You are on page 1of 61

‫تــقــريــر حــول‬

‫أداء الـبـرلــمــان الـمـغــربــي خــالل الــواليــة‬


‫الـتــشــريـعـــيــة الـتــاســعـــة ‪2016 - 2012‬‬

‫مـن إنـجــاز ‪ :‬الـمـرصــد الـوطـنــي لـحقـوق الـنـاخــب‬


‫بشراكـة مـع ‪ :‬مـؤسـســة كـونــراد أدينــاور‬
‫نشر من طرف‬
‫مؤسسة كونراد أديناور والمرصد الوطني لحقوق الناخب‬

‫© ‪ 2017‬مؤسسة كونراد أديناور‪ ،‬مكتب المغرب‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة‪.‬‬


‫يمنع منعا باتا أي إستنساخ كامل أو جزئي أو نشر دون إذن صريح من الناشر‪.‬‬

‫إشعار بعدم تحمل المسؤولية ‪ :‬هذا المطبوع هو بمثابة دعامة بيداغوجية‪ ،‬وهو ليس‬
‫موجه بأي حال من األحوال ألغراض تجارية‪.‬‬
‫إن المقاالت المعبر عنها ضمن مواد هذا المنشور ال تعبر بالضرورة عن رأي‬
‫مؤسسة كونراد أديناور‪.‬‬

‫إشراف ‪:‬‬
‫الدكتور هلمت ريفيلد‪ ،‬الممثل المقيم لمؤسسة كونراد أديناور‬
‫األستاذ خالد الطرابلسي‪ ،‬رئيس المرصد الوطني لحقوق الناخب‬

‫تنسيق ‪:‬‬
‫فؤاد قموتا‪ ،‬منسق مشاريع بمؤسسة كونراد أديناور‬

‫تصفيف وطباعة ‪ :‬مطبعة نابولي‬

‫اإليداع القانوني ‪2017MO0963 :‬‬


‫ردمك ‪978-9954-9610-8-7 :‬‬

‫طـبـع فـي الـمـغــرب‬


‫طـبـعــة ‪2017‬‬
‫الــفــهــــرس‬

‫تـقـديـــم‬ ‫‪5‬‬
‫األداء الـتـشـريـعـــي‬ ‫‪7‬‬
‫األداء الـرقـابـي وتقـيـيــم السـيـاســات العـمـومـيــة‬ ‫‪23‬‬
‫األداء في الـمـادة الـمـالـيـــة‬ ‫‪34‬‬
‫‪ 57‬خــالصـــة‬
‫‪5‬‬

‫تـقـديــم‬
‫ذ‪ .‬خالد الطرابلسي*‬
‫منذ تأسيس المرصد الوطني لحقوق الناخب سنة ‪ 2009‬ما فتئ يعمل‬
‫من أجل تحقيق األهداف التي سطرها في "دستوره" القانون األساسي‪ .‬وهذه‬
‫األهـداف النبيلة التي تسعـى إلى خلـق ثقافة حقيقية متطـورة‪ ،‬تجعل من‬
‫المواطن ‪ -‬الناخب تلك الحلقة األساسية في العملية االنتخابية‪ ،‬وذلك الرقم‬
‫األساس في المنظومة الديمقراطية‪ .‬وإيمانا منا كمرصد أن الدور الذي يلعبه‬
‫الناخب هو المحور الرئيسي في اإلختيار الديمقراطي‪ ،‬هذا االختيار الذي‬
‫أصبح ثابتا من ثوابت األمة المغربية كما نص على ذلك الباب األول ‪ -‬في‬
‫أحكام عامة وفي أول فصل من فصول الدستور المغربي الجديد ‪.2011‬‬

‫وبما أن السيادة لألمة تمارسها مباشرة باالستفاء وبصفة غير مباشرة‬


‫بواسطة ممثليها وأن االقتراع الحر والنزيه والمنتظم هو السبيل الوحيد‬
‫الختيار األمة لممثليها كما حدد ذلك الفصل الثاني من الدستور‪ ،‬فقد كان‬
‫حتما على المرصد وهو يحدد أدبياته وأهدافه وآليات عمله أن يجعل من هذه‬
‫المبادئ الدستورية وهذه الثوابت التي ال مناص عنها هدفا لعمله ومرجعا‬
‫يقتدى به في برامجه‪ .‬السيما وأن فلسفة المرصد وخلفياته الفكرية والمدنية‪،‬‬
‫تدور كلها في محيط هذا اإلطار أي الفصل األول والثاني من الدستور‬
‫المغربي‪ ،‬وتنبثق عن سياق المبادئ الديمقراطية بصفة عامة كما هي‬
‫متعارف عليها دوليا‪ ،‬وترتبط بالمنظومة االنتخابية بكل عناصرها ومكوناتها‬
‫بدءا من العملية االنتخابية مرورا بالناخب ودوره الكبير والرئيسي وانتهاء‬
‫بالمؤسسات المنتخبة وطنيا أي البرلمان بغرفتيه أو المنتخبة جهويا ومحليا‪.‬‬

‫إن المرصد الوطني لحقوق الناخب وهو جمعية وطنية حقوقية مدنية‬
‫اجتماعية ثقافية تربوية مستقلة‪ ،‬أي فاعل مدني وحقوقي ينتمي إلى المجال‬
‫الحقوقي وإلى المجتمع المدني‪ ،‬قد وضع خارطة الطريق لعمله وأهدافه‬
‫وبرامجه من خالل تسطير‪ ،‬ليس فقط كونه يهدف إلى الدفاع عن حقوق‬
‫الناخب في جميع جوانبها‪ ،‬بل أيضا يتتبع عمل الهيآت المنتخبة التي منحها‬
‫الناخب صوته في إطار تعاقد بينهما‪ ،‬من أجل تنفيذ برنامج حزبي وسياسي‪.‬‬
‫وهذا التتبع عبارة عن رصد لعمل المنتخبين وعمل الهيآت المنتخبة‪،‬‬
‫من خالل تقييم عام وشامل في شكل تقارير دورية تحوي بين طياتها كل‬
‫المنجزات واإليجابيات وكذا كل الخروقات والسلبيات‪ ،‬وهذا ما أخذ المرصد‬
‫على عاتقه منذ إنشائه‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫وفي هذا السياق‪ ،‬يأتي هذا التقرير حول الوالية التشريعية التاسعة الذي‬
‫أعده نخبة من الخبراء في القانون الدستوري والعلوم السياسية‪ ،‬عملوا من‬
‫خالله على رصد ممارسة البرلمان للسلطة التشريعية في اختصاصاتها‬
‫المرتبطة بالتشريع ومراقبة العمل الحكومي وتقييم السياسات العمومية‬
‫وفقا للفصل ‪ 70‬من الدستور‪ .‬وعملوا كذلك على تحليل ودراسة هذه‬
‫االختصاصات من خالل الوقوف على مواطن الضعف ومواطن القوة‪،‬‬
‫وعلى سرد المنجزات‪ ،‬وعلى ضبط الخروقات واالختالالت‪ .‬بعبارة أخرى‬
‫قاموا بدراسة ورصد وتقييم السلبيات واإليجابيات التي عرفتها الوالية‬
‫التشريعية‪ ،‬في ظل حكومة يقودها حزب ينتمي إلى التيار اإلسالمي‪ ،‬وهي‬
‫سابقة في التاريخ السياسي المغربي الحديث الذي عرف حكومة بقيادة حزب‬
‫إسالمي‪ .‬أفرزت نتائج صناديق اإلقتراع صدارته لالنتخابات سنة ‪.2011‬‬
‫وتعتبر هذه التجربة جديدة وفريدة لم يسبق للمغرب أن عاشها‪ ،‬خاصة كونها‬
‫تأتي في ظل دستور ‪ 2011‬الجديد‪ .‬الذي حول العديد من االختصاصات‬
‫التنفيذية من المؤسسة الملكية إلى مؤسسة رئاسة الحكومة‪ .‬كما وسع من‬
‫اختصاصات السلطة التشريعية حيث أصبح البرلمان يمارس اختصاصات‬
‫تشريعية ورقابية واسعة‪ ،‬إذ يكرس الدستور الجديد سمو مكانة مجلس النواب‬
‫بتخويله الكلمة الفصل في المصادقة على النصوص التشريعية وتعزيز‬
‫اختصاصاته في مراقبة الحكومة‪.‬‬

‫إن السياقات السياسية التي يأتي فيها هذا التقرير تعتبر سياقات جد دقيقة‬
‫وجد معقدة أمام ما يعرفه المغرب والمشهد السياسي المغربي من انتقال‬
‫ديمقراطي ومن تنزيل لدستور جديد ومن ممارسات قد تكون بعيدة كل البعد‬
‫عن المسار الديمقراطي والقيم والمبادئ الديمقراطية ونحن نأمل ونتوخى‬
‫من هذا التقرير المساهمة أيضا في بلورة المنظومة االنتخابية إلى ما يجعل‬
‫الناخب رئيسا وحاسما في العملية االنتخابية برمتها خاصة ما يتعلق بتتبع‬
‫ورصد وتقييم المؤسسات المنتخبة‪.‬‬

‫أود قبل الختام تقديم الشكر الجزيل وعظيم االمتنان لكل األساتذة األجالء‬
‫على مساهمتهم في هذا التقرير الدكتور عبد الحفيظ أدمينو‪ ،‬الدكتور جواد‬
‫النوحي‪ ،‬الدكتور غسان لمراني‪ ،‬وكذا إلى كل جنود الخفاء من أعضاء‬
‫المرصد‪ ،‬ولكن قبل هذا وذاك الشكر واإلمتنان إلى مؤسسة كونراد إدناور‬
‫األلمانية في شخص ممثلها السيد رايفلد هيلمت وأعضاء طاقمه اإلداري على‬
‫الشراكة االستراتيجية مع المرصد وعلى الدعم المتواصل لنشاطات المرصد‬
‫ولحقوق الناخب عموما‪.‬‬

‫* رئيس المرصد الوطني لحقوق الناخب‬


‫‪7‬‬

‫األداء الـتـشـريـعـــي‬

‫تعتبر الوالية التشريعية التاسعة والية فارقة في تاريخ الممارسة‬


‫البرلمانية‪ ،‬خاصة وأنها صادفت احتفال المغرب بالذكرى الخمسين‬
‫إلحداث البرلمان المغربي (‪ .)1963-2016‬إذ أنتج البرلمان المغربي منذ‬
‫‪ 18/11/1963‬إلى غاية انتهاء الواليـة التاسعـة مـامجموعـه ‪ 1316‬نصـا‬
‫قـانونيا عقـد خاللهـا ‪ 80‬دورة عـادية‪ ،‬و‪ 23‬دورة استثنائيـة‪.‬‬
‫وسنقتصر في هذا البحث على تحديد أهم المميزات التي طبعت الوالية‬
‫التشريعية التاسعة خالل مبحث أول على أن نخصص المبحث الثاني لقراءة‬
‫في اإلنتاج التشريعي للوالية ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مميزات الوالية التشريعية التاسعة‬

‫إضافة إلى أهمية المنتوج التشريعي الذي طبع الوالية التشريعية التاسعة‬
‫و الذي قارب ‪ 359‬نصا قانونيا‪ ،‬فإن لها مميزات أثرت على أهم لحظاتها‬
‫يمكن تحديدها في مايلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬إطار دستــوري جديـــد‬

‫تميزت الوالية التشريعية التاسعة بسياق دستوري جديد غير تاطير‬


‫الممارسة التتشريعية بالمغرب‪ .‬فإضافة إلى مراجعة الهندسة الدستورية‬
‫وخاصة مايرتبط بمكانة وموقع البرلمان في البناء الدستوري‪ ،‬فقد تم تغيير‬
‫تسمية الباب الخاص بالبرلمان إلى تسمية جدية تعبر عن تحوله إلى سلطة‬
‫وذلك من خالل تخصيص الباب الرابع إلى السلطة التشريعية‪.‬‬
‫ورغم حفاظ دستور ‪ 2011‬على الثنائية البرلمانية (مجلس النواب‬
‫ومجلس المستشارين)‪ ،‬فإنه كان أكثر عقلنة مقارنة مع الدساتير السابقة إذ تم‬
‫منح مجلس النواب سلطة البت النهائي في النصوص القانونية‪.‬‬
‫وهكذا يمكن تحديد أهم المستجدات عالقة باالختصاص التشريعي فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أحدث دستور ‪ 2011‬تحوال عميقا في ممارسة البرلمان المغرب لوظائفه‬
‫سواء من خالل طبيعتها أو مضمونها‪ ،‬إذ إضافة إلى االختصاص التشريعى‪،‬‬
‫والمتمثل في الدراسة والتصويت على النصوص القانونية المعروضة عليه‪،‬‬
‫سواء كانت بمبادرة حكومية أو مبادرة برلمانية‪.‬‬
‫ ‬
‫‪8‬‬

‫لقد تضمنت الوثيقة الدستورية عدة مقتضيات جديدة تؤشر لموقع جديد‬
‫للبرلمان في الهندسة الدستورية‪ ،‬إذ عوض عنوان «البرلمان» في دستور‬
‫أكتوبر ‪« 1996‬بالسلطة التشريعية» في دستور ‪ 29‬يوليوز ‪ ،2011‬وهي تسمية‬
‫تحمل دالالت ومضامين تعبر عن االختصاص التشريعي الواضح للبرلمان‪،‬‬
‫من خالل تأكيد الفصل ‪ 70‬على أن البرلمان يمارس السلطة التشريعية‪ ،‬حتى في‬
‫الفترات االنتقالية والتي كانت يمنح فيها االختصاص للملك‪.‬‬
‫وفضال عن توسيع االختصاص التشريعي‪ ،‬أقر الدستور الجديد الصدارة‬
‫لمجلس النواب بهذا الخصوص من خالل االسبقية في اإلحالة‪ ،‬ماعدا‬
‫مشاريع القوانين المتعلقة‪ ،‬على وجه الخصوص بالجماعات الترابية وبالتنمية‬
‫الجهوية والقضايا االجتماعية‪ ،‬التي تودع باألسبقية على مكتب مجلس‬
‫المستشارين (الفصل ‪.)78‬‬
‫ويتمثل المؤشر الثاني في سلطة التصويت النهائي على النص الذي تم‬
‫البت فيه‪.‬‬
‫وبالنظر لخصوصية هذه الوالية التي تعتبر والية تأسيسية‪ ،‬ألزم الدستور‬
‫من خالل الفصل ‪ 86‬الحكومة بوجوب عرض مشاريع القوانين التنظيمية‬
‫المنصوص عليها في الدستور‪ ،‬قصد المصادقة عليها من قبل البرلمان‪ ،‬في‬
‫أجل اليتعدى هذه الوالية التشريعية األولى التي تلي صدور األمر بتنفيذ هذا‬
‫الدستور‪ ،‬وهي الوالية التشريعية الحالية‪.‬‬
‫وفي إطار مراجعة الوثيقة الدستورية للعالقة بين األغلبية والمعارضة‬
‫أفردت للمعارضة فصال خاصا حدد حقوق المعارضة (الفصل ‪ )10‬وعلى‬
‫وجه الخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬المشاركة الفعلية في مسطرة التشريع‪ ،‬والسيما عن طريق تسجيل‬
‫مقترحات قوانين بجدول أعمال مجلسي البرلمان‪ ،‬والذي أكد الفصل‬
‫‪ 82‬على أنه يخصص يوم واحد على األقل في الشهر لدراسة مقترحات‬
‫القوانين‪ ،‬ومن بينها تلك المقدمة من قبل المعارضة؛‬
‫‪ -‬رئاسة اللجنة المكلفة بالتشريع بمجلس النواب‪.‬‬

‫‪ - 2‬حكامة تشريعة من خالل المخطط التشريعي‬

‫في ظل هذا السياق الدستوري الذي راجع موقع البرلمان وكذا عالقته‬
‫بالسلطة التنفيذية‪ ،‬وفي مجال التشريع تحديدا‪ ،‬أعلنت الحكومة من خالل‬
‫برنامجها المقدم أمام مجلسي البرلمان والذي صادق عليه مجلس النواب يوم‬
‫‪ 26‬يناير ‪ 2012‬عن اعتماد مخطط لإلصالح التشريعي من أجل تطوير‬
‫وتحديث المنظومة القانونية على ضوء الدستور الجديد والبدء بالقوانين‬
‫‪9‬‬

‫التنظيمية ذات األولوية وهو ماتم بالفعل من خالل حصر حوالي ‪ 243‬نصا‬
‫تشريعيا‪ ،‬ترتبط بمقتضيات لها ارتباط بتنفيذ بعض أحكام الدستور (‪)40‬‬
‫مشروعا وكذا نصوصا أخرى (‪ )203‬مقترحة من قبل السلطات الحكومية‬
‫تتوزع إلى نصوص تشريعية جديدة ونصوص تشريعية لمراجعة تشريعات‬
‫قائمة‪.‬‬
‫وهي مبادرة ووجهت بانتقاد من قبل مكونات فرق المعارضة بسبب‬
‫نعتها بكونها تجسد هيمنة الحكومة على المبادرة التشريعية‪.‬‬
‫‪ - 3‬خطة استرايجية لتأهيل مجلس النواب‬

‫وفي إطار منظور البرلمان‪ ،‬وخاصة مجلس النواب‪ ،‬لتعاطيه مع‬


‫اختصاصه التشريعي‪ ،‬أعد خطة استراتيجية لتأهيل وتطوير عمله‪ ،‬تضمنت‬
‫التأكيد على ضرورة الرفع من األداء التشريعي‪ ،‬عبر البحث عن مقاربات‬
‫ومنهجيات التي من شأنها دعم مبادرات النائبات والنواب في إنتاج مقترحات‬
‫القوانين‪ ،‬بما فيها القوانين التنظيمية المنبثقة عن الدستور‪ ،‬وكذا الرفع من‬
‫قدرات ومؤهالت المجلس على تحليل ومناقشة وتعديل مشاريع القوانين‪،‬‬
‫وكذا تفعيل دراسة جدول آثار مشاريع القوانين‪.‬‬

‫‪ - 4‬نظام داخلي يتوخى الحكامة التشريعية وتدبير جيد للزمن التشريعي‬

‫لمالئمة عمل مجلس النواب مع المستجدات الدستورية‪ ،‬عمل مجلس‬


‫النواب على مراجعة نظامه الداخلي‪ ،‬وعرضه على المجلس الدستوري من‬
‫أجل النظر في مطابقته للدستور‪ ،‬وهو ما مكن المجلس من تحديد اإلجراءات‬
‫والمساطر المتعلقة بالمبادرة والدراسة والتصويت على النصوص القانونية‬
‫المحالة إليه‪ ،‬سواء من قبل النائبات والنواب أو من قبل رئيس الحكومة‪.‬‬
‫إال أنه ما يالحظ وبالرغم من تأكيد الدستور على فتح المجال أمام‬
‫المواطنات والمواطنين من أجل تقديم ملتمسات في التشريع (الفصل ‪،)14‬‬
‫فإن تفعيله ما زال يرتبط بمراجعة النظام الداخلي للتصريف اإلجرائي لهذا‬
‫الحق‪.‬‬
‫لقد تضمن النظام الداخلي لمجلس المعدل في ‪ 29‬أكتوبر ‪2013‬‬
‫التنصيص على عدة إجراءات لضمان حكامة أفضل للمسطرة التشريعية‬
‫وتدبير أفضل للزمن التشريعي منها ‪:‬‬
‫‪ P‬ضرورة بت اللجان الدائمة بالمجلس في النصوص المعروضة عليها‬
‫سواء تعلق األمر بمشاريع القوانين التنظيمية أو مشاريع القوانين أو‬
‫بمقترحات القوانين التنظيمية و مقترحات القوانين‪ ،‬في أجل أقصاه ستون‬
‫يوما من تاريخ اإلحالة‪ ،‬لتكون جاهزة لعرضها على الجلسة العامة؛‬
‫‪10‬‬

‫‪ P‬توقيف الدراسة في المجلس الذي يحال إليه مقترح قانون‪ ،‬سبق وأن‬
‫أحيل على المجلس اآلخر‪ ،‬حيث يدرس المقترح من لدن المجلس الذي‬
‫يودع به أوال؛‬
‫‪ P‬إحالة المجلس لمقترحات القوانين إلى الحكومة‪ ،‬عشرون يوما قبل‬
‫إحالتها على اللجان الدائمة المختصة؛‬
‫‪ P‬برمجة اللجان دراسة النصوص المعروضة عليها في ظرف أسبوع‬
‫من تاريخ اإلحالة عليها؛‬
‫‪ P‬اعتماد تاريخ إحالة مقترحات القوانين كقاعدة لبرمجة تقديمها‬
‫ومناقشتها والتصويت عليها؛‬
‫‪ P‬عدم توقف دراسة مقترح لدى وجود مقترحات أخرى في نفس‬
‫الموضوع‪ ،‬حيث يدرس الذي أودع أوال بمكتب المجلس؛‬
‫‪ P‬عدم توقف دراسة مقترح تم إيداع مشروع قانون له نفس الموضوع‪،‬‬
‫وعند إيداع مشاريع ومقترحات ذات موضوع واحد تعطى االسبقية في‬
‫الدراسة للنص التشريعي الذي أودع أوال على مكتب المجلس‪.‬‬
‫إن هذه المقتضيات التي تمت صياغتها بناء على سنتين من الممارسة‬
‫التشريعية‪ ،‬من شأنها أن تخفف من النقاشات المسطرية التي تستغرقها اللجان‬
‫الدائمة‪ ،‬أثناء تداولها حول النصوص المعروضة أمامها‪.‬‬
‫إال أن المالحظ أيضا‪ ،‬هو أن معظم اللجان الدائمة لم تحترم المقتضى‬
‫الوارد في النظام الداخلي لمجلس النواب والمتعلق باحترام أجل ‪ 60‬يوما‬
‫للنظر في النصوص المعروضة عليها‪ ،‬لعرضها على الجلسة العامة‪ ،‬على أن‬
‫اليتجاوز األجل الثاني ‪ 30‬يوما وعند إنصرام ‪ 90‬يوما يعرض األمر على‬
‫ندوة الرؤساء التي تعرض نتائج أعمالها على مكتب المجلس الذي يعرض‬
‫خالصات مداوالته على الجلسة العامة للبت في موضوع النص ومآله‪.‬‬

‫‪ - 5‬فاعلون جدد في المبادرة التشريعية من أجل تجسين جودة التشريع‬

‫إذا كانت الدساتير السابقة أجمعت على حصر المبادرة التشريعية‬


‫في الحكومة و أعضاء البرلمان‪ ،‬فقد اعترف دستور ‪ 2011‬للمواطنات‬
‫والمواطنين من خالل الفصل ‪ 14‬الحق في تقديم ملتمسات في مجال التشريع‬
‫وهو مافصله القانون التنظيمي رقم ‪ 64.14‬المتعلق بتحديد كيفيات وشروط‬
‫ممارسة الحق في تقديم ملتمسات في التشريع‪ .‬إال أن تصريفه اإلجرائي من‬
‫قبل البرلمان يتطلب مراجعة النظام الداخلى لمجلس البرلمان خالل الوالية‬
‫التشريعية العاشرة ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫وإضافة إلى دور المواطنات والمواطنين‪ ،‬أقر الدستور بإمكانية طلب‬


‫رأي مؤسسات وهيئات حماية الحقوق والحريات والحكامة الجيدة والتنمية‬
‫البشرية والمستدامة والديمقراطية التشاركية وكذا المجلس االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ .‬إذ يمكن لمجلسي البرلمان طلب رأيها بخصوص مضامين‬
‫مشروع قانون أو مقترح قانون‪ .‬وهو ماحصل مع المجلس اإلقتصادي‬
‫واالجتماعي والبيئي والمجلس الوطني لحقوق االنسان والمجلس األعلى‬
‫للتربية والتكوين والبحث العلمي‪ .‬وذلك بغية تجويد النصوص القانونية‬
‫قيد الدرس والمساعدة على مالئمة التشريع المغربي مع التزامات المغرب‬
‫الدولية وبما يحسن من جودة التشريعات المغربية‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬قراءة في االنتاج التشريعي‬


‫تميزت الوالية التشريعية بحصيلة كمية يمكن تحديدها في مايلي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬المبادرة التشريعية‬
‫المبادرة التشريعية الحكومية ( مشاريع القوانين)‬
‫‪ P‬مجموع مشاريع القوانين المودعة من طرف الحكومة خالل الوالية‬
‫التشريعية التاسعة هي ‪ 389‬مشروع قانون؛‬
‫‪ P‬عدد القوانين بمبادرة حكومية المصادق عليها خالل الوالية التشريعية‬
‫التاسعة هي ‪ 359‬قانونا (أي بنسبة إنجاز تمثل ‪)% 92‬؛‬
‫‪ P‬عدد مشاريع القوانين قيد الدرس هي ‪ 29‬مشروع قانون (‪ 13‬مشروع‬
‫قانون بمجلس النواب‪ ،‬و‪ 16‬مشروع قانون بمجلس المستشارين)‪.‬‬
‫المبادرة التشريعية البرلمانية (مقترحات القوانين)‬
‫‪ P‬مجموع مقترحات القوانين المودعة من طرف الفرق والمجموعات‬
‫والهيئات البرلمانية هي ‪ 185‬مقترح قانون؛‬
‫‪ P‬عدد القوانين بمبادرة برلمانية المصادق عليها خالل الوالية التشريعية‬
‫التاسعة هي ‪ 20‬قانونا (أي بنسبة انجاز تعادل ‪.)% 11‬‬
‫ب ‪ -‬تـصـنـيـف الـقـوانـيـن بـحـسـب طـبـيـعـتـهـــا‬

‫قوانين‬
‫المجموع‬ ‫اتفاقيات‬ ‫ق‪.‬عادية (بمبادرة حكومية)‬ ‫ق‪ .‬تنظيمية‬
‫(بمبادرة برلمانية)‬
‫معدل‬ ‫اإلحداث‪ /‬مؤسس‬ ‫المقر‬ ‫التعاون االزدواج‬ ‫تنزيل‬ ‫معدل‬ ‫مؤسس‬ ‫مرسوم‬ ‫معدل‬ ‫مؤسس‬
‫اإلنشاء‬ ‫الضريبي‬ ‫الدستور‬ ‫قانون‬
‫‪ -‬االختفاء‬
‫القسري ‪-‬‬
‫حقوق الطفل‬
‫‪ -‬مناهضة‬
‫التعذيب‬
‫والتمييز‬
‫ضد المرأة‬
‫‪ -‬الحقوق‬
‫المدنية و‬
‫السياسية‬
‫‪359‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬

‫من خالل هذه المعطيات يمكن تقديم المالحظات التالية‬


‫‪ P‬استمرار هيمنة المبادرة الحكومية على المبادرة التشريعية وهوما‬
‫قد يؤكد فرضية حرص الحكومة على تنفيد مخططها التشريعي على‬
‫حساب المبادرة البرلمانية‪ ،‬إذ أنها ظلت في حدود ما أنتجته باقي‬
‫الواليات التشريعية السابقة بالرغم من وجود سند دستوري يدعم المبادرة‬
‫التشريعية البرلمانية وخاصة تلك المقدمة من قبل نواب المعارضة والتي‬
‫لم تتجاوز نسبة ‪11%‬؛‬
‫‪ P‬الحضور القوي للقوانين التظيمية ضمن اإلنتاج التشريعي للوالية‬
‫بسسب ما ورد في الدستور (حوالي ‪ 23‬قانون تنظيمي)‪ ،‬وكذا بسبب‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 86‬منه والذي ألزم الحكومة بإحالة مشاريع القوانين‬
‫التنظيمية الواردة فيه إلى البرلمان قبل انصرام عقد مدة الوالية التي تلت‬
‫تنفيذ الدستور والتي هي الوالية التشريعية التاسعة؛‬
‫‪ P‬العدد المهم لالتفاقيات الدولية (حوالي ‪ )166‬التي وافق البرلمان‬
‫عليها خالل هذه الوالية يبين االنتفتاح الذي عرفه المغرب على محيطه‬
‫اإلقليمي والدولي خاصة بعد الزيارات الملكية لعدد من البلدان وخاصة‬
‫لدول الخليج العربي والدول االفريقية والتي أعقبتها التوقيع على عدد من‬
‫االتفاقيات الثنائية والمتعددة األطراف‪.‬‬

‫ج ‪ -‬تصنيف القوانين بحسب القطاعات الحكومية‬

‫النسبة المئوية‬ ‫قوانين‬ ‫عدد القوانين‬


‫قوانين معدلة‬ ‫القطاع الحكومي‬
‫العامة‬ ‫مؤسسة‬ ‫المصادق عليها‬
‫وزارة الشؤون‬
‫‪46%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪164‬‬ ‫الخارجية و‬
‫التعاون‬
‫وزارة االقتصاد‬
‫‪12.5%‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪45‬‬
‫والمالية‬
‫‪5.5%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪20‬‬ ‫وزارة الداخلية‬
‫وزارة الطاقة و‬
‫‪4.4%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪16‬‬
‫المعادن والبيئة‬
‫‪4%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪14‬‬ ‫وزارة الصحة‬
‫وزارة الفالحة‬
‫‪3.6%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪13‬‬
‫والصيد البحري‬
‫‪14‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫قوانين‬ ‫عدد القوانين‬


‫قوانين معدلة‬ ‫القطاع الحكومي‬
‫العامة‬ ‫مؤسسة‬ ‫المصادق عليها‬
‫وزارة العدل و‬
‫‪3.3%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪11‬‬
‫الحريات‬
‫وزارة التجارة‬
‫والصناعة‬
‫‪3%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪11‬‬
‫والتكنولوجيات‬
‫الحديثة‬
‫الوزارة المنتدبة‬
‫المكلفة بالوظيفة‬
‫‪2.7%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬
‫العمومية و‬
‫تحديث اإلدارة‬
‫‪1.9%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫وزارة االتصال‬
‫وزارة التشغيل‬
‫‪1.6%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫و الشؤون‬
‫االجتماعية‬
‫الوزارة المكلفة‬
‫بالعالقات مع‬
‫‪1.6%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬
‫البرلمان و‬
‫المجتمع المدني‬
‫النسبة المئوية‬ ‫قوانين‬ ‫عدد القوانين‬
‫قوانين معدلة‬ ‫القطاع الحكومي‬
‫العامة‬ ‫مؤسسة‬ ‫المصادق عليها‬
‫‪%1.1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وزارة السياحة‬
‫الوزارة المنتدبة‬
‫‪%1.1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫المكلفة بالشؤون‬
‫العامة والحكامة‬
‫وزارة التجهيز‬
‫‪%1.1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬
‫والنقل‬
‫وزارة التعمير‬
‫‪%1.1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫و إعداد التراب‬
‫الوطني‬
‫وزارة السكنى‬
‫‪%1.1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬
‫وسياسة المدينة‬
‫وزارة التربية‬
‫‪0.8%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الوطنية‬
‫والتكوين المهني‬
‫‪15‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫قوانين‬ ‫عدد القوانين‬


‫قوانين معدلة‬ ‫القطاع الحكومي‬
‫العامة‬ ‫مؤسسة‬ ‫المصادق عليها‬

‫وزارة التعليم‬
‫العالي والبحث‬
‫‪0.8%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫العلمي و تكوين‬
‫األطر‬
‫لوزارة المنتدبة‬
‫‪0.5%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫المكلفة بإدارة‬
‫الدفاع الوطني‬
‫وزارة الصناعة‬
‫‪0.5%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫التقليدية و االقتصاد‬
‫االجتماعي‬
‫الوزارة المنتدبة‬
‫المكلفة بالمغاربة‬
‫‪0.5%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫المقيمين بالخارج‬
‫و شؤون الهجرة‬
‫وزارة التضامن‬
‫والمرأة واألسرة‬
‫‪0.5%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫والتنمية‬
‫االجتماعية‬

‫النسبة المئوية‬ ‫قوانين‬ ‫عدد القوانين‬


‫قوانين معدلة‬ ‫القطاع الحكومي‬
‫العامة‬ ‫مؤسسة‬ ‫المصادق عليها‬

‫وزارة الشباب و‬
‫‪0.2%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫الرياضة‬
‫‪0.2%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وزارة الثقافة‬
‫األمانة العامة‬
‫‪0.2%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫للحكومة‬
‫‪ 100%‬دون‬
‫احتساب‬
‫‪ 20‬قانون‬ ‫‪75‬‬ ‫‪284‬‬ ‫‪359‬‬ ‫المجموع العام‬
‫بمبادرة‬
‫برلمانية‬
‫‪16‬‬

‫تثير المعطيات اإلحصائية الوارد أعاله وهي الواردة في حصيلة العمل‬


‫الحكومي داخل البرلمان خالل الوالية التشريعية التاسعة‪ ،‬بعض المالحظات‬
‫يمكن تحديدها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ P‬تباين مجاالت القوانين المصادق عليها إذ يتبين الحضور الالفت‬
‫للمجال االقتصادي والمالي (‪ 45‬قانون تهم قطاع المالية و‪ 16‬تهم‬
‫قطاع الطاقة و‪ 11‬همت قطاع الصناعة والتجارة‪ )...‬وهو مايفسر البعد‬
‫االقتصادي في التشريعات المصادق عليها؛‬
‫‪ P‬حضور وازن لمشاريع القوانين التي تقدمت بها وزارة الداخلية وذلك‬
‫راجع باألساس إلى تزامن هذه الوالية مع تنظيم عدة استشارات انتخابية‬
‫همت انتخاب أعضاء الغرف المهنية وممثلي الموظفين والنقابات في‬
‫مجلس المستشارين فضال عن اجراء تعديالت جوهرية همت الجماعات‬
‫الترابية وانتخاب أعضاء مجالسها‪ ،‬إضافة إلى مراجعة بعض القوانين‬
‫التي اطرت انتخابات ‪ 7‬أكتوبر ‪ 2016‬التشريعية؛‬
‫‪ P‬لقد كان للمقاربة التشاركية في إعداد مشاريع القوانين الخاصة‬
‫بإصالح منظومة العدالة وكذا األدوار الدستورية الجديدة للمجتمع المدني‬
‫دورا في المصادقة على جملة من القوانين التنظيمية والقوانين العادية‬
‫ذات الصلة بهذين المجالين‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫ت ‪ -‬تـقـيـيـم إنـجــاز الـمـخـطــط الـتـشــريـعـــي‬
‫القوانين المصادق عليها خالل الوالية التشريعية التاسعة‬ ‫مشاريع النصوص التشريعية المقترحة‬
‫بالمخطط التشريعي‬
‫مشاريع‬ ‫نسبة‬ ‫المجموع‬ ‫القوانين‬ ‫القوانين‬ ‫المجموع‬ ‫القوانين‬ ‫القوانين‬ ‫القطاعات الحكومية‬
‫قوانين بقيت‬ ‫االنجاز‬ ‫العادية‬ ‫التنظيمية‬ ‫العادية‬ ‫التنظيمية‬
‫قيد الدرس‬ ‫قطاعيا‬
‫‪0‬‬ ‫‪166%‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫وزارة الداخلية‬
‫‪4‬‬ ‫‪41%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪3‬‬ ‫وزارة العدل و الحريات‬
‫‪0‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وزارة األوقاف و الشؤون‬
‫اإلسالمية‬
‫‪0‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫األمانة العامة للحكومة‬
‫‪0‬‬ ‫‪225%‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وزارة االقتصاد و المالية‬
‫‪0‬‬ ‫‪66%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وزارة السكنى و التعمير و‬
‫سياسة المدينة‬
‫‪1‬‬ ‫‪157%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وزارة الفالحة و الصيد‬
‫البحري‬
‫‪0‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وزارة الفالحة و الصيد‬
‫البحري‬
‫‪1‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وزارة التعليم العالي و البحث‬
‫العلمي وتكوين األطر‬
‫‪2‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وزارة الشباب و الرياضة‬
‫القوانين المصادق عليها خالل الوالية التشريعية التاسعة‬ ‫مشاريع النصوص التشريعية المقترحة‬
‫بالمخطط التشريعي‬
‫مشاريع‬ ‫نسبة‬ ‫المجموع‬ ‫القوانين‬ ‫القوانين‬ ‫المجموع‬ ‫القوانين‬ ‫القوانين‬ ‫القطاعات الحكومية‬
‫قوانين بقيت‬ ‫االنجاز‬ ‫العادية‬ ‫التنظيمية‬ ‫العادية‬ ‫التنظيمية‬
‫قيد الدرس‬ ‫قطاعيا‬
‫‪3‬‬ ‫‪22%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وزارة التجهيز و النقل‬
‫‪6‬‬ ‫‪58%‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وزارة الصحة‬
‫‪1‬‬ ‫‪53%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وزارة االتصال‬
‫وزارة الطاقة والمعادن و‬
‫‪1‬‬ ‫‪114%‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬
‫الماء والبيئة‬
‫وزارة التشغيل و التكوين‬
‫‪3‬‬ ‫‪43%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪1‬‬
‫المهني‬
‫وزارة الصناعة و التجارة و‬
‫‪1‬‬ ‫‪58%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪0‬‬
‫التكنولوجيات الحديثة‬
‫‪0‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وزارة السياحة‬
‫وزارة التضامن و المرأة و‬
‫‪3‬‬ ‫‪33%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬
‫األسرة و التنمية االجتماعية‬
‫‪0‬‬ ‫‪16%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وزارة الثقافة‬
‫‪0‬‬ ‫‪66%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وزارة الصناعة التقليدية‬
‫‪18‬‬
‫‪19‬‬

‫القوانين المصادق عليها خالل الوالية التشريعية التاسعة‬ ‫مشاريع النصوص التشريعية المقترحة‬
‫بالمخطط التشريعي‬
‫مشاريع‬ ‫نسبة‬ ‫المجموع‬ ‫القوانين‬ ‫القوانين‬ ‫المجموع‬ ‫القوانين‬ ‫القوانين‬ ‫القطاعات الحكومية‬
‫قوانين بقيت‬ ‫االنجاز‬ ‫العادية‬ ‫التنظيمية‬ ‫العادية‬ ‫التنظيمية‬
‫قيد الدرس‬ ‫قطاعيا‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الوزارة المكلفة بالعالقات مع‬
‫‪100%‬‬ ‫البرلمان و المجتمع المدني‬
‫‪0‬‬ ‫‪200%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الوزارة المنتدبة المكلفة‬
‫بالمغاربة المقيمين بالخارج‬
‫‪0‬‬ ‫‪57%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الوزارة المنتدبة المكلفة‬
‫بالشؤون العامة و الحكامة‬
‫الوزارة المنتدبة المكلفة‬
‫‪1‬‬ ‫‪114%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بالوظيفة العمومية و‬
‫تحديث اإلدارة‬
‫‪0‬‬ ‫‪66%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫المندوبية السامية للمياه و‬
‫الغابات و محاربة التصحر‬
‫‪0‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫قطاعات وزارية يحددها‬
‫رئيس الحكومة‬
‫‪1‬‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫وزارة الخارجية و التعاون‬
‫‪29‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪195‬‬ ‫‪174‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪243‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫‪76%‬‬ ‫‪162%‬‬
‫‪20‬‬

‫يأتي اعتماد المخطط التشريعي الحكومي في إطار عقلنة العمل الحكومي‬


‫في المجال التشريعي‪ ،‬من خالل تحديد أهم مضامينه والتي توزعت على‬
‫جزئين‪ ،‬يتعلق أولهما بالتدابير التشريعية الواجب تنفيذها عمال بمقتضيات‬
‫الدستور‪ ،‬ويضم هذا الجزء أربعين (‪ )40‬مشروع نص تشريعي‪ ،‬موزعة‬
‫إلى ثالثة عشر (‪ )13‬مشروع قانون تنظيمي‪ ،‬وسبعة وعشرون (‪)27‬‬
‫مشروع نص قانوني‪ ،‬منها عشرة (‪ )10‬نصوص قانونية تخص مؤسسات‬
‫الحكامة‪ ،‬وستة عشر (‪ )16‬نصا قانونيا لمالئمة بعض التشريعات مع أحكام‬
‫الدستور‪ ،‬ومشروع نص قانوني واحد (‪ )01‬يهم ميثاق المرافق العمومية‪.‬‬

‫وتتحدد اإلجراءات التشريعية للجزء الثاني في بلورة نصوص تشريعية‬


‫جديدة أو نصوص تشريعية لمراجعة تشريعات قائمة‪ ،‬ويضم هذا الجزء‬
‫‪ 203‬نصوص قانونية مقترحة من قبل السلطات الحكومية المختصة‪ .‬في‬
‫حين بلغ إجمالي مشاريع النصوص التشريعية التي يقترحها هذا العرض‬
‫التشريعي في ‪ 243‬مشروع نص قانوني‪.‬‬

‫وتميزت الحصيلة العامة لتنفيذ المخطط التشريعي بإنتاجية تشريعية‬


‫إيجابية بلغت ‪ 195‬قانونا بمبادرة حكومية صودق عليها خالل الوالية‬
‫التشريعية التاسعة‪ ،‬أي بنسبة انجاز تمثل ‪ 80%‬من مجموع النصوص‬
‫التشريعية المقترحة بالمخطط التشريعي‪ ،‬دون احتساب مشاريع القوانين‬
‫التي بقيت قيد الدرس بالمؤسسة البرلمانية وعددها ‪ 29‬مشروع قانون (‪13‬‬
‫مشروع قانون بمجلس النواب‪ ،‬و‪ 16‬مشروع قانون بمجلس المستشارين)‪.‬‬

‫وتعد المصادقة على ‪ 21‬قانونا تنظيميا خالل الوالية التشريعية التاسعة‬


‫إنجازا تشريعيا غير مسبوق في تاريخ الممارسة التشريعية للبرلمان‬
‫المغربي‪ ،‬مقارنة بالواليات التشريعية السابقة‪ ،‬وتحديدا الوالية التشريعية‬
‫الثالثة التي عرفت المصادقة على ‪ 10‬قوانين تنظيمية (منها ‪ 04‬قوانين‬
‫تنظيمية مؤسسة)‪ ،‬متبوعة بالوالية التشريعية الثامنة ب ‪ 09‬قوانين‬
‫التنظيمية‪ .‬ويستنتج أن القوانين التنظيمية المصادق عليها خالل الوالية‬
‫التشريعية التاسعة تضاعف عددها مقارنة بالواليات التشريعية الثالثة‪.‬‬

‫أما الشق الثاني من العرض التشريعي للمخطط التشريعي والمتعلق‬


‫بالنصوص لتشريعية الجديدة أو النصوص التشريعية الرامية لمراجعة‬
‫نصوص تشريعية قائمة‪ ،‬فقد سجل اإلنتاج التشريعي للوالية التشريعية‬
‫التاسعة التصديق على ‪ 174‬قانونا أي بنسبة ‪ 89%‬من مجموع القوانين‬
‫المصادق عليها‪ ،‬منها ‪ 110‬قانونا مؤسسا‪ ،‬و ‪ 64‬قانونا معدال‪ .‬وتمثل هذه‬
‫اإلنتاجية التشريعية نسبة انجاز تمثل ‪ 76%‬من مجموع النصوص التشريعية‬
‫المقترحة بالمخطط التشريعي‪ .‬مع اإلشارة إلى ‪ 29‬مشروع قانون ال تزال‬
‫قيد الدراسة بالبرلمان‪ ،‬و يحتمل تثبيتها خالل الوالية التشريعية العاشرة ‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫أما استجابة القطاعات الحكومية للعرض التشريعي‪ ،‬فقد تفاوتت بحسب‬


‫القطاعات الحكومية اعتبارا لما اقترحه المخطط التشريعي‪ ،‬حيث حققت‬
‫‪ 07‬قطاعات حكومية نسبة انجاز فاقت ضعف ما كان مقترحا بالمخطط‬
‫التشريعي‪ ،‬ويهم األمر قطاع االقتصاد والمالية ب ‪ 45‬قانونا مصادق عليه‪،‬‬
‫مقابل ‪ 20‬مشروع نص قانوني مقترح بالعرض التشريعي‪ ،‬وهو ما يمثل‬
‫نسبة انجاز بلغت ‪ .225%‬متبوعا بقطاع المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون‬
‫الهجرة بقانونين ‪ 02‬مصادق عليهما‪ ،‬مقابل مشروع نص قانوني واحد‬
‫‪ 01‬مقترح بالعرض التشريعي‪ ،‬وهو ما يمثل نسبة انجاز بلغت ‪. 200%‬‬
‫وصادق قطاع الداخلية على ‪ 20‬قانونا‪ ،‬مقابل ‪ 10‬مشاريع نصوص قانونية‬
‫مقترحة بالعرض التشريعي‪ ،‬وهو ما يمثل نسبة انجاز بلغت ‪ .116%‬وتابع‬
‫قطاع الفالحة والصيد البحري هذا المنحى التصاعدي بالمصادقة على ‪11‬‬
‫قانونا‪ ،‬مقابل ‪ 07‬مشاريع نصوص قانونية مقترحة بالعرض التشريعي‪ ،‬وهو‬
‫ما يمثل نسبة انجاز بلغت ‪ .157%‬وصادق قطاع الطاقة والمعادن والماء‬
‫والبيئة على ‪ 16‬قانونا‪ ،‬مقابل ‪ 14‬مشروع نص قانوني مقترح بالعرض‬
‫التشريعي‪ ،‬وهو ما يمثل نسبة انجاز بلغت ‪ .114%‬وكرس قطاع الوظيفة‬
‫العمومية وتحديث اإلدارة نفس المنحى التصاعدي‪ ،‬حيث صادق على ‪08‬‬
‫قوانين‪ ،‬مقابل ‪ 07‬مشاريع نصوص قانونية مقترحة بالعرض التشريعي‪،‬‬
‫وهو ما يمثل نسبة انجاز بلغت ‪ .114%‬أما قطاع العالقات مع البرلمان‬
‫والمجتمع المدني‪ ،‬فقد استجاب للعرض التشريعي بالتصديق على ‪ 06‬قوانين‬
‫مقترحة بالمخطط التشريعي ‪.‬‬

‫أما القطاعات الحكومية ‪ 18‬الواردة بالمخطط التشريعي‪ ،‬فقد سجلت‬


‫نسب إنجاز تراوحت بين ‪ 16%‬في الحد األدنى (قطاع الثقافة)‪ ،‬و ‪ 80%‬في‬
‫الحد األقصى (قطاع السياحة)‪ ،‬دون إغفال مشاريع النصوص القانونية (‪29‬‬
‫مشروع قانون) التي ال تزال قيد الدرس وفق المسطرة التشريعية ‪.‬‬

‫أما الطابع االستثنائي لحصيلة الوالية التشريعية التاسعة في عالقتها‬


‫بالمخطط التشريعي‪ ،‬فتتحدد من خالل نسبة االنجاز التي بلغت ‪80%‬‬
‫من مجموع النصوص التشريعية المقترحة بالمخطط التشريعي‪ ،‬وإنتاجية‬
‫تشريعية بلغت ‪ 195‬قانونا (‪ 64%‬قوانين مؤسسة‪ ،‬و‪ 36%‬قوانين معدلة)‪،‬‬
‫مما يفوق أو يضاعف اإلنتاجية التشريعية للواليات التشريعية السابقة ‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫خــاتــمـــة‬

‫لقد ساهمت عدة عوامل في جعل الوالية التشريعية من أهم الواليات‬


‫التشريعية في تاريخ البرلمان والحكومة المغربيين‪ ،‬إذ أن الطابع التأسيسي‬
‫للوالية باعتبارها أعقبت المصادقة على دستورجديد‪ ،‬ومنح صالحيات‬
‫تشريعية واضحة للحكومة من خالل إلزامها بمقتضى الفص ‪ 86‬من الدستور‬
‫بإحالة مشاريع القوانين التنظيمة الواردة فيه خالل هذه الوالية تبرر الحصيلة‬
‫الكمية إيجابية التي تم تحقيقها‪ .‬إال أنه في المقابل استمر ضعف تبني المبادرة‬
‫البرلمانية بالرغم من التدابير التي تضمنها الدستور والمتمثلة أساسا في‬
‫تخصيص جلسة كل شهر لدراسة مقترحات القوانين بما فيها تلك التي تقدمها‬
‫المعارضة‪ .‬وهو مايجد تفسيره في منح األسبقية لمشاريع القوانين التي تقدمها‬
‫الحكمومة خاصة وأنها أصبحت مؤطرة بالمخطط التشريعي ‪.‬‬

‫وماتجدر اإلشارة إليه أيضا هو عدم تأثير الثنائية البرلمانية على الزمن‬
‫التشريعي‪ ،‬فبالرغم من حدة الصراع السياسي الدي طبع عالقة الحكومة‬
‫بفرق المعارضة بمجلس المستشارين و التي كانت تشكل األعلبية العددية فيه‬
‫إلى حين انتخاب مجلس جديد خالل أكتوبر ‪ ،2015‬لم توثر بشكل كلبير على‬
‫المدة التي تستغرقها النصوص القانونية المعروضة عليه من أجل الدراسة و‬
‫التصويت‪ .‬فالمتوسط الحسابي للمدة الزمنية المستغرقة في الدراسة ما بين‬
‫اإلحالة والمصادقة بمجلس النواب بلغت ‪ 122‬يوما في حين أنها لم تتجاوز‬
‫‪ 85‬يوما بمجلس المستشارين‪ ،‬لتبلغ المدة الزمنية للدراسة ما بين اإلحالة‬
‫والمصادقة على مستوى البرلمان ‪ 207‬يوما‪ .‬وهي مدة يجب أن تحظى‬
‫باهتمام أعضاء البرلمان المنتخبين خالل الواليةالتشريعية العاشرة من‬
‫خالل تضمين النظاميين الداخليين لمجلسي البرلمان مقتضيات ترشد الزمن‬
‫التشريعي المستغرق مابين اإلحالة و التصويت وخاصة الفترة الزمنية التي‬
‫يستغرقها مناقشة مشروع قانون المالية بالرغم من المقتضيات التي يتضمنها‬
‫القانون التنظيمي للمالية‪ .‬بينما يستغرق المتوسط الحسابي للمدة الزمنية‬
‫المستغرقة للنشر بالجريدة الرسمية ‪ 40‬يوما‪.‬‬

‫إذا كانت الوالية التشريعية التاسعة والية تأسيسة بالنظر لهيمنة تفعيل‬
‫الوثيقة الدستورية‪ ،‬فإن الوالية التشريعية العاشرة ستعرف ظهور رهانات‬
‫أخرى وخاصة الطلب المتزايد على جودة التشريعات وفعاليتها في إيجاد‬
‫األجوبة القانونية عن مختلف المشاكل التي تواجه المواطنين فضال عن‬
‫تعزيز مصداقية البرلمان عبر عقلنة تدبيره وحكامة المجهودات والموارد‬
‫المخصصة له‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫األداء الرقابي وتقييم السياسات العمومية‬

‫يهدف هذا العمل إلى إلقاء الضوء على سلطة البرلمان في مجال مراقبة‬
‫عمل الحكومة‪ ،‬خالل الوالية التشريعية التاسعة ما بين ‪ 2011‬و‪ ،2016‬في‬
‫محاولة لكشف أهم مالمح تلك المراقبة‪ .‬ذلك أن الوثيقة الدستورية أعطت‬
‫صالحيات مهمة للبرلمان بعالقة مع مسألة المراقبة‪ ،‬كاألسئلة وملتمس‬
‫الرقابة والطعن في دستورية القوانين العادية ومناقشة مشروع القانون المالي‬
‫وقانون التصفية ولجان تقصي الحقائق وتقييم السياسات العمومية‪.‬‬

‫وبالتالي فإن الوقوف على أداء البرلمان في مراقبته للعمل الحكومي‬


‫سيستند باألساس على حصيلة المراقبة خالل الوالية التشريعية التاسعة‪،‬‬
‫وكذلك وجب التذكير أن الرقابة البرلمانية هي أحد أهم آليات األنظمة‬
‫الديمقراطية خصوصا البرلمانية أو شبه البرلمانية‪ ،‬إذ أن الرقابة البرلمانية‬
‫تهدف إلى تحقيق مجموعة من المسائل كـ ‪:‬‬
‫‪ -‬كشف سلوك الحكومة التعسفي أو غير الشرعي أو غير الدستوري؛‬
‫‪ -‬حماية حقوق وحريات المواطنين؛‬
‫‪ -‬إجبار الحكومة على تقديم حساب حول طريقة استخدام األموال العامة‪،‬‬
‫والذي من شأنه الكشف عن التبذير الذي يمكن أن يقع داخل اإلدارات‬
‫والهيئات العامة‪ ،‬وبالتالي تحسين طريقة التدبير؛‬
‫‪ -‬التحقق من مدى تنفيذ السياسات المعلنة من طرف الحكومة والموافق‬
‫عليها من لدن البرلمان؛‬
‫‪ -‬إضفاء طابع الشفافية على عمل الحكومة‪.‬‬

‫استنادا إلى ما سبق سيركز هذا التقرير على حصيلة المراقبة البرلمانية‬
‫للعمل الحكومي من خالل المحاور التالية‪:‬‬
‫‪ -‬األسئلة الشفهية؛‬
‫‪ -‬األسئلة الكتابية؛‬
‫‪ -‬الجلسات الشهرية المخصصة ألجوبة رئيس الحكومة على األسئلة‬
‫المتعلقة بالسياسات العامة؛‬
‫‪ -‬الطلبات المتعلقة بالمهام االستطالعية؛‬
‫‪ -‬الطلبات المتعلقة بالزيارات الميدانية‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫أوال‪ :‬األسئلة‬
‫األسئلة البرلمانية هي أداة لمراقبة العمل الحكومي‪ ،‬ولها أهمية كبيرة‬
‫إذ تمكن من متابعة مدى تنفيذ الحكومة لسياساتها‪ ،‬وذلك بمطالبتها بتقديم‬
‫الحساب بعالقة مع مختلف القطاعات‪.‬‬
‫تمكن هذه األداة مجلسي البرلمان من الوقوف على مدة التزام الحكومة‬
‫بتنفيذ برنامجها وإيقاع ذلك التنفيذ‪.‬‬
‫كذلك هي فرصة بالنسبة للمواطنين لمشاهدة جلسات األسئلة الشفوية عبر‬
‫القنوات العمومية وبالتالي معرفة مدى تطبيق السياسات المعلنة‪.‬‬
‫في هذا السياق تجدر اإلشارة إلى أن الوثيقة الدستورية لسنة ‪ 2011‬قد‬
‫أحدثت آليتين جديدتين؛ اآللية األولى خاصة بجلسات المسائلة الشهرية‬
‫حول السياسات العامة‪ ،‬أما اآللية الثانية فهي متعلقة بالجلسة السنوية التي من‬
‫خاللها تقدم الحكومة حصيلتها المرحلية‪ ،‬ورئيس الحكومة هو الذي يتولى‬
‫تقديم األجوبة عن األسئلة المقدمة‪.‬‬
‫‪ - 1‬األسئلة الشفهية‬
‫‪ P‬على مستوى مجلس النواب‪ ،‬كان عدد األسئلة المطروحة هو ‪،9583‬‬
‫فيما كانت األسئلة المجاب عنها بعدد ‪ ،3328‬والتالي لم يكن هناك تجاوب‬
‫معقول للحكومة مع األسئلة المطروحة من طرف النواب‪.‬‬
‫إذ أن عدد األسئلة المتبقية كان ‪ 5861‬سؤاال‪ ،‬مع عدم احتساب األسئلة‬
‫المسحوبة ‪ 207‬واألسئلة المحولة ‪ 187‬سؤاال‪.‬‬
‫‪ P‬أما فيما يخص مجلس المستشارين‪ ،‬فقد كان عدد األسئلة الشفهية‬
‫المطروحة أقل بكثير من مجلس النواب‪ ،‬أي ‪ 3512‬سؤاال‪ ،‬فيما كان عدد‬
‫األسئلة المجاب عنها ‪ ،2351‬وبالتالي يالحظ تجاوب أكبر للحكومة تجاه أسئلة‬
‫أعضاء مجلس المستشارين مقارنة بعالقتها تجاه أسئلة أعضاء مجلس النواب‪.‬‬
‫األسئلة المسحوبة كانت ‪ 176‬سؤاال‪ ،‬أما األسئلة المتبقاة فهي بعدد ‪ 985‬سؤاال‪.‬‬
‫مـجـلـس الـمـسـتـشـاريــن‬ ‫مـجـلـس الـنـواب‬
‫األسـئـلــة الـشـفـهـيــة‬ ‫األسـئـلــة الـشـفـهـيــة‬
‫األسئلة المطروحة ‪3512‬‬ ‫‪9853‬‬ ‫األسئلة المطروحة‬
‫األسئلة المجاب عنها ‪2351‬‬ ‫األسئلة المجاب عنها ‪3328‬‬
‫األسئلة المسحوبــة ‪176‬‬ ‫األسئلة المسحوبــة ‪207‬‬
‫‪--‬‬ ‫األسئلة المحولــة‬ ‫‪187‬‬ ‫األسئلة المحولــة‬
‫‪985‬‬ ‫األسئلة المتبقية‬ ‫‪5861‬‬ ‫األسئلةالمتبقية‬
‫المصدر ‪ :‬الوزارة المكلفة بالعالقة مع البرلمان والمجتمع المدني‬
‫‪25‬‬

‫أما فيما يخص مضمون األسئلة‪ ،‬أو القطاعات التي تلقت أكبر عدد من‬
‫األسئلة الشفهية في مجلس النواب نذكر الوزارات التالية‪:‬‬
‫• وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك ‪ 243‬سؤاال؛‬
‫• وزارة الداخلية ‪ 241‬سؤاال؛‬
‫• وزارة الصحة ‪ 241‬سؤاال؛‬
‫• وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ‪ 157‬سؤاال؛‬
‫• وزارة الفالحة والصيد البحري ‪ 151‬سؤاال؛‬
‫• وزارة العدل والحريات ‪ 150‬سؤاال؛‬
‫• وزارة االقتصاد والمالية ‪ 145‬سؤاال‪.‬‬
‫يالحظ انطالقا من هذه األرقام‪ ،‬أن الوزارات التي استأثرت بأكبر عدد‬
‫من األسئلة الشفهية وبالتالي باهتمام أعضاء مجلس النواب هي الوزارات‬
‫التي لها طابع سياسي واجتماعي واقتصادي مباشر‪ ،‬أي قطاعات تهم حياة‬
‫المواطن بشكل ملموس ومباشر‪ ،‬نتحدث هنا عن التعليم والصحة‪ ،‬عن‬
‫الحريات والسلطة‪ ،‬عن االقتصاد ومناصب المالية إلخ‪ ...‬وهو أمر جد‬
‫منطقي ومعقول‪.‬‬

‫أما القطاعات التي لم تالقي اهتماما كبيرا على مستوى األسئلة الشفهية‪،‬‬
‫نذكر منها ‪:‬‬
‫• الوزارة المنتدبة المكلفة بالمقاوالت الصغرى وإدماج القطاع غير‬
‫المنظم ‪ 04‬أسئلة؛‬
‫• الوزارة المنتدبة المكلفة بالتجارة الخارجية ‪ 08‬أسئلة؛‬
‫• الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة ‪ 09‬أسئلة؛‬
‫• وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني ‪ 23‬سؤاال‪.‬‬
‫بالنسبة لألسئلة الشفهية في مجلس المستشارين‪ ،‬يمكن القول أنه لم‬
‫يختلف عن مجلس النواب‪ ،‬ذلك أن الوزارات أو القطاعات التي تلقت‬
‫أكبر قدر من األسئلة هي القطاعات الحساسة والتي تحظى بأهمية سياسية‬
‫واقتصادية واجتماعية بالغة كـ ‪:‬‬
‫• وزارة الصحة ‪ 234‬سؤاال؛‬
‫• وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك ‪ 175‬سؤاال؛‬
‫• وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ‪ 172‬سؤاال؛‬
‫• وزارة الداخلية ‪ 134‬سؤاال؛‬
‫• وزارة االقتصاد والمالية ‪ 126‬سؤاال‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫أما القطاعات األقل تلقيا ألسئلة شفهية في مجلس المستشارين فهي كالتالي‪:‬‬
‫• الوزارة المنتدبة المكلفة بالمقاوالت الصغرى وإدماج القطاع غير‬
‫المنظم ‪ 07‬أسئلة‪.‬‬
‫• الوزارة المنتدبة المكلفة بالتجارة الخارجية ‪ 21‬سؤاال؛‬
‫• وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ‪ 29‬سؤاال؛‬
‫• وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني ‪ 29‬سؤاال؛‬
‫• الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة ‪ 29‬سؤاال؛‬
‫• الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء ‪ 33‬سؤاال‪.‬‬
‫‪ - 2‬األسئلة الكتابية‬
‫بعالقة مع مجلس النواب‪ ،‬كان عدد األسئلة الكتابية المطروحة ‪23077‬‬
‫سؤاال‪ ،‬أما عدد األسئلة المجاب عنها هو ‪ ،18735‬وبالتالي فإن األسئلة‬
‫المتبقية عددها ‪ ،4322‬هذا دون احتساب األسئلة المسحوبة والتي وصلت‬
‫إلى ‪ 20‬سؤاال‪.‬‬
‫أما على مستوى مجلس المستشارين‪ ،‬فقد كان عدد األسئلة الكتابية‬
‫المطروحة أقل بكثير من مجلس النواب حيث لم تتعدى ‪ 651‬سؤاال‪ ،‬أجيب‬
‫عن ‪ 601‬منها وبالتالي كانت األسئلة المتبقاة ‪ 50‬سؤاال‪.‬‬
‫مـجـلـس الـمـسـتـشـاريــن‬ ‫مـجـلـس الـنـواب‬
‫األسـئـلــة الـشـفـهـيــة‬ ‫األسـئـلــة الـشـفـهـيــة‬
‫األسئلة المطروحة ‪651‬‬ ‫األسئلة المطروحة ‪23077‬‬
‫األسئلة المجاب عنها ‪601‬‬ ‫األسئلة المجاب عنها ‪18735‬‬
‫‪--‬‬ ‫األسئلة المسحوبــة‬ ‫األسئلة المسحوبــة ‪20‬‬
‫‪50‬‬ ‫األسئلةالمتبقية‬ ‫‪4322‬‬ ‫األسئلة المتبقية‬
‫المصدر ‪ :‬الوزارة المكلفة بالعالقة مع البرلمان والمجتمع المدني‪.‬‬

‫أما من ناحية مضمون األسئلة الكتابية في مجلس النواب‪ ،‬أي القطاعات‬


‫التي كانت أكثر عرضة للمساءلة نجد‪:‬‬
‫• وزارة الصحة ‪ 2006‬سؤاال؛‬
‫• وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ‪ 1994‬سؤاال؛‬
‫• وزارة الداخلية ‪ 1663‬سؤاال؛‬
‫• وزارة النقل ‪1548‬سؤاال‪.‬‬
‫يالحظ إذن أنها نفس القطاعات التي استأثرت بالنسبة األكبر من األسئلة‬
‫الشفهية‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫أما القطاعات التي تلقت أقل عدد من األسئلة فهي كالتالي‪:‬‬


‫‪ -‬الوزارة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين‬
‫األطر ‪ 04‬أسئلة؛‬
‫‪ -‬الوزارة المنتدبة المكلف بالمقاوالت الصغرى والقطاع غير المنظم ‪12‬‬
‫سؤاال؛‬
‫‪ -‬الوزارة المنتدبة المكلفة بالتجارة الخارجية ‪ 19‬سؤاال‪.‬‬

‫من جهة أخرى كان النصيب األكبر من األسئلة الكتابية في مجلس‬


‫المستشارين يخص القطاعات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ‪ 88‬سؤاال؛‬
‫‪ -‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين األطر ‪ 60‬سؤاال؛‬
‫‪ -‬وزارة الصحة ‪ 103‬أسئلة؛‬
‫‪ -‬وزارة الداخلية ‪ 50‬سؤاال؛‬
‫‪ -‬وزارة التضامن والمرأة واألسرة والتنمية االجتماعية ‪ 50‬سؤاال‪.‬‬

‫أما القطاعات التي تلقت أقل عدد من األسئلة الكتابية في مجلس‬


‫المستشارين فهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬وزارة الصناعة التقليدية واالقتصاد االجتماعي والتضامني ‪ :‬سؤال‬
‫واحد؛‬
‫‪ -‬الوزارة المنتدبة المكلفة بالوظيفة العمومية وتحديثاإلدارة‪ :‬سؤاالن؛‬
‫‪ -‬الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون‬
‫الهجرة‪ 3 :‬أسئلة؛‬
‫‪ -‬الوزارة المنتدبة المكلفة بالنقل ‪ 04‬أسئلة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجلسات الشهرية أمام البرلمان لمناقشة السياسات العمومية‬
‫يندرج عقد الجلسة الشهرية في سياق تنزيل مقتضيات الدستور‪ ،‬حيث‬
‫تنص الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 100‬من الدستور على أنه «تقدم األجوبة على‬
‫األسئلة المتعلقة بالسياسة العامة من قبل رئيس الحكومة‪ ،‬وتخصص لهذه‬
‫األسئلة جلسة واحدة كل شهر‪ ،».....‬كما تنعقد هذه الجلسة تطبيقا ألحكام‬
‫المادتين ‪ 157‬و‪ 160‬من النظام الداخلي للمجلس‪ .‬كذلك فإن انعقاد هذه‬
‫الجلسة هو من ضمن المستجدات الهادفة إلى تعزيز أعمال المجلس‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫‪ )1‬الجلسات الشهرية بمجلس النواب‬


‫خالل الوالية التشريعية التاسعة‪ ،‬انعقدت ‪ 24‬جلسة شهرية في مجلس‬
‫النواب‪ ،‬وكان عدد األسئلة المطروحة ‪ ،102‬فيما كان الحيز الزمني ‪45‬‬
‫ساعة و‪ 59‬دقيقة‪.‬‬

‫تميزت السنة التشريعية األولى بانعقاد أقل عدد من الجلسات‪ ،‬التي كانت‬
‫ثالث جلسات‪ ،‬ومن أهم المواضيع التي تطرقت إليه هذه الجلسات نذكر‪:‬‬
‫• محاربة اقتصاد الريع؛‬
‫• تنفيذ التزامات الحكومة فيما يخص المخطط التشريعي؛‬
‫• اآلثار واالنعكاسات الناجمة عن الزيادة في المحروقات؛‬
‫• الوضعية االقتصادية والمالية في المغرب‪.‬‬

‫بالنسبة للسنة التشريعية الثانية فقد شهدت تزايدا في عدد الجلسات‬


‫الشهرية‪ ،‬إذ انعقدت سبع جلسات تمحورت حول القضايا التالية‪:‬‬
‫• التراجعات في مجال الحريات؛‬
‫• البعد االجتماعي التضامني في سياسة الحكومة؛‬
‫• اإلدارة المغربية وخدمة المواطن؛‬
‫• أوضاع الجالية المغربية بالخارج؛‬
‫• قضية الوحدة الترابية؛‬
‫• السياسة الخارجية‪.‬‬

‫من جهتها تميزت السنة التشريعية الثالثة بانعقاد أربع جلسات‪ ،‬تطرقت‬
‫إلى مجموعة من القضايا أهمها‪:‬‬
‫• إصالح وتأهيل القطاع المالي؛‬
‫• انعكاسات تجميد الحوار االجتماعي؛‬
‫• السياسة العامة بخصوص مشروع الجهوية المتقدمة؛‬
‫• السياسة العمومية المتبعة إلصالح اإلدارة والمرافق العمومية ومحاربة الفساد‪.‬‬

‫أما السنة التشريعية الرابعة فقد عرفت إنعقاد ‪ 6‬جلسات ‪:‬‬


‫• إصالح نظام المقاصة؛‬
‫• التنزيل الدستوري بخصوص اللغة األمازيغية؛‬
‫• السياسة التعليمية؛‬
‫‪29‬‬

‫• تماطل الحكومة في تقديم مشاريع القوانين التنظيمية االنتخابية؛‬


‫• تعثر الحوار مع المركزيات النقابية؛‬
‫• إصالح صندوق التقاعد؛‬
‫• التهرب الضريبي؛‬
‫• ضعف اإلنتاج التشريعي؛‬
‫• زراعة الكيف‪.‬‬
‫من جهتها تميزت السنة التشريعية الخامسة بانعقاد ‪ 4‬جلسات كانت أهم‬
‫محاورها‪:‬‬
‫• إصالح أنظمة التقاعد؛‬
‫• األمن المائي؛‬
‫• السياسة الحكومية إلنعاش االستثمار؛‬
‫• سياسة األجور؛‬
‫• واقع الصحة وسبل االرتقاء به؛‬
‫• فشل إصالح التعليم العمومي‪.‬‬
‫أما بالنسبة للجلسات الشهرية في مجلس المستشارين‪ ،‬فقد كانت أقل‬
‫نسبيا من مجلس النواب‪ ،‬إذ تم انعقاد ‪ 20‬جلسة‪ ،‬طرح خاللها ‪ 201‬سؤاال‬
‫واستغرقت ‪ 50‬ساعة و‪ 28‬دقيقة أي أن الحيز الزمني فاق ذلك المتعلق‬
‫بمجلس النواب‪.‬‬
‫شهدت السنة التشريعية األولى انعقاد جلستين كانت أهم مواضيعها ‪:‬‬
‫‪ -‬محاربة الرشوة وتخليق الحياة العامة؛‬
‫‪ -‬االستحقاقات االنتخابية؛‬
‫‪ -‬أهداف األلفية للتنمية‪ :‬الحصيلة واآلفاق‪.‬‬
‫أما السنة التشريعية الثانية فقد تميزت بانعقاد سبع جلسات خصصت‬
‫للمواضيع التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬النقل؛‬
‫‪ -‬األمن الغذائي؛‬
‫‪ -‬التقاعد ومحدودية التغطية؛‬
‫‪ -‬السياسة العقارية‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬عرفت السنة التشريعية الثالثة انعقاد خمس جلسات‬
‫تطرقت إلى المسألة االجتماعية في البرامج والسياسات الحكومية‪ ،‬والسياسة‬
‫الحكومية في مجال التشغيل وتدبير مجال الماء والطاقة‪ ،‬وقضايا المرأة في‬
‫برامج وسياسات الحكومة‪.‬‬
‫شهدت السنة التشريعية الرابعة انعقاد جلستين فقط‪ ،‬تم التطرق فيهما إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬إشكاالت االستثمار؛‬
‫‪ -‬اتفاقيات التبادل الحر؛‬
‫‪ -‬وضعية ساكنة العالم القروي؛‬
‫‪ -‬السياسة العمومية للحكومة في القطاع الفالحي‪.‬‬

‫أما بالسنة التشريعية األخيرة‪ ،‬فقد شهدت ارتفاعا لعدد الجلسات مقارنة‬
‫بالسابقة‪ ،‬إذ تم تعداد ‪ 4‬جلسات كانت أهم محاورها ‪:‬‬
‫‪ -‬حصيلة الحكومة في السياسات االجتماعية؛‬
‫‪ -‬السياسة الطاقية؛‬
‫‪ -‬الحوار االجتماعي؛‬
‫‪ -‬آفاق إصالح قطاع التربية والتكوين المهني‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الجلسة السنوية لمناقشة السياسات العمومية‬
‫بخصوص الجلسة السنوية لمناقشة السياسات العمومية‪ ،‬نشير إلى أن‬
‫الفصل ‪ 101‬من الدستور نص في فقرته الثانية على مايلي‪« :‬تخصص جلسة‬
‫سنوية من قبل البرلمان لمناقشة السياسات العمومية وتقييمها» الهدف من‬
‫ذلك هو التعرف على نتائج السياسات والبرامج العمومية‪ ،‬وقياس تأثيرها‬
‫على الفئات والشرائح المعنية‪ ،‬ومدى تحقيقها األهداف المعلنة وتحديد‬
‫العوامل التي أدت إلى بلوغ هذه النتائج‪.‬‬

‫في هذا السياق نشير إلى انعقاد جلسات عمومية سنوية سواء في مجلس‬
‫المستشارين أو مجلس النواب‪ ،‬بالنسبة لألول فقد عرف انعقاد جلسة سنوية‬
‫أولى خصصت لمناقشة السياسة العمومية السنوية‪ ،‬فيما خصصت جلستين‬
‫لمناقشة التقريرين المقدمان أمام مجلسي البرلمان من طرف الرئيس األول‬
‫للمجلس األعلى للحسابات حول أعمال المجلس برسم سنة ‪ ،2013‬ومن لدن‬
‫رئيس المجلس الوطني لحقوق اإلنسان حول أعمال المجلس خالل الفترة‬
‫الممتدة من مارس ‪ 2011‬إلى غاية متم ‪.2012‬‬
‫‪31‬‬

‫كما عقد مجلس المستشارين يوم ‪ 05‬غشت ‪ 2016‬جلسة سنوية‬


‫خصصت لمناقشة وتقييم المخططات االستراتيجية للمغرب األخضر‪،‬‬
‫والمغرب األزرق‪ ،‬واإلقالع الصناعي والمغرب الرقمي والطاقات‬
‫المتجددة‪...‬‬

‫من جهته‪ ،‬خصص مجلس النواب جلسة عامة لمناقشة تقرير المجلس‬
‫األعلى للحسابات‪ ،‬وهي جلسة مشتركة للمجلسين يوم ‪ 04‬ماي ‪.2016‬‬
‫كما عقد مجلس النواب يوم ‪ 03‬غشت ‪ 2016‬أول جلسة سنوية لمناقشة‬
‫وتقييم السياسات العمومية‪ ،‬خصصت لمجال التنمية القروية من خالل‬
‫برنامج الكهربة القروية الشمولية والبرنامج الوطني لتزويد العالم القروي‬
‫بالماء الصالح للشرب‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الطلبات المتعلقة بالمهام االستطالعية والزيارات الميدانية‬
‫بموجب المادة ‪ 63‬من القانون الداخلي لمجلس النواب والمادة ‪ 67‬من‬
‫القانون الداخلي لمجلس المستشارين تحدث اللجان االستطالعية‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫القيام بمهمة استطالعية مؤقتة بشأن شروط تطبيق أحد النصوص التشريعية‬
‫أو موضوع يثير اهتمام المجتمع أو أحد أنشطة الحكومة واإلدارات‬
‫والمؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬ويتولى أعضاء اللجان االستطالعية‬
‫إعداد تقرير عن المهمة االستطالعية من أجل عرضه على اللجنة المعنية‬
‫ومكتب المجلس الذي يملك سلطة إحالته على الجلسة العامة من عدمه‪.‬‬
‫بالنسبة للطلبات المتعلقة بالمهام االستطالعية في مجلس النواب خالل‬
‫الوالية التشريعية التاسعة‪ ،‬فقد كان عددها ‪ 20‬طلبا‪ ،‬تم القيام بالزيارة‬
‫االستطالعية في ‪ 12‬منها‪ ،‬فيما أجلت الزيارات أو لم تبرمج في ‪ 8‬طلبات‬
‫متبقية‪.‬‬
‫المهام االستطالعية كانت متنوعة‪ ،‬نذكر من بينها ‪:‬‬
‫‪ -‬مهمة استطالعية مؤقتة لسجن عكاشة بالدار البيضاء؛‬
‫‪ -‬مهمة استطالعية حول التدبير المفوض‪ ،‬ريضال نموذجا؛‬
‫‪ -‬مهمة استطالعية إلقليم الحسيمة للوقوف على مخلفات األحداث‬
‫الخطيرة؛‬
‫‪ -‬مهمة استطالعية لورش أشغال توسعة مطار مراكش المنارة؛‬
‫‪ -‬مهمة استطالعية مؤقتة لمطار محمد الخامس للوقوف على البنية‬
‫التحتية والمرافق والخدمات المقدمة؛‬
‫‪ -‬مهمة استطالعية للوقوف على مدى تقدم برنامج الحفاظ على شجر‬
‫البلوط الفليني بالمعمورة‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫أما بخصوص طلبات الزيارات الميدانية المقدمة في جلس المستشارين‬


‫فقد وصلت إلى ‪ 09‬طلبات‪ ،‬تمت االستجابة فيها إلى خمس طلبات وهي‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬زيارة ميدانية إلى ورش األشغال بمطار سايس ومرافق أخرى‬
‫(‪)14/02/08‬؛‬
‫‪ -‬زيارة ميدانية إلى إقليم خريبكة للوقوف عن قرب على منشآت المكتب‬
‫الشريف للفوسفاط ‪ 14‬و‪ 15‬ماي ‪2014‬؛‬
‫‪ -‬زيارة ميدانية لورش سد واحة السلطان بإقليم الخميسات ‪24/03/14‬؛‬
‫‪ -‬زيارة ميدانية للقطب المالي للدار البيضاء ‪19/05/14‬؛‬
‫‪ -‬زيارة ميدانية لسد الوحدة بتاونات ‪ 23‬و‪.24/10/14‬‬
‫‪33‬‬

‫خــالصـــة‬

‫حاولنا من خالل هذا التقرير تقديم بعض جوانب المراقبة البرلمانية‬


‫للعمل الحكومي خالل الوالية التشريعية التاسعة‪ ،‬وذلك بالتركيز على‬
‫المعطيات واإلحصائيات المتعلقة بأهم وسائل المراقبة البرلمانية التي أحدثها‬
‫وكرسها دستور ‪ ،2011‬وليس كلها‪ ،‬وذلك بالنظر لعدم توفر كل البيانات‬
‫والمعطيات الرسمية المتعلقة باآلليات األخرى‪.‬‬

‫كذلك نود أن نشير إلى أن البرلمان المغربي مازال يعتمد باألساس‬


‫على آلية األسئلة من أجل مراقبة العمل الحكومي‪ ،‬وبغض النظر عن تنوع‬
‫األسئلة سواء الشفهية أو المكتوبة إال أنها تبقى في إطار المعارضة السياسية‬
‫المحضة التي تتوخى إحراج الحكومة‪ ،‬مما يقلل من فعالية األسئلة‪ ،‬أي نحن‬
‫بصدد إستعمال سياسي لألسئلة‪.‬‬

‫وأخيرا تميزت الوالية التشريعية التاسعة بضعف االستجابة لطلبات القيام‬


‫بمهمات استطالعية أو زيارات ميدانية‪ ،‬مضافة إلى قلة هذه الطلبات من‬
‫األساس‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫األداء في المادة المالية‬

‫تمثل الوظيفة المالية أحد الوظائف الرئيسية التي تضطلع بها المؤسسة‬
‫البرلمانية‪ ،‬فجوهر الحياة الديمقراطية يقوم على فكرة أنه ال يمكن للدولة‬
‫الحصول على أي مورد أو القيام بنفقة إال بموافقة ممثلي األمة‪ .‬فما رسم‬
‫معالم الديمقراطيات باختالف نماذجها قاعدة «ال ضريبة إال بتمثيل»‪ ،‬أي أنه‬
‫ال يمكن فرض الضرائب أو الرفع من أسعارها إال من طرف ممثلي األمة‪،‬‬
‫ليتطور األمر إلى إعطاء البرلمان سلطة الترخيص لتحصيل الموارد وإنجاز‬
‫النفقات‪ .‬وقد سجل تطور في محددات السلطة المالية‪ ،‬وهو ما جعل من هذا‬
‫االختصاص المؤشر لقياس حضور وتأثير هذه المؤسسة داخل األنظمة‬
‫السياسية‪ ،‬بحيث يكفي استعراض االختصاص المنوط بهذه المؤسسة في هذا‬
‫المجال لمعرفة وزنها داخل النسق السياسي ألي دولة‪.‬‬

‫تبعا لذلك سيتم قراءة حصيلة الحكومة في المجال المالي خالل الفترة‬
‫التشريعية ‪ ،2016 2012-‬تتوزع قراءة حصيلة هذه الممارسة خالل هذه‬
‫الفترة على مستويين اثنين‪ :‬يهم المستوى األول حصيلة المؤسسة التشريعية‬
‫في مجال التشريع في المادة المالية‪ ،‬ويرتكز المستوى الثاني على استعراض‬
‫أداء المجلسين على مستوى ممارسة وظيفة الرقابة في نفس المجال‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حصيلة تشريع البرلمان المغربي في المجال المالي‬
‫يتحدد تدخل البرلمان المغربي في التشريع المالي خالل الفترة التشريعية‬
‫‪ 2016 - 2012‬في كل من المصادقة على مشاريع قوانين المالية لسنوات‬
‫‪ 2012‬و‪ 2013‬و‪ 2014‬و‪ 2015‬و‪ ،2016‬والتصويت على العديد من‬
‫االتفاقيات الدولية ذات الطبيعة المالية‪ ،‬والتصويت على مجموعة من‬
‫النصوص التشريعية المؤطرة للمادة المالية‪ .‬والمميز خالل هذه الفترة هو‬
‫إقرار البرلمان لقانون تنظيمي للمالية عرف تعديالت عميقة ومختلفة بشكل‬
‫كبير في الشكل والجوهر على القوانين التنظيمية للمالية المتتالية منذ إقرار‬
‫أول صنف من هذا القانون سنة ‪.1963‬‬
‫‪ - 1‬المصادقة على خمسة مشاريع لقوانين مالية السنة‬
‫تشكل مناقشة مشروع قانون مالية السنة محطة أساسية في الحياة‬
‫البرلمانية‪ .‬فاعتمادا على النصوص الدستورية ومقتضيات القانون التنظيمي‬
‫للمالية والنظام الداخلي لمجلسي البرلمان‪ ،‬والتي تحدد مجال تدخل هذه‬
‫المؤسسة المحكومة في مناقشتها للنصوص التشريعية بنظام العقالنية‬
‫البرلمانية‪ ،‬صادق البرلمان المغربي خالل الفترة ‪ 2016 - 2012‬على‬
‫خمسة مشاريع قوانين مالية السنة‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫كان أول مشروع قانون مالية السنة التي أعدته الحكومة بعد تنصيبها‬
‫بتاريخ ‪ 26‬يناير ‪ 2012‬عقب االنتخابات التشريعية لـ ‪ 25‬نونبر ‪ ،2011‬هو‬
‫مشروع قانون المالية رقم ‪ 22.12‬برسم السنة المالية ‪ .2012‬وأهم مالحظة‬
‫يمكن إبداؤها بخصوص هذا المشروع هو التأخير في المناقشة والتصويت‬
‫على المشروع‪ ،‬فالحكومة لم تقم بتقديمه في جلسة مشتركة أمام المجلسين إال‬
‫بتاريخ ‪ 15‬ماي ‪ .2012‬هذا األمر أثار حفيظة فرق المعارضة التي اعتبرته‬
‫تجاوزا للنصوص القانونية «وهدرا للزمن البرلماني وفرصا ضائعة بالنسبة‬
‫للبالد‪ ،‬مبرزة أن حسن تدبير الوقت يدخل ضمن أسس الحكامة الجيدة»‪ ،‬كما‬
‫نبهت إلى «الصعوبات التي قد تطال تطبيق مقتضيات مشروع قانون المالية‬
‫لسنة ‪ ،2012‬بالنظر إلى إكراهات العطلة الصيفية وشهر رمضان‪ ،‬هذا‬
‫بغض النظر عما يتطلبه ضبط المساطر وإصالح نظام الصفقات من وقت»‪.‬‬

‫وفي جوابها على هذا الموقف أكدت الحكومة خالل جلسة مناقشة‬
‫مشروع قانون المالية في لجنة المالية والتنمية االقتصادية على لسان وزير‬
‫االقتصاد والمالية أن التأخير في إيداع المشروع مرده التأخر في تنصيب‬
‫الحكومة‪ .‬فمما ورد في جواب الوزير بأنه «تم تنصيب الحكومة الحالية‬
‫بتاريخ ‪ 26‬يناير ‪ 2012‬وبتاريخ ‪ 7‬فبراير تمت المصادقة على التوجهات‬
‫العامة للمشروع في المجلس الوزاري‪ ،‬وفي تاريخ ‪ 8‬مارس ‪ 2012‬تم تحيين‬
‫المعطيات وإدراج بعض المقتضيات واألرقام الواردة بالتصريح الحكومي‪،‬‬
‫لتتم المصادقة على هذا المشروع بنفس التاريخ‪ .‬وأنه رغم عدم المصادقة‬
‫على مشروع القانون المالي لسنة ‪ 2012‬والمودع منذ ‪ 21‬أكتوبر ‪2011‬‬
‫داخل اآلجال الدستورية بمكتب مجلس النواب‪ ،‬فإنه تمت المصادقة من قبل‬
‫الحكومة السابقة على المرسوم رقم ‪ 2.11.745‬بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪2011‬‬
‫المتعلق بفتح االعتمادات الالزمة لسير المرافق العمومية‪ ،‬وكذا المرسوم رقم‬
‫‪ 2.11.746‬بتاريخ ‪ 12‬ديسمبر ‪ 2011‬المتعلق باستخالص المداخيل وفقا‬
‫للمقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬وذلك في انتظار إتمام‬
‫مسطرة المصادقة على مشروع قانون مالية السنة»‪.‬‬

‫وخالل نفس السنة‪ ،‬أي خالل سنة ‪ 2012‬صادق البرلمان المغربي‬


‫على مشروع قانون المالية رقم ‪ 115.12‬للسنة المالية ‪ 2013‬الذي يعد‬
‫ثاني مشروع قانون مالية تعده الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية‬
‫والتي يدير الوزارة المكلفة بالمالية كل من نزار البركة وزير االقتصاد‬
‫والمالية المنتمي إلى حزب االستقالل واألزمي اإلدريسي الوزير المنتدب في‬
‫الميزانية المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية‪.‬‬

‫وفي السنة الموالية صادق البرلمان المغربي على مشروع قانون المالية‬
‫رقم ‪ 110.13‬للسنة المالية ‪ ،2014‬وما يتعين اإلشارة إليه بخصوص هذا‬
‫المشروع‪ ،‬هو أنه جاء بعد التغيير الذي هم تركيبة االئتالف الحكومي إثر‬
‫‪36‬‬

‫خروج حزب االستقالل من الحكومة وتعويضه بعد مفاوضات عسيرة‬


‫بالتجمع الوطني لألحرار‪ ،‬وما سبقه قبل التعديل من مشادات سياسية بين‬
‫الحزبين الرئيسين في الحكومة (حزب العدالة والتنمية وحزب االستقالل)‪،‬‬
‫والتي كان لها آثار على أداء الحكومة ووتيرة اشتغالها‪ .‬ونتيجة لهذا التغيير‬
‫خولت وزارة االقتصاد والمالية ومعها أغلب الحقائب االقتصادية إلى حزب‬
‫التجمع الوطني لألحرار‪ ،‬الذي يعرف تقليديا بأنه ممثل لمصالح الباطرونا‪.‬‬

‫لقد عرفت مناقشة هذا النص استقطابا حادا بين األغلبية والمعارضة‪.‬‬
‫فبالوقوف عند مستوى النقاش داخل لجنة المالية والتنمية االقتصادية بمجلس‬
‫النواب‪ ،‬سجل نقاش عميق حول مقتضيات المشروع والسياق العام المحيط‬
‫به‪ .‬ذلك أن فرق المعارضة أثارت مدى دستورية الحكومة الجديدة‪ ،‬ومدى‬
‫شرعيتها لالشتغال بدون تقديم برنامجها أمام البرلمان‪ ،‬ودافعت عن أطروحة‬
‫أن التغيير الحكومي يفرض عليها الحصول على ثقة المؤسسة التشريعية‪،‬‬
‫وأن الحكومة في غياب ذلك أضحت ال ترتكز على أي أساس دستوري‪ .‬ومن‬
‫ثم عدم مشروعية مناقشة مشروع قانون المالية المودع أمام المجلس‪.‬‬

‫ومن النقط التي همت النقاش هو انتقاد تأخر الحكومة في إقرار قانون‬
‫تنظيمي للمالية‪ ،‬منتقدة استمرار مناقشة مشروع قانون المالية بناء على‬
‫القانون التنظيمي للمالية لـ ‪ 30‬دجنبر ‪ ،1998‬الذي لم يعد يتجاوب مع‬
‫مستجدات دستور ‪ 2011‬وما جاء به من مقتضيات لتحديث التدبير المالي‪.‬‬

‫والمثير في مناقشة هذا المشروع تسجيل رفض المشروع من قبل مجلس‬


‫المستشارين كحدث طبع النقاش حول المشروع وسابقة في هذا المجال‪ ،‬كما‬
‫أبان عن عن ضعف األغلبية الحكومية في هذه المؤسسة‪.‬‬

‫بعد ذلك أعيد المشروع إلى مجلس النواب في قراءة ثانية‪ ،‬حيث سجل‬
‫النواب في أشغال لجنة المالية والتنمية االقتصادية الطابع االستثنائي للجلسة‬
‫بالنظر لسابقة رفض مشروع قانون المالية من قبل مجلس المستشارين‬
‫معتبرين األمر يطرح إشكاالت قانونية وسياسية‪ .‬ولقد سجل أعضاء مجلس‬
‫النواب وجود فراغ قانوني في التعامل مع هذه الواقعة‪ ،‬وتم التساؤل حول أي‬
‫صيغة للنص سيتم التعامل معها‪ ،‬وبالخصوص أن الطريقة التي أحيل بها من‬
‫قبل مجلس المستشارين تشير إلى عبارة « كما عدله وعارضه بالتصويت‪.»...‬‬
‫وقد توزعت اآلراء في التعامل مع النص بين موقفين‪ :‬قامت فكرة الموقف‬
‫األول على مناقشة نص المشروع كما صادق عليه مجلس النواب في القراءة‬
‫األولى وكما أحاله على مجلس المستشارين مادة مادة‪ ،‬وتبنى أنصار الموقف‬
‫الثاني فكرة مناقشة النص كما أحيل من مجلس المستشارين‪ ،‬معتبرين أن‬
‫التصويت بالرفض ال تأثير له‪ .‬وقد أجمع أعضاء اللجنة على تبني الموقف الثاني‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫وبعد عدة جلسات في اللجان وفي الجلسات العامة بمجلس النواب تمت‬
‫مناقشة مشروع قانون المالية والمصادقة عليه في اآلجال القانونية باألغلبية‪،‬‬
‫ليتم إصداره ودخوله حيز التنفيذ‪ .‬هذا الواقع أبرز إرادة المشرع الدستوري‬
‫بإعطاء األولوية لمجلس النواب على حساب مجلس المستشارين‪ ،‬وتجاوز‬
‫المعيق المسطري الذي كان مضمنا في دستور ‪.1996‬‬

‫وفي السنة الموالية صادق البرلمان المغربي خالل دورة أكتوبر من سنة‬
‫‪ 2014‬على مشروع قانون المالية برسم سنة ‪ ،2015‬وفي دورة أكتوبر من‬
‫سنة ‪ 2015‬على مشروع قانون المالية رقم ‪ 70.15‬برسم سنة ‪.2016‬‬

‫في معرض ختام هذه النقط ال بد من تقديم بعض المالحظات المسجلة من‬
‫خالل رصد مناقشة والتصويت على مشاريع قوانين مالية السنة خالل فترة‬
‫‪ .2016 - 2012‬تتمثل أهم هذه المالحظات في أنه باستثناء مشروع قانون‬
‫المالية لسنة ‪ ،2012‬سجل التزام الحكومة بتاريخ إيداع والتصويت على‬
‫مشروع قانون المالية كما هو مقرر في الدستور والقانون التنظيمي للمالية‬
‫(الجدول رقم ‪ 1‬يلخص المعطيات بهذا الخصوص)‪.‬‬
‫جدول ‪ :1‬إيداع والمصادقة على مشاريع قوانين مالية السنة بمجلسي النواب والمستشارين‬

‫تاريخ إقرار‬ ‫تاريخ إيداعه‬


‫تاريخ التصويت‬ ‫تاريخ اإلحالة‬ ‫تاريخ وضعه‬ ‫مشروع‬
‫النص من طرف‬ ‫بمكتب مجلس‬ ‫تاريخ تصويت‬
‫بمجلس‬ ‫إلى مجلس‬ ‫بمكتب مجلس‬ ‫قانون المالية‬
‫النواب في قراءة مجلس النواب بعد‬ ‫مجلس النواب‬
‫المستشارين‬ ‫المستشارين‬ ‫النواب‬ ‫لسنة‬
‫القراءة الثانية‬ ‫ثانية‬

‫‪ 15‬ماي ‪2012‬‬ ‫‪ 14‬ماي ‪2012‬‬ ‫‪ 14‬مارس ‪ 11 2012‬أبريل ‪ 11 2012‬أبريل ‪ 11 2012‬ماي ‪2012‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪ 20‬أكتوبر ‪ 24 2012‬نونبر ‪ 25 2012‬نونبر ‪ 25 2012‬دجنبر ‪ 26 2012‬دجنبر ‪ 28 2012‬دجنبر ‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪ 21‬أكتوبر ‪ 16 2013‬نونبر ‪ 20 2013‬نونبر ‪ 19 2013‬دجنبر ‪ 20 2013‬دجنبر ‪ 25 2013‬دجنبر ‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪ 20‬أكتوبر ‪ 16 2014‬نونبر ‪ 16 2014‬نونبر ‪ 16 2014‬دجنبر ‪ 16 2014‬دجنبر ‪ 23 2014‬دجنبر ‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪ 10‬دجنبر ‪ 15 2015‬دجنبر ‪2015‬‬ ‫‪ 19‬أكتوبر ‪ 16 2015‬نونبر ‪ 16 2015‬نونبر ‪ 9 2015‬دجنبر ‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬

‫المصدر‪ :‬المعطيات من مجلس النواب ومجلس المستشارين‬


‫‪38‬‬
‫‪39‬‬

‫وتتحدد ثاني مالحظة في استمرارية محدودية المؤسسة التشريعية في‬


‫التأثير على مضامين مشروع قانون المالية‪ ،‬إذ سجل محدودية في عدد‬
‫التعديالت المقدمة من قبل الفرق البرلمانية التي تقبلها الحكومة‪ .‬وكأمثلة‬
‫على ذلك يتعين اإلشارة إلى أن عدد التعديالت التي قدمت على مشروع‬
‫قانون المالية برسم سنة ‪ 2015‬التي قدمت في إطار لجنة المالية والتنمية‬
‫االقتصادية بمجلس النواب في الدراسة األولى للمشروع بلغت ‪ 129‬تعديال‬
‫على الجزء األول من المشروع‪ ،‬تم قبول ‪ 28‬تعديال فقط وتم رفض ‪82‬‬
‫تعديال‪ ،‬وفي القراءة الثانية تم تقديم ‪ 76‬تعديال داخل اللجنة تمت الموافقة‬
‫على ‪ 16‬تعديال فقط ورفض ‪ 60‬آخرا‪ ،‬وأنه خالل مناقشة مشروع قانون‬
‫المالية لسنة ‪ ،2016‬قدم داخل نفس اللجنة ‪ 240‬تعديال‪ ،‬قبل منها فقط ‪51‬‬
‫تعديال‪ ،‬وتم رفض ‪ 100‬تعديل وتم سحب ‪ 101‬تعديل‪ .‬وخالل القراءة الثانية‬
‫للمشروع داخل مجلس النواب تم تقديم ‪ 32‬تعديال على النص الذي أحيل من‬
‫مجلس المستشارين‪ ،‬فتم قبول ‪ 17‬تعديال‪ ،‬وتم رفض ‪ 15‬تعديال‪.‬‬
‫إن هذه المالحظة تبين استمرارية العوائق في التعامل مع دور البرلمان‬
‫في إقرار النصوص القانونية‪ ،‬والذي يحكمها الضابط القانوني والمعيق‬
‫السياسي‪ ،‬ويظل دائما النقاش يدور حول الفصل ‪ 77‬من الدستور‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل المثال سجل دفع الحكومة ‪ 35‬مرة بالفصل ‪ 77‬من الدستور في‬
‫مواجهة تعديالت المستشارين خالل مناقشة مشروع قانون المالية ‪،2014‬‬
‫وهو ما كان موضوع انتقاد من قبل أعضائه‪ ،‬إلى حد اعتباره تقييدا لدور‬
‫ممثلي األمة في مباشرة وظيفتهم في التشريع‪.‬‬
‫‪ - 2‬تصويت البرلمان على العديد من مشاريع االتفاقيات الدولية في‬
‫المادة المالية‬
‫واصل البرلمان خالل الوالية التشريعية التاسعة التصويت على العديد‬
‫من االتفاقيات الدولية ذات الطبيعة المالية‪ .‬هكذا‪ ،‬خالل هذه الوالية صادق‬
‫البرلمان المغربي على أربعة وثالثين مشروع اتفاقية دولية تهم المادة المالية‬
‫بشكل مباشر وغير مباشر‪ ،‬توزعت بين اتفاقية واحدة تتعلق بالتعاون التقني‬
‫والمالي والمساعدات اإلنسانية موقعة مع سويسرا‪ ،‬واتفاقية واحدة في شأن‬
‫لجنة مشتركة للتعاون التجاري واالقتصادي والعلمي والتقني مع صربيا‪،‬‬
‫وخمسة عشر اتفاقية تهم مجاالت عدم اإلزدواج الضريبي ومنع التهرب‬
‫الضريبي في ميدان الضرائب على الدخل‪ ،‬تم توقيعها مع كل من ليتوانيا‬
‫وصربيا والهند وبوركينافاسو ومالي وغينيا واستونيا وقطر وغينيا وألبانيا‬
‫والسعودية والكاميرون وساوتومي وسلوفينيا وموريشيوس‪ .‬كما تم التصويت‬
‫على اتفاقيات للتعاون الجمركي وحول المساعدة المتبادلة اإلدارية في المجال‬
‫مع كل من السعودية والغابون والواليات المتحدة األمريكية والكوت ديفوار‬
‫وأذربيدجان واإلمارات العربية المتحدة والسينغال‪ .‬كما صوت البرلمان على‬
‫اتفاقية اإلطار للتعاون االقتصادي مع بلغاريا‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫وهم المجال االتفاقي مصادقة البرلمان خالل الوالية التشريعية التاسعة‬


‫على ست اتفاقيات بشأن تشجيع وحماية االستثمارات على وجه التبادل‪ ،‬وتم‬
‫توقيعها مع كل من بلدان ساوتومي وبرينسي وغينيا بيساو والكوت ديفوار‬
‫وصربيا ومالي وروسيا االتحادية‪.‬‬

‫وفي نفس اإلطار صادق البرلمان المغربي على مجموع من االتفاقيات‬


‫المتعددة األطراف‪ ،‬إذ صادق على االتفاقية الموحدة الستثمار رؤوس‬
‫األموال العربية في الدول العربية الموقعة بالرياض في ‪ 22‬يناير ‪.2013‬‬
‫كما صوت مجلسي البرلمان على كل من مشروع قانون يوافق بموجبه‬
‫على بروتوكول جولة ساوباولو بشأن اتفاقية النظام الشامل لألفضليات‬
‫التجارية فيما بين البلدان النامية‪ ،‬وعلى مشروع قانون يوافق بموجبه على‬
‫البروتوكول الموقع ببروكسيل في ‪ 16‬نونبر ‪ 2013‬بين المملكة المغربية‬
‫واالتحاد األوروبي والمحدد إلمكانية الصيد والمقابل المالي المنصوص‬
‫عليهما في اتفاقية الشراكة في مجال الصيد البحري بين الطرفين‪ ،‬وكذا‬
‫اتفاقية مجلس أوربا بشأن غسل األموال وتجميد وحجز ومصادر األموال‬
‫المتحصلة من الجريمة وبشأن تمويل اإلرهاب‪ ،‬ثم االتفاقية المتعلقة‬
‫بالمساعدة اإلدارية المتبادلة في الميدان الضريبي الموقعة بستراسبورغ‬
‫في ‪ 25‬يناير ‪ ،1988‬كما تم تعديلها ببروتوكول ‪ 2010‬والتي وقعت عليها‬
‫المملكة المغربية بباريس في ‪ 22‬ماي ‪.2013‬‬

‫إن المالحظ بخصوص هذه النقطة هو أن التصويت على االتفاقيات‬


‫الدولية من قبل مجلسي البرلمان لم تشكل رهانا كبيرا خالل هذه الوالية‪،‬‬
‫بحيث لم تعرف نقاشا عميقا أو تجاذبا كبيرا في مواقف الفرق البرلمانية‪.‬‬
‫ويفسر ذلك أنه لم تعرض عليه خالل هذه السنة أي اتفاقية ذات تأثير كبير‪،‬‬
‫أوتلك التي تحظى بنقاش واسع بين الفاعلين‪ ،‬كما سبق أن سجل خالل‬
‫المصادقة على العديد من االتفاقيات الدولية‪ .‬ومن نماذج ذلك النقاش الذي‬
‫طبع اتفاقيات الشراكة والتعاون الموقعة مع كل من االتحاد األوربي‬
‫والواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫وبخصوص نقطة المصادقة على االتفاقيات الدولية‪ ،‬فما يتعين إثارته‬


‫كمالحظة هو أن مصادقة المؤسسة التشريعية في المغرب على االتفاقيات‬
‫الدولية يحكمها في الغالب غياب نقاش عميق‪ ،‬بحيث يسجل عدم وجود‬
‫تقاطب حاد بين فرق األغلبية والمعارضة كما يتم خالل مناقشة مقترحات‬
‫ومشاريع القوانين العادية‪ .‬فمادام أن البرلمان ال يملك إمكانية التعديل‪ ،‬فإنه‬
‫ال يولي هذه المشاريع اهتماما كبيرا‪ .‬وال أدل على ذلك أن جل االتفاقيات‬
‫الدولية يتم التصويت عليها باإلجماع‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫‪ - 3‬التصويت على العديد من مشاريع قوانين في المادة المالية‬


‫أخذا بعين اإلعتبار التوجه الهادف إلى تطوير التشريع المالي في المادة‬
‫المالية‪ ،‬والمعبر عنها أساسا في المخطط التشريعي الذي أعدته الحكومة‪،‬‬
‫شكلت الوالية التشريعية التاسعة محطة للتصويت على العديد من مشاريع‬
‫القوانين في هذا المجال‪.‬‬
‫في هذا السياق صادق البرلمان المغربي خالل هذه الفترة على ثالثة‬
‫وأربعين (‪ )43‬نصا كلها جاءت بمبادرة من الحكومة‪ ،‬ويتعلق األمر‬
‫بالمشاريع التالية‪:‬‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 35.12‬يقضي بالمصادقة على المرسوم بقانون‬
‫رقم ‪ 2.12.72‬الصادر في ‪ 14‬من ربيع اآلخر ‪ 7( 1433‬مارس‬
‫‪ )2012‬المتعلق بتمديد وقف استيفاء رسم االستيراد المفروض على‬
‫القمح اللين والقمح الصلب؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 36.12‬يقضي بالمصادقة على المرسوم بقانون‬
‫رقم ‪ 2.12.125‬الصادر في ‪ 22‬من ربيع اآلخر ‪ 15( 1433‬مارس‬
‫‪ )2012‬المتعلق بوقف استيفاء رسم االستيراد المفروض على الشعير؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 41.12‬يقضي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪18.97‬‬
‫المتعلق بالسلفات الصغيرة؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 44.12‬يتعلق بدعوة الجمهور إلى االكتتاب‬
‫وبالمعلومات المطلوبة إلى األشخاص المعنوية والهيئات التي تدعو‬
‫الجمهور إلى االكتتاب في أسهمها أو سنداتها؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 45.12‬يتعلق بإقراض السندات؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 138.12‬يقضي بتغيير وتتميم القانون رقم‬
‫‪ 46.02‬المتعلق بنظام التبغ الخام والتبغ المصنع؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 119.22‬يغير ويتمم القانون رقم ‪ 33.06‬المتعلق‬
‫بتسنيد الديون والقانون رقم ‪ 24.01‬المتعلق بعمليات اإلستحفاظ؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 42.12‬يتعلق بالسوق اآلجلة لألدوات المالية؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 91.12‬يقضي بتغيير وتتميم الظهير الشريف‬
‫بمثابة قانون رقم ‪ 1.77.216‬الصادر في ‪ 20‬من شوال ‪4( 1397‬‬
‫أكتوبر ‪ )1977‬يتعلق بإحداث نظام جماعي لمنح رواتب التقاعد؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 64.12‬يقضي بإحداث هيئة مراقبة التأمينات‬
‫واالحتياط االجتماعي؛‬
‫‪42‬‬

‫® مشروع قانون رقم ‪ 85.12‬يقضي بتغيير وتتميم الظهير الشريف رقم‬


‫‪ 1.59.301‬الصادر في ‪ 24‬من ربيع اآلخر ‪ 27( 1379‬أكتوبر ‪)1959‬‬
‫في تأسيس صندوق وطني للتقاعد والتأمين؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 82.12‬يقضي بإحداث وتنظيم مؤسسة األعمال‬
‫االجتماعية لفائدة موظفي وأعوان وزارة المالية؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 20.13‬يتعلق بمجلس المنافسة؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 104.12‬يتعلق بحرية األسعار والمنافسة؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 104.13‬يقضي بالمصادقة على المرسوم بقانون‬
‫رقم ‪ 2.13.650‬الصادر في ‪ 4‬ذي القعدة ‪ 11( 1434‬سبتمبر ‪)2013‬‬
‫بحل وكالة الشراكة من أجل التنمية وتصفيتها؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 86.12‬يتعلق بعقود الشراكة بين القطاعين العام‬
‫والخاص؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 105.13‬يقضي بالمصادقة على المرسوم بقانون‬
‫رقم ‪ 2.13.657‬الصادر في ‪ 6‬ذي القعدة ‪ 13( 1434‬سبتمبر ‪)2013‬‬
‫بنسخ وتعويض القانون رقم ‪ 120.12‬المتعلق بإلغاء الزيادات والغرامات‬
‫والذعائر وصوائر التحصيل المتعلقة بالرسوم والحقوق والمساهمات‬
‫واالتاوي المستحقة لفائدة الجماعات والعماالت واألقاليم والجهات؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 103.12‬يتعلق بمؤسسات اإلئتمان والهيئات‬
‫المعتبرة في حكمها؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 05.14‬بتغيير القانون رقم ‪ 33.06‬المتعلق بتسنيد‬
‫األصول؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 112.12‬يتعلق بالتعاونيات؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 105.14‬يقضي بالمصادقة على المرسوم بقانون‬
‫رقم ‪ 2.14.200‬بنسخ الظهير الشريف رقم ‪ 1.61.426‬الصادر في ‪22‬‬
‫من رجب ‪ 30( 1381‬ديسمبر ‪ ،)1961‬المتعلق بإحداث منطقة حرة‬
‫بميناء طنجة؛‬
‫® مشروع رقم ‪ 033.14‬بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 011.71‬بتاريخ‬
‫‪ 12‬من ذي القعدة ‪ 30( 1391‬ديسمبر ‪ )1971‬المحدث بموجبه نظام‬
‫المعاشات المدنية؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 68.12‬يقضي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪44.10‬‬
‫المتعلق بصفة «القطب المالي للدار البيضاء»؛‬
‫‪43‬‬

‫® مشروع قانون رقم ‪ 69.13‬بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 13.57‬المتعلق‬


‫بالمجموعات ذات النفع االقتصادي؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 127.12‬يتعلق بتنظيم مهنة محاسب معتمد‬
‫وبإحداث المنظمة المهنية للمحاسبين المعتمدين؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 112.13‬يتعلق برهن الصفقات العمومية؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 18.14‬القاضي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪41.05‬‬
‫المتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للرأسمال؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 114.13‬يتعلق بنظام المقاول الذاتي؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 63.14‬يتعلق بالممتلكات والموجودات المنشأة‬
‫بالخارج من لدن المغاربة المقيمين بالخارج الذين يقومون بتحويل‬
‫إقامتهم الجبائية إلى المغرب؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 85.14‬يقضي بالمصادقة على المرسوم بقانون‬
‫رقم ‪ 2.14.596‬الصادر في ‪ 5‬ذي القعدة ‪( 1435‬فاتح سبتمبر ‪)2014‬‬
‫بتتميم القانون رقم ‪ 012.71‬الصادر في ‪ 12‬من ذي القعدة ‪30( 1391‬‬
‫ديسمبر ‪ )1971‬المحدد بموجبه السن التي يجب أن يحال فيها على‬
‫التقاعد موظفو وأعوان الدولة والبلديات والمؤسسات العامة المنخرطون‬
‫في نظام المعاشات المدنية‪ ،‬والقانون رقم ‪ 05.85‬المحددة بموجبه السن‬
‫التي يحال إلى التقاعد عند بلوغها المستخدمون المنخرطون في النظام‬
‫الجماعي لمنح رواتب التقاعد؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 62.14‬يتعلق بتغيير الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.59.075‬بتاريخ ‪ 6‬رمضان ‪ 16( 1378‬مارس ‪ )1959‬بشأن نظام‬
‫المعاشات الممنوحة للمقاومين وأراملهم وفروعهم؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 77.14‬يقضي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪12.96‬‬
‫القاضي بإصالح القرض الشعبي للمغرب؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 78.12‬يقضي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪17.95‬‬
‫المتعلق بشركات المساهمة؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 70.14‬يتعلق بهيئات التوظيف الجماعي العقاري؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 59.13‬يقضي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪17.99‬‬
‫المتعلق بمدونة التأمينات؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 24.16‬بإحداث وكالة حساب تحدي األلفية ‪-‬‬
‫المغرب؛‬
‫‪44‬‬

‫® مشروع قانون رقم ‪ 110.14‬يتعلق بإحداث نظام لتغطية عواقب‬


‫الوقائع الكارثية وبتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 17.99‬المتعلق بمدونة‬
‫التأمينات؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 19.94‬يتعلق ببورصة القيم وشركات البورصة‬
‫وبالمرشدين في االستثمار المالي؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 72.14‬المحددة بموجبه السن التي يجب أن‬
‫يحال فيها على التقاعد الموظفون والمستخدمون المنخرطون في نظام‬
‫المعاشات المدنية؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 71.14‬يغير ويتمم القانون رقم ‪ 011.71‬بتاريخ‬
‫‪ 12‬من ذي القعدة ‪ 30( 1391‬ديسمبر ‪ )1971‬المحدث بموجبه نظام‬
‫المعاشات المدنية؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 95.15‬يغير ويتمم القانون رقم ‪ 013.71‬الصادر‬
‫في ‪ 12‬من ذي القعدة ‪ 30( 1391‬ديسمبر ‪ )1971‬المحدث بموجبه نظام‬
‫المعاشات العسكرية؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 96.15‬يغير ويتمم الظهير الشريف بمثابة قانون‬
‫رقم ‪ 1.77.216‬الصادر في ‪ 20‬من شوال ‪ 4( 1397‬أكتوبر ‪)1977‬‬
‫المتعلق بإحداث نظام جماعي لمنح رواتب التقاعد؛‬
‫® مشروع قانون رقم ‪ 55.16‬بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 62.99‬المتعلق‬
‫بمدونة المحاكم المالية‪.‬‬

‫من خالل قراءة الئحة النصوص المصوت عليها خالل هذه الفترة‪ ،‬يمكن‬
‫إبداء المالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ P‬اقتصار النصوص المصوت عليها من قبل البرلمان على المشاريع‬
‫الواردة من الحكومة مقابل غياب مقترحات قوانين‪ .‬فمن أصل ‪21‬‬
‫مقترحا التي صادق عليها مجلس النواب على سبيل المثال ال يوجد أي‬
‫نص يهم الجانب المالي‪ ،‬وهو أمر مرتبط بالمعيقات المحددة للمبادرات‬
‫البرلمانية في المجال التشريعي‪ ،‬والتي تتأثر بضوابط نظام العقالنية‬
‫البرلمانية والحدود التقنية لممثلي األمة؛‬
‫‪ P‬إن قراءة الئحة هذه النصوص تبين أنه تم تسجيل خالل هذه الفترة‬
‫مصادقة البرلمان على مشاريع قوانين ذات أهمية كبرى في المادة‬
‫المالية‪ ،‬كتلك التي تنظم إصالح المالية العامة‪ ،‬بنك المغرب‪ ،‬البورصة‪...‬‬
‫لكن يبقى أهم المشاريع التي انصب حولها النقاش هي منظومة إصالح‬
‫التقاعد وإصالح نظام المقاصة لتأثيرها المباشر والفوري على القدرة‬
‫الشرائية للمواطنين‪.‬‬
‫‪45‬‬

‫‪ - 4‬المصادقة على مشروع القانون التنظيمي للمالية‬


‫منذ سنوات والتفكير لدى الحكومة لمراجعة القانون التنظيمي للمالية‬
‫لسنة ‪ ،1998‬وبالخصوص بعد صدور التشريع الجديد للقانون التنظيمي‬
‫للمالية بفرنسا لسنة ‪ ،2001‬والتي سارت نحو تغيير نمط قانون المالية من‬
‫خالل ربطه بالسياسات العمومية ووضع مقتضيات لتقوية دور البرلمان في‬
‫مسطرة قوانين المالية‪ .‬وزادت المراجعة الدستورية لسنة ‪ 2011‬من ضرورة‬
‫القيام بهذه المراجعة‪ ،‬إذ لم يعد القانون التنظيمي المالي الساري المفعول‬
‫مالئما للنص الدستوري في تأطير مناقشة والتصويت على مشروع قانون‬
‫مالية السنة‪ .‬كما أنه لم يعد يواكب االتجاه العام إلصالح المالية العامة القائم‬
‫على تغيير مناهج ومضامين تدبير مالية الدولة‪.‬‬

‫تحقيقا لذلك تم إعداد مشروع أولي من قبل وزارة االقتصاد والمالية‬


‫سنة ‪ ،2011‬كما بدأ التفكير في التنسيق والتعاون بين البرلمان والحكومة‬
‫للنظر في مراجعة القانون التنظيمي للمالية‪ ،‬وذلك من خالل تنظيم يوم‬
‫دراسي بالبرلمان حول الموضوع بتاريخ ‪ 12‬يونيو ‪ .2012‬على إثره تم‬
‫تشكيل لجنتين مشتركتين بين وزارة االقتصاد والمالية ومجلسي النواب‬
‫والمستشارين للنقاش حول الموضوع‪ .‬نتيجة لذلك تم إغناء المشروع‬
‫الحكومي باقتراحات النواب والمستشارين‪ .‬ورغبة في إخراج هذا القانون‬
‫المحوري للوجود‪ ،‬لتضطلع الحكومة بإعداد النسخة األخيرة لمشروع‬
‫القانون التنظيمي للمالية الذي ستقدمه للبرلمان‪.‬‬

‫تحددت المحاور اإلستراتيجية للمشروع في‬

‫‪ -‬تحسين نجاعة أداء التدبير العمومي من خالل اعتماد البرمجة المتعددة‬


‫السنوات‪ ،‬وربط النفقة بتحقيق النتائج‪ ،‬وربط المسؤولية بالمحاسبة‬
‫واعتماد التقييم؛‬
‫‪ -‬تعزيز المبادئ المالية وتقوية شفافية المالية العمومية من خالل تعزيز‬
‫المبادئ األساسية للمالية العمومية‪ ،‬اعتماد قواعد مالية جديدة للتحكم في‬
‫التوازن الميزانياتي‪ ،‬وتقوية شفافية المالية العمومية وتحسين مقروئية‬
‫الميزانية؛‬
‫‪ -‬تقوية دور البرلمان في مناقشة الميزانية من خالل إغناء المعطيات‬
‫المقدمة للبرلمان‪ ،‬تعديل الجدول الزمني لدراسة مشاريع قوانين المالية‬
‫وقوانين التصفية والقوانين المالية التعديلية‪ ،‬ومراجعة طريقة التصويت‬
‫على قانون المالية‪.‬‬
‫‪46‬‬

‫وبعد إيداعه بمجلس النواب بتاريخ ‪ 07‬فبراير ‪ ،2014‬بدأ النقاش داخل‬


‫لجنة المالية والتنمية االقتصادية‪ ،‬بحيث شرع في دراسته ابتداء من ‪12‬‬
‫فبراير ‪ ،2014‬ومن أجل ذلك تم عقد ‪ 12‬اجتماعا داخل اللجنة‪ .‬وقد تمحور‬
‫النقاش بخصوص المشروع حول تحسين بعض المقتضيات الواردة فيه‪،‬‬
‫إذ أثار أعضاء المجلس العديد من النقط حول المشروع‪ ،‬وطالبوا من وزير‬
‫االقتصاد والمالية توضيحات حولها‪ ،‬من ذلك عدم توضيح مؤشرات الفعالية‬
‫والمقصود بها‪ ،‬مقارنة األهداف بالنتائج من جهة‪ ،‬ومقارنة النتائج بالتكلفة‬
‫من جهة أخرى‪ .‬كما أشار النواب إلى تراجع الحكومة عن بعض المقتضيات‬
‫التي تم االتفاق حولها خالل اللجنة المشتركة بين وزارة االقتصاد والمالية‬
‫ومجلسي النواب والمستشارين‪ .‬وقد جاء رد وزير االقتصاد والمالية على‬
‫ضرورة االستمرار في النهج التشاركي الذي تم اعتماده منذ البداية‪ .‬وأشار‬
‫إلى أن تنزيل القانون التنظيمي للمالية سيتم على مدى خمس سنوات التي تلي‬
‫نشره في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫وبعد النقاش واالنتقال إلى محطة التعديالت تقدمت الفرق النيابية‬


‫ومجموعة تحالف الوسط ب‪ 94‬تعديال على مشروع القانون التنظيمي‬
‫للمالية‪ ،‬توزعت بين ‪ 55‬تعديال لفرق األغلبية و‪ 39‬تعديال لفرق المعارضة‪.‬‬
‫وقد وافقت الحكومة على ‪ 15‬تعديال لفرق األغلبية و‪ 5‬تعديالت لفرق‬
‫المعارضة‪ .‬وقد صادقت لجنة المالية والتنمية اإلقتصادية على مشروع‬
‫قانون تنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية ب‪ 9‬موافقين‪ ،‬و‪ 0‬معارض‪ ،‬و‪7‬‬
‫ممتنعين‪.‬‬

‫وبعد النقاش العميق في الجلسات العامة تمت المصادقة من قبل مجلس‬


‫النواب على مشروع القانون التنظيمي الذي يتضمن سبعة أبواب‪ ،‬موزعة‬
‫على ‪ 71‬مادة وذلك بتاريخ ‪ 09‬يوليوز ‪ .2014‬وتهم تبويبات هذا المشروع‬
‫التعريف بقوانين المالية ومضمونها‪ ،‬تقديم قوانين المالية‪ ،‬دراسة قوانين‬
‫المالية والتصويت عليها‪ ،‬تصفية الميزانية‪ ،‬أحكام انتقالية‪ ،‬دخول حيز‬
‫التنفيذ‪ ،‬نسخ وأحكام انتقالية‪.‬‬

‫وبعد إيداع المشروع بمجلس المستشارين بنفس التاريخ الذي صوت‬


‫عليه مجلس النواب‪ ،‬انتقل النقاش حول مشروع القانون التنظيمي للمالية‬
‫أمام لجنة المالية والتخطيط والتنمية االقتصادية بمجلس المستشارين‪ ،‬حيث‬
‫قدمت المداخالت العديد من المالحظات‪ ،‬من بين ما تطرقت إليها مدى‬
‫استجابة المشروع فعال لمجموعة معايير الحكامة والشفافية‪ ،‬والتساؤل‬
‫هل المشروع يقوي فعال دور المراقبة البرلمانية‪ .‬كما اعتبرت العديد من‬
‫المداخالت أن بعض التعديالت التي جاء بها المشروع تتعلق بتقنين ممارسة‬
‫كان معموال بها‪ ،‬كما طالبوا بإرساء البعد الجهوي في المشروع خصوصا‬
‫في التدبير الميزانياتي‪ .‬كما الحظوا تقليص الجدول الزمني لدراسة مشاريع‬
‫‪47‬‬

‫قوانين المالية داخل مجلس المستشارين‪ ،‬والتي حددت في ‪ 22‬يوما فقط‪ ،‬وتم‬
‫التساؤل عن السبب في اعتماد التنزيل التدريجي لمقتضيات قانون المالية‪.‬‬
‫كما عبروا عن مخاوفهم من التركيز على المؤشرات دون مراعاة تحقيق‬
‫اإلنجازات‪ ،‬ومخاطر تفضيل األهداف القصيرة المدى‪ ،‬ثم مخاطر إهمال‬
‫المهام المشتركة بين الوزارات‪.‬‬

‫وتم خالل المناقشة أمام اللجنة وضع العديد من مقترحات التعديالت‪،‬‬


‫بلغ عددها ‪ 62‬تعديال‪ ،‬ثالث تعديالت مصدرها الحكومة‪ 14 ،‬تعديال للفريق‬
‫االستقاللي والفريق االشتراكي‪ 16 ،‬تعديال لفريق األصالة والمعاصرة‪15 ،‬‬
‫تعديال للفريق الفيدرالي للوحدة والديمقراطية‪ ،‬و‪ 14‬تعديال من المجموعة‬
‫البرلمانية لالتحاد الوطني للشغل بالمغرب‪ .‬وبعد البت في التعديالت وافقت‬
‫لجنة المالية والتخطيط والتنمية االقتصادية على المشروع برمته كما تم‬
‫تعديله‪ ،‬من خالل موافقة ‪ 7‬أعضائه‪ ،‬ومعارضة واحد‪ ،‬والممتنعون ال أحد‪.‬‬

‫وبعد مصادقة المجلسين على النص تم نشره في الجريدة الرسمية عدد‬


‫‪ 6370‬بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪ ،2015‬وتم التنصيص على دخول أحكام هذا‬
‫القانون بشكل تدريجي ابتداء من فاتح يناير ‪ ،2016‬ليستكمل كل مقتضياته‬
‫ابتداء من تاريخ فاتح يناير ‪.2020‬‬

‫ثانيا‪ :‬حصيلة الدور الرقابي للبرلمان المغربي على المادة المالية‬

‫اضطلع البرلمان المغربي في ممارسة الرقابة في المادة المالية خالل‬


‫فترة ‪ 2016 - 2012‬من خالل اآلليات التالية‪ :‬من خالل األسئلة الموجهة‬
‫خالل الجلسات الشهرية‪ ،‬وفي إطار األسئلة الشفوية والكتابية‪ ،‬ثم في‬
‫ممارسة الرقابة من خالل نشاط اللجان الدائمة‪ ،‬وكذلك من خالل التصويت‬
‫على قانون تصفية ميزانية ‪.2011‬‬

‫‪ - 1‬األسئلة الموجهة خالل الجلسات الشهرية‬

‫من مستجدات دستور ‪ ،2011‬تخصيص جلسة شهرية لطرح أسئلة‬


‫شفوية متعلقة بالسياسة العامة توجه إلى رئيس الحكومة‪ .‬إن هذا المقتضى‬
‫شكل تحوال هاما في تطوير الممارسة البرلمانية‪ ،‬بحيث تحولت هذه الجلسات‬
‫إلى لحظة مميزة في عالقة البرلمان بالحكومة‪ ،‬ومحطة رئيسية في تعزيز‬
‫أدوار البرلمان في تقييم السياسات العامة‪ ،‬وفي فتح نقاش عمومي حول‬
‫القضايا المطروحة‪.‬‬
‫‪48‬‬

‫أ) ‪ -‬الجلسات الشهرية في إطار مجلس النواب‬

‫وفي إطار ممارسة وظيفة الرقابة من خالل هذه اآللية خصص مجلس‬
‫النواب العديد من األسئلة الموجهة في إطار هذه الجلسات‪.‬هكذا‪ ،‬خالل‬
‫الوالية التشريعية التاسعة تمت برمجة ‪ 25‬جلسة تمحور جزء كبير منها على‬
‫األسئلة ذات الطبيعة المالية‪.‬‬

‫ترجع أول جلسة التي خصصها النواب لمساءلة رئيس الحكومة في‬
‫المادة المالية إلى تاريخ ‪ 29‬يونيو ‪ ،2012‬وقد كان موضوعها الرئيسي‬
‫الزيادة في األسعار الناتجة عن أول قرارات الحكومة في المادة المالية‪،‬‬
‫وكذا وضعية االستثمارات العمومية في ظل الحديث عن وجود أزمة‬
‫اقتصادية‪ ،‬بحيث طرحت فرق المعارضة سؤالي تداعيات القرار الحكومي‬
‫برفع الدعم عن المحروقات‪ ،‬وأيضا موضوع التأخر الحاصل في تنفيذ‬
‫االستثمار العمومي وتداعياته االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وقد تطرقت أحزاب‬
‫األغلبية لنفس الموضوعين‪ ،‬بحيث وجهت سؤالين إلى رئيس الحكومة‪.‬‬
‫هم األول اآلثار واالنعكاسات على القدرة الشرائية الناجمة على الزيادة في‬
‫المحروقات‪ ،‬وارتبط السؤال الثاني باالستثمارات العمومية ومناخ األعمال‪.‬‬

‫وخالل الجلسة الشهرية لـ ‪ 03‬يوليوز ‪ 2012‬تمت مساءلة رئيس‬


‫الحكومة من طرف فرق األغلبية والمعارضة في موضوعي إستراتيجية‬
‫الحكومة في مجال محاربة الرشوة وتخليق الحياة العامة‪ ،‬وكذا توجهاتها‬
‫لمواجهة تداعيات األزمة االقتصادية العالمية على االقتصاد الوطني‪ .‬وقد‬
‫خصص أعضاء مجلس النواب جزءا من الجلسة الشهرية لـ ‪ 8‬غشت ‪2012‬‬
‫لمساءلة رئيس الحكومة عن حصيلة أهداف األلفية للتنمية وآفاقها‪.‬‬

‫ليخصص مجلس النواب جلسة ‪ 13‬غشت ‪ 2012‬لمساءلة رئيس‬


‫الحكومة حول الوضعية االقتصادية والمالية بالمغرب‪ ،‬ومدى قيام الحكومة‬
‫بالتدابير الضرورية لتجاوز هذه الوضعية وتقوية المناعة االقتصادية‪.‬‬
‫واهتم النواب خالل الجلسة الشهرية لـ ‪ 11‬فبراير ‪ 2012‬لموضوع الوضع‬
‫االجتماعي للمواطنين الناتجة عن التدابير االقتصادية والمالية التي اتخذتها‬
‫الحكومة‪ ،‬فقد وجهت فرق المعارضة سؤاال لرئيس الحكومة في موضوع‬
‫ارتفاع كلفة المعيشة‪ ،‬وطرحت فرق األغلبية سؤاال في نفس الجلسة حول‬
‫التدابير المتخذة لحماية القدرة الشرائية للمواطنين‪.‬‬

‫وقد حدد موضوع الجلسة الشهرية لـ ‪ 31‬ماي ‪ 2013‬من الجلسات‬


‫الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة حول اآلثار المباشرة وغير المباشرة لقرار‬
‫وقف تنفيذ ‪ 15‬مليار درهم من نفقات االستثمار العمومي برسم سنة ‪،2013‬‬
‫وبالخصوص على العالم القروي‪ .‬وفي الجلسة الشهرية لـ ‪ 31‬دجنبر ‪،2013‬‬
‫‪49‬‬

‫تم طرح سؤال من طرف فرق األغلبية حول برنامج تحدي األلفية‪ ،‬من‬
‫خالل التساؤل حول مسار االتفاق الذي أبرم بين المملكة المغربية ومؤسسة‬
‫تحدي األلفية بتاريخ ‪ 31‬غشت ‪ ،2007‬الذي استهدف تمويل عدد من‬
‫المشاريع بمبلغ ‪ 697,5‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬وتم استفسار رئيس الحكومة‬
‫حول تقييم الحكومة لمشاريع تحدي األلفية‪ ،‬ومدى تحقق األهداف المسطرة‪،‬‬
‫وآفاق تطوير ما تحقق من مشاريع تحدي األلفية‪.‬‬

‫وفي جلسة ‪ 28‬يناير ‪ ،2014‬تم تخصيص سؤال من طرف فرق األغلبية‬


‫حول إصالح وتأهيل القطاع المالي بالمغرب‪ ،‬وتمحورت األسئلة المطروحة‬
‫في الموضوع حول السياسة الحكومية واستراتيجتها إلصالح وتأهيل القطاع‬
‫المالي بالمغرب سواء تعلق األمر بالقطاع البنكي والسلفات الصغرى‪ ،‬أو‬
‫قطاع التأمينات‪ ،‬أو بورصة الدار البيضاء والقطب المالي للدار البيضاء‪.‬‬

‫وفي نفس الجلسة طرح الفريق االتحاد الدستوري تساؤال حول تعاطي‬
‫الحكومة مع المديونية الخارجية‪ ،‬وهل من آفاق واعدة لتقليصها والحد من‬
‫تفاقمها‪ ،‬وأشارت المداخالت حول الموضوع إلى راهنية الموضوع‪ ،‬باعتبار‬
‫أن االرتفاع المهول لالستدانة الخارجية صار يهدد المغرب بأن يصبح رهينة‬
‫لدى المؤسسات الدولية المقربة‪ ،‬وأن المغرب على وشك الدخول من جديد‬
‫في برنامج التقويم الهيكلي‪.‬‬

‫وهمت نفس الجلسة وضعية صندوق الحسن الثاني للتنمية االقتصادية‬


‫واالجتماعية‪ ،‬من خالل سؤال طرحه الفريق االستقاللي للوحدة والتعادلية‬
‫في الموضوع‪ .‬تحددت جدوى هذا السؤال في طرح أهمية المؤسسة موضوع‬
‫السؤال لما تضطلع به في دعم االستثمار المنتج للثروة ولفرص الشغل‪،‬‬
‫وما ينتظر من تراجع في مهامها بعد انحصار موارد الصندوق وهو ما من‬
‫شأنه أن يؤثر على كل إمكانية لبرمجة مشاريع جديدة‪ ،‬بعد تراجع عمليات‬
‫الخوصصة التي يستفيد منها بـ ‪ 50‬بالمائة من مواردها‪ ،‬وتنامي متأخرات‬
‫الدولة برسم المساهمة المحدثة في إطار قوانين المالية‪ .‬وقد تحددت األسئلة‬
‫الموجهة لرئيس الحكومة في االستفسار عن الوضعية المالية للصندوق‪،‬‬
‫حجم متأخرات الدولة لفائدة هذا الصندوق‪ ،‬أهم البرامج التي مولها الصندوق‬
‫خالل سنتي ‪ ،2012-2013‬وعن طبيعة المشاريع المبرمجة خالل السنوات‬
‫المقبلة‪ ،‬القطاعات والجهات المستفيدة من هذه المشاريع المبرمجة‪.‬‬

‫وقد كانت المواضيع ذات الطبيعة المالية حاضرة بقوة خالل الجلسة‬
‫الشهرية لـ ‪ 11‬نونبر ‪ ،2014‬حيث تمت مساءلة رئيس الحكومة حول‬
‫موضوعين استأثرا باالهتمام في تلك المرحلة‪ ،‬ويتعلق األمر بموضوع‬
‫إصالح نظام المقاصة الذي طرحته فرق األغلبية‪ ،‬وموضوع الحسابات‬
‫الخصوصية للخزينة الذي طرحه الفريق االستقاللي‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫وفي الجلسة الشهرية لـ ‪ 13‬يناير ‪ 2015‬تمت مساءلة رئيس الحكومة في‬


‫موضوع دعم المقاوالت الصغرى والمتوسطة‪ ،‬كما أنه في الجلسة الشهرية‬
‫لـ ‪ 28‬أبريل ‪ 2015‬خصص سؤال لموضوع السياسة الحكومية لخفض‬
‫الدين العمومي واسترجاع التوازنات المالية‪ .‬وخالل جلسة ‪ 7‬يوليوز ‪،2015‬‬
‫توجه فريق األصالة والمعاصرة بمجلس النواب بسؤال لرئيس الحكومة في‬
‫موضوع تقييم العمل الحكومي بخصوص تعزيز نجاعة النفقات العمومية‪،‬‬
‫كما وجه الفريق االشتراكي سؤاال في موضوع تنفيذ التزامات الحكومة‬
‫للنهوض بالمقاوالت الصغرى والمتوسطة‪.‬‬

‫وقد استأثر موضوع إصالح نظام التقاعد باهتمام من طرف فرق‬


‫األغلبية التي وجهت سؤاال في الموضوع لرئيس الحكومة خالل جلسة ‪22‬‬
‫دجنبر ‪ ،2015‬وخالل الجلسة الشهرية لـ ‪ 2‬فبراير ‪ 2016‬تمت مساءلة‬
‫رئيس الحكومة من طرف فرق األغلبية في موضوع السياسة الحكومية‬
‫إلنعاش االستثمارات‪ ،‬ووجهت فرق المعارضة سؤاال في مآل توصيات‬
‫المناظرة الوطنية للجبايات‪ ،‬وكذا أزمة شركة السامير‪.‬‬

‫وخالل الجلسة الشهرية لـ ‪ 26‬أبريل ‪ 2016‬ستتم مساءلة رئيس الحكومة‬


‫في موضوعين هامين‪ :‬يتعلق األول بسياسة األجور‪ ،‬ويهم الثاني رؤية‬
‫الحكومة لمعالجة إشكالية تدبير المخاطر في المغرب‪ .‬لتكون الوضعية‬
‫االقتصادية وتداعياتها االجتماعية ومشكل تفاقم الدين أحد األسئلة التي‬
‫وجهت لرئيس الحكومة خالل آخر جلسة برمجت لهذا النوع من األسئلة‬
‫خالل هذه الدورة‪ ،‬وذلك بتاريخ ‪ 14‬يونيو ‪.2016‬‬

‫ب)‪ -‬الجلسات الشهرية في إطار مجلس المستشارين‬

‫في إطار ممارسة وظيفة الرقابة من خالل هذه اآللية خصص أعضاء‬
‫مجلس المستشارين بدورهم العديد من األسئلة المرتبطة بالقضايا المالية‪.‬‬
‫فخالل والية الحكومة لفترة ‪ 2016 - 2012‬تم تخصيص ‪ 19‬جلسة لمساءلة‬
‫رئيسة الحكومة‪ ،‬عرفت طرح ‪ 29‬سؤاال‪ ،‬منها إحدى عشرة سؤاال تهم المجال‬
‫المالي‪ .‬هكذا خالل الجلسة الشهرية لـ ‪ 3‬يوليوز ‪ 2012‬تمت مساءلة رئيس‬
‫الحكومة من طرف فرق األغلبية والمعارضة في موضوعي إستراتيجية‬
‫الحكومة في مجال محاربة الرشوة وتخليق الحياة العامة‪ ،‬وكذا توجهاتها‬
‫لمواجهة تداعيات األزمة االقتصادية العالمية على االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫وقد خصص أعضاء مجلس المستشارين جزءا من الجلسة الشهرية لـ‬


‫‪ 8‬غشت ‪ 2012‬لمساءلة رئيس الحكومة عن حصيلة أهداف األلفية للتنمية‬
‫وآفاقها‪ ،‬وخالل الجلسة الشهرية لـ ‪ 9‬يناير ‪ ،2013‬استأثر موضوع إصالح‬
‫التقاعد بالنقاش‪ ،‬فقد ارتبطت أسئلة الفرق حول الموضوع‪ .‬فمما ورد في‬
‫‪51‬‬

‫تساؤالتهم طبيعة الخالصات التي توصلت إليها اللجنة التقنية إلصالح‬


‫أنظمة التقاعد‪ ،‬طبيعة المنظور الشمولي للحكومة للتعجيل بإصالح أنظمة‬
‫التقاعد‪ ،‬مدى وجود إستراتيجية لدى الحكومة إلصالح أنظمة التقاعد‪،‬‬
‫ومدى وجود إستراتيجية لمعالجة إشكالية محدودية التغطية‪ ،‬طبيعة التدابير‬
‫اإلجرائية التي من شأنها إصالح نظام التقاعد‪ ،‬والتساؤل عن الجدولة الزمنية‬
‫ألجرأة اإلصالحات المرتقبة‪ ،‬ثم التدابير والقرارات المتخذة لتوسيع التغطية‬
‫االجتماعية من جهة‪ ،‬ولضمان ديمومة أنظمة التقاعد من جهة‪ .‬وهم النقاش‬
‫البحث عن وجود آليات معقولة وجدية إلصالح شامل لهذه األنظمة‪ ،‬وهل‬
‫من أفق واضح ومحدد لتعميم الحماية االجتماعية بمفهومها الشامل عن كل‬
‫الفئات في المجتمع‪.‬‬

‫وتم تخصيص الجلسة الشهرية لـ ‪ 17‬يوليوز ‪ 2013‬من طرف مجلس‬


‫المستشارين لمساءلة رئيس الحكومة في موضوع تطوير السياسة الحكومية‬
‫في مجال مناخ األعمال‪ .‬وخالل الجلسة الشهرية لـ ‪ 12‬فبراير ‪،2014‬‬
‫طرح سؤال حول برنامج الحكومة لتحسين مناخ األعمال ومحاربة البطالة‬
‫وخلق مناصب الشغل‪ ،‬وتم التساؤل عن إستراتيجية الحكومة للرفع من‬
‫وتيرة تحسين مناخ األعمال في المستقبل واإلجراءات والتدابير التي اتخذتها‬
‫الحكومة من أجل تحسين مناخ األعمال بالمغرب‪.‬‬

‫وخالل الجلسة الشهرية لـ ‪ 3‬دجنبر ‪ 2014‬تمت مساءلة رئيس الحكومة‬


‫في موضوع إشكالية االستثمار ورهان المحافظة على تنافسية المقاوالت‬
‫والقدرة الشرائية للمواطنين‪ .‬وفي جلسة ‪ 10‬يونيو ‪ 2015‬تمت مساءلة‬
‫رئيس الحكومة في موضوع «اتفاقيات التبادل الحر‪ :‬الحصيلة واآلفاق»‪،‬‬
‫وفي جلسة ‪ 31‬ماي ‪ 2016‬طرح سؤال لرئيس الحكومة في موضوع‬
‫تحديات المبادالت بين المغرب واالتحاد األوروبي‪ ،‬لتخصص فرق األغلبية‬
‫والمعارضة جلسة ‪ 18‬يوليوز ‪ 2016‬لمساءلة رئيس الحكومة في موضوع‬
‫تدبير السياسة العمومية في مجال الدين الخارجي‪ ،‬وأثره على االستثمار‬
‫العمومي والرهانات الجهوية‪.‬‬

‫‪ - 2‬الرقابة المالية من خالل األسئلة الشفوية والكتابية‬

‫تظل آلية األسئلة الشفوية والكتابية اآللية الرئيسية في ممارسة الدور‬


‫الرقابي للحكومة على البرلمان‪ ،‬بحيث تعد فرصة يطرح خاللها أعضاء‬
‫البرلمان أسئلة يفترض من الحكومة وفقا لنص الدستور أن تجيب عليها خالل‬
‫العشرين يوما الموالية إلحالة السؤال إليها (الفصل ‪.)100‬‬
‫ومع تعدد مواضيع األسئلة المطروحة بالبرلمان‪ ،‬فإن القضايا ذات الطبيعة‬
‫المالية كانت حاضرة بقوة سواء على مستوى األسئلة الشفوية والكتابية‪.‬‬
‫‪52‬‬

‫أ) ‪ -‬على مستوى األسئلة الشفوية‬

‫بالوقوف على عدد األسئلة الشفوية المجاب عليها في مجلسي البرلمان‪،‬‬


‫يالحظ اهتمام كبير من طرف المجلسين باألسئلة ذات الطبيعة المالية‪ .‬فعلى‬
‫سبيل المثال في مجلس النواب بلغ عدد الجلسات العمومية المخصصة‬
‫لألسئلة الشفوية األسبوعية ‪ 128‬جلسة‪ ،‬وقد طرح السيدات والسادة النواب‬
‫‪ 11237‬سؤاال‪ ،‬وانحصرت إجابة الوزراء على ‪ 3433‬سؤاال من ضمنها‬
‫‪ 556‬سؤاال آنيا‪ .‬وفيما يخص األسئلة التي تهم الجانب المالي وفي جميع‬
‫القطاعات‪ ،‬فقد بلغ عددها ‪ 188‬سؤاال‪.‬‬

‫ويالحظ من خالل قراءة مضمون األسئلة المتعلقة بالمجال المالي الذي‬


‫طرح بمجلسي النواب والمستشارين‪ ،‬تنوع في المواضيع المطروحة في‬
‫المادة المالية مثل االهتمام بقضايا المديونية‪ ،‬الضرائب‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬غير‬
‫أنه يسجل غياب االهتمام بقضايا أخرى‪ ،‬كالقيام بمتابعة تنفيذ قوانين المالية‬
‫وهو معطى مهم‪ ،‬بالنظر لما يمكن أن تقوم به هذه اآللية في تحقيق مراقبة‬
‫فعلية للمؤسسة التشريعية للترخيص البرلماني الذي خولته للحكومة في‬
‫مشروع قانون مالية السنة‪ .‬ويسجل أيضا غياب الجرأة أحيانا في طرح‬
‫مواضيع تثير اهتمام الرأي العام وبشكل قوي كمسألة تدبير الحسابات‬
‫الخصوصية للخزينة أو كيفية القيام بالمراقبة الضريبية‪.‬‬

‫ب) ‪ -‬على مستوى األسئلة الكتابية‬

‫تماشيا مع مضمون هذا النمط من األسئلة‪ ،‬لوحظ اهتمام أعضاء‬


‫المجلسين بطرح أسئلة كتابية في المادة المالية‪ ،‬مرتبطة أساسا بالقضايا‬
‫ذات البعد المحلي‪ .‬ففي مجلس النواب‪ ،‬سجل إجابة الحكومة على العديد من‬
‫صنف هذه األسئلة‪ ،‬بحيث بلغ عدد األسئلة الكتابية التي تتعلق بالجانب المالي‬
‫‪ 499‬سؤاال‪ ،‬وأن ما يهم وزارة االقتصاد والمالية بلغ ‪ 853‬سؤاال‪ .‬ونفس‬
‫االهتمام سجل في مجلس المستشارين‪.‬‬

‫وكنماذج لألسئلة المطروحة بمجلسي النواب والمستشارين‪ ،‬يمكن‬


‫اإلشارة على سبيل المثال‪ ،‬إلى‪:‬‬
‫‪ -‬السياسة المتبعة للوفاء بااللتزامات االقتصادية واالجتماعية المحددة في‬
‫الميزانية العامة لسنة ‪2012‬؛‬
‫‪ -‬إعفاء الشركات والمقاوالت التي تنجز أشغاال باألقاليم المغربية‬
‫الجنوبية المسترجعة سنة ‪ 1975‬من الضريبة؛‬
‫‪ -‬اقتطاع مبلغ مالي من حساب بنكي؛‬
‫‪53‬‬

‫‪ -‬توقيف جزء من ميزانية المندوبية السامية للتخطيط؛‬


‫‪ -‬تفعيل القانون رقم ‪ 01-05‬المتعلق بتفويت بعض القطع األرضية‬
‫الفالحية أو القابلة للفالحة من ملك الدولة الخاص إلى مستغليها بصفة‬
‫منتظمة؛‬
‫‪ -‬طلب إلغاء شهادة المدخول السنوي وترقية معاش أسرة المقاومة؛‬
‫‪ -‬اإلعفاء من الضريبة على السيارات التابعة للجمعيات‪.‬‬

‫ومن خالل جرد األسئلة المطروحة من قبل أعضاء مجلسي البرلمان‬


‫يسجل حضور مهم للقضايا المالية‪ .‬لكن يبقى السؤال مطروحا حول آثاره‬
‫في القرار الحكومي‪ ،‬إذ مع اإليمان بدور اآللية الشفوية والكتابية في مراقبة‬
‫العمل الحكومي‪ ،‬يظل حجم تأثيرها محدودا‪ .‬وأمام هذا الوضع يمكن اإلشارة‬
‫إلى رغبة البرلمان في تفعيل دور هذه اآللية من آليات الرقابة‪ ،‬فقد عمل‬
‫مجلس النواب على القيام بتكليف موظفين من المجلس باستخراج التزامات‬
‫الحكومة المعبر عنها في إجابات الوزراء قصد متابعة مدى التزام الوزير‬
‫بالوعد الذي قدمه خالل إجابته عن السؤال المطروح‪.‬‬

‫‪ - 3‬التصويت على قانون التصفية ‪2010‬‬

‫يعتبر التصويت على قانون التصفية المحطة األخيرة في مسطرة تعامل‬


‫المؤسسة التشريعية مع قانون مالية السنة‪ .‬غير أن المالحظ في مناقشة‬
‫هذا الصنف من قانون المالية هو غياب اهتمام أعضاء البرلمان به مقارنة‬
‫بالتعامل الذي يحصل مع مشروع قانون مالية السنة‪ .‬إذ ال تحظى مناقشته‬
‫بأي اهتمام ال من ممثلي األمة‪ ،‬وال حتى من قبل الصحافة‪ .‬فالظاهرة‬
‫البرلمانية في المغرب أفرزت غياب الرهان لدى البرلمانيين من النقاش حول‬
‫مشروع اليودع إال بعد سنوات من التصويت على القانون المالي األصلي‪.‬‬

‫وبالنسبة للفترة الممتدة من سنة ‪ 2012‬إلى سنة ‪ 2016‬صوت البرلمان‬


‫المغربي على خمس مشاريع قوانين التصفية‪ ،‬ويتعلق األمر على التوالي‬
‫بمشروع قانون رقم ‪ 37.12‬يتعلق بتصفية ميزانية السنة المالية ‪،2009‬‬
‫ومشروع قانون رقم ‪ 139.12‬يتعلق بتصفية ميزانية السنة المالية ‪،2010‬‬
‫ومشروع قانون رقم ‪ 125.13‬يتعلق بتصفية ميزانية السنة المالية ‪،2011‬‬
‫ومشروع قانون رقم ‪ 114.14‬يتعلق بتصفية ميزانية السنة المالية ‪،2012‬‬
‫ومشروع قانون رقم ‪ 100.15‬يتعلق بتصفية ميزانية السنة المالية ‪.2013‬‬
‫الجدول ‪ :2‬إيداع والمصادقة على قوانين التصفية بمجلسي النواب والمستشارين خالل الفترة الممتدة من ‪ 2012‬إلى ‪2016‬‬

‫مشروع قانون‬
‫تاريخ اإلحالة إلى مجلس‬ ‫تاريخ مصادقة‬ ‫تاريخ اإلحالة إلى‬ ‫تاريخ المصادقة‬ ‫تاريخ اإلحالة إلى‬
‫التصفية للسنة‬
‫مجلس المستشارين مجلس المستشارين النواب في قراءة ثانية‬ ‫بمجلس النواب‬ ‫مجلس النواب‬
‫المالية‬

‫‪ 18‬شتنبر ‪2014‬‬ ‫‪ 13‬نونبر ‪2012‬‬ ‫‪ 24‬يوليوز ‪2012‬‬ ‫‪ 23‬يوليوز ‪2012‬‬ ‫‪ 11‬أبريل ‪2012‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪ 10‬دجنبر ‪2013‬‬ ‫‪ 30‬اكتوبر ‪2013‬‬ ‫‪ 29‬أكتوبر ‪2013‬‬ ‫‪ 31‬دجنبر ‪2012‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪ 23‬دجنبر ‪2014‬‬ ‫‪ 21‬أكتوبر ‪2014‬‬ ‫‪ 21‬أكتوبر ‪2014‬‬ ‫‪ 10‬يناير ‪2014‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪ 21‬يوليوز ‪2015‬‬ ‫‪ 07‬يوليوز ‪2015‬‬ ‫‪ 07‬يوليوز ‪2015‬‬ ‫‪ 24‬دجنبر ‪2014‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 02‬يونيو ‪2016‬‬ ‫‪ 31‬ماي ‪2016‬‬ ‫‪ 23‬دجنبر ‪2015‬‬ ‫‪2013‬‬

‫المصدر‪ :‬المعطيات من مجلس النواب ومجلس المستشارين‬


‫‪54‬‬
‫‪55‬‬

‫من خالل قراءة الجدول يالحظ االتجاه نحو االلتزام بالمصادقة قوانين‬
‫التصفية في اآلجال المحددة قانونا‪ ،‬وهو االتجاه الذي بدأ يتحقق منذ سنة‬
‫‪ ،2005‬إذ قبل هذه الفترة كانت مشاريع قوانين التصفية توضع بعد سنوات‬
‫عدة على تنفيذها‪ .‬وهذا االلتزام سيتقوى مستقبال مع بدء تنفيذ القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية‪ ،‬بحيث مما تضمنه هذا اإلصالح‬
‫بالنسبة لهذا الصنف من قانون المالية‪ ،‬أي بما ما ورد في المادة ‪ ،65‬من‬
‫تحديد آجال إيداع قوانين التصفية بمكتب مجلس النواب في أجل أقصاه نهاية‬
‫الربع األول من السنة الثانية التي تلي تنفيذ قانون المالية المعني‪ ،‬أي ‪15‬‬
‫شهرا عوض ‪ 24‬شهرا وفق ما كانت مضمنة في الفقرة الثانية من المادة ‪47‬‬
‫من القانون التنظيمي رقم ‪ 7.98‬لقانون المالية‪.‬‬

‫وفي معرض الختام يمكن القول من خالل جرد حصيلة دور البرلمان‬
‫في المادة المالية خالل فترة الحكومة التي ترأسها عبد اإلله بن كيران في‬
‫الفترة الممتدة من ‪ 2012‬إلى ‪ 2016‬وجود تطور في ممارسة المؤسسة‬
‫التشريعية لهذه الوظيفة‪ ،‬ويعكس ذلك تصويت البرلمان على العديد من‬
‫النصوص ذات الطبيعة المالية (‪ 43‬مشروع قانون)‪ ،‬مع مالحظة أن كلها تم‬
‫بمبادرة من الحكومة‪ .‬وهو واقع يرتبط أساسا بالتطور التاريخي في التعامل‬
‫مع النصوص المالية‪ ،‬إذ ال يطرح أعضاء البرلمان كثيرا مقترحات في هذا‬
‫النمط من النصوص‪ ،‬كما هو مسجل في مجاالت تشريعية أخرى‪ .‬وهو أمر‬
‫غريب في مؤشر يعد أساس ظهور هذه المؤسسة وجوهر تطورها‪.‬‬

‫ولوحظ أيضا من خالل جرد الحصيلة إجابة الحكومة على العديد من‬
‫األسئلة الموجهة في المادة المالية‪ .‬لكن مقابل هذا التطور يالحظ أن البرلمان‬
‫المغربي لم يوظف خالل هذه الفترة آليتي المهام االستطالعية ولجان تقصي‬
‫الحقائق‪.‬‬

‫وخارج الحصيلة المقدمة عن الدور المالي للبرلمان المغربي‪ ،‬يبقى‬


‫التساؤل مشروعا عن مدى قدرة البرلمان المغربي في ممارسة فعالة لوظيفته‬
‫األساسية‪ ،‬في التشريع والمراقبة‪ ،‬ومدى قدرة دستور ‪ 2011‬في إنتاج تحول‬
‫كبير في هاتين المهمتين المنوطتين بهذه المؤسسة‪ ،‬والتساؤل أيضا عن قدرة‬
‫الممارسة في تجاوز فكرة هامشية المؤسسة التشريعية في المغرب في التأثير‬
‫على القضايا المالية‪.‬‬

‫يمكن القول لإلجابة عن هذه التساؤالت‪ ،‬وباالعتماد على حصيلة الوالية‬


‫التشريعية التاسعة التي أعقبت دستور ‪ ،2011‬أنه بالرغم من وجود إرادة‬
‫لدى بعض أعضاء المؤسسة التشريعية بأن يقوم البرلمان بدوره الفاعل في‬
‫التشريع والمراقبة في هذا المجال‪ ،‬فإنه يسجل استمرار قيود عدة تؤثر على‬
‫تحقيق هذه الدينامية‪.‬‬
‫‪56‬‬

‫وترجع عناصر محدودية المؤسسة التشريعية في ممارسة الوظيفة المالية‬


‫إلى عاملين أساسين‪ :‬يتحدد العامل األول في طبيعة اإلطار القانوني المؤطر‬
‫للمبادرة البرلمانية‪ ،‬فالعديد من المقتضيات الدستورية والتشريعية تظل تقيد‬
‫دور البرلمان في المبادرة التشريعية‪ ،‬وفي إمكانية القيام بتعديل النصوص‬
‫المالية‪ .‬وهي ما تجعل البرلمان ال يمارس إال مراقبة هامشية على مقتضيات‬
‫قانون المالية‪ ،‬وحتى التعديالت التي يستطيع أعضاء البرلمان إدخالها على‬
‫المشروع المقدم من طرف الحكومة ال يمكنها أن تمس البنية الرئيسية‬
‫للخيارات التي تحددها السلطة التنفيذية‪ .‬وتزداد حدة ذلك مع الطريقة التي‬
‫تتعامل بها الحكومة في الغالب مع المبادرة البرلمانية بالخصوص من خالل‬
‫توظيف الفصل ‪ 77‬من دستور ‪ ،2011‬الذي يظل سيفا مسلطا على ممثلي‬
‫األمة في تعديل نص هام كمشروع قانون مالية السنة‪ .‬ويرتبط العامل الثاني‬
‫بطبيعة المتغير السياسي الذي يحكم العالقة بين المؤسسات في المغرب‪،‬‬
‫وأيضا في النهج الذي يحكم ثنائية الحكومة بالبرلمان‪ ،‬واألغلبية بالمعارضة‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫خــالصــة‬

‫في معرض ختام هذا التقرير يمكن القول أن قياس أداء البرلمان خالل‬
‫الوالية التشريعية التاسعة ذو أهمية بالغة لمعرفة مدى اضطالع هذه‬
‫المؤسسة باالختصاصات التي أناطها به الدستور‪ .‬فهذه الفترة من العمل‬
‫البرلماني يعد مرحلة فارقة في تاريخ الممارسة البرلمانية في المغرب‪،‬‬
‫ومرد ذلك باألساس أنها جاءت بعد مراجعة دستورية عميقة أحدتث تحوال‬
‫مهما في اختصاصات البرلمان‪ ،‬بالخصوص اإلناطة به مهمة تقييم السياسات‬
‫العمومية‪ ،‬وأيضا من خالل توسيع مجال التشريع وأيضا إحداث آليات جديدة‬
‫للرقابة ( باألساس تخصيص جلسة شهرية لمساءلة رئيس الحكومة حول‬
‫السياسات العامة)‪ .‬والجانب اآلخر في مهام هذه المؤسسة هو أنه أنيط بممثلي‬
‫األمة من المصادقة على القوانين التنظيمية التي حددها الدستور‪ ،‬والتي‬
‫ارتفع في ظل دستور ‪ 2011‬عددها وتنوعت مواضيعها‪.‬‬

‫عليه بعد رصد وتتبع وتقييم أداء البرلمان المغربي خالل الوالية‬
‫التشريعية في مجاالت التشريع والرقابة وتقييم السياسات العمومي وفي‬
‫المادة المالية‪ ،‬يمكن إبداء الخالصات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬لقد تأطر العمل البرلماني خالل هذه الوالية وألول مرة بوثيقة المخطط‬
‫التشريعي‪ ،‬وقد ساهم ذلك في ارتفاع عدد النصوص التي صوت عليها‬
‫البرلمان‪ ،‬بحيث بينت الحصيلة إنجاز ‪ 80‬بالمائة من هذا المخطط؛‬
‫‪ -‬الدور الذي لعبته األيام الدراسية في انفتاح البرلمان على المجتمع‬
‫المدني في اإلنتاج التشريعي‪ ،‬بحيث بدأ التأسيس في خلق التفاعل بين‬
‫المؤسسة البرلمانية والمجتمع المدني وجماعات الضغط؛‬
‫‪ -‬أن أغلبية القوانين التي صادق عليها البرلمان أصلها حكومي (المبادرات‬
‫البرلمانية بقيت مستقرة في حدود ‪ 11‬بالمائة)‪ ،‬وهي مالحظة ال تبدو حالة‬
‫مغربية خاصة‪ ،‬بحيث أن المعدل المسجل في الديمقراطيات الغربية في‬
‫المبادرة البرلمانية يظل في حدود ‪ 10‬بالمائة؛‬
‫‪ -‬أغلبية اإلنتاج التشريعي للبرلمان تمت في إطار اتفاقيات دولية؛‬
‫‪ -‬مكن تغيير نمط األسئلة من خالل اعتماد األسئلة التفاعلية بموجب النظام‬
‫الداخلي لمجلس النواب من إعطاء دينامية لجلسات األسئلة الشفوية؛‬
‫‪ -‬شكلت جلسة األسئلة الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة محطة مهمة‬
‫في الممارسة البرلمانية خالل الوالية التشريعية التاسعة‪ ،‬بحيث حظيت‬
‫بمتابعة كبيرة من طرف المواطنين مقارنة بباقي الجلسات التي تنقل على‬
‫أمواج اإلذاعة والتلفزة؛‬
‫‪58‬‬

‫‪ -‬عدم استثمار البرلمان للجان تقصي الحقائق كآلية رقابية أريد لها أن‬
‫تكون آلية مهمة في رقابة البرلمان للحكومة‪ ،‬بحيث لم يتم تشكيل أي‬
‫لجنة تقصي الحقائق خالل هذه الوالية؛‬
‫‪ -‬إنحصار في إستعمال البرلمان لدور المهام االستطالعية‪ ،‬التي من‬
‫الممكن في حال تفعيلها أن تمكن البرلمان من حسن متابعة أداء المرافق‬
‫العمومية وتقييم عمل الحكومة؛‬
‫‪ -‬عدم تفعيل خالل الوالية التشريعية ملتماسات التشريع التي نص عليها‬
‫دستور ‪2011‬؛‬
‫‪ -‬مصادقة البرلمان المغربي على قانون تنظيمي جديد للمالية أعتبر‬
‫محطة أساسية في إصالح الدولة‪ ،‬وبهذه المصادقة التحق المغرب بالدول‬
‫التي حولت من آليات تدبير ميزانية الدولة؛‬
‫‪ -‬عدم قدرة البرلمان خالل الوالية التشريعية من تطوير دوره في المجال‬
‫المالي‪ ،‬بحيث تبين قراءة تأثير البرلمان في المادة المالية أبانت عن‬
‫استمرار الحكومة في التحكم في التشريع في المادة المالية‪.‬‬

‫بعد إبداء هذه المالحظات‪ ،‬يتطلب المساهمة في تحسين أداء هذه‬


‫المؤسسة إبداء التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬البد من استحضار أهمية المؤسسة التشريعية في النظام السياسي‬
‫والدستوري ألي بلد‪ ،‬ومن تم بدال من الممارسات الهادفة إلى تبخيس‬
‫المؤسسة التشريعية في المسار الديمقراطي ببالدنا ال بد من تكاثف‬
‫الجهود للعمل أن يمارس البرلمان بفاعلية المهام المنوطة به دستوريا‬
‫(التشريع والمراقبة وتقييم السياسات العمومية)؛‬
‫‪ -‬تقوية دور األيام الدراسية في اإلنتاج التشريعي والعمل على االنفتاح‬
‫على الخبراء والمختصين قبل التداول على أي نص قانوني مهم أو خالل‬
‫التعرض ألي قضية تتثير نقاش مجتمعي؛‬
‫‪ -‬فتح نقاش داخل اللجان الدائمة بين أعضاء اللجنة والخبراء وممثلي‬
‫المجتمع المدني وجماعات الضغط؛‬
‫‪ -‬مأسسة دور المجتمع المدني وجماعات الضغط في البرلمان؛‬
‫‪ -‬اإلسراع بإخراج القناة البرلمانية؛‬
‫‪ -‬تفعيل آليات الرقابة‪ ،‬والمدخل الرئيسي مراجعة النظام الداخلي بما‬
‫يمكن من خلق دينامية جديدة في طرح األسئلة من طرف ممثلي األمة‬
‫ومن خالل إجابات الحكومة؛‬
‫‪59‬‬

‫‪ -‬تقوية دور البرلمان في تقييم السياسات العمومية من خالل تفعيل دور‬


‫الجلسة السنوية المخصصة لتقييم السياسات العمومية؛‬
‫‪ -‬ضرورة وضع تكوين ألعضاء البرلمان يمكن من إدراك آليات تقييم‬
‫السياسات العمومية وبما يمكن من التمييز بين مفهومي السياسات‬
‫العمومية والسياسات العامة؛‬
‫‪ -‬ضروة تأسيس عالقة قوية مع مؤسسات الحكامة من خالل المناقشة‬
‫السنوية لتقارير هذه المؤسسات وأيضا من خالل طلب إبداء الرأي في‬
‫بعض المجاالت المعروضة عليه‪.‬‬

You might also like