You are on page 1of 20

‫جامعة المولى إسماعيل‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬


‫واالجتماعية‬
‫مكناس‬

‫مداخلــة تحت عن ــوان‪:‬‬

‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫فاطمـــة نــــــــازي‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪2010 - 2009‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫تمثل اإلرادات الضريبية موردا أساسيا للخزينة لكل دول ة‪ ،‬وتس عف بالت الي الحكوم ة‬
‫في القيام بدورها المطلوب في الحياة االقتصادية واالجتماعي ة والسياس ية واألمني ة وغيره ا‪.‬‬
‫مما عظم دور الضريبة لتصبح من الموارد العامة األساس ية في الدول ة الحديث ة‪ ،‬م ع تح ري‬
‫العدالة في فرضها وتحصيلها‪.‬‬
‫غير أن هذه الضرائب التي ال يجادل اليوم أحد في أهمية ال دور ال ذي تض طلع ب ه في‬
‫ظل النظم المالي ة الحديث ة ‪ ،‬حيث لم يع د دوره ا يقتص ر على تموي ل النفق ات العام ة تحقيق ا‬
‫لمذهب الحياد الضريبي المطلق‪ ،‬ب ل أص بحت آلي ة فعال ة للتوجي ه االقتص ادي واالجتم اعي‬
‫ولتحقيق مختلف التوازنات داخل المجتمع ‪.‬‬
‫وهذا ما دفع إلى إبداع قواعد علمية وفنية لضمان سيرورتها وتحقيق أه دافها‪ ،‬وك ذلك‬
‫الحرص على من ع الته رب منه ا‪ ،‬وظ اهرة الته رب الض ريبي ذات ت أثير س لبي على مالي ة‬
‫الدولة التي تعتبر عصب حياتها ‪.‬‬
‫والتهرب الضريبي بمفهوم ه الق انوني ه و التخلص من االل تزام الض ريبي وتخفي ف‬
‫عبء الضريبة وذلك عبر مجموعة من الوسائل ‪ ،‬سواء اإلبداع بكل مهارة في كيفية استغالل‬
‫النصوص التشريعية الض ريبية أو توظي ف االحتي ال أو ال تزوير وغيره ا من اآللي ات ال تي‬
‫تختزل في خرق القانون الضريبي‪.1‬‬
‫وتتجلى أهم أسباب هذه الظاهرة في ارتف اع الض غط الجب ائي خاص ة في ال دول ال تي‬
‫يكون فيها مرتفعا‪ ،‬والتي يتميز نظامها الجبائي بكثرة االقتطاعات الضريبية في مقابل ضعف‬
‫الم داخيل المالي ة لألف راد وتبقى فك رة أداء الض ريبية ش به منعدمة‪ 2‬في حال ة تص ادمه م ع‬

‫‪ - 1‬أحمد حليبة ‪ ،‬التهرب الضريبي وانعكاساته على التنمية في المغرب ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتورة الوطنية في القانون العام ‪ ،‬جامعة محمد الخامس‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أكدال الرباط ‪ ، 2008 -2007 ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ - 2‬أحمد النميلي التهرب الضريبي الداخلي والدولي ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ‪ ،‬جامعة محمد األول ‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ‪ .2007 – 2006 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪2‬‬
‫الضغط الجبائي المرتفع وبالتالي البحث عن المصلحة الخاصة كما قال ‪" Jean Dubois‬ال‬
‫يرى الملزم إال سعادته الشخصية ويرى االلتزام الضريبي عرقلة لطموحه في العمل" ‪.‬‬
‫هذا إلى جانب العوامل االقتص ادية نظ را للظ روف ال تي ت ؤثر على المل زم من حيث‬
‫دخله اإلجمالي‪ ،‬باإلضافة إلى عوامل اجتماعي ة بس بب اختالل أو انع دام العدال ة االجتماعي ة‬
‫ال تي تطرحه ا الض ريبة أم ام اختالف فئ ات المل زمين حس ب األس تاذ ‪jean Claude‬‬
‫‪ .‬ومن هنا أصبح التهرب الضريبي كرد فعل طبيعي على عنف الضريبة ع بر‬ ‫‪Martinie‬‬
‫تاريخها ‪.‬‬
‫بالنظر إلى كل ما تقدم ‪ ،‬ونظرا ألهمية دراسة هذه الظاهرة التي آ ثارها ليست بالقليلة‬
‫على اقتصاد البالد وبالتالي فهي عائق أمام تحقيق عدالة ض ريبية وتنمي ة اقتص ادية ش املة ‪،‬‬
‫سنركز دراستنا لهذا الموضوع من خالل محورين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬كيفية تعامل القاضي اإلداري مع ظاهرة التهرب الضريبيـ‬

‫المطلب الثاني‪ :‬بعض سبل تجاوز هذه الظاهرة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعامل القاضي اإلداري مع ظاهرة التهرب الضريبيـ‬
‫إذا ك ان القاض ي اإلداري م دعو للتوفي ق بين ض مان حق وق المل زمين تج اه إدارة‬
‫الضرائب‪ ،‬فهو ملزم كذلك بما تقتضيه المصلحة العامة من تمويل لميزانية الدول ة بمجموع ة‬
‫من الضرائب ‪ .‬والملزم دائما يحاول أن يتملص من أداء الض ريبة في ك ل مرحل ة أتيحت ل ه‬
‫الفرصة‪ ،‬وذلك إما في مرحلة اإلقرار أو في مرحلة التصحيح وحتى عند رف ع ال دعوى أم ام‬
‫القضاء‪.1‬‬
‫ويتخذ التهرب الضريبي عدة أشكال يمكن إجمالها في الته رب الن اتج عن تأوي ل نص‬
‫قانوني والتهرب الناتج عن تقاعس اإلدارة في اتخاذ إجراء معين ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬التهرب الضريبي الناتج عن عدم وضوح النص القانوني‬
‫إن اإلشكال الذي يطرح هنا هو عندما ترد القاعدة القانوني ة الض ريبية غامض ة أو أن‬
‫تأويلها يحتاج إلى أك ثر من تفس ير وهن ا فالقاض ي اإلداري يعم د إلى تب ني التفس ير األص لح‬
‫للملزم ‪.‬‬
‫لقد أحدث الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 31/12/1979‬المتض من لألم ر بتنفي ذ ق انون‬
‫المالية لسنة ‪ 1980‬ضريبة تسمى ضريبة التضامن تتعلق باألراضي غير المبنية وفي تطبيق‬
‫ه ذا الق انون من ط رف إدارة الض رائب أخض عت أرض ا في ط ور البن اء إلى المقتض يات‬
‫المذكورة ولما ر فع النزاع أمام المحكمة صرحت بإلغاء الضريبة بعلة ‪:‬‬
‫إن المشرع في ض ريبة التض امن لم ي ذكر حال ة األراض ي الواقع ة في ط ور البن اء‬
‫صراحة وبالتالي فإن هذه األراض ي مس تثناة وف ق م ا يفهم من مطل ع البن د األول من الفق رة‬
‫الثالثة من القانون المشار إليه‪ ،‬وأضافت المحكمة أن ه من المعل وم أن النص الض ريبي يفس ر‬
‫لصالح الملزم وان األصل في األشياء اإلباحة وأن فرض التك اليف المالي ة ال يك ون إال بنص‬
‫‪2‬‬
‫صريح ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أحمد الصايغ ‪ ،‬تعامل القاضي اإلداري مع ظاهرة التهرب الضريبي ‪ ،‬مجلة دفاتر المجلس األعلى العدد ‪ 2005 8‬ص‬
‫‪ - 2‬حكم رقم ‪ 232/98‬الصادر عن المحكمة اإلدارية بوجدة بتاريخ ‪ 30/12/98‬في الملف عدد ‪ 98- 129‬غ‬

‫‪4‬‬
‫وفي ق رار ص ادر عن الغرف ة اإلداري ة ب المجلس األعلى اعت برت ب أن عق د الهب ة ال‬
‫يخض ع للض ريبة على األرب اح المهني ة ألن المش رع لم ي درج عق د الهب ة من بين العق ود‬
‫الخاضعة للضريبة المذكورة وقد جاء في الق رار ‪" :‬حيث رك ز وزي ر المالي ة في بي ان وج ه‬
‫استئنافه على أن الفص ل ‪ 6‬من ظه ير ‪ 12/1959/ 31‬ينص على أن ه فيم ا يخص المل زمين‬
‫بالضريبة المباشرين ش راء العق ارات أو بيعه ا أو بغ ير ذل ك من المض اربات العقاري ة ف إن‬
‫مقدار المعامالت يتألف من مبلغ البيوعات والتخليات حيث اعتبر اإلدارة بان هذا النص ج اء‬
‫بعبارات واضحة وتشمل جميع التفويتات بصفة عامة ولم تستثن عقد الهبة" ‪.‬‬
‫لكن الغرف ة اإلداري ة اعت برت ب أن النص واض ح كم ا ذهب إلى ذل ك وزي ر المالي ة‬
‫وأوردت الحيثية اآلتية‪ ":‬لكن حيث لئن كان النص المستدل به يجعل مقدار المعامالت يت ألف‬
‫من مبل غ البيوع ات والتخلي ات ف إن ذل ك مقي د في ص در النص بالبيوع ات أو بغيره ا من‬
‫المضاربات العقارية والهبة ال تدخل ضمن المضاربات العقارية ألن ال واهب لم يحق ق ربح ا‬
‫ولم يستوفي مقابال"‪.1‬‬
‫الفقرة الثانيةـ ‪ :‬التهرب الضريبيـ المؤسس على تخلف إجراء أو إساءة تطبيقه‬
‫ذهب القض اء اإلداري على اعتب ار ك ل خ رق لقاع دة جوهري ة بش أن تبلي غ اإلج راء‬
‫يترتب عنه خرق لح ق من حق وق ال دفاع ي ؤدي إلى إلغ اء الض ريبة وق د لوح ظ من الناحي ة‬
‫العملية أن كثيرا من الضرائب يتم إلغاؤها بسبب ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عدم إنجاز إجراء التبليغ ‪:‬‬
‫لقد أوجب القانون في المادة ‪ 28‬من قانون الضريبة على القيم ة المض افة ب أن المل زم‬
‫ال ذي يتق اعس عن تق ديم تص ريحه‪ 2‬أن توج ه ل ه اإلدارة إش عارا بوض ع التص ريح بواس طة‬
‫رسالة مع اإلشعار بالتسلم‪.‬‬
‫وهك ذا اعت برت الغرف ة اإلداري ة ب ان تخل ف ه ذا اإلج راء يمن ع على اإلدارة ف رض‬
‫الضريبة وجاء في القرار ما يلي ‪" :‬إن إدارة الض رائب وقب ل قيامه ا بف رض الض ريبة على‬

‫‪ - 1‬قرار الغرفة اإلدارية عدد ‪ 673‬بتاريخ ‪ 27/6/2002‬في الملف باإلداري رقم ‪99/ 93/5/1‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 109‬من المدونة العامة للضرائب للسنة المالية ‪.2009‬‬

‫‪5‬‬
‫الملزم مطالبة بتطبيق مقتضيات المادة ‪ 28‬من القانون المنظم للضريبة على القيم ة المض افة‬
‫وذلك بتوجيه رسالة موص ى به ا م ع اإلش عار بالتس لم إلى الخاض ع للض ريبة ال ذي لم يق دم‬
‫إقراره برقم معامالته"‪.‬‬
‫ويترتب عن عدم احترام هذا اإلج راء ع دم ال تزام المل زم بع د ذل ك بس لوك مس طرة‬
‫التظلم اإلداري‪ ،‬ذلك أن مطالبة إدارة الضرائب الملزم بتقديم إقراره يشكل الحلق ة األولى من‬
‫مسلسل إجراءات ربط الضريبة‪ ،‬ويترتب عن عدم احترام هذا اإلجراء انهيار عملية الف رض‬
‫الض ريبي وم ادام أن اإلدارة الجبائي ة لم تثبت تبليغه ا المس تأنف علي ه إش عارها إي اه بتق ديم‬
‫إقراره برقم معامالته فإن فرض ها للض ريبة ال تي تط الب به ا تم خرق ا للق انون وبالت الي فال‬
‫يمكن التمسك بأي إجراء الحق في مواجهة الملزم ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إنجاز اإلجراء بشكل سيء ‪:‬‬
‫في هذا اإلطار فقد أكدت الغرفة اإلدارية في أك ثر من مناس بة على أن ه ال يكفي للقي ام‬
‫ب اإلجراء ال ذي ينص علي ه الق انون كتوجي ه إش عار بوض ع اإلق رار مثال ب ل يجب أن يثبت‬
‫توصل الملزم المعني به ذا اإلش عار حيث اعت برت الغرف ة ب ان ع دم إثب ات اإلدارة للتوص ل‬
‫باإلشعار كاف إللغاء الضريبة وجاء في قرارها ‪:‬‬
‫"وحيث تشبثت الطاعن ة ‪-‬الملزم ة‪ -‬في بي ان وج ه اس تئنافها بع دم توص لها باإلش عار‬
‫بإيداع اإلقرار وحيث أدلت اإلدارة بما يثبت توصل الطاعنة برسالة موص ى به ا م ع إش عار‬
‫بالتسلم بإيداع اإلقرار داخ ل أج ل ‪ 30‬يوم ا التالي ة لت اريخ التس لم‪ ،‬وبرج وع الرس الة الثالث ة‬
‫للمفتش بعدم وجود الطاعنة بمقر عملها ‪.‬‬
‫وحيث إن المضمون ‪ 600‬الصادر في ‪ 6/1996/ 11‬موضوع اإلشعار األول لم يثبت‬
‫بإشعار استالمه تاريخ استالمه والرسالة الثاني ة ردت لمص درها لع دم وج ود الطاعن ة بمق ر‬
‫عملها ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وحيث يستشف من ذلك عدم توصل الطاعنة – بقاطع – بالرس التين األولى بإش عارها‬
‫بإيداع إقرارها داخل ثالثين يوما بت اريخ التس لم والثاني ة في حال ة ع دم االس تجابة بإخباره ا‬
‫األمر الذي يترتب بطالن اإلجراء الموالي بالفرض التلقائي"‪.1‬‬
‫وفي المقابل‪ ،‬فإن القض اء اإلداري تص دى لبعض الح االت ال تي يت بين منه ا محاول ة‬
‫المل زم الواض حة والجلي ة ال تي ته دف إلى الته رب من أداء الض ريبة‪ ،‬ويتجلى في بعض‬
‫األحكام الصادرة في الموضوع ‪.‬‬
‫ففي حكم ص ادر عن المحكم ة اإلداري ة بوج دة‪ 2‬اعت برت أن ه إذا ك ان الق انون يل زم‬
‫اإلدارة بإشعار الملزم بوضع إقراره إذا تخلف عن القي ام ب ذلك ف إن المل زم ال يمكن ه التملص‬
‫من أداء ما تضمنه األمر باالستخالص بحجة عدم تبليغ اإلشعار باإلقرار والح ال أن العن وان‬
‫الذي أدلى به لإلدارة غير صحيح ‪.‬‬
‫وفي الحكم الص ادر عن المحكم ة اإلداري ة بف اس بت اريخ ‪ 2/10/2001‬اعت برت‬
‫المحكمة أن الضريبة الحضرية يؤديها المال ك أو الح ائز أو المنتف ع للعق ار وأن المال ك ال ذي‬
‫باع العقار وظ ل منتفع ا ب ه ال يمكن ه أن يتملص من الض ريبة على اعتب ار أن ه لم يع د مالك ا‬
‫للعقار ‪.‬‬
‫وفي حكم‪ 3‬للمحكمة اإلدارية بمكن اس حيث تق دم الم دعون بطلب يه دف الحكم بإلغ اء‬
‫الضريبة العامة على ال دخل برس م س نتي ‪ 2001/2002‬يعرض ون في ه أنهم فوجئ وا ب إعالم‬
‫ضريبي قصد أداء مبل غ الض ريبة المفروض ة على العق ار اس تنادا إلى قيم ة كرائي ة جزافي ة‬
‫حددتها إدارة الضرائب تلقائيا وبعد إجراء الخبرة التي أم رت به ا المحكم ة تم الحكم ب رفض‬
‫الطلب وإبقاء الصائر على عاتق المدعين‪.‬‬

‫‪ - 1‬قرار الغرفة اإلدارية عدد ‪ 1041‬الصادر في ‪ 24/10/2002‬في ملف اإلداري رقم ‪100 – 4 – 482‬‬
‫‪ - 2‬قرار بتاريخ ‪ 2001 / 41 / 4‬في الملف ‪00-315‬‬
‫‪ - 3‬حكم رقم ‪ 5 – 2007/ 585‬ش بتاريخ ‪2007 / 12 / 31‬‬

‫‪7‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬حماية مداخيل الخزينة من خالل التجربة القضائية‬
‫من خالل استقراء التجربة القضائية للمنازعات الجبائية نالحظ أن القضاء اإلداري قد‬
‫عمل على إنتاج عدة قرارات وأحكام تهدف إلى حماي ة الم وارد الجبائي ة ال تي تعت بر م وردا‬
‫هاما من موارد الميزانية العامة‪ .‬وهو ما ت برز ال دور ال ذي يض طلع ب ه القض اء اإلداري في‬
‫حماية الموارد الضريبية من تصرفات بعض الملزمين الذين يماطلون أو يعمدون إلى وس ائل‬
‫احتيالية للتهرب من أداء الدين الضريبي‪. 1‬‬
‫وتتم مراقبة وضمان حماية الموارد الضريبية سواء على مستوى ربط الضريبة‬
‫( أوال) أو على مستوى التحصيل ( ثانيا ) ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬حماية مداخيل الخزينة على مستوىـ ربط الضريبة‪:‬‬
‫أفرزت التجربة القضائية في هذا اإلطار عدة قرارات وأحك ام ن ذكر منه ا على س بيل‬
‫المثال ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم حصول الملزم على الرخصة اإلدارية وعدم وضــع اإلقــرار ال يعفي خضــوع‬
‫النشاط للضريبة‪:‬ـ‬
‫إن من بين القرارات التي أفرزتها التجربة القض ائية في المنازع ات الجبائي ة في ه ذا‬
‫المجال‪ ،‬نورد قرارا صادرا عن الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى المؤرخ بتاريخ ‪/ 1 / 25‬‬
‫‪ 2001‬ألزم الملزم الذي يري د أن يته رب من أداء ال دين الض ريبي بعل ة أن ه لم يحص ل على‬
‫الرخص ة اإلداري ة لمزاول ة النش اط التج اري ب األداء‪ ،‬م ا دام أن الواقع ة المنش ئة للض ريبة‬
‫متوفرة من حيث الواقع ألن العبرة بممارسة النشاط المفروضة علي ه الض ريبة ال بالحص ول‬
‫على الرخصة أو عدم الحصول عليها ‪.2‬‬
‫وفي إطار ضمان المداخيل الضريبية كذلك‪ ،‬أصدر القضاء اإلداري عدة أحكام تعاقب‬
‫الملزمين الذين يمتنعون عن وضع اإلقرارات الضريبية‪ 3‬في ال وقت المح دد له ا‪ ،‬وذل ك بمنح‬

‫‪ - 1‬إبراهيم مهم ‪ ،‬المنازعات الجبائية بالمغرب‪ :‬محاولة لتحقيق التوازن بين الملزم واالدارة الضريبية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ، 2006-2005 ،‬ص ‪.368‬‬
‫‪ - 2‬قرار عدد ‪ 65‬ملف إداري ‪2000 – 1 – 4 – 79‬‬
‫‪ - 3‬تعتبر جريمة االمتناع عن تقديم اإلقرار عن األرباح جريمة حسب ما استقر عليه قضاء محكمة النقض بمصر منذ ‪1962‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلدارة الضريبية سلطة التحديد التلقائي للضريبة حسب ما ق رره المش رع ومث ال ذل ك الحكم‬
‫الصادر عن إدارية فاس بتاريخ ‪ 1996 / 7 /3‬الذي ج اء في ه‪ ":‬إحج ام الم دعي عن تق ديم‬
‫التصريح بتفويت العقار داخل األجل المض روب ل ه من ل دن المص لحة الجبائي ة يجع ل ه ذه‬
‫األخيرة محقة في الفرض التلقائي والزيادات المترتبة على األمر بتحصيلها "‪.1‬‬
‫‪ -2‬حق اإلدارة الضريبيةـ في عدم إعفاء الملزم من الغرامات‪:‬‬
‫خول القانون الضريبي لإلدارة الضريبية الحق في فرض الغرام ات والج زاءات على‬
‫الملزمين الذين يماطلون أو يته اونون في أداء ال دين الض ريبي‪ ،‬واله دف من تخوي ل اإلدارة‬
‫الضريبية سلطة توقيع الجزاءات والعقوبات طبعا هو حماية حقوق الدولة من الضياع ‪.‬‬
‫كما خول القانون الضريبي لإلدارة ممثلة في شخص وزي ر المالي ة أو من يف وض ل ه‬
‫ذل ك‪ ،‬الح ق في إعف اء أو تخفيض بعض الغرام ات المالي ة المفروض ة على بعض المل زمين‬
‫الذين يمرون من ظروف مالية صعبة‪ ،‬وذلك في طار الطلبات المتعلقة ب التظلم االس تعطافي‪.‬‬
‫وفي حال ة ع دم اس تجابة اإلدارة الض ريبية لتظلم المل زم القاض ي ب التخفيض أو اإلعف اء من‬
‫الغرامات فال ش يء عليه ا‪ ،‬م ادام أن الغرام ات والج زاءات المتخ ذة في ح ق المل زم ليس ت‬
‫مخالفة للقانون ولعل هذا ما أكدت عليه الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى في قرار له ا م ؤرخ‬
‫بتاريخ ‪. 2003 / 01 / 16‬‬
‫‪ -3‬ال إعفاء إال بنص قانوني‪:‬‬
‫إن المشرع الضريبي يقوم بين الفينة واألخرى بإقرار اإلعف اءات ال تي يك ون اله دف‬
‫منها تشجيع بعض األنشطة االقتصادية أو الش رائح االجتماعي ة‪ ،‬ن ذكر منه ا‪ :‬إعف اء ال دخول‬
‫الفالحية‪ 2‬من جميع الضرائب المباشرة مؤقتا إلى غاية سنة ‪ 2000‬وتم تمديد هذا اإلعف اء إلى‬
‫غاي ة ‪ 2020‬ثم تقليص ه ذه الم دة إلى ‪ ،2010‬ليتم بع د ذل ك رف ع ه ذه الم دة إلى غاي ة ‪31‬‬
‫ديسمبر‪. 32013‬‬

‫‪ - 1‬حكم رقم ‪-96- 254‬غ أورده إبراهيم مهم ‪ ،‬المنازعات الجبائية بالمغرب ‪ ، ...‬م س ‪ ،‬ص ‪.370‬‬
‫‪ - 2‬ظهير ‪ 21‬مارس ‪ 1984‬المتعلق بإعفاء الدخول الفالحية من الضرائب المباشرة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ II – 47‬من المدونة العامة للضرائب للسنة المالية ‪.2009‬‬

‫‪9‬‬
‫وكما هو معلوم فإن النص القانوني الذي يقرر اإلعفاء هو الذي يح دد كيفي ة االس تفادة‬
‫منه واألشخاص الذين يستفيدون منه ‪ ،‬وهذا ما أكدته الغرفة اإلدارية ب المجلس األعلى عن دما‬
‫اعتبرت أن إقامة مستودع للتبريد للحف اظ على المنت وج الفالحي من التعفن والتل ف وض مان‬
‫بيع الغلل الفالحية على مدار الس نة بأثمن ة معقول ة ‪ ،‬ال يكتس ي طابع ا فالحي ا ‪ ،‬ألن ال دخول‬
‫موضوع اإلخضاع الضريبي ليس مصدرها عمال فالحيا محضا أي ناتجا عما ت دره األرض‬
‫من عطاء‪ ،‬وإنما هو جهاز خاص بالتبريد والحفاظ على المنتوج الفالحي من التعفن‪.‬‬
‫فكان ما أثير بكونه يستفيد من اإلعفاء الضريبي غير منتج ‪ ،‬وكان ما قضى ب ه الحكم‬
‫المستأنف مؤسسا وواجب التأييد‪.1‬‬
‫وفي قرار آخر قض ت المحكم ة اإلداري ة بال دار البيض اء ب رفض طلب المل زم ال ذي‬
‫يطلب إعفاءه من الضريبة على األرباح العقارية لعدم استجماعه للشروط الضريبية لالستفادة‬
‫من اإلعفاء من هذه الضريبة‪.2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حماية مداخيل الخزينة على مستوى التحصيل الضريبيـ ‪:‬‬
‫وفر القانون الضريبي عدة ضمانات للخزينة قصد ضمان حقوقه ا‪ ،‬وبالت الي تحص يل‬
‫الدين الضريبي الذي يقع على كاهل الملزم‪ .‬وكرس القض اء ه ذه الض مانات كم ا عم ل على‬
‫توضيح أبعادها وشروطها وأف رزت التجرب ة القض ائية ع دة ق رارات تس ير في ه ذا االتج اه‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬ضرورة توفير الضمانة لمن يطالب بوقف األداء ‪:‬‬
‫وض عت ج ل التش ريعات ال تي نص ت على مب دأ وق ف األداء مجموع ة من الش روط‬
‫القانونية بوق ف األداء‪ ،‬وهك ذا فق د نص ت الم ادة ‪ 117‬من ق انون ‪ 97/15‬المتعل ق بتحص يل‬
‫الديون العمومية على هذه الشروط حيث جاء فيه ما يلي ‪ ":‬إال أنه يمكن للمدين ال ذي ين ازع‬
‫كال او بعضا بالمبالغ المطالب بها أن يوقف أداء الج زء المتن ازع في ه ش ريطة رف ع مطالبت ه‬

‫‪ 1‬قرار صادر عن الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى ‪ ،‬عدد ‪ – 296‬مؤرخ في ‪ 2003 /5 / 8‬ملف إداري عدد ‪2000 / 1 / 4 / 688‬‬
‫‪ - 2‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء ‪ ،‬عدد ‪ 314‬بتاريخ ‪ .2006 /4 / 3‬ملف رقم ‪ 2005- 604‬غ‬

‫‪10‬‬
‫داخل األجل المنصوص عليه في القوانين واألنظمة الجاري بها العم ل ‪ ،‬وأن يك ون ق د وف ر‬
‫ضمانات من شأنها أن تؤمن تحصيل الديون المتنازع فيها" ‪.‬‬
‫ويس تفاد من خالل ه ذه الم ادة من مدون ة أن تق ديم الض مانات يعت بر ش رطا أساس يا‬
‫وضروريا لوقف أداء الدين الضريبي‪ ،‬والهدف من إقرار هذا الش رط ه و التص دي للطلب ات‬
‫التي يهدف من ورائه ا بعض الم دينين إلى الحص ول على متس ع من ال وقت إلخف اء أم والهم‬
‫وممتلكاتهم عن متابعة الخزينة أو التأخر التعسفي في تسديد الديون العمومية‪.1‬‬
‫‪ -2‬أداء شيك بدون رصيد ال يبرئ ذمة الملزم بالضريبة ‪:‬‬
‫يعت بر دين الض ريبة واجب األداء في مق ر إدارة الخزين ة وفروعه ا من غ ير حاج ة‬
‫للمطالبة به بمقر الم دين‪ ،‬وتفس ر ه ذه القاع دة بالرغب ة في تحص يل الض ريبة في مواعي دها‬
‫القانونية المقررة دون أن يستطيع الملزم أن يبرر ت أخره في أداء الض رائب المس تحقة علي ه‪،‬‬
‫ويدعي بطالن إجراءات التنفيذ المتخذة ضده استنادا إلى ع دم مطالب ة اإلدارة إي اه بالض ريبة‬
‫حيث يتوقف على تحصيلها سيرالمرافق العامة لذلك ال يجوز لمصلحة القباضات تأخير الدين‬
‫الضريبي ‪.‬‬
‫وقد حددت مدونة التحصيل طرق األداء في المادة ‪ 20‬التي جاء فيه ا م ا يلي‪ ":‬ت ؤدى‬
‫الضرائب والرسوم العمومية إما نق دا أو بواس طة تس ليم ش يك "‪ ،‬كم ا ق ررت الم ادة ‪ 21‬من‬
‫نفس المدونة الجزاءات التي تترتب عن تأخير األداء‪.‬‬
‫من كل هذا فإن الملزم الذي يماطل في أداء الدين الضريبي أو يقوم بأداء ش يك ب دون‬
‫رصيد إلى الخزينة العامة ال يبرئ ذمته ألنه ال يشكل أداء بالمفهوم الق انوني للنص وه ذا م ا‬
‫أكدته الغرفة اإلدارية في قرار لها مؤرخ بتاريخ ‪. 16/5/2002‬‬

‫‪ - 1‬إبراهيم مهم ‪ ،‬المنازعات الجبائية بالمغرب ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪376‬‬

‫‪11‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مساهمة في الحد من ظاهرة التهرب الضريبي ‪:‬‬
‫يعتبر التهرب الضريبي آفة خطيرة تنخ ر جس د الدول ة اقتص اديا ومالي ا واجتماعي ا ‪،‬‬
‫بسبب ما ينتجه من إنق اص لحص يلة اإلرادات العامة‪ 1‬وتقليص لحجم النفق ات العام ة‪ ،‬فض ال‬
‫عن انخفاض االستثمارات وهبوط المستوى المعيشي لألفراد ‪.‬‬
‫وله ذا ك ان لزام ا مكافح ة الته رب من اداء الض ريبة ع بر االنطالق من مح ورين‬
‫أساسيين ‪.2‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬خلق قضاء ضريبي متخصص‬
‫إن السمة األساس ية للقض اء اإلداري المغ ربي في مي دان المنازع ات الض ريبية‪ ،‬ه و‬
‫غياب ما يعرف في التشريع المقارن‪ 3‬ب " القاضي الضريبي" حيث أكدت التجرب ة الميداني ة‬
‫للمح اكم اإلداري ة أن نفس القاض ي يبث في جمي ع القض ايا مم ا يف وت على القض اة فرص ة‬
‫التمرس والتخصص في قضايا بعينها‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن القانون الضريبي له خصوص ياته‬
‫التي تميزه ‪.‬‬
‫فالقاض ي يع اني من محدودي ة التك وين في الم ادة الض ريبية ليس من حيث المس اطر‬
‫واإلجراءات التي تتقاسم فيها المادة الضريبية مع الم واد األخ رى ‪ ،‬ب ل من حيث التخص ص‬
‫الفني والتقني المفترض لإللمام التام بالنازلة الضريبية ‪ ،‬ويتجلى ذلك في تكوينه الفني والتقني‬
‫المفترض لإللمام التام بالنازلة الض ريبية ويتجلى في تكوين ه الم دني الص رف داخ ل المعه د‬
‫العالي للقضاء وتأثير ذلك على حسمه في جوهرها ‪.‬‬
‫كما أن ضعف تكوين القض اة في الم ادة الض ريبية والتغ يرات ال تي تعرفه ا الق وانين‬
‫الضريبية سنويا تجعل القضاة غير قادرين على مسايرة التطورات والتع ديالت ال تي تعرفه ا‬
‫بي د أن الق انون الض ريبي يتم يز بالدق ة والتعق د والتقني ة مم ا يزي د من ص عوبة القاض ي في‬
‫ضبطه واستيعاب فلسفته القانونية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬مصطفى التراب ‪ ،‬المختصر العملي في القضاء والقانون‪ ،‬مطبعة األمنية ‪ ،‬الرباط ‪ – 2008 ،‬ص ‪.328‬‬
‫‪ - 2‬أحمد حليبة ‪ ،‬التهرب الضريبي وانعكاساته على التنمية بالمغرب ‪ ،‬جامعة محمد الخامس كلية الحقوق القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬اكدال‬
‫الرباط ‪ 2008 – 2007 ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪ - 3‬كما هو الحال في التشريع الفرنسي ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫فقبل إنشاء المحاكم اإلدارية ص در ق رار عن محكم ة االس تئناف بالرب اط بت اريخ ‪22‬‬
‫مارس ‪ 1990‬ملف إداري عدد ‪ 878 – 77‬جاء فيه ما يلي‪:‬‬
‫"حيث أن الفصل ‪ 62‬من قانون االلتزامات والعقود يقض ي ب أن االل تزام المب ني على‬
‫س بب غ ير مش روع يعت بر ك أن لم يكن ‪ ،‬وأن الس بب يعت بر غ ير مش روع إذا ك ان مخالف ا‬
‫لألخالق الحميدة اوالنظام العام ‪...‬‬
‫وحيث أن االم وال ال تي يمكن أن تج بى من بي وت ال دعارة ال يمكن اعتباره ا ربح ا‬
‫خاضعا للضريبة ألن محل االلتزام فيها غير مشروع "‪.‬‬
‫والحقيقة أن هذا الموقف ال يمكن التسليم به لالعتبارات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬لم يراعي ذاتية القانون الضريبي الذي ال يهتم بشرعية الفعل بقدر ما يهتم بموضوع‬
‫الربح‪ ،‬فمتى تحقق الربح وجد وعاء الضريبة‬
‫‪ -‬ظهير ‪ 1959‬المتعلق بالضريبة على األرب اح المهني ة موض وع المنازع ة في ه ذا‬
‫القرار ال يوجد به نص يحرم صراحة إخضاع االموال التي يكون مح ل االل تزام فيه ا‬
‫غير مشروع‬
‫‪ -‬استناد المحكمة إلى المادة ‪ 62‬من ق ل ع‪ ،‬وهو قانون يطبق على االلتزامات العادية‬
‫بين أطراف متساوية في الحقوق وااللتزامات في حين أن االلتزام الض ريبي مص دره‬
‫القانون العام ‪.1‬‬
‫وقد استمر هذا التوجه حتى بعد إنشاء المحاكم اإلدارية والقطع مع عهد وحدة القضاء‪،‬‬
‫فق د أص درت المحكم ة اإلداري ة بمكن اس حكم ا ألغت في ه الض ريبة العام ة على ال دخل‬
‫المفروضة على نشاط جمعية رياضية استنادا إلى ظهير ‪ 1958‬الذي يؤكد على غي اب ه دف‬
‫الربح في نشاط الجمعية‪ ،‬رغم أن اإلدارة أثبت بأن المستفيدين يؤدون واجبات مهمة من حيث‬
‫مبلغها مقابل االستفادة من التجهيزات الرياضية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬نجيب البقالي ‪ ،‬منازعات الوعاء الضريبي امام القضاء اإلداري ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة جامعة الحسن الثاني ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية المحمدية الدار البيضاء ‪ .2008 -2007‬ص ‪.70‬‬

‫‪13‬‬
‫كم ا أن محدودي ة تك وين القاض ي في الم ادة الض ريبية يجعل ه ملزم ا في العدي د من‬
‫الحاالت من انتداب الخبير ليفك طالسم الوثائق ذات الطبيعة المحاسبية‪ ،‬خاصة وأن القاض ي‬
‫ملزم بالبث في ما أحيل إليه من القضايا ب الرغم من اإلكراه ات ال تي ق د يتع رض إليه ا وإال‬
‫اعتبر وفقا للقانون منكرا للعدالة ‪.1‬‬
‫وهذا ما يفرض تركيز التكوين الجامعي على المادة الضريبية التي لم تحظ بع د بقس ط‬
‫واف ر من االهتم ام‪ ،‬أم ا على مس توى تك وين القاض ي فالمعه د القض ائي يرك ز فق ط على‬
‫المساطر واإلجراءات دون التعمق في المسائل التقنية والفنية ‪ ،‬والمحاسبية للواقعة الضريبية‪.‬‬
‫وهذه القضايا وغيرها ال تساهم في تكوين القضاء الكفء في المنازعات الجبائية‪ ،‬مما‬
‫يجعل خلق قضاء متخصص في المادة الضريبية أمرا ليس محمودا فقط‪ ،‬ولكن إلزاميا ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تحسين العالقة بين الملزمين واإلدارة الضريبية‬

‫إذا كان الملزم هو الشخص الذي تفرض عليه الضريبة أي الذي يتحمل العبء القانوني‬
‫بغض النظر عن إمكانية نقلها إلى شخص آخر‪ .‬فالملزم يبقى الط‪..‬رف األساسي في العالقة‬
‫الضريبية ألنه من يتحمل أداء الضريبة وبالتالي تمويل النفقات العامة للدولة‪.2‬‬

‫ومن هنا كانت ضرورة اعتماد سياسة تواصلية مع الملزمين‪ ،3‬فاله‪..‬دف األساسي من‬
‫سياسة التواصل هو إقامة رأسمال من الثقة يرتكز على قيم اإلدارة ورأسمال من اللياقة الذي‬
‫يجعل المواطن ينظر إلى اإلدارة بنوع من االحترام وهذا ما سيحقق لإلدارة أم‪..‬رين‪ :‬أولهما‬
‫‪.‬ذا ما تطمح إليه أي إدارة‬
‫‪.‬يرة ولعل ه‪.‬‬
‫‪.‬اكل الكث‪.‬‬
‫‪.‬اوز المش‪.‬‬
‫تحسين المر دودية وثانيهما تج‪.‬‬
‫ضريبية‪.4‬‬

‫‪ - 1‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬


‫‪ - 2‬نجيب البقالي‪ ،‬منازعات الوعاء أمام القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81 :‬‬
‫‪ - 3‬ابراهيم مهم ‪ ،‬المنازعات الجبائية بالمغرب ‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪179‬‬
‫‪El hassane KATIR, «  Administration fiscale et communication : l’exemple de la France », revue du droit -- 4‬‬
‫‪marocain n° 6 – 07 , 2004, p :24‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .‬الفرنسية‪ ،‬وإلن‪..‬زال ه‪..‬ذه السياسة من الج‪..‬انب‬
‫ومن نماذج تواصل إدارة الضرائب‬
‫النظري إلى الواقع العملي‪ ،‬يجب اعتماد عدة وسائل لتحقيق األهداف المتوخاة ومن بين هذه‬
‫الوسائل نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬القيام بحمالت موجهة‪ :‬حيث توفر اإلدارة الفرنسية مثال كل اإلمكانيات والوسائل‬
‫إلنجاح الحملة المتعلقة بض‪.‬ريبة ال‪.‬دخل‪ ،‬وذلك من خالل القي‪.‬ام بحملة داخلية إلعالم أطر‬
‫اإلدارة الضريبية بالمستجدات الضريبية الجديدة التي جاء بها قانون مالية السنة‪.‬‬

‫‪.‬وذج من‬
‫‪.‬ال نم‪.‬‬
‫إلى جانب القيام بحملة خارجية حيث تقوم اإلدارة الضريبية بإرس‪.‬‬
‫‪ .‬من‬
‫‪ .‬الضريبي للملزمين مصحوب بورقة توضح كيفية ملء اإلق‪..‬رار الض‪..‬ريبي‪،‬‬
‫التصريح‬
‫خالل القيام بزيارة لمختلف المراكز الضريبية وتهيئ أماكن الستقبال إق‪..‬رارات المل‪..‬زمين‬
‫‪.‬افالت تابعة‬
‫‪.‬طة ح‪.‬‬
‫‪.‬دة بواس‪.‬‬
‫داخل األحياء وإخبار الملزمين الموجودين في المناطق البعي‪.‬‬
‫‪.‬ام بحملة‬
‫‪ .‬للقي‪.‬‬
‫‪.‬غيرة‬
‫‪.‬ات القروية الص‪.‬‬
‫‪.‬ات والجماع‪.‬‬
‫‪.‬ارة القباض‪.‬‬
‫‪ .‬تقوم بزي‪.‬‬
‫لإلدارة الضرائب‬
‫إشهارية‪.1‬‬

‫‪ -‬اعتماد الوسائل السمعية والبصرية إلعالم الملزمين‪ :‬وغيرها من وسائل االتصال‬


‫الجماهيري‪ ،‬وفي هذا اإلطار نشير إلى أنه قد يتم حتى بواسطة الهاتف حيث يتم تخص‪..‬يص‬
‫‪.‬ذلك‬
‫‪.‬ريبية‪ ،‬وك‪.‬‬
‫أرقام هاتفية خاصة تابعة إلدارة الضرائب لمن يريد احتساب حصيلته الض‪.‬‬
‫اإلجابة على أمثلة الملزمين والحصول على معلومات عامة مرتبطة بكيفية تصفية الضريبة‬
‫وكيفية أداء الدين الضريبي ‪.‬‬

‫‪ -‬بفتح مراكز الستقبال الملزمين إلعالمهم بالمستجدات الضريبية‪ :‬المتعلقة بضريبة‬


‫‪.‬لطة‬
‫‪ .‬وكذلك الجماعات ومقرات الس‪.‬‬
‫الدخل على مستوى اإلدارات التابعة لمديرية الضرائب‪،‬‬
‫المحلية ومراكز المستشفيات الجهوية التي يتم زيارتها من طرف أعوان اإلدارة الض‪..‬ريبية‬
‫لمساعدة الملزمين على مأل إقراراتهم الضريبية‪.2‬‬

‫‪ - 1‬ابراهيم مهم ‪ ،‬المنازعات الجبائية ‪ ،‬بالمغرب ‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪180‬‬


‫‪El HASSANE KATIR, «  Administration et communication : l’exemple de la France », op cit .2- 2‬‬

‫‪15‬‬
‫‪.‬فح‬
‫‪.‬رائب‪ ،‬تتضح من خالل تص‪.‬‬
‫أما في المغرب فنماذج تواصل المديرية العامة للض‪.‬‬
‫‪.‬ارير‬
‫‪.‬وان " تق‪.‬‬
‫‪.‬اب يحمل عن‪.‬‬
‫موقعها اإللكتروني الذي نجد من بين األبواب التي يتضمنها ب‪.‬‬
‫األنشطة "‪.‬‬

‫‪.‬وان تواصل‬
‫‪.‬اك فصل يحمل عن‪.‬‬
‫‪.‬اب هن‪.‬‬
‫‪.‬ذا الب‪.‬‬
‫‪.‬تي يحتويها ه‪.‬‬
‫ومن بين الفصول ال‪.‬‬
‫‪.‬اور‪ 1‬ان من‬
‫‪ .‬من ثمانية مح‬
‫‪  communication‬وتتكون صفحة التواصل لمديرية الضرائب‬
‫‪ .‬مع الملزمين تتمثل في ‪:‬‬
‫بين الوسائل التي تعتمدها المديرية العامة للضرائب‬

‫‪ -‬لقاءات دورية يعقدها المدير العام مع الملزمين الكبار‪2‬؛‬

‫‪ -‬العالقة مع الصحافة‪ :‬وتنحصر العالقة في نشر إعالنات تذكيرية بحلول أجل بعض‬
‫‪.‬‬
‫الضرائب؛‬

‫‪ -‬الحضور لمختلف الفعاليات والمعارض التي تعرفها الساحة الوطنية‪ ،‬مثل المشاركة‬
‫في فعاليات المعرض الخامس المتعلق بالمواطن الصغير‪ » le petit citoyen « ‬الذي‬
‫نظم في المعرض الدولي بالدار البيضاء من ‪ 7‬فبراير إلى ‪ 4‬مارس ‪3 2003‬؛‬

‫والخالصة األساسية التي نخ‪..‬رج بها هي أن إدارة الض‪..‬رائب في فرنسا تعتمد جميع‬
‫وسائل االتصال إلنجاح حملتها الضريبية الشيء ال‪..‬ذي ي‪..‬ؤدي إلى تحقيق سياسة التواصل‬
‫لمعظم أهدافها ‪.‬‬

‫أما في المغرب‪ ،‬فتفتقر المديرية العامة للضرائب إلى سياسة للتواصل مع المل‪..‬زمين‬
‫واضحة المعالم‪ ،‬ولها أهداف محددة فحتى الوسائل المعتمدة للتواصل مع الملزمين وس‪..‬ائل‬
‫محدودة وغير فعالة‪ ،‬فمثال اللقاءات التي حضرها المدير العام للضرائب تمت بمب‪..‬ادرة من‬
‫هيئات خاصة كغرفة الصناعة والتجارة المغربية واإلسبانية والفرنس‪..‬ية والجمعية المغربية‬

‫‪Rencontre avec les Partenaires de la DGI, Service aux Marocains Résidants à l’étranger , Relations - 1‬‬
‫‪.Publiques ,Relation avec la press, Télévision et Radio, Internet ,Intranet, Documentation‬‬
‫‪ - 2‬إبراهيم مهم‪ ،‬المنازعات الجبائية بالمغرب‪ ، ...‬م س ‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪ - 3‬إبراهيم مهم‪ ،‬المنازعات الجبائية بالمغرب‪ ، ...‬م س ‪ ،‬ص ‪.184‬‬

‫‪16‬‬
‫للمقاوالت ‪ ،‬وحتى المواضيع التي تناولها المدير العام للضرائب تهم شرائح مثقفة من كب‪..‬ار‬
‫الملزمين وكنموذج للمواضيع التي تدخل فيها المدير العام للضرائب نذكر مثال‪:1‬‬

‫‪ .‬المغربي ؛‬
‫‪ -‬ماهية األهداف المستقبلية للنظام الضريبي‬

‫‪-‬شرعية الضريبة ؛‬

‫‪-‬القطاع العقاري بين تدخل وحياد اإلدارة الضريبية؛‬

‫‪..‬‬
‫‪-‬تحديث إدارة الضرائب‬

‫مواضيع ال تالمس مشاكل عموم الملزمين وخاصة أهميته الضريبية في تمويل نفقات‬
‫الدولة‪ ،‬والمساهمة في تحقيق التنمية‪ ،‬وبالتالي توعيتهم بأهميتها وإقناعهم بع‪..‬دم التملص من‬
‫أدائها ألن في ذلك إضعاف لمدا خيل الدولة وتقليص للمشاريع التنموية ‪.‬‬

‫فاإلدارة الضريبية ال تتوفر على أية بنية لالستقبال أو اإلعالم‪ ،‬مما يجعلها غير منشغلة‬
‫‪.‬ير من وظيفتها اإلدماجية‬
‫‪.‬زء كب‪.‬‬
‫‪.‬ذلك تخل بج‪.‬‬
‫باحتساب حاجيات المتعاملين معها‪ ،2‬وهي ب‪.‬‬
‫وتختلف عن النموذج الفرنسي الذي اخت‪..‬ارت التماثل معه فيما يخص بنية الجباية وط‪..‬رق‬
‫تحديدها وتحصيلها إال أنها حادث عن فلسفة في التعامل مع زبنائها‪.‬‬

‫إن ردع المته‪....‬رب ال يمكن تحقيقه باختزاله فقط في المقاربة الزجرية ولكن بخلق‬
‫‪.‬تمر من‬
‫‪.‬داث جسر مس‪.‬‬
‫الدوافع السلوكية أيضا لتوفير المناعة الذاتية لدى المكلف وذلك بإح‪.‬‬
‫‪.‬حة بين اإلدارات الجبائية‬
‫‪.‬روريا إقامة عالقة واض‪.‬‬
‫‪.‬بح ض‪.‬‬
‫‪.‬الي فقد أص‪.‬‬
‫االتصاالت‪ ،‬وبالت‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫والملزمين‪.‬‬

‫إلى جانب توفير بيئة متميزة لحركة عالقات إنسانية تخدم المص‪..‬لحة العامة بين جميع‬
‫اإلدارات الضريبية والمكلفين بالضريبة‪ .‬ذلك أنه من الوجاهة والمنطق أن ال يندمج الفرد في‬

‫‪ - 1‬إبراهيم مهم‪ ،‬المنازعات الجبائية بالمغرب‪ ، ...‬م س ‪ ،‬ص ‪185‬‬


‫‪ - 2‬نجاة العماري‪ ،‬المنازعات الضريبية ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ‪ ،‬جامعة الحسن الثاني كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫الدار البيضاء ‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬ص‪354 :‬‬

‫‪17‬‬
‫عمل ال يفهمه وال يفقه أهدافه‪ .‬ولهذا أكد " دافيز" " ‪ " "Davis‬وسكوت " " ‪ "Scott‬أنه بدون‬
‫االتصال سيتعذر وجود التنظيم وتقدم اإلنتاج الجماعي‪.1‬‬

‫‪ .‬حسب ما تبين من خالل هذه الفقرة تحتاج إلى خلق مناخ‬


‫إن معالجة التهرب الضريبي‬
‫‪.‬‬
‫من التواصل مع الملزمين بفتح الحوار البناء وتحفيز الممول في أدائه الضريبي وض‪..‬رورة‬
‫اعتماد التربية الجبائية لخلق ممانعة اجتماعية للتهرب‪.‬‬

‫‪ .‬اهتمت فرنسا بوضع‬


‫‪.‬ريبي‬
‫والكتساب الملزم واستقطابه حتى يكون وفيا في أدائه الض‪.‬‬
‫إعالن حقوق المكلف الشهير «‪  » la charte de contribuable  ‬حيث اهتمت فيها‬
‫‪ .‬فأك‪..‬دت‬
‫أساسا بنوع العالقة التي من الضروري أن تسود بين اإلدارات الضريبية والممولين‬
‫أنه من حق الملزم أن يطالب باحترام حريته الشخصية وباحترام حقه في الدفاع عن نفسه‪.2‬‬

‫‪.‬انية‪ ،‬تشق غاياتها النهائية مع الخط‬


‫‪.‬ات إنس‪.‬‬
‫فال بد من توفير بيئة متميزة لحركة عالق‪.‬‬
‫الذي ينتهي إلى توطيد الثقة الصادقة التي تخدم المصلحة العام‪..‬ة‪ ،‬وذلك بين جميع اإلدارات‬
‫‪.‬اء يجعل‬
‫‪.‬اون بن‪.‬‬
‫‪.‬ادرة على دمجها في هيكل تع‪.‬‬
‫‪ .‬بالضريبة‪ ،‬عالقات ق‪.‬‬
‫الضريبية والملزمين‬
‫الضريبة وسيلة استثمارية على مستوى ما هو اقتصادي واجتماعي‪.‬‬

‫هذا إلى جانب نهج تدبير توقعي وال‪..‬ذي تتجلى أهميته في حاجة اإلدارة العمومية إليه‬
‫بسبب ما تواجهه من تغيرات متسارعة على المستوى الداخلي وفي محيطها الخارجي ع‪..‬بر‬
‫وضع تسيير السلطة على المدى البعيد وذلك من خالل تشخيص الحالة الراهنة‪ ،‬توقع الموارد‬
‫والحاجيات المستقبلية‪.3‬‬

‫‪ - 1‬أحمد حليبة ‪ ،‬التهرب الضريبي وانعكاساته على التنمية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.423 :‬‬
‫‪ - 2‬أحمد حليبة ‪ ،‬التهرب الضريبي وانعكاساته على التنمية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.420 :‬‬
‫‪ - 3‬السعدية حساك‪ ،‬تدبير الموارد البشرية ودوره في التنمية‪ :‬نموذج االدارة المغربية‪،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الرباط‪ ، 2008 -2007 ،‬ص‪. 99 - 98:‬‬

‫‪18‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫خالصة القول‪ ،‬يعتبر التهرب الضريبي ل دى أغلبي ة ال دول جريم ة ال تق ل خطورته ا‬
‫عن السرقة‪ ،‬لذا فإن الوقت قد حان ليتدخل المشرع المغربي قصد تجريم الته رب الض ريبي‪،‬‬
‫وذلك في سبيل تهيئة اقتصاد بالدنا لتحديات القرن المقبل ‪.‬‬
‫إال أن هناك شيئا آخر البد أن يسير متوازيا مع مسألة تجريم الته رب الض ريبي وه و‬
‫وجوب االهتمام باإلدارة الضريبية عن طريق عصرنة وس ائل العم ل به ا‪ ،‬وتح ديث وس ائل‬
‫عمله ا ومعالج ة البطء في القي ام ب اإلجراءات والبطء في األداء عن طري ق توف ير الطاق ات‬
‫البشرية‪ 1‬والمادية الالزمة في إدارة الضرائب على المستويين المركزي والجهوي ‪.‬‬
‫فكم ا ج اء على لس ان جالل ة المل ك محم د الس ادس‪ ":‬إن مسلس ل التح ديث يتطلب‬
‫تشخيص واقع مؤسساتنا واالنكباب عليه لعقلنته‪ ،‬فكما لكل زمن رجاله ونساءه‪ ،‬فان لكل زمن‬
‫مؤسساته‪ ،‬والعقلن ة تقتض ي إح داث مؤسس ات جدي ة ب دل تل ك ال تي أدت وظائفه ا وان وقت‬
‫تجديدها واستبدالها بأخرى تستجيب لمتطلبات التحوالت المستجدة"‪.2‬‬
‫به دف توظي ف الض ريبة كسياس ة لتك ريس النم و تس اهم في خل ق الثق ة في االل تزام‬
‫السلطات العمومي ة ببرن امج تك ييف اقتص ادي ه ادف وفع ال وبالت الي تس اعد على انخ راط‬
‫الفعاليات االقتصادية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Selon direction générale des impôts à partir du rapport d’activité 2003 :la DGI compte uneffectif de 4869‬‬
‫‪fonctionaires,et en 2004 compte un effectif de 4821 fonctionaires.‬‬
‫‪ - 2‬خطاب جاللة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش بتاريخ ‪ 12‬أكتوبر ‪ 1999‬بالدار البيضاء‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الئحة المراجع المعتمدة‪:‬‬

‫‪ -‬حليبة ‪ ،‬التهرب الض ريبي وانعكاس اته على التنمي ة في المغ رب ‪ ،‬أطروح ة لني ل ال دكتورة الوطني ة في‬
‫القانون الع ام ‪ ،‬جامع ة محم د الخ امس كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة‪ ،‬أك دال الرب اط ‪،‬‬
‫‪. 2008 -2007‬‬
‫‪ -‬أحمد انميلي‪ ،‬التهرب الضريبي الداخلي والدولي ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في الق انون‬
‫الخاص ‪ ،‬جامعة محمد األول ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ‪.2007 – 2006 ،‬‬
‫‪ -‬أحمد الصايغ ‪ " ،‬تعامل القاضي اإلداري مع ظاهرة الته رب الض ريبي" ‪ ،‬مجل ة دف اتر المجلس األعلى‬
‫العدد ‪. 2005 8‬‬
‫‪ -‬إبراهيم مهم ‪ ،‬المنازعات الجبائية ب المغرب‪ :‬محاول ة لتحقي ق الت وازن بين المل زم واإلدارة الض ريبية‪،‬‬
‫جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدارالبيضاء‪.2006-2005 ،‬‬
‫‪ -‬مصطفى التراب ‪ ،‬المختصر العملي في القضاء والقانون‪ ،‬مطبعة األمنية ‪ ،‬الرباط ‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬نجيب البقالي ‪ ،‬منازعات الوعاء الضريبي ام ام القض اء اإلداري ‪ ،‬رس الة لني ل دبل وم الدراس ات العلي ا‬
‫المعمقة جامعة الحسن الثاني ‪ ،‬كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة المحمدي ة ال دار البيض اء‬
‫‪..2008 -2007‬‬
‫‪ -‬نجاة العماري‪ ،‬المنازعات الضريبية ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ‪ ،‬جامع ة الحس ن الث اني كلي ة‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬بدون سنة‪.‬‬
‫‪ -‬السعدية حساك‪ ،‬تدبير الموارد البش رية ودوره في التنمي ة‪ :‬نم وذج اإلدارة المغربي ة‪،‬رس الة لني ل دبل وم‬
‫الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة‪ ،‬الرب اط‪،‬‬
‫‪.2008 -2007‬‬

‫‪- El Hassane KATIR, «  Administration fiscale et communication : l’exemple de‬‬


‫‪la France », revue du droit marocain n° 6 – 07 , 2004.‬‬

‫‪- La Direction Générale des Impôts :‬‬


‫‪- rapport d’activité 2003 ‬‬
‫‪- rapport d’activité 2004 ‬‬

‫‪20‬‬

You might also like