You are on page 1of 25

‫المحاضرة السادسة‬

‫التنظيم البلدي لقانون رقم ‪10/11‬‬


‫ودوره في سياسات التنمية المحلية‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أ‪.‬د‪ .‬بومدين طاشمة‬

‫منحت الدساتير الجزائرية للبلدية أهمية بالغة‪ ،‬فهي تشكل الهيئة القاعدي ـ ـ ــة والجماعـة‬
‫اإلقليمية للدولة إضافة إلى تعاملها المباشر مع المواطنين في حل مشاكلهم‪ .‬فهــي بذلك‬
‫نواة الدول ة عل ى المس توى المحل ي‪ ،‬ورم از للديمقراطي ة المتجس ــدة تشكيـ ـ ـ ــالت مجالس ها‬
‫المحلية المنتخبة من األحزاب السياسية المتعددة ؛ األمر الذي يجعلها تتأثــ ـ ــر بكـ ــل جديد‬
‫س واء كان س ياسيا أ و اقتص اديا‪ .‬م ن هذا المنطل ق جاء إص الح البلدي ة لعـ ـ ـ ــام ‪2010‬‬
‫المتمث ل ف ي القانون ‪ ،10/11‬الذي حدد بص ورة واضح ة هيئات البلدي ة و مجال نشاطه ا‬
‫في ظل تجسيد التنمية المحلية على المستوى البلدي ‪ .‬لذا ما هو الشكل التنظيمي الذي‬
‫أضفـ ــاه هذا القانون على البلدية ؟ و ما الجديد الذي جاء به خالفا للقانون البلدي السابق؟‬
‫م ا ه ي هيئات البلدي ة ؟ كي ف تتشك ل؟ و ف ي ماذا تتحدد ص الحيات هذه الهيئات عل ى‬
‫مستـ ـ ــوى التنمية المحليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة؟‬
‫لق د نص ت المادة األول ى م ن قانون‪ 11/10‬عل ى أ ن البلدي ة ه ي الجماع ة‬
‫اإلقليميــ ـ ــة األس اسية ‪ ،‬تتمت ع بالشخص ية المعنوي ة واإلس تقالل المال ي‪ ،‬يت م إنشاؤه ا‬
‫طبقا لقانون يص ــدره البرلمان ‪ ،‬تتميز بإقليم جغرافي محدد ‪ ،‬إسم و مركز‪،‬كما أن‬
‫تغيـير تس مية أ ي بلدي ة أ و تعدي ل حدوده ا أ و نق ل مقره ا ال يت م إال وف ق مرس وم‬
‫تنفيذي يتخ ذ بنــ ـ ـ ــاءا على تقري ر من وزي ر الداخلية ‪ ،‬يص در بدوره بع د إس تطالع‬
‫رأي الوالي و كذا المجلس الشعبي الوالئي الذيــ ـ ــن يشرفان على الوالية التي تتواجد‬
‫بها هذه البلدية ‪.‬‬
‫ف ي هذا اإلطار تتشك ل البلدي ة حس ب المادة ‪ 15‬م ن القانون ‪ 11/10‬م ن هيئة‬
‫مداولة تتمثــ ــل في المجلــ ـ ـ ــس الشعبي البلدي و هو أساس البلدية ‪ ،‬لما يمثله من‬
‫رمز التعبير عن الديمقراطية محليا ‪ ،‬و سبيـال لمشاركة المواطن في تسيير شؤونه‬
‫العمومي ة المحلي ة؛ و هيئات إداري ة التركيزي ة تنحص ر ف ي رئي س المجل س الشع بي‬
‫البلدي و الهيئ ة التنفيدي ة البلدي ة الت ي يرأس ها هدا األخي ر‪ ،‬باالص افة ال ى ادارة‬
‫ينشطه ا األمي ن العام للبلدي ة تح ت س لطة رئي س المجل س الشع بي البلدي ‪ .‬وعليـه‬
‫الب د م ن معرف ة طبيع ة هذه األجهزة وم ا ه و الدور الذي تلعب ه ف ي مجال التنمي ة‬
‫المحلية على مستـ ـ ــوى إقليم البلدية ؟‬
‫أوال ‪ -‬الهيئات الالمركزية للبلدية و دورها في التنمية المحلية ‪:‬‬
‫إ ن إقرار الهيئات الالمركزي ة كشريـ ــك رئيس ي للدول ة ف ي بلورة البرنامـج التنموي‬
‫المحل ي ل م يك ن ولي د الص دفة‪ ،‬ب ل كان نتيج ة منطقي ة لم ا عرفت ه اإلدارة المحلي ة‬
‫الجزائريـ ــة من تطور منذ االستقالل‪ ،‬في سعيها المتواصل من أجل إحقاق تنمية محلية‬
‫شاملة وفعالة‪ ،‬خاصة على مستوى البلديات‪ .‬وتتمثل هذه الهيئات الالمركزية البلديـة في‬
‫المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬فكيف يتشكل؟ وما هي إختصاصاته التنموية؟‬
‫أ‪ -‬المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬
‫يعتــ ــبر أحد الهيئات المحلية المكلفة بإدارة البلدية إلى جانب هيئة تنفيذية يترأسها‬
‫رئيس ه‪ .‬وه و جهاز للمداول ة يتشك ل م ن نـواب ينتخبه م مواطنوا البلدي ة‪ ،‬يتراوح عدده م‬
‫بي ن ‪ 07‬و ‪ 33‬عض و عل ى حس ب الكثاف ة الس كاني ـ ـ ــة لك ل بلدية‪ .‬يجتم ع المجل س ف ي‬
‫دورة عادية كل شهرين على أن ال تتعد مدة كل دورة خمسة أيام‪ ،‬وفي دورات استثنائية‬
‫بطلـــب م ن رئيس ه أ و ثلث ي أعضائ ه أ و بطل ب م ن الوال ي‪ ،‬حي ث يقوم رئي س المجل س‬
‫الشع بي البلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي بإرس ال اإلس تدعاءات إل ى أعضاء المجل س بغرض الحضور‬
‫لجلسات الدورة‪ ،‬والمالح ـ ـ ــظ أن االجتماعات ال تتم بعد اإلستدعاء األول إال إذا حضرها‬
‫األغلبية المطلقة لألعضاء‪ ،‬وفي حالة عدم تحقيق هذا النصاب‪ ،‬ترسل إستدعاء ثاني‬
‫بفارق زمن ي بينهم ا يقدر بخمس ة أيام على األق ل‪ ،‬وبعـــد هذا اإلس تدعاء يعق د االجتماع‬
‫مهما كان عدد الحاضرين‪.‬‬
‫تكون جلس ات المجل س علني ة ويس مح للمواطني ن حضــ ــورها‪ ،‬م ا عدى ف ي‬
‫حالتين إثنين يحق للمجلس الشعبي البلدي معالجتها في جلسات مغلقة وهما‪:‬‬
‫‪ -‬فحص حاالت المنتخبين اإلنضباطية‪.‬‬
‫‪ -‬فحص المسائل المرتبطة باألمن والمحافظة على النظام العمومي ‪.‬‬
‫وبعـ ـ ـ ــد نهاي ة ك ل جلس ة‪ ،‬تعل ق نتائجه ا ومس تخلص محضره ا باس تثناء تل ك‬
‫المتعلق ة بالنظام العام و الحاالت التأديبي ة ‪ ،‬ف ي مكان مخص ص مس بقا لنش ر‬
‫اإلعالنــ ــات بمق ر البلدي ة ‪ ،‬خالل األيام الثماني ة الت ي تل ي إنعقاد الجلس ة‪ ،‬قص د‬
‫إعالم المواطن‪.‬‬
‫أم ا مجال نظام ه الداخل ي ‪ ،‬للمجل س الشع بي البلدي الح ق ف ي تشكيـ ـ ـ ــل ع ن‬
‫طري ق مداوالت لجان ا دائم ة و أخرى مؤقت ة ‪ ،‬يعه د له ا معالج ة القضاي ا المختلف ة‬
‫التي تهم البلديـ ــة في الجانب اإلجتماعي ‪ ،‬الثقافي ‪ ،‬الشؤون اإلقتصادية و الماليـ ــة‬
‫وك ـ ــذا التهيئ ـ ــة العمرانية و التعمير ‪ ،‬على أن يراعي في تشكيل تلك اللجان ضمان‬
‫تمثيال نس بيايعك ـ ـ ــس المكونات الس ياسية للمجل س غي ر أ ن الجدي د الدي جاء ب ه‬
‫القانون تحدي د عدد اللجان الدائم ة المس موح ب ه بالتوازي م ع عدد س كان البلدي ة‪،‬‬
‫والدي حصر ـ أي العددـ ما بين ثالث كحد أدنى وخمسة كأقصى حد‪.‬‬
‫وبشأ ن مداوالت المجل س الشع بي البلدي ‪ ،‬حدد القانون ‪ 11/10‬طرق س يرها‬
‫فــ ــي المواد الواقع ة بي ن المادة ‪ 52‬و المادة ‪ ،61‬حيـ ــث أك د عل ى ضرورة تحري ر‬
‫محاضــر المداوالت باللغ ة العربي ة باإلضاف ة إل ى إجراءات الموافق ة عل ى المداول ة‬
‫والتسجيل والمصادقة عليهـــا من السلطة الوصية المتمثلة في رئيس الدائرة والوالي‪.‬‬
‫في إطار ما يعرف بالرقابة الوصائية علــى األعمال‪ ،‬فمبدئيا المداوالت التي يتخذها‬
‫المجلس الشعبي البلدي تصبح عملية ومطبقـة ضمنيا في حدود ‪ 21‬يوم من تاريخ‬
‫إيداعها لدى السلطة الوصية‪.‬‬
‫غي ر أ ن تم ة مداوالت يفرض القانون البلدي حص ولها عل ى المص ادقة بص فة‬
‫ص ريحـ ـ ــة ومس بقة لتنفيذه ا "‪ "Approbation préalable expresse‬م ن طرف‬
‫الوالي لما تكتسي مواضيعها من أهمية‪ ،‬وتتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬الميزانيات والمحاسبات‪ - .‬قبول الهبات و الوصايا األجنبية‪،‬‬
‫‪ -‬التنازل عن األمالك العقارية للبلدية‬ ‫‪ -‬اتفاقيات التوأمة‪،‬‬
‫وهن ا ينبغ ي االشارة بأ ن المشرع الجزائري أس قط المداوالت الت ي تتعل ق بإحداث‬
‫مصالح و مؤسسات عمومية بلدية والتي نص عليها القانون البلدي ‪.90/08‬‬
‫أمــ ــا فيم ا يخ ص حاالت ح ل المجل س الشع بي البلدي فه ي تدخ ل فيم ا يعرف‬
‫بالرقاب ة الوص ائية عل ى المجل س كك ل ‪ ،‬إ ذ أكدت المادة ‪ 47‬م ن قانون‬
‫البلدية‪ ، 11/10‬أ ن إجـراء الح ل و التجدي د ف ي آ ن واح د يت م عـن طري ق ص دور‬
‫مرسوم رئاسي يتخذ في مجلس الوزراء ‪ ،‬بناءا على تقرير من وزيـ ـ ــر الداخلية ‪ ،‬و‬
‫ف ي هذه الحال ة يعي ن الوال ي مجل س بلدي مؤق ت يتكون م ن متص رف اداري و‬
‫مس اعدين للتكف ل بتس يير شؤون البلدي ة لغاي ة تنص يب المجل س الشع بي البلدي‬
‫الجديد ‪،‬‬
‫و بشـأن نظام إنتخابات أعضاء المجلس الشعبي البلدي ‪ ،‬حدد القانون ‪12/01‬‬
‫عل ى أ ن إنتخابهـم يت م ع ن طري ق اإلقتراع النس بي عل ى القائم ة ‪ ،‬و يكون اإلقتراع‬
‫عام ‪ ،‬س ري ومباش ر‪ ،‬ينتخ ب هؤالء لمدة ‪ 05‬سنوات من قبل جميع س كان البلدية‬
‫المس جلــين ف ي القوائ م اإلنتخابية‪ .‬علـ ـ ـ ــى أ ن تجري هذه اإلنتخابات ف ي حدود مدة‬
‫ثالث ة (‪ )03‬أشه ر قب ل إنقضاء المدة النيابي ة القائم ة ‪ ،‬حيـ ــث يت م توزي ع مقاع د‬
‫المجلس الشعبي البلدي بين القوائم بالتناسب‪ ،‬حسب عدد األصـ ـ ـ ـوات التي حصلت‬
‫عليه ا ك ل قائم ة ‪ ،‬م ع تط بيق قاعدة الباق ي األقوى‪ .‬ولإلشارة فإن ه تمن ع م ن‬
‫العضويـة ف ي المجل س ك ل القوائ م الت ي ل م تس تطع التحص ل عل ى نس ب ـ ـ ـ ـ ــة ‪% 07‬‬
‫على األقل من عدد األصوات المع ـ ـ ــبر عنها‪ ،‬ويحتسب في عملية التوزيع أسلوب‬
‫المعام ل االنتخابي‪ ،‬الـــذي يمث ل حاصل قسمة عدد األص وات المعبر عنها ف ي كل‬
‫دائرة انتخابي ة عل ى عدد المقاعــد المطلوب شغله ا ضم ن نف س الدائرة االنتخابي ة‪،‬‬
‫وبعد االنتهاء من توزيع المقاعد على القوائم التي حصلت على المعامل االنتخابي‪،‬‬
‫ترت ب األص وات الباقي ة المحص ل عليه ا م ن طرف القوائ م الفائزة بمقاع د واألص وات‬
‫الت ي تحص لت عليه ا القوائ م غي ر الفائزة بمقاع د وذل ك حس ب أهمي ة عدد األص وات‬
‫التي حصل عليها كل منها‪ .‬وتتم بعدها عملية توزيع ما تبقى من مقاعد حسـب هذا‬
‫التصويت‪.‬‬
‫ويخضع الترشيح في االنتخابات البلدية لكل مواطن إستوفى الشروط المنصوص‬
‫عليه ا ف ي قانون االنتخابات‪ ،‬كـأن يكون ناخب ا‪ ،‬يبل غ عمره ‪ 23‬س نة يوم االقتراع‬
‫حيث نسجل تقليصا بسنتين عن السن المطلوب في قانون االنتخاب السابق األمر‬
‫‪ ،97/07‬كم ا يتمتـع بك ل حقوق ه المدنية و السياسية‪ ،‬كما أعطى للناخ ب المترشح‬
‫حرية في أن يدخل المنافسة االنتخابية ضمن قائمة حـزب سياسي أو كمترشح حر‬
‫م ع تحقي ق بع ض الشروط ف ي الحال ة األخيرة كحص وله عل ى توقيـع ‪ % 05‬عل ى‬
‫األق ل م ن هيئ ة الناخ بين للدائرة االنتخابي ة المترش ح فيه ا عل ى أ ن ال يق ل عدد‬
‫التوقيعات عن‪ 150‬كح د أدن ى و‪ 1000‬امضاء كأقص ى حد‪ .‬وه و عك س م ا كـان‬
‫موجودا في األمر ‪ 97/07‬أين حددت النسبة ب‪.%10:‬‬
‫‪ :‬ب‪ -‬إختصاصات المجلس الشعبي البلدي في سياسات التنمية المحلية‬

‫يتجل ى دور المجل س الشع بي البلدي وم ن ورائ ه البلدي ة ف ي الس ياسة التنمويـة‬
‫المحلية‪ ،‬من خالل مختلف البرامج المسندة إليه‪ ،‬والمتمثلـة بالخصوص في موافاة‬
‫السلطة المركزية بمختلف االقتراحات خاصة ببرنامج نفقات التجهيز المحلي الذي‬
‫يس مح بإنجاز مختل ف األنشط ة ‪ :‬كتزوي د المياه الص الحة للشرب ‪ ،‬و تطهيره ا و‬
‫كذا بناء الس كــن الريف ي ‪ ،‬و م ا ينبغ ي اإلشارة ل ه بأ ن تموي ل هذه ال برامج ل م يك ن‬
‫على عاتق البلديات بل على حس ــاب ميزانية الدولة ‪ .‬للتذكير إحتوى هذا البرنامج‬
‫الذي انطلق في تطبيقه سنة ‪ 1970‬عل ـ ـ ــى مستويات ثــالث ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تنميــ ــة الص ناعـ ـ ــات المحلي ة بهدف تشجيـع الص ناعـ ــات المص غـ ـرة ( التقليدي ة‪،‬‬
‫السياحية‪ ،‬المعدنية ‪ ...‬إلخ )‪.‬‬
‫ب‪ -‬تزويد المواطنين بالمياه الصالحة للشرب بعد تطهيرها ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تنمي ة االقتص اد الريف ي ال س يما ف ي مجال اس تصالح األراض ي الفالحي ة وتربي ة‬
‫المواشي‪.‬‬
‫إ ن م ا يالح ظ عل ى هذا ال برنامج عدم نجاح ه أثناء التط بيق الميدان ي نظ ار‬
‫للظرف الذي وج د في ه‪ ،‬والذي ميزه وجود أغلبي ة البلديات ال يمل ك رؤس اؤها أ و‬
‫أعضاؤها أدنى مستوى يؤهلهم لمتابعة تلك البرامج‪ ،‬األمر الذي أقر وبحتمية كبـ ــيرة‬
‫ضرورة إدخال إص الح عل ى ص الحيات البلدي ة وم ن ورائه ا المجال س المحلي ة‬
‫المنتخب ة ‪،‬فجاء مثاق البلدي ة لعام ‪ ،1966‬أعقب ه بع د ذل ك بس نة قانون بلدي‪ ،‬هذا‬
‫األخير الذي و إن ربط البلديـ ـ ـ ـ ـ ــة بدورها في التنمية االجتماعية واالقتصادية على‬
‫المستوى المحلي‪،‬فإنه قد أوكل ذلك للمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬باعتباره الهيئة األولى‬
‫على مستوى البلديــة كجهــاز للمداولة ‪ ،‬وهيئة رئيس المجلس الشعبي البلدي كوكيال‬
‫ع ن الدول ة عل ى المس توى البلدي وكــ ــذا ممثال للبلدي ة ف ي معامالته ا اليومي ة‬
‫وعالقاته ا م ع األطراف األخرى‪،‬بمعن ى أ ن رئي س المجل س‪،‬مس ؤوال أمام المجل س‬
‫الشع بي البلدي الممث ل لس كان البلدي ة‪ ،‬وم ن جه ة ثاني ة يكون مسؤوال أمام الوص ايا‬
‫الممثلة أساسا في ال ـوالي‪ .‬وهو نفـ ــس منطـ ــق تنظيـ ــم السلط ـ ــات الذي جاء به قانون‬
‫اإلصالح البلدي الجديـ ـ ــد‪.‬‬
‫إنطالقــ ــا من كل ما تقدم يتحدد دور المجلس الشعبي البلدي في مجال التنمية‬
‫المحلية ( تنمية البلدية) على ثالثة مستويات‪:‬‬
‫‪ -1‬على مستوى سياسات التهيئة العمرانية والتجهيز ‪ :‬تتمثل أساسا في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد المخطـط البلدي للتنمية‪ ،‬القصير‪ ،‬المتوسط وطويل المدى‪ ،‬ثم المصادقة عليه‬
‫مع مراعاة توافقه مع مخطط الوالية وأهداف مخططات التهيئة العمرانية‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة ف ي اإلجـ ـراءات المتعلق ة بعمليات التهيئ ة العمرانية‪ ،‬وف ي هذا اإلطار يتعين‬
‫على البلدية ما يلي ‪:‬‬
‫التزود بك ل وس ائل التعمي ر المنص وص عليه ا ف ي القواني ن الجاري العم ل بها‪.‬‬
‫وإحترام تخص يصات األراض ي و قواع د إس تعمالها‪ .‬والس هر عل ى المراقب ة الدائم ة‬
‫لمطابقة عمليات البناء للشروط المحددة في التنظيمات القانونية المعمول بها ‪.‬‬
‫‪ -‬الموافقــة القبلية (المسبقة) على إنشاء أي مشروع في تراب البلدية بإمكانه أن يحتـ ــوي‬
‫مخاط ر تض ر بالبيئــ ــة‪ .‬والمحافظ ة عل ى المواق ع الطبيعي ة واآلثار ذات القيم ة‬
‫التاريخية ‪ - .‬حماية الطابع الجمالي والمعماري ‪.‬‬
‫‪ -‬حماي ة األراضـي الزراعي ة والمس احات الخضراء أثناء إقام ة المشاري ع الس كنية‬
‫والصناعية في تراب البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد األعمال المتعلق ة بأشغال تهيئ ة الهياك ل القاعدي ة و األجهزة الخاص ة بالشبكات‬
‫التابعة لممتلكات البلدية وبكل العمليات الخاصة لتسييرها و صيانتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬على مس توى الس ياسات اإلجتماعية ‪ :‬يظهر لن ا دور المجلس الشع بي البلدي ف ي‬
‫المجال اإلجتماع ي م ن خالل ثالث ميادي ن رئيس ية ه ي‪ :‬الص حة والتعلي م‪ ،‬الس كن‬
‫والثقافة والسياحة‪.‬‬
‫أ ‪ -‬ميدان س ياسات الص حة والتعلي م ‪ :‬تضمن ه القانون البلدي ف ي الفص لين الثال ث‬
‫والراب ع م ن البـ ــاب الثان ي‪ ،‬ويمك ن إيجاز ص الحيات البلدي ة ف ي هذا اإلطار فيم ا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إنجاز مؤس سات التعلي م األس اسـي طبق ا للمقايي س الوطني ة والخريط ة المدرس ية‪ ،‬م ع‬
‫السهر على صيانتها‪.‬‬
‫‪ -‬إتخاذ كافة اإلجراءات التي تسمح بتشجيع النقل المدرسي داخل تراب البلدية‪.‬‬
‫المبادرة ف ي مباشرة ك ل اإلجــ ـراءات الت ي م ن شأنه ا ترقي ة التعلي م م ن خالل‬
‫انجاز مؤس سات التعلي م االبتدائ ي طبق ا للخريط ة المدرس ية الوطني ة وص يانتها‬
‫باالضافة الى دغم المطاعم المدرسية وتوفير وسائل النقل للتالميذ وهو ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 122‬من القانون ‪.11/10‬‬
‫أما فيما يخص صالحيات المجلس الشعبي البلدي في مجال الصحة ‪،‬فإن‬
‫البلدي ة مكلف ة بالمحافظ ة عل ى الص حة العموميـ ــة ومراقب ة النظاف ة العمومي ة‪ ،‬م ن‬
‫خالل إنشاء مكت ب بلدي خاص بالوقاي ة والنظاف ة ‪ ،‬تكم ن مهمت ه ف ي إنشاء مراك ز‬
‫صحية وقاعات للعالج وصيانتها طبقا للمقاييس الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة عملية توزيع المياه الصالحة للشرب‪ ،‬وكذا صرف المياه القذرة والنفايــ ـ ـ ــات‬
‫الجامدة‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة ناقالت األمراض المعدية‪.‬‬
‫‪ -‬نظافة األغذية واألماكن والمؤسسات المستقبلة للجمهور‪.‬‬
‫‪ -‬مكافح ة التلوث وحماي ة البيئ ة‪ ،‬وهذا طبق ا ألحكام المادة ‪ 124‬الناص ة علـ ــى أ ن‬
‫البلدي ة تتكف ل بإنشاء‪ ،‬وتوس يع وص يانة المس احات الخضراء وك ل أثاث حضري‬
‫يهدف إل ى تحس يـن إطار الحيـاة‪ ،‬إضاف ة إل ى الس هر عل ى حماي ة الترب ة والموارد‬
‫المائية‪ ،‬والمساهمـة في استعمالها األمثل‪.‬‬
‫ب‪ -‬ميدان س ياسات الس كن ‪ :‬حـــددت المواد م ن ‪ 113‬إل ى ‪ 120‬م ن القانون البلدي‬
‫‪ ،11/10‬دور المجل س الشع بي البلدي ف ي ميدان الس كن‪ ،‬مـ ــن خالل وض ع‬
‫مكانزمات وتقاليد قد تدفع إلى خلق ثقاف ة عقارية عمومية‪ ،‬في هذا اإلطار خـ ــول‬
‫القانون سابق الذكر للمجلس الشعبي البلدي ومن ورائه البلدية الصالحيات التالية‪:‬‬
‫تشجيع تأسيس جمعيات السكن ولجان األحياء‪ ،‬وتنظيم نشاطها من أجل القيام‬
‫بعمليات حماية العقارات أو األحياء السكنية وصيانتها والسعي لتجديدها‪.‬‬
‫تس هيل عم ل أص حاب المبادرة م ن خالل وض ع تح ت تص رفهم‪ ،‬التعليمات‬
‫والقواعـ ـ ــد العمرانية وكل المعطيات الخاصة بالعملية المزمع القيام بها‪.‬‬
‫المساعدة على ترقية برامج السكن والمشاركة فيها‪.‬‬
‫جـ – ميدان السياسات الثقافية والسياحية‪ :‬في جانــب الثقافــ ــة‪ ،‬يخول للمجلس الشعبي‬
‫البلدي‪ ،‬اتخاذ كاف ة اإلجراءات الضرورية التي من شأنها دفع وترقيـــة الثقافة على‬
‫مستوى البلدية‪ ،‬والعمل على صيانة المراكز الثقافية المتواجدة عبر ترابها في حــدود‬
‫إمكاناتها المادية‪ ،‬أما الجانب السياحي‪ ،‬فإن القانون البلدي أجاز للبلدية أن تبادر‬
‫بك ل إجراء يس مـح له ا تشجي ع وتوس يع قدراته ا الس ياحية‪ ،‬وتشجي ع المتعاملي ن‬
‫المعنيين على استغاللها‪.‬‬
‫وفيم ا يخ ص المجال الرياض ي والترفيه ي‪ ،‬فللبلدي ة دور ك بير ف ي ص يانة‬
‫الهياكـ ـ ـ ــل الرياضي ة بحس ب قدراته ا المالي ة‪ ،‬وذل ك م ن خالل تطوي ر بع ث حرك ة‬
‫الجمعيات الرياضيـ ــة الشبابية‪ ،‬وتخصيص إعتمادات مالية معتبرة إلعانتهم ضمن‬
‫الميزانية البلدية‪.‬‬
‫كما ال ننسى في هذا الصدد اإلشارة إلى صالحيات البلدية في مجال تنظيم‬
‫الطقــوس الدينية‪ ،‬لما تقوم به من صيانة للمساجد والمدارس القرآنية‪ ،‬بالتنسيق مع‬
‫نظارة الشـ ــؤون الديني ة بالوالي ة و كذا الجمعيات المس جدية‪ ،‬إضاف ة إل ى محافظته ا‬
‫على الممتلكات الديني ـ ـ ــة المتوزعة على مستوى تراب إقليمها‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬هيئات البلدية ودورها في سياسات التنمية المحلية‬

‫تتحدد هذه الهيئات كما سبق ذكره في هيئتين اثنتين هما رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي والهيئة التنفيذية البلدية ‪.‬‬
‫إ ن التحدث ع ن اختص اصات المجل س التنفيذي البلدي الت ي جاء به ا قانون البلدي ة‬
‫‪ ،11/10‬م ن جان ب يتعي ن التميي ز بي ن اختص اصات رئي س المجل س الشع بي البلدي‬
‫بوص فه س لطة محلي ة ووكيال ع ن البلدي ة‪ ،‬وم ا يترت ب عنه ا م ن خضوعه ا للوص اية‬
‫اإلداري ة‪ ،‬حس ب م ا تس تدعيه أص ول القانون اإلداري‪ ،‬وم ن جه ة أخرى ص الحياته‬
‫بوص فه س لطة لعدم التركي ز اإلداري (وكيال ع ن الحكوم ة)‪ ،‬ويكـون خاضع ا ف ي هذا‬
‫الشأن للسلطة الرئاسية حسب ما يقتضيه مبدأي‪ :‬السلــم اإلداري والتـدرج الرئاسي‪.‬‬
‫ومن الناحية التنظيمية يتشكل المجلس التنفيذي من رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫يس اعده نائ ب أ و أكث ر‪ ،‬األم ر الذي يوض ح وجود نوع مــن االزدواجي ة ف ي وظيف ة‬
‫رئي س المجل س الشع بي البلدي‪ ،‬فه و يجمـــــــع إضاف ة إل ى رئاس ة الهيئ ة التنفيذي ة‬
‫البلديـــــة ‪ ،‬منص ب رئي س المجل س البلدي‪ ،‬ويت م تحدي د عدد النــواب الممثلي ن للهيئ ة‬
‫التنفيذية البلديــة ‪ ،‬إستنادا للمعايير والشروط المحددة في المادة ‪ 69‬من القانون البلدي‬
‫‪.11/10‬‬
‫ويحصر القانون البلدي عدد هؤالء النواب كاآلتـ ــي‪:‬‬
‫‪ -‬نائبان (‪ )02‬بالنسبة للمجالس الشعبية البلدية المتكونة من ‪ 07‬إلى ‪ 09‬أعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثة نواب بالنسبة للمجالس الشعبية البلدية المتكونة من ‪ 11‬عضو‪.‬‬
‫‪ -‬أربعة نواب بالنسبة للمجالس الشعبية البلدية المتكونة من ‪ 15‬عضو‪.‬‬
‫‪ -‬خمسة نواب بالنسبة للمجالس الشعبية البلدية المتكونة من ‪ 23‬عضو‪.‬‬
‫‪ -‬ستة نواب بالنسبة للمجالس الشعبية البلدية التي بها أكثر من‪ 33‬عضو‪.‬‬
‫وعليـه‪ ،‬وكقاعدة عام ة فإ ن المجل س التنفيذي البلدي‪ ،‬جهــاز جماع ي يتأل ف‬
‫م ن رئي س ونواب لـه‪ ،‬يمارس ون المهام التنفيذي ة للبلدي ة لمدة زمني ة تس اوي العهدة‬
‫االنتخابي ة المخول ة قانون ا للمجلـس الشع بي البلدي‪ ،‬والمقدرة بخمس ة س نوات‪ .‬ف ي‬
‫الحاالت العادي ة‪ ،‬م ن هذا المنطل ق قــد يتس اءل الس ائل ع ن طبيع ة ودور هذا‬
‫المجلس التنفيذي البلدي في التنمية المحليـ ــة؟‬
‫إ ن الحدي ث ع ن دور المجل س التنفيذي البلدي ف ي بلورة القرار التنمــ ـ ــوي‬
‫المحل ي‪ ،‬يخوضن ا للتكل م ع ن ص الحيات رئي س المجل س الشع بي البلدي ف ي هذا‬
‫المجال‪ ،‬مــ ـ ــن بـــاب كون هذا األخي ر رئيس ا للمجل س التنفيذي البلدي‪ ،‬وه و بذل ك‬
‫يضطلع بمجموع ــة من االختصاصات‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس المجلس الشعبي البلدي ‪:‬‬
‫يمثل الهيئة الثانية في البلديــة‪ ،‬يتم تعيينه من ضمن أسماء القائمة التي نالت‬
‫أغلبي ة المقاع د‪ ،‬وينص ب ف ي مدة ثماني ة أيام الــتي تل ي تاري خ اإلعالن ع ن نتائ ج‬
‫اإلنتخابات‪ ،‬ويعين لنفس العهدة اإلنتخابية الخاصة بالمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬المقدرة‬
‫بخمس ة (‪ )05‬س نوات‪ .‬كم ا أن ه يشترط ف ي س حب الثق ة م ن رئي س المجل س توف ر‬
‫نص اب موافقــ ــة ‪ 3/2‬أعضاء نف س المجل س‪ ،‬ع ن طري ق اإلقتراع العلني‪ .‬وتتحدد‬
‫ص الحيـ ــات رئي س المجل س الشع بي البلدي ف ي إطار م ا يعرف باإلزدواج الوظيف ي‪،‬‬
‫فهــو يتصرف في بعض األحيان كممثال للبلدية‪ ،‬وأحيانا أخرى بإسم الدولة‪.‬‬
‫أ ‪ -‬إختصاصاته بصفته ممثال للبلدية‪:‬‬
‫ق د أق ر القانون البلدي ‪ 11/10‬ف ي المادتان ‪ 77‬و‪ 78‬أ ن يمث ل رئي س المجل س‬
‫البلدي ة ف ي ك ل التظاهرات واالحتفاالت الرس مية وكذا ك ل أعمال الحياة المدني ة‬
‫واإلدارية في نطـ ــاق التنظيمات المعمول بها في هذا الشأن‪ .‬وفي نفس السياق جاءت‬
‫المادة ‪ 82‬م ن نفـــس القانون‪ ،‬لتخول للرئي س ح ق القيام بإس م البلدي ة وتح ت مراقب ة‬
‫المجلس بجميع األعمال الخاصة والهادفة إلى المحافظة على األموال والحقوق التي‬
‫تتكون منها ثروة البلدية إو يراداتها عل ــى النحو التالي‪:‬‬
‫تسيير إيرادات البلدية واإلذن باإلنفاق ومتابعة تطور مالية البلدية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إ برام عقود اقتناء األمالك وعقود بيعه ا وقبول الهبات والوص ايا والص فقــات أ و‬ ‫‪-‬‬
‫اإليجارات ‪،‬‬
‫إبرام المناقصات أو المزايدات الخاصة بأشغال البلدية ومراقبة حسن تنفيذها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إتخاذ كل الق اررات الموقفة للتقادم واإلسقاط‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التقاض ي أمام القضاء بإس م البلدي ة ولفائدته ا‪ ،‬م ع األخ ذ بعي ن اإلعتبار مضمون‬ ‫‪-‬‬
‫الم ـ ــادة ‪ 82‬من القانون ‪،11/10‬‬
‫المحافظة على الحقوق العقارية الثابتة والمنقولة‪ ،‬التي هي ملك للبلدية بما في ذلك‬ ‫‪-‬‬
‫ح ـ ــق الشفعة‪،‬‬
‫توظي ف عمال البلدي ة‪ ،‬وتعيينه م وتس ييرهم وفق ا للشروط المنص وص عليه ا ف ي‬ ‫‪-‬‬
‫القوانــين والتنظيمات المعمول بها‪ ،‬باإلضافة إلى ممارسته السلطة السلمية عليهم‬
‫ب‪ -‬إختصاصاته بصفته وكيال عن الدولة و الحكومة‪:‬‬
‫إن إعتبار رئيس المجلس الشعبي البلدي وكيال عن الدولة‪ ،‬يجعله تابعا وتحت‬
‫السلطة السلمية للوالي في معظم المهام التي لها عالقة بالدولة كاألمن والس ي ــادة؛‬
‫وه ي الص فة الت ي أكدته ا المادة ‪ 85‬م ن القانون البلدي ‪ ،11/10‬حي ث أعلن ت‬
‫ص راحة أ ن رئي س المجل س الشع بي البلدي ممثال للدول ة والحكوم ة عل ى مس توى‬
‫البلدية‪ ،‬وهو تص ريح ترتب عنه منح لرئيس المجلس الشعبي البلدي صفتا ضابط‬
‫الحالة المدنية وضابط الشرطة القضائية‪ ،‬وكل ما يتعلق بمجاالت الضبط اإلداري‪.‬‬
‫وبص فته ضاب ط الحال ة المدني ة‪ ،‬خول ل ه القانون البلدي مهم ة القيام بإحص ــاء‬
‫سنوي لفئات المواطنين المعنيين بالخدمة الوطنية المولودين في البلدية أو المقيمين‬
‫بها‪ ،‬وضبــط بطاقة الخدمة الوطنية‪ ،‬وبهذه الصفة كذلك يشهر عقود الزواج؛ كما‬
‫يجوز أثناء ممارس ته لهذه المهم ة تفويــض تح ت مس ؤوليته أ ي نائ ب أ و موظــ ـ ــف‬
‫بالبلدي ة الس تالم تص ريحات الوالدة والزواج وكذا الوفاة‪ ،‬إضاف ة إل ى تس جيل جمي ع‬
‫الوثائـ ــق واألحكام القضائي ة ف ي س جالت الحال ة المدنيـة‪ ،‬وتحري ر وتس ليم جمي ع‬
‫الوثائ ق الخاص ة بالتص ـريحات المتعلق ة بالمواضي ع الس ابقة عل ى شرط أ ن يرس ل‬
‫لإلعالم قرار التفوي ض إل ى الوال ي والنائـب العام لدى مجل س القضاء المخت ص‬
‫إقليميا‪.‬‬
‫أم ا بص فته ضاب ط الشرط ة القضائي ة‪ ،‬فق د اعترف ل ه قانون اإلجراءات‬
‫الجزائيـ ـ ـ ــة الجزائري‪ ،‬بصفة الضبطية القضائية التي تعطيه حق البحث عن مرتكبي‬
‫المخالفات إو حالته م عل ى القضاء بع د تحري ر محاض ر بشأ ن المخالفات الت ي‬
‫إرتكبوها‪.‬‬
‫وبشأن التكفل بمسؤولية الضبط اإلداري‪ ،‬وهي مهمة تسند للسلطات العامــة‬
‫والهيئات التابعة للدولة قصد المحافظة على األمن العمومي و اآلداب و السكينــة‬
‫العامة‪ ،‬ومنع كل نشاط يمس بهم؛ وقد أدرجها قانون البلدية ‪ 11/10‬حين تحدث‬
‫عـ ــن االختصاصات الممنوحة لرئيس المجلس الشعبي البلدي تحت سلطة الوالي‪،‬‬
‫و المتمثلة أساســا فــي‪:‬‬
‫‪ -‬نشر وتنفيذ القوانين والتنظيمات عبر تراب البلدية‪،‬‬
‫‪ -‬السهر على حسن النظام واألمن العامين والنظافة العمومية‪،‬‬
‫‪ -‬السهر على تنفيذ إجراءات االحتياط و الوقاية والتدخل فيما يخص اإلسعافات‪.‬‬
‫باإلضاف ة إل ى ذل ك‪ ،‬فإ ن رئي س المجل س الشع بي البلـــدي يتول ى جمي ع المهام‬
‫الخص وصية المنوط ة ب ه‪ ،‬كاتخاذ جمي ع االحتياطات الضروري ة وجمي ع التدابي ر‬
‫الوقائي ة لضمان س المة األشخاص واألموال ف ي األماك ن العمومي ة الت ي يمك ن أ ن‬
‫تعــ ـ ـ ــرف حدوث حري ق أ و نكب ة م ا؛ أم ا ف ي حال ة ظهور الخط ر الجس يم والداه م‪،‬‬
‫يس هر رئي س المجل س الشع بي البلدي ويلتزم تنفي ذ ك ل التدابي ر األمني ة المتاح ة‪،‬‬
‫حسب ما تقتضيه الظروف مـع إعالم الوالي بها فورا‪ .‬وفي هذا الصدد يحق لرئيس‬
‫المجل س الشع بي البلدي إص دار قرار بهدم ك ل المبانـي الس كنية المخالف ة للمقايي س‬
‫القانونية للبناء والتي تشكل خط ار على حياة المواطنـين‪.‬‬
‫ولتس هيل عم ل رئي س المجل س الشع بي البلدي ف ي مجال الضبــط اإلداري‪،‬‬
‫والمحافظ ة عل ى النظام العام‪ ،‬خول ت ل ه المادة ‪ 93‬م ن القانون البلدي ممارس ــة‬
‫ص الحياته المتعلق ة باألم ن عل ى هيئ ة الشرط ة البلدي ة‪ ،‬هذه األخيرة ص در بشأنه ا‬
‫مرس وم تنفيـــذي رق م ‪ 93/207‬مؤرخ ف ي ‪ 22/09/1993‬يتضم ن كيفي ة تطبيقه ا‪،‬‬
‫في مجال إنشاء سلك شرطـة البلدية و تحديد مهامها وكيفية عملها‪ ،‬كما أن هناك‬
‫إمكانية طلب تدخل قوات الشرطة أو الدرك الوطني المختصة إقليميا في حالة ما‬
‫رأى رئيس المجلس الشعبي البلدي ضرورة ذلك‪.‬‬
‫إن الدارس لقانون البلدية الجديد ‪ ،11/10‬يالحظ من الناحية النظرية حرص‬
‫المشرع الجزائري والس لطة الحاكم ة عل ى إحترام حقوق المواط ن وحريته‪ .‬تأكيدا لم ا‬
‫تضمن ه دس تور ‪ 1996‬المعدل س نة ‪ ،2008‬وهذا م ن خالل م ا إحتوت ه المادة ‪94‬‬
‫من القانون البلدي في إطار إختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي دائما في‬
‫الميدان األمني ‪ ،‬حيث نجده يقوم بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المحافظة على النظام وسالمة األشخاص و الممتلكات‪،‬‬
‫‪ -‬المحافظ ة عل ى حس ن النظام ف ي جمي ع األماك ن العمومي ة الت ي يجري فيه ا تجم ع‬
‫األشخاص‪ ،‬والس هر عل ى نظاف ة العمارات وس هولة الس ير ف ي الشوارع والس احات‬
‫والطرق العمومية‪ ،‬ومعاقبة كل شخص يمس بالراحة العمومية وكل األعمال مخلة‬
‫بها‪،‬‬
‫‪ -‬إتخاذ اإلحتياطات والتدابير الضرورية لمكافحة األمراض المعدية والوقاية منها‪،‬‬
‫‪ -‬القضاء عل ى الحيوانات المعدي ة والمضرة‪ ،‬والس هر عل ى نظاف ة المواد اإلس تهالكية‬
‫المعروضة للبيع‪،‬‬
‫‪ -‬تأمين نظام الجنائز والمقابر طبقا للعادات وتبعا لمختلف الشرائع الدينية‪،‬‬
‫‪ -‬السهر على إحترام المقاييس القانونية والتعليمات في مجال التعمير‪.‬‬
‫إنطالق ا م ن ك ل م ا تقدم حول الهيئ ة التنفيذي ة البلدي ة‪ ،‬يمك ن أ ن نس جل عدة‬
‫مالحظات هام ة ‪ ،‬أواله ا تم س عملي ة إختيار رئي س المجل س التنفيذي البلدي‪،‬‬
‫فبالنظر إلى المادة ‪ 65‬م ن قانون البلدية‪ 11/10‬يعين متصدر القائمة الت ي نالت‬
‫أغلبية المقاعد بالمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬وفي حالة تساوي األصوات يفوز المترشح‬
‫األصغر سنا؛ غير أن االشكال قد يحدث في حالة عدم تحقيق األغلبية وهنا نجد‬
‫االجاب ة ف ي المادة ‪ 80‬م ن قانون االنتخابات الجديد‪ 12/01‬والت ي نص ت عل ى‬
‫إمكانية تقديم كل قائمة حازت على ‪ %35‬من عدد مقاعد المجلس الشعبي البلدي‬
‫مترشح ا لرئاس ة هدا األخي ر وف ي حال ة عدم حص ول أ ي قائم ة فائزة عل ى النس بة‬
‫المذكورة أعاله يمك ن لجمي ع القوائ م تقدي م مترش ح أي ن يكون االنتخاب س ري حي ث‬
‫يعل ن المترش ح الذي حاز األغلبي ة المطلق ة لألص وات رئيس ا للمجل س الشع بي‬
‫البلدي‪ ،‬وفي حالة عدم تحقيق هده األغلبية ينظم دور انتخابي ثان بين المرشحين‬
‫الدي ن احتال المرتب ة األول ى و الثاني ة ويعل ن المت ر ش ح الذي يتحص ل عل ى أغلبي ة‬
‫األص وات فائ از و ادا ما تساوت أص وات المرشحين يصبح منصب رئاسة المجلس‬
‫لألصغر سنا ‪ ،‬وهو الحل الذي لجأت إليه السلطة الحاكمة في االنتخابات المحلية‬
‫األخيرة بتاري خ ‪29/11/2012‬؛ بع د أ ن ظهرت أزم ة ف ي تعيي ن رئي س المجل س‬
‫الشعبي البلدي ألكثر من ‪ 1000‬بلدية‪.‬‬
‫أما المالحظة األخرى‪ ،‬فإنهــ ـ ـ ـ ــا تتعلق بعالقــ ـ ــة رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫وأعضاء المجل س التنفيذي البلدي‪ ،‬إ ذ المتمع ن ف ي معظ م مواد قانون البلدي ة‬
‫الحالي‪ ،‬يجــ ـ ــد رئيس المجلـ ــس الشعبي البلدي هو المحور الذي يرتكز عليه عمل‬
‫البلدية في مختلف الميادين‪ ،‬إنه الجهاز الوحيد الذي ينفرد بحق اتخاذ ق اررات بلدية‬
‫لتجس يد الص الحيات الت ي ذكرنــ ــاها س ابقا‪ ،‬بالنظ ر إل ى م ا أدرج ه هذا القانون ف ي‬
‫مادتي ه ‪ 96‬و ‪97‬؛ بشأ ن ص الحية الرئي س ف ي إص دار ق اررات تس تهدف األم ر‬
‫بإتخاذ إجراءات محلي ة خاص ة باألشيـاء الت ي يخضعه ا القانون لمراقبت ه وس لطته‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إعادة نشر القوانين والتنظيمــ ـ ـ ــات المتصلة باألمن وتذكير المواطنين‬
‫بإحترامها و كذلك تطبيق مداولة المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة ال تكون الق اررات المتخذة نافذة إال بعد عرضها على المعنيين‬
‫كلم ا تضمن ت أحكام ا عام ة ع ن طري ق النش ر‪ ،‬وف ي حاالت أخرى ع ن طري ق‬
‫اإلشعار الفردي‪ ،‬أي ن يــتم تدوي ن هذه الق اررات والمداوالت ف ي الس جل البلدي‬
‫المخصص لهذا الغرض والمدرج ضمـن نشرة العقود اإلدارية البلدية؛ ثم ترسل على‬
‫الفور للوالي‪.‬‬
‫واس تنادا للمادة ‪ 99‬فإ ن تنفي ذ الق اررات البلدي ة المتضمن ة التنظيمات العام ة ال‬
‫يت م إال بع د انقضاء شه ر كام ل م ن تاري خ إرس الها إل ى الوال ي‪ ،‬لترك متس ع م ن‬
‫الوقت يسمـ ـ ـ ــح للوالي‪ -‬إن رأى أن هذا القرار يخالف القانون‪ -‬أن يلغيه بقرار والئي‬
‫مسبب؛ وفي حالة ما كان لهذا القرار البلدي أثر على النظام العام‪ ،‬يطلب الوالي‬
‫من رئيس المجلس الشعبي البلدي تعليق تنفيذه مؤقتا‪ ،‬دون المساس بالحق المخول‬
‫لهذا األخير ف ي حالة االس تعجال قص د تنفيــذ الق اررات البلدي ة فو ار بإذن م ن الوالي‬
‫تطبيقا ألحكام المادة المذكورة أعاله‪.‬‬
‫وف ي الختام يمك ن القول بأ ن القانون البلدي األخي ر كان أكث ر دق ة ف ي تحدي د‬
‫دور البلدي ة وهيئاته ا المختلف ة عل ى ص عيد رس م وتنفي ذ وتقوي م الس ياسات التنموي ة‬
‫المحلية‪.‬‬

You might also like