Professional Documents
Culture Documents
التهرب الضريبي
التهرب الضريبي
السنة الجامعية:
2010 - 2009
1
مقدمة :
تمثل اإلرادات الضريبية موردا أساسيا للخزينة لكل دول ة ،وتس عف بالت الي الحكوم ة
في القيام بدورها المطلوب في الحياة االقتصادية واالجتماعي ة والسياس ية واألمني ة وغيره ا.
مما عظم دور الضريبة لتصبح من الموارد العامة األساس ية في الدول ة الحديث ة ،م ع تح ري
العدالة في فرضها وتحصيلها.
غير أن هذه الضرائب التي ال يجادل اليوم أحد في أهمية ال دور ال ذي تض طلع ب ه في
ظل النظم المالي ة الحديث ة ،حيث لم يع د دوره ا يقتص ر على تموي ل النفق ات العام ة تحقيق ا
لمذهب الحياد الضريبي المطلق ،ب ل أص بحت آلي ة فعال ة للتوجي ه االقتص ادي واالجتم اعي
ولتحقيق مختلف التوازنات داخل المجتمع .
وهذا ما دفع إلى إبداع قواعد علمية وفنية لضمان سيرورتها وتحقيق أه دافها ،وك ذلك
الحرص على من ع الته رب منه ا ،وظ اهرة الته رب الض ريبي ذات ت أثير س لبي على مالي ة
الدولة التي تعتبر عصب حياتها .
والتهرب الضريبي بمفهوم ه الق انوني ه و التخلص من االل تزام الض ريبي وتخفي ف
عبء الضريبة وذلك عبر مجموعة من الوسائل ،سواء اإلبداع بكل مهارة في كيفية استغالل
النصوص التشريعية الض ريبية أو توظي ف االحتي ال أو ال تزوير وغيره ا من اآللي ات ال تي
تختزل في خرق القانون الضريبي.1
وتتجلى أهم أسباب هذه الظاهرة في ارتف اع الض غط الجب ائي خاص ة في ال دول ال تي
يكون فيها مرتفعا ،والتي يتميز نظامها الجبائي بكثرة االقتطاعات الضريبية في مقابل ضعف
الم داخيل المالي ة لألف راد وتبقى فك رة أداء الض ريبية ش به منعدمة 2في حال ة تص ادمه م ع
- 1أحمد حليبة ،التهرب الضريبي وانعكاساته على التنمية في المغرب ،أطروحة لنيل الدكتورة الوطنية في القانون العام ،جامعة محمد الخامس
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،أكدال الرباط ، 2008 -2007 ،ص .54
- 2أحمد النميلي التهرب الضريبي الداخلي والدولي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،جامعة محمد األول ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة .2007 – 2006 ،ص .21
2
الضغط الجبائي المرتفع وبالتالي البحث عن المصلحة الخاصة كما قال " Jean Duboisال
يرى الملزم إال سعادته الشخصية ويرى االلتزام الضريبي عرقلة لطموحه في العمل" .
هذا إلى جانب العوامل االقتص ادية نظ را للظ روف ال تي ت ؤثر على المل زم من حيث
دخله اإلجمالي ،باإلضافة إلى عوامل اجتماعي ة بس بب اختالل أو انع دام العدال ة االجتماعي ة
ال تي تطرحه ا الض ريبة أم ام اختالف فئ ات المل زمين حس ب األس تاذ jean Claude
.ومن هنا أصبح التهرب الضريبي كرد فعل طبيعي على عنف الضريبة ع بر Martinie
تاريخها .
بالنظر إلى كل ما تقدم ،ونظرا ألهمية دراسة هذه الظاهرة التي آ ثارها ليست بالقليلة
على اقتصاد البالد وبالتالي فهي عائق أمام تحقيق عدالة ض ريبية وتنمي ة اقتص ادية ش املة ،
سنركز دراستنا لهذا الموضوع من خالل محورين:
3
المطلب األول :تعامل القاضي اإلداري مع ظاهرة التهرب الضريبيـ
إذا ك ان القاض ي اإلداري م دعو للتوفي ق بين ض مان حق وق المل زمين تج اه إدارة
الضرائب ،فهو ملزم كذلك بما تقتضيه المصلحة العامة من تمويل لميزانية الدول ة بمجموع ة
من الضرائب .والملزم دائما يحاول أن يتملص من أداء الض ريبة في ك ل مرحل ة أتيحت ل ه
الفرصة ،وذلك إما في مرحلة اإلقرار أو في مرحلة التصحيح وحتى عند رف ع ال دعوى أم ام
القضاء.1
ويتخذ التهرب الضريبي عدة أشكال يمكن إجمالها في الته رب الن اتج عن تأوي ل نص
قانوني والتهرب الناتج عن تقاعس اإلدارة في اتخاذ إجراء معين .
الفقرة األولى :التهرب الضريبي الناتج عن عدم وضوح النص القانوني
إن اإلشكال الذي يطرح هنا هو عندما ترد القاعدة القانوني ة الض ريبية غامض ة أو أن
تأويلها يحتاج إلى أك ثر من تفس ير وهن ا فالقاض ي اإلداري يعم د إلى تب ني التفس ير األص لح
للملزم .
لقد أحدث الظهير الشريف المؤرخ في 31/12/1979المتض من لألم ر بتنفي ذ ق انون
المالية لسنة 1980ضريبة تسمى ضريبة التضامن تتعلق باألراضي غير المبنية وفي تطبيق
ه ذا الق انون من ط رف إدارة الض رائب أخض عت أرض ا في ط ور البن اء إلى المقتض يات
المذكورة ولما ر فع النزاع أمام المحكمة صرحت بإلغاء الضريبة بعلة :
إن المشرع في ض ريبة التض امن لم ي ذكر حال ة األراض ي الواقع ة في ط ور البن اء
صراحة وبالتالي فإن هذه األراض ي مس تثناة وف ق م ا يفهم من مطل ع البن د األول من الفق رة
الثالثة من القانون المشار إليه ،وأضافت المحكمة أن ه من المعل وم أن النص الض ريبي يفس ر
لصالح الملزم وان األصل في األشياء اإلباحة وأن فرض التك اليف المالي ة ال يك ون إال بنص
2
صريح .
- 1أحمد الصايغ ،تعامل القاضي اإلداري مع ظاهرة التهرب الضريبي ،مجلة دفاتر المجلس األعلى العدد 2005 8ص
- 2حكم رقم 232/98الصادر عن المحكمة اإلدارية بوجدة بتاريخ 30/12/98في الملف عدد 98- 129غ
4
وفي ق رار ص ادر عن الغرف ة اإلداري ة ب المجلس األعلى اعت برت ب أن عق د الهب ة ال
يخض ع للض ريبة على األرب اح المهني ة ألن المش رع لم ي درج عق د الهب ة من بين العق ود
الخاضعة للضريبة المذكورة وقد جاء في الق رار " :حيث رك ز وزي ر المالي ة في بي ان وج ه
استئنافه على أن الفص ل 6من ظه ير 12/1959/ 31ينص على أن ه فيم ا يخص المل زمين
بالضريبة المباشرين ش راء العق ارات أو بيعه ا أو بغ ير ذل ك من المض اربات العقاري ة ف إن
مقدار المعامالت يتألف من مبلغ البيوعات والتخليات حيث اعتبر اإلدارة بان هذا النص ج اء
بعبارات واضحة وتشمل جميع التفويتات بصفة عامة ولم تستثن عقد الهبة" .
لكن الغرف ة اإلداري ة اعت برت ب أن النص واض ح كم ا ذهب إلى ذل ك وزي ر المالي ة
وأوردت الحيثية اآلتية ":لكن حيث لئن كان النص المستدل به يجعل مقدار المعامالت يت ألف
من مبل غ البيوع ات والتخلي ات ف إن ذل ك مقي د في ص در النص بالبيوع ات أو بغيره ا من
المضاربات العقارية والهبة ال تدخل ضمن المضاربات العقارية ألن ال واهب لم يحق ق ربح ا
ولم يستوفي مقابال".1
الفقرة الثانيةـ :التهرب الضريبيـ المؤسس على تخلف إجراء أو إساءة تطبيقه
ذهب القض اء اإلداري على اعتب ار ك ل خ رق لقاع دة جوهري ة بش أن تبلي غ اإلج راء
يترتب عنه خرق لح ق من حق وق ال دفاع ي ؤدي إلى إلغ اء الض ريبة وق د لوح ظ من الناحي ة
العملية أن كثيرا من الضرائب يتم إلغاؤها بسبب :
أوال :عدم إنجاز إجراء التبليغ :
لقد أوجب القانون في المادة 28من قانون الضريبة على القيم ة المض افة ب أن المل زم
ال ذي يتق اعس عن تق ديم تص ريحه 2أن توج ه ل ه اإلدارة إش عارا بوض ع التص ريح بواس طة
رسالة مع اإلشعار بالتسلم.
وهك ذا اعت برت الغرف ة اإلداري ة ب ان تخل ف ه ذا اإلج راء يمن ع على اإلدارة ف رض
الضريبة وجاء في القرار ما يلي " :إن إدارة الض رائب وقب ل قيامه ا بف رض الض ريبة على
- 1قرار الغرفة اإلدارية عدد 673بتاريخ 27/6/2002في الملف باإلداري رقم 99/ 93/5/1
- 2المادة 109من المدونة العامة للضرائب للسنة المالية .2009
5
الملزم مطالبة بتطبيق مقتضيات المادة 28من القانون المنظم للضريبة على القيم ة المض افة
وذلك بتوجيه رسالة موص ى به ا م ع اإلش عار بالتس لم إلى الخاض ع للض ريبة ال ذي لم يق دم
إقراره برقم معامالته".
ويترتب عن عدم احترام هذا اإلج راء ع دم ال تزام المل زم بع د ذل ك بس لوك مس طرة
التظلم اإلداري ،ذلك أن مطالبة إدارة الضرائب الملزم بتقديم إقراره يشكل الحلق ة األولى من
مسلسل إجراءات ربط الضريبة ،ويترتب عن عدم احترام هذا اإلجراء انهيار عملية الف رض
الض ريبي وم ادام أن اإلدارة الجبائي ة لم تثبت تبليغه ا المس تأنف علي ه إش عارها إي اه بتق ديم
إقراره برقم معامالته فإن فرض ها للض ريبة ال تي تط الب به ا تم خرق ا للق انون وبالت الي فال
يمكن التمسك بأي إجراء الحق في مواجهة الملزم .
ثانيا :إنجاز اإلجراء بشكل سيء :
في هذا اإلطار فقد أكدت الغرفة اإلدارية في أك ثر من مناس بة على أن ه ال يكفي للقي ام
ب اإلجراء ال ذي ينص علي ه الق انون كتوجي ه إش عار بوض ع اإلق رار مثال ب ل يجب أن يثبت
توصل الملزم المعني به ذا اإلش عار حيث اعت برت الغرف ة ب ان ع دم إثب ات اإلدارة للتوص ل
باإلشعار كاف إللغاء الضريبة وجاء في قرارها :
"وحيث تشبثت الطاعن ة -الملزم ة -في بي ان وج ه اس تئنافها بع دم توص لها باإلش عار
بإيداع اإلقرار وحيث أدلت اإلدارة بما يثبت توصل الطاعنة برسالة موص ى به ا م ع إش عار
بالتسلم بإيداع اإلقرار داخ ل أج ل 30يوم ا التالي ة لت اريخ التس لم ،وبرج وع الرس الة الثالث ة
للمفتش بعدم وجود الطاعنة بمقر عملها .
وحيث إن المضمون 600الصادر في 6/1996/ 11موضوع اإلشعار األول لم يثبت
بإشعار استالمه تاريخ استالمه والرسالة الثاني ة ردت لمص درها لع دم وج ود الطاعن ة بمق ر
عملها .
6
وحيث يستشف من ذلك عدم توصل الطاعنة – بقاطع – بالرس التين األولى بإش عارها
بإيداع إقرارها داخل ثالثين يوما بت اريخ التس لم والثاني ة في حال ة ع دم االس تجابة بإخباره ا
األمر الذي يترتب بطالن اإلجراء الموالي بالفرض التلقائي".1
وفي المقابل ،فإن القض اء اإلداري تص دى لبعض الح االت ال تي يت بين منه ا محاول ة
المل زم الواض حة والجلي ة ال تي ته دف إلى الته رب من أداء الض ريبة ،ويتجلى في بعض
األحكام الصادرة في الموضوع .
ففي حكم ص ادر عن المحكم ة اإلداري ة بوج دة 2اعت برت أن ه إذا ك ان الق انون يل زم
اإلدارة بإشعار الملزم بوضع إقراره إذا تخلف عن القي ام ب ذلك ف إن المل زم ال يمكن ه التملص
من أداء ما تضمنه األمر باالستخالص بحجة عدم تبليغ اإلشعار باإلقرار والح ال أن العن وان
الذي أدلى به لإلدارة غير صحيح .
وفي الحكم الص ادر عن المحكم ة اإلداري ة بف اس بت اريخ 2/10/2001اعت برت
المحكمة أن الضريبة الحضرية يؤديها المال ك أو الح ائز أو المنتف ع للعق ار وأن المال ك ال ذي
باع العقار وظ ل منتفع ا ب ه ال يمكن ه أن يتملص من الض ريبة على اعتب ار أن ه لم يع د مالك ا
للعقار .
وفي حكم 3للمحكمة اإلدارية بمكن اس حيث تق دم الم دعون بطلب يه دف الحكم بإلغ اء
الضريبة العامة على ال دخل برس م س نتي 2001/2002يعرض ون في ه أنهم فوجئ وا ب إعالم
ضريبي قصد أداء مبل غ الض ريبة المفروض ة على العق ار اس تنادا إلى قيم ة كرائي ة جزافي ة
حددتها إدارة الضرائب تلقائيا وبعد إجراء الخبرة التي أم رت به ا المحكم ة تم الحكم ب رفض
الطلب وإبقاء الصائر على عاتق المدعين.
- 1قرار الغرفة اإلدارية عدد 1041الصادر في 24/10/2002في ملف اإلداري رقم 100 – 4 – 482
- 2قرار بتاريخ 2001 / 41 / 4في الملف 00-315
- 3حكم رقم 5 – 2007/ 585ش بتاريخ 2007 / 12 / 31
7
الفقرة الثالثة :حماية مداخيل الخزينة من خالل التجربة القضائية
من خالل استقراء التجربة القضائية للمنازعات الجبائية نالحظ أن القضاء اإلداري قد
عمل على إنتاج عدة قرارات وأحكام تهدف إلى حماي ة الم وارد الجبائي ة ال تي تعت بر م وردا
هاما من موارد الميزانية العامة .وهو ما ت برز ال دور ال ذي يض طلع ب ه القض اء اإلداري في
حماية الموارد الضريبية من تصرفات بعض الملزمين الذين يماطلون أو يعمدون إلى وس ائل
احتيالية للتهرب من أداء الدين الضريبي. 1
وتتم مراقبة وضمان حماية الموارد الضريبية سواء على مستوى ربط الضريبة
( أوال) أو على مستوى التحصيل ( ثانيا ) .
أوال :حماية مداخيل الخزينة على مستوىـ ربط الضريبة:
أفرزت التجربة القضائية في هذا اإلطار عدة قرارات وأحك ام ن ذكر منه ا على س بيل
المثال ما يلي :
-1عدم حصول الملزم على الرخصة اإلدارية وعدم وضــع اإلقــرار ال يعفي خضــوع
النشاط للضريبة:ـ
إن من بين القرارات التي أفرزتها التجربة القض ائية في المنازع ات الجبائي ة في ه ذا
المجال ،نورد قرارا صادرا عن الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى المؤرخ بتاريخ / 1 / 25
2001ألزم الملزم الذي يري د أن يته رب من أداء ال دين الض ريبي بعل ة أن ه لم يحص ل على
الرخص ة اإلداري ة لمزاول ة النش اط التج اري ب األداء ،م ا دام أن الواقع ة المنش ئة للض ريبة
متوفرة من حيث الواقع ألن العبرة بممارسة النشاط المفروضة علي ه الض ريبة ال بالحص ول
على الرخصة أو عدم الحصول عليها .2
وفي إطار ضمان المداخيل الضريبية كذلك ،أصدر القضاء اإلداري عدة أحكام تعاقب
الملزمين الذين يمتنعون عن وضع اإلقرارات الضريبية 3في ال وقت المح دد له ا ،وذل ك بمنح
- 1إبراهيم مهم ،المنازعات الجبائية بالمغرب :محاولة لتحقيق التوازن بين الملزم واالدارة الضريبية ،جامعة الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،الدارالبيضاء ، 2006-2005 ،ص .368
- 2قرار عدد 65ملف إداري 2000 – 1 – 4 – 79
- 3تعتبر جريمة االمتناع عن تقديم اإلقرار عن األرباح جريمة حسب ما استقر عليه قضاء محكمة النقض بمصر منذ 1962
8
اإلدارة الضريبية سلطة التحديد التلقائي للضريبة حسب ما ق رره المش رع ومث ال ذل ك الحكم
الصادر عن إدارية فاس بتاريخ 1996 / 7 /3الذي ج اء في ه ":إحج ام الم دعي عن تق ديم
التصريح بتفويت العقار داخل األجل المض روب ل ه من ل دن المص لحة الجبائي ة يجع ل ه ذه
األخيرة محقة في الفرض التلقائي والزيادات المترتبة على األمر بتحصيلها ".1
-2حق اإلدارة الضريبيةـ في عدم إعفاء الملزم من الغرامات:
خول القانون الضريبي لإلدارة الضريبية الحق في فرض الغرام ات والج زاءات على
الملزمين الذين يماطلون أو يته اونون في أداء ال دين الض ريبي ،واله دف من تخوي ل اإلدارة
الضريبية سلطة توقيع الجزاءات والعقوبات طبعا هو حماية حقوق الدولة من الضياع .
كما خول القانون الضريبي لإلدارة ممثلة في شخص وزي ر المالي ة أو من يف وض ل ه
ذل ك ،الح ق في إعف اء أو تخفيض بعض الغرام ات المالي ة المفروض ة على بعض المل زمين
الذين يمرون من ظروف مالية صعبة ،وذلك في طار الطلبات المتعلقة ب التظلم االس تعطافي.
وفي حال ة ع دم اس تجابة اإلدارة الض ريبية لتظلم المل زم القاض ي ب التخفيض أو اإلعف اء من
الغرامات فال ش يء عليه ا ،م ادام أن الغرام ات والج زاءات المتخ ذة في ح ق المل زم ليس ت
مخالفة للقانون ولعل هذا ما أكدت عليه الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى في قرار له ا م ؤرخ
بتاريخ . 2003 / 01 / 16
-3ال إعفاء إال بنص قانوني:
إن المشرع الضريبي يقوم بين الفينة واألخرى بإقرار اإلعف اءات ال تي يك ون اله دف
منها تشجيع بعض األنشطة االقتصادية أو الش رائح االجتماعي ة ،ن ذكر منه ا :إعف اء ال دخول
الفالحية 2من جميع الضرائب المباشرة مؤقتا إلى غاية سنة 2000وتم تمديد هذا اإلعف اء إلى
غاي ة 2020ثم تقليص ه ذه الم دة إلى ،2010ليتم بع د ذل ك رف ع ه ذه الم دة إلى غاي ة 31
ديسمبر. 32013
- 1حكم رقم -96- 254غ أورده إبراهيم مهم ،المنازعات الجبائية بالمغرب ، ...م س ،ص .370
- 2ظهير 21مارس 1984المتعلق بإعفاء الدخول الفالحية من الضرائب المباشرة .
- 3المادة II – 47من المدونة العامة للضرائب للسنة المالية .2009
9
وكما هو معلوم فإن النص القانوني الذي يقرر اإلعفاء هو الذي يح دد كيفي ة االس تفادة
منه واألشخاص الذين يستفيدون منه ،وهذا ما أكدته الغرفة اإلدارية ب المجلس األعلى عن دما
اعتبرت أن إقامة مستودع للتبريد للحف اظ على المنت وج الفالحي من التعفن والتل ف وض مان
بيع الغلل الفالحية على مدار الس نة بأثمن ة معقول ة ،ال يكتس ي طابع ا فالحي ا ،ألن ال دخول
موضوع اإلخضاع الضريبي ليس مصدرها عمال فالحيا محضا أي ناتجا عما ت دره األرض
من عطاء ،وإنما هو جهاز خاص بالتبريد والحفاظ على المنتوج الفالحي من التعفن.
فكان ما أثير بكونه يستفيد من اإلعفاء الضريبي غير منتج ،وكان ما قضى ب ه الحكم
المستأنف مؤسسا وواجب التأييد.1
وفي قرار آخر قض ت المحكم ة اإلداري ة بال دار البيض اء ب رفض طلب المل زم ال ذي
يطلب إعفاءه من الضريبة على األرباح العقارية لعدم استجماعه للشروط الضريبية لالستفادة
من اإلعفاء من هذه الضريبة.2
ثانيا :حماية مداخيل الخزينة على مستوى التحصيل الضريبيـ :
وفر القانون الضريبي عدة ضمانات للخزينة قصد ضمان حقوقه ا ،وبالت الي تحص يل
الدين الضريبي الذي يقع على كاهل الملزم .وكرس القض اء ه ذه الض مانات كم ا عم ل على
توضيح أبعادها وشروطها وأف رزت التجرب ة القض ائية ع دة ق رارات تس ير في ه ذا االتج اه
منها :
-1ضرورة توفير الضمانة لمن يطالب بوقف األداء :
وض عت ج ل التش ريعات ال تي نص ت على مب دأ وق ف األداء مجموع ة من الش روط
القانونية بوق ف األداء ،وهك ذا فق د نص ت الم ادة 117من ق انون 97/15المتعل ق بتحص يل
الديون العمومية على هذه الشروط حيث جاء فيه ما يلي ":إال أنه يمكن للمدين ال ذي ين ازع
كال او بعضا بالمبالغ المطالب بها أن يوقف أداء الج زء المتن ازع في ه ش ريطة رف ع مطالبت ه
1قرار صادر عن الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى ،عدد – 296مؤرخ في 2003 /5 / 8ملف إداري عدد 2000 / 1 / 4 / 688
- 2حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء ،عدد 314بتاريخ .2006 /4 / 3ملف رقم 2005- 604غ
10
داخل األجل المنصوص عليه في القوانين واألنظمة الجاري بها العم ل ،وأن يك ون ق د وف ر
ضمانات من شأنها أن تؤمن تحصيل الديون المتنازع فيها" .
ويس تفاد من خالل ه ذه الم ادة من مدون ة أن تق ديم الض مانات يعت بر ش رطا أساس يا
وضروريا لوقف أداء الدين الضريبي ،والهدف من إقرار هذا الش رط ه و التص دي للطلب ات
التي يهدف من ورائه ا بعض الم دينين إلى الحص ول على متس ع من ال وقت إلخف اء أم والهم
وممتلكاتهم عن متابعة الخزينة أو التأخر التعسفي في تسديد الديون العمومية.1
-2أداء شيك بدون رصيد ال يبرئ ذمة الملزم بالضريبة :
يعت بر دين الض ريبة واجب األداء في مق ر إدارة الخزين ة وفروعه ا من غ ير حاج ة
للمطالبة به بمقر الم دين ،وتفس ر ه ذه القاع دة بالرغب ة في تحص يل الض ريبة في مواعي دها
القانونية المقررة دون أن يستطيع الملزم أن يبرر ت أخره في أداء الض رائب المس تحقة علي ه،
ويدعي بطالن إجراءات التنفيذ المتخذة ضده استنادا إلى ع دم مطالب ة اإلدارة إي اه بالض ريبة
حيث يتوقف على تحصيلها سيرالمرافق العامة لذلك ال يجوز لمصلحة القباضات تأخير الدين
الضريبي .
وقد حددت مدونة التحصيل طرق األداء في المادة 20التي جاء فيه ا م ا يلي ":ت ؤدى
الضرائب والرسوم العمومية إما نق دا أو بواس طة تس ليم ش يك " ،كم ا ق ررت الم ادة 21من
نفس المدونة الجزاءات التي تترتب عن تأخير األداء.
من كل هذا فإن الملزم الذي يماطل في أداء الدين الضريبي أو يقوم بأداء ش يك ب دون
رصيد إلى الخزينة العامة ال يبرئ ذمته ألنه ال يشكل أداء بالمفهوم الق انوني للنص وه ذا م ا
أكدته الغرفة اإلدارية في قرار لها مؤرخ بتاريخ . 16/5/2002
11
المطلب الثاني :مساهمة في الحد من ظاهرة التهرب الضريبي :
يعتبر التهرب الضريبي آفة خطيرة تنخ ر جس د الدول ة اقتص اديا ومالي ا واجتماعي ا ،
بسبب ما ينتجه من إنق اص لحص يلة اإلرادات العامة 1وتقليص لحجم النفق ات العام ة ،فض ال
عن انخفاض االستثمارات وهبوط المستوى المعيشي لألفراد .
وله ذا ك ان لزام ا مكافح ة الته رب من اداء الض ريبة ع بر االنطالق من مح ورين
أساسيين .2
الفقرة األولى :خلق قضاء ضريبي متخصص
إن السمة األساس ية للقض اء اإلداري المغ ربي في مي دان المنازع ات الض ريبية ،ه و
غياب ما يعرف في التشريع المقارن 3ب " القاضي الضريبي" حيث أكدت التجرب ة الميداني ة
للمح اكم اإلداري ة أن نفس القاض ي يبث في جمي ع القض ايا مم ا يف وت على القض اة فرص ة
التمرس والتخصص في قضايا بعينها ،خاصة إذا علمنا أن القانون الضريبي له خصوص ياته
التي تميزه .
فالقاض ي يع اني من محدودي ة التك وين في الم ادة الض ريبية ليس من حيث المس اطر
واإلجراءات التي تتقاسم فيها المادة الضريبية مع الم واد األخ رى ،ب ل من حيث التخص ص
الفني والتقني المفترض لإللمام التام بالنازلة الضريبية ،ويتجلى ذلك في تكوينه الفني والتقني
المفترض لإللمام التام بالنازلة الض ريبية ويتجلى في تكوين ه الم دني الص رف داخ ل المعه د
العالي للقضاء وتأثير ذلك على حسمه في جوهرها .
كما أن ضعف تكوين القض اة في الم ادة الض ريبية والتغ يرات ال تي تعرفه ا الق وانين
الضريبية سنويا تجعل القضاة غير قادرين على مسايرة التطورات والتع ديالت ال تي تعرفه ا
بي د أن الق انون الض ريبي يتم يز بالدق ة والتعق د والتقني ة مم ا يزي د من ص عوبة القاض ي في
ضبطه واستيعاب فلسفته القانونية .
- 1مصطفى التراب ،المختصر العملي في القضاء والقانون ،مطبعة األمنية ،الرباط – 2008 ،ص .328
- 2أحمد حليبة ،التهرب الضريبي وانعكاساته على التنمية بالمغرب ،جامعة محمد الخامس كلية الحقوق القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،اكدال
الرباط 2008 – 2007 ،ص .314
- 3كما هو الحال في التشريع الفرنسي .
12
فقبل إنشاء المحاكم اإلدارية ص در ق رار عن محكم ة االس تئناف بالرب اط بت اريخ 22
مارس 1990ملف إداري عدد 878 – 77جاء فيه ما يلي:
"حيث أن الفصل 62من قانون االلتزامات والعقود يقض ي ب أن االل تزام المب ني على
س بب غ ير مش روع يعت بر ك أن لم يكن ،وأن الس بب يعت بر غ ير مش روع إذا ك ان مخالف ا
لألخالق الحميدة اوالنظام العام ...
وحيث أن االم وال ال تي يمكن أن تج بى من بي وت ال دعارة ال يمكن اعتباره ا ربح ا
خاضعا للضريبة ألن محل االلتزام فيها غير مشروع ".
والحقيقة أن هذا الموقف ال يمكن التسليم به لالعتبارات التالية :
-لم يراعي ذاتية القانون الضريبي الذي ال يهتم بشرعية الفعل بقدر ما يهتم بموضوع
الربح ،فمتى تحقق الربح وجد وعاء الضريبة
-ظهير 1959المتعلق بالضريبة على األرب اح المهني ة موض وع المنازع ة في ه ذا
القرار ال يوجد به نص يحرم صراحة إخضاع االموال التي يكون مح ل االل تزام فيه ا
غير مشروع
-استناد المحكمة إلى المادة 62من ق ل ع ،وهو قانون يطبق على االلتزامات العادية
بين أطراف متساوية في الحقوق وااللتزامات في حين أن االلتزام الض ريبي مص دره
القانون العام .1
وقد استمر هذا التوجه حتى بعد إنشاء المحاكم اإلدارية والقطع مع عهد وحدة القضاء،
فق د أص درت المحكم ة اإلداري ة بمكن اس حكم ا ألغت في ه الض ريبة العام ة على ال دخل
المفروضة على نشاط جمعية رياضية استنادا إلى ظهير 1958الذي يؤكد على غي اب ه دف
الربح في نشاط الجمعية ،رغم أن اإلدارة أثبت بأن المستفيدين يؤدون واجبات مهمة من حيث
مبلغها مقابل االستفادة من التجهيزات الرياضية .
- 1نجيب البقالي ،منازعات الوعاء الضريبي امام القضاء اإلداري ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة جامعة الحسن الثاني ،كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية المحمدية الدار البيضاء .2008 -2007ص .70
13
كم ا أن محدودي ة تك وين القاض ي في الم ادة الض ريبية يجعل ه ملزم ا في العدي د من
الحاالت من انتداب الخبير ليفك طالسم الوثائق ذات الطبيعة المحاسبية ،خاصة وأن القاض ي
ملزم بالبث في ما أحيل إليه من القضايا ب الرغم من اإلكراه ات ال تي ق د يتع رض إليه ا وإال
اعتبر وفقا للقانون منكرا للعدالة .1
وهذا ما يفرض تركيز التكوين الجامعي على المادة الضريبية التي لم تحظ بع د بقس ط
واف ر من االهتم ام ،أم ا على مس توى تك وين القاض ي فالمعه د القض ائي يرك ز فق ط على
المساطر واإلجراءات دون التعمق في المسائل التقنية والفنية ،والمحاسبية للواقعة الضريبية.
وهذه القضايا وغيرها ال تساهم في تكوين القضاء الكفء في المنازعات الجبائية ،مما
يجعل خلق قضاء متخصص في المادة الضريبية أمرا ليس محمودا فقط ،ولكن إلزاميا .
إذا كان الملزم هو الشخص الذي تفرض عليه الضريبة أي الذي يتحمل العبء القانوني
بغض النظر عن إمكانية نقلها إلى شخص آخر .فالملزم يبقى الط..رف األساسي في العالقة
الضريبية ألنه من يتحمل أداء الضريبة وبالتالي تمويل النفقات العامة للدولة.2
ومن هنا كانت ضرورة اعتماد سياسة تواصلية مع الملزمين ،3فاله..دف األساسي من
سياسة التواصل هو إقامة رأسمال من الثقة يرتكز على قيم اإلدارة ورأسمال من اللياقة الذي
يجعل المواطن ينظر إلى اإلدارة بنوع من االحترام وهذا ما سيحقق لإلدارة أم..رين :أولهما
.ذا ما تطمح إليه أي إدارة
.يرة ولعل ه.
.اكل الكث.
.اوز المش.
تحسين المر دودية وثانيهما تج.
ضريبية.4
14
.الفرنسية ،وإلن..زال ه..ذه السياسة من الج..انب
ومن نماذج تواصل إدارة الضرائب
النظري إلى الواقع العملي ،يجب اعتماد عدة وسائل لتحقيق األهداف المتوخاة ومن بين هذه
الوسائل نذكر:
-القيام بحمالت موجهة :حيث توفر اإلدارة الفرنسية مثال كل اإلمكانيات والوسائل
إلنجاح الحملة المتعلقة بض.ريبة ال.دخل ،وذلك من خالل القي.ام بحملة داخلية إلعالم أطر
اإلدارة الضريبية بالمستجدات الضريبية الجديدة التي جاء بها قانون مالية السنة.
.وذج من
.ال نم.
إلى جانب القيام بحملة خارجية حيث تقوم اإلدارة الضريبية بإرس.
.من
.الضريبي للملزمين مصحوب بورقة توضح كيفية ملء اإلق..رار الض..ريبي،
التصريح
خالل القيام بزيارة لمختلف المراكز الضريبية وتهيئ أماكن الستقبال إق..رارات المل..زمين
.افالت تابعة
.طة ح.
.دة بواس.
داخل األحياء وإخبار الملزمين الموجودين في المناطق البعي.
.ام بحملة
.للقي.
.غيرة
.ات القروية الص.
.ات والجماع.
.ارة القباض.
.تقوم بزي.
لإلدارة الضرائب
إشهارية.1
15
.فح
.رائب ،تتضح من خالل تص.
أما في المغرب فنماذج تواصل المديرية العامة للض.
.ارير
.وان " تق.
.اب يحمل عن.
موقعها اإللكتروني الذي نجد من بين األبواب التي يتضمنها ب.
األنشطة ".
.وان تواصل
.اك فصل يحمل عن.
.اب هن.
.ذا الب.
.تي يحتويها ه.
ومن بين الفصول ال.
.اور 1ان من
.من ثمانية مح
communicationوتتكون صفحة التواصل لمديرية الضرائب
.مع الملزمين تتمثل في :
بين الوسائل التي تعتمدها المديرية العامة للضرائب
-العالقة مع الصحافة :وتنحصر العالقة في نشر إعالنات تذكيرية بحلول أجل بعض
.
الضرائب؛
-الحضور لمختلف الفعاليات والمعارض التي تعرفها الساحة الوطنية ،مثل المشاركة
في فعاليات المعرض الخامس المتعلق بالمواطن الصغير » le petit citoyen « الذي
نظم في المعرض الدولي بالدار البيضاء من 7فبراير إلى 4مارس 3 2003؛
والخالصة األساسية التي نخ..رج بها هي أن إدارة الض..رائب في فرنسا تعتمد جميع
وسائل االتصال إلنجاح حملتها الضريبية الشيء ال..ذي ي..ؤدي إلى تحقيق سياسة التواصل
لمعظم أهدافها .
أما في المغرب ،فتفتقر المديرية العامة للضرائب إلى سياسة للتواصل مع المل..زمين
واضحة المعالم ،ولها أهداف محددة فحتى الوسائل المعتمدة للتواصل مع الملزمين وس..ائل
محدودة وغير فعالة ،فمثال اللقاءات التي حضرها المدير العام للضرائب تمت بمب..ادرة من
هيئات خاصة كغرفة الصناعة والتجارة المغربية واإلسبانية والفرنس..ية والجمعية المغربية
Rencontre avec les Partenaires de la DGI, Service aux Marocains Résidants à l’étranger , Relations - 1
.Publiques ,Relation avec la press, Télévision et Radio, Internet ,Intranet, Documentation
- 2إبراهيم مهم ،المنازعات الجبائية بالمغرب ، ...م س ،ص .184
- 3إبراهيم مهم ،المنازعات الجبائية بالمغرب ، ...م س ،ص .184
16
للمقاوالت ،وحتى المواضيع التي تناولها المدير العام للضرائب تهم شرائح مثقفة من كب..ار
الملزمين وكنموذج للمواضيع التي تدخل فيها المدير العام للضرائب نذكر مثال:1
.المغربي ؛
-ماهية األهداف المستقبلية للنظام الضريبي
-شرعية الضريبة ؛
..
-تحديث إدارة الضرائب
مواضيع ال تالمس مشاكل عموم الملزمين وخاصة أهميته الضريبية في تمويل نفقات
الدولة ،والمساهمة في تحقيق التنمية ،وبالتالي توعيتهم بأهميتها وإقناعهم بع..دم التملص من
أدائها ألن في ذلك إضعاف لمدا خيل الدولة وتقليص للمشاريع التنموية .
فاإلدارة الضريبية ال تتوفر على أية بنية لالستقبال أو اإلعالم ،مما يجعلها غير منشغلة
.ير من وظيفتها اإلدماجية
.زء كب.
.ذلك تخل بج.
باحتساب حاجيات المتعاملين معها ،2وهي ب.
وتختلف عن النموذج الفرنسي الذي اخت..ارت التماثل معه فيما يخص بنية الجباية وط..رق
تحديدها وتحصيلها إال أنها حادث عن فلسفة في التعامل مع زبنائها.
إن ردع المته....رب ال يمكن تحقيقه باختزاله فقط في المقاربة الزجرية ولكن بخلق
.تمر من
.داث جسر مس.
الدوافع السلوكية أيضا لتوفير المناعة الذاتية لدى المكلف وذلك بإح.
.حة بين اإلدارات الجبائية
.روريا إقامة عالقة واض.
.بح ض.
.الي فقد أص.
االتصاالت ،وبالت.
.
والملزمين.
إلى جانب توفير بيئة متميزة لحركة عالقات إنسانية تخدم المص..لحة العامة بين جميع
اإلدارات الضريبية والمكلفين بالضريبة .ذلك أنه من الوجاهة والمنطق أن ال يندمج الفرد في
17
عمل ال يفهمه وال يفقه أهدافه .ولهذا أكد " دافيز" " " "Davisوسكوت " " "Scottأنه بدون
االتصال سيتعذر وجود التنظيم وتقدم اإلنتاج الجماعي.1
هذا إلى جانب نهج تدبير توقعي وال..ذي تتجلى أهميته في حاجة اإلدارة العمومية إليه
بسبب ما تواجهه من تغيرات متسارعة على المستوى الداخلي وفي محيطها الخارجي ع..بر
وضع تسيير السلطة على المدى البعيد وذلك من خالل تشخيص الحالة الراهنة ،توقع الموارد
والحاجيات المستقبلية.3
- 1أحمد حليبة ،التهرب الضريبي وانعكاساته على التنمية بالمغرب ،مرجع سابق ،ص.423 :
- 2أحمد حليبة ،التهرب الضريبي وانعكاساته على التنمية بالمغرب ،مرجع سابق ،ص.420 :
- 3السعدية حساك ،تدبير الموارد البشرية ودوره في التنمية :نموذج االدارة المغربية،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،جامعة محمد
الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الرباط ، 2008 -2007 ،ص. 99 - 98:
18
خاتمة :
خالصة القول ،يعتبر التهرب الضريبي ل دى أغلبي ة ال دول جريم ة ال تق ل خطورته ا
عن السرقة ،لذا فإن الوقت قد حان ليتدخل المشرع المغربي قصد تجريم الته رب الض ريبي،
وذلك في سبيل تهيئة اقتصاد بالدنا لتحديات القرن المقبل .
إال أن هناك شيئا آخر البد أن يسير متوازيا مع مسألة تجريم الته رب الض ريبي وه و
وجوب االهتمام باإلدارة الضريبية عن طريق عصرنة وس ائل العم ل به ا ،وتح ديث وس ائل
عمله ا ومعالج ة البطء في القي ام ب اإلجراءات والبطء في األداء عن طري ق توف ير الطاق ات
البشرية 1والمادية الالزمة في إدارة الضرائب على المستويين المركزي والجهوي .
فكم ا ج اء على لس ان جالل ة المل ك محم د الس ادس ":إن مسلس ل التح ديث يتطلب
تشخيص واقع مؤسساتنا واالنكباب عليه لعقلنته ،فكما لكل زمن رجاله ونساءه ،فان لكل زمن
مؤسساته ،والعقلن ة تقتض ي إح داث مؤسس ات جدي ة ب دل تل ك ال تي أدت وظائفه ا وان وقت
تجديدها واستبدالها بأخرى تستجيب لمتطلبات التحوالت المستجدة".2
به دف توظي ف الض ريبة كسياس ة لتك ريس النم و تس اهم في خل ق الثق ة في االل تزام
السلطات العمومي ة ببرن امج تك ييف اقتص ادي ه ادف وفع ال وبالت الي تس اعد على انخ راط
الفعاليات االقتصادية .
1
-Selon direction générale des impôts à partir du rapport d’activité 2003 :la DGI compte uneffectif de 4869
fonctionaires,et en 2004 compte un effectif de 4821 fonctionaires.
- 2خطاب جاللة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش بتاريخ 12أكتوبر 1999بالدار البيضاء.
19
الئحة المراجع المعتمدة:
-حليبة ،التهرب الض ريبي وانعكاس اته على التنمي ة في المغ رب ،أطروح ة لني ل ال دكتورة الوطني ة في
القانون الع ام ،جامع ة محم د الخ امس كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة ،أك دال الرب اط ،
. 2008 -2007
-أحمد انميلي ،التهرب الضريبي الداخلي والدولي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في الق انون
الخاص ،جامعة محمد األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة .2007 – 2006 ،
-أحمد الصايغ " ،تعامل القاضي اإلداري مع ظاهرة الته رب الض ريبي" ،مجل ة دف اتر المجلس األعلى
العدد . 2005 8
-إبراهيم مهم ،المنازعات الجبائية ب المغرب :محاول ة لتحقي ق الت وازن بين المل زم واإلدارة الض ريبية،
جامعة الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الدارالبيضاء.2006-2005 ،
-مصطفى التراب ،المختصر العملي في القضاء والقانون ،مطبعة األمنية ،الرباط .2008 ،
-نجيب البقالي ،منازعات الوعاء الضريبي ام ام القض اء اإلداري ،رس الة لني ل دبل وم الدراس ات العلي ا
المعمقة جامعة الحسن الثاني ،كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة المحمدي ة ال دار البيض اء
..2008 -2007
-نجاة العماري ،المنازعات الضريبية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،جامع ة الحس ن الث اني كلي ة
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الدار البيضاء ،بدون سنة.
-السعدية حساك ،تدبير الموارد البش رية ودوره في التنمي ة :نم وذج اإلدارة المغربي ة،رس الة لني ل دبل وم
الدراسات العليا المعمقة ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة ،الرب اط،
.2008 -2007
20