Professional Documents
Culture Documents
بطنجة
عرض حول:
التعميرالعملياتي
بين النصوص القانونية و االجتهادات القضائية
إشراف :الدكتور الحاج شكرة
حمد البريكي
1
-حمد البري ــكي
مقدمة
إن مفهوم التعمير العملياتي واسع جدا ،حيث يشمل جميع مظاهر تنفيذ السياسات العمومية املتعلقة بالتعمير ،و
يكتس ي هذا املوضوع بدوره أهمية خاصة نظرا للتوسع والنمو الديموغرافي الذي تعرفه املدن والتجمعات العمرانية،
ومن هنا تأتي أهمية وثائق التعمير كآليات للتخطيط العمراني من جهة ،كما تأتي كذلك األهمية البالغة لإلجراءات
املواكبة لتنفيذ مضامين وثائق التعمير وتنزيلها على أرض الواقع من جهة أخرى ،فمع افتراض جودة محتوى وثائق
التعمير ،فإن األمريقتض ي وجود سياسة واضحة للتدخل العمومي كفيلة بإيجاد تدبيرعمراني محكم ومضبوط.
وتجدر اإلشارة إلى أن مجاالت التدبير العمراني أو على األدق التعمير العملياتي يتميز بضعف تدخل الدولة مقارنة مع
مجال تدخلها على مستوى التخطيط العمراني ،حيث يقتصر دورها في إطار تنفيذ مقتضيات وثائق التعمير على
التجهيزات العمومية بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر عبر الوصاية التي تفرضها على الجماعات الترابية والوكاالت
الحضرية في ميدان التعميروعبرالدور األساس ي التي تقوم به على مستوى دراسة وثائق التعميرعموما واملصادقة عليها.
هذا التعمير العملياتي الذي يظهر من خلله التدخل العمومي جليا عبر الرخص واألذون التي تسلم في هذا الصدد من
قبل السلطات العمومية املختصة وكذلك عبرالرقابة التي تقوم بها هذه الهيئات إما إداريا أو قضائيا.
وللوقوف بشكل مفصل على هذه مظاهروتجليات التعميرالعملياتي سنعمد إلى تقسيم هذا العرض إلى مبحثين،
نتناول في األول اإلطارالقانوني والتنظيمي للتعميرالعملياتي في الوقت الذي سينكب البحث في املبحث الثاني على
2
املبحث األول :اإلطارالقانوني و التنظيمي للتعميرالعملياتي
عرف املغرب في بداية القرن العشرين تنظيما حديثا ملجال البناء ،حيث قام املعمرون بتشييد
بنايات و مدن جديدة .لذلك عمل املشرع على إصدار قانون لتنظيم القطاع بإصدار ظهير 16أبريل 1914
املتعلق بالتصفيف و تصاميم التهيئة و توسيع املدن و االرتفاقات و رسوم الطرقات .ثم ظهير 30يوليوز
1952املتعلق بالتعمير الذي تضمن أحكاما خاصة بتصاميم التهيئة و التصفيف و البنايات .فظهير 12.90
املتعلق بالتعمير املغير لقانون ،1952محاوال ضبط النمو العمراني و تأثيراته و مواكبة تطور الحواضر و
املراكز الحضرية و بعض األجزاء املجاورة لها 1.كما تم خلل سنة 2013إصدار مرسوم رقم 2.13.424
إن لم يعطي تعريفا دقيقا لها .فالبناء ال يقام بشكل عشوائي ،بل من الضروري الحصول على ترخيص
مسبق تسلمه السلطة اإلدارية املختصة ،و إال كان مخالفة يعاقب عليها القانون.
تم توسيع مجال تطبيق رخص البناء منذ أول قانون للتعمير الصادر بواسطة ظهير شريف 16
أبريل ،1914مرورا بظهير 30يوليوز 1952ثم قانون التعمير 12.90و املرسوم التطبيقي له.
و رخصة البناء تختلف ال من حيث املجال الترابي أو من حيث البنايات و األشغال .
3
-داخل الدوائر املنصوص عليها في املادة 1و هي :الجماعات الحضرية ،املراكز املحددة ،املناطق
-جميع أو بعض أراض ي جماعة قروية أو جماعات قروية تكتس ي صبغة خاصة ( املادة 18من ق
)12.90
-خارج الدوائر املنصوص عليها في البند السابق والتجمعات القروية املوضوع لها تصميم التنمية :
على طول السكك الحديدية وطرق املواصلت غير الطرق الجماعية إلى غاية عمق يبلغ كيلومترا ابتداء من
محور السكك الحديدية والطرق النفة الذكر وعلى طول حدود امللك العام البحري إلى غاية عمق يبلغ 5
كلم".
ويجب الحصول على رخصة البناء كذلك في حالة إدخال تغييرات على املباني القائمة إذا كانت
التغييرات املزمع إدخالها عليها تتعلق بالعناصر املنصوص عليها في الضوابط املعمول بها.
كما تنص املادة 42على أنه يجوز فرض الحصول على رخصة البناء خارج الدوائر املنصوص عليها
في املادة ،40و ذلك إما في جميع أراض ي اململكة أو فيما يتعلق ببعض أصناف املباني التي تحدد بمرسوم.
قانون 289.30املحدد لنظام الضرائب املستحقة للجماعات الترابية و هيآتها ،حددت املادة 158من بابه
_ املساكن الفردية.
_ عمليات الترميم.
- 2قانون 89.30الصادر عن مجلس النواب في 26يونيو 1989المحدد بموجبه نظام الضرائب المستحقة للجماعات المحلية و
هيآتها الذي صدر األمر بتنفيذه بواسطة الظهير الشريف رقم 1.89.187بتاريخ 21نونبر .1989
4
سبب إعفاء هذه املشاريع كونها تخضع إلى دراسات معمقة و دقيقة ،من الصعب وقوع مشاكل أو
مخالفات فيها .إال أنها واردة على سبيل املثال ال الحصر ،أي أن تحديد باقي املنشآت يبقى متروكا للسلطة
التقديرية لإلدارة ،مما يطرح مشاكل منها صعوبة الرقابة من طرف الجهات املختصة.
إن مباشرة البناء يجب أن يتم بعد الحصول على رخصة من طرف السلطات املختصة التي
-مذكرة من املعلومات تسلمها الوكالة الحضرية تبين األماكن املخصصة للملك العام.
فاملادة 41من قانون التعمير نصت على ":يسلم رخصة البناء رئيس املجلس الجماعي" ،و يمكنه
أما املدن الخاضعة لنظام املقاطعات فإن رئيس مجلس املقاطعة هو الذي يسلم رخصة البناء
بالنسبة للبنايات التي ال يتجاوز علوها 11,5مترا ،أما التي يتجاوز علوها 11.5مترا فرئيس مجلس املدينة
5
كما يعطي العامل رخصة بناء أو توسيع مسجد أو غيره من االماكن املخصصة إلقامة شعائر الدين -
اإلسلمي بعد أخذ رأي وزارة األوقاف و الشؤون اإلسلمية و وزارة التعمير.3
و يعوض الباشا رئيس املجلس الجماعي فيما يخص جماعات املشور.4 -
يقوم مكتب التصميم بدراسة ملف طلبات الرخص املودعة لدى السلطة املختصة بعد استيفاء
الشروط ،ثم توجه نسخ منها إلى الجهات املختصة األخرى ،كتلك املكلفة بتوزيع املاء و الكهرباء ،بعد ذلك
يعمد إلى استشارة املصالح الخارجية غيرالتابعة للسلطة املختصة .و يأخذ ذلك شكلين:
االستشارة اإلجبارية:
نصت املادة 32من قانون التعمير":يجب أن يعرض كل طلب للحصول على رخصة البناء على
املصالح الخارجية التابعة للسلطة الحكومية املكلفة بالتعمير إلبداء رأيها ،مع مراعاة الصلحيات املسندة
في هذا امليدان إلى الوكالة الحضرية بموجب التشريع الجاري به العمل".
أما املادة 43من نفس القانون ،فقد أكدت أن رخصة البناء تسلم دون إخلل بوجوب إحراز
الرخص األخرى املنصوص عليها في تشريعات خاصة ،و بعد أخذ الراء و الحصول على التأشيرات املقررة
و تجدر اإلشارة إلى أن قرار وزير الداخلية رقم 491.93الصادر بتاريخ 16فبراير 1993املتعلق
بتحديد اختصاصات و تنظيم املصالح الخارجية املكلفة بالتعمير و الهندسة املعمارية و إعداد التراب
الوطني نص على تقديم املساعدة التقنية للجماعات الترابية في بحث الطلبات املتعلقة برخص التجزيء و
البناء.
االستشارة االختيارية:
- 3ظهير شريف رقم 1.07.56بتاريخ 23مارس 2007بتنفيذ القانون رقم 04.29القاضي بتغيير و تتميم ظهبر 1.84.150
بتاريخ 02أكتوبر 1984المتعلق باألماكن المخصصة إلقامة شعائر الدين اإلسالمي فيها
- 4المادتان 135و 136من قانون 78.00المتعلق بالميثاق الجماعي الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.02.297في 3أكتوبر
2002الجريدة الرسمية عدد 5058بتاريخ 21نونبر 2002
6
فلها فائدة من الناحية العملية ،ولم يرد أي تنصيص عليها في نصوص التعمير أو غيرها بل أملتها
جاء منشور للوزير األول عدد 14.2000الصادر بتاريخ 2أكتوبر 2000لتسطير القواعد و
االجراءات التي من شأنها تجاوز املعيقات التي تسببها املساطرو املسالك التي تدرس وفقها طلبات الرخص.
كما تمت مراجعة مقتضيات الدورية الوزيرية رقم 222الصادرة في 12أبريل 1995بدورية
و املضرة بمصالح 1500/2000التي ترمي إلى تجاوز االختلالت التي تعرفها املساطر املعمول بها
املواطنين من جهة ،و بسمعة اإلدارة و املصلحة االقتصادية للبلد من جهة أخرى .و يرمي هذا املنشور إلى
مسألتين:
-مذكرة املعلومات اإلدارية:و ذلك إلخبارصاحب الشأن باالستعمال الذي تخصصه وثائق التعميرالجاري
بها العمل لعقار أو مجموعة عقارية معينة.و تسلم الوكالة الحضرية هذه املذكرة في أجل ال يتعدى 72
ساعة من توصلها بالطلب .و تحدد مدة صلحيتها ستة أشهر عندما تكون وثيقة التعمير املعينة في طور
الدراسة و املصادقة ،و إذا كانت مصادقة فإنها تبقى صالحة ما لم تتوقف صلحيتها.
مسطرة األشغال الطفيفة واملنشآت املوسمية أو العرضية ،و هي معفية من عرضها على
الوكالة الحضرية.
املسطرة السريعة.
حيث نجد:
7
قرار اإلذن :السماح بالرخصة إذا كان العقار املراد بناؤه ال يخالف مقتضيات وثائق التعمير فتكون
رخصة صريحة ،و تكون ضمنية إذا سكوت رئيس املجلس الجماعي عند انقضاء مدة شهرين من تاريخ
قرار الرفض :إذا كان العقار مخالفا ملقتضيات وثائق التعميرو ضوابط البناء العام .كما ال يمكن قبول
طلبات الترخيص بالبناء املخالفة لتصميم التهيئة ابتداء من تاريخ اختتام البحث العلني ، 6و إلى حين
قرار التأجيل :املادة 13من قانون 12.90تشير إلى أن تصميم التنطيق حدد املناطق التي يؤجل فيها
البث من طرف رئيس املجلس الجماعي ،و عند املصادقة عليه و نشره في الجريدة الرسمية ترجع
النصوص العامة ،مرسوم رقم 2.13.424باملوافقة على ضابط البناء العام املحدد لشكل وشروط تسليم
و التجزئات العقارية الرخص والوثائق املقررة بموجب النصوص التشريعية املتعلقة بالتعمير
اإلطارالعام.
يندرج هذا املرسوم في إطار إصلح املنظومة املحددة لتسليم رخص التعمير ،ويصنف ضمن
املراسيم ذات الطابع التنظيمي ،مما له من قوة قانونية أكبرمن الدوريات واملناشير الوزارية.
8
ويتكون هذا املرسوم من ستة أبواب و 49مادة ،فضل عن 8ملحقات .تتوزع هاته األبواب بين
الغرض ونطاق التطبيق ومذكرة املعلومات التعميرية وتسليم اإلذن بالتجزيء وإحداث املجموعات
السكنية وتقسيم العقارات وتسيلم رخص السكن وشهادة املطابقة ومساطر التدبير اللمادي للملفات،
-إحداث هياكل جديدة مكلفة بدراسة ملفات طلبات رخص التعمير ،وتتشكل من:
تحدث على صعيد العمالة أو اإلقليم لدراسة ملفات طلبات الرخص بالجماعات التي يقل عدد
ساكنتها أو يساوي 50.000نسمة ،و يمكن باتفاق مع اإلدارات املعنية وبطلب من رئيس املجلس الجماعي
إحداث شباك وحيد بالجماعات التي يقل أو يساوي عدد سكانها عن 50.000نسمة ،وقد أنيط بها نفس
-تحديد مسطرة دراسة رخص التعمير وحصرها في مسطرة املشاريع الكبرى ومسطرة املشاريع الصغرى
،مع تحديد الوثائق األساسية والوثائق التكميلية املتعلقة بكل رخصة( ،يراد "باملشاريع الكبرى" كل مشروع
منصوص عليه بامللحق رقم 2بضابط البناء العام ،ويراد "باملشاريع الصغرى" كل مشروع منصوص عليه بامللحق رقم
.) 3
-تحديد األعضاء املكلفون بدراسة رخص التعمير و التمييز بين األعضاء الدائمون واألعضاء غير الدائمين
-إرساء قواعد التنافسية :وذلك من خلل تحسين مناخ األعمال وتشجيع االستثمار،
9
و تسريع وتيرة منح الرخص ،و تحديد أجال لكل مرحلة من مراحل الدراسة منذ إيداع الطلب إلى إصدار
القرار بشأنه وتبليغه إلى صاحب الشأن ،مع منح عمال العماالت واألقاليم سلطة مراقبة احترام الجال
املحددة بموجب القوانين واألنظمة الجاري بها العمل واتخاذ التدابيراللزمة في حالة اإلخلل بذلك.
-تبسيط و توحيد املساطر ووضع دليل مسطري يحدد وثائق و مساطر منح الرخص ،مع إمكانية إعمال
-تقوم لجان الدراسة بدراسة ملفات طلبات رخص التعمير وفق مسطرتين :مسطرة املشاريع الصغرى و
-أثناء دراسة املشاريع الصغرى تتكون لجنة الدراسة من أعضاء دائمين هم ممثلو العمالة أو اإلقليم ،و
-تودع ملفات طلبات الرخص املتعلقة بمسطرة املشاريع الصغرى بمكتب ضبط الجماعة أو بمكتب
ضبط الشباك الوحيد في حالة تواجده مقابل وصل إيداع مرقم و مؤرخ ،بعد ذلك يتم إحالة امللف على
أعضاء لجنة الدراسة بمجرد إيداعه و التي عليها أن تبدي رأيها بشأن الرخصة في حينه .
-أما مسطرة املشاريع الكبرى فتتكون لجنة الدراسة من أعضاء دائمين هم ممثلو العمالة أو اإلقليم ،و
ممثلو الجماعة ،و ممثلو الوكالة الحضرية و ينضم إليهم ممثلوا املديرية العامة للوقاية املدنية و ممثلوا
املصالح املختصة في مجال الربط بشبكات االتصاالت السلكية واللسلكية و كذا ممثلوا األجهزة املكلفة
بتسييرمختلف الشبكات (املادة ،)21ويجوز لرئيس املجلس الجماعي أن يستدعي كل شخص يرى فائدة في
-و إذا تعلق األمر بعملية تقسيم فإن األعضاء الدائمين للجان الدراسة هم ممثلوا :العمالة أو اإلقليم ،
-تودع ملفات طلبات الرخص بمكتب ضبط الجماعة أو بمكتب ضبط الشباك الوحيد في حالة تواجده
مقابل وصل إيداع مرقم و مؤرخ (املادة ،)30و إذا كان العقار املراد تجزئته يوجد في جماعتين أو عدة
جماعات فإن ملف طلب رخصة التجزئة وإحداث املجموعة السكنية يودع بمقر عمالة اإلقليم املعني ،
10
بعد ذلك يتم إحالة امللف على أعضاء لجنة الدراسة داخل أجل ثلثة أيام و التي عليها أن تبدي رأيها بشأن
-في جميع الحاالت سواء تعلق األمر بمسطرة املشاريع الصغرى أو تعلق األمر بمسطرة املشاريع الكبرى،
وبمجرد انتهاء أشغال لجنة الدراسة يتم تحرير محضر يتضمن الراء الفردية ألعضائها يتم تقييدها
بالوثائق املكتوبة و املرسومة و يوجه إلى رئيس املجلس الجماعي قصد اتخاذ قرار بشأنه داخل أجل ثلثة
أيام ،و ال يمكن في أي حال من األحوال تسليم الرخصة دون الحصول على الرأي املطابق الذي يبديه ممثل
-و يتم إصدار الرأي باملوافقة متى تقيد طالب الرخصة باملقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها
العمل ،ويسلم رئيس املجلس الجماعي الرخصة بعد وضع عبارة :غير قابل للتغيير ،على الوثائق املرسومة
و املكتوبة للملف ،و توجه نسخة من قرار الترخيص إلى السلطة املحلية وإلى أعضاء لجنة الدراسة (املادة
، )39و يخبرالرئيس صاحب الشأن بمآل الرخصة ويبلغه قرار تسليم الرخصة بواسطة رسالة مع اإلشعار
-و في حالة إبداء ملحظات بخصوص الرخصة يوجه رئيس املجلس الجماعي رسالة مضمونة مع إشعار
بالتوصل إلى صاحب الشأن داخل أجل يومين من تاريخ توصله بمحضر أشغال لجنة الدراسة قصد
و حينما تثير دراسة ملف معين ملحظات تستوجب اإلدالء بوثائق تكميلية أو رفع تحفظات غير ذات
تأثير على الراء واالستشارات املعبر عنها من طرف لجنة الدراسة ،تبلغ هذه امللحظات إلى املهندس واضع
املشروع مع منح أجل خمسة أيام من أجل تقديم التعديلت واإلضافات الضرورية (املادة .)38
-يصدر رئيس املجلس الجماعي قراره برفض منح رخصة البناء بعد توصله بمحضر لجنة الدراسة متى
كان طالب الترخيص لم يحترم املقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل،أو لم يراع تصميم
التهيئة أو التنمية .و يجب عليه في هذه الحالة تعليل قراره وتبليغه إلى املعني باألمر داخل أجل يومين من
11
و يمكن للمتضرر من قرارالرفض أن يلجأ للقضاء من أجل طلب إلغاء هذا القرار(املادة .)36
-يتم منح رخصة السكن و شهادة املطابقة بناء على طلب من مالك البناء الذي يصرح بانتهاء عملية البناء
وتقوم لجنة مختصة بمعاينة البناء ،وإذا كانت األشغال تمت تحت إشراف مهندس معماري فإنه يكتفي
-يودع ملف طلب رخصة السكن وشهادة املطابقة مقابل وصل مؤرخ بمكتب ضبط الجماعة املعنية أو
مكتب ضبط الشباك الوحيد في حالة وجوده من طرف صاحب الشأن يتضمن:
شهادة مطابقة األشغال مسلمة من طرف املصالح املختصة في مجال اإلتصاالت السلكية
واللسلكية في الحاالت املقررة بموجب القوانين واألنظمة الجاري بها العمل (املادة .)41
-يتولى رئيس املجلس الجماعي إخبار صاحب الشأن داخل أجل ثلثة أيام من إيداع امللف بتاريخ انعقاد
لجنة املعاينة ،وتوجه الدعوة إلى أعضاء لجنة املعاينة للنعقاد داخل أجل خمسة عشر يوما،بمجرد
انتهاء أشغال اللجنة يتم تحرير محضر يتضمن الراء الفردية ألعضاء اللجنة ويعرض هذا املحضر داخل
(املادة .)44 أجل يومين على رئيس املجلس الجماعي التخاذ قراره
-في جميع الحاالت يجب تسليم رخصة السكن و شهادة املطابقة داخل أجل شهر من تاريخ إيداع امللف
،وإذا انتهت املدة ولم يصدر أي قرار يجوز ملالك البناء أن يطلب من السلطة املحلية ممارسة سلطة الحلول
و حسب تعتبر الرقابة اإلدارية على مشاريع البناء ضرورية في إطار شرطة التعمير ،لكن
الوقائع العملية ،فإنها تثير الكثير من اإلشكاالت سواء أمام اإلدارة أو أمام القضاء و الدور املنوط به في
ميدان مراقبة التعمير العملياتي باملغرب ،و مراقبة تنفيذ املقتضيات القانونية املنظمة للتعمير التي تهم
القرارات ومختلف األعمال التي تقوم بها األشخاص املعنوية العامة في ميدان التعمير ،وقد يتعلق األمر
بعدم احترام مساطر وقواعد التعمير التي تكون موضوع تدخل جنائي غير أن هذه القوانين التي تم وضعها
12
سواء إبان الحقبة االستعمارية أو بعدها قد أبانت عن عجزها وقصورها في الحد من االختلالت املجالية
الش يء الذي سيدفع إلى ضرورة البحث عن الرقابة القضائية .فإذا كانت تهيئة املجال تشكل قطاعا يفرض
بشكل أساس ي التعاون بين الدولة والجماعات الترابية ،ألن مصلحة األولى تلتقي مع مصالح الثانية .وحيث
أن تدخلها جد متكامل فإن الحقيقة أن تدخل جميع هذه األجهزة في تهيئة املجال وتنظيمه ال يمكن أن
يؤتي أكله ما لم تكن هناك رقابة قضائية حقيقية .ومن هنا أقر املشرع دورا للقضاء بمختلف أشكاله في
مجال التعميركمرحلة أخيرة في مواجهة الخروقات التعميرية التي يعرفها هذا امليدان .وتجدراإلشارة إلى أنه
وإن كانت اإلدارة تلعب دورا هاما في ضبط ومراقبة العمران وإذا كان القضاء اإلداري املغربي قد عبر عن
اجتهاداته في كثير من املنازعات اإلدارية بشكل عام ،فإن ميدان التعمير يبقى املجال الذي تمتد إليه الرقابة
القضائية بالشكل الكافي نظرا لكون أغلبية النزاعات تجد تسويتها في املرحلة اإلدارية دون ارتقائها إلى
منازعات قضائية.
إن اتخاذ السلطات املختصة لقرار صريح برفض طلب رخصة البناء بشكل نهائي موقف عادي
للسلطة املختصة ،كلما تعلق األمر بمشروع بناء يخرق املقتضيات القانونية أو يتنافى مع محتويات وثائق
التعميروضوابط البناء العامة والجماعية ،وهذا ما قصدته املادة 43من قانون التعمير.
ففي قضية الشركة العقارية املالية والسياحية " هيفوطيل " رفض رئيس الجماعة الحضرية لسيدي
بليوط منح رخصة البناء للطاعنة معلل ذلك بكون القطعة األرضية وإن كانت مسجلة في اسم املدعية فإن
الرسم العقاري يتضمن وجود حقوق عينية و تحملت عقارية عن كراء وتقييد احتياطي لفائدة الغير حيث
13
ردت الغرفة اإلدارية على هذا الدفع بقولها ":9وحيث إنه من الثابت أيضا أن الطاعنة التي تقدمت بطلب
الحصول على رخصة بناء عمارة باألرض املذكورة قد أدلت بجميع الوثائق واملستندات الضرورية التي
يتطلبها قانون التعمير ،وحيث إن تمسك الجماعة الحضرية بسيدي بليوط بعدم أحقيتها في الحصول على
رخصة البناء بعلة وجود التقييد االحتياطي املذكور ليس من شأنه أن يحول بين املالك املسجل في الرسم
العقاري وبين ممارسته جميع التصرفات بما فيه ذلك التفويت لحق ملكيته ،فضل عن طريق االستغلل
التي يراها مناسبة لوضعية عقارية .وحيث يستنتج من كل ما سبق أن املقرر املطعون فيه يرفض منح
الطالبة رخصة البناء للعلة املشار إليها يكون متسما بالشطط في استعمال السلطة ويتحتم بالتالي إلغاؤه
".
وينبغي اإلشارة إلى أن قانون التعمير وكذا املرسوم التطبيقي لم يشترط تعليل القرارات سواء في
حالة منح الرخصة أو في حالة الرفض أو التأجيل البث في الطلب باستثناء ما كان في املادة .45وكيفما كان
الحال ولو ان اإلدارة لم تكن ملزمة بالتدليل ،فإنه في حالة طرح القضية على املحاكم في نزاع حول رفض أو
تأجيل البث في طلب رخصة البناء كان يطلب منها تقديم جوابية لتبريرموقفها.
من جهة أخرى إن الرقابة على الوقائع ال تكون من الناحية املادية البحتة وإنما قد تكون رقابة
من وجهة قانونية عن طريق مقابلة بين السبب املادي والقاعدة القانونية ويقوم القاض ي للوصول إلى
التفسير الحقيقي الذي تقدمه اإلدارة للقاعدة القانونية ولتقف على األسلوب الذي اتبعته في تطبيقها
وينتهي القاض ي بعد التحقق من الوجود املادي للواقعة إلى البحث عن مدى قانونيتها وهل يصح أن
لكن القضاء االداري االن يلزم االدارة بتقديم االسباب حتى يطلع عليها املعنيون باألمر بناء على ما
جاء في القانون رقم 1. 03و إال ألغي القرار التسامه بعدم املشروعية ،وهذا ما تبناه املشرع املغربي من
موقف القضاء املغربي والفرنس ي اللذان اتفقا على قاعدة ثابتة مفادها أنه وإن كانت االدارة غير ملزمة
ببيان أسباب قراراتها إال أن القانون يلزمها بتقديم ذلك للقاض ي اإلداري.
- 10قرارا إدرية الرباط بإلغاء القرار المطعون فيه حكم عدد 189بتاريخ 1996-7-4بين أحمد السوسي ومن معه ضد رئيس المجلس البلدي للرباط.
14
الطعن في القرارات الضمنية لرخص البناء
كما بينا سابقا فالرخصة الضمنية تستنبط من أحكام املادة 48من قانون ،12.90واملادة 7من
ظهير 25يونيو 1960املتعلق بتنمية العمارات القروية ،وهذا ما أقرته العديد من املحاكم اإلدارية ،ومنه ما
ذهبت إليه املحكمة اإلدارية بوجدة حكم رقم 97/465بتاريخ 1997/4/9ملف عدد 96/85في الدعوى
املرفوعة من طرف أحمد برانب ضد املجلس البلدي سيدي زيان في شخص رئيسه من خلل تعليلها ":
حيث أن الفصل 48من قانون 12.90املتعلق بالتعمير ينص على انه في حالة سكوت رئيس املجلس
الجماعي تعتبر رخصة البناء مسلمة عند انقضاء شهرين من تاريخ إيداع طلب الحصول عليها مما يعني أن
رخصة البناء في هذا الحال تصدر بقرار ضمني " كما أكد عدم وجود أي قرار لتحديد الطرف والساحات
كما يدعي املجلس البلدي وال بما يفيد سلوك مسطرة البحث العمومي ،ومادام أن الحظر من تسليم رفض
البناء محدد بمقتض ى املادة 33في 6أشهرعلى أكثرتقدير .بذلك يكون القرارالقاض ي بإلغاء القرارالضمني
لقد منح املشرع االمتياز في سحب الرخصة متى اتضح له عدم مشروعيتها غير أن هذا السحب
يخضع لشرطين أساسين أن يكون القرار محل السحب قرارا إداريا غير مشروع ثم أن يجري السحب في
امليعاد املقرر قانونا للطعن باإللغاء وهذا ما سنتطرق إليه من خلل ما يلي :
استقر الفقه والقضاء على أال تسري أحكام التصرفات القانونية إال على ما يقع من تاريخ
صدورها وانه ال يترتب عليها أثرفي وقع قبلها إال أن يكون ذلك استثناءا وبنص خاص في القانون ومرجع هذه
القاعدة كما هو معلوم هو حماية الحقوق املكتسبة في املاض ي حرصا على استقراراملعاملت .
15
إن سحب القراراإلداري غيراملشروع الذي ولد حقوقا مكتسبة ال يكون صحيحا إال إذا بوشر أثناء
أجل ستين يوما من إصداره ما لم ينحدر عيب عدم املشروعية إلى درجة االنعدام أو يتم صدوره نتيجة
وهذا ما توضح من خلل الحكم الصادر عن إدارية مكناس ( حكم رقم 8/ 2000/39غ بتاريخ
) 2000/04/13الذي تتلخص وقائعه في صدور قرار عن رئاسة املجلس البلدي لخنيفرة بكون البناء
مخالف للقوانين الجاري بها العمل في ميدان التعمير طالبا منهما االقتصار على الطابع السفلي بعد أن كان
املدعيان قد تقدما بطلب من أجل املصادقة على تصميم البناء فتمت املصادقة عليه وحصل على رخصة
للبناء.
وحيث أوضحت املحكمة على أن ترخيص البناء تم منحه من طرف الجهة اإلدارية املختصة ،وهو
ما يعني مبدئيا أن هذا الترخيص ال يمكن منحه إال إذا كان الطلب املقدم مستجمعا للشروط القانونية
الواجبة التطبيق ،وفي وضعية سليمة تجاه قوانين التعمير املنظمة للهندسة املعمارية للمدينة والحصول
على الترخيص يولد حقوقا مكتسبة لفائدة املستفيد ال يجوز إلغاؤها وتجاهل مقتضياته ،حيث تسمح
بذلك قواعد السحب املتعلقة بانعدام مفعول القرارات اإلدارية املعيبة .وحيث أن مقتضيات املادة
الرابعة من رخصة البناء موضوع السحب تحفظ لإلدارة صلحية التعويض فإن ممارسة هذه الصلحية
إنما تنطبق على الحاالت والعناصر الطارئة التي تكون غير معلومة بالنسبة لإلدارة وقت اتخاذ قرار
الترخيص والتي قد يكون لها تأثير على الغير أو األمن العام أو الهندسة املدنية أما العناصر املعلومة والتي
سبق لها أن مارست تقديرها بشأنها فإنها ال تشفع لها ممارسة هذه الصلحية بشأنها في حالة حصول خطأ
في هذا التقدير فإن القول بخلف ذلك يحول دون انضباط العمل اإلداري ويفقد ثقة املستفيدين في
إذا كان يجوز لإلدارة استثناءا أن تصرف النظر في أي وقت عن قراراتها املشروعة التي ال تولد
حقوقا مكتسبة ألحد ،فإن القاعدة املستقرة الن في فقه القانون اإلداري وقضائه أنه تجري على تحديد
16
سلطة اإلدارة في سحب قراراتها غير املشروعة بامليعاد املقرر قانونا للطعن باإللغاء .بحيث أن انقضاء
ميعاد الطعن باإللغاء ،معناه صيرورة القرار اإلداري محل الطعن حصينا أو محصنا ضد اإللغاء وهو ما
وقد أكد املجلس األعلى أن صياغة الحقوق املكتسبة من املبادئ العامة التي تجعل اإلدارة ملزمة
بسحب القرارات الفردية التي أكسبت املستفيدين وضعية قانونية معينة،أما القرارات غير املشروعة
فيمكن سحبها طاملا لم تتحصن بمض ي املدة املقررة لرفع دعوى اإللغاء ،أما إذا تحصنت فل يمكن لإلدارة
القيام بسحبها إال في حالة استعمال املعني باألمر أعماال تدليسية ،ويمكن للسحب أن يسري في هذه الحالة
بأثر رجعي .وفي ذلك قضت إدارية أكادير حكم 96/1بتاريخ 96/2/1ملف رقم 95/2غ برفض الطلب بناء
على الحيثيات التالية ":وحيث اعتبارا لذلك يكون من حق رئيس املجلس الجماعي الحضري وقد ثبت لديه
أن الترخيص صدر مخالفا ألوضاع املقررة قانونا أن يسحبه مادام هذا القرار املعيب لم يتحصن بعد
مرورا بأجل دعوى اإللغاء وحيث يكون لذلك قرار السحب الصادر عن رئيس املجلس الجماعي الحضري ،
غير مشوب بأي عيب من عيوب تجاوز السلطة الواردة في املادة 20من قانون 41.90ودعوى املدعي غير
في نفس االتجاه حكم إدارية مراكش عدد 86بتاريخ 30يونيو 98/1994،127بين أحمد ناويس
ضد رئيس املجلس البلدي بوادي الذهب أسفي تقول فيه بان سحب قرار الترخيص بالبناء املستجمع
أجل الطعن باإللغاء من شانه املس بحقوق مكتسبة للطاعن11 لشروطه القانونية خارج
بقي أن نشيرإلى أن الرخص الضمنية يجوز سحبها أيضا مادامت تعتبرقرارا إداريا ومادامت توافق
ينبغي بادئ البدء التطرق إلى املقصود بالغير وهو كل متضرر من قرار الترخيص واملاس بأحد
الحقوق املكتسبة له قانونا ،واملؤثرة في املراكز القانونية لهذه األشخاص سواء أكانوا أشخاص طبيعية أو
- 11الشريف البقالي "رقابة القاضي اإلداري على مشروعية القرارات الصادرة في مجال التعمير " الطبعة األولى2006،
ص228و234
17
معنوية خاصة أو عامة متى ثبت لها مصلحة في ذلك فيكون لها الحق في رفع دعوى اإللغاء إمام القضاء
اإلداري .
وسنتحدث عن ذلك في فقرتين ،األولى خاصة بطلب إلغاء الترخيص من طرف األفراد واألخرى
و يمكن الحديث عنه من جانبين كذلك ،وهو إلغاء رخصة البناء من املجاورين والخرإلغاء رخصة
السكنى .
حيث أن إلغاء رخصة البناء من طرف املجاورين ،يقتض ي منا بيان أن القانون وقبل كل ذلك
تضمن كافة الضمانات القانونية لكل ذي مصلحة للحصول على رخصة البناء ولتكون حقا مكتسبا ،ومع
هذا فإن القضاء عمل على تقيد ذلك أو باألحرى على تنظيمه وجعل من تأثير الرخصة في املراكز القانونية
للمجاورين أو من لهم مصلحة في ذلك أساسا لهذا القيد ،وهنا يتجلى دور الفرد في تنظيم املجال وذلك
وهو ما أكدته املادة 8من القانون رقم 41.90املحدث للمحاكم اإلدارية وهو ما عززته إدارية
الرباط حيث قالت ( أن رخصة البناء تعتبر قرارا إداريا قابل للطعن فيه عن طريق دعوى اإللغاء ما دام
وهناك العديد من األحكام القضائية التي ألغت قرارات منها على سبيل املثال قضية عرضت على
املحكمة اإلدارية بالرباط (حكم رقم 242بتاريخ 1999/4/15ملف رقم 98/348غ بين الزاهي بنعيس ى
ورئيس املجلس البلدي بسوق أربعاء الغرب ) والذي إيجازه هو إن املدعي يملك منزال وحماما منذ ازيد عن
ثلثين سنة وان هناك بجنبه ارض فارغة ألشخاص وحيث قررا هؤالء األشخاص ببناء حمام بالرشاشات
وطابق علوي مخصص للسكنى وتقدما بالطلب إلى رئيس املجلس البلدي بسوق أربعاء الغرب واستجاب
لهما بالرغم من مكاتبة املدعي له بعدم الترخيص وحيث ألغت املحكمة القرار لسبب إن املنطقة مخصصة
18
وبما أن املسؤولية في مجال التعمير تقع على عاتق كل من الفرد واإلدارة ،فإن ذلك يفرض على
األفراد حين اكتشاف أية مخالفات ،ضرورة اللجوء إلى املحاكم اإلدارية والهدف منها حماية املجال الترابي
للجماعة ،كما يجدر اإلشارة إلى ضرورة توسيع مفهوم املصلحة بحيث تشمل كل مقيم سواء تأثر بشكل
مباشرأو غيرمباشر.
رخصة السكن هي الوجه الثاني لرخصة البناء ،وتأتي تتمة لها بمعنى حين التقييد بالضوابط التي
وردت في رخصة البناء يكون لزاما إصدار رخصة السكن ،وهي تعد بمثابة قرار يشهد بموجبه رئيس
املجلس الجماعي على البنايات أنها شيدت وفق املعايير املعمارية وتتوفر على شروط الصحة والسلمة وكل
ونشير الى الحكم عدد 650الصادر من إدارية فاس بتاريخ 1995/5/21ملف رقم 96/322غ ،
حيث أن الطاعن استحصل على رخصة لبناء الطابق السفلي واألول بعقاره ،ولكنه عمد الى زيادة طابق
ثاني وبالتالي مخالفة الرخصة ،وهنا تم رفض طلبه ألن القرار الصادر بعدم منح رخصة السكنى كان
وبالتالي ،يمكن القول إن عدم الحصول على رخصة البناء والشروع بدونها يكون سببا مشروعا
ولكن يلحظ في هذه الرخصة ،ولكونها تفتقر للشروط والشكليات املقننة في مرسوم ،أن بها
العديد من الخروقات من طرف الجماعات بسبب االحتكام الى املسؤول اإلداري في إصدارها ،والتي في
تعتبر الوكاالت الحضرية من بين املتدخلين الرئيسين في ميدان التدبير العمراني إذ تم إنشاء اول
وكالة حضرية سنة 1984بالدار البيضاء ،ثم الوكالة الحضرية ملدينة فاس ،وبعدها الوكالة الحضرية
19
كما أن االطار العام املنظم للوكاالت الحضرية يتمثل في ظهير 10شتنبر 1993الذي أسند مجوعة
من االختصاصات للوكالة الحضرية ،ونخص بالذكر تلك املنصوص عليها في املادة الثالثة التي تقض ي بأن
-إبداء الرأي في جميع املشاريع املتعلقة بتقسيم و تجزئة األراض ي و إقامة املجموعات السكنية واملباني .
-مراقبة أعمال تقسيم وتجزئة األراض ي عندما تكون في طور اإلنجاز وذالك للتحقق من مطابقتها ألحكام
النصوص التشريعية
ويعتبر الرأي املطابق للوكالة الحضرية من بين املسائل التي اثيرت بشأنها العديد من النقاشات ،
حيت اعتبرها البعض بمثابة وصاية جديدة على الجماعات املحلية ،في حين يرى البعض الخر أن الرأي
املطابق أملته املرحلة التي يمر منها التعمير ،ويرى البعض الخر أن االختصاصات املمنوحة لكل من
الوكاالت الحضرية والجماعات الترابية موزعة قانونا ،وأن الرأي املطابق ليس وسيلة للمراقبة بل لتقديم
صحيح أن القانون أعطى الصلحية لرؤساء املجالس بمنح رخص البناء ،لكن هناك مصالح
تقنية يجب على الرؤساء أخد استشارتها التقنية ،كما تؤكد ذالك املادتين 43و 45من قانون ، 12.90
كما نصت الدورية 222على أنه سعيا وراء ممارسة هذه السلطات ملهامها على الوجه األكمل،
فقد نص الظهير الشريف 1.93.51النف الذكر على أن رأي الوكاالت الحضرية رأي مطابق وال يمكن
الترخيص لهذه املشاريع دون موافقة مسبقة للوكالة الحضرية املعنية .
إن اعتبار الوكالة الحضرية جهاز متخصص وله كفاءة تقنية في هذا القطاع تفوق كفاءة
الجماعات له معنى واحد ،أي أنها هي الوحيدة التي لها الصلحية في إعطاء الرأي وأنه يكون ملزما لقصور
وبناء على ذالك فإن الرأي املطابق أو اإللزامي يتضح فيما يتعلق بمطابقة مشروع البناء
للمقتضيات القانونية والتنظيمية العامة املتعلقة بالتعمير والبناء ،ونعني أن مخالفة رئيس املجلس
الجماعي لرأي الوكالة في هذا الجانب يعتبرمخالفة للقانون ويكون الترخيص متسما بعدم املشروعية .
20
وهناك كذالك إمكانية الطعن في قرارات رؤساء املجالس الجماعية من طرف الوكاالت الحضرية ،
فإذا كانت الوكاالت الحضرية تعنى بدراسة طلب رخصة التعمير ومطابقتها للقوانين والضوابط الجاري بها
العمل فإن أي إخلل بهذه املقتضيات تعرض قرارات رؤساء املجالس الجماعية بالطعن فيها باإللغاء من
خاتمة
لقد تجلى من خلل هذا الرصد أهمية ومسؤولية الجهاز اإلداري والقضائي في إنجاح أو عدم إنجاح أهداف
التعمير العملياتي والتغلب على الصعوبات والعراقيل التي تعترض مساره ،مما يؤكد الحاجة املاسة إلى
تحديد واضح لألدوار واملسؤوليات يتجاوز املقاربة األمنية ويستحضر التنمية العمرانية واالقتصادية بغية
الوصول إلى مجاالت حضرية بجمالية تليق وشعار أجمل بلد في العالم لكن ليس على حساب الطبيعة
وإنما بسياسة عمرانية تجعل من مدننا لوحة فنية معمارية تتناسق مع جمال املغرب الطبيعي,وهذه
املسؤولية يتقاسمها:
+منتخب حقيقي
+دولة مسؤولة
21
الئحة املراجع:
و النشر ،الرباط -عبد الرحمان البكريوي"،التعمير بين املركزية و اللمركزية" ،الطبعة األولى ،الشركة املغربية للطباعة
1993
-الشريف البقالي "رقابة القاض ي اإلداري على مشروعية القرارات الصادرة في مجال التعمير" الطبعة األولى2006،
-الظهير الشريف رقم 1.92.31الصادر في 15ذي الحجة 1412ه ،املوافق 17يونيو ،1992بتنفيذ قانون رقم 12.90املتعلق
بالتعمير
-مرسوم رقم 2.92.832الصادرفي 27ربيع الخر( 14أكتوبر )1993لتطبيق قانون رقم 12.90املتعلق بالتعمير
-قانون 89.30الصادر عن مجلس النواب في 26يونيو 1989املحدد بموجبه نظام الضرائب املستحقة للجماعات املحلية و
-ظهير شريف رقم 1.07.56بتاريخ 23مارس 2007بتنفيذ القانون رقم 04.29القاض ي بتغيير و تتميم ظهبر 1.84.150بتاريخ
-قانون 78.00املتعلق بامليثاق الجماعي الصادربتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.02.297في 3أكتوبر 2002الجريدة الرسمية
-الجريدة الرسمية عدد 6155بتاريخ 27ماي (املوافق 16من رجب ،)1434ضمن النصوص العامة ،مرسوم رقم 2.13.424
باملوافقة على ضابط البناء العام املحدد لشكل وشروط تسليم الرخص والوثائق املقررة بموجب النصوص التشريعية
املتعلقة بالتعميرو التجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات والنصوص الصادرة لتطبيقها.
-الدورية الوزارية املشتركة ما بين السيدين وزير الداخلية ووزير التعمير وإعداد التراب الوطني بخصوص تنفيذ مقتضيات
-الدورية عدد 2000/1500للوزير املكلف بإعداد التراب الوطني و التعمير و اإلسكان و البيئة بتاريخ 6أكتوبر 2000بشأن
تبسيط املسالك و مصادردراسة طلبات رخص البناء و إحداث التجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات
-قرارا إدرية الرباط بإلغاء القرار املطعون فيه حكم عدد 189بتاريخ 1996-7-4بين أحمد السوس ي ومن معه ضد رئيس
22
املرفقات
23
املقدمة 2 .........................................................................................................................................
خاتمة21........................................................................................................................................:
املرفقات23.................................................................................................................................... :
24