Professional Documents
Culture Documents
تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي
تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي
2022-2023
التصميم
■ مقدمة
■ خاتمة
■المراجع
2
المقدمة
يعتبر مسلسـل الجهوية المتقدمة ب المغرب ورش من األوراش المهم ة ال تي تشـهدها البالد في مج ال التجدي د المؤسسـاتي،
حيـث تطـال أنمـاط تنظيـم وتنفيـذ تدخـالت الدولـة فـي سـياق مطبوع بالعديـد مـن االصالحـات التـي ،والتـي تقتضـي أيض ا
بالتحسـين المسـتمر للمقاربـات واالليـات المعتمـدة فـي مجـال الحكامـة الترابيـة.
ويمكننا التعريف بالحكامة الترابية ،على أنها نم ط من التس يير التش اركي والت دبير ال ديمقراطي للش أن الع ام المحلي ،ال ذي
يتوخى تحقيق تنمية مستدامة ذات ط ابع ش مولي ،من خالل الترك يز على أبع اد خاص ة تتعل ق أساس ا ب إبراز أهمي ة التنظيم
والجهود المبذولة على مستويات ترابية معينة بغية تعزيز قدراتها التنافسية وتحسين جاذبيتها ،بهدف رفع مختل ف التح ديات
المطروحة" .إلى جانب ذلك الحكامة الترابية هي نظام محلي يشارك فيه القط اع الخ اص والمنظم ات غ ير الحكومي ة ع بر
نسق يعتمد على مجموعة من المدخالت السياسية واإلدارية والمالية التي تتفاعل إيجابا في إطار منهجي بواس طة العدي د من
العمليات لتحصل على مجموعة من المخرجات تستطيع استخدام السلطة ،وممارس ة الرقاب ة على المجتم ع المحلي من أج ل
تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية.
وهذا يعني أن هناك توافق بين الحكامة الترابية ومبدأ الالمركزية حول تحقيق التنمية البشرية من خالل تفعيل دور السلطات
المحلي ة المنتخب ة أو المعين ة ،وذل ك بإس ناد المهم ات اإلداري ة والتنموي ة له ا لتزي د من فعاليته ا ،وتع زز دوره ا فيتحم ل
مسؤولياتها وصالحياها بالشكل الذي يعمل على دمج السكان المحليين في عملية التنمية المنشودة.
باتت الجماعات تحتل مكانة دستورية وتنظيمية ووظيفي ة مهم ة ،بحيث تع د ش ريكا ت رابي للدول ة ،فهي تس اهم ب دورها في
بلورة وتنفيذ المشاريع التنموية واالستثمارية على المستوى الترابي ،وتشكل البنية األساسية في النظام الالمركزي ب المغرب
باعتبارها وحدة ترابية تتمحور حولها المشاريع التنموية االقتصادية واالجتماعية والثقافية.
تعتبر الجماعات المحرك األساسي في إنجاز تجهيزات القرب وأداء الخدمات األساسية المرتبطة بالحياة اليومية للمواط نين،
ل ذلك ج اءت االختصاص ات المنوط ة بجهازيه ا الت داولي والتنفي ذي أك ثر دق ة وتفص يال ض من الق انون التنظيمي المتعل ق
الجماعات .14 -113ولتفعيل اختصاصاتها وأدوارها التنموية ،فقد منحها المشرع المغ ربي مجموع ة من االختصاص ات،
فهي تساهم بشكل مباشر في تحقيق التنمية المحلية انطالقا من اختصاصاتها الذاتية والمشتركة م ع الدول ة ثم االختصاص ات
المحولة لها.
تم تحديد مهام كل مستوى من مستويات الالمركزية سنة 2015من خالل القوانين التنظيميـة المتعلقـة بالجماعـات الترابي ة:
حيـث خولـت للجهـات مكانـة الصـدارة فـي المجـال االقتصـادي ،بينمـا أناطـت باألقاليـم والعمـاالت اختصاصـات مهمـة
فـي مجـال النهـوض بالتنميـة االجتماعية والحـد مـن مظاهـر الفقـر والهشاشـة .أمـا فـي مـا يخـص الجماعـات ،فقـد حـددت
تلـك القوانيـن نطـاق تدخالتها أساسـا فـي تقديـم خدمـات القـرب للمواطنـات والمواطنيـن.
لكن التنمية الجهوية والمحلية مازالت متعثرة رغم من إصدار المشرع المغربي ق وانين تنظم ش ؤون الجماع ات الترابي ة من
جهات وعماالت وأقاليم وجماعات ،وكذا الميثاق الوطني لالتمرك ز .له ذا الس بب ،ت رى بعض المؤسس ات العلمي ة الوطني ة
الخبيرة في التنمية والتدبير العمومي أن هذه اإلشكالية السؤال ي
تفرض البحث عن إجابات واقعية لها والتي يتعين ترجمتها إلى نتائج ملموسة ومرئية من ل دن المواطن ات والمواط نين ه و:
سؤال الحكامة الترابية والجماعات الترابية.
3
في ه ذا الس ياق ،ص ادقت الجمعي ة العام ة للمجلس االقتص ادي واالجتم اعي والبي ئي باإلجم اع ،على التقري ر ال ذي يحم ل
عنوان ”:الحكامة الترابية :رافعة للتنمية المنصفة والمستدامة “ .وذلك خالل دورتها العادية ،104المنعقدة بتاريخ 28نونبر
.2019بحيث يعتبر المجلس هيئ ة علمي ة استش ارية علي ا في البل د ،وجمع ه له ذا التقري ر في وثيق ة في غاي ة من األهمي ة،
تستحق أكثر من قراءة متأنية ،خاصة من لدن ذوي القرار السياسي واالقتصادي في بل دنا ،س واء على المس توى الوط ني أو
على مستوى الوحدات الترابية جهويا وإقليميا ومحليا .
إشكالية التقرير:
ما هو رأي المجلس االجتماعي واالقتصادي والبيئي في موضوع الحكامة الترابية؟
يهـدف تقريـر المجلـس االقتصادي واالجتماعي والبيئـي حـول موضـوع الجماعة الترابيـة المنبثـق عنـه :هـذا الـرأي ،إلـى
تقديـم مجموعة التساؤالت المطروحـة
ماهي أهم المضامين التي يمكن استخالصها انطالقا من هذا الرأي العلمي؟
ماهي أهم المداخل التي يمكن تجميعها حول الجماعات الترابية؟
4
المبحث األول :اإلطار المفاهيمي للمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي:
تعتبر فرنسا من اول الدول التي احدثت هذا النوع من المجالس 1948 ،والجمهورية الخامسة ،1958وقد تمت
اضافة الجانب البيئي في التعديل الدستوري لسنة ،]1[2008فأصبحت التسمية الحالية المجلس االقتصادي
واالجتماعي والبيئي الفرنسي .وتجدر االشارة الى انه بعد التعديل بمقتضى القانون التنظيمي الصادر بتاريخ 28
يونيو ،2010حدد سقف المجلس في 233عضوا من بينهم 163عضوا يعينون من طرف الهيئات المهنية
واالجتماعية و 70منهم يعينون من طرف الحكومة.
وبالرجوع للمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي المغربي هو مؤسسة دستورية تأسست في 21فبراير 2011من ط رف
ص احب الجالل ة ،للمجلس مه ام استش ارية ويعطي للحكوم ة والبرلم ان رأي ه في مجموع ة من المواض يع االقتص ادية،
االجتماعية ،بيئية والجهوي ة المتقدم ة عن طري ق آراء ،دراس ات ،وتق ارير .والمجلس من بين المؤسس ات ال تي تس اهم في
تطور الديمقراطية التشاركية والحوار البناء في المغرب .أحدث المجلس االقتص ادي واالجتم اعي والبي ئي بم وجب الق انون
التنظيمي رقم 09- 60كمؤسسة دستورية تضطلع بدور استشاري ل دى ك ل من الحكوم ة ومجلس ي البرلم ان وبت اريخ 14
غش ت ،2014ص در ق انون تنظيمي يحم ل رقم 12-128يتك ون من 7أب واب و 40م ادة متعلق ة ب المجلس االقتص ادي
واالجتماعي تركيبته ،وتنظيمه ،وصالحياته وطريقة تسييره.
" إننا بتنصيب المجلس االقتصادي واالجتماعي ،نعطي دفعة قوية للدينامية اإلصالحية ،التي أطلقناها ،منذ تولينا أمانة
قيادة شعبنا الوفي؛ في تالزم بين الديمقراطية الحقة ،والتنمية البشرية والمستدامة… إننا لن نقبل بتحويل هذا المجلس
إلى غرفة ثالثة .كال ،إننا نريده فضاء جديدا واسعا ،يعزز ما توفره دولة المؤسسات ،التي نحن لها ضامنون ،من هيآت
للحوار البناء ،والتعبير المسؤول ،والتفاعل اإليجابي مع تطلعات مختلف فئات المجتمع وأجياله¹ " .
5
مقتطف نص الخطاب السامي الذي ألقاه جاللة الملك خالل تنصيب المجلس االقتصادي واالجتماعي في 21فبراير 2011 ¹
جاللة الملك؛ وممثلي والنقابات األكثر تمثيلية؛ والهيئات والجمعيات المهنية التي تمثل المقاوالت والمشغلين
العاملين في ميادين التجارة والخدمات والصناعة والفالحة والصيد البحري والطاقة والمعادن والبناء واألشغال
العمومية والصناعة التقليدية؛ والهيئات والجمعيات النشيطة في مجاالت االقتصاد االجتماعي والعمل الجمعوي.
تركيبة المجلس
فئة الهيئات و
فئة المجتمع الجمعيات
المدني المهيمنة
فئة الشخصيات
التي تمثل
المؤسسات و
الهيئات المعنية
بالصفة
يعينهم جاللة الملك اعتبارا للكفاءات الخاصة والخبرة والتجربة التي يتوفرون عليها وعلى مؤهالتهم العلمية أو التقنية.
6
يتم اختيارهم اعتب ارا لمس اهمتهم في ه ذه المي ادين ،وع ددهم 16عض وا ،من بينهم 8أعض اء يعينهم رئيسالحكوم ة ،و4
أعضاء يعينهم رئيس مجلس النواب ،و 4أعضاء يعينهم رئيس مجلس المستشارين.
فئة الشخصيات التي تمثل المؤسسات والهيئات المعنية بالصفة 17 :عضوا
-المندوب السامي للتخطيط؛
ويشترط في أعضاء المجاس ان يتمتعوا بحقوقهم المدنية والسياسية ،وتتنافى العضوية في المجلس مع العضوية في الحكومة
او البرلمان بمجلسه او المجلس الدستوري ،ويعتبر مس تقيال من عض ويته ك ل ش خص أص بح في حال ة التن افي ،ويبقى ه ذا
التوجه في نظرنا إيجابي اذ سيضمن استقاللية المجلس في عالقته بالحكومة والبرلمان بمجلسيه.
والمالحظ عموما ان اغلب التعيينات توجد بي د رئيس الحكوم ة ،وك ان ب الحري توزي ع حص ة التعيين ات بش كل متس او بين
رئيس الحكومة ورئيسي مجلس المستشارين والنواب.
7
²المادة 11الباب الثالث من القانون التنظيمي رقم 128.12
كما نالحظ انه بخصوص الهيئات والجمعيات النش يطة في مج االت االقتص اد االجتم اعي والعم ل الجمع وي الممثل ة داخ ل
المجلس ،اذ أن الحق في التعيين ممنوح لرئيس الحكومة ورئيسي مجلس النواب والمستشارين .هنا يمكن التساؤل عن ال دافع
الى إعطاء هذا الحق لهم ،اذ ب األحرى على المش رع الى ش بكات او اتح اد الجمعي ات وبالت الي سنض من تمثيلي ة الجمعي ات
المستقلة والجادة.
كما يجب على تركيبة المجلس االنفتاح على خبرات وطنية ،اجنبية ،ومؤسساتية ،ونرى مثال انفتاحه على مجلس الحسابات،
مجلس المنافس ة ،الهيئ ة الوطني ة لمحارب ة الرش وة؛ االم ر ال ذي س يجعل اآلراء والتق ارير ال تي يع دها محاط ة بس قف من
االعدادات الميدانية التي تتوفر فيها المؤسسات السالقة الذكر على التأهي ل الض روري والترجم ة الحقيقي ة لك ل االنش غاالت
والتساؤالت المعيشية.
إن آراء وتقارير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي تعبر عن وجهة نظر المجتمع المدني المنظم من خالل المجلس .إذ
يعتمد على منهجية تشاركية تتمحور حول اإلنصات والحوار والنقاش الواسع مع الفاعلين المعن يين .وله ذا الغ رض ،حس ب
مقتضيـات النظـام الداخلـي للمجلـس االقتصـادي واالجتماعـي والبي ئي؛ يش تغل المجلس اس تنادا إلى س يرورة عم ل تش مل
أجهزته األربع:
تتولى الجمعية العامة المصادقة على التقرير السنوي للمجلس ومشاريع اآلراء التي يدلي بها ،واعتم اد الدراس ات واألبح اث
في الميادين المرتبطة بممارسة صالحية المجلس ،وكذا التصويت على برنامج العمل السنوي ومشروع ميزانية المجلس.
تنعقد الدورات العادية مرة واحدة كل شهر ،ما لم يقرر مكتب المجلس خالف ذلك.
وتنعق د ال دورات االس تثنائية إم ا بطلب من رئيس الحكوم ة ،أو من رئيس مجلس الن واب ،أو من رئيس مجلس
المستشارين ،وإما بمبادرة من الرئيس ،أو بطلب من األغلبية المطلقة ألعضاء المجلس.
8
يضم مكتب المجلس ،باإلضافة إلى الرئيس ،خمسة أعضاء ،يمثل كل واحد منهم فئة من الفئات ال تي يتش كل منه ا المجلس،
في حدود ممثل واحد عن كل فئة ،ينتخبون سنويا من قبل الجمعية العامة .كما يض م المكتب رؤس اء اللج ان الدائم ة المحدث ة
3
لدى المجلس.
يتولى المكتب إعداد مشروع جدول أعمال الجمعية العامة ومشاريع برامج عم ل اللج ان ومجموع ات العم ل المحدث ة لدي ه،
وتنفيذ قرارات الجمعية العامة للمجلس.
تتولى اللجان الدائمة ،كل واح دة في ح دود اختصاص ها ،إع داد مش اريع تق ارير بش أن آراء المجلس في القض ايا ومش اريع
البرامج ومشاريع ومقترحات القوانين التي تعرض عليه ،وإنجاز الدراسات واألبحاث المرتبطة بممارسة صالحياته.
كما تتولى إعداد مشاريع تقارير تتعلق بمقترحات المجلس التي يقدمها إلى الحكومة ومجلسي البرلم ان ،والرامي ة إلى الرف ع
من أداء االقتص اد الوط ني ،وإلى اإلس هام في تق ديم الحل ول الناجع ة لمعالج ة القض ايا االقتص ادية واالجتماعي ة والثقافي ة
والبيئية ،والبحث عن أنجع السبل الكفيلة بتحقيق تنمية بشرية مستدامة.
9
يتولى األمين العام تسيير المصالح اإلدارية والمالية للمجلس ،تحت س لطة رئيس ه ،حيث يتكل ف بتس جيل اإلح االت ال واردة
على
المجلس ،وتحضير وتنظيم أعماله ،وكذا بمسك وحفظ بياناته وتقاريره وملفاته ومستنداته.
يضطلع المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي بمه ام استش ارية في جمي ع القض ايا ذات الط ابع االقتص ادي واالجتم اعي
والبيئي.
تطبيق ا للص الحيات المنوط ة ب ه ،يع د المجلس آراء وتق ارير ودراس ات بطلب من الحكوم ة أو مجلس الن واب أو مجلس
المستشارين (إحالة) أو بمبادرة منه (إحالة ذاتية).
اإلحالة :التي تصدر إما عن الحكومة أو مجلس ي الن واب والمستش ارين ،وال تي يتم عبره ا استش ارة المجلس في جمي ع
القضايا ،التي لها طابع اقتص ادي واجتم اعي وبي ئي وف ق مقتض يات الم ادة 152من الدس تور ،كم ا تخ ول نفس الم ادة
للمجلس حق اإلدالء برأيه في التوجهات العامة لالقتصاد الوطني والتنمية المستدامة.
اإلحال11ة الذاتي11ة :ال تي يت ولى فيه ا المجلس المب ادرة ،اإلدالء برأي ه في التوجه ات العام ة لالقتص اد الوط ني والتنمي ة
المستدامة وفي جميع القضايا األخرى ذات الطابع االقتصادي واالجتماعي والبيئي المتعلقة بالجهوية المتقدمة.
10
4المادة 2الباب الثاني من القانون التنظيمي رقم 128.12
المساهمة في بل11ورة سياس11ات عمومي11ة تهم المج11االت االقتص11ادية واالجتماعي11ة والبيئي11ة وتقييمهم11ا :من خالل
التموقع في المشهد المؤسس اتي الوط ني كق وة اقتراحي ة وازن ة وكفاع ل ذو مص داقية ل دى مخاطبي ه الدس توريين
والدفع في اتجاه وضع سياسات عمومية فعالة وناجعة.
تحليل الظرفية وتتبع السياس1ات االقتص1ادية واالجتماعي1ة الوطني1ة والجهوي1ة والدولي1ة وانعكاس1اتها :من خالل
رصد نقط الضعف ونقط القوة في مختلف الج وانب االقتص ادية واالجتماعي ة والبيئي ة للسياس ات العمومي ة إب راز
العناص ر ال تي من ش أنها تقوي ة تنافس ية االقتص اد الوط ني واستش راف المس تقبل من خالل توظي ف اليقظ ة في
المجاالت االقتصادية واالجتماعية لتوجيه السياسات العمومية نحو تحقيق نمو مستدام ،متكافئ ومدمج.
تشجيع الحوار والتعاون بين الفرقاء االجتم11اعيين واالقتص11اديين :مس اهمة في تحقي ق س لم اجتم اعي ،ال دفع في
اتجاه تحقيق نمو مستدام ومدمج والعمل من أجل إرساء أسس مجتمع متكافئ متضامن ومتماسك.
تحقيق حكامة ناجعة عبر تحديث مناهج ووسائل التدبير :من خالل تعميم التطبيقات المعلوماتية على كل جوانب
التدبير اإلداري وإدارة البرامج واألنظمة المعلوماتية للمجلس تعميم دالئل المساطر اإلدارية على كافة األنشطة.
←المطلب الثالث :عناصر القوة ،واالكراهات التي يتعرض لها عمل المجلس.
عناصر القوة في أعمال المجلس تتجسد في: .1
المنهجية التي يعتمدها المجلس من اجل بلورة تقاريره وآرائه المرتكزة على االنصات والنقاش والتقريب بين
وجهات نظر مختلف الفرقاء والفاعلين .مما يمكن من اإلحاطة وااللمام العميق بمختلف جوانب المواضيع الذي
يدرسها حيث تسمح بوضع توصيات تالمس جوهر الموضوع وتبرز آفاقا واسعة لتطويره.
المقاربة المندمجة التي يعتمدها المجلس من اجل اعداد آرائه وتقاريره حيث تتكامل الجوانب االقتصادية
واالجتماعية والبيئية ،وفق رؤية بعيدة المدى.
االكراهات التي تعترض عمل المجلس: .2
11
تعترض المجلس في القيام بالمهام الدستورية المنوطة به مجموعة من االكراهات والتي تتمثل أساسا في:
عدم الزامية التوصيات الواردة في آرائه وتقاريره باعتبارها االستشارية .غير ان المادة 9من القانون التنظيمي
تنص على ان يقوم كل من رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ورئيس المستشارين بإخبار المجلس بمآل
اآلراء التي أدلى بها هذا األخير سواء في إطار اإلحالة او في نطاق اإلحالة الذاتية؛
عدم وجود رؤية مستقبلية واضحة ومحددة المعالم بخصوص مشاريع اإلحالة ذات المصدر الحكومي او
البرلماني .مما يجعل توقع نفقات إنجازها في ميزانيات المجلس السنوية أمرا صعبا ،كما يؤثر على معدالت تنفيذ
ميزانياته السنوية .عالوة على ذلك ،فان فجائية اإلحاالت التي ترد على المجلس خالل السنة تؤثر على خطة
عمله السنوية وتنعكس بالضرورة على آجال انجاز احاالته الذاتية بفعل إيالء األولوية لإلحاالت التي يرتبط
إنجازها بآجال محددة.
من المؤكد أن موضوع الحكامة الترابية يعد من المرتكزات األساسية للسياسات والبرامج الحكومية ،ومعلوم أيضا أن
الجماعات الترابية وعلى رأسها الجهة تعتبر من الفاعلين والشركاء األساسيين في تدبير تلك المجاالت الترابية ،وفي إحداث
مشاريع التنمية المحلية ،وهي التي تتحمل مسؤولية تسيير المرافق المحلية االقتصادية واالجتماعية والثقافية واإلدارية على
المستوى الترابي ،نظرا ألهمية هذا الموضوع قام المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي بإصدار تقرير تحت عنوان
الحكامة الترابية "رافعة للتنمية المنصفة و المستدامة " و اعتمد المجلس إلنجاز هذا التقرير على مجموعة من النصـوص
التشـريعية والقوانيـن التنظيمية المتعلقة بتنظيـم الجماعـات الترابية ومراسـيمها التطبيقية والمرسوم بمثابـة ميثـاق وطنـي
لالتمركز اإلداري؛ تقرير اللجنة االستشارية للجهوية؛ تقارير وآراء ودراسات المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي؛
تقارير ودراسات المندوبية السامية للتخطيط؛ تقارير المجلس األعلى للحسابات كما جـرى االعتمـاد علـى نقاشـات موسـعة
مـع مختلـف الفئـات المكونـة للمجلـس وعلـى مقاربـة تشـاركية قامـت علـى إشـراك مختلـف الفاعليـن المعنييـن
بالموضـوع ،مـن خـال تنظيـم لقـاءات مـع عـدد مـن المختصيـن فـي المجـال (أسـاتذة وباحثـون ،)...وعقـد جلسـات
إنصـات مـع ممثلـي العديـد مـن المؤسسـات .وتـم أيضـا تنظيـم ورشـات موضوعاتيـة اسـتضافت ممثلـي القطاعـات
الوزاريـة ومنظمـات المجتمـع المدنـي ومقـاوالت القطـاع الخـاص والمؤسسـات الدوليـة العاملـة فـي مجـال التنميـة علـى
المسـتوى الترابـي .كمـا جـرى االنكبـاب علـى دراسـة بعـض التجـارب المهمـة والممارسـات الفضلـى الدوليـة فـي مجـال
الحكامـة الترابيـة .وباإلضافـة إلـى ذلـك ،تـم تنظيـم زيارتيـن ميدانيتيـن ،واحـدة لجهـة مراكش-آسـفي واألخـرى لجهـة
سـوس -ماسة .انطالقًا من هذه المراجع تم إصدار هذا التقرير لدي له اهداف عديدة:
رسم صورة عامةً عن التقدم المحرز في تنزيل اإلصالح الترابي وعن الصعوبات التي يواجهها هذا التنزيل منذ -
إطالقه
12
دراسـة االليات المؤسسـاتية والتنظيميـة التـي جـرى وضعهـا ،مـع التحقـق مـن مـدى اسـتجابتها لمبـادئ الحكامـة -
التـي نـص عليهـا دسـتور المملكـة ،وبخاصـة مبـادئ اإلدماج والشـفافية والفعاليـة؛
تحديد االختالالت الرئيسية التي يواجهها الفاعلون في المجاالت الترابية؛ -
اقتـراح آليـات كفيلـة بتعزيـز إشـراك الفاعليـن الترابييـن والمحلييـن ،مـن القطـاع الخـاص والعـام والمجتمع -
المدنـي ،فـي ديناميـات تنميـة المجاالت الترابية؛
تقديـم مقترحـات تضـع المواطـن فـي صلـب انشغاالت الحكامـة الترابيـة ،مـن أجـل تحقيق تنمية مسـتدامة -
ومنســجمة ،وتثميــن المــوارد البشــرية والمؤهالت االقتصادية واالجتماعية والثقافيــة التــي تزخــر بهــا
الجهـات.
وتحقيقا لهذه األهداف أوصى المجلس على اعتماد مجموعة من التدابير العلمية تتمحور حول 4محاور رئيسية يهم المحور
االول توضيح اختصاصات الجماعات الترابية ،يهم المحور الثاني تعزيز آليات القيادة والتنسيق والتقييم ،أما المحور الثالث
يهم تحسين آليات تمويل الجماعات الترابية ويشمل المحـور الرابـع تعزيـز الديمقراطيـة التشـاركية علـى المسـتوى المحلـي
13
االسـتفادة مـن المـوارد اإلض افية المنصـوص عليهـا فـي القوانيـن التنظيميـة ،فـي إطـار صنـدوق التأهيـل
االجتماعي وصنـدوق التضامـن بيـن الجهـات.
منظومة لتدبير الموارد البشرية على مستوى الترابي تتسم بضعف جاذبيته ا :ع دم وضـع نظـام أساسـي خـاص -
بموظفـي إدارة الجماعـات الترابيـة ،يكـون مالئم ا لمتطلب ات التنظيــم الترابــي الجديــد (المــادة 127مــن
القانونــي التنظيمــي المتعلــق بالجهــات) كمــا أن مقتضيــات القانــون التنظيمــي المتعلــق بالجهــات ال تســمح
بوضــع أســس وظيفــة عموميــة ترابيــة فعالــة وتطوريــة ،تأخـذ بعيـن االعتب ار مختلـف المهـن الممارسـة
بالجماعـات الترابيـة.
ضعف اإلعمال الفعلي آلليات الديمقراطية التش اركية و المش اركة المواطن ة :عـدم اسـتكمال مكونـات الترسـانة -
التشـريعية والتنظيميـة المتعلقـة بتفعيـل آليـات الديمقراطي ة التشـاركية ،طبقــا لمقتضيــات الفصــل 12مــن
الدســتور الــذي يخــول للفاعليــن فــي المجتمــع المدنــي الحــق فــي المسـاهمة فـي إعـداد السياسـات العموميـة،
وفـي تفعيلهـا وتقييمه ا غي اب اســتراتيجية لتكويــن ومواكبــة مختلــف الفاعليــن (المنتخبــون ،الجمعيــات،
الســلطات الترابيــة)...مـن أجـل تمكينهـم مـن فهـم وتملـك المكتسـبات الدسـتورية المحققـة فـي مجـال
الديمقراطيـة التشـاركية والمشـاركة المواطنـة .وغيـاب ضمانـات قانونيـة تسـمح بحمايـة حـق الفاعليـن
بالمجتمـع المدنـي فـي تدبيـر مسـاهمة المواطنـات والمواطنيـن» فـي إعـداد برامـج التنميـة وتتبعهـا.
غياب نظام موحد للمعلومات الترابية تقتس مه ك ل األط راف المعني ة :ع دم ت وفر الجهــات (اإلدارة والجماعــات -
الترابية) علــى نظــام للمعلومــات خــاص بمجالهــا الترابــي يكــون مرتكـزا علـى آليـات تضمـن مقاربـة
تشـاركية وتعاونيـة ومندمجـة تضـم مختلـف األط راف المعنيـة .وهـو غيـاب يؤثـر سـلبا علـى إعـداد وثائـق
التخطيـط الترابـي.
غياب آلية التتبع والتقييم المستقل على المس توى ال ترابي :ضعــف فــي اآللي ات الداخليــة للمراقب ة واالفتح اص -
والتقييــم المنصــوص عليهــا فــي القوانيــن أ التنظيميـة المتعلقـة بالجهـات وباقـي الجماعـات الترابيـة ،علمـا انها
آليات غايتها إضفاء الفعالية على آداء اإلدارة ،والمراقبة الممارسـة علـى أعمـال الجماعـات الترابيـة غالبـا مـا تتـم
مـن زاويـة مراقبـة مـدى جـدوى وأولويـة المشـروع أو التدبيـر المعنـي ،بـدال مـن االقتصار علـى مراقبـة مـدى
قانونيته ،كما ينص على ذلك القانون.
قام المجلس بتوسيع الشروح والتوضيحات لتشخيص واقع الحكامة الترابية بالمغرب فقام بتحليلها وتقديم توصيات مهمة:
ض رورة إص دارقانون تنظيمي واح د للجماع ات الترابي ة ،تك املي ،وم دقق الختصاص ات الجماع ات الترابي ة،
ومحترم لمبدأ صدارة الجهة.
ضرورة تملك المعرفة العلمية وآليات التدبير الحديثة ،لتحم ل مس ؤوليات القي ادة واإلش راف والتنس يق ،ليس فق ط
داخل كل جماعة ترابية على حدة .ولكن لتجسيد االلتقائية ،والتشاركية ،والقدرة على إنجاز برامج التنمية الترابي ة:
من خالل إحـداث هيئـة للحـوار والتنسـيق تضـم ممثليـن عـن المجالـس المنتخبـة ومـدراء المصالـح الالممرك زة
وتسـند رئاسـتها بشـكل مشـترك لوالـي الجهـة ورئيـس مجلـس الجهـة؛ تنظيـم ملتقـى جهـوي سـنوي للتش اور
14
وضع آليـات لمواكبـة الجماعـات الترابيـة ،عبـر إحـداث قطـب للخبـرة الجهوية ،إحداث مؤسسـات التعـاون بيـن
الجماعات/مجموعـات الجماعـات الترابيـة.
تمكين الجماعات الترابية من الموارد الذاتية الكافية لتمويل برامجه ا ومش اريعها التنموي ة ،باس تقاللية عن الدول ة.
وهو ما يمكن من التجسيد الفعلي لمبدأ التدبير الح ر ال ذي ينص علي ه الدس تور المغ ربي وك ل الق وانين التنظيمي ة
للجماعات الترابية :من خالل بلورة روية اس تراتيجية في مج ال تموي ل الجماع ات الترابي ة على الم دى المتوس ط
والطويل ،تفعيـل عمليـة تحويـل الدولـة للمـوارد الماليـة الالزم ة لممارسـة االختصاص ات المنقولـة للجماعـات
الترابيـة؛ تعزيـز المـوارد الذاتيـة للجماعـات الترابيـة ،مــن خالل مراجع ة منظوم ة الجباي ات المحلي ة ،حصـر
الجبايـات المحليـة فـي ضريبتيـن أساسـيتين ،أوالهم ا تشـمل الرسـوم المتعلقـة بالسـكن ،والثانيـة النشـاط
االقتصادي ؛ ضـخ االعتمادات الالزمة فـي صنـدوق التأهيـل االجتماعي وصنـدوق التضامـن بيـن الجهـات بمـا
يخـول للجهـات التوفـر علـى الوسـائل الكفيلـة بدعـم برامـج التنميـة وتأهيـل المجاالت ،تنويع الخدمات التي يقدمها
صندوق التجهيز الجماعي.
ضرورة إصدار قانون ،يبين كيفيات وآليات إشراك المجتمع المدني في مسلسل التنمية الترابية،.
تمكين جمعيات المجتمع المدني من الثقاف ة القانوني ة ،وه و م ا ي دعو الدول ة إلى التفك ير الج اد في آلي ات التك وين
والتثقيف في هذا الباب،.
االهتمام أك ثر ب الموارد البش رية على المس توى ال ترابي ،والرف ع من جاذبيته ا :من خالل وضـع نظـام أساسـي
للوظيفـة العموميـة الترابيـة خـاص بالجماعـات الترابيـة ،علـى أن يكـون هـذا النظـام مالئ ًم ا لخصوصياتهـا
ومتسـما ً بجاذبيتـه وقـادرا علـى اسـتقطاب الكفـاءات وأن يأخـذ بعيـن االعتب ار المهـن والوظائـف الحاليـة أو
المسـتقبلية المزاولـة بـاإلدارات الترابيـة وطابعهـا التطـوري ،حـث الجماعـات الترابيـة ،علـى الحـرص فـي
مجـال التنظيـم وإدارة الموظفيـن علـى تجنـب الفائـض فـي الموظفيـن وتفـادي وجـود بنيـات إداريـة تقـوم بنفـس
المهـام
التحول الرقمي ضرورة وليس خيارا ،مما يدعو إلى إحداث مراصد ترابية جهوي ة للمعلوم ات والدراس ات ،يمكن
االعتماد عليها في تسطير برامج التنمية الترابي ة :من خالل تط وير قواع د البيان ات المتعلق ة بالجماع ات الترابي ة
وتحويلها الى نطاق المعطيات المفتوحة.
إحداث منظومة للتقييم ،وذلك من أجل التتبع والتقييم المستمر لمسلسل الالمركزية ،مع تفعي ل اآللي ات المنص وص
عليها في القوانين التنظيميـة المتعلقـة بالجماعـات الترابيـة ،ويشمل هذا التقييم أيض ا على مس توى الممارس ات في
مجال الشراكة والتعاون .هذه المنظومة ستساعد أيضا على العمل بش كل تلق اني م ع األوس اط العلمي ة و المجتمـع
المدنـي و المواطنين و المواطنات ،و ذلك عن طريق تقييم البرامج التنموية المنفذة من طرف الجهة و الجماعات.
15
خاتمة
أحدث المغرب مجموعة من المؤسس ات االقتص ادية واالجتماعي ة والسياس ية من أج ل مواكب ة التق دم والتط ور االقتص ادي
العالمي.
تم تنصيب المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي سنة 2011واعتباره كهيئة دستورية مستقلة تقوم بمه ام استش ارية ل دى
الحكومة والبرلمان .باإلضافة إلى إبداء رأيه حول التوجهات العامة التي تهم االقتصاد الوطني والتك وين .ال يخفى على أح د
الدور الكبير الذي يقوم ب ه المجلس س واء على مس توى تفعي ل الح وار االجتم اعي ،باإلض افة إلى ذل ك العالق ة الوثيق ة بين
المجلس االقتص ادي واالجتم اعي والبي ئي والوس ائل البديل ة لح ل المنازع ات إذ يعت بران مكمالن لبعض على اعتب ار أن
المجلس يقوم بدور استباقي دون حدوث النزاعات.
خول الدستور للمجلس مهامه االستشارة في كل ما يتسم بالطابع االقتصادي واالجتماعي والبيئي ،لكنن ا نج د أنفس نا نتس اءل
هل هذه التوصيات تظل حبيسة التقارير أم يتم أخذها بعين االعتبار في المشاريع والمقترحات .
برجوعنا المشرع الفرنسي ،نجده يعتم د على فعالي ة المجلس ويل زم الس لطة السياس ية أخ د ب رأي المجلس ،وفي حال ة ع دم
األخذ ،فيطلب منها بتعليل السبب .
لكن ،نجد هذا المقتضى غائبا في القانون المغربي المنظم للمجلس االقتصادي واالجتماعي ،الشيء الذي يطرح التس اؤل إلى
أي مدى يمكن اعتبار المجلس كمؤسسة استشارية في ظل غياب أي مقتضى يلزم األخ ذ بالتوص يات المقدم ة أو على األق ل
تعليل سبب عدم األخذ.
16
قام المجلس في هذا التقرير بتوضيح مجموعة من العوامل التي تعيق تنزيل وتفعيل آلي ات القي ادة واإلش راف والتنس يق على
مستوى الجماعات الترابية .كما انه قام بتوس يع الش روحات وإعط اء التوض يحات له ذه النق ائص من خالل تش خيص علمي
لواقع الجماعات الترابية والحكامـة الترابيـة.
من خالل قراءتنا المتمعنة ،يمكننا ان نس تخلص من خالل رأي المجلس االقتص ادي واالجتم اعي والبي ئي ح ول الجماع ات
الترابية مداخل كبرى هامة وهي:
قانون تنظيمي موحد للجماعات الترابية ،يعيد النظر في جميع اختصاصاتها ويقوم على تحديدها بدقة .
إنجاح القيادة واإلشراف والتنسيق على كل المستويات الترابية :الجهات والعماالت واألقاليم والجماع ات بواس طة
تبني المعرفة وآليات المعرفة الحديثة.
االهتمام بالموارد البشرية والرفع من جاذبيتها على المستوى الترابي .
تعزير الجماعات الترابية بالموارد المالية الالزمة من اجل تموي ل برامجه ا ومش اريعها ،الش يء ال ذي يمكنه ا من
تجسيد مبدأ التدبير الحر الذي ينص عليه الدستور المغربي وكل القوانين التنظيميـة للجماعات الترابية .
وسيأتي بعد ذلك االصالحات المتبقية تباعا من أجل تجاوز التحديات ورفعها ،وصوال بذلك إلى حكامة ترابية .
ومن هنا سنطرح السؤال :هل يمكننا الوصول إلى عالقة تق11وم على الش11فافية والفعالي11ة بين الجماع11ات الترابي11ة واإلدارات
ومنظمات المجتمع المدني عن طريق تفعيل هذه التوصيات؟
17
المراجع
http://www.cese.ma/ar/composition-du-conseil/ consulté
le 26/11/2022
https://lof.finances.gov.ma/sites/default/files/
pdp_conseil_economique_social_et_environnemental_a
r.pdf consulté le 27/11/2022
18