Professional Documents
Culture Documents
العدالة المجالية
3
أهمية الموضوع :
تتجلى أهمية الموضوع في االختالالت الناتجة عن نهج الجهوية المتقدمة من
خالل تأثيراتها .
بصفة عامة و جهة بني مالل خنيفرة على وجه الخصوص .
4
المطلب االول ꞉كرنولوجيا تطور الجهوية بالمغرب .
الجهوية اليوم ليست ترفا فكريا ،وال موضوعا قانونيا صرفا ،وانما رهان من
اهم رهانات التنمية الترابية ،وارقى صور الالمركزية ،كما تشكل اطارا انسبا
بالشأن الترابي في افق تحقيق التنمية الترابية ،التي تشكل غاية الفاعل السياسي
أينما وجد ،حيث احتلت مكانة مهمة في الخطاب السياسي ،وأثارت اهتمام جميع
القوى الوطنية التي هدفت الى تحقيق الديمقراطية المحلية من خالل دعم السياسة
الجهوية التي نشأتها اإلصالحات الدستورية و السياسية . 1
لقد اعتبر ظهير ، 21959اللبنة األولى للتنظيم الترابي للمملكة ،حيث قسم إقليم
3
الدولة المغربية الى 16إقليم وواليتين ،وهو الذي وقع تتميمه بظهير 1960
المتعلق بالتنظيم الجماعي و الذي سمى هذه الوحدات اإلدارية بالجماعات المحلية
الحضرية و القروية ،مما شكل بذلك بداية ظهور إطارات جديدة لتدبير الشأن
المحلي ،واعتراف مبكر بخصوصية الشأن المحلي ،والتمييزبينه و بين الشأن
العام الوطني ،وهو توجه تم تكريسه بواسطة دستور ، 4 1962والذي اضفى
شرعية دستورية على الواليات واالقاليم و الجماعات واصفا إياها بالجماعات
المحلية .
ان كل هذه الخطوات و المبادرات السابقة ،لم تكن في واقع االمر وفق تقديرنا
اال محاوالت صغيرة إلرساء الالمركزية محتشمة بدون اختصاصات اصلية
مهمة ،ترقى لمستوى التطلعات في تدبير الشأن العام المحلي و تحقيق التنمية.
وذلك عبر تقسيم هذا المطلب الى فقرتين (الفقرة األولى قبل تبني الجهوية
المتقدمة) و(الفقرة الثانية بعد تبني الجهوية المتقدمة).
-1رشيد السعيد "مدى مساهمة الالمركزية و الالتمركز اإلداري في دعم الجهوية "أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،جامعة محمد
الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الرباط اكدال ،2002 -2001 ،ص .48
- 2الظهير الشريف رقم 161 . 59 . 1الصادر في 27صفر 01 /1379شتنبر .1959
- 3الظهير الشريف رقم 273 . 63 . 1بشان تنظيم العماالت و األقاليم ومجالسها .الجريدة الرسمية عدد 2655بتاريخ
.13/09/1963ص .2151
- 4الفصول 95 94 93من دستور المملكة .1962
5
الفقرة األولى ꞉قبل تبني الجهوية المتقدمة.
ان الجهة كمفهوم و شكل للتنظيم اإلداري ،لم تر النور اال مع صدور ظهير 16
يونيو ، 5 1971الذي عرف هذه الوحدة اإلدارية الجديدة كاطار اقتصادي يسمح
للقيام باألعمال ،و كذا الدراسات ذات الصلة بتنمية مختلف مناطق المغرب ال 7
جهات ،ترتبط جغرافيا و اقتصاديا بمجموعة من العالقات القادرة على تحقيق
التنمية ،ويمكن تلخيص هذا التقسيم الى ثالثة عوامل :
.1العوامل االقتصادية :املتها متطلبات التنمية بعد العجز المسجل في
تقليص الفوارق المجالية .
.2العوامل السياسية :تهدف الى دمقرطة المؤسسات الجهوية ،وتفعيل
الالمركزية لتخفيف العبء على السلطات المركزية .
.3العوامل االجتماعية :تهدف الى تجاوز رواسب االختالالت العميقة
التي كرسها المستعمر بين المغرب النافع و المغرب غير النافع .
ولكن يبقى التطور النسبي الذي عرفه التنظيم الجهوي بالمغرب ؛ مع دستوري
1992و ، 1996اللذان وضعا الركائز الدستورية ،و منحا للجهوية دفعة
قوية ،باعتبارها في الوقت نفسه جماعة محلية ،ووحدة إدارية متمتعة بالشخصية
المعنوية لها استقالل إداري و مالي شانها في ذلك شان الجماعات المحلية .
ان إرادة الفاعل السياسي ،واصراره على جعل الجهوية تتبوا مكانة مهمة في
التنظيم اإلداري المغربي ،ترجمه قانونيا صدور ظهير ، 61997المتعلق
بنتظيم الجهات الذي لم يكن وليد الصدفة وانما جاء نتيجة رؤية اصالحية تروم
تجاوز اعطاب التنمية المتوقعة ،و هكذا تم تقسيم التراب الوطني الى 16جهة،
حيث اصبح لكل جهة كيان مستقل متمتع بالشخصية المعنوية ،و االستقالل
المالي و اإلداري ،لكن تحت وصاية العامل حيث اعتبر الوالي االمر بالصرف
نظرا لهيمنة وزارة الداخلية عليها ،فضال عن إعطاءها مجموعة من
االختصاصات التقريرية و أخرى استشارية .
- 5عرف ظهير 16يونيو 1971الجهة في فصله الثاني على انها " مجموعة من األقاليم التي تربط او يحتمل ان تربط بينها على
الصعيد الجغرافي و االقتصادي عالقات كفيلة لتقوية نموها و التي تقتدي من جراء دالك القيام بتهيئة عامة فيها و تؤلف الجهة اطار
عمل اقتصادي يباشر داخله اجراء دراسات وإنجاز برامج قصد تحقيق تنمية منسجمة ومتوازنة بمختلف أجزاء المملكة
- 6الظهير الشريف رقم 84 . 97 . 1الصادر في 23دي القعدة 02 " 1417ابريل "1997بتنفيذ القانون .47
96المتعلق بتنفيذ الجهات.
6
لقد ظهرت رغبة اشراك أوسع الفئات االجتماعية في تدبير الشأن المحلي
واضحة من خالل دراسة المعطيات القانونية لظهير 1997الذي جعل من
الجهة فضاء جدير للتداول و التشاور و اإلنجاز .
وهكذا أصبحت الجهة ايضا اطارا لممارسة الديمقراطية المحلية ،واداة
للتنمية االقتصادية و االجتماعية ،حيث ان الهدف من اشراك أوسع قاعدة
ممكنة في تدبير الشؤون المحلية وتحقيق التنمية المجالية ،يعكس في حقيقة
االمر نضج التجربة المغربية كممارسة ،وليس كنتائج ،ألنه على هذا
المستوى تحديدا -أي مستوى النتائج -لم تحقق بعد التجربة الجهوية
التنمية المنشودة و المتمثلة في خلق جهوية تراعي التكافؤ الترابي و عدالة
مجالية مناسبة .
فالمالحظ من خالل تتبع كرونولوجيا تطور البناء الجهوي في المغرب ،هو
تبني مقاربة تدريجية ،مما مكن الدولة من تقييم تجاربها السابقة ،و التصدي
للهفوات و تدارك األخطاء التي شابت الممارسات السابقة ،و كذلك تحصين
و تقوية المكاسب سواء على مستوى النخب المحلية او على مستوى
اإلطارات القانونية السالفة الذكر.
والتدرج في تطبيق الالمركزية ،املته أيضا ظروف المغرب السياسية ،و
التحول العميق الذي عرفه دور الدولة ،بحيث انتقلنا من مفهوم الدولة الحامية
الى الدولة المتدخلة في كل دروب الحياة ،و امام تعاظم حجم المسؤوليات
كان من المفروض التخلي الجزئي عن مجموعة من االختصاصات لصالح
الوحدات المركزية .كما ال ينبغي بأي حال من األحوال ان نغفل ذكر تاثير
هبوب رياح الحرية ،و حقوق االنسان و دواعي االنتقال الديمقراطي في
تبني مغرب الالمركزية {الربيع العربي ،حركة 20فبراير }.
ولقد كان لسؤال الحكامة الترابية ،وما افرزه من قواعد و ضوابط بغية
الوصول الى اشباع الرغبات العامة ،تاثير واضح في تبني الجهوية كأسلوب
لتدبير الحاجات المتزايدة و المعقدة للجمهور ،فهذه التحوالت المتسارعة و
الرغبة في تجاوز مشاكل التنمية ،و صعوبة معالجتها مركزيا ،فرض تبني
7
إصالحات قوية للنموذج الجهوي المغربي ،لتعطى للتنمية المجالية األدوات
الكفيلة لتحقيقها .
لقد اثبتت الجهوية كنموذج للحكامة الترابية نجاعتها في الدول المتقدمة ،مما
جعل الدول السائرة في طور النمو تتبناها باعتبارها االطار األمثل لتدبير
الموارد وتنفيد المشاريع التنموية لتجاوز معظلة التخلف و الفقر ،وتقليص
الفوارق المجالية ،بين جميع المناطق .
هذه الرغبة هي التي عبر عنها الخطاب الملكي يوم 3يناير ، 2010بمناسبة
تشكيل اللجنة االستشارية للتقسيم الجهوي ،7حين اعتبر هذه األخيرة أداة
لتجديد و عصرنة هياكل الدولة ،وتقوية التنمية المندمجة بين جميع
القطاعات.
حيث اصدر جاللته أوامره للجنة المذكورة ،باستحداث نموذج جهوية متقدمة
ال تستنسخ االخرين وانما تأخذ بعين االعتبار الخصوصية المغربية.8
وقد انتهت اشغال هذه اللجنة الى اقتراح جهوية متقدمة ترتكز الى تقليص عدد
الجهات الى 12جهة عوض 16التي كان معموال بها في السابق .
وجاء في التقرير الذي أعدته هذه اللجنة التي استندت في تقسيمها للجهات
على معايير محددة وفق دراسة دقيقة قام بها مختصون في جميع المجاالت
الخاصة بالجهات ،كما ان اللجنة ابرزت في تقريرها اإلمكانيات المتوفرة
لكل جهة سواء كانت طبيعية ام بشرية و كذا الخصوصيات كل جهة على حدا
حيث ان التقسيم الجهوي تم اعتماده على التوازن في عدد السكان في كل جهة
،من اجل تغطية قسطا اوفر من التراب اإلقليمي ،و رغم ان التقطيع الجهوي
ينطلق أساسا من الشبكة اإلدارية اإلقليمية السابقة اال انه يخضع لمعايير
جديدة تعتمد قاعدتي الوظيفة و التجانس و سهولة االتصال و القرب ،و
التناسب و التوازن .9
- 7اللجنة االستشارية للجهوية " تقرير حول الجهوية المتقدمة " 2011 ،منشور على الموقع
. www .regionalisationavance .ma
- 8المصطفى قريشي "الجهوية المتقدمة ورش مفتوح للحكامة الترابية ،منشور بمجلة مسالك الفكر والسياسة واالقتصاد
العدد . 30 /29ص 50
- 9العباسي الوردي "الجهوية المتقدمة ودستور ،2011مقال منشور بمجلة هيسبريس 50 .2015 -
8
الفقرة الثانية ꞉بعد تبني الجهوية المتقدمة.
ان ورش الجهوية المتقدمة سيمكن المغرب من جهوية ديمقراطية الجوهر تعمل
من اجل التنمية المستدامة و المندمجة اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و بينيا ،
وستكون مدخال الصالح عميق إلدارة الدولة . 10كما ان التوجه نحو الجهوية
المتقدمة يعني بداية انتقال المغرب من عهد الى عهد اخر ،وان الجهوية الموسعة
هي استراتيجية شاملة وورش مفتوح للحكامة الترابية في المغرب تتحكم فيه
مستلزمات التنمية الوطنية و الجهوية المندمجة .11
بالنظر لما تتيحه من إمكانيات التنسيق بين مختلف البرامج المحلية و المخططات
الوطنية .حيث شكلت مرجعية في الخطابات الملكية ،ففي خطاب العرش لسنة
2011يقول جاللة الملك " مولين عناية قصوى في هذا المجال للجهة و الجهوية
التي نعتبرها خيارا استراتيجيا و ليس مجرد بناء اداري ،وننظر اليها انها صرح
ديمقراطي أساسي لتحقيق التنمية االقتصادية و االجتماعية ".
هذا التوجه الذي تم تكريسه من خالل دسترة الجهوية ضمن دستور .12 2011
الذي أضحت الجهوية من خالل انطالقته لورش من االوراش الكبرى ،
واستراتيجية للنهوض بالتنمية االقتصادية ،و لالقالع السوسيو اقتصادي ،في
افق تحقيق التنمية الشاملة التي ال يمكن ادراكها اال من خالل توفر مجال ترابي
واسع ،يكفل ادماج العوامل التنموية في مسلسل اإلقالع االقتصادي .13
فقد بوٲ دستور 2011الجهة مركز الصدارة بالنسبة للجماعات الترابية األخرى
في عملية اعداد و تتبع برامج التنمية الجهوية ،و التصاميم الجهوية إلعداد
التراب ،و من بين جميع المستجدات التي تشكل نقاط قوة في الدستور الجديد ،
يبقى مبدا الجهوية المتقدمة الذي بات الدعامة األساسية لإلدارة ،وحجر الزاوية
في تكريس المركزية متقدمة و تنمية ترابية ،و التي أضحت في صلب انشغاالت
و اهداف مغرب اليوم.
-
10كريم الشكاري "الجهوية المتقدمة بين مقتضيات الدستور المغربي الجديد وافاق الوضع الجديد " مقال منشور بموقع العلوم القانونية .
- 11المصطفى القاسيمي "الجهوية بين متطلبات التنمية ومستلزمات الحكامة " مجلة مسالك الفكر والسياسة واالقتصاد عدد مزدوج
،16.15 /2011ص .43
-12دستور المملكة المغربية 2011
-13عبد الحق عقلة "القانون اإلداري الجزء األول ،مطبعة دار القلم ،الرباط طبعة ، 2002ص .227
9
لقد خصص دستور 2011في بابه التاسع ما ال يقل عن 12فصال دستوريا في
الجماعات الترابية ،من جهة و عمالة و إقليم و جماعة ،باعتبارها هيئات
المركزية ،تتوفر على اليات و أدوات و وسائل قانونية و مالية ،لتمكينها من
االطالع بالدور المنوط بها كمحرك أساسي للتنمية .
وفقا ألحكام الدستور الجديد ،يرتكز التنظيم الجهوي الذي يعد االطار العام الذي
سيحكم تنظيم و اختصاصات الجهات .و نظامها المالي ،على مجموعة من
المبادئ ،ويمكن تلخيصها فيما يلي :
مبدا التدبير الحر؛ -
التعاون و التضامن بين الجهات و فيما بينها وبين الجماعات -
األخرى ؛
اشراك السكان في تدبير شؤونهم ؛ -
الرفع من مساهمة المواطنين في التنمية المندمجة المستدامة ؛ -
مساهمة الجهة في تفعيل السياسات العامة للدولة ؛ -
مساهمة الجهة في اعداد سياسات ترابية من خالل ممثليها في -
مجلس المستشارين ؛
تيسير مساهمة المواطنين و المواطنات من خالل وضع اليات -
تشاركية للحوار و التشاور ؛
تمكين المواطنين من تقديم عرائض و جمعيات المجتمع المدني من -
تقديم ملتمسات في مجال التشريع ؛
كما تمت دسترة صندوق التضامن بين الجهات ،بهدف خلق توازن بين الجهات
و تجاوز التوزيع غير المتكافئ للموارد ،قصد تقليص الفوارق االجتماعية و كذا
التفاوت بينها الفصل .14 142
بتنفيد القانون 2007بتنفيد القانون رقم .47.06المتعلق بجبايات الجماعات المحلية ، - 14الظهير الشريف رقم 195 . 07 . 1الصادر في 30نونبر
الجريدة الرسمية عدد 55 83بتاريخ 03ديسمبر .2007
10
لقد راكم المغرب تجربة كبيرة على مستوى المركزية وخاصة اإلدارية منها لكن
ذلك لم يصاحبه تطور و فعالية على المستوى المالي ،فاذا كانت الجهات تستفيد
من حصيلة ثالث رسوم بموجب قانون ( 15 47.06الرسم على رخص الصيد ـ
الرسم على استغالل المناجم ـ الرسم على الخدمات المقدمة بالموانئ ) ،ومن
حصيلة 5 %من عائد الرسم على الخدمات الجماعية 10 %من عائد الرسم
على استخراج مواد المقالع .فإنها تستفيد بموجب القانون التنظيمي
للجهات 16111.14من حصيلة :
✓ 5 %من حصيلة الضريبة على الدخل .
✓ 5 %من حصيلة الضريبة على الشركات .
✓ 20 %من حصيلة الرسم على عقود التامين .
إضافة الى اعتمادات مالية من الميزانية العامة للدولة في افق بلوغ سقف 10
ماليير درهم سنة . 2021كما ستستفيذ الجهات من حصيلة الموارد المنصوص
عليها في اطار المادة 189من القانون التنظيمي للجهات. 111. 14
ومن خالل ما سبق يتضح ان الجهوية المتقدمة خيار استراتيجي لتفعيل العدالة
المجالية التي تلعب دورا أساسيا في التدويب الالتوازن و التفاوت الحاصل بين
الجهات مما يدفعنا الى التطرق لالختالالت المجالية التي تعرفها الجهات فيما
بينها وكدا االختالالت ،الحاصلة داخل الجهة نفسها ،و هو ما سنتطرق اليه في
المطلب الثاني .والذي قسمناه الى فقرتين األولى االختالالت المجالية بين
الجهات والفقرة الثانية االختالالت بين الجهة نفسها ،جهة بني مالل خنيفرة
نموذجا .
بتنفيد القانون التنظيمي .111.14المتعلق - 15الظهير الشريف رقم 83 . 15 . 1الصادر في 20رمضان 1436هجرية" 07يوليو 2015م "
بالجهات .منشور،بالجريدة الرسمية عدد 6380بتاريخ 06شوال 1436ه
ص . 6624 - 6585
-16تقرير المجلس االعلى للحسابات حول الجبايات المحلية ،2015 ،ص .21
11
المطلب الثاني :االختالالت المجالية الجهوية وفق التقسيم الجهوي بالمغرب
يعود التباين المجالي بين الجهات في المغرب ،بحسب مجموعة من الباحثين ،إلى
مرحلة ما قبل االستعمار ،عندما كان المغرب مقس ًما بين مجالين :مجال تحت
سيطرة المخزن ،وهي المناطق التي يبسط فيها السلطان سلطته السياسية والمالية
والدينية كاملة ،بواسطة قادته وخدمه ،و«مجال سمي ببالد السيبا» ،وهي
المناطق المهمشة ،التي كانت تدير شؤونها بنفسها بواسطة القبيلة.
واستمر هذا الفصل المجالي الذي أصبح خالل مرحلة االستعمار ،حيث أصبح
هناك «المغرب النافع» ،وهي المناطق الغنية بالثروات الطبيعية والمعدنية ،
ومن ثمة عمل المستعمر على احتوائها و تشييد المؤسسات اإلدارية والطرق
والسكك الحديدية إضافة إلى المباني السكنية بها ،و«المغرب غير النافع» ،الذي
يحيل إلى المناطق القروية النائية التي قاومت و رفضت دخول المستعمر،حيث
بالرغم من قحالة أراضيها و قلة ثرواتها وغياب بنيات تحتية أساسية . 17
ثم جاءت بعد ذلك مرحلة ما بعد االستقالل ،ليتم تكريس التفاوت المجالي في
المغرب بشكل أعمق ،لتصبح المناطق الساحلية محل تركيز السلطة ،سياسيًا
مستمرا ،والسيما
ً واقتصاديا وخدماتيا ،فيما بقيت تعيش مناطق الداخل تهميشا
المناطق القروية والجبلية ،التي ال يزال بعضها يفتقد لحد الساعة إلى الماء
والكهرباء والمستشفى والطرق المعبدة مما يكرس التفاوت المجالي بين الجهات و
حتى بين الجهة نفسها 18و هو ما سنتناوله بالدرس و التحليل من خالل فقرتين
سنتناول في األولى منها االختالالت بين الجهات وفق التقسيم الجديد و الثانية
سنتاول من خاللها التفاوت المجالي بين الجهة نفسها حيث سنتناول من خاللها
جهة بني مالل – خنيفرة كنمودج هذا األخير أملته انتماء المجموعة التي أنجزت
هذا العرض ألقاليم الجهة ∙ .
7 1الدكتورة السعيدي مزروع فاطمة ،اإلدارة المحلية الالمركزية بالمغرب ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،
الطبعة االولى ، 2003ص . 22
18اللجنة االستشارية للجهوية " ،تقرير حول الجهوية المتقدمة " ∙
12
االقتصادية مما يبعث على إدراجها و برمجتها ضمن ورش الجهوية المتقدمة
باعتبارها المدخل األساسي لكل تنمية اقتصادية و اجتماعية من خالل تعزيز
أدوار الجهات و تمكينها من بناء نموذجها التنموي وفق خصوصية كل جهة على
حدى استنادا على مؤهالتها ،معالجة هذه االختالالت أملته ما جاء في تقرير
المندوبية السامية للتخطيط ،19المنشور سنة ،2015حيث أشار إلى حجم
الفوارق الراسخة بين الجهات على مستوى العدالة المجالية ،حيث أشار تقرير
هذه المؤسسة الرسمية أن جهتين من بين 12جهة في المغرب ،يساهمان وحدهما
بـ 48%من الناتج اإلجمالي المحلي ،ويتعلق الشأن بجهة الدار البيضاء -سطات،
وجهة « الرباط ،سال ،القنيطرة » .في حين ال تتعدى مساهمة خمس جهات
مجتمعة 11.1%من الناتج الداخلي الخام .
13
االختالالت و التفاوتات المجالية الشاسعة بين الجهات فيما بينها وبين الجهات
نفسها ،وبموجب هذه المبادرة أعيد تقسيم جهات المغرب إلى 12جهة بدل 16
جهة حيث أصبحت تتمتع المجالس الجهوية المنتخبة تحظى بصالحية سياسية
وإدارية و قانونية تحكمت فيها مجموعة من المبادئ التي تؤسس لفضاء جهوي
أرحب و أوسع يسهم في تصحيح كل االختالالت السالفة و التي جاء بها القانون
التنظيمـــــــي 111-14كمبدأ التدبير الحر و مبدأ التفريع اللذين عززا تطوير
الموارد الذاتية للجهة 21و كذا العمل على التأهيل االجتماعي فاألرقام المسجلة
على مستوى هذا المؤشر يجعلنا أمام رهانات كبرى خصوصا أمام التفاوتات
المجالية على المستوى الديمغرافي ، 22الى جانب خلق آليات للموازنة المالية و
ذلك باعتماد نظام التحويل المالي لضمان موازنة مالية اكبر ، 23باالضافة الى
ذلك فاحداث صندوق عمومي للتضامن بين الجهات من المداخل االساسية لتجاوز
االختالالت المجالية و تحقيق موازنة عادلة و فعالة بين الجهات ،24كما تعزز
هذا التوجه بالتحكم بميزانية الجهة و االستفادة من مواردها بغض النظر عن
الموارد المنقولة من المركز ،واختار أيضا هذا التوجه الذي يعمل وفق منظور
قانوني و إداري و بمساهمة السياسي لتأسيس صندوق خاص لدعم الجهات الفقيرة
من حيث الموارد سمي بصندوق التضامن بين الجهات ،بحيث تساهم فيه الجهات
األخرى ذات الناتج المحلي األوفر لتخفيف التفاوت المجالي على جميع
المستويات االقتصادية و االجتماعية و غيرها. 25
ومن بين الحلول التي جاءت بها الحكومة لتجاوز االختالالت الجهوية و من اجل
تجاوزها اتخذت مجموعة من التدابير يمكن إجمالها :26
21اللجنة االستشارية للجهوية ( تقرير حول الجهوية المتقدمة ) الكتاب الثاني ،ص . 135
22اللجنة االستشارية للجهوية ( تقرير الجهوية المتقدمة ) الكتاب الثالث ،ص . 62 ،
23محمد غنايم " ،تجربة الجهة بالمغرب ورهانات الالمركزية المحلية " منشورات المجلة المغربية لالدارة المحلية و
التنمية ،سلسلة " مواضيع الساعة " العدد ، 16السنة ، 1998ص . 25
24الموقع الرسمي لرئاسة الحكومة . www.cg.gov.ma
25إدريس بن الساهل ( تطور و أفاق الجهة بالمغرب ) رسالة لنيل ديبلوم الدراسات العليا في القانون العام ،جامعة محمد
الخامس الرباط ، 1996-1995 ،ص . 258 .
26اللجنة االستشارية للجهوية ( تقرير حول الجهوية المتقدمة ) الكتاب االول " التصور العام " ص 13-7.
14
تلبية االحتياجات من البنيات األساسية و المرافق االجتماعية للقرب و
قد سطرت لهذا البرنامج ثالثة أهداف إستراتيجية تتمثل في :
فك العزلة عن السكان في المناطق القروية و الجبلية . -
تحسين ولوج الساكنة إلى الخدمات األساسية المتعلقة بالكهرباء و الماء -
الصالح للشرب و الصحة و التعليم و الخدمات .
توفير و تنويع القدرات االقتصادية للمناطق القروية و الجبلية . -
تحسين مؤشرات التنمية البشرية في هذه المناطق . -
الفقرة الثانية :االختالالت المجالية في الجهة نفسها – جهة بني مالل -خنيفرة
-نموذجا
ا27مصطفى منصور " تفاصيل توزيع سكان المغرب " أسبوعية االيام ،العدد 658من 26مارس الى 01أبريل 2015
،ص . 13 ،
15
جهة بني مالل خنيفرة هي إحدى الجهات اإلدارية في التقسيم الجهوي الجديد
للمملكة المغربية منذ . 2015أحدثت الجهة بعد التعديالت التي شملت جهات
المغرب بفعل دستور 2011في إطار الجهوية الموسعة التي تبناها المغرب ،
لتفعيل الالمركزية ،حيث تغيرت عدد الجهات من 16إلى 12حملت الجهات
تغييرا في األسماء السابقة حيث ضمت جهة بني مالل – خنيفرة كل من أقاليم
خنيفرة وخريبكة بني مالل و ازيالل و لفقيه بن صالح ،حيث تجدر اإلشارة
الى ان إقليم خنيفرة كان سابقا ينتمي ترابيا لجهة مكناس تافياللت وإقليم خريبكة
ينتمي لجهة الشاوية ورديغة بينما كانت بني مالل و ازيالل و لفقيه بن صالح
الذي احدث مؤخرا ضمن جهة تادلة أزيالل. 28
عرفت جهة بني مالل – خنيفرة تغييرات داخلية وخارجية مع التقسيم الجديد
الذي اتخذ من مدينة بني مالل عاصمة للجهة و مقرا اداريا لها .فعلى المستوى
الجغرافي تحد الجهة من جهة الشمال كل من جهة فاس مكناس وجهة الرباط سال
القنيطرة أما من جهة الغرب فتحدها جهة الدار البيضاء سطات وجهة مراكش
أسفي وتحدها جهة درعا تافياللت شرقا وجنوبا ،وتقدر مساحتها بحوالي
36.258كم ، 2وعدد سكانها 2.520.776نسمة حسب آخر إحصاء لسنة
، ،29 2014يرمز لها برقم 5حسب التصنيف الجديد للجهات.
و تزخر جهة بني مالل – خنيفرة بمؤهالت طبيعية و فالحية و معدنية مهمة قد
تجعل منها قاطرة للتنمية االقتصادية و االجتماعية حيث تتميز الجهة بفرشة مائية
مهمة ( 10سدود 70 /عين ) و تساهم هذه الثروات المائية من تغطية حاجيات
الساكنة ،في حين تشكل الفالحة المورد الرئيسي لغالبية سكان الجهة باعتمادهم
على مجموعة من الزراعات كالزيتون ( مليون يوم عمل يومي – %15من
إنتاج زيت الزيتون وطنيا إلى جانب الشمندر السكري وزراعة الحوامض حيث
يشكل 12%من مجموع صادرات المغرب من الحوامض ) بالرغم من أن جهة
بني مالل خنيفرة تتوفر على منتوج فالحي يساهم بشكل كبير في الناتج الوطني
26اللجنة االستشارية للجهوية ( تقرير حول الجهوية المتقدمة ) الكتاب االول " التصور العام " ص 13-7.
28اللجنة االستشارية للجهوية ( تقرير حول الجهوية المتقدمة ) الكتاب االول " التصور العام " ص 13-7.
29مصطفى منصور " تفاصيل توزيع سكان المغرب " أسبوعية االيام ،العدد 658من 26مارس الى 01أبريل ، 2015
ص . 13 ،
16
الداخلي إال أن الصناعات التحويلية المرتبطة بها توجد خارج الجهة كما تشكل
الغابة نسبة تفوق 50%من مجالها الجغرافي . 30
كما أن الجهة تحتضن أكبر احتياطي من الفوسفاط باعتباره الثروة الوطنية األولى
إلى جانب مجموعة من المعادن و المقالع للرخام و األحجار التي بدورها يتم
تحويلها صناعيا خارج الجهة .
كما أن الجهة تعرف غياب األنشطة وموارد كفيلة بضمان فرص شغل قارة
باستثناء النشاطين الفالحي و المعدني الذي ال تستفيد منهما كما هو منتظر كما أن
المساهمة االقتصادية لجهة بني مالل خنيفرة تبقى دون إمكانياتها الحقيقية بالنظر
لما تزخر به من مؤهالت طبيعية و بشرية .
ب – االختالالت المجالية بين األقاليم المشكلة لجهة بني مالل -خنيفرة
شهد المغرب خالل السنوات األخيرة تحوالت اقتصادية و اجتماعية عميقة ،
سواء على المستوى الوطني أو المستوى الجهوي ،و تعكس مؤشرات التنمية
الجهود المبدولة من طرف الدولة ،إال أن المغرب الزال يعاني من تفاوتات
حقيقية بين الجهات من جهة و بين األقاليم المشكلة للجهة نفسها و هو ما سنتناوله
بالدرس و التحليل من خالل تناول االختالالت المجالية و التفاوتات بين األقاليم
المشكلة لجهة بني مالل خنيفرة كنموذج حي و صارخ لهذه االختالالت هذه
الدراسة املتها انتماء جل أعضاء المجموعة لهذه الجهة التي تعتبر غنية من حيث
مواردها و فقيرة على مستوى الدخل الفردي لجل ساكنتها مما يطرح التساؤل هل
جهة بني مالل خنيفرة تعتبر وحدة ترابية مجالية منسجمة ؟ أم أنها تعاني من
اختالالت مجالية بين أقاليمها ؟
لإلجابة على هذه التساؤالت البد من استجالء الفوارق بين األقاليم المشكلة لجهة
بني مالل خنيفرة على جميع المستويات ابتداء من تمركز الموارد في اقليم دون
األخر وهو ما نستشف من تمركز الثروة الفوسفاطية في إقليم خريبكة مم يجعل
منها إقليما منجميا بامتياز مما خلق نوعا من االستقرار االجتماعي و االقتصادي
بين ساكنته و تمركزها على امتداد شريط خريبكة بوجنيبة حطان و بولنوار
30الشريف الغيوبي " ،الجهة المجال االنسب لالتركيز و تشجيع االستثمار " منشورات المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية ،
سلسلة " مواضيع الساعة " ،العدد ، 52السنة 2006ص . 28
17
ووادي زم وصوال الى منطقة سيدي شنان التي تنتمي ترابيا إلقليم لفقيه بن صالح
هذه الثروة ساهمت بشكل كبير في تأهيل هذه المدن على مستوى البنيات التحية
و بنيات االستقبال و غيرها من المرافق العمومية المحلية الثقافية و االجتماعية و
الرياضية إضافة إلى ارتفاع الدخل الفردي داخل هذه المدن بالمقارنة مع المدن
األخرى التي تنتمي حتى لنفس اإلقليم المنجمي نفسه كمدينة أبي الجعد .
كما تحتل أيضا الموارد الفالحية حيزا مهما داخل الجهة حيث يعتبر إقليم بني
مالل و إقليم لفقيه بن صالح من األقاليم الفالحية التي تساهم في خلق فرص شغل
موسمية و قارة بالنظر إلى المؤهالت التي تزخر بها هذه األقاليم منا على سبيل
المثال زراعة الشمندر و زراعة الزيتون و الحوامض و السمسم و الفلفل مما
يخلق معه نوعا من التوازن الديمغرافي و استقرارا لمعدالت الدخل الفردي
بالرغم من عدم مالئمة االستثمارات مع إمكانيات هذه المناطق مما تغيب معه
وحدات صناعية تحويلية لهذه المواد الفالحية مما تضيع معه كثير من الجهود و
الطاقات.في حين يعاني إقليمي خنيفرة و أزيالل من غياب الموارد الكافية بل
يمكن أن نقول ندرتها ،مما يخلق معه الالتوازن للمجال بين األقاليم المشكلة
لجهة بني مالل – خنيفرة على جميع المستويات باإلضافة إلى شساعة مجال هذه
األقاليم خصوصا إقليم ازيالل الذي صنف ضمن األقاليم األكثر هشاشة و فقرا
مما حدا بالمتداخلين في التدبير الجهوي إلى إعطائه أولوية في استثمارات الجهة
خاصة في الشق المرتبط بتأهيل البنية التحتية كما ساهمت في هذا الوضع
صعوبة تضاريس هذين اإلقليمين مما ساهم بشكل كبير في ظهور مجموعة من
المشاكل االجتماعية و االقتصادية كالهجرة و السياسية من خالل مجموعة من
القالقل و االحتجاجات خصوصا في الفترات المرتبطة بصعوبة األمطار و
تهاطل الثلوج مما يجعل منهما مناطق منكوبة تعاني خصاصا على جميع
المستويات.
هذه االختالالت المجالية داخل األقاليم المشكلة لجهة بني مالل – خنيفرة جعلت
منها الرقم 5في ترتيبها على المستوى الوطني وبالرغم من محدودية اإلمكانيات
وغياب رؤية مندمجة لدى الشركاء و المتداخلين التي تحكمهم النظرة السياسية و
االنتخابية فإن العمل على الخروج من بوثقة هذه الوضعية أصبح ضرورة ملحة
إلعادة التوازن االقتصادي واالجتماعي و كذا التوزيع العادل للثروة بين األقاليم
المشكلة للجهة و كذا بين المدن المشكلة إلقليم نفسه .
18
خاتمة :
ان الجهوية المتقدمة تفرض إعادة النظر في الدعم الدي توفره الدولة للجهات
من خالل الزيادة في الموارد المحولة من قبل الدولة لصالح الجهات ،حتى تتمكن
من انجاز االختصاصات المنوطة بها في مجال التنمية االقتصادية و االجتماعية
مع اعتماد مبدا التوزيع الجبائي على تحقيق نوع من الموازنة او المعادلة الجبائية
على مستوى اإلمكانيات المتاحة للجماعات الترابية ،و العمل على تصحيح
الفوارق بين الجهات عن طريق االمدادات التي ترصدها الدولة بشكل متفاوت لها
،حسب معايير تأخذ بعين االعتبار مواردها و تحمالتها و اكراهات الخاصة ،
مع الحد من الفوارق بينها باقتطاع جزء من الموارد الجبائية ،ودفعها الى
الجهات الضعيفة اإلمكانيات و الموارد.
ننتهي مما سبق و نؤكد على أن العدالة المجالية تعتبر مدخال أساسيا إلحقاق
العدالة االجتماعية لما تضمنه من توزيع متوازن ومتكافئ للتقسيم الترابي من
جهة ،واالستثمار واالستفادة المتوازنة مما يختزن في بلد من البلدان من ثروات
طبيعية وطاقات بشرية من جهة أخرى .بل تعتبر مدخال لترسيخ الديمقراطية
وتأسيس دولة الحق والقانون الواجبات لتحقيق األمن واالستقرار واالطمئنان،
كما تؤكد كل التجارب الديمقراطية الناجحة التي جعلت من تحقيق العدالة
االجتماعية والمجالية أساسا حاسما في توطيد المسار الديمقراطي وتحقيق التنمية
المستدامة.
إن اإلقرار بمحدودية الجهوية في تدبيرها لالختالالت المجالية وعجزها ليس وليد
اللحظة الحالية بل وقفت عند العديد من التشخيصات والدراسات والتقارير الوطنية
من قبيل تقرير الخمسينية وتقارير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي،
وتقارير المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي والمندوبية السامية
للتخطيط وغيرها ،...والتي شكلت كلها مدخال أساسيا إلعادة بناء نموذج جديد
للجهوية المتقدمة يمكن البالد من إنتاج الثروة وتجاوز محدودية واالختالالت و
خصوصا المجالية منها .مما يقتضي فحص وتحليل وتقييم وتحيين مجمل
التوصيات والمقترحات التي جاءت في تقارير المؤسسات الدستورية والهيئات
19
الوطنية ومنها تفعيل الصندوق العمومي للتضامن بين الجهات لما له من دور
كبير في تقليص مختلف الفوارق و االعطاب ،ومما الشك فيه ان التنمية المجالية
تشكل نقطة تالقي بين جميع السياسات القطاعية في سياق نظرة شمولية تهدف
الى الحد من التفاوتات الجهوية ،ورغم المجهودات المبذولة من قبل الدولة من
اجل إنجاح التجربة الجهوية المتقدمة فال زالت لم تلبي طموحات وال اآلمال
المعقودة عليها من طرف المواطن ،حيت ان االختالالت الحاصلة في المجال
الجهوي تبقى عائقا نحو تحقيق عدالة اجتماعية ومجالية متكافئة ومنسجمة .
20
الئحة المراجع:
الكتب
الدكتورة السعيدي مزروع فاطمة ،االدارة المحلية الالمركزية بالمغرب. •
محمد غنايم تجربة الجهة بالمغرب و رهانات الالمركزية المحلية ، •
منشورات المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية
ادريس جرذان" :النظام القانوني للجهة بالمغرب " ،دار السليكي اخوان •
،طنجة الطبعة االولى ،ص.100
حجيبة الزيتوني ،الجهة و االصالح الجهوي بالمغرب •
لمصطفى قريشي :الجهوية المتقدمة ورش مفتوح للحكامة الترابية" •
االطروحات و الرسائل
➢ -رشيد السعيد " مدى مساهمة الالمركزية و الالتمركز االداري في
دعم الجهوية " أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،جامعة محمد
الخامس ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ،الرباط
اكدال . 2001 - 2002 ،
➢ ادريس بن الساهل (تطور و افاق الجهة بالمغرب ) رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا في القانون العام ،جامعة محمد الخامس الرباط
1996- 1995،
القوانين
✓ -دستور المغربي ل 01شتنبر .1959
✓ -دستور المملكة - 1962الفصول . 95 ، 94 ، 93
✓ دستور المغربي1963
✓ .دستور المملكة 2011
✓ قانون التنظيمي 111.14المتعلق بالجهات
✓ الظهير الشريف رقم 1.59.161الصادر في 27صفر 1379
01/شتنبر 1959
✓ الظهير الشريف رقم 1.63.273المتعلق بشان تنظيم العماالت و
االقاليم و مجالسها الجريدة الرسمية عدد 2655بتاريخ
1963/09/13
21
االحصائيات والتقارير
▪ المندوبية السامية للتخطيط ،االحصاء العام للسكان و السكنى
2014،
▪ تقرير المجلس االعلى للحسابات حول الجبايات المحلية ،
،2015ص .21
المواقع الرسمية
الموقع الرسمي لرئاسة الحكومة : Www.cg.gov.ma
22
الفهرس:
مقدمة2..................................................................................
المطلب االول :كرونولوجيا تطور الجهوية بالمغرب5 .............................
الفقرة االولى :قبل تبني الجهوية المتقدمة6.........................................
الفقرة الثانية :بعد تبني الجهوية المتقدمة9........................................
الجهوي التقسيم وفق الجهوية االختالالت الثاني: المطلب
بالمغرب12..........................................................................
الفقرة األولى :االختالالت المجالية بين الجهات12.................................
الفقرة الثانية:االختالالت المجالية في الجهة نفسها -بني مالل -خنيفرة نموذجا 15
خاتمة19.......................................................................... :
الئحة المراجع21............................................................. :
23