You are on page 1of 31

‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫بناء الدولة اإلجتماعية باملغرب‬


‫(الكرونولوجيا واملقومات)‬
‫)‪Building a social state in Morocco (chronology and components‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يقول أندرو فنسنت‪" :‬سؤال ماهي الدولة هو أحد أبسط‪ ،‬ولكن أكثر األسئلة إثارة للحيرة‬
‫يمكن أن يطرح في علم السياسة "‪ ،‬ومازال مفهوم الدولة يحظى باالهتمام الرئيس ي للفلسفة‬
‫السياسية التي تسعى دائما لصياغة نظرية الدولة بالرغم من اإلختالف والتباين الغالب بين‬
‫معظم اآلراء حول مفهومها‪ ،‬وأركانها األساسية التي تؤلفها ‪" :‬الشعب‪ ،‬اإلقليم‪ ،‬الحكومة‪،‬‬
‫السيادة‪ ،‬و النظرة القائلة بأن الدولة حقيقة تاريخية يجب دراستها على أساس منطق تطوري‬
‫حتى نفهم طبيعتها البالغة التعقيد‪.‬‬

‫ويعرف ريموند كارفيليد الدولة بأنها "مجتمع من األفراد يقيمون بشكل مستمر في إقليم‬
‫ما و مستقلين في قو انينهم عن أي تدخل أو تسلط خارجي‪ ،‬ولهم حكومة منظمة تشرع و تطبق‬
‫قوانينها على جميع األفراد المقيمين داخل حدودها "‪ ،‬وتختلف وظيفة الدولة و مدى تدخلها في‬
‫النوا ي االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬باختالف المذاهب السياسية التي تعتنقها كل دولة‪.‬‬

‫و المذهب السياس ي‪ ،‬في الحقيقة‪ ،‬يعكس من الناحية السياسية مجموعة من القيم‬


‫واألفكار أو مجموعة من اإليديولوجيات التي تقدم تصورا لكيفية أداء الدولة ألهدافها‪ ،‬ويحدد‬
‫الوسائل الالزمة لنقلها من البنية الفكرية البحتة إلى البنية القانونية و الحركية في إطارالدولة‪.‬‬
‫و في هذا اإلطاريمكننا أن نالحظ وجود ثالثة من المذاهب السياسية التي سادت أو ال تزال تسود‬
‫ً‬
‫في عالمنا‪ ،‬حددت دور أو وظيفة الدولة وفقا للتصورات المنبثقة عن إيديولوجيات هذه‬
‫المذاهب و هي‪:‬‬

‫المذهب الفردي أو الحر‪ :‬ويقوم هذا النظام على أساس أن الفرد هو غاية التنظيم‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬وأن الدولة وجدت من أجل الحفاظ على الحقوق الطبيعية التي يتمتع بها األفراد‬

‫‪P 271‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫‪،‬ولهذا ومنذ أواخر القرن ‪ 6.‬إستقر الفقه على أن وظائف الدولة األساسية تتمثل في الوظيفة‬
‫التشريعية والتنفيذية و القضائية ثم وظيفة الدفاع الخارجي و وظيفة األمن الداخلي‪.‬‬

‫إنطالقا من هذه المهام كانت الدولة تسمى بالدولة "الحارسة" ‪ ،‬معنى هذا أنه اليحق لها‬
‫التدخل في الميادين الثقافية ‪ ،‬اإلقتصادية و اإلجتماعية ‪ ،‬التي تترك للمبدأ المشهور ‪":‬دعه‬
‫يعمل دعه يمر"‪ .466‬غير أنه نتيجة للتطور في املجتمع الرأسمالي السيما قيام الحرب العالمية‬
‫الثانية و إزدياد نفقات الدولة وظهوراألزمات اإلقتصادية بصفة دورية ‪ ،‬كل ذلك أدى إلى إنتشار‬
‫أفكار المذهب اإلشتراكي و هو ما اضطرالدولة الرأسمالية إلى التدخل في الميادين اإلقتصادية‬
‫و اإلجتماعية والثقافية لكنه تدخل لتكملة النشاط الفردي و ليس بهدف القضاء عليه‪.‬‬

‫المذهب اإلشتراكي أو الماركس ي‪ :467‬و يرى أنصار هذا المذهب أن سعادة الفرد تتحقق‬
‫من خالل تدخل الدولة التي تتولى تحقيق العدالة و المساواة بين األفراد في املجتمع وتقض ي على‬
‫الطبقية ‪ ،‬وتدخل الدولة يشمل جميع الميادين ‪ ،‬و تسمى هنا بالدولة "المتدخلة" لها وظيفة‬
‫أساسية هي تحقيق العدالة و المساواة بين األفراد‪.‬‬

‫المذهب االجتماعي ‪ :‬وتسمى الدولة هنا بالدولة "الراعية " ‪ ،‬وقد كان تقنين أول نظام‬
‫تأمين اجتماعي تحت رعاية "أوتو فون بسمارك"‪ ،‬الذي شغل منصب رئيس وزراء بروسيا بين‬
‫‪ 6.17‬و‪، 6.90‬مثابة عالمة فارقة على ظهور الدولة اإلجتماعية األلمانية‪ .‬يبين تاريخ الدولة‬
‫اإلجتماعية على مدى قرن من الزمن أن النموذج اإلجتماعي األلماني يتميز باإلستمرارية وبقي‬
‫التأمين اإلجتماعي‪ ،‬باعتباره الجوهر المؤسس لنموذج بسمارك‪ ،‬غير متأثر إلى حد كبير بتغير‬
‫النظم السياسية‪.‬‬

‫وبعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬بدأ التوسع الهائل في مفهوم الدولة اإلجتماعية‪ ،‬والذي‬
‫استمر حتى السبعينيات من القرن الماض ي‪ .‬التوسع في الخدمات الصحية ومجموعة واسعة‬
‫من الخدمات اإلجتماعية‪ ،‬كما هو الحال في مجال التعليم والسكن والعائلة واألطفال والشباب‬

‫‪ 466‬مبدأ "دعه يعمل دعه يمر" هو مبدأ اقتصادي يرنو إلى دعوة الحكومة بعدم التدخل في التجارة وهو مبدأ رأسمالي ومن أحد ركائز‬
‫الرأسمالية (الالمركزية) أي عدم تدخل الدولة في الشأن االقتصادي‪.‬‬
‫وهذا المبدأ هو شعار أطلقه الفيسلوف االسكتلندي "آدم سميث" والذي يدعو فيه إلى تقليص صالحيات تدخل الدولة في الشأن االقتصادي‬
‫وتضييقها بهدف التسريع في دفع عجلة التنمية وتحرير التعامالت االقتصادي على نطاق واسع ولكي تُصبح األسواق أكثر حركة وحيوية‬
‫وحرية‪.‬‬
‫‪ 467‬الماركسية فلسفة اجتماعية وسياسية واقتصادية سميت باسم كارل ماركس ‪ ،‬تقوم على دراسة تأثير الرأسمالية على العمل واإلنتاجية‬
‫والتنمية االقتصادية وتدافع عن ثورة عمالية لقلب الرأس مالية لصالح الشيوعية ‪ ،‬حيث تفترض الماركسية أن الصراع بين الطبقات‬
‫االجتماعية وتحديدا ً بين البرجوازية أو الرأسماليين والبروليتاريا أو العمال هو الذي يقوم بتحدد العالقات االقتصادية في االقتصاد‬
‫الرأسمالي‪.‬‬

‫‪P 280‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫والعمل اإلجتماعي والرعاية للمرض ى والمواصالت‪ ،‬أدى إلى تغير نوعي على هيكلية الدولة‬
‫اإلجتماعية ومن ثم بدأ يظهرمفهوم دولة "الرفاه"‪.468‬‬

‫إن فكرة العدالة اإلجتماعية‪ 469‬التي أسست عليها نظرية الدولة اإلجتماعية تعتبر هي‬
‫الطريقة المثلى للوصول لدولة الرفاه التي يصبو إليها الجميع‪،‬وقد أصبح الخطاب اليوم في‬
‫المغرب مركزا على "الدولة اإلجتماعية"‪ ،‬فمنذ إعتالء جاللة الملك محمد السادس‬
‫العرش‪،‬عرف المغرب رؤية إستشر افية تخص سلسلة متر ابطة من األوراش التنموية المتعددة‬
‫في مختلف املجاالت‪ ،‬وتشكل هندسة إجتماعية تضامنية شاملة الرؤى تتوخى في جوهرها جعل‬
‫المواطن ضمن األولوية الكبرى في مسلسل اإلصالح‪ .‬كما أن جاللة الملك رسخ مبادئ التضامن‬
‫و التكافل و التآزراإلجتماعي باملجتمع‪ ،‬برؤية تضامنية للمجال اإلجتماعي حيث اعتمدت أحدث‬
‫النظم واألساليب التدبيرية وذلك من خالل وضع أهداف واضحة تتسم باإلنسجام والفعالية‬
‫والنجاعة والمالئمة مع القدرة على التأثيرو تحديد دقيق للمؤشرات‪ ،‬كل ذلك وفق آلية الحكامة‬
‫املجالية‪ .‬وتوج هذا التوجه باقتراح من جاللة الملك محمد السادس‪ ،‬بإعداد نموذج تنموي‬
‫جديد يكون دعامة مستجدة ومواكبة لتطوربنيات الدولة و طموحها في ترسيخ تنمية مستدامة‬
‫واسعة النقاط‪.‬‬

‫هذا المصطلح أيضا تضمنه الفصل األول من دستور‪" 7066‬نظام الحكم بالمغرب نظام‬
‫ملكية…واجتماعية" وهو ما إنتهت إليه لجنة النموذج التنموي في تقريرها‪.‬وهنا يطرح اإلشكال‬
‫الذي ينطلق منه مقالنا وهو إلى أي حد يمكن إعتبارالمغرب دولة إجتماعية ؟‬

‫لتتفرع عنه مجموعة من التساؤالت نختزلها في اآلتي‪:‬‬

‫ماهو المسارالذي سلكه المغرب للتوجه نحو الدولة اإلجتماعية ؟‬

‫ماهي اآلليات التي اعتمدها المغرب سواء القانونية أو المؤسساتية لبناء الدولة‬
‫اإلجتماعية ؟‬

‫ما هي التحديات واإلكراهات التي يواجهها المغرب في مجال الحماية اإلجتماعية؟‬

‫وماهي اآلفاق المستقبلية للحماية اإلجتماعية في المغرب ؟‬

‫‪ 468‬شكلت فترة أواخر الستينيات من القرن الماضي توسع في الخدمات االجتماعية في الدولة واتضحت معالم دولة الرفاه في هذه الحقبة‪.‬‬
‫‪469‬‬
‫‪OECD, Social justice in the OECD , How do the member states compare , Sustainable Governance‬‬
‫‪Indicators 2011, p 11.‬‬

‫‪P 281‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫وللخوض و التعمق في اإلشكال املحوري ‪ ،‬وملحاولة مقاربة التساؤالت الفرعية الناتجة‬


‫عنه وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي تفرض نفسها بإلحاح في محاورالمقال ‪ ،‬إرتئينا تقسيمه‬
‫على الشكل التالي ‪ :‬املحور األول‪ :‬سياقات ظهور مفهوم الدولة اإلجتماعية بالمغرب‪ .‬املحور‬
‫الثاني‪ :‬األسس التشريعية واإلجراءات المرتبطة بمفهوم الدولة االجتماعية‪.‬‬

‫املحوراألول‪ :‬سياقات ظهورمفهوم الدولة اإلجتماعية بالمغرب‬

‫إن الوقوف عند تجربة المغرب في الميدان اإلجتماعي‪ ،‬يقتض ي جرد أهم المؤسسات‬
‫والبرامج اإلجتماعية التي انخرط فيها بعد اإلستقالل (أوال)‪،‬وذلك بهدف الخروج بخالصات حول‬
‫مقاربة المغرب للمسألة اإلجتماعية‪ ،‬وتلمس حدود انخراطه في صياغة سياسة إجتماعية‬
‫حقيقية تخضع للشروط الموضوعية لبناء دولة إجتماعية‪ ،‬وسؤال مدى إستفادة المملكة من‬
‫األزمات وتحويلها إلى فرص للنهوض بالشأن اإلجتماعي على وجه الخصوص (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التأصيل التاريخي لوظيفة الدولة اإلجتماعية بالمغرب‬

‫إن الحديث عن المسألة االجتماعية بالمغرب مرتبط أساسا بسياقات مجتمعية محددة‬
‫ومراحل تاريخية مفصلية‪ ،‬من المهم جدا استحضارها لفهم طبيعة هذه المسألة وتناقضاتها‬
‫املختلفة‪ ،‬فمنذ استقالل المغرب سنة ‪ 6901‬كان الهاجس اإلجتماعي حاضرا لدى الفاعل‬
‫الرسمي باختالف رهاناته السياسية واألمنية‪ ،‬رغم محدودية موارد الدولة وارتفاع النفقات‬
‫العمومية وضعف تنافسية اإلقتصاد الوطني‪ ،‬فخالل مرحلة ما بعد اإلستقالل مباشرة إلى‬
‫حدود سنة ‪ 69.0‬كانت هناك محاوالت “لهيكلة الحقل االجتماعي“ ومأسسته‪ ،‬من خالل‬
‫مؤسسات عمومية كالتعاون الوطني سنة ‪470 690.‬واإلنعاش الوطني سنة ‪ 6916‬وإحداث‬
‫وعدد من برامج التغذية والماء الصالح للشرب والكهرباء بالعالم‬ ‫المقاصة‪471‬‬ ‫صندوق‬
‫القروي وبرنامج األولويات اإلجتماعية ‪ ..‬إال أن هذه البرامج والمؤسسات كانت مرتبطة أساسا‬
‫بتقديم الدعم المباشر للفئات األكثر فقرا وهشاشة من أجل استقرار املجتمع وتوفير شروط‬
‫استمراريته نظرا للتحديا ت السياسية التي تواجه الدولة في هذه المرحلة من جهة‪ ،‬ومن أجل‬
‫الضبط اإلجتماعي وحضورالهاجس األمني من جهة ثانية‪.‬‬

‫‪ 470‬أحدث التعاون الوطني في البداية على شكل مؤسسة خصوصية ذات طابع اجتماعي‪ ،‬معترف لها بالمنفعة العامة بموجب الظهير‬
‫تحول إلى مؤسسة عمومية تتمتّع بالشخصية المدنية‬
‫الشريف رقم ‪ 4.48.011‬بتاريخ ‪ 62‬رمضان ‪ 4282‬الموافق ل ‪ 68‬أبريل ‪ ،4148‬ثم ّ‬
‫واالستقالل المالي‪ ،‬بواسطة المرسوم رقم ‪ 6.84.264‬بتاريخ ‪ 46‬محرم ‪ 4216‬الموافق ل ‪ 61‬فبراير ‪ .4186‬وهو اليوم موضوع تحت‬
‫الوصاية اإلدارية لوزارة األسرة والتضامن والمساواة والتنمية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ 471‬صندوق المقاصة المغربي ‪ ،Caisse de Compensation‬هي مؤسسة حكومية مغربية (صندوق الدعم االجتماعي) ذات صفة‬
‫معنوية واستقاللية مالية‪ ،‬وظيفتها األساسية دعم أثمان المواد األولية المسوقة في المغرب‪ ،‬وخصوصا والغازية والسكر‪...‬‬

‫‪P 282‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫كل هذه األحداث أدت الى ما سمي ببرنامج التقويم الهيكلي سنة ‪ 47269.7‬نتيجة فرض‬
‫توجهات إقتصادية واجتماعية على المغرب ‪،‬نظرا لعجز الحكومة عن تسديد ديونها لصندوق‬
‫النقد الدولي‪ ،‬هذه التوجهات يمكن اختصارها في ثالث أمورأساسية‪:‬‬

‫ـ القيام بإصالح ضريبي وجبائي‬

‫ـ رفع الدعم عن القطاعات اإلجتماعية الغيرمنتجة‬

‫ـ الرفع من ميزانية اإلستثمار‬

‫التقويم الهيكلي سيؤدي فيما بعد الى إشكاالت حقيقية داخل املجتمع وصفها الراحل‬
‫الحسن الثاني بالسكتة القلبية التي أوشكت على الوقوع‪…473‬‬

‫إال أن الوضع لم يستمر على ما هو عليه‪ ،‬نظرا لعدة أسباب‪ ،‬منها ما هو داخلي كبداية‬
‫تشكل ما يسمى “بالعهد الجديد“ وظهور مستويات جديدة للتعامل مع المسألة اإلجتماعية‪،‬‬
‫ومنها ما هو خارجي يرتبط أساسا بمحطتين مهمتين؛ األولى تقرير برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‬
‫لسنة ‪474 6990‬والحديث عن مؤشرات و أبعاد جديدة للتنمية‪ ،‬واملحطة الثانية ترتبط بمؤتمر‬
‫كوبنهاكن سنة ‪ 6990‬الذي تمخضت عنه أهداف األلفية والمغرب من بين الدول الملزمة بهذه‬
‫األهداف‪..‬‬

‫هذا السياق الداخلي والخارجي تمخضت عنه سياسة إجتماعية بمؤسسات وبرامج‬
‫جديدة‪ ،‬كتأسيس وكالة التنمية اإلجتماعية بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪، 475 6999‬بتوصية من البنك‬

‫‪ 472‬خضع المغرب لتطبيق سياسة التقويم الهيكلي بصفة رسمية من ‪ 4112‬إلى ‪ 4112‬و ذلك بعد أن عانى مشاكل مالية كبرى تمثلت‬
‫أساسا في نسبة عجز الميزانية التي بلغت حوالي ‪ 46‬في المائة سنة ‪ 4112‬كما أن الدين العمومي كان قد وصل ‪ 16‬في المائة سنة ‪4112‬‬
‫‪ ،‬كما أن االحتياطي من العملة الصعبة لم يكن يتجاوز يومين سنة ‪ 4112‬و التضخم كان في حدود ‪ 40‬في المائة‪.‬‬
‫‪ 473‬خالد وخشي ‪ ،‬التنمية اإلجتماعية بالمغرب‪...‬أي حظور لمفهوم الدولة الراعية ‪ ،‬مقال منشور بمجلة "العمق المغربي" ‪ ،‬على الموقع‬
‫اإللكتروني‪:‬‬
‫‪.www.al3omk.com‬‬
‫‪ 474‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي (‪ )United Nations Development Programme‬واختصارا ً (‪ )UNDP‬هي شبكة تطوير‬
‫عالمية تابعة لألمم المتحدة‪ ,‬وهي منظمة تدعم التغيير وربط الدول بالمعرفة والخبرة والموارد لمساعدة األشخاص لبناء حياة أفضل‪ .‬وهي‬
‫تعمل في ‪ 488‬دولة وتساعدهم في تطوير حلولهم لمواجهة تحديات التنمية المحلية والعالمية‪ .‬كما تعمل على تطوير القدرات المحلية التي‬
‫تعتمد على موظفي برنامج األمم المتحدة اإلنمائي وشريحة واسعة من الشركاء‪.‬‬
‫‪ 475‬وكالة التنمية االجتماعية هي مؤسسة عمومية تتمتع باالستقالل المالي والشخصية المعنوية‪ ،‬تخضع لوصاية وزارة التضامن والمرأة‬
‫واألسرة والتنمية االجتماعية‪ ،‬من مهامها محاربة الفقر والهشاشة في المغرب‪ ،‬وكذا تنمية البنيات التحتية في إطار تنمية وتطوير سلسلة‬
‫إنتاجية معينة (النحل؛ الحليب؛ المواشي؛ حرفة أو صناعة تقليدية أو مهنة بيئية؛ نشاط اجتماعي محلي له مردودية ثقافية‪ ،‬مالية‪ ،‬تربوية‬
‫أو اجتماعية مفيدة للمنطقة) من اإلنتاج إلى التسويق‪ .‬المستفيدون من خدمات وكالة التنمية االجتماعية ‪• :‬التعاونيات؛ •الجمعيات المحلية؛‬
‫• الجماعات المحلية (مجالس الجماعية‪ ،‬مجالس األقاليم والعماالت ومجالس الجهات) في إطار برامج واتفاقيات شراكة لفائدة الساكنة‬
‫المحلية لهذه الوحدات الترابية؛ •هيئات ومؤسسات عمومية ‪ :‬غرف مهنية؛ مؤسسات تعنى بالتنمية االجتماعية أو يتقاطع نشاطها مع ميدان‬
‫أو مجال اجتماعية يجب النهوض والرقي به للزيادة الفائدة ( من أجل توسيع الفئة المستفيدة أو تثمين المجال المستهدف وتطويره لتسويقه‬
‫إما داخليا أو دوليا إن أمكن) مثال {برنامج أركان}‪ .‬تحديد العمليات المزمع تنفيذها‪ ،‬وإبرام االتفاقيات مع مختلف الشركاء المحليين ودوليين‬
‫في إطار التنمية المحيلة (اإلدماج االجتماعي األنشطة المدرة لدخل بالنسبة للفئات االجتماعية الهشة والمنعدمة الدخل؛ تقوية قدرات جميع‬
‫الفاعلين في تنمية االجتماعية؛ وتقييم تأثير مختلف المشاريع‪ .‬التعاون مع الشركاء وإبرام اتفاقيات شراكة مع‪:‬‬

‫‪P 283‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫الدولي‪ ،‬كمؤسسة عمومية تعنى بتنزيل السياسات الحكومية في املجال اإلجتماعي‪ ،‬مهمة الوكالة‬
‫هي محاربة الفقر والهشاشة من خالل دعم الفاعلين املحليين بشكل مباشر أو عبر الجمعيات‬
‫والتعاونيات والجماعات الترابية ‪ ..‬من خالل إطار ومحاور إستراتيجية وخلق التقائية تدخالت‬
‫الفاعلين على المستوى الترابي‪ ،‬ما يميزهذه المؤسسة هو توفيرآليات إلشتغال الفاعل املحلي‬
‫من أجل تنشيط وتنمية املجال وتعبئة الموارد وكذا تفعيل دور الوساطة بين الفاعلين‬
‫ومؤسسات الدولة‪ ..‬كما تم اإلعالن عن مبادرات في املجال الحقوقي كتأسيس هيئة اإلنصاف‬
‫والمصالحة لجبر ضرر المتضررين من اإلنتهاكات الجسيمة لحقوق االنسان‪ ..‬خالل هذه‬
‫المرحلة كذلك تم تأسيس الوكالة الوطنية للتشغيل والكفاءات‪ 476‬تحت وصاية وزارة التشغيل‬
‫تعنى بمو اكبة وتوجيه الشباب لالندماج في سوق الشغل وكذلك إحداث مؤسسة محمد‬
‫الخامس للتضامن‪ ،477‬كما تم اإلعالن عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في ‪ 6.‬ماي‬
‫‪،4787000‬كمشروع وطني الغاية منه محاربة الفوارق اإلجتماعية ودعم الفئات الفقيرة والهشة‬
‫من خالل برامج ومحاورإستراتيجية‪..‬‬

‫كما أنه و منذ إعتالء الملك محمد السادس العرش في ‪ 10‬يوليو ‪ ،6999‬تم إطالق العديد‬
‫من المشاريع التأسيسية للرؤية اإلجتماعية المتعمدة والتي تقوم على‪:‬‬

‫إدارات عمومية مركزية (وزارات مندوبيات سامية‪ ،‬قطاعات إدارية)؛ إدارات أال تركيز ( عماالت‪ ،‬مندوبيات وتمثيليات اإلدارات‬
‫المركزية على مستوى الجهات والعماالت والمقاطعات)؛‬
‫الجماعات المحلية؛ المؤسسات العمومية؛ الجمعيات والتعاونيات المحلية؛ القطاع الخاص‪ .‬بغرض إنجاز برامج أو مشاريع التنمية‬
‫االجتماعية‪ ،‬لفائدة الساكنة المستهدفة من طرف وكالة التنمية االجتماعية {الفقيرة والهشة}‪ .‬في إطار إنجاز مخططات وكالة التنمية‬
‫االجتماعية لبرامجها فهي تقوم دائما باللجوء إلى شركاء متخصصين إلنجاز أنشطة التكوين والدعم التقني‪ ،‬كالمنظمات غير الحكومية‬
‫الخبيرة في الميدان التنمية المحلية‪ ،‬ومكاتب الدراسات والجامعات ومؤسسات التكوين‪ ،‬والمنظمات الدولية هاته األخيرة إما تكون مانحة‬
‫أو مانحة ومكلفة بإنجاز برنامج تنموي على الصعيد الوطني أو المحلي‪.‬‬
‫‪ 476‬الوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل والكفاءات (وتسمى إختصارا ً باسم أنابيك) هي مؤسسة عمومية في المغرب‪ ،‬وتخضع لوصاية الدولة‬
‫طبقا للنصوص الجاري بها العمل‪ ،‬كما تخضع الوكالة كذلك لمراقبة الدولة المالية المطبقة على المؤسسات العمومية بموجب النصوص‬
‫التنظيمية الجاري بها العمل‪ .‬وتتوفر الوكالة على فروع لها في مختف المدن المغربية‪.‬‬
‫‪ 477‬مؤسسة محمد الخامس للتضامن هي مؤسسة تضامنية اجتماعية وطنية مغربية ذات منفعة عمومية واستقالل مالي‪ .‬أُسست بمرسوم‬
‫صدر يوم ‪ 64‬ربيع األول ‪ 4160‬الموافق ‪ 4‬يوليو ‪ 4111‬في عهد الملك الراحل الحسن الثاني‪ ،‬ويرأسها الملك محمد السادس وتتشكل من‬
‫مجلس إداري مع متصرف منسق إضافة إلى الشركاء والمساعدين االجتماعيين ومجموعة من األطر ورؤساء المشاريع‪ .‬سميت على اسم‬
‫الملك الراحل محمد الخامس وأسست كجهاز وطني‪ ،‬كما تسعى إلى التخفيف من معاناة الطبقة المعوزة وذوي االحتياجات الخاصة وضحايا‬
‫الكوارث الطبيعية ودعم تدريس األطفال ومحو األمية وتوفير األدوية ودعم الجمعيات الناشطة واستقبال المغاربة المقيمين في الخارج‬
‫وحماية البيئة‪ .‬على المستوى المحل ي والدولي‪ ،‬كما أنها مؤسسة ذات استقاللية مالية‪ .‬يتكون دخل المؤسسة من جمع التبرعات النقدية‬
‫والعينية وفوائد األرصدة المجمدة لدى البنوك ومساهمات شركاء المؤسسة‪.‬‬
‫‪ 478‬المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪،‬هي مشروع تنموي انطلق رسميا ً بعد الخطاب الملكي في ‪ 41‬ماي‪ ،6004‬ويستهدف تحسين األوضاع‬
‫االقتصادية واالجتماعية للفئات الفقيرة‪ ..‬وجعل المواطن المغربي أساس الرهان التنموي‪ ،‬وذلك عبر تبني منهج تنظيمي خاص قوامه‬
‫االندماج والمشاركة‪.‬‬
‫تهدف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬إلى محاربة الفقر والهشاشة واإلقصاء االجتماعي‪ ،‬ومساهمة المواطنين المعنيين في تشخيص‬
‫حاجياتهم ومطالبهم وتحقيقها‪ ،‬إضافة إلى الحكامة الجيدة مع إشراك كل الفاعلين في التنمية وفي اتخاذ القرار‪.‬‬

‫‪P 284‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫• نهج للحكم يضع اإلنسان في صميم جميع السياسات‪ ،‬تم اإلعالن عنه بواسطة “دعوة‬
‫‪ 67‬أكتوبر‪ ”6999‬حول “المفهوم الجديد للسلطة”‪ ،‬و الذي مهد الطريق نحو إصالحات جديدة‬
‫متعددة األبعاد‪.‬‬

‫•إطالق عملية التقييم بأثر رجعي بعد الخطاب الملكي في ‪ 70‬أغسطس ‪ 7001‬لعملية‬
‫التنمية البشرية منذ استقالل البالد‪ ،‬من أجل تطوير رؤية التنمية البشرية للسنوات العشرين‬
‫القادمة‪ ،‬حيث أفض ى التقييم إلى تقرير بعنوان “‪ 00‬سنة من التنمية البشرية في المغرب و‬
‫وجهات نظرلعام ‪ ، ”7070‬والذي شكل “التنمية البشرية” منه المفهوم الموحد‪.‬‬

‫في ضوء نقاط الضعف الهيكلية الخطيرة‪ ،‬والمتميزة بالفقر وعدم اإلستقرار والتهميش‬
‫اإلجتماعي التي كشف عنها التقريرالمذكورأعاله‪ ،‬تم إطالق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪،‬‬
‫وهي استراتيجية إنمائية شاملة تضم جميع الحقوق األساسية (االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية والمدنية والسياسية) و تضع اإلنسان في صميم اهتماماتها‪ ،‬وقد خصص لتنفيذها‬
‫موارد مالية كبيرة‪.479‬‬

‫يكرس كذلك دستور‪ 7066‬بوضوح أسس الدولة اإلجتماعية ‪ ،‬حيث أن العقد اإلجتماعي‬
‫الذي أقرته الوثيقة الدستورية ‪ ،‬قائم على تعزيز الحقوق و الحريات و إحداث المؤسسات‪،‬‬
‫للتمكين من تحقيق المساواة و العدالة اإلجتماعية ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬تم تنفيذ العديد من السياسات العامة التي تهدف إلى تحسين الحياة‬
‫اإلجتماعية واإل قتصادية ‪ ،‬و الحد من التفاوتات اإلجتماعية و اإلقليمية طوال الفترة ‪-6999‬‬
‫‪.7069‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أزمة كورونا و سؤال الدولة اإلجتماعية‬


‫تعالج البلدان حول العالم تداعيات وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد‪ً )69-‬‬
‫بناء على‬
‫احتياجاتها الفريدة وقدراتها على مواجهته ‪ ،‬وقد واجه المغرب تحديات عديدة‪ّ ،‬‬
‫وتعين عليه‬
‫مواجهتها على جبهات إقتصادية وقانونية وإجتماعية متعددة‪.‬‬

‫لقد مرت المراحل األولى من جائحة كورونا في محاولة للخروج من الحجر الصحي‬
‫ومحاولة إخراج البالد من األزمة‪.‬‬

‫‪ 479‬طه السعدوني‪ ،‬محاوالت بناء الدولة اإلجتماعية في المغرب‪...‬النظرية و الممارسة مقال منشور على موقع كازابالنكا اآلن على‬
‫الرابط التالي‪:‬‬
‫‪www.Casablancaalaan.ma‬‬

‫‪P 285‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫وهي استراتيجية أعطت األولوية لصحة المواطن على حساب اإلقتصاد‪،‬وهو خيارا أعتبر‬
‫صائبا في منطلقاته‪ ،‬وحظي بإجماع وتفهم الجميع‪ ،‬لكن عادت األولويات االقتصادية‬
‫واالجتماعية إلى الواجهة فيما بعد بحدة وبإصرار‪.‬‬

‫فبعد التأكد من أن األزمة حادة وشاملة على المستوى اإلقتصادي‪ ،‬وأن انعكاساتها على‬
‫الصعيد االجتماعي قاسية‪ ،‬خصوصا في هذه الظرفية الخاصة‪ ،‬تركزالثقل وتوجه اإلهتمام نحو‬
‫الدولة ومؤسساتها‪ ،‬إلنقاذ كل ما يمكن إنقاذه‪ :‬إنقاذ المقاوالت من اإلفالس و إنقاذ المواطنين‬
‫من شبح البطالة وقلة ذات اليد‪ ،‬وحماية العمال من التسريح من العمل ومساعدة الفئات‬
‫الهشة‪. 480‬‬

‫و معلوم أن أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد‪ -‬كوفيد ‪ -69‬ساهمت بشكل أو بآخرإلى‬
‫إعادة األدوار التقليدية للدولة المغربية‪ ،‬وعلى وجه الخصوص في املجالين اإلقتصادي‬
‫واإلجتماعي ‪ ،‬وذلك على ضوء توجهات العاهل المغربي الملك محمد السادس والذي كان سباقا‬
‫في إحداث "صندوق جائحة فيروس كورونا"‪ 481‬لمواجهة هذه الجائحة‪ ،‬أو من خالل إتخاذ جملة‬
‫من اإلجراءات والقرارات من طرف لجنة اليقظة اإلقتصادية‪ 482‬بخصوص التداعيات واآلثار‬
‫الصحية واإلقتصادية واإلجتماعية في خضم إقرار الحجر الصحي وفرض حالة الطوارئ‬
‫الصحية بالمغرب ‪.‬‬

‫وبخصوص أدوار الدولة اإلجتماعية في خضم الجائحة فقد اتخذت لجنة اليقظة‬
‫االقتصادية مجموعة من اإلجراءات ذات الطابع اإلجتماعي نذكرمنها التالي‪:‬‬

‫‪ ‬تدابيرلجنة اليقظة اإلقتصادية لفائدة المأجورين المؤرخة في ‪ 69‬مارس ‪:70َ70‬‬

‫‪ ‬إستفادة جميع المأجورين المصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي في‬
‫فبراير‪ ،7070‬المتوقفون عن العمل من طرف مقاولة في وضعية صعبة‪ ،‬من تعويض‬

‫‪ 480‬رضوان سند ‪ ،‬تأثيرات كورونا على السياسات العمومية بالمغرب ‪ ،‬مقال منشور بمجلة العمق المغربي‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪www.al3omk.com‬‬
‫‪ 481‬أحدث هذا الصندوق بموجب المرسوم رقم ‪ 6.60.621‬الذي تم نشره بالجريدة الرسمية ليوم الثالثاء في ‪ 66‬رجب‬
‫‪ 48( 4114‬مارس ‪ ،)6060‬بعد المصادقة عليه من لدن مجلس استثنائي للحكومة بتاريخ ‪ 42‬مارس ‪ .6060‬كما تم إخبار‬
‫اللجنتين المكلفتين بالمالية بالبرلمان بإحداث هذا الصندوق‪ ،‬وهما لجنة المالية والتنمية االقتصادية بمجلس النواب‪ ،‬ولجنة‬
‫المالية والتخطيط والتنمية االقتصادية بمجلس المستشارين‪ ،‬طبقا للمقتضيات القانونية‪.‬‬
‫‪ 482‬يتمثل الهدف من إحداث هذه اللجنة في رصد و تتبع االنعكاسات اإلقتصادية لألزمة الوبائية على اإلقتصاد الوطني ‪ ،‬ومواكبة‬
‫النشاطات األكثر عرضة للصدمات الناجمة عن هذه األزمة‪.‬‬

‫‪P 286‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫شهري ثابت وصافي قدره ‪ 7000‬درهم‪ ،‬باإلضافة إلى التعويضات العائلية وتلك المتعلقة‬
‫بالتأمين اإلجباري عن المرض) ‪. (AMO‬‬
‫‪ ‬تمكين هؤالء األجراء ً‬
‫أيضا من اإلستفادة من تأجيل سداد القروض البنكية (قروض‬
‫اإلستهالك وقروض السكن) إلى غاية ‪ 10‬يونيو ‪.4837070‬‬

‫‪ ‬تدابيرلجنة اليقظة اإلقتصادية لفائدة األجراء المؤرخة في ‪ 7.‬مارس ‪:7070‬‬

‫تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس‪ ،‬تم إحداث صندوق خاص لتدبير‬
‫ومواجهة وباء فيروس كورونا‪ ،‬وذلك من أجل التكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل البنيات‬
‫الصحية‪ ،‬والحد من أثارهذا الوباء على اإلقتصاد الوطني‪.‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬وبعد مشاورات وإجتماعات متواصلة‪ ،‬قررت لجنة اليقظة اإلقتصادية‬
‫منح تعويض شهري جزافي قدره ‪ 7000‬درهم‪ ،‬باإلضافة إلى اإلستفادة من خدمات التغطية‬
‫الصحية اإلجبارية والتعويضات العائلية‪ ،‬لفائدة األجراء والمستخدمين بموجب عقود اإلندماج‬
‫والبحارة الصيادين المتوقفين مؤقتا عن العمل المصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان‬
‫االجتماعي برسم شهر فبراير ‪ ،7070‬والمنتمين للمقاوالت المنخرطة في الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي التي تواجه صعوبات‪.‬‬

‫ويهم هذا التعويض الفترة الممتدة من ‪ 60‬مارس إلى ‪ 10‬يونيو ‪.4847070‬‬

‫‪ ‬تدابير لجنة اليقظة اإلقتصادية بشأن عملية الدعم المؤقت لألسر العاملة في القطاع‬
‫غيرالمهيكل المتضررة من فيروس كورونا المؤرخة في ‪ 79‬مارس ‪:7070‬‬

‫كما ركزت لجنة اليقظة اإلقتصادية في اجتماعها ليوم االثنين ‪ 71‬مارس ‪ 7070‬على تدابير‬
‫دعم القطاع غيرالمهيكل المتأثرمباشرة بالحجرالصحي‪.‬‬

‫ونظرا لتعقيد هذه اإلشكالية‪ ،‬اتخذ القرارلمعالجتها على مرحلتين‪:‬‬

‫المرحلة األولى ‪ :‬تهم األسر التي تستفيد من خدمة راميد وتعمل في القطاع غير المهيكل‬
‫وأصبحت ال تتوفرعلى مدخول يومي إثر الحجر الصحي‪ .‬هذه األسر يمكنها االستفادة من‬
‫مساعدة مالية تمكنها من المعيش والتي تم منحها من موارد صندوق محاربة جائحة كورونا‬
‫الذي أنشأ تبعا لتعليمات صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره الله‪.‬‬

‫‪ 483‬تدابير لجنة اليقظة االقتصادية لفائدة المأجورين المؤرخة في ‪ 41‬مارس ‪.6060‬‬


‫‪ 484‬تدابير لجنة اليقظة االقتصادية لفائدة األجراء المؤرخة في ‪ 61‬مارس ‪.6060‬‬

‫‪P 287‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫وقد حددت هذه المساعدة المالية على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال‪ .00 :‬درهم لألسرة المكونة من فردين أو أقل‪،‬‬

‫ثانيا‪ 6000 :‬درهم االسرة المكونة من ثالث إلى أربع أفراد‪،‬‬

‫ثالثا‪ 6700 :‬درهم لألسرة التي يتعدى عدد أفرادها أربعة أشخاص‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬بالنسبة لألسر التي ال تستفيد من خدمة راميد والتي تعمل في القطاع‬
‫غير المهيكل والتي توقفت عن العمل بسبب الحجر الصحي‪ ،‬تم منحها نفس المبالغ المذكورة‬
‫سابقا‪.485‬‬

‫لقد مكنت المقاربة المتعددة األبعاد‪ ،‬لمواجهة تفش ي فيروس كورونا (كوفيد‪،)69-‬‬
‫بفضل الرؤية المتبصرة لجاللة الملك‪ ،‬من تقليص االنعكاسات اإلقتصادية واإلجتماعية‬
‫للجائحة‪ ،‬وهكذا جاء إطالق الصندوق الخاص بتدبيرجائحة كوفيد‪ 69-‬الذي تم إحداثه تنفيذا‬
‫للتعليمات المولوية السامية‪ ،‬كإجراء فعال للتكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل اآلليات‬
‫والوسائل الصحية‪ ،‬والمساهمة في تعزيزاالقتصاد الوطني من خالل دعم القطاعات األكثرتأثرا‬
‫بتداعيات فيروس كورونا والحفاظ على مناصب الشغل والتخفيف من التداعيات اإلجتماعية‬
‫لهذه الجائحة‪.‬‬

‫وضمن اإلستراتيجية التي تمت بلورتها لمواجهة هذا الوباء‪ ،‬إتخذت الدولة التدابير‬
‫الضرورية للحفاظ على الصحة العامة للمواطنات والمواطنين ودعم وتعزيزالبعدين اإلجتماعي‬
‫واإلقتصادي‪ ،‬في كل المراحل التي مرت منها عملية محاربة هذا الوباء‪.‬‬

‫فالحديث عن هذا األمريجرنا إلى مالمسة كيفية التعامل مع أزمة “كورونا” بالمغرب‪ ،‬إذ‬
‫بالرغم من بعض اإلجراء ات اإليجابية‪ ،‬والقرارات التي اتخذتها الدولة في األشهراألولى بعد ظهور‬
‫الوباء؛ و التي كان من أهمها إنشاء صندوق تدبير جائحة كورونا‪ ،‬غير أنه بعد رفع الحجر تم‬
‫التعامل مع الجائحة بشكل ارتجالي تجسد أساسا في تبني قرارات كان لها أثر سلبي على كيفية‬
‫الحد من انتشار وباء كورونا‪ ،‬باإلضافة إلى ضعف البنيات الصحية والتي أبانت عن عجز‬
‫ملحوظ ومحدودية قدرتها اإلستيعابية على استقبال المصابين بالوباء‪.486‬‬

‫‪ 485‬تدابير لجنة اليقظة االقتصادية بشأن عملية الدعم المؤقت لألسر العاملة في القطاع غير المهيكل المتضررة من فيروس كورونا‬
‫المؤرخة في ‪ 61‬مارس ‪.6060‬‬
‫‪ 486‬حس ن الزواوي‪ ،‬جائحة كورونا وضعف بنيات الدولة اإلجتماعية بالمغرب‪ ،‬مقال منشور بمجلة "مجلة‪ "61‬على الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪www.majala24.ma‬‬

‫‪P 288‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫كما أن هذه الظروف الصعبة التي أفرزتها الجائحة‪ ،‬مست في العمق مفهوم الدولة‬
‫وأدورها واألحزاب السياسية والمنظمات النقابية واملجتمع المدني والقطاع الخاص‬
‫ومسؤوليتهم وموقعهم من الدولة…كما عرت هشاشة السياسات اإلجتماعية المتبعة منذ سنين‬
‫في مجاالت الصحة والتعليم والسكن و أنظمة الحماية اإلجتماعية‪.‬‬

‫ففي املجال الصحي ‪ ،‬تبين أنه ال البنية التحتية و ال المعدات و ال الموارد البشرية في‬
‫مستوى التحديات‪ ،‬و أن من بين القضايا التي يتعين علينا مواجهتها‪ ،‬ذلك العجزالهيكلي الهائل‬
‫الذي ليس سوى نتيجة لخيارات سياسية غير متناسقة‪،‬كما عرت هذه الجائحة حجم ضعف‬
‫خدمات منظومتنا التعليمية الوطنية وبشدة‪ ،‬حيث ثبت أن النظام التعليمي غير قادر على‬
‫التحرك بالسرعة والجودة المطلوبتين‪ ،‬من نظام التعلم الحضوري إلى التعليم عن بعد‪ ،‬الذي‬
‫فرضه الحجرالصحي‪.‬‬

‫إ ن هذه الجائحة دفعت وستدفع فئات عريضة إلى حافة الفقر والبطالة واإلفالس ومن‬
‫ثم فإن من تداعياتها المرتقبة‪ ،‬مخاطر تهدد السلم واألمن االجتماعين‪ ،‬مع ما يمكن أن يترتب‬
‫على ذلك من مخاطرسياسية وتهديدات لإلستقرارالسياس ي واإلجتماعي‪.487‬‬

‫يبدو أن جائحة كورونا باتت مدخال أساسيا إلعادة قراءة المسار اإلصال ي بالمغرب‬
‫ومستقبل الديمقراطية والتنمية به‪ ،‬فقد فتحت هذه الجائحة الباب على مصراعيه أمام سياق‬
‫اجتماعي وسياس ي متسم بالتعقيد والشك وزيادة مستوى التشاؤم بسبب نوعية املخاطر التي‬
‫أصبحت الدول مطالبة بالتعامل معها ليس فقط في إطارها البيولوجي ولكن من خالل مواجهة‬
‫آثارها السالفة الذكر‪ .‬كما أن مستقبل الدولة أصبح هو اآلخر رهينا بهذا األمر الذي ال يمكن‬
‫التغلب عليه إال من خالل وضع قواعد سياسية جديدة تقدم حلوال جذرية لألزمة‪ ،‬وفق منطق‬
‫يؤمن بضرورة تبني استراتيجيات سياسية إصالحية ترد اإلعتبارلمفاهيم العدالة اإلجتماعية و‬
‫الديمقراطية‪ .‬فنحن اليوم لسنا فقط في مواجهة وباء كورونا ولكننا أيضا أمام أزمة الدولة‬
‫اإلجتماعية وأزمة السياسة التي ساهمت مخرجاتها في تأخراملجتمع‪ ،‬فأصبح هو اآلخرموضوعا‬
‫ملجموعة من التحوالت السلبية التي مست بنياته االجتماعية بصورة متسارعة‪.488‬‬

‫‪ 487‬طه السعدوني ‪ ،‬مغرب ما بعد كورونا ‪...‬نحو التأسيس للدولة اإلجتماعية‪ ،‬مقال منشور بمجلة كازابالنكااآلن‪ ،‬على الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪www.casablancaalaan.ma‬‬
‫‪ 488‬حسن الزواوي‪ ،‬جائحة كورونا وضعف بنيات الدولة اإلجتماعية بالمغرب‪ ،‬مقال منشور بمجلة "مجلة‪ "61‬على الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪www.majala24.ma‬‬

‫‪P 281‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫املحورالثاني ‪:‬األسس التشريعية واإلجراءات المرتبطة بمفهوم الدولة اإلجتماعية‬

‫تطبق األنظمة في املجتمعات من خالل القانون‪ ،‬الذي يهدف إلى حماية األفراد و يتولى‬
‫عدة‪.‬‬ ‫مستويات‬ ‫على‬ ‫االجتماعي‬ ‫والتحديث‬
‫التغيير‬ ‫مهمة‬
‫كما يتفاعل القانون كقاعدة أساسية مع المؤسسات اإلجتماعية الرئيسية بطريقة تتمثل‬
‫باإلرتباط المباشر بينه وبين التغيير االجتماعي ‪ ،‬بتوفير البيئة المناسبة للقيام باألنشطة‬
‫االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والبيئية املختلفة‪ ،‬والتي تعتبر درجات على سلم نهضة‬
‫املجتمعات‪ ،‬وإرتقائها‪ .‬وفيما يلي أهم المقتضيات القانونية و اإلجراءات التي تعتمد عليها الدولة‬
‫المغربية إلرساء الدولة االجتماعية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬البناء الدستوري لمفهوم الدولة اإلجتماعية (قراءة في دستور‪)7066‬‬

‫من المقومات األساسية في دولة القانون‪ ،‬وجود دستور‪ ،‬فبناءا عليه تبنى الدولة‬
‫العصرية المتوازنة‪ ،‬فكما يقول ميشال مياي أستاذ القانون العام بجامعة مونبلييه في كتابه‬
‫"دولة القانون"‪" ،‬الدستور هو خالصة إلتباث حقوق المواطنين وطرق ممارسة السلطة‬
‫بواسطتهم أو بواسطة ممثليهم"‪ ،‬إن الدستور يمثل إذن القانون األسمى في تنظيم املجتمع‪،‬‬
‫محددا بذلك أسس الدولة وحدودها‪.‬‬

‫والشك أن دستور المملكة المغربية لسنة ‪489 7066‬جاء نتيجة مخاض عسير من‬
‫التفاعل‪ ،‬والحراك الشعبي‪ ،‬والموجات الثورية التي ضربت أكثر من بلد عربي‪ ،‬والتي أرخت‬
‫بظاللها على الو اقع السياس ي و اإلجتماعي المغربي‪ .‬هذا األخير الذي صادق عليه المغاربة‬
‫وراهنو عليه من أجل تحقيق آمالهم وطموحاتهم وحال لمشاكلهم‪ ،‬واعتبره البعض ثورة نوعية في‬
‫مجال ترسيخ الحقوق والحريات‪ ،‬وميثاقا لحماية حقوق اإلنسان والنهوض بها وتعزيزالمواطنة‪،‬‬
‫والذي تضمن أكثرمن ‪ 10‬فصال مرتبطا بحقوق اإلنسان وحمايتها‪.‬‬

‫وقد أسس المغرب لهذا التوجه من خالل التنصيص على مرجعيته التأسيسية في‬
‫منطوق الدستورالمغربي لسنة ‪ ،7066‬حيث تم اإلعالن من خالل ديباجته عن مواصلة المملكة‬
‫المغربية إقامة مؤسسات دولة حديثة‪ ،‬مرتكزاتها المشاركة والتعددية والحكامة الجيدة‪،‬‬
‫وإرساء دعائم مجتمع متضامن‪ ،‬يتمتع فيه الجميع باألمن والحرية والكرامة والمساواة‪ ،‬وتكافؤ‬
‫الفرص‪ ،‬والعدالة االجتماعية‪ ،‬ومقومات العيش الكريم‪ ،‬في نطاق التالزم بين حقوق وواجبات‬

‫‪ 489‬ظهير شريف رقم ‪ 4.44.14‬صادر في ‪ 68‬من شعبان‪ 61( 4126‬يوليو ‪ )6044‬بتنفيذ نص الدستور‪.‬‬

‫‪P 210‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫المواطنة‪.‬كما نص الفصل األول منه على كون "نظام الحكم بالمغرب نظام ملكية دستورية‪،‬‬
‫ديمقراطية برلمانية واجتماعية"‪.‬‬

‫إن دستور ‪ 7066‬جاء بعقد اجتماعي جديد يربط الدولة باملجتمع‪ ،‬حيث يوضح كيف‬
‫يمكن للدولة انطالقا من هذا العقد االجتماعي‪ ،‬أن تفي بالتزاماتها اإلجتماعية تجاه الشعب‪.‬‬
‫كما أن العقد االجتماعي‪ ،‬الذي ّ‬
‫أقرته الوثيقة الدستورية‪ ،‬قائم على تعزيز الحقوق‬
‫والحريات وإحداث المؤسسات‪ ،‬للتمكين من تحقيق المساواة والعدالة اإلجتماعية‪،‬كما أنه‬
‫أعطى أيضا مكانة خاصة لألسرة المغربية وعززمن دورالمؤسسات القائمة‪.‬‬

‫وقد أدرك المغرب أنه بالنظر للمشاكل االجتماعية السابقة‪ ،‬البد من التأسيس لدولة‬
‫اجتماعية بالنص الدستوري‪ ،‬لكي تقوم هاته األخيرة بجميع التزاماتها إزاء المواطنين‪ ،‬هذا األمر‬
‫ً‬
‫لم يبقى اختياريا‪ ،‬بل بات ُملزما للدولة المغربية‪ ،‬لكي تقوم بواجباتها االجتماعية تجاه الشعب‪.‬‬

‫إن هذا الميثاق االجتماعي تترتب عنه أهداف أساسية‪ ،‬تتعلق بتحقيق الحماية‬
‫االجتماعية للمواطنين من جهة‪ ،‬وتقديم الخدمات العمومية الضرورية من جهة ثانية‪ ،‬مع ما‬
‫يتطلبه ذلك من رصد ميزانيات كافية لتحقيق هاته األهداف و المرامي‪.490‬‬

‫يكرس كذلك دستور يوليوز ‪ 7066‬بوضوح أسس الدولة اإلجتماعية حيث تنص الفقرة‬
‫األولى من ديباجة الدستورعلى ما يلي‪:‬‬
‫" ً‬
‫ووفاء لخيارها الذي ال رجعة فيه لبناء دولة ديمقراطية تحكمها سيادة القانون‪ ،‬فإن‬
‫المملكة المغربية تواصل بحزم عملية توطيد وتقوية مؤسسات الدولة الحديثة‪ ،‬على أساس‬
‫ً‬
‫متحدا حيث يتمتع الجميع‬ ‫ً‬
‫مجتمعا‬ ‫مبادئ المشاركة والتعددية والحكم الرشيد‪ ،‬إنها تطور‬
‫باألمن والحرية وتكافؤ الفرص واحترام كرامتهم والعدالة االجتماعية‪ ،‬في إطارمبدأ اإلرتباط بين‬
‫حقوق وواجبات المواطنة"‪.‬‬
‫كما جاء بالئحة حصرية للحقوق والحريات في بابه الثاني‪ ،‬إلى جانب مجموعة من الحقوق‬
‫الموزعة على بعض األبواب األخرى ‪.‬‬

‫‪ 490‬بسيمة الحقاوي‪ ،‬ندوة ضمن فعاليات الملتقى الوطني الـ ‪ 44‬لشبيبة العدالة والتنمية حول موضوع‪“ :‬الجواب االجتماعي في دستور‬
‫‪ ..6044‬أسئلة العدالة والكرامة والتنمية‪ ،‬ليوم السبت (‪ 68‬يوليوز ‪ )6041‬بالقنيطرة‪ ،‬مداخلة تحت عنوان وضع معايير و أسس الدولة‬
‫اإلجتماعية ‪.‬‬

‫‪P 211‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫أيضا يؤكد الفصل ‪ 16‬من الدستور على أن الثالثي "(الدولة والمؤسسات العمومية‬
‫والجماعات الترابية)‪ ،‬يعمل على تعبئة كل الوسائل المتاحة‪ ،‬لتيسير أسباب استفادة‬
‫المواطنات والمواطنين‪ ،‬على قدم المساواة‪ ،‬من الحق في‪:‬‬

‫–العالج والعناية الصحية؛‬

‫–الحماية االجتماعية والتغطية الصحية‪ ،‬والتضامن التعاضدي أوالمنظم من لدن‬


‫الدولة؛‬

‫–الحصول على تعليم عصري ميسرالولوج وذي جودة؛‬

‫–التنشئة على التشبث بالهوية المغربية‪ ،‬والثوابت الوطنية الراسخة؛‬

‫–التكوين المنهي واالستفادة من التربية البدنية والفنية؛‬

‫–السكن الالئق؛‬

‫– الشغل والدعم من طرف السلطات العمومية في البحث عن منصب شغل‪ ،‬أو في‬
‫التشغيل الذاتي؛‬

‫–ولوج الوظائف العمومية حسب االستحقاق؛‬

‫–الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة؛‬

‫–التنمية المستدامة"‪.‬‬

‫الفصل واضح وصريح ويحمل الدولة ومعها المؤسسات العمومية والمنتخبين مسؤولية‬
‫العمل على توفير الحق في الصحة والتعليم والتكوين المنهي والسكن والشغل والوظيفة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫ويأتي في نفس السياق الفصل ‪ 11‬الذي ينص على مايلي ‪:‬‬

‫"على السلطات العمومية اتخاذ التدابيرالمالئمة لتحقيق ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬توسيع وتعميم مشاركة الشباب في التنمية االجتماعية واالقتصادية والثقافية‬


‫والسياسية للبالد؛‬

‫‪-‬مساعدة الشباب على االندماج في الحياة النشيطة والجمعوية‪ ،‬وتقديم المساعدة‬


‫ألولئك الذين تعترضهم صعوبة في التكيف المدرس ي أو االجتماعي أو المنهي؛‬

‫‪P 212‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫‪-‬تيسير ولوج الشباب للثقافة والعلم والتكنولوجيا‪ ،‬والفن والرياضة واألنشطة‬


‫الترفيهية‪ ،‬مع توفيرالظروف المواتية لتفتق طاقاتهم الخالقة واإلبداعية في كل هذه املجاالت‪.‬‬

‫ُيحدث مجلس استشاري للشباب والعمل الجمعوي‪ ،‬من أجل تحقيق هذه األهداف"‪.‬‬

‫يليه الفصل ‪ 17‬الذي يؤكد على أن السلطات العمومية تقوم بوضع وتفعيل سياسات‬
‫موجهة إلى األشخاص والفئات من ذوي االحتياجات الخاصة‪ .‬ولهذا الغرض‪ ،‬تسهر خصوصا‬
‫على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬معالجة األوضاع الهشة لفئات من النساء واألمهات‪ ،‬ولألطفال واألشخاص المسنين‬


‫والوقاية منها؛‬

‫‪ -‬إعادة تأهيل األشخاص الذين يعانون من إعاقة جسدية‪ ،‬أو حسية حركية‪ ،‬أو عقلية‪،‬‬
‫وإدماجهم في الحياة االجتماعية والمدنية‪ ،‬وتيسير تمتعهم بالحقوق والحريات المعترف بها‬
‫للجميع"‪.‬‬

‫لقد حاول دستور‪ 7066‬ترسيخ دولة الحق والمؤسسات‪ ،‬وتوسيع مجال الحريات الفردية‬
‫والجماعية‪ ،‬وضمان ممارستها‪ ،‬وتعزيز منظومة حقوق اإلنسان‪ ،‬بكل أبعادها السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والتنموية‪ ،‬والثقافية والبيئية‪.‬‬

‫فدولة الحق و القانون ترى نفسها تعبيرا عن المواطن وتجسيدا مؤسسيا ضامنا‬
‫لحقوقه‪ ،‬و الفرد في هذا المنظور هو المواطن الذي يهب الدولة مشروعيتها عبر اآلليات‬
‫الديمقراطية‪ ،‬والدولة هي مجموع المؤسسات الممثلة والضامنة للحق العام وللحقوق‬
‫الفردية‪ ،‬ومن هنا اقتران الدولة الحديثة بالديمقراطية‪ ،‬إذ ال يمكن أن تقوم دولة القانون إال في‬
‫إطارديمقراطي‪ ،‬بل لعل دولة القانون هي من مقتضيات الديمقراطية الفعلية ومستلزماتها‪.491‬‬

‫ولعل ما يهمنا هنا هو هيئات النهوض بالتنمية البشرية والمستدامة والديمقراطية‬


‫المنصوص عليها في الدستور الحالي في الفصول ‪ ،619 ،61.‬و‪ ، 6.0‬و هي هيئات ذات طبيعة‬
‫مختلفة عن باقي الهيئات األخرى من حيث الغايات واألهداف‪ ،‬بحيث تحمل في طياتها حمولة‬
‫تنموية تعنى بالجانب البشري‪ ،‬سواء من ناحية التعليم والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬أو من جانب‬
‫تتبع وضعية األسرة والطفولة‪ ،‬أو تلك المتعلقة بإدماج الشباب في الحياة االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية والبيئية‪ ،‬والنهوض بتطوير الحياة الجمعوية‪ .‬هذه الغايات تشكل‬

‫‪ 491‬عثمان الزياني‪ ،‬رهانات اإلصالح الدستوري في المغرب‪ :‬مقاربة على ضوء الخطاب الملكي المؤرخ في ‪ 1‬مارس ‪ ،6044‬منشورات‬
‫مجلة الحقوق المغربية‪ ،‬مطبعة دار أبي رقراق للطباعة والنشر‪،‬الرباط‪ ،‬سنة ‪ ،6044‬ص ‪.64‬‬

‫‪P 213‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫هموما كانت في الماض ي عبارة عن طموحات‪ ،‬وتمت اليوم دسترتها من أجل تكريسها‪ ،‬وإغناء‬
‫و إثراء مضمونها‪ ،‬والتنويه بأهميتها‪.492‬‬

‫ثانيا‪ :‬النموذج التنموي الجديد و أفق الحماية اإلجتماعية‬

‫أحدث الملك محمد السادس‪ ،‬في ‪ 69‬نونبر‪ ،7069‬اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي‪،493‬‬
‫وهي لجنة ضمت إلى جانب الرئيس‪ 10 ،‬عضوا يتوفرون على مهارات أكاديمية ومهنية وعلى دراية‬
‫باملجتمع الم غربي وبالقضايا السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬حيث‬
‫أسندت إلى هذه اللجنة مهمة ذات طابع استشاري تتمثل في تشخيص وضعية التنمية بالمملكة‬
‫بموضوعية‪ ،‬وفي رسم معالم نموذج تنموي جديد بغية الدفع بالمغرب للتوجه بكل ثقة نحو‬
‫المستقبل‪ ،‬وقد اعتمدت هذه اللجنة في إعداد تقريرها‪ 494‬على تفكيراستراتيجي يركزعلى إيجاد‬
‫الحلول ملجموعة من االشكاليات التي يثيرها النموذج التنموي السابق‪ ،‬عجزعن مواكبة‬
‫التطورات التي يعرفها املجتمع المغربي‪ ،‬وبالتالي تغييروثيرة التنمية‪ ،‬كما اهتمت اللجنة في إعداد‬
‫تقريرها على تفكير ذي طبيعة شمولية ومندمجة مع المبادئ والقيم التي كرسها دستور ‪،7066‬‬
‫باإلضافة إلى اقتراح نموذج تنموي يضع المواطن في صلب أولوياته ومنسجما مع و اقع البالد‬
‫ومتطابق مع خصوصياتها‪ ،‬وقد تم االعتماد على مقاربة تشاركية معتمدة على اإلنصات‬
‫والمشاورة‪.‬‬

‫وبعد االنتهاء من إعداد التقريرقدم رئيس اللجنة شكيب بنموس ى يوم ‪ 70‬ماي ‪ 7076‬أمام‬
‫الملك بالقصر الملكي بفاس التقرير العام‪ ،‬تقريرا جاء ثمرة اشتغال منذ تعيين اللجنة يوم ‪67‬‬
‫دجنبر ‪ ،7069‬بعد أن عقدت ‪ .0‬جلسة اشتغال ‪ 661‬ورشة عمل‪ 10 ،‬زيارة ميدانية‪ ،‬كما‬
‫استقبلت اللجنة ‪ 1100‬اقتراحا مكتوبا‪ ،‬إضافة إلى ‪ 9.69‬متفاعل مع اللجنة‪ ،‬مشروع وضعت‬
‫عليه الكثيرمن الرهانات‪ ،‬و اقتض ى التفاعل مع جائحة كورونا التي قلبت الموازين‪.‬‬

‫وقد قامت اللجنة بتحليل دقيق للنموذج التنموي السابق خلص إلى أن العديد من‬
‫اإلصالحات المعلن عنها من أعلى مستوى في الدولة‪ ،‬مثل التحول االقتصادي والتربية والتكوين‬

‫‪ 492‬يونس مليح ‪ ،‬مسار بناء المؤسسات الدستورية بالمغرب –الحصيلة و الرهنات‪ -‬مقال منشور بمجلة القانون و األعمال ‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن األول‪ ،‬مختبر البحث القانون و األعمال‪.‬‬
‫‪ 493‬تم إحداث اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي يوم ‪ 46‬ديسمبر ‪ ،6041‬وتكتسي هذه اللجنة طابعا استشاريا ‪ ،‬وترتكز مهامها ‪ ،‬التي‬
‫تنحصر في أفق زمني محدد‪ ،‬على رسم مالمح نموذج تنموي متجدد وفق مقاربة تشاركية وشاملة ‪.‬‬
‫‪ 494‬يقدم التقرير العام النتائج األساسية وتوصيات اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي‪ .‬يحمل التقرير عنوان "النموذج التنموي الجديد‪ ،‬تحرير‬
‫الطاقات وبناء الثقة لتسريع المسيرة نحو التقدم واالزدهار من أجل الجميع‪.‬‬
‫يتمحور التقرير حول ثالث أقسام‪ :‬يتناول األول منها مغرب اليوم وعالم المستقبل‪ ،‬ويعرض الثاني النموذج الجديد المقترح من طرف‬
‫اللجنة‪ ،‬في حين يقترح القسم الثالث دعامات التغيير للوصول إلى النموذج المنشود‪.‬‬

‫‪P 214‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫والصحة والحماية االجتماعية‪ ،‬تعاني من بطء في التنزيل‪ ،‬وهو ما يثير تساؤالت المواطنين‪،‬‬
‫ويساهم في إضعاف منسوب الثقة‪...‬‬

‫وقد رصدت اللجنة أربعة عوائق في النموذج التنموي السابق‪ ،‬تتمثل في غياب االنسجام‬
‫بين الرؤية التنموية والسياسات العمومية المعلن عنها‪ ،‬وبطء التحول الهيكلي لالقتصاد جراء‬
‫التكلفة المرتفعة لعوامل اإلنتاج التي تعيق تنافسية المقاوالت‪ .‬ويشير العائق الثالث إلى‬
‫محدودية قدرات القطاع العام في صياغة وبلورة خدمات عمومية سهلة الولوج وذات جودة‪،‬‬
‫إضافة إلى عائق رابع يتجلى في الشعوربضعف الحماية القضائية‪..‬‬

‫يشير التقرير العام للنموذج التنموي الجديد إلى أن المملكة تزخر بإمكانيات تنموية‬
‫مهمة‪ ،‬من الموقع الجيواستراتيجي وتاريخه العريق ورأسماله الالمادي وطاقات نسائه ورجاله‪،‬‬
‫وهو ما يؤهله إلى االرتقاء إلى مصاف الدول الرائدة‪.495‬‬

‫انطالقا من هذه المؤهالت‪ ،‬يسعى النموذج التنموي الجديد إلى االنتقال إلى مغرب‬
‫مزدهر‪ ،‬مغرب الكفاءات‪ ،‬مغرب اإلدماج والتضامن‪ ،‬مغرب االستدامة والجرأة؛ وهو ما‬
‫يستوجب تعبئة كل إمكانيات البالد عبر وضع العنصر البشري في صلب أولويات السياسات‬
‫العمومية‪..‬‬

‫وتقترح اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي أن تتم ترجمة هذا الطموح إلى أهداف تنموية‬
‫محددة وفي المتناول قصد االرتقاء بالمملكة‪ ،‬لتتبوأ مكانتها ضمن الثلث األول من ترتيب الدول‬
‫في مجاالت عديدة في أفق ‪ ،7010‬من خالل مضاعفة الناتج الداخلي الخام حسب الفرد‪ ،‬وضمان‬
‫امتالك ‪ 90‬في المائة من التالميذ للتعلمات األساسية‪..‬‬

‫كما تتضمن األهداف أيضا الرفع من معدل التأطير الطبي للمالءمة مع معايير منظمة‬
‫الصحة العالمية‪ ،‬وتقليص نسبة الشغل في القطاع غير المهيكل إلى ‪ 70‬في المائة‪ ،‬ورفع نسبة‬
‫مشاركة المرأة في سوق العمل إلى ‪ 70‬في المائة مقابل ‪ 77‬في المائة ‪ ،‬والوصول إلى نسبة رضا‬
‫المواطنين على اإلدارة والخدمات العمومية تزيد عن ‪ .0‬في المائة‪.496‬‬

‫‪ 495‬تم إرفاق التقرير العام للجنة‪ ،‬بثالث مالحق هي بمثابة عناصر تكميلية لفهم النموذج الجديد للتنمية وطريقة إنجازه من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬ملخص جلسات اإلنصات والمساهمات التي أغنت البناء المشترك للجنة الخاصة بالنموذج التنموي‪ .‬يقدم هذا الملخص تفاصيل‬
‫عن المقاربة التشاركية المعت َمدة في إعداد النموذج التنموي الجديد كما يستعرض التفاعالت الغنية مع المواطنين والمؤسسات؛‬
‫‪ ‬مجموع المذكرات الموضوعاتية‪ ،‬مشاريع ورهانات المستقبل المنبثقة عن النموذج الجديد للتنمية‪ ،‬ومحاوره االستراتيجية‬
‫للتحول وكذا دعامات التغيير؛‬
‫‪ ‬الئحة جلسات االستماع‪ ،‬المساهمات‪ ،‬األنشطة وكذا بيبليوغرافيا‪ ،‬حيث ساهمت هذه العناصر مجتمعة في إغناء أشغال اللجنة‬
‫الخاصة بالنموذج التنموي‪.‬‬
‫‪ 496‬يونس الصالحي‪ ،‬قراءة في تقرير النموذج التنموي ‪ ،‬مقال منشور بالمجلة االلكترونية أنفاس بريس‪ ،‬على الموقع التالي‪:‬‬
‫‪www.anfaspress.com.‬‬

‫‪P 215‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫لقد سطر النموذج التنموي الجديد‪ ،‬من أجل تحقيق الطموحات واألهداف األساسية‬
‫التي ينشدها‪،‬أربعة محاور استراتيجية للتحول‪ ،‬أولها يرتبط بتطويراالقتصاد وجعله يتميز‬
‫بتعدد األنشطة وبالتنافسية واالبتكاروالمرونة‪ ،‬وقادر على خلق مناصب شغل ذات جودة‪،‬‬
‫وضمان إدماج الساكنة النشيطة‪ ،‬خصوصا الشباب والنساء‪ ،‬في سوق الشغل‪ .‬وثانيها يركزعلى‬
‫تعزيزالرأسمال البشري‪ ،‬وجعله أقوى وأحسن استعدادا للمستقبل‪ ،‬ويتطلب إنجازإصالحات‬
‫أساسية‪ ،‬ضرورية وعاجلة لكل من أنظمة الصحة والتربية والتعليم العالي والتكوين المهنين‪.‬‬
‫أما املحور الثالث المتمثل في إالدماج‪ ،‬فيهدف إلى مساهمة كل المواطنات والمواطنين في‬
‫الدينامية الوطنية للتنمية‪ ،‬من خالل المشاركة والولوج المتكافئ إلى الفرص االقتصادية‪ ،‬ومن‬
‫خالل الحماية االجتماعية‪ ،‬ومن خالل االنفتاح على الغير وتقبل التنوع الذي يميز املجتمع‬
‫المغربي‪ .‬ويتعلق املحور االستراتيجي الرابع باملجاالت الترابية وتعزيز مكانتها في صلب العملية‬
‫التنموية‪ .‬وهو األمرالذي من شأنه أن يمثل ر افعة أساسية تضمن الولوج العادل إلى الخدمات‬
‫العمومية وإطارا سليما وجيدا للعيش‪.497‬‬

‫في هذا السياق الذي يروم إحداث تحول استراتيجي عبراملحاورالمشار إليها أعاله‪ ،‬تطلع‬
‫النموذج التنموي الجديد إلى تحقيق تعميم التغطية االجتماعية‪ 498‬التي أوص ى بها جاللة الملك‬
‫في خطاب العرش بتاريخ ‪ 79‬يوليوز ‪، 7070‬هذه التطلعات ترتكز على منظومة للحماية‬
‫االجتماعية فعالة ومستدامة ومتطورة كفيلة بتقديم خدمات مبتكرة وناجعة وذات أثرملموس‬
‫على المواطنين‪.‬‬

‫وألجل إرساء هذه المنظومة اقترحت اللجنة مجموعة من التوجهات‪ ،‬استهلتها بضرورة‬
‫تحديد رؤية‪ ،‬واضحة ومندمجة ومتناسقة وعلى األمد البعيد‪ ،‬خاصة بالحماية االجتماعية‪،‬‬
‫ترتكز على عقد اجتماعي مجدد يكرس كليا مبدأ التضامن االجتماعي كما هو منصوص عليه في‬
‫الدستور‪ .‬ويقترح أن يتمحور تصميم منظومة الحماية االجتماعية بمختلف جوانبها حول‬
‫مستويين اثنين‪:‬‬

‫‪-‬قاعدة أساسية شاملة تضمن الحقوق االجتماعية األساسية خاصة منها التغطية‬
‫الصحية األساسية والتعويضات العائلية وتمول بواسطة التضامن والمساهمات‪.‬‬

‫‪ 497‬التقريرالعام للجنة الخاصة بالنموذج التنموي‪ ،‬النموذج التنموي الجديد تحريرالطاقات واستعادة الثقة لتسريع و تيرة التقدم وتحقيق‬
‫الرفاه للجميع‪ ،‬أبريل‪، 6064‬ص‪.41 :‬‬
‫‪ 498‬أعلنت وزارة االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة عن تفاصيل مشروع تعميم التغطية االجتماعية على المواطنين ‪،‬الذي ينسجم تماما‬
‫مع التوجيهات الملكية السامية التي تضمنها خطاب العرش في ‪ 61‬يوليوز ‪ ،6060‬وكذا خطاب افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية‬
‫الخامسة من الوالية التشريعية العاشرة (‪ 1‬أكتوبر ‪.)6060‬‬

‫‪P 216‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫‪-‬عرض تكميلي موسع يرتكزتمويله حصريا على المساهمات‪.‬‬

‫هذه الرؤية الجديدة للحماية االجتماعية ينبغي أن تترجم على المستوى المؤسساتي‬
‫بتنظيم جديد كفيل بتحسين حكامة منظومة الحماية االجتماعية‪ ،‬وينبغي أن تتم قيادة الرؤية‬
‫من طرف رئاسة الحكومة عبراللجنة الوزارية المشتركة المكلفة بالحماية االجتماعية‪.‬‬

‫في هذا إالطار‪ ،‬وحسب النموذج التنموي الجديد يجب االتجاه نحو تقارب الصناديق‬
‫المتعلقة بالتأمين االجتماعي بشكل يفض ي في النهاية إلى صندوق موحد خاص بالتغطية‬
‫الصحية األساسية وصندوق موحد خاص بالتقاعد‪ .‬وينبغي فيما يخص شبكات األمان‬
‫االجتماعي والبرامج االجتماعية‪ ،‬اعتماد آلية للقيادة والتنسيق بين مختلف القطاعات‬
‫والوكاالت والمبادرات والصناديق المعنية بالمساعدة والعمل االجتماعيين‪،‬بهدف تحديد‬
‫ميادين اشتغالهم واالستغالل المشترك لبعض الموارد وتنسيق تدخالتهم في إطار الرؤية‬
‫الجديدة‪ ،‬إال أن هذا التمركز لن يجدي نفعا ما لم يتم بالموازاة مع إعمال آالليات الديمقراطية‬
‫لفرزالمؤسسات‪ ،‬وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة في تدبيرهذه المؤسسات‪.‬‬

‫إلى جانب ذلك‪ ،‬يرى النموذج التنموي الجديد ضرورة توسيع قاعدة الحماية االجتماعية‬
‫لتشمل أكبرعدد ممكن من السكان دون إقصاء أي شخص‪،‬ويجب اإلسراع بدمج كل الفئات التي‬
‫تتوفرفيها شروط االستحقاق‪ ،‬والتسريع بإدماج القطاع غير المهيكل الصغير والفنانين والتجار‬
‫والفالحين الصغار لإلستفادة من التغطية الصحية والتعويضات العائلية‪ .‬وكذلك بالنسبة‬
‫لشبكات األمان االجتماعي والبرامج االجتماعية‪ ،‬فيتطلب األمر تحسين عمليات استهداف‬
‫السكان المستفيدين وتعويض منطق المقاصة بمنطق التحويالت المالية املحددة الهدف‪.‬‬

‫ومن التوجهات التي سطرها النموذج التنموي الجديد في هذا الباب‪ ،‬وجوب الحرص على‬
‫جودة الخدمات والحصول على حد أقص ى من أثر التدخالت ذات الطابع االجتماعي‪ ،‬وجعل‬
‫المستفيد في صميم السياسات االجتماعية‪ .‬وكذلك تشجيع مشاركة القطاعين الخاص‬
‫والجمعوي في إطار تركيبات مبتكرة‪.‬‬

‫وأكد النموذج التنموي الجديد أيضا على ضرورة تحسين النجاعة والديمومة المالية‬
‫للمنظومة‪ ،‬بالنسبة لشبكات األمان االجتماعي والبرامج االجتماعية‪ ،‬حيث تم اقتراح تعزيز‬
‫مواردها بواسطة تشجيع القطاع الخيري‪ ،‬من خالل إطارتنظيمي واضح ومحفز وآليات مبتكرة‬

‫‪P 217‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫للتمويل وسياسة محفزة لإلستثمارالمسؤول اجتماعيا بالنسبة للقطاع الخاص والمقاوالت‬


‫الكبرى على الخصوص‪.499‬‬

‫ويبقى السؤال المطروح‪ ،‬هل تتوفر النخب السياسية واملجتمع المدني وغيرها من‬
‫المؤسسات المعنية بهذا الورش اإلصال ي الكبير‪ ،‬القدرة على تنزيل مضامين هذا التقرير على‬
‫أرض الو اقع؟‬

‫ثالثا ‪ :‬القانون اإلطاررقم ‪ 09.76‬المتعلق بالحماية اإلجتماعية‬

‫إذا كان الحق في الحماية االجتماعية‪ 500‬يفترض أن يتأسس على تعاقد اجتماعي بين أفراد‬
‫املجتمع‪ ،‬ارتكازا على مبادىء التضامن والتعاون والتآزروالتعاضد‪ ،‬لضمان التماسك االجتماعي‬
‫الكفيل بصيانة كرامة المواطن‪ ،‬فإن إعمال هذا الحق يقع على عاتق الدولة‪ ،‬مادامت هذه‬
‫األخيرة قد صادقت على العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪،501‬‬
‫وبصفة خاصة مواده ‪ 9‬و‪ 60‬و‪ 66‬و‪ ،67‬إذ تنص المادة التاسعة على ما يلي‪(:‬تقرالدول األطراف‬
‫في هذا العهد بحق كل شخص في الضمان االجتماعي‪ ،‬بما في ذلك التأمينات االجتماعية)‪ .‬وهذا‬
‫ما يجعلنا نتسائل عن كيفية إعمال هذا الحق خصوصا بعد المصادقة على القانون‪-‬اإلطاررقم‬
‫‪ 09.76‬المتعلق بالحماية االجتماعية‪ .502‬ذلك أن منظومة الحماية االجتماعية هي مكون من‬
‫مكونات السياسات العمومية للدولة والرامية إلى إعمال حق أساس ي من حقوق اإلنسان‪ ،‬وهو‬
‫الحق في الحماية االجتماعية باعتباره الضامن األساس ي لتحقيق التماسك االجتماعي والدفع‬
‫بعجلة التنمية البشرية ‪ ،‬والمنصوص عليه في الفصل ‪ 16‬من الدستور‪.‬‬

‫لكن قبل ذلك البد من اإلشارة إلى أن المملكة المغربية‪ ،‬ومنذ نهاية األلفية الثانية‪،‬‬
‫أحدثت عدة مؤسسات‪ ،‬من قبيل مؤسسة محمد الخامس للتضامن التي يرأسها الملك محمد‬
‫السادس التي أحدثت سنة (‪ ، )6999‬وأطلقت مجموعة من البرامج االجتماعية على رأسها‬

‫‪ 499‬معاذ صويلح ‪ ،‬الحماية اإلجتماعية على ضوء النموذج التنموي الجديد‪ ،‬مقال منشور بالكتاب الجماعي ‪ ،‬الحماية اإلجتماعية و‬
‫النموذج التنموي الجديد‪ ،‬إصدارات المركز المغربي لألبحاث و تحليل السياسات اإلصدار األول دجنبر ‪ ،6066‬ص ‪.442‬‬
‫‪500‬يقصد بالحماية االجتماعية ‪ ،‬جميع آليات االحتياط الجماعي التي تمكن األفراد أو األسر من مجابهة اآلثار المالية المترتبة عن المخاطر‬
‫االجتماعية‪ .‬وترتكز على آليتين هما “التأمين االجتماعي” و”المساعدة االجتماعية‪”.‬تعريف صادر عن وزارة التضامن و اإلدماج‬
‫اإلجتماعي و األسرة‪.‬‬
‫‪ 501‬العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية هي معاهدة متعددة األطراف اعتمدتها الجمعية العامة لألمم المتحدة في‬
‫‪ 42‬ديسمبر ‪ 4122‬ودخلت حيز النفاذ من ‪ 2‬يناير ‪ . 4182‬تلزم أطرافها العمل من أجل منح الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪،‬‬
‫بما في ذلك حقوق العمال والحق في الصحة وحق التعلم والحق في مستوى معيشي الئق‪ .‬اعتبارا من عام ‪ 6044‬فقد صدق على العهد‬
‫‪ 421‬طرف‪ .‬خمس دول أخرى بما في ذلك الواليات المتحدة وقعت ولكن لم تصدق بعد على العهد‪.‬‬
‫‪ 502‬القانون اإلطار رقم ‪ 01.64‬المتعلق بالحماية االجتماعية الصادر بتنفيذه الظهير شريف رقم ‪ 4.64.20‬الصادر في ‪ 1‬شعبان ‪4116‬‬
‫(‪ 62‬مارس ‪ ،)6064‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 66-2184‬شعبان ‪ 4(4116‬أبريل ‪.)6064‬‬

‫‪P 218‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (‪ 6.‬ماي ‪ ،503)7000‬ونظام المساعدة الطبية أو ما يعرف‬


‫اختصارا براميد‪، ( RAMED) 504‬وهو نظام للرعاية الصحية تم اعتماده رسميا منذ ‪،5057067‬‬
‫وبرنامج تقليص الفوارق االجتماعية واملجالية (‪ ،506)7060‬وبرنامج دعم األرامل (‪507)7067‬‬

‫وبرنامج دعم تمدرس األطفال كبرنامج تيسير ومليون محفظة‪ ،‬كما أحدث أيضا صندوق دعم‬
‫التماسك االجتماعي لتشجيع تمدرس األطفال ذوي اإلعاقة‪...508‬وغيرها من البرامج اإلجتماعية‪.‬‬
‫ورغم كل هذه البرامج‪ ،‬فقد ظل الحق في الحماية االجتماعية بالمغرب‪ -‬كحق من حقوق‬
‫اإلنسان األساسية‪ -‬تعتريه الكثير من النقائص‪ ،‬أوردها بتفصيل تقرير املجلس االقتصادي‬
‫واالجتماعي والبيئي‪ ،‬المعنون بالحماية االجتماعية بالمغرب‪ :‬و اقع الحال‪ ،‬الحصيلة وسبل‬
‫تعزيزأنظمة الضمان والمساعدة االجتماعية‪.509‬‬

‫فقد أبرز هذا التقرير بأن منظومة الحماية االجتماعية بالمغرب‪ ،‬رغم كونها منظومة‬
‫ح ديثة‪ ،‬مثقلة بتراكمات الماض ي‪ ،‬حيث تضم تشكيلة واسعة من األنظمة غير المترابطة‬
‫واملجزأة والممولة أساسا من مداخيل الشغل لفائدة فئة من أجراء القطاع الخاص وموظفي‬
‫وأعوان الدولة والجماعات الترابية‪ ،‬بينما تظل غالبية السكان النشيطين دون حماية‬
‫اجتماعية (‪ 10‬في المئة من السكان النشيطين محرومون من الحماية االجتماعية)‪ ،‬وما يزيد‬
‫األمرتعقيدا االنتشارالواسع للقطاع غيرالمنظم‪.‬‬

‫وقد أبانت أزمة" كوفيد ‪ "69‬عن «مجموعة من االختالالت ومظاهرالعجز» كما جاء على‬
‫لسان الملك محمد السادس في خطابه االفتتا ي للدورة التشريعية ‪ 9‬اكتوبر‪.7070‬‬

‫‪ 503‬المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪،‬هي مشروع تنموي انطلق رسميا ً بعد الخطاب الملكي في ‪ 41‬ماي‪ ،6004‬ويستهدف تحسين األوضاع‬
‫االقتصادية واالجتماعية للفئات الفقيرة‪ ..‬وجعل المواطن المغربي أساس الرهان التنموي‪ ،‬وذلك عبر تبني منهج تنظيمي خاص قوامه‬
‫االندماج والمشاركة‪.‬‬
‫اختصارا باسم راميد‪ : RAMED‬هو نظام رعاية صحية أطلقته المملكة المغربية رسميًا سنة ‪6046‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 504‬نظام ال ُمساعدة الطبيَّة ويُعرف‬
‫ق تجريبي في ‪ 6001‬لمساعدة ال ُمواطنين في َمجال الصحة‪.‬‬ ‫بعد إطال ٍ‬
‫وفي أغسطس ‪ ، 6060‬أعلن محمد بنشعبون وزير المالية واالقتصاد‪ ،‬نهاية نظام المساعدة الطبية‪ ،‬وتعويضه بنظام التغطية الصحية‬
‫اإلجبارية (‪ ،)AMO‬مؤكدًا أن تعميم التغطية الصحية سيتم في سنتين لجميع المغاربة بنفس المستوى والمعايير‪.‬‬
‫‪" 505‬نظام المساعدة الطبية "راميد""‪ .www.maroc.ma .‬البوابة الوطنية‪ 44 .‬فبراير ‪ .6042‬مؤرشف من األصل في ‪-08-6060‬‬
‫‪.24‬‬
‫‪506‬يهدف برنامج تقليص الفوارق المجالية واالجتماعية في العالم القروي الذي تم إطالقه من طرف صاحب الجاللة نصره الله في ‪،6044‬‬
‫إلى تقليص الفوارق المجالية فيما يخص البنيات التحتية لفك العزلة والولوج إلى الخدمات األساسية (الطرق والمسالك والمنشآت الفنية‬
‫والتعليم والصحة والماء الصالح للشرب والكهرباء) بهدف تحسين الظروف المعيشية للساكنة في المجاالت المستهدفة وتمكينهم من‬
‫االستفادة من اإلمكانات والثروات الطبيعية واالقتصادية لهذه المناطق‪.‬‬
‫‪ 507‬المرسوم رقم ‪ 6.41.814‬الصادر بتاريخ ‪ 01‬ديسمبر ‪ ، 6041‬والمتعلق بتحديد شروط ومعايير اإلستفادة من الدعم المباشر للنساء‬
‫األرامل في وضعية هشة ‪ ،‬الحاضنات ألطفالهن اليتلمى‪،‬والمنشور بالجريدة الرسمية تحت عدد ‪ 2241‬بتاريخ ‪ 41‬ديسمبر ‪.6041‬‬
‫‪ 508‬نفيذا ألحكام المادة ‪ 41‬من قانون المالية ‪ ،6046‬والمادة ‪ 64‬من قانون المالية ‪ 6042‬والمادة ‪ 42‬مكرر من السنة المالية ‪ ،6041‬تم‬
‫إحداث “صندوق دعم التماسك االجتماعي”‪ ،‬والذي أصبح اسمه‪ ،‬وفق المادة ‪ 44‬من قانون المالية لسنة ‪ ،6064‬إلى “صندوق دعم الحماية‬
‫االجتماعية والتماسك االجتماعي”‪..‬‬
‫‪ 509‬تقرير صادر عن المجلس االقتصادي و االجتماعي و البيئي في سنة ‪ ،6041‬الحماية االجتماعية في المغرب واقع الحال‪ ،‬الحصيلة‬
‫وسبل تعزيز أنظمة الضمان و المساعدة االجتماعية‪ ،‬اإلحالة الذاتية رقم ‪.6041/21‬‬

‫‪P 211‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫وبناء على ما سبق‪ ،‬فان أسباب نزول القانون‪ -‬اإلطار رقم ‪ 09.76‬المتعلق بالحماية‬
‫االجتماعية تتمثل أساسا في تجاوزهذه النقائص‪ ،‬عبراستكمال بناء منظومة قوية توفرالحماية‬
‫االجتماعية لفئات واسعة‪ ،‬وتكون قادرة على الحد من املخاطر االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫السيما لدى الفئات األكثرهشاشة‪ ،‬من قبيل تلك التي ترتبت عن تداعيات جائحة " كوفيد ‪."69‬‬
‫ووفقا للخطاب الملكي المذكورأعاله‪ ،‬فان المرتكزات األساسية المتوخاة من منظومة الحماية‬
‫االجتماعية تهم أربعة محاور أساسية هي‪ ،‬توسيع التغطية الصحية اإلجبارية‪ ،‬تعميم‬
‫التعويضات العائلية‪ ،‬توسيع قاعدة االنخراط في أنظمة التقاعد وتعميم التعويضات عن‬
‫فقدان الشغل بالنسبة لألشخاص الذين يتوفرون على شغل قار‪ .‬واستنادا على ما جاء في‬
‫ديباجة هذا القانون‪ -‬اإلطار‪ ،‬فان األهداف المراد بلوغها من وراء تفعيل هذا القانون‪ ،‬الذي‬
‫اعتبر أولوية وطنية‪ ،‬تتمثل في التقليص من الفقر‪ ،‬محاربة الهشاشة‪ ،‬دعم القدرة الشرائية‬
‫لألسر‪ ،‬تحقيق العدالة االجتماعية والنهوض بالرأسمال البشري‪.510‬‬

‫وجاء قانون ‪ 09.76‬الستكمال بناء منظومة الحماية االجتماعية‪ ،‬من خالل مجموعة من‬
‫األهداف والمرتكزات المتمثلة في‪:511‬‬
‫‪ ‬توسيع التغطية الصحية اإلجبارية‪ ،‬بحلول نهاية سنة ‪ ،7077‬بحيث سيتمكن ‪ 77‬مليون‬
‫مستفيد إضافي من االستفادة من التأمين اإلجباري عن المرض الذي يغطي تكاليف‬
‫العالج و األدوية واالستشفاء‪.‬‬

‫‪ ‬تعميم التعويضات العائلية التي سيستفيد منها حوالي سبعة ماليين طفل في سن‬
‫التمدرس‪.‬‬

‫‪ ‬توسيع قاعدة االنخراط في أنظمة التقاعد‪ ،‬من خالل دمج حوالي خمسة ماليين شخص‬
‫من الساكنة النشيطة التي ال تتوفرعلى أي تغطية متعلقة بالتقاعد‪.‬‬

‫‪ ‬تعميم التعويض عن فقدان الشغل لفائدة األشخاص الذين يتوفرون على شغل قار‪.‬‬

‫كما ستعمل الدولة من أجل تعميم الحماية االجتماعية على اإلصالح التدريجي لنظام‬
‫المقاصة وتف عيل السجل االجتماعي الموحد‪ ،‬وإصالح المنظومة الوطنية وتأهيلها‪ ،‬وتنسيق‬

‫‪ 510‬عبدالله اكال‪ ،‬إشكالية تكريس الحق في الحماية االجتماعية بالمغرب ماذا بعد القانون‪-‬اإلطار رقم ‪01.64‬؟ مقال منشور‬
‫بالموقع اإللكتروني ألتبريس على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪www.altpresse.com‬‬
‫‪ 511‬ورش إصالح نظام الحماية االجتماعية بالمغرب‪ ،‬منشور في موقع هسبريس في ‪ 41‬فيراير ‪ ، 6064‬على الرابط‬
‫التالي ‪https://www-hespress-com.cdn.ampproject.org/v/s/www.hespress.com‬‬

‫‪P 300‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫عمل كافة المتدخلين المعنيين بتعميم الحماية االجتماعية‪ .‬وسيتم تنزيل هذا اإلصالح داخل‬
‫أجل خمس سنوات‪ ،‬حيث تعميم التأمين اإلجباري األساس ي عن المرض خالل سنتي ‪ 7076‬و‬
‫‪ ،7077‬وتعميم التعويضات العائلية خالل سنتي ‪ 7071‬و ‪ ،7077‬ويوسع االنخراط في أنظمة‬
‫التقاعد وتعمم االستفادة من التعويض عن فقدان الشغل في سنة ‪.7070‬‬

‫وهو ما تم في ‪ 67‬أبريل من سنة ‪7076‬حيث تم تنزيل مشروع الحماية االجتماعية وتوقيع‬


‫االتفاقيات األولى المتعلقة بالمشروع‪ ،‬و ومنح اإلستفادة من هذا المشروع في المرحلة األولى‬
‫الفالحون وحرفي ومنهي الصناعة التقليدية والتجار‪ ،‬والمهنيون ومقدمي الخدمات المستقلة‬
‫الخاضعين لنظام المساهمة الموحدة أو لنظام المقاول الذاتي أو لنظام املحاسبة‪.‬‬

‫ولقد تم توقيع ثالث اتفاقيات إطار تهم التعميم اإلجباري األساس ي عن المرض الخاص‬
‫بفئة المهنيين والعمال المستقلين واألشخاص غيراألجراء الذين يزاولون نشاط خاص‪ ،‬وتتعلق‬
‫هذه االتفاقيات ب‪:‬‬

‫‪ ‬اإلتفاقية اإلطار األولى تتعلق بالتأمين اإلجباري األساس ي عن المرض لفائدة التجار‬
‫والحرفيين والمهنيين ومقدمي الخدمات المستقلة الخاضعين لنظام المساهمة‬
‫المهنية الموحدة أو لنظام المقاول الذاتي أو لنظام املحاسبة ‪ ،‬ويضم ما يفوق ‪.00‬‬
‫منخرط‪.‬‬

‫‪ ‬االتفاقية اإلطار الثانية تخص التأمين اإلجباري األساس ي عن المرض لفائدة الحرفيين‬
‫ومنهي الصناعة التقليدية الذين يصل عددهم إلى حوالي‪000.000‬منخرط‪.‬‬

‫‪ ‬أما االتفاقية اإلطار الثالثة تتعلق بالتأمين اإلجباري األساس ي عن المرض لفائدة‬
‫الفالحين و الذين يصل عددهم حوالي ‪ 100.000‬مليون منخرط‪.512‬‬

‫وبخصوص الجدولة الزمنية لتعميم الحماية اإلجتماعية فإن القانون اإلطاريتميز ببعد‬
‫أولوي واضح بالتنصيص على تنفيذه تدريجيا ضمن أجندة زمنية تمتد طيلة خمس سنوات في‬
‫أفق ‪ ،7070‬بحيث ُمنحت األسبقية لتعميم نظام التأمين اإلجباري عن المرض ليشمل ‪ 77‬مليون‬
‫مستفيدا إضافيا على فترات متعاقبة ‪ ،‬حيث تم ‪-‬بموجب قانون المالية لسنة ‪ -7076‬إدماج‬
‫الفئات الخاضعة للمساهمة المهنية الموحدة )‪ (CPU‬والبالغ عددهم ‪ .00‬ألف تاجر وصانع‪،‬‬
‫على أن يتم دمج ‪ 6.7‬مليون من الفالحين و‪ 000‬ألف صانع تقليدي و‪ 770‬ألفا من حرفيي النقل‬

‫‪ 512‬المناظرة الوطنية األولى للحماية االجتماعية ‪ ،‬تحت شعار ”جميعا من أجل منظومة مندمجة و مستدامة للحماية االجتماعية”‪،‬‬
‫المجراة بقصر المؤتمر الدولي محمد السادس بالصخيرات يومي ‪ 46‬و ‪ 42‬نونبر ‪.6041‬‬

‫‪P 301‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫و‪ .0‬ألفا من أصحاب المهن الحرة‪ ،‬على أن يتم في سنة ‪ 7077‬اإلدماج الكلي للفئات المعوزة‬
‫المستفيدة من نظام المساعدة الطبية البالغ عددهم ‪ 66‬مليونا‪.513‬‬

‫وفيما يتعلق بتعميم نظام التعويضات العائلية تم تخصيص ‪ 67.0‬مليار درهم لتغطية‬
‫املخاطرالمرتبطة بالطفولة في أفق ‪ ،7077‬أما الحزام الثالث للحماية فيشمل توسيع االستفادة‬
‫من الحق في التقاعد ليشمل العمال المهنيين وأصحاب المهن الحرة وفق مقاربة جديدة يراهن‬
‫عليها في إدماج خمسة ماليين من الساكنة النشيطة في منظومة التقاعد في أفق ‪ .7070‬وضمن‬
‫نفس األفق يندرج تعميم االستفادة من التعويض عن فقدان الشغل بالنسبة لكل شخص يتوفر‬
‫على عمل قار‪ ،‬في أفق تجاوز الوضعية السابقة‪ ،‬حيث انحصر عدد المستفيدين من نظام‬
‫التعويض عن فقدان الشغل في ‪ .7‬ألفا خالل الفترة ‪.514 7070-7061‬‬

‫أما عن طرق تمويل نظام الحماية اإلجتماعية ‪،‬فالتكلفة السنوية لتعميم االستفادة من‬
‫أنظمة الحماية االجتماعية تصل إلى ‪ 06‬مليار درهم‪ ،‬موزعة بين ‪ 7.‬مليار درهم تتأتى من آلية‬
‫االشتراك وذلك بالنسبة لألشخاص الذين تتوفرلديهم القدرة على المساهمة في تمويل التغطية‬
‫االجتماعية‪ .‬بينما ‪ 71‬مليار درهم سوف يتم تحصلها في إطار آلية التضامن‪ ،‬وذلك بالنسبة‬
‫لألشخاص الذين تتوفرلديهم القدرة على المساهمة في التمويل‪.‬‬

‫ومنه فإن هذه المساهمات تبقى غيركافية لتمويل نظام الحماية االجتماعية‪ ،‬إذ شهدت‬
‫بداية هذا النظام دعم مالي من طرف البنك الدولي بمبلغ ‪ 700‬مليون دوالر‪ ،515‬لذلك فإن‬
‫التمويل عن طريق الميزانية العامة‪ ،‬عن طريق إحداث موارد مالية جديدة (الضرائب) يمثل‬
‫الر افعة المناسبة لتمويل المساعدة االجتماعية التي تبقى في نهاية المطاف من مسؤولية‬
‫الدولة‪ .‬ومن المؤكد أن العبء الضريبي اإلضافي الذي تتطلبه هذه الغاية يبقى رهينا بحالة‬
‫التوازنات الماكرو اقتصادية‪ ،‬لكنه في نفس الوقت مرتبط بالخيارات السياسية للدولة‬
‫ولتصورها لنموذجها التنموي‪.516‬‬

‫وبالرغم من كل ما قيل أعاله‪ ،‬فان هناك تحديات ستواجه الدولة في تعميمها وتوسيعها‬
‫للحماية االجتماعية‪ ،‬فمن جهة هناك مشاكل كثيرة تعيشها مؤسسات الحماية االجتماعية‬
‫القائمة وبصفة خاصة تلك المكلفة بمجال التقاعد‪ ،‬فمختلف التوجهات اإلصالحية للحكومة‬

‫‪ 513‬تقرير لجنة القطاعات االجتماعية بمجلس النواب مشروع القانون اإلطار رقم ‪ 01.64‬المتعلق بالحماية االجتماعية‪ ،‬الدورة‬
‫االستثنائية برسم السنة التشريعية الخامسة من الوالية التشريعية العاشرة ‪ ،6064‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 514‬تعزيز الحماية االجتماعية ودعم الفئات الهشة‪ ،‬إنجازات العمل الحكومي ‪ ،6064-6048‬رئيس الحكومة‪ ،6064 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 515‬مشروع الحماية االجتماعية لالستجابة الطارئة لمواجهة جائحة فيروس كورونا في المغرب‪ ،‬البنك الدولي‪ ،6060 ،‬ص ‪.8-2‬‬
‫‪ 516‬ازويني جميلة‪ ،‬الحماية االجتماعية في اطار القانون رقم ‪ .01.64‬من مجلة القانون واالعمال الدولية‬

‫‪P 302‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫بخصوص هذه المؤسسات بعيدة كل البعد عن تجويد وظيفة هذه المؤسسات‪ .‬ومن جهة‬
‫ثانية‪ ،‬هناك مجاالت ال تغطيها أية حماية اجتماعية وذلك من قبيل إعانة البطالة وإعانة ذوي‬
‫اإلعاقات‪ ...‬وهذا في حد ذاته يطرح إشكالية كبرى تتعلق بحق أساس ي من حقوق اإلنسان الذي‬
‫يفترض فيه أن يكون مضمونا لكل المواطنين والمواطنات بدون تمييز‪ .‬ومن جهة ثالثة‪ ،‬وعلى‬
‫الرغم من تنصيص هذا القانون‪ -‬اإلطار على إحداث حساب خصوص ي لغرض ضمان بعض‬
‫أوجه الحماية االجتماعية للفئات المعوزة‪ ،‬فان هناك تخوف من عدم التزام الحكومة بضخ‬
‫الموارد المالية المنصوص عليها في هذا القانون‪ -‬اإلطار‪ ،‬خاصة ونحن نعلم كيف تماطلت‬
‫الحكومات السابقة عن الوفاء بالتزاماتها بخصوص الصندوق المغربي للتقاعد‪.517‬‬

‫رابعا‪ :‬الحماية اإلجتماعية في قانون المالية لسنة ‪7071‬‬

‫تنفيذا للتوجيهات الملكية‪ ،‬يولي مشروع قانون المالية لسنة ‪ 7071‬عناية خاصة لترسيخ‬
‫ركائزالدولة االجتماعية‪ ،‬السيما من خالل مواصلة تنزيل ورش تعميم الحماية االجتماعية وتعزيز‬
‫دورالدولة في تقليص الفوارق االجتماعية‪.‬‬

‫ويقوم مشروع قانون مالية ‪518 7071‬على اعتماد األولويات األربع التالية ‪:‬‬

‫‪ -6‬تعزيزأسس الدولة اإلجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -7‬إنعاش اإلقتصاد الوطني عبردعم اإلستثمار‪.‬‬

‫‪ -1‬تكريس العدالة املجالية ‪.‬‬

‫‪ -7‬إستعادة الهوامش المالية لضمان استدامة اإلصالحات‪. 519‬‬

‫وفي مايلي المراحل المقبلة لتنزيل إصالح الحماية اإلجتماعية التي جاءت بها المذكرة‬
‫التقديمية‪ 520‬لمشروع قانون المالية برسم سنة ‪:7071‬‬

‫‪ -‬تتميم الترسانة القانونية الضرورية للتنزيل الفعال لتعميم التأمين اإلجباري عن‬
‫المرض‪.‬‬

‫‪ 517‬عبدالله اكال‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 518‬ظهير شريف رقم ‪ 4.66.48‬صادر في ‪ 41‬من جمادى األولى ‪ 42 (4111‬ديسمبر ‪ )6066‬بتنفيذ قانون المالية رقم ‪ 40.66‬للسنة‬
‫المالية ‪. 6062‬‬
‫‪ 519‬المذكرة التوجيهية لرئيس الحكومة حول إعداد مشروع قانون المالية لسنة ‪.6062‬‬
‫‪ 520‬المذكرة التقديمية لمشروع قانون مالية سنة ‪ ، 6062‬منشورات وزارة اإلقتصاد و المالية على الموقع‪:‬‬
‫‪www.finances.gov.ma‬‬

‫‪P 303‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫‪ -‬اتخاذ التدابير الالزمة لتسريع تحصيل مساهمات مختلف فئات المهنيين و العمال‬
‫المستقلين و األشخاص غيراألجراء‪.‬‬

‫‪ -‬وضع إطارقانوني يمكن من التفعيل األمثل للتعويضات العائلية ‪ ،‬ومن أجل ذلك يجب‬
‫مباشرة مجموعة من اإلصالحات الهيكيلية بالموازاة مع هذا التعميم من بينها ‪:‬‬

‫‪ ‬إطالق إصالح تدريجي لنظام المقاصة ‪.‬‬

‫‪ ‬تجميع البرامج اإلجتماعية للدعم المياشرالمتعلق بالتمدرس‪.‬‬

‫‪ ‬تسريع تنزيل السجل اإلجتماعي الموحد من أجل إستهداف أكثر فعالية لألسر‬
‫المعوزة ‪.‬‬

‫‪ -‬البرمجة السنوية ‪ ،‬ابتداءا من سنة ‪ ، 7071‬لالعتمادات الضرورية لتعميم التأمين‬


‫اإلجباري عن المرض ‪ ،‬بغالف مالي يقدرب ‪ 9.0‬ملياردرهم ‪.‬‬

‫‪ -‬برمجة االعتمادات الضرورية لتأهيل المنضومة الصحية الوطنية (تأهيل البنيات‬


‫التحتية و النظام المعلوماتي ‪.)...‬‬

‫‪ -‬بلورة تصور لتحديد إطار للحكامة و تدبير باقي مكونات اإلصالح ( التعويضات العائلية و‬
‫التقاعد و التعويض عن فقدان الشغل ) من أجل ضمان التدبيراألمثل لهذه األنظمة‪.‬‬

‫وحسب ماجاء في تصريح لوزيرة اإلقتصاد و المالية السيدة نادية فتاح العلوي‪،521‬فإن‬
‫تنزيل مشروع تعميم الحماية اإلجتماعية سيكلف خزينة الدولة ‪ 0600‬مليارسنتيم سنويا‪،‬حيث‬
‫يتوزع هذا الغالف المالي على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪1400 ‬مليارسنتيم‪ :‬التأمين اإلجباري عن المرض‪.‬‬

‫‪ 7000 ‬مليارسنتيم‪ :‬التعويضات العائلية‪.‬‬

‫‪ 6100 ‬مليارسنتيم‪ :‬االنخراط في نظام التقاعد‪.‬‬

‫‪ 1000 ‬مليار سنتيم‪ :‬التعويض عن فقدان الشغل‪ .‬كما سوف يعتمد هذا التمويل على‬
‫آليتين‪:‬‬

‫‪ 521‬لقاء صحفي خصص لتقديم مشروع قانون المالية لسنة ‪ ،6062‬الثالثاء ‪ 64‬أكتوبر ‪ ،6066‬الرباط‪.‬‬

‫‪P 304‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫‪ ‬االشتراك‪ 7.00 :‬مليارسنتيم‪.‬‬

‫‪ ‬التضامن‪ 7100 :‬مليارسنتيم‪.‬‬

‫إن مضامين قانون المالية لسنة ‪ 7071‬تحمل إشارات قوية حول عزيمة الحكومة في‬
‫مواصلة تنزيل ورش الحماية االجتماعية كإجراء لحماية الفئات الهشة والمعوزة‪ ،‬من خالل‬
‫تعميم التأمين اإلجباري على المرض لفائدة ‪ 77‬مليون مغربي و إستفادة حوالي ‪ .‬ماليين طفل و‬
‫‪ 1‬ماليين أسرة لها أطفال في سن قبل التمدرس من تعويضات عائلية تقدر ب‪ 100‬درهم عن كل‬
‫طفل‪ .‬كما أن التعليم و الصحة يحظون بأهمية بالغة حيث أنه سوف تصل ميزانية هذين‬
‫القطاعين ألكثرمن ‪ 9.‬ملياردرهم‪-،‬و من جهة أخرى‪ -‬سيتم الدعم المباشرمن أجل اقتناء سكن‬
‫رئيس ي خصوصا ذوي الدخل املحدود و الطبقة المتوسطة‪ ،‬باالضافة إلى مواصلة السنة الثانية‬
‫من برنامج اوراش و فرصة بغالف مالي يقدر ب ‪ 1.0‬مليار درهم‪ ,‬وكذا الرفع من مخصصات‬
‫صندوق المقاصة لتصل إلى ‪ 71‬ملياردرهم‪.‬‬

‫و في حين اعتبر البعض أن المشروع "لم يكن في مستوى التحديات‪ ،‬و أن خطابات جاللة‬
‫الملك لم تجد طريقها إلى التنفيذ بالسرعة المطلوبة‪ ،‬خاصة ما يتعلق باالستثمار والماء‬
‫واملخزون االستراتيجي للمواد الغذائية والطاقية والصيدلية والحماية االجتماعية كما أن‬
‫مشروع قانون المالية لم يستطع اإلجابة على سؤال تمويل الحماية االجتماعية بكل‬
‫التفاصيل‪.522"...‬‬

‫اعتبر البعض األخر على أن مشروع قانون المالية "يأتي في ظروف دولية ووطنية الكل‬
‫يعرف نها تتسم بتحديات كبرى‪ -‬الحرب الروسية األوكرانية‪ ،-‬ورغم ذلك أتى بإجابات حقيقية‬
‫النتظارات المواطنين‪.‬‬

‫و أنه ألول مرة تمت الزيادة في ميزانيات قطاعي الصحة والتعليم‪ ،‬بقيمة ‪ 600‬ملياردرهم‪،‬‬
‫وإجراءات ضريبية إلنصاف شرائح من املجتمع‪ ،‬وهذا "مؤشر على تدعيم ركائز الدولة‬
‫االجتماعية"‪.523‬‬

‫وبالتالي فإنه يمكننا إعتبار مشروع قانون المالية الجديد لسنة‪ 7071‬ذي بعد إجتماعي‬
‫بإمتياز‪،‬لكونه أعطى أولوية كبرى لتنزيل مشروع ورش الحماية اإلجتماعية‪،‬بإعتباره دعامة‬

‫‪ 522‬عبد الله بوانو‪ ،‬رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية‪ ،‬جلسة عمومية اليوم الخميس ‪ 40‬نونبر ‪ ،6060‬للدراسة والتصويت على‬
‫الجزء األول من مشروع قانون مالية ‪.6062‬‬
‫‪ 523‬جمال الديواني‪ ،‬البرلماني عن حزب االستقالل‪ ،‬جلسة عمومية اليوم الخميس ‪ 40‬نونبر ‪ ،6060‬للدراسة والتصويت على الجزء‬
‫األول من مشروع قانون مالية ‪.6062‬‬

‫‪P 305‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫أساسية للرقي بالمستوى اإلجتماعي للمواطن ‪-،‬من جهة أخرى‪-‬فإن الحكومة مطالبة بتعبئة‬
‫شاملة لجميع الموارد البشرية و المالية لتسهيل اإلجراءات و تسريع وثيرة تنفيذ هذا الورش‪،‬‬
‫والسيما أنه يشكل بادرة قوية تهدف إلى تحسين ظروف عيش فئات عريضة من املجتمع‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫أحرزالمغرب‪ ،‬خالل العقدين الماضيين ‪ ،‬تقدما كبيرا على مستوى األوراش اإلقتصادية‬
‫الكبرى للبالد‪ ،‬في املجال السياس ي ومجال الحقوق و الحريات ‪ ،‬وقد تعزز هذا التقدم بدستور‬
‫‪، 7066‬الذي شكل نقطة تحول حاسمة في التاريخ السياس ي للمغرب‪ .‬لقد نص هذا الدستورعلى‬
‫عقد اجتماعي جديد‪ ،‬وجاء بفكرة الحكامة الجيدة ‪ ،‬وحث على الجهوية المتقدمة‪ ،‬وعلى توزيع‬
‫جديد للسلط‪ ،‬وتكريس حقوق اإلنسان‪،‬كما أن إعادة النظر في النموذج التنموي يعتبر بمثابة‬
‫اإلعالن عن الطموح واإلرادة لإلستثمار في الرأسمال البشري‪ .‬غير أن هذا الزخم لم يترجم بما‬
‫فيه الكفاية لتحقيق الحاجيات اإلجتماعية لغالبية المواطنين‪.‬‬

‫ذلك أن نموذج التنمية البشرية المستدامة الذي يجب أن تتبناه كل أمة يهدف إلى‬
‫الخروج من دائرة الفقر والهشاشة‪ ،‬وضمان صحة جيدة للسكان‪ ،‬والحفاظ على هذه األرض‬
‫لألجيال القادمة‪ ،‬وبناء مجتمعات تنعم باألمن والسلم ومفتوحة للجميع‪ ،‬حتى يتمكن كل مواطن‬
‫من العيش بكرامة‪.524‬‬

‫وكما تشهد على ذلك التقارير الوطنية والدولية‪ ،‬فإن أوجه العجز الواضحة في مجال‬
‫التنمية البشرية‪ ،‬تولد حلقات مفرغة تتجلى في اقتصاد متقلب حسب الظروف الدولية و‬
‫الداخلية‪ ،‬يبقى غيرقادرعلى تحقيق تنمية كافية ومستدامة‪.‬‬

‫ورغم أن تقريرالمندوبية السامية للتخطيط حول مؤشرات التنمية البشرية لسنة ‪7070‬‬
‫يشير إلى أن الجهود التي بذلها المغرب منذ سنة ‪ 7000‬وال سيما المبادرة الوطنية للتنمية‬
‫البشرية التي أطلقها ملك البالد سنة ‪ 7000‬واإلصالحات التي قام بها في مجاالت االقتصاد‬
‫والصحة والتعليم والحكامة‪ ،‬أدت إلى تحسن مستمرلمؤشرالتنمية البشرية وجميع مكوناته‪.525‬‬

‫ورغم أن التقرير سجل ارتفاعا لمؤشر التنمية البشرية بالمغرب من ‪ 0,70.‬سنة ‪6990‬‬
‫إلى ‪ 0,1.1‬سنة ‪ 706.‬أي بتحسن إجمالي بنسبة ‪ 47,7‬بالمئة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تم تصنيف المغرب‬

‫‪524‬‬
‫‪Nations Unies : Objectifs de dèveloppement durable.17 objectifs pour transformer le monde‬‬
‫‪.un.org/sustainable development /fr/objectifs-de-developpement-durable/.‬‬
‫‪ 525‬المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬تقرير حول مؤشرات التنمية البشرية بالمغرب لسنة ‪.6060‬‬

‫‪P 306‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫في سنة ‪ 706.‬في المرتبة ‪ 676‬من بين ‪ 6.9‬دولة ومنطقة‪ ،‬ضمن فئة البلدان ذات التنمية‬
‫البشرية المتوسطة‪ ،‬والتي يبلغ متوسط مؤشرها ‪.0,117‬‬

‫ورغم أن تقريرالمندوبية السامية يقترح مجموعة من السبل في غاية من األهمية لتسريع‬


‫التنمية البشرية ببلدنا‪ ،‬ولتقليص التفاوتات املجالية في مجاالت الصحة والتربية والتكوين‪،‬‬
‫وفيما يخص المساواة بين الجنسين‪.‬‬

‫فإن جل االقتصاديين يجزمون أنه من دون تحقيق معدل نمو اقتصادي ال يقل عن ‪0,0‬‬
‫أو ‪ 1‬بالمئة سنويا‪ ،‬يبقى الحديث عن الحد من معضالت البطالة والفقروالهشاشة‪ ،‬مجرد كالم‬
‫استهالكي‪ /‬سياس ي‪.526‬‬

‫إن أكبرتحد اليوم هو ضرورة تركيزالدولة على املجال اإلجتماعي للحفاظ على اإلستقرار‬
‫األمني و السياس ي ‪ ،‬للقول بأن المغرب دولة إجتماعية ترقى إلى مصاف الدول التي قطعت‬
‫أشواطا في املجال اإلجتماعي بل وتجاوزته لتصبح دول رفاه ‪.‬‬

‫ونعتقد من خالل المقترحات أسفله أن المغرب قادرعلى بلوغ النتائج المتوخاة وفي زمن‬
‫قياس ي ‪ ،‬نذكرها تباعا‪:‬‬

‫الحاجة إلى نمط جديد للتنمية يقوم على أهداف تلبي احتياجات المواطنين أال‬ ‫‪‬‬
‫وهو التنمية المستدامة بأبعادها االقتصادية واالجتماعية والبيئية مجتمعة‪ ،‬والحد من‬
‫التباينات األساسية ‪ ،‬بين األغنياء والفقراء‪ ،‬وبين رأس المال والعمال‪....‬‬

‫توفير ضمان اجتماعي جيد التصميم ‪،‬يضمن توسيع نطاق مظلة التأمينات‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعية القائمة على االشتراكات وإعانات البطالة‪ ،‬وإرساء أرضية حماية اجتماعية ألكثر‬
‫الناس حاجة ال تقف عند الوصول إلى الحد األدنى من الحقوق االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بل‬
‫وأن تسعى باستمرارإلى تمكينها لألفراد‪.‬‬

‫السعي و تظافر الجهود لتحقيق تكافؤ الفرص ‪،‬الذي يعتبر من أهم مقومات‬ ‫‪‬‬
‫العدالة االجتماعية‪ ،‬ويعني تكافؤالفرص أن يمتلك الجميع الحق في الحصول على الفرصة دون‬
‫ً‬
‫تمييزعلى أساس الفئة أو الطبقة‪ ،‬وعادة ما تكون الحكومات المسؤول األول عن تحقيق تكافؤ‬
‫ً‬
‫الفرص‪ ،‬لكن الجهات غيرالحكومية والخاصة لها دورأيضا في عدالة الفرص‪.‬‬

‫‪ 526‬يهـدف تقريـر مـؤشرات التنميـة البشريـة بالمغـرب إلى اإلحاطـة باألبعــاد التاليــة‪ 4 :‬دراســة تطــور مــؤشر التنميــة البشريــة‪/‬‬
‫‪ 6‬التطــرق إلى الجوانــب الرئيســية للتنميــة البشريــة ‪ 2/‬تســليط الضــوء عــلى المخاطــر المحتملــة لفقــدان التقــدم المحــرز بســبب‬
‫كوفيــد ‪1 /41‬تشــخيص وضعيــة مـؤشرات التنميـة البشريـة ‪ 4 /‬تحديـد بعـض اآلليـات لتعزيـز التنميـة البشريـة بالمغرب‪.‬‬

‫‪P 307‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬
‫ً‬
‫الولوج‪:‬في الكثير من املجتمعات تجد بعض الفئات أو الجماعات صعوبة في‬ ‫‪‬‬
‫الوصول إلى الموارد االجتماعية األساسية مثل التعليم والصحة‪ ،‬حيث يعتبر مبدأ الولوج إلى‬
‫الموارد بالتساوي من أهم مبادئ العدالة االجتماعية‪ ،‬والذي ينادي بوصول جميع أفراد‬
‫ً‬
‫املجتمع وفئاته إلى نفس الموارد بشكل عادل‪ ،‬فعندما يكون التعليم متاحا لفئات دون غيرها‬
‫سينعكس ذلك على فرص العمل واألجوروالبطالة والفقرللفئات املحرومة‪.‬‬

‫على ذوي القرارالسياس ي ببلدنا‪ ،‬أن يأخذوا على محمل الجد ما أكدته مختلف‬ ‫‪‬‬
‫التقييمات الدولية و الوطنية ‪ ،‬و التعامل بروح وطنية مسؤولة و أخالقية‪ ،‬على مستوى تنزيل‬
‫الرؤى التوجهات الملكية في مجال الحماية االجتماعية ألن مدى العناية بالحماية االجتماعية‬
‫هو مقياس لمدى تقدم املجتمع ونهضته ومؤشرتماسك مكوناته وترابطها‪.‬‬

‫تفعيل مبدأ ربط المسؤولية باملحاسبة على أرض الو اقع ‪،‬لكي اليبقى حبيس‬ ‫‪‬‬
‫الوثيقة الدستورية ألننا نكون واهمين إذا اعتقدنا أن اإلصالح يتحقق بمجرد تعديل نص‬
‫دستوري أو تكريس مبدأ معين ‪ .‬وهذا لن يتأتى إال عن طريق وضع السياسات العمومية تحت‬
‫املجهر‪ ،‬عن طريق الرقابة و المواكبة و التقييم‪.‬‬

‫ونختم بحكمة الخبير الدولي في علم اإلدارة بيرتر دركار " ليست هناك دول متخلفة و إنما‬
‫هناك دول تعاني من نقص في التدبير"‪.‬‬

‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫‪OECD, Social justice in the OECD , How do the member states compare ,‬‬
‫‪Sustainable Governance Indicators 2011‬‬

‫خالد وخش ي ‪ ،‬التنمية اإلجتماعية بالمغرب‪...‬أي حظور لمفهوم الدولة الراعية ‪ ،‬مقال‬
‫منشوربمجلة "العمق المغربي" ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني‪.www.al3omk.com :‬‬

‫طه السعدوني‪ ،‬محاوالت بناء الدولة اإلجتماعية في المغرب‪...‬النظرية و الممارسة مقال‬


‫منشورعلى موقع كازابالنكا اآلن على الرابط التالي‪.www.Casablancaalaan.ma :‬‬

‫رضوان سند ‪ ،‬تأثيرات كورونا على السياسات العمومية بالمغرب ‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫العمق المغربي‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪.www.al3omk.com :‬‬
‫حسن الزواوي‪ ،‬جائحة كورونا وضعف بنيات الدولة اإلجتماعية بالمغرب‪ ،‬مقال منشور‬
‫بمجلة "مجلة‪ "77‬على الموقع اإللكتروني‪.www.majala24.ma :‬‬

‫‪P 308‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬


‫العدد ‪ 52‬من جملة الباحث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية – لشهر مــارس ‪ 2023‬م‬

‫طه السعدوني ‪ ،‬مغرب ما بعد كورونا ‪...‬نحو التأسيس للدولة اإلجتماعية‪ ،‬مقال منشور‬
‫بمجلة كازابالنكااآلن‪ ،‬على الموقع اإللكتروني‪.www.casablancaalaan.ma :‬‬

‫بسيمة الحقاوي‪ ،‬ندوة ضمن فعاليات الملتقى الوطني الـ ‪ 60‬لشبيبة العدالة والتنمية‬
‫حول موضوع‪“ :‬الجواب االجتماعي في دستور ‪ .7066‬أسئلة العدالة والكرامة والتنمية‪ ،‬ليوم‬
‫السبت (‪ 7.‬يوليوز ‪ )7069‬بالقنيطرة‪ ،‬مداخلة تحت عنوان وضع معايير وأسس الدولة‬
‫اإلجتماعية‪.‬‬

‫عثمان الزياني‪ ،‬رهانات اإلصالح الدستوري في المغرب‪ :‬مقاربة على ضوء الخطاب الملكي‬
‫المؤرخ في ‪ 9‬مارس ‪ ،7066‬منشورات مجلة الحقوق المغربية‪ ،‬مطبعة دار أبي رقراق للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة ‪.7066‬‬

‫‪P 301‬‬ ‫مـجلة قانونية علمية حمكمة‬

You might also like