؤساء اللجان الدائمة و نوابهم‬
‫‪ -2‬المرسوم رقم ‪ 2.16.297‬صادر في ‪ 23‬رمضان ‪ 29 ( 1437‬يونيو ‪ ) 2016‬بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء‬
‫مجالس الجماعات الترابية و مدتها و شروط االستفادة منها و مساهمة الجماعات الترابية في تغطية مصاريفه ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬اجتماعات الهيئات أو المؤسسات الذين يمثلون المجلس فيها‪.‬‬
‫‪ -‬دورات التكوين المستمر‪.‬‬
‫بالنسبة للموظفين العموميين تمنح رخصة التغيب مع االحتفاظ بكامل الراتب بدون‬
‫أن يدخل ذلك في حساب الرخص االعتيادية أما بالنسبة ألجراء القطاع الخاص ال‬
‫يؤدى لهم ما يتقاضونه من أجرة وقت العمل و يمكن أن يقع استدراك هذا الوقت‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اإللحاق و الوضع رهن اإلشارة‬
‫يستفيد بحكم القانون كل موظف أو عون من موظفي و أعوان الدولة والجماعات‬
‫الترابية والمؤسسات العمومية انتخب رئيسا لمجلس الجماعة بناء على طلب منه‬
‫‪ ،‬من وضعية اإللحاق أو حالة الوضع رهن االشارة‪.‬‬
‫و يحتفظ الرئيس المستفيد من وضعية اإللحاق أو حالة الوضع رهن االشارة داخل‬
‫إدارته األصلية بجميع حقوقه في األجرة والترقية والتقاعد‪.‬‬
‫وتحدد كيفيات تطبيق الوضع رهن اإلشارة بنص تنظيمي‬
‫خامسا‪ :‬استقالة الرئيس و أعضاء المجلس‬
‫إذا رغب رئيس مجلس الجماعة في التخلي عن مهام رئاسة المجلس وجب‬
‫عليه تقديم استقالته إلى عامل العمالة أو اإلقليم‪ .‬ويسري أثر االستقالة االختيارية‬
‫بعد انصرام أجل ‪ 15‬يوما ابتداء من تاريخ التوصل بطلب االستقالة‪.‬‬
‫ويترتب بحكم القانون على استقالة الرئيس عدم أهليته للترشح لمزاولة مهام الرئيس‬
‫خالل ما تبقى من مدة انتداب المجلس‪.‬‬
‫أما إذا رغب نواب رئيس مجلس الجماعة أو أعضاء المجلس في التخلي عن‬
‫مهامهم وجب عليهم تقديم استقالتهم من مهامهم إلى رئيس مجلس الذي يخبر بذلك‬
‫فورا كتابة عامل العمالة أو اإلقليم‪.‬‬
‫وضمانا لمبدأ استمرارية المرفق العام‪ ،‬يستمر رئيس مجلس الجماعة المستقيل‬
‫ونوابه في تصريف األمور الجارية إلى حين انتخاب رئيس و مكتب جديدين‬
‫للمجلس‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫سادسا‪ :‬عزل الرئيس ونوابهم‬
‫مع القانون التنظيمي ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات أعطيت األولوية للقضاء‬
‫اإلداري حيث إذا تبين ارتكاب أفعال مخالفة للقانون أو ألخالقيات المرفق العام من‬
‫طرف رئيس مجلس الجماعة فإن عامل العمالة أو اإلقليم أو من ينوب عنه يراسل‬
‫الرئيس ويطلب منه اإلدالء باإليضاحات كتابية حول األعمال المنسوبة إليه‪.‬‬
‫ويكون عند االقتضاء إحالة األمر على المحكمة المختصة لطلب العزل من‬
‫عضوية المجلس‪ ،‬وال تحول إحالة األمر إلى المحكمة االدارية دون المتابعات‬
‫القضائية عند االقتضاء‪ .‬و تبت المحكمة في الطلب داخل أجل ال يتعدى شهرا من‬
‫تاريخ تواصلها باإلحالة‪ .‬و في حالة االستعجال يحال األمر إلى قاضي المستعجالت‬
‫بالمحكمة المختصة الذي يبت فيه داخل أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ توصله باإلحالة‪.‬‬
‫أما إذا تعلق األمر بنائب من نواب الرئيس يقوم عامل العمالة أو اإلقليم أو من‬
‫ينوب عنه عن طريق رئيس المجلس بمطالبة المعني باألمر باإلدالء بإيضاحات‬
‫‪1‬‬
‫كتابية حول األفعال المنسوبة إليه‬
‫و إذا امتنع أو انقطع نائب أو أكثر عن مزاولة المهام المسند إليهم بمقتضى القانون‬
‫لمدة شهر واحد أو أكثر بدون مبرر أو ألي سبب أخر غير ذلك‪ ،‬وجب على رئيس‬
‫المجلس إعذار من يعنيهم األمر للقيام بمهامهم أو الستئنافها داخل أجل سبعة أيام‬
‫بواسطة كتاب مع اإلشعار بالتوصل‪ ،‬و إذا تخلف المعنيون باألمر عن ذلك أو‬
‫رفضوا‪ ،‬جاز للرئيس مطالبة المجلس باتخاذ مقرر يقضي بإحالة طلب عزل‬
‫المعني باألمر من عضوية مكتب المجلس على المحكمة االدارية المختصة التي‬
‫تبت في األمر داخل أجل شهرين من تاريخ توصلها بالطلب و في هذه الحالة يقوم‬
‫‪2‬‬
‫الرئيس فورا بسحب جميع التفويضات التي منحت للمعني باألمر‬
‫سابعا‪ :‬عزل أحد أعضاء المجلس‬
‫إذا تبين ارتكاب أفعال مخالفة للقانون أو ألخالقيات المرفق العام من طرف‬
‫عضو من أعضاء مجلس الجماعة غير رئيسيه‪ ،‬يقوم عامل العمالة أو اإلقليم أو‬
‫‪ -1‬عبد الفتاح بلخال‪ ،‬محمد باسك منار‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬سلسلة العلوم االدارية و القانون االداري‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة و النشر‪ ،‬طبعة‬
‫‪،2016‬ص ‪،218‬‬
‫‪ -2‬عبد الفتاح بلخال‪ ،‬محمد باسك منار‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬سلسلة العلوم االدارية و القانون االداري‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة و النشر‪ ،‬طبعة‬
‫‪2016‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪19‬‬
‫من ينوب عنه عن طريق رئيس المجلس بمطالبة المعني باألمر لإلدالء‬
‫باإليضاحات كتابية حول األفعال المنسوبة إليه‪.1‬‬
‫كما يجوز لعامل العمالة أو اإلقليم أو من ينوب عنه بعد التوصل باإليضاحات‬
‫و عدم االقتناع بها أو بعد انصرام األجل دون التوصل بالجواب‪ ،‬إحالة األمر‬
‫إلى المحكمة‪ ،‬وذلك لطلب عزل المعني باألمر من مجلس الجماعة‪ .‬و تبت المحكمة‬
‫في الطلب داخل أجل شهر من تاريخ تواصلها باإلحالة‪ .‬وفي حالة االستعجال يمكن‬
‫إحالة األمر إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة االدارية الذي يبت فيه داخل أجل‬
‫‪ 48‬ساعه من تاريخ توصله بالطلب‪.‬‬
‫ويترتب عن ذلك توقيف المعني باألمر عن ممارسة مهامه إلى حين البت في طلب‬
‫العزل‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تقييم النظام األساسي للمنتخب الجماعي‬
‫تتطلب عملية التقييم إخضاع ما ورد في النظام األساسي للمنتخب الجماعي للتحليل‬
‫من خالل الوقوف عند نقاط القوة التي يجب تثمينها و مكامن الضعف التي يجب‬
‫العمل على تجاوزها وتفادي إكراهات تنزيلها على أرض الواقع‪.‬‬
‫وانطالقا من ذلك يمكن القول أن النظام األساسي للمنتخب الجماعي جاء متقدما في‬
‫العديد من مقتضياته سواء تلك المتعلقة بتقوية أو تعزيز حقوقه‪ ،‬و في مقابل الحقوق‬
‫نجد أن المشرع قام بالزيادة في الوجبات أمام الدور الذي أصبح يلعبه المنتخب‬
‫الجماعي في تحقيق التنمية االقتصادية و االجتماعية و الثقافية‪ ،‬وكذلك أمام‬
‫المسؤوليات و المهام التي تقع على عاتقه‪.‬‬
‫فعلى مستوى الحقوق التي يتمتع بها المنتخب الجماعي وعلى غرار ما جاء به‬
‫القانون التنظيمي للجهات نالحظ أن القانون التنظيمي الجديد نص على حق‬
‫المنتخبين في مجالس الجماعات في االستفادة من نظام التكوين المستمر في‬
‫المجاالت المرتبطة باالختصاصات المخولة للجماعات‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الفتاح بلخال‪ ،‬محمد باسك منار‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪،222‬‬

‫‪20‬‬
‫ويعد التكوين جانبا مهما من الجوانب المساهمة في تطوير أداء الموظف بصفة‬
‫عامة و الموظف الجماعي على وجه الخصوص ومن ثم فمن الالزم إيالءه عناية‬
‫كافية لتحسين أداء اإلدارة الجماعية‪.1‬‬
‫و في هذا الصدد تجدر اإلشارة إلى أن القانون التنظيمي الجديد للجماعات على‬
‫غرار القانون التنظيمي المتعلق بالجهات لم يتضمن أي مقتضى يهم المستوى‬
‫التعليمي المطلوب لمزاولة مهام رئيس مجلس الجماعة أو نوابهن و اكتفى‬
‫بالتنصيص على التكوين المستمر و بهذا يكون القانون التنظيمي الجديد متأخرا في‬
‫هذا الصدد بالمقارنة مع القانون القديم الذي منع على أعضاء مجالس الجماعات‬
‫الذين ال يتوفرون على مستوى تعليمي يعادل على األقل مستوى نهاية الدروس‬
‫االبتدائية من انتخاب رؤساء للمجلس‪.‬‬
‫وفي سياق الحقوق أيضا نجد التنصيص على حق كل منتخب أو عون من الموظفين‬
‫و األعوان انتخب رئيسا لمجلس الجماعة‪ ،‬في االستفادة من وضعية االلحاق أو‬
‫الوضع رهن االشارة مع احتفاظه بجميع حقوقه في األجرة والترقية والتقاعد‪،‬‬
‫وهذا المقتضى بدوره لم يتضمنه القانون القديم‪.‬‬
‫وعلى مستوى الواجبات يتضمن القانون الجديد مجموعة من المقتضيات من‬
‫ضمنها منع الترحال السياسي على كل عضو منتخب بمجلس الجماعة‪ ،‬أي منع‬
‫التخلي طيلة مدة االنتداب عن االنتماء السياسي الذي ترشح باسمه تحت طائلة‬
‫تجريد العضو المعني باألمر من صفة العضوية في المجلس‪.‬‬
‫ومن شأن هذا المقتضى أن يساهم في تفادي حالة عدم االستقرار التي تعرفها‬
‫المجالس الجماعية على إثر تخلي المنتخبين في المجلس عن انتمائهم الشيء الذي‬
‫يهدد استمرارية المجلس في أداء مهامه و بالتالي ضياع حقوق ومصالح المواطنين‪.‬‬
‫و فيما يتعلق بالنظام التأديبي للمنتخب الجماعي فالمالحظ أن هناك تطوير لهذا‬
‫النظام في العديد من المقتضيات من أهمها تراجع سلطة العامل في توقيع الجزاءات‪،‬‬
‫و في المقابل تقوت اختصاصات القضاء اإلداري الذي يعد ضمانة للحقوق‬

‫‪ -1‬محمد الطالبي‪ ،‬تدبير الموارد البشرية بالجماعات ‪ .‬جماعة امستكمار القروية نموذجا‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم ماستر قوانين التجارة و األعمال‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول‪ -‬وجدة – كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2017/2016‬ص ‪.87‬‬

‫‪21‬‬
‫والحريات وسيادة القانون و يشكل أيضا حماية للمنتخبين من تعسفات السلطة‬
‫االدارية‪.‬‬
‫و يحسب للقانون التنظيمي الجديد المتعلق بالجماعات تحديده لمسؤوليات رئيس‬
‫مجلس الجماعة ونوابه بدقة‪ ،‬و االبتعاد عن العموميات التي كان ينص عليها في‬
‫القانون القديم‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫ختاما يمكن القول أن الديمقراطية المحلية التي أراد المشرع المغربي ترسيخها‬
‫من خالل دستور ‪ 2011‬و القوانين التنظيمية للجماعات الترابية التي ستعمل على‬
‫تنزيل ما جاء به الدستور‪ ،‬تعد بمثابة ديمقراطية القرب‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫و ال شك أن ما تضمنته هذه القوانين من مقتضيات جديدة و خصوصا تلك المتعلقة‬
‫بالنظام األساسي للمنتخب تكتسي أهمية خاصة لكونها تشكل ميثاقا يؤطر حقوق‬
‫و التزامات المنتخب‪ ،‬األمر الذي يساهم في تحسين الوظيفة التمثيلية للمنتخبين‬
‫وتسهيل ممارسة االنتداب االنتخابي وبالتالي االرتقاء بدور المنتخب المحلي و‬
‫مساعدته على تحقيق مختلف الرهانات المطروحة على عاتقه و أهم هذه الرهانات‬
‫رهانات التنمية المحلية‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬محمد األعرج ‪ ،‬زبيدة نكاز‪ ،‬التنظيم اإلداري المغربي‪ ،‬مطبعة سجلماسة‬
‫بمكناس‪ ،‬الطبعة ‪.2016‬‬
‫‪ -‬أحمد أجعون‪ ،‬الوجيز في التنظيم اإلداري المغربي مطبعة سجلماسة بمكناس‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪.2016‬‬
‫‪ -‬عبد الفتاح بلخال‪ ،‬محمد باسك منار‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬سلسلة العلوم االدارية‬
‫و القانون االداري‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة و النشر‪ ،‬طبعة ‪.2016‬‬

‫األطروحات و الرسائل‪:‬‬
‫‪ -‬سناء حمر الراس‪ ،‬التدبير المالي الترابي بين إكراهات الواقع و متطلبات‬
‫الحكامة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتورة في القانون العام و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الخامس ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪-،‬سال‪ -‬السنة‬
‫الجامعية ‪2017/2016‬‬
‫‪ -‬محمد الطالبي‪ ،‬تدبير الموارد البشرية بالجماعات ‪ .‬جماعة امستكمار القروية‬
‫نموذجا‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم ماستر قوانين التجارة و األعمال‪ ،‬جامعة محمد‬
‫األول‪ -‬وجدة – كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪2017/2016‬‬
‫المجالت و دوريات‪:‬‬
‫‪ -‬دليل منتخبي الجهات ‪ ،‬على ضوء القانون التنظيمي رقم ‪111-14‬‬
‫‪ -‬دليل منتخبي الجماعات‪ ،‬على ضوء القانون التنظيمي رقم ‪113-14‬‬

‫القوانين و النصوص التشريعية‪:‬‬


‫‪ -‬الدستور ‪ ،2011‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.91‬صادر في ‪ 27‬من شعبان‬
‫‪ 29( 1432‬يوليو ‪ )2011‬بتنفيذ نص الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪5964‬‬
‫مكرر بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪ 30( 1432‬يوليو ‪ ،)2011‬ص ‪.3600‬‬

‫‪24‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،) 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ .‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪،6380‬ص ‪.6585‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو‬ ‫‪-‬‬
‫‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت و األقاليم‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪،6380،‬ص ‪6625‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو‬ ‫‪-‬‬
‫‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪، 6380‬ص ‪6660‬‬
‫المرسوم رقم ‪ 2.16.493‬صادر في ‪ 4‬محرم ‪ 06 ( 1438‬أكتوبر ‪) 2016‬‬ ‫‪-‬‬
‫بتحديد شروط منح تعويضات و مقاديرها لرؤساء مجالس الجماعات و‬
‫المقاطعات ‪ ،‬نوابهم و كتاب مجالس الجماعات و المقاطعات و نوابهم و‬
‫رؤساء اللجان الدائمة و نوابهم‬
‫المرسوم رقم ‪ 2.16.297‬صادر في ‪ 23‬رمضان ‪ 29 ( 1437‬يونيو ‪2016‬‬ ‫‪-‬‬
‫) بتحديد كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أعضاء مجالس‬
‫الجماعات الترابية و مدتها و شروط االستفادة منها و مساهمة الجماعات‬
‫الترابية في تغطية مصاريفه ‪.‬‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة‪2 .................................................................................................... :‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النظام األساسي للمنتخب الجهوي ‪5 .................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حقوق المنتخب الجهوي و واجباته ‪5 ..............................................‬‬

‫‪25‬‬
‫أوال‪ :‬حقوق المنتخب الجهوي ‪5 ...................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬واجبات المنتخب الجهوي ‪9 .................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬النظام التأديبي للمنتخب الجهوي ‪12 ................................................‬‬
‫أوال‪ :‬حل المجلس ‪12 ...............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬عزل الرئيس ‪13 ..............................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إقالة الرئيس عند منتصف المدة االنتدابية‪14 ............................................‬‬
‫رابعا‪ :‬ممارسه سلطة الحلول ‪14 ..................................................................‬‬
‫خامسا ‪ :‬عزل نواب الرئيس ‪15 ...................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النظام األساسي لمنتخب الجماعات ‪16 .............................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬مضامين النظام األساسي للمنتخب الجماعي ‪17 .................................‬‬
‫أوال‪ :‬التعويض عن التمثيل و التنقل ‪17 ..........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التكوين و حماية أعضاء المجلس ‪17 ......................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬رخص التغيب لحضور الدورات‪17 .......................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬االلحاق و الوضع رهن االشارة ‪18 ......................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬استقالة الرئيس وأعضاء المجلس ‪18 ...................................................‬‬
‫سادسا‪ :‬عزل الرئيس ونوابهم ‪19 .................................................................‬‬
‫سابعا‪ :‬عزل أحد أعضاء المجلس ‪19 .............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تقييم النظام األساسي للمنتخب الجماعي ‪20 .......................................‬‬
‫خاتمة ‪22 ...................................................................................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪23 .........................................................................................‬‬

‫‪26‬‬
27

You might also like