You are on page 1of 26

‫الترابية‪2011‬‬

‫املغربي‬ ‫الحكامة في الدستور‬


‫ماستر الحكامة وسياسة الجماعات‬

‫مادة‪ :‬الحكامة الترابية املبادئ و الخصائص‬

‫عرض حول‪:‬‬

‫من إعداد الطلبة الباحثين‪:‬‬

‫‪ ‬عادل كتيب‬
‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬
‫‪ ‬سكينة حيون‬
‫محمد اليوبي‬
‫‪ ‬انيسة قبوع‬
‫‪ ‬إنصاف البزونة‬
‫‪ ‬حسناء أفنتاوس‬
‫‪ ‬نور الدين متوكل‬
‫‪ ‬سمية املليلي‬ ‫السنة اجلامعية‪2022/ 2023 :‬‬
‫حمزة املرابط‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬املصطفى الرقراقي‬
‫‪ ‬الحنكوري رضوان‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫إن الحكامة من المواضيع التي لم يتم إيجاد مفهوم شامل لها‪ ،‬لكن عرفها البعض بأنه ا ذل ك‬
‫الحكم الذي تقوم به قيادات سياسية منتخبة وأطر إدارية‪ ،‬لتحسين حياة المواطنين وتحقي ق راحتهم‪،‬‬
‫وذلك برضى منهم بكونها تعتبر من المؤسسات التي تعبر عن حاجات المواطنين من خالل تحقيقها‬
‫للمصلحة العامة‪ ،‬وذل ك من خالل اس تعمالها لك ل من الوس ائل البش رية أو المالي ة أو التقني ة وك ذا‬
‫المؤسساتية للدولة‪ ،‬من اجل ض مان دول ة ديمقراطي ة تحق ق حق وق االف راد والتص دي لش طط في‬
‫استعمال السلطة‪.‬‬

‫وقد ارتبط مفهوم الحكامة في بدء االمر بالحقل السياسي اب ان الق رن الث الث عش ر ‪ ،‬لينتق ل‬
‫بعد ذلك وبش كل أوس ع للحق ول االخ رى م ع بداي ة الق رن التاس ع عش ر ‪،‬حيث اس تعمل مص طلح‬
‫الحكامة ألول مرة من ط رف البن ك ال دولي س نة ‪ 1989‬وذل ك في اط ار التأكي د على أن األزم ة‬
‫االفريقي ة هي أزم ة حكام ة بالدرج ة األولى ‪ .‬وفي المغ رب ظه رت الحكام ة كمفه وم في بداي ة‬
‫التسعينات نتيجة لمجموعة من الظ روف الوطني ة منه ا والدولي ة أل زمت المغ رب باألخ ذ بمفه وم‬
‫الحكامة‪.‬‬

‫وتحقق الحكامة أهمية بالغة في ك ل ال دول حيث تعت بر كوس يلة يق اس به ا تق دم ال دول من‬
‫تأخرها‪ ،‬وذلك للدور المهم التي تلعبه من خالل سعيها إلصالح القطاعات العمومية لضمان حق وق‬
‫المواط نين ورف اهيتهم مم ا جع ل المغ رب يعطي اهتمام ا كب يرا له ذا الموض وع حيث خص ص‬
‫الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬لموضوع الحكامة الجيدة ‪ ،‬بابا كامال و هو الباب الثاني عشر ال ذي‬
‫يتكون من ‪ 17‬فص ال من الفص ل ‪ 154‬الى الفص ل ‪، 171‬حيث من خالله ا تظه ر األهمي ة ال تي‬
‫كرسها المشرع الدستوري لهذا الموضوع باعتباره موضوع يفتح الباب نحو الديمقراطي ة الحقيقي ة‬
‫التي تنبني عليها التشريعات الغربية المتقدمة في سياساتها المحلية و الوطنية التي تقوم على مب ادئ‬
‫عامة لتفعيل أسس الديمقراطية الحقيقية ‪ ،‬وهذا ما سار علي ه المش رع المغ ربي وذل ك بنص ه على‬
‫مجموعة من المقتضيات الهامة وتقنينه لمجموعة من المؤسسات و الهيئات في فصول الدستور‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وال يجب إغفال أهميتها بحيث صارت الحكامة الجيدة تعتبر خيارا واجب التنفيذ‪ ،‬لما يترتب‬
‫عليها من تكامل في األدوار بين القطاع الخاص‪ ،‬إضافة لمؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬وكذلك اإلدارة‬
‫الحكومية؛ ألن تحسين عالقة اإلدارة الحكومية م ع المواط نين تك ون ع بر إع ادة الثق ة بين اإلدارة‬
‫والمواطن‪ ،‬وبالرفع من مس توى الج ودة واالنتاجي ة واألداء الع ام‪ ،‬وتحس ين ج ودة الخ دمات ال تي‬
‫تقدمها للمستفيدين‪ ،‬وتبسيط إجراءات الوصول إليها‪ ،‬وتحسين جودة ال ترحيب وتس هيل اإلج راءات‬
‫البيروقراطي ة ودعم اإلدارة االلكتروني ة‪ ،‬وذل ك يص عب تحقيق ه بغ ير العم ل على ترس يخ مفه وم‬
‫الحكامة الجيدة باعتبارها رافعة للتطوير ولتنمية اإلدارة العمومية‪ ،‬وذل ك لجع ل اإلدارة حيادي ة في‬
‫خدمة الجميع‪ ،‬ولوضع ح د للش طط وأس اليب التعس ف في اس تعمال ص الحيات الس لطة‪ ،‬وانته اج‬
‫أنظمة جديدة قائمة على أسس دولة الحقوق وااللتزام بالقانون‪.‬‬

‫إن دستور ‪ 2011‬للمملكة المغربية شكل قيمة نوعية في اتجاه توطيد دول ة الح ق والق انون‬
‫وتفعيل الحكامة الجيدة والديمقراطية التشاركية وق د احتلت ه ذه المف اهيم ح يزا مهم ا في الدس تور‬
‫حيث أك د المش رع من ذ الفص ل األول من ه أن نظ ام الحكم ب المغرب ملكي ة دس تورية ديمقراطي ة‬
‫واجتماعية ويقوم على أساس فصل السلط وتوازنها وتعاونها والديمقراطي ة المواطن ة والتش اركية‪،‬‬
‫وعلى مبادئ الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة (الفصل ‪ 1‬من الدستور)‪.‬‬

‫إذا كانت الفصول‪ ،‬من الفصل ‪ 11‬إلى غاية الفصل ‪ ،15‬ق د ت وقفت عن د المجتم ع الم دني‬
‫ومكوناته وكذا الديمقراطية التشاركية‪ ،‬باعتبارها من اآلليات األساسية للحكام ة ف إن الب اب العاش ر‬
‫قد تحدث عن المجلس األعلى للحسابات ال ذي يم ارس مهم ة ت دعيم وحماي ة مب ادئ وقيم الحكام ة‬
‫الجيدة والشفافية والمحاسبة‪ ،‬بالنسبة للدولة واألجهزة العمومية كما أن الب اب الح ادي عش ر تح دث‬
‫عن المجلس االقتص ادي واالجتم اعي والبي ئي ال ذي ي دلي برأي ه في التوجه ات العام ة لالقتص اد‬
‫الوطني والتنمية المستدامة‪ .‬كما أن الباب الثاني عش ر ق د تن اول موض وع الحكام ة بش كل مباش ر‬
‫ينطلق من تحديدها وتحديد بعض مكوناتها وصوال إلى بعض الهيئات المنوط بها تنزيل مقتضياتها‪.‬‬

‫يتضح من خالل ما سبق أن الحكامة ليس ت ه دفا في ح د ذاته ا أو غاي ة‪ ،‬وإنم ا هي وس يلة‬
‫لتحقيق غاية سامية وهي الرقي يالمجتمع وتقدم أفراده وتطور الدولة‪ ،‬بمعنى أن تكون هن اك آلي ات‬
‫ووس ائل تخ دن الم واطن وتخ دم الدول ة من خالل الحكم الق ادر على وض ع األولوي ات السياس ية‬
‫‪3‬‬
‫واالجتماعية وتحديد تلك األولويات ع بر وس ائل علمي ة تلبي ة لحاج ة الغالبي ة العظمى للمواط نين‪،‬‬
‫وخصوصا الطبقات والفئات األكثر حاجة‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق التطرق إليه يطرح هذا الموضوع إشكالية محورية تتمثل في‪:‬‬

‫إلى أي حد استطاع المشرع تكريس الحكامة الجيدة في ظل دستور ‪ 2011‬؟‬

‫ولإلجابة عن التساؤالت المطروحة ارتأينا االعتماد على المنهج الت اريخي وذل ك من خالل‬
‫تبيان السياق التاريخي للحكامة‪ ،‬إضافة إلى المنهج االستداللي وذلك ع بر االعتم اد على معلوم ات‬
‫دقيقة مستمدة من الدستور‪ ،‬موازاة مع المنهج التحليلي لتحلي ل بعض المعطي ات والمقتض يات‪ ،‬وال‬
‫ننسى المنهج الوظيفي باعتبار الحكامة آلية لتدبير الشأن الترابي بالمملكة المغربية‪.‬‬

‫ولإلحاطة باإلشكالية التالية ارتأينا تقسيم موضوعنا إلى مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المقاربة التاريخية والمفاهيمية للحكامة الجيدة في ظل دستور ‪2011‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحكامة الجيدة مابين مبادئها السياسية ومؤسساتها الدستورية‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المقاربة التاريخية والمفاهيمية للحكامة‬

‫يعت بر موض وع الحكام ة من أهم المواض يع ال تي اس تأثرت باهتم ام المجتمع ات الحديث ة‬


‫باعتبارها اإلطار األمثل لبلورة استراتيجية جديدة ق ادرة على بن اء ص رح التنمي ة المجتمعي ة ال تي‬
‫قوامها الحكامة واالستدامة‪ ،‬لذلك أصبحت الشغل الشاغل للباحثين عن مخرج لألزمات واإلخفاقات‬
‫ال تي تعرفه ا المنظم ات الدولي ة وال دول والش ركات واإلدارات العمومي ة‪ .‬غ ير أن ت داول ه ذا‬
‫المصطلح غالبا ما يلفه الغموض وااللتباس من حيث ت اريخ نش أته وتط وره وتحدي د معن اه‪ ،‬ولع ل‬
‫ذلك من المشكالت المنهجية التي تواجه العلوم االجتماعي ة‪ ،‬حيث ع ادة م ا يص عب تق ديم تعري ف‬
‫موحد وجامع لمفهوم معين‪ ،‬غير أن ذلك ال يمنع من البحث المنظم ومحاولة الوص ول إلى ج ذوره‬
‫لفهم معانيه ومقاصده‪ .‬كما أن الحكامة ليست فكرة مجردة أو شعارا يرفع من أجل االس تهالك‪ ،‬ب ل‬
‫هي منظومة متكاملة تتطلب ضرورة توفر وتفاعل مجموعة من األس س والمقوم ات وال تي لم تكن‬
‫ذات مرجعية أو أهداف موحدة وبناء عليه سنحاول معالجة ه ذا المبحث انطالق ا من تبي ان الس ياق‬
‫التاريخي للحكامة في (المطلب األول)‪ ،‬ومن جهة ثانية س نقف عن د التع دد المف اهيمي للحكام ة في‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬السياق التاريخي للحكامة‬

‫لم يكن مفهوم الحكامة والحكامة الجيدة مت داوال دائم ا ب ل ه و نت اج ظرفي ة تاريخي ة معين ة‬
‫ساهمت في تشكيل ورسم معالمه‪ ،‬قبل أن يش يع اس تعماله بت درج م ع ال زمن‪ ،‬وعلى غ رار ب اقي‬
‫الدول واألمم كان للمغرب تاريخ طويل مع المفهوم و أركانه‪ ،‬حيث عرفت الدول ة المغربي ة بعض‬
‫مظ اهر الحكام ة الجي دة من خالل تجلي ات الخالف ة فيه ا باعتباره ا دول ة إس المية ‪ ،‬حنت منحى‬
‫تطبيق الشريعة االسالمية و استحضار نموذج الخالفة الراشدة ‪ ،‬فإن المفه وم بمض مونه المعاص ر‬
‫لم يدخل المغرب إال أواخر القرن العشرين‪ ،‬وبالذات في ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬وعليه ف المفهوم‬
‫يحتاج إلى تأطير تاريخي نذكر فيه أهم المحطات والمناسبات التي جعلت منه جزء ذو اهميه بالغ ه‬
‫في إرشاد وتسطير سياسة الدولة سنحاول من خالل (الفقرة األولى) التط رق للحكام ة قب ل دس تور‬
‫‪ 2011‬وفي (الفقرة الثانية ) سنتطرق للحكامة بعد دستور ‪.2011‬‬

‫‪5‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الحكامة قبل دستور ‪2011‬‬

‫قبل أن تتم دسترة "الحكامة الجيدة" فعال بالمغرب‪ ،‬ك ان المفه وم ق د ش ق ل ه طرق ا واس عة‬
‫االنتش ار في مختل ف الخطاب ات السياس ية واالقتص ادية واالجتماعي ة‪ ،‬بحيث أص بح مت داوال على‬
‫نطاق يصعب حصره؛ لذلك فإننا سنتوقف هنا فق ط عن د بعض المحط ات الك برى الدال ة على ه ذا‬
‫االنتشار‪ ،‬من خالل أمثلة تحيل علي ه‪ ،‬وتؤس س لمرحل ة الدس ترة الفعلي ة ال تي تعت بر تتويج ا له ذا‬
‫التدفق‪ ،‬في المعنى ودالالته ومحوريته‪ ،‬التي أص بح يكتس يها في الت داول الي ومي على المس تويين‪:‬‬
‫النظ ري والملم وس‪ .‬ورغم أن ه من الص عب الج زم بتحدي د ت اريخ دقي ق لظه ور مفه وم الحكام ة‬
‫بالمغرب‪ ،‬إال أنه يمكن القول بأنه ما إن حل "العهد الجديد"‪ 1‬حتى ك ان المفه وم ق د ع رف طريق ه‬
‫إلى االستعمال والتداول‪ ،‬انطالقا من المبادى التي حملتها بعض النصوص القانونية ‪ -‬سواء لتس يير‬
‫المؤسسات والهيئات العمومية أو التدبير المؤسسات والمقاوالت الخاصة – والتي كانت مقدمة لهذا‬
‫التداول‪ ،‬قبيل ذلك بسنوات‪.‬‬

‫فق د حملت الق وانين ال تي ص درت في تس عينيات الق رن الماض ي‪ ،‬بخص وص األنش طة‬
‫المقاوالتية‪" ،‬كثيرا من مالمح حكامة المقاوالت بالمغرب‪ ،‬كما دعت الجمي ع إلى اح ترام معاييره ا‬
‫واالنخ راط في تط بيق مبادئه ا‪ ،‬بم ا أن حكام ة جي دة للمقاول ة تع ني التأس يس لق درة كب يرة على‬
‫‪2‬‬
‫المنافسة‪ ،‬وتهيى بالتالي فرصة لتطوير األداء االقتصادي "‪.‬‬

‫‪BM‬‬ ‫وقد وقع ذلك بتزامن مع تقارير عدد من المؤسسات الدولية (منها تقرير البنك الدولي‬
‫‪Banque mondiale‬ح ول التنمي ة في المغ رب‪ ،‬وتقري ر برن امج األمم المتح دة للتنمي ة ‪Le‬‬
‫‪ Programme des Nations unies pour le "développement" PNUD‬سنة ‪)2000‬‬
‫التي الحظت بأن ما بذل من جهود خالل العشرية األخيرة ( أي تسعينيات الق رن الماض ي) لم يكن‬
‫كافي ا لتحقي ق التنمي ة المرج وة‪ ،‬ومن ثم دعت الدول ة المغربي ة إلى مزي د من العم ل‪ ،‬واالنخ راط‬

‫‪- " 1‬العهد الجديد"‪ :‬مفهوم شاع تداوله مباشرة بعد وفاة الراح ل الحس ن الث اني‪ ،‬واعتالء المل ك محم د الس ادس حكم المغ رب‪ ،‬س نة‬
‫‪ 9991‬م؛ وقد تزامن ذلك مع بداية التداول الفعلي لمفهوم "الحكامة الجيدة"‪ ،‬حيث تتبعنا – على سبيل المثال ‪ -‬أعداد مجلة ريمالد‪ ،‬من ذ‬
‫سنة ‪، 1993‬فوجدنا أن أول مقال حمل عنوانه إشارة للحكامة الجيدة‪ ،‬كان باللغة الفرنسية‪ ،‬ضمن الع دد رقم ‪ 34‬لس نة ‪0002‬؛ انظ ر‪:‬‬
‫‪( BIROUK (Mohamed): Rationalisation des Structures et bonne gouvernance, REMALD, N934‬‬
‫‪ Septembre –Octobre‬و)‪.p. 1 1 – 30 2000‬‬
‫‪2‬‬
‫‪– BELKADI (Hicham): Le gouvernement d'entreprise au Maroc, op. cit., p. 23.‬‬
‫‪6‬‬
‫الجدي إلرساء وتفعيل إستراتيجية عميقة تهدف أساسا إلى إجراء إصالحات بنيوي ة ‪ -‬خاص ة على‬
‫مستوى البنية التحتية واألداء اإلداري ‪ -‬تكون موجه ة لت دعيم االقتص اد وتط وير آلي ات التض امن‬
‫‪3‬‬
‫االجتماعي ‪.‬‬

‫كما أن المفوضية السامية للتخطيط سلطت الضوء‪ ،‬في أح د تقاريره ا‪ ،‬على العالق ة القوي ة‬
‫القائم ة بين النم و االقتص ادي والتنمي ة البش رية ‪LIndice de Développement Humain‬‬
‫ونصت بالحرف على أن العراقيل الكبرى ال تي تواج ه التنمي ة الحقيقي ة تتلخص أساس ا في التع ثر‬
‫الحاص ل في تط بيق ميكنزم ات الحكام ة‪ ،‬وض عف مس توى الرأس مال البش ري في مج ال التعليم‬
‫والصحة"‪4 ،‬على وجه الخصوص‪ .‬وقبلها كان برن امج األمم المتح دة للتنمي ة ق د ق ام بإع داد‬
‫تقرير تحت عن وان‪" :‬الحكام ة وتس ريع التنمي ة البش رية" خلص في ه إلى أن س بب تع ثر النم و‬
‫المغربي ال يرجع إلى تغيير السياسات أو البرامج والنصوص‪ ،‬بقدر ما يرج ع إلى الق درة على‬
‫التقدم في توجهين حاسمين‪:‬‬

‫األول يرتبط بعالقة المجتمع مع الدولة‪ ،‬المدعوة إلى تسهيل مبادرات الخواص والمجتمع‬
‫المدني‪ ،‬والثاني يعود إلى ضرورة الرفع من الشعور بالمسؤولية لدى جميع الفاعلين المتدخلين في‬
‫مختلف أنواع القرارات ومستوياتها‪ ،‬في الدولة والمجتمع‪ ،‬لتقوية الوظائف االستراتيجية للتخطي ط‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫والتنسيق‪ ،‬والضبط‪ ،‬والمتابعة‪ ،‬وتقويم السياسات العمومية‪.‬‬

‫وبناء على ه ذه التوص يات وفي أف ق إق رار وتك ريس الممارس ات الجي دة »ق امت "اللجن ة‬
‫الوطني ة لحكام ة المق اوالت"‪ ،‬في م ارس ‪ 2008،‬بإع داد الميث اق المغ ربي للممارس ات الجي دة‬
‫للحكامة‪ ،‬وكذا الملحقات الخاصة بالمقاوالت المتوسطة والصغيرة‪ ،‬من جهة‪ ،‬والمؤسسات البنكي ة‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬على التوالي في دجنبر ‪ 2008‬وأبريل ‪. 2010‬‬
‫‪3‬‬
‫‪LAGHRISSI Awatif : Gouvernance au Maroc Approche d’action publique, Imprimerie EL‬‬
‫‪Watanya,‬‬
‫‪Marrakech, 2010. P 86‬‬
‫‪4‬‬
‫– ‪Rapport du Haut Commissariat au Plan: Croissance économique et développement humain‬‬
‫‪eléments pour une planification stratégique 2007-2015, p. 5.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Programme des Nations Unies pour le développement – Rapport de développement humain 2003,‬‬
‫)‪gouvernance et accélération du développement humain, p. 40. (http//wWw.pnud.org‬‬
‫‪ 6‬اللجنة الوطنية لحكامة المقاوالت‪ :‬الميثاق المغربى للممارسات الجي دة لحكام ة المنش آت والمؤسس ات العام ة‪ ،‬منش ورات مديري ة‬
‫المنشآت العامة والخوصصة – وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬المملكة المغربية‪ ،‬الرباط‪ 2012، ،‬ص‪.25 .‬‬
‫‪7‬‬
‫وفيم ا بين الت اريخين‪ ،‬أي في يوني و ‪ 2009،‬تم إح داث "المعه د المغ ربي للم دراء" ال ذي‬
‫اعتبر رافعة قوية لتدعيم التحسيس بالمسؤولية‪ ،‬ونشر الممارسات الجيدة لحكامة المق اوالت‬
‫و"تتمثل المهمة األساسية لهذا المعهد في توفير إمكانيات واسعة للتكوين في مي دان الحكام ة‬
‫لصالح المدراء بهدف تنمية الكفاءات الالزمة لممارسة مهامهم ومساهمتهم المهنية النش يطة‬
‫‪7‬‬
‫في المجالس اإلدارية وتحسين حكامة الهيئات المعنية"‪.‬‬

‫وقد جاء كل ذلك ليتماشى مع التصورات اإلستراتيجية االقتصادية الجديدة للمغرب‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحكامة بعد دستور ‪2011‬‬

‫يعتبر المغرب‪ ،‬فيما نعلم‪ ،‬أول بلد قام بتض مين دس توره مب دأ الحكام ة الجي دة‪ ،8‬واعتبره ا‬
‫ركيزة من ركائز نظامه الدستوري‪ .‬وقد ج اءت ه ذه الدس ترة في س ياق ت اريخي اجتم اعي حاف ل‬
‫بالمتغيرات الوطني ة واإلقليمي ة‪ ،‬جعلت المش رع الدس توري يقتن ع بض رورة اعتباره ا م دخال من‬
‫مداخل اإلصالح الدستوري األساس‪.‬‬

‫حظي مفهوم الحكامة في دستور ‪ 2011‬بمكانه عظمى حيث تم اضافة باب كام ل خص ص‬
‫لهذا المبدأ يضم مؤسساته وهيئات ه ناهي ك عن ذك ره م رتين في الب اب األول المخص ص لألحك ام‬
‫العامة ( في الفص ل األول‪ ،9‬وفي الفص ل ‪ )1018‬أيض ا تم التط رق لمفه وم الحكام ة في الفق رة‬
‫الثاني ة من الفص ل ‪ (11147‬ض من الب اب العاش ر المنظم للمجلس األعلى للحس ابات) كم ا وردت‬
‫الحكامة مقترنة بالمجال األمني‪ ، 12‬وهي التي اشارت اليها الفقرة االولى من الفص ل ‪ 54‬المح دث‬
‫‪ 7‬اللجنة الوطنية لحكامة المقاوالت‪ :‬الميثاق المغربي للممارسات الجيدة‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ 8‬وقد قامت تونس بعد ذلك في دستورها الذي أعقب ثورة الياسمين‪ ،‬لسنة ‪ 26 ( 2011‬جانفي(‪ ،‬بإدراج الحكم الرشيد منذ التوطئ ة‪،‬‬
‫حيث جاء‪" :‬وتأسيسا لنظ ام جمه وري ديمق راطي تش اركي‪ ...‬بواس طة االنتخاب ات الح رة‪ ...‬والحكم الرش يد‪"...‬؛ ثم خص ص القس م‬
‫الخامس من الباب السادس لما سماه‪ :‬هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪“ 9‬يقوم النظام الدستوري للمملكة على أساس فصل السلط; وتوازنه ا وتعاونه ا; والديمقراطي ة المواطن ة والتش اركية; وعلى مب ادئ‬
‫الحكامة الجيدة”‬
‫‪“ 10‬تعمل السلطات العمومية على ضمان أوسع مشاركة ممكنة للمغاربة المقيمين في الخ ارج; في المؤسس ات االستش ارية; وهيئ ات‬
‫الحكامة الجيدة; التي يحدثها الدستور أو القانون”‬
‫‪“ 11‬يمارس المجلس االعلى للحسابات مهمة تدعيم وحماية مبادئ وقيم الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة; بالنسبة للدولة واألجه زة‬
‫العمومية”‬
‫‪“ 12‬يحدث مجلس أعلى لألمن; بصفته هيئة للتشاور بشأن استراتيجيات األمن ال داخلي والخ ارجي للبالد; وت دبير ح االت األزم ات;‬
‫والسهر ايضا على مأسسة ضوابط الحكامة األمنية الجيدة‬
‫‪8‬‬
‫للمجلس األعلى‪ ،‬كما وردت في آخ ر فق رة من الفص ل ‪ ،146‬ال ذي ح دد ش روط واختصاص ات‬
‫الجهات والجماعات الترابية األخرى‪.13‬‬

‫وهكذا يكون مفهوم الحكامة الجيدة ورد في المتن الدستوري في ست مناسبات وازنة‪.‬‬

‫فبالرجوع الى الباب الثاني عشر المخصص بالكام ل لمب ادئ وهيئ ات ومؤسس ات الحكام ة‬
‫الجيدة‪ ،‬نجد انه توزع على أربع محاور كبرى‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬المعنون بمبادئ عامة وش مل س بعة فص ول (من الفص ل ‪ 154‬إلى الفص ل‬
‫‪.)160‬‬

‫المحور الث‪66‬اني‪ :‬بعنوان المؤسس ات وهيئ ات حماي ة الحق وق والحري ات والحكام ة الجي دة‬
‫والتنمية البشرية والمستدامة والديمقراطية التشاركية وهيئات حماية حقوق اإلنسان والنه وض به ا‪،‬‬
‫حيث غطى اربعه فصول ( من الفصل ‪ 161‬إلى الفصل ‪.)164‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬بعنوان هيئات الحكامة الجيدة والتقنين; حيث لن تتجاوز فصوله ثالث ا ( من‬
‫الفصل ‪ 165‬إلى الفصل ‪.)167‬‬

‫والمحور األخير بعنوان هيئ ات النه وض بالتنمي ة المس تدامة والديمقراطي ة التش اركية; و‬
‫شمل الفصول األربعة األخيرة( من ‪ 168‬الى الفصل ‪.)171‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التعدد المفاهيمي للحكامة‪.‬‬

‫يصعب إيجاد تعريف شامل لمفهوم الحكامة‪ .‬فقد أثار تعريفها عدة نقاشات كما يالحظ غياب‬
‫مرادف عربي موحد لمص طلح ‪ ،La gouvernance‬إذ تقابل ه ع دة مص طلحات عربي ة منه ا‪:‬‬
‫الحكماني ة‪ ،‬الحكام ة الرش يدة‪ ،‬الحكوم ة‪ ،‬الحكم الرش يد‪ ،‬الحكم الص الح‪ ،‬الحكم الجي د‪ ،‬اإلدارة‬
‫المجتمعية والتلجيم‪ ،‬وتبقى الحكامة هي أكثر هاته األلفاظ ذيوعا‪.‬‬

‫‪“ 13‬قواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مب دأ الت دبير الح ر وك ذا مراقب ة ت دبير الص ناديق وال برامج وتق ييم األعم ال وإج راءات‬
‫المحاسبة”‬
‫‪9‬‬
‫وعموما‪ ،‬فإن الحكامة مفهوم استعمل في األصل من طرف اإلخصائيين في مجتمع الق رون‬
‫الوسطى اإلنجليزي الذي يتميز بالتع اون بين مختل ف مص ادر الس لطة (الكنيس ة‪ ،‬النبالء‪ ،‬التج ار‪،‬‬
‫الفالحون…)‪ ،‬وقد أعيد استخدامه من طرف البنك العالمي أثناء عقد الثمانين ات وبداي ة التس عينات‬
‫لتحديد الطريقة التي تمارس بها السلطة في تسيير الموارد االقتصادية في بلد معين‪.‬‬

‫والحكامة ال تعني بالمعنى الض يق الس لطة السياس ية‪ ،‬فهي ليس ت فن التس يير على مس توى س لطة‬
‫‪14‬‬
‫معينة‪ ،‬إنما هي فن تمظهر مستويات مختلفة فهي تسيير إقليم معين حسب منظمة اليونسكو‪.‬‬

‫إن أغلب الكتاب‪ 15‬الذين كتبوا عن الحكامة يتفقون على أنها آلية تتعلق بعملية ص نع الق رار‬
‫في المجتمع ومؤسساته المختلفة‪ ،‬وتتضمن مجموعة من التف اعالت ض من هياك ل وعملي ات تح دد‬
‫كيفية ممارسة السلطة واتخاذ القرار وتعبير المواطنين عن رأيهم‪.‬‬

‫ومن خالل ذلك حاولنا اإلحاط ة بمختل ف ج وانب ه ذا المفه وم‪ ،‬حيث سنخص ص )الفق‪66‬رة‬
‫األولى( من ه ذا المطلب للح ديث عن تعري ف الحكام ة الجي دة‪ ،‬في حين سنخص ص )الفق‪666‬رة‬
‫الثانية( للحديث عن تعريف الحكامة في المنظمات الدولية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الحكامة الجيدة‬

‫تعرف الحكامة بأنها ذلك الحكم الذي تقوم به قيادات سياسية منتخبة‪ ،‬وأطر إداري ة لتحس ين‬
‫نوعية حياة المواطنين وتحقيق رفاهيتهم‪ ،‬وذل ك برض اهم وع بر مش اركتهم ودعمهم‪ ،‬وهي ته دف‬
‫إلى زيادة مستوى دخل الف رد وتقلي ل ح دة الفق ر‪ ،‬والعناي ة بحق وق المواط نين‪ ،‬مم ا يجعلن ا نعت بر‬
‫الحكامة نسقا في المؤسسات المجتمعي ة المع برة عن حاج ات الن اس تعب يرا س ليما‪ ،‬تربطه ا ش بكة‬
‫متينة من عالقات الضبط والمساءلة‪ ،‬تهدف تحقيق المص لحة العام ة بواس طة االس تعمال األقص ى‬
‫للوسائل البشرية‪ ،‬والمالية والتقنية وكذا المؤسساتية للدولة‪ ،‬بغية إقامة دولة ديمقراطية نافعة تضمن‬
‫حق وق المواط نين‪ ،‬وت وفر آلي ات مناس بة لتق ويم السياس ات‪ ،‬وتص حيحها والتص دي اإلس اءة في‬
‫‪16‬‬
‫استخدام السلطة والنفوذ واهدار المال العام ‪.‬‬

‫‪ 14‬نقال عن موقع ‪http://www.unesco.org/most/sd-arab/lexico.htm‬‬


‫‪ 15‬على رأسهم الكاتب المصري محمد سيد أحمد والكاتب الفرنسي ‪R.A. ROHDES‬‬
‫‪ 16‬التقرير الختامي لمؤتمر االعالم والحكمانية الرشيدة‪ :‬الحكم الصالح والرشيد في البل دان العربي ة ض مانة أساس ية الح ترام كرام ة‬
‫المواطنين‪ ،‬المنعقد بالعاصمة األردنية عمان ما بين ‪ 16 – 14‬فبراير ‪ ،2005‬جريدة الزمان العدد ‪ 2005/02/16 ،2038‬ص ‪.7‬‬
‫‪10‬‬
‫عموما تعتبر الحكامة مجموعة من المناهج تهدف وتحقق تنمية مجتمعي ة في ال دول النامي ة‬
‫نتيجة لقصور اإلدارات الحكومية عن تحقيق ذلك بفعالية وكفاءة‪ ،‬كم ا أن األم ر أص بح ملح ا على‬
‫هذه الدول نتيجة للتحديات العالمية واإلقليمي ة و المحلي ة‪ ،‬ل ذا أص بحت الحكام ة تعت بر حال واجب‬
‫التنفيذ نظرا لما تنطوي عليه من تكامل بين أدوار القط اع الخ اص‪ ،‬ومؤسس ات المجتم ع الم دني‪،‬‬
‫واالدارة الحكومية‪ 17.‬ألن تعزيز عالق ة اإلدارة ب المواطن لن تك ون إال من خالل إع ادة الثق ة بين‬
‫اإلدارة و المواط نين والرف ع من مس توى أدائه ا ومردوديته ا‪ ،‬وتحس ين ج ودة الخ دمات المقدم ة‬
‫للم رتفقين وتس هيل الول وج اليه ا‪ ،‬وتحس ين االس تقبال وتبس يط المس اطر اإلداري ة ودعم اإلدارة‬
‫االلكترونية وذلك لن يتأتى تحقيقه اال من خالل العمل على تكريس مفهوم الحكام ة الجي دة كرافع ة‬
‫لتحديث وتنمية اإلدارة العمومية‪ ،‬وذلك من اجل جعل اإلدارة محاي دة وفي خدم ة الجمي ع‪ ،‬ووض ع‬
‫حد ألساليب الشطط والتعس ف في اس تعمال الس لطة‪ ،‬ونهج ثقاف ة جدي دة ترتك ز على مب ادئ دول ة‬
‫الح ق والق انون‪ ،‬وأيض ا ان تح ديث اإلدارة سيس اهم مم ا الش ك في ه الى تعزي ز أس س التنمي ة‬
‫االقتصادية واالجتماعية داخل الدولة‪ .‬ألن ه في ظ ل غي اب تنمي ة إداري ة ال يمكنن ا ان نتح دث عن‬
‫إدارة عمومية متط ورة تل بي حاجي ات المواط نين والم رتفقين‪ ،‬وخاص ة ان مفه وم التنمي ة أص بح‬
‫مفهوما شامال‪ ،‬فلم يع د يقتص ر على االهتم ام فق ط ب المفهوم التقلي دي المش تق من منظوم ة النم و‬
‫بقضية معاناة االفراد من قلة المصادر والموارد االقتصادية‪ ،‬ب ل نج د ان التنمي ة اهتمت بض رورة‬
‫احداث تغييرات هيكلية مؤسسية لتوفير الموارد لألفراد‪ ،‬فاالهتم ام لم يع د لمج رد تك وين رأس مال‬
‫‪18‬‬
‫اقتصادي‪ ،‬ولكن قيمي ثقافي اجتماعي ورمزي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تعريف الحكامة الجيدة من خالل المنظمات الدولية‬

‫إن تعريف الحكامة يختل ف بين الهيئ ات والمنظم ات الدولي ة‪ .‬فك ل واح دة تعرفه ا انطالق ا من‬
‫منظورها الخالص‪ ،19‬وفيما يلي تعريف بعض هاته التعريفات‪.‬‬

‫‪ 17‬محمد بوطب‪ ،‬الحكامة‪ :‬المبادئ واألسس‪ ،‬مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬عدد ‪ 15‬سنة ‪ ،2016‬ص‪120 ،‬‬
‫‪ 18‬صالح سالم‪ ،‬زروقة وعبد العزيز‪ ،‬شادي‪ ،‬تجدد القيادة والتنمية في الوطن العربي‪ ،‬مركز دراسات وبحوث الدول النامية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص ‪21‬‬
‫‪ 19‬زهير عبد الكريم الكايد‪ ،‬الحكمانية‪ ،‬قضايا وتطبيقات‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬بحوث ودراسات الع دد ‪،372‬‬
‫طبعة ‪ 2003‬ص‪.7 :‬‬
‫‪11‬‬
‫البنك الدولي‪ :‬يرى أن الحكام ة هي الحال ة ال تي من خالله ا تتم إدارة الم وارد االقتص ادية‬ ‫‪‬‬
‫واالجتماعية للمجتمع بهدف التنمية؛ ويعتبر البنك الدولي المنظمة الدولية األولى ال تي تبنت‬
‫مصطلح "الحكام ة"‪ ،‬وال ذي ب رز في حق ل العالق ات الدولي ة في أواخ ر عق د الثمانيني ات‪،‬‬
‫وليتطور منذ ذلك بشكل تصاعدي ومؤثر على مس توى مختل ف مج االت الت دبير العم ومي‬
‫والخاص والمدني‪ .‬وبالنسبة لهذا البنك‪ ،‬فالحكامة هي مرادفة للتدبير السليم والق ويم للتنمي ة‪،‬‬
‫وتقوم على التدبير الجيد للقطاع الع ام خصوص ا‪ ،‬وعلى اإلط ار الق انوني (دول ة الق انون)‪،‬‬
‫‪20‬‬
‫وكذا ركائز اإلخبار والشفافية وفي األخير المسؤولية‪.‬‬
‫برنامج األمم المتحدة للتنمي‪66‬ة ‪ :PNUD‬يع‪66‬رف الحكام ة بأنه ا ممارس ة الس لطة األساس ية‬ ‫‪‬‬
‫واالقتصادية واإلدارية في إطار تدبير ش ؤون بل د م ا على جمي ع المس تويات‪ ،‬وهي مقول ة‬
‫موضوعية تضم اآلليات والسيرورات والعالقات والمؤسسات المعقدة ال تي بواس طتها يق وم‬
‫المواطن ون والجمع ات بمفاض لة مص الحهم‪ ،‬وممارس ة حق وقهم وتحم ل التزام اتهم‪ ،‬كم ا‬
‫‪21‬‬
‫يتوجهون إليها بغاية تصفية خالفاتهم‪.‬‬
‫مؤسس‪66‬ات القط‪66‬اع التط‪66‬وعي‪ :‬تعت بر الحكام ة هي مجموع ة من العملي ات والهياك ل ال تي‬ ‫‪‬‬
‫يستخدمها المؤسسات لتوجه وتدير عملياتها العامة وأنشطة برامجها؛‬
‫اتفاقي‪66‬ة الش‪66‬راكة ك‪66‬وتن‪ :‬الموقع ة بين االتح اد األوربي و‪ 77‬دول ة من جن وب الص حراء‬ ‫‪‬‬
‫اإلفريقي ة‪ ،‬ودول الك اريبي‪ ،‬والمحي ط اله ادي‪ :‬تع رف في الم ادة ‪ 9‬منه ا الحكام ة (الحكم‬
‫الصالح) بأنها اإلدارة الش فافة والقابل ة للمحاس بة للم وارد البش رية والطبيعي ة واالقتص ادية‬
‫والمالية‪ ،‬لغرض التنمية المنصفة والمستمرة‪ ،‬وذلك ضمن نط اق بيئ ة سياس ية ومؤسس اتية‬
‫تحترم حقوق اإلنسان والمبادئ الديمقراطية وحكم القانون؛‬
‫صندوق النقد الدولي‪ :‬ينظر إلى الحكام ة من الناحي ة االقتص ادية وتحدي دا ش فافية وفعالي ة‬ ‫‪‬‬
‫إدارة الموارد العامة‪ ،‬واستقرار البيئة التنظيمية لنشاطات القطاع الخاص؛‬

‫‪20‬‬
‫‪Abdulhakim Jannat Idrisi: «Dimensions questionnaires politique, doctrinal et Jordie de la bonne‬‬
‫‪governance end du government à la governance:" les lemons Marcaine», publications de la REMAD‬‬
‫‪Série management strategies N°5. 2004, P23.‬‬
‫‪ 21‬التقرير العالمي حول التنمية البشرية الصادر عن برنامج األمم المتحدة للتنمية ‪.1997‬‬

‫‪12‬‬
‫منظمة المهن والتع‪66‬اون في أورب‪66‬ا‪ :‬ترى أن الحكام ة تق وم على بن اء وتعزي ز المؤسس ات‬ ‫‪‬‬
‫الديمقراطية وتشجيعها‪ ،‬إضافة إلى التسامح في المجتمع ككل؛‬
‫منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ :‬ترى أن الحكامة وسيلة لش رعية الحكوم ة والعناص ر‬ ‫‪‬‬
‫‪22‬‬
‫السياسية فيها واحترام حقوق اإلنسان وحكم القانون‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحكامة الجيدة ما بين مبادئها السياسية‪ ،‬ومؤسساتها الدستورية‬

‫خصص الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬لموضوع الحكامة الجيدة ‪ ،‬بابا ك امال و ه و الب اب‬
‫الثاني عشر الذي يتكون من ‪ 17‬فصال من الفصل ‪ 154‬الى الفصل ‪، 171‬حيث من خالله تظه ر‬
‫األهمي ة ال تي كرس ها المش رع الدس توري له ذا الموض وع باعتب اره موض وع يفتح الب اب نح و‬
‫الديمقراطية الحقيقية التي تنبني عليها التشريعات الغربية المتقدمة في سياساتها المحلي ة و الوطني ة‬
‫التي تق وم على مب ادئ عام ة لتفعي ل أس س الديمقراطي ة الحقيقي ة ‪ ،‬وه ذا م ا س ار علي ه المش رع‬

‫‪ 22‬زهير عبد الكريم الكايد‪ ،‬الحكمانية‪ ،‬قضايا وتطبيقات‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬بحوث ودراس ات الع دد ‪،372‬‬
‫طبعة ‪ 2003‬ص‪.3 :‬‬
‫‪13‬‬
‫المغربي وذل ك بنص ه على مجموع ة من المقتض يات الهام ة وتقنين ه لمجموع ة من المؤسس ات و‬
‫الهيئات في فصول الدستور حيث جعله ا المش رع مس تقلة تتمت ع باالس تقالل الم الي واإلداري‪ ،‬في‬
‫مؤسسات تختلف وتتكام ل مهامه ا وآلي ات عمله ا‪ ،‬وتتك ون من هيئ ات قض ائية وهيئ ات للمراقب ة‬
‫والتدقيق والوساطة والتنسيق والتتبع والتقييم‪.‬‬

‫وهن ا يجب أن نق ر أن ه ذه المؤسس ات تعت بر مكس با للمملك ة كآلي ة لتك ريس دول ة الح ق‬
‫والق انون وهيئ ات لتوطي د الديمقراطي ة التش اركية وأن دس تتها لم ت أتي من ف راغ وأن هي ج واب‬
‫إداري تتم فيه عملية تحديث هياكل الدولة التقليدية المتسمة ببطء المس اطر وق دمها وع دم تجاوبه ا‬
‫مع عهد السرعة‪.‬‬

‫كما أن إحداث هذه الهيئات يعد جوابا سياسيا تتجه فيه الدولة نحو أنماط ومنهجية جديدة في‬
‫ضبط الحياة االقتصادية واالجتماعية تستند من خاللها الدولة لهيئات الحكامة مرك ز الوس اطة فيم ا‬
‫بين المؤسسات والمرتفقين بعدالة وشفافية‪ ،23‬فقد ج اء الب اب الث اني عش ر من الدس تور ليح دد في‬
‫بدايته كيفية تنظيم المرافق العمومية في إطار المساواة واإلنصاف واالستمرارية في أداء الخدمات‪،‬‬
‫بحيث سنخصص (المطلب األول) من هذا المبحث ل‪.‬لتفصيل في هذه المبادئ ثم قام بتحديد هيئ ات‬
‫الحكام ة الجي دة في الفص ول ‪ 161‬إلى ‪ 170‬من الدس تور‪ ،‬وال ذي س نتطرق إليهم في (المطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المبادئ العامة للحكامة‬

‫من أجل أن تقوم الحكامة ال من اص من تكام ل عم ل الدول ة ومؤسس اتها والقط اع الخ اص‬
‫ومؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬اذ ال يمكن أن نتحدث عن الحكامة دون تكريس المش اركة والمحاس بة‬
‫والشفافية‪ ،‬وال وجود للحكامة اال في ظل الديمقراطية أو السيادة الشعبية‪ .‬والحكامة تستوجب وجود‬
‫نظام متكامل من المحاسبة والمساءلة السياسية واالدارية للمسؤولين في وظائفهم العامة ولمؤسسات‬
‫المجتمع المدني والقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ 23‬محمد البوشكي‪،‬هيئات الحكامة الجيدة في دستور ‪،2011‬مقال منشور بجريدة أخبار اليوم عدد ‪1548‬‬
‫‪14‬‬
‫ونظرا لما احتلت ه ه ذه المب ادئ من أهمي ة داخ ل الوس ط الق انوني ال دولي عام ة وال داخلي‬
‫خاصة فقد أفرد المشرع لها ‪ 6‬فصول في بداية الباب الثاني عشر إذ س نحاول االقتص ار فق ط على‬
‫المبادئ التنظيمية والسلوكية في (الفقرة األولى) ثم المبادئ المحاسبية في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المبادئ التنظيمية والسلوكية‬

‫فيما يخص المب‪66‬ادئ التنظيمي‪66‬ة‪ ،‬والتي تهتم بتنظيم المراف ق العمومي ة‪ ،‬ينص الفص ل ‪154‬‬
‫على أنها تنظم على أساس المساواة بين المواطن ات والمواط نين في الول وج إليه ا‪ ،‬واإلنص اف في‬
‫تغطية التراب الوطني‪ ،‬واالستمرارية في أداء الخدمات‪.‬‬

‫كما يؤكد الفصل ‪ 159‬أن الهيئات المكلفة بالحكامة الجيدة تك ون مس تقلة‪ ،‬وتس تفيد من دعم‬
‫أجهزة الدولة‪ ،‬ويمكن للقانون أن ُيحدث عند الضرورة هيئات أخرى للضبط والحكامة‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بالمبادئ السلوكية‪ ،‬والتي تهتم بتقنين ممارس ة المس ؤولية وأس س العالق ة م ع‬
‫الم رتفقين‪ ،‬يؤك د الفص ل ‪ 154‬على أن المراف ق العمومي ة تخض ع لمع ايير الج ودة والش فافية‪،‬‬
‫تور‪.‬‬ ‫ا الدس‬ ‫تي أقره‬ ‫ة ال‬ ‫ادئ والقيم الديمقراطي‬ ‫ييرها للمب‬ ‫ع في تس‬ ‫وتخض‬
‫وينص الفصل ‪ 155‬على أن أع وان المراف ق العمومي ة يمارس ون وظ ائفهم وفق ا لمب ادئ اح ترام‬
‫القانون والحياد والشفافية والنزاهة والمصلحة العامة‪ .‬وفي عالقتها بمرتفقيه ا‪ ،‬يؤك د الفص ل ‪156‬‬
‫أن المرافق العمومية تتلقى مالحظات مرتفقيها‪ ،‬واقتراحاتهم وتظلماتهم وتؤمن تتبعها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المبادئ المحاسبية‬

‫وفيما يخص المب‪66‬ادئ المحاس‪66‬بية‪ ،‬يؤك د الفص ل ‪ 154‬على أن المراف ق العمومي ة تخض ع‬
‫للمحاسبة والمسؤولية‪ ،‬والفصل ‪ 156‬على أنها تقدم الحساب عن تدبيرها لألموال العمومي ة‪ ،‬طبق ا‬
‫للقوانين الجاري بها العمل‪ ،‬وتخضع في هذا الشأن للمراقبة والتقييم‪ .‬كم ا ينص الفص ل ‪ 158‬على‬
‫أن ك ل ش خص يم ارس مس ؤولية عمومي ة‪ ،‬منتخب ا ك ان أو معين ا‪ ،‬يجب أن يق دم طبق ا للكيفي ات‬
‫المحددة في القانون تصريحا كتابيا بالممتلكات واألصول التي في حيازت ه‪ ،‬بص فة مباش رة أو غ ير‬
‫‪15‬‬
‫ا‪.‬‬ ‫د انتهائه‬ ‫تها وعن‬ ‫ه وخالل ممارس‬ ‫لمه لمهام‬ ‫رد تس‬ ‫رة‪ ،‬بمج‬ ‫مباش‬
‫ودائم ا في ط ار المحاس بية‪ ,‬ينص الفص ل ‪ 160‬على أن المؤسس ات والهيئ ات المش ار إليه ا في‬
‫الفصل ‪ 161‬إلى الفصل ‪ 170‬من الدستور والتي تعمل في مجال «الحق وق والحري ات والحكام ة‬
‫الجيدة والتنمية البشرية والمستدامة والديمقراطية التشاركية» تقدم تقريرا عن أعماله ا م رة واح دة‬
‫‪24‬‬
‫في السنة على األقل‪ ،‬والذي تكون موضوع مناقشة من قبل البرلمان‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المؤسسات الدستورية الهادفة لتحقيق الحكامة الجيدة‬

‫تعتبر الحكام ة الجي دة من بين أهم المب ادئ ال تي ج اء بم ا دس تور ‪ 2011‬وذل ك من أج ل‬


‫ترسيخ االختيار الديمقراطي والتأسيس للديمقراطية التش اركية والتنمي ة المس تدامة وتعزي ز حق وق‬
‫االنسان ونظرا ألهميتها المتميزة نص عليها المشرع الدستوري في الفصل األول من الدستور‪.25‬‬

‫في هذا اإلط ار يمكن الق ول على أن الحكام ة الجي دة كي يتم تطبيقه ا وتحقي ق من وراءه ا‬
‫التنمية المحلية البد لها من مؤسسات وهيئات تسهر على تطبيق هذه الحكامة وطني ا ومحلي ا‪ ،‬وه ذا‬
‫ما س يقوم ب ه المش رع الدس توري المغ ربي بالتنص يص علي ه في الب اب الث اني عش ر من دس تور‬
‫‪ 2011‬المعنون بالحكامة الجيدة لذا سينص على مجموعة من المؤسسات الحكامة الجيدة أو هيئات‬
‫الحكامة الجيدة ع بر الفص ول من ‪ 161‬إلى ‪ 170‬منه ا م ا يخص حق وق اإلنس ان ومنه ا م ا يهتم‬
‫بالتنمية المستدامة والديمقراطية التشاركية ‪.26‬‬

‫وفي ه ذا الص دد الب د من اإلش ارة لمس ألة في غاي ة األهمي ة وهي ان المش رع الدس توري‬
‫بتنصيصه على هذه المؤسسات في الباب الثاني عشر من الدستور فهو لم يأتيها على سبيل الحصر‬
‫بل سمح من خالل الفص ل ‪ 159‬من الدس تور للق انون إمكاني ة اح داث مؤسس ات وهيئ ات أخ رى‬
‫للضبط والحكامة الجيدة‪.‬‬

‫‪ 24‬أبو العراب عبد النبي‪ ،‬مفهوم وآليات الحكامة الجيدة في الدستور الجديد‪ ،-‬مغرس محرك بحث إخباري‪ ،‬نشر في التجديد يوم ‪- 23‬‬
‫‪ ، 2012 – 02‬منش ور على الراب ط الث الي‪ /https://www.maghress.com/attajdid/72580 :‬تم االطالع علي ه بت اريخ‬
‫‪،24/04/2023‬على الساعة ‪.20:25‬‬
‫‪ 25‬الفصل األول من دستور ‪2011‬‬
‫‪26‬الباب ‪ 12‬من دستور ‪2011‬‬
‫‪16‬‬
‫تبرز أهمية هيئات الحكام ة الجي دة من الناحي ة العلمي ة والعملي ة في ك ون انه ا تس هر على‬
‫رصد االختالالت التي تمس المرافق العامة والخاصة في المجاالت االقتصادية واالجتماعية وعلى‬
‫إرساء معالم تنموية ومستدامة‪ ،‬داخل مرافق تتميز بالشفافية ومسؤولية مقرونة بالمحاسبة‪.‬‬

‫إذ سيتم الوقوف على هيئات حقوق اإلنس ان والنه وض به ا في (الفق‪66‬رة األولى) ثم هيئ ات‬
‫الحكام ة الجي دة والتق نين إض افة إلى هيئ ات النه وض بالتنمي ة البش رية المس تدامة والديمقراطي ة‬
‫التشاركية في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬هيئات حماية حقوق االنسان والنهوض بها‬

‫إن دستور ‪ 2011‬يعتبر وثيق ة حقيقي ة بامتي از ب النظر للدس اتير المتعاقب ة على المملك ة إذ‬
‫أعطى لمس ألة حق وق اإلنس ان مكان ة على مس توى المض امين على اعتب ار أن حق وق اإلنس ان‬
‫والحريات العامة أساس لبناء التنمية البشرية ك ذلك له ا مس اهمة فعال ة في تحقي ق الحكام ة الجي دة‬
‫‪27‬‬
‫وعلى هذا األساس كان البد من وضع مؤسسات دستورية تعمل‬ ‫على المستوى الوطني والمحلي‬
‫على حماية ه ذه الحق وق والحري ات ومن بين ه ذه الهيئ ات الدس تورية‪ ،‬المجلس الوط ني لحق وق‬
‫اإلنسان الذي كان يحمل اسم المجلس االستشاري لحقوق اإلنسان كما تم تعزيز موقعه وص الحياته‬
‫بالنسبة لدكتور ‪ 2011‬إذ أصبح مؤسسة وطنية تعددي ة ومس تقلة تت ولى النظ ر في جمي ع القض ايا‬
‫المتعلقة بالدفاع عن حقوق اإلنسان والحريات العامة وضمان ممارساتها الكاملة‪ ،‬وك ذلك النه وض‬
‫بها وصيانة كرامة المواطنين أفرادا وجماعات على المستوى الوطني وكذا المحلي ‪.28‬‬

‫هن اك أيض ا مؤسس ات تهتم به ذا المج ال وهي مؤسس ة الوس يط فهي مؤسس ة مس تقلة‬
‫ومتخصصة تكمن مهمتها األساسية في الدفاع عن الحقوق والحريات في إطار عالقتها القائم ة بين‬
‫اإلدارة العمومية والمرتفقين الذين يلجئون إليه ا من أج ل االس تفادة من الخ دمات العمومي ة‪ .‬وه ذه‬
‫المؤسسة بعملها هذا كون قد أسلمت في ترسيخ سيادة القانون وإش اعة مجموع ة من مب ادئ الع دل‬

‫‪ 27‬كريم الحرش‪،‬الدستور الجديد للملكة المغربية شرح وتحليل مكتبة الرشاد سطات ‪،‬الطبعة األولى ‪ 2012‬ص‪.22‬‬
‫‪ 28‬الفصل ‪ 161‬من دستور فاتح يوليوز ‪ 2011‬الجريدة الرسمية عدد‪ 5964‬محرر بتاريخ ‪28‬شعبان ‪\1432‬الموافق ل ‪30‬‬
‫يوليوز ‪2011‬‬
‫‪17‬‬
‫واإلنصاف وقيم التخليق والشفافية في تدبير وتس يير اإلدارات والمؤسس ات العمومي ة والجماع ات‬
‫‪29‬‬
‫الترابية‪ ،‬والهيئات التي تمارس صالحيات السلطات العمومية‬

‫وهذا ما يسمى بشكل واضح في ترسيخ الحكامة الجيدة والتنمية المحلية في إط ار الخ دمات‬
‫التي تقدمها اإلدارة للمواطن عن طريق احترام حقوق المرتفقين‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬هيئات الحكامة الجيدة والتقنين وهيئات النهوض بالتنمية البشرية والمستدامة‬

‫حدد دستور ‪ 2011‬هيئات الحكامة الجيدة والتقنين في الباب الثاني عش ر في ثالث هيئ ات‪،‬‬
‫الهيئة العليا لالتصال السمعي البص ري (الفص ل ‪ ،)165‬مجلس المنافس ة (الفص ل ‪ ،)166‬الهيئ ة‬
‫الوطنية لنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها (الفصل ‪ ،)167‬تحظى ه ذه الهيئ ات بأهمي ة بالغ ة‬
‫على خالف الهيئ ات والمج الس األخ رى ذات الص الحيات االستش ارية‪ ،‬على اعتب ار ان نوعي ة‬
‫الوظائف والمهام المسندة لهذه الهيئات ترتكز حول صالحيات الضبط او التقنين او تتب ع التنفي ذ في‬
‫إطار عقلنه الميدان السمعي البصري وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة وتقنينها‪ ،‬ق ام الدس تور الجدي د‬
‫للمغرب بإحداث هيئات عليا لالتصال السمعي البص‪66‬ري لتق وم بمهم ة الس هر على اح ترام التعب ير‬
‫التعددي لتيارات الرأي والفكر والحق في المعلومة في الميدان السمعي البص ري‪ ،‬وذل ك في إط ار‬
‫احترام القيم الحضارية األساسية وق وانين المملك ة‪ 30‬باإلض افة إلى إح داث مجلس منافس ة لض بط‬
‫العالقات االقتصادية وهو كذلك هيئة مستقلة‪ ،‬مكلفة بتنظيم منافسة حرة ومشروعة بضمان الشفافية‬
‫واإلنصاف في العالقات االقتصادية‪ ،‬خاصة من خالل تحليل وضبط وضعية المنافسة في األس واق‬
‫ومراقب ة الممارس ات المنافي ة له ا والممارس ات التجاري ة الغ ير مش روعة وعملي ات الترك يز‬
‫االقتص ادي واالحتك ار‪ 31.‬انطالق ا من ه ذا التعري ف الدس توري له ذه الهيئ ة يتض ح انه ا تتمت ع‬
‫بصالحيات مهمة في تحقي ق حكام ة جي دة على المس توى االقتص ادي وض بط العملي ات التجاري ة‬
‫وطنيا ومحليا تماشيا وأهداف المؤسسات الدستورية األخرى‪.‬‬

‫وفي ه ذا اإلط ار ف إن مجلس المنافس‪66‬ة للمملك‪66‬ة المغربي‪66‬ة يس اهم في وض ع النص وص‬


‫القانونية المتعلقة بحرية األسعار والمنافسة وفيما يخص اإلطار التوجيهي العام لطلب االستش ارات‬
‫‪ 29‬الفصل ‪ 162‬من نفس الدستور‬
‫‪ 30‬فصل ‪ 165‬من نفس الدستور ‪16‬‬
‫‪ 31‬الفصل ‪ 166‬من ستر ‪.2011‬‬
‫‪18‬‬
‫يدخل في الفصل ‪ 166‬من الدستور وكذا القوانين والمراسيم المتعلقة بالمنافسة وك ذا بالغ ال ديوان‬
‫الملكي الصادر بمناسبة تعيين األستاذ ادريس الكراوي رئيس ا لمجلس المنافس ة وق د أح دث مجلس‬
‫المنافسة بموجب قانون رقم ‪ 13 - 20‬المتعلق بمجلس المنافسة‪ ،‬وقد بدأ اشتغاله ي وم ‪ 19‬دجن بر‬
‫‪ 2018‬بعد أقل من أسبوع من تاريخ تعيين أعضائه‪.32‬‬

‫كما أن الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرش‪66‬وة ومحاربته‪66‬ا المحدث ة بم وجب الفص ل‬
‫‪ 36‬من دستور ‪ 2011‬تم منحها مهام المبادرة والتنسيق واإلش راف وض مان تتب ع تنفي ذ سياس ات‬
‫محاربة الفساد وتلقي ونشر المعلومات في هذا المجال والمساهمة في تخليق الحياة العامة وترس يخ‬
‫مبادئ الحكامة الجيدة وثقافة المرفق العام‪ ،‬وقيم المواطنة المسؤولة ‪.33‬‬

‫ومن أج ل إعط اء نفس جدي د لسياس ات مكافح ة الفس اد ب المغرب س واء على مس توى‬
‫المؤسسات الوطنية أو بالنسبة للهيئات المحلية‪ ،‬كان الب د من الترك يز على رف ع االكراه ات وربح‬
‫الرهانات المطروحة إذ يك ون بانص هار مختل ف جه ود مكافح ة الفس اد في إط ار ال تزام مجتمعي‬
‫مبرمج ينهض باالنخراط الجماعي لمختلف الفعاليات ويدعم الش راكات‪ ،‬دعم وإحك ام التنس يق بين‬
‫أنشطة مكافحة الفساد لدى مختلف الوزارات والهيئات المعني ة‪ ،‬تحس يس ال رأي الع ام ونش ر ثقاف ة‬
‫النزاهة والشفافية والمساءلة‪ ،‬كأعمدة أساسية للحكامة الجيدة‪ .‬كما ينبغي كذلك استحض ار التأص يل‬
‫الدستوري كقواعد الحكامة الجيدة وتدعيم الديمقراطي ة المواطن ة والتش اركية كردي ف للديمقراطي ة‬
‫التمثيلية‪ .34‬في هذا اإلطار فقد بادرت الهيأة بتقديم أرضية المراجعة إطاره ا الق انوني ليتم إص دار‬
‫قانون ينظم الهيأة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها وهو قانون رقم ‪.12-113‬‬

‫وفيما يخص هيئات النهوض بالتنمية البشرية والديمقراطي‪66‬ة التش‪66‬اركية الب د من الوق وف‬
‫على ثالث مؤسس ات دس تورية مهم ة يمكن أن نش ير إليه ا كم ا ج اء في دس تور ‪ 2011‬بداي ة‬
‫بالمجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي باعتباره هيئة استشارية مهمته ا تكمن في إب داء‬
‫اآلراء حول كل السياسات العمومية والقضايا الوطنية ال تي تهم التربي ة والتك وين والبحث العلمي‪،‬‬
‫وكذلك إبداء الرأي حول أهداف المرافق العمومي ة المكلف ة به ذه المي ادين وس يرها‪ ،‬باإلض افة إلى‬

‫‪ 32‬القانون رقم ‪ ،20-13‬المتعلق بمجلس المنافسة بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪ ،2014‬الجريدة الرسمية عدد ‪6276‬‬
‫‪ 33‬الفصل ‪ 167‬من دستور ‪.2011‬‬
‫‪ 34‬الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة‪ ،‬الخصوصيات‪ ،‬الحصيلة‪ ،‬االكراهات‪ ،‬اآلفاق‪ ،‬فاتح دجنبر ‪ 2011‬ص ‪.12‬‬
‫‪19‬‬
‫ذلك يس اهم المجلس في تق ييم السياس ات وال برامج العمومي ة في مج ال التربي ة والتك وين والبحث‬
‫العلمي‪35.‬وتماشيا مع هذه الغاية تم إصدار ق انون ينظم كيفي ة ممارس ة ه ذه الص الحيات ح تى يتم‬
‫تحقيق التنمية البشرية وإشراك الم واطن والمجتم ع الم دني في اتخ اذ الق رارات العمومي ة في ه ذا‬
‫المج ال‪ ،‬ونالح ظ أن الم ادة األولى من الق انون رقم ‪.36105-12‬تنص على أن ه تطبيق ا ألحك ام‬
‫الفصل ‪ 170‬من الدستور يحدد هذا الق انون ص الحيات المجلس األعلى للتربي ة والتك وين والبحث‬
‫العلمي المحدث بموجب الفصل ‪ 168‬من الدستور وهكذا نالحظ على أن ه ذا الق انون يح دد كيفي ة‬
‫ممارسة المجلس لصالحياته بشكل دقيق ‪.‬‬

‫ثم نجد المجلس االستشاري لألسرة والطفولة المح دث بم وجب الفص ل ‪ 32‬من الدس تور‪،‬‬
‫وتتجلى مهمته في تأمين وتتب ع وض عية األس رة والطفول ة ح ول مخطط ات وطني ة المتعلق ة به ذه‬
‫الميادين‪ ،‬وكذا العم ل على تنش يط النق اش العم ومي ح ول السياس ات العمومي ة في مج ال األس رة‬
‫وضمان تتب ع إنج از ال برامج الوطني ة المقدم ة من قب ل مختل ف القطاع ات والهياك ل والقطاع ات‬
‫والهيئات المختصة‪ .‬ومن أجل تحدي وضعية هذا المجلس بشكل واضح وتحديد ما يشمله من مه ام‬
‫ثم إصدار القانون رقم ‪ 87-14‬المتعلق بالمجلس االستشاري لألسرة والطفولة‪ 37‬ليحدد كيفية تأليفه‬
‫وتنظيم ه وقواع د س يره‪ ،‬وك ذلك تحدي د ح االت التن افي‪ ،‬ويتمت ع المجلس بالشخص ية االعتباري ة‬
‫واالس تقالل الم الي ويتك ون المجلس من ع دة أجه زة كالجمعي ة العام ة ومكتب المجلس‪ ،‬ورئيس‬
‫المجلس‪ ،‬باإلضافة إلى اللجان الدائمة بالمجلس‪.‬‬

‫ثم نجد المجلس االستشاري للشباب والعمل الجمعوي وتعتبر مرحل ة الش باب هي الفيص ل‬
‫العمري بسن الطفولة الهشة وبين الشيخوخة الهرمة‪ ،‬وبالتالي فإن تأطير الش باب في ه ذه المرحل ة‬
‫واجب وضرورة ملحة‪ .‬وهذا ما دفع الدستور المغربي يوسع من رافعة تعميم مش اركة الش باب في‬
‫التنمي ة االجتماعي ة وسياس ة البالد‪ ،‬ومس اعدته على االن دماج في الحي اة الجمعوي ة وخل ق سياس ة‬
‫‪38‬‬
‫عمومية وشبابية‪.‬‬

‫‪ 35‬القانون رقم ‪ 113-12‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬يوليو ‪ 2015‬ج ‪.‬ر عداد ‪.6374‬‬


‫‪ 36‬الظهير الشريف رقم ‪ 14-1-100‬الصادر في ‪ 16‬رجب ‪ 1435/16‬ماي ‪ ، 2014‬بتنفيذ الق انون رقم ‪ 105-12‬المتعل ق ب المجلس‬
‫األعلى للتربية وتكوين و البحث العلمي الجريدة الرسمية عدد ‪.6257‬‬
‫‪ 37‬الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ‪ ،‬الحكامة الجيدة بين الوضع الراهن ومقتضيات الدستور الجديد ‪" 2011‬الديمقراطية التشاركية‬
‫والمواطنة" يونيو ‪ 2011‬ص ‪. 13‬‬
‫‪ 38‬مولود السباعي‪ ،‬هيئات الحكامة الجيدة في دستور ‪ 2011‬ص ‪.136‬‬
‫‪20‬‬
‫لهذا نص الدستور على إحداث المجلس االستشاري للش باب والعم ل الجمع وي في الفص ل‬
‫‪ ،170‬والذي يختص في تطوير الحياة الجمعوية والنهوض بها‪ ،‬كما يتولى دراس ة وتتب ع المس ائل‬
‫التي تهم موضوع الشباب والحياة الجمعوية‪ ،‬كما يهتم بنهوض بأوضاع الشباب والعم ل الجمع وي‬
‫وتنمية طاقتهم اإلبداعية وتحفيزهم على االنخراط في الحياة الوطنية‪.‬‬

‫وأخيرا يمكن اإلشارة إلى إحداث هيئة مهمة تساهم في تكريس مبدأ الديمقراطي ة التش اركية‬
‫بشكل فعال ومستمر‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫نخلص في األخير إلى أن المغرب بمختلف مكوناته و مستوياته أولى أهمية للحكامة‪ ،‬نظ را‬
‫ألهميتها القصوى في تدبير الشأن العام‪ ،‬و نظ را لتكلف ة غيابه ا المرتفع ة على المالي ة العمومي ة و‬
‫اإلقتصاد الوطني‪ ،‬و تتجلى هذه األهمي ة في التوجيه ات الملكي ة ال تي ت دعوا إلى ض رورة إرس اء‬
‫أسس الحكامة الجي دة‪ ،‬و تحس ين ج ودة الخ دمات كض رورة لتحقي ق التنمي ة المس تدامة ببالدن ا‪ ،‬و‬
‫تحسين الظروف المعيشية للمواط نين‪ ،‬ه ذا إلى ج انب المقتض يات الجدي دة المنص وص عليه ا في‬
‫دستور ‪ ،2011‬التي تعتير الحكامة رك يزة أساس ية إلحق اق الحق وق اإلقتص ادية و اإلجتماعي ة و‬
‫الثقافية للمواطنين‪ ،‬و بناء دولة الحق و القانون‪ ،‬و تحقيق التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعي ة لبالدن ا‪،‬‬
‫حيث نص صراحة على تعزيز أليات الحكامة الجيدة‪ ،‬و تخليق الحياة العام ة و محارب ة الفس اد‪ ،‬و‬
‫ترس يخ مب ادئ الش فافية و المس ؤولية و المحاس بة و ع دم اإلفالت من العق اب‪ ،‬و ذل ك من خالل‬
‫‪21‬‬
‫دس ترة مؤسس ات و هيئ ات حق وق اإلنس ان و الحكام ة الجي دة و التنمي ة البش رية و المس تدامة و‬
‫الديمقراطية التشاركية‪ ،‬و هيئات حماية حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫م ا يمكن قول ه ه و أن الحكام ة تعت بر بمثاب ة نم وذج مث الي يجب الطم وح لتحقيق ه‪ ،‬رغم‬
‫صعوبة ذلك خاصة في الدول النامي ة‪ ،‬ولكن رغم ك ل الص عاب فإن ه يجب العم ل على بل وغ ه ذا‬
‫النموذج لجعله واقع‪ ،‬وبالتالي نضمن التطور والتنمية اإلنسانية مهما كلف ذلك‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫الكتب‬

‫محمد بوطب‪ ،‬الحكامة‪ :‬المبادئ واألسس‪ ،‬مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلداري ة‪ ،‬ع دد‬ ‫‪‬‬
‫‪ 15‬سنة ‪2016‬‬
‫صالح سالم‪ ،‬زروقة وعبد العزيز‪ ،‬شادي‪ ،‬تجدد القيادة والتنمية في ال وطن الع ربي‪ ،‬مرك ز‬ ‫‪‬‬
‫دراسات وبحوث الدول النامية‪ ،‬القاهرة‪2001 ،‬‬
‫زهير عبد الكريم الكايد‪ ،‬الحكمانية‪ ،‬قضايا وتطبيق ات‪ ،‬منش ورات المنظم ة العربي ة للتنمي ة‬ ‫‪‬‬
‫اإلدارية‪ ،‬بحوث ودراسات العدد ‪ ،372‬طبعة ‪2003‬‬
‫كريم الحرش‪،‬الدستور الجديد للملكة المغربية شرح وتحليل مكتب ة الرش اد س طات ‪،‬الطبع ة‬ ‫‪‬‬
‫األولى ‪.2012‬‬
‫‪‬‬

‫‪22‬‬
‫المقاالت والمجالت‬

‫محمد البوشكي‪،‬هيئات الحكامة الجيدة في دستور ‪،2011‬مقال منشور بجري دة أخب ار الي وم‬ ‫‪‬‬
‫عدد ‪1548‬‬
‫اللجنة الوطنية لحكام ة المق اوالت‪ :‬الميث اق المغ ربى للممارس ات الجي دة لحكام ة المنش آت‬ ‫‪‬‬
‫والمؤسسات العامة‪ ،‬منش ورات مديري ة المنش آت العام ة والخوصص ة – وزارة االقتص اد‬
‫والمالية‪ ،‬المملكة المغربية‪ ،‬الرباط‪2012، ،‬‬
‫اللجنة الوطنية لحكامة المقاوالت‪ :‬الميثاق المغربي للممارسات الجيدة‬ ‫‪‬‬
‫‪.2011‬‬ ‫مولود السباعي‪ ،‬هيئات الحكامة الجيدة في دستور‬ ‫‪‬‬

‫التقارير والهيئات‬

‫التقرير الخت امي لم ؤتمر االعالم والحكماني ة الرش يدة‪ :‬الحكم الص الح والرش يد في البل دان‬ ‫‪‬‬
‫العربية ضمانة أساسية الحترام كرامة المواطنين‪ ،‬المنعقد بالعاصمة األردنية عم ان م ا بين‬
‫‪ 16 – 14‬فبراير ‪ ،2005‬جريدة الزمان العدد ‪2005/02/16 ،2038‬‬

‫التقرير العالمي حول التنمية البشرية الصادر عن برنامج األمم المتحدة للتنمية ‪.1997‬‬ ‫‪‬‬
‫الهيئة المركزية للوقاية من الرش وة‪ ،‬الخصوص يات‪ ،‬الحص يلة‪ ،‬االكراه ات‪ ،‬اآلف اق‪ ،‬ف اتح‬ ‫‪‬‬
‫دجنبر ‪2011‬‬
‫الهيئ ة المركزي ة للوقاي ة من الرش وة ‪ ،‬الحكام ة الجي دة بين الوض ع ال راهن ومقتض يات‬ ‫‪‬‬
‫الدستور الجديد ‪" 2011‬الديمقراطية التشاركية والمواطنة" يونيو ‪2011‬‬

‫‪23‬‬
 Rapport du Haut Commissariat au Plan: Croissance économique et
développement humain – eléments pour une planification
stratégique 2007-2015.

‫القوانين والظهائر‬

‫ الجري دة‬،2014 ‫ يولي وز‬30 ‫ المتعل ق بمجلس المنافس ة بت اريخ‬،20-13 ‫الق انون رقم‬ 
6276 ‫الرسمية عدد‬

.6374 ‫ر عداد‬. ‫ ج‬2015 ‫ يوليو‬2 ‫ الصادر بتاريخ‬113-12 ‫القانون رقم‬ 


‫ بتنفيذ‬، 2014 ‫ ماي‬1435/16 ‫ رجب‬16 ‫ الصادر في‬14-1-100 ‫الظهير الشريف رقم‬ 
‫ المتعلق ب المجلس األعلى للتربي ة وتك وين و البحث العلمي الجري دة‬105-12 ‫القانون رقم‬
.6257 ‫الرسمية عدد‬

‫مراجع بالفرنسية‬

 Abdulhakim Jannat Idrisi: «Dimensions questionnaires politique,


doctrinal et Jordie de la bonne governance end du government à
la governance:" les lemons Marcaine», publications de la REMAD
Série management strategies N°5. 2004,
 LAGHRISSI Awatif : Gouvernance au Maroc Approche d’action
publique, Imprimerie EL Watanya
 : BIROUK (Mohamed): Rationalisation des Structures et bonne
gouvernance, REMALD, N934 (Septembre –Octobre 2000

24
‫الفهرس‪:‬‬

‫مقدمة‪2..................................................................................................................................................... :‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المقاربة التاريخية والمفاهيمية للحكامة ‪5...............................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬السياق التاريخي للحكامة ‪5..........................................................................................................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الحكامة قبل دستور ‪6...................................................................................................... 2011‬‬


‫الفقرة الثانية‪ :‬الحكامة بعد دستور ‪8...................................................................................................2011‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬التعدد املفاهيمي للحكامة‪10........................................................................................................................................................... .‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الحكامة الجيدة ‪10......................................................................................................‬‬


‫الفقرة الثانية‪ :‬تعريف الحكامة الجيدة من خالل المنظمات الدولية ‪12.......................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الحكامة الجيدة ما بين مبادئها السياسية‪ ،‬ومؤسساتها الدستورية‪14................................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املبادئ العامة للحكامة ‪15.................................................................................................................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المبادئ التنظيمية والسلوكية ‪15...............................................................................................‬‬


‫الفقرة الثانية‪ :‬المبادئ المحاسبية ‪16..........................................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬املؤسسات الدستورية الهادفة لتحقيق الحكامة الجيدة ‪16................................................................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬هيئات حماية حقوق االنسان والنهوض بها‪17...............................................................................‬‬


‫الفقرة الثانية‪ :‬هيئات الحكامة الجيدة والتقنين وهيئات النهوض بالتنمية البشرية والمستدامة‪18.......................................‬‬
‫‪25‬‬
‫خاتمة‪22................................................................................................................................................... :‬‬
‫قائمة المراجع‪23.......................................................................................................................................... :‬‬
‫الفهرس‪25................................................................................................................................................. :‬‬

‫‪26‬‬

You might also like