You are on page 1of 24

‫جامعة عبد املالك السعدي‬

‫املوسم الجامعي‪2016-2015 :‬‬


‫كلية العلوم القانونية و االقتصادية و‬
‫االجتماعية‬

‫بطنجة‬

‫ماستر‪ :‬تدبيرالشأن العام املحلي السداس ي األول‬

‫عرض حول‪:‬‬

‫التعميرالعملياتي‬
‫بين النصوص القانونية و االجتهادات القضائية‬
‫إشراف ‪ :‬الدكتور الحاج شكرة‬

‫من إعداد الطلبة الباحثين ‪:‬‬


‫‪2727714539‬‬ ‫إبراهيم الصمدي‬ ‫‪1212683616‬‬ ‫نادية العشيري‬

‫‪2399778755‬‬ ‫عثمان حمو يشو‬ ‫‪1210714465‬‬ ‫أمل عكاشة‬

‫‪102872226‬‬ ‫أشرف زمراني‬ ‫‪2421693591‬‬ ‫سندس علمي‬

‫‪9391719938‬‬ ‫أحمد السعودي‬ ‫عبد الحق عزالدين ‪9693921907‬‬

‫حمد البريكي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حمد البري ــكي‬

‫مقدمة‬

‫إن مفهوم التعمير العملياتي واسع جدا‪ ،‬حيث يشمل جميع مظاهر تنفيذ السياسات العمومية املتعلقة بالتعمير‪ ،‬و‬

‫يكتس ي هذا املوضوع بدوره أهمية خاصة نظرا للتوسع والنمو الديموغرافي الذي تعرفه املدن والتجمعات العمرانية‪،‬‬

‫األمرالذي يستوجب تطبيق سياسة تعميرية ملئمة لألوضاع السوسيو اقتصادية‪.‬‬

‫ومن هنا تأتي أهمية وثائق التعمير كآليات للتخطيط العمراني من جهة‪ ،‬كما تأتي كذلك األهمية البالغة لإلجراءات‬

‫املواكبة لتنفيذ مضامين وثائق التعمير وتنزيلها على أرض الواقع من جهة أخرى‪ ،‬فمع افتراض جودة محتوى وثائق‬

‫التعمير‪ ،‬فإن األمريقتض ي وجود سياسة واضحة للتدخل العمومي كفيلة بإيجاد تدبيرعمراني محكم ومضبوط‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن مجاالت التدبير العمراني أو على األدق التعمير العملياتي يتميز بضعف تدخل الدولة مقارنة مع‬

‫مجال تدخلها على مستوى التخطيط العمراني‪ ،‬حيث يقتصر دورها في إطار تنفيذ مقتضيات وثائق التعمير على‬

‫التجهيزات العمومية بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر عبر الوصاية التي تفرضها على الجماعات الترابية والوكاالت‬

‫الحضرية في ميدان التعميروعبرالدور األساس ي التي تقوم به على مستوى دراسة وثائق التعميرعموما واملصادقة عليها‪.‬‬

‫هذا التعمير العملياتي الذي يظهر من خلله التدخل العمومي جليا عبر الرخص واألذون التي تسلم في هذا الصدد من‬

‫قبل السلطات العمومية املختصة وكذلك عبرالرقابة التي تقوم بها هذه الهيئات إما إداريا أو قضائيا‪.‬‬

‫وللوقوف بشكل مفصل على هذه مظاهروتجليات التعميرالعملياتي سنعمد إلى تقسيم هذا العرض إلى مبحثين‪،‬‬

‫نتناول في األول اإلطارالقانوني والتنظيمي للتعميرالعملياتي في الوقت الذي سينكب البحث في املبحث الثاني على‬

‫الرقابة القضائية على رخص التعميرالعملياتي‬

‫‪2‬‬
‫املبحث األول‪ :‬اإلطارالقانوني و التنظيمي للتعميرالعملياتي‬

‫عرف املغرب في بداية القرن العشرين تنظيما حديثا ملجال البناء‪ ،‬حيث قام املعمرون بتشييد‬

‫بنايات و مدن جديدة‪ .‬لذلك عمل املشرع على إصدار قانون لتنظيم القطاع بإصدار ظهير ‪ 16‬أبريل ‪1914‬‬

‫املتعلق بالتصفيف و تصاميم التهيئة و توسيع املدن و االرتفاقات و رسوم الطرقات‪ .‬ثم ظهير ‪ 30‬يوليوز‬

‫‪ 1952‬املتعلق بالتعمير الذي تضمن أحكاما خاصة بتصاميم التهيئة و التصفيف و البنايات‪ .‬فظهير ‪12.90‬‬

‫املتعلق بالتعمير املغير لقانون ‪ ،1952‬محاوال ضبط النمو العمراني و تأثيراته و مواكبة تطور الحواضر و‬

‫املراكز الحضرية و بعض األجزاء املجاورة لها‪ 1.‬كما تم خلل سنة ‪ 2013‬إصدار مرسوم رقم ‪2.13.424‬‬

‫بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪ 2013‬و املتعلق بالضابط العام للبناء‪.‬‬

‫‪ ‬املطلب األول‪ :‬القانون املنظم لرخص البناء‪:‬‬


‫لقد أغفل املشرع إعطاء تعريف للبناء في قانون التعمير ‪ ،12.90‬في حين تحدث عن رخصة البناء و‬

‫إن لم يعطي تعريفا دقيقا لها‪ .‬فالبناء ال يقام بشكل عشوائي ‪ ،‬بل من الضروري الحصول على ترخيص‬

‫مسبق تسلمه السلطة اإلدارية املختصة‪ ،‬و إال كان مخالفة يعاقب عليها القانون‪.‬‬

‫‪ -‬الفقرة األولى‪ :‬مجال تطبيق رخص البناء‪:‬‬

‫تم توسيع مجال تطبيق رخص البناء منذ أول قانون للتعمير الصادر بواسطة ظهير شريف ‪16‬‬

‫أبريل ‪ ،1914‬مرورا بظهير‪ 30‬يوليوز ‪ 1952‬ثم قانون التعمير‪ 12.90‬و املرسوم التطبيقي له‪.‬‬

‫و رخصة البناء تختلف ال من حيث املجال الترابي أو من حيث البنايات و األشغال ‪.‬‬

‫‪ ‬إلزامية الترخيص بالبناء من حيث املجال الترابي‪:‬‬


‫الحصول‬ ‫حددت املادة ‪ 40‬من قانون ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمير مجال ‪":‬يمنع القيام بالبناء دون‬

‫على رخصة ملباشرة ذلك‪:‬‬

‫‪ - 1‬د‪.‬محمد بوجيدة‪"،‬رخصة البناء"‪ ،‬الجزء األول ‪ ،2000‬ص‪7‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬داخل الدوائر املنصوص عليها في املادة ‪ 1‬و هي‪ :‬الجماعات الحضرية‪ ،‬املراكز املحددة‪ ،‬املناطق‬

‫املحيطة بهما و املجموعات العمرانية‪.‬‬

‫‪ -‬جميع أو بعض أراض ي جماعة قروية أو جماعات قروية تكتس ي صبغة خاصة ( املادة ‪ 18‬من ق‬

‫‪)12.90‬‬

‫‪ -‬خارج الدوائر املنصوص عليها في البند السابق والتجمعات القروية املوضوع لها تصميم التنمية ‪:‬‬

‫على طول السكك الحديدية وطرق املواصلت غير الطرق الجماعية إلى غاية عمق يبلغ كيلومترا ابتداء من‬

‫محور السكك الحديدية والطرق النفة الذكر وعلى طول حدود امللك العام البحري إلى غاية عمق يبلغ ‪5‬‬

‫كلم‪".‬‬

‫ويجب الحصول على رخصة البناء كذلك في حالة إدخال تغييرات على املباني القائمة إذا كانت‬

‫التغييرات املزمع إدخالها عليها تتعلق بالعناصر املنصوص عليها في الضوابط املعمول بها‪.‬‬

‫كما تنص املادة ‪ 42‬على أنه يجوز فرض الحصول على رخصة البناء خارج الدوائر املنصوص عليها‬

‫في املادة ‪ ،40‬و ذلك إما في جميع أراض ي اململكة أو فيما يتعلق ببعض أصناف املباني التي تحدد بمرسوم‪.‬‬

‫‪ ‬البنايات و األشغال الخاضعة لرخصة البناء‪:‬‬


‫بالرجوع إلى املواد ‪ 46 ،42 ،41 ،40‬و ‪ 49‬من قانون ‪ ،12.90‬استعمل املشرع ألفاظا عامة‪ ،‬و لكن‬

‫قانون ‪ 289.30‬املحدد لنظام الضرائب املستحقة للجماعات الترابية و هيآتها‪ ،‬حددت املادة ‪ 158‬من بابه‬

‫‪ 28‬عمليات البناء في‪:‬‬

‫_عمارات السكن الجماعية أو املجموعات العقارية‬

‫_ العقارات املحددة لغرض صناعي أو تجاري أو منهي أو إداري‪.‬‬

‫_ املساكن الفردية‪.‬‬

‫_ عمليات الترميم‪.‬‬

‫‪ ‬األشغال املستثناة من رخص البناء‪:‬‬


‫نصت املادة ‪ 63‬من قانون ‪ 12.90‬على‪ ":‬ال تسري أحكام الباب ‪ 3‬من هذا القانون على املنشآت‬

‫الفنية(الجسور و األنفاق‪ )...‬و ال على التجهيزات األساسية كالخزانات و السدود‪...‬‬

‫‪ - 2‬قانون ‪ 89.30‬الصادر عن مجلس النواب في ‪ 26‬يونيو ‪ 1989‬المحدد بموجبه نظام الضرائب المستحقة للجماعات المحلية و‬
‫هيآتها الذي صدر األمر بتنفيذه بواسطة الظهير الشريف رقم ‪ 1.89.187‬بتاريخ ‪ 21‬نونبر ‪.1989‬‬

‫‪4‬‬
‫سبب إعفاء هذه املشاريع كونها تخضع إلى دراسات معمقة و دقيقة‪ ،‬من الصعب وقوع مشاكل أو‬

‫مخالفات فيها‪ .‬إال أنها واردة على سبيل املثال ال الحصر‪ ،‬أي أن تحديد باقي املنشآت يبقى متروكا للسلطة‬

‫التقديرية لإلدارة‪ ،‬مما يطرح مشاكل منها صعوبة الرقابة من طرف الجهات املختصة‪.‬‬

‫‪ -‬الفقرة الثانية‪ :‬مسطرة دراسة رخص البناء‬

‫إن مباشرة البناء يجب أن يتم بعد الحصول على رخصة من طرف السلطات املختصة التي‬

‫حددها القانون بعد مسطرة معينة‪.‬‬

‫و يتكون ملف طلب الرخصة من‪:‬‬

‫‪ -‬طلب من نسختين موقع من طرف املعني باألمر‪.‬‬

‫‪ -‬نسخة من بطاقة التعريف الوطنية‬

‫‪ -‬عقد بين صاحب البناء و مهندس معماري‬

‫‪ -‬شهادة امللكية العقارية تسلمها املحافظة العقارية‬

‫‪ -‬تصميم البقعة األرضية‬

‫‪ -‬مذكرة من املعلومات تسلمها الوكالة الحضرية تبين األماكن املخصصة للملك العام‪.‬‬

‫‪ ‬السلطات املختصة بمنح الرخص‪:‬‬


‫يختص كل من رؤساء املجالس الجماعية و رجال السلطة بمنح الرخص‪ ،‬كل حسب الصلحيات‬

‫التي أعطتها القوانين لكل واحد منهم‪.‬‬

‫فاملادة ‪ 41‬من قانون التعمير نصت على‪ ":‬يسلم رخصة البناء رئيس املجلس الجماعي"‪ ،‬و يمكنه‬

‫تفويض هذا االختصاص بقرارمكتوب‪.‬‬

‫أما املدن الخاضعة لنظام املقاطعات فإن رئيس مجلس املقاطعة هو الذي يسلم رخصة البناء‬

‫بالنسبة للبنايات التي ال يتجاوز علوها ‪ 11,5‬مترا‪ ،‬أما التي يتجاوز علوها ‪ 11.5‬مترا فرئيس مجلس املدينة‬

‫هو الذي يسلم رخصة البناء‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫كما يعطي العامل رخصة بناء أو توسيع مسجد أو غيره من االماكن املخصصة إلقامة شعائر الدين‬ ‫‪-‬‬

‫اإلسلمي بعد أخذ رأي وزارة األوقاف و الشؤون اإلسلمية و وزارة التعمير‪.3‬‬

‫و يعوض الباشا رئيس املجلس الجماعي فيما يخص جماعات املشور‪.4‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬مسطرة دراسة ملفات رخص البناء‪:‬‬


‫و تختلف حسب وجودها داخل دوائرنفوذ الوكاالت الحضرية أو خارجها‪.‬‬

‫خارج دوائرنفوذ الوكاالت الحضرية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يقوم مكتب التصميم بدراسة ملف طلبات الرخص املودعة لدى السلطة املختصة بعد استيفاء‬

‫الشروط‪ ،‬ثم توجه نسخ منها إلى الجهات املختصة األخرى‪ ،‬كتلك املكلفة بتوزيع املاء و الكهرباء‪ ،‬بعد ذلك‬

‫يعمد إلى استشارة املصالح الخارجية غيرالتابعة للسلطة املختصة‪ .‬و يأخذ ذلك شكلين‪:‬‬

‫االستشارة اإلجبارية‪:‬‬

‫نصت املادة ‪ 32‬من قانون التعمير‪":‬يجب أن يعرض كل طلب للحصول على رخصة البناء على‬

‫املصالح الخارجية التابعة للسلطة الحكومية املكلفة بالتعمير إلبداء رأيها‪ ،‬مع مراعاة الصلحيات املسندة‬

‫في هذا امليدان إلى الوكالة الحضرية بموجب التشريع الجاري به العمل"‪.‬‬

‫أما املادة ‪ 43‬من نفس القانون ‪ ،‬فقد أكدت أن رخصة البناء تسلم دون إخلل بوجوب إحراز‬

‫الرخص األخرى املنصوص عليها في تشريعات خاصة‪ ،‬و بعد أخذ الراء و الحصول على التأشيرات املقررة‬

‫بموجب األنظمة الجاري بها العمل‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أن قرار وزير الداخلية رقم ‪ 491.93‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬فبراير ‪ 1993‬املتعلق‬

‫بتحديد اختصاصات و تنظيم املصالح الخارجية املكلفة بالتعمير و الهندسة املعمارية و إعداد التراب‬

‫الوطني نص على تقديم املساعدة التقنية للجماعات الترابية في بحث الطلبات املتعلقة برخص التجزيء و‬

‫البناء‪.‬‬

‫االستشارة االختيارية‪:‬‬

‫‪ - 3‬ظهير شريف رقم ‪ 1.07.56‬بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪ 2007‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 04.29‬القاضي بتغيير و تتميم ظهبر ‪1.84.150‬‬
‫بتاريخ ‪ 02‬أكتوبر ‪ 1984‬المتعلق باألماكن المخصصة إلقامة شعائر الدين اإلسالمي فيها‬
‫‪ - 4‬المادتان ‪ 135‬و ‪ 136‬من قانون ‪ 78.00‬المتعلق بالميثاق الجماعي الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.02.297‬في ‪ 3‬أكتوبر‬
‫‪ 2002‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5058‬بتاريخ ‪ 21‬نونبر ‪2002‬‬

‫‪6‬‬
‫فلها فائدة من الناحية العملية ‪ ،‬ولم يرد أي تنصيص عليها في نصوص التعمير أو غيرها بل أملتها‬

‫الحياة العملية أو يعض املناشير‪.‬‬

‫داخل دوائرالنفوذ الوكالة الحضرية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫جاء منشور للوزير األول عدد ‪ 14.2000‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر ‪ 2000‬لتسطير القواعد و‬

‫االجراءات التي من شأنها تجاوز املعيقات التي تسببها املساطرو املسالك التي تدرس وفقها طلبات الرخص‪.‬‬

‫كما تمت مراجعة مقتضيات الدورية الوزيرية رقم ‪ 222‬الصادرة في ‪ 12‬أبريل ‪ 1995‬بدورية‬

‫و املضرة بمصالح‬ ‫‪ 1500/2000‬التي ترمي إلى تجاوز االختلالت التي تعرفها املساطر املعمول بها‬

‫املواطنين من جهة‪ ،‬و بسمعة اإلدارة و املصلحة االقتصادية للبلد من جهة أخرى‪ .‬و يرمي هذا املنشور إلى‬

‫مسألتين‪:‬‬

‫‪ -‬مذكرة املعلومات اإلدارية‪:‬و ذلك إلخبارصاحب الشأن باالستعمال الذي تخصصه وثائق التعميرالجاري‬

‫بها العمل لعقار أو مجموعة عقارية معينة‪.‬و تسلم الوكالة الحضرية هذه املذكرة في أجل ال يتعدى ‪72‬‬

‫ساعة من توصلها بالطلب‪ .‬و تحدد مدة صلحيتها ستة أشهر عندما تكون وثيقة التعمير املعينة في طور‬

‫الدراسة و املصادقة‪ ،‬و إذا كانت مصادقة فإنها تبقى صالحة ما لم تتوقف صلحيتها‪.‬‬

‫‪ -‬مسطرة الدراسة‪ :‬و تتوزع إلى ثلثة أصناف‬

‫‪ ‬مسطرة األشغال الطفيفة واملنشآت املوسمية أو العرضية‪ ،‬و هي معفية من عرضها على‬

‫الوكالة الحضرية‪.‬‬

‫‪ ‬املسطرة السريعة‪.‬‬

‫املسطرة العادية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬القرارات املتعلقة برخص البناء‪:‬‬

‫حيث نجد‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬قرار اإلذن‪ :‬السماح بالرخصة إذا كان العقار املراد بناؤه ال يخالف مقتضيات وثائق التعمير فتكون‬

‫رخصة صريحة‪ ،‬و تكون ضمنية إذا سكوت رئيس املجلس الجماعي عند انقضاء مدة شهرين من تاريخ‬

‫إيداع طلب الحصول على الرخصة‪.5‬‬

‫‪ ‬قرار الرفض‪ :‬إذا كان العقار مخالفا ملقتضيات وثائق التعميرو ضوابط البناء العام‪ .‬كما ال يمكن قبول‬

‫طلبات الترخيص بالبناء املخالفة لتصميم التهيئة ابتداء من تاريخ اختتام البحث العلني‪ ، 6‬و إلى حين‬

‫صدور النص القاض ي باملصادقة على مشروع تصميم التهيئة‪.7‬‬

‫‪ ‬قرار التأجيل‪ :‬املادة ‪ 13‬من قانون ‪ 12.90‬تشير إلى أن تصميم التنطيق حدد املناطق التي يؤجل فيها‬

‫البث من طرف رئيس املجلس الجماعي‪ ،‬و عند املصادقة عليه و نشره في الجريدة الرسمية ترجع‬

‫الوضعية القانونية إلى حالتها العادية‪.8‬‬

‫‪ ‬املطلب الثاني‪ :‬ضابط البناء العام لرخص التعمير‬

‫صدر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6155‬بتاريخ‪ 27‬ماي ‪(2013‬املوافق ‪ 16‬رجب ‪ ،)1434‬ضمن‬

‫النصوص العامة‪ ،‬مرسوم رقم ‪ 2.13.424‬باملوافقة على ضابط البناء العام املحدد لشكل وشروط تسليم‬

‫و التجزئات العقارية‬ ‫الرخص والوثائق املقررة بموجب النصوص التشريعية املتعلقة بالتعمير‬

‫واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات والنصوص الصادرة لتطبيقها‪.‬‬

‫‪ ‬اإلطارالعام‪.‬‬

‫يندرج هذا املرسوم في إطار إصلح املنظومة املحددة لتسليم رخص التعمير‪ ،‬ويصنف ضمن‬

‫املراسيم ذات الطابع التنظيمي‪ ،‬مما له من قوة قانونية أكبرمن الدوريات واملناشير الوزارية‪.‬‬

‫‪ - 5‬المادة ‪ 48‬من قانون ‪12.90‬‬


‫‪ - 6‬المادة ‪ 45‬من قانون ‪12.90‬‬
‫‪ - 7‬المادة ‪ 47‬من قانون ‪12.90‬‬
‫‪ -8‬عبد الرحمان البكريوي‪"،‬التعمير بين المركزية و الالمركزية"‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬الشركة المغربية للطباعة و النشر ‪ ،‬الرباط‬
‫‪،1993‬ص ‪80-79‬‬

‫‪8‬‬
‫ويتكون هذا املرسوم من ستة أبواب و ‪ 49‬مادة‪ ،‬فضل عن ‪ 8‬ملحقات‪ .‬تتوزع هاته األبواب بين‬

‫الغرض ونطاق التطبيق ومذكرة املعلومات التعميرية وتسليم اإلذن بالتجزيء وإحداث املجموعات‬

‫السكنية وتقسيم العقارات وتسيلم رخص السكن وشهادة املطابقة ومساطر التدبير اللمادي للملفات‪،‬‬

‫وأخيرا مقتضيات عامة‪.‬‬

‫‪ -‬الفقرة األولى‪ :‬أهداف مرسوم ‪2.13.424‬‬

‫يهدف مرسوم ضابط البناء العام إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬إحداث هياكل جديدة مكلفة بدراسة ملفات طلبات رخص التعمير‪ ،‬وتتشكل من‪:‬‬

‫الشباك الوحيد لرخص للتعمير‪(:‬املادة ‪ 10‬من ضابط البناء العام)‬


‫على صعيد الجماعات التي يتجاوز عدد ساكنتها ‪ 50.000‬نسمة‪ ،‬وكذا على مستوى املقاطعات‬

‫املشارإليها في املادة ‪ 216‬من القانون التنظيمي ‪ 113.14‬املتعلق بالجماعات‪.‬‬

‫اللجنة اإلقليمية للتعمير‪:‬‬

‫تحدث على صعيد العمالة أو اإلقليم لدراسة ملفات طلبات الرخص بالجماعات التي يقل عدد‬

‫ساكنتها أو يساوي ‪ 50.000‬نسمة ‪ ،‬و يمكن باتفاق مع اإلدارات املعنية وبطلب من رئيس املجلس الجماعي‬

‫إحداث شباك وحيد بالجماعات التي يقل أو يساوي عدد سكانها عن ‪ 50.000‬نسمة ‪ ،‬وقد أنيط بها نفس‬

‫مهام الشباك الوحيد للتعمير‪( .‬املادة ‪)16‬‬

‫‪ -‬تحديد مسطرة دراسة رخص التعمير وحصرها في مسطرة املشاريع الكبرى ومسطرة املشاريع الصغرى‬

‫‪،‬مع تحديد الوثائق األساسية والوثائق التكميلية املتعلقة بكل رخصة‪( ،‬يراد "باملشاريع الكبرى" كل مشروع‬

‫منصوص عليه بامللحق رقم ‪ 2‬بضابط البناء العام ‪،‬ويراد "باملشاريع الصغرى" كل مشروع منصوص عليه بامللحق رقم‬

‫‪.) 3‬‬

‫‪ -‬تحديد األعضاء املكلفون بدراسة رخص التعمير و التمييز بين األعضاء الدائمون واألعضاء غير الدائمين‬

‫في لجان الدراسة ؛‬

‫‪ -‬إرساء قواعد التنافسية ‪ :‬وذلك من خلل تحسين مناخ األعمال وتشجيع االستثمار‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫و تسريع وتيرة منح الرخص‪ ،‬و تحديد أجال لكل مرحلة من مراحل الدراسة منذ إيداع الطلب إلى إصدار‬

‫القرار بشأنه وتبليغه إلى صاحب الشأن‪ ،‬مع منح عمال العماالت واألقاليم سلطة مراقبة احترام الجال‬

‫املحددة بموجب القوانين واألنظمة الجاري بها العمل واتخاذ التدابيراللزمة في حالة اإلخلل بذلك‪.‬‬

‫‪ -‬تبسيط و توحيد املساطر ووضع دليل مسطري يحدد وثائق و مساطر منح الرخص ‪ ،‬مع إمكانية إعمال‬

‫مساطرالتدبيراللمادي في إطاربرنامج الحكومة االلكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬الفقرة الثانية‪ :‬مسطرة دراسة رخص التعمير‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم لجان الدراسة بدراسة ملفات طلبات رخص التعمير وفق مسطرتين‪ :‬مسطرة املشاريع الصغرى و‬

‫مسطرة املشاريع الكبرى‪(.‬املادة ‪)17‬‬

‫‪ -‬أثناء دراسة املشاريع الصغرى تتكون لجنة الدراسة من أعضاء دائمين هم ممثلو العمالة أو اإلقليم‪ ،‬و‬

‫ممثلو الجماعة و ممثلو الوكالة الحضرية‪( .‬املادة ‪)21‬‬

‫‪ -‬تودع ملفات طلبات الرخص املتعلقة بمسطرة املشاريع الصغرى بمكتب ضبط الجماعة أو بمكتب‬

‫ضبط الشباك الوحيد في حالة تواجده مقابل وصل إيداع مرقم و مؤرخ‪ ،‬بعد ذلك يتم إحالة امللف على‬

‫أعضاء لجنة الدراسة بمجرد إيداعه و التي عليها أن تبدي رأيها بشأن الرخصة في حينه ‪.‬‬

‫‪ -‬أما مسطرة املشاريع الكبرى فتتكون لجنة الدراسة من أعضاء دائمين هم ممثلو العمالة أو اإلقليم‪ ،‬و‬

‫ممثلو الجماعة‪ ،‬و ممثلو الوكالة الحضرية و ينضم إليهم ممثلوا املديرية العامة للوقاية املدنية و ممثلوا‬

‫املصالح املختصة في مجال الربط بشبكات االتصاالت السلكية واللسلكية و كذا ممثلوا األجهزة املكلفة‬

‫بتسييرمختلف الشبكات (املادة ‪ ،)21‬ويجوز لرئيس املجلس الجماعي أن يستدعي كل شخص يرى فائدة في‬

‫االستشارة برأيه داخل لجنة الدراسة (املادة ‪.)22‬‬

‫‪ -‬و إذا تعلق األمر بعملية تقسيم فإن األعضاء الدائمين للجان الدراسة هم ممثلوا ‪ :‬العمالة أو اإلقليم ‪،‬‬

‫الجماعة ‪ ،‬الوكالة الحضرية و املحافظة على األملك العقارية‪.‬‬

‫‪ -‬تودع ملفات طلبات الرخص بمكتب ضبط الجماعة أو بمكتب ضبط الشباك الوحيد في حالة تواجده‬

‫مقابل وصل إيداع مرقم و مؤرخ (املادة ‪،)30‬و إذا كان العقار املراد تجزئته يوجد في جماعتين أو عدة‬

‫جماعات فإن ملف طلب رخصة التجزئة وإحداث املجموعة السكنية يودع بمقر عمالة اإلقليم املعني ‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫بعد ذلك يتم إحالة امللف على أعضاء لجنة الدراسة داخل أجل ثلثة أيام و التي عليها أن تبدي رأيها بشأن‬

‫الرخصة داخل أجل خمسة عشريوما (املادة ‪. )18‬‬

‫‪ -‬في جميع الحاالت سواء تعلق األمر بمسطرة املشاريع الصغرى أو تعلق األمر بمسطرة املشاريع الكبرى‪،‬‬

‫وبمجرد انتهاء أشغال لجنة الدراسة يتم تحرير محضر يتضمن الراء الفردية ألعضائها يتم تقييدها‬

‫بالوثائق املكتوبة و املرسومة و يوجه إلى رئيس املجلس الجماعي قصد اتخاذ قرار بشأنه داخل أجل ثلثة‬

‫أيام ‪،‬و ال يمكن في أي حال من األحوال تسليم الرخصة دون الحصول على الرأي املطابق الذي يبديه ممثل‬

‫الوكالة الحضرية (املادة ‪.)35‬‬

‫‪ -‬و يتم إصدار الرأي باملوافقة متى تقيد طالب الرخصة باملقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها‬

‫العمل‪ ،‬ويسلم رئيس املجلس الجماعي الرخصة بعد وضع عبارة ‪ :‬غير قابل للتغيير‪ ،‬على الوثائق املرسومة‬

‫و املكتوبة للملف ‪ ،‬و توجه نسخة من قرار الترخيص إلى السلطة املحلية وإلى أعضاء لجنة الدراسة (املادة‬

‫‪ ، )39‬و يخبرالرئيس صاحب الشأن بمآل الرخصة ويبلغه قرار تسليم الرخصة بواسطة رسالة مع اإلشعار‬

‫بالتسلم في أجل يومين من تاريخ اتخاذ القرار(املادة ‪.)40‬‬

‫‪ -‬و في حالة إبداء ملحظات بخصوص الرخصة يوجه رئيس املجلس الجماعي رسالة مضمونة مع إشعار‬

‫بالتوصل إلى صاحب الشأن داخل أجل يومين من تاريخ توصله بمحضر أشغال لجنة الدراسة قصد‬

‫إدخال التعديلت الضرورية على ضوء امللحظات املبداة‪.‬‬

‫و حينما تثير دراسة ملف معين ملحظات تستوجب اإلدالء بوثائق تكميلية أو رفع تحفظات غير ذات‬

‫تأثير على الراء واالستشارات املعبر عنها من طرف لجنة الدراسة‪ ،‬تبلغ هذه امللحظات إلى املهندس واضع‬

‫املشروع مع منح أجل خمسة أيام من أجل تقديم التعديلت واإلضافات الضرورية (املادة ‪.)38‬‬

‫‪ -‬يصدر رئيس املجلس الجماعي قراره برفض منح رخصة البناء بعد توصله بمحضر لجنة الدراسة متى‬

‫كان طالب الترخيص لم يحترم املقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪،‬أو لم يراع تصميم‬

‫التهيئة أو التنمية ‪ .‬و يجب عليه في هذه الحالة تعليل قراره وتبليغه إلى املعني باألمر داخل أجل يومين من‬

‫توصله بمحضر أشغال لجنة الدراسة‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫و يمكن للمتضرر من قرارالرفض أن يلجأ للقضاء من أجل طلب إلغاء هذا القرار(املادة ‪.)36‬‬

‫‪ -‬يتم منح رخصة السكن و شهادة املطابقة بناء على طلب من مالك البناء الذي يصرح بانتهاء عملية البناء‬

‫وتقوم لجنة مختصة بمعاينة البناء‪ ،‬وإذا كانت األشغال تمت تحت إشراف مهندس معماري فإنه يكتفي‬

‫فقط بمعاينته ‪.‬‬

‫‪ -‬يودع ملف طلب رخصة السكن وشهادة املطابقة مقابل وصل مؤرخ بمكتب ضبط الجماعة املعنية أو‬

‫مكتب ضبط الشباك الوحيد في حالة وجوده من طرف صاحب الشأن يتضمن‪:‬‬

‫‪ ‬طلب بمثابة تصريح بانتهاء األشغال إلى رئيس املجلس الجماعي؛‬

‫‪ ‬شهادة مطابقة األشغال مسلمة من طرف املصالح املختصة في مجال اإلتصاالت السلكية‬

‫واللسلكية في الحاالت املقررة بموجب القوانين واألنظمة الجاري بها العمل (املادة ‪.)41‬‬

‫‪ -‬يتولى رئيس املجلس الجماعي إخبار صاحب الشأن داخل أجل ثلثة أيام من إيداع امللف بتاريخ انعقاد‬

‫لجنة املعاينة ‪،‬وتوجه الدعوة إلى أعضاء لجنة املعاينة للنعقاد داخل أجل خمسة عشر يوما‪،‬بمجرد‬

‫انتهاء أشغال اللجنة يتم تحرير محضر يتضمن الراء الفردية ألعضاء اللجنة ويعرض هذا املحضر داخل‬

‫(املادة ‪.)44‬‬ ‫أجل يومين على رئيس املجلس الجماعي التخاذ قراره‬

‫‪ -‬في جميع الحاالت يجب تسليم رخصة السكن و شهادة املطابقة داخل أجل شهر من تاريخ إيداع امللف‬

‫‪،‬وإذا انتهت املدة ولم يصدر أي قرار يجوز ملالك البناء أن يطلب من السلطة املحلية ممارسة سلطة الحلول‬

‫محل رئيس املجلس الجماعي ‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬الرقابة القضائية على رخص التعميرالعملياتي‬

‫و حسب‬ ‫تعتبر الرقابة اإلدارية على مشاريع البناء ضرورية في إطار شرطة التعمير‪ ،‬لكن‬

‫الوقائع العملية‪ ،‬فإنها تثير الكثير من اإلشكاالت سواء أمام اإلدارة أو أمام القضاء و الدور املنوط به في‬

‫ميدان مراقبة التعمير العملياتي باملغرب‪ ،‬و مراقبة تنفيذ املقتضيات القانونية املنظمة للتعمير التي تهم‬

‫القرارات ومختلف األعمال التي تقوم بها األشخاص املعنوية العامة في ميدان التعمير‪ ،‬وقد يتعلق األمر‬

‫بعدم احترام مساطر وقواعد التعمير التي تكون موضوع تدخل جنائي غير أن هذه القوانين التي تم وضعها‬

‫‪12‬‬
‫سواء إبان الحقبة االستعمارية أو بعدها قد أبانت عن عجزها وقصورها في الحد من االختلالت املجالية‬

‫الش يء الذي سيدفع إلى ضرورة البحث عن الرقابة القضائية ‪ .‬فإذا كانت تهيئة املجال تشكل قطاعا يفرض‬

‫بشكل أساس ي التعاون بين الدولة والجماعات الترابية‪ ،‬ألن مصلحة األولى تلتقي مع مصالح الثانية‪ .‬وحيث‬

‫أن تدخلها جد متكامل فإن الحقيقة أن تدخل جميع هذه األجهزة في تهيئة املجال وتنظيمه ال يمكن أن‬

‫يؤتي أكله ما لم تكن هناك رقابة قضائية حقيقية‪ .‬ومن هنا أقر املشرع دورا للقضاء بمختلف أشكاله في‬

‫مجال التعميركمرحلة أخيرة في مواجهة الخروقات التعميرية التي يعرفها هذا امليدان‪ .‬وتجدراإلشارة إلى أنه‬

‫وإن كانت اإلدارة تلعب دورا هاما في ضبط ومراقبة العمران وإذا كان القضاء اإلداري املغربي قد عبر عن‬

‫اجتهاداته في كثير من املنازعات اإلدارية بشكل عام‪ ،‬فإن ميدان التعمير يبقى املجال الذي تمتد إليه الرقابة‬

‫القضائية بالشكل الكافي نظرا لكون أغلبية النزاعات تجد تسويتها في املرحلة اإلدارية دون ارتقائها إلى‬

‫منازعات قضائية‪.‬‬

‫‪ ‬املطلب األول‪ :‬الطعن في قرارات الترخيص بالبناء‬


‫و يتخذ عدة أشكال‪:‬‬

‫‪ -‬الفقرة األولى‪ :‬الطعن في الرفض الصريح و القرارات الضمنية لرخص البناء‬

‫الطعن في الرفض الصريح لرخص البناء‬ ‫‪‬‬

‫إن اتخاذ السلطات املختصة لقرار صريح برفض طلب رخصة البناء بشكل نهائي موقف عادي‬

‫للسلطة املختصة‪ ،‬كلما تعلق األمر بمشروع بناء يخرق املقتضيات القانونية أو يتنافى مع محتويات وثائق‬

‫التعميروضوابط البناء العامة والجماعية‪ ،‬وهذا ما قصدته املادة ‪ 43‬من قانون التعمير‪.‬‬

‫ففي قضية الشركة العقارية املالية والسياحية " هيفوطيل " رفض رئيس الجماعة الحضرية لسيدي‬

‫بليوط منح رخصة البناء للطاعنة معلل ذلك بكون القطعة األرضية وإن كانت مسجلة في اسم املدعية فإن‬

‫الرسم العقاري يتضمن وجود حقوق عينية و تحملت عقارية عن كراء وتقييد احتياطي لفائدة الغير حيث‬

‫‪13‬‬
‫ردت الغرفة اإلدارية على هذا الدفع بقولها‪ ":9‬وحيث إنه من الثابت أيضا أن الطاعنة التي تقدمت بطلب‬

‫الحصول على رخصة بناء عمارة باألرض املذكورة قد أدلت بجميع الوثائق واملستندات الضرورية التي‬

‫يتطلبها قانون التعمير‪ ،‬وحيث إن تمسك الجماعة الحضرية بسيدي بليوط بعدم أحقيتها في الحصول على‬

‫رخصة البناء بعلة وجود التقييد االحتياطي املذكور ليس من شأنه أن يحول بين املالك املسجل في الرسم‬

‫العقاري وبين ممارسته جميع التصرفات بما فيه ذلك التفويت لحق ملكيته‪ ،‬فضل عن طريق االستغلل‬

‫التي يراها مناسبة لوضعية عقارية‪ .‬وحيث يستنتج من كل ما سبق أن املقرر املطعون فيه يرفض منح‬

‫الطالبة رخصة البناء للعلة املشار إليها يكون متسما بالشطط في استعمال السلطة ويتحتم بالتالي إلغاؤه‬

‫"‪.‬‬

‫وينبغي اإلشارة إلى أن قانون التعمير وكذا املرسوم التطبيقي لم يشترط تعليل القرارات سواء في‬

‫حالة منح الرخصة أو في حالة الرفض أو التأجيل البث في الطلب باستثناء ما كان في املادة ‪ .45‬وكيفما كان‬

‫الحال ولو ان اإلدارة لم تكن ملزمة بالتدليل‪ ،‬فإنه في حالة طرح القضية على املحاكم في نزاع حول رفض أو‬

‫تأجيل البث في طلب رخصة البناء كان يطلب منها تقديم جوابية لتبريرموقفها‪.‬‬

‫من جهة أخرى إن الرقابة على الوقائع ال تكون من الناحية املادية البحتة وإنما قد تكون رقابة‬

‫من وجهة قانونية عن طريق مقابلة بين السبب املادي والقاعدة القانونية ويقوم القاض ي للوصول إلى‬

‫التفسير الحقيقي الذي تقدمه اإلدارة للقاعدة القانونية ولتقف على األسلوب الذي اتبعته في تطبيقها‬

‫وينتهي القاض ي بعد التحقق من الوجود املادي للواقعة إلى البحث عن مدى قانونيتها وهل يصح أن‬

‫تتخذها أساسا لقرارها املطعون فيه ‪.10‬‬

‫لكن القضاء االداري االن يلزم االدارة بتقديم االسباب حتى يطلع عليها املعنيون باألمر بناء على ما‬

‫جاء في القانون رقم ‪ 1. 03‬و إال ألغي القرار التسامه بعدم املشروعية‪ ،‬وهذا ما تبناه املشرع املغربي من‬

‫موقف القضاء املغربي والفرنس ي اللذان اتفقا على قاعدة ثابتة مفادها أنه وإن كانت االدارة غير ملزمة‬

‫ببيان أسباب قراراتها إال أن القانون يلزمها بتقديم ذلك للقاض ي اإلداري‪.‬‬

‫‪ - 9‬القرار عدد‪ 427‬بتاريخ ‪ 27‬دجنبر‪ 1990‬ملف اداري رقم ‪8451.88‬‬

‫‪ - 10‬قرارا إدرية الرباط بإلغاء القرار المطعون فيه حكم عدد ‪ 189‬بتاريخ ‪ 1996-7-4‬بين أحمد السوسي ومن معه ضد رئيس المجلس البلدي للرباط‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ ‬الطعن في القرارات الضمنية لرخص البناء‬

‫كما بينا سابقا فالرخصة الضمنية تستنبط من أحكام املادة ‪ 48‬من قانون ‪ ،12.90‬واملادة ‪ 7‬من‬

‫ظهير ‪ 25‬يونيو ‪ 1960‬املتعلق بتنمية العمارات القروية‪ ،‬وهذا ما أقرته العديد من املحاكم اإلدارية‪ ،‬ومنه ما‬

‫ذهبت إليه املحكمة اإلدارية بوجدة حكم رقم ‪ 97/465‬بتاريخ ‪ 1997/4/9‬ملف عدد ‪ 96/85‬في الدعوى‬

‫املرفوعة من طرف أحمد برانب ضد املجلس البلدي سيدي زيان في شخص رئيسه من خلل تعليلها ‪":‬‬

‫حيث أن الفصل ‪ 48‬من قانون ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمير ينص على انه في حالة سكوت رئيس املجلس‬

‫الجماعي تعتبر رخصة البناء مسلمة عند انقضاء شهرين من تاريخ إيداع طلب الحصول عليها مما يعني أن‬

‫رخصة البناء في هذا الحال تصدر بقرار ضمني " كما أكد عدم وجود أي قرار لتحديد الطرف والساحات‬

‫كما يدعي املجلس البلدي وال بما يفيد سلوك مسطرة البحث العمومي‪ ،‬ومادام أن الحظر من تسليم رفض‬

‫البناء محدد بمقتض ى املادة ‪ 33‬في ‪ 6‬أشهرعلى أكثرتقدير‪ .‬بذلك يكون القرارالقاض ي بإلغاء القرارالضمني‬

‫بالترخيص في البناء مشوبا بالتجاوز في استعمال السلطة ملخالفة القانون‪.‬‬

‫‪ -‬الفقرة الثانية ‪ :‬الطعن في قرارات سحب رخص البناء‬

‫لقد منح املشرع االمتياز في سحب الرخصة متى اتضح له عدم مشروعيتها غير أن هذا السحب‬

‫يخضع لشرطين أساسين أن يكون القرار محل السحب قرارا إداريا غير مشروع ثم أن يجري السحب في‬

‫امليعاد املقرر قانونا للطعن باإللغاء وهذا ما سنتطرق إليه من خلل ما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬سحب التراخيص غيراملشروعة‬

‫استقر الفقه والقضاء على أال تسري أحكام التصرفات القانونية إال على ما يقع من تاريخ‬

‫صدورها وانه ال يترتب عليها أثرفي وقع قبلها إال أن يكون ذلك استثناءا وبنص خاص في القانون ومرجع هذه‬

‫القاعدة كما هو معلوم هو حماية الحقوق املكتسبة في املاض ي حرصا على استقراراملعاملت ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫إن سحب القراراإلداري غيراملشروع الذي ولد حقوقا مكتسبة ال يكون صحيحا إال إذا بوشر أثناء‬

‫أجل ستين يوما من إصداره ما لم ينحدر عيب عدم املشروعية إلى درجة االنعدام أو يتم صدوره نتيجة‬

‫غش أو تدليس من قبل املستفيد ‪.‬‬

‫وهذا ما توضح من خلل الحكم الصادر عن إدارية مكناس ( حكم رقم ‪ 8/ 2000/39‬غ بتاريخ‬

‫‪ ) 2000/04/13‬الذي تتلخص وقائعه في صدور قرار عن رئاسة املجلس البلدي لخنيفرة بكون البناء‬

‫مخالف للقوانين الجاري بها العمل في ميدان التعمير طالبا منهما االقتصار على الطابع السفلي بعد أن كان‬

‫املدعيان قد تقدما بطلب من أجل املصادقة على تصميم البناء فتمت املصادقة عليه وحصل على رخصة‬

‫للبناء‪.‬‬

‫وحيث أوضحت املحكمة على أن ترخيص البناء تم منحه من طرف الجهة اإلدارية املختصة‪ ،‬وهو‬

‫ما يعني مبدئيا أن هذا الترخيص ال يمكن منحه إال إذا كان الطلب املقدم مستجمعا للشروط القانونية‬

‫الواجبة التطبيق‪ ،‬وفي وضعية سليمة تجاه قوانين التعمير املنظمة للهندسة املعمارية للمدينة والحصول‬

‫على الترخيص يولد حقوقا مكتسبة لفائدة املستفيد ال يجوز إلغاؤها وتجاهل مقتضياته ‪ ،‬حيث تسمح‬

‫بذلك قواعد السحب املتعلقة بانعدام مفعول القرارات اإلدارية املعيبة‪ .‬وحيث أن مقتضيات املادة‬

‫الرابعة من رخصة البناء موضوع السحب تحفظ لإلدارة صلحية التعويض فإن ممارسة هذه الصلحية‬

‫إنما تنطبق على الحاالت والعناصر الطارئة التي تكون غير معلومة بالنسبة لإلدارة وقت اتخاذ قرار‬

‫الترخيص والتي قد يكون لها تأثير على الغير أو األمن العام أو الهندسة املدنية أما العناصر املعلومة والتي‬

‫سبق لها أن مارست تقديرها بشأنها فإنها ال تشفع لها ممارسة هذه الصلحية بشأنها في حالة حصول خطأ‬

‫في هذا التقدير فإن القول بخلف ذلك يحول دون انضباط العمل اإلداري ويفقد ثقة املستفيدين في‬

‫استقرار مراكزهم القانونية املتولدة عن هذه القرارات ‪.‬‬

‫سحب الترخيص خارج أجل الطعن باإللغاء‬ ‫‪‬‬

‫إذا كان يجوز لإلدارة استثناءا أن تصرف النظر في أي وقت عن قراراتها املشروعة التي ال تولد‬

‫حقوقا مكتسبة ألحد‪ ،‬فإن القاعدة املستقرة الن في فقه القانون اإلداري وقضائه أنه تجري على تحديد‬

‫‪16‬‬
‫سلطة اإلدارة في سحب قراراتها غير املشروعة بامليعاد املقرر قانونا للطعن باإللغاء ‪ .‬بحيث أن انقضاء‬

‫ميعاد الطعن باإللغاء‪ ،‬معناه صيرورة القرار اإلداري محل الطعن حصينا أو محصنا ضد اإللغاء وهو ما‬

‫يجعله في حكم القراراملشروع‪.‬‬

‫وقد أكد املجلس األعلى أن صياغة الحقوق املكتسبة من املبادئ العامة التي تجعل اإلدارة ملزمة‬

‫بسحب القرارات الفردية التي أكسبت املستفيدين وضعية قانونية معينة‪،‬أما القرارات غير املشروعة‬

‫فيمكن سحبها طاملا لم تتحصن بمض ي املدة املقررة لرفع دعوى اإللغاء‪ ،‬أما إذا تحصنت فل يمكن لإلدارة‬

‫القيام بسحبها إال في حالة استعمال املعني باألمر أعماال تدليسية‪ ،‬ويمكن للسحب أن يسري في هذه الحالة‬

‫بأثر رجعي‪ .‬وفي ذلك قضت إدارية أكادير حكم ‪ 96/1‬بتاريخ ‪ 96/2/1‬ملف رقم ‪ 95/2‬غ برفض الطلب بناء‬

‫على الحيثيات التالية ‪ ":‬وحيث اعتبارا لذلك يكون من حق رئيس املجلس الجماعي الحضري وقد ثبت لديه‬

‫أن الترخيص صدر مخالفا ألوضاع املقررة قانونا أن يسحبه مادام هذا القرار املعيب لم يتحصن بعد‬

‫مرورا بأجل دعوى اإللغاء وحيث يكون لذلك قرار السحب الصادر عن رئيس املجلس الجماعي الحضري ‪،‬‬

‫غير مشوب بأي عيب من عيوب تجاوز السلطة الواردة في املادة ‪ 20‬من قانون ‪ 41.90‬ودعوى املدعي غير‬

‫مؤسسة قانونا وينبغي التصريح برفضها‪.‬‬

‫في نفس االتجاه حكم إدارية مراكش عدد ‪ 86‬بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 98/1994،127‬بين أحمد ناويس‬

‫ضد رئيس املجلس البلدي بوادي الذهب أسفي تقول فيه بان سحب قرار الترخيص بالبناء املستجمع‬
‫أجل الطعن باإللغاء من شانه املس بحقوق مكتسبة للطاعن‪11‬‬ ‫لشروطه القانونية خارج‬

‫بقي أن نشيرإلى أن الرخص الضمنية يجوز سحبها أيضا مادامت تعتبرقرارا إداريا ومادامت توافق‬

‫القوانين الجاري بها العمل‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬طلب إلغاء رخص البناء من طرف الغير‬ ‫‪‬‬

‫ينبغي بادئ البدء التطرق إلى املقصود بالغير وهو كل متضرر من قرار الترخيص واملاس بأحد‬

‫الحقوق املكتسبة له قانونا ‪ ،‬واملؤثرة في املراكز القانونية لهذه األشخاص سواء أكانوا أشخاص طبيعية أو‬

‫‪ - 11‬الشريف البقالي "رقابة القاضي اإلداري على مشروعية القرارات الصادرة في مجال التعمير " الطبعة األولى‪2006،‬‬
‫ص‪228‬و‪234‬‬

‫‪17‬‬
‫معنوية خاصة أو عامة متى ثبت لها مصلحة في ذلك فيكون لها الحق في رفع دعوى اإللغاء إمام القضاء‬

‫اإلداري ‪.‬‬

‫وسنتحدث عن ذلك في فقرتين‪ ،‬األولى خاصة بطلب إلغاء الترخيص من طرف األفراد واألخرى‬

‫من طرف الوكاالت الحضرية‪.‬‬

‫‪ -‬الفقرة األولى‪ :‬طلب إلغاء الترخيص من طرف األفراد‬

‫و يمكن الحديث عنه من جانبين كذلك‪ ،‬وهو إلغاء رخصة البناء من املجاورين والخرإلغاء رخصة‬

‫السكنى ‪.‬‬

‫حيث أن إلغاء رخصة البناء من طرف املجاورين ‪ ،‬يقتض ي منا بيان أن القانون وقبل كل ذلك‬

‫تضمن كافة الضمانات القانونية لكل ذي مصلحة للحصول على رخصة البناء ولتكون حقا مكتسبا ‪ ،‬ومع‬

‫هذا فإن القضاء عمل على تقيد ذلك أو باألحرى على تنظيمه وجعل من تأثير الرخصة في املراكز القانونية‬

‫للمجاورين أو من لهم مصلحة في ذلك أساسا لهذا القيد ‪ ،‬وهنا يتجلى دور الفرد في تنظيم املجال وذلك‬

‫باللجوء إلى القضاء ‪.‬‬

‫وهو ما أكدته املادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 41.90‬املحدث للمحاكم اإلدارية وهو ما عززته إدارية‬

‫الرباط حيث قالت ( أن رخصة البناء تعتبر قرارا إداريا قابل للطعن فيه عن طريق دعوى اإللغاء ما دام‬

‫صادرا من سلطة إدارية )‪.‬‬

‫وهناك العديد من األحكام القضائية التي ألغت قرارات منها على سبيل املثال قضية عرضت على‬

‫املحكمة اإلدارية بالرباط (حكم رقم ‪ 242‬بتاريخ ‪ 1999/4/15‬ملف رقم ‪ 98/348‬غ بين الزاهي بنعيس ى‬

‫ورئيس املجلس البلدي بسوق أربعاء الغرب ) والذي إيجازه هو إن املدعي يملك منزال وحماما منذ ازيد عن‬

‫ثلثين سنة وان هناك بجنبه ارض فارغة ألشخاص وحيث قررا هؤالء األشخاص ببناء حمام بالرشاشات‬

‫وطابق علوي مخصص للسكنى وتقدما بالطلب إلى رئيس املجلس البلدي بسوق أربعاء الغرب واستجاب‬

‫لهما بالرغم من مكاتبة املدعي له بعدم الترخيص وحيث ألغت املحكمة القرار لسبب إن املنطقة مخصصة‬

‫للفيلت وليس للبناء التجاري ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وبما أن املسؤولية في مجال التعمير تقع على عاتق كل من الفرد واإلدارة‪ ،‬فإن ذلك يفرض على‬

‫األفراد حين اكتشاف أية مخالفات‪ ،‬ضرورة اللجوء إلى املحاكم اإلدارية والهدف منها حماية املجال الترابي‬

‫للجماعة ‪ ،‬كما يجدر اإلشارة إلى ضرورة توسيع مفهوم املصلحة بحيث تشمل كل مقيم سواء تأثر بشكل‬

‫مباشرأو غيرمباشر‪.‬‬

‫أما الجزئية الثانية وهي إلغاء رخصة السكن ‪:‬‬

‫رخصة السكن هي الوجه الثاني لرخصة البناء‪ ،‬وتأتي تتمة لها بمعنى حين التقييد بالضوابط التي‬

‫وردت في رخصة البناء يكون لزاما إصدار رخصة السكن‪ ،‬وهي تعد بمثابة قرار يشهد بموجبه رئيس‬

‫املجلس الجماعي على البنايات أنها شيدت وفق املعايير املعمارية وتتوفر على شروط الصحة والسلمة وكل‬

‫املقومات التي كانت وراء الحصول على رخصة البناء‪.‬‬

‫ونشير الى الحكم عدد ‪ 650‬الصادر من إدارية فاس بتاريخ ‪ 1995/5/21‬ملف رقم ‪ 96/322‬غ ‪،‬‬

‫حيث أن الطاعن استحصل على رخصة لبناء الطابق السفلي واألول بعقاره ‪ ،‬ولكنه عمد الى زيادة طابق‬

‫ثاني وبالتالي مخالفة الرخصة ‪ ،‬وهنا تم رفض طلبه ألن القرار الصادر بعدم منح رخصة السكنى كان‬

‫متوافق مع صحيح القانون ‪.‬‬

‫وبالتالي ‪ ،‬يمكن القول إن عدم الحصول على رخصة البناء والشروع بدونها يكون سببا مشروعا‬

‫وسليما بعدم إصداررخصة السكن ‪.‬‬

‫ولكن يلحظ في هذه الرخصة ‪ ،‬ولكونها تفتقر للشروط والشكليات املقننة في مرسوم‪ ،‬أن بها‬

‫العديد من الخروقات من طرف الجماعات بسبب االحتكام الى املسؤول اإلداري في إصدارها‪ ،‬والتي في‬

‫الغالب تكون املزاجية هي املعول عليها والبيروقراطية اإلدارية املعروفة ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬طلب إلغاء رخصة البناء من طرف الوكاالت الحضرية‬

‫تعتبر الوكاالت الحضرية من بين املتدخلين الرئيسين في ميدان التدبير العمراني إذ تم إنشاء اول‬

‫وكالة حضرية سنة ‪ 1984‬بالدار البيضاء ‪ ،‬ثم الوكالة الحضرية ملدينة فاس ‪ ،‬وبعدها الوكالة الحضرية‬

‫ألكاديرثم الوكاالت األخرى ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫كما أن االطار العام املنظم للوكاالت الحضرية يتمثل في ظهير ‪ 10‬شتنبر ‪ 1993‬الذي أسند مجوعة‬

‫من االختصاصات للوكالة الحضرية ‪ ،‬ونخص بالذكر تلك املنصوص عليها في املادة الثالثة التي تقض ي بأن‬

‫تتولى الوكالة الحضرية في نطاق اختصاصها‪:‬‬

‫‪ -‬إبداء الرأي في جميع املشاريع املتعلقة بتقسيم و تجزئة األراض ي و إقامة املجموعات السكنية واملباني ‪.‬‬

‫‪ -‬مراقبة أعمال تقسيم وتجزئة األراض ي عندما تكون في طور اإلنجاز وذالك للتحقق من مطابقتها ألحكام‬

‫النصوص التشريعية‬

‫ويعتبر الرأي املطابق للوكالة الحضرية من بين املسائل التي اثيرت بشأنها العديد من النقاشات ‪،‬‬

‫حيت اعتبرها البعض بمثابة وصاية جديدة على الجماعات املحلية ‪ ،‬في حين يرى البعض الخر أن الرأي‬

‫املطابق أملته املرحلة التي يمر منها التعمير ‪ ،‬ويرى البعض الخر أن االختصاصات املمنوحة لكل من‬

‫الوكاالت الحضرية والجماعات الترابية موزعة قانونا ‪ ،‬وأن الرأي املطابق ليس وسيلة للمراقبة بل لتقديم‬

‫املساعدة التقنية للجماعات الترابية ‪.‬‬

‫صحيح أن القانون أعطى الصلحية لرؤساء املجالس بمنح رخص البناء‪ ،‬لكن هناك مصالح‬

‫تقنية يجب على الرؤساء أخد استشارتها التقنية ‪ ،‬كما تؤكد ذالك املادتين ‪ 43‬و ‪ 45‬من قانون ‪، 12.90‬‬

‫كذلك األمربالنسبة لظهير‪ 1993‬في مادته الثالثة من الفقرة الرابعة ‪.‬‬

‫كما نصت الدورية ‪ 222‬على أنه سعيا وراء ممارسة هذه السلطات ملهامها على الوجه األكمل‪،‬‬

‫فقد نص الظهير الشريف ‪ 1.93.51‬النف الذكر على أن رأي الوكاالت الحضرية رأي مطابق وال يمكن‬

‫الترخيص لهذه املشاريع دون موافقة مسبقة للوكالة الحضرية املعنية ‪.‬‬

‫إن اعتبار الوكالة الحضرية جهاز متخصص وله كفاءة تقنية في هذا القطاع تفوق كفاءة‬

‫الجماعات له معنى واحد ‪ ،‬أي أنها هي الوحيدة التي لها الصلحية في إعطاء الرأي وأنه يكون ملزما لقصور‬

‫الجماعات على إدراك الجوانب التقنية ‪.‬‬

‫وبناء على ذالك فإن الرأي املطابق أو اإللزامي يتضح فيما يتعلق بمطابقة مشروع البناء‬

‫للمقتضيات القانونية والتنظيمية العامة املتعلقة بالتعمير والبناء ‪ ،‬ونعني أن مخالفة رئيس املجلس‬

‫الجماعي لرأي الوكالة في هذا الجانب يعتبرمخالفة للقانون ويكون الترخيص متسما بعدم املشروعية ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫وهناك كذالك إمكانية الطعن في قرارات رؤساء املجالس الجماعية من طرف الوكاالت الحضرية ‪،‬‬

‫فإذا كانت الوكاالت الحضرية تعنى بدراسة طلب رخصة التعمير ومطابقتها للقوانين والضوابط الجاري بها‬

‫العمل فإن أي إخلل بهذه املقتضيات تعرض قرارات رؤساء املجالس الجماعية بالطعن فيها باإللغاء من‬

‫طرف هذه املؤسسات كصاحبة مصلحة في تطبيق القانون ‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫لقد تجلى من خلل هذا الرصد أهمية ومسؤولية الجهاز اإلداري والقضائي في إنجاح أو عدم إنجاح أهداف‬

‫التعمير العملياتي والتغلب على الصعوبات والعراقيل التي تعترض مساره‪ ،‬مما يؤكد الحاجة املاسة إلى‬

‫تحديد واضح لألدوار واملسؤوليات يتجاوز املقاربة األمنية ويستحضر التنمية العمرانية واالقتصادية بغية‬

‫الوصول إلى مجاالت حضرية بجمالية تليق وشعار أجمل بلد في العالم لكن ليس على حساب الطبيعة‬

‫وإنما بسياسة عمرانية تجعل من مدننا لوحة فنية معمارية تتناسق مع جمال املغرب الطبيعي‪,‬وهذه‬

‫املسؤولية يتقاسمها‪:‬‬

‫‪+‬منتخب حقيقي‬

‫‪+‬دولة مسؤولة‬

‫‪+‬قضاء مستقل و نزيه‬

‫‪+‬مواطن غيور على بلده‬

‫‪21‬‬
‫الئحة املراجع‪:‬‬

‫‪ -‬د‪.‬محمد بوجيدة‪"،‬رخصة البناء"‪ ،‬الجزء األول ‪2000‬‬

‫و النشر ‪ ،‬الرباط‬ ‫‪ -‬عبد الرحمان البكريوي‪"،‬التعمير بين املركزية و اللمركزية"‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬الشركة املغربية للطباعة‬

‫‪1993‬‬

‫‪ -‬الشريف البقالي "رقابة القاض ي اإلداري على مشروعية القرارات الصادرة في مجال التعمير" الطبعة األولى‪2006،‬‬

‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.92.31‬الصادر في ‪ 15‬ذي الحجة ‪1412‬ه‪ ،‬املوافق ‪ 17‬يونيو ‪ ،1992‬بتنفيذ قانون رقم ‪ 12.90‬املتعلق‬

‫بالتعمير‬

‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.92.832‬الصادرفي ‪ 27‬ربيع الخر(‪ 14‬أكتوبر‪ )1993‬لتطبيق قانون رقم ‪ 12.90‬املتعلق بالتعمير‬

‫‪ -‬قانون ‪ 89.30‬الصادر عن مجلس النواب في ‪ 26‬يونيو ‪ 1989‬املحدد بموجبه نظام الضرائب املستحقة للجماعات املحلية و‬

‫هيآتها الذي صدر األمربتنفيذه بواسطة الظهيرالشريف رقم ‪ 1.89.187‬بتاريخ ‪ 21‬نونبر‪.1989‬‬

‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.07.56‬بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪ 2007‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 04.29‬القاض ي بتغيير و تتميم ظهبر ‪ 1.84.150‬بتاريخ‬

‫‪ 02‬أكتوبر‪ 1984‬املتعلق باألماكن املخصصة إلقامة شعائرالدين اإلسلمي فيها‬

‫‪ -‬قانون ‪ 78.00‬املتعلق بامليثاق الجماعي الصادربتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.02.297‬في ‪ 3‬أكتوبر ‪ 2002‬الجريدة الرسمية‬

‫عدد ‪ 5058‬بتاريخ ‪ 21‬نونبر‪2002‬‬

‫‪ -‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6155‬بتاريخ ‪ 27‬ماي (املوافق ‪ 16‬من رجب‪ ،)1434‬ضمن النصوص العامة‪ ،‬مرسوم رقم ‪2.13.424‬‬

‫باملوافقة على ضابط البناء العام املحدد لشكل وشروط تسليم الرخص والوثائق املقررة بموجب النصوص التشريعية‬

‫املتعلقة بالتعميرو التجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات والنصوص الصادرة لتطبيقها‪.‬‬

‫‪ -‬الدورية الوزارية املشتركة ما بين السيدين وزير الداخلية ووزير التعمير وإعداد التراب الوطني بخصوص تنفيذ مقتضيات‬

‫ضابط البناء العام بتاريخ ‪ 13‬نونبر‪. 2013‬‬

‫‪ -‬الدورية عدد ‪ 2000/1500‬للوزير املكلف بإعداد التراب الوطني و التعمير و اإلسكان و البيئة بتاريخ ‪ 6‬أكتوبر ‪ 2000‬بشأن‬

‫تبسيط املسالك و مصادردراسة طلبات رخص البناء و إحداث التجزئات العقارية واملجموعات السكنية وتقسيم العقارات‬

‫‪ -‬القرارعدد‪ 427‬بتاريخ ‪ 27‬دجنبر‪ 1990‬ملف اداري رقم ‪8451.88‬‬

‫‪ -‬قرارا إدرية الرباط بإلغاء القرار املطعون فيه حكم عدد ‪ 189‬بتاريخ ‪ 1996-7-4‬بين أحمد السوس ي ومن معه ضد رئيس‬

‫املجلس البلدي للرباط‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫املرفقات‬

‫رقم ‪ :1‬نموذج مذكرة املعلومات التعميرية‬

‫رقم ‪ :2‬قائمة املشاريع الكبرى‬

‫رقم ‪ : 3‬قائمة املشاريع الصغرى‬

‫رقم ‪ :4‬نموذج طلب الرخصة‬

‫رقم ‪ :5‬نموذج محضرأشغال لجنة الدراسة‬

‫رقم‪ :6‬نموذج قراربمثابة رخصة البناء‬

‫رقم ‪ :7‬نموذج محضرلجنة املعاينة‬

‫رقم ‪ :8‬نموذج تصريح نهاية أشغال البناء و مطابقته‬

‫رقم ‪ :8‬نموذج رخصة السكن‬

‫رقم ‪ :8‬نموذج شهادة املطابقة‬

‫‪23‬‬
‫املقدمة ‪2 .........................................................................................................................................‬‬

‫املبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني و التنظيمي للتعميرالعملياتي ‪3 .................................................................‬‬

‫املطلب ‪ :1‬القانون املنظم لرخص البناء ‪3........................................................................................‬‬

‫الفقرة ‪ :1‬مجال تطبيق رخص البناء ‪3.........................................................................................‬‬

‫الفقرة ‪ :2‬مسطرة دراسة رخص البناء ‪5......................................................................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬ظابط البناء العام لرخص التعمير ‪8..........................................................................‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬الرقابة القضائية على رخص التعميرالعملياتي‪12...........................................................‬‬

‫املطلب األول‪ :‬الطعن في قرارات الترخيص بالبناء ‪13.........................................................................‬‬

‫الفقرة ‪:1‬الطعن في الرفض الصريح و القرارات الضمنية لرخص البناء ‪13......................................‬‬

‫الفقرة ‪ : 2‬الطعن في قرارات سحب رخص البناء ‪15......................................................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬طلب إلغاء رخص البناء من طرف الغير ‪17.................................................................‬‬

‫الفقرة ‪ :1‬طلب إلغاء الترخيص من طرف األفراد ‪18......................................................................‬‬

‫الفقرة ‪:2‬طلب الغاء رخصة البناء من طرف الوكاالت الحضرية ‪19.................................................‬‬

‫خاتمة‪21........................................................................................................................................:‬‬

‫الئحة املراجع‪22............................................................................................................................. :‬‬

‫املرفقات‪23.................................................................................................................................... :‬‬

‫‪24‬‬

You might also like