Professional Documents
Culture Documents
إشعار بعدم تحمل المسؤولية :هذا المطبوع هو بمثابة دعامة بيداغوجية ،وهو ليس
موجه بأي حال من األحوال ألغراض تجارية.
إن المقاالت المعبر عنها ضمن مواد هذا المنشور ال تعبر بالضرورة عن رأي
مؤسسة كونراد أديناور.
إشراف :
الدكتور هلمت ريفيلد ،الممثل المقيم لمؤسسة كونراد أديناور
األستاذ خالد الطرابلسي ،رئيس المرصد الوطني لحقوق الناخب
تنسيق :
فؤاد قموتا ،منسق مشاريع بمؤسسة كونراد أديناور
تـقـديـــم 5
األداء الـتـشـريـعـــي 7
األداء الـرقـابـي وتقـيـيــم السـيـاســات العـمـومـيــة 23
األداء في الـمـادة الـمـالـيـــة 34
57خــالصـــة
5
تـقـديــم
ذ .خالد الطرابلسي*
منذ تأسيس المرصد الوطني لحقوق الناخب سنة 2009ما فتئ يعمل
من أجل تحقيق األهداف التي سطرها في "دستوره" القانون األساسي .وهذه
األهـداف النبيلة التي تسعـى إلى خلـق ثقافة حقيقية متطـورة ،تجعل من
المواطن -الناخب تلك الحلقة األساسية في العملية االنتخابية ،وذلك الرقم
األساس في المنظومة الديمقراطية .وإيمانا منا كمرصد أن الدور الذي يلعبه
الناخب هو المحور الرئيسي في اإلختيار الديمقراطي ،هذا االختيار الذي
أصبح ثابتا من ثوابت األمة المغربية كما نص على ذلك الباب األول -في
أحكام عامة وفي أول فصل من فصول الدستور المغربي الجديد .2011
إن المرصد الوطني لحقوق الناخب وهو جمعية وطنية حقوقية مدنية
اجتماعية ثقافية تربوية مستقلة ،أي فاعل مدني وحقوقي ينتمي إلى المجال
الحقوقي وإلى المجتمع المدني ،قد وضع خارطة الطريق لعمله وأهدافه
وبرامجه من خالل تسطير ،ليس فقط كونه يهدف إلى الدفاع عن حقوق
الناخب في جميع جوانبها ،بل أيضا يتتبع عمل الهيآت المنتخبة التي منحها
الناخب صوته في إطار تعاقد بينهما ،من أجل تنفيذ برنامج حزبي وسياسي.
وهذا التتبع عبارة عن رصد لعمل المنتخبين وعمل الهيآت المنتخبة،
من خالل تقييم عام وشامل في شكل تقارير دورية تحوي بين طياتها كل
المنجزات واإليجابيات وكذا كل الخروقات والسلبيات ،وهذا ما أخذ المرصد
على عاتقه منذ إنشائه.
6
وفي هذا السياق ،يأتي هذا التقرير حول الوالية التشريعية التاسعة الذي
أعده نخبة من الخبراء في القانون الدستوري والعلوم السياسية ،عملوا من
خالله على رصد ممارسة البرلمان للسلطة التشريعية في اختصاصاتها
المرتبطة بالتشريع ومراقبة العمل الحكومي وتقييم السياسات العمومية
وفقا للفصل 70من الدستور .وعملوا كذلك على تحليل ودراسة هذه
االختصاصات من خالل الوقوف على مواطن الضعف ومواطن القوة،
وعلى سرد المنجزات ،وعلى ضبط الخروقات واالختالالت .بعبارة أخرى
قاموا بدراسة ورصد وتقييم السلبيات واإليجابيات التي عرفتها الوالية
التشريعية ،في ظل حكومة يقودها حزب ينتمي إلى التيار اإلسالمي ،وهي
سابقة في التاريخ السياسي المغربي الحديث الذي عرف حكومة بقيادة حزب
إسالمي .أفرزت نتائج صناديق اإلقتراع صدارته لالنتخابات سنة .2011
وتعتبر هذه التجربة جديدة وفريدة لم يسبق للمغرب أن عاشها ،خاصة كونها
تأتي في ظل دستور 2011الجديد .الذي حول العديد من االختصاصات
التنفيذية من المؤسسة الملكية إلى مؤسسة رئاسة الحكومة .كما وسع من
اختصاصات السلطة التشريعية حيث أصبح البرلمان يمارس اختصاصات
تشريعية ورقابية واسعة ،إذ يكرس الدستور الجديد سمو مكانة مجلس النواب
بتخويله الكلمة الفصل في المصادقة على النصوص التشريعية وتعزيز
اختصاصاته في مراقبة الحكومة.
إن السياقات السياسية التي يأتي فيها هذا التقرير تعتبر سياقات جد دقيقة
وجد معقدة أمام ما يعرفه المغرب والمشهد السياسي المغربي من انتقال
ديمقراطي ومن تنزيل لدستور جديد ومن ممارسات قد تكون بعيدة كل البعد
عن المسار الديمقراطي والقيم والمبادئ الديمقراطية ونحن نأمل ونتوخى
من هذا التقرير المساهمة أيضا في بلورة المنظومة االنتخابية إلى ما يجعل
الناخب رئيسا وحاسما في العملية االنتخابية برمتها خاصة ما يتعلق بتتبع
ورصد وتقييم المؤسسات المنتخبة.
أود قبل الختام تقديم الشكر الجزيل وعظيم االمتنان لكل األساتذة األجالء
على مساهمتهم في هذا التقرير الدكتور عبد الحفيظ أدمينو ،الدكتور جواد
النوحي ،الدكتور غسان لمراني ،وكذا إلى كل جنود الخفاء من أعضاء
المرصد ،ولكن قبل هذا وذاك الشكر واإلمتنان إلى مؤسسة كونراد إدناور
األلمانية في شخص ممثلها السيد رايفلد هيلمت وأعضاء طاقمه اإلداري على
الشراكة االستراتيجية مع المرصد وعلى الدعم المتواصل لنشاطات المرصد
ولحقوق الناخب عموما.
األداء الـتـشـريـعـــي
إضافة إلى أهمية المنتوج التشريعي الذي طبع الوالية التشريعية التاسعة
و الذي قارب 359نصا قانونيا ،فإن لها مميزات أثرت على أهم لحظاتها
يمكن تحديدها في مايلي:
لقد تضمنت الوثيقة الدستورية عدة مقتضيات جديدة تؤشر لموقع جديد
للبرلمان في الهندسة الدستورية ،إذ عوض عنوان «البرلمان» في دستور
أكتوبر « 1996بالسلطة التشريعية» في دستور 29يوليوز ،2011وهي تسمية
تحمل دالالت ومضامين تعبر عن االختصاص التشريعي الواضح للبرلمان،
من خالل تأكيد الفصل 70على أن البرلمان يمارس السلطة التشريعية ،حتى في
الفترات االنتقالية والتي كانت يمنح فيها االختصاص للملك.
وفضال عن توسيع االختصاص التشريعي ،أقر الدستور الجديد الصدارة
لمجلس النواب بهذا الخصوص من خالل االسبقية في اإلحالة ،ماعدا
مشاريع القوانين المتعلقة ،على وجه الخصوص بالجماعات الترابية وبالتنمية
الجهوية والقضايا االجتماعية ،التي تودع باألسبقية على مكتب مجلس
المستشارين (الفصل .)78
ويتمثل المؤشر الثاني في سلطة التصويت النهائي على النص الذي تم
البت فيه.
وبالنظر لخصوصية هذه الوالية التي تعتبر والية تأسيسية ،ألزم الدستور
من خالل الفصل 86الحكومة بوجوب عرض مشاريع القوانين التنظيمية
المنصوص عليها في الدستور ،قصد المصادقة عليها من قبل البرلمان ،في
أجل اليتعدى هذه الوالية التشريعية األولى التي تلي صدور األمر بتنفيذ هذا
الدستور ،وهي الوالية التشريعية الحالية.
وفي إطار مراجعة الوثيقة الدستورية للعالقة بين األغلبية والمعارضة
أفردت للمعارضة فصال خاصا حدد حقوق المعارضة (الفصل )10وعلى
وجه الخصوص:
-المشاركة الفعلية في مسطرة التشريع ،والسيما عن طريق تسجيل
مقترحات قوانين بجدول أعمال مجلسي البرلمان ،والذي أكد الفصل
82على أنه يخصص يوم واحد على األقل في الشهر لدراسة مقترحات
القوانين ،ومن بينها تلك المقدمة من قبل المعارضة؛
-رئاسة اللجنة المكلفة بالتشريع بمجلس النواب.
في ظل هذا السياق الدستوري الذي راجع موقع البرلمان وكذا عالقته
بالسلطة التنفيذية ،وفي مجال التشريع تحديدا ،أعلنت الحكومة من خالل
برنامجها المقدم أمام مجلسي البرلمان والذي صادق عليه مجلس النواب يوم
26يناير 2012عن اعتماد مخطط لإلصالح التشريعي من أجل تطوير
وتحديث المنظومة القانونية على ضوء الدستور الجديد والبدء بالقوانين
9
التنظيمية ذات األولوية وهو ماتم بالفعل من خالل حصر حوالي 243نصا
تشريعيا ،ترتبط بمقتضيات لها ارتباط بتنفيذ بعض أحكام الدستور ()40
مشروعا وكذا نصوصا أخرى ( )203مقترحة من قبل السلطات الحكومية
تتوزع إلى نصوص تشريعية جديدة ونصوص تشريعية لمراجعة تشريعات
قائمة.
وهي مبادرة ووجهت بانتقاد من قبل مكونات فرق المعارضة بسبب
نعتها بكونها تجسد هيمنة الحكومة على المبادرة التشريعية.
- 3خطة استرايجية لتأهيل مجلس النواب
Pتوقيف الدراسة في المجلس الذي يحال إليه مقترح قانون ،سبق وأن
أحيل على المجلس اآلخر ،حيث يدرس المقترح من لدن المجلس الذي
يودع به أوال؛
Pإحالة المجلس لمقترحات القوانين إلى الحكومة ،عشرون يوما قبل
إحالتها على اللجان الدائمة المختصة؛
Pبرمجة اللجان دراسة النصوص المعروضة عليها في ظرف أسبوع
من تاريخ اإلحالة عليها؛
Pاعتماد تاريخ إحالة مقترحات القوانين كقاعدة لبرمجة تقديمها
ومناقشتها والتصويت عليها؛
Pعدم توقف دراسة مقترح لدى وجود مقترحات أخرى في نفس
الموضوع ،حيث يدرس الذي أودع أوال بمكتب المجلس؛
Pعدم توقف دراسة مقترح تم إيداع مشروع قانون له نفس الموضوع،
وعند إيداع مشاريع ومقترحات ذات موضوع واحد تعطى االسبقية في
الدراسة للنص التشريعي الذي أودع أوال على مكتب المجلس.
إن هذه المقتضيات التي تمت صياغتها بناء على سنتين من الممارسة
التشريعية ،من شأنها أن تخفف من النقاشات المسطرية التي تستغرقها اللجان
الدائمة ،أثناء تداولها حول النصوص المعروضة أمامها.
إال أن المالحظ أيضا ،هو أن معظم اللجان الدائمة لم تحترم المقتضى
الوارد في النظام الداخلي لمجلس النواب والمتعلق باحترام أجل 60يوما
للنظر في النصوص المعروضة عليها ،لعرضها على الجلسة العامة ،على أن
اليتجاوز األجل الثاني 30يوما وعند إنصرام 90يوما يعرض األمر على
ندوة الرؤساء التي تعرض نتائج أعمالها على مكتب المجلس الذي يعرض
خالصات مداوالته على الجلسة العامة للبت في موضوع النص ومآله.
أ -المبادرة التشريعية
المبادرة التشريعية الحكومية ( مشاريع القوانين)
Pمجموع مشاريع القوانين المودعة من طرف الحكومة خالل الوالية
التشريعية التاسعة هي 389مشروع قانون؛
Pعدد القوانين بمبادرة حكومية المصادق عليها خالل الوالية التشريعية
التاسعة هي 359قانونا (أي بنسبة إنجاز تمثل )% 92؛
Pعدد مشاريع القوانين قيد الدرس هي 29مشروع قانون ( 13مشروع
قانون بمجلس النواب ،و 16مشروع قانون بمجلس المستشارين).
المبادرة التشريعية البرلمانية (مقترحات القوانين)
Pمجموع مقترحات القوانين المودعة من طرف الفرق والمجموعات
والهيئات البرلمانية هي 185مقترح قانون؛
Pعدد القوانين بمبادرة برلمانية المصادق عليها خالل الوالية التشريعية
التاسعة هي 20قانونا (أي بنسبة انجاز تعادل .)% 11
ب -تـصـنـيـف الـقـوانـيـن بـحـسـب طـبـيـعـتـهـــا
قوانين
المجموع اتفاقيات ق.عادية (بمبادرة حكومية) ق .تنظيمية
(بمبادرة برلمانية)
معدل اإلحداث /مؤسس المقر التعاون االزدواج تنزيل معدل مؤسس مرسوم معدل مؤسس
اإلنشاء الضريبي الدستور قانون
-االختفاء
القسري -
حقوق الطفل
-مناهضة
التعذيب
والتمييز
ضد المرأة
-الحقوق
المدنية و
السياسية
359 16 4 5 2 15 134 8 64 102 8 7 14
12
13
وزارة التعليم
العالي والبحث
0.8% 1 2 3
العلمي و تكوين
األطر
لوزارة المنتدبة
0.5% 0 2 2 المكلفة بإدارة
الدفاع الوطني
وزارة الصناعة
0.5% 0 2 2 التقليدية و االقتصاد
االجتماعي
الوزارة المنتدبة
المكلفة بالمغاربة
0.5% 0 2 2
المقيمين بالخارج
و شؤون الهجرة
وزارة التضامن
والمرأة واألسرة
0.5% 0 2 2
والتنمية
االجتماعية
وزارة الشباب و
0.2% 0 1 1
الرياضة
0.2% 0 1 1 وزارة الثقافة
األمانة العامة
0.2% 0 1 1
للحكومة
100%دون
احتساب
20قانون 75 284 359 المجموع العام
بمبادرة
برلمانية
16
القوانين المصادق عليها خالل الوالية التشريعية التاسعة مشاريع النصوص التشريعية المقترحة
بالمخطط التشريعي
مشاريع نسبة المجموع القوانين القوانين المجموع القوانين القوانين القطاعات الحكومية
قوانين بقيت االنجاز العادية التنظيمية العادية التنظيمية
قيد الدرس قطاعيا
1 6 2 4 6 4 2 الوزارة المكلفة بالعالقات مع
100% البرلمان و المجتمع المدني
0 200% 2 2 0 1 1 0 الوزارة المنتدبة المكلفة
بالمغاربة المقيمين بالخارج
0 57% 4 3 1 7 6 1 الوزارة المنتدبة المكلفة
بالشؤون العامة و الحكامة
الوزارة المنتدبة المكلفة
1 114% 8 5 3 7 5 1 بالوظيفة العمومية و
تحديث اإلدارة
0 66% 2 2 0 3 3 0 المندوبية السامية للمياه و
الغابات و محاربة التصحر
0 50% 2 2 0 4 4 0 قطاعات وزارية يحددها
رئيس الحكومة
1 _ _ _ _ _ _ _ وزارة الخارجية و التعاون
29 80% 195 174 21 243 230 13 المجموع
76% 162%
20
خــاتــمـــة
وماتجدر اإلشارة إليه أيضا هو عدم تأثير الثنائية البرلمانية على الزمن
التشريعي ،فبالرغم من حدة الصراع السياسي الدي طبع عالقة الحكومة
بفرق المعارضة بمجلس المستشارين و التي كانت تشكل األعلبية العددية فيه
إلى حين انتخاب مجلس جديد خالل أكتوبر ،2015لم توثر بشكل كلبير على
المدة التي تستغرقها النصوص القانونية المعروضة عليه من أجل الدراسة و
التصويت .فالمتوسط الحسابي للمدة الزمنية المستغرقة في الدراسة ما بين
اإلحالة والمصادقة بمجلس النواب بلغت 122يوما في حين أنها لم تتجاوز
85يوما بمجلس المستشارين ،لتبلغ المدة الزمنية للدراسة ما بين اإلحالة
والمصادقة على مستوى البرلمان 207يوما .وهي مدة يجب أن تحظى
باهتمام أعضاء البرلمان المنتخبين خالل الواليةالتشريعية العاشرة من
خالل تضمين النظاميين الداخليين لمجلسي البرلمان مقتضيات ترشد الزمن
التشريعي المستغرق مابين اإلحالة و التصويت وخاصة الفترة الزمنية التي
يستغرقها مناقشة مشروع قانون المالية بالرغم من المقتضيات التي يتضمنها
القانون التنظيمي للمالية .بينما يستغرق المتوسط الحسابي للمدة الزمنية
المستغرقة للنشر بالجريدة الرسمية 40يوما.
إذا كانت الوالية التشريعية التاسعة والية تأسيسة بالنظر لهيمنة تفعيل
الوثيقة الدستورية ،فإن الوالية التشريعية العاشرة ستعرف ظهور رهانات
أخرى وخاصة الطلب المتزايد على جودة التشريعات وفعاليتها في إيجاد
األجوبة القانونية عن مختلف المشاكل التي تواجه المواطنين فضال عن
تعزيز مصداقية البرلمان عبر عقلنة تدبيره وحكامة المجهودات والموارد
المخصصة له.
23
يهدف هذا العمل إلى إلقاء الضوء على سلطة البرلمان في مجال مراقبة
عمل الحكومة ،خالل الوالية التشريعية التاسعة ما بين 2011و ،2016في
محاولة لكشف أهم مالمح تلك المراقبة .ذلك أن الوثيقة الدستورية أعطت
صالحيات مهمة للبرلمان بعالقة مع مسألة المراقبة ،كاألسئلة وملتمس
الرقابة والطعن في دستورية القوانين العادية ومناقشة مشروع القانون المالي
وقانون التصفية ولجان تقصي الحقائق وتقييم السياسات العمومية.
استنادا إلى ما سبق سيركز هذا التقرير على حصيلة المراقبة البرلمانية
للعمل الحكومي من خالل المحاور التالية:
-األسئلة الشفهية؛
-األسئلة الكتابية؛
-الجلسات الشهرية المخصصة ألجوبة رئيس الحكومة على األسئلة
المتعلقة بالسياسات العامة؛
-الطلبات المتعلقة بالمهام االستطالعية؛
-الطلبات المتعلقة بالزيارات الميدانية.
24
أوال :األسئلة
األسئلة البرلمانية هي أداة لمراقبة العمل الحكومي ،ولها أهمية كبيرة
إذ تمكن من متابعة مدى تنفيذ الحكومة لسياساتها ،وذلك بمطالبتها بتقديم
الحساب بعالقة مع مختلف القطاعات.
تمكن هذه األداة مجلسي البرلمان من الوقوف على مدة التزام الحكومة
بتنفيذ برنامجها وإيقاع ذلك التنفيذ.
كذلك هي فرصة بالنسبة للمواطنين لمشاهدة جلسات األسئلة الشفوية عبر
القنوات العمومية وبالتالي معرفة مدى تطبيق السياسات المعلنة.
في هذا السياق تجدر اإلشارة إلى أن الوثيقة الدستورية لسنة 2011قد
أحدثت آليتين جديدتين؛ اآللية األولى خاصة بجلسات المسائلة الشهرية
حول السياسات العامة ،أما اآللية الثانية فهي متعلقة بالجلسة السنوية التي من
خاللها تقدم الحكومة حصيلتها المرحلية ،ورئيس الحكومة هو الذي يتولى
تقديم األجوبة عن األسئلة المقدمة.
- 1األسئلة الشفهية
Pعلى مستوى مجلس النواب ،كان عدد األسئلة المطروحة هو ،9583
فيما كانت األسئلة المجاب عنها بعدد ،3328والتالي لم يكن هناك تجاوب
معقول للحكومة مع األسئلة المطروحة من طرف النواب.
إذ أن عدد األسئلة المتبقية كان 5861سؤاال ،مع عدم احتساب األسئلة
المسحوبة 207واألسئلة المحولة 187سؤاال.
Pأما فيما يخص مجلس المستشارين ،فقد كان عدد األسئلة الشفهية
المطروحة أقل بكثير من مجلس النواب ،أي 3512سؤاال ،فيما كان عدد
األسئلة المجاب عنها ،2351وبالتالي يالحظ تجاوب أكبر للحكومة تجاه أسئلة
أعضاء مجلس المستشارين مقارنة بعالقتها تجاه أسئلة أعضاء مجلس النواب.
األسئلة المسحوبة كانت 176سؤاال ،أما األسئلة المتبقاة فهي بعدد 985سؤاال.
مـجـلـس الـمـسـتـشـاريــن مـجـلـس الـنـواب
األسـئـلــة الـشـفـهـيــة األسـئـلــة الـشـفـهـيــة
األسئلة المطروحة 3512 9853 األسئلة المطروحة
األسئلة المجاب عنها 2351 األسئلة المجاب عنها 3328
األسئلة المسحوبــة 176 األسئلة المسحوبــة 207
-- األسئلة المحولــة 187 األسئلة المحولــة
985 األسئلة المتبقية 5861 األسئلةالمتبقية
المصدر :الوزارة المكلفة بالعالقة مع البرلمان والمجتمع المدني
25
أما فيما يخص مضمون األسئلة ،أو القطاعات التي تلقت أكبر عدد من
األسئلة الشفهية في مجلس النواب نذكر الوزارات التالية:
• وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك 243سؤاال؛
• وزارة الداخلية 241سؤاال؛
• وزارة الصحة 241سؤاال؛
• وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني 157سؤاال؛
• وزارة الفالحة والصيد البحري 151سؤاال؛
• وزارة العدل والحريات 150سؤاال؛
• وزارة االقتصاد والمالية 145سؤاال.
يالحظ انطالقا من هذه األرقام ،أن الوزارات التي استأثرت بأكبر عدد
من األسئلة الشفهية وبالتالي باهتمام أعضاء مجلس النواب هي الوزارات
التي لها طابع سياسي واجتماعي واقتصادي مباشر ،أي قطاعات تهم حياة
المواطن بشكل ملموس ومباشر ،نتحدث هنا عن التعليم والصحة ،عن
الحريات والسلطة ،عن االقتصاد ومناصب المالية إلخ ...وهو أمر جد
منطقي ومعقول.
أما القطاعات التي لم تالقي اهتماما كبيرا على مستوى األسئلة الشفهية،
نذكر منها :
• الوزارة المنتدبة المكلفة بالمقاوالت الصغرى وإدماج القطاع غير
المنظم 04أسئلة؛
• الوزارة المنتدبة المكلفة بالتجارة الخارجية 08أسئلة؛
• الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة 09أسئلة؛
• وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني 23سؤاال.
بالنسبة لألسئلة الشفهية في مجلس المستشارين ،يمكن القول أنه لم
يختلف عن مجلس النواب ،ذلك أن الوزارات أو القطاعات التي تلقت
أكبر قدر من األسئلة هي القطاعات الحساسة والتي تحظى بأهمية سياسية
واقتصادية واجتماعية بالغة كـ :
• وزارة الصحة 234سؤاال؛
• وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك 175سؤاال؛
• وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني 172سؤاال؛
• وزارة الداخلية 134سؤاال؛
• وزارة االقتصاد والمالية 126سؤاال.
26
أما القطاعات األقل تلقيا ألسئلة شفهية في مجلس المستشارين فهي كالتالي:
• الوزارة المنتدبة المكلفة بالمقاوالت الصغرى وإدماج القطاع غير
المنظم 07أسئلة.
• الوزارة المنتدبة المكلفة بالتجارة الخارجية 21سؤاال؛
• وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية 29سؤاال؛
• وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني 29سؤاال؛
• الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة 29سؤاال؛
• الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء 33سؤاال.
- 2األسئلة الكتابية
بعالقة مع مجلس النواب ،كان عدد األسئلة الكتابية المطروحة 23077
سؤاال ،أما عدد األسئلة المجاب عنها هو ،18735وبالتالي فإن األسئلة
المتبقية عددها ،4322هذا دون احتساب األسئلة المسحوبة والتي وصلت
إلى 20سؤاال.
أما على مستوى مجلس المستشارين ،فقد كان عدد األسئلة الكتابية
المطروحة أقل بكثير من مجلس النواب حيث لم تتعدى 651سؤاال ،أجيب
عن 601منها وبالتالي كانت األسئلة المتبقاة 50سؤاال.
مـجـلـس الـمـسـتـشـاريــن مـجـلـس الـنـواب
األسـئـلــة الـشـفـهـيــة األسـئـلــة الـشـفـهـيــة
األسئلة المطروحة 651 األسئلة المطروحة 23077
األسئلة المجاب عنها 601 األسئلة المجاب عنها 18735
-- األسئلة المسحوبــة األسئلة المسحوبــة 20
50 األسئلةالمتبقية 4322 األسئلة المتبقية
المصدر :الوزارة المكلفة بالعالقة مع البرلمان والمجتمع المدني.
تميزت السنة التشريعية األولى بانعقاد أقل عدد من الجلسات ،التي كانت
ثالث جلسات ،ومن أهم المواضيع التي تطرقت إليه هذه الجلسات نذكر:
• محاربة اقتصاد الريع؛
• تنفيذ التزامات الحكومة فيما يخص المخطط التشريعي؛
• اآلثار واالنعكاسات الناجمة عن الزيادة في المحروقات؛
• الوضعية االقتصادية والمالية في المغرب.
من جهتها تميزت السنة التشريعية الثالثة بانعقاد أربع جلسات ،تطرقت
إلى مجموعة من القضايا أهمها:
• إصالح وتأهيل القطاع المالي؛
• انعكاسات تجميد الحوار االجتماعي؛
• السياسة العامة بخصوص مشروع الجهوية المتقدمة؛
• السياسة العمومية المتبعة إلصالح اإلدارة والمرافق العمومية ومحاربة الفساد.
من جهة أخرى ،عرفت السنة التشريعية الثالثة انعقاد خمس جلسات
تطرقت إلى المسألة االجتماعية في البرامج والسياسات الحكومية ،والسياسة
الحكومية في مجال التشغيل وتدبير مجال الماء والطاقة ،وقضايا المرأة في
برامج وسياسات الحكومة.
شهدت السنة التشريعية الرابعة انعقاد جلستين فقط ،تم التطرق فيهما إلى :
-إشكاالت االستثمار؛
-اتفاقيات التبادل الحر؛
-وضعية ساكنة العالم القروي؛
-السياسة العمومية للحكومة في القطاع الفالحي.
أما بالسنة التشريعية األخيرة ،فقد شهدت ارتفاعا لعدد الجلسات مقارنة
بالسابقة ،إذ تم تعداد 4جلسات كانت أهم محاورها :
-حصيلة الحكومة في السياسات االجتماعية؛
-السياسة الطاقية؛
-الحوار االجتماعي؛
-آفاق إصالح قطاع التربية والتكوين المهني.
ثالثا :الجلسة السنوية لمناقشة السياسات العمومية
بخصوص الجلسة السنوية لمناقشة السياسات العمومية ،نشير إلى أن
الفصل 101من الدستور نص في فقرته الثانية على مايلي« :تخصص جلسة
سنوية من قبل البرلمان لمناقشة السياسات العمومية وتقييمها» الهدف من
ذلك هو التعرف على نتائج السياسات والبرامج العمومية ،وقياس تأثيرها
على الفئات والشرائح المعنية ،ومدى تحقيقها األهداف المعلنة وتحديد
العوامل التي أدت إلى بلوغ هذه النتائج.
في هذا السياق نشير إلى انعقاد جلسات عمومية سنوية سواء في مجلس
المستشارين أو مجلس النواب ،بالنسبة لألول فقد عرف انعقاد جلسة سنوية
أولى خصصت لمناقشة السياسة العمومية السنوية ،فيما خصصت جلستين
لمناقشة التقريرين المقدمان أمام مجلسي البرلمان من طرف الرئيس األول
للمجلس األعلى للحسابات حول أعمال المجلس برسم سنة ،2013ومن لدن
رئيس المجلس الوطني لحقوق اإلنسان حول أعمال المجلس خالل الفترة
الممتدة من مارس 2011إلى غاية متم .2012
31
من جهته ،خصص مجلس النواب جلسة عامة لمناقشة تقرير المجلس
األعلى للحسابات ،وهي جلسة مشتركة للمجلسين يوم 04ماي .2016
كما عقد مجلس النواب يوم 03غشت 2016أول جلسة سنوية لمناقشة
وتقييم السياسات العمومية ،خصصت لمجال التنمية القروية من خالل
برنامج الكهربة القروية الشمولية والبرنامج الوطني لتزويد العالم القروي
بالماء الصالح للشرب.
رابعا :الطلبات المتعلقة بالمهام االستطالعية والزيارات الميدانية
بموجب المادة 63من القانون الداخلي لمجلس النواب والمادة 67من
القانون الداخلي لمجلس المستشارين تحدث اللجان االستطالعية ،وذلك بهدف
القيام بمهمة استطالعية مؤقتة بشأن شروط تطبيق أحد النصوص التشريعية
أو موضوع يثير اهتمام المجتمع أو أحد أنشطة الحكومة واإلدارات
والمؤسسات والمقاوالت العمومية ،ويتولى أعضاء اللجان االستطالعية
إعداد تقرير عن المهمة االستطالعية من أجل عرضه على اللجنة المعنية
ومكتب المجلس الذي يملك سلطة إحالته على الجلسة العامة من عدمه.
بالنسبة للطلبات المتعلقة بالمهام االستطالعية في مجلس النواب خالل
الوالية التشريعية التاسعة ،فقد كان عددها 20طلبا ،تم القيام بالزيارة
االستطالعية في 12منها ،فيما أجلت الزيارات أو لم تبرمج في 8طلبات
متبقية.
المهام االستطالعية كانت متنوعة ،نذكر من بينها :
-مهمة استطالعية مؤقتة لسجن عكاشة بالدار البيضاء؛
-مهمة استطالعية حول التدبير المفوض ،ريضال نموذجا؛
-مهمة استطالعية إلقليم الحسيمة للوقوف على مخلفات األحداث
الخطيرة؛
-مهمة استطالعية لورش أشغال توسعة مطار مراكش المنارة؛
-مهمة استطالعية مؤقتة لمطار محمد الخامس للوقوف على البنية
التحتية والمرافق والخدمات المقدمة؛
-مهمة استطالعية للوقوف على مدى تقدم برنامج الحفاظ على شجر
البلوط الفليني بالمعمورة.
32
خــالصـــة
تمثل الوظيفة المالية أحد الوظائف الرئيسية التي تضطلع بها المؤسسة
البرلمانية ،فجوهر الحياة الديمقراطية يقوم على فكرة أنه ال يمكن للدولة
الحصول على أي مورد أو القيام بنفقة إال بموافقة ممثلي األمة .فما رسم
معالم الديمقراطيات باختالف نماذجها قاعدة «ال ضريبة إال بتمثيل» ،أي أنه
ال يمكن فرض الضرائب أو الرفع من أسعارها إال من طرف ممثلي األمة،
ليتطور األمر إلى إعطاء البرلمان سلطة الترخيص لتحصيل الموارد وإنجاز
النفقات .وقد سجل تطور في محددات السلطة المالية ،وهو ما جعل من هذا
االختصاص المؤشر لقياس حضور وتأثير هذه المؤسسة داخل األنظمة
السياسية ،بحيث يكفي استعراض االختصاص المنوط بهذه المؤسسة في هذا
المجال لمعرفة وزنها داخل النسق السياسي ألي دولة.
تبعا لذلك سيتم قراءة حصيلة الحكومة في المجال المالي خالل الفترة
التشريعية ،2016 2012-تتوزع قراءة حصيلة هذه الممارسة خالل هذه
الفترة على مستويين اثنين :يهم المستوى األول حصيلة المؤسسة التشريعية
في مجال التشريع في المادة المالية ،ويرتكز المستوى الثاني على استعراض
أداء المجلسين على مستوى ممارسة وظيفة الرقابة في نفس المجال.
أوال :حصيلة تشريع البرلمان المغربي في المجال المالي
يتحدد تدخل البرلمان المغربي في التشريع المالي خالل الفترة التشريعية
2016 - 2012في كل من المصادقة على مشاريع قوانين المالية لسنوات
2012و 2013و 2014و 2015و ،2016والتصويت على العديد من
االتفاقيات الدولية ذات الطبيعة المالية ،والتصويت على مجموعة من
النصوص التشريعية المؤطرة للمادة المالية .والمميز خالل هذه الفترة هو
إقرار البرلمان لقانون تنظيمي للمالية عرف تعديالت عميقة ومختلفة بشكل
كبير في الشكل والجوهر على القوانين التنظيمية للمالية المتتالية منذ إقرار
أول صنف من هذا القانون سنة .1963
- 1المصادقة على خمسة مشاريع لقوانين مالية السنة
تشكل مناقشة مشروع قانون مالية السنة محطة أساسية في الحياة
البرلمانية .فاعتمادا على النصوص الدستورية ومقتضيات القانون التنظيمي
للمالية والنظام الداخلي لمجلسي البرلمان ،والتي تحدد مجال تدخل هذه
المؤسسة المحكومة في مناقشتها للنصوص التشريعية بنظام العقالنية
البرلمانية ،صادق البرلمان المغربي خالل الفترة 2016 - 2012على
خمسة مشاريع قوانين مالية السنة.
35
كان أول مشروع قانون مالية السنة التي أعدته الحكومة بعد تنصيبها
بتاريخ 26يناير 2012عقب االنتخابات التشريعية لـ 25نونبر ،2011هو
مشروع قانون المالية رقم 22.12برسم السنة المالية .2012وأهم مالحظة
يمكن إبداؤها بخصوص هذا المشروع هو التأخير في المناقشة والتصويت
على المشروع ،فالحكومة لم تقم بتقديمه في جلسة مشتركة أمام المجلسين إال
بتاريخ 15ماي .2012هذا األمر أثار حفيظة فرق المعارضة التي اعتبرته
تجاوزا للنصوص القانونية «وهدرا للزمن البرلماني وفرصا ضائعة بالنسبة
للبالد ،مبرزة أن حسن تدبير الوقت يدخل ضمن أسس الحكامة الجيدة» ،كما
نبهت إلى «الصعوبات التي قد تطال تطبيق مقتضيات مشروع قانون المالية
لسنة ،2012بالنظر إلى إكراهات العطلة الصيفية وشهر رمضان ،هذا
بغض النظر عما يتطلبه ضبط المساطر وإصالح نظام الصفقات من وقت».
وفي جوابها على هذا الموقف أكدت الحكومة خالل جلسة مناقشة
مشروع قانون المالية في لجنة المالية والتنمية االقتصادية على لسان وزير
االقتصاد والمالية أن التأخير في إيداع المشروع مرده التأخر في تنصيب
الحكومة .فمما ورد في جواب الوزير بأنه «تم تنصيب الحكومة الحالية
بتاريخ 26يناير 2012وبتاريخ 7فبراير تمت المصادقة على التوجهات
العامة للمشروع في المجلس الوزاري ،وفي تاريخ 8مارس 2012تم تحيين
المعطيات وإدراج بعض المقتضيات واألرقام الواردة بالتصريح الحكومي،
لتتم المصادقة على هذا المشروع بنفس التاريخ .وأنه رغم عدم المصادقة
على مشروع القانون المالي لسنة 2012والمودع منذ 21أكتوبر 2011
داخل اآلجال الدستورية بمكتب مجلس النواب ،فإنه تمت المصادقة من قبل
الحكومة السابقة على المرسوم رقم 2.11.745بتاريخ 31ديسمبر 2011
المتعلق بفتح االعتمادات الالزمة لسير المرافق العمومية ،وكذا المرسوم رقم
2.11.746بتاريخ 12ديسمبر 2011المتعلق باستخالص المداخيل وفقا
للمقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ،وذلك في انتظار إتمام
مسطرة المصادقة على مشروع قانون مالية السنة».
وفي السنة الموالية صادق البرلمان المغربي على مشروع قانون المالية
رقم 110.13للسنة المالية ،2014وما يتعين اإلشارة إليه بخصوص هذا
المشروع ،هو أنه جاء بعد التغيير الذي هم تركيبة االئتالف الحكومي إثر
36
لقد عرفت مناقشة هذا النص استقطابا حادا بين األغلبية والمعارضة.
فبالوقوف عند مستوى النقاش داخل لجنة المالية والتنمية االقتصادية بمجلس
النواب ،سجل نقاش عميق حول مقتضيات المشروع والسياق العام المحيط
به .ذلك أن فرق المعارضة أثارت مدى دستورية الحكومة الجديدة ،ومدى
شرعيتها لالشتغال بدون تقديم برنامجها أمام البرلمان ،ودافعت عن أطروحة
أن التغيير الحكومي يفرض عليها الحصول على ثقة المؤسسة التشريعية،
وأن الحكومة في غياب ذلك أضحت ال ترتكز على أي أساس دستوري .ومن
ثم عدم مشروعية مناقشة مشروع قانون المالية المودع أمام المجلس.
ومن النقط التي همت النقاش هو انتقاد تأخر الحكومة في إقرار قانون
تنظيمي للمالية ،منتقدة استمرار مناقشة مشروع قانون المالية بناء على
القانون التنظيمي للمالية لـ 30دجنبر ،1998الذي لم يعد يتجاوب مع
مستجدات دستور 2011وما جاء به من مقتضيات لتحديث التدبير المالي.
بعد ذلك أعيد المشروع إلى مجلس النواب في قراءة ثانية ،حيث سجل
النواب في أشغال لجنة المالية والتنمية االقتصادية الطابع االستثنائي للجلسة
بالنظر لسابقة رفض مشروع قانون المالية من قبل مجلس المستشارين
معتبرين األمر يطرح إشكاالت قانونية وسياسية .ولقد سجل أعضاء مجلس
النواب وجود فراغ قانوني في التعامل مع هذه الواقعة ،وتم التساؤل حول أي
صيغة للنص سيتم التعامل معها ،وبالخصوص أن الطريقة التي أحيل بها من
قبل مجلس المستشارين تشير إلى عبارة « كما عدله وعارضه بالتصويت.»...
وقد توزعت اآلراء في التعامل مع النص بين موقفين :قامت فكرة الموقف
األول على مناقشة نص المشروع كما صادق عليه مجلس النواب في القراءة
األولى وكما أحاله على مجلس المستشارين مادة مادة ،وتبنى أنصار الموقف
الثاني فكرة مناقشة النص كما أحيل من مجلس المستشارين ،معتبرين أن
التصويت بالرفض ال تأثير له .وقد أجمع أعضاء اللجنة على تبني الموقف الثاني.
37
وبعد عدة جلسات في اللجان وفي الجلسات العامة بمجلس النواب تمت
مناقشة مشروع قانون المالية والمصادقة عليه في اآلجال القانونية باألغلبية،
ليتم إصداره ودخوله حيز التنفيذ .هذا الواقع أبرز إرادة المشرع الدستوري
بإعطاء األولوية لمجلس النواب على حساب مجلس المستشارين ،وتجاوز
المعيق المسطري الذي كان مضمنا في دستور .1996
وفي السنة الموالية صادق البرلمان المغربي خالل دورة أكتوبر من سنة
2014على مشروع قانون المالية برسم سنة ،2015وفي دورة أكتوبر من
سنة 2015على مشروع قانون المالية رقم 70.15برسم سنة .2016
في معرض ختام هذه النقط ال بد من تقديم بعض المالحظات المسجلة من
خالل رصد مناقشة والتصويت على مشاريع قوانين مالية السنة خالل فترة
.2016 - 2012تتمثل أهم هذه المالحظات في أنه باستثناء مشروع قانون
المالية لسنة ،2012سجل التزام الحكومة بتاريخ إيداع والتصويت على
مشروع قانون المالية كما هو مقرر في الدستور والقانون التنظيمي للمالية
(الجدول رقم 1يلخص المعطيات بهذا الخصوص).
جدول :1إيداع والمصادقة على مشاريع قوانين مالية السنة بمجلسي النواب والمستشارين
15ماي 2012 14ماي 2012 14مارس 11 2012أبريل 11 2012أبريل 11 2012ماي 2012 2012
من خالل قراءة الئحة النصوص المصوت عليها خالل هذه الفترة ،يمكن
إبداء المالحظات التالية:
Pاقتصار النصوص المصوت عليها من قبل البرلمان على المشاريع
الواردة من الحكومة مقابل غياب مقترحات قوانين .فمن أصل 21
مقترحا التي صادق عليها مجلس النواب على سبيل المثال ال يوجد أي
نص يهم الجانب المالي ،وهو أمر مرتبط بالمعيقات المحددة للمبادرات
البرلمانية في المجال التشريعي ،والتي تتأثر بضوابط نظام العقالنية
البرلمانية والحدود التقنية لممثلي األمة؛
Pإن قراءة الئحة هذه النصوص تبين أنه تم تسجيل خالل هذه الفترة
مصادقة البرلمان على مشاريع قوانين ذات أهمية كبرى في المادة
المالية ،كتلك التي تنظم إصالح المالية العامة ،بنك المغرب ،البورصة...
لكن يبقى أهم المشاريع التي انصب حولها النقاش هي منظومة إصالح
التقاعد وإصالح نظام المقاصة لتأثيرها المباشر والفوري على القدرة
الشرائية للمواطنين.
45
قوانين المالية داخل مجلس المستشارين ،والتي حددت في 22يوما فقط ،وتم
التساؤل عن السبب في اعتماد التنزيل التدريجي لمقتضيات قانون المالية.
كما عبروا عن مخاوفهم من التركيز على المؤشرات دون مراعاة تحقيق
اإلنجازات ،ومخاطر تفضيل األهداف القصيرة المدى ،ثم مخاطر إهمال
المهام المشتركة بين الوزارات.
وفي إطار ممارسة وظيفة الرقابة من خالل هذه اآللية خصص مجلس
النواب العديد من األسئلة الموجهة في إطار هذه الجلسات.هكذا ،خالل
الوالية التشريعية التاسعة تمت برمجة 25جلسة تمحور جزء كبير منها على
األسئلة ذات الطبيعة المالية.
ترجع أول جلسة التي خصصها النواب لمساءلة رئيس الحكومة في
المادة المالية إلى تاريخ 29يونيو ،2012وقد كان موضوعها الرئيسي
الزيادة في األسعار الناتجة عن أول قرارات الحكومة في المادة المالية،
وكذا وضعية االستثمارات العمومية في ظل الحديث عن وجود أزمة
اقتصادية ،بحيث طرحت فرق المعارضة سؤالي تداعيات القرار الحكومي
برفع الدعم عن المحروقات ،وأيضا موضوع التأخر الحاصل في تنفيذ
االستثمار العمومي وتداعياته االقتصادية واالجتماعية .وقد تطرقت أحزاب
األغلبية لنفس الموضوعين ،بحيث وجهت سؤالين إلى رئيس الحكومة.
هم األول اآلثار واالنعكاسات على القدرة الشرائية الناجمة على الزيادة في
المحروقات ،وارتبط السؤال الثاني باالستثمارات العمومية ومناخ األعمال.
تم طرح سؤال من طرف فرق األغلبية حول برنامج تحدي األلفية ،من
خالل التساؤل حول مسار االتفاق الذي أبرم بين المملكة المغربية ومؤسسة
تحدي األلفية بتاريخ 31غشت ،2007الذي استهدف تمويل عدد من
المشاريع بمبلغ 697,5مليون دوالر أمريكي ،وتم استفسار رئيس الحكومة
حول تقييم الحكومة لمشاريع تحدي األلفية ،ومدى تحقق األهداف المسطرة،
وآفاق تطوير ما تحقق من مشاريع تحدي األلفية.
وفي نفس الجلسة طرح الفريق االتحاد الدستوري تساؤال حول تعاطي
الحكومة مع المديونية الخارجية ،وهل من آفاق واعدة لتقليصها والحد من
تفاقمها ،وأشارت المداخالت حول الموضوع إلى راهنية الموضوع ،باعتبار
أن االرتفاع المهول لالستدانة الخارجية صار يهدد المغرب بأن يصبح رهينة
لدى المؤسسات الدولية المقربة ،وأن المغرب على وشك الدخول من جديد
في برنامج التقويم الهيكلي.
وقد كانت المواضيع ذات الطبيعة المالية حاضرة بقوة خالل الجلسة
الشهرية لـ 11نونبر ،2014حيث تمت مساءلة رئيس الحكومة حول
موضوعين استأثرا باالهتمام في تلك المرحلة ،ويتعلق األمر بموضوع
إصالح نظام المقاصة الذي طرحته فرق األغلبية ،وموضوع الحسابات
الخصوصية للخزينة الذي طرحه الفريق االستقاللي.
50
في إطار ممارسة وظيفة الرقابة من خالل هذه اآللية خصص أعضاء
مجلس المستشارين بدورهم العديد من األسئلة المرتبطة بالقضايا المالية.
فخالل والية الحكومة لفترة 2016 - 2012تم تخصيص 19جلسة لمساءلة
رئيسة الحكومة ،عرفت طرح 29سؤاال ،منها إحدى عشرة سؤاال تهم المجال
المالي .هكذا خالل الجلسة الشهرية لـ 3يوليوز 2012تمت مساءلة رئيس
الحكومة من طرف فرق األغلبية والمعارضة في موضوعي إستراتيجية
الحكومة في مجال محاربة الرشوة وتخليق الحياة العامة ،وكذا توجهاتها
لمواجهة تداعيات األزمة االقتصادية العالمية على االقتصاد الوطني.
مشروع قانون
تاريخ اإلحالة إلى مجلس تاريخ مصادقة تاريخ اإلحالة إلى تاريخ المصادقة تاريخ اإلحالة إلى
التصفية للسنة
مجلس المستشارين مجلس المستشارين النواب في قراءة ثانية بمجلس النواب مجلس النواب
المالية
18شتنبر 2014 13نونبر 2012 24يوليوز 2012 23يوليوز 2012 11أبريل 2012 2009
- 10دجنبر 2013 30اكتوبر 2013 29أكتوبر 2013 31دجنبر 2012 2010
- 23دجنبر 2014 21أكتوبر 2014 21أكتوبر 2014 10يناير 2014 2011
- 21يوليوز 2015 07يوليوز 2015 07يوليوز 2015 24دجنبر 2014 2012
من خالل قراءة الجدول يالحظ االتجاه نحو االلتزام بالمصادقة قوانين
التصفية في اآلجال المحددة قانونا ،وهو االتجاه الذي بدأ يتحقق منذ سنة
،2005إذ قبل هذه الفترة كانت مشاريع قوانين التصفية توضع بعد سنوات
عدة على تنفيذها .وهذا االلتزام سيتقوى مستقبال مع بدء تنفيذ القانون
التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية ،بحيث مما تضمنه هذا اإلصالح
بالنسبة لهذا الصنف من قانون المالية ،أي بما ما ورد في المادة ،65من
تحديد آجال إيداع قوانين التصفية بمكتب مجلس النواب في أجل أقصاه نهاية
الربع األول من السنة الثانية التي تلي تنفيذ قانون المالية المعني ،أي 15
شهرا عوض 24شهرا وفق ما كانت مضمنة في الفقرة الثانية من المادة 47
من القانون التنظيمي رقم 7.98لقانون المالية.
وفي معرض الختام يمكن القول من خالل جرد حصيلة دور البرلمان
في المادة المالية خالل فترة الحكومة التي ترأسها عبد اإلله بن كيران في
الفترة الممتدة من 2012إلى 2016وجود تطور في ممارسة المؤسسة
التشريعية لهذه الوظيفة ،ويعكس ذلك تصويت البرلمان على العديد من
النصوص ذات الطبيعة المالية ( 43مشروع قانون) ،مع مالحظة أن كلها تم
بمبادرة من الحكومة .وهو واقع يرتبط أساسا بالتطور التاريخي في التعامل
مع النصوص المالية ،إذ ال يطرح أعضاء البرلمان كثيرا مقترحات في هذا
النمط من النصوص ،كما هو مسجل في مجاالت تشريعية أخرى .وهو أمر
غريب في مؤشر يعد أساس ظهور هذه المؤسسة وجوهر تطورها.
ولوحظ أيضا من خالل جرد الحصيلة إجابة الحكومة على العديد من
األسئلة الموجهة في المادة المالية .لكن مقابل هذا التطور يالحظ أن البرلمان
المغربي لم يوظف خالل هذه الفترة آليتي المهام االستطالعية ولجان تقصي
الحقائق.
خــالصــة
في معرض ختام هذا التقرير يمكن القول أن قياس أداء البرلمان خالل
الوالية التشريعية التاسعة ذو أهمية بالغة لمعرفة مدى اضطالع هذه
المؤسسة باالختصاصات التي أناطها به الدستور .فهذه الفترة من العمل
البرلماني يعد مرحلة فارقة في تاريخ الممارسة البرلمانية في المغرب،
ومرد ذلك باألساس أنها جاءت بعد مراجعة دستورية عميقة أحدتث تحوال
مهما في اختصاصات البرلمان ،بالخصوص اإلناطة به مهمة تقييم السياسات
العمومية ،وأيضا من خالل توسيع مجال التشريع وأيضا إحداث آليات جديدة
للرقابة ( باألساس تخصيص جلسة شهرية لمساءلة رئيس الحكومة حول
السياسات العامة) .والجانب اآلخر في مهام هذه المؤسسة هو أنه أنيط بممثلي
األمة من المصادقة على القوانين التنظيمية التي حددها الدستور ،والتي
ارتفع في ظل دستور 2011عددها وتنوعت مواضيعها.
عليه بعد رصد وتتبع وتقييم أداء البرلمان المغربي خالل الوالية
التشريعية في مجاالت التشريع والرقابة وتقييم السياسات العمومي وفي
المادة المالية ،يمكن إبداء الخالصات التالية:
-لقد تأطر العمل البرلماني خالل هذه الوالية وألول مرة بوثيقة المخطط
التشريعي ،وقد ساهم ذلك في ارتفاع عدد النصوص التي صوت عليها
البرلمان ،بحيث بينت الحصيلة إنجاز 80بالمائة من هذا المخطط؛
-الدور الذي لعبته األيام الدراسية في انفتاح البرلمان على المجتمع
المدني في اإلنتاج التشريعي ،بحيث بدأ التأسيس في خلق التفاعل بين
المؤسسة البرلمانية والمجتمع المدني وجماعات الضغط؛
-أن أغلبية القوانين التي صادق عليها البرلمان أصلها حكومي (المبادرات
البرلمانية بقيت مستقرة في حدود 11بالمائة) ،وهي مالحظة ال تبدو حالة
مغربية خاصة ،بحيث أن المعدل المسجل في الديمقراطيات الغربية في
المبادرة البرلمانية يظل في حدود 10بالمائة؛
-أغلبية اإلنتاج التشريعي للبرلمان تمت في إطار اتفاقيات دولية؛
-مكن تغيير نمط األسئلة من خالل اعتماد األسئلة التفاعلية بموجب النظام
الداخلي لمجلس النواب من إعطاء دينامية لجلسات األسئلة الشفوية؛
-شكلت جلسة األسئلة الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة محطة مهمة
في الممارسة البرلمانية خالل الوالية التشريعية التاسعة ،بحيث حظيت
بمتابعة كبيرة من طرف المواطنين مقارنة بباقي الجلسات التي تنقل على
أمواج اإلذاعة والتلفزة؛
58
-عدم استثمار البرلمان للجان تقصي الحقائق كآلية رقابية أريد لها أن
تكون آلية مهمة في رقابة البرلمان للحكومة ،بحيث لم يتم تشكيل أي
لجنة تقصي الحقائق خالل هذه الوالية؛
-إنحصار في إستعمال البرلمان لدور المهام االستطالعية ،التي من
الممكن في حال تفعيلها أن تمكن البرلمان من حسن متابعة أداء المرافق
العمومية وتقييم عمل الحكومة؛
-عدم تفعيل خالل الوالية التشريعية ملتماسات التشريع التي نص عليها
دستور 2011؛
-مصادقة البرلمان المغربي على قانون تنظيمي جديد للمالية أعتبر
محطة أساسية في إصالح الدولة ،وبهذه المصادقة التحق المغرب بالدول
التي حولت من آليات تدبير ميزانية الدولة؛
-عدم قدرة البرلمان خالل الوالية التشريعية من تطوير دوره في المجال
المالي ،بحيث تبين قراءة تأثير البرلمان في المادة المالية أبانت عن
استمرار الحكومة في التحكم في التشريع في المادة المالية.