Professional Documents
Culture Documents
دور البرلمان في إعداد السياسات العمومية.docxتلخيص
دور البرلمان في إعداد السياسات العمومية.docxتلخيص
اليحياوي الذي فتح لنا أفق البحث باللغة العربية ،وساهم في تطوير
1
مقدمـــــــــــــــــــــــة:
الحكومة هي هيكل سياسي يدير شؤون الدولة ويفرض السلطة والقوانين على المواطن .تعمل الحكومة على
تحقيق النظام واألمان ،وتوفير الخدمات العامة للمجتمع .فهي جهاز يدير شؤون الدولة ويمارس السلطة
التنفيذية لتطبيق السياسات والقوانين في إطار محدد .تعتبر الحكومة جزءا أساسيا في النظام السياسي للدولة
وتقوم باإلشراف على الشؤون العامة وتنظيم الحياة االجتماعية واالقتصادية والسياسية للمواطنين.
تتكون الحكومة عادة من مجموعة من المسؤولين أو الوزراء الذين يشغلون مناصب مختلفة مثل رئيس
الحكومة أو رئيس الوزراء ،ووزراء الدولة في مجاالت مختلفة مثل الصحة ،التعليم ،االقتصاد ،وغيرها.
تقوم الحكومة بتجديد السياسات واتخاذ القرارات وتطبيق القوانين التي تؤثر على المواطنين ،وتنظم حياتهم
وهي تمثل الدولة في العالقات الدولية والتفاوض مع الدول األخرى.
في النظم الديموقراطية ،يكون هناك فصل للسلطات بين السلطة التشريعية ،السلطة القضائية والسلطة
التنفيذية أي الحكومة وهذا يدخل في إطار توازن السلطات ،من أجل ضمان توازن القوى والحد من
التجاوزات .وبخصوص المغرب يعتبر نظامه السياسي ملكي برلماني ديموقراطي ،تلعب فيه الحكومة
دورا هاما في تحقيق غايات المجتمع على مستوى جميع األصعدة.
يكمن دور الحكومة في تمثيل مصالح المواطنين وضمان استجابة الدولة الحتياجاتهم ومطالبهم األساسية.
فهي تتدخل في االقتصاد من خالل سياسات تشجيع النمو االقتصادي وتوفير فرص العمل وتطوير البنى
التحتية ،كما تعمل على تحقيق العدالة االجتماعية من خالل توفير الفرص بشكل متساو لجميع فئات
المجتمع والحفاظ على حقوق االنسان والتصدي للظلم والتمييز .كما تعمل الحكومة على توجيه وإدارة
الجهاز اإلداري للدولة والمؤسسات الحكومية ،باإلضافة الى الحفاظ على الكفاءة والنزاهة.
اذن فالحكومة تعد عمودا فقريا للتنمية االقتصادية واالجتماعية والسياسية من توفير للخدمات األساسية
وتوجيه السياسات العامة ،وضمان االستقرار والتطور في المجتمع ،و هي بعض األمور الرئيسية التي
تجعل دور الحكومة حيويا وحاسما في السياقين االجتماعي والسياسي ,كما تعمل في ظل التغيرات بيئية
داخلية وخارجية متنوعة وشديدة التعقيد وهو ما يفرض عليها التكيف مع متطلبات العصر بكل ابعاده
2
لتتحول من نظام تقليدي الى نظام عصري وفق فلسفة سياسية إدارية حديثة ،وكذا صنع سياسات عمومية
جديدة مواكبة للمتغيرات الحاصلة بشتى المستويات وفي كل المجاالت.
تعتبر عملية صنع السياسة العمومية من الوظائف الحكومية الهامة والمعقدة في ان واحد لذلك اكتسبت
أهمية متنامية لدى الدول بصفة عامة والمغرب بصفة خاصة .وذلك لالعتقاد السائد بان السياسات هي من
اهم محددات النمو والتطور في جميع األصعدة ألي دولة.
ومن هنا نطرح االشكال التالي ،ما هو دور الحكومة المغربية في إعداد السياسات العمومية؟
يمكننا اإلجابة على هذا االشكال بالتطرق الى مطلبين ،األول مدى تجويد مؤسسة الحكومة من خالل
الدساتير السابقة ودستور .2011والثاني يسلط الضوء على دور الحكومة في صنع السياسات العمومية.
3
المطلب األول :مدى تجويد مؤسسة الحكومة من خالل الدساتير السابقة ودستور
2011
كانت تعتبر الحكومة في النظام السياسي المغربي قبل دستور فاتح يوليوز 2011وفي جميع الدساتير
السابقة جهازا معينا للملك على تنفيذ السياسات العامة ،وباعتبارها جهازا يملك السلطة التنظيمية ويحيك
معظم القوانين وينفلت من الرقابة السياسية الفعلية للبرلمان من جهة ،في حين يراعي المراقبة الملكية من
جهة أخرى ،حيث كان الملك هو رئيس السلطة التنفيذية ،يملك سلطة تنظيمية مهمة فكأن الحكومة كانت
جزءا من السلطة التنفيذية ،كما أنها كانت مسؤولة أمام رئيسها.
وقد كانت الحكومة حسب إيفاد الفصل 59من دستور 1996تتكون من الوزير األول والوزراء ،دون أي
ذكر لكتاب الدولة ،فاذا كان بإمكاننا ان ندرج ضمن فئة الوزراء :وزراء الدولة ،الوزراء والوزراء
المنتدبون ،فإن مسألة كتاب الدولة قد طرحت إشكاال دستوريا يتعلق بمدى اعتبارهم من ضمن الجهاز
1
الحكومي ،أي كفئة من الوزراء أم ال؟
وقد أتى دستور 2011ليحسم كل تلك النقاشات الفقهية الدستورية ،باعتبار كتاب الدولة ضمن فئة أعضاء
الحكومة ،حيث نص في فصله السابع والثمانين على أنه »:تتألف الحكومة من رئيس الحكومة والوزراء،
ويمكن أن تضم كتابا للدولة « .وهو ما يعني ضمنيا اعتبار الوزراء المنتدبين هم كذلك أعضاء في الحكومة
2
لكونهم يدخلون ضمن فئة الوزراء ،وهم أحق بذلك من كتاب الدولة.
وفي النظام الدستوري المغربي عرفت مكانة الحكومة تطورا مهما مع توالي التحوالت الدستورية حيث
يمكن التمييز بين مرحلتين أساسيتين ،مكانة الحكومة قبل دستور 2011ومكانتها في دستور .2011
لقد وجد المغرب نفسه بعد االستقالل مدعوا لتسيير الحياة السياسية المغربية في غياب أي دستور ينظم سير
المؤسسات السياسية بالبالد ،فكان البد من تعيين جهاز يشرف على تسيير الشأن العام تحت إشراف الملك،
فمنذ االستقالل وحتى دستور 1962لم تكن الحكومة المغربية تحتل المكانة الالئقة بها ،فقبل دسترة الحياة
السياسية المغربية وإلى حدود الحكومة الخامسة المعينة بتاريخ 27ماي 1960والممتدة إلى غاية 6ماي 1
961لم تتحدث الظهائر الشريفة عن الحكومة ،وإنما كانت تتحدث فقط عن الوزارة ،حيث كان الظهير
الشريف في تأسيس الحكومة المغربية ينص في فصله األول على أنه( :تتألف تحت إشرافنا وزارة مركبة
من تسعة عشرة وزير ومن كاتبين اثنين للدولة .ومع مجيء الحكومة الخامسة التي ترأسها صاحب السمو
الملكي ولي العهد آنذاك الحسن الثاني ،تم الحديث عن حكومة وليس وزارة ،فقد نص الفصل األول على ما
يلي :تتألف تحت رئاسة جنابنا الشريف حكومة يسيرها ولي عهدنا نائب رئيس الحكومة وتضم ما يأتي":3
لقد أتى دستور فاتح يوليوز 2011في سياق التحول الكبير الذي عرفه الفكر السياسي العربي ،نتيجة
الحراك االجتماعي الذي أفرزته فسحة الربيع السياسي العربي ،حيث سارع جاللة الملك محمد السادس إلى
استباق كل عدوى قد تصيب المغرب في هذا المجال ،فأعلن عن تعديل الدستور المغربي في خطاب 9
مارس 2011التاريخي الذي أخمد شرارة الحراك االجتماعي ،والذي قال في مقتطف منه ...( :كما أن
إدراكنا العميق لجسامة التحديات ،ولمشروعية التطلعات ،ولضرورة تحصين المكتسبات ،وتقويم
االختالالت ،ال يعادله إال التزامنا الراسخ بإعطاء دفعة قوية لدينامية اإلصالح العميق ،جوهرها منظومة
دستورية ديمقراطية .ولنا في قدسية ثوابتنا ،التي هي محط إجماع وطني ،وهي اإلسالم كالدين للدولة،
الضامنة لحرية ممارسة الشعائر الدينية ،وإسارة المؤمنين ،والنظام الملكي ،والوحدة الوطنية والترابية،
والخيار الديمقراطي الضمان القوي» واألساس المتين ،لتوافق تاريخي ،يشكل ميثاقا جديدا بين العرش
والشعب ومن هذا المنطلق المرجعي الثابت ،قررنا إجراء تعديل دستوري شامل» ،وقد شكل الدستور
الجديد قطيعة من جميع الدساتير السابقة في مجال مؤسسة الحكومة في النظام السياسي المغربي ،حيث
أصبحت جهازا مستقال عن المؤسسة الملكية ،تتمتع بمكانة مهمة.
إن أول ما يستدعي انتباهنا عند التطرق للمقتضيات الدستورية المتعلقة بمؤسسة الحكومة ،المضمنة في
الباب الخامس من دستور فاتح يوليو 2011هو الرقي بهذه المؤسسة إلى مستوى السلطة التنفيذية ،حيث
وألول مرة في التاريخ السياسي الدستوري المغربي يقع االعتراف لجهاز الحكومة في الدساتير السابقة،
لقد أحدث الدستور المغربي الجديد ثورة دستورية ،بنصه على أن الحكومة سلطة تنفيذية ،وهوما يعني
أساسا الحسم الدستوري مع مرحلة ثنائية الجهاز التنفيذي ،التي كانت تتمثل في الملك من جهة والوزير
األول من جهة أخرى ،والتوجه أكثر نحو الملكية البرلمانية وهكذا لم يعد الجهاز التنفيذي المغربي برأسين
كما كان يعاب عليه في السابق ،وإنما أصبحت الحكومة جهاز تنفيذي مستقل يخضع لسلطة رئيس
الحكومـة .4ذلـك مـا تم التعبـير عنـه في الفقـرة الثانيـة من الفصـل 89الـذي نص على أنـه(:تعمـل الحكومـة ،تحت
سلطة رئيسها على تنفيذ البرنامج الحكومي وعلى ضمان تنفيذ القوانين .واإلدارة موضوعة تحت تصرفها
كما تمارس االشراف والوصاية على المؤسسات والمقاوالت العمومية) .إن من النتائج المهمة العتبار
الحكومة السلطة التنفيذية ،التمييز بين مؤسستين كانتا متداخلتين من حيث االختصاصات على مر الدساتير
المغربية السابقة على دستور ،2011ويتعلق األمر بالمؤسسة الملكية ،ومؤسسة الوزير األول والحكومة،
حيث كان الوزير األول يأتي في المرتبة الثانية بعد الملك في سلم السلطة التنفيذية ،بل كانت الحكومة
برمتها حكومة جاللة الملك تشتغل تحت إمرته وتوجيهه ،أما اليوم فقد غدت األمور واضحة باعتبار رئيس
الحكومة هو الرئيس الفعلي للجهاز التنفيذي ،الذي هو الحكومة ،فهو الذي يمارس السلطة التنظيمية
بمقتضى الفصل ,90من الدستور الجديد ،ويمكن أن يفوض بعض سلطه الى الوزراء اما الملك فلم يعد
الرئيس الفعلي و المباشر للسلطة التنفيذية و انما هو رئيس الدولة ،و ممثلها االسمى ،ورمز االمة ،وضامن
دوام الدولة و استمرارها ،والحكم االسمى بين مؤسساتها ،يسهر على احترام الدستور ،وحسن سير
المؤسسات الدستورية ،وعلى صيانة االختيار الديموقراطي ،وحقوق وحريات المواطنين و المواطنات
والجماعات ،وعلى احترام التعهدات الدولية للمملكة .وبالتالي مهام الملك أصبحت أكثر رمزية بحيث ال
تختلف عن مهام رؤساء الدول في الديموقراطيات الحديثة ،فبعد ان كان الفصل 19من الدستور المغربي
لسنة 1996والذي يفتتح به الباب الثاني الخاص بالملكية ينص على ان ((الملك امير المؤمنين والممثل
األسمى لالمة ورمز وحدتها وضامن دوام الدولة واستمرارها ،وهو حامي حمى الدين والساهر على
احترام الدستور ،وله صيانة حقوق وحريات المواطنين والجماعات والهيئات .وهو الضامن الستقالل البالد
وحوزة المملكة في دائرة حدودها الحقة).
تتألف الحكومة من رئيس الحكومة والوزراء ،ويمكن أن تضم كتابا للدولةُ .يحدد قانون تنظيمي ،خاصة،
القواعد المتعلقة بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة والوضع القانوني ألعضائها .كما يحدد هذا القانون
التنظيمي أيضا حاالت التنافي مع الوظيفة الحكومية ،وقواعد الحد من الجمع بين المناصب ،والقواعد
الخاصة بتصريف الحكومة لألمور الجارية( .الفصل 87من الدستور) أي يتعين على أعضاء الحكومة أن
يتوقفوا طوال مدة مزاولتهم مهامهم عن ممارسة أي نشاط مهني أو تجاري في القطاع الخاص ،والسيما
مشاركتهم في أجهزة تسيير أو تدبير أو إدارة المنشئات الخاصة ،الهادفة إلى الحصول على ربح ،وبصفة
عامة كل نشاط قد يودي إلى تنازع المصالح باستثناء األنشطة التي ينحصر غرضها في اقتناء مساهمات
في رأس المال وتسيير القيم المنقولة. 5
إن قبل دستور ،2011لم يكن تعيين الوزير األول (رئيس الحكومة بالمفهوم الحالي) خاضعا ألي قاعدة
دستورية إذ ليس شرط أن يكون من حزب األغلبية ،أو يكون منتميا ألي حزب .األمر الذي جعل للملك
الحرية في تعيين الوزير األول ليس من الحزب الذي لم يتصدر نتائج انتخابات مجلس النواب .وإنما تعيين
شخصية من خارج األحزاب ،حيت لم يكن اختصاص التعين مقيد طيلة التعديالت الدستورية السابقة،
فمنطوق الفصل 24ابتداء من دستور ،1962إلى المراجعة الدستورية لسنة ،1996عزز الحرية
بعد تعيين رئيس الحكومة يقوم بعقد مشاورات مع األحزاب المتوافقة مع توجهات حزبه السياسي بهدف
تشكيل حكومة متجانسة ،متماسكة ومتضامنة .بحيث يكون بمقدورها تحقيق األهداف االقتصادية،
االجتماعية ،وسياسية للبالد.
لرئيس الحكومة أن يطلب من الملك إعفاء عضو أو أكثر ،من أعضاء الحكومة ،بناء على استقالتهم،
الفردية أو الجماعية ،يترتب عن استقالة رئيس الحكومة إعفاء الحكومة بكاملها .وتواصل الحكومة المنتهية
مهامها ،تصريف األمور الجارية إلى غاية اليات الرقابة البرلمانية على العمل الحكومي .بالرجوع
بمقتضيات الدستور المغربي الجديد نجده يتضمن النص على مجموعة من المقتضيات الجديدة المتعلقة
بعمل مختلف المؤسسات الدستورية والتي لم تكن واردة في الدساتير المغربية السابقة.
8
ففي مجال السلطة التشريعية أصبح الدستور المغربي الجديد ينص على أن يمس البرلمان السلطة التشريعية
وذلك بعدما كانت هذه األخيرة في الدساتير المغربية السابقة موزعة بين الملك والبرلمان والحكومة.
فالتشريع في الدستور 2011أصبح اختصاصا شبه حصري للبرلمان حيث توسع مجال القانون ليرتفع من
30مجاال في دستور 1996الى أكثر من 60مجاال في دستور .2011وعرف توسع اختصاصات البرلمان
في مجال التشريع توسعا موازيا في مجال الرقابة على العمل الحكومي وهذا ما يتجلى بشكل صريح من
خالل المقتضيات التالية:
أما التنصيب ،فال يكون من قبل الملك ،وإنما هو من اختصاص مجلس النواب ،الذي له الحق في التصويت
على برنامج الحكومة التي يتولى رئيسها تقديمه أمام البرلمان بمجلسيه مجتمعين في جلسة واحدة (الفصل
88من الدستور .)2011وبناءا على نتيجة التصويت يمكن للحكومة أن تباشر عملها طبقا للدستور في
حالة التصويت لفائدة البرنامج الحكومي باألغلبية لألعضاء الذين يتألف منهم مجلس النواب .فرئيس
الحكومة يجب عليه أن يتقدم للملك باستقالة الحكومة استقالة جماعية ،في هذه الحالة يمكن تكليف نفس
رئيس الحكومة بشكل حكومة جديدة وصياغة برنامج حكومي جديد ،كما يمكن اللجوء لخيارات أخرى.
وبناءا على ما سبق ،يمكن القول بأن التأويل الديموقراطي لدستور ،2011يفترض أن ال تبدأ الحكومة
6
الجديدة في ممارسة مهامها الدستورية إال بعد الحصول على ثقة مجلس النواب.
6المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة ((مواضيع الساعة)) ،عدد 2013 ،82صفحة12:
9
.2طلب الثقة:
بهدف التأكد من مواصلة األغلبية البرلمانية ،دعمها للعمل الحكومي " ،يمكن لرئيس الحكومة أن يربط،
لدى مجلس النواب ،مواصلة الحكومة تحمل مسؤولياتها بتصويت بمنح الثقة بشأن تصريح يدلي به في
موضوع السياسة العامة ،أو بشأن نص يطلب الموافقة عليه " .و واضح من خالل هذه المقتضيات ،بأن
طلب الثقة يكون بمبادرة من رئيس الحكومة ،لكن الموافقة عليها تكون فقط أمام مجلس النواب دون مجلس
المستشارين ،و السبب في ذلك يرجع لكون الدستور يجعل مجلس النواب هو المختص بتنصيب الحكومة
بعد عرض البرنامج الحكومي مباشرة بعد التعيين الملكي لرئيس و أعضاء الحكومة .وقد نص المشروع
الدستوري في الفقرتين الثانية والثالثة من الفصل 103من الدستور الجديد على شروط التصويت على
طلب الثقة ،حيث "ال يمكن سحب الثقة من الحكومة ،أو رفض النص ،إال باألغلبية المطلقة لألعضاء الذين
يتألف منهم مجلس النواب" و "ال يقع التصويت اال بعد مضي ثالثة أيام كاملة على تاريخ طرح مسألة
الثقة" .وقد رتب المشروع الدستوري على سحب الثقة ،ضرورة تقديم الحكومة الستقالتها بشكل جماعي،
وهذا ما يجعل من اللجوء لطلب الثقة أمرا خطيرا جدا ،تترتب عنه مسؤولية سياسية كبيرة .ولكن في
الممارسة العلمية ،ومادام طلب الثقة أمر اختياري غير إجباري ،فإن رئيس الحكومة لن يلجأ عمليا لطلب
الثقة إال إذا كان متأكدا من موافقة األغلبية المطلقة ألعضاء مجلس النواب على التصريح أو النص الذي
يتقدم به أمام مجلس النواب .وتجدر اإلشارة إلى أن هذا اإلجراء نضمته الدساتير السابقة ،ولكن لم يسبق
7
ألي وزير أول سابق أن استعمله.
.3ملتمس الرقابة:
اذا كان طرح الثقة يتم بمبادرة من رئيس الحكومة ،فإن ملتمس الرقابة يكون بمبادرة من مجلس النواب
بناءا على مقتضيات الفصل 105من الدستور ،الذي يصرح على أن " لمجلس النواب يعارض في مواصلة
الحكومة تحمل مسؤوليتها ،بالتصويت على ملتمس الرقابة ،وال يقبل هذا الملتمس إال إذا وقعه على األقل
خمس األعضاء الذين يتألف منهم المجلس" و "ال تصح الموافقة على ملتمس الرقابة من قبل مجلس
النواب ،إال بتصويت األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم " و "
ال يقع التصويت إال بعد مضي ثالثة
أيام كاملة على إيداع الملتمس ،و تؤدي الموافقة على ملتمس الرقابة إلى استقالة الحكومة استقالة جماعية"
و " إذا وقعت موافقة مجلس النواب على ملتمس الرقابة ،فال يقبل بعد ذلك تقديم أي ملتمس رقابة أمامه،
طيلة سنة".
7المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة ((مواضيع الساعة)) ،عدد 2013 ،82صفحة 14
10
ويبدو من خالل هذه المقتضيات بأن مجلس النواب ،والذي يتم انتخابه عن طريق االقتراع العام المباشر،
ويتولى تنصيب الحكومة من خالل الموافقة على برنامجها الحكومي ،يتوفر على سلطات دستورية هامة
في إطار الرقابة على العمل الحكومي .ويعد ملتمس الرقابة من أهم وأخطر االليات التي يملكها البرلمان في
هذا الصدد ،وذلك بالنظر لما يترتب عن إعماله من نتائج سياسية خطيرة ،تتجلى أساسا في إنهاء الوجود
القانوني للحكومة ،حيث تكون هذه األخيرة ملزمة من الناحية الدستورية بتقديم استقالة جماعية ،و ذلك في
حالة توفر الشروط القانونية المنصوص عليها في مقتضيات الدستور.
ولكن على الرغم من أهمية ملتمس الرقابة ،فإن الشروط القانونية الواجب احترامها إلعماله ،تعد شروطا
معقدة ،من الصعب أن لم يكن من المستحيل توفرها ،ماعدا في حالة وجود انقسام حاد وغياب تام لالنسجام
داخل األغلبية الحكومية .وهذا ما جعل ملتمس الرقابة لم يستعمل سوى مرتين فقط في التاريخ الدستوري
8
للمغرب ،ولكنه لم ينجح وذلك لعدم توفر الشروط القانونية المنصوص عليها في الدستور.
إن هندسة و رسم معالم السياسة العمومية يعتبر و بقوة القانون األسمى في البالد الدستور اختصاصا
حكوميا صرفا ال مناص منه غير أن إعداد السياسة العمومية من طرف الحكومة يكمن في توسيع قاعدة
المعنيون بصناعتها من جهات رسمية و أخرى غير رسمية و ذلك بغية االتقائية وحكامة المصالح و
8المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة ((مواضيع الساعة)) ،عدد 2013 ،82صفحة 15
9المجلة المغربية لإلدارة المحلية العدد 104ماي -يونية الصفحة 16
11
نجاعتها ،.لكن التصنيف الذي يتماشى مع الحالة المغربية ومع موضوع هذا البحث الذي ينطلق من اعتبار
السياسات العمومية فعال حكوميا صرفا مهما كانت الجهات التي تتدخل من اجل التأثير بها ،او التي يتم
طلب رأيها في صياغتها ،فان الحكومة تظل مسؤولة عن وضع سياساتها وتنفيذها ،كما انها مسؤولة ايضا
امام البرلمان في إطار تقييمها لبرنامجها الحكومي.
إن السياسات العمومية بمقتضى الدستور فعال حكوميا باإلضافة حيث ينص الفصل 92منه على يتداول
مجلس الحكومة ،تحت رئاسة رئيس الحكومة في القضايا والنصوص التالية .السياسة العامة للدولة قبل
عرضها على المجلس الوزاري السياسات العمومية فردا كان دور الحكومة مهمشا في الدساتير السابقة
باإلضافة فان الدستور الحالي قد منحها صالحيات واسعة بما فيها التداول بالمجلس الحكومي في السياسات
العمومية الشيء الذي اعطاها قوة وفاعلية وسلطة من أجل تنفيذ برنامج عملها ،والتفاعل مع المشاكل
المجتمعي ،بهذا الخصوص للتدخل الحكومة عن طريق السياسات العمومية من اجل تنفيذ برنامجها حيث
يعثر ان هناك تطابق بين السياسة االنتخابية التي تنظم التنافس السياسي االنتخابي ،وما تفرزه من اغلبية
للتشكيل الحكومة حيث الناخبين هم الذين يختارون بين المشاريع المتنافسة والتي يتعين على الحكومة
تطبيقها في صورة سياسات عمومية ،كما نجد الحكومة تتدخل عن طريق السياسات العمومية من اجل تقديم
االجوبة لمشاكل الناس من هذا المنظور تعمل الحكومة وفق عمليات تدبير سياسات المشاكل ،مما يجعل في
هذه الحالة اعضاء الحكومة مجرد فاعلين كباقي الفاعلين االخرين ،الشيء الذي يجعل السياسات العمومية
خاضعة للتفاعل والتفاوض ،وتبادل الترضيات بين مختلف المتدخلين بعيدا عن المنطق االنتخابي ،ورغم
ان السياسات العمومية فعل حكومي ،فهذا ال يعني ان الحكومة تعمل لوحدها وبشكل منفرد عند وضع وتنفيذ
السياسات العمومية ،بل انها تخضع لضغط بعض الفاعلين األخرين مما تسمح لهم بالتدخل اما في توجيه
اهداف السياسات العمومية ،او في التأثير عليها حسب قوة ضغطهم ،واآلليات المستعملة في ذلك ،كما من
المفروض ان يكون هذا النوع من التدخالت العمومية منسجما مع التدخالت العمومية االسمى منها مرتبة
والمتمثلة في االساس في التوجهات االستراتيجية والسياسية العامة للدولة .بهذا الخصوص ،تعد السياسات
العمومية فعال حكوميا صرفا ،حيث يمنح الدستور للحكومة اتخاذ القرارات بشأنها واعطائها القوة القانونية
االمرة رغم تدخل بعض الفاعلين على مستوى توجيه اهدافها او التأثير فيها ،لكنها تظل عمال حكوميا تعمل
من خالله الحكومة على تنزيل برنامجها الحكومي من جهة ومن جهة اخرى تتدخل لإلجابة عن مشاكل
الناس ،والتفاعل مع ضغوطات المجتمع واالستجابة لمطالبه المتعددة والمختلفة.
يضطلع رئيس الحكومة باختصاصات محددة تتجلى في االشراف على اعمال أعضاء الحكومة وتنسيقها،
وفي ممارسة السلطة التنظيمية الى جانب التعيين.
اإلشراف على الحكومة:
يعمل رئيس الحكومة على توجيه وتنسيق عمل مختلف الوزارات ويرجع دالك الى ان تخصص الوزراء
كل في مجاله ،يقتضي تنصيب من يقوم بتوجيه وتنسيق عمل مختلف الوزارات بغية تحقيق انسجام العمل
الحكومي.
12
جاء دستور 2011بتحول نوعي في اختصاصات رئيس الحكومة (الوزير األول قبل )2011ومنحه
صالحيات مهمة وسلطة تنظيمية وإدارية واسعة .فبعد تعيين الملك ألعضاء الحكومة ،يتقدم رئيس الحكومة
امام مجلسي البرلمان مجتمعين ،ويعرض البرنامج الذي يعتزم تطبيقه في طار أخذ الثقة .ويجب ان يتضمن
هذا البرنامج الخطوط العريضة للعمل الذي تنوي الحكومة القيام به في مختلف مجاالت النشاط الوطني
وباألخص في الميادين السياسية واالقتصادية واالجتماعية والبيئية والثقافية (الفصل 88من الدستور.
وقد تطرقت مجموعة من الفصول من الدستور لهذه الصالحيات ،حيث جاء في الفصل " :90يمارس
الرئيس السلطة التنفيذية ،ويمكن ان يفوض بضعا من صالحياته الى الوزراء.
تعمل الحكومة تحت سلطة رئيسها على تنفيذ البرنامج الحكومي وعلى ضمان تنفيذ القوانين واإلدارة
موضوعة تحت تصرفها كما تمارس االشراف والوصاية على المؤسسات والمقاوالت العمومية (الفصل
89من الدستور).
_يبقى حيز القانون ال يحظر دائما على السلطة التنفيذية التي يمكنها التدخل طبق شروط معينة .فيجوز
لرئيس الحكومة اتخاذ مراسيم قوانين في الفترة الممتدة بين دورات البرلمان .إذ يقضي الفسل 81يمكن
للحكومة أن تصدر خالل الفترة الفاصلة بين الدورات ،وباتفاق مع اللجان التي يعنيها األمر في كال
المجلسين ،مراسيم قوانين يجب عرضها بقصد المصادقة عليها من طرف البرلمان ،خالل دورته العادية
الموالية.
يمارس رئيس الحكومة السلطة التنظيمية التي يقصد بها في النظرية السياسية والدستورية للدولة على
مفاهيم واضحة ترتكز على أربعة عناصر :وظيفة محددة اختصاصات مقررة سلفا وأجهزة معينة ،وقدرة
ذاتية .والسلطات التشريعية والتنفيذية القضائية أمثلة واضحة على ذلك.
السلطة التنظيمية
هاجس التمييز والتدقيق ال يرتبط فقط بالرغبة في التنظيم والترتيب ،ولكن أيضا بوضع حدود للسلطة ،ليتم
احتواء كل جهاز داخل دائرة اختصاصات خاصة ،بشكل أن مفهوم السلطة يستدعي فصل السلطات .أما
التنظيم (التنظيمية) فيعني تقرير وسن واتخاد ما هو عام ومجرد .ومن تم تكون السلطة التنظيمية هي المكنة
التي تتوفر عليها بعض السلطات اإلدارية إلصدار إجراءات ذات طابع عام ومجرد .فحين يقال إن رئيس
الحكومة يمارس السلطة التنظيمية فمعنى ذلك أنه يتوفر على اختصاص تقرير ووضع ضوابط عامة
ومجردة.
تنقسم السلطة التنظيمية إلى سلطة تقتصر على تنفيذ القوانين وسلطة تنظيمية مستقلة.
السلطة التنفيذية لتنفيذ القوانين :تنتج السلطة التنظيمية التنفيذ القوانين عن صيغة الفصل 89من الدستور
:2011تعمل الحكومة ،تحت سلطة رئيسها ،على تنفيذ البرنامج الحكومي وعلى ضمان تنفيذ القوانين.
تمارس السلطة التنظيمية لتنفيذ القوانين بواسطة تدابير تتخذ شكل مراسيم (مقررات تنظيمية كما جاء في
الفصل 90ومراسيم تنظيمية ،كما ورد 92من الدستور)٠ ،يتخدها رئيس الحكومة موقعة بالعطف من
طرف الوزراء المكلفين بتنفيذها (الفصل .)90إن طابعها التكميلي للقوانين الصادرة عن البرلمان يجعل
منها أعلها ال تتسم بالتجريد والعمومية.
13
السلطة التنظيمية المستقلة :تمارس السلطة التنظيمية المستقلة وفقا لنفس الشروط ،وهي محددة بمقتضى
الفصل 72من الدستور 2011يختص المجال التنظيمي بالمواد التي ال يشملها اختصاص القانون.
وتتمتع القرارات المتخذة في المجال التنظيمي المستقل باستقاللية عن القوانين الصادرة عن البرلمان مادام
أن هناك تمايزا على مستوى السلطة الفاعلة وبذلك فإن القرارات التنظيمية المستقلة شأنها شأن القانون
تتميز بالتجريد والعمومية .بحيث إن الحكومة وبواسطة هذه القرارات يمكنها وضع قوعد قانونية شبيهة في
عمومتها بتلك التي يضعها البرلمان.
ممارسة سلطة التعيين في الوظائف
يمكن لرئيس الحكومة ان يفوض بعض سلطه الى الوزراء:
تحمل المقررات التنظيمية الصادرة عن رئيس الحكومة التوقيع بالعطف من لدن الوزراء المكلفين بتنفيذها
(الفصل 90من الدستور)
يعين رئيس الحكومة في الوظائف المدنية في اإلدارات العمومية وفي الوظائف السامية في المؤسسات
والمقاوالت العمومية دون اخالل بأحكام الفصل 49من الدستور المطلب الثاني :دور الحكومة المغربية في
10
اعداد السياسات العمومية.
فالسياسات العمومية عمل حكومي في األساس وإن اشترك بصنعه جهات رسمية وأخرى غير رسمية،
وأحيان تشترك جهات ومنظمات إقليمية ودولية في صنع السياسات العامة لدولة من الدول؛ فالسياسات
العمومية التي تصنع بطريقة علمية وتعتمد على معلومات موثقة يتم تنفيذها بسهولة ويسر ،وتقل احتماالت
11
فشلها؛ مما يؤدي إلى المحافظة على امالك العام ،وتقليل الهدر إلى أدنى مستوياته .
14
ومن هذا المنطلق ،إن إعداد وتنفيذ السياسات العمومية يعد عمل الحكومة اليومي ،فنشاطاتها ال تقتصر على
مجال بعينه ،وإنما تضع سياسات للفرد منذ مولده وحتى وفاته ،وهي بذلك تنظم مسار حياته وعالقاته مع
اآلخرين في المجتمع ،وكذلك مع المؤسسات الرسمية والمؤسسات غير الرسمية في ذات الوقت؛ لذلك البد
من تحديد مفهوم السياسات العامة بشكل مختصر قبل الولوج إلى صلب الموضوع.
12
السياسات العمومية هي ما ترغب السلطة القيام به وماال ترغب وفي هذا اإلطار عرف " طوماس داي"
13
في القيام به"
تمر السياسات العمومية بمراحل عدة مراحل أساسية ومتتالية سنجملها في ثالث محطات أساسية ،حيث
سنتطرق لمرحلة ظهور وتشخيص المشكل العمومي ،ثم مرحلة طرح الحلول والبدائل ،وأخيرا تنفيذ الحل،
المتابعة والتقييم.
تكتسي مرحلة ظهور المشكل وتشخيصه أهمية خاصة في مراحل السياسات العمومية حيث خاللها يظهر
المشكل أو وجود طلبات معينة على الصعيد االجتماعي أو االقتصادي وأخرى تمس مراكز أو جماعات
معينة ،حيث يلجأ الفاعلون في هذه المرحلة إلى دراسة المشاكل والطلبات المطروحة لمعرفة المتغيرات
المتحكمة فيها قبل االنكباب على دراسة الحلول التي يتم اعتمادها لتغطية المشاكل المطروحة.14
إن التعريف بالمشكلة يؤثر في نوعية الحلول المقدمة لها كما يؤثر على طبيعة األفكار المتوقعة منها ،إذ
يمكن القول إن تعريف المشكلة يوضح طبيعتها ،هل هي موضوع سياسة خارجية أم موضوع محلي؟ هل
هي مشكلة جديدة أم أنها تطور جديد لمشكلة قائمة أصال؟ باإلضافة انطالقا من مجموعة من اآلليات
الدستورية نذكر منها على سبيل المثال ال الحصر السياسات القطاعية لحلها حتى تستطيع تقييم آثارها،
وبصفة عامة يمكن تعريف المشكلة بأنها حالة أو وضع يفرز عدم رضا عام أو يخلق احتياجات تتطلب
استيعابها عن طريق حلول حكومية.15
وبعدها تأتي المرحلة المباشرة بعد دراسة المشكلة في مختلف أبعادها من طرف الساهرين على اعداد
مجمل هده المراحل ،هناك يتم اتخاد الحلول المالئمة بعد دراسة المشاكل المطروحة ومعرفة األسباب التي
تكون وراء هذه المشاكل ،إذن يمكن القول بأن هذه المرحلة هي مرحلة صناعة الحلول في برامج عمل
واضحة إلى تقديم حلول عملية واسعة المعالم لكل مشاكل موضوع السياسة .حيث يتم االتفاق على تعريف
المشكلة بصورة واضحة وأنها تتعلق بمسألة التوصل إلى تقديم حلول للمشكلة ،فال يمكن القول إذن بأن ثم
الوصول إلى حلول بديلة ،فقد تبعثر المشكلة في هذه المرحلة أو ترجع للمرحلة السابقة على حسب
الظروف المحيطة من هذه الظروف قدرة الفاعلين على تقديم حلول من ناحية الموارد وإمكانياتها المادية
والبشرية ،فاألمر يتعلق أساسا بمسألة التوصل إلى بدائل لحل المشاكل المطروحة ،عبر طرح تساؤالت عن
ماهي الخطة المناسبة للتعامل مع هذه المشكلة وما هي المنافع وتكاليف الخيارات المطروحة؟ وما هي
12 Mark;Rushefsky;Public policy in the unitede states ;’ edition ;copyright 2008by M.E.Sharpe.Inc.ISBN : 987-0-
7656-1664-7 ;P3
13بيير مولر /السياسات العمومية /ترجمة عبد اماللك احزرير الطبعة 2018ص 1.
14كزابري صالح الدين :إشكالية التقييم في مجال السياسات العمومية بالمغرب على ضوء القانون 17.08مجلة الفقه والقانون العدد الرابع فبراير
2013ص 2
15الدكتور أحمد مصطفى الحسين :مدخل إلى تحليل السياسات العامة سلسلة الكتاب العربي الجامعي المدرسي في العلوم السياسية ص 350
15
األفكار اإليجابية المتوقعة لكل بديل .16وأخيرا تأتي مرحلة تنفيذ والمتابعة والتقييم التي تستدعي تنفيذ البديل
الذي تم تبنيه أي تحويله إلى نتائج عملية ملموسة ،وتشير هده العملية إلى مجموعة من النشاطات
واإلجراءات التدابير التنفيذية الهادفة لوضع السياسات العامة على أرض الواقع باستخدام الوسائل
واالمتيازات المادية البشرية في سبيل تحقيق مقاصد السياسات العامة على أرض الواقع باستخدام كافة
الموارد المتاحة .بالنسبة لمرحلة التقييم يمكن اعتباره سعي إلى تقدير أثارها انطالقا من عدة مستويات
أهمها حجم الموارد الموظفة والنتائج المحققة ،ثم اآلثار المتوقعة وغير متوقعة على الشعب ،ومع دلك فإن
تقييم السياسات العمومية يتضمن العديد من التقنيات الدقيقة بتخصصات علمية مختلفة ،تأكد أن البرنامج قد
حقق أهدافه كما هو متوقع منه.17
إن الوثيقة الدستورية 20 ،قد جاءت بمستجدات أساسية على مستوى العالقة بين المؤسسة التشريعية
والسياسات العمومية ،فالمواطنون والمواطنات أصبح من حقهم وفق شروط يحددها قانون تنظيمي ،التقدم
بملتمسات في مجال التشريع.
مشاريع قوانين اإلطار المشار اليها من الفصل 71من الدستور والتي تهم وضع إطار لألهداف ●
األساسية لنشاط الدولة في للميادين االقتصادية واالجتماعية والبيئية والثقافية
مشروع قانون العفو العام ●
مشروع المرسوم المشار اليه في الفصل 104من الدستور ،الذي يتعلق أساس بالمرسوم الذي ●
يتخذه رئيس المجلس بعد استشارة الملك ورئيس المجلس ورئيس المحكمة الدستورية وفي هذا
16
السياق يقدم رئيس للحكومة امام مجاس النواب تصريح يتضمن بصفة خاصة دوافع قرار الحل
وأهدافه
التعيين باقتراح من رئيس الحكومة ،وبمبادرة من الوزير المعني في الوظائف المدنية كوظائف ●
والي بنك المغرب والسفراء والعمال والمسؤولين عن اإلدارات المكلفة باألمن للداخلي
والمسؤولين عن المؤسسات ة المقاوالت العمومية التي تحدد قامتها بقانون تنظيمي
يتداول المجلس الحكومي ،تحت رئاسة رئيس الحكومة ،في القضايا والنصوص التالية:
طلب الثقة من مجلس النواب ،قصد مواصلة الحكومة تحمل مسؤوليتها. ●
مشاريع القوانين ،ومن بينها مشروع قانون المالية ،قبل إيداعها بمكتب مجلس النواب دون ●
إخالل باألحكام الواردة في الفصل 49من الدستور.
مراسيم القوانين. ●
مشاريع المراسيم المشار إليها في الفصول 65و 66و 70من الدستور. ●
تعيين الكتاب العامين ،ومديري اإلدارات المركزية باإلدارات العمومية ،ورؤساء ●
الجامعات والعمداء ،ومديري المدارس والمؤسسات العليا،
18المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة ((مواضيع الساعة)) ،عدد 2013 ،82
17
الملك وسلطة التوجه واالشراف االستراتيجي على السياسات العمومية
فضال عن االختصاصات الحصرية التي يحتكر من خاللها الملك تدبير الصالحيات الدينية المتعلقة بإمارة
المؤمنين ،وعن االختصاصات السيادية والتحكيمية ،فانه يمارس باعتبارها رئيسا للدولة سلطة التوجيه
واالشراف االستراتيجي على السياسات العمومية عبر عديد من االليات الدستورية أهمها:
سلطة تعيين رئيس الحكومة ،وإمكانية اعفاءه ألي عضو أو أكثر من أعضاء الحكومة ●
سلطة رئاسة المجلس الوزاري ،خاصة ان الدستور قد او كل لهذا المجلس صالحية التداول في: ●
(التوجهات االستراتيجية لسياسة الدولة)( ،التوجهات العامة لمشروع قانون المالية) ،مشاريع
لقوانين اإلطار التي تضع إطار لألهداف األساسية انشاط الدولة ،في الميادين االقتصادية
واالجتماعية والبيئية والثقافية ،وفي امر التعيينات تلك التي تأتي باقتراح من رئيس الحكومة او تلك
المتعلقة بالمؤسسات والمقاوالت العمومية واالستراتيجية;
سلطة مخاطبة االمة والبرلمان; ●
سلطة ممارسة الصالحية الدبلوماسية المقدرة بمقتضى الفصل ،55حيث الملك هو من يعتمد ●
السفراء لدى الدول والمنظمات ،ولديه يعتمد السفراء وممثلو المنظمات الدولية ،وهو من يوقع على
المعاهدات ويصادق عليها مباشرة او بعد الموافقة عليها بقانون;
سلطة تراس المجلس األعلى للسلطة القضائية. ●
18
اعتمادا هذا التحليل المستند إلى مقتضيات دستور 2011ترتبط السياسات القطاعية بالقطاعات الحكومية
بحسب تخصص كل قطاع :فالقطاع الحكومي المكلف بالماء مثال يعمل عمى إعداد السياسة المائية،
والقطاع الحكومي المكلف بالتجهيز يعد السياسة الطرقية ،والقطاع الحكومي المكلف بالطاقة يعد السياسة
الطاقية .....وكل سياسة من السياسات المذكورة تبقى سياسة قطاعية تعكس التوجه الحكومي في الموضوع.
ولكي تتحول لهذه السياسة القطاعية إلى سياسة عمومية فال بد أن تسمح بتدخل فاعمين اجتماعيين مختلفين
(حكوميين وغير حكوميين.(19
السياسات العمومية والدستور :سؤال المرجعيات
هل يمكن للوثيقة الدستورية خارج الهندسة الشكلية لصالحيات واالختصاصات وتحديد أدوار ووظائف
السلط والمؤسسات فيما يتعلق بالسياسات العمومية أن تقدم لنا إجابات عن مرجعيات ومضامين هذه
السياسات
األكيد أن هده المضامين متروكة لمستوى الممارسة السياسية وطبيعة االختيارات المعبر عنها من طرف
اإلرادة العامة لمجموع الناخبين لكن من الواضح كدلك أن الدستور يحدد مجموعة من المبادئ المرجعية
التي تحكم السياسات وتمنحها اختيارات قيمية لهل قوة سمو الدستوري من هده المبادئ يمكن أن ندكر مثال
مسألة الهوية االختيار الديموقراطي والمرجعية الحقوقية قضية المساواة ،االلتزام بالبعد االجتماعي وتأكيد
التوجه الليبيرالي للسياسات العمومية وحكامتها.
2.1المحدد الهوياتي كمرجعية للسياسات العمومية:
أهمية و مركزية هدا المحدد تتجلى في أنهم من الناحية النظرية ال يمكن أن نتصور سياسات عمومية ثقافية
دينية تعليمية أو لغوية أو إعالمية ال تنطلق في بناء مرجعياتها و منطلقاتها القيمية من ما يقرره الدستور
على مستوى تمثله للهوية الوطنية المبني عل تالحم و تنوع مقوماتها الموحدة بانصهار كل مكوناتها
العربية اإلسالمية و األمازيغية الصحراوية و الحسانية ،و الفنية بروافدها اإلفريقية و األندلسية و العبرية
و المتوسطية و المميزة بتبوء الدين اإلسالمي مكانة الصدارة فيها في ظل تشبت الشعب المغربي بقيم
االنفتاح و االعتدال و التسامح و الحوار .
2.2االختيار الديموقراطي كمنطلقات للسياسات العمومية:
شكلت الوثيقة الدستورية لعام 2011إعالنا متجددا لالختيار الديموقراطي للمرجعية الحقوقية
يتم اعتبار بناء دولة ديموقراطية يسودها الحق والقانون اختيارا ال رجعة فيه في إطار توطيد مؤسسات
دولة حديثة ترتكز على المشاركة والتعددية ولعل هذا ما يسمح في قراءة إضافة سمة البرلمانية على
توصيف نظام الحكم بالمغرب ليصبح كالتالي نظام ملكي دستوري ديموقراطي برلماني واجتماعي،
في نفس الفصل يتم من جهة تقديم أسس نظام الدستوري المغربي من خالل:
19ياسمين الصالحي ،مستشارة عامة مكلفة بتتبع مركز الدراسات والبحوث في الشؤون البرلمانية بمجلس المستشارين.
19
مبادئ الحكامة الجيدة ●
20
اإلنصاف المجالي لتغطية المرافق العمومية كل التراب الوطني ●
خضوع المرافق العمومية لمعايير الجودة والشفافية والمحاسبة والمسؤولية والمبادئ والقيم ●
الديموقراطية.
21
خاتمة
إن إعداد السياسات العمومية دائما ما يقوم على اشراك كل الفاعلين الرسميين وكذلك الغير الرسميين
بطريقة تشاركية يتدخل الشق المؤسساتي من حكومة وبرلمان ،وهيئات استشارية وسلطات محلية .كذلك
الجهات الغير رسمية من إعالم ومجتمع مدني وكذلك الشعب عن طريق العرائض والملتمسات ولعل
الحكومة هي القلب النابض اإلعداد السياسات العمومية وفق نسق تشاركي يرضي جميع اإليديولوجيات
الممكنة ويستجيب لمصلحة الوطن بشكل عام والمصلحة العامة لألفراد بشكل خاص .فإذا كان للبرلمان
دور في التشريع ومراقبة عمل الحكومة لتجويد سياساتها واقتراح مكامن القوة والضعف ،فهو كدلك قوة
للتقييم العمل الحكومي ،وإذاكان الشعب ينصب لنا حكومة تقدم مصالح لغاية خمس سنوات .فهذا األخير له
سلطة االختيار والمراقبة وكدلك معاقبة األحزاب المشرفة خلل نهاية مدة التفويض بعدم التصويت لألحزاب
التي كانت في موقع السلطة.
إن تنزيل السياسات العمومية يحتم علينا قراءة عامة وشمولية للسياق العام .ففي ظل التحديات والرهانات
التي يعيشها العالم عموما والمغرب خصوصا ،من تغيرات اقتصادية ،اجتماعية ،سياسية وبيئية .عملت
الدولة المغربية في السنوات األخيرة على مشاريع تندرج في إرساء حكامة جيدة ،مواصلة تنزيل
اإلصالحات هيكلية لإلدارة المغربية ،تعزيز االستدامة المالية العمومية ،تمتين رأس مال بشري مؤهل.
لهاذا الغرض تعمل الحكومة المغربية على جهود أكثر إدراج جميع المعنيين في هذه االستراتيجية بهدف
تحقيق مبدأ التعاون ،التضامن والتشارك بين األفراد والجماعات وكدا تسبيق المصالح العامة للمواطنين.
وبهذا يكون دور الحكومة هاما وفعاال في إعداد السياسات العمومية من أجل التوصل إلى الوسائل إليجاد
الحلول وتفاسير لمجموعة من الظواهر االقتصادية االجتماعية السياسية والبيئية لمواجهة االزمات.
22
تصميم الموضوع
2 مقدمـــــــــــــــــــــــة:
4 المطلب األول :مدى تجويد مؤسسة الحكومة من خالل الدساتير السابقة ودستور2011
4 الفقرة األولى :مكانة مؤسسة الحكومة من خالل الدساتير السابقة ودستور2011
7 الفقرة الثانية :التشكيل الحكومي
8 .1التنصيب البرلماني للحكومة:
9 .2طلب الثقة:
10 .3ملتمس الرقابة:
10 .4لجان تقصي الحقائق:
11 المطلب الثاني :صالحيات الحكومة المغربية
12 الفقرة األولى :صالحيات عامة
12 1.اإلشراف على الحكومة:
12 2.السلطة التنظيمية
13 3.ممارسة سلطة التعيين في الوظائف
13 الفقرة الثانية :صالحيات الحكومة في إعداد السياسات العامة
13 1اختصاصات الحكومة في إعداد السياسات العامة:
17 2.1الملك وسلطة التوجه واالشراف االستراتيجي على السياسات العمومية
17 2.السياسة العامة والسياسة العمومية:
18 3.السياسات العمومية والدستور :سؤال المرجعيات
خاتمة22......................................................................................... :
23
المراجع المتعمدة:
المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،العدد - 104ماي يونيو .2012 ●
المجلة المغربي لإلدارة المحلية ة التنمية ،عدد , 104ماي-يونيو 2012الصفحة 109 ●
ق.ت 13-056المتعلق بتنظيم وتسيير اشغال الحكومة والوضع القانوني ألعضائها ●
المجلة المغربية لإلدارة المحلية العدد 104ماي -يونية الصفحة 16 ●
بيير مولر /السياسات العمومية /ترجمة عبد اماللك احزرير الطبعة 2018ص 1. ●
كزابري صالح الدين :إشكالية التقييم في مجال السياسات العمومية بالمغرب على ضوء القانون ●
17.08مجلة الفقه والقانون العدد الرابع فبراير 2013ص 2
الدكتور أحمد مصطفى الحسين :مدخل إلى تحليل السياسات العامة سلسلة الكتاب العربي الجامعي ●
المدرسي في العلوم السياسية ص 259
المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة ((مواضيع الساعة)) ،عدد 2013 ،82 ●
ياسمين الصالحي ،مستشارة عامة مكلفة بتتبع مركز الدراسات والبحوث في الشؤون البرلمانية ●
بمجلس المستشارين.
مراجع باالنجليزية:
24
● Mark; Rushefsky; Public policy in the unitede states ;’ edition ;copyright
2008by M.E.Sharpe.Inc.ISBN : 987-0-7656-1664-7 ;P3
25