You are on page 1of 19

‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬

‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫مطمح الدولة االجتماعية بالمغرب وسط تنامي‬


‫المطالب الحقوقية‬
‫‪The aspiration of the social state in Morocco amid growing human rights demands‬‬
‫تقديم‪:‬‬
‫إن مفهوم الدولة االجتماعية‪ ،‬كغيره من المصطلحات الحديثة الرائجة في الساحتين‬
‫السياسية واالجتماعية‪ ،‬بات يثير نقاشات عديدة ومحتدة على مستويات مختلفة تتوزع بين تلك‬
‫التي تندرج في إطار ما هو أكاديمي والتي تتعداه لميادين أخرى منها االقتصادية والسوسيو‪-‬‬
‫سياسية‪ ،‬سواء على المستوى الدولي أوعلى المستوى الوطني‪ .‬ولعل هذا هوما يفسرإلى حد كبير‬
‫تركيز واهتمام المغرب المتزايد بتفعيل مفهوم الدولة االجتماعية على أرض الو اقع‪ ،‬وهو‬
‫المصطلح الذي تضمنه الفصل األول من دستور ‪ 4999‬إلى جانب مجموعة من الفصول‬
‫الدستورية األخرى التي أشارت إما بشكل مباشرأوبشكل ضمني للبعد االجتماعي للدولة المغربية‬
‫باعتباره من المقومات الدستورية التي ينبغي أن ينبني عليها صرح الديمقراطية المنشودة‬
‫بالمغرب‪ .‬موازاة مع تطرقت له عدة سياسات عمومية أخرى تبتغي نفس المرمى‪ ،‬ومنها‪ :‬مشروع‬
‫النموذج التنموي وقبله الخطة الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬وكذا الخطب‬
‫والرسائل الملكية السامية المتعددة والتي على ضوءها تستنير باقي المؤسسات الرسمية وعلى‬
‫رأسها الحكومة‪.‬‬

‫منه هذا المنطلق‪ ،‬وجب التساؤل أساسا حول األسباب والدو افع الكامنة وراء هذه‬
‫األهمية المتزايدة التي أضحى يعرفها مفهوم الدولة االجتماعية بالمغرب‪ ،‬ال سيما في ظل بروز‬
‫عدة أجيال جديدة من حقوق اإلنسان والحريات العامة والتي غيرت بالتبعية من وظائف الدولة‬
‫ومن أدوارها‪ .‬فما هي الدولة االجتماعية أصال؟ وإذا تمكنا من معرفة مالمح هذه األخيرة‪ ،‬هل‬
‫هناك نموذج للدولة االجتماعية بالعالم؟ وهل يمكن الحديث عن دولة اجتماعية بالمغرب؟ وإذا‬
‫افترضنا جدال أن المغرب في طريقه نحو إرساء مفهوم الدولة االجتماعية على أرض الو اقع‪ ،‬فإن‬

‫‪P 264‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
7872 ‫ – لشهـر دجنرب‬/RJLGRS/ ‫ مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية‬10 ‫الـعدد‬
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com

‫ كيف سيوفق المغرب بين هذا المسعى ومتطلبات‬:‫اإلشكال الذي يبقى مطروحا في المقابل هو‬
،‫حقوق الجيل الثالث؟ وكيف سيسعى لبلورة نوع من التكامل بين بعدين متقاربين إلى حد كبير‬
‫أحدهما حقوقي بامتيازواآلخراجتماعي محض؟‬

:‫ملخص المقال بالفرنسية‬

Le concept d'État social, comme d'autres termes modernes populaires dans


la sphère politique et sociale, suscite aujourd’hui de nombreuses et intenses
discussions à différents niveaux, partagés entre ceux qui relèvent du cadre de ce
qui est académique et ceux qui le transcendent vers d'autres domaines, y compris
le domaine économique et sociopolitique, que ce soit au niveau international ou
au niveau national. Cela explique peut-être dans une large mesure le soin que
porte le Maroc à la réalisation du concept d'État social sur le terrain. Ce terme est
déjà présent non seulement dans le premier article de la constitution de 2011,
mais aussi dans plus d'autres, dont ils se réfèrent directement ou implicitement à
la dimension sociale de l'État marocain comme l'une des composantes
constitutionnelles sur lesquelles le fondement de la démocratie devrait être
construit au Maroc. Parallèlement, plusieurs autres politiques publiques visant le
même objectif ont été discutées, notamment : le projet de modèle de
développement et avant lui le plan national dans le domaine de la démocratie et
des droits de l'homme, ainsi que les différents discours et messages royaux qui
éclairent le reste des institutions officielles, en particulier le gouvernement.

À cet égard, il convient de s'interroger principalement sur les raisons et les


motifs de cette importance que le concept d'État social a prise au Maroc,
notamment à la lumière de l'émergence de plusieurs nouvelles générations des
droits de l'Homme et des libertés publiques qui ont, par conséquent, modifié les
fonctions et les rôles de l'État. Par ailleurs, qu'est-ce que l'état social à l'origine ? Et
si l'on connaît les caractéristiques de ce dernier, existe-t-il un modèle d'état social

P 265 ‫ م‬7802 / ‫ غ‬80 ‫ * اإليداع القانوني‬ISSN: 2550 – 603X ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد‬
7872 ‫ – لشهـر دجنرب‬/RJLGRS/ ‫ مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية‬10 ‫الـعدد‬
TEL + 212 649027884 ww.allbahit.com Majalatlbahit2017@gmail.com

dans le monde ? Peut-on parler d’État social au Maroc ? Et si nous supposons que
le Maroc est dans le chemin d'établir le concept d’État social sur le terrain, alors le
problème qui demeure est : comment le Maroc concilie-t-il ce projet face aux
exigences des droits de la troisième génération ? Et comment cherchera-t-il à
cristalliser une sorte d'intégration entre les deux ?

:‫ملخص المقال باإلنجليزية‬

The concept of the social state, like other popular modern terms in the
political and social sphere, is today the subject of much intense discussion at
various levels, divided between those within the framework of what is academic
and those that transcend it to other domains, including the economic and socio-
political realm, whether at the international or national level. This perhaps
explains to a large extent the care that Morocco takes in realizing the concept of
the social state on the ground. This term is already present not only in the first
article of the 2011 constitution but also in many others, which refer directly or
implicitly to the social dimension of the Moroccan state as one of the
constitutional components on which the foundation of democracy should be built
in Morocco. At the same time, several other public policies aimed at the same
objective were discussed, including the draft development model and before it the
national plan in the field of democracy and human rights, as well as the various
royal speeches and messages that inform the rest of the official institutions,
especially the government.

In this respect, it is worth asking mainly about the reasons and motives for
the importance that the concept of the social state has assumed in Morocco,
especially considering the emergence of several new generations of human rights
and public freedoms that have, as a result, modified the functions and roles of the
state. Moreover, what is the original social state? And if we know the

P 266 ‫ م‬7802 / ‫ غ‬80 ‫ * اإليداع القانوني‬ISSN: 2550 – 603X ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫‪characteristics of the latter, is there a model of a social state in the world? Can we‬‬
‫‪speak of a social state in Morocco? And if we assume that Morocco is on the way‬‬
‫‪to establishing the concept of the social state on the ground, then the problem‬‬
‫‪that remains is: how does Morocco reconcile this project with the demands of‬‬
‫‪third generation rights? And how will it seek to crystallize some sort of integration‬‬
‫?‪between the two‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫أصبح الحديث في الوقت الراهن عن حقوق الجيلين األول والثاني للقانون الدولي لحقوق‬
‫اإلنسان من المنجزات التي أتبتت نفسها في الساحة الحقوقية الدولية وكذا الساحة الوطنية‪،‬‬
‫على نحو أضحى انتهاكها وعدم احترامها نموذجا لعدم االلتزام بالقانون الدولي بصفة عامة‪،‬‬
‫وضربا للتراكمات التي وصل إليها املجتمع الدولي المعاصر في هذا املجال‪ ،‬ليس هذا فحسب‪ ،‬بل‬
‫إن األمر بدأ يمتد في العقود األخيرة إلى توسع هذه األجيال لتشمل جيال جديدا من الحقوق باتت‬
‫تعرف بحقوق الجيل الثالث‪ .‬هذا الجيل الجديد‪ 434‬أضحى يثيرالكثيرمن الجدل‪ ،‬نظرا لما ينطوي‬
‫عليه من حقوق هامة منها‪ :‬الحق في العيش بسالم‪ ،‬والحق في البيئة‪ ،‬والحق في التنمية‪ ،‬والحق في‬
‫التنشئة‪ ،‬والحق في التراث المشترك لإلنسانية‪ ،‬والحق في المساعدة اإلنسانية(‪ ،435)...‬وهي كلها‬
‫الحقوق التي بدأت تؤكد أكثر فأكثر على فكرة العالمية والكونية المنشودة‪ ،‬وعلى ضرورة العمل‬
‫المشترك من جانب أعضاء املجتمع على الصعيدين الوطني والدولي‪.‬‬

‫ونتيجة لهذا المعطى‪ ،‬فإن قائمة الجيل الثالث لحقوق اإلنسان لم تغلق بشكل نهائي بعد‪،‬‬
‫إذ تبقى قابلة للزيادة ومحل نقاش كلما جرى الحديث عن مستجدات القانون الدولي لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬وال يكفي أن يقتصراملجتمع الدولي الراهن على ما راكمه إلى حدود اليوم من مكتسبات‬
‫في هذا املجال‪ ،‬بل ال بد من إعادة النظر في هذه األخيرة للوقوف عند مكامن الخلل ومواطن‬

‫‪ - 434‬قد تسمممح وق ا الل ا اللالم مح وق ا اساسمماح يمسمممم ات تلف تلتذه اح سمي التسممم ها ف ف تاجا ي الملما ماح ت ممما اجا ي لااه الل ا اللالما مح‬
‫تملذه سمي التسم ات‪ :‬وق ا التضامح ت وق ا اللمااات ت الوق ا التاا ذ ه (‪.)...‬‬
‫‪ - 435‬ض ه اليعض إلح سمي الطائاه مح الوق ا وق الشع ب ي الس ادة الدائمه اذح اللف ات الطي ع ه‪.‬‬
‫ااظف ي سما الس اا ما اتيه األستام ح ادف س لاف اي الوس ح شافااي (تاس ق إشفاه)‪" :‬الل ا اللالم لوق ا اساساح‪ :‬الس اا اسشاال ات"ا اتاب لماايا‬
‫الطيعه األ لحا ماش فات الملذه المغفي ه لإلدافة الموذ ه التام ه ‪REMALD‬ا سذسذه م اض ع السااها العدد ‪111‬ا ساه‪.0101 :‬‬

‫‪P 267‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫الضعف حتى يتسنى الحديث عن جيل جديد آخر من الحقوق كلما كانت الفرصة سانحة‪،436‬‬
‫السيما في ظل تصاعد أدوارالدولة وتجاوزها للحدود الكالسيكية والنمطية المعتادة والمرتبطة‬
‫في الغالب بمشموالت النظام العام من أمن وصحة وسكينة عامة‪ ،‬ألدوار أخرى جديدة يختزلها‬
‫مفهوم الدولة االجتماعية‪.‬‬

‫ومفهوم الدولة االجتماعية‪ ،‬كغيره من المصطلحات الحديثة الرائجة في الساحتين‬


‫السياسية واالجتماعية‪ ،‬بات يثير نقاشات عديدة ومحتدة على مستويات مختلفة تتوزع بين تلك‬
‫التي تندرج في إطار ما هو أكاديمي والتي تتعداه لميادين أخرى منها االقتصادية والسوسيو‪-‬‬
‫سياسية‪ ،‬سواء على المستوى الدولي أوعلى المستوى الوطني‪ .‬ولعل هذا هوما يفسرإلى حد كبير‬
‫تركيز واهتمام المغرب المتزايد بتفعيل مفهوم الدولة االجتماعية على أرض الو اقع‪ ،‬وهو‬
‫المصطلح الذي تضمنه الفصل األول من دستور‪ 4999‬حين نص على أن ‪":‬نظام الحكم بالمغرب‬
‫نظام ملكية…واجتماعية"‪ ،‬إلى جانب مجموعة من الفصول الدستورية األخرى التي أشارت إما‬
‫بشكل مباشرأوبشكل ضمني للبعد االجتماعي للدولة المغربية باعتباره من المقومات الدستورية‬
‫التي ينبغي أن ينبني عليها صرح الديمقراطية المنشودة بالمغرب‪ .‬موازاة مع تطرقت له عدة‬
‫سياسات عمومية أخرى تبتغي نفس المرمى‪ ،‬ومنها‪ :‬مشروع النموذج التنموي وقبله الخطة‬
‫الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬وكذا الخطب والرسائل الملكية السامية‬
‫المتعددة‪ 437‬والتي على ضوءها تستنيرباقي المؤسسات الرسمية وعلى رأسها الحكومة‪.438‬‬

‫منه هذا المنطلق‪ ،‬وجب التساؤل أساسا حول األسباب والدو افع الكامنة وراء هذه‬
‫األهمية المتزايدة التي أضحى يعرفها مفهوم الدولة االجتماعية بالمغرب‪ ،‬ال سيما في ظل بروز‬
‫عدة أجيال جديدة من حقوق اإلنسان والحريات العامة والتي غيرت بالتبعية من وظائف الدولة‬

‫‪ -436‬الج مات اس ح "مالءمه التشف ع الدالذي المغفيي مع ق ااد القاا ح الد لي لوق ا اساساحا مقافيه ماجل ه لود د ق ااد الس ادة تأل ف الاظام المع افي‬
‫الد لي"ا تطف وه لمااقشه الدات فاي ي الوق ا ياذ ه العذ م القاا ا ه االقت اد ه االلتماا ه يلامعه القاضي ا اض مفااشا الساه اللامع ه‪0100/0101 :‬ا‬
‫ص‪.111 :‬‬
‫ل ز ‪0101‬ا‬ ‫‪ -437‬مح ي ح تسم الت ل جات المذا ه ي سما الس اا ما تضماه اص اللطاب المذاي السامي يمااسيه ا د العفش ال اود العشف ح م األفيعاء ‪02‬‬
‫المي لاء مح ضممح م ا تضمماه ما ذي‪" :‬إح الجده مح اا المشماف ع الميادفات اس الوات التي اق م يجاا س الاج ض يالتام ها توق ق العداله االلتماا ه‬
‫ف الوما ه االلتماا ه لاا المغافيها التي ستيقح شغذاا الشافاا وتح اتماح مح تعم مجا اذح لم ع الائات االلتماا ه‪."...‬‬ ‫الملال ه‪ ...‬أتي ي مقدمه ملكا ت‬
‫لالطالع اذح المز د مح اللطب المذا ه السام ه ي سما الس ااا فالع الم قع الفسمي لذي ايه ال طا ه لذممذاه المغفي ه اذح الفايط اسلاتف اي التالي‪https://www.maroc.ma/ar :‬‬

‫ي تقا مح لالله تشجف بايافة "فساح ت‬ ‫‪ -438‬سيق تح ايف اح ملك اا مح فئ س الوا مه الوال ه إلح لااب ملم اه مح ال زفاء اآللف ح ي تالف مح مااسيه‬
‫مموا ه إاالم ها فسممم ه ف ف فسممم ها‬ ‫سالس الد له االلتماا ه"ا د ح تح ااسممح تح سما الم ممطذ ‪-‬الد له االلتماا ه‪ -‬ت ممدف موا ف مضممام ح ادة ماايف‬
‫ا يم ض ع "الد له االلتماا ه يالمغفب"‪.‬‬ ‫تذتجا ادة اد ات وذقات دفاس ه مقاالت تعاح تساساا يا ل‬
‫لالطالع اذح ت مممممممف وات فئ س الوا مه المغفي ه اذح ت مممممممف وات ياقي ال زفاء يالوا مه المشممممممماف إل جا تااليا فالع الم قع الفسممممممممي لذوا مه المغفي ه اذح الفايط اسلاتف اي التالي‪:‬‬
‫‪https://www.cg.gov.ma/ar‬‬

‫‪P 268‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫ومن أدوارها‪ .‬فما هي الدولة االجتماعية أصال؟ وإذا تمكنا من معرفة مالمح هذه األخيرة‪ ،‬هل‬
‫هناك نموذج للدولة االجتماعية بالعالم؟ وهل يمكن الحديث عن دولة اجتماعية بالمغرب؟ وإذا‬
‫افترضنا جدال أن المغرب في طريقه نحو إرساء مفهوم الدولة االجتماعية على أرض الو اقع‪ ،‬فإن‬
‫اإلشكال الذي يبقى مطروحا في المقابل هو‪ :‬كيف سيوفق المغرب بين هذا المسعى ومتطلبات‬
‫حقوق الجيل الثالث؟ وكيف سيسعى لبلورة نوع من التكامل بين بعدين متقاربين إلى حد كبير‪،‬‬
‫أحدهما حقوقي بامتيازواآلخراجتماعي محض؟‪.439‬‬

‫قبل اإلجابة على هذا السؤال‪ ،‬كان لزاما علينا التطرق في النقطة األولى من هذا المقال‬
‫العلمي لدراسة مفهوم الدولة االجتماعية‪ ،‬التي ال هي بالدولة الكنزية وال هي بالدولة الراعيةـ وهما‬
‫النمطين الذين اقتصردورهما على تلبية المطالب األساسية الكالسيكية لألفراد من خبزوتغدية‬
‫أساسية في أوقات السلم كما في أوقات الحروب واألزمات‪ ،‬إذن فما هي الدولة االجتماعية؟ وكيف‬
‫تصاعدت أدوارها تدريجيا بالمغرب؟ ثم ما هي األسس والدعائم التي ينبغي أن تنبني عليها‬
‫مستقبال؟‬

‫أما بالنسبة للنقطة الثانية من هذا المقال‪ ،‬فقد جاءت لتركزعلى الجيل الثالث من حقوق‬
‫اإلنسان والحريات العامة وسط الدولة االجتماعية‪ ،‬وهي النقطة المنهجية التي تصبو ملحاولة‬
‫التعرف على خارطة الطريق الواجب اتباعها إلرساء مفاهيم‪ ،‬بل وثقافة حقوقية جديدة‪ ،‬تساعد‬
‫كثيرا على نجاح هذا الورش التنموي الذي انخرط فيه المغرب‪ .‬فكيف يمكن ذلك؟ وما السبيل‬
‫لهذا المطمح في ظل العثرات املختلفة التي ما زالت تعترض طريق أي إصالح منشود بالمغرب؟‬

‫أوال‪ :‬األسس والدعائم المتطلبة لقيام صرح الدولة االجتماعية بالمغرب‬

‫بالرجوع إلى األبعاد النظرية لمفهوم الدولة‪ ،‬وجب التذكير بأن هناك عدة نظريات فسرت‬
‫بروزالدولة بدءا بنظرية الحق اإللهي مرورا بنظرية القوة إلى نظرية العقد االجتماعي‪ ،‬هذه األخيرة‬
‫التي تزعمها عدة منظرين أمثال‪ :‬جون لوك وجون جاك روسووهوبز(‪ )...‬الذين وإن اختلفوا كثيرا‬
‫في شكل التعاقد القائم بين الدولة واألفراد‪ ،‬إال أنهم اتفقوا حول غايته المتمثلة في منح السلطة‬
‫للدولة مقابل تلبية هذه األخيرة للحقوق األمنية والسياسية لعموم الشعب‪ .‬وإذا كانت الدولة‬
‫عند نشأتها اقتصرت على تلبية الحقوق األمنية والسياسية من حرية ومشاركة سياسية ‪-‬ما‬

‫‪ -439‬ا ممممام المضمممم ف "سا المغفب د له التماا ه "ا مقاا ماشمممم ف يالم قع اسلاتف اي للف دة العمقا يتاف ‪77 :‬‬
‫د سمممممممميف ‪7870‬ا اذح الفايط اآلتي‪https://al3omk.com/711114.html :‬ا تمماف ز ممافة الم قع‪ :‬األوممد ‪78‬‬
‫مافس ‪ 7877‬اذح السااه ‪ 01:71‬يإضا ه سااه لت ق ت فف ا تش‪.‬‬

‫‪P 269‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫يصطلح عليه بالجيل األول من الحقوق‪ -‬التي تم تضمينها باإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لسنة‬
‫‪ ،4409028‬فإنها وبفعل عدة متغيرات على رأسها الحرب العالمية األولى والثانية و انتشار األفكار‬
‫االشتراكية‪ ،‬أصبحت مطالبة باالهتمام بجيل ثاني من الحقوق هي‪ :‬الحقوق االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وا لتي تشمل الحق في السكن‪ ،‬الحق في العمل‪ ،‬الحق في المعاملة‬
‫المتكافئة‪ ،‬الحق في العيش الكريم‪ ،‬الحق في الرعاية الصحية (…) وغيرها من الحقوق األخرى‬
‫التي تمت إضافة غالبيتها لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،441‬وهناك من يتحدث عن جيل ثالث‬
‫للحقوق متجاوز للحقوق االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كالحق في بيئة صحية‪ ،‬الحق في االتصال‪،‬‬
‫الحق في التنمية‪ ،‬الحق في التضامن(…) والتي تقوم على فكرة وحدة المصير بين كل البشر على‬
‫اختالفهم‪.442‬‬

‫وقد سبق ألحد الباحثين أن كتب بـ"إن كل شخص هو موضوع اهتمام كوكبي‪ ،‬وليس مهما‬
‫الموقع الجغرافي للشخص أو الفصيل السياس ي أو الفريق االجتماعي الذى ينتمى إليه‪ ،‬إذ كل‬
‫امرئ له حقوق إنسانية وعليه مسئوليات حماية هذه الحقوق واحترامها‪ ،‬األمر الذى من شأنه‬
‫أن يتسع ويمتد عبرالحدود السياسية واالجتماعية"‪ .443‬ولعل هذا هوما يفسرانتشارهذه الفكرة‬
‫وذيوعها كأحد عناصر تراث الحرب العالمية الثانية‪ ،‬بحيث أصبحت حقوق اإلنسان و اقعا‬
‫عالميا‪ ،‬خاصة وأن الفكرة املحورية في حقوق اإلنسان الدولية أضحت تدورفي كنف محتواه أن‬
‫الدولة مسئولة عن الوفاء بشروط معينة عند تعاملها مع شعوبها‪ ،‬وأن حاالت الفشل الفعلية أو‬
‫المتوقعة في تحقيق ذلك يمكن أن تبررشكال ما من العمل العالجي أو الوقائي من جانب املجتمع‬
‫العالمي‪ ،‬أو من يقومون بهذا الدور‪ ،‬وهذه الفكرة هي التي نجدها متضمنة في بنود ومواد حقوق‬
‫اإلنسان الواردة في ميثاق منظمة األمم المتحدة الذي نص على أن‪" :‬معاملة أي دولة مواطنيها‬
‫بمقتض ى هذا العصرالحديث هي شأن دولي"‪.444‬‬

‫‪ -440‬تاظف الم اد مح ‪ 3‬إلح ‪ 01‬مح اساالح العالمي لوق ا اساساح لساه ‪.1291‬‬
‫‪ -441‬تاظف الم اد مح ‪ 77‬إلح ‪ 72‬مح اساالح العالمي لوق ا اساسممماح اما العجد الد لي المتعذق يالوق ا االقت ممماد ه‬
‫االلتماا ه اللقا ه لساه ‪.0711‬‬
‫‪ -442‬تومد ي ز‪" :‬القاا ح الدسمممت في لوق ا االاسممماحا دفاسمممه ي الوما ه الدسمممت ف ه لذوق ا الوف ات ي المغفب‬
‫التلافب المقافاه"ا الطيعه األ لحا مطيعه شمس يف اتا سال ‪7878‬ا ص‪.00 :‬‬
‫‪ -443‬تشمافلز تف ي تز‪ " :‬افة وق ا اساساح"ا تفلمه‪ :‬ش قح لالاا سذسذه االم المعف ه –سذسذه اتب لقا ه شجف ها‬
‫إ داف الملذس ال طاي لذلقا ه الاا ح اآلدابا الا تا يفا ف ‪7802‬ا ص‪.02 :‬‬
‫‪ -444‬ااظف‪ :‬طافا ايد العاا " افة وق ا اساسممماح الد له"ا مقاا ماشممم ف يالم قع اسلاتف اي للف دة الشمممف اا م‬
‫المممممملمممممماللمممممماء ‪ 72‬فشمممممممممممممت ‪ 7807‬اممممممذممممممح السمممممممممممممااممممممه ‪ 00:22‬ا اممممممذممممممح الممممممفايممممممط اآلتممممممي‪:‬‬
‫‪https://www.shorouknews.com/columns/view‬ا تمماف ز ممافة الم قع‪ :‬األوممد ‪ 78‬مممافس ‪ 7877‬اذح‬
‫السااه ‪ 02:82‬يإضا ه سااه لت ق ت فف ا تش‪.‬‬

‫‪P 270‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬فقد انتقلت الدولة من الحياد إلى الدولة االجتماعية المتدخلة لحماية‬
‫حقوق المواطن االقتصادية واالجتماعية (الحق في العيش الكريم‪ ،‬السكن الالئق والحق في‬
‫الشغل…) وظهرت بوادر هذه األخيرة و اقعيا في ألمانيا منذ سنة ‪ 9879‬لتتعزز مع نهاية الحرب‬
‫الباردة بسقوط جدار برلين‪ ،‬بل ولعبت الحكومة االشتراكية في ألمانيا بقيادة "الحزب‬
‫الديموقراطي االجتماعي" دورا كبيرا في تكريس الدولة االجتماعية‪ ،‬وقد كان تقنين أول نظام تأمين‬
‫اجتماعي تحت رعاية الرئيس أوتو فون بسمارك‪ ،‬الذي شغل منصب رئيس وزراء بروسيا بين‬
‫سنتي‪ 1862 :‬و ‪ ،1890‬وهو الحدث الذي كان بمثابة عالمة فارقة على ظهور الدولة االجتماعية‬
‫األلمانية‪ ،445‬إذ يوصف النظام االجتماعي األلماني بميزة االستمرارية وصالبة التأمين االجتماعي‪،‬‬
‫باعتباره الجوهر المؤسس لنموذج بسمارك‪ ،‬والذي لم يتأثر كثيرا بتغير النظم السياسية‬
‫الجرمانية رغم تقلباتها الكثيرة كنتيجة منطقية لألحداث الدولية المستمرة التي كانت ألمانيا‬
‫حاضرة في مشهدها باستمرار‪.446‬‬

‫وعليه‪ ،‬فقد استقر الرأي بعد مد تاريخي عريق يرتبط بهذا المفهوم على وضع خصائص‬
‫لمفهوم الدولة االجتماعية باعتبارها الدولة التي يلقى على عاتقها واجب تقديم المساعدات‬
‫والعون للفئات الضعيفة في املجتمع‪ ،‬كما تناط بها مسؤولية حماية المواطنين من إمكانية‬
‫الوقوع ضحية اقتصاد السوق الرأسمالي‪ .‬سعيا منها للتوزيع العادل للموارد من خالل عدد من‬

‫‪ -445‬اما اف ت تلماا ا اقت ماد السم ا االلتمااي س اقت ماد تلم ادة تداي ف للذق ت ازح ي ح الم ال الملتذاه ي‬
‫الملتمع سما الا ع مفتيط تسمماسمما يماج م االاسمماح دالا الد له د ف الد له واضممف يق ة ي وما ه وق ا اساسمماح‬
‫األسماسم ه افامه الغ ف القايذه لذت فه يم لب المادة األ لح مح القاا ح األساسي األلماايا و م ضعت لملك إطاف‬
‫قماا اي لذمد لمه االلتمماا مه اص ي ممادتمه ال عشمممممممف ح اذح تح لمج ف مه تلمماا ما االتوماد ه د له اتواد ه د مقفاط ه‬
‫التماا ها اما ا ت المادة ‪ 70‬اذح تح "د له القاا ح تس دسا العداله االلتماا ه"‪.‬‬
‫مما سيق استاتج تح تلماا ا تعتيف ام مج فائد ي تاف س داائم الد له االلتماا ها إم تاجا وققت مؤشفات لذف اي اساسااي‬
‫ياا ء اذح تطف وه تح التام ه االقت مممماد ه سي التي تسممممتط ع يااء اساسمممماح ايف ااطائه الافص القدفات ل اعم يو اة‬
‫مت ازاه سمذ مها السمؤاا المي طفم مح لالا التلافب المقافيه ي ح لاا تح داامات الد له ت يوت واضفة يشاا‬
‫ق ي‪.‬‬
‫لذمز د مح التاا ممم ا فالع‪ :‬لم ا سمممالم "قفاءة ي ماج م الد له االلتماا ه‪ :‬الام مج األلمااي – دفاسمممات و ا ام مج‬
‫اقت اد الس ا االلتمااي"ا سذسذه ت فاا يول ه و ا القاا ح االقت اد (‪)7800/1‬ا معجد الوق ا يلامعه ي فز تا‬
‫ذسط حا ص‪.00:‬‬
‫‪ -446‬فلع ت ا الد له االلتماا ه األلماا ه إلح ت الف القفح الـمممممم ‪ 19‬التي تفتيط افتياطا ل قا يال فااات اال د ل ل ه‬
‫الااف ه ي ح المعسممماف الشممم اي االشمممتفااي األوزاب الد مقفاط ه االلتماا ه مح ااو ه اسميفاط ف ه مح ااو ه‬
‫تلف ‪ .‬إم ي العام ‪ 1883‬تم إ ممداف قاا ح التأم ح ال مموي تيع ملك ي اام ‪ 1884‬قاا ح التأم ح ضممد الو ادما ي‬
‫العام ‪ 1889‬تم إ ممداف قاا ح تأم ح العلز الش م ل له‪ .‬أل ا مفة ي تاف تلماا ا تم تفس م ميدت التضممامح ال طاي‬
‫الماظم مح لالا تشف عات االميفاط ف ها يجما تم ا لاد آل ه تاظ م ه لم ض ع التأم اات االلتماا ه لت ي وتح ماا‬
‫سما ل سف السم اسه االلتماا ه األلماا ه‪ .‬لا ه تح التوفك او الد له االلتماا ه افتيط يال فاع الس اسي القائم ي‬
‫االميفاط ف ه ي ح يسممافك األوزاب الاقايات المعافضها إم مح لالا إ داف سمي التشف عات تفاد يسمافك" الذعب ي‬
‫مذعب" األوزاب المعافضمه إ مداف شمياه مح التأم اات االلتماا ه سفضاء الاقايات الوااظ اذح الاظام االميفاط في‬
‫د ح تح ا ح مقتاعا عذ ا يملا سمي األ ااف‪.‬‬
‫فالع‪ :‬لم ا سالم ا م سا ص‪.1:‬‬

‫‪P 271‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫املجاالت على رأسها‪ :‬التقاعد والشيخوخة والتأمين ضد الحوادث والبطالة والخدمات‬


‫االجتماعية‪ ،‬خصوصا إذا تعلق األمربالعجزوغيرها من املخاطرالتي تهدد اإلنسان وتضع األسرة‬
‫تحت حماية قانونية خاصة‪ ،‬وهي التشريعات التي يطلق عليها مسمى "شبكة التأمينات‬
‫االجتماعية"‪.447‬‬

‫وعلى مستوى آخر‪ ،‬فإن مفهوم الدولة االجتماعية ال يقتصرفقط على سبل العيش الكريم‬
‫المتصل بالمأكل والمشرب والمبيت والتأمين والصحة وما إلى ذلك من متطلبات الحياة اليومية‬
‫لألفراد‪ ،‬بل يعتداه كثيرا من الناحية الو اقعية ليشمل كافة الجوانب المرتبطة بمجال حقوق‬
‫اإلنسان والحريات العامة‪ ،‬وال سيما منها تلك التي باتت تعرف بحقوق الجيل الثالث‪ ،‬والتي تعتبر‬
‫بمثابة أكبر مقياس لمدى نجاعة وفعالية أدوار السلطات الثالث التي تحكم الدولة (السلطة‬
‫التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية) كونها تعتبر مسئولة عن تنظيم حقوق‬
‫األفراد وتشريع وتنفيذ قوانين حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬كما أنها تنظم عالقة الفرد بتلك الحقوق‬
‫و أيضا عالقة الفرد تجاه الدولة ما له وما عليه من واجبات وحقوق‪ ،‬وتقوم تلك السلطات الثالث‬
‫بتلك األمور عن طريق سن القوانين الملزمة لآلداب العامة‪ ،‬ومنع التعرض لألذى وعن طريق‬
‫التربية والتوعية بين الرعايا والمواطنين وعن طريق اإلرشاد ونشرالمعرفة والثقافة بين الشعب‪،‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن حقوق اإلنسان ومعاييره هي مقياس عالمي تقاس به كل دولة على حدة‬
‫على ما تقدمه من حقوق لمن هم تحت رعايتها‪ ،‬وإن كانت تكفل لهم الحماية واألمن واألمان‬
‫والتعليم والمأكل والمشرب أي أبسط الحقوق‪ ،‬ويتم مقارنتها مع باقي الدول األخرى التي تحذو‬
‫نفس حذوها‪.‬‬

‫ومن هنا فإنه يجب على الدولة بغض النظر عن شكل نظام الحكم فيها أن تنظر إلى ملف‬
‫دعم وحماية حقوق اإلنسان كأحد أهم الثوابت الوطنية التي يشكل االلتزام بها أساسا ملجتمع‬
‫يقوم على مبادئ المساواة والعدل وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين‪ ،‬وال تدخرجهدا في سبيل‬
‫تعزيزاحترام حقوق اإلنسان‪ ،‬وصون كرامته األساسية‪ ،‬وتوفيرالسبل والضمانات الالزمة لتمكين‬
‫المواطن من التمتع بحقوقه المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية وترسيخ‬
‫الممارسة الصحيحة لحقوق اإلنسان في سلوكيات المواطنين في إطارمن التزام أصيل بنصوص‬
‫الدستور والتزامات الدولة المقررة بموجب المواثيق واالتفاقيات الدولية‪ .‬ويعنى التزام الدولة‬

‫‪ -447‬م سم اه "اقت اد الس ا االلتمااي"ا الس اسات االقت اد ه مح األله الح ال اءا مؤسسه ا افاد تد اا فا ساه‪:‬‬
‫‪7882‬ا ص‪.710 :‬‬

‫‪P 272‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫باحترام حقوق اإلنسان أنه يتوجب على الدول أن تمتنع عن التدخل‪ ،‬بمعنى حظرأي أفعال من‬
‫جانب الحكومات قد ُت َق ّو ُ‬
‫ض التمتع بالحقوق‪.448‬‬ ‫ِ‬
‫في هذا السياق يتوجب التساؤل حول موقع الدولة المغربية من هذه األدواروحول الجهود‬
‫المبذولة في سبيل تحقيق هذا المبتغى من و اقع المنجزات الحكومية التي تم تنزيلها أو تلك التي‬
‫ما تزال في طوراإلعداد أو التنفيذ‪ ،‬من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية‪ ،‬حول مستلزمات ومتطلبات النجاح‬
‫في هذا الورش‪ .‬فكيف سعى المغرب إلحقاق الدولة االجتماعية؟ وما سبيله في هذا المسعى؟‬

‫مما ال شك فيه أن المغرب‪ ،‬على غرار باقي الدول النامية المقارنة‪ ،‬بدأ يفكر في التأسيس‬
‫لبناء صرح الدولة االجتماعية‪ ،‬التي تضطلع أساسا بالعناية بمجموعة من الحقوق التي لم يعد‬
‫مقبوال عدم توفيرها للمواطنين في الوقت الراهن‪ ،‬ومن هذه الحقوق أساسا ما يتعلق بالصحة‬
‫العمومية والتأمين بشتى أنواعه والتقاعد ودعم الفئات الهشة (‪ )...‬وغيرها من املجاالت التي‬
‫تبقى على صلة مباشرة بالمواطن‪ .‬ولو أن هذا المطمح حقيقة سبق وأن سعت إليه مجموعة من‬
‫الفعاليات والقوى الوطنية خالل السنوات التي أعقبت مباشرة رفع الحماية على المملكة‬
‫المغربية‪ .449‬وعلى هذا األساس كان من البديهي أن يتضمن الدستور المغربي مجموعة من‬
‫المقتضيات التي تؤكد هذا المبتغى الذي أضحى اجتماعيا قبل أن يكون حكوميا‪ ،‬وقد وردت هذه‬
‫المقتضيات الدستورية انطالقا من الديباجة‪ 450‬إلى مجموعة من الفصول املختلفة‪ ،‬السيما‬
‫الفصول ‪ 9‬و‪ 8‬و‪ 94‬و‪ 96‬و‪ 90‬و‪ 69‬و‪ 62‬و‪ 922‬وغيرها (‪.)...‬‬

‫‪ -448‬طافا ايد العاا " افة وق ا اساساح الد له"ا م س‪.‬‬


‫‪ -449‬ي سما الس اا ماف األستام اذي اف مي يأح‪" :‬الام مج التام ي اللد د المي ضعه المغفب اط ي اذح ا ع مح الوا ح إلح الماضيا تود دا إلح الاتفة‬
‫التي تذت مياشممفة اسممتقالا المغفبا و م تم تطي ق ت ا ام مج تام ي لالا الاتفة الممتدة مح ‪ 1211‬إلح ‪ .1291‬يعد ااتجاء لوظه الام مج التام ي األ ا اام‬
‫‪ 1291‬ا شمممممممجمد المغفب لوظه تلف يفز جا االستمام يالوق ا االقت ممممممماد ه االلتماا ه الع دة إل جا يق ةا ملك لالا الاتفة ما ي ح ‪1291 1291‬ا اقب‬
‫األواام المتعذقه ياوتلالات ‪ 03‬مافس ‪1291‬ا ففيه مح الد له ي إظجاف استمامجا يجمي الل ااب مات الطايع االقت ادي االلتمااي"‪.‬‬
‫تضاه يـممممممم‪" :‬تح الوق ا االقت اد ه االلتماا ه مفتيطه ياألزمات تاشأ ي فومجاا ميفزا تح المغفب يدت تذمس طف ق اللف ج مح اقع الوق ا االقت اد ه‬
‫المتداي يعد توفك الد له ي سما االتلاي اقب األزمه االقت مممممماد ه العالم ه سمممممماه ‪0111‬ا تزا د استمامه يجما اللااب اقب تودام الفي ع العفيي ما اايه مح‬
‫اوتلالات وفاه اشمممممف ح يفا ف التي ااات دا عا ق ا س الء األسم ه لجمي الوق اا إ لاد ام مج تام ي لد د اسمممممتفلاع لوظه ااتماد الام مج التام ي األ ا‬
‫ساه ‪."1291‬‬
‫لاء ملك ي مقاا مومد الفالي " لامعي‪ :‬الام مج الت ام ي اللد د ف م اسممتفلاع لوظه ما يعد االسممتقالا"ا مقاا ماش م ف يالم قع اسلاتف اي للف دة سسمميف س‬
‫اسلاتف ا ه م السمميت ‪ 12‬مافس ‪0100‬ا اذح الفايط اآلتي‪ / :‬لامعي‪-‬الام مج‪-‬التام ي‪-‬اللد د‪ -‬ف م‪-‬اسممت‪https://www.hespress.com-291392‬ا‬
‫ز افة الم قع‪ :‬األود ‪ 01‬مارس ‪ 0100‬اذح السااه ‪ 19:99‬يإضا ه سااه لت ق ت فف ا تش‪.‬‬ ‫تاف‬
‫اء اللت افسا المي ال فلعه ها ي يااء د له د مقفاط ه سممم دسا الوق‬ ‫‪ -450‬ا مممت د ياله الدسمممت ف المغربي ي سما السممم اا اذح تح ‪":‬الممذاه المغفي ها‬
‫القاا حا ت ا ا إقامه مؤسسات د له ود لها مفتازاتجا المشافاه التعدد ه الواامه الل دةا إفساء داائم ملتمع متضامحا تمتع ه اللم ع ياألمح الوف ه‬
‫اليات الم اطاه"‪.‬‬ ‫الافامه المسا اةا تاا ؤ الافصا العداله االلتماا ها مق مات الع ش الاف ما ي اطاا التالزم ي ح وق ا‬

‫‪P 273‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫كما أن التزام الدولة المغربية بالتأسيس لدعائم دولة اجتماعية من خالل دستورها األخير‬
‫هو التزام بالتأسيس لدولة حاضنة للجميع من خالل تحقيق العدالة االجتماعية والمساواة‬
‫وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهو المبتغى الذي يتطلب االنطالق من تحقيق العدالة املجالية في توزيع الموارد‬
‫الوطنية من طاقات بشرية وموارد مادية وبنيات تحتية‪ ،‬وتعميم االستفادة من الخدمات‬
‫األساسية وتقريبها من المواطنين‪ ،‬من طرق ومواصالت والتزود بالماء الصالح للشرب والكهرباء‪،‬‬
‫والخدمات الصحية من مستشفيات ومستوصفات‪ ،‬ومدارس (‪ )...‬وغيرها‪ .‬فتحقيق التماسك‬
‫االجتماعي وتقليص الفوارق املجالية وتعميم التنمية بشكل متساو بين مختلف الجهات‬
‫والمناطق وبين جميع المواطنين ينبغي أن يكون أساسا لمنطلقات هذا البناء‪ ،‬حيث أن المساواة‬
‫في االستفادة من الخدمات االجتماعية واالقتصادية والولوج للخدمات األساسية والبنيات‬
‫التحتية وحماية كرامة الفرد‪ ،‬من خالل دعم حقه في الحصول على دخل قاريضمن كرامته ويقيه‬
‫شر الحاجة وتحسين عالقته بوطنه‪ ،‬على اعتبار أن تحقيق أهداف الدولة االجتماعية تصب في‬
‫اتجاه اإلنسان كفاعل ومستفيد في نفس الوقت‪.‬‬

‫ومن تمة‪ ،‬فإن التأسيس للدولة االجتماعية بالمغرب ال يتطلب فقط العمل على سن‬
‫تشريعات تستهدف الدعم المباشرللفئات المعوزة وتلك التي توجد في وضعية هشاشة فقط‪ ،‬بل‬
‫دعم حماية الفئات األخرى التي يحتمل وقوعها داخل دائرة الهشاشة االجتماعية من خالل سن‬
‫تشريعات حمائية كالتأمين ضد الحوادث والبطالة والعجز والشيخوخة والتقاعد‪ ،‬بل ويتطلب‬
‫كذلك السعي لضمان تدخل الدولة في الميكانيزمات االقتصادية بها عبر العمل على تحويل‬
‫اقتصاد السوق إلى اقتصاد سوق اجتماعي بواسطة مجموعة من التدابير الهادفة لضمان‬
‫التوازن المطلوب بين مختلف مكونات املجتمع وحث الفعاليات االقتصادية على االنخراط في‬
‫هذه الدينامية‪ ،‬حتى يصبح اإلنسان محور تدخالت الدولة خاصة تلك المتعلقة بحماية حقوقه‬
‫األساسية واحترام كرامته‪ ،‬وبالتالي تحقيق البعد االجتماعي والتنموي للدولة الرامي لخلق البيئة‬
‫المناسبة لعيش حياة سليمة يتمتع فيها كافة األفراد بحقوقهم االجتماعية واالقتصادية‬
‫والحقوقية وغيرها على حد سواء‪.451‬‬

‫فالتنمية ليست مجرد عملية إنتاجية لتوفيرالمواد والسلع والخدمات‪ ،‬و إنما هي أكبرمن‬
‫ذلك‪ ،‬إذ تبتدئ بسد الخصاص في الشغل والسكن والصحة والتعليم‪ ،‬وتنتهي عند تحقيق األمن‬

‫‪451 -‬اماد مه ت "ماس ه الد له االلتماا ه مق ماتجا "ا مقاا ماشممممممم ف يالم قع اسلاتف اي للف دة ال طح ‪09‬ا اذح الفايط اآلتي‪ :‬ماس ه‪-‬الد له‪-‬االلتماا ه‪-‬‬
‫ز افة الم قع‪ :‬األود ‪ 01‬مافس ‪ 0100‬اذح السااه ‪ 19:99‬يإضا ه سااه لت ق ت فف ا تش‪.‬‬ ‫مق ماتجا ‪https://watan24.ma/‬ا تاف‬

‫‪P 274‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫السياس ي والمشاركة في الحفاظ على التوازن البيئي واحترام القانون والمؤسسات‪ .‬إال أن‬
‫التساؤل الذي يبقى مطروحا في المقابل هو‪ :‬هل الدولة المغربية مستعدة اليوم‪ ،‬بما فيه‬
‫الكفاية‪ ،‬للقيام بكل هذه األدوار والوظائف االجتماعية الجديدة؟ وهل هي قادرة كذلك على‬
‫احتواء واستيعاب جميع شرائح املجتمع‪ ،‬اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودينيا (‪)...‬؟‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مستلزمات الدولة االجتماعية في ظل تنامي المطالب الشعبية‬

‫إن متطلبات الدولة االجتماعية‪ ،‬كمؤسسة عادلة ترتكز على التزامات متعارف عليها‪،‬‬
‫تحتاج في عملها إلى «عقد اجتماعي» يكون بمثابة ميثاق وطني يحدد المسؤوليات‪ ،‬حتى يستطيع‬
‫كل المتدخلين تكييف مبادئهم وكفاءاتهم مع طبيعة مسؤولياتهم بهدف بناء مجتمع الفاعلين‬
‫والمسؤولين‪ ،‬كما أن التنمي ة االجتماعية مسار طويل ومتشعب ومتعدد األبعاد يقود إلى تنمية‬
‫القدرات الفردية والفرص واإلمكانات المتاحة وإلى توسيع دائرة الخيارات وتقوية الطاقات على‬
‫أساس من المشاركة والحرية والفاعلية من أجل الوصول إلى تحقيق الرفاهية ألفراد املجتمع‪،‬‬
‫اليوم وغدا‪ ،‬دون أن ترهن في ذلك قدرة األجيال القادمة على االستجابة لرغباتها‪ .‬ولعل هذه‬
‫المتطلبات تبدو نوعا ما بعيدة التحقق في التجربة المغربية‪ ،‬ما يسلتزم ضرورة االعتماد على‬
‫مقاربة إصالحية متعددة األبعاد من منطلق أن الواجب والمسؤولية الوطنية يستدعيان ضرورة‬
‫كون الحكومة الحالية والحكومات التي ستليها حكومة إقالع و إنجاز اقتصادي واجتماعي‪،‬‬
‫مستقلة تماما وبعيدة عن منطق التجاذبات والخصومات السياسية‪ ،‬وتتوفرفي أعضائها شروط‬
‫النزاهة والنجاعة والجاهزية‪.452‬‬

‫ومن ثمة فإن الظرفية الحالية تقتض ي وجوبا ضرورة تظافرالجهود سواء من قبل الفاعل‬
‫السياس ي المغربي أو من قبل األفراد‪ ،‬نحو السعي لزيادة مخزون الرأس المال المتاح بجميع‬
‫أصنافه‪ ،‬المادية (أراض ي وتجهيزات) والمالية (ادخار وقروض) والطبيعية (مواد طبيعية)‬
‫والبشرية (تعليم وصحة) واالجتماعية (عالقات اجتماعية)‪ .‬ومن هذا المنطلق فالتنمية البشرية‬
‫تمثل برنامج عمل بنيوي طويل األمد ومتعدد الجوانب يشمل الجانب المادي (توفير المواد‬
‫والسلع والخدمات) والجانب الثقافي (حماية الهويات) والجانب السياس ي (تقوية السلطة)‬
‫والجانب األخالقي (المعاي ير والقيم)‪ ،‬بهدف مواكبة العملية االقتصادية حتى ال تؤدي إلى‬

‫‪ -452‬فضووووووووووووان زهوووورو "الوووودولووووة االجووووتووووموووواعوووويووووة"ا مممممقمممماا ممممماشممممممممممم ف يممممالممممممممم قممممع اسلمممماممممتممممف اممممي لمممملممممف ممممدة مغوووورسا اممممذممممح الممممفايممممط اآلتممممي‪:‬‬
‫ز افة الم قع‪ :‬األربعاء ‪ 01‬مارس ‪ 0100‬اذح السممممااه ‪ 01:99‬يإضمممما ه سممممااه لت ق ت‬ ‫‪https://www.maghress.com/almassae/16169‬ا تاف‬
‫فف ا تش‪.‬‬

‫‪P 275‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫اختالالت اجتماعية تعوق االستمرارفي النمو وفي تحسين ظروف العيش للمواطن المغربي الذي‬
‫أضحى اليوم ملحاحا على حقوقه أكثرمن أي وقت سابق‪.453‬‬

‫فهل ستنجح الحكومة الحالية في الخروج من تبعات األزمة الحالية الموسومة بتقلبات‬
‫األسعارالدولية التي من شأنها أن تحدث أزمات اجتماعية أخرى أكثرصعوبة وتعقيدا أم أن األمر‬
‫بخالف ذلك؟‬

‫جوابا على هذا التساؤل‪ ،‬يجدرالقول أنه وعلى الرغم من أن هناك حزمة من اإلصالحات‬
‫الهامة التي أقرتها المملكة المغربية في مجال الحماية االجتماعية‪ ،‬والتي يفترض تنزيلها من قبل‬
‫الحكومة عبر مجموعة من الوسائل والسبل القانونية والمؤسساتية‪ ،‬وعلى رأسها‪ :‬مشروع‬
‫النموذج التنموي الجديد والسجل االجتماعي الموحد والسجل الوطني للسكان‪ 454‬اللذان جاء‬
‫بهما القانون رقم ‪ 74.98‬الرامي لمنح األشخاص معرف رقمي يسمى "المعرف المدني واالجتماعي‬
‫الرقمي" يمكنهم من االستفادة من برامج الدعم االجتماعي باعتبارها حسب نفس القانون "كل‬
‫برنامج اجتماعي تعتمده اإلدارات العمومية والجماعات الترابية والهيئات العمومية بهدف تقديم‬
‫خدمات أو دعم أو مساعدة اجتماعية‪ ،‬لفائدة األسر المقيدة بالسجل االجتماعي الموحد‬
‫والمستوفية لشروط االستفادة من هذه البرامج"‪.‬‬

‫وفي هذا السياق‪ ،‬يمكن اعتبار تعميم الحماية االجتماعية ورش مجتمعي بالغ األهمية‪،‬‬
‫خاصة و أنه جاء بمبادرة ملكية صرفة بغرض تكريس المنجزات واإلصالحات التي سبق القيام‬
‫بها‪ ،‬نظرا لما سيكون له من آثار مباشرة وملموسة في تحسين ظروف عيش المواطنين وقدرتهم‬
‫الشرائية وتحصين الفئات الهشة‪ ،‬كما أنه مشروع قد يشكل خطوة مهمة في مسعى النهوض‬
‫بالعدالة االجتماعية واملجالية وصون كرامة المواطنين‪ .‬علما أن أكبر تحدي يبقى مطروحا أمام‬
‫هذا المطمح هو ضمان تعميم الحماية االجتماعية لفائدة جميع المغاربة على مدى السنوات‬
‫الخمس المقبلة‪ ،‬خاصة وأن من شأن نجاحه تحقيق ثورة اجتماعية حقيقية سيستفيد منها في‬

‫‪ 19‬يفا ف ‪0100‬ا اذح الفايط‬ ‫‪ -453‬فش د لزفا "الدولة االلتماا ه آ اا المستقيا"ا مقاا ماش ف يالم قع اسلاتف اي للف دة ا ح يف س اسلاتف ا ها يتاف‬
‫ز افة الم قع‪ :‬األفيعاء ‪ 03‬مارس ‪ 0100‬اذح السممممااه ‪ 01:32‬يإضمممما ه سممممااه‬ ‫اآلتي‪https://www.noonpresse.com/opinion_articles :‬ا تاف‬
‫لت ق ت فف ا تش‪.‬‬
‫ممممادف ي ‪ 11‬مح مي الوله ‪ 8( 1991‬تفسممممطس ‪ )0101‬يتاا م القاا ح فقم ‪ 11.90‬المتعذق‬ ‫‪ -454‬وسممممب المادة األ لح مح ظج ف شممممف ه فقم ‪1.01.99‬‬
‫يماظ مه اسمتجداه المسمتا د ح مح يفامج الدام االلتمااي يإودام ال االه ال طا ه لذسملالت‪ .‬إح سما القاا ح جده إلح ضمع ماظ مه طا ه لتسمل ا األسف‬
‫األ فاد الفافي ح ي االسممتاادة مح يفامج الدام االلتماا ي التي تشممفه اذ جا اسدافات العم م ه اللمااات التفاي ه الج ئات العم م ها مح لالا إودام سمملا‬
‫التمااي م ود سمممملا طاي لذسممممااحا ا ح الغفض ماجما تود د الائات المسممممتجد ها مح تلا تما اجا مح االسممممتاادة مح اليفامج المما فةا اما إودام االه‬
‫طا ه لتدي ف السلالت المتعذقه يجمي الماظ مه‪.‬‬

‫‪P 276‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫مرحلة أولى الفالحون وحرفيو ومهنيو الصناعة التقليدية والتجار والمهنيون ومقدمو الخدمات‬
‫المستقلون الخاضعون لنظام المساهمة المهنية الموحدة ولنظام المقاول الذاتي أو لنظام‬
‫املحاسبة‪ ،‬لتشمل في مرحلة ثانية فئات أخرى في أفق التعميم الفعلي على عموم المواطنين‪،‬‬
‫عالوة على السعي إلدماج القطاع غير المهيكل في نسيج االقتصاد الوطني‪ ،‬بما يوفر الحماية‬
‫للطبقة العاملة ويصون حقوقها ومصالحها‪ ،‬انسجاما مع التوجيهات الملكية التي تضمنها‬
‫خطاب العرش لـ ‪ 40‬يوليوز ‪ 4949‬وكذا خطاب افتتاح الدورة األولى من السنة التشريعية‬
‫الخامسة من الوالية التشريعية العاشرة في ‪ 0‬أكتوبر‪.4554949‬‬

‫ولحدود اليوم فقد مكنت هذه البرنامج من تعميم التأمين اإلجباري األساس ي عن المرض‬
‫خالل سنتي ‪ 4949‬و‪ 4944‬بتوسيع االستفادة من هذا التأمين ليشمل الفئات المعوزة المستفيدة‬
‫من نظام المساعدة الطبية (‪ ،)RAMED‬وفئات المهنيين والعمال المستقلين واألشخاص غير‬
‫األجراء الذين يمارسون نشاطا خاصا‪ ،‬كما أنه من المنتظر أن يستفيد منه حوالي ‪ 44‬مليون‬
‫مستفيد إضافي عبر تغطية تكاليف العالج واألدوية واالستشفاء في انتظار تعميم التعويضات‬
‫العائلية خالل سنتي ‪ 4946‬و‪ ،4942‬عبر تمكين األسر التي ال تستفيد من هذه التعويضات من‬
‫االستفادة‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬من تعويضات للحماية من املخاطر المرتبطة بالطفولة أو من‬
‫تعويضات جز افية أخرى‪.‬‬

‫كما ينص المشروع أيضا على توسيع قاعدة المنخرطين في أنظمة التقاعد في حدود سنة‬
‫‪ ،4942‬لتشمل األشخاص الذين يمارسون عمال وال يستفيدون من أي معاش‪ ،‬من خالل تنزيل‬
‫نظام المعاشات الخاص بفئات المهنيين والعمال المستقلين واألشخاص غير األجراء الذين‬
‫يزاولون نشاطا خاصا‪ ،‬ليشمل كل الفئات المعنية‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬سيمكن من تعميم‬
‫االستفادة من التعويض عن فقدان الشغل سنة ‪ ،4942‬لتشمل كل شخص متوفر على شغل‬
‫قار‪ ،‬من خالل تبسيط شروط االستفادة من هذا التعويض وتوسيع االستفادة منه‪.‬‬

‫ممفم فئ س الوا مه يأاه تم إودام للاه زاف ه لق ادة تاز ا سما المشممف ع الملتمعي المجما إلح لااب للاه تقا ه عجد إل جا اسسممفاع ي‬ ‫‪ -455‬ي سما ال ممدد‬
‫تاا م سما ال فشا تيفز يأح ملطط العما لسمممماه ‪ 0100‬تضمممممح ت ضمممما التزاما ياللد له الزما ه التي وددسا لطاب العفش ايف تما ح الائات الجشممممه الاق فة‬
‫اللاضعه وال ا لاظام فام دا مح الت ف اذح تأم ح اح المفضا مااجم مح ال ل ج إلح القطاا ح العام اللاصا يااس سذه االلات تلفاء القطاع اللاص‪.‬‬
‫لالا االلتماع المي اقدي فئ س الوا مه السممم د از ز تلا ش لالا تفتسمممه لملذس الوا مه م األفيعاء ‪ 19‬ا ايف ‪ 0101‬المي ل مممص‬ ‫لاء سما الت مممف‬
‫لالسممتماع لعفض و ا تاز ا اس ممالم المتعذق يتعم م الوما ه االلتماا ها افض لذس م د ز ف ال مموه الوما ه االلتماا ه و ا تسم الموا ف المتعذقه يإ ممالم‬
‫الماظ مه ال و ها لم التدا ا الم ادقه اذح مشاف ع مفاس ما لذطالع مياشفة اذح تقف ف سما االلتماعا فلح ز افة الم قع الفسمي لفئاسه الوا مه المغفي ه‬
‫ه ساعة لتوقيت غرينيتش‪.‬‬ ‫ز افة الم قع‪ :‬األفيعاء ‪ 11‬تبريل ‪ 0100‬اذح السااه ‪ 02:13‬يإضا‬ ‫اذح الفايط التالي‪ ،https://www.cg.gov.ma/ar/ :‬تاف‬

‫‪P 277‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫تبعا لكل ما سلف ذكره‪ ،‬فإن التساؤل الذي يطرح من جديد هو‪ :‬هل يكفي كل ما سبق‬
‫إنجازه فعليا أو ما ينتظرإنجازه عبرورش الحماية االجتماعية المعتمد للقول بأن المغرب أصبح‬
‫دولة اجتماعية؟ وإذا ما كان الجواب‪ :‬بال‪ ،‬فإن التساؤل األبرز هو الذي سيبقى مطروحا حول‬
‫اآلليات المواكبة لهذه الجهود المبذولة والمتطلبات التي من شأنها أن تساعد على إنجاح هذا‬
‫الورش الهام وكذا كافة المشاريع األخرى المعتزم القيام بها مستقبال في إطار السعي إلحقاق‬
‫الدولة االجتماعية بالمغرب‪ .‬فكيف يمكن أن يتم ذلك؟‬

‫ال شك بأن اإلجابة المنطقية عن التساؤالت المطروحة أعاله‪ ،‬تقود للقول‪ ،‬مبدئيا‪ ،‬بأن‬
‫كل المنجزات السابقة أو المرتقبة التي جاء بها مشروع الحماية االجتماعية بالمغرب‪ ،‬ال تكفي‬
‫لتجاوزجميع العثرات واالختالالت التي يعاني منها المشهد االجتماعي بالمغرب‪ ،‬وال شك أيضا بأن‬
‫الو اقع الحالي يقتض ي سياسات عمومية أخرى موازية وتدابير استراتيجية حكيمة تصب في‬
‫مجرى تحقيق التنمية المتوازنة‪ ،‬وهذا ما يتطلب بما ال يدع مجاال للشك‪ ،‬ضرورة تعبئة‬
‫استثمارات هامة من قبل الحكومة الحالية‪ ،‬فضال عن االنخراط الفعال في هذا المسعى من قبل‬
‫جميع القوى الحية لألمة عبر التحلي بروح المواطنة والمسؤولية الفردية والجماعية‪ ،‬دون‬
‫استثناء تعديل مجموعة من النصوص التشريعية والتنظيمية القائمة وإعداد نصوص أخرى‬
‫جديدة أكثرمواءمة وتو افقا‪ ،‬وإطالق مجموعة من اإلصالحات الهيكلية التي تهم تأهيل المنظومة‬
‫الصحية بواسطة تعزيز اإلمكانات والقدرات الطبية الوطنية‪ ،‬ومواجهة النقص في األطر‬
‫الصحية‪ ،‬ال سيما عبر فتح مزاولة مهنة الطب أمام الكفاءات األجنبية وتحفيز المؤسسات‬
‫الصحية على العمل واالستثمار في القطاع الصحي بالمملكة وجلب الخبرات والتجارب الناجحة‬
‫وإصالح نظام المقاصة‪ ،‬بما يمكن من معالجة االختالالت الحاصلة على مستوى استهداف‬
‫الفئات المستحقة للدعم‪ ،‬تفعيال في ذلك لكافة التعليمات الملكية الواردة في مجموعة من‬
‫الخطب والرسائل الملكية السامية‪.‬‬

‫وبغض النظر عن مختلف هذه المتطلبات المفروضة لمواكبة هذا الورش املجتمعي‪ ،‬إال‬
‫أنه ال مناص من الحسم بأن كل هذه المساعي الجادة للمغرب في مجال الحماية االجتماعية تبقى‬
‫على درجة علية من األهمية‪ ،‬إال أن الو اقع الراهن يقتض ي أيضا بذل المزيد من الجهود متضافرة‬
‫لتعزيزما تم وسيتم تنزيله الحقا على أرض الو اقع في ضوء التشخيص الكامل لحاالت الضعف في‬
‫املجال االجتماعي ونهج سياسة عمومية لمعالجة المسائل المنهجية لعجز الضمان االجتماعي‬

‫‪P 278‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫التي لم تتم معالجتها بعد‪ ،‬إلى جانب العمل على تنمية روح المبادرة الفردية لدى عموم المواطنين‬
‫المغاربة الذين أبانوا على قدرات إبداعية خارقة تتطلب بعضا من التشجيع المادي والمعنوي‬
‫لتحفيزها أكثر حتى يتم ترجمتها لمنجزات حقيقية في أرض الو اقع تعود بالدخل االقتصادي‬
‫النافع على الفرد والدولة معا وفي آن واحد‪ .‬وعلى غرار برنامج "فرصة" الذي تم اعتماده مؤخرا‬
‫وجب التفكيرفي برامج حكومية وسياسات عمومية أخرى أكثرجرأة وحماسة إليقاظ روح المبادرة‬
‫الفردية لعموم حاملي المشاريع الصغرى والمتوسطة والتشجيع على بلورة أفكار شبابية‬
‫متحمسة لتصورات و إبداعات حرفية ومهنية وخدماتية قد تكون ريادية على المستويين الوطني‬
‫وا لدولي إذا ما عرفت طريقها نحو النجاح‪ ،‬ولنا في ذلك مجموعة من األمثلة لعدة كفاءات وطنية‬
‫استطاعت أن تشق طريقها نحوالنجاح‪ ،‬ولوحدها‪ ،‬رغم كافة الصعوبات والعر اقيل المطروحة‪.‬‬

‫ونظير ذلك يتعين على المعارضة تشكيل قطب يساري يحمل بطبيعته الهم االجتماعي‬
‫للمواطن المغربي‪ ،‬فتحقيق الدولة االجتماعية مشروع طويل ومتعدد األبعاد يجب أن يشترك في‬
‫إنجازه كافة الفعاليات والمؤسسات الوطنية‪ ،‬أغلبية ومعارضة‪ ،‬عبر بذل المزيد من الجهود‬
‫لتمكين األفراد من أبسط شروط العيش الكريم والسعي لحماية الفئات الهشة من التبعات‬
‫السلبية للظرفية االقتصادية الحالية‪ ،‬خاصة وأن جائحة كورونا سلطت الضوء على ضرورة‬
‫إعادة النظرفي مجموعة من السياسات واالستراتيجيات العمومية لتتواءم والمتغيرات الجديدة‬
‫التي يشهدها العالم‪.‬‬

‫وبالموازاة مع كل األسس والدعائم المتطلبة لقيام صرح الدولة االجتماعية بالمغرب‬


‫السابق ذكرها‪ ،‬ينبغي العمل‪ ،‬وبإرادة جادة‪ ،‬على تحصين السيادة الوطنية عبر توفير األمن‬
‫الغذائي والطاقي والصحي والعمل على تقليص الهوة بين النص والممارسة‪ ،‬فبالرغم من أن‬
‫المغرب دولة تسعى نصوصها إلى النهوض باألوضاع الحالية على جميع المستويات االقتصادية‬
‫والسياسية واالجتماعية‪ ،‬إال أن الو اقع يشهد بخالف ذلك في أحيان كثيرة‪ ،‬بدليل معدالت الفقر‪،‬‬
‫البطالة‪ ،‬الحد األدنى لألجور‪ ،‬الدخل اإلجمالي (…) وغيرها من المؤشرات التنموية التي بقيت هي‬
‫نفسها‪ ،‬بل وتدهورت أحيانا‪ ،‬عالوة على ارتفاع معدالت الهجرة‪ ،‬و انخفاض معدل الحد األدنى‬
‫لألجور‪ ،‬في ظل التطور النسبي على مستوى البنية التحتية ملجموعة من المدن المغربية مثل‪:‬‬
‫الرباط‪ ،‬سال‪ ،‬أكادير‪ ،‬طنجة (…) موازاة مع مجموعة من المشاريع األخرى العمالقة مثل‪ :‬شبكة‬
‫الطرق السيارة‪ ،‬القطارالفائق السرعة‪ ،‬برج محمد السادس‪ ،‬المسرح الجديد بالرباط‪ ،‬محطات‬

‫‪P 279‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫القطارات‪ ،‬ميناء طنجة المتوسط ومشاريع الطاقة المتجددة )…)‪ .‬فهل سنكون أمام دولة‬
‫اجتماعية حقيقية رغم كافة التحديات المطروحة‪ ،‬أم أن المطالب الشعبية المغربية ستظل في‬
‫انتظار الحد األدنى من التوقعات المرهونة بمدى نجاح مطمح الدولة االجتماعية المنشود‬
‫بالمغرب؟‬

‫ال ـم ـص ــادر‪:‬‬
‫‪‬ادريس لكريني والحسين شكراني (تنسيق وإشراف)‪" :‬الجيل الثالث لحقوق اإلنسان‪:‬‬
‫السياق واإلشكاليات"‪ ،‬كتاب جماعي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات املجلة المغربية لإلدارة املحلية‬
‫والتنمية ‪ ،REMALD‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬العدد ‪ ،999‬سنة‪.4949 :‬‬
‫‪ ‬الهومات ياسين "مالءمة التشريع الداخلي المغربي مع قواعد القانون الدولي لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬مقاربة منهجية لحدود قواعد السيادة وتأثير النظام المعياري الدولي"‪ ،‬أطروحة‬
‫لمناقشة الدكتوراه في الحقوق بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بجامعة‬
‫القاض ي عياض مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‪.4944/4949 :‬‬
‫‪‬أحمد بوز‪" :‬القانون الدستوري لحقوق االنسان‪ ،‬دراسة في الحماية الدستورية للحقوق‬
‫والحريات في المغرب والتجارب المقارنة"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة شمس برينت‪ ،‬سال‪ ،‬سنة‪:‬‬
‫‪.4949‬‬
‫‪‬تشارلز أر بيتز‪" :‬فكرة حقوق اإلنسان"‪ ،‬ترجمة‪ :‬شوقى جالل‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة –‬
‫سلسلة كتب ثقافية شهرية‪ ،‬إصدار املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬فبراير‬
‫‪.4992‬‬
‫‪ ‬جميل سالم "قراءة في مفهوم الدولة االجتماعية‪ :‬النموذج األلماني – دراسات حول‬
‫نموذج اقتصاد السوق االجتماعي"‪ ،‬سلسلة أوراق بحثية حول القانون واالقتصاد (‪،)4998/6‬‬
‫معهد الحقوق بجامعة بيرزيت‪ ،‬فلسطين‪.‬‬
‫‪‬عصام المضور"هل المغرب دولة اجتماعية؟"‪ ،‬مقال منشوربالموقع اإللكتروني لجريدة‬
‫العمق‪ ،‬بتاريخ‪ 40 :‬ديسمبر ‪ ،4949‬على الرابط اآلتي‪،https://al3omk.com/711114.html :‬‬
‫تاريخ زيارة الموقع‪ :‬األحد ‪ 49‬مارس ‪ 4944‬على الساعة ‪ 96:26‬بإضافة ساعة لتوقيت غرينيتش‪.‬‬
‫‪‬طارق عبد العال "فكرة حقوق اإلنسان والدولة"‪ ،‬مقال منشور بالموقع اإللكتروني‬
‫لجريدة الشروق‪ ،‬يوم الثالثاء ‪ 47‬غشت ‪ 4990‬على الساعة ‪ ،99:22‬على الرابط اآلتي‪:‬‬

‫‪P 280‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫‪ ،https://www.shorouknews.com/columns/view‬تاريخ زيارة الموقع‪ :‬األحد ‪ 49‬مارس‬


‫‪ 4944‬على الساعة ‪ 97:92‬بإضافة ساعة لتوقيت غرينيتش‪.‬‬
‫‪‬محمد الراجي "جامعي‪ :‬النموذج التنموي الجديد يروم استرجاع لحظة ما بعد‬
‫االستقالل"‪ ،‬مقال منشوربالموقع اإللكتروني لجريدة هسبريس اإللكترونية يوم السبت ‪ 90‬مارس‬
‫‪ ،4944‬على الرابط اآلتي‪ / :‬جامعي‪-‬النموذج‪-‬التنموي‪-‬الجديد‪-‬يروم‪-‬است‪-069620‬‬
‫‪ ،https://www.hespress.com‬تاريخ زيارة الموقع‪ :‬األحد ‪ 49‬مارس ‪ 4944‬على الساعة ‪92:26‬‬
‫بإضافة ساعة لتوقيت غرينيتش‪.‬‬
‫‪‬نادية فتح "ماهية الدولة االجتماعية ومقوماتها؟"‪ ،‬مقال منشور بالموقع اإللكتروني‬
‫ماهية‪-‬الدولة‪-‬االجتماعية‪-‬‬ ‫اآلتي‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫‪،42‬‬ ‫الوطن‬ ‫لجريدة‬
‫ومقوماتها؟‪ ،https://watan24.ma/‬تاريخ زيارة الموقع‪ :‬األحد ‪ 49‬مارس ‪ 4944‬على الساعة‬
‫‪ 92:26‬بإضافة ساعة لتوقيت غرينيتش‪.‬‬
‫‪ ‬رضوان زهرو "الدولة االجتماعية"‪ ،‬مقال منشوربالموقع اإللكتروني لجريدة مغرس‪ ،‬على‬
‫الرابط اآلتي‪ ،https://www.maghress.com/almassae/16169 :‬تاريخ زيارة الموقع‪ :‬األربعاء‬
‫‪ 46‬مارس ‪ 4944‬على الساعة ‪ 49:26‬بإضافة ساعة لتوقيت غرينيتش‪.‬‬
‫‪ ‬رشيد لزرق "الدولة االجتماعية و آفاق المستقبل"‪ ،‬مقال منشور بالموقع اإللكتروني‬
‫لجريدة نون بريس اإللكترونية‪ ،‬بتاريخ ‪ 92‬فبراير ‪ ،4944‬على الرابط اآلتي‪:‬‬
‫‪ ،https://www.noonpresse.com/opinion_articles‬تاريخ زيارة الموقع‪ :‬األربعاء ‪ 46‬مارس‬
‫‪ 4944‬على الساعة ‪ 49:60‬بإضافة ساعة لتوقيت غرينيتش‪.‬‬
‫‪‬موسوعة "اقتصاد السوق االجتماعي"‪ ،‬السياسات االقتصادية من األلف الى الياء‪،‬‬
‫مؤسسة كونراد أديناور‪ ،‬سنة‪.4992 :‬‬
‫‪‬العهدان الدوليان لسنة ‪.9066‬‬
‫‪‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان وكذا العهد الدولي المتعلق بالحقوق االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية لسنة ‪.9066‬‬
‫‪ ‬الموقع الرسمي للبوابة الوطنية للمملكة المغربية على الرابط اإللكتروني التالي‪:‬‬
‫‪https://www.maroc.ma/ar‬‬

‫‪P 281‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬
‫الـعدد ‪ 10‬مـن جملة الباحـث للدراسات واألحباث القانونية والقضائية ‪ – /RJLGRS/‬لشهـر دجنرب ‪7872‬‬
‫‪TEL + 212 649027884‬‬ ‫‪ww.allbahit.com‬‬ ‫‪Majalatlbahit2017@gmail.com‬‬

‫التالي‪:‬‬ ‫اإللكتروني‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫المغربية‬ ‫للحكومة‬ ‫الرسمي‬ ‫‪ ‬الموقع‬


‫‪https://www.cg.gov.ma/ar‬‬
‫‪‬الظهير الشريف رقم ‪ 9.49.77‬صادر في ‪ 98‬من ذي الحجة ‪ 8( 9229‬أغسطس ‪)4949‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 98.74‬المتعلق بمنظومة استهداف المستفيدين من برامج الدعم االجتماعي‬
‫وبإحداث الوكالة الوطنية للسجالت‪.‬‬

‫‪P 282‬‬ ‫مـجلة علمية حمكمة © ردمد ‪ * ISSN: 2550 – 603X‬اإليداع القانوني ‪ 80‬غ ‪ 7802 /‬م‬

You might also like